••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


هفوات أنانية *مكتملة*

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-2020, 09:01 PM   #6
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





مقدمة للأحداث!


.
.
.
.كُّل الأشياء بدأت تصغر ، تضعف وتتهاوى ساقطة على الأرض باستسلام ضجيجها المزعج وأنينها المؤلم للسامعين ...كانت قد عقدت العهد بينه وبينها بألّا يحدث هذا الضجيج ....قسمت بألا تفترق عن روحها ولكن ماذا حدث؟ كُلّ الأشياء تغيّرت وتحولت إلى رمادٍ قاتل تحوّلت اغصان الاشجار فجأة إلى غضاريف ضعيفة متناهية في الصغر !!! وتحولت اوراقها إلى اوراقٍ شفافة لا يُعرف لونها! من شكلها!! ....الجدران تخبطت في بعضهما البعض وصرير الأبواب بدأ بالارتفاع ويعلو تردده في كُل يوم! مات كُّلّ شيء وبقى جسدها فارغًا ...تكتم بداخلها صرخت طفلٍ أضاع امه في مكانٍ واسع....لا تعرف بدايته من نهايته!
ذهبت إليه ، ليُرمم شتاتها فاخرسها بقبلة الفراق الموجعة....كانت تظن سيضمّد جراحاتها وسيُمسح على قلبها بقرار الهروب ولكن رضخ لِم يحدث حولهما ...بكى بعينين محمرتين بِلا دموع ..اعتصرها ما بين اضلاعه ....وفي وسط رجفتهما الناجمة من مشاعرٍ مجهولة ..علقت دموع كلًّا منهما في ثياب الآخر أطال قُبلة الوداع ما بين عينيها ثم رحل بانكسار وضعف! تاركها في وسط هذا العجّ من الغبار المُميت حاولت أن تحدث فرقًا في هذه الأحداث الماكره ولكن لم تستطع ....استسلمت وحان موعد دفانها في هذه الليلة
.................................................. .................................
أنانية القرار، وقساوة الحديث فطر قلبها وقسمه إلى شقّيْن كانت تنظر لعينيه بجمود الدموع في وسط محجر عينيها...قراره صادم ولم تتخيّل يومًا تتذوّق مرارته اضاعت عمرها اربع سنوات انقضت معه بهدوء
وبروتين ممل لا تنكر هذا ابدًا ولكن كيف لهذا الهدوء يتحوّل إلى عاصفة يُصعب عليها ان تُديرها بنفسها ! ارتفعت اصواتهما ليرتعب ذلك الصغير ذو الخمس سنوات صرخ في وجهها قائلًا
: ما حد يقدر يوقفني عن قراري فاهمه
ثم خرج ولم يعد إليها إلى بعروسته ، كانت جميلة ذات ملامح هادئة وباهتة لا تحبذ الحياة خائفة من مصيرها الحالي تنظر إليها بضعف ترجو منها المساعدة تلتهمها بقول (انجبرت عليه) تبكي امامها بانهيار مختنقة(بدي ارجع على بلدي ......ساعديني)تنظر إليها بضعف وتهرب من انجاداتها بعيدًا عنها عاشا معًا في هذا المنزل بما يقارب ثمان سنوات
لا تخلو هذه السنوات من الصراخ ...والانفعالات ....وكان ثمر زواجه منها طفلة جميلة تحمل صفات جمال والدتها وانتهى هذا الزواج
بخيانة لا تُعرف....
وانشقّ طريقٌ جديد لها ، بدايته الضياع ......ونهايته أمل!!!!
.................................................. .............................
قبل الزواج باسبوع
كانت أمامه جاثلة على ركبتيها تترجاه بألم موجع تصرخ بحبٍ اخرسه قرارٍ سريعٍ وأناني ، اخذت تُسرد عليه برجاء وعود هذا الحب
فنهض ليخرسها قائلًا
: ما بدي يّاكي تزوجي هايدا الحئير......ما بتعرفي بيُّوه شو عمل فيّا......راح تزوّجي يوسف ....وبطلي بكى وكثرة حكي عن هـ...
قاطعته برجاء وقاطعها بضربته القاضية في قول: زواجك منّو راح يكون الخميس الجاي....
خرج من المنزل
فبقيت في الحقيقة الصادمة ، ثم قررت الهروب والتسلل إليه من اجل ان يُحدث شيئًا يُغيّر مجرى هذه الاحداث المؤلمة ، ولكن لم يفعل شيء واخذ يزيد ألمها بقول: ابوكي وبيّي قرروا هالقرار حتى نموت ويتصافى اللي بيناتهوم ما فيني اعمل شِي ما فيني....
بكيت على حالها وضعفها وتّم زواجها بنجاح وانتهى بفشلٍ لم تُطيقه
.................................................. .................................
بعد ثمان سنوات انقضت من زواجهما انتهى بها المطاف ان تجول في الشوارع تائه لا تعرف أين
تذهب؟ وقلبها يصرخ بخوف شديد على طفلتها بقيت بما يقارب اسبوعين بلا مأوى وبلا نومٍ هني إلى أن اتى وانتشلها من هذا الألم ولم ترضى أن تُبقي ابنتها في هذا المنزل اخذتها منه بالقوة وبالخداع ثم

سافرت عن هذا البلد وطوت قصتها مع هذا السفر ...وشقّت لحياتها قصة جديدة وصعبة جدًا.......لم يكن الأمر في غاية السهولة ...أمر السفر....أمر اخذ الفتاه من احضان والدها....وامر التهديد الذي اختلقهُ ذلك العاشق من أجل ان يخرس ذلك الرجل ويثنيه عن مطالبته بكل الأشياء.. جرت تلك الاحداث

بصعوبة وبثقلٍ وقلّة نومٍ وراحة! إلى أن انفصلت عن هذا العالم واثبت للجميع أنها وفية جدًا لهذا الحُب الذي ولدته ولم تستطع أن تتخلّى عنه يومًا !ولدته واضاعته رغمًا عنها وها هي اليوم استعادته من جديد وعادت لتحتضنه بلطف ونعومة اظافر يديها! ولكن عادت إليه بوجود كائن جديد اقتحم لجّة

مشاعرهما وحياتهما! كان من الصعب على هذا الكائن التأقلم معهما والعيش في هذا المكان الجديد والمجتمع الجديد والغريب عليه.......هذا الكائن ما هو إلا ابنتها ذات العمر الصغير تربّت على يد والدها يوسف ....وعلّمها على تعاليمه وعاداته وتقاليده والمدرسة لم تقصّر ابدًا في تعليمها الصح من الخطأ!

فأخذت تقارن أمور كثيرة وشاسعة الفرق ما بين ما عاشته في ذلك البلد وهنا
فأخذت الفتاة تتشتت افكارها ، وتتزعزع تعاليمها الدينية!! إلى ان انطوت وتقوقعة في تلك الغرفة وعاشت في فترة جمود عن الكلام وإبداء الرأي إلى أن ساعدتها والدتها وزوج والدتها بالنهوض

والخروج لمواجهة هذه الفروق وهذه الاختلافات واحترامها! لم تتقبل هذا الاختلاف ولم تتقبل وجود رجل آخر في حياة والدتها ولكن اجبرت على التأقلم إلى أن بدأت ترى كُلّ الاشياء دون أن تدقق في تفاصيلها واخذت تنخرط في هذا العيش الذي رأته في بدايته غريب ومن الصعب التاقلم معه ، ولكن أثّر

ذلك في نفسيتها وشعرت أنها مضطربة ...واخذ الجميع يلحظ اضطراب شخصيتها بسبب التنمّر الذي عاشته في المدرسة وفي المحيط الخارجي لكونها طفلة غريبة اطوار كما اطلقوا عليها ذلك اللقب !!كانت لا تحبذ أن تنزع الحجاب الذي علمها والدها عليه .....ما زالت تصلي ...رغم انها لا تعلم أوقات

الصلاة الصحيحة ....كل هذا وهي طفلة ذات ثمان اعوامٍ ونصف !ولكن تربت على هذا ووالدتها لم تنهيها يومًا عن كل هذا ولكن هنا ....في هذه الغربة ....احدثت تغيرات عليها إلى ان كرهت ذلك

الحجاب....نزعته بإرادتها وصدمت والدته وزوجها.....تغيّبت عن المدرسة لفترة ثم عادت تخوض حرب جديدة معهم....حرب اللغة....حرب الافكار....حرب الخوف من نظراتهم والاختلاط معهم......حرب التأقلم على اللعب معهم ...واقحام نفسها مع صُحبة جديدة....خاضت كل هذا لوحدها في المدرسة.....وتلقت الدعم من والدتها في المنزل!.....عاشت بهدوء...ولكن بداخلها ضجيج.....واشتياق

لذلك الوطن الذي تنتمي إليه!



تعديل شتات الكون; بتاريخ 25-05-2019 الساعة 02:25 am.




 

رد مع اقتباس
قديم 06-09-2020, 09:02 PM   #7
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الاول



البارت الأول

بعد مرور عشرون سنة

في وقتنا الحالي، وفي يومٍ مشمس من بداية الصيف كان قد انتهى من عمله وخرج من مقره للعودة إلى المنزل ، مُتعب هذا اليوم ومرهق في الآن نفسه لم يتمكن في انهاء هذا الاجتماع الذي كلّفه الكثير غير قادر على الاتزان والتركيز في المناقشة فاعتذر وطلب من ابنه اكمال واتمام الأمر انهك المرض ،قلبه ليس بخير ...يشتكي الهموم ويطلبه الراحة ولكن بِلا جدوى! تجاوز المحِن، الصعاب ولكن لم ينسى تلك اللحظات التي عاشها وعاصرها لم ينسى تلك المكالمة التي سمعه منه
شعر وقتها بالضعف وصعوبة في الاختيار، الفضيحة....وفتح قضايا في المحاكم او التنازل عن كل هذه البلبلة!
صحى على نفسه وهو أمام باب منزله تنهد بضيق: الله يسامحني...
ما إن فتحه حتى سمع
ابنتها وابنه يتشاجرا كعادتهما اليومية التي لا تنتهي ولا تخلو من المقالب والحديث السخيف!
كانت تركض بملابسها المبلل تصرخ: يماااااااااااااااااااااااااه
ما إن رأت والدها حتى توقفت لتزدرق ريقها بخوف بقول:يييييـ
اشار لها بيده : وحطبه إن شاء الله .....وش مسوية بنفسك...
حتى هنا اخاها حاملًا بيده كأسًا باردًا من الماء بنية رّش وجهها به ولكن توقف عندما رأى ابيه بهذا المنظر الذي يدعو للخجل صفق ابيهما بيديه ليكمل تهزيء: ما شاء الله وانت معها بعد.......نعنبو شرك ما تستحي على وجهك عمرك واحد وعشرين سنة وتسوي هالخبال .....ابي افهم أنا اجسامكم بس اللي تكبر بس هالعقول ابد معلقه على ست سنين....
تحدثت لتدافع عن اخيها : يييبه سعووود ماله دخل ....أنا اللي لعبـت بالماااي....وهو جاا...
صرخ بحزم: ذلفي بدلي هدومك لا بارك الله فيكم.....روحي.....روحي...
تقرقرت الدموع في عينيها ثم ركضت لناحية الدرج
تقدم سعود لأبيه ولم يُخفيه التعب الذي يُحيط ملامح وجهه قبّل رأسه ويده: السموحة منك يبه.......بس...والله...ان...
قاطعه بحزم: لا تبربر لي.....وين امك؟
سعود بهدوء: جهزت الغدا وراحت تتروّش....
لم يُجيبه كل ما فعله دفعه قليلًا وشقّ طريقه إلى ناحية الغرفة
حّك سعود رقبته : واضح الليلة ما بتعدي على خير....
تأفأف ثم خرج من المنزل!!
.................................................. .................................

تتمايل بجسدها أمام المرآه ترقص بِلا توقف تكرر كلمات الأغنية بلا ملل تمثل معانيها بتعبيراتٍ مضحكة تنخفض نبرت صوتها وتعلو متبّعة نوتات الأغنية تحركّ شعرها بجنون للأمام والخلف تدور حول نفسها عدّة مرات تغمض عينيها لتصرخ بكلمات ذلك المقطع الذي تعشقه وانفتح باب الغرفة فجأة فتحت عيناها لتنصدم بنظراته، واقف رافع حاجبه الأيمن مكتف الايدي بوجهٍ محمرٍ وغاضب
حكّت رقبتها وابعدت شعرها للوراء وقامت بفصل السلك عن هاتفها من مكبّر الصوت !فدلف الباب وتحدث بغضب: انتي ما بتستحي على حالك......ازعجتي الجيران....وازعجتينا....شو هاد اللي عمل تعمليه؟....ولا كأنك بالبيت.....ومعك ناس وحوليكي ناس.....ما بتخجلي.....
بللت شفتيها وبلا مبالاة اشارت له: calm down….I’m turn off look
ازداد غضبه ليردف: بدي افهم شغلي أمتي راح تفيئي على حالك.....أمتي...
اتت والدتها هنا متعجبة لتردف : شو صار....
اشارت ابنتها لتردف : he screamed at me……..and I can’t afford that mom ….I will go …
قطعتها والدتها بحزم: ما راح تروحي لأيِّ مكان....
تحدث بملل: ضلي على جنانك ضلي ما راح تروحي لأيّ مكان عم تسمعيني؟
ثم خرج من الغرفة وتقدم لناحيتها والدتها
امسكت بيد ابنتها لتردث بلهجة شديدة التحذير وثقيلة: نور.....بكفي جنان....شوفي شسويتي بنفسك....صرتي تعملي اشياء بدون ما ندري.....تاتو؟.....وشم.....وتدخين...
وضربتها عليه! وكان بالقرب من كتفها وصرخت في وجهها لتردف: وامس حفلة وما بعرف شو صار فيها؟.....متى راح تكبرين وتعقلين؟
نظرت إلى والدتها بحنق لتردف: ماما....انا كبرت خلاص....ماله داعي ....take care for me…......خلاص شيلي يدك مني....
ضربتها على يدها بعنف: وبطلي تحكي معي هيك.....وبتخلطي بحكيّك....والعذرا وانا هلأ بحلف لك لو ما تأدبتي....ما راح يحصل لك طيّب...
تأفأت ثم سحبت حقيبتها بعجل ثم خرجت لتتبعها صارخة: نور........نور...يا زفت نوووور لوين رايحة....
وصلت إلى باب الشقة خرجت واغلقت الباب بقوة....
اتى بالقرب منها طبطب على ظهرها: اتركيها.....تهدأ وراح تجي....
التفتت إليه بخيبة وخوف: امير بنتي .....بضيع من ايديني.....
أمير ابتسم ليخفف عنها: ما راح يحصل إلها شي وانا موجود...
ثم اخذ يردف بتلطيف جو: وبطلي تحكي سعودييي......حتى ما ابلّش واحكي مصري....
عبست بوجهها ونظرت إليه بطرف عينها: بتظن اني احكي عشان...
قاطعها ليتحضنها ما بين يديه: نووووووو.....لا تئوليها .....وتعكري الجو علينا....خلاص.....احكي زي ما بدك.....
ثم نظر لعيناها ليردف: حليانه اليوم.....
ابتسمت بخجل لتبعده عنها: وانت صاير وحش....
ثم توجهت للطاولة لتشير إليه: تعال افطر...
وبعد أن جلسا حول طاولة الطعام حتى ابتسم ورفع وجهها بطرف وجهه : ديانا .....دخيل الله عليكي ما بدي شوف وجّهك هيكي عابس وحزين.....
ديانا بلهجة ابنانية ، ورجفة شفتيها: منّي آدري اتحكم في ولا شي......فقدت الكنترول على نور........نور صارت هيك مشّان اللي صار إلها وهي صغيرة انا بعرف.....بس مانّي عارفة كيف اتصرف.....هلأ هي صارت مضطربة في كل شي.....
أمير طبطب على كف يدها وليهوّن عليها الأمر: راح حاول احكي معها.....ونهدي الموضوع.....
ثم حكّ رقبته بتردد ليردف: ديانا.....ابوكي اتصل عليّ اليوم وبدُّو يشوفك....
عبست بوجهها ثم اردفت بحنق: يشوفني؟.....وليش......بعد كل هالسنوات....بدو إياني...
أمير اغمض عينيه لياخذ نفس عميق ويردف بهدوء: بيّك تعبان.....
قاطعته بنهوضها المفجأ وتنفسها السريع: وإزا؟.....مابدي اشوفه
وقف واشار لها : اوكيه اوكيه......لا تزعجي حالك ولا تفكري بهيدا الأمر......
ثم سحب جاكيته الرسمي : انا راح اروح عالشغل ومنّي متاخر
ثم انحنى ليطبع قبلة طويلة على جبينها وخرج، فخاضت حربًا مع الذكريات البائسة ،جلست على الكرسي وانخرطت في بكاء ممزوجًا مع ذكريات لا تريد أن تتذكرها يومًا فهي متعبة للحد الذي يجعلها تتمنى الموت.,..ذكريات تجرعت ورائها ألمًا ومرضًا لا تستطيع الخلاص منه!
ارتعش جسدها وغاصت في عمق الاحداث المرّ التي مرت عليها كمّر السيف على عنق المذنب للقصاص منه!

.................................................. .................................
حدثته ، واجبرته على اللقاء هي بحاجة إليه ، بحاجة إلى حضنه.....وحبه هي مكتفية بوجوده لتفهمه لعقليتها....وعدم تعجبه لشكلها ولأفكارها....اخبرته انها ستلاقيه في مطعم ناندوز....جلست تنتظره لم تطلب لا ماء ولا أي شيء آخر....هي فقط تنتظره ليسكن من آلامها تريد ان تشتكي له عن جميع ما يحدث.....تريد أن...
قاطع تفكيرها وجوده نهضت واحتضنته وشدّ عليها بيديه نظرت إلى عينيه قرأ افكارها فابتعد لكي لا ينصاع لرغبته ورغبتها الجنونية فجلسا وبدآ بالحديث إلى أن وصلت في قول: Tom……we should travel to another country …….because I need to escape away from my real life…..
تحدث بتردد وامسك بيديها وشدهما إليه ،حدّق في عينها : ……I can’t do that…..
خرسها جوابه وانسكبت الدموع من عيناها لتدخل في دوامة التساؤلات : why?.....tom…..please tell me why?
الأمر ليس في غاية السهولة للاعتراف بذلك....هو احبها بصدق ولكن القدر شاء أن يفرقهما عن بعضهما البعض لا يريد ايذائها لا يرد أن يراها تتعذب بسببه لذا اختصر الأمر عليها بقول: because …..I……Iam sick…..
انفعلت هنا لتخبره أنّ ذلك لا يهم ولكن اخرسها بقول: I have ….HIV….do you know what does mean that?
لم تجيبه.....كل ما دار في عقلها .....انها ستنفصل عنه.....لم تهتم للخيانة.....لأنها تعلم جيّدًا ذلك المرض لا يأتي إلا بسبب جميعنا يعلم به ونخجل من أن نردده أمام الخلق!....مسكت يده برجاء بألا يتركها في هذه الظروف فهي لا تملك القدرة على أن تعيش دون وجوده ....فقبّل جبينها ثم ذهب.....وارتعش جسدها ببكاء....نهضت وخرجت من المكان....واخذت تمشي في زحمة شارع كاولي رود....تشعر بضيق تنفسها فجأة تريد الهروب....تريد ان تفهم ما هية الشعور بالضياع؟.....تريد ان تفهم سببب عدم تقبل الناس لها.....سببب عدم تقبلها للحياة؟....والأهم لماذا تريد الهروب؟...ركضت بعيدًا وعيناها تمطران بالدمع....تصطدم في ظهره هذا وهذاك ....تتأسف ثم تكمل مسيرة الركض بلا خارطة وبِلا وضوح.....قلبها يؤلمها...لماذا تشعر بالحزن والكآبة؟.....لماذا تشعر بالاشتياق لمكانٍ رفضها وبشدّة؟.....لماذا؟.....قررت أن تذهب إلى لندن تريد الهروب من اجواء اكسفورد....فهي تخنقها لأنها احتفضت بذكريات طفولتها التعيسة......ذهبت سريعًا إلى محطة اكسفورد سيركس....لتهرب من جميع الاشياء التي تُخيفها....وتقلق تفكيرها...لن تبالي لا لوالدتها ولا حتى لأمير!....تريد أن تحضى بفرصة البقاء مع نفسها بعيدًا عن جميع الاشياء التي تذكرها بالماضي!
.................................................. .................................
علينا بالإكتفاء....ثم النضج الفكري لِنحب بطريقة سليمة وبطريقة كافية لبقاء المشاعر لوقتٍ طويل.....الحُب تضحية....والحُب....مشاعر لا يمكن الخلاص منها لو كانت حقيقية فعلًا....لا شيء أجمل من أن نحب وننحَب في هذه الحياة......احبته.....احبها....سرًّا!...وخالفا العادات والتقاليد....هي جريئة حينما بادرته بهذا الحُب وهو متمرّد في الاعتراف لها بحبه!......هي خائفة من الجميع...وهو خائف من ألا تكون من نصيبه.....لا يدري لماذا يخالجه شعور أنّ هذا الحُب لن يستمر ...أنّ هناك شيءٌ سيء سيحدث ليقلب هذا الحب القريب ....بعيدًا وجدًا.... هو ليس سلبية لتلك الدرجة ولكن الهمهات التي تخرج من حوله اشغلت فكره كثيرًا وسيصل كلّ شيء في آوانه....لن يستعجل ....
انفتح باب غرفته ثم توقفت أمامه قائلة: الجازي ما جت اليوم؟
عقد حاجبيه : لا.....
حكّت رأسها لتردف بملل: اففف...من بزيّن لنا الغدا أجل؟
اشار له بتهكم: انتي؟ويا ليت تسوين كبسة بعد.....
فتخصرت بيدها نافية الامر كليًّا: لا يا شيخ.....توني راجعه من المدعسة وراسي مصدّع تبيني اقطع بصل ....ودجاج واسوي كبسة ........هذا اللي ناقص....بعد....
نهض من على السرير متحدثًا: اجل روحي انقلعي نامي....ولجا خالد ولا لقا له شي ينوكل بقول له عييتي تسوين الغدا؟
انفعلت بخوف: ليش تحطها براسي....قدّر ياخي اني تعبانة وروح اشتر غداء جاهز....
تكتف عنادًا لها: لا ليش ناكل من المطاعم وعندي اخت قد البغل وتعرف تبطخ....
ضربته على كتفه بقوة: البغل أنت واشكالك.......ياخي تعبانة من وين تفهم أنت .........
ناظر لها بغضب: قد هالحركة ذي؟
اخذت تغير الموضوع برجاء: تكفى عاد...روح اشتر...
كرر عليها: قدها ولا لا؟
ارتفع صوتها بحنق: لا.....خلصني اشتر ....وربي جايعة .....امس ما تعشيت.....واليوم بعد ما اتغدى .....ولو ابوي جا ولا لقى غدا بسفّل فيني وبيمسح فيني البلاط...
ضحك واخذ يربت على كتفها: خلاص لا سوينها علينا دراما بروح اشتري.......وانتي روحي ارتاحي اشوي....
احتضنته سريعا وابتعدت مبتسمة: فديت قلبك الكبير يا بندر...ليت خويلد يتعلم منك كيف تحن علي بس....
بند اكتفى بابتسامة حتى خرجت، وهو ذهب لارتداء ثوبه على عجل للخروج.....
لا يستطع ان لا يلبي لها أمرًا فهي اخته الصغرى ....تيتمت في سن صغير جدًا حتى أنها لم ترى والدتها فربتها اختها الكُبرى الجازي وأدارت المنزل بعد وفاة والدتها لم يتزوج والدها إلى هذا اليوم لذلك لا يستطيع ألا ينفذ لها طلبًا حينما تطلب......فهي تشبه والدته كثيرًا وعانت في صغرها ...فيريد أن يعوضها على ما فات!
.................................................. .................................
تحدث لها عن الأمر بهدوء.....وبرجاحة تفكيره اقنعها بالأمر ولكن
ما زالت تقول: ولكن يا يوسف شيخة ما زالت صغيرة توها عمرها سبعطعش ....
تحدث بهدوء وهو يحدق في وجهه زوجته: بو سلطان قال لي الزواج بعد الثانوية لتخرجت يعني.....الحين خاطره بس انه يحجزها لولده....ويتعرف الولد والبنت على بعض...في فترة الخطوبة وانا ما عندي مشكلة بهالأمر دام الولد براسة الزواج منها.....انتي اساليها وردّي لي خبر....
هزت رأسها : ان شاء الله....والله يكتب اللي فيه الخير......الليلة بكلمها.....والحين بدل ملابسك وانزل الغدا جاهز....
تحدث بهدوء: طيب ....
ثم نزلت ....للدور الارضي ونظرت لأبنتها وابنها سعود فتساءلت : ما جا ناصر؟
شخة وهي ترتشف الكثير من البيبسي: لا بعده....وواضح ابوي كارفة ...ومخليه يعض الارض.....
ام ناصر بتهكم: شالكلام هذا؟.....ما عمرك قلتي شي سنع....
تحدث اخيها سعود ليغيضها: ولا راح تقولك شي سنع بحياتها كلها....سيرتها الذاتية فقط للاشياء الغير سنعة ....
رمت عليه الخدادية منفعلة: كل تبن ولا تدخل....
ارتفع صوت والدتها: العقل زينة وانا امكم اهجدوا لا يجي ابوكم ويجلدكم اثنينكم...
ثم اشارت لابنتها: وانتي قومي عاونيني... على المطبخ....قومي....
نهض شيخة وسمعت همهمات اخيها بقول: يا زين شغالتنا الجديدة...
فركلت رجله لتجعله يصرخ: وجع......ولد...مو بنت ....
صرخت والدتها وهي في المطبخ: شيخووووووه .......تعاااالي....يلا
فسارعت خطواته بتأفف لناحيته....
ودخل ناصر المنزل القى السلام ورد عليه سعود
رمى نفسه على الاريكة متعبًا ومتسائلًا: تغديتوا؟
سعود بهدوء: لا لسى .......ومستحيل ناكل وانت منّك موجود تعرف قوانين امي...
ابتسم : الله يخليها لي يارب.....
سعود: آمين...
ثم همس لأخيه بقول: خالد يتصل عليك وقول ما ترد....
سعود تكتف بغضب: ولا راح ارد عليه.....
ناصر قبل ان ينهض اردف كلمته لترن في اذهان اخيه: تعوذ من ابليس مهما صار ...يبقى ولد عمك....وعمر الظفر ما يطلع من اللحم....
سعود نهض وربت على كتف اخيه: اترك عنك خالد وتعال نتغدى بس..
همس ناصر بضيق: الله يهدي النفوس....
.................................................. .................................
في تمام الساعة التاسعة والنصف
كانت تجول في غرفتها ذهابًا وإيابًا ، تشّد بطرف (روب )نومها على جسدها الذي بدأ يرتعش خوفًا من غيابها لهذا الوقت....ازدردت ريقها عدّت مرات لا تريد خُسرانها فهي خسرة الكثير ولا تمتلك الطاقة الكافية في تحمّل المزيد!...فركت يديها ببعضهما البعض ابعدت خصلات شعرها الكستنائي للوراء....ضربت على فخذيها بمحتاه بلغ منتهاها لتردف : فين رحتي يا نور؟
سمعت اغلاق باب الشقة فهرعت راكضة لترى من هو القادم وانصدم أمير حينما رآها بهذا الحال امسكها من اكتافها متسائِلًا بكل خوف: شوفي؟ فيكي شِي؟
ديانا بقلق: بنتي نور لهلأ ما إجيت ...وئلبي منُّو مطمن؟
امير تنفس، نور لن يهدأ لها بالًا إلا بعدما تتسبب في موت والدتها قبض على يده بقوة وحاول ألا يبيّن عصبيته من هذا الأمر المتكرر خاصةً في الأوان الأخيرة ...طبطب على اكتافها : اهدئي اكيد راحت مع صحباتها للشوبينق او...
قاطعته وهي تُشير إلى ساعة يدها الفضية: من الصبح لهلأ يعملوا شوبينق؟....أمير بتصل عليها وما بترد........بخاف البنت فيها شِي أنتّا بتعرف هيدا البلد وبهيك وئت شو بصير؟
سكت وحكّ طرف ذقنه ثم نظر إلى وجهها المتعب: طولي بالك.....ما راح يصير إلها أيّ شي....ارتاحي.....هلأ راح اتصل عليها ....
اتصل عليها تحت انظار والدتها ......التي اصبحت بِلا قلب.......ليس هذا يُعني أنها اصبحت قاسية لا ....بل قلبها تآكل من الآلام والحزن إلى أن تضاءل واصبح شيئًا صغيرًا لا يُرى......لم تجب عليه....فنهض ليردف لزوجته: ديانا حبيبي.....روحي نامي.....بكرا الصبح ....لا تنسي عندك موعد مع....
قاطعته بضيق وخوف: ما يهم....ئبل بدي شوف بنتي وبعدها بنام.....
انحنى ليقترب من وجهها العبوس رفع طرف وجهها بطرف اصابعه تحدث بهدوء: ما ينفع هيك...ديانا انتي تعبانة ومحتاجة كتير للراحة.....نور ....عم تعاندك .....عشان الشي التافه اللي صار بالصبّح.....روحي نامي وانا ما راح نام إلا لم اشوفها......( اقترب منها اكثر وشدّ على كفيها بيديه)بترجاكي....نامي ....ما فيني اخسرك ديانا.....ما فيني اخسرك ولا اخسر حتى نور.....
كأنها وبدأت تقتنع في الأمر...هزت رأسها ثم قالت: راح اغفي لي اشوي....بس تجي فيّئني ...
امير قبّل جبينها: لا تاكلي هم ......روحي ......
ابتسمت له وما إن ولّت بظهرها عنه حتى عبس بوجهه وشدّ على شعره مردفًا ما بين اسنانه: فينك يا زفت نور.....
ضرب بيديه بخفة على الجدار واخذ يتوعد ان يُلقّنها درسًا لو عادت وثبّتت شكوكه و ما يدور في عقله ، ستاتي ولكن بحال هو رسمه في عقله لذلك اراد من زوجته ان تخلد للنوم لكي لا تراها وتنفجع....بعد مرور نصف ساعة ذهب لغرفته نظر لزوجته انحنى وقبّل رأسها ...كانت تغط في سبات عميق....وضع اللحاف على جسدها ثم خرج واغلق الباب بخفة وذهب لغرفة نور اشعل الانوار ....واخذ ينظر لبعثرة ملابسها واشيائها الاخرى كالميك آب.....الأقلام....وحتى الدفاتر......عبس بوجهه غير راضي عن حالها هذا .....ولكن لن يكذب على نفسه فهي تجرعت الكثير لتصبح على ما هي عليه الآن.....ولكن هذا الشيء لا يبرر لأفعالها المتمرّدة لأنها نضجت واصبحت فتاة تبلغ من العمر عشرون سنة....وبدأ عقلها يُدرك الخير من الشر....جلس على طرف سريرها ...نظر لصورتها الموضوعه جانبًا على الكومدينة....كانت مبتسمة .....مبتهجة .....التقط لها هذه الصورة وهي فتاة ذات السابعة عشر من عمرها....التقط هذه الصورة بعد ان تقبلت وجوده في حيات والدتها!! اجل هي لم تتقبّل وجوده ابدًا وتشتاق لوالدها كثيرًا وللوطن الذي تنتمي إليه!!!رغم انها لم تعش فيه إلا ثمان سنوات فقط...ولكن الشعور لم يمت.....الضياع مستمر.....الوجهة هذه لا تُلائمها أبدًا ولكن اعتادت عليها بطريقتها التي تُخالف كُل القوانين والعادات والتقاليد وحتى التعاليم الشرعية! لذا الجميع منصدم لحالتها تلك!مسح بلطف على وجهها ثم أعاد الصورة في مكانها....تنهد بضيق....ثم نهض يجول في غرفتها ينظر إلى الأشياء بتحسّر....بتندم على حالها ولفت نظره علبة السجائر فسحبها من على الارض بعنف والقاها في القمامة وهو يسب ويشتم واقعها المُّر!
نظر لساعة يده مضت ساعة ....ولم تأتي!
بدأ يقلق حقيقةً ....ثم سحب هاتفه اتصل عليها لم تجيبها فشتمها!
خرج من الغرفة خشي من زوجته ان تفيق من نومها.....فتح باب غرفته بهدوء ورآها نائمة فاغلق الباب ...
وانفتح باب الشقة هنا....فهرع راكضًا لناحيتها....وامسكها من كتفها الأيمن .....وركض بخطواته واجبرها على ان تركض معه وما إن دخلا غرفتها فاغلق الباب....
وتفلتت من قبضة يده وجسدها يرتعش : leave me alone…......
ثم جلست على ركبتيها تبكي!ما زالت منهارة من أمر ترك توم لها؟ وجهها محمر للغاية عينيه منتفختين نوعًا ما وصوتها متحشرج!!!......
انحنت وهي تبكي بجنون: please……go away at me….......
جنّ جنونه، وبدأت الشكوك تحوم حوله اقترب منها ورفع رأسها إليه بقوة وتحدث بلهجة سعودية صارمة لعلها تفهمه .....فهي اجبرته على أن يتحدث تلك اللهجة التي كرها بسبب ما حدث له ولحبيبته!: شفيك؟.....شنو صاير؟....تكلمي.......
ابعدت يده عن وجهها : قلت لك اتركني لوحدي ومالك دخل فيني....
انهار بغضبه هنا وامسكها من اكتافها: لك انتي بنت ديانا........كيف ما يهمني؟.....نور.....شنو صاير لك......شو صار إلك......في احد تعرض لك......تحرش فيك...اغتـ...
قاطعته بغضب وانهيار: قلت لك مالك دخل.....وانقلع من وجهي....مالك...دخل فيني...
انهضها من على الارض بقوة يديه قربها منه وتحدث بجدية: تكلمي ليش جيتي متاخر؟.....وتبكين....وحالتك حالة؟....فهميني شو صاير إلك.....أمك ما فيها حيل لهيك أشياء يا نور...امك مريضة بتفهمي هيدا الشي ولا لا؟
اخرسها وصدمها في الآن نفسه حينما قال (امك مريضة)نزلت دموعها على خديها وصرخ في وجهها: تكلمي......انا عارف انتي وتوم بتحبو بعضكم.....ولكن اعرف توم ما يصلح لإلك......و...
قاطعته برجفة شفتيها: تركنا بعض......
تركها وتحدث بتهديد: نور.....اسمعيني.....وركزي معي......اللي تعمليه بخالف الشريعة الاسلامية وانتي مسلمة...
قاطعته بتذبذب: انا مسيحية....
انهار بغضب: وإزا؟...هيدا الشي ما يبرر افعالك السودة.......ما ابي اشوفك تدخنين.....تحبين؟....تمارسين الجـ...
قاطعته بصراخ: ما قد سويت هالشي واطلع برا.....اطلع ما ابي اشوفك....
اقترب منها وامسكها من ياقة بذلتها: ولو شفتك شاربه بس قليل من الخـ
دفعته عنها وهي تقول: مالك شغل فيني......انت وديانا تشربون لا تقنعني ما قد شربتوا.....
تحدث بغضب وعاد في امساكها بالطريقة المهينة!: اثبتي انك شفتينا نشرب هالسم اثبتي؟
صرخت في وجهه: اتركني ....وانقلع لحبيبتك.....ماراح اظل هنا....راح ارجع على بلدي......واترككم...ترتاحون مني...
ضحكت بسخرية : ههههههه بظني ابوكي راح يستقبلك بالاحضان....شوفي........
وانقلبت نبرته لخبث: ابوكي هو اللي تركك لأمك...لأنه كان يشك فيها كتير......وبيزن أنك منّك بنتوه ....ولا .....بدُّو يشوفكي حتى ......وامك اخذتك منُّو.....(اردف بسخرية )....لوين ئلتي بدك تروحي؟ئال ترجع للبلد ئال......
بكت هنا لتصرخ: هي خاينة.....كنت اسمعها تكلمك.........ابوي طلقها عشان هالشي....لا تنكر وتألف علي قصص
اقترب منها ونظر لعيناها المحمرتين: ليش ما تسألي حالك ......ليش ما يسأل عنّك طول هالسنين؟
تسارعت انفاسها ، واضطربت اعصابها لتنهار بضربه على صدره وهي تكرر: go out……..goooo out.....
ابعد يده عنها وتركها.....تجول في سم الحديث الذي دار بينهما، دارت حول نفسها بضياع ،شدّت على شعرها لتضج في نوبة بكاء هستيري ...سقطت على الارض .....لا تُريد أ تفهم ما هية شعور والدها تجاهها ...لا تُريد ان تسمع ما قاله أمير لها!!!لماذا قلبها متعلّق في ذلك المكان...ربما أي فتاة اخرى لو كانت مكانها لأعجبها الوضع....شعورها بالنقص.....يزداد يومًا عن يوم....وشعورها بالخيانة يقتل قلبها آلافًا من المرات....حتى الحُب الذي ستلده عمّ قريب......قُتل....وطُعن بآلاف من السكاكين والخناجر قبل ميعاده!.....كُّل شيء.....يحدث لها بالطريقة العكسية التي تفكر بها!.....لا تدري ما هو الخطأ في طريقة عيشها....تذبذب قاتل يُحيطها من كل جانب.... وربما عِنادًا لوالدتها تزداد رغبة العودة للديار....الذي لفظها بقسوته!....قوقعة نفسها في ظلام الغرفة رغم أنّ هناك نور قوي منبعث في أرجائها إلا انها ظلماء في نظرها وبسوداوية أفكارها !....احتضنت بكلتا يديها جسدها.....محتاجة للاحتضان....للهمسات الحانية....للصوت الشجي....لكلمة(يبه.....عمري بنتي الحلوة...امسحي دموعك)...تتوق نفسها للمشاعر الأبويّة....تلومه اشدّ اللؤم رغم انها تلذذت في دفء احضان والدتها ولكن هذا لم يُكفيها!....تُريد أن تراه لتسأله ويبرر لها لِم لم يتصالحا وعاشا زوجين سعيدين وعاشت هي في احضانهما!!!....تريد أن تفهم لماذا بعد مرور عشرون سنة لم تنساه.....قلبها معلّق بهِ....هل لأنه احسن معاملته معها؟....اعطاها حبًا لا يُنسى؟!....اغمضت عينيها شهقت ....وازدادت رجفات جسدها....
بينما هو كان خلف الباب يسمع صوت بكائها....ونوحها.....وشهقاتها المتتالية لم يهون عليه ذلك.....فهو من اكمل تربيتها....وساندها طوال حياتها....ففي قلبه مشاعر اخرى تجاهها...مشاعر تُشعره بالمسؤولية اتجاهها.....يحبها لن ينكر هذا....فهي ابنت محبوبته لم يتقبل وجودها كما هي لم تتقبل وجوده في بداية الأمر ولكن سريعًا ما دخلت قلبه ....اغمض عينيه....شهقاتها تخترق آذانه....يؤلمه ذلك وبشّدة....هي عاشت في وسط لا يرحم.....عاشت لفترة تُعاني من التنمّر بسبب لون عينيها المختلفتين اليُمنى ذات لون الازرق السماوي الفاتح كلون السماء وصفاوتها والاخرى اخضر فاتح كمروج الحقول الفاتنة!......هذا الأمر سببّ لها عقدةً في الظهور امام الناس....غير ذلك.....لم تكن محببه لدى الاطفال قبل في بداية قدومهم لهذا البلد لأنها لا تعرف من اللغة الانجليزية شيء....فالجميع بدأ يسخر منها حينما بدأت تتعلم وتنطق الاحرف والكلمات بلهجتها ....بلكنتها الخاصة......ولم تسلم من تعليقاتهم على لبسها ومظهرها الخارجي......هو من وقف معها آزرها ...وشجعها في الظهور أمامهم واكمال دراستها.......ساعد والدتها في النهوض وساعدها هي ايضًا!......لذا صوتها الآن يؤلمه .....يشعره بالندم....قسى عليها بالحديث....لكي تُشيح بنظرها عن المعزوم والدها!....التفت للباب....نظر للمقبض.....اغمض عينيه ودلف منه واغلقه بهدوء.... تقدم للأمام ما زالت على الارض ترتجف كالعصفور!....خائفة....متوترة من المجهول....تشهق ...تردد بصوت هامس تمتمات لا يعرف معناها مغمضة لعيناها ...ومستسلمة لنوبة البكاء....ينظر إليها بشفقة....يعلم أنها تعاني من جميع النواحي....عاطفيًا ...ومعنويًا وحتى جسديًا لم تنجح في العلاقات الاجتماعية .....ولم تنجح في علاقاتها العاطفية.....لذا الآن هي تدفع ثمن هذا الفشل.....ويعلم جيّدًا انها بحاجة ماسة إلى من يشد بيدها ليخطو معها للخروج من هذه القوقعة السوداء!....اقترب منها
فانحنى اغمض عينيه واخذ نفس عميقًا ، وضع يده على كتفها وازاحت نفسها بعيدًا عنه فجلس ورفع جسدها قليلًا عن الأرض كان ظهرها مقابلًا له فاحتضنها واخذت تتحرك بعشوائية تريد منه ان يتركها
همس في اذنها : اشششش......نور.....بليييز اهدي......ما فيه شي بيستاهل ....دموعك....حزنك وألمك.....اششش...
ضربت يديه تردف بكلمات متقطعة: اترركني......اتتتركني...
شد عليها اكثر واغمض عينيه وهو يردف بحزن: كان حلمي اكون أب.....لكن الله ما كتب لي هالشي....
ثم ابتسم وسط انهياراتها المتراكمة: ولكن عوضني بوجودك ......بحياتي.....عوضني اني اكون اب لشابة حلوة مثلك......
بكت اكثر ، هي في قناعة داخلية وتامة بانها ابشع مخلوق على وجه الكرة الارضية بسبب ما واجهته استسلمت ما بين يديه وطأطأت برأسها واخذت تبكي في حضن
مسح على شعرها بحنان ليردف: ما بتعرفي قد ايش يا نور....غيّرتي حياتي......للأفضل طبعًا.....عطيني فرصة افرجيكي ابوتي تجاهك....
تحركت بسرعة ، لتلتف حوله وتقابله وتعانقة بشدة همست له : خايفة
عقد حاجبيه، ممّ تخاف؟ولماذا اردفتها طبطب على ظهرها ومدّ رجليه ليسند ظهرها بفخذه مسح على رأسها مردفًا: ما في شي بخوّف أنا وامّك معك......وئبل كل شي الله معك.....نامي.....نامي نور...
لن تتنازل عن هذه اللحظات ، فهي بحاجة لهذا الحضن والدفء....هي بحاجة إلى شخص يخفف عنها آلامها العاطفية !!دفنت وجهها في صدره كتمت شهقاتها واغمضت عيناها واخذ أمير يغني لها اغنية شعبية ....تلك الاغنية الشعبية المشهورة لدى اللبنانيين لا يدري لماذا اختارها؟ ولماذا بدأ بلحنها البطيء والمائل للحزن مسح على رأسها : هيهات يا بو الزلف عيني يا موليّا.....لا تنكري أصلك لبنانيّة....مغرم بحبّ السمرة يا قرّة عيوني.....ما بفوتهن عالعمر مهما جافوني....ومهما قسوا بالأمر والبيض حبّوني...ما بميل نحو الشقر لو قطعو ديّا......
اخذ يكرر الكلمات ويلحنها بالطريقة المناسبة....لا يدري كم مضى على الوقت وهو يُغنيها ويكررها ......ولكن حينما شعر
بهدوء جسدها عن الارتعاش وانتظام انفاسها المضطربة ، نظر لوجهها وشحوبة بشرتها فعلم انها دخلت في سبات النوم العميق، ....قبّل جبينها وتنهد بضيق لحالها المرير....حملها ما بين يديه ثم وضعها على السرير والقى اللحاف عليها ليغطيها به.....خفف اضاءة الغرفة ثم خرج ليذهب لغرفته وينام!
.................................................. ................................
انتهى








 

رد مع اقتباس
قديم 06-09-2020, 09:04 PM   #8
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الثاني


البارت الثاني
.
.
.


صدمتها والدتها، عجنّت قلبها وفلقته إلى نصفين.....لم تستوعب حديثها الذي القتهُ عليها بابتسامتها وتفاؤلها.....كل ما تتذكره تلك الكلمات التي اصبحت كالسّم تتردد في مسامعها(يمه.....انتي كبرتي.....وصرتي تنخطبين مني....وكله اعيي لأنك بعدك صغيرة......بس الحين يمه.....خلاص.....ما ابي اظلمك....وما اقولك...سلطان ولد بو سلطان صديق ابوك....الروح بالروح.....يبيك على سنة الله ورسوله....لا انا ولا ابوك راح نغصبك على شي ما تبينه.....بس اشهد أنّ الرجال طيّب ذو خلق ودين...والكل يتمناه لبنته....فكري زين واستخيري....ولا تستحين يمه.....راح اسمع ردك بعدين تعالي لي وقوليه لي.....ولا تستعجلين بالرد تصبحين على خير)

.....ولم تنم....ولم تستطع التماسك أمام الأمر....ابن صديق ابيها المقرّب الأمر صعب هنا!....تحب والدها .....لا تريد أن تراه حزينًا....لا تريد ان تخذله!....لا تريد أن تكسر قلب ذلك المسكين...ولكن قلبها هي من يداوي جروحه!...ليس لها خيار....هم على معرفة وعلم أنها ستختار ما يريدونه!.....هي قريبة جدًا منوالدها ولم تكسره يومَا بكلمة......بكت هذا الطريق الوحيد للتنفيس عن توترها ......عليها ان تتزن في الاختيار إلا انّ ليس لها أي طريق للاختيار قط!.....هناك شيء يؤلم قلبها....يُرهقه.....ويتعبه.....الحُب.....الآن بدأ بالاستيقاظ من نومه.....هل تُعلنه ام تُخفيه وتتناسى وجوده!.....هل تخبره بالأمر...ام تصدمه في دفعةٍ واحدة؟!القت بنفسها على السرير.....حاولت الصمود وعدم التفكير بالأمر لتنام....ولم تنم!؟


في الصباح الباكر.....طرقت والدتها الباب عليها للاستيقاظ والاستعداد للمدرسة....ولكن هي في الواقع لم تنم كانت جالسة على السرير تحدّق في السقف وتفكر في حبها الأوّل والأخير!.....ما إن انفتح الباب حتى تظاهرت بالنوم
فقالت والدتها: شيخة.....شيخة يمه قومي....الساعة ست ونص قومي تجهزي للمدرسة ....ناصر اليوم بوديك السايق خليته يروح يشتري خبر وادري بيتأخر ما بيمديه يوصلك لأنه الوقت مضى والحين بتجي سبع إلا.....قومي.....تراه مستعجل وما يبيك تأخرينه....
نهضت ببطء لكي لا تثير الشك والظنون في فؤاد والدتها.....ثم نطقت بابتسامة باهتة: صباح الخير يا اجمل ام ....
ابتسمت في وجهها: صباح الخيرات يا اجمل بنت.....يلا قومي...وهااا شيخة.....لا تاخرين اخوك اعرفك.....الصبح يضرب عقلك وتحبين تعاندين الكل.....بس كيفك هذا ناصر....لا تعاندينه عشان .....لا يزعلك....من على الصبح....
ضحكت بخفة ، ثم نهضت من على السرير: طيب يمه....والله مالي خلق اليوم اعاند احد...راسي مصدّع....
فتحت والدتها الستائر لتتسلل اشعة الشمس لأرجاء الغرفة: انزلي اشربي حليب ...واعطيك حبة بنادول قبل لا تروحين المدرسة....
ثم رفعت صوتها بعدما اغلقت باب الحمام وخرجت لتمر بجانبه: ترى مريولك على السرير وعجلي...
ثم نزلت لتدخل المطبخ ، وتشعل النار لعمل القهوة العربية لزوجها!
نزل سعود ويحمل بيده كتابين ومفتاح سيارته دخل المطبخ ليصبح على وجه والدته: صباح الخير يا وجه الخير...
سكبت القهوة في الدلّة الخاصة ثم التفت على ابنها الذي انحنى ليقبّل رأسها ثم يدها: صباح الورد...اجلس افطر.....
اجابها بعجل: لا يمه.....وراي زحمة طريق....و ابي ....القى لي مكان للباركينق......
اشارت له : خلاص اجل يمه...روح الله يحفظك وانتبه لا تسرع......
قبّل رأسها من جديد ودخل ناصر هنا ليردف: ما تجهزت شيخه؟
خرج ناصر بعجل وسكبت في الكوب حليب وقدمته لناصر: إلا جالسة تجهز.....
ناصر تناول من يدها الكوب واخذ يرتشف منه ثم جلست والدته لتخبره بأمر الخطبة: ما قال لك ابوك عن ابو سلطان عمك....
قوّس حاجبيه : لا خير يمه....شصاير...
ابتسمت وابتهجت : بو سلطان يبي يخطب اختك لولده سلطان....
ناصر بصدمة: شيخوه؟.....يبي يخطب هالبزرة؟
عبست بوجهه قليلًا لتردف بعدها: ما رد البزر يكبر يا يمه.....واختك ما عادت صغيرة......
ناصر بعدم تقبل : طيب ودراستها؟
ام ناصر بهدوء: يبي بس خطبة رسمية والزواج بعد التخرج وتقدر تكمل دراستها....
ناصر بعدم اقتناع : الله يكتب لها اللي فيه خير...
ام ناصر بسعادة: آمين يا يمه.....وعقبال ما افرح فيك وفي اخوك...يارب...
تحدث : وينها هذي وراي شغل يمه...
ام ناصر نهضت لتستعجل ابنتها: الحين اناديها لك
اما هو اردف مبتسمًا: والله وكبرتي يا شيخوه....
ثم ارتشف منكوب الحليب
دخلت والدتها عليها وهي ترتدي الزي الرسمي للمدرسة فخجلت شيخه وهي تقول: يمه البس....
دخلت والدتها وهي تنزل الزي لتردف: الف مرة اقول لك ضيّق بشتري لك غيره....ما غير تحبين تترصرصين فيه....شوفي حتى مو عارفة تنزلينه ......الله لا يضيّق علينا....
شيخة رفعت شعرها وهي تردف: يمه مو ضيّق....
ام ناصر بطنز: او واضح لدرجة ينزل من على جسمك بسرعة.....
ثم انتبهت لشعرها المبلل: مجنونة غاسلة شعرك وبتروحين للمدرسة وتحت المكيفات...
شيخة سحبت مجفف الشعر وهي تردف بعجل: بجففه الحين....
ام ناصر بعصبية: ما راح يمديك اخوك مستعجل وراه شغل.....
شيخة بدأت بتجفيفة: بسرعة يمه والله بسرعة
ام ناصر بتذمر: استغفر الله بس...هذا اللي اقول....
ثم خرجت من الغرفة، وبقيت شيخة تفكر في الأمر ....من جديد....فطردت تلك الافكار واغلقت المجفف ورفعت شعرها .....ثم سحبت الحقيبة والعباءة من على السرير ونزلت ....لا تريد البقاء في غرفتها طويلًا لكي لا تجن دخلت المطبخ وهي تقول: جهزت....
ام ناصر بتعجب: بتقنعيني جففتي شعرك كله الحين....
شيخة بلا مبالاة : اهم شي جففت فوق....
ثم قالت: يمه عطيني الحبة ......
نهضت والدتها وهي تقول: راح يزيد مع مكيفات المدرسة ...وتعالي لي.....مرضي....
ناصر نهض : ليش اشفيها؟
شيخة بهدوء: مصدعة؟لأني ما نمت زين....
نظرت إليها والدتها وحدقت فيها طويلًا مع ابتسامة ثم اردفت شيخة لتقطع تفكيرها لتردف: لأني اذاكر عشان الاختبار الزفت....
ناصر لكزها بيده : يلا بسرعة طلعي.....لا تلطعيني انتظرك ساعة ثانية بالسيارة...
شيخة بعبوس: افففف طيب طيب...
ثم اخذت الدواء من والدتها وخرجت ووالتها تردف: طيب شربي حليب....لا تاخذيه على بطن فاضي...
شيخة : بشتري عصير من هناك لا تحاتين يمه......ادعي لي...
ثم خرجت
ام ناصر: الله يوفقكم يارب
.................................................. .................................
في نفس التوقيت ولكن في مكان آخر ، على عكس ذلك المنزل كان الهدوء مخيّم عليهم جميعًا ، كان جالسًا في الصالة يرتشف القليل من الشاي ويقرأ جريدة اليوم بتمعّن....ذهنه عالق ومنهمك في الاشغال والاعمال التي يزاولها...فهو رجل اعمال لن اقول مشهورًا بحد التعبير البحت....ولكن لهُ مكانته

واسمه.....عمل على نفسه ليصل إلى ما هو عليه لسنوات طويلة....ربما هو يختلف عن اخيه في أمور كثيرة ....وصارم في الحياة العملية والحياتية ! فبعد وفاة زوجته القريبة من قلبه....انهك باقي عمره في العمل واشغال تفكيره فيه!لم يتزوجها عن حُب....تزوجها استنادًا للعادات والتقاليد (ولد العم لبنت العم)ولكن احبها بعد ارتباطهما .....عشقها واصبح غير قادر على العيش دونها ....هو تزوجها واختها منيرة تزوجها اخيه يوسف!!....ولكن اخيه لم يرغب في هذا الزواج....كانت افكاره مختلفة كليًا

عنه...خاصة بعد البعثة التي ابتعثها في ذلك الوقت......ولكن بالأخير تقبلها!....وزالت المشاكل بينهما وتوّج هذا الزواج بانجاب ناصر....وسعود....وشيخة.....اما هو انجب من صيته....الجازي...ونوف وخالد وبندر....هم من جعلوه سعيد بحياته حتى بعد وفاة زوجته ملؤا المكان بدفء حديثهم وشغاوتهم التي لا تنتهي......انتبه لقدوم ابنه ...الذي تقدم إليه وانحنى ليقبّل رأسه
: صباح الخير يبه...
ابتسم وهو يهز رأسه: صباح الخيرات ....
جلس بالقرب منه وتساءل: نوف راحت المدرسة...
تحدث بهدوء: لا .....لا بندر نزل ولا هي.....واختك الجازي اليوم ما جات.....المسكينة تعبانة من الحمل....وانا مانكر اني تعبتها بحمل البيت...عشان كذا ابيك ....تروح لمكتب الخدم وتقدم على شغالة....
ابتسم لأبيه باحترام: اخيرًا يبه اقتنعت...
هز رأسه ليردف: نوف تدرس....وابيها تركز على الدراسة وما ابي اشغلها في امور البيت....تساعد بالخفيف.....ما نقول شي....بس البيت كبير ومحتاج وقت للتنظيف....وغيره....فخلاص وانا ابوك....لخلصت من شغلك لا تنسى روح وقدم على شغالة....
هز رأسه بقول: تامر أمر يبه
ثم نهض ابيه ليقول: انا رايح لشغلي...وروح جلّس اخوانك إذا هم نايمين....ما فيني حيل على صعدت الدرج....والصراخ من الصبح.....
وقف بهدوء: لا تاكل هم راح اصعد اشوفهم....(وبتردد) .....بس يبه ابي اكلمك في موضوع البعثة....
تحدث والده بعدما اخذ نفس عميق: نكلّم فيه بعدين ......روح شوف اخوانك
ثم خرج ابيه ، اما هو صعد للدور العلوي ....وبدأ بالطرق على باب اخته تحدث : نوف.....يا نوف....
لم تُجيبه ففتح الباب.....وكان حذر وقف جانبًا دون ان ينظر رفع صوته: نوف وش هالنوم؟
لم تجيبه فدلف الباب ورآها تغط في سبات عميق تقدم لناحيتها هزها من كتفها : نوف.....يا نوف....
اخرجت همهمات تنم عن انزعاجها ، ملّ من الأمر فرفع صوته اكثر: نووووووف.....
ففتحت عيناها وبدأت بالتذمر: ووجع .....
نهض من على السرير وهو يردف: قومي تجهزي للمدرسة الوقت تاخر....يلا...
نوف جلست على السرير ونظرت لوجه اخيها ثم قالت بجمود: خالد ما بداوم اليوم...
خالد بعصبية وحنق: وليش ان شاء الله وش فيك؟...مريضة؟.....ولا رجلك مكسورة....
نوف هزت رأسها ببرود: لا هذا ولا هذاك....مزاجي مو رايق للحصص أبد....
خالد سحب اللحاف بقوة وهو يردف: شكلك ناسية أنك ثثــ
ولم يكمل حتى أنه انصدم من كمية الشوكلاتات المخبئة تحت اللحاف والموضوعة جانبًا من على السرير قوّس شفتيه وعقد حاجبيه وهي انكمشت حول نفسها اشار لها: منو اللي شرا لك هذول ها؟؟؟ منو؟
نهضت من على السرير كالمقروصة اشارت له باصبعها: انا....بسسسس والله....والله....ما كلت واجدددد....
خالد بعصبية : نعنبو شرك ما تخافين على عمرك انتي انهبلتي؟....نسيتي جاك سكر من وراهم.....نوف.....انتي كبيرة....المفروض تفهمين وضعك ولا.....تاكلين هالاشياء اللي تزيد حالتك سوء....
نوف بملل وخوف في آن واحد نظرت إليه بطرف عينيها: وانت لا تحسسني اني.....آخر وحده بالعالم جاها سكر....طيب وفيني سكري.....يعني احرم نفسي....وربي ما آكلهم دفعة وحده.....بس أكلت كتكات واحد امس...و
قاطعها بصرخة: جبببببببب....شكلك نسيتي آخر مرة وش صار لك..
مرّ هنا بندر بجانب غرفة اخته ودخل وهو متعجب من صوت اخيه المرتفع تحدث: يا الله صباح خير....شفيكم....
بكت هنا نوف وذهبت لناحية بندر....
احتضن رأسها ونظر لأخيه وهو يقول: شفيك؟شصاير...
خالد اشار لسريرها: شوف وش تاكل من ورانا....وهي اكثر وحده تعرف حالتها الصحية......وشكلها نست النوبة اللي جلستها شهر في المستشفى.....
بندر مسح على ظهرها لتهدأ فهي تخاف من نوبة جنون اخيها خالد ودومًا ما تحمي نفسها بأخيها بندر اردف له: أهدأ خالد.......
ثم نظر لأخته: نوف.....ليش كذا...حنا ما نقول لك لا تاكلين ...بس لا كثرين منهم....وانتي شارية لك بسطه....
خالد تكتف بحنق: وحضرتها ما تبي تروح المدرسة عشان تبلع فيهم للظهر......
نوف بصوت باكي: ايش دراك انت اني باكلهم؟....بس تعبانة....انا....
خالد بصرخة: توك قلتي لي ما فيني شي؟
بندر اشار لأخيه : خالد لا تصارخ سمّعت الجيران صوتك....كل شي بالهدوء يصير...
التفتت عليها ليتساءل: شفيك تشكين من شي ؟....ليش ما تبين تداومين؟
بكت هنا اكثر ، وودّت فعلًا لو والدتها هنا تتواجد بينهما وتخرسهما ...تشعر بالاحراج.....والتوتر صرخت بانفجار: بطني يوجعني.....يعني لازم اشرح لكم اكثر شنو فيني....
ثم خرجت من الغرفة واحرجت اخوتها بالحديث هذا
فاشار بندر لأخيه: وأنت ما تعرف تكلمها إلا وانت تصارخ......لازم تفهم الجنس الثاني وكيف تتعامل معه....احرجتنا معها.....افففف العيشة معاك تقصر العمر والله......
ثم خرج من الغرفة وهي يقول: نوف.....نووووف تعالي...وانا اخوك...
اما خالد تمتم قائلًا: استغفر الله
ثم نزل للخروج من المنزل
اما هي دخلت الحمام واقفلت على نفسها الباب، طرق بندر الباب عليها اردف: نوف بلا بزارة انتي تعرفين اخوك....
نوف رفعت صوتها بانفعال: مسوي روحه يخاف علي ......وهو بس يبي يتضارب معي...
بندر ابتسم على تفكيرها : وربي خالد حنون ومن زود خوفه عليك يصارخ اخوك ما يعرف يعبّر عن مشاعرة مو مثلي.....انا نادر وانا اخوك...
مسحت دموعها وبلا مزاج : اننننن....نادر قال ....الي اعرفه انك بندر....
بندر ضرب الباب وهو يضحك:" ههههههههههه حلوة منّك بس لا تعيدينها....ويلا طلعي...
نوف فتحت الباب ووجهها محمر اردفت : ماني رايحة المدرسة وباكل الجلكسي......والباقي بخليهم للاسبوع الجاي لا انت ولا الزفت خالد تاكلون منهم....
بندر بجدية: عيب هذا اخوك يا نوف ومن زود المحبة والغلا اللي في قلبه صارخ عليك....وهو خايف عليك .....ولا تشوفيني هادي معك يعني صاف جنب اللي تسوينه.....ولو تموتين ما راح تاكلين غير الجلكسي والباقي بشيله ....وبرميه...
نوف رمشت بعيونها بتودد ورجاء: حرام....
بندر رفع حاجبيه ولينهي النقاش: خلاص انا آكلهم....
تمتمت بضيق: اففففف....
بندر ضربها بمزح على كفها: تجهزي يلا بوديك المدرسة.....
وشتت ناظريه ليردف بهدوء: اخذي مسكن وامورك بكون في السليم....انتي ثالث ثانوي يا نوف شدي حيلك عشان تدخلين الجامعة اللي تبينها والتخصص اللي تبينه....
نوف بلا حول ولا قوة: طيب انتظرني بلبس مريولي ...
بندر ابتسم بحب لها: بنتظرك بالصالة تحت....
اما هي ذهبت لغرفتها لتستعد للذهاب إلى المدرسة!
.................................................. .................................
لم تشاركهم في وجبة الافطار......خرجت على عجلٍ من امرها وهي تتجنب النظر لوجه....تشعر بالإحراج.....وبالضعف كلما تذكرت حديثه.....ضعفها في قبول ابوته التي يزعم بها.....وذهنها انشغل في كلمته التي تنّم انّ والدتها مريضة.....حضرت محاضرتها الأولى والثانية والآن الثانية والربع ظهرًا....ولديها وقت طويل لحضور المحاضرة الثالثة فجلست في (الكفاتيريا) فتحت حقيبتها ....حقيبة الظهر التي اعتادت على ان تشتري هذا النوع من الحقائب حتى بعد التخرج من المرحلة

الثانوية....اخرجت قلم فحم خاص للرسم.....ودفتر الرسم الخاص بها....فهي مجنونة في الصمت وعاشقة للاستماع لأغنيتها الصاخبة اثناء الرسم.....هذا الوضع يجبرها على ألا تفكر كثيرًا ....ألا تُسهب في التدقيق في نظرات الناس.....بدأت ترسم العين اولًا.....وبدأت تظللها ...وترسم التفاصيل من حولها إلى ان بدات ترسم الأنف ودقّته.....استوعبت انها ترسمه .....ولكن لم تتوقف.....ستكمل الرسمه....وستحاول ان تنجزها في هذا الوقت الضائع من حياتها.....ولكن توقفت حينما انصدمت أنّ هناك من قام بإبعاد السماعات عن آذانها رفعت رأسها وحدقت في وجهها لفترة


تعجبت ثم اردفت بالانجلزية: what do you want?
تحدثت الفتاة الشقراء بتعالي ، وبنظرات استحقار: This is my favorite place
لم تتعجب منها....وتعلم جيّدًا هذه الفتاة تعشق وتحب الخناق والتشاجر معها لذا اطالت الحديث :so?
ضربت الفتاة بيدها على الطاولة ثم قالت بوقاحة: you should go to another place
لم تماطل في الأمر جمّعت حاجاتها ووضعتها في حقيبتها على مهلٍ منها ثم اخذت علبة الماء فتحتها وقبل أن تغادر سكبتها على رأس الفتاة أمام انظار باقي الطلبة ثم اشارت لها وهي مبتسمة وتتجه للمخرج: bye my sweety
فاضت بالغيض بينما هي لم تعد الفتاة التي تسكت عن تلك المواقف...اصبحت عدوانية وتتلذذ في الرد على مثل هذه المواقف التافه ....خرجت من الجامعة ستتمشى في الفناء الخارجي إلى ان يحين موعد محاضرتها....جلست في زاوية بعيدة عن الناس .....واسندة ظهرها على الجدار...كان العشب نوعًا ما رطب فاغمضت عيناها متذمره: ohh shit


ولكن لم تدقق في الأمر فاخرجت الرسمة من جديد واسندتها على فخذيها وحاولت التركيز في اكمال التفاصيل....ولكن تمكنّت منها الرعشات والذكريات حول ما حدث بالأمس فنظرت لباقي الطلبة....هنا الكثير من مختلف الجنسيات ....العربية والغربية....فجامعة اكسفورد تضم ما بين جدرانها اعراقًا ، وجنسيات كثيرة ومختلفة.......وما زالت تحبذ الوحدة بينهم!!!...ابعدت خصلات شعرها عن

وجهها ....واخذت نفسًا عميقًا وبدأت في اكمال الرسمة ....مضت ساعة وهي ترسم.....اكملت رسم الوجه وبدأت ترسم التفاصيل الأخرى...كالشعر....الحاجب....الاذن...واخيرًا الذقن واللحية!.....تشعر بالرضى الآن...ابتسمت ونظرت لرسمتها بهدوء....ولم تنتبه للتصفير والاعجاب التي اتى من تلك الفتاة المزعجة كما اسمتها: اووووووه....نورة......الرسمة وايد حلوة......هذا حبيبج؟


دارت عيناها كالمغشي عليه ثم اردفت: لا هذا أمير...وبعدين اسمي نور مو نورة ....
شهقت البنت بقوة وسحبت الرسمة من يديها: هأأأأأ هذا ريّل امج.....يماااه يينن(يجنن)....
ثم جلست بالقرب من نور واعطتها الرسمة ثم اردفت بمزح: تتوسطين لي اتزوجه ...
فتحت نور عيناها بصدمة فضحكت الاخرى: امزح وياج يا معوده....
ثم اردفت بجدية: شخبارج اليوم؟....امس حسيت انج تعبانة او فيج شي...
ادخلت نور اغراضها كلها في الحقيبة وهمّت في المغادرة وهي تردف: بخير....
سحبتها من يدها : وين رايحة....ما يمدي ايي ابي اجلس معاج تروحين......
نور بملل: ايش فيك بعد يا إيلاف....


ايلاف ابتسمت عليها : ولهت عليج وحبيت اجلس معاج ما يصير يعني؟
اخذت نفس عميق وبللت شفتيها ثم جلست وهي تقول: تأقلمتي بالمعيشة هنا؟
ايلاف تنهدت بضيق: مو وايد بصراحة........ولحد الحين احس نفسي ضايعة ...
نور بشتات ذهن: من أي ناحية؟
ايلاف: الدراسية....والحياتية....يعني ما ادل كل الأماكن وما عندي صديقات لحد الحين.....فعندي نواقص بالسكن وما ادل وين اشتريهم....عارفة اكسفورد كلها عرب وهذا يساعد هذاك....والدنيا تمشي....بس تعرفيني ...خوافة ...وما اثق بالناس بسرعة....
ثم اردفت بصدق: زين اني وثقت فيج بعد....
نور ابتسمت بسخرية على حالهما ثم قالت: بتتعودين....يا ايلاف.....بس توك ما خذتي سنة....
ايلاف هزت رأسها: صاجة.....اذكر لم نقذتيني وودتيني لسكن الطالبات...ياربي حدي متفشلة من الريّال....بجيت عنده وتوهق فيني...
ضحكت نور على هذه الذكرى: ههههههههههههه عادي عادي...شفت ناس اعظم منك....
ايلاف سكتت ثم ردفت فجأة: زين متى بصير مثلج اكلّم بطلاقة في الانقلش....مثل ما انتي تعلمتي تتكلمين عربي ...جذيه.....
نور ضحكت هنا حتى أنّ عيناها بدأت تمطر دموعًا لا ارادية
ايلاف بتعجب: الحين شنو اللي يضحك...
نور اخذت نفس عميق: ههههههههههه....دايم تفاجئيني باسالتك.....انا اصولي عربية....
ايلاف بهدوء: عارفة بس امج ابنانية وعلى ما اظن ابوج بعد...وانتي تتكلمين خليجي.....
قاطعتها بهدوء وبنبرة مهتزة واوّل مرة تعترف بهذا الشي: ابوي سعودي.....بس ما عشت كثير في السعودية...
ايلاف شهقت: هأأأأأأأأأأأ حلفي؟
نور ضحكت على ردت فعلها: ههههههههههههه لا تموتين علينا ......اي هذا الصدق....
ايلاف كشت عليها بيدها: مالت....انزين كيف اتقنتي اللغة الانجليزية
نور نظرت لمن حولها: بالممارسة.....حاولي تكلمين حتى في السكن باللغة الانجليزية....
هزت راسها ايلاف: ان شاء الله
ثم اردفت: انزين عندج شي الحين؟
نور لا تريد البقاء اكثر معها ولكن لن تنكر أنها تشعر بالراحة في ظلّ هذه المعرفة: لا عندي بريك اربع ساعات...
ايلاف ابتسمت : مثلي......شرايج؟....نطلع من الجامعة نروح نفطر برا.....احس مليت من اليلسة اهنيه...
سكتت نور قليلًا ثم اردفت: اوك قومي....
ايلاف نهضت وهي تقول: بس شوفي ابيج توديني مطعم اسلامي....اخاف اكل بعد خنزير ولا شي....
فجأة سالتها بتردد: إلا صج نور أنا ملاحظة تلبسين صليب انتي مسيحية؟
نور بللت شفتيها واخذت تفكر بالأمر كثيرًا هي مسلمة ام مسيحية؟ ولكن مقتنعة انها : مسيحية.......انا على ديانة امي هي اللي ربتني....
قرأت علامات التعجب والاستفهامات فاردفت سريعًا وهي تمشي: لم تطلقت امي انا صغيرة فما رباني ابوي....عشان كذا...
قاطعتها وهي تمسك بيدها مبتسمة: فهمت فهمت......المهم الحين وديني على اقرب مطعم...
نور ، ابتسمت ولتفهمها للأمر ...هي الوحيدة التي لم تنظر لها بتعجب او استغراب لطريقة لبسها وعمل شعرها او حتى نسبها! : اوك....
بدآ بالمشي والتجوّل حول الجامعة وابتعدا عنها فهمست ايلاف: العرب هنا اكثر من سكان المدينة ...غزو البلد ...حسبي الله
ضحكت نور: ههههههههه
اكملت ايلاف وهي تنظر للشوارع:صدق من قال المدينة الحالمة.......صدق المعيشة غالية هنا.....بس يكفي انك تشوفين هالوجيه عشان تحسين بالانتماء....
نور بنبرة حزن: الكل يبي يحس بالانتماء عشان يقدر يتأقلم..... على المعيشة الجديدة هنا....المهم...وين تبين نروح....
ايلاف بحنق: الحين منو اللي يدل ويعرف الأماكن أنا ولا انتي...
ضحكت نور مرة اخرى: طيب لا تعصبين...
ثم اتجها إلى اقرب مطعم ، دخلا وهمست ايلاف بقول: متأكدة اسلامي؟
نور هزت رأسها وهي تردف: اوف كورس....
ثم جلسا على الطاولة، اشارت للنادل وطلبت لهما فقالت ايلاف: وش طلبتي لي؟
نور ابتسمت في وجهها: حابة اذوقك شي ......جديد....وحلال لا تخافين....تراني ما آكل لحم خنزير.....ولا...
بكذب: اشرب خمر....
ايلاف ابتسمت وابتهجت اساريرها: انزين.....تعالي.....ابي اسالك عن دكتور.....احس ما رتحت له....
نور باهتمام وضعت هاتفها جانبًا وهي تردف: شسمه؟
ايلاف مسحت على شعرها ولمته جانبًا : ديفيد......يدرس مادة عامة ....
هزت رأسها: اعرفه.....شوفي هو شديد اشوي....بس شرحه بصراحة حلو مرا....وفهمّك المادة غصب......وحاولي تذاكرين أوّل بأوّل وامورك بصير في السليم....
ايلاف هزت رأسها واتى النادل يضع الصحون أمامهم...
نور ابتسمت وطبطبت على يد ايلاف: ايلاف انتي متوترة لأنك طلعتي من مجتمع وجيتي لمجتمع ثاني....بس صدقيني.....راح تجاوزين هالشي....وحتى صعوبة الدراسة بتجاوزينها....
نظرت للصحن ثم اردفت: شكله يشهي....
نور ما زالت مبتسمة: ذوقيه.....
ايلاف بدأت بالتهام واوّل لقمةٍ منه فقالت: لذيذ
ثم اشارت لنور وبتردد ، تريد ان تفهم شيئًا: نور .....بسالج بس اتمنى ما كون متطفلة....بهالسؤال...
نور وهي تلتهم قطعة التشيز كيك!!: سالي.....
ايلاف حكّت انفها ثم اردفت: ما عندك صديقات؟....ملاحظة انّج كله تجلسين بروحج وعليج ملامح حزينة....
نور اجابت دون ان تنظر لها وهي تأكل من صحنها: عندي....بس في لندن.....وما نجتمع إلا في الاجازات....هنا زماله لا اقل ولا اكثر.....
ايلاف ابتسمت بهدوء واكملت الأكل ثم فجأة بدأت تقول: احس اني اشبهج...
نور نظرت لها بتعجب : كيف يعني؟
ايلاف شتت انظارها عنها واسندة ظهرها في ظهر الكرسي ، : امي وابوي منفصلين......الفرق اني اعيش بيت خالتي وانتي تعيشين عند امج...
لم تستطع مضغ القطعة التي في فاهها، هذا يُعني انّ ايلاف تعيش اسوأ ايّام حياتها بعيدًا عن والديها!! تحدثت هذه المرة بلطف: يعني ما تشوفين لا امك ولا ابوك....؟
ايلاف ابتسمت ابتسامة بلهاء تُداري بها تلك الدموع التي ترقرقت في عيناها: لا.....ابوي تزوّج ولهَا مع اخواني ومرته وكذلك امي......آخر مرة شفته فيها لم كلمته عن البعثة عشان يخلّص اوراقي واموري.....
نور تركت الملعقة وشّدت انتباها تلك الرجفة التي انتابت ايلاف: طيب مرتاحة مع خالتك؟
هزت رأسها بلا وفي صوتها نبرة بكاء صدمت بها نور: لا....عشان جذيه قررت اخذ بعثة وابتعد عنهم كلهم....
نور طبطبت على يدها لتهوّن عليها: تدرين ليش؟
نور باندماج وبغصة: ليش؟
ايلاف هنا نزلت دموعها ولم تستطع ان تكبح جموح مشاعر البكاء: لأنه زوج خالتي ....بدا يتحرش فيني وخفت.....يكبر الموضوع وبعدها ماحد يصدقني.....فقلت ايي اهنيه ادرس واعتمد على نفسي.....
نور ، صدمت......بل ضاق صدرها على حال إيلاف ظنت أنها فتاة غير مبالية تضحك بجنون....وكل شيء لديها....ولكن الأمر اصبح اسوأ منها بكثير طبطبت على يديها: وزين سويتي كذا....اهم شي ما قدر..
قاطعتها : لا......الحمد لله....
نور : طيب ابوك يرسل لك فلوس حاليا....
ايلاف هزت رأسها: أي وحتى امي....بس ما يتصلون علي....ما يسألون عني.....خالتي هي الوحيدة اللي تسال...وخايفة زوجها يعبي راسها بخرابيطه ويبعدها عني....
نور بلعت غصتها في الحديث لا تعرف كيف تهوّن على الناس اوجاعهم واحزانهم ولكن فاجأت ايلاف حينما نهضت....وبادرتها بالاحتضان...لفترة تجاوزت بها الدقيقة بسبب بكاء ايلاف المفاجأ حتى انها لفتت الانظار طبطبت على ظهرها ثم مسحت ايلاف دموعها فجأة وضحكت بخفة وهي تردف: هههههههههه ازعجتج.....ووصخت بدلتج بدموعي.....
نور ابتسمت هنا ، : لا يا ايلاف.....انا سعيدة اني عرفتك......صرتي تخففين عني اوجاع بحكيك.....
ثم نهضت وهي تقول: قومي خلينا نروح السوق....
ايلاف بتعجب: يمدي؟
نور ابتسمت : خلاص نسحب على محاضراتنا اليوم.....ونتمشى ونروح لندن....ونرجع....
ايلاف نهضت وسحبت حقيبتها: ما عندي مشكلة.......قدااااااام....يا معوده
ابتسمت لها الحياة مع تلك الفتاة التي شاركتها ورحبّت بتلك الصداقة ، قبلتها باحترام....لم ترفضها....ولن ترفضها فهي بحاجة إلى أُناس من حولها ....يشدون من ازرها تتحدث معهم وتخرج من قوقعة صمتها....ولكن بحدود....وبصعوبة!
.................................................. .................................
عادت للمنزل وتشعر بالرضى هذه المرة بعكس ما حدث لها بالأمس ستنسى طيفه وحبه ولمساته الحانية! ستنسى هذا الحُب ....وستبدأ حياة جديدة ومختلفة عما في السابق!اغلقت الباب والتفتت وهو يقول: ديانا جيـ
لم يكمل كلمته حتى ابتسم لها: هلا نور.....كيف يومك اليوم؟
ابتسمت له وهزت رأسها: it’s ok
تقدم لناحية الكنبات جلس وفي يده كوب شاي اخضر فتقدمت لناحيته وكان يراقبها في خطواتها الخجلة !وضعت الحقيبة على الكنبة فتحتها واخرجت الرسمة بتردد ...ثم مشت بخطوات بطيئة تجاهه وقدمت لهُ وهي تُعيد خصلة ناعمة خلف اذنها......حدّق فيها للحظات لم يفهم حركتها تلك فسحب الورقة بهدوء وذهل من الرسمة.....تطوّرت كثيرًا في هوايتها.....دقيقة تلك التفاصيل.....تشبه للحد الذي تستطيع أن تقول انها صورة ملتقطه من خلال الكاميرا ليس من خلال قلم ويد ترسمه!!!
خرجت عن صمتها تحت انذهاله وهي تقول: مِيرسي .....على كل شِي...
حدّق في عينها للحظات ابتسم ونهض ، ابتعدت خطوتين للوراء بحرج ....تشعر بالحرج من افعالها....وطيشها....وتخاف من القدر أن ينتشل هذه السعادة منها سريعًا.....ولكن أمير لم يمهلها باحتضانه لها .....ثم ابتعد عنها وهو سعيد بقبولها به مرةً اخرى: لا تشكريني على أيّ شِي أنتي بنتي وانا ملزوم اعمل لك هيك....
ثم اردف: اتطورتي كتير بالرسم.....راح افتح لك مرسم خاص لإلك.....وتبيعي لوحاتك فيه....
قاطعته بهدوء: لالا.....احس بدري على هالشي....
تعجب وهو يشير للرسمة: كيف بدري؟....وانتي رسمتيني بهالدقة.....بس اخلص من شغلي راح افتح لك اياه ....وهلأ روحي ارتاحي.....
هزت رأسها ثم سحبت حقيبتها ومشت وانفتح الباب دخلت ديانا ابتسمت لأبنتها ولم تناقشها لأمر تغيبها بالأمس فأمير شرحه لها الأمر وسكتت وبادرت نور بتلك الابتسامة ثم دخلت الغرفة
ذهبت لناحية زوجها قبلته سريعًا وابتسم لها بلطف وقدم لها الرسمة فذهلت : مين رسمها؟
أمير بفخر كبير واعتزاز: نور بنتك.......
ديانا بسعادة: نور.....كتير بجنن...
ثم رفعت صوتها : نور...دخيل الله رسميني كمان أنا....ولا ما استاهل....؟
كانت ترتدي ملابسها سمعت والدتها فرفعت صوتها وهي تقول: تمام ماما.....راح ارسمك باليل....
ثم التفتت ديانا على زوجها بتفاؤل: واضح كلامك معها بالأمس راح يغيّر اشياء كتير....
أمير هز رأسه برضى ثم اطرق متذكرًا: شو اعملتي بالموعد؟
ديانا وضعت الرسمة على الطاولة التي أمامها: ما فيه تطوّر.....ووضعي الصحي تمام.....وراح استمر على العلاج...
امير مسك يديها وشد عليهما وقبلهما بلطف: ربي لا يحرمني منكي.....ديانا ...نور لازم تعرف....
ديانا برفض تام ،عبست بوجهها وهمست له: لالا.....ما بدي تشوّش من جديد.......وانا بخير......وما بحتاج حتى لجلسات كيماوي....لا تخاف انا حريصة على العلاج....
أمير تنهد بضيق ثم اردف: اوك.....في شغلة مهمة لازم اخبرك ايّاها....
ديانا بخوف: شوفي؟
أمير اسند ظهره للوراء ، الأمر خارج إرادته.....ويبدو أنّ هناك فخ حُفر له لإيقاعه : لازم اطلع على لبنان.....
شعرت بضيق، وكتمه قوست حاجبيها: ليش؟
أمير بجدية: شريكتي هونيك عم تنهار......واللي عرفتوه فيه خونه من رجالي....لازم روح ابيعها وانئل كل اموالي هون.....ما بدي مشاكل....مع حدا....فلازم روح....ويمكن اطوّل....
ديانا ضاق تنفسها: تطوّل كمان؟
امير اردف: اسبوع اسبوعين هيك شي....
نهضت ديانا وارتفع صوتها بانفعال: لالا......بترجاك لا تروح......ما فيني اعيش يوم واحد بدون وجودك....أمير.....خلص ئول للموكل بتاعك يعمل اللي راح تعملوه انتّا.....
نهض امير وامسكها من اكتافها: هدي ديانا.....ما فيه شي يستحئق حتى توتري مشانوه......
خرجت نور هنا ونظرت لهما بتعجب تحدث بتردد: what happen?
حكّت ديانا جبينها بتوتر أما أمير شتت نظراته عنهما
فنطقت سريعًا ديانا: خلاص اروح معك..
امير بعصبية: ونور مين يجلس معها هون؟
نور نظرت لهما بتعجب
ديانا بانفعال: تاخذ اجازة مرضية للمدة اللي انتّا بدّك اياها ونروح سوا...
نور تقدمت لناحيتهما: نروح لوين؟
ديانا وأمير بصوت واحد وبعفوية اردفا : لبنان...
تعجبت من انفعالهما واصبح كلًّا منهما ينظر للأخر ولكن حزمت الأمر بابتسامتها وهي تردف: الله......عاد من الله انا ابي اسافر...
أمير مسح على رأسه وبتردد: خلاص جهزوا الاغراض....بكرا راح نسافر.....وراح اكتب خطاب صحي مزوّر لإلك يا نور وراح أأدموه (اقدمه)للجامعة
(نقزت) بسعادة تعجب منها الاثنين: yeeeeeeees
حينما شعرت بنظراتهما حكّت رقبتها بحرج ثم اردفت: مليت من بريطانيا....واي دولة اجنبية.......يعني اقصد....متحمسة اني اشوف....المكان اللي انولدتوا فيه...
عبست بوجهها ديانا ثم جلست وهي تردف لأمير : خليهم ينظفوا الفيلا.....
امير بهدوء: تمام......راح روح اجهز كل شي
جلست نور بالقرب من والدتها بتعجب: عنده فيلا؟وحنا عايشين بشقة اجار....
ديانا تحدثت هنا بهدوء: منو قالك عايشين بأجار....هالعمارة نصها لي ونصها له....
تعجبت نور وانخرست يبدو انها لا تعرف الكثير عن حياتهما سكتت ثم نهضت ديانا وهي تقول: اكيد جايعة ...بقوم اسوي لك اكل...
نهضت نور وهي تردف لتنهي الأمر: لا ماما...اصلا كلت....بروح انام احس تعبانة اشوي...
ديانا هزت رأسها: وانا كمان بدي اغفي اشوي....
.................................................. .................................
كان في سيارته ، الأمر بدأ بالتعقيد....لم يظن أنّ الأمور ستؤول إلى ما هي عليه الآن يريد الخلاص من الأمر ولكن الواقع مُّر ومُشين! اتصل عليه تحدث معه : راح اطلع على لبنان.....بدي شوفك حتى نخلص من هي السيرة .....وننهي الصفقة اللي خدعتوني فيها....
كان جالس على مكتبة الاستقراطي الفخم نفث الدخان من فمه تحدث باللغة الاسبانية_(مترجم): فمن المستحيل مقابلتك أمير...
ضرب امير على مقود السيارة : بظن تعرف تحكي عربي....وتاني شي...انتَّا خدعتني وانا ما فيني اعمل اللي ئلتلي (قلت لي) عليه.....انا شغلي كلوه نظيف....وما بدي اوسّخ مالي وعائلتي بهيك اشياء....
توقف عن التدخين : تزكر العئد الأول اللي وئعت (وقعت) عليه.....هزا أول شاحنة طلعت على بيروت باسمك......يعني انتَّا بلّشت شغل معنا...من اول توئيع على الورق......
عصب أمير وبدأ بسبه وشتمه فقال الآخر: ما فيه مجال للهروب...أمير....كل اللي بدنا منّك .....تسهّل أمور التهريب على لندن بس.....وإزا رفضت.....أنا اسف مضطر افرجيك وجهي الجديد
ثم اغلق الخط في وجهه، ورمى الآخر هاتفه على المقعد الجانبي اخذ يسب ويشتم هذه الصفقة ، وغباؤه.....كيف لم يفهم الأمر....كيف...؟.....ماذا يفعل....الأمور بدأت بالتعقيد اكثر فاكثر وخشى على عائلته منهم....كل ما يشعر به بالعجز....والاحباط.....عليه ان يتزّن.....في افكاره قبل فوات الأوان....حدّق في الطريق وبدأ يقود سيارته.....من أمام العمارة!


انتهى









 

رد مع اقتباس
قديم 06-09-2020, 09:08 PM   #9
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الثالث


البارت الثالث

ارسل لها رسالته التي تحمل في طياتها لحنًا من الشوق والعتاب كانت تقرأ كلماته ببطء وبتمعّن وعيناها مليئتين بالدموع ، ثم فاجأها بإرسال
(اخبارك؟)
(مشتاق لك موت)
فكّرت بإغلاق برنامج التواصل الإجتماعي الوات ساب دون أن ترد عليه ولكن هي بحاجة إليه ايضًا! تشعر بالخوف ...والرهبة من الأمر التي تمّر فيه وتتذوّق مرارة عجزها!؟فعدم القدرة على اتخاذ القرار لا يعني أنّك لم تقم بالاختيار في قرارت نفسك بل يُعني عدم الإقتناع فيه!!!
فهي غير مقتنعة في التخلّي عن هذا الحُب....تريد أن تنمو جذوره وتُسقى اكثر ليثمر دون ان يموت باليُبس والبؤس اللئيم! اجابته ويداها ترجفان
(بخير)
(أنت اخبارك؟)
كانت تنظر للشاشة بترقب لرده ولكنه اطال الرّد ، فتنهدت بضيق واغمضت عيناها بشتات الأمر ، ولكن فاجأها باتصاله فترددت في ان تُجيبه إن اجابت فسيفهم الأمر سريعًا من نبرت صوتها ...
ازدردت ريقها ثم قالت: هلا بندر
وضع كوب الهقوة التركية على طاولته الجانبية من الغرفة جلس على الكرسي : لا كان رديتي وينك فيه؟ لهالدرجة الاختبارات اهم مني؟ وتراها اختبارات شهرية بعد مو نهائية عشان تختفين عني كذا....

بللت شفتيها ثم اردفت بضيق: ما تبيني انجح؟ يعني.....كيف الناس ينجحون؟ مو يجمعّون درجات في الشهري وشي طبيعي لازم اذاكر ونبتعد عن بعض عشان نركز ....
لم يخفى عليه نبرتها الغير متزنة والمائلة للحزن تساءل: شيخة فيك شي؟

سريعًا اجابت لا تريد أن تُفسد هذه المكالمة بالواقع تريد أن تستلذ بهذا الشوق والحب : ارهاق المذاكرة والسهر....لا اكثر...
بندر بمزح وغرور: لا تفكرين فيني واجد عشان لا تعبين...

ضحكت بخفة: ههههههه ابو ثقتك يا شيخ...
بندر يمثل العصبية: لا تسبين اقول.....
ثم لانَ صوته ليردف: ترا ما مشت علي....قولي لي وش مزعلك....
هي غير مستعدة في أن تُثير الحرب بكلماتها ليبتعدا هكذا فجأة لذا قالت بحب: مشتاقة لك........بندر ....متى يجي اليوم اللي نجتمع فيه ......متى نعلن هالحب للجميع .....بدون خوف....بدون تردد....متى.....
بندر ابتسم لكلماتها تنهد : قريب.....السنة هذي آخر سنة لي في الجامعة وبس بتخرج بكلم ابوي بالموضوع.......صدقيني شيخة.....راح نكون لبعض...وما بفرقنا إلا الموت....

ترقرقت عيناها ، تشعر بالخوف من هذا الأمر ....تشعر أنها لن تستطع أن تُنهي تلك القصة التي بدآها لها والديها! همست بحشرجت صوتها: ان شاء الله....

بندر قوّس حاجبيه: تبكين؟.....(ثم اردف بجدية)...شيخوه خلصي علي شفيك اليوم.....والله غريب صوتك...وحتى كلماتك......من متى هالحزن وانا اعرفك كلك ازعاج.......وصراخ.....وما فيك رومنسية بعد...
بكت هنا وضحكت في الآن نفسه وهي تردف: حقيررررر....ههههههههه..(شهقة ببكاء ثم تلتها بضحكة)..ههههههههه.....اجل كيف عرفتني اني احبك؟

بندر انتبه لشهقة البكاء التي في صوتها الممزوجة بالضحك ولكن قال: قلبي دليلي يا شيخوه.....والحين اقسم لك بالله لو ما قلتي ايش السبب اللي بكاك....بجي بيتكم .....وبوقف عند نافذة غرفتك....

مسحت دموعها هنا واخذت نفسًا عميقًا تحدثت بسخرية: ها ها ها .....عشان ناصر وسعود يعلقونك على باب البيت عبرة لمن لا يعتبر....اهدى قيس بن ملوّح....ولا تكثر حن وزن......انا صايرة حساسة هالليام من الاختبارات... لاعبة في نفسيتي الله ياخذ المدعسة

ضحك هنا لأنها تحدثت بالطريقة التي اعتاد عليها ثم همس: احب جنانك ايوا الحين اقدر اسولف معك رجعي طبيعية.....
مسحت انفها سريعًا ابتسمت ستعيش هذه اللحظات رغم أنه سيلومها عليها فيما بعد ولكن لا يهم الآن تحدثت : لا وين نسولف.....انقلع نام...وراي مذاكرة....
بندر بتعجب نظر إلى ساعة يده: شالمذاكرة اللي بنص الليل خبري الناس اتراجع......بهالوقت...
مسحت على شعرها ونهضت من على السرير: عاد انا غير الناس ولا عندك مشكلة في هالشي....
بندر بتحذير: شيخوه....انتبهي ترسبين اقسم بالله...
قاطعته بانفعال: فال الله ولا فالك.....يا شين كلامك ذا....وش ارسب....علي مادة دين....سهلة والأستاذة مأشرتها.....بيمديني....بس انت سكر...وفكني....وعلى قولتك كله اختبار شهري بو عشر درجات...
بندر بلل شفتيه واردف: وانا وش يفكني من اشتياقي لك بعد ما اسكر....
شيخة بخبال : خلاص لا تسكر بحط جوالي على جنب اذاكر واسمع صوتي....يا عنتر.....
بندر بضحكة: ههههههههههههههههههههههههههههه فيك إعاقة في المشاعر أنتي....
شيخة بتذمر: لم مثّلت عليك دور العاشقة الولهانة ما عجبك وصرت تشكك فيني شي...ولم كلمتك بطبيعتي على قولتك صار فيني إعاقة ...ما عرفت لك ترا؟
بندر مستمر في الضحك على اسلوبها وطريقة حديثها: ههههههههههههههههه انا ابيك في النص.....المهم روحي ذاكري.....وحاولي تروحين وانتي نايمة على الاقل ساعة.....

شيخة بنبرة هادئة: بحاول اخلّص بدري....يلا عاد سكر....
بندر بعناد: سكري انتي.....
شيخة ضحكت بخفة: هههههه احبك بندروه.......اكلمك بكرا تصبح على خير...
ضحك بخفة على اسلوبها: هههههههههه انا اكثر شيخوه.......وانتي من اهل الخير...
ثم اغلق الخط ، وبدأت تفكر ....هي لا تستطيع أن تضحي بهذا الحُب هكذا دون سابق انذار!....سترفضه....ستخبر والدتها بردها .....وسينتهي الأمر....سيزعل والدها منها ....ولكن بالأخير سيرضى....ولكن حينما توافق هي من سيجبر قلبها الكسير؟ومن سيجمع شتات روحها !....هكذا قررت ...ثم امسكت بكتابها لتبدأ بالمذاكرة فالحديث معه ......مدها بالقوة......واعطاها القرار النهائي....بعد أن تأكدت أنها على غير استعداد في لفظ حبها المزعوم!
.................................................. .................................
لن تنسى قساوة والدها عليها، لن تنسى الذّل والإهانة اجبراهما على الفراق بسبب خلافاتهما السخيفة التي وُلِدت فجأة بينهما ! الأخ اصبح عدوًا
لأخيه....وتفرعّت الخلافات بينهما بقطع جذورها كُّليًا من موقعها الأصلي! فزادت الكراهية وزادت المسافات بينهما .....وانفصلا....حتى فلقا قلبها
بقراره الذي اثمر لها الضياع!....ولكن مرّت تلك الأيام المليئة بالمتاعب والصعاب وها هي الآن تنام في حضنه وفي دفئ حبه.....لن تنكر
اشتاقت لذلك الحي الذي احتفظ بذكرياتها ....وبطيش افعالها...وحتى حبها....حي الروشة....حمل ما بين طياته الكثير من الأحلام والآمال....لا
تريد الآن تدخله لكي لا تتذكر تلك الانكسارات والصرخات المترددة في زواياه اللامحدودة!.
...حينما تصل لا تريد ان تراه ولكن ستنجبر على رؤيته تعلم ذلك جيدًا! شدّت على حقيبتها بعدما شعرت بالاقلاع فمنذ فترة طويلة لم تقم بالسفر وتخاف من الأمر هذا !
فشدّ على يدها امير وانحنى ليهمس في اذنها: خذي نفس عميق....ما راح يصير شي....
ثم طبطب على يدها كانت مغمضة للعينين متوترة للغاية هزت رأسها برضى.....
بينما ابنتهما كانت على الجانب الآخر لهما منشغلة في الرسم ....ومستمعة لموسيقتها الصاخبة!
ولكن لم يكن الصوت عالٍ لكي لا تزعج بقية الرّكاب....كانت ترسم وجه والدتها بتمعن وبحب......قلبها يرفرف بالسعادة وهي مرحبه بهذا
الأمر....تشعر انها بدأت تنسلخ من اوهامها....وسراب صرخات والدها في ذلك اليوم!!!!
كانت طفلة تتسلل من غرفتها على صوتهما وتوبيخ والدها لوالدتها تنظر من خلف الباب بحذر تراه يصفعها على وجهها لتسقط على الارض باكية يتلفظ بأشنع الالفاظ يركلها ، يسحبها من شعرها لدورة المياة ....وهنا الكارثة ارتفع صوت والدها بصراخ وجنون مما جعل زوجته الأولى
بالتدخّل ....لا تدري ما هية الدم الخارج من تحت والدتها حينما دخلت ورأتها تتلوّى ألمًا على أرضية الخلاء....تبكي.....تنتحب....ولكن فجأة سمعت الزوجة الأولى تقول: اتصل على الاسعاف....

رفعت وجهها ونظرت لأمير الذي مدّ يده ليقدم لها علبة العصير ابتسمت واخذته منه هامسة: ميرسي...
ابتسم لها ، وسهبت في الرسمة......وصوت والدتها يزداد بالأنين....تبكي وتصرخ وتحرك رجليها بعشوائية والدم ...ينساب من تحتها بلا
توقف....فاجأة يد خبأت عيناها عن هذا المنظر وابعدتها عن المكان ليقل الأنين والبكاء......ويكن آخر مشهدٍ لها رأته لوالدتها على هذا النحو من الألم!
ابتسمت حينما بدأت ترسم الحاجبين ، وتذكرت حينما تعصب والدتها حاجبها الأيسر يتقوس اكثر من حاجبها الأيمن هكذا لا ارادي!

فيبدو شكلها مضحكًا بالنسبة إليها ....نور ادركت خلال هذه الأيّام أنّ الحياة جميلة....ولكن لا بد ان نعطي فرصة لأنفسنا لنرى جمالها وننسى الماضي بما فيه من احزان للعيش بسلام..... انهت الحاجبان ثم اسندت رأسها للوراء تريد ان تغفو قليلًا .....فالتعب تمكن منها ! فاستسلمت لرغبة النوم...

بينما أمير دخل في دوامة التفكير.....فكّر كيف سينجو من تلك العصابة .....كيف؟....تنهد....بضيق....نظر لزوجته وإلى نور...بخوف يخشى عليهم من الأمر هذا......يخشى أن يمسهم سوء بسببه.....فلو حدث لهما شيء لن يسامح نفسه طوال حياته !!...حاول ان يفكر باتزان طيلة الرحلة....وحاول أن يُجمع شتات عقله ...لكي يتعامل مع الأمر بمنطقية!

مضت الخمس ساعات بقلق ولم يستطع حتى أن يغفو لدقائق معدودة وصلا إلى مطار بيروت وقبل ان يصلا في خلال تلك الربع ساعة ارسل رسالة لصاحبة الذي انقطع عن رؤيته لسنوات عديدة واشتاق إليه فيعلم أنه هناك ينتظره الآن وأتى لرؤيته واستقباله! جلست ديانا وكذلك نور حملا حقيبتهما اليدوية ونزلا من الطائرة....مشى معهم وهو يحتضن بيده اليمنى زوجته واليسرى نور....انتظرا أمتعتهم في الوصول وما إن وصلا اكملا المشي ورأى شابًا جميلًا رغم كبر سنه وبياض شعره يلوّح بيده عقدت ديانا حاجبيها وهمست: دانيال؟

شدّ على يدها ليطمئنها،ونور ظنّت هذا الرجل يصبح إحدى افراد عائلة نور وأمير كونهما ابناء عمومة!!
اقتربا امير من صاحبه واحتضنا لفترة واخذ كلًّا منهما يطبطب على ظهر الآخر فدمعت عين ديانا....وكذلك نور....حينما رآ عيونهما التي ترقرقت بالدموع
ابتعد دانيال وهو ينظر لوجه صاحبه: يا الله شو مضى وئت طويل على هالشوفي....
ثم احضتنه من جديد وابتعد ليردف: طمني عليك؟
أمير ابتسم له وشدّ على اكتافه: بخير الحمد لله....
ثم التفت على ديانا ....ابتسمت في وجهه واحتضنها بخفة ثم ابتعد سريعًا وهو يقول: اخبارك ديانا؟
هزت رأسها برضى: بخير....انتّا كيفك؟
دانيال: نحمد لله...
ثم نظر للنور بتعجب، ففهم أمير تلك الإشار وقال: بنتنا...
ثم حكّ جبينه ليردف: بنت ديانا...
فهم دانيال فهو يعلم بالقصة ...كلها....تقريبًا....ولأنها محرجة منه فقط مدّ يده ليصافحها دون ان يحتضنها فقال: كيفك يا ئمر؟
نور احمرّت وجنتها ابتسمت له: بخير...
أمير بتعب: شو راح نظل هون وائفين(واقفين)...وصلنا على الفلا.....دانيال.....
دانيال سحب الحقيبة من يد أمير: يلا يلا....ما تغيرت كله بتستعجلنا....

نور ضحكت بخفة ووالدتها قربتها من جانبها الأيمن وهي تبتسم، وبعد ان ركبا السيارة اخذ يتحدث دانيال سريعًا عن التغيرات التي طرأت على بيروت وحي الروشة ولبنان بأكملها!....وكانت ديانا تستمع إليه وقلبها يقرع طبولًا من الإشتياق والخوف بينما نور كانت مسندة رأسها على صدر والدتها مُتعبة تريد النوم وكانت تشعر بتوتر والدتها وتسمع نبضات قلبها المزعجة!....أما أمير ينظر للشوارع التي اكدّت له صحة حديث دانيال...عن التغيرات التي حصلت....مضى وقت طويل...وجدًا....وقاسي عليه وعلى معشوقته!
دخلا الحي....واضطربت انفاسها.....وترقرقت عيناها بالدموع وحُبِست في محجرعينَيها.....ازدردت ريقها اخذت تنظر بدقة لمن حولها ....لفتت نظرها تلك الشجرة الجانبية .....فهناك الكثير من الذكريات.....هناك أوّل قبلةٍ لها....وآخر احتضانٍ عبرّا فيه عن شعورهما بالفراق.....لم يكن حولها بيوت كثيرة.....كانت في الماضي ما هي إلا معزل عن الناس والآن الناس اجتمعا حولها وافسدا منظرها البرّاق!!!

وقف أمام فلة أمير.....التي اشتراها واعتزل نفسه فيها بعد زواج ديانا....بسنتين!.اعتزل والديه والعائلة ولكن لم يستطع أن يخرج من الحي الذي يجمعهم فيه....ولكن لا اهله يدخلون عليه ولا هو يدخل عليهم....كان شعوره بدونها كالجسد بِلا روح...وكالرجل الضائع في الصحراء بلا مؤونة وبلا ماء يُساند عظامه للنهوض!
نزلا من السيارة واخذ نسيم الهواء البارد يخترق قلبهما لينتفضا من ذكريات الماضي!.....شدّت ديانا على ابنتها وهي تقول: راح ادخل...
دانيال تحدث لأمير: كل شي نزّيف(نظيف).....وفيه خادمة عم بتحضر لإلكوم الأكل....(ومد له مفتاح السيارة)....وهايده مفتاح سيارتك......خذها......
اخذها امير ثم نظر للناس اردف بتحسر: كل شي تغيّر....
دانيال فهم هذه النبرة طبطب على كتفه: وكل شي بيتعوّض امير...
ضحك بسخرية فبعد تلك المتاهات التي ظهرت مؤخرًا لن يستطع أن يُصلح العود المكسور!: ان شاء الله...
ثم اطرق متسائلًا: بيّي نزل على المصيطبة...
دانيال شتت ناظريه عنه: نحكي بعدين في هالموزوع.....
أمير تكتف اغمض عينيه ثم فتحمها وهو يقول: بعرف هو وعمي اتصالحوا.....وعم يعيشوا بالئصر(القصر) مع بعضهم...
ثم ضحك: شي بيضحك والله
دانيال طبطب على كتفه : ابوها لديانا....كتير تعبان.....وحتى من شدّت تعبو ما بيئدر يئوم ووئف (يقوم ووقف)...على رجليه....لهيك بيّك...اتصالح معوه وجبروه على العيشة معوه...خاصة بعد وفاة مرتو....وبيتمنى يشوف بنتو...
أمير بهدوء: حكيت معها بهيدا الشي...ورافضة كليّا من انها تشوفو....على العموم
صافحه وشدّ على يده وهو يقول: دانيال مشكور على كل شي....وما بدي اعزبك (اعذبك) اكثر.....ميرسي....
دانيال ضربه على كتفه بخفة: شو هالحكي هاد....حِنّا اخوة.....وما بينا ....شكر....وهيدا الكلام....وهلأ ادخل بيتك ...ريّح...ولا تشغل بالك...

هز أمير رأسه وابتسم وانصرف دانيال ماشيًا لناحية منزله القريب من هنا!
دخلا امير ونظر إلى زوجته ونور الواضعة رأسها في حضن والدتها رفع حاجبه وهو يقول: الغِرف مليانه المكان.....نور ئومي أيّ غرفة ونامي فيها.....وكمان انتي ئومي.....
نور وهي مغمضة لعيناها: ما فيني حيل اقوم ....جسمي تكسر خلاص....
ابتسم أمير وتحدث بلهجة سعودية مكسرة قليلًا: تبين احملك؟
نور اشارت له وهي ما زالت مغمضة لعيناها : تسوي فيني خير....بس اخاف(وفتحت عيناها ونظرت لوالدتها التي تلعب في خصلات شعر ابنتها)....ماما تغار...
فتحت ديانا عيناها بصدمة لتردف: وليش اغار؟
نور ابتسمت بخبث: ما بعرف...
ضحك أمير واتى بالقرب منها وانحنى ليحملها فنهضت وهي تقول: لالا..... لا تعبك نفسك احمل زوجتك ووفّر تعب حملك لي لها...

خجلت ديانا وضربت على ظهر ابنتها بخفة: شكلنا ركبنا الطيارة وطار عئلك يا مفعوصة .....
نهضت نور وهي تنظر لهما وغمزة لهما سريعًا: كأنكم كناري.....
ثم ارسلت لهما قبلة في الهواء: اترك لكم الجو يا روميو وجوليت انتوا...

حدقت فيها والدتها بتهديد أما أمير ضحك وهي هربت سريعًا للطابق العلوي وانحنى أمير ليصل إلى مستوى زوجته واصبح وجه قريبًا جدًا لوجهها تحدث: خلينا نذكر زهور الأيام.......ووردت حبنا اللي فتحت في هالمكان.....لا تفكري بشي سلبي....وئفي(وقفي)...ذكرياتك النيقتف.....وخلينا نعيش بحب من جديد....
علقت عيناها في عينيه وترقرقت بدموع: بحس جو البنان عم يخنئني...حاسة حالي رح موت....
جثل على ركبتيه وشدّ على كفيها قبلها بلطف : تزكري(تذكري)...اللي صار ما بعّدنا كتير عن بعض.....انتي طلعتي من لبنان لوحدك ...ورجعنا انا ويّاكي سوا.....رجعنا بحب جديد...وعلائة كتير ئويي(علاقة كثير قوية).....
ثم نهض ومد يده: لا تحرميني من حبنا....(ثم غمز لها)...خلينا نتذكر الأشياء الجميلة وبس.....ونخبّر نور عنها...

ضحكت في وسط الدموع التي انسابت على خديها مسكت بيده وهي تقول: مستحيل اخبر نور عنها.......ما بدي يّاها تكون متلي متهورة ومندفعة في المشاعر.....
أمير احتضنها وقبّل جبينها: وهيدا الشي اللي علئني فيكي(علقني فيك)...
اردفت بجدية وهي وتنظر لعينيه: بس ما في منّك اتنين....لو غيرك كان استئل هيدا الشي من صالحوه...عشان هيك ما بدي احكي بتفاصيل حبنا لإله ....لأنه ما فيه متلك أمير....
تفهم الأمر وفاجأها بقبلته ثم اردف: ولهان لإلك....
خجلت ديانا وشدّت على يده واتجها للطابق العلوي ! بخطوات هادئة واسندّة رأسها على كتفه ، واخذ يُطمئنها لن يحدث شيئًا يُفسد عليها مستقبل ابنتها ومستقبلهما ايضًا ، فاطمئنت وتناست ألم ذكريات الماضي

انتهى







 

رد مع اقتباس
قديم 06-10-2020, 01:55 PM   #10
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل الرابع



البارت الرابع

الحُب أنواع ...وكذلك الغيرة أنواعًا شتّ حينما تُدرك معنى حُبك لذلك الشخص تستطيع أن تميّزه عن باقي العناوين الآخرى....ولكن حينما يكون
الحُب ظاهرًا في معانيه ومفرداته العميقة.... قد تنحرج منه أو ربما الطرف الآخر هو من سينحرج لو كان حُب تملك....او حب انانية....وعلى التفاصيل سيصاب بنوبة قهر من دوامته !
وهنا الكرامة تلعب دورًا في تقبله او رفضه! ولكن في بعض الحين الظروف تُجبرك على تقبله....والإسهاب في جنونه ويؤلم ذلك ولكن ليس هناك مخرجًا للخروج منه والنجاة من عواقبه....والنوع الاكثر خطورة حينما يتمحوّر ويتصوّر على شكل حُب الشّك!
أو جنون الشّك....كيف يكون هناك حُب الشّك؟....هُنا التفاصيل ستُروى عنه....وعن جروحها المخباه خلف ثنايا اضلعها....جمع في قلبه حب التملك والأنانية والقليل من حب الشك!!!....وهذا ما يجعلها تحبذ الهروب منه والاسهاب في التنظيف هنا بدلًا من بيتها!

كانت ستفتح الباب ولكن شد على عضدها تحدّث بحده: لخلصتي اتصلي علي لا تخلين اخوانك يجيبونك فاهمة؟

حينما مسكها بهذه الطريقة المفاجأة شعرت في الآن نفسه بوخز الجنين لها فعضّت على شفتيها وتظاهرت بالقوة نفضت يدها منه قائلة: طيب.....

ثم خرجت من السيارة واغلقت الباب بهدوء ، دخلت المنزل....وكما توقعت الجميع ذهب إلى عمله وحتى نوف ذهبت إلى المدرسة انزلت العباءة عن جسدها ووضعتها على الكنب ، ثم جلست واخذت تنظر لجدران المنزل والسقف والارض وهي تهز برجلها علامةً للتوتر....هل تخبر اخوتها عن معاملته؟ أم تسكت.....آه...هُناك حرقة تشتعل في فؤادها إلى الآن لم تفهم شعوره اتجاهها....كُره ...حُب...أم نانية التملّك...سيطرت على رغبته في اتجاهها!
هناك قصة خفيّة عنه ويخفيها عنها! مسحت على شعرها ....اسندت ظهرها على الكنب....شعرت بالوخز من جديد قوّست شفتيها وحاجبيها....اخذت تفكر....وبتندم اردفت: ليتني ما قبلت فيه.....

وينك يمه......تعبانة...انهد حيلي من المسؤولية.....وتعبت وانا اشتاق لك....تعبت....يمه...

نزلت دموعها بهدوء على خديها ، وارتفع رنين هاتفها سحبته من الحقيبة واجابت حينما رأت(خالتي أم ناصر)
ابتسمت ومسحت دموعها سريعًا: هلا خالتي...
ام ناصر وهي تضع الملح وترشه على الرز في القدر: هلا يمه الجازي....اخبارك؟...طمنيني عنك...
الجازي بهدوء نظرت ليدها ولمكان قبضته القوية التي تركت اثرًا عليها!: بخير....انتي طمنيني عنك وعن شيخة والباقي....
ابتسمت وبدأت تحرك الرز : كلهم بخير وما يسألون إلا عنك....وعن البيبي...مشتاقين لشوفته......
ثم تحدثت بجدية: يمه الجازي....الحين دخلتي التاسع انا حاسبة لك صار لك اسبوعين......وخاطري تجين عندي والله خايفة عليك....
عقدت حاجبيها: لا وين ا جي؟....خالتي والله صعبة......انا مهتمه بنفسي لا تحاتين و..(وبكذب)...زوجي مو مقصر....
ام ناصر : كثري من المشي يا يمه.....ولا تجهدين نفسك في اشغال البيت....
الجازي ابتسمت لأهتمامها: لا تحاتين خاله لا تحاتين.....بس خالتي....
اردفت باهتمام: خير يمه قولي؟
الجازي مسحت على بطنها بخفة: ساعات احس بوخزات وألم في خاصرتي....طبيعي؟
تحدثت بجدية : يمه هذا طلق...إن استمر معاك اتصلي علي ونروح المستشفى.....
الجازي بتوتر: لالا هو يروح ويجي......
غطّت القدر : كم صار لك؟على هالحال...
الجازي: يومين....
ام ناصر بقلق:يا عوينتي....هذا بدايات الطلق....اسمعي وانا خالتك.....حاولي تتمشين....شكل هاللي ببطنك عجول....ولا تحملين نفسك فوق طاقتها.......واذا احتجتيني اتصلي.....سامعة...
الجازي بهدوء: ان شاء الله....
ام ناصر بجدية: بكرة بجيك.....وبعد ولادتك النفاس عندي...
قاطعتها الجازي: لا خالتي والله صعبة......
ام ناصر بهدوء: لا صعبة ولا شي...وعمك محرّص علي..في هالموضوع.....وغرفتك جهزتها اصلا.....بس قولي لزوجك يجيب الاغراض ارتبها لك.....
الجازي ترقرقت دموعها: مشكورة خالتي....
ام ناصر بحنية: يمه انتي بنتي....بنت صيته الغالية........وغلاتك والله ما تقل عن غلات اعيالي....
سكتت الجازي لتكمل: يله ما اطول عليك مع السلامة ودري بالك على نفسك....
الجازي اغلقت الخط بعد ان قالت: الله يسلمك لا تحاتيني...

ثم نهضت واتجهت للمطبخ ، شعرت بالارتياح بعد سماع صوت خالتها فهي من قامت باحتضانهم بعد وفاة والدتها، وهي ساعدتها في احتضان اختها نوف رغم لا فارق كبير في العمر بينهما نوف تبلغ ثمانية عشر وهي خمسة وعشرون سنة...فكرت قليلًا قبل أن تبدأ أي طبخة تطبخ؟!

ثم تذكرت بقول: نوف تحب الكبسة ....وعشانها بسويها....

ثم شمرّت عن ذراعيها وبدأت بتقطيع البصل اولًا والثوم ثم البصل.....حاولت ألا تفكر في أي شيء يُفسد عليها اليوم ...ولكن الوخز عاد من جديد وسقطت السكين من يدها....مسحت على بطنها بهدوء واخذت تهمس: يارب.....يارب رحمتك..

اخذت دقيقة وهي على هذا الحال ثم مضى هذا الألم! اخذت نفس عميق واكملت الطبخ واغلقت القدر بغطاه وبدأت تغسل الصحون التي استخدمتها ومسحت أرضية المطبخ! ثم انتقلت لتنظيف مجلس الرجال رغم أنه غير وسخ ولكن مسحت الأرضية بالمنظفات والتعقيمات....وبقيت على هذا الحال تنظّف أرضية غرفة الجلوس ...الصالة.....ثم صعدت للدور
العلوي....ورتبت غرف اخوتها رغم انهم اعتادوا على ترتيبها بأنفسهم ولكن مسحت الأرضيات لتبقى لامعة مضت ساعة كاملة وهي تنظّف!!!!
وتراقب الرز لكي لا يحترق....والوخزات تأتي وتذهب بغتة!!..ولم تهتم للأمر كما اوصتها خالتها.....في تمام الساعة الثانية ظهرًا وضعت الغداء على السفرة ...ورتبتها ....
وانفتح الباب فجأة وصوت اختها سبقها وهي تتذمر وتتأفف: استغفر الله حر ....حر مو طبيعي...
ودخلا ورائها اخوانها ابتسمت لهما وذهبت نوف راكضة تحتضن اختها
: اخبارك جوجو.....ولهت عليك والله...
ضربتها بخفة على كتفها: كذابة بس يوم ما شفتيني...

لم تجيبها اخذت نفس عميق وهي تشتم: يمه يمه يا الريحة ....كبسة....صح؟

هزّت الجازي رأسها وهي مبتسمة وحضنتها هنا نوف واقتربا خالد وناصر
من جانبهما تحدث خالد: بشويش على اختك يا هبلة....شكلك نسيتي انها حامل.....
بندر ضرب رأس نوف من الخلف وبخفة: هجدي...
عبست بوجهها : لازم تخربون جوي....
خالد بجدية: اخبارك الجازي؟
الجازي بوجهٍ شاحب ومتعب: بخير يا خوي
ثم نظرت لأختها: نوف روحي بدلي....وصلي على ما يجي ابوي....
بندر نظر للأكل بنظرة خاطفة: شكله يشهي...
الجازي بحنان: بالعافية عليكم....
خالد بهدوء: جلسي تغدي معنا....
الجازي نظرت لعينيه: لا سيف بيجيني الحين....
خالد : براحتك
بندر بتساؤل: هو جاء؟

قبل أن تجيب دخل والدها وما إن وقعت عيناه عليها حتى ابتسم لها وتقدمت لناحيته : وانا اقول ليش منوّر البيت.....نورتي بيتك يا عين ابوك...

رجف قلبها من كلمته قبّلت يده ورأسه: منور بوجودك يا الغالي....
ثم تقدم لناحية السفرة: الله الله .....وش هالزين...وش هالريحة....
الجازي ابتسمت لهم: بالعافية.....
بو خالد : اجلسي معنا تغدي...
الجازي قبل أن تنطق بكلمة عادت تلك النغزات ولكن بشكلٍ اقوى واشد الألم فتألُّمت وعضّت على شفتيها لتخرس الألم وقوست حاجبيها مما شدّت من انتباههم ازدردت ريقها واخذت نفسًا لتجيب: بيجي سيف...
بو خالد طبطب على ظهرها بقول: علامك يبه؟ فيك شي
بندر بتوتر: نوديك المستشفى...
نزلت نوف وقاطعتهم بصوتها العالي: ما جاااااااا ابوي؟
وما إن رأته حتى قالت بفرحه: يلا اجل خلونا نتغدى...
ولكن جميعهم ملتف حول الجازي....وهي تلتقط انفاسها اشارت لهم : لالا ما فيني شي...
بندر : كيف ما فيك شي....وانتي حتى النفس بالقوة تاخذينه...
خافت نوف واقتربت من اختها نظرت لوجهها: الجازي وش فيك...

عادت تلك النغزات وبشكلٍ متتالية انحنت للأمام وبدأ قلبها يتسارع والدم يتدفق في وجهها ليعطي اللون الاحمر ويغرق شحوب وجهها!....عضت على شفتيها بعد ان اخرجت: يا الله....
نوف مسكت يدها بينما خالد ردفها بيديه بندر توتر واردف: اتصل بالاسعاف...؟
بو خالد مسح على شعرها واتجها بها لناحية الكنبات اجلساها ونوف مسحت على يديها وهي تقول: الجازي...
بو خالد اردف: خالد شغل السيارة وانا ابوك.....
ثم نظر لنوف القلقة: جيبي عباتها...
نهضت سريعًا وسحبتها من على الكنبة الجانبية
بو خالد نظر لأبنه: بندر ساعدني...
ساعداها على النهوض وهي تتأوّه ألمًا وتحاول ألا تصرخ وتعض على شفتيها بقوة ما إن نهضت شهقت نوف من المنظر المرعب بالنسبة لها اردفت: يبه....
نظر للأرض وفهم تلك الاشارة، نزول الماء بهذه الغزارة اشارة على قُرب موعد ولادتها تحدث: عجّل يا بندر....
صرخت هنا الجازي ودخل خالد
عضت على طرف اصابعها نوف بتوتر......بينما خالد مسح على رأس اخته: تحملي وانا اخوك...
الجازي بدموع: نوف.....آه...تعالي معي.....تتتتكككفـ...
وصرخت هنا حينما خالجها الألم بشكلٍ اقوى
صرخ خالد في وجه نوف: نوووووف روحي البسي عباتك ولحقينا على السيارة....
حمل اخته ما بين ذراعيه، وفي وسط هذه الضجّة اتصل زوجها عليها ، مرة ومرتين وثلاثًا حتى انه شتمها لعدم ردها كان سيقول لها انه مضطر للتأخر بسبب تضاعف العمل عليه!
بينما بندر ما ان اغلقت نوف باب السيارة حتى انطلق بها شدّت على يد اختها والجازي عضت على طرف حجابها أما خالد كان يحثها على ان تتنفس بشكلٍ طبيعي....
ما إن وصلا المستشفى ...حتى حملها خالد......وتبعوه البقية بالركض...
صرخ بندر: دكتووووور.....
اتوا إليهم مسرعين ووضعوها على الكرسي......وشدّت على يد نوف
نوف بدأت دموعها تنذرف ...بسبب التوتر والخوف.....شدّت على يد اختها.....وحاولت ان تغطي شعرها في هذا الحال....

ما إن أتت الدكتورة بعد أن تم استدعائها حتى قالت: لازم ننزلها غرفة الولادة...

كانت ستبعدها الممرضى عنهم ولكن ما زالت ممسكة بيد اختها نوف صرخت بألم: تعالي معي....
فُجعت واخوتها انصدموا بينما والدها تحدث لنوف: ادخلي معها
كانت ستتحدث الطبيب لمنع هذا الأمر ولكن اشار لها: اختها....
وفي هذه الفوضى...والشتات....رضخت أن تدخل نوف مع اختها....
فتحدث بو خالد بتوتر: خايفة يا عين ابوها خايفة....ودها بأمها تكون جنبها...آه بس.....الله يسهل عليك ...
بندر طبطب على كتف والده: يبه هدي...مو صاير إلا كل خير...
خالد بتوتر: تعالوا نجلس بالانتظار...

بينما نوف كانت مرعوبة للغاية ، لأوّل مرة ترى وجه اختها يتلوّن بعدّة ألوان في الثانية الواحدة وصوتها يخرج بتردد عالي هكذا.....كانت تشد على يدها كلما زاد الألم تنظر لأختها بتحذير : تكفين طالعي وجهي بس...

بينما نوف لم تنظر ابدًا لأرجاء الغرفة ولا لشيء آخر كانت فقط تراقب وجه اختها وتنفسها المضطرب لا تدري هنا في هذه اللحظات تذكرت وفاة والدتها!!
خافت أن تفقد أختها....كانت تسمع الممرضات بعشوائية ...وصرخات اختها يزداد...ودموعها هي تزداد وكلماتها التشيجعية تزاد كلما صرخت اختها هملت دموعها على خديها ترجوها ألا تموت!لا قدرة لها على ان تفقدها
سيزول هذا الألم....هذا الوجع....سيزول الأمر برمته ما إن يولد هذا الصبي المشاغب!....رفعت رأسها وهي تشد على يدها صرخت بأقوى ما تملك من صوت وقوة....عرق جبينها....وبانت علامات الموت على وجهها كما تظن اختها....نبضات قلبها تزداد بجنون ...بكت نوف....مسحت على رأس اختها بتخفيف من الألم صرخت الجازي: يمااااااااااااااا........اه.....
فبكت نوف هامسة: يارب ارحم حالها...يارب....خليها لي يارب!!!
اخيرًا وبعد نصف ساعة واكثر سمعوا صوت الطفل....وارتخى جسد الجازي على السرير ومسحت نوف دموعها وهي تنظر إلى اختها بدموع وصوت متحشرج قبّلت يد اختها ورأسها وطرف انفها همست: مبروك ما جاك.....مبروك...
همست بوجع وهي تنظر لأختها برؤية مشوشة: آسفة....
فهمت نوف لمَ؟تتأسف...لأنها اجبرتها على ان ترى هذا الوجع...ان تسمع هذه الصرخات...أن تعيش معها هذه اللحظات...ولكن نوف هزت رأسها: عادي....عادي....
في الواقع هي لم ترى سوى الم اختها حفظت تعابير وجهها المتألمة...والمرعبة.....رأت الموت كيف يختطف أنفاسها بين لحظةٍ ولحظة
قبلّت يدها من جديد ورأسها همست لها: لازم اطلع الحين....
هزت الجازي رأسها برضى....وخرجت من الغرفة وهي تحاول ألا تنظر إلا إلى الباب فما زالت مرعوبة فبعد أن خرجت تبعت نظراتها في الارجاء ولم تراهم ففهمت انهم في غرفة الانتظار ذهبت لناحيتها طرقت الباب....همست: خالد....
ما إن سمعوا صوتها حتى خرجوا تحدث بندر: ولدت؟
خالد بخوف: تكلمي؟...
تحدث والدها بقلق: طمنيني على اختك...يبه...
نوف بصوت متحشرج حضنت والدها وهي تبكي وتردد: جابت ولد....جابت ولد...
خالد بقلق: وهي كيفها؟
أتت الطبيبة تبشرهم ولكن نوف سبقتها ابتعدت نوف عن حضن والدها
وتحدث بندر: طمنينا عليها...
الدكتور بهدوء: الطفل وامه بخير....
بو خالد مسك يد ابنته التي بدأت ترجف كان عليه ألا يدخلها معها ولكن لم يحبذ أن يكسر خاطر ابنته في تلك الاوضاع تحدث: بندر جيب لأختك ماي...
خالد التفت عليها مسك يدها: شفيك؟
بو خالد نظر إليه بنظرة تدل على ألا يكثر الحديث والاسالة تحدث لأبنته بحنان: تعالي جلسي على الكرسي
همست : يبه اتصل على خالتي بشرها...
بو خالد اجبرها على ان تجلس على الكرسي: بنتصل...بس جلسي انتي....
بندر اتى وقدم لها الماء فشربته بدفعة واحدة!
التفت عليه والده: بندر اتصل على زوجها وبشره....وانت يا خالد اخذ اختك ودها البيت ترتاح....وانا بتصل على اخوي يجي....هنا....
خالد بهدوء نظر لأخته: طيب.....يلا نوف...
نهضت وهي تشعر هي من ولدت ذلك الصبي...قلبها يرجف.....خوف...في لحظة خافت ان تخسر فيها اختها....تخسر حنانها.....والألم وصل....وصل إلى اعماق قلبها ...كلما شدّت اختها على يدها تذوّقت طعم عذابها!..رائحة الدم ايضًا بدأت بالانتشار في عقلها وبقوة....شعرت بالغثيان ولكن حاولت التماسك...شدت على يد خالد في هذه اللحظة ففهم انها مضطربة مما رأته!
فتح لها باب السيارة واغلقه بعدما أن ركبت السيارة ...نظر إليها كانت تتنفس باضطراب واضح من ارتفاع وانخفاض صدرها بشكلٍ سريع ومريب....

فتحدّث: افتحي الغطاء عن وجهك.....

هي بالواقع بحاجة إلى فعل هذا الأمر، ولكن تخشى من أن يرى وجهها فينصدم ولكن لم تبالي رفعته واسندت رأسها للوراء واغمضت عينيها بينما هو التفت عليها لينصدم من احمرار وجهها والعرق الذي يتصبب من جبينها.....فهم أنها عاشت لحظات مرعبة مع الجازي وكان عليهم ان يمنعا حدوث هذا الأمر !
تحدث بهدوء: تطمني نوف اختك بخير.....
هزت رأسها دلالة على معرفتها بذلك فتحت عيناها ونظرت للشارع بضياع نطقت بصوت خافت: خفت اخسرها مثل ما خسرت امي......شفت الموت يا خالد يخطف انفاسها.....خفت .....خفت اطلع من الغرفة اصيح على فراقها......الولادة تخوّف...
ثم اغمضت عينيها واستمع لكلماتها ، بتمعّن اخذ نفس عميق واكمل الطريق دون أن يلتفظ بأي كلمة ، لأنه لا يملك أي كلمة تجاه تعبيرها وخوفها من الموت......في تخطف انفاس من تحبهم!
.................................................. .................................
أحببتُكَ بيما فيكَ من عيوب، احببت قلبك بحجمهِ الكبير ، واحببتُ عقلك لرجاحته في التفكير، واحببتُك لأنني وجدّت فيكَ حياة أُخرى!،حُبي لك جنون، وقُربك كان مستحيل، وصراع القدر كان محتومًا، إلى أن زال ذلك الكابوس، وأنجلى ذلك الظلام من العيون، فاصبحنا بالعشق هذه المرة نتلاقا، وبالهيام نحتضن ذكريات السنين، لم اخذل يومًا قلبُك النابض باسمي، ولم أدفع هذا الجسد نحو هاوية الضياع الثقيل، كُنت قد شارفت على أبواب الموت بعد فراقنا الطويل، ولكن برائحة عُطرك يا هذا انتفض قلبي من جديد، واستطعت أن اشتم رائحة الولهِ عن قربٍ أُحسدتُ عليه ، وها انا أنعمُ في دفء حضنك ،وأريد منكّ المزيد!

كانت تنظر إليه عن قُرب، قضى معًا اجمل الذكريات في الماضي....شعرت كم هي محظوظة وهي في قربه، وهي في قلبه! مسحت على شعره الأشقر لتبعده عن عينيه انحنت لتقترب من وجهه وتطبع قبلة دافئة ما بين عينيه ،فتح عينيه ببطء وابتعدت قليلًا عنه فقربها إليه وحاول يُسند ظهره على الوسادة تحدث بحب: صباحك فُل وياسمين......
ابتسمت في وجهه وهي تُبعد خصلة من شعره للوراء: صباحك أنا....
تحدث بشاعرية: أنا جدًا محظوظ فيكي.......ربي لا يحرمني منكي....
قبّلت راحة يده : ولا منك...
ثم ابتعدت عنه لتنهض وهي تقول: جهزلي حالك.....بدنا نفطر....
مسح على رأسه ونهض ليردف: جلسي نور وجهزو حالكن راح نفطر برا....
ديانا سحبت الروب من على الشماعة : اوك...

ثم توجهت لناحية الغرفة المجاورة لغرفتهما، دلفت الباب ونظرت لأبنتها مازالت ترتدي بجامتها القطنية مستلقية على بطنها رافعة قدميها للأعلى منكبة على الكرّاس ما إن رأت والدتها حتى قالت: bonjour(بونجور)

اقتربت من ناحيتها وجلست بالقرب منها : يسعد لي هالصباح.....شو عم تعملي....
نور كانت تنظّف الرسمة من الشوائب....وفرقت منها فسحبتها من على الفراش وقدمتها لوالدتها فشهقت ديانا: ما احلاها.....

ثم احتضنت ابنتها وهي تردف: تسلم لي ايديكي....
نور قبّلت والدتها على خدها: تستاهلين اكثر من كذا ماما..
.
ديانا بانذهال: صدق نور......انتي فنانة.....ما شاء الله....عليكي....
ثم اردفت بهدوء: فخورة فيكي يا بنتي...

احتضنتها نوروقبلت خديها وما بين عينها واردفت: وانا فخورة فيك كونك أمي.....ومحظوظة فيك....لأني صرت بنتك...
ثم اردفت بنبرة حزن: ماما.....I’m sorry about everything......

طبطبت ديانا على يدها وبنرة صادقة: لا تتأسفي انا مقدره الوضع اللي مريتي فيه......بس بليز......نور.....لا تعملي شي.....يضرك....قلبي راح يوجعني عليك.....لو سويتي شي.....وجرحك بأي شكل من الأشكال....

نور قبّلت يد والدتها وهي تقول: أوعدك ماما....ما اسوي شي.....

ديانا دون سابق انذار رفعت طرف بذلتها ليبان بياض بطنها واشارت: هالوشم بدي تشيليه....وكمان ياللي على كتفك...
الوشم كان عبارة عن قلب وفراشة صغيرة على طرفه وفي وسطه حرف T وقد وشمته بعد ان تعرفت على حبيبها توم الذي انفصلت عنه مؤخرًا...

نورحضنت والدتها وهي تقول: بوعدك بس نرجع لبريطانيا راح اشيله
دخل هنا امير ونظر إليهما بتعجب: ما تجهزتوا؟
نور عقدت حاجبها: نجهز ليش؟
ديانا نهضت وهي تقول: جهزي حالك راح نطلع نفطر سوا....
نور نهضت سريعًا لتدخل الخلاء: اوك...
أمير ابتسم لديانا وهي تتقدم لناحيته وتمد له الرسمة: تطور رسمها كتير...
ناولها من يدها وتعجب من دقة التفاصيل فقال: راح افتح إلها مرسم بس نرجع ....
ثم اردف باستعجال: يلا روحي اجهزي يلا...

ديانا ابتسمت له ثم خرجت وهو خرج ليجري اتصالًا سريعًا
اتصل عليه تحدث برسمية: انا فكرت كتير.......وما زلت على قراري الأول....ما راح اخوض في هيك اشغال.....وما بدي اوسّخ اسمي.....بين التجّار....لأني شخص نزيف(نظيف)....ما عمري حتى فكرت اعمل الشي اللي بدكوم إياني اعملوه....لهزا(لهذ) اذز(اذا) بدكم اعوضكم عن خسارتكوم ما عندي أيّ مانع....ولكن بشرط....
تحدث الآخر بنفاذ صبر: وكيف بدك تعوزنا؟(تعوضنا)
أمير بحده: راح اعطيكم المصاري....بمقابل....انك تعطيني.....العئد(العقد)
ضحك بصوت عالي : هههههههههههههههههههههههه ما راح تأدر تدفع مبلغ كبير ....متل هاد يا زلمه....
أمير بجدية: إلي(قلي) كم بدك؟
تحدث بسخرية: تأدر تدفع عشرين مليون دولار
اغمض أمير عينيه بقوة......ليس له أي خيار تحدث بنبرة صارمة: أي بئدر......وفكر فيها منيح......بسلمك اياهوم وبسلمني.....العئد(العقد)...وهيك تنسى اسمي حتى.....

ثم اغلق الخط في وجهه، سيجبر على ان يدفع هذا المبلغ سيجبر على ان يبيع....شريكته وعمارته وحتى فلته التي يملكها في لبنان....ولن يخبر زوجته لكي لا يرعبها بأمرهم سينهي الامر قبل أن يعودوا إلى اكسفورد....سينهيه من جذوره....
أتت نور وديانا
فتحدثت نور: جهزنا يلا احس بموت من الجوع....
أمير مسك يدها وهو يقول: راح اخليكي تاكلي احلى فطور بهالعالم كله....
ديانا ضحكت: ههههههههههه خلينا نروح على المطعم نسيت اسموه هداك يلي ئريب(قريب) من صخرة الروشة....
امير عرفه ولكن ليس قريب جدًا منها فقال: عرفتو...اطلعوا على السيارة يلا....
نور تمكنّت منها الحماسة لذا قفزت وفتحت الباب من إن اغلقته بعد ذلك حتى وضعت سماعاتها في آذانها تحدثت: راح اسمع لفيروز عشان اعيش الجو......صدق لبنان غير...
ديانا ابتسمت والتفتت عليها: غير في شو؟
نور حركت اكتافها العارية فهي ترتدي بدلة سوداء بلا اكمام وبلا سيور ما إن تتحرك حتى بان بطنها ووشمها ايضًا ، وارتدت شورت واصلًا إلى الركبة فقط اعتادت على ان تلبس ما تُريده بِلا قيود وبلا شخصٍ يهزئها
عليها!: مادري بس حسيت براحة وجوها يجبرك تصيرين ريلاكس....
أمير نظر للامام : لسى ما شفتي شي....راح فرجيكي اشياء كتير حلوِ وبتتصفي ذهنك....كمان....
نور قبل ان تشغل الاغنية: والله متحمسة اكتشف كل زاوية ونقطة في لبنان وانت عاد بصير التور قايد حقي ....
اكتفى ان يبتسم ، وهي بدأت تستمع لكلمات الأغنية بتمعن...اصبحت تطير وتبتعد عن جميع ما يُفسد عليها احزانها، هي محظوظة بهذه العائلة المتواضعة واصبحت جدًا سعيدة الآن باحتضانهما لها من جديد
اخذت تنظر للشوارع والابتسامة لم تنمحي عن وجهها أبدًا ، ستنسى الماضي وستتناسى يوسف كونه أب فاشل في ممارسة أبوّته لها بعد ان تركها هكذا وبسرعة ، تُريد أن تحضى بلحظات اجمل من تلك التي اصبحت في طيّات الماضي
لذا اسهبت في التأمل والنظر للمارّه ولجمال هذا الحي ...ابتعدا إلى أن رأت اطراف البحر تطل عليهم بهدوء فابتهج قلبها واتسعت ابتسامتها أكثر فاكثر!
تشعر بصفاء افكارها في هذه اللحظة وتشعر بالسعادة تُحيطها من كل جانب مضت الدقائق المعدودة ووصلا إلى المطعم المنشود ترجلا من السيّارة ، مشى بِخُطى متقاربة لبعضهم البعض وبعدها استقرّا على طاولة طعام المطلّة على الورود والازهار والهواء المنعش
تحدثت نور وهي تحتضن يديها: حاسة نفسي في عالم ثاني ...
أمير نظر إلى زوجته وهو مبتسم ثم أدار نظره لها بحنية تحدث: شعورك هذا يسعدنا نور.....
ديانا طبطبت على يد ابنتها وهي تردف بحنان: لو نعرف أنك راح تتغيري هيك كان جينا من زمان على لبنان....
نور اخذت نفس عميق ونظرت لهما: هالسفرة جات بوقتها و...
قطع عليهما رنين نور نظرت للاسم ابتسمت فقالت: عن اذنكم بكلم صاحبتي...
وقبل أن تذهب إلى جانب منعزل تحدثت: دخيلكوم اطلبوا لي معاكم اعرف ايلاف ما راح تتركني بهالمكالمة...
ضحكت ديانا: اوك...
أمير اشار إلى النادل ليأتي بجانبهم أما هي خرجت إلى الاطلالة الجميلة من المطعم كتفت يديها اليمنى وقبل أن تردف بأي كلمة : هلووووووو يا بنت.....وينج؟ وسلامتج شفيج ساحبة على الجامعة طمنيني عليج .....

ضحكت نور وهي تحدّق في المارّة: كلها يوم ما جيت امداك تفقديني.....

إيلاف حملت كتبها من على الطاولة وخرجت من المطبخ ومشت في الممر لتدخل إلى غرفتها: والله تعودت عليج رغم أنج ما تعطيني ويه زي الناس بس شسوي من قرادتي ارتحت لج وصرت افقدج حتى لو ما كلمتيني....

نور ، ابتسمت وعلمت هنا بيقين تام أنّ ايلاف تحمل بداخلها قلبًا نقيًّا وطاهرًا للأبد!: تدرين أنا محظوظة فيك يا بنت.....فديت من يفقدني....بس لا تحاتين ....آم فاين ....بس فجأة طلعت سفرة كذا لأمير ورحنا معه....بس انتبهي تقولين لأي أحد اني مسافرة....لأنه الكل يعرف من ضمنهم الادارة اني تعبانة ...
ايلاف : يا خاينة ....ولا قلتي لي.....تسافرين ولا تقولين...
نور ابعدت شعرها للوراء وما زالت مبتسمة: قلت لك السفرة طلعت فجأة وربي.....
ايلاف : انزين انزين....وين سافرتوا؟
نور مشت بخطوات بطيئة إلى ان وصلت إلى السور المزيّن بالورد الاحمر والأبيض اسندت كوعها عليه واخذت تنظر للورد بهدوء: لبنان.....تصدقين ايلاف....احس اني رجعت للحياة من جديد بعد ما شميت هواها....
ايلاف ضحكت: ههههههههههههههههه يا عيني.......عاد لا وصيك صوري لي كل الأماكن الحلوة وصوري لي الحلوين هههههههههههههه

نور نظرت للرجال بنظرة خاطفة وابتسمت إلى ان بانت اسنانها: جمالهم ما يقل عن اللي عندك....
ايلاف : جيبي لي واحد...عشان نقارن...
انفجرت نور ضاحكة مما جذبت الانظار لها فخجلت من انظارهم وحكّت جبينها وابتعدت عن مكانها متبعدة عن زحمة العيون التي تحدّق فيها : وش اجيب لك هو شوكلت ولا فستان احطه لك بالشنطة واجيبه لك....
ايلاف ضحكت بخفة: ههههههههه حمستيني اشوفهم.....
نور نظرت عن يمينها وعن يسارها: ارسل لك صورهم ولا يهمك يلا سكري بروح افطر حدي جوعانه ترا...
ايلاف : اوك .....وانا بعد بروح اكمل مذاكرة بغرفتي مع السلامة....
نور: باي....
ابتسمت ثم دخلت المطعم واتجهت إلى طاولتهم ابتسمت لهم : يا عيب الشوم بديتوا تاكلون ولا انتظرتوني....
أمير وهو يرتشف من قهوته: طولتي...
نور سحبت رغيف الخبز: قلت لكم ايلاف ما راح تتركني بسرعة...
ديانا ابتلعت ما في فمها: عرفيني عليها شكل هالبنت حبابه...
نور التهمت لقمتها : أي والله ارتحت لها كثير ....
واكملا فطورهم مع بعضهم البعض
.................................................. .................................

في شرق المملكة ، ها هي قد اغلقت آخر حقيبةٍ لها نظرت للحقائب شعرت بالتعب والإجهاد اسبوعًا كاملًا وهي تتأهب لهذا اليوم ملّت من التنقّل ما بين هنا وهناك واخيرًا أتى النقل الأبدي لعمل زوجها إلى الرياض ، وطالة المدّة بعد ان تأهب ابنها في طلب نقل عمله لهناك وتدخل والده في ذلك الأمروتوسّط له لينهي المسألة المطوّلة هذه! دخل ابنها وهو يقول: هااا... يمه خلصتي....
نظرت إليه: أي....
ثم اطرقت بهدوء: ابشرك مرت اخوك ولدت جابت ولد ...
ابتهجت اساريره: صدق؟.....مبروك لنا كلنا....
سحبت الحقيبة للخارج وتناولها من يدها: وعقبال ما افرح فيكم كلكم....
اتى الآخر وهو ينظر لهما: تفرحين فينا...
رمى الأول نفسه على الكنبة: مرت اخوك سيف جابت ولد....
ابتسمت: اوه ه ه النفسية صار ابو....صدق الأيام مرّت بسرعة..
ضربت والدته على كتفه: لا قول على اخوك نفسية.....هو الوحيد اللي برّد قلبي.....ورضى يزوّج وفرحني فيه وبشوفة عياله......
دخل بشكل مفاجأ الآخر وهو يردف: وان شاء الله راح تفرحين فينا .....كلنا.....بس حنا يما ماحنا مستعجلين.....
ثم نظر لأخيه : زوجي عزام....وأنا وجسّار بنلحقة ان شاء الله....
فجأة رمى عزام عليه علبة مناديل: اقسم بالله انت مثل ابليس....
جسار ضحك : هههههههههههههههههه قصي أنا لو يزوج عزام مستحيل ازوج يا شيخ......وش لي بوجع الراس....
ام سيف بيأس من ابنائها: وش ناقصكم .......كل واحد ويشتغل ....ومانتم محتاجين شي كل شي عندكم .....وشولة ما تزوجون.....
عزام مسح على رأسه : والله اذا بنزوّج بنفس طريقة سيف مع ليش مو موافق.....
قصي رمى نفسه بجانب أخيه: وانا بعد....
ام سيف بغضب: وليش ان شاء الله .....بأي طريقة تبي تزوج؟
جسّار رمق اخوته بنظرات: يبون يزوجون عن حب...
فاجأتهم والدتهم بعدا عن صفقت بيديها مرة واحده وكشّت بيديها عليهما: قال حب قال....
نهضت ثم قالت: قوموا بس شيلوا الاغراض ما بقى شي يجي ابوكم ونحرك للرياض....
قصي بتنهيدة: واخيرا بنستقر هناك.....
عزام بجدية: والله مو هاين علي افارق الدمام......والناس الطيبة اللي فيها وربعي ....وطلابي بعد
جسّار نهض وسحب الحقيبة: وانت وين بتروح كلها اربع ثلاث ساعات وتقدر تجي هنا ...
نهضوا ليساعدوا بعضهم البعض ونظرت والدتهم لهاتفها: غريبة سيف ما تصل حتى يبشرني....
تحدث عزام هنا: اجل من اللي بشرك؟
ام عزام بهدوء : خالك بو خالد.....
قصي حكّ لحيته وغمز لأخوته ، وضحكوا بخفه
فقالت والدتهم: خير!!! شفيكم تضحكون .....
قصي سحب كيسة كبيرة وهو يردف: الخير بوجهك يمه...
فجأة رنّة خاصة من هاتفه ، أدخل الكيس في السيارة ثم سحب الهاتف من مخبأ جينزه فتح الرسالة وانسحب من يده الهاتف سريعًا
فتوتر فجأة وهو يردف: جسّار مالي خلقك جيبه....جيبه قلت لك....
رفع جسّار الهاتف لوجه قرأ بصوت مسموع: حبيبي متى تجيني صار لي شهر ما شفتك.....تكفى رد على اتصالاتي!
خفق قلب قصي ، وابتلع ريقه بصعوبة جسّار بينما عزام سمع تلك العبارة ورفع صوته بصدمة: ششالسالفة ؟!
حمل الصندوق الورقي من على الارض ومشى عنهم بقول: لوصلنا الرياض بالسلامة فهمتكم كل شي!





.................................................. .................................................. .............

انتهى

أتمنى لكم قراءة ممتعة








 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خالد و بندر *مكتملة* JAN روايات عامية 6 08-10-2020 09:45 PM
سلع أرواح محرمة *مكتملة* JAN روايات عامية 77 08-08-2020 11:43 PM
بنات أكشن*مكتملة* JAN روايات عامية 31 07-04-2020 07:23 PM
عَشآن الحُب!*مكتملة* AM. روايات عامية 82 06-23-2020 07:48 PM
هفوات ، خطايا ، ذنوب ورده المودة روايات الانمي_ روايات طويلة 7 03-04-2020 07:31 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 05:46 PM