••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


عندما عبروا حدود الظلام *مكتملة*

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-25-2020, 01:20 PM   #41
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






: جزاك الله خير , جزاك الله خير , ماتقصر والله يا أبو خالد , أصيل وراعي واجب ..
بعد ماقفل جواله لف على جلال وصالح وهو يقول : هذا أبو خالد يتحمد لي على سلامة حسان ..
كان الوجوم سائد على وجوه عيال جلال وعبد الرحمن اللي توهم دروا بالموضوع , قال صالح : والله مايقصر , هالرجال أكثر من أخ ..
لف جلال على أولاده وسالم اللي زام شفايفه بقوة وقال بحزم : هي إنت وإياه , قلنالكم الولد فاق خلاص , قولوا الحمد لله ..
قام سالم لمن بدأت شفايفه وخرج للحوش , زفر جلال وقال لمحمد : روح شوف فينه , أكيد راح يصيح ...
خرج محمد ودور عليه لقيه ورى الفيلا وهو يصيح , راح له وقال بخشونه : ياخي خلاااااااص , تصيح زي البنات , حسان كويس الحمد لله ..
مسح سالم دموعه وقال بخشونه : مين قال إني قاعد أصيييييييييييييييح , شي دخل في عيني ..
ابتسم محمد وقال : طيب غسل وجهك و روح أدخل عند خالاتك وأخواتك أكيد جدك دخل عندهم عشان يعلمهم على الموضوع ..
غسل سالم وجهه ونشفه ودخل للصالة الداخلية , من انسجن جده انتقلت جدته وخالاته وخاله حسان للعيش مع جدته اللي عايشة في فيلتها المقسومة لقسمين , فيلا دوبلكس هي في الدور السفلي ونورة معاها في نفس الفيلا والدور الثاني مخصص للنوم و شقتين إيجار لها قسم منعزل عن الفيلا ...
دخل على لحظة قول جده : تعور وهم يمزحون مع بعض ودحين هو في المستشفى ..
شهقوا البنات برعب وحطت نورة يدها على صدرها وهي تقول بخوف : تعور كيف ؟؟
قال بهدوء : انجرح ونقوله للمستشفى بسرعة والطبيب طمني عليه ..
سألت سفانة برعب : إنت رحت له ؟؟ متى ؟؟
ابتسم وقال : بعد ماصليت الجمعة رحت له وتطمنت عليه ..
جلس بهدوء وهو مستغرب طريقة نقل جده للخبر , قالت حمده وهي تعدل لثمتها وتغطي رجولها وتشد في أكمام ثوبها مستحية من زوج بنتها : أنا قلتلهم خرجة العيال ماوراها إلا المصايب , عوروه بإيه ؟؟
قال متجنب الرد على السؤال : تعرفينهم يا عمة لعبهم ومزحهم ثقيل , الله يهديهم بس ..
انتبهت نورة فسألت بإصرار : تعور بإيه ..
لف عليها معاتب وقال : هو بخير وهذا أهم شي صح ؟؟
ولف عليهم وقال بهدوء : اللي تعور به شي حاد لكنه الحمد لله نجى منه , واحد من الشباب كان يمزح بمسدس وانطلقت ..
صرخوا برعب وفزت سفانة وهي تصرخ : مســــــــــدس ...
قالت حمده وهي تحط يدها على راسها : يا حسرتي على ولد بنتي ...
قال بحزم حنون : والله توني جاي من عنده , مافيه إلا العافيه , تعدى مرحلة الخطر وفاق , إحمدوا الله تراه كان بيموت لكن ربي ستر ونجاه وهو بخير دحين وهذا المهم , ترا العفو جاني بعد ماعرفوا بحادث حسان , ولولا ربي ثم الحادث ماكان خرجت ...
استغرب سالم لمن شاف الهدوء اللي ساد المكان , وعلي يكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أنا رحت لحسان مرتين وشفته وتطمنت عليه وإن شاء الله أخذكم تشوفونه عشان تطمنون عليه ..
قالت سفانة بخوف : أبويه هو بخير ..
قال بحنان : والـــلـــه إنه بخير , أكثر من الله ..
سألت حمده : ومين اللي طلق عليه ؟؟
سحب علي نفسه وقال بهدوء : الطلق كان بدون قصد , ضغط عبد الإله الزناد بدون تفكير لأن المسدس أصلا خربان و ما توقع تنطلق الرصاصة ..
حست سفانة بجزء من قلبها ينعصر وبلا شعور قامت من مكانها وخرجت بسرعة , جريت لغرفتها ودخلتها وصكت الباب وهي تحاول تتمالك أنفاسها ~ عبد الإله , اللي طلق عليه عبد الإله , يااااااااااااااااااااااارب ارحم حاله , حسااااااااااااااان , عبد الإله ~


***************************


بعد صلاة العصر في الرياض :

: مين ؟؟
ميز صوتها الصادر من الجهاز , دنق عدنان على الجهاز وقال : عدنان وماهر ..
انفتح الباب الخارجي آليا وتلاه صوت انصفاق السماعة , دخلوا الحوش ولمن وصلوا للباب الخشبي الداخلي اللي فتحه ولد يناهز الـ 15 قال بفرح : هلا , حياكم تفضلوا ..
ابتسم عدنان وسلم عليه وهو يقول : كيف حالك ساري ؟؟
قال باعتراض : ساري انتهى من زماااااان , دحين صار سالم ..
ضحك ماهر وقال وهو يسلم عليه : بتظل عندنا ساري , 10 سنين تعودنا عليه خلاص ..
دخل عدنان بيت عمه وهو يقول : يا ولــد , السلام عليكم ..
أشر لهم ساري على المجلس وهو يقول : وهم أبوي وأمي الله يهديهم ما لقيوا إلا ساري , جابوا لي العقدة ..
قال عدنان وهو يوقف عند باب المجلس : بس إنت خلاص غيرته وارتحت صح ؟؟
زفر وقال : تعرف بعض الأولاد اللي كانوا يعرفوني في الإبتدائي مازالوا يتريقون وينادوني سالي ..
قال وهو يحط يده على كتفه مشجع : عارف مجتمع الشباب ما يرحم , لكن خلك أقوى , مو اسم يهزك , انت اللي تصنع نفسك وتعطي لاسمك رنين مو اسمك وحروفه ..
ولف على ماهر وقال : خلك هنا ..
وطبطب على كتف ساري وقال : بأدخل جوة ..
ابتسم ساري وقال : البيت بيتك ..
دخل عدنان وهو يقول : السلام عليكم ..
قابلته الشغالة مبتسمة , بعد بصره عنها وقال بحزم : كم مرة قلتلك لاتطلعين لي كذا ؟؟ وين ماما ؟؟
زادت ابتسامتها وهي تقول بصوت ناعم : ماما فوق سوى سوى أريز ..
استغفر وتحرك طالع الدرج وهو يقول : يا أهل البيت ..
لمن وصل لآخر درجة انفتح باب الغرفة اللي يعرفها وخرجت منه بنتين وحدة لابسة بجامة أنيقة والثانية لابسة عباية و طرحتها على أكتافها , مستحيل ينسى هالوجه , مستحيـــل , هتف بصدمة وهو يحس نبض قلبه يتسارع : ليـلـى ...
غاب هتافه وسط صرخة أريج المصدومة وهي تأشر له : وراك , وراك ..
لف وجهه بسرعة وتحرك بعيد عند الدرج في نفس اللحظة اللي تغطت البنت بطرحتها وهي تهمس بصوت رخيم : مع السلامة أروجه , بالتوفيق حبيبتي ..
انتفضت كل خلاياه لمن حس بأصابع تلامس ظهره , التفت بحدة , انتفضت أريام وقالت : بسم الله اش فيييييييييييك ؟؟
سلم عليها بهدوء و سأل : مين هذي اللي كانت خارجة مع أريج ؟؟
ضحكت وقالت بمرح : خلاص إنت خاطب ما يصير تسأل عن غير العنود , أوووو صح , مبروك الخطوبة , عقبال الزواج ..
قال بإلحاح : أريام , مين هذي اللي مع أريج ؟؟
قالت أريج وهي لافه بوزها : صديقتي , عندك مانع ..
مد يده لها بيسلم عليها لكنه طنشته وهي تقول بدلع : ما أبغى أسلم عليك ..
تقدم لها وضربها بخفة وهو يقول : تدلعي على زوجك مو علي أنا ..
زفرت بطفش وقالت : هو أصلا أنا ليه زووووج ..
رماها بنظرة حادة وهو يقول : أريــج ..
انتفضت برعب ومدت يدها تضيع خوفها وسلمت عليه بصمت , زفر وقال : روحي غيري ملابسك وانزلي ماهر تحت ..
ولمن شافها تزفر بطفش قال بحزم : تعرفيني ما أحب أعيد كلامي , ترى راسي يوجعني منك ومنه لا تخليني أحلف أمسك من شعرك وأطق راسك في راس اللي قاعد تحت و أخلي موضوعكم زي ماهو من شهرين و أروح الشرقية ..
قالت بسرعة : لا لا لا أنا ما حسبت إنه يجي ..
ولفت بوزها وقالت : دقايق وألبس ..
لمن دخلت الغرفة طالع في باب غرفتها بصمت مناقض لأفكاره ~ عدنان أكيد تتوهم , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ واش القدر هذا اللي يخليك تشوفها وفي بيت عمك في الريااااااااض , أكيد قاعد أتوهم , يمكن تشبهها , يخلك من الشبه أربعين , أصلا أنا ما شفتها زين كيف حكمت إنه هذي ليلى , اش طراها على بالي دحين ؟؟ أكيـــد عقله صاير فيه شي ~ زفر وقال وهو يجلس على الكنب براحة : كل يتغلى على الثاني وأنا اللي واقع بينهم ..
ابتسمت أريام وجلست جنبه , ما كان يجيهم دايم بالعكس زياراته قليلة , لكن اللي يعجبها فيه إنه كل مرة يجيهم رغم الفترة المتباعدة إلا إنه يتعامل معاهم كإنه أخوهم من أمهم وأبوهم مو بالرضاعة بس و يتحرك براحة كإن البيت بيته , خرجت مرة عمه من غرفتها ولمن شافته قالت بترحيب بارد : عدنان !! أهلا , حياك الله , تو ما نور بيتنا ..
قام عدنان بإحترام وتقدم لها بسرعة و سلم عليها وهو يقول : من هلا ما ولى , منور بأهله , كيف حالك خالتي ؟؟
زفرت بطفش وقالت : مانشكي باس ..
وجلست على المقعد المنفرد قدامه , جلس مكانه وقال بهدوء : الحمد لله ..
زفرت مرة ثانية بطفش وهي تسأل : جاي لوحدك ؟؟
كان عارف ومتأكد إنها عارفة إنه ماهر تحت لكنها تحب تبين له قد إيش هي طفشانه منه ومن كل شي يمت له بصلة ابتسم وقال بمرح : لا معايا طرف من أطراف القضية تحت , بأسحب الطرف الثاني وإن شاء الله نحلها ..
لفت بصرها عنه وسألت بنتها الكبيرة : ليلى راحت ؟؟
رجعت واستنفرت خلاياه كل طاقاتها وهو يصرخ بداخله ~ مستحيييييييييييييل يكون لها نفس الاسم , هي والله إنها هي , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ وكيف تعرفها أريج ؟؟ ~
: أظنها راحت قبل شوي , ما شفتها لمن نزلت بس أريج كانت جاية من تحت يعني أكيد وصلتها , الله يسعدها جاية ومتعنية كله عشان تزور أريج ..
قالت أريج اللي جاتهم وهي تمشي بغنج : حبيبتي مو عشاني , ممكن تنزل من الدمام عشان جوازي مو عشان تزورني , زوجها عنده عزيمة غدا هنا فاقترحت عليها تزورني وتتغدى عندي على بال ما ينتهي زوجها من عزيمته ..
بالقوة ضبط عدنان انفعالاته ومسك نفسه عن الأسئلة , زفرت مرة عمه وقالت : ما شاء الله على زوجها معيشها في نعيم , ديموقراطي , متفهم وخادمها بعيونه , ماشاء الله لو تطلب منه يوديها المريخ وداها ..
قام عدنان وقال بابتسامة ساخرة : الله يهنيهم ..
وأشر لأريج وقال : يلا تحركي ..
لفت بوزها ومشيت معاه وصوت كعبها يختلط مع صوت أساورها المجلجلة , لمن وصلوا نهاية الدرج لف عليها وقال بهدوء : أريج بأكلمك دحين واسمعي مني , انتي منتي صغيرة ..
زفرت بطفش فدق بإصباعينه صدغها وهو يقول بعصبية : عقلك في راسك يا بنت ..
كانت أحلاقها الطويلة تلمع مع تحرك راسها اللي يدقها وريحة عطرها تفوح في المكان , قال بحزم وصرامة : خذيها نصيحة , ترى الجمال مو كل شي , خذيها نصيحة من رجل ويعرف الرجال , الرجل أول ما يتزوج يهمه في الزوجة شكلها ولبسها وزينتها لكن كلها كم شهر تخف فورة الحب ويبدأ يطالب بأكثر من المظهر الخارجي , يبغى وحده تراعيه , تهتم به براحته ببيته بأكله بشربه , تشاركه أفراحه وتخفف عنه تعبه و حزنه , ممكن يصبر عليك زوجك لو ما تعرفين تطبخين بداية الشهور لأنك عروسته وحبيبة قلبه لكن بعدها بيمل بيزهق يبغى يجي يلقى أكل زي الناس مو محروق ولا ناقص ملحه , ممكن يصبر على دلعك وزنك وتغليك عليه أول الأيام لكن بعدها بيرميك بكلمات زي الثلج من برودها لأنه بيكون وقتها كإنه يقولك خلاص دلع , أبغى جدية , هي حياااة اللي بتعيشينها , مهي كلها محصورة في الملابس والزينة والعطور ..
تغيرت ملامح وجه أريج وهي تطالع فيه بخوف وحيرة , كان عارف إنها صغيرة عقلا رغم عمرها اللي جاوز 18 وتتأثر باللي حولها , و قيد قال لماهر أصبر عليها كم سنة لو تبغاها لكن ماهر أصر بيملك ويتزوج , ابتسم وقال بحنية وهو يقرص خدها : شويه شويه على أخوية تراه يموت على الأرض اللي تمشين عليها ..
نزلت راسها بحرج , حط يده على راسها وقال بجدية : أريج لا تخسرين حبه , ترى لو تغير حبه لك صعب ترجعينه زي أول , والله ما حتقدرين لو ولعتي أصابيعك العشرة عشانه , ماحيشوفه شي بعد ما تجرحينه , تراني نصحتك ومنتي صغيرة عشان تنسين اللي قاعد أقوله لك , تراني سبتك براحتك عشان تفكرين وتعرفين إش تبغين بالضبط واش هو يبغى ..
هزت راسها وهمست : شكرا ..
ابتسم وقال : تدخلين دحين وتستسمحين منه بأدب تراك غلطتي عليه , ولاتزعلين لمن يدافع عن أخوه ومايبغى أحد يتكلم عن أهله , إعرفي إن الرجال اللي ما يحرص على أهله ما حيحرص عليك في المستقبل اللي بتكونين فيه إنتي كل أهله ..
سحبت نفس وقالت : إن شاء ..
تحرك وهو يقول : الله يوفقكم يا رب ..
مشيت وراه وهي تهمس : عدنان , شكرا ..
ابتسم وكمل طريقه بدون ما يلتفت لها , أول ما دخل المجلس وهو يسلم لاحظ نظرة أخوه السريعة قبل مايلف وجهه يكمل هرجه مع ساري كإنه مو مهتم , قال بهدوء وهو يكتم ضحكته عليهم : جبنا العروسة معانا ..
طنشه ماهر , ساري اللي شاف أريج ورى عدنان منحرجة قام وخرج , بعد عدنان وأشر لها تتحرك , تحركت بتردد ووقفت قريب منه وقالت : آسفة ..
قال ماهر ببرود من دون ما يقوم وهو يصب لنفسه قهوة : في أي بنك تنصرف هذي ؟؟ ..
فركت يدينها وقالت : عارفة إني كنت وقحة , آسفة ما قصدي ..
رماها بنظرة لا مبالية ورجع يشرب قهوته بصمت , إلتوى فمها فزمت شفايفها بقوة وهي تقاوم دموعها , أشر عدنان من وراها لماهر إنه ينهي الموضوع لكن ماهر طنشه وهو يقول بجمود : بتصيحين صيحي , دموع التماسيح هذي ماعاد تأثر فيني , استغليتيني فيها كثير , وكل مرة توعديني بشي وترجعين تسوينه عناد وعباطة , النفس طابت منك ..
غطت وجهها وهي تبكي بصمت , فرصع عدنان عيونه وأشرله بحزم إنه ينهي الموضوع , هز ماهر راسه بلا وأشر له يجلس , التزم عدنان الصمت وجلس بهدوء وهو يتشاغل بتحف المجلس , على كثر قوته وحزمه ما كان يحب أبدا تجريح المرأة أو دفعها للبكى لأنه يعرف إنها ناقصة عقل قلبها اللي يحكمها ويسيرها في معظم أمورها , بعدت يدينها وهي خايفة إن الكلام اللي حذره منها عدنان صار , ~ معقول تغير حبه لي , ماعاد يحبني , النفس طابت , كلمة قوية ياماهر ~ لفت وطالعت في عدنان اللي حط يده كإنه يكح و أشر لها تتكلم , لفت على ماهر وهمست وهي تعصر يدينها : والله هذي المرة من جد أقولها آسفة , من اليوم ورايح مايصير خاطرك إلا طيب ..
وتحركت ودقت طرف كتفه وهي تقول : ماهر سامعني ..
كان متجاهلها تماما , قالت : والله آسفة , قولي اش تبغى وأسويه ؟؟
ولمن شافته مطنشها قالت وهي تقاوم دموعها : حتى إنته زعلتني كم مرة لكني سامحتك ليه ماتبغى تسامحني هالمرة ..
قام وقال وهو يأشر على عدنان : شايفه اللي جالس هناك هو اللي جايبني والله لو مو عشانه ماكان جيتك ولا طبيت لك بيت بعد الكلام الزففففففت اللي سمعته ..
قالت ودموعها تنزل : آآآآآآآآسفة , والله آآآآآآآآسفة ..
هز راسه وقال بعد اهتمام : طيب , بنعديها هالمرة وأشوف بعدين صدقيني بنرجع لنفس الموال ..
فرحتها بكلمة طيب انهارت مع كلماته الأخيرة , قالت بتأكيد وهي تمسح دموعها : لا إن شاء الله ..
~ ياناااااااااااااااااااس أحبهااااااااااااااااا , ياحمارة أحبك لكن لازم أقسي قلبي ~ تجاهل كل مشاعره ومد يده ببرود وهو يقول : نشوف ..
مدت يدها وصافحته وهي تبتسم له , رماها بنظرات برود , قال عدنان وهو بداخله مايت ضحك على ماهر : الحمد لله اللي تعوذتوا من إبليس , سلموا على بعض عربة وانهوا الموضوع وأهم شي تبدأون صفحة جديدة , مافي تذكير باللي صار مفهوم ..
رماه ماهر بنظرة مقهورة وهو يصرخ بداخله ~ عربه ليه يالننننننننننذل ؟؟ ~ هز عدنان حواجبه عناد قبل ما يحمحم وهو يقول بهدوء : أريج سلمي على زوجك ..
سلمت عليه بحرج وهي تطالع فيه برجاء , سحب يده وأشر لها تسلم عليها , لفت على عدنان باستنكار , أشر لها عدنان رغم استنكاره لحركة أخوه إنها تمشيه وتسلم وهو يقول : بوسة اليد احترام ..
ماهر اللي سوا الحركة مزحة لإنهاء الخلاف ما توقع إنها بالفعل تسلم , لمن دنقت مسكها من أكتافها يوقفها وهو يقول باستنكار : هييييييييييي من جدك انتي ..
طالعت فيه وهي تقول من بين دموعها : إنته قلتلي ..
هزها وهو يقول بتحبب : أمزح معاك يالخبلة ..
تمسكت فيه وصاحت من قلبها بصوت عالي وهي تقول بعصبية : لاعاد تمزح معايا أنا أكككككككره مزحك الثقيل ..
ضحك من قلبه وضمها وهو يقول : والله أروجتي تغيرت ..
ضربته بقبضتها وهي تقول من بين شهقاتها : عورت قلبيييييييييييي ..
قال وهو يرفع بصره : أحسن عشان تحسين بعوار قلبي أنا كمان ..
وانتبه إنه عدنان مو فيه , ابتسم وهو يشكره بداخله ...
: حليت القضية ياحضرة المحامي ..
التفت عدنان اللي جالس على درج الفيلا مع ساري وقال لصقر : الحمد لله ..
ضحك وقال : يا حلال المشاكل كان دخلت من زمان وحليت الموضوع ...
حك عدنان حاجبه وهو يقول : لو إنك خبير زيي كان عرفت إنه بعض المشاكل أحسن تاخذ وقتها و ما تنحل بسرعة عشان ما يتندم الواحد بعد ما يحلها وبعضها لا لازم تنحل ولا يتأزم الموضوع و تصدق ...
قام وزفر وهو يكمل بصوت غريب : أحيانا أتمنى إني ما أحل أي مشكلة ..
وتحرك خارج وهو يقول : أنا راجع البيت ورايا سفر بعد العشا , البيه شكله مرابط عندكم الليلة , إذا خلص رجعه بسيارتك ..
ولوح بيده بدون ما يلتفت وخرج , ابتسم صقر وقال : الله يسهلك دربك يا رب ..



***********************

في جدة :
شقة جاسم وأزهار :

الكل لاحظ حركة أزهار المستمرة ووقوفها عند الطاقة , قالت العنود وهي منسدحة على الأرض وحاطة رجولها فوق الكنبة : إنتي تستنين أحد ..
هزت أزهار ارسها وقالت : هااااااا , لييييييييييه ؟؟
قالت البندري: يمكن لأنك لك ساعة تدورين زي البس الحامل اللي عندها ولادة ..
ضحكت العنود ومدت يدها وهي تقول : كفك يابنت , والله صايرة تعرفين تحشين ..
ضربت البندري كفها وهي تقول : من بعد الله ثم معلمتي القديرة عنيدي ..
أشرت العنود بيدينها وقالت : لا تصفقون , لا تصفقون , شكرا , شكرا ..
لمن دق الجرس جريت أزهار للباب على طول , جاسم دق عليها قبل شوي عشان يخبرها إنه جاي من المستشفى عشان يخبر الهنوف لأنها الوحيدة اللي بقيت والكل عرف بحكاية حسان , دخل وهو يقول بتعب : السلام عليكم ..
ردت السلام وهي تطالع فيه بتوتر , ضحك على نظراتها ودخل وهي تتبعه , ابتسم لمن لقي الهنوف واقفة مبتسمة والبندري جالسة بصمت متردد وقالت العنود اللي مازالت مفترشة الأرض : كيفك يادب ؟؟ وكيف كانت رحلتم ؟؟
صافح أخواته وضرب العنود على فخذها وهو يقول : قومي واعتدلي عندي موضوع ضروري ..
قامت وهي تحك فخذها وجلست على الكنبه , ابتسم للبندري فتغيرت ملامحها على طول وارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تأكد لنفسها إن اللي صار أمس مو من نسج خيالها , حزم أمره أخيرا وقال بهدوء وهو يرسم الوجوم على وجهه : ترا صار شي فضيع ما أدري كيف أقوله لكم ..
طالعوا كلهم فيه بترقب وخوف وأزهار تأشر له إنه ما يقولها بطريقه مباشره
قال بحزم : مافي طريقة غير كذا يا أزهار , يعني كيف أقولها ؟؟
نزلت أزهار يدها لمن التفتوا لها والعنود تسأل بخوف : اش فيه ؟؟ خوفتوني ..
سكت طويل , حست أزهار بنبضات قلبها تهدر زي الرعود من قوتها واضطرابها وكانت عارفه إنهم أكيد زيها , قالت الهنوف بهمس : جاسم تكـ ...
واختنق صوتها لمن حست بجفاف مفاجئ لحلقها من الخوف , رفع راسه لهم وطالع فيهم بصمت وقال : في واحد مات ..
صرخوا : ماااااااااااااااااااات ..
وهتفت أزهار : مين اللي مااااااااااااات ؟؟؟
قال بسرعة : هو كان بيموت لكن ربي ستر عليه و ما مات ودحين هو طيب ومافيه شي والدكتور طمنا عليه ..
زفروا براحة والعنود تسأل : الحمد لله , بس مين ؟؟
قال بابتسامة : مابشرتكم ؟؟ عمي علي خرج من السجن ؟؟
: واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
صرخت بها العنود وهي تنط بفرح وصرخت الهنوف بفرح ممزوج بصدمة : كذااااااااااااااااااب , متى صار هالكلام ؟؟
والبندري تقول للعنود بحماس : يا فرحة عمتي والبناااااااات ..
قالت أزهار بحزم : ومين اللي ستر ربي عليه ..
طالع جاسم في الهنوف وقال : حسان , لكنه بخير دحين ..
شهقوا والتفتوا للهنوف اللي شحب وجهها فجأة وهي ترفع يدها و تغطي فمها عشان ما تصرخ , قام جاسم من الكنبة المقابلة لهم وجلس على الطاولة القزاز قدام الهنوف وقال بهدوء : قلتلك إنه كان بيموت لكن الحمد لله ربي ستر عليه , يعني لازم تفرحين بدل ماتزعلين ..
ودقها وهو يقول : وصدقيني لو درى حسونه إنه وجعه هو السبب في خروج ابوه من السجن بعد الله كان عور نفسه من زماااااااااااااااااان ..
وضحك وهو يقول : تصدقين قالي بيحط بلك مكان الباب عشان سنة كاملة محد يزعجه ..
وبدأ يغمز ويدقها وهو يتريق عليها عشان يضيع خوفها , ابتسمت أزهار وهي تشوف الهدوء اللي تلى الدموع اللي ذرفتها الهنوف بصمت وخجل من أخوها اللي ضمها وهو يوعدها يوديها له عشان تطمن عليه ..
أشرت له من ورى الهنوف بإبهمها بمعني طريقة حلوة , ابتسم وأرسلها بوسة خلت وجهها يحمر وهي تطالع في البنات خوف وحده منهم شافت حركته , ضحك عليها وهو يبعد الهنوف ويهديها ويهدي البندري اللي صاحت معاها , لكن العنود كعادتها قعدت تنكت معاه وتضحك عشان تضيع خوفها وخوف أختها ...
قال جاسم : إحمدي ربك إنتي دريتي بعد ماانتهى كل شي , هذي الضعيفة من أمس وهي دارية ومعانا لحظة بلحظة ..
لفت الهنوف بصدمة على أزهار اللي ابتسمت قالت : الحمد لله على كل حال , حمد لله على سلامته يا هنوف ..
قامت الهنوف وضمتها وهي تصيح مرة ثانية , ضحكت أزهار وقالت : والله شغلة , أمس البندري تصيح واليوم الهنوف ..
قالت العنود وهي تضمها بحب : السر في حضنك الدافي ..
ابتسم جاسم وقام من مكانه وبعد العنود وبعد الهنوف وهو يقول : أجرب ..
صرخت أزهار باستنكار وهي تتراجع بإحراج , ضمها جاسم وهو يقول : عادي مافي شي ..
دفته أزهار بخشونة وهي تحاول قد ماتقدر ماتجي عيونها في عيون أخواته , لف جاسم وضحك من قلبه لمن شاف الهنوف محمرة من الخجل والبندري لفه وجهها والعنود بعكسهم مفرصعة عيونها , قالت بصوت ممطوط : قلـــــــة أدب , ودوني بيتي دحيــــــــــن قاعدين نتفرج في قناة غير مشفرة ..
ضربتها الهنوف باستنكار و أزهار مدنقة وهي ودها الأرض تنشق وتبلعها , قال جاسم بمرح : أوريك القناة غير المشفرة ..
ولمن تقدم من أزهار ضربته بعلبة المناديل اللي جنبها بدون تفكير , انفجروا البنات ضحك لمن ضربت العلبة في جبهته , شهقت أزهار وجريت له وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسفة , ماقصدي , والله ماقصدي ..
حط يده على جبهته وابتسم لها وهو يسأل بهمس : ضيعت الموضوع زين ؟؟
ابتسمت وقالت : إيوه , ماشاء الله عليك ..
همس : من جد حضنك دافي ..
انصعقت من كلمته فبعدت عنه وهي تقول : والله علبة مناديل ثانية وفي عينك هالمرة ..
قهقه من قلبه وهو يقول : والله متزوج ولده ..
ولف على أخواته وقال : أروح أتروش و أريح شويه وأوديكم المكان اللي تبغونه ..
وقال لهنوف بحنان : إن شاء الله أوديك له وتطمنين عليه بنفسك ..
نزلت راسها مستحيه منه وهي تهز راسها , لمن دخل الغرفة قالت البندري : فضيحة قاعدين وجاسم فيه , أكيد تعبان ووده يرتاح ..
ابتسمت أزهار وقالت : ماعليك , لاحق إن شاء الله على الراحة ...
واستأذنت منهم ودخلت الغرفة , ابتسمت العنود وقالت : يااااااااااااافرحتي لهم , يارب تتمم عليهم حبهم وفرحتهم وسعادتهم ..
شويه وخرجت أزهار وجلست معاهم وهي ترد على أسئلتهم عن أمس وكيف قدرت تخبي الموضوع عنهم , جاوبتهم وهي تتجنب تقولهم إن سبب جرحه هو طلقة نار لأنه جاسم عزم يخليها تشوفه بعدين يقولها على بقية الحقيقة ...


************************

بعد المغرب :
في المستشفى :

خفقات قلبها حستها مسموعة من قوتها , كان واقف عند السرير وهو ماسك مشط يمشط به شعر حسان وهو يقول بهدوء : عارف تبغى تصير حلو عشان العروسة , يلا قوم بسرعة عشان نفرح بك , سوي زي عبد الرحمن قال 3 أسابيع وشوفهم بيجوزونه قبل رمضان بأربع أيام , بالله أحد يتوج في شعبان ..
انعصر قلبها وهي تشوف حاسن يطالع فيها ويبتسم رغم الجهاز الموصل به , ولاحظته يحرك أصابيعه يأشر لها تجي , لف عبد الإله لمن انتبه لحركته وأول ماشافهم عرفهم , تراجع بسرعة وحط المشط على الطاولة ودنق راسه وهو يهمس : هلا عمتي تفضلي ..
وتحرك بيخرج , مسكته نورة بقوة وضمته بصمت , تراجعت سفانة اللي كانت تراقب المنظر من ورى أمها لمن تفاجأت بقربه , تحركت للسرير ولمست يد حسان ورفعت غطاها و طالعت فيه بحب , ابتسم ورفع يده بصعوبة وأشر على حلقه وانهارت يده جنبه , قالت بهمس : قالي أبويه إنك ماتقدر تتكلم بسبب الجهاز ..
ودمعت عيونها وهي تقول : حمد لله على سلامتك حسونه ..
وماقدرت تستحمل رمت نفسها على صدره وهي تصيح من أعماق قلبها , سحبها أبوها وقومها عنه وخرجها بحزم , تعلق بصر حسان بسفانة ورجع طالع في أمه اللي كانت أكثر رباطة منها , ضمته وسلمت عليه وقرت عليه وكلمته وصبرته بكلمات قوية وخرجت , تبعته خوله وأسماء اللي أخفت دموعها وهي تخرج , لمن طالع بحيره لأبوه قال أبوه : الخنساء وسمية منعناهم من الزيارة عشان الزحمة , بكرة إن شاء الله يجون مع سالم ..
أخفى عنه حقيقة إنهم مايتات صياح عشان كذا إنمنعوا من الزيارة بأمر من نورة اللي ماتبغى حسان يتأزم ببكاهم ...
خرج علي واستغرب البنت النحيفة اللي جلست مع البنات وهي تهدي سفانة المنهارة , سأل نورة : هذي الهنوف ؟؟
ابتسمت نورة وقالت : لا هذي ريم أصرت تجي بس كذا ..
ابتسم لمن تذكرها وقال : كيف حالك يا ريم ؟؟
استحت ريم وهمست بصوت مخنوق من التعب : الحمد لله , الحمد لله على سلامة حسان و الحمد لله على خروجك بالسلامة ..
وهمست لسفانة وهي تستنشق بقوة وتمسح أنفها اللي تحسه بيتقطع من كثر الوجع : الله يفشل العدو , أظن أبوك يقول البنت هذي ماتستحي ..
ضوسط دموعها وقالت : لا عادي , الكل عارف حكايتك مع حسان ..
استحت ريم وهمست : فشلــــــــــــة , هنوف ماجات وأنا جيت , يلا يلا قوموا خلونا نتحرك من هنا ترانا مسوين زحمة عند العناية ...
قالت نورة بحنان : ريم مادمنا في المستشفى قومي اكشفي على نفسك تراك بتموتين من الوجع ..
هزت راسها وقالت : لا مايحتاج , شوية زكمة بس ..
وتحركوا خارجين بعد ما ألقت نورة نظرة ثانية على حسان , تحركوا البنات وتحلقوا حولين علي اللي جاهم يقولهم على التطورات اللي قال عليها الدكتور , قالت ريم لسفانة : أسبقكم على برى , ولمن خرجت من العناية ضربت في جسم طويل , اختل توازنها من شدة تعبها وطاحت ..
: بسم الله عليك ..
حست بيدين قوية تسندها , استغربت إن اليدين كانت سمرا كبيرة , حست بقشعريرة في جسمها كله ~ مو معقولة رجال اللي ماسكني ~ لفت وانصدمت لمن شافت ابتسامته , بعدت عنه بسرعة وهي تقول بصوت مخنوق وضربات قلبها توجعها من قوتها : لا عاد تلمسني ..
اتسعت ابتسامته وهو يقول بتريقة : من وراء حجاب ..
تجمعت الدموع في عيونها وهي تقول : هذا مو شي ينمزح فيه , احترم نفسك وصير رجال ..
رفع حواجبه وقال : ماني عاجبك ست ريم ..
قالت بحزم : لا منته عاجبني سيد عبد الرزاق ..
وتحركت بسرعة , مسك يدها فرفعت يدها الثانية بلا شعور وصفعته وهي تتنفس بحدة وهي تسحب يدها منه وهي تقول بحزم : اتق الله ..
وتحركت بسرعة ووقفت عند بوابة المستشفى وهي تتنفس بالقوة , غطت وجهها وجلست على أقرب مقعد وهي تصييييح من أعماقها ~ ليش يسوي كذا ؟؟ ليييييييييييييييش ؟؟ أعلم أبويه , ولا أروح لميييييييييييييين ؟؟ أشتكي لمين من مضايقاته ؟؟ ~
: ريم ..
أول ماسمعت اسمها يخرج من بين شفايفه قامت بسرعة وتحركت خارجة من المستشفى , سطع ألم حاد لكنها تجاهلته لأنها تعرف هالوجع اللي يبهذلها كل شهر و مشيت بعزم مطنشة مناداته , سطع الألم أكثر وحست بعجز عن إكمال مشيها من شدة الوجع , وحاولت تعتدل واقفة لكنها ماقدرت , تأوهت وهي تلف يدينها على بطنها وتنحني بوجع , حاولت تقوم لكنها رجعت انهارت على الأرض وهي تصرخ , لمن قرب منها صرخت : لا تلمسنييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
تراجع بسرعة وهو يصرخ : انتي وجعانه ..
لفت عليه وقالت من بين أسنانها : أموت وجع ولا تلمسني ..
انصعق من كلمتها , اندفعت ممرضة لها وصرخت في ممرضة ثانية : كرسي بسرعة ..
تعاونوا وساعدها وجلست عليه ودفوها للطوارئ , سفانة اللي شافتهم ياخذونها لحقت بهم بخوف , ولمن شافتها تصيح خمنت إنه من الوجع , خاصة إنه الطبيب رفض يعيطها الإبرة المهدئة وهي مسخنة ...
ضحكت سفانة وقالت : شفتي فائدتها , خلتك غصب عنك تكشفين ويعطونك غبر مخفضة للحرارة , يالمجرمة 40 حرارتك وتمشين ..
استنوا حولينها المحلول إلين انتهى وخرجوا من المستشفى ...



**********************


الساعة 11.30 المساء في الرياض :
قرية الثمامة , قدام المسبح المائي الكبير :


حك صقر شعره وهو ينفث الهوا من بين أسنانه , طالعوا فيه التوأم وهم عاقدين يدينهم بحزم قدام صدرهم , قال ماهر : ياخي أخلص , تراك طفشتنا لك ساعة تحكحك زي القرد ..
رماه صقر بنظرة حادة , ضحك سامر ودق توأمه بكوعه وهو يقول : ارحمه خله يجمع كلامه ..
زفر صقر وقال : أنا ...
صرخوا مع بعض بحماس : هييييييييييييييييييييييييييييي ..
وضربوا يدين بعض وسامر يقول بتريقة : قال كلمة , أخيرا قال كلمة ..
صرخ صقر بعصبية : يالدلوووووووخ ..
صرخوا مرة ثانية : هيييييييييييييييييييييييييي ..
وماهر يقول : مبروك ياسامر طلع الكلمة الثانية ..
غطى وجهه بطفش ومسح بها وجهه وتحرك من عندهم وهو يقول : أصلا الحق علي اللي جاي أكلمكم ..
مسكوه كل واحد من يد ورجعوه وهم يقولون : والله ترجع ..
وقال ماهر : والله ماعاد نتريق , قول اللي عندك ..
لف عليهم وقال بسرعة : كنت أبغى أقولكم إني أبغى أتقدم لسحر ..
ساد صمت فضيع بعد كلمته , كانت وجيههم جامدة وهم يطالعون فيه بنظرات غريبة , طالع فيهم بتوتر وهو يسأل : اش فيكم ساكتين ؟؟
طالعوا فيه ورجعوا طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحده وهم يتذكرون دعاوي سحر على حبيب قلبها اللي ماجا , طالع فيهم صقر بقهر وسأل : ليش تضحكون ؟؟
حك سامر خده وقال : مزحك ثقيل ..
وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : جدا لدرجة ماله طعم ..
انصدم صقر من ردهم وقال بعدم تصديق : لهالدرجة ماأنفع خطيب لأختكم ؟؟..
سألوا مع بعض بصدمة : إنت من جدك ؟؟؟
وكمل سامر وهو يأشر عليه : إنت تبغى أختنا , سحر , سحر ماغيرها ..
وكمل ماهر : متأكد إنها سحر مو سلافة ..
رماهم صقر بنظرة باردة وتحرك بدون ما ينطق بحرف , مسكوه بالقوة وهو يتفلت منهم والعصبية واضحة في كل معالم وجهه , بالقوة مسكه سامر وقال ماهر وهو يوقف قدامه : والله ما ترووووووح ...
لف وجهه عنهم وهو يتنفس بحدة , كان مقهووووووووور من ردة فعلهم الغير متوقعة , حمحموا مع بعض وقال ماهر : هو الصراحة إنت فاجعتنا مو فاجأتنا , قصدي ....
ولف على توأمه وسأل : كيف أشرحها ؟؟
سابه سامر وهو يقول : ماعمرك بينت إنك تبغاها , قصدي البنت صارت 26 وهي عندك من زمان , يعني .......
ولف على ماهر وهو يسأله : كيف أشرحها ؟؟
قال بعصبية : كيف أشرحها , كيف أشرحها , عاد قدر الله و ما تقدمت إلا دحين , هذا السبب بس ولا في سبب ثاني يا صوير وعوير ..
قال ماهر وهو يأشر على نفسه وعلى سامر : تراها صوير وعوير و ....
وأشر عليه وسامر يكمل : اللي مافيه خير ..
حس صقر بدمه يفوووور من عدم اهتمامهم قال بقهر : والله ما بتعقلون , مابتعقلون إلين تحج البقرة على قرونها , إنتم تقلبون كل المواضيع مزح , تراني أكلمكم جد , لو عرفت إنكم بتاخذون الموضوع مسخرة كان كلمت عدنان لكن ربي ابتلاااااااااااااااني وصرتم انتم خوياني الله يقطعها من خوة ..
نفخ ماهر صدره وقال : هي تراك تكلم أخو خطيبتك , احترم نفسك ولا أشوه سمعتك عندها وأقولها لا توافقين , سامر..
مد سامر يده على طول وهو يتكي بيده الثانية على كتف أخوه وهو يقول : يدك على 10 آلاف , خمسة لي وخمسة له , ونضمن لك موافقتها اليوم قبل بكرة ..
طالع فيهم بصمت , صرخوا بحماس وهم يحتضنونه ويباركون له دلالة موافقتهم على هالخطبة , ضحك وقال : الله يقطع شركم , مصيبتي لو تم الموضوع إنكم بتصيرون نسايبي ..
قال ماهر بفرح : صراحة الموضوع صدمني في البداية ..
وأيده سامر وهو يمشي معاهم ويقول : يعني ما عمرك لمحت ..
ابتسم صقر بصمت وهو يمشي وسطهم , كان أقصر منهم بشوية وأصغر منهم في البنية , وبعد فترة صمت قال : كنت أبغى أسمع رأيكم قبل ماأتقدم لعمي ..
وقال بتريقة : ممكن أعطيكم رقم مديري في العمل عشان تسألون عني و ..
ضربوه وهو يضحك والسعادة تكاد تنطق في وجهه , وهم راجعين للغرفة اللي مستأجرينها كانوا البنات راجعين من عالم الثلج , أشرت لهم سلافة وهي تقول :
Booooooooooys الثلج كان يهبببببببببببببببل ..
دقتها سحر وهي تهمس : استحي تتكلمين بهالصوت منتي شايفه صقر معاهم ..
قالت سلافة بعدم اهتمام : ويعنيييييي ؟؟ صقر زيه زي سامر وماهر ..
تحركت سحر من عندها ودخلت للغرفة , ولمن وقفت سلافة قرب أخوانها انسحب صقر وراح لأخواته اللي كانوا يحكونه بحماس عن الألعاب اللي لعبوها ..
قال ماهر : صقور مايجي آخذ مرتي ونتمشى شوية ؟؟ مو العشا بمناسبة تصافينا ..
ضحكت أريج لمن سحبها صقر من يدها ووداها لحد باب الغرفة وهو يقول : احلف , احلف , أصلا خلاص أنا بأمنع الزيارات إلين يوم الزواج مابقي شي عليه ..
غمز له ماهر وهو يقول : حتى لو وعدتك أمشي موضوعك زي الحلاوة ..
رماه صقر بنظرات حاده وهو يقول : لا تذلني ..
ولف على أريج وقال : وانتي شاقة الحلق ة , أدخلي بسرعة ..
دخلت أريج ودخلوا وراها البنات , من انتقف الباب لف صقر على ماهر وفي لحظة شرد ماهر ووراه صقر وهو يصرخ : تعاااااااااااال يالجباااااااااااااان ..
وسامر فاطس ضحك عليهم وهو يقول بصوت عالي : 1 _ 0 ...



*************************

تم بحمد الله الجزء الأول من الفصل السابع عشر ....

تتابعون في الجزء الثاني من الفصل السابع عشر من عندما عبروا حدود الظلام


................. وصلها صوته اللي تميزه من بين مليون صوت : مشاعل أنا ناصر ..............

.................... قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك ..............

................... هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطــــلق استهدي بالله .................

.................... صرخ بعصبية : ليلى بالذات ماأبغى أسمع سيرتها على لسانك ................



أتمنى لكم قراءة ممتعة

أختكم

& عاشقة أمها &



 

رد مع اقتباس
قديم 08-02-2020, 05:01 PM   #42
Elice
مميزة مطبخ وندر-لاند♡
ذنوب


الصورة الرمزية Elice
Elice غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 514
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 العمر : 18
 المشاركات : 19,423 [ + ]
 التقييم :  6331
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Orange
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكن جانسو وايفي تشان ؟
ان شاء الله تمام ومتشكين من شيئ
حبيت كتير روايتكن الفخمة
فيها كتير فصول يا الله فاتو العشرة
كتير حبيت دي القصة
اتمنى اشوف لكم كم رواية اخرى كتير رائعين صدق
تقبلوا ردي اابسيط
تحكمه ترميه بزبالة
تقبلوا مروري
كانت هنا فوود
موفقات
شكرا جزيلا
دمتن بود


 

رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 02:39 PM   #43
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





أرجوك لا تفتقديني

لم تعد معي ..
رحلت في ليلة وضحاها ..
غادرت ..
ولكن ليس إلى دنيا أخرى والحمد لله ..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني ..
همسة همستها لي قبل أن ترحل ..
لم يفارق خيالي محياها ..
عيناها الصارختان بالرجاء ..
شفتاها المزمومتان بألم ..
أصابعها النحيلة الباردة التي لامست خدي ..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني ..
ليتني أعرف !!
من أي منطق استجلبت كلاماتها هذه ؟؟
.
.
.
كنت أنام على صوتها المزعج الذي يشبه طنين النحل ..
وها أنا الآن أنام على صوت أنفاسي المتهدجة ..
.
.
.
كنت أستيقظ من نومي لأراها لا تبعد عني أكثر من السنتيمترات ..
وها أنا الآن أستيقظ لأرى فراغا يذكرني بأنها تبعد عني آلاف الأميال ..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني ..
.
.
.
أما كان من الأسهل عليها أن تقول ...
أيها الظامئ لا تشتهي ماء !!..
أيتها الأم المكلومة لا تندبي طفلك الراحل !! ..
أيها المهاجر لا تبكي شوقا !!..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني !!!!!!!..
بالله عليك كيف لا تفتقد الأم ابنتها ؟؟
سامحيني .. فأنا ..
أفتقدك بعدد الثواني التي مرت وستمر علي وأنت لست بقربي ..
أفتقدك بحجم الإزعاج الذي كنت تسببينه لي ..
أفتقدك بمقدار ضغطي الذي كنت تدفعينه للعلو ببرودك ..
أفتقدك بكم المرات التي نسيت فيها ما طلبته منك ..
أفتقدك صغيرتي ..
.
.
.
أصبحت حياتي .......... هادئة بعدك ..
هادئة ............. حد الإزعاج ..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني ..
عليك أن تسحبي رجاءك هذا و قولي ..
حاولي أن تعايشي فقدي لأني ..
.
.
.
أفتقدك
.
.
.
أفتقدك
.
.
.
أفتقدك
.
.
.
..................... أفتقدك يا طفلتي ..





همسة مني إليها :

في حفظ الرحمن أينما حللت ..
دمت في رعاية الله يا طفلتي ..
وتذكري دوما .... أن أمك ستظل بعون الله قوية ..



بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثاني من الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟


إهدااااااااااااااء إلى كل قارئاتي ومتابعاتي بلا استثناء ..
أتمنى أن ينال الجزء على استحسانكن ..



عيدي ..
أتوسلك لا تحزن , لا تبالي ..
أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى ..
كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد ..
سأرسم بسمة بين الدموع ..
سأطلق ضحكة رغم الوجع ..
سأنشر بهجة لمن حولي ..

سأصبح
.
.
.
بحد
.
.
.
ذاتي
.
.
.
عيدا





فجر يوم السبت 16 / 8 / 1427 هـ :
في فيلا أحمد :


~ أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني ~ هز راسه عشان يبعد صوتها المتوجع وهي تنطق هالكلمات وقام من سريره وهو يزفر , لمن شافها خارجة من العناية كان عارف إنها مهي منتبهة له وهي ماشية وبالقصد وقف في طريقها لكنه ما توقع إنها تعبانة وإنها بتطيح الأرض , تلمس خده اليمين وغصب عنه تذكر صفعة سلافه على خده اليسار , تحرك في غرفته باضطراب وهو ينفخ الهوا من فمه بطفش , كان مرتاح إنه بيسافر بعد بكرة , بيرجع للحياة اللي اعتادها وافتقدها , هنا كل شي محسوب ومعدود , حتى الكلمة لازم تحاسب عليها قبل ما تخرجها من فمك , الكل يتدخل فيك ويفرض رأيه كإنهم خبراء في الحياة وكئن رأيهم هو الأصح , الكل يطالب بشيء , لازم ترضي الكل وتجاملهم , لازم تخصص وقت لهم ولا يبدأ العتاب والسؤال ودق الجوال , أخيرا حيروح عن هذا كله ويرجع لحياة الحرية لكن .............
~ ليش أحس بهالضيق الغريب ؟؟ ~ زفر وضرب مكتبه بقبضة يده يحاول يزيح هالضيق , اندق باب غرفته ووصله صوت العنود الحاد وهي تقول : رزوقووووووووووووووووووو تراك طفشتني , الركعة الثانية بدأت وإنت نايم لسه , أميييييييييييييييي تقووووووووووووووول تراها تعبانة ومافيها حيل تنزل من فوق عشان تصحيك , قوووووووووم ولاتخليها تضطر تنزل و تقومـ..
فتح الباب فقطعت كلامها وابتسمت وهي تقول بهمس : إنت صاحي ؟؟
وكملت بعصبية : مادام صاحي ليش مارحت تصلي ؟؟ رجولي تكسرت وأنا طالعة نازلة عشان أصحيييييييييييييييييك ...
رماها بنظرة بادرة وقال : not your business ....
عقدت حواجبها وقالت وهي تشمر أكمام وهمية لأنه أكمام بجامتها قصيرة : حدد بسرعة هذي سبة ولا إيه , عشان لو سبه بأقوم أصفعك ..
حط يده على وجهها ودفها وهو يقول بعصبية : انقلعي عن وجهي , ماني رايق لك ..
وصك باب غرفته بكل قوته , قالت بغيض : ياويلك من ربييييييييييي سامع الصلاة و ما تروح , والله لا أعلم أبويه لمن يرجع من الصلاة إنك كنت صاحي و مارحت ..
طنشها وهو يدور في غرفته بطفش وهو يقول بغيض : هذا الإزعاج اللي بأرتاح منه ...
كان يحس إنه يبغى شي , اش هو ما يدري ؟؟ ...



**************************


في العناية المركزة :
الساعة 6 فجرا :



حس ببرودة يده وهي تمسح وجهه , ابتسم بصعوبة وهو يقول بداخله ~ شكرا عبود ~ ابتسم عبد الإله له وقال : يلا صلي , خلاص يممتك ..
وجه بصره للقبلة وأومأ براسه بحركات خفيفة ولمن فرغ من صلاة السنة والفرض لف على عبد الإله اللي كان واقف يرتب بعض الأشياء على الطاولة اليتيمة في المكان , حاول ينبهه لكنه ما انتبه , رفع يده بصعوبة لكنها انهارت قبل ما توصل له , التفت عبد الإله ورفع يده بسرعة ورجعها للسرير وهو يقول : خير , تبغى شي ؟؟
~ عبد الإله نام , خلاص تعبت من كثر الوقفة , ارتاح ~ طالع فيه عبد الإله بحيرة وهو يسأل بلهفة : شي يعورك ؟؟
هز راسه بلا وهو يأشر له على المقعد بمعنى إجلس , سحب عبد الإله المقعد وجلس عليه وهو ماسك يد حسان وهو يطالع فيه بألم , غمض حسان عيونه بقوة وهو يزفر بداخله براحة وفتحها لمن حس ببرودة يد على جبينه , لقيه واقف وهو يتأمله بصمت , رف بعيونه وهو يصرخ بداخله ~ إجلس تراك تعبتني بوقفتك , عبد الإله ترا والله ما ألومك , عارف إن الموضوع قضاء وقدر , إرتااااااااااااااااااااااح ~ مسد عبد الإله شعره وهو يقول بوجع : والله ماني فاهم إش تبغى , سامحني يا حسان ..
هز حسان راسه بلا وتوقف لمن حس بالعجز , ~ مستحييييييييييييل يفهمني , سبحانك يارب مايحس الإنسان بالنعمة إلا لمن يفقدها ~ دخل الدكتور رامي وهو مبتسم , سلم على عبد الإله ولمس البطاقة المعلقة على صدره و هو يقول بمرح : ماشاء أخ عبد الإله صاير من الطاقم الطبي ..
ابتسم عبد الإله وهو يرص البطاقة اللي أعطاها له رامي أمس و قال : مشكور والله يا دكتور اللي خليتني عنده ..
لف رامي على حسان وقال : مو عشانك , عشان بطلنا اللي هنا ...
وحط يده على صدر حسان وهو يكمل : كيف حالك يا بطل ؟؟؟
~ أنا ماني بزر تقولي بطل ~ ابتسم حسان بتكشيرة خلت رامي يضحك وهو يقول : اش عندك ؟؟ ما عجبتك الكلمة يا بطل !! أنا أقولها لأنك ما شاء الله كنت مناضل معانا في العملية بمعنى ( متشبث بالحياة ) زي ما كان يقول أستاذي ديفيد لمن يوصف اللي ربي كتب لهم الحياة وهم على وشك الموت ..
تذكر حسان وقتها الوجه الأسود اللي كان يزوره , كان وده يفك الجهاز عشان يعلمهم على حكايته , ابتسم لرامي اللي بدأ يكتب في سجله المعلق بعض الملاحظات ..
كان وده يسأله أشياء كثيرة عن حالته لكن حالته ما تسمح , بعد ما ناول السجل للممرضة اللي بدأت تدون قراءات الأجهزة قال : إن شاء الله متى ما لاحظنا تحسن للرئة فكينا الجهاز عنك , عشان كذا أبغاك تحسن نفسيتك أكثر لأنه الحالة النفسية تأثر على الجسد , بعدين أبوك ناوي يزوجك أول ما تقوم بالسلامة إن شاء الله فشد حيلك ...
هز راسه بطيب وهو يبتسم , تحرك رامي للطاولة وسحب قطعة شاش صب عليها من موية الصحة وعصرها , مد عبد الإله يده وقال : أنا أبلل له شفايفه ..
وتناولها منه ولف على حسان ومسح بها شفايف حسان الجافة , كان عارف إنه ممنوع من شرب الموية لكن لازم تتبلل شفايفه كل فترة عشان ماتتشقق وتعوره , ابتسم رامي وهو يتأملهم وخرج بعد ماودعهم , كان ممنوع منع بات المرافقة في العناية لكنه عطف على عبد الإله اللي جلس قدام باب العناية من بعد ما انتهت الزيارة الساعة 8 إلى الساعة 1 بعد منتصف الليل وهو عازم ما يتحرك من مكانه , لمن شاف إصراره على الجلوس حن عليه خاصة وهو عارف إنه هو اللي أطلق الرصاصة بالغلط فأعطاه بطاقة سماح للمرافقة في العناية المركزة ..



***********************


في نفس الوقت في الشقة :


زفرت مشاعل وهي تشوف أحلام جالسة بمريولها الوردي قدام الفطور وهي ماسكه جوالها وتتكلم , قالت بضيق : كم مرة قلتلك لا تتصلين من جوالي , أمس جاتني رسالة إنه حدي الإئتماني بيخلص , كله من تحت راسك وراس أختك , هاتي الجوال ..
ناولتها أحلام الجوال بلا عناد أو رجاء , استغربت عدم مقاومتها , حطت الجوال على إذنها ناوية تعتذر لصحبة أحلام لأنها بتقفل الخط وقالت بلا تردد : مرام لاحقة عليها في المدرسة إن شاء الله , تكلموا إلين يجف لسانكم ..
وصلها صوته اللي تميزه من بين مليون صوت وهو يقول : مشاعل أنا ناصر ..
حست بكل شي تجمد حولينها , الزمن , الهواء , حتى قلبها تخيلته توقف للحظة قبل ما يرجع يضرب بقوة وهي تقول بثبات : حياك الله , كيف أخدمك ؟؟
صمت ساد قبل ما يسأل : كيف حالك وكيف خالتي والبنات ؟؟
وجعتها نبرة الحنان اللي ميزتها في صوته وقالت بهدوء وبطريقة رسمية : الحمد لله , تبغى تكلم أمي ؟؟ ..
قال : إذا ماعليك كلافه ..
بعدت الجوال عن إذنها وتحركت لأمها اللي كانت تتكلم في التلفون وهي تقول : قوميها بالقوة , مو عشان مافي دراسة أول يوم ماتروح ...
مدت لها الجوال وقالت : أمي ناصر يبغاك ..
قالت سعاد لبنتها الكبيرة : أكلمك بعدين يا حنان , مع السلامة ...
وتناولت الجوال من مشاعل اللي تحركت مبتعدة وهي تسمع أمها تقول بترحاب : هلا والله , هلا ناصر , كيف حالك بشرني ؟؟ وكيف عروستك ؟؟ و ...........
مرت من عند أحلام اللي كانت تهمس لهاله ببضع كلمات اختنقت لمن شافت مشاعل , دخلت الغرفة وهي تحس باختلاط مشاعر , سحبت نفس عميـــق وخرجت على طول , انتفضوا أحلام وهاله وسكتوا لمن شافوها واقفة قدامهم , قالت أحلام باعتذار : والله شفت الرقم غريب قمت رديت و ...
قاطعتها مشاعل بابتسامة : أنا مسحت اسمه من الجوال عشان كذا يطلع رقم بدون اسم , بعدين ....
وسكتت وكملت بحماس : نروح نلعب بلاي استيشن مادام الوحوش مهم في البيت ..
ضحكت هاله وقالت : ترا صار عندك إدمان على البلاي استيشن , بعدين ورانا دوااااااااااااام ..
قالت بلا مبالاة : لسه باقي نص ساعة إلين يجي الباص ...
انتقل حماسها لهاله فقالت : يلا أنا ريال مدريد و .....
قاطعتها مشاعل : روحي الكذابة , والله ماتاخذينه , تقولين فريق مغمور هو وبرشلونة , هذي أقوى الفرق في أسبانيا ...
شهقت أحلام وقالت وهي تضحك : طاحت عليييييييييييييييييييييك ..
وقطبت هاله حواجبها وهي تسأل : وإنت اش درااااااااااك ؟؟
حطت مشاعل يدها على خصرها وقالت : زهره قالت لي ..
: واش دراها أزهار الدبببببببببببببببببببب ؟؟
ضربتها وهي تقول : لا تسبينها , وأنا أحكيها قالت لي جاسم زوجها يشجع ريال مدريد ودايم يحكيها عنه , بيكهااااااااااااام وروبينهينو وتقولين فريق مغموووووور ..
زفرت هاله وقالت : خلاص خذي ريال مدريد وأنا آخذ برشلوو ..
صوت جرس الباب خلاها تقطع كلامها وهي تقول بإحباط : جووا الوحوش ...
ضحكت مشاعل على شكلها المتحطم وقالت : خلاص إذا رجعت من المدرسة وأنا فايقة ورايقة ألعب معاك بعد ماينامون , أوكي ...
فتحت أحلام الباب لبندر اللي دخل وهو يقول : ناديلي مشاعل بسرعة ..
قالت مشاعل : خير , أنا هنا ...
قال بعجلة : جيبي شنطة أبويه , أروح أفتح لناصر باب المجلس وأجي ..
قطبت مشاعل حواجبها وتحركت لغرفة نومها المشتركة مع أخواتها وخرجت شنطة سوداء من تحت سريرها , تأملتها بصمت وذكرياتها الماضية تتدافع بشوق مؤلم , لطالما كانت كاتمة أسرار أبوها , كل ورقة بداخل هالحقيبة شرح لها أبوها حقيقتها وهو ينظمها بداخلها , حطت الشنطة على السرير و فتحتها , لقيتها تغص بالأوراق , انبعثت ريحة عطره اللي دسته في جيب الحقيبة من بعد موته و ذكرتها بمنظره وهو جالس يرتب الأوراق ويهز رأسه دلالة استماعه لمحاولاتها الشعرية , الدق على باب الغرفة المفتوح خلاها تخرج من ذكرياتها وتلتفت لبندر اللي دخل وهو يقول : أبغى صك الأرض اللي في الديرة ..
فتحت عيونها على اتساعها وصكت الشنطة وغيرت الأرقام وهي تقول بحزم : قولي ليش تبغاها أول ؟؟
طالع فيه بحدة وقال : نعم ست مشاعل ..
رمته مشاعل بنظره قوية بعد ما شافت أخواتها واقفات عند الباب بصمت وقالت : أبويه حط هالأوراق عندي وأمني عليها ووصاني ما أخلي أحد يمسك هالأوراق , قولي اش تبغى فيها ..
قال بعصبية : الأرض عليها مشاكل كثيرة , عمك مو راضي يتنازل عنها لنا يقول له نصيب فيها وإحنا بنعطي الصك لمحامي عشان يفصل في الموضوع ..
قالت : خذ نسخة من صك الأرض , الصك الأصلي لا يمكن أعطيه لأحد ..
صرخ بعصبية : ناصر قاعد يستنى وبينزل الديرة دحين , اش أقوله ؟؟
قالت وهي ترفع راسها بعناد : مالي دخل , محد قالكم تتصرفون بدون ماتقولون لي , افتح كمبيوترك و اطبع الصك بالطابعة ..
من تخطت ألمها وأزمتها اللي صارت بعد طلاقها رجع لها جزء كبير من قوة شخصيتها , كان وده يكسر راسها لكنه ما قدر , كان الكل حاضر لمن قال أبوه إن الأوراق ما تتحرك من مكانها من دون شور مشاعل , كانوا عارفين إنه في الفترة اللي كانوا فيها لاهين في حياتهم ما كان عند أبوهم إلا حبيبته مشاعل يشرح لها أموره ويشاورها فيها بحكم إنها ذات عقل راجح وإنه شخصيتها قريبة من شخصيته ..
كملت وهي ترجع تفتح الشنطة : ثاني حاجة , عمك باع نصيبه من الأرض لأبويه قبل وفاة أبويه بسنه وقبض حقه على دفعتين ..
وخرجت ثلاثة أوراق وهي تكمل : الدفعة الأولى 80 ألف استلمها عمي 30 كاش و 50 شيك والدفعة الثانية كلها كاش 60 ألف وأنا عديتها معاه بنفسي وتأكدنا منها , هذا صك الأرض وهذا المخطط حقها وهذا ..
وهزت الورقة الأخيرة وهي تقول : المبايعة اللي صارت بخط اليد لكن ماعليها شهود فيها توقيع أبوية وتوقيع عمك العلة بس ..
طالعت في ساعة يدها وقالت : بسرعة عشان الباص جاي ولازم أروح المدرسة , مو معقولة أتأخر على أول يوم ..
راح للمجلس الداخلي وفتح كمبيوتره وطبع الأوراق , أخت مشاعل الأصل ورجعتها بسرعة للشنطة اللي ما يعرف رقمها غيرها وصكتها ورجعتها تحت السرير ولبست عبايتها بسرعة لمن دق سواق الباص جوالها للمرة الثانية , راحت تدور أمها , لقيتها خارجة من مجلس الرجال ابتسمت وقالت : مع السلامة أمي ..
: مع السلامة , انتبهي لنفسك ..
خرجت وغصب عنه انتبهت لصندله البني والعسلي المجاور لصندل أخوها الأسود , تحركت نازله وهي تبتسم , طول عمره يحب اللون هذا ويكره اللون الأسود اللي يحسه معتاد , تحركت من جنب سيارته اللي شرعها لها يوم زواجهم و اللي شهدت رحلاتهم المعدودة أول أيام زواجها , بعدت نظرها عن لوحة السيارة وطلعت الباص اللي كان يغص بالأطفال اللي ما يتجاوزون المتر بأطوالهم ..
: أبلة مساااااااااعل , انتي بتصيرين أبلتي ؟؟..
التفتت وابتسمت لمن شافت ريوف طفلة كانت العام الماضي في الروضة وقالت : ما أدري , يمكن , كيف حالك ياريوووووف ؟؟ ماشاء الله اش اللبس الحو هذا ؟؟ ولمن دبت الغيرة في بقية الأطفال وكل منهم يحاول يلفت انتباهها للبسه قالت وهي تضحك : وااااااااو , وكل الأطفال ملابسهم حلوة كمان ..
وبدأت تعلق عليهم واحد واحد بالاسم , والوجوه الجديدة كانت منكمشة وماتبغى تتكلم ...
حست بانشراح عجيب , وبكل همومها وأحزانها وأفكارها المضطربة تتلاشى أمام ابتساماتهم الحلوة وعيونهم اللامعة ببريق البراءة , أخيرا رجعت للمدرسة , للعالم اللي تحبه ...


***********************


في بيت صالح :

على صوت رنة جوالها فتحت ريم عيونها اللي تحسها حااااااااارة من كثر السخونة بصعوبة شديدة وقالت لنفسها ~ هانت يا ريم كلها ساعة ونص وتروحين تاخذين إبرة المضاد الثانية , ياربييييييييييييييي كيف راس يعورني ~ رفعت جوالها , هذي سابع مرة يدق هالرقم عليها , هي ما ترد على أرقام غريبة لكن إذا تكرر كذا مرة ترد , ضغطت السماعة وقالت بصوتها المخنوق : نعم ...
ولمن ماسمعت صوت قالت بصوت أعلى : ألووووووو ...
: بعد بكرة راجع لفرنسا ..
قامت من سدحتها وفركت عيونها بتعب وهي تقول : نعم , مين معايا ؟؟
وصلتها زفرته وهو يقول : عبد الرزاق ...
فتحت عيونها على إتساعها لمن سمعت الاسم وميزت الصوت ولحظتها استوعبت جملته الأولى , قال على طول : أنا اتصلت عشان أقولك إني مسافر لليون بعد بكرة وكنت أبغى أستسمح منك قبل ما أسافر ..
سكتت وهي تحس بتضارب المشاعر اللي كانت تحسه في المدينة يرجع لها من جديد ~ ياربي ليش متصل علي ومهتم بزعلي ؟؟ يا خبلة عشان حركته وقحة وكبيرة كمان , يمسك يدي لااااااااااااا , ما أسمح له أبدا , بسسسسسسس يمكن عشان هو متعود في فرنسا إنـ , ريــــم خليك عاقلة , في فرنسا ولا لا الغلط غلط ~ ما قدرت ترد عليه وفي نفس الوقت استحت تقفل الخط في وجهه بحكم إنه متصل يعتذر , همس بتردد : ريــم ..
غمضت عيونها بتعب وقالت بهدوء : خير , مو خلاص قلت اللي عندك ..
ساد صمت خلى قلبها يخفق بشكل غريب قبل ما يقطعه عبد الرزاق وهو يقول : توصين شي قبل ما أسافر ..
الناس تقول عادة ( سلامتك ) لكن هي اش بتقول , التزمت الصمت للحظة قبل ما تقول : الله يسهل لك ..
: still mad from me ؟؟ أقصد لسه زعلانه مني ؟؟
~ لا تطولها وهي قصيرة عشان ما أصك الخط في وجهك ~ كتمت هذا كله بداخلها وقالت : لا و مع السلامة ..
وقبل ما تصك رجعت قالت : ولا عاد تتصل , ترى ما يجوز إنه الولد يتصل على بنت ويكلمها في غير الضرورة حتى لو كانت بنت عمه ..
وصكت الخط ورمت الجوال بعيد عنها وطالعت فيه بصمت مناقض لاضطرابات قلبها , كانت تحس بشعور غريب يغمرها , شعور أشبه بالحلم اللي تفوق منه و إنت لسه تحت تأثير أحداثه الغريبة الحلوة , غطت وجهها وهي تستغفر وتحاملت على نفسها وقامت رغم تعبها , خرجت من الغرفة و راحت للحمام , غسلت وجهها و توضأت وراحت تصلي الفجر وهي تحاول تتناسى اللي صار , لكن طوال الصلاة كان عقلها يسترجع كلامه أو همسه , و تفاجأت من وسط أفكارها إنها وصلت للتشهد الأخير , اش قرأت في الركعة الأولى أو الركعة الثانية ما تتذكر , سلمت وهي تحس بدموعها تتسلل على خدودها , غطت وجهها وبكت بصمت وهي تصرخ ~ أتوسلك يارب تبعده عن عقلي , أتوسلك يارب ما أبغى أصير زي عهود , ياااااااااااا رب رحمتك ~ مسحت دموعها وعقابا لنفسها ولعقلها ولأفكارها ولشيطانها اللي كان يوزها بأفكار غريبة قامت وكبرت عشان تعيد الصلاة ..
: ريم , تصليـــــــــــن ؟؟
صرخة عهود فجعتها لكنها خلتها تنتبه لنفسها وتتذكر , شهقت ولفت على عهود وهي تقتطع صلاتها وقالت بصدمة : أووووووه نسيــــــت ..
وضحكت من قلبها , ضحكت عهود وخرجت من الغرفة وهي تقول بسخرية : لهالدرجة عقلك مو معاك , ولا عشان راح الوجع خلاص نسيتي ...
ذابت ابتسامة ريم وجلست على سجادتها وهي غارقة في تفكير عميق فاقت منه وبدأت تقرأ أذكار الصباح ولمن انتهت منها خرجت تدور على أبوها عشان يوديها للمستشفى عشان تاخذ الإبرة , وهي متوجهة لغرفة أمها لقيت عهود قاعدة في المطبخ وتتكلم بهمس في جوالها , أول ما شافت ريم اللي أشرت لها مين تكلمين قالت : صحبتي , تبغين شي ؟؟؟...
هزت ريم راسها بلا وتحركت , كانت تعرف إنه عهود تكلم واحد من الشباب الكثيرين اللي متعرفة عليهم , يبان على وجه البنت لمن تكلم صحبتها ولا تكلم واحد , قلبها وجعها أكثر , ما كانت عندها الجرأة اللي تخليها تناقش عهود بحزم أو تهددها لو ما وقفت أفعالها إنها تعلم أمها أو أبوها , كاتمة هذا كله في صدرها لأنها تستحي إنها تشرح للعنود أو سفانة اللي قاعدة تسويه عهود ...



*************************



شهقت وقالت : آآآآآآآنا تجيني جلطة لا شفت الإبرة تبغيني أروح معاك عشان تضربين إبرتك ..
وصلها صوت ريم الكسير وهي تترجى : الله يخليك عنيدي , والله ماعندي أحد يروح معايا , عهود تقول مافيها حيل وأمي تعبانة , مو معقولة أروح مع أبوية لوحدي ..
زفرت وقالت وهي تبعد لحافها وتقوم : طيب ألبس عبايتي وأجيك ولا تمرين علي ..
: دقايق وجايتك ..
صكت العنود جوالها وتمغطت بتعب , وأول ماخرجت راحت لغرفة الهنوف , دقت الباب ودخلت وهي تقول : سلام على الحلوين ..
ماردت عليها الهنوف المنسدحة ومتلحفة , تقدمت العنود وجلست وراها وهي معطيتها ظهرها وتطالع في اللامكان وقالت : هنوف بأروح مع ريمان المستشفى اش رايك تروحين معانا , يمكن نمر على مطـ ..
: لااااا ..
وسحبت لحافها وغطت وجهها أكثر وهي تقول بصوت مخنوق : أبغى أنام لو سمحتي ..
حكت العنود شعرها وقالت : يعني طردة محترمة ...
وقامت وتحركت خارجة وقبل ما تصك الباب قالت : هنوف مو لازم تضغطين على نفسك بالتفكير , اللي يريحك سويه و ماعليك من أحد ..
وصكت الباب وراحت تلبس عبايتها , وهي نازلة شافت أمها جالسة في الصالة ومعاها أبوها يقرأ جرايد , قالت : صباااااااااااااح الخير على أحلى روميو وجوليت في السعودية ..
نزل أبوها الجرايد وابتسم لها وهو يقول : هلا عنيدي ..
وطالعت فيها أمها بنظرات مستغربة وهي تقول : على وين ست عنود ؟؟
ضحكت لمن تذكرت إنها ما استأذنت منهم وقالت : ريمان تبغى تروح المستشفى عشان إبرتها وتبغاني أروح معاها ..
ابتسم أبوها لمن قالت هدى بحدة : وخارجة بدون استئذان ؟؟
لفت طرحتها وقالت : نسيـــــــــت ..
وقامت بسرعة لمن سمعت صوت البوري وقالت : أهم جووا , مع السلامة ..
وهي خارجة بسرعة سمعت أبوها يقول : تراك لسه ما استأذنتي ..
وقفت وقالت من مكانها : أنا رايحة مع ريــم مــمـــكن !!..
ولمن وصلها ضحكهم مختلط بصوت جوالها خرجت وهي تقول : مع السلااااااااااااامة ..
فتحت باب السيارة اللي ورى وجلست وهي تقول : السلاااااااااااااااام عليكم ..
وصكت الباب ودخلت راسها بين المقعدين وهي تقول : كيف حالك عمـ ...
بلعت باقي حروفها لمن انتبهت إن اللي جالس مكان السواق مو عمها صالح و رجعت على ورى وغاصت في المقعد وهي تحس بخجل فضيع , ضحكت ريم من قلبها وهي تقول : ليه ساعة أدق عليك بأقولك اللي بيوصلنا عبد الرحمن مو أبويه ..
دخلت يدها من ورى المقعد وقرصت ريم بقوة , ابتسم عبد الرحمن وقال : كيف حالك عنيد ؟؟
لفت العنود بوزها عازمة على الصمت وفي النهاية فتحت شويه من فمها وقالت بضيق حاولت تخبيه : الحمد لله ..
قال يمازحها : كل مالك تطولين ..
قالت بضيق : قول ما شاء الله ..
ضحك وقال : ما شاء الله ..
كانت تكره نبرة صوته الملتوية واللي كل ما سمعتها تسمع صوت خفي بين طياتها يصرخ (( أنا مغزلجي صااااااااااااااااايع )) , انكمشت في مقعدها ولفت وجهها للقزاز لمن سمعته يتكلم مع ريم , كانت تحس قلبها يضرب زي الطبول بداخلها , ما تتذكر متى آخر مرة ركبت معاه السيارة أو متى احتكت فيه آخر مرة , من تغطت عنه تجنبت أي شي ممكن يرتبط به ..
: عنيد ..
لفت بوزها والتزمت الصمت وهي تصرخ بداخلها ~ لا تناديني بهالطريقة يالحماااااااااااااااااااار , آنا لو دريت إنك إنت اللي بتوصلنا ماكان جيت ~
: عنيد , جهزتوا كل أشياء الزواج ؟؟..
: .....................
استغربت ريم صمت العنود , كانت العنود تحس بغليان بداخل صدرها ~ كيف يكلمني بهالعفوية وبهالطريقة , ناسي سواد وجهه , والله أتحدى إذا ناسي ~
كانت كل مرة تشوفه فيها أو تسمع صوته أو حتى اسمه تتذكر أفعاله بها قبل 17 سنة وهي بنت 7 سنين , هي صح كانت صغيرة لكنها تتذكرها كإنها أمس لمن تشوفه , الكل كان يستغرب كرهها له وسبها الغير طبيعي لمن تجي سيرته ~ الله يعينك عليه يا بندري , الله يعينك عليه , أكرهــــــــــــــــه ~
لمن توقفت السيارة عن باب الطوارئ فتحت الباب بتخرج و اتصنمت لمن لف عليها وناولها ورقة وهو يقول : هذي ورقة الإبرة أعطيها للممرضة على بال ما أروح أدفع سعر الإبرة ..
مسكت الورقة من طرفها وسحبتها وخرجت بسرعة وهي تحس بمغص فضيع في بطنها , ساعدت ريم اللي زادت السخونة عليها ودخلتها لطوارئ النساء , جلست جنبها ولمن جات الممرضة ومعاها الإبرة , غمضت العنود عيونها بكل قوتها ..
: عنيدي خلاص ..
لمن شافت الإبرة في ذراع ريم مسحت العرق عن جبينها ويدينها وابتسمت ابتسامة صفراء , ضحكت الممرضة الفلبينية وقالت : إنتي ليه في كوووف ؟؟ هزا إبرة مو هقي إنتي ..
قالت العنود : أي إبرة تعرق بي مو شرط تكون لي ..
: عنيد ..
قامت على مضض وغطت وجهها وخرجت من الغرفة , مد لها إيصال الدفع وفتح فمه بيقول شي , لكنها ما أعطته فرصة سحبت الورقة ودخلت بسرعة و ناولتها للممرضة , جلست جنب ريم وعقلها غصب عنها يسترجع ذكرى لمساته المقززة و ....
هزت راسها بسرعة ما تبغى تتعمق في ذكريتها القديمة أكثر , سألتها ريم وهي تفرك عيونها بتعب : كيف البيت بعد ماراحت رنود ؟؟ ..
ابتسمت العنود وقالت : هادي , بس بيني وبينك , أزهارو الضعيفة هي اللي بترتاح مع سفر الجوهرة , اسم إن الجوهرة ماهي مخليتها تتهنى بقعدة ..
ابتسمت ريم وقالت : ما أدري اش فيها على أزهار مع إنها حبوبة ..
ابتسمت العنود وقالت وهي تهز أكتافها وتجلس جنبها : الأرواح جنود مجندة ..
وزفرت بطفش وقالت : لا وتخيلي كمان , رزوق بعد بكرة رايح و الدب بندر كلها كم يوم و رايحة يعني ما بيقعد غيري وغير خيال المآته ..
ضحكت ريم من قلبها وقالت : حراااااااام عليك تسمينها خيال المآته ..
قالت العنود : والله من جد , لا تهش ولا تنش , إذا سألتيها جاوبت لكن تفتح هي موضوع ولا تسوي ربشة وجو أبــــــــــدا , البنت حالها حال نفسها ..
نزلت ريم كم بلوزتها اللي شمرته وقامت وهي تسأل : اش سوت لمن دريت عن اللي صار لحسان ؟؟
زفرت العنود وقالت وهي تقوم وتعدل عبايتها : ولا شي , صاحت شوية لمن خبرها جاسم بالموضوع ولمن رجعنا البيت التزمت غرفتها , حاولت فيها نروح المستشفى لكنها رفضت قلت خليها براحتها يمكن تبغى ترتاح شويه ..
قالت ريم وهي تحط يدينها على خدودها : يا فششششششلة وأنا من دريت باللي صار نطيت مع عمتي نورة والبنات , دحين اش بيقولون ؟؟
ضحكت العنود وقالت وهي تمسك يدها تخرجها من الغرفة : عاد إنتي وحسان شي ثاني , يعني لو نطيتي عليه تتحمدين له بالسلامة ما أظن أحد يستنكر ..
قالت بإحباط : والله من جد مستحية , أخاف إني زودتها , يعني لو درت الهنوف يمكن ...
ضربتها العنود على كتفها وهي تقول بمرح : بنت بلا بلاهة , أنا إن شاء الله بكرة بأروح حتى لو ماراحت هنوف , هذا حسونه حبيب الشعب مو أي أحد , وبجيب معايا باقة ورد ولا علبة شوكلاطة ..
كتمت بقية الكلام لمن شافته ينتظرهم ونزلت الغطى على نقابها ومشيت بصمت جنب ريم اللي قالت : مشكورة يا عريس , تعبناك معانا ..
ابتسم وقال وهو يتقدمهم : ولو , مادام ماعندنا شي ليش مانخدمكم ..
طالعت فيه العنود وهي تحاول قد ماتقدر تتجاهل كرهها له وتحاول تستسيغه عشان أختها , كان أطول وأسمر من عبد الإله و أقل وسامة منه لكن الشي اللي يميزه أكثر شي هو اهتمامه الكبيــــــر بأناقته , مايلبس إلا أغلى الماركات ودايم مطقم ملابسه مع الجزمة و الكاب , ~ الله يعينك يا بندري , الله يعينك ~
سحبت ريم يدها وهي تقول : آآآآآآآآآح , اش هذا , عورتيني , أظافيرك طويلة ..
طالعت العنود في أظافيرها وابتسمت وهي تقول : لزوم الشياكة , مطولتها عشان فرح بندوري ..
قالت ريم : ياختي ركبي أظافير بدل ماتطولينها بهالشكل , ما يجوز تطولينها كذا , بعدين عشان النظافة ..
قالت العنود باستنكار : لااااااااا أنا ما طولتها أكثر من 40 يوم , أكثر من أربعين يوم ما يجوز بعدين يالفالحة تركيب الأظافير هو اللي ما يجوز ..
لفت عليها ريم وسألت بتعجب : والله ؟؟ أول مرة أسمع بهالشي ..
ابتسمت العنود وقالت : حتى أنا , مو لمن راحوا الجوهرة والهنوف عشان يحجزون الكوفيرة للبندري أيام إضرابي رفضت البندري العرض اللي فيه تركيب رموش و أظافر لأنها ما تجوز وتضاربت الجوهرة معاها ذاك اليوم لمن رجعوا وأصرت البندري على موقفها وحلفت ماتسوي أي شي ماتعرف هل هو حلال ولا لا والحمد لله الجوهرة صبت كل غضبها على أزهار وسبت ولعنت فيها وهي تقول إنها أكيد اللي معبية راس البندري وتصدقين أشوى إني مسوية إضراب ولا كان تلاسنت معاها ليش حاطة دوبها دوب الضعيفة أزهار ..
ولمن وصلوا السيارة إلتزمت الصمت إلين وصلوا بيتها , ودعت ريم وخرجت , فتحت لها سيتي الباب , رمت عبايتها وطرحتها على الأرض وجريت للدرج وهي تقول : معليش مدينة والله تعباااااااااااااااااااانة أبغى أنااااااااااااااااااااااام ...
وطلعت لغرفتها وهي تسمع همهمة سيتي اللي تعصب لمن تناديها مدينة , كان المكان هادي جدا , دخلت غرفتها وصكت الباب وهي مستمتعة بالظلام والبرودة المنبعثة من المكيف , رمت شنطتها على الكومدينه و رمت نفسها على السرير و تلحفت بلحافها وهي تضحك من شدة فرحتها بالسرير والراحة , دقايق من التفكير الغير مستقر على فكرة واحدة غاصت بعده في نوم عمييييييييق ...



************************


قبل هذا الوقت بساعة :

غمضت عيونها تحاول تسيطر على موجة الغثيان و الدوخه اللي صايبتها من فترة وفتحتها بإرهاق وهي تقول : جاسم قوم ..
كان زي الصخرة ما يتحرك , لا صلاة فجر قام لها ولا حتى عمله دحين مو راضي يقوم له , زفرت بتعب و انسدحت تحاول تسيطر على التعب الغريب اللي يفتك بجسمها ~ هل هذا كله وحام الشهور الأولى من الحمل ؟؟ ما أظن , هالحاله جاتني كذا مرة قبل الحمل ~ واستعادت ذاكرتها أول مرة حست فيها بهالشعور المتعب المهلك , كان في ماليزيا في الحديقة ذاك اليوم اللي تضاربت فيه مع جاسم بعد ما عرفت بموضوع حمل البندري , انقلبت على جنبها وهي تحس بوجعها يزيد , ثقل غرييييييييب في قلبها وجسمها , طالعت في الساعة الصغيرة المركزة على الكومدينه واللي كانت تشير للساعة 7 وهي تقول بداخلها ~ لازم أقومه , عمله بيروح عليه , حيبهذلني لو غاب عن العمل , لازم أقومه , لازم أقـ .. ـو .. مـ ... ~ غمضت عيونها بتعب وفتحتها بسرعة , أول ماشافت الساعة تشير لـ 9 شهقت بقوة وفزت من نومها ولفت عليه وهزته بقوة وهي تقول بفجعة : جاسم , جاسم الساعة تسعة , جاسم ..
فتح عيونه دفعة وحدة لمن سمع الرقم وفز وهو يقول : تسعة ..
قالت بتلعثم : راحت عليه نومه و ...
لف عليها وصرخ بعصبية وهو يبعد اللحاف ويتحرك للحمام : ليه ما عايرتي الساعة يا هانم إذا إنك مايته على النوم كذا ؟؟
ودخل الحمام وصفق بابه بكل قوته , قامت أزهار بتجهز أشياؤه و انصدمت لمن حطت رجولها على الأرض وحستها ذايبه لدرجة ما صدقت إنها واقفه عليها , استندت على السرير بتعب وهي تهمس : رحمتك يا رب , استغفر الله العظيم ..
استعاذت من الشيطان وتحركت في نفس اللحظة اللي خرج فيها , قال بعصبية : ارجعي نامي ..
وأخذ بذلته ومحفظته وجواله وسحب مفتاحه من التسريحة وخرج وصك باب الغرفة بكل قوته , زفرت بتعب وقالت : فكه ..
ورجعت للسرير و انسدحت وهي تحس بمشاعر غريبة ..



*****************************


الساعة 12 الظهر :
في الروضة :

أي نعم تحب الأطفال وبراءتهم وعالمهم الجميل , تحب تحتك فيهم وتتعلم منهم طيبة روحهم زي ماهم يتعلمون منها الكثير , تحب تزرع فيهم كل شي صالح وحلو يفيدهم في حياتهم ويكون بصمتها في هالحياة لكـــــــــن ..
: الغياب يخصم منكم 50 ريال , مخالفات الملابس والتأخير الصباحي يخصم 30 ريال و شوفوا أنا من دحين أقولكم أهم شي عندي هو إبداعكم في لوحات الإعلان وتنظيمكم لفصولكم , واللي أوله شرط آخره نور , أي شي يتخرب في الفصل أو يحتاج تصليح إنتم اللي حتدفعون فلوسه وحينخصم من راتبكم , كل اللي تحت يدينكم عهــــدة ..
زفرت مشاعل ولفت وجهها تطالع لساحة الألعاب المواجهة لغرفة المديرة المقززة ~ يا لله بدأنا التعب والكرف والمحاضرات اللي مالها أول ولا آخر , آنا اش اللي مضطرني أشتغل في مدرسة أهليه , مو كل الراتب 1500 لو خصمتي منها سعر الباص و كل هالأشياء اللي انذكرت وممكن تصير كم بيبقى , أففففففففففففففففف ~ ..
: بعض ناس مسرحة كإنه مو عاجبها اللي قاعد ينقال ..
لفت مشاعل وابتسمت للمديرة بصمت , كانت تعرف إن المديرة تستنى منها أقل شي عشان تفصلها من المدرسة , لكن شهادات التقدير اللي حصلت عليها بعد الله بجهد وخبرة خمس سنين تمنعها من طردها باعتبارها مدرسة تمهيدي قديرة ..
قالت المديرة : النوبة حتتوزع عليكم وحيتعلق الجدول بكرة مع سير منهج التعليمي , وبكرة كمان أبغى منكم تفاعل أكثر مع الأطفال , وياليت تجيبون معاكم أفكار عن ألعاب مسلية ممكن يقضون وقتهم فيها و و و ......
سرحت مشاعل بأفكارها عن هالمحاضرة اللي حفظتها من كثر ماتسمعها لسنوات وتوجهت بها للبيت ولأخوانها واش ممكن سووا بعد ما أعطوا ناصر الأوراق , مشكلة أبوها ما وقع أخوه على ورقة بشهود على استلامه لكل المبالغ بعد بيعه لنصيبه من الأرض , كم مرة حذرته وطلبت منه يوقعه على ورقه بشهود لن أبوها كان رغم حزمه وشدته طيب ويحسن الظن في الناس , هل كان حيتخيل إنه لمن يموت بيجي أخوه اللي قبض كل حقوقه ويطالب أبناؤه بحقوق وهمية وهو مهو مهتم بكونهم أيتام بلا بيت ملك و عايشين في شقة بالإيجار , ناصر اش دخله في الموضوع ولا بس لأنه صادف وكان نازل للديرة , أصلا ليش ينزل الديرة في هالوقت , زوجته ماكانت في السيارة , هل بيسيبها لوحدها وينزل ولا هي في الديرة ونازل عشان يجيبها و ....
انصدمت لمن لقيت أفكارها تتحول لناصر وزوجته , لفت واستمعت للمديرة اللي حست كلامها مستساغ أكثر من تفكيرها العقيم في ناصر اللي صار إنسان أجنبي عنها , لازم تعيش حياتها , لازم تعيش حياة جديدة بلا ............ ناصر ..



******************************


في الرياض الساعة 2.30 :
بعد الغداء في بيت عبد العزيز :

فتح عيونه على آخرها وفز من مكانه وهو يصرخ غصب عنه : إيـــــــــش ؟؟
الكل طالع فيه بصدمة , ونزل عبد العزيز فنجان الشاهي اللي كان رافعه لفمه لمن كمل صقر صراخه وهو يقول : أكيد تمزحووووووووون ..
وقال بحزم : اصبر خلينا نفهم الموضوع ..
حطت أريام يدها موضع قلبها وهي تطالع في صقر المصدوم بخوف , قالت أمه ببرود وهي تحرك يدها بلا اهتمام وباليد الثانية ترفع فنجانها : منت مصدق إسأل بنت عمتك ..
نقل نظراته بينهم وهو يحاول يستوعب اللي انقال , لف على أبوه وسأل : أبويه , من متى سحر راضعة من وفاء ؟؟ من متـــــــــــى ؟؟
لف أبوه على زوجته وقال : عاليه متأكده من اللي تقولينه , أنا أول مره أسمع به ..
قالت عاليه ببرود : مو حضرتك إنت و أخوك مخلين أولادكم سبيل اللي يبغى يرضع يرضع , ناسي إنه بنت أختك رضعت سحر عشان ولدها مات في بطنها وهي في التاسع ..
قال بعدم فهم : ولو رضعتها وفاء واش دخل صقر في الموضوع ؟؟ ليش ما يقدر يخطب سحر ؟؟..
قال صقر بألم : أبويه أنا راضع من عمتي , يعني وفاء أختي بالرضاع ..
قام عبد العزيز بصدمة في نفس الوقت اللي كمل فيه صقر وهو يحس بفوران دمه : يعني ما طلع الرضاع إلا لمن قلت لكم أبغى أخطبهااااااااااااااا , وينه هالرضاع ماطلع من زمان ؟؟ وينه محد تكلم عنه من فوق 25 سنة ..
التزم الكل الصمت لمن حط عبد العزيز يده على كتف صقر وهو يقول : استهدي بالله , أنا أكلم عمتك وأشوف الموضوع ...
لف صقر وقال بصوت غريب : أنا بأروح لها ..
وتحرك لغرفته , لف عبد العزيز لعاليه ورماها بنظرات غضبى , رفعت حواجبها وقالت : خير , ليش تطالع فيني كذا ؟؟
قال ببرود : يعني ما قدرت تقولين هالموضوع إلا بهالطريقة , الولد توه يتكلم وهو فرحان و يقول نوى يخطب سحر ترمينها في وجهه كذا بلا تمهيد وبلا اهتمام ...
لفت وجهها بضيق , كمل بتحذير : شوفي والله لو طلع الموضوع من تأليفك ما يصير لك خير ..
وتحرك لغرفته , زفر سطام ولف على أريام وحرك يدينه بهدوء عدة حركات ,
قامت بسرعة بعدها وسحبت ساري اللي جا بسبب الأصوات من غرفة التلفزيون اللي يلعب فيها بلاي استيشن , لف على أمه وهز يده بسرعة وصوت تأوهات غريبة تصدر منه , قالت عاليه : لا تعصب علي , شوف أبوك اش قاعد يقول , يعني بأفتري أنا ..
هز يده وحركها بسرعة وضربها على صدره بقوة , زفرت وقالت وهي تقوم : ألقاها منك و لامن أبوك , واش بيصير لقلبه إذا قلتها بهالطريقة , هو مو بزر عشان نمهد له ..
قام بسرعة ووقف قدامها وطالع فيها برجاء , رمته بنظرات بارده وهي تقول : خير ..
حرك يدينه بسرعة لكنه أزاحته من قدامها وهي تقول : ترا مافحالي أناقش الموضوع ..
تنفس بحده وهو يطالع فيها وهي رايحه للمطبخ وهي تنادي على الشغاله , وتحرك لغرفة صقر , صدم فيه صقر وهو خارج لكنه ما توقف عشان يكلمه , أشر بيده له وهو يحاول يلفت انتباهه بلا فائدة , لحقه بسرعة ووقفه وهو يحط يده على كتفه , لف صقر عليه وقال : سطام واللي يرحم أهلك ما فيني أتكلم ولا فيني أسمع محاضرة ..
أشر له سطام إنه بيروح معاه , زفر صقر وقال وهو يمد يده : تفضل ..
ابتسم سطام وركب السيارة , كان صقر يسوق السيارة لشقة أكبر عماته وهو يحس قلبه يخفق بقوة أكبر كل ما قرب من بيتها , وقف سيارته بدون ما يهتم كيف وقفها وخرج منها بسرعة وهو يصك الباب بكل قوته , نزع سطام جهازه الصغير المثبت في إذنه اليسار ودخل سبابته في إذنه وهزها بوجع ~ الله يقطع شرك , ناسي جهازي ~ وخرج وراه وطلعوا للدور الثاني ..
لف عليه صقر وقال أول ما انفتح الباب : سطام أدخل المجلس أكيد البنات موجودات ..
رفع سطام راسه وابتسم مشجع لصقر اللي دخل للصاله , دخل وراه وهو يركب الجهاز في إذنه اليمين , طالع في المجلس اللي على يمينه وكمل طريقه للصاله , أول ما دخل اصطدم بصره ببنت غريبة , أول ماشاف اتساع عيونها أشر بيده لكنها سبقته بصرخة خلته يغمض عيونه وهو ينزع جهازه قبل ما يلف وجهه , رجع صقر وسأل : اش فيييييييييييييه ؟؟
اندست البنت وراه , انتبه لجهاز أخوه اللي في يده وهو راجع للممر , لحقه وقال وهو يأشر بيده : اش فيه ؟؟ تعورك إذنك ؟؟
هز سطام يده بعصبية وبحركات سريعة , ضحك صقر لأول مرة من غمته أمه بالموضوع , ضربه سطام على كتفه وأشر بيده وعلامات الغيض مرتسمة على وجهه و واضحه في الأصوات الحاده اللي بدأت تعلو منه , قال صقر وهو يأشر بيده على راسه ويتبعها بإشارات متتاليه : سامحني , والله سامحني , أنا اش دراني إنك نزعت الجهاز من صفقتي للباب , والله نسيت إنك حساس من الأصوات العالية ..
أشر سطام على إذنيه وقبض يده وهزها , ابتسم صقر وقال : سلامة أذانيك ..
دخلت عمته نجلاء وهي ترحب بهم بابتسامة صادقة , رجع صقر لهمه وتذكر الموضوع اللي جا عشانه , بعد ما سلموا عليها قالت وهي تأشر بيدها إشارات بسيطة مختصرة : عسى ما فجعتك الخبلة بشعافلها , تراها مطفوقة ومطيورة ..
ابتسم سطام وقال وهو يأشر بيده عدة إشارات منها إشارة وهو يمسح يده على وجهه وختمها بتمرير سبابته على خده , فتح صقر عيونه على اتساعها وماعرف اش يقول لعمته اللي قالت : إيش يقول ؟؟ ياربي على قد ماأحاول أفهم لغة البكم ماأعرف ..
ابتسم وقال كاذب : يقول لا عادي وجهها يشبهك ..
ضحكت عمته وقالت : الله يسعده يارب , تسلم عيونه الحلوة , والله بنتي هيام حلوة من وين أشبهها ..
وتحركت وهي تقول : أروح أجيب القهوة ..
لف على سطام أول ماخرجت عمته ودقه وهو يأشر بيده ويقول بعصبية : هي ترى مو عادي تقعد تمدح البنات , حلوة ذي قاعد تقول بالعكس كل شي فيها حلو حتى ملامحها , زين اللي رقعت لك , قلت عمتي إنك تقول إنها تشبهها ..
قطب حواجبه باعتراض وأشر بيده , شهق صقر وقال : أنا عااااااارف إنه عمتي ماتشبهها وإنه هيام أحلى يالخبل ..
وكمل وهو يأشر على فمه : قاعد أرقع لك , أرقــــــع ..
ابتسم سطام وركب جهازه وهو يقول بصوت مخنوق : طيب , طيب ..



******************************


في نفس الوقت في جدة :
في فيلا أحمد :


: هذا وقته تتكلمين عن السوق وريحاته ست عنيدي ..
زفرت العنود وقالت بحزم وهي تقوم عن الكنبه وتوقف في مواجهتها : يعني اش تبغيني أسوي ؟؟؟ مو معقولة بنأخر كل شي عشان اللي صار , بعدين قالولك لو رحت السوق مابيطيب حسان ولا بيأثر عليه , لله الوقت ضيق ولازم نستغل كل دقيقة فيه ..
لفت الهنوف وجهها وقالت بضيق : بتروحون روحوا أنا ماني رايحه لمكان ..
دنقت البندري اللي جالسه جنبها راسها بصمت , لمن انتبهت لها العنود دعست بطرف رجلها قدم الهنوف وهي تأشر براسها على البندري , تلون وجه الهنوف وقالت على طول بتلعثم : قصدي مو دحين , أنا تعبانه شوي , روحوا انتم وأزهار وقضوا الناقص لأنه فعلا مابقي وقت ..
قالت البندري بابتسامة هادئة صارت تزين وجهها في الأيام الأخيرة على غير العادة : مو مشكلة حتى لو ماقضيت باقي أشيائي ممكن أكملها هناك , أصلا ماعندي هناك شي أسويه ..
قالت العنود بحماس حازم : يا سلاااااااااااااام , إلا عندك شي تسوينه يادب , دراستك لازم تكملينها وتهتمين فيها ساااااااااااااامعة , مو لا رحتي هناك على بالك الدراسة ماعاد هي مهمة , أبغاك ترجعين بروفسورة في الكمبيوتر وأبغاك ترطنين إنجليزي عشان تصححين مفاهيم الدلووووووووخ المعفنيييييييييييين اللي هناك عن الإسلام و......
سكتت لمن شافت عيونهم المتسعة وهم يطالعون فيها باهتمام وصرخت : هـــــي يا مساطيل تراكم شوية وتاكلوني بعيونكم ..
انتبهوا لحظتها إنهم متنحين وهم يطالعون في حماسها العجيب وانفجروا بالضحك لمن ضمت نفسها وهي تكمل : خوفتوني على عمري ..
: إنت تخافين ؟؟ إنت ينخاف منك , الديناصورات نفسها تخاف منك ..
لفت عليه لمن وصلها صوته الساخر وحطت يدها على خصرها وقالت : لا والله سيد رزووقوو , أشوف الأخ خبير ديناصورات ..
رفع حواجبه وقال بهدوء : هذي حشة دحين ؟؟ يعني لازم أضحك , استني استني ..
وقام يدغدغ نفسه وهو يمثل إنه يضحك , الكل ضحك على حركته حتى العنود اللي تقدمت له وضربته على كتفه وهي تقول : والله بنفتقدك يا دب ..
قال وهو يرمي نفسه على أول كنبه قابلته : وأنا بأفتك منكم ..
جلست العنود جنبه وقالت بدلع وهي تمسد كتفه : حبييييييييييييييييييييييبي والله رزوق عمري ..
مط شفايفه بطفش وقال : خيييييييير , هاتي من الآخر , اش عندك ؟؟ فلوس ماعندي ..
عقدت حواجبها وقالت باستنكار : يا خي الواحد ما يدلع إلا عنده شي ..
قال بلهجة ماتقبل النقاش : هاتي من الآخر ..
ابتسمت وقالت : تودينا السوق ..
قام على طول وقال : السلام عليكم ..
نطت وراه ومسكته وهي تقول برجاء : رزوقووووووو ..
رن جواله في اللحظة اللي قال فيها : مواعد واحد من الشبا .... هي شفتي , هذا هو يدق ..
وخرج جواله وهو يقول : Hiiiiiiiiiiiiiiii ..
وضحك من قلبه لمن وصله صوت عمر الهادئ وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ياخي الناس تسلم أول مو تهاهي ...
وقال يقلده : ياخي قايلها أنا غيااااااض فيك , ماني قايل السلام عليكم أنا حرررررررر , مو عاجبك دور مطوع زيك تتصل عليه ..
شهقت العنود وصرخت : وااااااااااااااااااااااااااا ...
لف عليها عبد الرزاق وهو مفرصع عيونه وضربها بطرف يده ولف يكمل كلامه , غطت فمها بيد وحكت كتفها باليد الثانية , همست الهنوف : بنت استحي , كيف تشهقين وتصرخين وهو يكلم رجال الله يفضح إبليسك ..
أشرت على جواله وهمست لهم : تعليقة ريم ..
لفوا على عبد الرزاق اللي قال : طيب شويه و جايك يلا انقلع عن وجهي , ماني قايل مع السلامه بكيفي ..
وصك الجوال والتفت للعنود وقال وهو يتقدم منها : والله لا أوريك ..
صرخت العنود لمن شافته جاي لها وشردت وهي تقول : يا حماااااااااااار والله غصب عني ..
وصرخت بتوجع لمن شد شعرها وهو يقول : لمن أرفع الجوال تصكين حلقك سامعه ..
لفت عليه وشدت شعرها من قبضته وسألت بعصبية من الوجع اللي تحسه في فروة راسها من قوة شدته : ليش تعليقة ريم معاك ؟؟
انصدم من سؤالها لكنه قال بسرعة : ليه مافي إلا ريم عندها هالتعليقة ؟؟
انتبه للصمت اللي ساد قبل ما تقول الهنوف بهدوء : إيوه مافي إلا ريم عندها هالتعليقة لأنه هي مسويتها بنفسها ..
تمالك صدمته وقال : مالكم دخل ..
وتحرك نازل من الدرج , لحقته العنود وقالت : هــــي منته مودينا السووووووق ؟؟
جاوبها الصمت , لفت على أخواتها وطالعت فيهم للحظة قبل ماتجري على التلفون , نطت البندري وقالت : هي , اش بتسوين ؟؟
: بدق على ريم ..
سألتها الهنوف بتوتر : واش بتقولين لها ؟؟
طالعت فيهم وقالت بهدوء : بأسألها عن تعليقتها ..
أول ماسمعت صوت الرد قالت : ألوووووووووووووووووووو ..
وصلها صوته المقيت وهو يقول : هلا عنيد ..
رفعت بصرها للبندري و أشاحته بسرعة وهي تقول : ممكن أكلم ريم ..
: ريم نايمه ..
: طيب شكرا أ ..
قاطعها : تبغيني أصحيها ولا أقول لها شي ..
بلعت ريقها وقالت بهدوء : لا شكرا , أكلمها بعدين ..
وصكت الخط , ولمن شافتهم يطالعونها ابتسمت وقالت بمرح وهي تتنهد : العريييييييييييس ..
ولمن شافت تغير ملامح أختها ضحكت وقالت : أظن بعض نااااااااااس يقولون ياليتنا إحنا اللي دقينا ..
ابتسمت البندري ابتسامة رصينة وهي تصرخ بداخلها ~ ما دريتي عني شبعانه من صوته ومن كذبه ومن كلللللللللللللللل شي , اللهم أستغفرك وأتوب إليك ~
الهنوف ضربت العنود وهي تقول : وحضرتك ليش مااتصلتي على جوالها , متصلة على البييييييت ..
ماكانت تبغى تصدمهم وتقول إنها متصلة على الجوال وهو بوقاحته رد عليه فكملت الموضوع معاهم على إنها متصلة على البيت وهي تصرخ ~ هذا من وين طلع لي دحيييييييييييييييييين , مو افتكينا منه من زمان , يااااااااااااااارب سترك , يارب تعين البندري عليه ~ ..



**************************


الساعة 3.30 الظهر :
في شقة أزهار وجاسم :


~ لااااا ما أقدر أطالع فيه , ليه يا جاسم ؟؟ ليه ؟؟ أزهار حاولي تكونين عادية , لا تبينين شي , حاولي ~ ابتسمت وقالت وهي تصب له كاسة مويه : تصدق عمور مسوي عزيمة غدا لعبد الرزاق ..
ورفعت راسها لمن ماجاوبها وزفرت بداخلها لمن شافت حواجبه المعقودة بغضب , سمت ومدت يدها للأكل بصمت ~ ما حأناقشه دحين , حأكون حكييييييييمة و ما حأفتح فمي عشان مايلقى عذر وينفجر فيني , أكيد ضغط العمل زاده , أنا اش ذنبي إن كان هو ثقيل نوم وأنا راحت علي نومه من التعب , أففففففففففففففففففف كيف الرجال فضيعين , أوووووو لا يكون لاحظ !! يكون هالعصبية لأنه دري باللي سويته , يا ماااااااماااااااا ~ مدت يدها بالملعقة بتاخذ من السلطة في نفس الوقت اللي كان رافع ملعقته ولمن صدمت به وتناثر الأكل رمى الملعقة بعصبية وقام , طااااااااااالعت في السفرة بصمت , أمس كانوا حلوين زي السمن على العسل , زفرت وقامت عن الطاولة وبدأت تنظفها لأنها تعرفه لمن يقوم عن السفرة ما يرجع لها إلا وقت العشاء ..
فتح كمبيوتره وهو مغتاض منها , اليوم أخذ تهزئ محترم من العقيد ليش جاي متأخر , مو كافي إنهم إلى الآن حاطينه تحت المجهر ليش إنه منقول حديث لهم وبالواسطة ومشككين في كفاءته رغم كل شهادات التزكية و التوصية الملحقة بملفه , كان جزء بداخله يحط اللوم عليها , هي السبب اللي خلاه ينقل من الدائرة اللي كان مرتاح فيها ومكون صداقات و ...
: اش فيه الجهاز مايشتغل ؟؟
قالها وهو يضغط زر التشغيل للمرة الثالثة , طالع في التوصيلات وانتبه إن السلك منزوع , استغرب وهو يشبك الفيش , عمره ما نزع السلك وحتى أزهار عمرها ما نزعته ~ يكون لمن نقلته هنا ما شبكته , لا لا , أنا بنفسي اشتغلت عليه قبل ما أروح للتحليل مع العنود و ..... يمكن لمن كانت تنظف و ... ~
سكنت أفكاره لمن دوى صوت مروحة الكمبيوتر أول ما شبك الفيش في القابس وطلعت له الشاشة الزرقاء بعد ثواني تنبهه إنه أغلق الجهاز بطريقة خاطئة ..
سحب كرسيه وجلس عليه و أفكاااااار تدور برأسه , ما كان حاط كلمة سر لجهازه لأسباب أهمها إنه ماعنده شي مهم يخبيه و ما في أحد في البيت غيره هو وأزهار اللي يعرف إنها مستحييييييييييل تفتح الكمبيوتر بدون إذنه , ورغم يقينه إنها مستحيل تفتح جهازه حرك الفارة بلا تفكير و فتح المستندات الأخيرة , حس بأنفاسه تتسارع من العصبية , قام بسرعة وهو يحس إنه معمي من شدة غضبه صرخ بعصبية : أزهاااااااااااااااااار ...
ودخل المطبخ وهو يحس دمه يغلي , انصدم لمن شافها طايحة على الأرض و حولينها الأشياء , في لمح البصر حس بكل غضبه يتلاشى وهو يجري لها , جثى على الأرض ورفعها وهو يقول بخوف : أزهار , أزهار ..
تدلت يدينها بليونه وضحت له إنها مغمي عليها , هزها وهو يصرخ : أزهاااااااااار ..
ورفع يده وصفعها عدة صفات لكنها ما استجابت له , حس بنبضات قلبه اللي كانت تهدر بقوة من شدة الغضب تزداد سرعتها من كثر الخوف , دنق وحط إذنه عند فمها وحس براحة لمن سمع ونها الخفيف , زفر وشالها بسرعة , فتحت عيونها وهمست بتعب : جاسم ..
حطها على كنبة الصالة وقال وهو يمددها : اش فيك ؟؟ اش صار ؟؟
غمضت عيونها وهي تحس بنفس الشعور اللي قاومته أيام وليالي يرجع لها أقوى من أول , نزلت دموعها غزيرة وهي تحاول تكتم شهقاتها , انفجع من ردة فعلها وسأل بتوتر : ليش تبكين ؟؟ عادي هالموضوع يصير وقت الوحام ولا ؟؟
هزت راسها بلا وهي تقول بصوت كسير : ما أعرف , ما أدري اش فيني ؟؟
وزاد صياحها وهي تقول : أحس بخنقة , أحس إني تعبانه ..
مسح على شعرها وقال : أوديك المستشفى ..
وتحرك عشان يجيب عبايتها , حاولت تقول له لا لكنها فعلا كانت بحاجة لحل , هالموضوع أرقها كثير , لبست العباية بلا نقاش وتحركت وهو ساندها , وطول الطريق للمستشفى وهي تبكي بصوت مخنوق وكل ما حاولت تهدي نفسها تزيد , ولمن فحصتها رانيا الطبيبة النسائية في المستشفى العسكري اللي فتح لها فيه جاسم ملف وسوت لها تحاليل ....



*************************


.................. يتبع.


 

رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 02:41 PM   #44
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الساعة 4.30 في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

: مااااااااااااااااميييييييييييييييييييييييي , heeeeeeeeeeeelp ...
صرخة سلافة الحادة وصلتهم رغم إنهم جالسين في صالون الدور الأرضي , تبعها صوت خطوات مسرعة كل مالها تقترب مختلطة بصوت خطوات ثانية قوية زفرت حنان وقالت : يالله تسكنهم في مساكنهم ...
: سحـــــــــــر وقفي أحسن لك ..
نقزت سحر الثلاث درجات الأخيرة وجريت لأمها وهي تصرخ بخوف , فتحت حنان عيونها على آخرها مصدومة من اللي قاعد يصير , وقفت سحر جنبها ودست شي وراها وقالت وهي تلهث : والله لو تموتييييييييييييييييييييييييييين ما عطيتك إياه ..
وقفت سلافه قدامها وحطت يدينها على خصرها وهي تقول : سحر والله لا أوريك ...
ومدت يدها وهي تقول :give it to me nooooooooooooooow ..
: موتي ..
: سحر يا حماره ..
: هي نجوم السما أقرب لك على هالسبة يالوقحة ..
ضربت سلافة الأرض برجلها وقالت بصوت باكي : مامي شوفيها , خليها ترجع الـ charger حقيييييييييييي ..
مدت سحر يدها بشاحن المحمول وقالت : شايفته ..
ورجعت دسته وهي تقول : إحلميـــــــــبه ..
حنان بعد ماتعبت من لف راسها يمين ويسار عشان تتابع كلامهم عل وعسى تفهم شي قالت بحزم : بس إنتي وهي , اش صااااار ؟؟
ضربت سلافة الأرض مرة ثانية وقالت : سحر أخذت شاحن لاب توبي ومهي راضية ترجعه وأنا قاعدة أنزل موادي لهالترم ..
قالت سحر ببرود : طيب ممكن تقولين لها السبب عشان ما تحسب أمي إني معتدية على حقوقك الشخصية ست سلف ..
حطت سلافة إصباعها عند راسها وقالت : أنا بكيفي متى ما نظفت نظفت , المهم إني حأنظف وبس ..
لفت سحر على أمها وقالت بعصبية : يعني بالله متى حتنظف يعني أنا مغسلة صحون الغدا ومنظفه المطبخ ومغسلة 3 حمامات وهي الكسلانه ماعندها إلا غرف النوم ليش ماقامت تنظفهااااااااا من الصباح وهي قاعدة على لاب توبها وكل ما كلمتها قالت حأنظف حأنظف شلت عنها الشاحن من فوق الساعة والنص ودحين يوم خلص شحن بطاريتها جاية تدور عن الشاحن ما قالت أقوم أنظف ..
: المهم إني حأنظـ ...
قاطعتها سحر : متــــــــــى ؟؟ الغرف تجيب الهم مو كافي ما تنظيفينها إلا مرة وحدة وحاكمة علينا مانحرك شي لأنك ماحتنظفينها مرة ثانية ..
زفرت سلافة وقالت وهي تأشر بيدها للسما بغيض : كله منك يا سوناتي الهمممممممممم , يعني مالقيتي إلا هالوقت تشردين فيه , حسبي الله ونعم الوكيل عليك ..
قالت أمها : ياليتها شردت لوحدها , حتى السواق شردته ..
قالت سحر : إحمدي ربك إنتي في البيت ونايمة إلى الظهر مو الضعيف سمور من جا من المدرسة ما ارتاح ...
ولفت على سحر وقالت : تعطيني إياه من يوم أخلص تنظيف الغرف ؟؟
هزت سحر راسها وقالت : إن شاء الله , المهم نظيفيها زين ..
لفت بوزها وطلعت وهي تسب وتلعن وتدعي على سوناتي , جلست سحر جنب أمها وقالت : أففففففففففف مابغت تتحرك ..
قالت حنان : الله يهديها لازم الواحد يجري وراها عشان تسوي الشي , ماأدري اش بتسوي في بيت زوجها ..
ضربت سحر صدرها وقالت بألم : اللــــــــــه يعييييييييييييييييييييييييينك يا زوج سلافة , يا حبيييييييييييييييبي والله حزنانه عليه من دحين ..
دخل سامر وهو شايل أكياس مقاضي و قال بابتسامة خبيثة : وزوجك ؟؟
مطت شفايفها بقرف وقالت : الله يخليك لا تجيب سيرته لأني أستناه يجي عشان ألعن سابع جدوده ليش توه اللي فكر يجي ومافكني من سلافووووووووو من بدري ..
ولفت أصابعها بتهديد وهي تكمل بصوت ممطوط : يا إنيييييييييي ناوية له على نيــــــــه ...
قهقه من قلبه وهو يتخيل شكلها لو عرفت إنه جا وفوق هذا إنه صقر , حط الأكياس على الأرض وهو يغنى : ناويلك على نيه بس انت اصبر شويه اذا ماعلقك فيني وغلاك يصير بيديه والله لشغل افكارك وشعل بالهوا نارك واسكن قلبي بدارك واعلمك الرومانسية ..
ضحكت سحر عليه خاصة لمن قالت أمه بحسره : هي وينها هذا اللي بتعلمها الرومانسية أشر عليها وأنا أجيبها لك من شعرها ...
ضحك وقال وهو يدق أمه بمزح : يوم الله يريد إن شاء لكن هااااااااااا , مو تجرينها من شعرها , بنت الناس عيب ..
ضحكت أمه وقالت : شايفني متوحشة لهالدرجة , أمزح معاك أنا ..
فرد يدينه وقال وهو ينحني لها : فديـــت اللي يمزحون ..
وضمها , دفته أمه بحرج وهي تقول : من وين متعلم هالكلام ؟؟
جلس جنبها وقال : هذي يا طويلة العمر عضوة عندنا خليجية يوم ترد على صحبتها تقولها فديتك فديتك وعجبتني الكلمة ..
شهقت سحر وقالت : أو صــــــح ..
وابتسمت وهي تقول : مبرووووووووووووك عليك المشرف المميز يا حلو إنته , توصى فيني هااااااااااا ..
ضحك وقال : يوم تشاركين في قسم الإنجليزي أقيمك وأتوصى فيك ..
لفت بوزها وقالت : ماااااااااااالت مالقيت إلا قسم الإنجليزي ..
لفت أمه عليه وقالت : متى كرموك ؟؟
ابتسم وقال وهو يحك حاجبه : ما أدري , لمن نزلت جدة ماكانوا منزلين الموضوع , ويوم رجعت لقيتهم مكرميني وأنا ياغافل لك الله ..
قالت ببساطه : طيب سوي حذف لذيك العضوة الملسونة اللي اسمها العصلا في قسم الأسرة , كلامها مو زين ..
طالعوا فيها وقهقهوا في لحظة وحده , قالت حنان : ليش تضحكون ؟؟
مسحت سحر دموعها وقال سامر بعد ما تنحنح : أمي كيف أسوي حذف وهي ماخالفت , بعدين أنا في قسم الإنجليزي اشلي في قسم الأسرة ..
لفت حنان بوزها وقالت : أجل مشرف على إيه ؟؟ والله يا إنها هالحرمة ماتدخل لي من زور , فيلسوووووووفه و المشكله كلامها كله غلط في غلط ..
قالت سحر : إذا كلامها غلط ردي عليها ..
شهقت وقالت وهي تقوم : أي أرد عليها , والله يطلقني أبوك لو درى إني أرد في المنتديات , وأتطلق عشان مين , عشان وحده عصلا ..
ضحك سامر وقال : يااااااا حليلها أم خالد , يارب ترزقني وحده زيها ..
قامت سحر وحلفت على أمها ما تشيل ولا كيس وشالتها عنها , لفت حنان عليه وقالت : سمووووووور الأشياء قليلة , متأكد جبت كل المقاضي ..
خرج من جيب بنطلون الجنز ورقة المقاضي وطالع في التشخيطات اللي مسويها وقال : جبتها كلها ..
ولمن لمح شي مو مشخوط قال بمزح : وهذا الشي أبو الأجنحة لو سمحتم لا تكتبونه لي لمن أروح للسوبر ماركت , فضيحة أكياسهم شفافه , يكون في علمكم خرجت من السوبر ماركت ورحت بقالة صغيرة حاسبت عليه وأنا متلثم , قالي مافي اللي تبغاه قلت الأهل يبغون طيار ولا ما أشتري والحمد لله لقيـ ..
قطع كلامه و ضحك من قلبه لمن شاف سحر شارده للمطبخ , جات أمه وضربته على كتفه وقالت بعصبية مصطنعة وهي تقاوم ابتسامتها : بسك إحراج ..
قال من وسط ضحكه : أمزح معاها ..
ولمن لمح سلافة نازله قال بصوت عالي : تراني جبت الطيار تلقينه عند سحـ .. آآآآآآآآآآآآي ...
تأوه وهو يحك كتفه لمن ضربته أمه مره ثانيه وهي تضحك غصب عنها , ضحك لمن شردت سلافة للمطبخ , قال : والله البنات تحـــــــف ..
وقام وتمغط وقال : بأروح أناااااااااااااام , صحيني لا أذن المغرب ..
ابتسمت حنان بحب وقالت : الله يوفقك ويسهل لك دربك يارب ويسعدك وين مارحت ..
ابتسم لها وقال : الله لا يحرمني منك ولا من دعواتك الحلوة ..
وراح لغرفته , راقبته وهي شايله همه , اليوم راح داوم لأول مرة من إنقطاع سنتين عن التدريس , وإلى الآن ما كلمهم عن تجربته اليوم وكيف إحساسه , كان يتهرب من كل سؤال يسألونه إياه , حتى عدنان يوم اتصل عليه وكلمه كان يرد عليه بردود مختصره ما تشرح شي , تمنت لو عبد الكريم موجود عشان يكلمه ويناقشه لكنه في رحلة بيرجع منها بعد يومين حتى ماهر مسافر في رحلة لنيويورك ..


************************

في نفس الوقت :
في بيت نجلاء :


حبس أنفاسه وطالع في عمته اللي جالسه بصمت , أخذ وقت طويل عشان يقدر يفتح الموضوع ويكلمها فيه لكنها صدمته وقالته إنه ما عندها خبر أكيد عن هالموضوع لكنها تتذكر شي عن سحر والرضاع , راح لصلاة العصر هو وأخوه وترجاها ما يرجع إلا وهي جايبة خبر أكيد من وفاء ..
طالعت فيه عمته بتوتر , كانت تحبه حب كبير بحكم إنه ولدها الوحيد , زفرت وقالت وهي تفرك يدينها : والله ما أدري اش أقولك يا صقر !! اتصلت على وفاء وقالت إنها ما تتذكر كم مرة رضعتها ..
زفر بقوة وخرج الهوا الحبيس في صدره وقال : هي بالله هذا كلام , يا ناس وحده ترضع و ما تعرف كم مرة رضعت , يعني بالله ما تعرفون إن الرضاع شي كبير ومهم ..
قالت عمته : والله حاولت أخذ منها كلمة لكنها أصرت إنها ما تتذكر , أنا أتذكر إنها شفتها ترضعها ثلاث مرات في فترة نفاسها قبل ما تسافر المدينة مع زوجها , وما أدري إن كانت رضعتها وأنا ماني موجودة ..
أشر سطام له بحماس , زفر صقر وقال : مو عشانهم مهم متذكرين معناته إنه ما في رضاع ..
ورجع لف على عمته وقال : عمه ..
طالعت فيه بحب وقالت بلهفة : يا هلا ..
همس برجاء : لازم أعرف كم رضعة , تراني مكلم ماهر وسامر على موضوع الخطبة , يعني لازم أنبههم في أقرب فرصة قبل ما يكلمونها و ..
خرج جواله وقال : أنا أكلمها بنفسي ..
انتبه سطام لظل منعكس على باب المجلس , رفع بصره وابتسم لمن عرفها من طرف تنورتها الزيتي الواضحة من طرف الباب ورجع نزل بصره , ركب الجهاز ورجع نزله لمن سمع صوت صقر الحاد وهو يقول : كيف ما تعرفين كييييييييييييف ؟؟ ..
ولف عشان يقرأ شفايفه أريح لراسه وإذنه , ركز عليها وهو يدعي بداخله إن الموضوع ينتهي على خير ..
قال صقر من بين أسنانه : وفااااااااء ..
وصله صوتها الخافت الخائف وهو تقول : حبيبي صقر والله ما أتذكر , ياخي كنت بنت 18 يوم رضعتها و كان اللي مات أول أولادي , يعني كنت خبلة ما أهتم بشي , اش بيذكرني دحين بعد 26 سنة ؟؟ ..
: اللهم طولك يارووووووح , يعني أنا اش أسوي ؟؟ أوقف الخطبة ولا إيه ؟؟
: إسأل أمي هي فاكرة ..
قاطعها : عمتي مهي متذكرة غير ثلاث رضعات , وفاء يعني بالله منتي متذكرة سحر بنتك ولا لا ؟؟ مو معقولة ..
سمع صوت فوضى من جهة وفاء تلاها صمت , قال : وفاء .... وفااء ..
وصله صوتها الخافت أشد خفوتا من المعتاد وهي تقول : صقر , أم ماجد أكدت له دحين إنه سحر بنتنا ..
حس بشعور غريــــــــــب يموج بداخله ويقلب كيانه قلب , غمض عيونه بقوة وهو يصرخ بداخله ~ يعني أنا خاااااااااااااااااااااااااااااااالهااااااااااااااا ااا , أنا خال البنت اللي كنت بأتزوجهااااااااااااااااااااااااا ~
: صقر .. صقر ... صقر ..
: صقر ..
فتح عيونه على صوت عمته وناولها جواله وهو يهمس : أم ماجد أكدت الرضاع ..
شهقت عمته وضربت صدرها وهي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قام أول ما سحبت منه الجوال وتحرك بسرعه وخرج , تمسكت فيه هيام وقالت بخوف : صقر ..
بعدها بخفه وهو يقول : مو دحين ..
وتحرك خارج من الفيلا , لصقت في الجدر وهي تسمع أمها تصرخ بعصبية : كيف أهملتي شي زي كذا كييييييييييييف ؟؟ عارفه إنتي اش سويتي ؟؟ اش موقف سحر دحين ؟؟ وأولادك ؟؟ دحين طلع الرضاع , سته وعشرين سنة وين كنت وقتهاااااااااا , ليه ماخبرتيني ؟؟ خالك رأفة بحالك قالك رضعي سحر لكنك رضعتيها 3 مرات وطفشتي وقلتي ما بتكملين الرضااااااااااع , الكلللللللللللللللل عارف إنك ماكملتي الرضاع عشان كذا انسى , دحيييييييييين جاية تأكدينه , صقر , تسألين دحين عن صقر ؟؟ خرج ووجهه مسود ..
غمضت هيام عيونها وسدت أذانيها ما تبغى تسمع صراخ أمها على أختها الكبيرة وجريت لغرفتها , رمت نفسها على سريرها وهي تحس قلبها بيخرج من قفصه من شدة الخوف والرعب ~ سحر بنت أختي , يعني تقابل أبوي وتقابل أعمامي وجدي كماااااااااااااان , وصقور يصير خالها بالرضاع , ياربي رحمتك ~
: هيومه ..
رفعت راسها عن مخدتها أول ما سمعت صوت أختها , صرخت وهي تنط من السرير : وسااااااااااااااااااااااااااااااام , سحر رضعت من وفااااااااااااء ..
ضحكت وسام وقالت : أهااااااااااااااااااا , طيب ..
ولفت عنها وجلست على سريرها بتعب وفتحت المجلة اللي كانت في يدها , قالت وهي تهزها : يا حماره والله أتكلم من جـــــــــــد , صقر خطبها وقالوله ما تقدر لأنها بنت أختك بالرضااااااااااااااااااااااع ..
انتفضت وسام وصرخت : صقر خطب سحــــــــر ..
مسكت هيام المجلة وضربتها على راس وسام وصرخت : هذا اللي لقطتيه , أقولك طلع خالها بالرضااااااااااااااع ..
سكنت حركات وسام للحظة وهي تطالع بعيون متسعة وهمست بعدها وهي تقطب حواجبها : ما فهمت ..
صرخت هيام : يا عااااااااااااااااااااااااااااااااالم ارحموني منهاااااااااااااااااااااا ..
ورفعت يدينها للسما وقالت بقهر : يارب خذها يارب وريح البشرية من غباااااااااااءهاااااااااا ..
وخرجت من الغرفة بغيض , لحقتها وسام ببطء وهي تقول : تعالي هنا , اعتذري لو سمحتي , لا تنسين إني أكبر منك , بنت , هياااااااااامو ..
دخلت هيام الحمام وصكت الباب بكل قوتها , حكت وسام جبينها وتحركت لمصدر صوت أمها وتوقفت لمن سمعت صوت همهماته وآهاته المميزة , ابتسمت ورجعت للصاله دقايق وجاتها أمها وهي تزفر بضيق , تحركت بسرعة بقدر ما تسمح لها قدمها وراحت للمطبخ , طلت من طاقته للشارع , ابتسمت وهي تشوفه واقف بحيرة قدام الشارع الخالي من السيارات قبل ما يأشر حركة بيده , ضحكت من قلبها لمن فهمت سبته , واندست أول ما شافته يلتفت راجع للعمارة , رجعت وجلست بهدوء ولا كإنها سوت شي , وانتبهت لحظتها إنه أمها تمسح دموعها , فتحت عيونها على إتساعها وقالت : أميييييييي ..
وشهقت وكملت : لا تقولين الموضوع اللي قالته هيام حقيقة ..
كانت متعودة على كذب هيام وتمثيلها البارع اللي يخدعها دايما , واليوم اللي قررت ما تطيح في خدعها يطلع حقيقة , صوت رنين الجرس خلاها تخرج من دوامة الأفكار اللي أغرقتها بشكل مرعب , لفت على الممر ورجعت لفت على أمها وهمست : أمي ترى هذا سطام ..
قامت أمها عشان تفتح الباب و راحت هي للحمام ودقت الباب وهي تقول : هياااااام , هياااااااااااام افتحي الباب ..
ولصقت إذنها في الباب ولمن سمعت بكاها لصقت فمها في طرف الباب و قالت : هيوم حبيبي مو زين تصيحين في الحمام ..
وصلها صوت شهقة هيام قبل ماتقول بصوت مقطع : إنتي ما شفتي وجهه لمن خرج , حبيبي هوه والله انصدم بالخبر ..
همست وهي خايفة من ردة فعلها : طيب لا تنطقين اسم الله في الحمام ..
فتحت هيام الباب بقوة , ابتسمت وسام وقالت على طول : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...
رمت نفسها على صدر وسام وهي تقول من وسط بكاها : ماشفتي وجهه , ماشفتي وجهه ..
ابتسمت وسام ومسحت على شعرها وقالت : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , يمكن لو خطبها كان تعسوا في حياتهم و لا واحد فيهم يطلع مايناسب الثاني ويتطلقون وتصير مشاكل , والحمد لله الرضاع خير لهم ..
رفعت هيام وجهها وقالت : اش شعوره لمن يقابلها ؟؟ قصدي أكيد بيتقابلون بحكم إنه خالها صــح ؟؟
هزت راسها بإيوه والابتسامة الهادئة مازالت تزين وجهها وكملت : وبتقابل أبوية وأعمامي وجداني و حتى ماجد زوج وفاء وعيالها بتقابلهم , يعني وضعها صعب زي وضع صقور ..
بعدت هيام عنها وقالت : طيب صقور فين راح ..
مسكت ضحكتها لمن تذكرت سبة سطام وقالت : ما أدري , بس شكله نسي سطام ..
جات أمها وقالت بسرعة : بنات وين مفتاح سيارة السواق ؟؟
تحركت وسام وسحبته من فوق دولاب التلفزيون وناولته لأمها اللي رجعت للمجلس , حست بألم يفتك برجلها , نزلت بصرها وزفرت وهي تقول : الحمد لله ..
وتحركت ببطء للكنبه ورمت نفسها عليها وحطت رجلها اليمين فوق الطاولة , ضربتها هيام على جبيرتها وهي تسأل : تعو....
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي , يا متوحشة ..
سحبت هيام يدها وقالت : سورييييييييي ..
جات أمهم وجلست على الكنبه المقابله لهم وزفرت وهي تقول : الله يسهل ..
طالعوا فيها الثنتين بتوتر أنهته وسام وهي تبتسم وتقول : عسى أن تكرهوا شئيا وهو خير لكم ..
تغير وجه نجلاء لمن سمعت هالكلمات اللي ذكرتها بماضي سحيق , ماضي موجع ..


*****************************


في جدة :
فيلا صالح :



حست بضربات قلبها تزيد وتعلى , غمضت عيونها وعقلها يدور بحث عن إجابة سريعة , وأخيرا فتحت عيونها وقالت : ضيعتها , ما أدري فين ضيعتها ..
وصلها صوت العنود اللحوح وهي تقول : أهااااااااا , علينااااااااا , لو ضيعتيها كان جبتي الجنان لنا عشان ندور عليها ..
~ الله يقطع إبليسك يا رزوووووووووق دحين كيف أصرف العنود بدون ماتحس إن الموضوع فيه شي , ياربيييييييييييييييي و الله بأروح فيهاااااااااااااا ~ قالت بصوت حاولت قد ما تقدر تصبغه بالهدوء والصدق المدعى وهي تحس رعبها يزيد من دخول سفانة : أقولك اختفت من جوالي بدون ما أدري , لكن كنت وقتها ماني فاضيه أدور عليها لأني كنت مفجوعة على أبويه ليش دخل المستشفى ..
ابتسمت سفانة وقالت : تكلمين مين ؟؟
في نفس الوقت اللي قالت العنود : وليش أحسك خايفة , أنا متصلة عشان أقولك إني لقيت تعليقتك , بس مستحـــيل تتخيلين مع مين ..
كانت خايفة من إنفضاح توترها و مهي عارفه ترد على مين ولا مين , طالعت في سفانة بصمت وهي راصة على جوالها بيد ..
طالعت فيها سفانة باستغراب وسألت : ريم اش بك ؟؟..
ونادت العنود : ريماااااااااااااان , وين رحتييييييييييييييييييييي ؟؟..
قالت بحدة وعصبية مفاجأة لمن انتبهت لتتنيحتها : نـــعـــم , معاكم يالرجة إنتي وهيه , دوشتوني وحده تتكلم مو ثنتين ..
ضحكت سفانة عليها وحطت الصينية اللي شايلتها على الكومدينه اللي جنب سريرها و جلست جنبها وهي تقول : أكيد عنيدي ..
وصل ريم صوت صرخة العنود وهي تقول : الله يسد سموع إبلييييييييييييس قولي آمين سديتي سمعي يالمتخلفة ..
ضحكت وقالت : آآآآآآآآسفة , والله ماني قادرة أركز عليك ولا على سفانة ..
شهقت العنود شهقة قوية , قالت ريم بفجعة : بنت روحك لا تخرج ..
صرخت بعد شهقتها : يالخوانااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اات , مجتمعين بدونيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , يازفووووووووووووووووووت ..
قهقهت ريم وسحبت سفانه منها الجوال وقالت بهدوء وهي تحول على المكبر الصوتي : هــي , صوتك وصلني من الطاقة , ارحمي حقين الاتصالات من صوتك النشاز ..
: آآآآآآآآآآآآآآآآآنا صوتي نشاز يا صوت البقر , والله لا أوريكم اللي مجتمعات بدون ما تعطوني خبر ..
قهقهت سفانة وقالت : والله هي كلها عمارتين بيني وبينها قلت ليش ما أجي و اتطمن عليها مسكينة وجعانه ..
: ###### ....
صرخوا الثنتين باستنكار و ضحكت ريم و سفانه تقول : يا وصخة لمي لسانك حاطه على سبيكر ..
شهقت العنود وسألت : لا يكون مرة عمي في ؟؟ ..
: لا إحمدي ربك ..
: أشــــوه , المره الجاية يالفالحة يوم تحطين سبيكر أعطيني تنبيه ..
: خليهم يعرفون سواد وجهك ولسانك الوصخ يالوصخة ..
: يالدبالية , افتحوا الباب أنا جاية دحين ..
طالعت ريم في الجوال بدهشة وهي تقول : من جـــــد ؟؟
: والله من جد , من بعد المسافة , أطق عبايتي وأجي , تبغون شي من السوبر ماركت ؟؟
قالت سفانة بحماس : شكلي على ذوقك بس ركزي على الحلاوة القطن والآيس كريم أبو أربعة ..
: ماشاااااااااااء الله ما صدقت ست سفانة , انتي بالذات ما بجيب لك شي عشان تتعلمين ما تخونيني ..
قالت سفانة بسرعة : آآآآآآآآآآخر مرة والله آسفه ..
: طيب أفكر , يلا مع السلامة ..
لمن صكت الجوال ضربتها ريم وهي تقول : بنت تذلك الدب هذي بحلاوة قطن و آيس كريم ..
قالت سفانة وهي تفرك يدها وتجلس على سرير عهود القريب من الطاقة : والله أحبها ..
ابتسمت ريم ولفت وجهها للصينية اللي حاطه فيها سفانة شربة عدس سوتها لها جدتها حمده وقالت : الله يسعدها جده متعبة نفسها ..
قامت سفانة عن سرير عهود وشالت الصينية وحطتها على فخوذ ريم المربعة فوق سريرها : تقولك إشربيها عشان تلم عظامك وتخرج البرد منه ..
مسكت ريم الملعقة وقالت : أصلا جده لو يصير عندك كسر في رجلك تعطيك العدس وتقولك زين ..
ضحكت سفانة ورعبت فوق السرير وقالت وهي تشيل مخدة عهود القلب وتضمها لصدرها : العدس عندها علاج كل مرض ..
~ ياربي دحين لو جات العنود اش بيفكني منها ومن تحقيقاتها , فرحت يوم نست الموضوع على الجوال , ياربييييييييييييييييييي والله قلبي يعورني , بنت ريم , خليك على كلمتك , إنتي ضيعتيها و ما تدرين فينها , طيب لو قالت لي عند عبد الرزاق اش أقول ؟؟ اش المفروض تكون ردة فعلي ؟؟ أعصب , أستغرب , أطلب منها ترجعه من عنده , ولا ...... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , كله منك يارزوق كله منــــك , أنا ناقصتك ولا ... ~
: ريم ..
رفعت بصرها لسفانة اللي أشرت لها على الملعقة وهي تقول بحيرة : لك ساعة ماسكة الملعقة قدام فمك , بتاكلين ولا لا ..
زفرت وهي تحط الملعقة في فمها , ورجعت طالعت في سفانة وسألت بلا تفكير : اش شعورك نحو عبد الإله ؟؟
تمنت لو توقف الزمن وتسحب كلمتها وترجعها لفمها , لكن وجه سفانة الهادئ وهي تقول بعفوية : حزنت عليه من قلب لأني عارفه إنه أكبر متضرر من حكاية الرصاصة ..
زفرت بداخلها براحة إنه سفانة فهمت السؤال على أساس اللي صار قبل يومين ~ شكله العنود ماقالت لها إني قريت رسالتها ~ خرجت من أفكارها واستمعت لسفانة وهي تكمل : أبويه راح بعد الظهر عشان يبادله لكنه رفض , يوم رجع أبويه قال لأمي يخلي خالي يروح للمستشفى عشان يخرج عبد الإله من هناك لأنه مانام من يومين وشكله صاير زي الأشباح ..
ضحكت ريم وقالت : وييييييييي أشوفه جا معصصصب وأبويه وعبد الرحمن يدخلونه للبيت غصب عنه , أتاريهم جابرينه , وما دخل لغرفته إلا لمن حلف عليه أبويه ما يطلع ..
ضحكت سفانة وقالت : حراااااام عليهم , يخلونه براحته هو حرررر , صح تعب عليه بس هو , يعني أنا لو وجعت عنيدي بأجلس عندها إلين تقوم بالسلامة خلي عاد لو أنا اللي ساهمت في وجعها , وهو نفس الشي ..
طالعت في سفانة بإعجاب شديد وقالت : أنا نفسي أعرف هو ليه مصر يعذب نفسه , كلنا عارفين إن الموضوع خطأ , يعني محد يلومه ..
ابتسمت سفانة بهدوء وقالت : هو يلوم نفسه وهذا يكفي , أخص شي هو لوم الذات ..
وسكتت وسألت بحيرة : اش فيك تطالعيني كذا ؟؟
ضحكت ريم وقالت وهي تنزل راسها وتطالع في زبدية العدس : ولا شي ..
~ ما شاء الله عليها , كيف تقدر تتحكم بتصرفاتها كذا ؟؟ تتكلم عن عبد الإله بدون ما تتلعثم أو تخجل أو يبان على وجهها شي , أنا لو ما قريت رسالتها كان ما لاحظت عليها أبدا إنها تكن له مشاعر ~ خرجت من أفكارها لمن حست بيد دافيه على جبينها , التفتت ليسارها وهي ترفع بصرها اللي اصطدم بنظرات سفانة الحانية وهي تسأل : مسخنة يا قلبي ؟؟ لا منتي مسخنة ولا ..
ولمن سحبت يدها وهي تكمل : يمكن يدي حاره ..
حست بالبروده تجتاح جبينها , جلست سفانة جنبها و دنقت عليها وحطت جبينها على جبينها وقالت : لاااااا منتي مسخنة الحمد لله ..
وبعدت عنها وهي تقول بحيرة : بس اش فيك شاحبة و يا غير مسرحة وعقلك في عالم آخر ..
بعدت ريم الصينية وحطتها على الكومدينه وهي تقول كاذبة : غثيانه و ما أبغى آكل ..
انفتح باب الغرفة بعد دقتين قوية و عبد الإله يقول : ريم ..
التفتت ريم ليمينها و انصدمت من دخوله المفاجئ بدون ما يستنى إذنها بالدخول و ما قدرت تنطق بحرف , أول ما شافته سفانة مواجه لها شهقت وتحركت عشان تغطي نفسها ناسية إنها على السرير , وصرخت برعب لمن لقيت نفسها تهوي من فوق السرير , صرخت ريم وهي تحاول تمسكها : سفاااااااانة ..
لمح عبد الإله شي يهوي بين سرير ريم وعهود ويختفي عن أنظاره فوقف متنح , ريم اللي ما قدرت تمسك نفسها أكثر قهقهت من قلبها وقالت وهي تبعد لحافها وتنزل من سريرها : وراااااااااك يا أفندي , إطلع برا ..
تراجع وهو يحك شعره وصك الباب , انحنت ريم وهي تضحك على سفانة اللي طايحة على جنبها اليمين ودافنه وجهها في ذراعها وقالت : سامحيني سفسف والله شكلك كان تحفــه ..
ووقفت عن الضحك لمن شافت أكتاف سفانه تهتز وصوت غريب يطلع منها , حطت يدها على كتفها وهي تقول بخوف : سفانة ..
انفجرت سفانة بالضحك و انقلبت على ظهرها وهي تتأوه و تقول : آآآآآآآآآآي ظهري , الله يفشل إبليــــس ..
ضحكت ريم ومدت يدها تسندها عشان تقوم وهي تقول : فجعتيني على بالي تصيحين ..
حمحمت سفانة وقالت وهي ترتب شعرها : هو صح تعورت من الطيحة و كبريائي تكسر و متأكدة إنه شكلي كان زي الأراجوز بس الموقف يضحك ..
وشهقت ولفت على ريم وقالت : تكفييييييييييييييين لا تقولينه لعنيدي الحشاشة والله ما بتعايرني به سنة ..
ضحكت ريم وقالت : أحاول ما أقولها , تعرفين لساني مفلوت و من دحين أقولك لو قلته تراه بحسن نية ...
رمتها سفانه بنظرة حاده وهي تقول : مافي فضيحة تنقال بحسن نية , ترى لو عرفت عنيد بأذبحك هااااااا , وروحي شوفي أخوك اش يبغى ..
خرجت ريم من غرفتها لقيته مربع فوق الكنب اللي في الصاله , أول ماشافها سأل : مين ؟؟
قالت بعصبية وهي عارفه إنها أكيد سمعها تصرخ باسمها : يعني منته عارف مين ؟؟ المفروض تستنى إلين أقولك أدخل ..
قال بإعتراض : عهود قالت إنك صاحية و ماخبرتني إنه عندك أحد ..
قالت باعتراض مماثل : ولو , يمكن كنت قاعده أغير ملابسي , بس فشلت البنت وخليتها تطيح ..
ابتسم بتعب وقال : طمنيها و قوليلها ما شفت إلا خيال , والله ما انتبهت لها , هي تعورت ؟؟
حست بخيبة أمل غريبة إنه ما شافها , ضربته على كتفه وقالت : لا والله ؟؟ طاحت من فوق السرير وتسأل تعورت !! أكيد تعورت ..
تثاوب وقال : أبويه فين ؟؟
عقدت حواجبها بتفكير وقالت : عند جده أكيد ..
قام بسرعة وبنشاط عجيب وقال : إذا جا قوليله عبد الإله نام وراح للمستشفى ..
شهقت وقالت : ماني مكذبه عليه ..
لف عليها وقال : أنا أقولك إني نمت , يلا مع السلامة ..
واختفى من قدامها قبل ما تنطق بحرف , رجعت للغرفة وقالت أول مالفت عليها سفانة : شارد عن أبويه ما يبغاه يشوفه وهو راجع للمستشفى ..
ابتسمت سفانة وقالت : صدقيني هو مرتاح كذا , الله يخليهم لبعض يا رب ..
وسحبتها وهي تقول : تعااااااااااااااالي عشان تكملين العدس ولا والله أعلم حمده عنك وما بيفكك منها إلا ملك الموت ..
راح عبد الإله لغرفته , تشطف وغير ولبس ثوبه ونزل وهو حاط شماغه على كتفه , دق الجرس بشكل مزعج وهو نازل , أشر للخدامة إنه بيرد وفتح الباب بقوة وهو منزعج من الدق ..
: أناجيــــــــــــــــــــــــت ...
انتفض برعب و نزل راسه أول ما عرفها وتراجع وهو يسمع شهقتها المقرونه بضربة مختلطه بصوت البندري وهي تقول بهمس معاتب : قلت لك يالخبلة يمكن في أحد ما سمعتي ..
مسك ضحكته وقال : حياكم , تفضلوا ..
سمع صوت خطواتهم وسلام العنود الهادئ المناقض لصرختها المدوية قبل شوي , رد السلام وخرج وصك الباب وراه ..
شهقت العنود وضربت خدودها وقالت وهي تنطط : يا فشلتييييييييييييييييييييي , يافشلتي , اش بيقول عني دحين ؟؟
قالت البندري تعدد على يدينها : طفلة خبلة مرجوجة ووقحة صايعة قليلة أدب ..
ووقفت شويه وكملت : آآآآآآآ وبيدعي لعدنان الضعيف اللي بياخذ مخفوفه زيك ..
قالت العنود بعصبية : هــــــــــــي حدك عاد , كلللللللللللللللها رضينابها لكن طفلة ...... أبـــدا , هذا الطول والعرض طفلة ..
طالعت فيها البندري بصدمة وقالت : رضيتي بكل السبات حتى صايعة ومخفوفه ومارضيتي بطفلة ..
عضت العنود لسانها بتريقة وهي تبتسم ابتسامة واسعة , وطلعت جري من الدرج لغرفة ريم وعهود , زفرت البندري وقالت : هالبنت غريبة بشكل ..
وانتبهت إنها لوحدها , ياما مرت عليها أيام كانت تتحين الفرص وتخترع الأعذار عشان تلقى وقت تكون فيه لوحدها بدون رقيب عشان تلتقي به , يسرقون فيه بعض النظرات والابتسامات وأحيانا بعض اللمسات غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ سامحني ياااااااااااااااارب , تخفيت عن عيون البشر وتناسيت عيونك اللي ما تنام , أنا كيف وصلت لهالإنحطاط اللي خلاني أعصي ربي وأضيع ديني وأخون أهلي وناسي تحت أنوفهم , ياربي رحمتك , أي زوااااااااااج هذا اللي بيضمني معاه , أي زواااااااااااااج ~ زفرت وتحركت بسرعة للدور اللي فوق , ماتبغى تفكر أكثر , خلاص تعبت من كثر التفكير بالجاي , قررت تعيش يومها بيومه من دون ماتشغل نفسها بتفكير يتعب قلبها , الله كاتبه ربي بتشوفه ..
دخلت لغرفة ريم اللي كان بابها مفتوح على ضحك ريم وسفانة على العنود اللي تقول : قسما بالله انتفض ما أكذب عليكم ..
قالت البندري بعد ما سلمت : غصب ينتفض ..
لفت طرحتها وحطت برقعها ولبست عبايتها على راسها وضمت أطراف العباية تحت دقنها ونطت وهي مايله على يمينها وهي تقول تقلدها : أنا جيــــــــــت ..
زاد ضحك سفانة وريم من تمثيل البندري وقالت العنود باعتراض : مو لهالدرجة ..
فكت البندري حجابها وهي تضحك وقالت : والله أخس , ريمان شربي أخوك من طاسة الخلعه , صدقيني العنود قطعت الخلف عنده ..
لمحت سفانة تغير وجه العنود الطفيف قبل ما تضحك وتقول بمزح : إي طبعا خايفه عليه , أخو زوجك لازم تدهنين سيرك عن أهله ..
كانت أكثر وحده تفهمها , عرفت إنها محرجة ومقهورة من اللي صار لأبعد درجة خاصة وإنه اللي حصل الموقف معاه هو عبد الإله , فقالت تنهي الموضوع : ما شاء الله بندوري اش العباية الكشيخه هذي ؟؟ يا حركتاااااااااااات من متى تلبسين عباية على الراس ؟؟
سكتت بإحراج , فقالت ريم تخرجها من إحراجها : صـــــــــــح , أول مرة أشوفك لابستها , ما شاء الله حلو شكلها وقماشها أسود السواد اللي هو , اش نوع قماشها ؟؟ ..
ابتسمت و قالت بفخر : هذي عنود أهدتني إياها , و اليوم أول مرة ألبسها ..
حمحمت العنود وقالت : شكريا , شكريا , هذي كريب ياباني يا طويلة العمر عشان كذا سوادها كحل , لكن الحقيقة تقال , أنا رحت أفصل لنفسي وحده فقال لي الهندي اللي يطول عمر أمه إنه إذا فصلت ثنتين يسوي تخفيض فقلت مالي إلا أفصل وحده لبندوري لأني عارفه إنه هنوف مفصلة قريب ..
ضحكت ريم قالت : طيب خليك ساكته , خليها كإنها منك , بعدين ليه الله يطول عمر أمه مو عمره ..
شهقت العنود وقالت : وأنا اش لي في الرجااااااااااال أدعي له , عيـــــب , أدعي لأمه ..
ضحكت سفانة وقالت : والله إنت تحــــــــــفة بجد , إلا متى تطلع نتيجة تحليلك إنت والمحروس ..
حطت يدها على بطنها وتغير وجهها وهي تقول : بطنــــــــــــي تكفين لا تقولين نتيجة , تصدقين انتظار نتيجة الثانوية العامة أهون من هالنتيجة ..
ماحسبوا يشوفونها متوترة فقاموا يعلقون ويتريقون عليها ..



*****************************


في مستشفى العسكري :


أخيرا طمنتها على كل شي وإنه الحمل سليم وكل شي سليم , أزهار اللي ما اقتنعت بحكاية إنه مافيها شي قالت بهمس وهي مستحية من وجود جاسم : دكتورة أحس نفسي متضايقة وتعبانه على طول و ...
قاطعتها الدكتورة وهي تبتسم لها : عادي يا حبيبتي الشهور الثلاث الأولى كلها مشاعر مضطربه ..
ولفت على جاسم ورمقته بنظرات رقيقة و الابتسامة مازالت تزين شفايفها , زفرت أزهار وقالت بإصرار : لا قصدي في شعور غريب ينتابني وأفكار مهي طبيعية تراودني , أحيانا أحس بدوخة في غير وقت الصباح و ما يكون قبلها غثيان و ...
قاطعتها الدكتورة : كله عادي ..
زفرت مرة ثانية وهمست باستسلام : طيب ..
ولمن جات بتخرج قالت الطبيبة بهمس لجاسم اللي قام معاها : أستاذ جاسم ممكن كلمة ..
لف عليها فهمست بابتسامة متسعة : مدام أزهار تدلع عليك شويه , أكيد إنك مهملها الفترة اللي فاتت وهي تحاول تلفت نظرك لأنه كل الفحوصات تدل على إنها الحمد لله ما فيها أي شي ..
حس براحة من كلامها وقال بمرح وهو يبتسم : إذا على كذا الحمد لله , مقدور عليه الموضوع , خفت الموضوع أكبر من كذا ..
ضحكت وقالت : لا لا تخاف عليها , صحتها زي الفل ..
لف و انصدم لمن شاف نظرات أزهار الحادة و شفايفها المزمومة بغيض , حمحم ولحق بها ومسك ذراعها وهو يقول بهدوء : مشينا ..
سحبت ذراعها منه وقالت بعصبية : ما أحتاج مساعدتك ..
وغطت وجهها وتحركت بخطوات قويه برا الغرفة , ابتسم للدكتورة وخرج وراها , لحقها وقال بهمس : أزهار ..
لفت عليه وهي ناسيه هي فين وصرخت : ما أبغى أسمع حـ ....ـر....
ودارت الدنيا حولينها فجأة وخلتها تقطع كلامها , غمضت عيونها وهمست : أبغى عمر ..
وفتحت شنطتها وخرجت جوالها ودقت على عمر و هي تقول : ما بأرجع معاك البيت , بأروح أرتاح عند أخويه ..
انصدم من اللي قاعد يصير , تلفت حولينه وهمس بغيض وهو يمسكها من ذراعها : رخي صوتك وتحركي نتفاهم في السيارة ..
سحبت ذراعها وقالت بصوت مخنوق من دون ما تقول السلام : عمر تعالي في مستشفى العسكري دحين , في قسم النساء والولادة ..
مسك ذراعها مرة ثانية ورصها بقوة وهو يهمس : بنت , بلا دلع زايد , فجعتي أخوك ..
زاد اختناق صوتها وهي تطنشه و تقول لأخوها : ما أبغى أرجع البيت , تعال خذني دحييييييييييين ولا والله أخذ تاكسي ...
وهي تصك الجوال رص ذراعها أكثر وقال من بين أسنانه وهو يدفها قدامه : تحركي قدمي , فضحتينا قدام الناس , والله تروحين البيت وانتي ماتشوفين الدرب ..
التفتت له بحده وقالت وهي تسحب ذراعها : ماني راجعة اليوم البيت ..
فلت ذراعها فجأة وهو يحس بغيض ماله حدود منها , انفلات ذراعها المفاجئ اللي اختلط مع موجة دوخه جديده خلاها تطيح على الأرض من طولها , صدم راسها في الأرض بقوة وطاحت شنطتها وتناثرت أشياءها من قوة الطيحة , ما استوعب جاسم اللي صار إلا لمن سمع صوت ضجة سقوطها اللي تبعها صوت صرخات وشهقات متنوعة , شافها على الأرض عند أقدامه , هتف بخوف : أزهاااااااااار ..
جريت الدكتورة رانيا ومعاها ممرضتين وانحنوا على أزهار ..
اسمها وهو ينطلق من بين شفايف جاسم اخترق عقله وهو خارج من المصعد مع مجموعة طلبة , لف للجموع المتحلقه وتحرك بخطوات واسعة وأزاح الجموع المتحلقه , وأول ماشاف السواد التام اللي مو باين منه شي هتف صوت بداخله ~ والله , أزهار , والله هي ما غيرها ~ وتأكد لمن شاف جاسم , صرخ بطول صوته : نقااااااااااااااااله بسرعه ..
قالت رانيا بخوف : دكتور مطلق أ ...
تجاهلها و ساعد الممرضتين في شيل أزهار وحطوها على النقاله وهو يسأل جاسم المذهول : اش صار لها ؟؟؟
وتحركوا ورا النقاله لغرفة الطوارئ , قالت رانيا وهي تمشي وراه : دوبها خرجت من عندي وسويت لها فحص شامل ما كان فيها شي ..
التفت لرانيا وعقد حواجبه لمن تذكر تخصصها وسألها بحزم : أزهار حامل ؟؟
قالت : إيوه و ....
توقف عن مشيه وطالع فيها بصدمة ورجع التفت لجاسم وسأل : من متى ؟؟
انتبه جاسم للي حوله ~ هذا بأي حق يسأل هالأسئله عنها ؟؟ ومن سمح له يلمسها ويشيلها على النقاله ؟؟ واش كاااااااااان عشان يتصرف بهالحرية معاها ؟؟ مو عشان كان دتورها لفترة يجي دحين ويتصرف بهالطريقة ~ عقد جاسم حواجبه وقال بحزم : ممكن أعرف بأي صفة تسأل وليش تتوقع مني إني أجاوبك ؟؟
تراجعت رانيا لمن شافت نظرات جاسم البارده , قال مطلق بهدوء وهو يتفرس في وجه جاسم ونظراته الحاده : بصفتي طبيبها النفسي وأتوقع منك تجاوبني بصفتك زوجها والحريص على مصلحتها ..
طالعت فيه رانيا بصدمة وهي تقول : أزهار مريضتك يا دكتور مطلق ..
لف عليها وقال بحزم : كان عندها Memory loss وحاليا تستخدم APO-CITALOPRAM ..
حطت يدها على فمها وهي تشهق شهقة خفيفة قالت بعدها باعتراض : مهو مكتوب في ملفها إنها مريضة نفسية أو إنها تستخدم هذا الدواء ..
انصعق جاسم ~ اش هذا الأبوستيلوبرام اللي ما قيد سمعت به , من متى تستخدمه ؟؟ ~ سأل بتردد وهو يلاحظ الوجوم على وجيههم : ليش ؟؟ هذا الدوا يأثر على حملها ؟؟
صمت مهيب ساد الممر قبل ما يقول مطلق بهدوء : ما أدري اش التطورات اللي صارت من آخر جلسة حضرت فيها أزهار عشان كذا لازم نفحص حالتها و نسألها أول عن ..
قاطعه جاسم بصوت حاد وهو يحس بغيض من نطقه لاسم أزهار بهالسهولة : أبغى طبيبة تفحصها ..
التزم مطلق الصمت وقالت رانيا : مافي طبيبة نفسية عندنا هنا ..
قال جاسم : ما يهمني , أنا أبغى طبيبة تفحصها ...
خرجت الممرضة وقالت بخوف : the patient wakes up and she's crying dac ..
دخل جاسم بسرعة ولحقته رانيا , تناهى لمسامعه صوت بكاء مخنوق غريب , بعد الستارة وتصنم لمن شافها مستلقية على ظهرها بعبايتها وهي تمسح أقدامها في الفراش كإنها متوجعة من شي وهي مغطية وجهها المكشوف بيدينها والممرضة تحاول تفرد يدها اليسار عشان المحلول المثبت فيها , تقدم بشويش من الجهة اليمين وهمس وهو يمسح شعرها المتناثر على المخدة : أزهار ..
حست لحظتها بكل أوجاعها تتضاعف أعطته ظهرها وقالت من بين شهقاتها وبدون ماتزيح يدينها عن وجهها : إطلع برا ..
وزاد صياحها وهي تقول برجاء : الله يخليك إطلع برااااا ..
وارتفع صوت بكاءها بشكل غريب خلى قلبه ينقبض , ماقدر ينفذ طلبها , تحرك بعيد عن السرير وابتعد عن نظرها لكنه وقف ورى الستارة وهو يسمع لصوت بكاءها المختلط بصوت رانيا وهي تقول : خلاص يا أزهار , قوليلي اش تحسين بالضبط ؟؟ تعبانه ولا في وجع ولا ...
~ دحين جاية تسألني , من أول قاعدة تتأمل في جاسم وترميه بنظراتها وهو حضرته مبسوووووط ~ قاطعتها أزهار اللي ما عاد تحتمل سماع صوتها أكثر بصوت حاد وهي تبعد يدينها عن وجهها عشان تدف يد رانيا اللي على كتفها : مالك دخل فيني , مو أنا قاعدة أتدلع على زوجي ..
ارتبكت رانيا وقالت : صدقيني يا مدام أزهار أنا ما قصدت اللي قولته , حبيت أخفف الجو شويه و ..
~ كذابه , كذاااااااااااابه ~ قاطعتها أزهار بذات الصوت الغريب واللي حاولت تسيطر على حدته بلا فائدة : مو لو حضرتك تحسين باللي أحسه ما قلتي تتدلع , كيف تسمين نفسك طبيبة وإنتي ما تحسين بآلام مريضك ؟؟ ..
تلعثمت وهي تقول : لا أنا ..
قاطعتها وهي تحس بغثيان غريب : إنت حتى ماخليتني أشرح لك كل اللي أحسه على طول سكتيني ..
لمن شافت تلون وجه رانيا حست بالذنب , ما تحب تحسس أحد بالذنب حتى لو كان غلطان , سحبت نفس عميــــق ومسحت دموعها تهدأ نفسها وكملت بصوت أقل حدة : ما أبغى أحد ولا أبغى أي شي , أبغى أخويه و بسسسس , سيبوني في حالي ..
قالت رانيا تحاول تستميلها وهي عارفه بداخلها إنها ما استمعت لها بشكل كافي : طيب اش رايك , الدكتور مطلق موجود ويبغى يشوفك , أدخله ؟؟..
رفعت أزهار وجهها بصدمة وهمست بلا شعور : مطلق ..
الراحة اللي تلمسها جاسم بين طيات صوتها وهي تهمس باسمه بكل حرية حسها زي الطعنة في قلبه , رافقها شعور غريب زي النيران في جوفه يصرخ فيه إنه ما يخلي مطلق يدخل لو على جثته ..
: أبغى جاسم أول ..
همسها المضطرب وصل لمسامعه رغم خفوته , غمض عيونه للحظة وفتحها وهو يزيح الستارة ويدخل لها , أول ما التقت عيونه بعيونها شاف الدموع تتجمع فيها مرة ثانية , قال بعتاب : ليه ما قلتيلي إنك تاخذين دوا نفسي ..
سؤاله الغير متوقع خلى الدموع تتجمد في عيونها وهي تهز راسها بلا , كمل بضيق وهو مقهور ليش ماوثقت فيه إلى الآن : إلا تاخذين , مطلق بنفسه قال إنك تاخذين دوا ..
بلعت ريقها وقالت بتلعثم : لا , أنا ...
قاطعها بصوت أعلى : إنتي عارفه إنه يأثر على الحمل , يعني مو بس أهملتي نفسك إنت أهملتي النونو كمان و ..
أول ما سمعت ذكره للنونو صرخت : خلااااااااااااااااااااااااااااااااااااص ..
صكت أذنيها بكفوفها وصرخت مرة ثانية : ما أبغى أسمــــــع , ما أبغى أسمع أكثر ..
تحرك بسرعة وجلس على السرير جنبها و قال : أزها ...
دفته بعيد عنها وصرخت : إطلع برااااااااااااا ...
تراجع لورى من دفعتها القوية لكنه انصدم أكثر من نظرات عيونها الغريبة , حاول كذا مرة يكلمها ويفهمها لكنها كانت سادة أذنيها وتطالع فيه بذات النظرات , خرج من الغرفة وهو يحس بأعصابه مشدودة من نظرة عيونها اللي انحفرت بداخله لقي مطلق واقف يدور في الممر , أول ما شافه مطلق تصنم في مكانه وجلس دقايق يقاوم شي بداخله وأخيرا تقدم منه وقال بصوت حاد وهو يهز يده بعصبية : هذي مهي طريقة تتعامل فيها مع مريضة نفسية , إنت قاعد تزيد حالتها سوووووووووووء , المفروض تتعامل معاها بطريقة خاصة ..
صوت مطلق الحاد كان بمثابة القشة اللي قصمت ظهر البعير , صرخ جاسم بعصبية : ترا ماني ناقصك , أنا مريت بأخص يومييييين في حياتي , بعدين مااااااااالك دخل في حرمتي , أنا حر كيف أعاملها سااااااااااااامع , وإذا مو عاجبك أعلى مافي خيلك إركبه ..
لأول مرة من فترة طويلة يفقد مطلق زمام أعصابه وهو يقول بصوت عالي : إلا لي دخل , أزهار مريضتي وأنا بصفتي طبيبها هذا بحد ذاته يخلي من حقي إني أهتم بمصلحتها ..
تتبع عمر الأصوات والضوضاء اللي جمعت الناس وهو يطالع في جواله اللي أزهار مهي راضية ترد عليه , و انصدم لمن شافهم الاثنين ~ اش يجيب جاسم ومطلق في مكان واحد ؟؟ وليش لاصقين كذا في بعض و ~ انتبه لحظتها للناس المتجمعة حولين هذولي الاثنين , تحرك بسرعة في نفس الوقت اللي تحرك جاسم بعصبية ومد يده باستفزاز وطبطب بها على خد مطلق وهو يقول من بين أسنانه : أقوووول يالحبيب لو عاد نطقت اسمها فكك هذا أكسره لك ..
دف مطلق يده بقوة وقال بنفس النبرة العالية وهو يقرب من جاسم أكثر كإنه يبين له إنه مو مهتم في اللي قاعد يقوله : يكون في علمك إنها حاليا ما هي قادرة تسيطر على انفعالاتها , وكلامك زي البنزين على النار , إنت قاعد تضغط عليهااااااااا ..
هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطــــلق استهدي بالله ..
ونقل بصره بينهم وسأل بخوف وأصوات غريبة توصله : اش فيكم ؟؟ اش عندكم ؟؟
التزموا الصمت وكل واحد يشيح بوجهه عن الثاني , قال وهو يركز بصره على جاسم : جاسم , اش صار ؟؟ فين أزهار ؟؟
ميز الأصوات الغريبه , حس بإنقباض غريب في قلبه , إلتفت وهو يقول بصدمة : هذا صوت صياح أزهار ..
و لمن جا بيتحرك مسكه مطلق من يده ورص عليها وهو يقول : خليها ترتاح شويه ..
قال بحدة : بتقولون لي اش فيه ولا بتخلوني زي المجنوووووون ..
سكت مطلق وفلت يد عمر وهو مو قادر يقول إنه ما حيعرف حالتها إلا لمن يفحصها احترام لرغبة جاسم اللي وضح له إنه ما يبغاه يفحص زوجته , قال جاسم بصوت غريب : أزهار تاخذ دوا نفسي ..
لف عليه عمر وهو يحس ضربات قلبه تتسارع وهو يقول : إيوه , ليه ؟؟
همس بعتاب : وأنا آخر من يعلم ..
وتبادل نظرات صامته مع عمر قبل ما يعطيه ظهره وهو يتحرك مبتعد , مسكه عمر وهو يقول : جاسم ما كنت أدري إنه ما عندك خبر , ما توقعت إنه أزهار ما قالت لك ..
لف عليه جاسم وانطلقت الكلمات منه بلا تفكير وهو يقول بقهر : هي تقول شي أصلا ..
قال مطلق بهدوء : أفضل إنكم تتفضلون لمكتبي عشان تتناقشون هناك بخصوصية ..
ولف على رانيا وقال : دكتوره رانيا , رجاء ماتعطين أز .. المريضة أي دواء قبل مراجعتي , وحاليا أعطيها محلول فقط ..
ولف على طلبته المكونين من أربع شباب وبنتين وقال : سووا جولة على المرضى , بعد شوية حأطلب Diagnosis من كل واحد فيكم عن الحالة المرضية ونوع الأدوية اللي ممكن تعطى له ونوع treatment ..
وأشر لجاسم وعمر إنهم يتبعونه وتحرك بهدوء قبلهم , تبادل عمر نظرة قلقة مع جاسم وتبع مطلق , زفر جاسم ولحقهم ...



*************************


في مستشفى الملك فهد :


طالع في يدين الدكتور رامي وهو يفك اللصق عنه بشويش ورجع طالع في أبوه الواقف عند نهاية السرير و جنبه أمه , كان يحس بضربات قلبه تتسارع غصب عنه , رفع رامي بصره للشاشه ورجع طالع فيه بابتسامة مشجعة وهو يقول : ليش التوتر يا بطل , ماشاء الله قطعت شوط طويل بعون الله ..
ابتسم لرامي مجامل وهو يصرخ بداخله ~ كيف ما أتوتر وأنا أفكر في رئتي ؟؟ إن شاء الله تقدر تعمل بنفسها , ولو ماعملت بنفسها حأقعد طول عمري على جهاز التنفس ؟؟ حسااااااااان لو تفتح عمل الشيطان , خلي ثقتك في ربك كبيرة , اللي نجاك من الموت يسهل عليك هالأمر , يارب رحمتك ~ , لمن رفع رامي يده بيأشر للمممرضه إنها تطفي الجهاز رفع حسان يده ورصها على يد رامي , قال رامي بسرعة للممرضة : wait ..
رفعت الممرضة اصباعها عن الزر وطالعت فيهم بصمت , حس حسان بالخجل من نفسه وبعد بصره عن أبوه وأمه , قالت نورة بهدوء : حسان حبيبي تبغانا نطلع ..
هز راسه بلا وهو يحس دموعه بتخونه وهو يصرخ بداخله ~ يارب قوينيييييييييييييييي ~ قبض علي بيدينه على أقدام حسان وقال بصوت قوي : حسان , حسان ..
انتبه حسان لحظتها إنه ينتفض من الخوف , قال رامي بهدوء وهو يبعد عنه : إذا تحس بضغط أو توتر ممكن نأجل الموضوع لبكرة الصباح ..
قال علي وهو يضغط أقدام حسان عشان يخفف نفضتها : اللي يريحك ياولدي ..
~ لاااااااااااااا , فكوه عنيييييييي ~ هز حسان راسه بلا ورفع يده بتهور بينزع الجهاز , مسك رامي يده وقال بحزم هادئ : مو بهذي الطريقة , شويه شويه , إذا مستعد نطفي الجهاز أول ..
غمض عيونه بقوة وأشر بيده , قال رامي بعد فترة صمت : tern it off ..
صوت زر جهاز التنفس تبعه تخافت صوت الضجيج الصادر منه , حس حسان بشي ثقيل جثم على صدره تبعه اختناق مفاجئ ممزوج بغصة مزعجة لمن سحب رامي الخرطوم اللي بداخل حلقه , غمض عيونه من شدة الغصة و رجع فتحها على اتساعها وقبض على يد رامي بقوة , قال رامي بهدوء : عادي , عادي , حاول تتنفس بهدوء ..
شهق حسان شهقة قويه وحس بألم فضيع في صدره , قبض على يد رامي أكثر وهو يجاهد عشان يخرج الهوا وبيده الثانية قبض على غطاء السرير , قال رامي بهدوء وهو يضغط يده : حسان إنت متوتر , تنفس بشويش وحاول تخرج الهوا مو بس تدخله ..
توالت شهقات حسان و حمر وجهه ومن بين أنفاسه المخنوقة شافها قابضة على عبايتها بقوة وهي تطالع فيه بثبات , أشر بيده على أمه وحركها بقوة , لف علي على نورة وقال بهدوء وهو مازال قابض على أقدام حسان اللي تبغى تتفلت منه : أم حسان ما عليك أمر إطلعي شويه ..
قالت بهدوء وهي تتحرك لحسان : آسفه ما أقدر ..
وحطت يدها على جبين حسان وهي تقول بصوت ثابت : ما أقدر أسيبك يا حسان ..
حس بدفء يدها رغم القفاز اللي يغطيها , نزلت دموعه وهو يشهق بقوة , كان يحس اختناقه يزيد وبرئتينه اللي بتتفجر توجعه بشكل لا يوصف , قال رامي بسرعة : give ma the pipe , مدام أم حسان تراجعي شويه لو سمحتي ..
هز حسان راسه بلا وهو يجاهد عشان يزفر الهواء لكن شهقاته المتواليه واللي تحسسه بنيران تشتعل في صدره ما كانت تسمح له يخرج الهواء , حس بأصواتهم تبتعد عنه وحس بذبول غريب في جسمه ..
: حساااااااااان , ولدي , حساااااااااااااااااان ..
فتح عيونه بسرعة على صرختها الخايفة و حس بيدينها اللي قابضه على أكتافه وهي تهزه , حس بوجع في صدره لكنه انتبه إنه يتنفس بنفسه , ضمته نورة وهي تصيح وتقول : لا عاد تخوفني كذا ..
غمض عيونه بوجع و ما قدر يقولها تبعد عن صدره لكن رامي قال بمرح : أم حسان الله يهديك ما جيتي تضمينه إلا من هناك جهة العملية , تعالي من يمينه ..
وقال علي بمزح وهو يسحبها عن حسان : من أول مسويه فيها قوية وتنهارين في الأخير ..
وضمها وهي تصيح من قلبها على صدره , ابتسم حسان وفتح فمه بيتكلم لكنه حس بوجع منعه من الكلام , ابتسم رامي وقال وهو يطبطب على كتفه : يا بطل , يعني عشان بعد الله قدرت تتنفس لوحدك مستعجل على نفسك تبغى تتكلم , تونا مخرجين خرطوم كان ضاغط على حنجرتك , أصبر شوي ..
وكمل وهو ياخذ السجل من الممرضة : ما قلتلك إنك كنت متوتر , من يوم بدأت تغيب عن الوعي جسمك تصرف بطبيعية وتنفس لوحده ..
غمض حسان عيونه كإنه يشكره وفتح عيونه ولف على أبوه وأمه وابتسم بتعب , كان يحس هالدقايق استنفذت كل طاقته , حاول يفتح عيونه وقت أطول لكنه غاص في ظلام مريح ..
دنق رامي بسرعة وهو يسحب شي معدني يشبه القلم , فتح عين حسان وسلط عليها الضوء و قال يطمنهم وهو يرفع جسمه : عادي هذا من تأثير الإرهاق ..
ومسك ذراعه وقاس نبضاته وضغطه وقال : الحمد لله , كل شي مطمئن ..
وطالع فيهم بإعجاب وقال بابتسامة صادقة وهو يتذكر قصة علي اللي سمعها تتوارد بين الموجودين في المستشفى من بعد دخول حسان : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }
ابتسم علي وقال : الله يجعلنا وإياك منهم يا رب , الحمد لله على كل شيء , الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..
زاد إعجابه بتواضع علي وقال : دحين إن شاء الله بنخليه تحت الملاحظة لساعتين و ننقله بعدها لغرفة عادية ..
قال علي بامتنان : جزاك الله خير يادكتور و جعل الله كل ما تفعله في ميزان حسناتك ونفع بك الأمة ..
حس رامي بالإحراج من كلامه فتنحنح و رافقه وخرج وهو يشرح له عن الترتيبات والأدوية والتعليمات اللي لازم يتقيد بها حسان , وقفت نورة من الجهة اليمنى من السرير عند راس حسان , خلعت قفازاتها ومسحت على شعره بحنان وسلمت على راسه وخدوده وضمته بشويش ووقفت تتأمله بحب , وصلها صوته المرح يقطع تأملاتها وهو يقول : أم حسان , وين بتباتين الليلة عندهم أرسل لك اللحاف والمخدة ..
لفت عليه وابتسمت وهي تقول : أبغى أجلس معاه شويه ..
جا وسحب لها الكرسي الوحيد في الغرفة وقال وهو يطبطب عليه : تفضلي ياستي , ولا يقعد في خاطرك إنك ماجلستي عنده ..
جلست و مدت يدينها وقبضت على يده وهي تقول بصوت متهدج : شفته يموت قدام عيوني ..
حط يدينه على أكتافها وقال : هو شكله حس بهالشعور عشان كذا طلب منك تخرجين ..
هزت راسها وقالت وهي تمسح خده وترتب شعره : لا مو كذا , هو ما كان يبغاني أشوفه وهو يتوجع , لأنه طول السنين اللي إنت غبت فيها كان يبتسم , عمري ما شفته مقطب أو حتى معصب , كان يكتم غيضه أو يفجر غضبه بعيد عني , حتى يوم يمرض يروح للمستشفى ويرجع بدون ما يقول لي لأنه خايف أشيل هم فوق همي , ترى مامداني الوقت عشان أقولك إنه ما قصر معاي في شي ولا مع أخواته , والله شالهم على كفوف الراحة , خدمنا بعيونه وكان يبدينا على نفسه , الله يرضى عليه , يشهد ربي إني راضيه عليه دنيا وآخره , الله يوفقه و ينور دربه ..
ابتسم وهو يشوف وجه حسان المستكين وقال : الحمد لله , ربيتي رجال يا نورة , انتي تحصدين اللي تزرعينه , بعدين هو اش يبغى من الدنيا ؟؟ اللي يبغاه حصل عليه والحمد لله , رضاك ودعواتك , في شي أحسن من رضى الوالدين ودعواتهم ؟؟ ..
زفرت وهي تتحمد الله , ولمن قامت تصنمت في مكانها للحظة قبل ما تقول باستغراب : عبد الإله ..
لف علي وقال باعتراض لمن شاف وجهه الشااااااااحب : إحنا ما أرسلناك البيت عشان ترتاح ..
طالع في حسان المنزوع عنه الجهاز وقال بصوت حاد مبحوح : حرام عليكم من كلامكم حسبته ماااااات , والله لو مادققت فيه ولاحظت إنه يتنفس كان مت وراااااه و ..
قطع كلامه لمن تهدج صوته وتنفس بحده وهو يطالع فيهم باعتراض , ضحك علي وتحرك له وضمه وهو يطبطب على ظهره بقوة وهو يقول : ولد , اش فيك صاير خواف ؟؟ وين إيمانك ؟؟
قال باعتراض وهو يقاوم دموعه اللي حسها بتخونه : مو حضراتكم قاعدين تتكلمون بطريقة كإنكم تنعون ميت وتذكرون محاسنه ..
ضحكت نورة وقالت وهي تحط يدها على كتفه وتضغطها بتشجيع : عبووووود ما توقعت قلبك سخيف كذا ..
بلع غصته وبعد عن علي وقال : معليش مع حسونه قلبي سخيف , عادي ..
ضحك علي وقال : الله يخليكم لبعض ..
وسحبه معاه وهو يكمل : و بتمشي معايا دحين عشان ترجع للبيت ترتاح ..
قال برجاء : عمي تكفى والله مرتاح مع حسان هنا , والله ..
طالع فيه وهو يزفر بضيق وقالت نورة : علي خلي الولد براحته ..
قطب عبد الإله حواجبه وقال باعتراض : عمتي نــورة عمي يقول ولد وسكتنا ترجعين تقولينها , حرااااام عليكم طاق الـ 27 تقولون علي ولد ..
قالت نورة وهي تضحك : بتظل ولد في نظري لو جبت 5 عيال , يلا روح من قدامي قبل ما أغير رأيي وأخلي علي يجرك لبيت أبوك جر ..
ابتسم وسلم على راسها وهو يشكرها و دخل عند حسان , وقف عند راسه وتأمله بصمت , مد يده وضربه على كتفه وهو يقول : يا حمار تفك الجهاز من دوني , إصحى وأوريك شغلك ..
ولمن شافه مستكين صامت , عيونه مغمضه بهدوء , فمه شبه مفتوح من التعب , راح وبلل قطعة شاش ورجع مسح بها شفايفه و دنق عليه بعدها وسلم على جبينه تسليمه طويــله قاوم فيها غصته ورجع جلس على الكرسي لمن تذكر عبد الرزاق يوم قاله إنه صاير زي البنات دموعه عند الباب , ابتسم ومسح عيونه وهو يقول بضحكه : ما ألوم البنات يوم يصيحون كل شوي , حاجة تريح ..
وبعد فترة سحب الكرسي وقربه من سرير حسان واتكأ بأكواعه على السرير ودفن راسه بينهم وهو يقول : عارف وأنا جاي هنا قابلت العنود , إنت عارف إنه عدنان خطبها لكن اللي ماتعرفه إني تقدمت لها قبل لكنها رفضتني ..
ورفع راسه وطالع في حسان وقال : هــي لا يروح فكرك بعيد , ترى مارفضتني عشان شي , قال إيه قال عشان في وحده تحبني , تصدق أدفع اللي في جيبي وأعرف الحمارة اللي تحبيني , على أي أساس تحبني الخبلة !! بناتنا خربت عقولهم ستار أكاديمي و خرابط الحب , بغيت أنجن لحظة عرفت سببها السخيف لرفضي وخرجت وأن ناوي إني أقول لعمي على كل شي وهو يتصرف معاها ومع الخبلة الثانية لكنك ساعتها اتصلت علي وطلبت مني أقابلك ..
زفر ورجع دفن راسه وهو يقول : صوتك كان غريب , عزمت يوم أجيك أستشيرك في الموضوع , ويوم جيتك أول كلمة قلتها يا خي ابتسم الحياة حلوة بس نفهمها , وكان ذاك اليوم هو أول مرة تطلب مني فيها أدينك , ما دريت إنك بحاجة الفلوس إلى لمن طلبت سلفه , حسيت لحظتها بنفس إحساسي دحين , إني ما قدرت أصير أخوك وأفهمك بدون ما تتكلم وتتطلب , كان نفسي وقتها أعطيك كل ما أملك و ما أصعبها هاللحظة اللي خرجت فيها الفلوس ومديتها لك وأخذتها و إنت تبتسم , ماتدري إنه هاللحظة هي نفسها اللي خلتني أنسى موضوع عمي واللي كنت بأقوله , علمتني إنه مافي شي يستاهل العصبية والزعل , استحقرت نفسي قدامك وإنت شايل هم أمك وأخواتك ومصاريفهم وأنا فاضي بأحط راسي من راس العنود والخبلة اللي معاها ..
: صدق فاضي ..
رفع راسه بسرعة لمن وصله الصوت الثقيل المتحشرج وأول ماشاف حسان مفتح نص عيونه وهو يطالع فيه بتعب فز من الكرسي وصرخ بحماس : حساااااااااااان ..
ولمن انحنى عليه رفع حسان يده وهو يأشر على صدره باليد الثانية , ضحك عبد الإله وقال : صح إنها سبة بس والله أحلى كلمة سمعتها ..
ابتسم حسان وهمس بصوت مخنوق متقطع : انقلع .. عني .. يالمز ..عج ..
عدد عبد الإله على أصابيعه وقال : فاضي , مزعج خذ راحتك حبيبي , يااااااااااااا حيا الله هالصوت اللي يشبه صوت جدتي حمده بعد 70 سنة ..
ضحك حسان ولف على نفسه بتوجع وهو يمسك صدره بقوة , قالت الممرضة اللي دخلت على أصواتهم : إس هادااااااااا ؟؟ هادا مريد لازم ما في إدهااااااااك بئدين في عوووور..
قال عبد الإله بلهجة خنوعة : على أمرك , آسف عمتي والله ما قصدت ..
ولمن ضحك حسان مرة ثانية وهو يتوجع لفت عليه الممرضة وقالت : إس فيه قوووووووول ؟؟ يلا لو سمهت out , out pleas , هادا مريد تحتو ملااهدا سويه بعدين هو في روح غرفة فوق..
وقامت ترطن بالفلبينية ..
: أشوفكم مطلعين جن ميري ؟؟
التفت عبد الإله للدكتور رامي اللي كمل : توني قايل لعمك إنه الضحك واحد من الممنوعات , ممنوع بتاااااااااتا عشان مكان العملية وعشان رئته ..
قال عبد الإله بهدوء : إن شاء الله ..
طالع فيه رامي وأشر على الباب الزجاجي الكبير وقال : طيب ممكن يا بطل تخرج من هنا إلين تنتهي فترة الملاحظة , هي كلها ساعتين ..
ابتسم عبد الإله وخرج بعد ما أشر لحسان مودع ...



*******************************


....................... يتبع ..



 

رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 02:42 PM   #45
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





أول ما فتح دخل للصفحة الرئيسة للمنتدى شافه ..
** Vampire ** الحالة متصل ..
رفع حواجبه باستغراب وقال : ياااااااااااااااسلااااااااااااااام ..
خرج جواله ودق على الرقم وهو يضغط بالسهم على ** Vampire ** عشان يشوف هو في أي موضوع ..
(( إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الآن فضـ ... ))
صك الخط ورجع دق على رقم ثاني وحط الجوال على إذنه وثبته بكتفه وهو يكتب موضوع في صفحة الورد ..
وصله الصوت المرحب : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
قطب حواجبه ووقف عن الكتابة وقال : وعليكم السلااااااااااااااااام , أشوف بعض ناس أون لاااااااااااااااااااين ..
و لمن وصلته الضحكة الهادئة عقد حواجبه وقال : تراني معطيك الباسورد صح بس في حالة صار لي شي تخبر المنتدى مو عشان تدخل باسمي ..
زادت ضحكته وهو يقول : والله حلوة لوحة المشرفين , اش رايك أحذف ..
قاطعه وهو يمسك الجوال اللي كان بيطيح : عدنان واللي يرحم أمك لا تحذف شي ..
وصله صوت عدنان الهادئ وهو يقول : هي أمزح معاك , من جدي يعني بأتصرف من راسي , المهم تراني دخلت باسمك لأنه حضرة المراقب سوالي حظر , هذا دوبه دوبي , آخر مرة وأنا موجود أرسل لي لو تغير اسمك مية مرة بأعرفك وبعدها عطاني الحظر ..
ضحك سامر من قلبه وقال : دوااااااااااك , تستاهل يوم أقولك ممنوع مناقشة المذاهب ما تسمع ..
: يا خي كنت أرد عليه بأدب وبأجوبة منطقية وبدلائل ما تجاوزت حدودي ..
قال سامر بأسف : سوري يالحبيب بعد تحريات اكتشفت إن المراقب من طينة كاتب الموضوع عشان كذا سوا لك حظر ..
وصله صوت عدنان البارد وهو يقول بلا مبالاة : المهم بسوي لي بريد جديد و بأدخل باسم جديد ..
غير مكان الجوال للإذن الثانية وهو يقول باستغراب : عدنان أسألك بالله ماطفشت من كثر ما يسوون لك حظر , هذي رابع مرة ..
: وراهم وراهم إلين يملون , كل ماشفت موضوع مو عاجبني بأرد , قل الحق ولو على نفسك , يعني يكتب قصة كلها فسوق وفجور وخرابيط الحب اللي تلعب بعقول البنات والشباب وقلنا حرية قلم لكن يكتب أخطااااااااء دينية ويدافع عنها بحمااااااااااااااااااااس , آآآآآآآآآآآآآآآخ يالقهر , قلبي يحترق منه ..
ضحك سامر من قلبه وقال : إنت تقول إن المراقب دوبه دوبك وإنت دوبك دوب هالعضو ..
: لا هو زااااااااااااايد حاله , عنده قلم قوي وجرئ يدخلك في عمق الكتابة لكنه يااااااحسافة يدس السم في العسل ..
شاف نافذة طلعت له ..
$ أحلى فراولة $ : حبيب قلبي ..
ابتسم وفتح النافذة وكتب : هلا والله ..
وهو يسأل عدنان : اش قلت لي اسمه ؟؟ ..
جاوبه عدنان وهو يزفر بطفش : التقاء الساكنين ..
عقد حواجبه واعتدل في جلسته وهو يقول : إيـــــــش ؟؟ واش معناه التقاء الساكنين , أفتكر قيد مر علي في مرحلة دراسية ..
وضحك لمن قال عدنان : إنننننننننسى , هذا شي ما تفهمونه إنتم قوم yes , no , بعيد عن مجالك بعد الشمس عن الأرض ...
$ أحلى فراولة $ : هلا حبي , هلا قلبي , والله واحشني يا أصيل ..
قال وهو يكتب كلماته بسرعة : و إنت من فضاوتك تقعد تقرأ قصص ..
: مشكلتي ما أقرأ إلا له, كتاباته أدبية لغتها قمــة في الرقي , الله يهديه ويهدينا أجمعين ..
ضغط زر الإدخال وهو يبتسم ..
% اتحادي أصيل % : هلا فيك , كيف حالك حبيبتي ؟؟
: سموووووووور , معايا ؟؟
انتبه سامر للجوال وقال : أوووو نسيتك , دخل علي ماهر ماسنجر ..
: من لقي أحبابه , يوم تخلص من عنده أعطني رنة لو لقيتني موجود , يلا سلام عليكم ..
ابتسم يوم شاف الصورة المتحركة للسمراء اللي ترسم القلب بروجها وقال : في أمان الله ..
$ أحلى فراولة $ : حبيبي اش سويت في المدرسة اليوووووووووم , عسى ما تعبت ؟؟
ضحك وكتب بسرعة ..
% اتحادي أصيل % : يا شينك يوم تقلد الحريم , عز الله عوفتني فيهم ..
$ أحلى فراولة $ : هههههههههههههه , مي راكبة ؟؟..
% اتحادي أصيل % : جنوط على حمار ..
$ أحلى فراولة $ : الله يخسك يالملعون ..
% اتحادي أصيل % : كم مرة قلنا لك لا تلعن , بعدين غير اسمك تراك جبت اللي الشبهة , بالقوة افتكيت من لسان سحور المرة اللي فاتت ..
$ أحلى فراولة $ : اش أسوي ؟؟ لزوم المسرحية اللي مسويها على واحد من الشباب ..
% اتحادي أصيل % : لا تقول سعود ..
$ أحلى فراولة $ : خخخخخخخخخ هو في غيره أبو البنات , ياحبه للحريم , والله لا أطلع الحب هذا من عينه ..
% اتحادي أصيل % : أبو طبع مايغير طبعه ..
$ أحلى فراولة $ : أحاول , المهم , كيف عملك اليوم ؟؟ ولا أقول ..
$ أحلى فراولة $ : ركب الكاميرا خليني أشوفك ..
% اتحادي أصيل % : تعرفها ..
$ أحلى فراولة $ : يا حيوان ..
% اتحادي أصيل % : نو وي ..
$ أحلى فراولة $ : ليــــــــه ؟؟
طالع سامر في الشاشة طويل قبل ما يكتب ..
% اتحادي أصيل % : تبغى الحقيقة ؟؟
% اتحادي أصيل % : مارحت الدوام اليوم ..
أرسل له صورة واحد مفجوع عيونه تخرج من مكانها , ابتسم بألم لمن شاف الصمت من جهة ماهر وأخيرا تحرك وكتب ..
% اتحادي أصيل % : وصلت لباب المدرسة ويوم شفت الطلاب تراجعت ..
$ أحلى فراولة $ : ليه كانوا ضخام ؟؟
ضحك من قلبه وكتب ..
% اتحادي أصيل % : عيال ثانوي اش تبغى أحجامهم يعني ؟؟
% اتحادي أصيل % : و ..
% اتحادي أصيل % : و رجعت بعد الطابور الصباحي ودخلت متأخر واعتذرت من المدير عن الدخول لأي حصة وجلست منزوي على كرسي مكتبي في غرفة المدرسين وأنا أحس إن الكل يصرخ فيني إنت مدمن ..
$ أحلى فراولة $ : ما حاول واحد من المدرسين إنه يكلمك ..
% اتحادي أصيل % : واحد بس , لكن يوم شاف برودي و هدوئي قرر ينسحب هو كمان بهدوء ..
$ أحلى فراولة $ : وتعترف كمان ..
طالع في صورة الولد اللي يلعب في بالون المويه ويرميه على الشاشه , زفر وكتب ..
% اتحادي أصيل % : غصب عني , ليه سنتين مبتعد عن محيط الدراسة , حسيت بإحساسي أول يوم داومت فيه قبل سنين , وكمان المدرسين اللي عندي أصغرهم عمره 36 سنة متزوج وعنده 3 عيال , يعني ويني و وينهم ..
$ أحلى فراولة $ : عادي , المهم دخلت المدرسة يا بطل , أنا فخور بك ..
% اتحادي أصيل % : لا والله !! إحلف يا شيخ , شايفني بزر عندك ..
$ أحلى فراولة $ : ههههههههههههههههههههههههههه ..
% اتحادي أصيل % : إنقلع عن وجهي وروح كلم حرمتك ..
$ أحلى فراولة $ : ##### ...
% اتحادي أصيل % : يالوصخ , فمك يبغاله غسل على قولة سلمى ..
$ أحلى فراولة $ : آآآآآآآآآآآآآآخ , ذكرني لا رجعت أروح أسلم عليها , تراني مارحت لها من فترة وإنت تعرف جدتك لو غبت عنها يوم تقول لي سنة ماشفتك ..
% اتحادي أصيل % : ههههههههههههههههههههههههههه , إنت تستاهل اللي يجيك يالقاطع ..
$ أحلى فراولة $ : اش أسوي لسفراتي ؟؟ ولا أقعد عند سلمى وهي تصرف علي وعلى النقاقة اللي ماخذها ..
% اتحادي أصيل % : محد ضربك على يدك , الكل شاااااااااااااااااارد عن بنات عمي عبد العزيز وإنت ضارب بكلام الكل عرض الحايط و رايح لعرين اللبوة وماخذ بنتها تستااااااااااااااااااااااااهل , ذووووووووق ..
$ أحلى فراولة $ : أحبها ..
قطب سامر حواجبه وطالع في الشاشة بقرف وهو يقول بقهر : اش اللي محببه في وحده بززززززززرة زي أريج , يعععععععععععع والله ماعنده ذوق ..
ورجع كتب ..
% اتحادي أصيل % : الله يسهل لكم ويجمعكم على خير ..
$ أحلى فراولة $ : مشكور , المهم أبغاك بكرة تروح المدرسة وتدخل حصصك ساااااااااااااااامع ..
استغرب سامر لمن سمع صوت جرس البيت الداخلي لكنه طنشه و كتب..
% اتحادي أصيل % : إن شاء الله , انتبه لنفسك ..
ولمن تذكر كتب ..
% اتحادي أصيل % : وصـــــــح , سامحني ظلمتك على بالي إنت اللي داخل باسمي للمنتدى لكنه طلع الأعزب المثالي ..
$ أحلى فراولة $ : يااااااااااااااااااااا بخت المظلوم بالجنة , حلالك إظلم زي ما تبغى , كللللللللللللللللللللها آخذها منك يوم القيامة ..
% اتحادي أصيل % : روح إنقلع ..
$ أحلى فراولة $ : وإنت إنقلع ..
وقفل المحادثة وتحرك خارج من الغرفة لمن سمع صوت الجرس يرن بإلحاح , استغرب إنه مافي أحد يرد على الجرس وتذكر إنه الشغاله شردت يعني إستحاله أحد يرد , فتح الباب و انصدم لمن شاف المنظر , ثلاث بنات لابسات عبايات على الكتف وطرح على أكتافهم ووراهم رجال ..
ابتسم الرجال لمن شاف ذهوله وقال : سامحني أخوي شكلي غلطان في ..
صرخ سامر بحماس : خااااااااااااالد ..
وتجاوز البنات وضمه بفرح وهو يقول : الحمد لله على السلامة , الحمد لله على السلامة ..
ابتسم خالد وقال وهو يضمه : إنت أي واحد فيهم ؟؟
ضحك سامر وقال وهو يبعد عنه ويتأمل وجهه : يعني , يعني ما تعرفني ..
ولف على البنات وطالع فيهم بتعجب وقال وهو يأشر عليهم : غيناء , غيداء , غدي ..
ضحكت أكبرهم واللي فهمت تريقته وقالت أصغرهم بصوت نحيف : آنا مو غيداء السعليه أنا غديييييييييييييي ...
ضربتها أوسطهم وقالت بعصبية : آنا سعليه يالفطساء ..
شهقت غدي وقالت بدلع وهي تأشر على أنفها بطريقة مسرحية : حد السيف هذا كللللللللله وتقولين فطساء , ودك في زيه ..
قهقه سامر وقال : يلعن أبو التكبر , بنت من وين جايبة هاللسان الطويل وإنتي توك صغيرة ..
لفت عليه وقالت وهي تعدل طرحتها : عمي أنا 7 سنين وين صغيرة ..
حط يده على جبينه وقال بتطويل : سبببببببببببببببببببببببببببع سنيييييييييييييييييييييين , أتاريك عجوز ..
رمته بنظرات حاده بنص عينها وقالت : لا تتريقك أتكلم جد ..
انبهت سامر منها و ضحك خالد وقال : الله يحفظها , لا تراعيها , والله تاكلك بقشورك ..
تقدمت غيناء أكبرهم واللي ماتجاوزت الـ 10 وسلمت عليه بخجل وهي تقول بصوت واطي : كيف حالك عمو ؟؟
سلم عليها وعلى بقيتهم وطالع لورى وقال : وين أم غيناء ؟؟
ابتسم خالد وقال : هاهااااااااو ضحكتني , تبغاها تجي هنا وتسيب أهلها وهي ماحسبت من الله توصل السعودية , من المطار قالت ماتشوف وجهي إلا في المطار وإحنا راجعين باكستان ..
ضحك وأشر له يتفضل وهو يقول : من حقها , سنة ما شافتهم ..
ولف و قال بصوت عالي : أمـــــــــــــي إلحقــــي , تعالي بسرعـــــــــــــــــــــــــة ..
قال خالد : لا تفجعها ..
طنشه سامر وقال بصوت أعلى : أمـــــــــــــــــي ..
طلت أمه من الدرج وهي تسأل بخوف : اش فيـ .....
وسكتت لمن شافته من البعيد واقف في الممر وحوله بناته , حطت يدها موضع قلبها اللي حسته يخفق من الفرحة وهي تهتف بعدم تصديق : خاااااااالد ..
و نزلت الدرج بسرعة عجيبة , تقدم خالد بسرعة أكبر وقطع الممر وطلع درجتين قبل ما يلقاها في حضنه تضمه وهي تبكي , ابتسم وضمها وهو يقول : أم خالد الله يهديك , ليش الدموع ؟؟
مرت فترة وهو يحس بإهتزاز جسمها بين ذراعينه , ضمها وهو يفكر إنه مستحيل يلقى الإنسان أحد يحبه زي أمه , سلم على راسها وهو يقول : يمه خلاص حبيبتي ..
صرخت سحر بعدم تصديق : واااااااااااااااااااااااااااا , خاااااااااااالد ...
ولفت وهي تهتف : سلافه خالد جااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
ونزلت الدرج ووقف قدامهم وقالت : يمه أعطيني فرصة أسلم ..
ابتسم لها خالد وأشر لها تسيبها كمان شوي إلين ترتاح , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها وسلمت على خده وهي تقول : وحشتناااااااا ..
ولفت على بناته وفردت يدينها وهي تقول : هلااااااااااااااا بالأميرات الثلاثة ..
وسلمت عليهم بحب وهي عارفه إنهم كعادتهم أول ما يجون , كاشين و ساكتين , نص يوم بس وتطلع كل مواهبهم الدفينة ..
: oh my god , no way !! , خااااالد ..
لفت سحر و حركت فمها بدون صوت تقلدها وهي تمثل بيدها حركات عدم التصديق , ضحكوا البنات وقال سامر بضحكه : ياكرهك للإنجليزي ..
لف خالد وقال : صح , صقر برا يبغاك في موضوع ..
ابتسم سامر وطالع في سحر بنظرة تسلية قبل مايخرج لصقر اللي سلم عليه أول ماشافه وتحمد له بسلامة خالد , طالع في سامر بحيرة وهو يقول : الله يسلمك من كل شر ..
وسكت قبل مايسأل : صقر اش به وجهك ؟؟
طالع فيه صقر بصمت للحظات طويلة بترها لمن سأل : كلمت سحر على الخطبة ؟؟
هز راسه بلا وهو يقول : لا , قلت خلي إلين يرجع أبويه من السفر , ليش ؟؟ تبغاني أكلمها دحين ؟؟
هز راسه بلا وهو يقول بهدوء عجيب : مايحتاج , انسى الموضوع تماما لأنه عمتي نجلاء تقول إنه سحر راضعة من وفاء ..
قطب حواجبه بتفكير ورجع فتح عيونه عن آخرها وهو يقول : لا تقول ..
هز صقر راسه وقال : والله , أم زوج وفاء أكدت الرضاع ..
شهق سامر وقال : بسسسسسسسس , كييييييييييييييييييييف ؟؟
هز صقر أكتافه باستسلام وهمس : علمي علمك ...
طالع فيه سامر بألم ووجع , كان وده يعرف اش يفكر فيه وهو هادي كذا ليه , لف صقر وقال : هذا اللي كنت أبغاه منك , زين اللي محد دري بالموضوع غيرنا , إنساه طيب ..
وقف مذهول يطالع في ظهر صقر وهو راجع لسيارة وحاول قد مايقدر يحرك لسانه أو يدينه لكنه ماقدر , وقف بصمت يتتبع آخر لمحات السيارة اللي غابت في أقرب منعطف على اليسار , جلس يفكر بعمق لدقائق يحاول يستوعب الموضوع وأخيرا رجع للمجلس و أول ماشاف سحر جالسة جنب خالد وهي لافه يدينها حولين ذراعه بمحبة زفر ودخل وهو يتصنع الابتسامة ...




***************************



في مستشفى العسكري :

: دحين سواء في حالة كانت تاخذه وهي حامل أو في حالة تركته لازم تجيها هالأعراض , إكتئاب , دوخة , عصبية زائدة , تصورات غريبة , أفكار مبهمة , خمول , تعب وإرهاق ..
و لف على عمر اللي كان وجهه واجم وسأله : متى بالضبط صرفت لها الدواء آخر مرة ..
قال عمر وهو يفكر : على ما أعتقد قبل زواجها بيومين وكنت صارف لي روشته حق شهرين ..
قال مطلق وهو يهز راسه : فاكر , طيب كم مضى على زواجكم ؟؟
سأل سؤاله وهو يطالع في جاسم اللي قال بسرعة : شهرين وأسبوعين بالضبط ..
زفر مطلق وهو يفرك عيونه وهو يقول : الدكتورة رانيا تقول إن الحمل له ثلاث أسابيع تقريبا ..
وضغط قلمه وكتب على الورقة اللي قدامه وهو يكمل : يعني لو إنها كانت تاخذ الحبوب بانتظام هذا معناته إنه لهااااااا ...... 16 يوم بدون الحبوب والحمل مدته 21 يوم يعني كانت تاخذ الحبوب لمدة ...... 5 أيام أثناء الحمل ..
وحط القلم وقال وهو يطالع فيهم : ونقدر نقول ساعتها إن شاء الله إن الخمسة أيام ماتأثر على حملها , لكن هذا في حالة حسبنا إنها ما تركت أي حبه أو نسيتها لكن لو في حالة نسيت وحده ورجعت أخذتها في اليوم الثاني بتختلف الأيام ..
ركز نظره على جاسم وسأل : هل لاحظت عليها تغير في شخصيتها في يوم , يعني كانت فيها على غير العادة ؟؟ ..
لمن شافه مقطب يفكر , حمحم وقال وهو يركز نظره على الورق : طيب هل لاحظت عليها ..
وحمحم مرتين وكح و كمل : أي برود عاطفي في الأوقات الحميمة ؟؟..
نزل عمر راسه وقطب جاسم حواجبه بعصبية لمن تذكر لحظات زي كذا , قال مطلق يفسر له : ترى هذي كلها دلائل على عدم أخذها للحبوب فأنا أبغى أعرف إذا كانت نسيت بعض الجرعات ...
زفر جاسم وهو يقول : مرت أيام نادره كنت أشوفها فيها متضايقة وطفشانه و ...
سكت وهو يتذكر إنها كانت تحرص إنه مايشوفها إلا مبتسمة , حس بقلبه يخفق بقوة ومشاعر ألم تكتسحه ~ كانت تاخذ دوى نفسي , عمرها مابينت لي , أنا زوجها وعايش معاها في نفس البيت كيف ماعرفت , أزهار ليش دسيتي عني ؟؟ ليش ؟؟ ~
حس بأصابع باردة تقبض على يده اللي مريحها ركبته , رفع بصره وانتبه لنظرات عمر المتسائلة , لف على مطلق وقال : متى تفحصها يا دكتور ؟؟
أخفى مطلق دهشته من سؤاله وقال بهدوء : حاليا ما أظن حالتها تسمح إني أدخل عليها , قصدي أفضل إنه عمر يدخل عليها أول بما إنها طلبته ونشوف بعدها اش ممكن نسوي ..
ولف على عمر وقال : إذا دخلت عليها أبغاك تحرص أشد الحرص إنها ما تدري إن الدواء هذا يأثر على حملها و إنه له آثار جانبية على الطفل عشان ماتزيد حالة الإكتئاب اللي ممكن هي فيها الآن وكمان عشان ماتكذب في أخذ جرعات الدواء ..
قال عمر باستنكار : تكذب !!! أزهار ما تكذب ..
زفر مطلق وقال : ممكن في هالحالة إنها تكذب عشان تقنعنا إنها ماسببت ضرر لجنينها ...
: مستحيييييييييييل تكذب ..
قال مطلق بهدوء : عمر هي في حالتها الآن لا شعوريا حتكذب عشان نفسها , عشان ما تتلقى الملامة وعشان تخرج نفسها من عقدة الذنب وماتقعد عايشه فيها طول حياتها لو لا قدر الله صار لحملها شي ...
زفر عمر وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ابتسم مطلق بتشجيع وقال : إن شاء الله خير , أنا عند ظن عبدي بي ..



****************************



من غمضت عينها اللي بعد جهد وقفت دموعها رجعت الصور تتدافع قدام عيونها وتذكرها باللي صار , فتحتها بسرعة وقامت , حست بشي على صدرها يدفعها , انتبهت للممرضة اللي ابتسمت بحنان وهي تقول : مداااااااااد لازم في راحة ..
رجعت رمت نفسها على ورى وهي تطالع في السقف ..
دخل عمر لغرفة الطوارئ وراح للسرير اللي دلته عليه الممرضة , سحب نفس عميق ودخل وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فتحت عيونها عن آخرها وقامت من سدحتها , أول ماشافته نزلت من السرير وهي تقول بصوت متهدج : عموووووووور ..
تصنم في مكانه لمن شافها , كانت شاحبه بشكل غريب , ضمته بقوة وهي تقول : عمووووووور , وينك ؟؟ ليش تأخرت علي ؟؟
لف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟ إن شاء الله أحسن ..
غمضت عيونها بقوة لمن حست بالدموع ترجع لها وهمست : الحمد لله بخير بس أبغى أروح البيت دحين ..
ولمن شافته ساكت رفعت راسها وطالعت فيه بعيون زايغة , قال بهدوء : أزهار تراني فاهم اللي تحسينه ..
تفجرت الدموع من عيونها وقالت : لا ماتدري , ماتفهم , محد يفهم اللي أحسه ..
قال بهدوء : حبيبتي أزهار ترى اللي تحسينه والأفكار الغريبة اللي تجيك مو من عقلك , هذي من تأثر الدواء اللي تاخذينه ..
بعدت عنه وطالعت فيه بنظرات غريبة , قال بهدوء : الدواء اللي تاخذينه إذا سبتيه فجأة يسبب أعراض جانبية لأن الجسم تعود عليه , يسبب دوخات , غثيان , خمول وتعب , ضيق وعدم رغبة في أشياء كثيرة , وأعراض كثيرة تخص العقل لأن الدوا أصلا مضاد للإكتئاب وجسمك كان متعود عليه لفترة طويلة ..
استعادت ذاكرتها أول مرة راودها هالشعور في ماليزيا ولمن رجعت الفندق تذكرت إنها نسيت تاخذ دواها وأخذته ومن بعدها ما حست بهالشعور , وربط عقلها الموضوع وتذكرت الأيام اللي تلتها ونسيت فيها الجرعة يرجع لها نفس هالشعور , غمضت عيونها بقوة وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله ..
وغطت وجهها بيدينها وهي تقول : يارب لك الحمد , والله كنت بأنجن وأنا أفكر طول هالمدة اش اللي فيني ..
حزن عليها وقال : الحمد لله , بس ليش ماتكلمتي ؟؟ ليش ماقلتي ؟؟
مسحت دموعها اللي مهي راضية توقف وهي تقول : ماكنت أبغى أشغلكم ..
ابتسم وقال : الله يهديك يعني بتكلفين علينا لو تكلمتي ..
قالت بصوت مقطع من كثر البكى : مشاكلي كثيرة عشان كذا قلت مو لازم ..
تقدم منها وقال يقاطعها : غبية ..
وضمها وهو يكمل : يعني زوجك ومافيها مشكلة تدسين عنه أنا تدسين عنييييييي ؟؟ يعني مافي من أهلك إلا أنا وتدسين ..
سندت جبينها على صدره وهي تحس براحة , حضنه يختلف عن حضن جاسم , حضنه أدفأ , همست بتعب : كنت أحس بخمول وخوف غريب , أحيانا اصحى نص الليل والضيق يخنق صدري خنق وما أدري اش فيني , أقعد أدور البيت وأقرأ قرآن وأصلي والضيق هو هو مايتغير بس يخف , أحيانا أفكار غريبة تراودني لكني أنفضها وأنا بأموت من الخوف ..
ورفعت راسها وقالت : يعني الدوا هو سبب هذا كله ..
هز راسه وهو يخفي عنها خوفه من إنها أخذت الدوا أثناء حملها , مطلق شدد عليه مايثيرها بأي طريقة وإنه يبقيها هادئة قد مايقدر عشان حالتها , لازم يسألها بدون ماتحس إن الموضوع ممكن فيه شي ..
سألته بحيرة : الدكتورة تقول الدكتور مطلق برا , اش جابه هنا ؟؟
ابتسم وقال وهو يجلسها على السرير : حتى أنا استغربت طلع إنه هذي المستشفى اللي يشتغل فيها وراح للملك فهد كطبيب زائر عشان الدكتورة كانت عندها إجازة ذاك الوقت ...
سكتت لفترة بعدين سألت بهمس : جاسم برا ؟؟
: إيوه برا , تبغيني أدخــ ..
هزت راسها بلا وهي تقول بحدة : لا ..
ونزلت راسها لمن شافت نظراته المتسائلة وسألت : عرف بالدوا صح ؟؟..
حس بتوتر , خاف يكلمها في الموضوع ويأثر عليها فالتزم الصمت , طالعت فيه برجاء وقالت : عمور عرف ؟؟
هز راسه بإيوه وقال : لازم يعرف , إنتي ليش ماقلتي له ؟؟
نزلت راسها وحطت يدينها في حضنها وهمست : ماكنت أبغاه يدري إني آخذ أدويه نفسيه ..
: أزهار حبيبتي مو عيب إنك تاخذين دوى نفسي , ناس كثير ياخذون أدويه , الطب النفسي زيه زي باقي الأمراض ..
هزت راسها بلا وهي تقول : برضو , ماكنت أبغى أقول له ..
ولمن حس بإختناق صوتها قال بهدوء : طيب ارتاحي دحين و ..
سألته فجأة : الدوا أثر على الحمل ؟؟
انصعق من سؤالها المفاجئ وقال : هااااا , لا , قصدي ..
زفر وقال بصدق : ما أدري ...
التمعت عيونها وهي تقول : جاسم قال إني أثرت على النونو وإني ..
جلس جنبها وقال يقاطعها وهو يحط يده على كتفها : جاسم ماقصد هالشي ..
هزت راسها بلا وقالت بحزم : إلا قصده أصلا هو ماهمه فيني ..
طالع فيها باستغراب وهو يردد كلامها : ماهمه فيك ؟؟
غمضت عيونها بقوة تمنع دموعها وقامت من عنده لكنه رجعها وهو يقول بلطف : أزهار لازم ترتاحين ..
دفت يده و قامت ولفت عليه وصرخت بعصبية : أنا مرتاحة , إنتم بس فكوني وسيبوني لوحدي ..
وحست بالوجع لمن شافت عيونه المتسعة بصدمة من صرختها فتمالكت نفسها غصب وهي تقول : تعبت من كثر ماتقولون ارتاحي , والله تعبت ..
وزفرت وقالت : هو لو الراحة بيدي كان ارتحت وريحت اللي حولي لكنها مهي بيدي , في شي يخلـ ..ـيني غصب أ ..
سكتت وهي تتأمله بصمت , ولمن ابتسم لها بهدوء ارتجفت شفايفها لكنها رصت عليها بقوة قبل ما تهمس وهي تشوف نظراته الغريبة لها : عمور إذا هذا من تأثير الدوا علي كيف الجنين ..
وارتجفت شفايفها أكثر وهي تكمل بهمس أشد خفوتا : أنا وقفت الدوا عشانه ..
وشهقت بقوة وغطت وجهها وهي تقول بصوت متوجع : والله وقفت الدوا عشانه , كان مكتوب إنه ممنوع للمرأة الحامل وأنا وقفته , والله وقفته ..
قام وضمها وهو يقول : أزهار إنـ ..
هزت راسها بلا وهي تقول بنفس الصوت المتوجع وهي تدفه : لا تتكلم , الله يخليك لا تقول شيييييييييييييييييييي , خلوني أسمع صوتي بس ما أبغى أسمع صوت ثاني ..
بعد عنها وطالع فيها بخوف وهو يهمس : تبغيني أخرج ..
سدت أذنيها و هزت راسها بلا وهي تقول بنفس النبرة الموجعة : خليك هنا بس لا تتكلم ..
هز راسه بإيوه وهو يصرخ بداخله ~ يارب ارحم حالها , ياربي أختي ومالي غيرها وإنت أعلم , لو صار فيها شي , استغفر الله العظيم , عمر ترى لو تفتح عمل الشيطان , إن شاء الله إنها بخير , إن شاء الله إنها بخير ~
وقف في مكانه بصمت وهو يتأملها ولمن لف وجهه عنها انتبه لجزمته السوداء الجلد الباينه من تحت الستاير , صاحت شويه ورجعت مسحت دموعها وقالت : أنا وقفت الدوا من بعد شهر وأسبوع من الزواج ومن وقفته وأنا أحس نفسي غريبة , ماربطت إنه هذا بسببه أو من تأثير إني سبته , مشاعل هي اللي نبهتني إنه هالأدوية ممكن ماتنفع للحامل في حالة إني حملت ووقتها رحت وقرأت الورقة وما فهمت منها شي إلا إنه المقبلين على الحمل لازم يستشيرون الطبيب قبل والحامل والمرضع لازم ما يتعاطون هالدواء فوقفته , ماتتخيل وقتها الأفكار اللي كانت تجيني بسبب اللي أحسه , فكرت في كل الإحتمالات اللي ممكن تكون السبب , البعد عن الله , مس , عين , سحر زي ماصار لمشاعل , كل شي خطر ببالي وكنت طول هالمدة أضغط على نفسي وأحاول أتجاهل اللي أحسه ..
واختنق صوتها وهي تكمل : تعبت , والله تعبت ..
سكت احترام لرغبتها بعدم سماع أي صوت رغم إنه كان وده يواسيها , كان يعرفها , مستحيل تشتكي لأحد إلا لمن توصل لحد الإنفجار ..
بلعت ريقها وقالت بهدوء بعد ماتنحنحت : عمر الله يخليك أبغى أروح البيت , أبغى أروح دحين ..
طالع فيها للحظات وسأل بعدها بتردد : وجاسم ؟؟
لفت وجهها وهمست : قوله إني تعبانة وأبغى أرتاح ..
انتبه لحظتها لتحرك مطلق من ورى الستارة , زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , ارتاحي انت هنا , دقايق وراجع لك ..
ولمن خرج لقي جاسم واقف في الممر ومعاه مطلق اللي ماسك ملف يقرأ فيه ويدون عليه بعض الملاحظات , أول ماخلص تدوين ملاحظاته قال : الحمد لله , شيء مطمئن إنها وقفت الأدوية قبل فترة فبكذا نستبعد حكاية التأثر على الحمل لكن ...
حك حاجبه اليمين وكمل : من نبرة صوتها ومن كلامها يبدو إنها مهي قادرة تتجاوز فقدان الدوا رغم إنه مررررر ....
طالع في الملف وكمل : أكثر من شهر على عدم تعاطيها ..
ولف عليهم وكمل بهدوء : وطبعا هذا مهو شيء مستغرب خاصة إنها كانت تتعاطاه لأكثر من 7 شهور وبنسب عاليه في البداية ..
وزفر وكمل وهو ينقل بصره بينهم : حاليا ما أقدر أوصف لها أو أعطيها أيييييي دواء , المهم الآآآآآآآآن إننا نهتم بحالتها النفسية , خاصة في أشهر الحمل الأولى , يعني أعراض الوحام مع أعراض عدم تقبل جسمها لتوقف الدواء حتكون عصيبة عليها فياليت نضغط على أنفسنا شويه ونسايسها بأي شي هي تشوفه إنه هو راحتها , يعني هي حاليا تشوف إنه راحتها في جلستها في بيت أهلها فالأفضل إنها تروح مع عمر ..
قال عبارته الأخيرة وهو يطالع في جاسم اللي رماه بنظرات باااارده قبل مايلف على عمر وهو يقول بهدوء بارد : الله يعيننا نسوي زي مايقول الدكتووووور ..
ما انتبه عمر لنظرات العداء الغريبة المتبادلة بينهم وهو يرجع للغرفة عشان يقول لأزهار تجهز نفسها ..
لبست أزهار حجابها ودخلت يدينها جوة العباية لأنها نسيت قفازاتها من كثر تعبها وتحركت مع عمر اللي حط يده بخفة ورى ظهرها كإنه يساعدها , أول ماشافته حست بكل مشاعرها تثور , لفت وجهها بعيد عنه لمن شافته يتقدم لهم ..
: أوصلكم للسيارة ..
قالها وتقدمهم بخطوات حازمة , طالعت في ظهره بحسرة و لفت على عمر وسألته : وين الدكتور مطلق ؟؟ اش قال ؟؟
ابتسم عمر وقال : الحمد لله , طمنا عليك وقال إن شاء الله الجنين ما حيكون عليه أي ضرر , يعني اتطمني المهم صحتك بس ..
ابتسمت براحة , ولمن خرجوا للمواقف لف جاسم عليهم , دنقت راسها وأشر عمر على مكان سيارته , وقف جاسم عند الباب اللي جنب السائق وفتحه لمن فتح عمر السيارة , لمن لاحظ إنها تجاهلته و ما طالعت فيه ابتسم وقال : انتبهي لنفسك ..
جلست على المقعد بصمت , صك جاسم الباب وقال يخاطب عمر بمرح وهو يتأملها : هالله هالله في حرمتي ..
ابتسم عمر لمن شافه يطالع في أزهار اللي مارفعت بصرها له ولو لجزء من الثانية وقال وهو يشغل السيارة : في عيوني إن شاء الله , انتبه لنفسك , في آمان الله ..
رفع جاسم يده مودع وتحركت السيارة مبتعدة عن المكان , طالعت أزهار في المراية الجانبية وشافته واقف يطالع في السيارة , غطت وجهها لمن بدأت الدموع ترجع لها ...


****************************


: واللـــــــه ؟؟ الله يبشرك بالخيــــــــر يارب ..
لصقت العنود في سفانة وحطت إذنها على الجوال بفضول وهي متجاهلة سحب البندري لبلوزتها عشان تجلسها , دفتها سفانة وهي تقول : فكوا الجهاز عن حسان وقدر يتنفس لوحده ..
صرخوا بحماس وكان أكثرهم حماسا ريم رغم وجعها , ضحكت سفانة لمن سمعت صوت أمها تقول من الطرف الثاني : أكيد هذا ريم ..
وقالت : أكيد طبعا , المهم متى بتوصلون عشان أتجهز ..
وصلها صوت أمها المحرج المتردد وهي تقول : أبوك عازمني على عشا بمناسبة سلامة حسان ..
ابتسمت بفرح وقالت بحماس : الله يسعدكم دووووووووووووووووم يارب , روحوا حبايبي المكان اللي يعجبكم , أقول أمي في مطعم صيني يجنن عند سوق النجار مستر وحيعجب أبويه , ولا أقول عندكم مطعم شيزان الهندي قريب منه , اختاروا اللي يعجبكم ولا ...
ضحكة أمها قطعت كلامها قبل ماتقول : شكرا يا قلبي , خلاص بنروح لواحد فيهم , بس انتي كيف بترجعين للـ ..
قاطعتها سفانة : عااااااااااااااادي أخلي العنود والبندري يوصلوني وهم راجعين البيت , أهم هنا عندي , أهم شي استمتعوا بوقتكم ..
: الله يرزقك الزوج الصالح يا بنتي ..
: الجنة الجنة , أهم شي الجنة يا أمي ..
ضحكت نورة وقالت : الله يرزقك الزوج الصالح في الدنيا والجنة معاه في الآخره , يلا في آمان الله يابنتي ..
: مع السلاااااااااامه , سلمي على أبويه ..
صكت الجوال ونطت بفرح وهي تقول : رايحين مطعم , رايحين مطعم ..
طاح الجوال من يدها من كثر ماتنطط , طالعوا فيها باستغراب وقالت البندري : اللي يشوف فرحتك يقول بتروح معاهم ..
زفرت سفانة وقالت بتأثر وهي تدنق على جوالها : هذي أول مرة بيروحون مطعم من فوق خمس سنين فراق , ياحباااااااااااايبي هم , حتى يوم تلاقوا كانوا مهمومين من اللي صار لحسان ..
وسحبت الجوال اللي نشب في الزولية اللي كلها خيوط صوف وهي تكمل : الحمد لله اللي اتطمنوا عليه وبدأوا يفكرون بنفسهم ..
ولفت بوزها لمن انقطعت تعليقتها , جلست على الأرض جنبهم وهي تحاول تحرر تعليقتها من الزولية , لحظتها تذكرت العنود اللي ناسيته , لفت على ريم وقالت بحماس : أووووووووو صـــــــــــح !! ماكملت لك كلامي , ماتتخيلين مع مين شفنا تعليقتك ؟؟
حست ريم بالرعب يملأ قلبها والمغص رجع لبطنها وهي تصرخ بداخلها ~ شفنا , شفنا , يعني مو هي بس اللي عرفت ~ حاولت تتمالك نفسها وهي تسأل بهدوء : مع مين ؟؟
طالعت فيها العنود باستغراب وهي تقول : اش فيك منتي متحمسة ؟؟
بالقوة قدرت تمسك نفسها وماتفتح عيونها عن آخرها من شدة الرعب , نقلت سفانة نظرها بينهم وهي تسأل : عن إيش تتكلمون ؟؟
قالت البندري وهي تلف عليها : فاكرة ميدالية ريم اللي بهذلتنا عليها ..
طالعت فيهم ريم بتوتر وسفانة تسأل بحيرة : أية ؟؟
قالت العنود بحماس : ذيك اللي سوتها بأسلاك النحاس ولفتها على الكريستاله و ..
قاطعتها سفانة متذكرة : آآآآآآآآآآآآآآه , اش فيها ؟؟
ابتسمت العنود وقالت : ريم ضيعتها و ماتصدقين لقيتها عند مين !!
لفت على ريم و كملت بحماس : عند رزوق ..
شهقت سفانة وقالت : رزوووووق ماغيره ..
نقلت ريم نظراتها بينهم وهي مهي عارفه اش المفروض تكون ردة فعلها وأخيرا قالت بعدم تصديق مصطنع : كذااااااابه ..
هزت العنود راسها وقالت : والله , ويوم سألته قال ليش مافي إلا ريم عندها هالتعليقة ويوم قلته إنك سويتيها بنفسك ضيع الموضوع وراح ..
وضحكت وكملت : شكله سارقها وإنت منتي دارية ...
قطبت سفانة حواجبها وقالت : متى لحق يسرقها وليش ؟؟
لمن شافتهم بيتعمقون في الموضوع قالت تنهي الموضوع : أنا فقدتها لفترة وتوقعت إنها طاحت من الجوال بدون ما أحس , المهم خليه يرجعها ليه ..
ابتسمت البندري وقالت : الحلال يرجع لأصحابه ..
ولفت العنود بوزها وقالت : أحاول , بس ما أضمن لك , رزوق عليه طلعات أحيانا ..
انفتح الباب ودخلت عهود , سلمت عليهم وجلست معاهم وهي تسأل : الله يحيكم , ماشاء الله إش سبب الزيارة الغير متوقعة هذي ...
ضحكت سفانة وقالت : اللي يسمعك يقول أول مرة نطب عليكم من دون موعد , بعدين كم ريمااااااان عندنا , هي وحده وغاليه علينا ..
ابتسمت ريم وهي تسمع لهروجهم وتأملت ابتساماتهم وضحكهم براحة , لكن الشي اللي استغربته هو البرود الغريب اللي صار يكسو علاقة أختها بالبندري رغم إنه مرت عليهم فترة مايفترقون عن بعض وطول الوقت وهم يتهامسون بمواضيع ماتنتهي , انتبهت من شرودها على صوت عهود وهي تسأل : اش أخبار العرسان ؟؟
قالت سفانة بمرح : يوم تقولين العرسان حددي , العرسان الجدد ولا اللي بيصيروووووون عرسان ..
قالت ريم بابتسامة : لا أزهار من بعد ماحملت ماعاد هي عروس , خلاص العروس دحين بندوري ...
قالت العنود باعتراض : زهره بتكون عروسة إلين تجيب النونو ..
قالت عهود : هو قصدي أخبارها ..
استغرب الكل سؤالها عن أزهار لكن العنود قالت : الحمد لله إن شاء الله زينين , آخر مرة سمعت أخبارهم فجر الجمعة يوم جابنا جاسم للبيت بعد مادرينا بالخبر ...
: يعني ما جاتكم ؟؟
: وليش تجينا يوم جمعة وزوجها وراه دوام ..
قالت بهدوء : أسأل , قلت يمكن تجي تزور الهنوف وتخرجها من صمتها وصدمتها ..
وكملت بسخرية : أخبرها خبيرة في إخراج الناس من صدماتهم ...
دق جوالها ريم اللي كان فوق سريرها ومنع البنات من التعبير عن اللي بيغون يقولونه , مدت سفانة يدها لأنها الأقرب وطالعت في الاسم وقالت مبتسمة وهي تمد الجوال لريم : واحد من الناس , اش الاسم السخيف هذا ؟؟..
حست بأعصابها مشدوده , سحبت الجوال بسرعة وأعطته مشغول وهي تقول بداخلها ~ إنت مابترسيها على بر ~ , استغربوا إنها تعطيه مشغول كل مادق , دق عليها فوق الخمس مرات , شويه طلعت نغمة ثانية , رفعت العنود جوالها وقالت بضحكه وهي تفع الخط وتحط الجوال على إذنها : ذكرنا القط فجاء ينط , هلااااا رزوق ..
فتحت عيونها على اتساعها وقالت بصدمة : هاااااااا ..
سدت سماعة الجوال وسألت بتوتر : ريم رزوق يقول ليش ماتردين على جوالك !!
فتحت ريم عيونها على اتساعها و ماعرفت اش ترد خاصة والكل كان يطالع فيها بنظرات غريبة وأخيرا قالت بهمس : قوليله اش تبغى ..
رجعت العنود الجوال وقالت : تقولك اش تبغى ؟؟ بعدين تعااااااااااااااااال إنت ووجهك استحي قاعد تدق على جوال البنت , ترى ... هااااااااااااااا ...
غمضت عيونها وطلع صوت عبد الرزاق الحاد واضح و هو يصرخ : أعطيني إياها وانتي ساكته ..
مدت الجوال لريم وقالت : خذي يبغى يكلمك ..
كانت بتعاند وترفض لكنها خافت تشككهم زيادة فمدت يدها وأخذت الجوال وهمست : السلام عليكم ...
كان صوته حاد وهو يقول بعصبية : تو الناااااااااااااااس , مابغينا ست ريم , ترى شوفي لو حطيت في بالي أوصلك أوصلك ساااااااامعة , يوم أدق تردين ..
التزمت الصمت واكتفت بإبعاد بصرها عن البنات اللي يطالعون فيها بفضول , وصلها صوته أهدأ وهو يقول : أنا تحت , بسرعة خلي الشغالة تجيب لي شنطة عبد الإله ..
سألت بحيرة : أي شنطة ؟؟
قال بحدة : لي كم وأنا أدق على تلفون البيت وعلى الأنترفون , عبد الإله طلب من أمك تجهز أشياؤه لأنه بينام عند حسان , يبغى ثوب وبنطلون وبلوزه وملابس داخليه و اللاب توب حقه مع ملحقاته ..
همست بإحراج : إن شاء الله أخرجها دحين ..
وصلتها زفرته تبعها صمت طويل قبل ما يهمس : شربتي دواك ؟؟..
حست بنبضات قلبها تتسارع وهي تقول بتلعثم : ها , إيوه ..
: طيب يلا خلي الشغالة تطلع لي الأشياء ترى لي ساعة ملطوع عند الباب , مو انتي تنزلين , ماني متوحش أخليك تنزلين وانتي تعبانه ..
كبحت ابتسامتها اللي رغم عنها بدأت تصارع شفايفها وقالت : إن شاء الله ..
: take caer , bay bay ...
: مع السلامة ..
وصكت الجوال وقالت لعهود بهدوء مصطنع : يقول له ساعه عند الباب يدق الجرس والتلفون محد يرد , يبغى شنطة عبد الإله اللي جهزتها أمي لأنه رايح المستشفى , روحي قولي لإيمي توديها له ..
قامت عهود بعد مارمتها بنظرة غريبة ترافقها ابتسامة ملتويه , أول ماخرجت عهود سألتها العنود بحيرة : طيب عرفنا ليش داق عليك بسسسس ليش مسميته واحد من الناس ؟؟
قالت بمرح مصطنع : لأنه واحد من الناس ..
ضحكت سفانة والبندري وقطبت العنود حواجبها وهي تقول : في شي ماني فاهمته ..
قالت ريم وهي تقوم من مكانها بسرعة : ماوريناكم الصور اللي طبعتها أسماء ..
وفتحت درجها وخرجت مظروف كبير وخرجت منه الصور و سفانة تقول متذكرة : صح , جبت الصور معايا , تقولكم أسماء بعد ماتخلصون منها قطعوها , هي عندها نسخة على الجهاز ...
نسيوا الموضوع وهم يسحبون الصور اللي التقطتها لهم أسماء في زواج جاسم وأزهار , ارتاحت ريم لمن شافت انشغالهم وقالت بداخلها ~ صرت مصطنعة من أولي لآخري , رعععععععععععععب , والله تعبت , اش أسوي مع هالولد , كيف يفهم إنهم بيسبب لي المشاكل ؟؟ ياربيييييييييييييييييييي .......... شربتي دواك ؟؟ ~ سرح عقلها لمن تذكرت همسه المفاجئ و حست بخفقات قلبها تزيد كإنه توه اللي قالها , هزت راسها تبغى تبعد هالتفكير من عقلها وحاولت قد ماتقدر تركز مع البنات اللي قاموا يحشون في بعض وكل وحده تتريق على حركة الثانية ووضعيتها في الصورة ..



**************************


وقف وسط الصاله وهو ينقل بصره فيها والصمت يحسه يلف حولين رقبته ويخنقه , العاده لمن يدخل يسمع جريها قبل ماتنط عليه عشان تحضنه أو تفاجأه من ورى الباب أو واقفه قدام الباب تزين شفايفها ابتسامة محبة هادئة , صك باب الشقة بضيق وتحرك للمطبخ عشان يشرب مويه ولمن شاف الصحون المكسرة على الأرض تذكر منظرها وهي طايحة على الأرض , دنق وشال الأجزاء المتناثرة وانتبه لخيط دم بين الحطام , حط الأجزاء في حوض المغسلة وسحب منديل بلله ومسح خيط الدم ورمى المنديل في الزباله وغسل يدينه وراح صب لنفسه كاسة مويه , شربها وهو يمشي لغرفة النوم وهناك شاف بذلته العسكرية على الأرض مكان ما سابها أول مارجع من العمل , زفر ورفعها وحطها على كرسي التسريحة وهو يقول : زين اللي بكره عندي رمايه ..
فتح الدولاب وتأكد من وجود الفرهول الخاص بالرماية , كان معلق وتحته جزمته الخاصه وشرابه ~ من عرفتها وهي منظمة ~ صك الدولاب وانسدح على السرير وطالع في السقف بصمت , كان يسمع صوت تكات عقرب الثواني للساعة من شدة الهدوء , حس بالإختناق يرجع له لمن تذكر كلامها اللي ماينتهي وهي تحكيها اش كانت تسوي من راح إلين جا وهو يترجاها تسكت عشان ينام كم ساعة , انقلب على جنبه ومسك جواله اللي حطه على الطاولة وبدأ يقلب في الرسايل اللي فيه وفي الأستديو , وشويه قلب على الجهة الثانية وهو يفتح على الألعاب وبدأ في لعبة البالوت اللي مخزنها في الجوال , لعبة ولعبتين ورمى الجوال وهو يزفر بطفش , طالع في السقف مرة ثانية بصمت , قام وفتح المكيف عشان يكسر الصمت الخانق وقفل الأنوار و رجع انسدح , غمض عيونه يبغى ينام لكن صورة مطلق رجعت له بشكل غريب وخلت النوم يطير من عينه , حاول يتذكر كلام أبوه لمن كان يحكيه عن الجلسات اللي يحضرها مع أزهار بانتظام لكنه ماقدر يستعيد شي لأنه أصلا ماكان يلقي لكلام أبوه بال في ذاك الوقت , كان يهز راسه كإنه يستمع وهو عقله في وادي ثاني لأنه كان يشوف إن الإستماع لموضوع عن البنت الغريبة اللي احتلت بيته أمر سخيف وماله معنى , سحب جوال وقام كتب رسالة وأرسلها لها وطالع في شاشة الجوال بمشاعر غريبة مختلطة خلته يستعيد ذكرى ليلى ورسائلها , انتظر وانتظر لكن ماكان في أي رد , عمره ما حس بخيبة الأمل اللي حسها الآن لمن ما ترد ليلى على رسائله , كتب رساله ثانيه و أرسلها وانتظر , دقائق مرت وتحولت لربع الساعة ولا مجيب , تنهد وقام بسرعة ..




***********************



(( البيت من دونك ظلام )) ..
(( أنا رايح لبيت أهلي لأني ماني قادر أنام في البيت من دونك )) ..
غرقت الدموع عيونها وهي تقرأ رسايله للمرة الخامسة , صكت الجوال وحطته تحت مخدتها وضمت لحافها بقوة وهي تسحب نفس طويل عشان يفك شويه من الخنقة اللي تحسها , صرخت بداخلها وهي تغمض عيونها بقوة ~ لييييييييييه ؟؟ ليه لازم تعذبني كذا ؟؟ ليييييييييييه ؟؟ ياربي رحمتك , يارب انزع هالمشاعر من قلبي , يارب خليني أقوى , آآآآآآآآه يا جاسم كيف حرقت قلبي !! كنت متحملة كل المشاعر اللي أحسها وأقاومها عشانك , كنت أقول كافيه عذابه , لكن اللي شفته خلاني أنهار , كل القوة اللي كنت أتسلح بها و أحارب بها مشاعري الغريبة تلاشت , ليييييه يا جاسم ؟؟ ~
دق باب الغرفة ودخل وهو يهمس بلطف : أزهار نايمه ؟؟
غمضت عيونها بقوة والتزمت الصمت عشان يحسبها نايمه , زفر وصك الباب وراح للصالة , رمى جسده على الكنبه وهو يستغفر , مسح وجهه ولحيته وطالع في ساعة الحائط اللي تشير للـ 11 مساء , قام وفك أزرار ثوبه , وصله صوت جرس الباب , تحرك له وهو يعقد حواجبه بحيرة , فتح الباب وتصنم لمن عرفها رغم حجابها , ماتوقع إنها تجي وهو ماله نص ساعه مكلمها وشارح لها حالة أزهار ..
دنقت راسها وهمست بخجل وهي ترص على الصينية اللي شايلتها : أمي سوت هالأكل لأزهار لمن عرفت إنها جات من المستشفى ..
حس بإحراج من منظره , مسد شعره و ضم أطراف ثوبه و تحرك مبتعد عن الباب وهو يقول بهمس مخنوق : تفضلي ..
حست بأعصابها مشدوده وهي تدخل للشقة , حاولت تتذكر آخر مرة شافته فيها و زاد إحراجها لمن تذكرت إنه زواجهم تحدد , حطت الصينية على طاولة المدخل , أشر لها على غرفة أزهار وقال : تلقينها جوة حاطه نفسها نايمه و ..
سكت غصب عنه لمن نزلت غطاها , تأمل وجهها الخالي إلا من ملمع بسيط على شفايفها , ابتسم وهمس : وحشتيني ..
رفعت نظراتها المصدومة فلف وجهه بسرعة وحمحم بإحراج وهو يقول : روحيلها , أسيبكم براحتكم ..
وتحرك لغرفته , لمن صك الباب غطت فمها وهي تضحك على حركته , شالت الصينية وفتحت الباب بصعوبة ودفته برجلها وهي تقول : يا دببببببببببببببب ..
حطت الصينية على الطاولة اللي جنب السرير وفتحت الأنوار وهي تقول : زهووووروووو قومي ..
جلست جنبها ودنقت عليها وسلمت على راسها وهي تقول : هذي من أمي ..
وباستها على خدها وكملت : وهذي مني ..
ولفت وجه أزهار اللي باين إنها مغمضة عيونها بقوة وأنفها الأحمر يوضح إنها كانت تصيح وسلمت على خدها الثاني وهي تقول : وهذي من جارتنا أم خلدون ..
ودنقت وهي تقول : وهذي ...
ضحكت أزهار ودفتها وهي تقول : إيش , أمة محمد موصيتك تسلمين علي ..
شاركتها الضحك وهي تقول : إيوه يابنت , كذا أزهار اللي أعرفها , قومي يا دبه وشوفي أمي اش مسويه لك أكل , متوصيه فيك تقول لازم تاكلين كثير لأنك دحين لازم تغذين اثنين ..
قامت أزهار من سريرها وطالعت في منى للحظة قبل ماتضمها وهي تقول : شكرا ..
ضمتها منى بقوة وهي تقول : لاااااااااااااااا شكر على واجب , يلا كلي ..
وشالت القصدير عن الصحون , قالت أزهار وهي تقوم : هذي يبغالها جلسة أرض ..
ضحكت منى وشالت الصينية وحطتها على الأرض وصكت الباب وجابت مخده وحطتها وقالت : طيب إجلسي فوقها ..
جلست عليها أزهار وبدأت تاكل وهي تحس شهيتها مفتوحة بشكل كبير , ابتسمت منى وهي تراقبها وبدأت تحكيها عن آخر أخبار الجيران , وأزهار تضحك على وصف منى للمناسبات اللي صارت ..
وقف عمر متردد عند باب الغرفة كان إنه يسمع ضحك أزهار وخايف يدخل فتستحي منى كعادتها وتقعد ساكته , زفر ورجع جلس على الكنب وفتح التلفزيون رغم إنه يحس إنه بيموت ويشوف منى ..
: كيف رضيلك أبوك تجين هنا دحين ..
ابتسمت وقالت : أمي نشبت فيه , ماخلت شي ماقالته له عشان يقبل , قعدت تقوله إنك وحيده وتعبانه وماعندك أحد وطبعا مانسيت تمدح عمور وإنه طيب ووووو من هذا الكلام وأخيرا وافق ..
طالعت فيها أزهار بابتسامة ملتويه وقالت بصوت خفيض : وطبعا الربحان من وضعي هو ست منى , ماحسبت , حطت نفسها ماتبغى تروح وإنها منحرجة وهي ودها تطير عند بعض ناس ..
ضحكت منى بحرج وقالت باعتراض : لا , هو , لا ..
ورجعت ضربتها وهي تقول بتريقة : محد عارفني غيرك ..
قهقهت أزهار من قلبها وهي تقول : الله يعينك يا عمووووووور على ماابتلاك ربي ..
حطت يدها على قلبها وقالت بطريقة مسرحية : ويييييي أخيرا ارتحت بعد ماشفته ..
قالت أزهار : صدقيني هو اللي ارتاح , مسوين عليه حظر تجوال الفترة الأخيرة ..
لمن تذكرت منى كلمته اللي انطلقت بعفوية حست بخجل فضيع , دنقت راسها ولعبت بطرحتها وهي تقول : لازم , مابقي شي على الزواج , بعدين عشان دراستي وغيره ..
ابتسمت أزهار وقالت : الله يجمعكم على خير في أقرب وقت ..
طالعت فيها منى بخجل وهمست بصدق : إن شاء الله أقدر أسعده و أعوضه ..
ابتسمت أزهار براحة وقالت : إن شاء الله هو كمان يسعدك ..
قامت وقالت بمرح : لازم أروح قبل مايجي أبويه ويخرجني مع شعري ..
ضحكت أزهار وقالت وهي بتقوم : جزاك الله خير و ..
جلستها منى وقالت : أعرف طريقي , ارتاحي وانتبهي لنفسك , بكرة أول ما تصحين من النوم رني عليه عشان أجيك ومعايا الفطور , خلينا نستعيد أيام الهياته ..
طالعت فيها أزهار بحيرة وسألتها : ليش ماعندك كلية بكرة ؟؟
ابتسمت وقالت : اش فيك نسيتي يابنت !! إحنا مانداوم إلا بعد البزران بأسبوع ..
قالت متذكره : آآآآآآآآه الإجازة اللي فرضناها من روسنا , إفتكرتها ..
ضحكت منى وهي تتحرك خارجه وهي تقول : زين اللي افتكرتيها , يلا مع السلامة ..
وخرجت وصكت الباب بهدوء وهي تطالع في الصالة بحيرة ~ ماااااااااااااالت عليك , ليه ماخرج من غرفته إلى الآن , لايكون راح ناااااام , أففففففففف , خجله بيذبحنييييييييييي , لو كان واحد ثاني كان ماحسب تجيه فرصة ~ تحركت وهي تعدل طرحتها وهي تهمس بغيض : الدب ماشفته زين ..
وتحركت في الممر وهي تفكر إنها كانت قلقانه عليه بسبب نبرة صوته اللي وضحت لها خوفه على أزهار , كان ودها تطمنه وجها لوجه , حست باختناق ورجع راسها على ورى لمن انشدت طرحتها , تأوهت وهي تمسك رقبتها وتلف على ورى بتشوف الشي اللي نشبت فيه طرحتها , فتحت عيونها على آخرها , طالع عمر فيها وطالع في أصابيعه الماسكه طرف طرحتها , سابها بسرعة وقال بحرج : ناديتك ما سمعتيني ..
مسكت ضحكتها على حركته عشان ماتحرجه أكثر والتزمت الصمت وهي تعدل طرحتها , ابتسم وقال وهو يطالع في الأرض : عسى ماعورتك ..
~ خليتني أباغم زي الغنمه المذبوحه وتقول عسى ماعورتك ~ مسكت ابتسامتها وقالت بصوت مخنوق مصطنع : أحس نفسي مختنق ..
رفع راسه وطالع فيها بخوف وسأل : مخنوقه ؟؟..
مسكت ضحكتها وهي تقول بداخلها ~ سامحني , هالطريقة هي الوحيدة اللي كانت حتخليك تطالع فيني ~ حطت يدها على رقبتها وهمست : لا دحين أحسن بس أحس كإن الطرحة لسه خانقتني ..
تقدم منها وقال بقلق وهو ناسي خجله : يمكن أثرها بس , أشوف ..
~ تشوووووووووف , تشوف إيه ؟؟ ~ حست بالخجل لمن شافت إنها تمادت في لعبة هي مهي قدها , تنحنحت وقالت وهي تدنق راسها وتحكم لف طرحتها : هاااااا , لا خلاص , دحين أحسن ..
توقف مكانه لمن شاف خدودها بدأت تحمر , ابتسم بمحبة وقال بأسف : سامحيني على الدفاشة ..
~ ياربيييييييي حسسته بالذنب ~ هزت راسها وقالت بلا تفكير وهي تمسك طرف الطرحة : لاااا , كنت أتدلـ ..
وسكتت لمن انتبهت لغلطتها , طالعت فيه برعب و طالع فيها بصدمة قبل ما يضحك من قلبه ضحكة لأول مرة تسمعها , تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها لحظتها , غطت وجهها بطرف الطرحة وعدلت عبايتها على الراس وتحركت وهي تهمس : مع السلامه ..
مسك يدها اليمين يمنعها من الخروج فلفت عليه , دنق عليها و سلم على خدها وهمس : الله يخليك لي يارب ..
بعدت عنه بحرج وحمدت ربها إنه الغطى مو موضح تعابير وجهها المتغيرة وأنفاسها المقطوعة ولا كان ماتت من كثر الخجل , تحركت بسرعة وفتحت الباب وخرجت ولحظتها استغرب من الجرأة اللي طاحت عليه فجأة , حمحم بخجل وتحرك وراها , وهي تضغط جرس شقتهم حست بوجوده , فتح لها كمال الباب وسأل بصدمة : إنتي من وين جاااااااااايه ؟؟
طنشته ودخلت بسرعة , انتبه لحظتها لعمر الواقف عند باب شقته , قال : آهاااااااااا , كانت عندك ..
تجاهل عمر لهجته الغريبة و أشر على راسه بتحيه وهو يقول : سلم على عمي وعمتي وقولهم جزاكم الله خير ..
طالع فيه كمال بنظرات تسليه وسأل وهو يغمز له بعين : جزاهم الله خير على إيييييييييييييييييه ؟؟
حس عمر بخجل فضيع داراه وهو يقول بعصبية مصطنعة : أقول أدخل أشرب لك كاسة حليب قبل ماتنام , عيال آخر زمن ..
ودخل الشقة وصك الباب وهو مغتاض من ضحك كمال اللي قال بكل هدوء : ليه مستحي حلالك ..
تحرك لغرفة أزهار وهو يقول : حشى مافي براءة في أطفال هالزمن , أنا أتنافض من الخجل وهو يقولها كإنه يناقش فلم كرتون ..



*********************



.............. يتبع ..


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدة الظلام سيدة الظلام العجيبة مدونات الأعضاء 27 08-21-2023 04:21 PM
عندما كان يُوسف ~ Night birde مواضيع عامة 3 04-14-2022 04:30 PM
إفيلا، الظلام والنُّور lazary قصص قصيرة 7 07-15-2020 05:09 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | فعالية WELKIN لوحات فنية وخط عربي 24 06-13-2020 04:46 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | المُشاركات. WELKIN لوحات فنية وخط عربي 11 06-05-2020 11:13 PM


الساعة الآن 12:10 PM