••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2020, 08:18 AM   #91
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





جزء الخامس و الأربعون

كشف الأقنـعة

منذّ الـبداية لم يكن الأمرّ متعلقا بالمـالّ و لا النفوذّ بقدر ما كانّ له عـلاقة بالكبرياءّ و الانتقـامّ ، تـلكّ الأفكارّ التي غـرزت فيّ عـقله طـوالّ
حياتهّ نبـذّ الجميعّ له و وفـاة والدتهّ أسبابّ عـدةّ و لا تحصى تجعله لا يتغاضى أبداّ لا ينظر للخلفّ و لا يّعيد قـرارّه مرتينّ يـعلم أن ما يـفعله
خاطئّ و أن هـذّه ليست الحياة التيّ يريدهاّ لكنّ أسـبابه خطاياهمّ التيّ ملأتّ دنياهّ تـجعله يستمرّ للأمامّ غيرّ مباليا بسعادته ..
نـظرتّ إلى نفسهاّ فيّ المرآة شـعرّ بنيّ طويلّ مموجّ ذوّ خصلاتّ ذهبيةّ فيّ نهايتهّ ترتديّ ثّوبا أزرق داكنّ حريريّ انسدل على جسدهاّ بكل عفوانية
بشرتهاّ البيضاءّ و شفتيهاّ الورديتينّ إلىّ جانبّ ابتسامتهاّ الـرقيقةّ ، عينيهاّ الواسعتينّ اللتانّ إزداد بريقهماّ بدتّ كشخصّ مختلفّ للغايةّ قدّ اندمجت
أخيراّ مع أجواء القصر كيف لا و هي تعتبر سيدة من أسيادهّ ، مدتّ أناملها لتلمسّ تلكّ القلادة التي قدمها لها نايت سابقاّ قبلّ حفلة فلادميرّ ثم
ابتسمتّ بخفةّ متناسية تلكّ الذكرياتّ التي تلتّ أمسيتهاّ
عـبرتّ الـرواقّ بخطواتّ هادئةّ ثـمّ الـدرجّ لتجدّ نفسهاّ بعدّ ذلكّ أمامّ بـاب المؤدي إلى القـاعة الـرئيسيةّ و الذيّ كان مفتوحاّ على وسعهّ تنهدتّ و
أخذتّ نفساّ عميقاّ ربماّ لا يجدرّ بهاّ الذهابّ أو الـخروجّ من غرفتهاّ حتىّ فّحالتها الصحيةّ فيّ تدهور ملحوظّ و ربماّ لن تكون قادرةّ للوقوفّ كثيراّ أو
الابتسـامّ لكنهاّ لن تعرفّ قدرتهاّ ما دامتّ لم تحاول بعدّ ..
استـدارتّ للخلفّ عنـدماّ انتقل إلى مسامعهاّ نـداءّ أليكساندرّ لهاّ كيّ تجدّه يقفّ علىّ بـعدّ داخلّ القاعةّ مرتدياّ ملابس رسميةّ فابتسمتّ لاّ إرادياّ و هيّ
تتجهّ نحوهّ قدّ نستّ توترهاّ لمّ تدركّ جميع تلكّ الأعين التيّ اتجهتّ نحوها فورّ دخولهاّ ، قـالت بنبرةّ سعيدةّ لم تستطعّ إخفائهاّ
ـ أليكس لقدّ أتيت ظننتكّ لا تحبّ الأماكن المكتظة ؟
بـنظرةّ متفحصةّ شـاملةّ ألقاهاّ أليكساندر علىّ الأشخاصّ الذينّ حولهمّ معـظمهم قدّ التفت لكيّ يستطيعوا لمحّ ماريّ بشكلّ أفضلّ قدّ تعالتّ الهمساتّ
عليهاّ لتأخذّ كطبقّ مقبلاتّ قبلّ وصولّ الوجبة الرئيسيةّ ، أمسكّ أليكس يد ماريّ و هو يرمقّ أيّ شخصّ تتجه أنظاره نحو ماريّ بحدةّ أليستّ همساتهمّ
عـاليةّ قليلاّ ؟ هزتهّ من كتفه بّخفة و هي تتحدث بّقلق بعدّ أن أدركتّ حجم خطورةّ ظهور أليكس للعيانّ
ـ أليس هذاّ خطيرا ؟ أليكس ربماّ يجدر بكّ العودةّ ..
أومأ أليكساندر بالنفيّ لاّ أحد هنا يعلم هـويته الحقيقيةّ حتىّ ماري بنفسهاّ لا تعلمّ ، اكتفى برسم ابتسامةّ خفيفة على شفتيهّ و جـذبّ كأسّ عصيرّ إلى
فمه قـائلاّ بخفة
ـ لاّ على الإطلاقّ ، لا أشك بأن ديميتري سيحظر حفـلة مثل هذهّ لذلكّ لا داعي للقلق ..
أصدرتّ ماري آهة تدلّ على استيعابهاّ الأمرّ هيّ لا تعرفّ ديميتري جيداّ لكن إن كان أليكس من يقول ذلكّ فلاّ مجالّ للقلقّ أو الـشكّ أخفضت رأسهاّ
تلعبّ بواسطة أناملها على حافةّ كأس العصيرّ الذيّ أخذتّه من الطـاولةّ التي بجانبهاّ ثمّ تنهدتّ بّثقل هذّه الأجواءّ تجعلها تشعر بالتوترّ دوما جالت
بعينيها بينّ المدعوينّ فلمحتّ من بـعدّ إليزابيثّ تقفّ معّ مجموعّة من الأشخاص و هي تـنظر ناحيتهاّ بّسخرية ، ترتدي ثوباّ أحمر اللون قصيرّ يصل
إلىّ ما بعد ركبتيهاّ و رفعت شعرهاّ الأسود على شكلّ ذيلّ حصان كانّ مواكبة للموضة بطريقتهاّ الخاصةّ تلفت الانتباه نحوهاّ كعادتهاّ أوقعتّ نصفّ
الشبابّ بّغـرامهاّ ، على عكسّ ماريّ فهي تحملّ الجمالّ الجريء الصاخبّ ..
رمقتهاّ ماري بحدةّ بعد ذلك أشاحتّ وجهها بعيداّ و هي تـتعمقّ أكثرّ فيّ القـاعة بجانبّ أليكساندرّ قدّ كان يتحدثّ حـولّ لعبة جديدةّ أثارت اهتمامه حيث
قد رأى زميلا له يحملها عندماّ أتتّ سوزي مـسرعةّ ناحيتهاّ حال وصولهاّ قالت بنبرةّ متوترةّ
ـ سيدتيّ ، لقدّ غيرت السيدة إليزابيثّ جميعّ الحراسّ القـدامى و استعانت بحراسّ جددّ قاموا بمنعّ الآنسة فلورا و الآنسة غلوري من الدخولّ إلى القصرّ
لم يستجيبوا لأوامري أيضاّ هلّ أقوم بإرسالّ حرسنا لتأديبهم سيدتي ؟ ما هي أوامركّ ؟
رمشتّ ماريّ بعدم استيعابّ إذ أن كلماتّ سوزي كانتّ سريعةّ للغـايةّ مليئة بالتوترّ و لأولّ مرةّ يتم فيه الاستعانةّ برأيهاّ لاّ بل بأوامرهاّ قطبتّ حاجبيهاّ
مفكـرةّ ثمّ رفعتّ ثـوبهاّ و هي تسيرّ للأمامّ خلفهاّ سوزي و أليكساندرّ اللذانّ تبعاهاّ دونّ اعتراضّ غـيرّ مدركةّ لحجمّ البلبلةّ التيّ تنجمّ عن كلّ تصرفّ
تفعلهّ ، بـعدّ فترةّ كانتّ تـقفّ خارجاّ تماماّ عـندّ البـوابة الـرئيسيةّ قدّ لا زالّ المدعون يأتونّ ، نـظرتّ من حولها إلىّ الحراسّ أجلّ كلّ هذه الأوجه كانتّ
جديدّة عليهمّ جميعاّ يبدوا أن غـاية إليزابيثّ ليست مجرد ّحفلة تـكريمية و إنماّ أكثرّ من ذلكّ بكثيرّ
دون أن تضطر للبحثّ عنّهما انتقل إلى مسامعهاّ صوتّ فلوراّ الحادّ الغـاضبّ فاستدارتّ مسرعة إلىّ أين كان ذلكّ الصوتّ لتجد أختهاّ الكبرى تـرفع
كميّ قميصهاّ القطنيّ و هي توشكّ على دخول فيّ شجارّ معّ الحارسّ غيرّ آبهة بحجمهّ أو طـوله فيّ حين كانتّ كليرّ تسحبهاّ بعيداّ قدّ اكتسى وجهها
حمرة طفيفةّ قد شعرت بالإحراجّ لتسببها كل هذه المشاكل ، تأوهتّ ماريّ بألم من تصرفات فلوراّ الجامحةّ بينماّ تنهدت سوزيّ بّأسى لما كانت تشعر
بالقلق في البداية ؟ إن فلورا قادرة على الإطاحة بعشرّ رجالّ دون تدخل أحدّ ..
تـقدمتّ منهم ماريّ بهدوء ثمّ وقفتّ أمامّ أولائكّ الحراسّ رفعت خصلات شعرهاّ بعيدا عنّ وجههاّ و هي تتحدثّ بنبرةّ هـادئةّ بـاردةّ
ـ ماّ الذيّ تفـعلونه لضيوفي ؟
تـوقفّ الحارسّ عنّ محاولةّ فيّ طردّ فلوراّ و نـظرّ الكلّ إلىّ ماريّ بينماّ ابتسمتّ فلورا بانتصارّ في حين قطبّ الآخر حاجبيه بعدمّ استيعابّ ملابسهاّ و
ملامحهاّ تدل على أنها من الطبقةّ الـراقيةّ أيضاّ تواجدّ سوزيّ خلفهاّ التي كانتّ ترتدي ملابسها الرسميةّ للعملّ المكونة منّ تنوره وّ سترةّ سوداءّ اللونّ ،
تحدثّ حارسّ آخر غيرّ الذيّ كان يمسكّ بفلوراّ قائلا بلهجة حادةّ
ـ و من تـكوني أنتّ لتتدخليّ ؟
نـظرتّ إليه سوزيّ بحدةّ قدّ آثارت لهجته الساخرةّ الغيرّ لبقة غضبهاّ فـأخرجتّ هاتفها من جيبهاّ لكيّ تضغط على زرّ ماّ قدّ بدتّ أعصابها بالغليانّ ما الذي
تحاول إليزابيثّ فعله ؟ متى تسنى لهاّ الوقت فيّ تغيير الخدم ؟ و ما غايتها من إقامة هذه الحفلة فيّ هذا الوقت من السنة ؟ رمقتهّ ماريّ بهدوءّ قبل
أن تبتسمّ بـرقة و هي تشير على نفسهاّ قائلةّ
ـ إنني آسفة لكونيّ وقحـةّ ، كيفّ لي أن أنسى التعريفّ عن نفسيّ يـال سخفيّ أرجوّ المعذرة .. أدعى ماري لبير زوجة نايت
اتسعت أعينهم بصدمةّ أقالتّ تواّ زوجـة نايت ؟ ذلكّ الشيطان بنفسهّ لكن كيفّ يعقلّ هذاّ ؟ إنهاّ تبدوا مختلفة للغـاية عنّ الإشاعات التي تدور حولهاّ
بدتّ رقـيقة بسيطةّ وّ هادئةّ إن أصح ّالقـولّ بريئةّ ربماّ ، هماّ لا ينسبان بعضهما على الإطلاقّ لاّ هذاّ مستحيلّ قد تكون مجردّ كذبة قالتهاّ من أجلّ
إدخال صديقتيهاّ للحفلةّ ، أكملتّ ماري كلامها بإبتسامة
ـ أنـا لا أريد أن أسببّ المشاكل لذا من فـضلكم هلاّ تـركتموهما يّمران ؟ إنهماّ ضيوف ليّ
نـظرّ الحـراسّ إلى بعضهمّ البعض بترددّ أتقول الصدقّ أم هي كاذبة ؟ حتىّ لو كانت كلماتها حقيقةّ فإن إليزابيثّ أخبرتهمّ أن ينصتواّ لأوامرها هيّ و
وحدهاّ فقطّ لذلكّ حتى لو كانتّ هذه المرأة فعلا زوجة نايتّ ليست عليهاّ سلطة تخولّ لهم الإنصات لأوامرهاّ فتقدم أحدهمّ للأمامّ قائلاّ بهدوء
ـ أرجوا المعذرة سيدتيّ لكنّ نحن لا نستطيع أن ندع أحدا يمر دون دعوة هـذه الأوامر واضحةّ للغاية لا مجال لخرقهاّ ..
أصدرتّ ماري آهة تدل على استيائهاّ و نـظرتّ إلىّ فـلوراّ التي التزمت الصمتّ كذلكّ كليرّ لاّ سلطةّ لها علىّ هؤلاءّ الحرسّ إن هذاّ واضحّ عنـدما
تقدمت سوزي للأمامّ و هي تتحدث بنبرة حادةّ إذ لم تحتملّ معاملتهمّ لسيدتها
ـ أنتّ تحدث بإحترام فيّ حضور من هم أعلى منكّ أيهاّ الوغدّ ، السيدة ماري بّنفسها تقفّ أمامكّ تطلبّ منكّ بّلطف أن تدع ضيوفها يمرون بينماّ أنت و
بلاّ أيّ لباقة ترفضّ طلبها ؟ أتـريد الموت يا هذا ؟
لم تكن تريد أن تسبب أي مشاكل خلال هذه الأمسية من أجل تجنب أعين الصحافة التي تلتهم سيدتها لكن لن تقدر علىّ الصبر أكثرّ هذا تمرد و
إليزابيثّ تخطط لشيءّ ما عدم علمها به يثير قلقها أيضاّ حتى لو حاولت ماري إخفاء الأمر فتدهور صحتها واضحّ لهاّ يجدر بها حمايتهاّ و هذا من
أولوياتها القصوىّ ، قبلّ أن تقوم سوزي بـحركة أخرى مدت ماري ذراعها لي تمسكّ بمعصمها قـائلة بابتسامةّ
ـ أعـلم أن طلباتي لا تـسر عليكمّ لكن دعونا لا نفسد الحفلة من فـضلكم ، دعوهما يمران فأنا لا أريد فعلا أن ألجأ لأسلوب آخر ..
لمّ تتغير ملامحهم قد بدى عليهم التصميم الشديدّ عل تنفيذ أوامر إليزابيث حرفيا فتنهدت ماري بأسى و هي تـعود بأنظارها إلى سوزيّ ، إنها لا تريد
التسببّ بأيّ شيء يلفت أنظار الصحافة إليهم يكفيهم مصائب لكن أمرّ كونهم يتجاهلونهاّ فعلا يحبطها هي لا تتوقع معاملة الملوك إنها من العامة
في النهاية غير أنها تريد فقط السلطة التي تخولها حماية من تريد قبـل أن تقدم على أي شيء وضعّت يد على كتفهاّ لكي تستدير إلى الخلف قد رأت
كايل يقف مرتديا بذلته الـرسميةّ ، قـال بنبرة مستغربة
ـ ما الذي يحدث هنا ماري ؟
خصلات شعرّه البنية مرفـوعةّ للأعلى بعناية عينيهّ اللتانّ تحدقان فيّ الحراسّ بحدةّ ابتسـامتهّ المرحةّ ، نـظرتّ إليه ماريّ بّفـرحة صحيحّ أن كايلّ
يعتبرها عدوة الآن لكنه الوحيد من يستطيع أن يحل سوء الفهم هـذاّ لذّا و لا إرادياّ أمسكتّ بذراعه قـائلة بابتسامة
ـ كـايل سأكون ممتنة لو أن الحراسّ تـركوا فـلورا و كلير يدخلون للحفلة ..
قطبّ كايل حاجبيه بـاستنكار ثـمّ نـظر إلى فلورا التي تمسكهاّ كلير كي لا تتدخلّ بينما سوزي تقف مستعدةّ لشجارّ غـير مبالية بأجواء الحفلة و أخيـرا
إلى أليكساندر الذيّ ينـظر من حوله مراقباّ المدعوين قد بدى عليهّ الإنزعاجّ نـقلّ عينيه لماريّ المبتسمة بـخفة بعدّ ذلكّ قـال بنبرةّ بـاردةّ موجها
كلامه للحراسّ
ـ لقد سمعتموهاّ ..
انحنى الرجال بـتهذيب مغـادريّن الموقعّ فزفرت فـلورا بغيض و هي تتـجه نـاحية ماريّ خلفهاّ كليرّ ، مرت من جانبه سوزي قد رمقتهّ بحدة إذ بدى
واضحاّ أنهاّ لا توافق على تصرفاته أبداّ ثم سـارت للأمامّ و هي تنحني بإحترام
ـ آنساتي أرجوا منكنّ أن ترافقنني سوف أعدكم للحـفلةّ ،
زفـرتّ فـلورا بـغضبّ ما بال الجميعّ كلما أرادت أن تتفوه بشيءّ سبقها أحدهم للكلامّ ، هي لا تريد الدخول إلى هذه الحفلة أو الحـضور على الإطلاق
إذ أن هذه الأجواء لا تناسبها كلّ ما تـريده هو حديثّ بسيطّ مع أختهاّ فقطّ قبلّ أن تعترضّ سحبتهاّ كلير خلفها و هما يرافقان سوزي بينما فضل أليكساندر
البقاء إلى جانب ماري التي ابتسمت بـخفةّ قـائلة بامتنان
ـ شكرا لك كايل ..
نـظرهاّ إليها لوهلة من الزمن ثم فتح شفتيه لكي يقول شيئاّ ما قد بدى متردداّ للغـاية إذ أنه سرعان ما غير رأيه لكي يبادرها البسمةّ ثمّ بخطواتّ سريعةّ
استدار مغـادرّا بسرعة إلى أحد الـرجال الواقفين على بعد منهم قد كانوا ينتظرونهّ حينهاّ تـنهدت ماري بإرهاقّ ما الأمر مع هذه الحفلة ؟ منذ لحظة
دخولها قد عانت المشاكلّ يبدوا أن هـذهّ الحفلة لن تمر مرور الكـرامّ ، مدت يدها لكي تمسكّ يد أليكساندر قـائلة بهدوء
ـ لنـذهب ..
بـعدّ فتـرة كانتّ تـقف مجدداّ في القـاعة الـرئيسية بينّ المدعوين بدى عليهاّ الملل و الإرهاقّ الشديدّ كم تـريد أن تستلقي في سريرهاّ أن لا تستيقظ أبداّ
تنهدتّ بـقلة حيلة و نـظرتّ من حولها ، إليزابيث تتحدثّ مع مجموعةّ من الأشخاصّ من لباسهم الرسمي يبدوا أنهم يابانيون الأصلّ أما كايل فيقف
على مبعدة عنها يتبادل أطراف الحديث مع العديد من رجالّ الأعمالّ ،
يبدوا كمؤتمر لرجال الأعمال أكثر من كونه حفلة تكريم هـذاّ ما فكرت به ماري و هي ترى كل تلك الموافقات و كل تـلك المبادرات التي تحدثّ حاليا
قـبلّ أن تلمح من بـعد قـدوم فـلورا كانت على خلاف نفسها القديمة تـرتدي فستانا أسودّ رفعتّ خصلات شعرها الأصهب الطويل على شكلّ وردة بسيطة
مرتدية الكعب العالي بجانبها كانتّ كلير تسير بهدوء بفستانهاّ الوردي المنفوشّ القصيرّ إذ قد اعتادت منذ صغرها على مثل هذه المناسباتّ ، رفعتّ
ماري يدهاّ بخفة لكي تـلوح لهما و هي تبتسمّ بلطفّ عندما اتتّ فلورا مسرعة نحوهاّ أمسكتها من ذراعهاّ قالتّ بنبرةّ حادة
ـ و أخيـراّ تـباّ .. ماري أريد الـ
قبـلّ أن تكمل كلماتهاّ قـاطعتهاّ كلير بـضربةّ خفيفة على ذراعها جعلتها تستدير ناحيتها بكل غضبّ قبلّ أن تلاحظّ إيماءاتها تـّخبرها أن تّؤجل حديثهاّ
لموعد آخرّ ثم أشـارت على ماري التيّ تنتظر من فلورا إنهاء حديثهاّ باهتمام قد إزداد شحوبّ وجههاّ رمقهاّ أليكساندر بـتوترّ كذلكّ فعلت سوزيّ عندماّ
قـالت ماري بّهدوء و هي تنـظرّ إلى سـاعة يدهاّ
ـ لقد تأخر نايت .. على كل حال ما الذي كنت ّتـريدين قـوله فلورا ؟ هل هناك شيءّ ما ؟
نـظرتّ إليهاّ فـلوراّ دون كلمةّ ثم أومأت نفياّ و هي تستأذن مبتعدةّ حينها تنهدتّ كليرّ بأسىّ ما الذيّ يحدث لها ؟ ماري تتصرف كما كانت تفعل دوماّ
بإبتسامة وّ لطـفّ يغدق نبرة صوتهاّ الـرقيقةّ ليسّ هناك شيءّ غريبّ فيهاّ فما الذي تراه فلورا قد تغير ؟ إنها فقطّ تـبدوا أكثرّ جمالا أكثرّ أنوثـة و أكـثرّ
رقياّ بدت من الـطبقة الـراقية هذا ما تنتمي إليه ، أيعقل اندماج ماري بهذا المجتمع يثير قلق فلورا ؟ لكن لما ؟ قطعهاّ سؤال ماري الـقلق نوعاّ ما
عن حبلّ أفكارهاّ
ـ ما الأمر كلير ؟ هل حدث شيء ما لفلورا ؟
ضحكتّ كليرّ بتوتر و هي تـنفيّ الأمرّ بكلتا يديهاّ لو قالت ما يجول بخلدّ فلورا لسوف تقتلها الأخيرة دون تـرددّ يستحسن أن تدع حـل المشـكلةّ بأكملهاّ
للفتاتين ففي النهاية هي ستبقى دخيلة لذلكّ فضلت عدم قـول شيء عن قلق فلورا لتغيرّ الموضوعّ قائلة بّابتسامة
ـ آه لقد جلبتّ لك ملاحظاتّ تخصّ محاضرات السابقة التي تغيبت عنهاّ و يبدوا أن توقيتيّ غير مناسب أبدا ، أنا أسفة ماري لم أكن أعلم أنه توجد حفلة
الـيوم و إلا لما أتيتّ
ـ لا على الإطلاق أنا من يجدر بها الإعتذار لقدّ أتعبتك معيّ .. شـكرا لك كلير
أنهت جملتها بابتسامة بسيطـةّ قد توردت وجنتيها إذ أنها ظلت تطلب من كلير المساعدةّ في كل شيء يتعـلق بالبحوث و الـدروس مما جعلها تشعرّ بالحرج
قليلاّ في حين ضحكت الأخرى بمرح هي تـضرب ماري بخفة شديدة على ذراعها قـائلة بنبرة مازحة
ـ ما دام قد تسنى لي الـحضور لحفلة مثل هذه فأنا أسامحكّ.. أعذريني الآن سـوف أذهب للبحث عن زوجي الـمستقبلي
نـظرتّ إليها ماري بعدم استيعاب و هي تـرى كلير تنصرف مسرعة بكل توترّ لماذا تشعر بأنهما تفاديانها ؟ هلّ حـدث شيء ما لا تعلم به ؟ قطبت حاجبيها
بإستياء قبل أن تلاحظ تـلك الأعين التي تتجه إليهاّ فابتسمت بخفـة لتلك النساء اللواتي يتهامسن حولهاّ إذ معظمهن يشرن نحوها هامسين هل تلك زوجة
نايت لبير ؟ يقال أنها من الطبقة العامة هـذا لا يصدق ، أليست تشبه سيدة سكارليت في تصرفاتها ؟ فاتجهت إليهن ماري بهدوءّ حالما اقتربت منهنّ
انحنت بـخفة بسمة رقيقة تعلوا شفتيها الورديتين قالتّ
ـ مـرحبا .. كيـف حالكن ؟
رمقتها النساء بصدمة قبل أن يستدرن مسرعات كي يغادرن فرمشت ماري لمرات عـدة أين أخطأت ؟ هل كانت طريقة إلقائها التحية أم أن ابتسامتها
كانتّ غير لائقة ؟ ربمـا طريقة سيرها نفخت خديها بإنزعاج كيف تستطيع أن تكسب المدعوين لجانبها هي أيضا بينما الجميع يتحاشى الحديث معها ؟
لما ذلك ؟ تنهدت و عـادت تسأل نفسها بنبرة خافتة قـلقة
ـ لقد تأخر نايت كثيرا ..
بـعد إنهائها لجملتهاّ فـتح باب القـاعة على وسعـه رفعت أنظارها ناحية القـادم قد ابتسمت لا إرادياّ على ذكـره ، عنّ بـعد كان نايت يسيرّ بـبرود رفقـة
حراسه بجانبه الأيسر ويليام أما فرانسوا فأمامه قد كان نايت يرتدي بـذلته الـسوداء الـرسمية تاركاّ ياقة عنقه مفـتوحةّ خصلات شعره الأسودّ انسدلت
بعشوائية على جبهته أما عينيه قد ازداد لونهما عمقّا و حـدةّ طـريقته فيّ الـسير ابتسامته الساخرة التي علت شفتيهّ أو حـديثه المنخفض الموجهّ
لويليام كـلّ شيء به جعـلّ كل من بالقاعة يلتفت نحوهّ قد ازدادت الهمسات حدةّ ، من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه بـرودّ كـبرياءّ نبيلّ و نـظرة ارستقراطية
تزيده جاذبية وّ وسامة ..
حـال وصولهّ لداخل القـاعةّ بقي الحـراسّ خـارجاّ و قد انتشـروا بشكل غـريبّ أثار استغرابّ الكلّ بينما تـقدم فـرانسواّ مبتعداّ عـنه كـذلكّ فـعل ويليام رغما
عنه إذ لا يبدوا موافقا على ما يحدث لكنهّ فـعلّ ذلك على كلّ حـالّ في حين استمرّ نايت تـقدمه للأمامّ ، نـظرتّ إليه ماري باستفهام ألم يقل فرانسوا أنهم
في انتظار وفود ؟ أين هم الآن ؟ اتجـهتّ إليه بـهدوء رافعة فستانهاّ كي تسرعّ فيّ خطواتها دون أن تضطر لتعثرّ و دون أن يضطر لقول شيء عـلمتّ
ماري من فورها أنه غـاضب أجل غاضب بشدةّ حالما وصلت إليه تكلمت بابتسامة خفيفة تعلو شفتيها بينما نبرتها كانت قلقة للغاية
ـ نايت لقد تأخرت كثيراّ هل حدث شيء ماّ ؟
نـظر إليها نايتّ لوهلة بعينينّ حادتين داكنتين ثمّ إنحنى بخفةّ محتضنا إياهاّ فارتجف جسد ماري بأكمله لكنها حاولت السيطرة على دقات قلبها المضطربةّ و
هي تضمهّ أيضا بابتسامة قبلّ أن يتركهاّ همس فيّ أذنها بنبرةّ بـاردةّ
ـ افتحي عينيك جيدا ..
رمشتّ عدة مرات غير مستوعبة ما قاله لهاّ في حين ألقى نايت نظرة سريعة على كايل إذ بدت ملامح الصدمة واضحـة عليهّ يبدوا أن تواجده هنا قد فاجأه
مما يعني أن إليزابيث لم تعطه كل المعلومات عن الحفلةّ و ربما تواجده هنا هو مجرد تغطيةّ فيّ حين ابتسمتّ تـلك ببرود و رفعت يدهاّ ملقية التحيةّ عليه
ليس هناك مجال للخطأ إليزابيث تخطط لشيء ماّ أكبر مما يبدوا عليهّ ، في حينّ قطبت ماري حاجبيها و ألقت بدورها نظرة سريعة إلى حيثما كان نايت
يرفع يده ملقياّ التحيةّ بعدّ ذلك اتجه بخطواتّ كسولة إليهاّ ..
فيّ الجـهة الأخرى تماماّ للقاعة حيثما كانت إليزابيث تقف وسط مجموعة ما تتجاذب أطراف الحديث عندماّ وصل نايت رمقها بنـظرةّ حادة خـطيرة
جعلتها ترتبكّ لوهلة من الزمن لكنها سرعان ما تجاهلت ذلك و هي تـأخذ بذراعه قـائلة بنبرةّ مـرحة
ـ لقد تأخرت عـزيزي فقد بدأنا الحديث من دونكّ
سحب ذراعه بـبرود من بين أناملها ثم تـقدم للأمام نحو مجمـوعة الوافدة التي كان من المفترض أن تصل قبل ساعتين و الذي تم استقبالهم من
طرف حراس إليزابيث قبل وصوله لأنه رفض المجيء لحفلتها ، لم يكن ليعلم أي أحد منهم ما الذي حدث تماما فاكتفى نايت بإلتزام الصمت حول
هذا الأمر تنهد ثم ابتسم بهدوء و هو يصافحهم قـائلا بنبرة هـادئة مبحوحة
ـ أهلا بكم في لندن ..
تبادل مختلف الحديث معهمّ و هو يرمق إليزابيث بحدة التي كانت تقف بجانبه مبتسمةّ إنها تعلم جيدا الآن أنه يخطط للقيام بمشروع مع هؤلاء من
أجل كسب أموال لصالح الشـركة و الذي سيساهم من نسبة ارتفاع ترشيحه هو للمنصب لكنها لا تفعل شيئاّ هل هذا غباء منها أم مجرد غض نـظر
أو ربما لها غـاية أخرى من هذا ؟ لم يعد يفهم تصرفاتها أبدا في الآونة الأخيرة ، عـاد يتحدث مع أحدهم قد قرر تجاهل تصرفاتها الغـامضة لحين آخر ،
مر أحد الخـدم ثمّ قدم لهم عصائر مختلفة تلاءم أذواقهم جميعاّ بعد ذلك غـادر بانحناءة خفيفة
فيّ الجانب الأخر كانت فـلورا تقف تأكل بضعة مقبلات دون أي تعبير على وجهها لما تقدم منها ويليام مبتسما وضع ذراعه حـول كتفهاّ لكي تلتفت نحوه
بسرعة قد فاجأها تصرفه في حين قال هو بضحكة
ـ فـلورا تبدين جميلة لم أكد أن أتعرف عليك
احمرت وجنتيها خجلا من إطرائه فألقت كلمة شكرّ بنبرة هامسة و هي تعود لصحنهاّ بينما جلس ويليام على أحد الكراسي المنتشرة قد بدى عليه القلق
مراقبا تصرفات نايت الهادئة ، قال بأسى
ـ ذلك الرجل لا أفهم إلى متى سوف يبقى هكذا ؟ أنظري إليه فلورا لو أنني أستطيع ضربه فقط
جالت فلورا بعينيها إلى حين كان ينظر ويليام ثم قطبت حاجبيها بغير رضى إذ أن إليزابيث تبدوا غير مبالية بضيوفها فكل ما تفعله هو الاقتراب أكثر
و أكثر من نايت تاركة زوجها جانباّ بينما و بالرغم من أن نايت يتجاهلها إلا أنه لم يبعدها عنه إنها تشعر بالمرض فقط من مراقبتهما ، تحدثت بّحدة
ـ ما الذي يظن نفسه فاعلا ؟ و تلك الحرباء لماذا تلتصق به هكذا ؟ ماذا عن زوجها ؟ ويليام أمسك الصحن سوف ألقنه درسا و أعود ..
أمسكها ويليام من الخلف و سحبها نحوهّ بإنزعاجّ ثم أشار على الكرسي الذي بجانبه لكي تجلس فلورا بمضض دون رغبة مراقبة نايت عن بعدّ
لما يتصرف هكذا ؟ ألا يدرك أن أفعاله هذه تعكس سلبا على ماري ؟ تنهدت بأسى لما ليس بيدها فعل شيء سوى المراقبة ؟ لما لم تعد تستطيع
الحديث مع ماري كما كانت تفعل سابقا ؟ لما صار كل شيء صعبا ؟ زمت حاجبيها بأسى عندما قال ويليام بهدوء
ـ لست أفهم ما الذي يريد فعله بعد الآن و أنا صديقه الأقرب إليه ، لما لا يتوقف عن لعبة الانتقام هذه و يكتفي بما لديه ؟ أقسم لو أنني ..
أومأت فلورا بصمت موافقة لا أحد يفهم ما يجول بعقل نايت بعد الآن ربما سيكون من الصعب عليهم دعمه أيضاّ قد يكون مؤلما ، نـظرت فلورا ناحية
ويليام بأسى لما لا يكتفي أحد بما لديه ؟ أشاحت وجهها بعيدا ثم قـالت بنبرة مبحوحة
ـ يؤلمني أن أرى ماري تحاول جاهدة كسب حبه لكنه لا يوليها أي اهتمام .. لا أعتقد أنه يستحق حبها صـراحة ويليام و لا أريده أن يفعل ، ربما من الأفضل
لها لو أنها وقعت في حب شخص آخر أفضل ربما مثـلك أنت
اتسعت عينيه بصدمة بينما اكتفت فلورا برسم ابتسامة باهتة على شفتيها لن تبالي إن لم تكن هي من تفوز به ما دامت أختها تستطيع أن تتحر من قيود
حب نايت حتى لو كان على حساب سعادتهاّ بينما قطب ويليام حاجبيه لفترة ثم تنهد بقلة حيلة قائلا بهدوء
ـ لا أعتقد أنني الأفضل لها .. كمـا أنني معـجب بشخص آخر فلن استطيع مساعدتها حتى لو أردت
أصدرت فلورا آهة متوترة و قررتّ تحاشي بقية الحديث ، أقال أنه معجب بشخص آخر ؟ من يكون إذن ؟ هل هي فتاة ما من عمله ؟ أو ربما ممثلة ما ؟
عـاد ويليام يتحدث بإبتسامةّ
ـ هذه الحفلة مملة نوعا ما أليس كذلك ؟
أومأت بالإيجاب ثمّ نـقلت أنظارها إلى كلير التي تقف على مـقربة من فـرانسوا تمسك بذراعه تبدوا عليها السـعادةّ و هي تـطلب منه شيئا بينما تشير إلى
بقعة ما في حين الأخير يرفض التحرك من مكانه بضجرّ يطردها بإنزعاج خفيف غير أنها لم تبدوا مبالية فعلا برفضه ، كتمت فلورا ضحكتهاّ الآن تدرك
سبب زيارات كلير المتكررة للقصر بـعدّ ذلك جالت بأنظارها حول القـاعة يبدوا أيضا أن ماري لم تعد حتى الآن لا أحد يعلم ما الذي قاله نايت تماما لها
غير أنه بدى كطلب ما لكي تغادر ماري محاولة تلبية أوامره ربماّ ، تنهدت بإرهاق ثم أسندت رأسها على كتف ويليام قـائلة بضجر
ـ تـبا أريد النوم ..




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 08:19 AM   #92
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بعيداّ عن الكل ذلك الفتى ذو سنّ الحادية عشر يقف وسط القـاعة بعد أن فقد إثر ماري عرضة اتجاهها لنايت يجلسّ متململا على الكرسي
في إحدى الطاولات المنتشرة بكثرة هو لا يحبذ لقاء الغيرّ أو التواجد في مكان مليء بالنـاسّ إذ ذلك يثير يخنقه بطريقة ما فجالّ بعينيه فيّ كل
زاويةّ و بكل ناحية لما لمحّ شخصاّ ما وقف مسرعاّ قد شحب وجهه كلياّ حينما استدار ذلكّ الشخص ناحيتهّ لم يكن أحدا سوى ديميتري نفـسه
يقفّ مرتديا بذلته الـرسميةّ متنكرا على زيّ خـادم برفقته السيد فلادمير الرجل الذي صار تـابعاّ له ، تـراجع للخلفّ لا إرادياّ لما ارتطم جسده
بّشيء ما فـرفع عينيه لكي يرى أوسكار يقف خلفه مبتسماّ بـبرودّ حـاول الفـرارّ للجـهة اليمنى لولا أنه رأى جونسون يقف أيضا ملوحا له بخفةّ
و فيّ الجـهة الأخرى يقف آرثر بـرفقة زوجته الأجنبية تلكّ التي لم تكن أحدا سوى عـارضة أزياء مشهورةّ الصيت ، كتمّ أنفاسه قدّ شعر بدنو
أجلهّ لماذا قرر ديميتري الظهور أخيرا ؟ ألا يدرك خطورة فعله حتى لو أنه تنكر كمجرد خادم إلا أنه يبقى ..
وضـع أوسكار يده على كتف أليكساندر ليقوده نحو الأمام عندما فجأةّ دفعتّ ماري يده بعيدا بقوة و هي تّدفع أليكساندر خلفهاّ احتدت عينيهاّ بغضبّ
و رمقت الجميعّ بحدةّ ، ما الذي يحدث هنا ؟ لماذا الطقم بأكمله في الحفلة ؟ تحدثت ماري بنبرة هادئة
ـ لا تتجرأ على لمسه مجددا ، دعني أذكرك أوسكار أنت في ملعبي أنا .. احرص على إخبار ديميتري بهذا
بعدّ ذلك ابتسمت بـرقة و هي تصافحهّ أما العيان ثم استـدارت مسرعة رفعتّ هاتفها و ضغطت على زرّ الاتصال السريعّ لكي يظهر رقم سوزي
على الشاشة و التي بدورهاّ دون أي وقت لتضيعه اتت وقفتّ بجانبهاّ فتحدثت ماري بنبرة حادةّ
ـ سوزي إن ديميتري هنا ألم تريه ؟
نظرت إليها سوزي بدهشة بعد ذلكّ عـادت تنظر إلى شاشة هاتفها الذكي الواسع قد كانت كاميرات القصر بأكملها متصلة بهّ ثم أومأت نفياّ ما الذي
يحدث ؟ هل تم التلاعب بالكاميرات ؟ عـادت تنظر بدهشة إلى التسجيل لترى أنه يتم إعادة بث أماكن متـفرقةّ محجوبة ببراعة تامةّ كل ذلكّ لتجنب
ظهور ملامح ديميتريّ علنا ، شهقت سوزي برعب و هي تتحدث قائلة
ـ سيدتي التسجيلات كلها مفبركة ، لا شيء مما أتلقاه الآن حقيقي
زمت ماري شفتيها و هي تـلاقت نظراتهاّ المرتبكةّ بنظرات ديميتري المتهكمةّ الساخرةّ لا شيء يبدوا صحيحاّ إليزابيث بجانب نايت تـاركة كايلّ و
شأنه بينما من المفترضّ أن تكون معهّ أوليس الغاية من الحفلة هوّ كسبّ أكبر عدد من الحلفاء إلى جانبهم ؟ آرثر يـراقب فلوراّ أما أوسكار فقد
إتجه إلى ويليام بابتسامة واسعة تعلو شفتيهّ ، نـظرت ماري ناحية كلير لكي تجدها تتمسك بقوة بذراع فرانسوا و هي تحاول أن لا تظهر للعيان
مدى خوفها أمامهم كان يقف جونسونّ ، إن الذي يحدث هنا ليس مجرد أمر عادي على الإطلاقّ ..
أمسكت ماري برأسها و قد ضاعت بين الكلّ ما الذي عليها فعله الآن ؟ إنها لن تستطيع أن تطرد ديميتري و حلفاءه خارجاّ ليس و الكاميرا تعيد بث
كل ما يحدث ليس و أن التسجيلات يتم التلاعب بها من طرفهّ ، تحدثت سوزي بتوتر
ـ سيدتي .. أنا لا بل ما الذي تأمرينني بفعله ؟
عضت سوزي شفتيهاّ بعصبية و هي تلاحظ مدى توتر الجميعّ لما لم ترى ذلك سابقا ؟ كيف كان لإليزابيث أن تأتي بهذه الكمية الهائلة من الحراس
في هذه المدة الزمنية القصيرة ؟ جميعهم ملك لديميتري و لا شك أنهم استولوا على القصر بأكمله تـبا سيكون التحرك الآن صعبا إنها لا تجد
ما تفعله ؟ حماية ماري و أليكساندر ؟ تحذير كايل أو اهتمام باستعادة السيطرة على القصر ؟ إن نايت في خطر أيضاّ لا بل أكثرهم من يحتاج إلى
حمايةّ .. وجهت عينيها القلقتين نحوه لكي ترى إليزابيث تحيط ذراعه بكلتا يديهاّ تضحك بخفة على شيء ما ،
تـبا حتى لو أرادت فلن تستطيعّ أن تستعين بنايت إنه محاط بالجميعّ و هو يحاول أن يوقع عقدا مع رجل ما أتى خصيصا من روسيا لأجلهّ ، أحكمت
ماري القبض على فستانها إذ أن كل أفكار سوزي كانت تجول بعقلها هي أيضاّ .. بقيت على حالتها تلك لمدة طويلة نوعا ما قبل أن تستجمع شجاعتهاّ
و ترفع رأسها نـظرتّ من حولها للمرة الأخيرة ثم تحدثت بنبرة حادة
ـ سوف أستعيد السيطرة على غـرفة المراقبة و القصر بأكمله أثناء ذلك أبقي ديميتري تحت أنظاركّ ، أليكساندر أنت أتجه إلى نايت و اختلط بينهم ،
لن أتأخر كثيرا ..
نـظرت إليها سوزي بقلق بـعد ذلك أومأت إيجابا في حين حاول أليكساندر الاعتراض غير أن نظرات ديميتري المسلطة عليه أخرسته تماما بينما
رفعت ماري فستانها الطـويلّ بهدوء و هي تسير بخطوات سريعة نوعا ماّ ، حالما لاحظها فرانسوا كاد أن يتجه إليها لولا اعتراض جونسون له رفع
الأخير سترته لكي يظهر مسدسه و هو يقول بابتسامة باردة
ـ فـرانسوا عزيزي لم ننهي ما حدث سابقا ، هـذه المرة سأحرص على دفنك
تـمسكت كلير بذراع فرانسوا قد شحب وجهها كلياّ إنها تتذكر تلك الليلة تماماّ لما كاد فرانسوا أن يفارق حياته بسبب هـذا الرجل الذي يقف أمامه
دون ضمير أو أي تأنيب هاهو الآن ينوي أخذ حياته للمرة الثانية ، أغلقت عينيهاّ بقوة بينما رفع فرانسوا سترته لكي يظهر مسدسه هو الآخرّ رسم
على شفتيه ابتسامة بـاردة قـائلا بجدية
ـ سوف أحرص على جعلك لا ترى النور مجددا جونسون .. هذه المرة للأبد
و في الجـهة المقابلة حيثما كانت فلورا تـجلسّ تتجاذب أطراف الحديث مع ويليام لوهلة ثم يلتزمان الصمت لوهلة أخرى لماّ ظهر آرثر أمامهما
بـرفقته زوجـته تلكّ و أوسكار أيضاّ ، قطبت فلورا حاجبيها ثم كادت أن تفرك عينيها لولا أنها تذكرت أن سوزي وضعت لها الماكياج توقفت عن
حركتها تلكّ و وقفتّ لكي تضع يدها على كتف آرثر و تمسكه بقوةّ مبتسمة بـهدوء بعدّ ذلك رفعت ذراعها الآخرى و وضعتها على كتف أوسكارّ لكي
تضغط عليه قـائلة بنبرة باردة
ـ عجبا ما الذي أراه أمامي الآن ويليام ؟ هل هـذه هي المفاجأة التي تحتويها الحفلة ؟
وقف ويليام و أبعدها للخلفّ بهدوء بعد أن رسم على شفتيه ابتسامة وديعةّ في حين دفع آرثر يد فلورا بلطف ظاهري فقطّ بينما قطب أوسكار حاجبيه
متعجبا لرؤية هذه الفتاة مجدداّ تلك التي اتهمته بتمسكه الشديد لويليام ، تـحدث آرثر بنبرة ماكرة
ـ ما الأمر فلورا ؟ ألا تحبين حفلات جمع الشمل ؟
رفعت فلورا قبضتها و أشارت عليها ببرود قبل أن تشير على وجههّ لو أن المكان مختلفا فقط لكان الآن آرثر مقتولاّ لكن للأسفّ ، في حين تحدث
ويليام بنبرة لطيفة
ـ يا لها من مفاجأة سارة ..
رفعت فلورا كم فستانها بالرغم من أن فساتنها لا يملك كما على الإطلاق إذ أنها مجرد حركة إعتادت عليها كلما كانت على وشك الشجار ثم تـقدمت
من آرثر لما جذبها ويليام مجددا ناحيتها ممسكا إياها من كتفيهاّ بقوةّ تـبا كم أن دمها حار دائما ما تكون مستعدة لشجارّ ، بعد ذلك تحدث ويليام بهدوء
ـ من الأفضل لكما أن لا تثيرا المشاكل يـا .. أطفال
رمقه أوسكار ببرودّ بـعد ذلك ابتسم لأحد الفتيات اللواتي كن ينظرن بترقب إلى الثنائي المشهور أوسكار و ويليامّ بـعد جولتهما الغنائية التي للأسف
انتهت بسرعة بـعد ذلك عـاد يجول بعينيه على ويليام لكي يقول بـبرود
ـ عزيزي دعني أصحح ما قالته لي صديقتكم قبلا هـذا المكان بأكمله لنا أنتم لا تملكون فرصةّ لمواجهتنا لقد خسرتم قبل البدء حتى
رمـقه ويليامّ بنظرة حادة خطيـرةّ بينماّ زمت فلورا شفتيها بعبوس قدّ أثارت كلماته أعصابهماّ ، ما الذي يعتقدون أنفسهم فاعلين ؟ فيّ حين و حيثما كان
يقف نايت يتحدث بـبرود حولّ خـطته القـادمةّ و مشروعهما الذي من المفترض أن يتم الموافقة عليه اليوم بـهدوء و بخطوات خفيفة للغاية متوترة وقف
أليكساندر بجانبهّ بعد ذلك عـاد بأنظاره إلى ديميتري فوجده يرمقه بـنظرات حادة خـطيرّة مما جعل توتره يزداد و دون أن يدرك أمسك بيد نايت بقوة كعادته
لما تكون معه ماريّ لكي يستدير نايت ناحيته ، فنظر إليه ذلك الـرجل كان في عقده الخمسين روسي الجنسية كما يبدوا من ملابسه وّ عينين باردتين
قطب حاجبيه بخفة ثم ابتسم قائلا
ـ مـرحبا ..
جفل أليكساندر إذ أن الكلام الموجه له جعله يستفيق قليلا من رعبه فاستدار لكي ينظر ناحية الـرجل العجوز بـعد ذلكّ احمرت وجنتيه إحراجا قد لاحظ
أنه يمسك بيد نايت بكل قوة كما لو كأنه مجرد طفل صغير فاقترب للأمام ثم انحنى بـخفة قـائلا بنبرة مرتبكة
ـ أعتذر على وقاحتي الشديدة سيدي .. أدعى أليكساندر إنه لشرف لي مقابلتك
بعد إنهائه لجملته ألقى نظرة سريعة على نايت قد بدى متردداّ للغايةّ ثم أخفض رأسه للأسفل و هو يقف بجـانبه مجدداّ ابتـسمّ الـعجوز له إذ بدى مظهر
أليكساندر أنيقا هادئاّ و وسيماّ ثم عـاد ينظر لنايتّ لا يدري لما لكن لا يسعه سوى الضحكّ إثر رؤيتهما معاّ لكي يتحدث الـرجل بضحكة
ـ أعتقد أن السيد الصغير يريد الحديث معك سيد نايت لذلك سوف أستأذنك قليلا
انحنى الـرجل بلباقة ثم غـادر بخطوات هادئةّ حينما استدار نايت ناحية أليكساندر مستغـربا تواجده معهّ بينما و دون أن يضطر الفتى لقول أي كلمة جذب
كم نايت بحركة سريعةّ بعيدا عن الأنظار ثمّ أشار برأسه أينما كان يقف ديميتري و الذي حالما وقعت أنظار نايت المصدومة عليه رفع يده ملوحا له
بابتسامة بسيطةّ ، اتسعت عينيه بصدمةّ و هو يـرى أيضا جونسون يتحدث مع فرانسوا كذلك آرثر و أوسكار سحقاّ ما الذي يفعله كل هؤلاء هنا ؟ يجب
عليه طردهم فوراّ أو على الأقل حماية الآخرين حـالما كان على وشك الحـركةّ أمسك رأسه قدّ داهمه صداع قوي ..
ـ سحقا .. سحقا إليزابيث سـحقا
لماذا كانت إليزابيث تعلم بوقت و مكان وصول زبائنه ؟ لماذا استقبلتهم ؟ لما كانت ترفه عنهم طوال الحـفلة ؟ تـبا كيف لم يرى ذلك مسبقا ؟ إصرارها
على قدومه الحفلة المفاجئةّ و علمها بشركائه كل هذاّ كان مخططا له منذ البدايةّ ، أجل بالطبعّ ديميتري لن يستسلم له بتلك السهولةّ سوف يفعل المستحيل
لمنعه من نشر هويتهّ حتى لو تطلب الأمر كشفّ حليفه الأكثر سريةّ إليزابيث بنفسهاّ ، تـحدث أليكساندر بقلق و هو يرى نايت يجاهد لتمالك أعصابه
ـ سيدي أرجوك لا تقـلقّ إن ماري و سوزي يتوليان الأمرّ ،
حـالما سمع نايت إسم ماري إزداد صـداعه ألما و كاد أن يسقطّ أرضاّ أقال ماري تتولى الأمر ؟ تـباّ عاد يجول بنظراته فيّ كل زاوية و بكل إنش باحثا
عنها عندما تحدث أليكساندر بنبرة متوترة
ـ إنها ليست هنّا .. يبدوا أن ديميتري يبث تسجيلا مزيفا للإعلام و أن كل الكاميرات التي هنا تلتقط أحداثا في وقت و تبثها في وقت آخر
التزم الصمت مرتبكا إذ أنها مرة الأولى التي يتحدث فيهاّ مع نايت و التواجد بـرفقته بدى مخيفا للغـايةّ لا بل بالأحرى مرعـباّ إذ أن هناك هالة من حوله
تجبره على الابتعاد عنهّ الحذر منه و تجنبه ، بينما ضربّ نايت رأسه بـخفةّ ثمّ تحدث قائلا بنبرته الباردة المبحوحةّ
ـ كيف لي أن لا ألحظ ذلك ؟ لقد كان تشكيل الحرس خارجا مختلفا لكننني لم أبدي الأمر اهتماما ، تـبا أين هي ماري الآن ؟
نـظر إليه أليكساندر بتوتر يـعلم جيدا أن نايت يبالغ في حماية ماريّ لا بالأحرى هو يعتبرها مجرد طفـلة تحتاج لمـراقبة الكلّ لها و إن عـلم أنها ذهبت
لوحدها دون أي حرس لإيقاف ديميتري لسوف يجن بكل تأكيد بالطبع سوف يجن حتى هو بنفسه لا يثق بها ، منذ فترة ليست ببعيدة لم تكن قادرة على
الوقوف لوحدهاّ و الآن يتركونها تواجه هذه المشكلة لوحدهاّ .. تنحنحّ ثم أشاح بنظره بعيدا قـائلا
ـ لقد ذهبت لكي تستعيد السيطرة على غـرفة المراقبة و سوزي تراقب ديميتري ،




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 08:20 AM   #93
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





دفعـة واحدة للأمام فقطّ و فـرصة ثانية لاستغلالها هاهي تقف الآن أمام ذلك الـباب مستعـدةّ لفعل المستحيل من أجل حماية أعـز ما تملك
مدت يدها لكي تضغط على المقبض بخفة متناهية بعد ذلكّ فتحته اتجهت بخطوات هادئة إلى الداخل كي تصبح وسط الغرفة لقد كانت خالية تماما
من أي كائــن حي مما جعلها تتساءل هل فعلا أتت للغرفة المناسبة ؟ استدارت من حولها لكي ترى شاشات المراقبة بأكملها تعيد بث مختلف الزوايا
و أماكن القصرّ فقطبت حاجبيها بعدم استيعاب أين هم الحراس ؟
نـظرتّ بعينين واسعتين إلى الشاشة لكي ترى نايت برفقة أليكساندر يتحدثان بهدوء عندما عـاد رجل عجوز ربما في منتصف الخمسينيات لكي يقف
بجانبهما و هو يتحدث بنبرةّ ضاحكة حول شيء ما و يمد يده ناحـية نايت لكي يمسكها الأخير دون تردد راسما على شفتيه ابتسامة نادرة ما تغزو
وجهه إن ما كان أبدا قد بدى بطريقة ما سعـيدا ..
الـشاشة الثانية كانت تركز على فـرانسوا و كلير أيضا جونسون قد كان الثـلاثة يتحدثان بلهجة يمكن القول عنها شديدة التهديد و التحذيرّ لم تكن هذه
الكاميرا تبث مجرد الزاوية التي يقف فيها فرانسوا بل تتبعه أوتوماتكيا كأنه يتم تسيرها عن بعدّ ..
الـشاشة الثالثة أوضحتّ الاجتماع الصغير الذيّ يجمع بين ويليام المبتسم بجاذبيةّ و فلورا ذات الدم الحار إلى آرثر ذوّ الـحديث الساخرّ و أوسكار
الذي يراقبّ تـصرفاتهما دون أي ملاحظة جانبيةّ فقطبت ماري حاجبيها و اقتربت أكثر .. لكي تلاحظ أن تواجد إليزابيث في بقعة ما قريبة جدا من نايت
تتناول الحلويات برفقة عـارضة ما فجأة رفعت يدها ملوحـةّ لشخص ما بتحية لا لم تكن مجرد تحية أكثر مما كانت إشارة لفعل شيءّ ما
جالت ماري بعينيها في الشاشات الأخرى و هي تبحث عن ذلك الـشخص الذي لم يكن له ظهور أبداّ لكي تجده أخيرا يقف رفقة عدة رجال أعمال و لم
يكن أحدا سوى كايل المبتسم بلباقة لحد ما من طريقة تحريكه ليديه و تقطيبه لحاجبيه بدى نوعا ما غاضباّ يكتم أعصابه بصبر شديدّ ، ألا يعلم عن
تصرفات إليزابيث الغـريبة ؟ ألا يدرك حتى الآن أنها تخدعه ؟ هي لم تكن أبدا برفقته و لن تكونّ أكثر من مجرد حليفة قـريبةّ شـريكة لديميتري
التزمتّ ماري الصمتّ طوال فترة مراقبتهاّ بعدّ ذلك نـظرتّ إلى تلكّ الخيوط الغـريبة التيّ توجد فيّ زاوية ماّ بـعد ذلك اقتربت من لوحة التحكم لكي تبدأ
بالضغط عشوائيا علىّ الأزرار غير مدركة لما تفعله ، ما دام لا يوجد أحد يتحكم بكاميرات المراقبة هنا فلابد أنه قام بقرصنة الحاسوب الرئيسي لكي
يتحكم بالكاميرات و التسجيلات عن طريقه إذنّ كل ما يجب عليها فعله هو إطفاء هذه الآلة لكي تمنعه من الوصول إلى غرفة التحكم أليس كذلك ؟
تأوهت بألم و هي تحك جبينها بقلة حيلةّ تـبا لم تكن أبدا ضليعة بهذه الآلات لم يكن يجدر بها أن تأمر سوزي بمراقبة ديميتري بل كان يجدر بها إرسالها
لكي تهتم بهذه الخردة لكنّ هي ليست متمكنة أيضا في مراقبة الغيرّ فربما سيشوش ذهنها بطريقة ما و يفلت من قبضتهاّ ،
جلست على الـكرسيّ بضجر بعد ذلك عـادت تنظر لشاشة و هي تضغط على الأزرار بعشوائية ثم أخفضت رأسها للأسفل لكي تبحث عن الخيط المباشر
الذي يصل الحاسوب بالكهرباءّ لكن لم تستطع معرفته على الإطلاقّ ، همست لنفسها بكآبة
ـ لماذا يبدوا الأمر سهلا في الأفلام ؟
نـظرتّ من حولهاّ مجددا ثمّ رفعتّ هاتفهاّ لكي تتصلّ بسوزي من أجل الاستعانةّ بمعلومتهاّ لما لاحظتّ تـحرك أليكساندر من جانب نايتّ لكي يغادر مسرعاّ
القاعةّ رفعت حاجبهاّ باستنكار ما الذي يفعله ؟ ألم تخبره أن يبقى رفقة نايت لأنه سيكون محط أنظار الكل إذن أين هو متجه ؟ و تبا لما الكاميرات تقوم
بتتبعه ؟ بعد فتـرةّ كان يسير في الـرواق بسرعةّ سرعان ما تحولت تلكّ الخطوات إلى ركضّ ، همست مجددا محدثةّ نفسهاّ بإستياء
ـ لكن ما الذي يفعله ؟
وقفتّ هي الأخرى و اتجهت ناحية البابّ حالما فتحته رأته يقف أمامهاّ يتنفس بقوة و هو يضغط على ركبتيهّ نـظرتّ خلفه لكي تجدّ حـراس نايت معه لكن
أين كان هؤلاء ؟ لم تلاحظهم من خلال الكاميرا ؟ سرعان ما استعادت أفكارها المشوشة و هي تقوم بضربه بخفة على رأسه قائلة بنبرة بأسى
ـ لكن لما لا تنفذ أبدا ما أطلبه أليكساندر ؟ ماذا إذ قام رجال ديميتري بتتبعك ها ؟
ابتسمّ لها بخفة دونّ أن يقول شيئا فتنهدتّ ماري و هي تفسح لهم المجال لدخولّ الآن عـرفت حول ماذا كان يدور حديث أليكس و نايت لابد أنه أخبره
بأن يذهب إليهاّ أجل بالتأكيد فهو لا يثق بهاّ ، قطبت حاجبيها عندما تحدث بنبرته المرحة
ـ لقد أمرني السيد نايت بالتوجه إليك فورا حالما علم بأمر ذهابك لوحدكّ و أرسل هذه الفرقة أيضا لحمايتك لذلك لا داعي للقلق ماري لن يقوم ديميتري
بأي خطوة و هؤلاء يحموننا
كشرت عن أسنانها بغير رضى لماذا دوما ما يقوم بإرسال الغير لحمايتها ؟ هي تستطيع تولي الأمور بنفسها دون الحاجة لأي مساعدةّ ألم يكن ذهابها
لوحدها واضحا في عدم رغبتها في الحصول على مساعدة أو حماية ؟ نايت و أوامره اللا متناهيةّ ، زفرتّ بقوة و قد استاءت فعلا من تصرفه إذ لم يكن
هناك داعي على الإطلاقّ فزمت شفتيها بعبوس واضح و هي تضم ذراعيها لصدرها بحركة احتجاجية قائلة بعبوس
ـ أنا أستطيع الاعتـناء بالأمر جيدا ، لم يكن هناك داعي لإرسالك أليكس أيضا حمايتك هي الأولوية القصوى الآن .. لا تتهور مجددا مفهوم ؟
و لا تنصت لنايت
اتجهت إلى لـوحة المفاتيح الطـويلة تلك ثم بقيت تنظر إليها بتفكير عندها اتجه أليكساندر ناحيتها و هو يتنهد بأسى طريقة تحريك أصابعها على أزرار
توحي بعدم خبرتها في هذا المجال نهيك عن تقطيبها المستمر لحاجبيها دلالة على عدم معرفتهاّ لما تفعله فأخذ أليكساندر الكرسي ليجلس عليه
و تقدم للأمام قـائلا
ـ دعيني أتولى الأمر ماري .. أنت فقط ابقي هناك
أشار على زاوية بعيـدّة كأنه يطردها فزمت ماري شفتيها و هي تقترب أكثر منه لكي تأخذ كرسيا أخر و تجلس بجانبه حينها رمقها أليكساندر بـتوتر بعد
ذلك تنهد مجددا لكي تتحدث ماري بفضول
ـ أتعـرف كيف تتولى أمر الالكترونيات هذه ؟
أومأ أليكساندر بالإيجاب و هوّ يبدأ عـمله بخفة متناهيةّ قد كانت أنامله تتحرك بسرعة دلالة على اعتياده لمثل هذه الأعمالّ عينيه تـركزان في الشاشات
التي أمامه و التي بأكملها صـارت سوداء تظهر في كل ثانية العديد من البياناتّ ، تـحدث أليكس بنبرة هادئة
ـ إن ديميتري يكلف شخصا ما بالتحكم عن بعد بكل الكاميرات و جميع التسجيلات هـذا تفاديا لظهوره في أي فيديو و لمسح وجوده كليا لذلك كل ما علينا
فعله الآن هو إرسال ملف خاطئ إلى هـذا الشخص و قـرصنته من الداخل ..
أصدرت ماري آهة تدل على فهمها لما كان يقوله توا ثم عـادت تنظر إلى الشاشة بينما كان أليكساندر يعلم بـسرعة كبيرةّ لم يكن الأمر صعبا عليه على
الإطلاق فهذا كل ما تعلمه من البقاء برفقة ديميتري ، قـراءة تفكيره تقنيتهّ لكنه حتى الآن ليس بارعا في معـرفة تحركاته المفاجئةّ ، بـعدّ فترة ضغط
أليكساندر على زر ما لكي تبدأ ملفات عديدة في الإرسال إلى جهة مـاّ يبدوا أنه استطاع التسلل إلى حاسوب هذا الشخصّ ..
فجأة رفع حاجبيه بدّهشة واضـحةّ لكي تنظر إليه ماري مستغـربة ثم إلى شاشة لقدّ عـاد كل شيء إلى طبيعتهّ قد أظهرت الشـاشات بأكملهاّ كل إنش و
كل زاوية في القصر بأكمله و القـاعة الرئيسية أيضاّ حينها تحدث أليكساندر بنبرةّ مستغربة
ـ هـذا غريب
رمشت ماري عدةّ مرات غير قـادرة على معرفة الأمر الغريب الذي يتحدث أنه أليكساندر لكنها ابتسمت بّحماس غـير آبهة و هي تضربّه على كتفه بخفةّ
قـائلة بسعادة
ـ أنت عبقري أليكس لقد نجحت
هز رأسه نفياّ قد ظهرت علامات الصدمة على وجههّ هـذا غـريبّ فعلا لماذاّ الأمر شديد السهولةّ ؟ إن ديميتري يستسلم طواعيةّ لا بل حتى أنه لا يبدي
أي حركةّ مقاومةّ ما الذي ينتظره ؟ و هل نجحا فعلا في استعادة كل البياناتّ أم أنها مجرد خدعة ؟ تمتم أليكساندر
ـ لا إن هذا الهدوء غريب جداّ ، ديميتري لا يبدي أي رغبة فيّ المقاومة لا أعتقد أننا نجحنا ماري ..
شحبّ وجه ماري كلياّ و هي ترى مدى الرعب الذي تملك أليكساندر إنه يعلم تماما إلى أي حد سيصل إليه ديميتري يـعـرفه جيدا لذلكّ هو يقول أن أمر
عدم تحركه غريبّ لكنّ نـظرت إلى الشاشات التي تبحث ما يحدث في الحفلة ثم قـالت له بابتسامة
ـ المهم أنك نجحت أليكس ، أعلم أن ما تقوله صحيحّ و أعلم أيضاّ أنه من المستحيل أن لا يفعل ديميتري شيئاّ بهذا الصدد أيضاّ لكن مهما سيفعل فنحن
سنقف بوجههّ .. لن أدعه يأخذكّ
حركتّ خصلات شعره الأشقرّ بعشوائية و هي تضحك بّخفة لكي يبتسم أليكساندر بهدوء أليست تأخذ كل شيء بسهولة ؟ بينما وقفت ماري تعـدل فستانها
الحريري متمتمة ببضعة كلماتّ تعرب فيها عن انزعاجها الشديد ثـم مدت يدها ناحية أليكساندر لكي يمسكها الأخير و يتجه الاثنين مجددا نـاحية القاعة
الرئيسية بعدما تركوا خمـسة رجال في غـرفة المراقبة يتولونّ استعادة كل تلك البيانات و الحرص على تغيير كل كلمات السر أيضاّ تغيير ما يلزم تغييره
قد اصطحبهما حارس واحد فقط إلى الـحفلةّ ،
إذّ كان السيد فلادمير صديق السيد بيتر لبير هوّ أكبر حليف لديميتري و هو السببّ أيضاّ فيّ تسبب بتلك الحفلة الكارثيةّ التي راحّ ضحيتها عدةّ أناسّ
و يبدوا أن إليزابيثّ قررت كشف غطائها أخيراّ لهم اجتماعهم كلهمّ هنا و الآن لا ينذر بالخير على الإطلاقّ يجدر بهمّ الحذر أكثرّ و أكثرّ خصوصا نايت
فالكل هنا يستهدفهّ ، أيضاّ يبدوا أن كايل لا يعلم أبدا بما تخطط له زوجته و هو كبقية الحاضرين يظن أنها مجرد حفـلةّ لكسب حلفاء جددّ أوّ ربما لشيء
آخر ؟ كتمت ماري أنفاسهاّ بغيض تبا كل هـذه الأحداث كل هذه الاحتمالات لا تجعلها قادرة على التفكير بشكل سليم ، فجأة توقفت قد اتسعت عينيهاّ
بصدمة ماذا إن كان ينوي ديميتري إعادة إحياء ذكرى حفلة المـوتّ تلك ؟ هذه المرة أتى من أجل قتل نايت ؟ لا يمكنها أن تدعه يفعل ذلكّ هذا مستحيلّ ..
كانت تـسيرّ بخطوات متعـثرةّ مرتبكةّ وّ شاردة لم تكن قادرة على إيجاد حلّ لما يحدثّ عندما ارتطمتّ به كادت أن تسقطّ لولا أن يده كانت أسرع لإمساكها
جذّبها بـهدوء لكي تستعيدّ توازنها ثمّ أفلت يده حينماّ فتحتّ ماري عينيهاّ لكي تجدّ نايت يقف أمامهاّ ينـظرّ ناحيتهماّ ابتسمتّ ماري حينها و رفعت أناملها
دلالة على الانتصارّ قائلة بحماس
ـ لقدّ تم استعادة السيطرة على القاعدة سيديّ ..
نـظرّ إليها قدّ رسم ابتسامة خفيفةّ بسيطةّ على شفتيه لا تكادّ تظهرّ ثـم استدارّ عـائداّ للحفلة لكي تمسكّ ماري بذراعهّ و بجانبهاّ أليكساندرّ قد عـاد ذلكّ
الحارس أدراجه بعد إشارة سريعة من قبل سيدهّ ، قـال بنبرةّ هادئة مبحوحـةّ
ـ تـوخوا الحذر القصر لم يعد آمنا بعد الآنّ.. و ماري افتحيّ عينيكّ جيداّ لا تتصرفي ببلاهةّ
أنهى كلامه بنظرةّ صارمةّ حادةّ جعـلتها تقطب حاجبيهّا بغير رضى قدّ زمت شفتيهاّ بعبوسّ تـاركةّ ذراعه و هي تتقدمّ للأمام مغـلقةّ عينيها إذ أنها تحاول
فعل عكس ما قالّ و بخـطواتّ سريعةّ تخطتهمّ فيّ حين ابتسم أليكساندر بّخفة لما قـالت ماري بنبرةّ غاضبة نوعّا ما
ـ شكرا لنصيحةّ لكن أستطيع أن اعتني بنفسيّ بشكلّ ممتازّ جداّ
نـظر إليها الاثنينّ بـبرودّ إذ و قبل أن تكمل جملتهاّ ارتطمتّ ببابّ القـاعة الـرئيسيةّ تأوهت بألم و هي تمسكّ أنفهاّ عـائدةّ للخلفّ لكيّ تلاحظّ إشـارةّ
نايت التي يرفعها للحراسّ الذيّن أمام القـاعةّ إذ و بإشارةّ منه لم يفتحاّ البابّ لهاّ فـرمقتهّ بغيضّ و وقفتّ على أطرافّ حذائهاّ تـقومّ بضربّ جبينّ نايتّ
بحركة استفزازية و هي تبتسمّ بكلّ حقدّ قـائلةّ
ـ هل من الممتع أنّ تجعلني أظهر دوماّ بمظهر الفتاة البلهاء ؟ هـا ؟ أخبرنيّ لأنه لا يبدوا بّذلك الأمر المرفه بالنسبةّ لي ..
أمسكّ أناملها بخفـةّ كيّ يجـذبّها نحوه بسرعةّ قد جفلت من حركتهّ الغـريبةّ إذ لمّ يفصل بينهماّ شيءّ قد كانت أنفاسهماّ قـريبة جداّ من بعضهاّ البعضّ
فتحتّ ماري عينيها على وسعهماّ قد احمرت وجنتيهاّ لا إرادياّ بينماّ كتم أليكساندر ضحكتـّه هو يرى ابتسامةّ نايت السّاخرة قد أجابها بنبرتهّ
المبحوحةّ المتهكمةّ
ـ أجل كـثيرا ..
زمتّ شفتيها بعبوسّ قدّ دوى صوتّ ضحكات أليكساندر عـالياّ بينما اكتفى نايت بإبتسامةّ خفيفةّ حينماّ فتح بـاب القـاعة على وسعهّ لف ذراعهاّ حولّ
ذراعه كي يضع يده في جيب سـرواله بينماّ أمسك أليكساندر بكمّ قـميصه قد بدت عليه علاماتّ التـرقبّ فيّ حين وضـعّ نايت صفة البرودّ مجددا على
وجههّ قدّ تـحدث بنبرته المبحوحةّ قبل أن يـخطوا خـطواتهمّ أكثرّ نحو الحـفلة
ـ مـاري .. توخي الحذر من فضلك
استدارتّ إليه بسـرعةّ ما الذي قـاله ؟ لماذا يستمر بإخبارها ذلكّ ؟ لكن كلّ تساؤلاتها ذهبت جانباّ و هي تلاحـظّ نـظراتّ ديميتري المسلطةّ عليهمّ ثـلاثتهم
قدّ بدى غـاضبا جداّ بقربه كانتّ تقف إليزابيثّ مبتسمةّ بهدوء بين يديهاّ كأس نبيذّ أحمر و هي تتحدث مع السيد فلادمير حينها أحكمّ نايت الشد حول قبضتهّ
قد بدت ملامحـهّ أشد قـسوةّ و أكثرّ حدةّ ، لن يسمحّ بمثل هذه التصرفات أن تستمرّ ..
رفعّ هـاتفه ثمّ أرسل رسـالةّ نصية قصيرةّ إلى فـرانسواّ الذيّ حالما تلقاهاّ ألقى نـظرةّ سريعةّ على نايتّ بـعدّ ذلكّ أومأ بهدوءّ قـبلّ أن يعـيد النظر لهاتفه و
هوّ يقوم باتصال آخرّ حينما اقتربت إليزابيث من منصةّ قدّ استلمتّ المايكروفون ابتسمتّ بخفةّ قـائلة بنبرتهاّ الـرقيقةّ
ـ أيها السـادةّ أيتها السيداتّ ..
بعدّ جملتها تـلكّ لفتت أنظار المدعوينّ بأكملهم لكيّ يستديروا ناحيتهاّ و همّ يصفقون لهاّ بلباقةّ بينما اكتفت إليزابيثّ برفع يديهاّ دلالة على تحيةّ في حينّ
ابتسم كايلّ بهدوءّ بينما تـقدمّ الجميعّ للأمامّ كي يقف ويليام و فـلوراّ إلى جانب نايت و ماريّ كذلك أليكساندر و كليرّ فيّ حين و بالجـهة الأخرى كانّ يقف
كلّ من أوسكار و آرثر أيضّا ديميتري و السيد فلادميرّ الذيّ يبدوا بطريقة ما واثقاّ للغـاية من نفسهّ ، سحبت ماري كمّ قميص نايتّ كي تشير لي بأن
ينخفضّ قليلاّ قد فعل ذلكّ فهمست له بنبرةّ قلقة
ـ نايت هل ستدعها تعـلنّ عن أيّ كان ما تـريده ؟
أمسكّ برأسها و أدارّه للأمامّ متجاهلا سؤالهاّ فيّ حين ابتسمت إليزابيثّ بهدوء و هي تنـظرّ إليهّ بعدّ ذلكّ عـادت تتحدثّ بّثـقةّ مـطلقةّ
ـ كمـاّ تعـلمونّ إن هـذّه الحفلةّ قد أقيمتّ من أجل نجاحيّ لكن ليس مجرد نجاح فقطّ بل لسلوكيّ طريقاّ مخـتلفاّ أيهـاّ السـادةّ أريد منكمّ أن تـصفقواّ
بـحرارةّ ، أريدكم أن ترفعوا كؤوسكم عـالياّ لهذه المناسبةّ .. بـمناسبةّ افتتاحيّ لهذاّ المشروع الجديد بشـراكةّ مع السيدّ فلادميرّ أرجوك تفضلّ ..
نـظر إليها كايلّ بصدمةّ و هو يرى السيدّ فلادميرّ يصعدّ ناحيةّ الـمنصةّ حيثما كانتّ تقف زوجتهّ قدّ سقطّت ذراعيه إلى جانبهّ لم تعدّ ركبتيه قادرتان
على حملهّ بعدّ الآن ما الذي فعلتهّ ؟ إن أمواله كلهاّ في تلكّ الـشركةّ ما الذيّ تـقوله ؟ إن أسهمه كلهاّ بتلك الشركةّ أو لم يكن من المفترضّ أن
يعلنوا عن ذلكّ بعدّ اختياره كوريث لجده ؟ يـا إلهي بعد فعلتها هذّه سوف تقل نسبة انتخابهّ لتجابه الصفرّ لن يقبلوا أبدا بتعيينه ليس و قد اختلسّ
أموال من شـركة لبيرّ لأجل بناء هذّا المشروعّ تـبّا ، أهي تنسبه الآن لسيد فلادمير أكبرّ عـدوّ و في آن واحدّ صديق لسيد بيتر ؟ أكملت إليزابيث
كلامها و هي تضع يدها على كتف السيد فلادمير
ـ أيهاّ السادة الكرام إنها هـذاّ المشـروع سيغير من حياتكم بأكملها.. سيكون وجهة جديدة لنا جميعاّ بمشـاركةّ كبيرة من قبلّ السيد فلادميرّ سنكون
قـادرين أيها الأعزاء على تغيير الاقتصاد بأكملهّ
بينماّ لم تـبد علاماتّ الدهشة على نايتّ إطلاقاّ إذ كان أول من يصفقّ لهذاّ الانجازّ قد رسم على شفتيه ابتسـامةّ بـاردةّ هادئةّ لقدّ كان متوقعا منها أن
تتخلى عن كايلّ فّكل ما كانت تريده منه حتى الآن هو نصيبه فيّ شـركةّ لبيرّ و منصبهّ الآن بعد أن كسبتّ كل تلكّ الأموال و الأسهم بعدّ أن قلت نسبةّ
نجاحهّ قررتّ التخليّ عنهّ أو ربماّ أن ترميه فيّ السجنّ ، خصوصاّ بعدّ عـملية اختلاس كبيرة مثلّ هذّه صحيحّ أن كايلّ ليسّ هو فعلا منّ اختلس الشركةّ
لكنّه أعطى إليزابيثّ توقيعهّ لذا سيبدو كالمجرمّ في أعين الكلّ ، نـظرّ إلى كايلّ ثمّ هز رأسه نفيا باستياءّ بعد ذلكّ رفع هاتفه قـائلا بنبرة هادئةّ مبحوحةّ
ـ الآن فـرانسوا قم بكشف كل شيء ..
حالماّ قـالّ أمره عـلتّ أصوت الموسيقى فيّ القاعةّ من كل مكبرات الصوتّ الموجودة لكي يجذب نايت كل من ماري و أليكس ناحيتهّ بينماّ أبعد ويليام
كل من فلورا و كلير خلفهّ حينّ دوى صوت انفجار كبير قبلّ أن يمتلك الحضور فرصة لمعرفة ما يجريّ أغلقتّ الأبوابّ بأكملهاّ كـذلكّ النوافذّ و جميعّ
المخارجّ قدّ إزداد صوتّ استهجان جميعّ المدعوينّ إذ أخذّ الكلّ يسترجع أحداث حفلة فلادمير المشئومة و أن هـذاّ ربما مجردّ فخ لاستقطابهمّ الـطبقةّ
البرجوازية إلى الأنظارّ من أجلّ القضاء عليهم فأخذ الكل يحاول الخروجّ بينماّ شحب وجه ماري كلياّ كيف لا و هذه الأحداث تعيد لها مأساتها التي لا تزال
حتى الآن تعانيهاّ فتمسكتّ جيداّ بقميصّ نايت محاولة أن تستعيد رباطة جأشها لما تحدث هو بنبرته المبحوحةّ
ـ ماري خذي أليكساندر و أذهبي لويليام أبقي معه لدي بضعة أمورلأنجزها ..
همسّ بأمره مبعدا كلاهما عنه بعدّ ذلك ابتسم بخفة قدّ حرك خصلات شعرهاّ البني بعشوائية ليغـادر المكان مسرعاّ مختفيا بين المدعوين قد علا صوت
انفجار آخر في المكان حينهاّ اتسعت عينيهاّ بصدمةّ و هي تـراه يتجه إلى حيثما كان كايل جالسا على ركبتهّ مصدوما للغـاية من تخلي إليزابيث له عندما
لمحت من طرف عينيها جونسون الذيّ رفـع مسدسا صغيراّ و وجه فوهته إلى نايت قد بدت عليه علاماتّ الغضب لا بل الحقدّ الشديد البغض الغيض الكرهّ
المقتّ كل شيء انعكس على ملامح وجهه ، صـاحتّ بذعـر و هي تضع يديها على وجههاّ ..
ـ نــــــــايت


آنتهى ـ




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 08:22 AM   #94
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





جزء السادس و الأربعينّ

1 ~ ثأر طبق من الأفضل أن يقدم باردا ~ 1

صيحات الألم المتكررةّ ترجياته المستمرّة مرفقة بدموعه المنهمرة على خديهّ بينماّ عينيه لمّ تكونا تعكسان سوىّ الحقدّ بغضّ
المقتّ كيفّ لا و هـذا ّالرجلّ لا الشيطانّ الذيّ يقف أمامه قدّ سلبه جميع ممتلكاتهّ بدافع الانتقامّ بدافع أنه خدّعه ؟ جعـلّ والده يدخل
غـيبوبةّ دائمةّ صديقته تركته كذلكّ أحلامه هاهو الآن هنا مقيدّ على هذا الكرسيّ الخشبيّ يـرمقه حارسّ ذلك الرجل بنظراته
الباردةّ المتعطشةّ لدمائهّ يرفقّ مقبضاّ حديديا طويلاّ كان قدّ ضربه تواّ به على فخدهّ ، تقدم منه رجلّ ذو شعر أسودّ حريري تساقط
على جبينه بعشوائيةّ ثم أمسكه منّ ذقنه لكي يرفع رأسه ناحيته قد التقت عينيهما ببعضهما البعضّ لم يسبق له أن رأى رجلاّ يملك هذا
الكم من الجمودّ البرود و اللا مبالاةّ لكي يعيد سّؤاله بنبرته الباردةّ المبحوحةّ و الخافتةّ
ـ أقلت أن ديميتري من أرسلك ؟ أهو خلفّ معاملاتك المزورة ؟ ..
استعادّ جونسون وعيهّ و هوّ ينظر ناحيةّ ذلك الـرجلّ الذيّ سلبه كل ما يملكه كرامتهّ عزة نفسه حتى عائلته كلها أمام عينيهّ لمّ يكن
أحدا سوى نايت نفسهّ فـرفع مسدسهّ ناحيتهّ هذه اللحظةّ هذه النشوةّ إنها كل شيء ما هو بحاجته الآنّ فقطّ أن يضغط على الزناد و سوف
يتخلص من معاناتهّ سيستعيدّ ما فقده لن يهتم بأوامر ديميتريّ لن ينصاع له فكل ما يحتاجه هو مسدس و ضغطة واحدّة ناحية قلبه بعدها
لن يمانعّ الموتّ ، حينّ دوت صرخـةّ ماري العـاليةّ المناديةّ لنايتّ جعلته يجفلّ من الصدمةّ استطاعت أن تلمحهّ بالرغم من حرصه على عدم
كشفّ موقعهّ ارتبك أكثرّ تـباّ إذا علم ديميتري بّأنه يتصرف لوحده سوفّ يقوم بسحقه كما لو كأنه حشرةّ ..
ارتجف جسده كلياّ حينما أخذت ماري تـركض ناحية نايت و هي تصرخّ باسمه إذ لم يستطع سماعها لشدة الضوضاءّ فتشوش ذهنهّ لم يعد قادرا على
التفكيرّ بعقل سليم لكي يسددّ فوهة المسدسّ إليهّا ثمّ عاد يصوبّ ناحيةّ نايتّ تباّ ما الذي عليه فعله ؟ هكذا لن ينجحّ ارتبكّ أكثرّ و سقطّ المسدسّ من
بين يديّه مصدراّ ضجيجاّ فجلس مسرعا محاولا التقاطهّ و هو يتبعه لما لاحظ أنه ارتبط بحذاء شخصّ ما فرفع عينيه بخوفّ للأعلى لكي يرى إليزابيثّ
قد نزلت لمستواه و أمسكت المسدسّ بطرف أناملها همست له بنبرةّ هادئةّ
ـ ما الأمر جونسون ؟ هلّ تصويب على نايت مخيف إلى تلك الدرجة ؟
أزاحت خصلات شعرهاّ الأسود من جانبها و هي تنتظر إجابته تلعب بحافة فوهة المسدسّ عندما جلس جونسون على ركبته قدّ ارتعب بأكمله خوفاّ
منهاّ لم يدرك ما الذي عليه فعله بعدّ الآن فأخفض رأسه مرتجفاّ قـائلا بّنبرة مضطربة
ـ أرجوك لا تخبري ديميتري .. سوف يقتلني
حينهاّ ابتسمت إليزابيث ببرودّ أن لا تخبر ديميتري ؟ ألا يدرك في حضرة من هو الآن ؟ إليزابيث نفسهاّ لا لن تسمحّ له بالفرار بفعلتهّ لن يلمس
أحد نايت غيرهاّ و لنّ يقتله أحدّ فنابت ملكها هيّ و هي فقطّ رفعت المسدسّ ناحية جونسون و ابتسمت بخفةّ لكي تمده أكثر ناحيةّ صدره قـائلة بّخفة
ـ لا تقلقّ جونسون لن أسمح لديميتري بقتلك لأنني أنا من سيفعل ذلكّ
مع انفجار آخر ضغطتّ على زناد لكيّ تتسع عيناي جونسون صدمةّ قد شحب وجهه بأكمله فنظر ببطء ناحية صدره لكي يلاحظّ تلك الدماءّ التي
تملأ قميصهّ فعـاد ينظر إليها مصدوماّ لماذا ؟ كل ما أراده هو الانتقامّ لنفسه استعادة كبرياءه و العودة لبلدهّ أن يعود كل شيء إلى ما كان سابقاّ فأين
الخطأ فيّ ذلك ؟ لما ؟ سقطّ أرضاّ فمسحت إليزابيث فوهة المسدس فيّ سترته بشيء من الاشمئزاز بعد ذلك سارعت بالوقوفّ مبتعدةّ حينماّ ارتطمت
بجسد ديميتري الذيّ خلفهاّ ، رمقها بنظرات باردةّ لكي يتحدث ببرود
ـ أيتها الحمقاءّ .. يجب علي أن أنظف قذارتك مجدداّ، كم مرة أخبرتك أن تتمالكي نفسكّ ؟
أخفضتّ رأسهاّ للأسفلّ بإحراجّ نادمة على تهورهاّ بينماّ تنهد ديميتريّ بضجرّ ثمّ كاد أن يغادر عندماّ فجأة أمسكه جونسون منّ قدمه بآخر جهدّ
يملكه و نـظر إليهّ عينيهّ قد غـادرتهماّ الحياةّ لم يكنّ يبالي بحياتهّ غيرّ أن تلكّ الـرابطةّ ذلكّ الشيءّ .. يمنعهّ من مغادرةّ هذاّ العالمّ فتحدتّ بنبرةّ
متألمة مرهقة
ـ أرجوك أنا .. لم أنتقم منه بعدّ امنحني فـر ..
قبل أن يكمل كلامه وضعّ ديميتري قدمه على رأسه لكي يدفعه للأرضّ بقوة كيّ يصمتّ جونسون للأبد قدّ ضجر فـعلا منهّ فبعدّ أن قرر التصرفّ
دون مشورته كان حكم على نفسه بالإعدامّ أكمل طـريقّه محاولا الخروجّ من هذّه القاعةّ برفقةّ إليزابيثّ لماّ لاحظّ ماريّ التيّ توقفتّ عن الركضّ
من مسافةّ بعيدةّ قليلاّ عنهماّ و هي تنـظرّ إليهما بصدمـةّ قد شحب وجهها كلياّ ما الذي فعلاه ؟ ألم يكون جونسون حليفا لهما ؟ مهما كان تصرفه
أي كان دافعهّ فمن هم ليأخذوا حياته منه ؟
أحكمت الإمساك بقبضتهاّ أي صنف من البشرّ هؤلاء ؟ عضتّ شفتها السفلىّ بغـضبّ مرفق بالأسىّ ثم استدارتّ كيّ تكمل طريقهاّ غيرّ أنها توقفتّ
فجأةّ ما الذي تفعله ؟ لقد كان أمر نايت واضحاّ للغايةّ لم يعدّ يوجد سببّ لكي تـلحقهّ حياتهّ لم تعدّ فيّ خطرّ قد أنقذته إليزابيثّ ، وضعت يدّ فجأة
على كتفها لكيّ تجفل ماريّ بقوة و هي تستديرّ ناحية الشخصّ الذيّ خلفهاّ
ـ ماري ما الذي تفعلينه ؟ تعالي معناّ ..
أمسكتهاّ فلورا من يدّها ثمّ سحبتهاّ إلى حيثما اتجه ويليامّ و كليرّ سابقاّ قد كانت مصدومةّ للغـايةّ مما حدثّ تواّ إليزابيثّ تنقذ نايت لأيّ سبب ؟
ديميتريّ يظهر أخيراّ للعيـان هاهو جانب إلى جانب معّ إليزابيثّ أيضا السيد فلادميرّ قد قتلا توا تابعا لهم عادت تنظر للخلفّ كي ترى ديميتري يتجه
بخطوات مسرعة إلى المخرجّ عندماّ أتى أوسكار راكضاّ نحوه و هو يحمل هاتفه بين يديهّ قد بدى عليه الذعر الشديدّ ماّ الذي تفعله ؟ إنها تهربّ
مجدداّ حينها نـزعتّ يدها بّقوة من بينّ أنامل فلورا المحكمة عليهاّ قدّ أدركتّ شيئاّ أكثر أهميةّ نـظرتّ من حولهاّ ألم تأمر أليكساندر بالذهاب مع ويليام ؟
لكنها لا تراه معهمّ ، لقدّ وعدته بحمايتهّ أين هو ؟ قبل أن تدرك اتجـهتّ راكضةّ قدّ لمحت من طرفّ عينها سوزيّ متجاهلةّ نداءّ فلورا نحوهاّ
فيّ الجـهةّ الأخرىّ كان كايل جالسا على الأرضّ مسندا رأسه على ركبته غير مبالياّ لما يحدث حوله عينيهّ كانتا فارغتينّ هادئتينّ ملامحـّه المصدومة
وّ ابتسامته الساخرةّ التي علت وجههّ لقدّ فشل فيّ كل شيء حاول فعلهّ لطالماّ كان و سيبقى مهما حاول و مهما فعلّ الرجل الثانيّ في حياةّ الكلّّ بدأ
من إليزابيث إلى جدهّ لن يعترف أحد بأفعالهّ إنه فقطّ .. بدأت دموعه بالسقوطّ عندّما لاحظ وجود شخص ما أمامهّ فرفع عينيهّ إليهّ لم يكن أحد سوى
منـافسهّ صديقهّ القديمّ و الرجلّ الأول نايتّ الذيّ التزم الصمتّ قبل أن يمد يده له
أشاح كايل وجهه بعيداّ رافضاّ أن يراه نايت بهذّه الحالة المزريةّ فقطب نايت حاجبيهّ و بحركةّ سريعة منه سددّ لكـمة قـويةّ لهّ جعلته يجفلّ و هو
يكح دما حينهاّ أمسكّه من ياقة قميصه بقوةّ لكيّ ينـظرّ إليه بعينينّ حادتينّ غـاضبتينّ لأول مرةّ في حياتهّ بأكملها رأى كايلّ مثل هذا التعبير على ملامحّ
نايتّ إذ أنه لم يسبق له أن فقد أعصابهّ بهذه الدرجةّ من الغضبّ المرعبّ كيّ يخفض كايل رأسه مجددا فصاحّ نايت بنبرةّ عاليةّ غاضبة
ـ بحقّ الجحيم أنـظر إليّ ..
لمّ يستجب كايل لأمره فسدد لكمة أقوى من الأولى مباشرة لوجهه كي يسقط أرضاّ تقدم منه نايت بخطوات سريعة ثم عـاد يسحبه ناحيتهّ ممسكاّ إياه
من ياقتهّ اقترب منه أكثرّ لكي ينظر إليه كايلّ بصدمةّ و قدّ شحب وجههّ كلياّ سوفّ يقتله بلا شكّ لقد خان ثقة الجميعّ لكن ما حدث عكسّ ذلك تماما
فقدّ تحدث نايت إليه بنبرةّ هـادئةّ بعد أن استعاد أعصابه
ـ قفّ فهذا ليس بالوقت أو المكان المناسبّ لننه حديثنا فيما بعدّ ..
تـرددّ كايلّ قبل أن يومئ بالإيجابّ أي حديثّ هذاّ ؟ إن كل ما يفعله نايت هو لكمهّ لكي يشفي غليلهّ بينما قطبّ الأخير حاجبيهّ ببرود و هو يشيح وجهه
بعيداّ ربما قد بالغ في ردةّ فعله قليلاّ لكنه لا يعلم كيفّ يواسيّ الغيرّ فعلاّ لذلكّ مد يده مجددا و أمسكّ ذراع كايلّ لكي يجعله يقفّ على قدميهّ ثم أشـارّ
بحركة سريعةّ على ويليامّ الذي وقف عندّ المكان الذيّ اتفقا عليه سابقاّ ثم قال بنبرةّ بـاردةّ
ـ اذهب مع ويليام .. هيا بسرعةّ
دفـعهّ للأمامّ فجفل كايل و جال بنظراته بينّ ويليامّ و نايتّ الذيّ استدار مغـادراّ شعرّ بالارتباكّ إذ لم يملك حقّ السـؤالّ أو حتىّ النظر إليهّ لكنهّ تجاهل
هذّه الأفكارّ هو يتحدث بنبرةّ هـادئةّ
ـ إلى أين أنت ذاهب نايت ؟
استـدارّ نايت ناحيتهّ يرمقه ببرودّ بعد ذلك ابتسمّ بخبثّ و مكرّ فيّ آن واحدّ قد احتدتّ عينيهّ لكي يظهر لونهما الداكنّ الأزرقّ حينهاّ أدرك كايلّ أن
ما يحدث هناّ هو من فعل نايتّ بنفسهّ أجل من الغـريبّ أن يبقى مكتف اليدينّ إنه نايت في النهايةّ لكيّ يرتجف كيانه بأكملهّ قدّ سأله مجدداّ بّنبرةّ
خـائّفة مترددة
ـ طـوال هذه المدةّ كنتّ تعرف بخططيّ ؟ تـعلم بّأنني أعطيتّ إليزابيثّ الحق فيّ توقيع و أخذ كل أملاكيّ ؟ أليس كذلك ؟ لما لم تتصرفّ ؟
زفرّ نايت بغيضّ ثمّ حرك خصلات شعرهّ الأسود بعشوائيةّ لا ينكرّ معرفته بذلكّ أجلّ لقد كان يعلم منذّ البدايةّ فعدم ملاحظةّ شيء كهذا بمثابة
مهانة لهّ خصوصا و أن إليزابيث تركتّ كل تلك الهفوات خلفهاّ فهي لم تجدّ أبداّ إخفاء أثارهاّ و انصياعّ كايلّ لها واضحّ منذّ البدايةّ ،
تـحدث نايت بنبرةّ باردةّ
ـ لأنك لم تكن لتصدقنيّ .. كلمتيّ مقابلّ كلمة إليزابيثّ أعتقدّ أن خيارك واضحّ
شـعرّ كايل بالصدمةّ تنتابه سرعانّ ما تغيرت ملامحّه لكي يظهر عليهّ الأسىّ لم يقدر أن يفي كلماتّ نايتّ إذ أنه فعلا محقّ فإليزابيثّ دوما
ما كانت خياره الأولّ لا لم تكن مجردّ خيارّ بلّ اعتبرها أكثرّ من ذلكّ ليسّ لها مثيلّ ، همس له بنبرةّ متألمة
ـ أنا أسف ..
تنهدّ نايتّ ثمّ ضـربهّ بقوة على كتفهّ بعدّ ذلك ضغطّ عليهّ عينيه كانتاّ باردتينّ هادئتينّ للغايةّ قد ابتسمّ بخبثّ و مـكرّ ثم اقتربّ منه و أداره لناحيةّ
ويليامّ بينماّ استمر كايلّ بمظهره الشاحبّ الحزينّ لكيّ يتحدث نايتّ بنبرةّ ماكرةّ
ـ أو تعتقد أنني سأدعهمّ يتلاعبونّ بنا ؟ لا تستخف بي كايل ..
دفـعهّ للأمامّ بعدّ ذلك اتجه بخـطواتّ كسّولة إلى مكان ما و قد رفع يدهّ بتحيةّ ساخرةّ لكايلّ المصدومّ حينما اختفى عنّ أنظارهّ فابتسمّ هو الآخر
بخفة سرعان ما تحولتّ ابتسامتهّ إلى ضحكاتّ عاليةّ ، تـقدمّ إلى أين كان يقفّ ويليامّ الذيّ كان يحاول منع فلوراّ من مطاردّة ماريّ بينماّ كانت
كليرّ تدفعهما بعيدا ّعن النافذةّ خوفاّ من سقوط أي شيء عليهماّ و هي تصيحّ بقوةّ في حين كانت سوزي تراقبّ عن بعدّ ديميتري و هي تتبعهّ
حريصة على أن لا تدعه يفلت منهاّ أماّ أليكساندرّ فقد تـركّ ويليامّ و الآخرينّ لكي يركضّ باحثا ّعن ماريّ .. حال وصوله تفادى ضربةّ سريعة
من فلوراّ الثائرة و هي تصيح بقوةّ منادية
ـ ماري أيتهاّ الحمقاءّ إن لم يقتلك ديميتريّ سوف أقتلك أنا ..
رفع حاجبيه بّدهشة أقالت ديميتريّ ؟ جال بعينيه فيّ المكانّ لكنه لم يستطعّ رؤيته ليسّ و القاعة في حالة هيجانّ إذ أن المدعوين بأكملهم يتدافعون
نحو أي مخرج يلمحونه لكنّ الأبواب كذلك النوافذ بأكملها مغـلقةّ وّ كل عـشرّة دقائقّ ينفجر مفخخّ ما فيّ أحد النواحيّ لم يقدرّ كايل على فهم ما
الذي يحدث هناّ فأراد أن يسأل لما تحدثت كليرّ بعصبية
ـ بحق السماءّ لنبتعد من هناّ ويليام أمسكها جيداّ و أين هو أليكساندر ؟ هل رآه أحدكم ؟
توقفتّ فلورا عن الحركة بعد أن أدركتّ فقدانهم لطفلّ أيضاّ حينها شحب وجه ويليام بأكمله فتركّ فلورا و شأنها لكي يضربّ وجهه بقوةّ لم يعد
يحتمل البقاء معهن أكثرّ من ذلكّ فكل ما يفعلنه هو الصراخّ و الصراخّ و الفوضى تباّ لما كلفه بالبقاء معهن ؟ بينما تحدث كايل بنبرة هادئةّ
ـ ويليام ما الذي يحدث هنا ؟ هل ديميتري فعلا موجودّ ؟
نـظرّ الثلاثة إليه إنه فعلا لا يعلم شيئاّ عن مخططاتّ إليزابيثّ فتنهد ويليامّ بأسى و تقدم منه لكيّ يضع يده على كتفهّ هازا رأسهّ بقلةّ حيلةّ بينماّ
تنهدتّ فلوراّ بأسىّ و عـادتّ تجول بنظراتهاّ بحثاّ عن كل من أليكساندر و ماريّ ما الذي يفعلانه ؟ ألا يدركان مدى خطورّة الوضعّ ؟ ديميتريّ
خطيرّ للغايةّ و هوّ يسعى للانتقامّ من كلّ شخصّ بالقربّ من نايتّ إذ يبدوا أن الكل مهددّ هناّ لكنّ من يملك النسبةّ و الحظّ الأسوء لكيّ يسقطّ
بين يديّ ديميتري ؟ بكل تأكيدّ ماريّ .. قطبتّ كليرّ حاجبيها و اقتربت منهمّ ثمّ أخذتّ تنظرّ حولهاّ قائلة بّهدوء
ـ إن كنا لا نستطيعّ تحديدّ موقع ماريّ فدعنا نبحثّ عن إليزابيث و ديميتري لابد أن ماريّ تسعى خلفّ أحد منهما أيضاّ هل رأى أحدكم السيد نايت ؟ ..
زفرّ ويليامّ بغيضّ قدّ سئمّ فعلا من اختفائهم واحداّ تلو الآخر كماّ لو كّأن يديه ليستاّ ممتلئتينّ لكيّ يزيدونه مصائب قطبّ حاجبيهّ و نـظرّ حوله
لا يستطيعّ أن يغير موقعه فقدّ أخبره نايت تماما بما الذيّ عليه فعله و دوره أيضاّ لكنّ أن يفقد ماريّ و أليكساندر تـباّ لماذا اختفياّ دون أثر ؟
فجأةّ أطفأت الأنوار بأكملها كي يحدث انفجار آخر من مكبر الصوتّ قدّ علت أصواتّ الذعر و الرعبّ في كل زاويةّ لم يعد المدعوين يستطيعون
تحمل ما يحدثّ إذ بدى أن أمر موتهم لا مفر منه هل فعلاّ لن تفتحّ هذه الأبوابّ ؟ ماذا عن النجدّة ؟ لقد تعطلتّ كل الإشاراتّ و لم تعد الهواتف
تعملّ منذ أمدّ كذلكّ المخارجّ مغلقةّ هل هذا يعني أن الحفلةّ كان مخططاّ لها منذ البدايةّ لاغتيالهم الطبقة البرجوازيةّ ؟ إنهاء حياتهم ؟ نـظرتّ ماري
إلى حيثما كانتّ تقف إليزابيث ممسكةّ بذراع ديميتري و هي تتأففّ بغضبّ من هذه الأجواءّ اتسعتّ عينيهاّ بصدمةّ حالماّ رأت أوسكار يمسكّ أليكساندر
من ياقة قميصه مغمى عليه و هو يقتربّ منهماّ ألم تطلب منه البقاء مع ويليام ؟ تـبا لما كل شيء يصبح من السيئ إلى الأسوء كما لو كأن أياديهم
ليست مملوءة ، خطتّ للأمامّ لكنها سرعانّ ما تراجعتّ للخلفّ لن يكون الحديثّ معهماّ فكرةّ جيدةّ ليسّ و إليزابيث تحمل مسدساّ بجعبتهاّ يجبّ
عليها أن تفعل شيئاّ لكن ماذا ؟
اقتربتّ أكير من سوزي التي كانتّ بقربها بينّ الحاضرينّ مختبئةّ و هي تراقبّ كل خطواتّ ديميتريّ بعينينّ حريصتينّ حينها اتجهتّ إليهاّ بخطواتّ
سريعةّ لاهثةّ ثمّ وضعتّ يدها أمام سوزي التيّ صدمتّ لرؤيتهاّ قائلة بّإرهاق
ـ سوزي أريد مسدسكّ للحظة ..
تلعثمتّ سوزيّ بصدمةّ حينما امتدتّ يد ماريّ إلى سترتهاّ السوداءّ وسحبّت مسدساّ لكيّ ترفعّه للأعلىّ تأكدتّ من أنه محشوّ بالرصاصّ ثمّ نـظرتّ
إليه لوهلةّ قبل أن ترفعهّ عالياّ أغلقتّ عينيهاّ محاولة أن تهدأ ، لن تقدرّ على الاثنينّ معاّ لن تستطيعّ هزيمةّ ديميتريّ بالتأكيدّ لكن إليزابيثّ ستجّعلها
تدفعّ ثمن ما فعلته غالياّ بعدّ ذلكّ وجهتّ فوهة المسدسّ إليهماّ ثمّ أغلقت عينهاّ اليمنىّ محاولة التركيزّ لكي تضغطّ على الزنادّ وسط اعتراضاتّ
سوزي المصدومةّ ..
حالما سمع ّالحضور صوتّ طلق عيار ناريّ إزداد رعبهمّ بينماّ شهقت سوزي قدّ اختفت كل معالم الحياةّ من وجههاّ فيّ حين نـظرتّ ماري إلى
حيثما أطلقّت النار تواّ تـماماّ بجانبّ نافذةّ فيّ الأعلى لكيّ تسقط تلك الأثريةّ الحديديّة الطويلةّ عـبارةّ عن زخرفة فنيةّ يمسكّ بها ستائرّ بجانب
إليزابيثّ التي نجت بأعجوبةّ ، زفرتّ ماري بحدةّ تـباّ لم تكن تصوبّ إلى تلكّ الناحيةّ سحقا ..
عـادتّ تصوبّ إلىّ ما بين إليزابيثّ و ديميتريّ محـاولةّ أن تنجحّ فيّ هدفها هذّه المرةّ حينماّ أخذتّ سوزي المسدسّ من بين يديها قـائلةّ بصدمة
ـ سيدتي ما الذي تفعلينه ؟ أنت تعرضين نفسكّ للخطرّ ..
أخذّت ماري المسدسّ مجددا غيرّ آبهة باعتـراضّ سوزي و هي تطلبّ منها التزام الصمتّ لن تسمحّ لهم بإيذاء المزيد من الناسّ بعد الآنّ ستفعلّ
ما يتطلبّه الأمرّ قبلّ أن تضغطّ على الزناد مجدداّ محاولة أن تفرقهماّ أمسك ذراعها شخصّ من الخلفّ لكيّ تستديرّ ماري مسرعةّ حينما رأتّ
ديميتري ينظرّ إليهاّ ببرودّ تـباّ الم يكن مع إليزابيثّ توا ؟ متى تسنى لهما الوقت بالافتراق ؟ نـظرتّ إليه سوزيّ بدهشةّ متى تسنى له الوقت
لكي يحدد مكانهما ؟ أيضاّ أن يأتيّ بهذه السرعّة كأنه قرأ أفكارهاّ قد أجابها بنبرةّ ساخرةّ باردةّ
ـ لقدّ قضيت سنينّا عـديدّة و أنا أخفي نفسيّ أتعتقدين أنني لن ألاحظ ما إن كان هناك شخص ما يتبعني ؟
قطبتّ سوزي حاجبيهّا ثمّ و بحركةّ سريعةّ حاولتّ أن تبعدّ ماري عنه بمهاجمتهّ لكنه بقوة دفعهاّ بعيداّ سقطتّ أرضاّ لكنها سرعان ما وقفتّ على
قدميهاّ و هي تسدد ركلةّ سريعةّ لرقبته غيرّ أنه تصد لهاّ بخفةّ مخفضاّ جسدّه بعدّ ذلك رفع مسدسّ ماري بكل بساطةّ أطلقّ على ذراعهاّ فصاحتّ
سوزيّ بألم و هي تـجلسّ مستندة على ركبتهاّ لقدّ كان ظهوره مفاجئا كذلكّ حركاتهّ إنها متقنةّ للغايةّ كلّ حاسةّ من حواسهّ سريعةّ فيّ الانتباهّ
و التركيزّ مماّ أفقدها مهارتهاّ ، إذ أنها سريعةّ لكنه هوّ أسرعّ أمسكتّ ماريّ بذراعه الممسكّة بالمسدسّ و رمتّ بكل ثقل جسدها عليهّ لكيّ يسقطّ
أرضاّ برفقتهاّ ابتسم حينهاّ قائلاّ بنبرةّ متهكمةّ قدّ كان الاثنينّ يجاهدان لأخذ المسدس من الآخر
ـ سيدتي أرجوا تمالكي نفسكّ .. لنذهب إلى غـرفةّ أهدأ
احتدتّ نظراتهاّ بعصبيةّ فجذبت المسدس نحوها بقوة أكبرّ حينما ناورها ديميتري كيّ يصبحّ هوّ في الأعلى بينماّ هي فيّ الأسفلّ تـقاومه بأكثر
الطرقّ شراسة قدّ عـرفتهاّ كيّ لا يأخذ المسدس من بين يديهاّ عندما عادّ يتحدث ديميتري بابتسامةّ هادئة على شفتيه
ـ علي أن أقر لقد سرقت الأضواء بأكملها الليلة ماريّ .. من أجمل ما رأته عيناي
حينماّ تغيرت طريقته فيّ النـظرّ إليهاّ اقشعرّ بدن ماري بأكمله قد ضعفتّ أناملهاّ فوقفت سوزي مسرعةّ و بجسدها دفعت ديميتريّ بعيدا لكي يسقط
كلاهما أرضاّ أمسكت سوزي بذراعها متألمة بينماّ أخذّت ماري المسدسّ و أشـارت ناحيةّ أوسكار ، قـالت له بنبرة حادةّ
ـ ضع أليكساندر أرضاّ ..
نـظرّ إليها أوسكارّ ببرود ثمّ تـرك أليكساندر يسقط أرضاّ بقوة على وجهه و هو يرفع يديه للأعلىّ أتخططّ فعلا لقتـله وسطّ كل هذا الضجيجّ ؟ إنها
غير قادرة على قتل أحد لكنها قادرة على إصابته بلا شكّ و بما أنه مغني فهوّ بحاجة للحفاظ على شكلّه أكثرّ من حاجته لحمل أليكساندر فيّ حين
قطبّ ديميتري بحدةّ قد سئم فعلا من تصرفاتهاّ وقف مستعدا لوضعها عندّ حدها لما رفعت إليزابيث فوهة المسدس و وجهتها ناحية ماريّ
قـائلة بنبرةّ بـاردةّ
ـ أتركي المسدس ماريّ أنا لن أترددّ في قتلك .. لا بل سأكون أكثر من سعيدة لفعل ذلكّ
رمقتهاّ ماري بحدة أو تظن أنها ستبالي بتهديدها ؟ لقد تلقت ألما لا يضاهيه شيءّ فقدت قدرتها على السيرّ فقدت والدهاّ تعرضتّ للخطفّ
خسرتّ فرصتهاّ في كسبّ حب نايتّ ، أو تظن أن شيئا كرصاصة سيدعها ترتجفّ خوفا ؟ ابتسمتّ حينها ماري ببرودّ و غيرتّ وجهة المسدسّ
لتشير ناحية إليزابيثّ قالتّ بنبرةّ هادئةّ مبتسمةّ
ـ لا تقلقي سأسبقك أنا ..
قطبّ ديميتري حاجبيه بغير رضى لما يحدثّ ثم نـظر ناحية ماريّ بدت مصممةّ على مواجهة إليزابيثّ كما لو كأن حياتها بأكملها تتوقف عليها
ابتسم ديميتري ببرودّ بالطبعّ ستفعلانّ كلتاهما تعـشقان نايت و ستفعلان المستحيلّ لأجله ، البغض و الحقد يملئ قلبيهما إنهن نساءّ أحببنّ
تألمن فوقفن فقاتلنّ لأجل أنفسهنّ تحدث ديميتري حينها بنبرة هادئة
ـ إليزابيث ضعي المسدس جانبا هذا ليس الوقت المناسب لذلكّ أوسكار احمل أليكساندر .. لنغادر السيد فلادمير ينتظرنا
زمتّ إليزابيث شفتيهاّ كادت أن تبدي اعتراضهاّ حينما رأت نظرات ديميتري المحذرةّ بينماّ احتدت نظراتّ ماريّ بّعصبية ألا يرى أنها توجه فوهة
المسدس نحوهم ؟ ألا يعتقد أنها قادرة على إصابة أحدهم ؟ عضت شفتها السفلي و هي تصيحّ بحدة
ـ من الأسرعّ ؟



 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 08:23 AM   #95
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





عند إنهائها لجملتهاّ ضغطتّ على الزنادّ كذلكّ فعلت إليزابيثّ متجاهلة أوامر ديميتري الصارمة ، تعلم أن ما فعلته خطأ فمهما بلغتّ
تصرفات الإنسان سوءاّ انحطاطاّ لا يجب عليهاّ أبدا أن تـحكم عليهّ لا أن تحاسبه على أفعاله أو تسلك الطريقّ نفسهّ حينما دوى صوتّ
صرختهاّ في الأرجاءّ و قد سقطّ المسدس من بين يديها المحكمتين عليهّ أمسكتّ جانبها الأيمنّ بألم لم تبعد عنها الرصاصةّ سوى
مجرد إنش واحدّ بالرغم من أنها لم تصبهاّ إلا أن الخدش لا يزال موجوداّ كتمتّ ألمهاّ بينما ابتسمتّ ماري بهدوء في حينّ نـظر إليها
ديميتري بدهشةّ لم يكن يعتقد أبدا أنها ستطلق عليهاّ ذلك ليسّ من شيم ماري على الإطلاقّ ، في حين ركضتّ ممسكة بالمسدس و هي
توجهه ناحيةّ أوسكار الذي سارع بالابتعادّ عنهاّ بعد ذلكّ استندت على ركبتها وّ رفعت جسدّ أليكساندر بّقوة واهنةّ مسندة إياه على كتفهاّ ،
نظرت بطرف عينها إلى إليزابيث التي تمسك جانبهاّ بألم تحدثت ماري بنبرةّ مـرحةّ
ـ أوه يال الأسف لقد أخطأت في التصويب .. كم هذا مؤسف المرة القادمة سأحرص على إصابة قلبك مباشرةّ
في حين لا يزال ديميتري يقف مكانه مصدوماّ ، ما الذي فـعله الكلّ لها ؟ إنها تبدوا مختلفةّ ، مختلفة بشدةّ هل هذه فعلا هي ماريّ التي
يعرفهاّ ؟ لم يكن يظن أبدا بأنه بمقدورها الضغط على الزنادّ ، رفعّ حاجبه مبتسماّ بعد ذلكّ تـقدم منها بخطواتّ سريعة في حين كانت ماريّ
تحاول أن تّوقظ أليكساندر حرصاّ على سلامتهّ ساعد إليزابيث على النهوض بعد ذلكّ أعطاها لأوسكارّ الذيّ أخذها ببرودّ ثمّ نظر ديميتري
ناحيةّ ماريّ قبـلّ أن يقدم على أي شيء استدارتّ نحوه مشيرة بفوهة المسدس في وجهه قائلة بنبرة حادة
ـ إيـاك ..
توقف مكانه راسما على شفتيه ابتسامةّ غـريبةّ أو تظن بفعلتها هذه أنها قد هزمتهم ؟ رفعّ ذراعيه عالياّ بدلالة استسلامه لماّ تقدمت سوزي
مسرعة من ماري و هي تمسكّ بأليكساندر بذراعها الغير مصابةّ ، حينماّ فتح أحد المخارجّ فجأة قدّ ظهر منه فرانسواّ برفقته العديد من رجاله
بينما سقط رجال ديميتري أرضاّ أو بالأحرى قتلى تقدم فرانسوا للأمام بضعة خطوات قائلا بنبرته الجادة الصارمةّ
ـ أيها السادة أرجوا منكم التوجه فورا إلى البـوابة الأماميةّ لقد قمنا بتكلف بجميع المخارجّ ،
نـظر الكل إلى بعضهم بعضاّ قد بدى عليهم التردد قليلاّ لرؤية مظهر فرانسواّ الحاد كان مصاباّ هو الآخر على مستوى ذراعه لكن يبدوا أن
تلك الإصابة لم تؤثر عليه كثيراّ يتحدث إلى الرجال الذي بجانبه بهدوءّ حينما قال أحد المدعوين بعصبية
ـ ما الذي حدث هنا ؟ ليخبرني أحدكم ؟
حالما انتقل إلى مسامعّ فرانسواّ سؤال ذلكّ الرجلّ رفع نظراته ناحيةّ سيدّه كان يقف على مبعدةّ من الكلّ راسماّ ابتسـامةّ ماكرةّ على شفتيهّ
حينما أشار لهّ أومأ فرانسوا إيجابّ و هو يوجه حديثه ناحيةّ جميعّ المدعوين قـائلاّ بنبرة جادةّ عمليةّ
ـ أيها السادةّ جميعنا نعـلم الآن أن هذه الحفلة كانتّ مفخخةّ منذّ البدايةّ كما أننا نستطيعّ بكل سهولة أن نصلّ و لشدةّ تشابه الأحداثّ الواقعة
هناّ في قصرّ لبير بأحداث حفلةّ فلادمير التنكريةّ فيمكننا القولّ بأن الفـاعل هو شخصّ واحدّ .. مفخخات فيّ مكبرات الصوتّ عـزل أجهزة
اتصال الكل النيران و أخيرا المخارج المغـلقةّ عـذرا هذا كل ما استطيع أن أقوله الآنّ لذلك من فضلكم ليتفضل الجميع معنا
تعالتّ صيحاتّ الخوفّ مرفقة باعتراضهم على ما يحدث لكن لم يتجرأ أحد على قـول ذلكّ لفرانسواّ بل سـار الجميعّ برفقة رجـاله في حين
وقف هو أمام البـوابةّ يشرف عليهمّ ، فيّ الجهة الأخرى اتسعت عينيهاّ بصدمةّ كذلكّ فعل ديميتري قد شحب وجهه بأكمله سحقاّ لا السيد
فلادمير قدّ خرج أولا من الحفلة و اثر تصريح فرانسوا هذاّ فسوف يتم الشكّ فيه هو كذلكّ إليزابيثّ لا بل حتى هو سيتمّ اعتباره متهماّ نـظراّ
لتلوث ملفه سابقاّ ، زم شفتيه بعصبيةّ واضحةّ
كـانتّ جالسة على الأرض تحاول بهدوء أن توقظّ أليكساندر لكنّ هيمتاه فلم يستجب إليها على الإطلاقّ ، لابد أنه تلقى ضربةّ قوية لتبقيه
مغشيا عليهّ هـكذاّ لمدة طويلةّ فحاولت أن تـرفعهّ و تسند جسده على كتفهاّ كي تقف بعدّ عناء لم يكن أليكساندر قوي البنيةّ و لا هيّ ، حينماّ
أرادت المغـادرةّ وقفّ ديميتري بوجههاّ تـحدث بنبرة حادةّ
ـ اتـركيه جانبا ماري ، أنا فعلا لا أريد أن أؤذيك لذلكّ لا تجعليني أفعل شيئا أنا لا أرغب به
قطبتّ حاجبيهاّ بعصبيةّ أو يظن أنها ستخاف إثر تهديده هذاّ ؟ لم يبقى لديّه شيء ليرهبها بهّ إذ يبدوا أن انتقام نايت لم ينتهي بعدّ و هـذّه
الليلةّ لم تقاربّ على النهايةّ أيضاّ فّحاولت أن تتخطاهّ مغادرة لما أمسكّ بذراعهاّ محاولا منعها من المغـادرّة حينها رفعتّ المسدسّ بيدها التي
كانت تسند أليكساندر عليها حينما و بـحركةّ سريعةّ منه دفعّها للخلفّ بعد ذلكّ رفع ذراعها عالياّ مانعا إياها من الإطلاقّ أصدرتّ ماري آهة
تـدل على ألمهاّ لكنها استمرت فيّ المقاومة و الإمساك بأليكساندر في آن واحدّ بينما أخذّ ديميتري المسدس من بين يديها بكلّ سهولة ثمّ ابتعد
عنهاّ ، تحدث بنبرةّ بـاردةّ
ـ لقد تخطيتّ حدودك ماري،
ارتبكتّ بشدةّ لم ترد أن تواجه ديميتري مجددا فبعد محاولتها الأولى عـلمت جيدا أنها لن تكون أبدا نداّ له حينما اقتربت أكثرّ منها تـراجعتّ
هي بسرعةّ للخلفّ وقفت سوزي مسرعةّ بينهما رافعة كلتا يديهاّ بتصميمّ فابتسم ديميتري بسخريةّ يجب عليه الهروب من هنا سريعاّ و هما
يؤخرانه قطبّ حاجبيه ثمّ رفع قدمه و بحـركةّ مفاجئةّ وجه ركلة لمعدة سوزي جعلتها ترتطم بّجدار الذي على يمينهاّ بعدّ ذلك تقدم من ماري
ببرود متحدثا بابتسامةّ
ـ الاختباءّ يعلمك الكثيرّ من الأشياءّ
ضغطت إليزابيث على شفتيهاّ و هي تقفّ مجددا على قدميهاّ سحقاّ لها فتاة ساذجة غـبيةّ مثلها تصيبها بخدش لا و للمرة الثانية تتجرأ على تحديهاّ
إنها لن تسمح لها بالفرارّ تماما كما لقي جونسون و بيتر موتهما على يدها كذلكّ ستكون هيّ نـظر إليها أوسكار ببرودّ غـرور النساءّ و كبريائهماّ
من أسخف ما رأته عينياه حتىّ الآنّ زفرّ بغيض متمنياّ لو أن الأمر ينتهي بسرعةّ قدّ لاحظ أن عدد المدعوين قد بدأ يخف تدريجياّ ، قـال بّحدة
ـ ديميتري دعنا نخرج بحق السماء .. أتركها و شأنها
رمقّه ديميتري بـنظرةّ حادةّ خطيرةّ جعلت أوسكارّ يلتزم الصمتّ بغير رضى و هو يشيحّ وجهه بعيداّ حينما أكملّ الأول طريقه ناحيتهاّ وسط ضجيج
المدعوينّ و صياحّ فرانسواّ لهم بإلتزام النظامّ كذلكّ انعدام النورّ ، قدّ شكل له الوضعّ المناسبّ لأخذّ أليكساندر أيضا إلزام ماري حدودها للأبدّ حينماّ
أغلقت المخارجّ فجأةّ بعدّ آخر مدعو للحفلةّ أعيدتّ الأضواء و أنيرت القـاعةّ مجددا لمّ يبقى هناكّ سواهمّ المدعوون الحقيقيين لهذّه الأمسيةّ ،
تنهد ويليامّ باطمئنان إذ انتهى الأمر على خيرّ دون إصابات عديدةّ لكي يخففّ من حدةّ قبضته على ذراع فـلوراّ في حينّ و حالماّ رأت كلير أن الكل
قدّ غـادرّ سارعت هي بالركضّ ناحيةّ المخرج حيثما كان يقفّ فرانسواّ يتحدثّ بنبرةّ هادئة معّ أحد رجاله عـبرّ الهاتفّ معطياّ إياه التعـليماتّ دفعتهّ
بخفةّ و هي تـطلّ برأسهاّ من خلفهّ قـائلةّ بمرح محاولةّ إخفاء قلقهاّ
ـ فـرانسوا هل كسبتّ المزيد من الجروح ؟
كادّ أن يسقطّ هاتفه من بين يديهّ لطلتها المفاجئّة سرعان ما قطبّ حاجبيه و هوّ يدفعهاّ بعيداّ مشيراّ لها بالصمتّ حينماّ شبكتّ ذراعها بذراعهّ مبتسمةّ
بخفةّ منتظرةّ إنهائه لمكالمته في حين استمر هو بّدفعها بإنزعاجّ طفيفّ ، بينماّ و فيّ الجهة الأخرىّ كان يقفّ أخيها آرثرّ رفقة زوجتـهّ يراقبّ كلير
بنظراتّ ناريةّ حـادةّ لقدّ أخبره ديميتريّ بأن كليرّ هي من ساهمت فيّ عملية إنقاذ ماريّ وّ أيضا ألجأت فرانسواّ أشرفت على علاجهّ و تخلت عنّ
دراستهاّ لكي تبقى بالقربّ منه ، الآن بعدّ رؤيتها بهذه الحالةّ يعلم تماماّ سببّ تصرفاتهاّ تحدثت زوجـتهّ بلكنتهاّ قائلةّ
ـ عـزيزيّ أنتّ تحدق كثيراّ ،
أشاح آرثر وجهه بعيداّ لكيّ يقف بجانب أوسكارّ متجاهلاّ ملاحظةّ زوجته تـخلتّ عنه من أجل ذلك الرجل ؟ و أي رجل هو ؟ اليد اليمنى لنايت تعـويذة
الشيطان نفسهاّ و خـادمه المخلصّ زفر بحدةّ محاولا الحفاظ على أعـصابه المفلتة كـذلك فعلت إليزابيثّ لكنها لم تستطع قد رأت ديميتري يتجاهل
كل ما يحدث غير مباليا بمكانه أو موقعه متجها لماري التي نـظرتّ إليه بحدةّ محاولة حمايةّ أليكساندر حينماّ عـلا صوتّ ما فيّ الأرجاءّ ،
صـوتّ مبحوحّ ذو نغـمة متهكمة سّاخرة يعرفهاّ الكلّ جعـلتّ انتباه الكل يتجه نحوهّ كيفّ لا و هو صاحبّ الأمسيةّ الـرئيسيةّ يقفّ في أعلى المنصّة
ممسكاّ بالمايكروفون تـعلو ملامح وجهه ابتسامةّ خبيثةّ ماكرةّ خصلات شعره الأسودّ على جبينه بعشوائية انسدلت عينيه تـراقبان منذّ البداية
كل ما يحدثّ هناّ ،
ـ فـرانسوا أضف اللمسة الفـنية لضيف الشرف
أومأ فرانسوا إيجابا و هو يرفع يده اليمنى دلالة علىّ تنفيذه للأمر لكيّ تـظهـرّ شـاشةّ عـملاقة نوعاّ ما تـبثّ آخر أخبار ما يحدث قد كان العـنوان
الـرئيسي لهذه الأمسيةّ هوّ ديميتري نفسه كانت صورهّ في كلّ الأرجاءّ كذلك صور السيد فلادميرّ ، حينها اتسعت عينيه بصدمةّ ملاحّظا ما فـعله
نايتّ هويته كشفت للإعـلام أيضاّ اشتباهه في قـضية انفجار الذي حدث بحفلة فلادميرّ ، عـنوان لم يكن سوىّ ..
بضحكـةّ مبحوحةّ حاقدةّ تـحدث نايتّ قائلا
ـ عـودة ديميتري ماكاروف من الموتّ ما رأيك باختياري للعنوان ؟ هل يناسب ذوقك ؟
شهقتّ فلورا بصدمة قدّ شحب وجهها كلياّ بينماّ نـظرتّ كليرّ بعدم استيعاب إلى كل من ديميتري و نايتّ في حينّ أصدر كايل آهة مستاءة
و هوّ يـضع رأسه بين ذراعيهّ ما الذيّ يحدث هنا بحق السماء ؟ نـظرت إليزابيثّ إلى نايتّ بصدمة بينماّ ابتسم أوسكار بكلّ سخريةّ جنون عائلة
ماكاروف لا ينتهي أبداّ على ما يبدوا ، حينما أكمل نايت كلامه بنبرةّ متهكمةّ
ـ عـذراّ لقد خططت لاستقبالك بترحيب أكبر من هذا لكن للأسف لم تسري مخططاتي جميعا كما أردتّ،
عم الصمتّ القـاعةّ بأكملها لماّ ظهرت صـورةّ لعـائلة ماكاروفّ نيكولاسّ برفقته كل من ديميتري و نايتّ أيضاّ جدهمّ الأكبرّ بعدّ ذلكّ صورة فلادمير
كانت الصحافة في حالة من الفوضى و عدم الفهمّ خصوصا أن انتخابات رئيس لبير قريبةّ ، نـظرتّ ماري بقلق إلى نايت حيث بدى غـريباّ ثم
عـادت بنظراتها إلى ديميتري الذي أخفض رأسه طوال الفترةّ تلكّ قد كانت كتفيه ترتجفان بقوةّ بينما أكمل نايت كلامه بنبرةّ بـاردةّ مبحوحةّ خبيثةّ
ـ إذن ما رأيك ؟ إنها مسألة وقت قبل الوليمة الكبرى فما هو شعورك الآن ؟
رمق ويليام صديقه بنظراتّ قلقةّ قدّ عمه القلقّ و الترددّ ماّ الذي يفعله ؟ أرادت ماري أن تـنهي هذه الأمسية أيضاّ فكل من فرانسوا و سوزي
مصابينّ نهيك عن فقدان أليكساندر للوعيّ إلى متى سيستمر ؟ لكن الشخصّ الذيّ تحدث لم يكن سوى إليزابيثّ بنبرتهاّ القلقة
ـ ما الذي تفعله نايت ؟ ألا تدرك بفعلتك هذه أنك ستعيد قضية التحقيق حول مـوتّ سير نيكولاس ؟ إن لهذا جانب سيء لك تماما كما لديميتري
من فضلك افعل شيئا لتوقف هذاّ قبل أن يصل الأمر لمجلس المدراءّ حينها ستنخفض نسبةّ فوزكّ ألا تدرك ذلك ؟
حينهاّ اتسعت عيني كايلّ بصدمة قدّ شحب وجهه أكثرّ ما الذي تقوله الآن أكبرّ دليل على أنها لمّ تكن بجانبه قطّ منذ البدايةّ كل ما كانت تريده هو
نايت فقطّ بدأت قبضته فيّ الارتجاف قد احمرت عينيه من الغضبّ فتقدم خـطوةّ للأمام لما وضع كل من ويليام و فلورا ذراعيهما أمامه مانعين إياه
من التقدمّ ، أشاح بوجهه بعيداّ أهانته خيانته استغلته جعلته يقع في حبها لكي تستغلّه تأخذ أمواله تأخذ حب عـائلته تأخذ صديقه و أحلامهّ أي
إمرأة هي تدعي القلق على رجل آخر في حضوره ؟ أي أنانية هذه ؟ و أي منطق هذا ؟ تحدث ويليام بّهدوء
ـ لا تأبه بها كايلّ إنها حرباء تتلون حسبّ احتياجاتهاّ ..
لمّ ينل كلام إليزابيث رضى الجميعّ و كم تمنتّ ماريّ حينها لو أن الرصاصة أصابتهاّ فيّ قلبها تماماّ نـظرتّ مجددا إلى أليكساندرّ الذي بدأ يستعيد
وعيه تدريجياّ حينما فتحّ عينيه ابتسمتّ بّراحة و هي تضمّه لصدرهاّ همسّ لها بّنبرة مرهقة
ـ ماريّ .. أين أنا ؟
بينما بقيت و طـّوال هذه المدةّ نـظراته الزرقاءّ الداكنةّ الحادّة عليهّ مبتسماّ بـسخرية و تهكمّ شديد لم يكن يستمعّ لما كان يقـوله الكلّ و لم يبالي
فعلا باعتراض إليزابيثّ كماّ أنه لم يعد يبالي فعلا بما يحدثّ الآنّ الأهمّ هو تنفيذّ خطـّواته بحوافرها أكمل نايت كلامه بنبرةّ بـاردةّ مبحوحةّ و هو
يتـقدم نحوه بخطواتّ كسّولة هادئةّ
ـ أخبرني كيف تـرى العالم من زاوية نظركّ الآن ؟ .. لقدّ قال جون فورد التأخر في الانتقام يجعل الضربة أشد قسوةّ ، أظن بأن كلامه صحيحّ
ألا توافقني الرأي ؟
اقـترب منهّ بمسافة كافيةّ ثمّ توقف عنّ السيرّ مبتسما ببرود حينهاّ رفع ديميتري رأسه لكيّ ينظرّ إليه يرتجفّ بقوةّ لقدّ سبق نايتّ لخـطوةّ لكن الأخيرّ
سبقه لعدّة أميالّ لقدّ خسر للمرة الثانيةّ أمامهّ هذاّ ما لا يتقبله عـقله علىّ الإطلاقّ يفضل الموتّ على رؤية هذاّ اليومّ لن يستسلمّ لآخر لحظةّ فليسقطّ
كلاهما أوّ ليرتفع كلاهماّ لا أحدّ يفوز إن لم يكن هو معني بالفوزّ ، تـحدث ديميتري بنبرةّ باردةّ
ـ هناكّ أمير مسمى بأمير فـلسفة الشيطانّ نيكولا مكيافيلي كانتّ مقالاتهّ الأحب لقلب نيكولاسّ و لطالما شبه نيكولاس هـذا الأمير الشيطانيّ بكّ
أذكر أنه مرة قدّ اقتبس منه قائلا إذا كان لا مفر من أذية أحد فلتؤذه بقسوة تجعلك لا تخاف من إنتقامه ،
حالماّ قـال ذلكّ ازدادت ابتسامةّ نايت برودا أكان يعنيه بكلامه ذاكّ ؟ كم هذا مثير لسخرية في موقفه هو حينها اقـتربّ منه ديميتري بضعة خطواتّ
و لم يفصل بينهماّ سوىّ خطّوة ينـظرّ إليه بحقدّ و مقت شديدّ ، قـالّ له نايت بنبرةّ مبحوحةّ
ـ الثأر طبق من الأفضل أن يقدم بارداّ ديميتري ، ..
زفرّ ديمتريّ بغيض قدّ سئم فعلاّ من تصرفاتهّ الساخرة المتهكمةّ ارتجفّ جسده غضباّ محاولا كتمّ ثوران أعصـابهّ لقدّ أخبرهم نيكولاس سابقاّ أن
أفضلّ طريقةّ لاستفزاز خصمكّ هو وضعّ قناعّ البرود و اللامبالاة أجلّ كان محقاّ لكن نايت لاّ يضع قناعاّ بلّ هوّ الجمود بنفسهّ مهما حاول استفزازه
فلن ينجحّ حينها لم يستطعّ تمالكّ أعصابه أكثرّ من ذلكّ لكي يندفع نحوّ نايت ممسكاّ بياقة قميصه قـائلاّ بصراخّ
ـ لا تـمزح معي أيها السافل ، أنت من بدأ هذه الـحرب أولا أنت من جعلتني هكذاّ أنت من يستحق أن يحطم أولا و لسوف أحرص على ذلكّ ..
سوف أفعل نايت
حالما هاجم ديميتريّ نايت أسرع فرانسوا في خطواتهّ راكضاّ نحو سيده حينماّ توقف فجأة و هوّ يرى إشارة ويليام له عن بـعدّ يطلب منه عدم
التدّخل فالأمر لم يعد يعنيهم كأنهم ليسوا بالقاعةّ فلا ديميتري و لا نايت يشعران بوجودهمّ زفرّ بقوة و التزم مكانه فوضعت كليرّ يدها على ذراعه
تـطلبّ منه الصبرّ بعد أن وقفت بجانبه فعلا ضحكّ نايت بّنغمة صوته المبحوحةّ قـائلاّ بنبرة هادئة
ـ ماذاّ ؟ لا تلعب دور الضحية ديميتري فالتمثيل لا يليق بكّ ، أتقول أنني من بدأت الحرب أولا ؟ أنت مخطأ و كلانا يعلم ذلكّ ليس ذنبي أنك
خسرت الرهانّ فأنت لم تكن قـوياّ كفاية في بادئ الأمر ،
صـاح ديميتري بعصبية كبيرةّ و هو يدفعهّ للخلفّ لكي يرتطم ظهر نايت بالجدار قد بقيت ملامحه نفسهاّ حينهاّ لكمـه الآخر بقوة على وجههّ قد
فقد أعصابه كلياّ ليس مجددا ، قـائلاّ بنبرةّ غاضبة
ـ لقد أخذته مني .. و أنا ، أنا الأحق منك به
رفع نايت أنامله بهدوء شديد ثمّ قام بمسحّ الدماء من شفته السفلى أخذ نيكولاس منه ؟ هو الأحقّ في كسبّ حبه عليه ؟ أي هراء يتفوه بهّ ؟ نـظر
إليه بعينيه الحادتينّ ثمّ تحدث بنبرةّ بـاردةّ عميقةّ
ـ ما الذي تقوله ؟ ديميتري أنت من قتلته
اتسعتّ عيني ديميتريّ بصدمةّ تاركاّ ياقة قميص نايت لوهلة من الزمن لم يستوعب ما قاله نايت علىّ الإطلاّق و حينما فعلّ امتدتّ قبضته لا إرادياّ
ناحيته هذه المرةّ بإتجاه قـلبه مستعداّ لتحطيمّ ضـلوعهّ حينماّ ابتعد نايت عن مرمى هدفه بـخفةّ كي يديرّ يده خلف ظهره محاولا أن يضبط أعصابه
قـليلاّ بينما استمر ديميتري بالصراخّ قـائلاّ بحقد
ـ أنت من أجبرتني على ذلكّ أهنئك فطريقتك في التلاعب بعقول و قلوب الغير تستحق جائزة الأوسكار عليها ،
رمـقه نايت بهدوء كلماته مليئة بالحقدّ و الكره لقد وصل إلى درجـة من البغض لا يمكن قولها بالكلمات و لا حتى التعبيرّ عنها أشاح بوجهه بعيداّ
يمسح دماءّ من أسفل شفته ببرود هـذا غريب لكنّ بطريقة ماّ شعر بشيء يغـزو كيانهّ غـريبّ و أمر مربك أيضاّ عندها تنهدّ بهدوء إذ لم يرى أنه
توجد فائدة من مناقشته بعد الآنّ فلن يتفقا أبداّ لذلكّ استدار مغـادرا واضعا كلتا يديه في جيب سرواله ، قـال ببرودّ
ـ ديميتري أفضل أن أكرهك على أن أشفق عليك فلا تصغر في عيني أكثر من هذاّ ..
احتقن وجه ديميتري غضبا فمد يده بسرعة و أمسك معصم نايت ليديره بقوة ناحيتهّ بـعد ذلكّ أمسكه من كتفه يـنظر إليه بحدةّ في حين بقي نايت
على حاله شديد الهدوء قـبل أن يتفوه ديميتري بأي شيء اقتربت إليزابيث منهما قـائلة بتحذير
ـ يكفي ما قلتماه الآن .. ديميتري دعنا نغادر السيد فلادمير في انتظارنا تماما كما قلت لم ينتهي كل شيء بعدّ لذلكّ لنسرع إصلاح الأمر ، نايت
هلا فتحت المخارج ؟ لم يعد يوجد شيء للحديث بشأنه
عـم الصمتّ في القـاعة حينها بدأت دموع أليكساندر فيّ النزول دون أي إنذار كتم شهقاته و خبأ وجهه بين أحضان ماري التي لم تدري ما الذي
حدث بالضبطّ لكنها وضعت يدها على خصلات شعره الأشقرّ و هي تبتسم برقة محاولة أن تبث الآمان في قـلبه حينما استدار نايت لكي يرمق إليزابيث
بنظراتّ باردة حادة ابتسم بسخرية متحدثا بنبرة تهكمية مبحوحة
ـ هلا أسديت خدمة للجميع و أغلقت فمك ؟ لا أحد يريد أن يسمع رأيك لذا احتفظي به لنفسك ،
حدقت فيه إليزابيث بصدمة غير قادرة على الردّ عليه فزمت شفتيها محاولة الحفاظ على كبريائها و هي تعود للخلف بضعةّ خطوات كي تقف إلى
جانب ديميتري لم تكن تتوقع منه معاملة الملوك ليس بعد أن كشفت تحالفها مع ديميتري لكن ليس إلى هذه الدرجة من الاحتقار لقد كان مؤلما نظرته
المشمئزة نحوهاّ التزمت الصمتّ بعد ذلك في حين مد فرانسوا يد المساعدة لسوزي كي يسندها على كتفه بينما أمسكت كلير بأليكساندر مبتسمة له
بلطف قد تذكرت مرة الأولى التي التقيا فيها فبادرها أليكساندر الابتسامةّ بإرهاق شديد يجاهد لكي لا يفقد وعيه بينما بقيت ماري جالسة على الأرض
بهدوء حينما همست لها كلير بتوتر
ـ ماري ألن تفعلي شيئا ؟ نايت يبدوا غـريبا أعتقد أنه بحاجة لدعمك
هزت ماري رأسها نفيا بهدوء بأي حق يخولها الوقوف الآن في وجهه ؟ بأي كلام ستقنعه و بأي أفعال ستطمئنه ؟ هي تماما كأي شخص آخر
بهذه الغـرفة مجرد مشاهد آخر لا يملك الحق في التدخل و لا الكلامّ ليس لأنها لا تريد و حتما ليس لأنها لا تستطيع لكنّ لأن هذه اللحظة و هـذا الكلام
انتظره كلاهما طويلا ، نايت و ديميتري لا أحد يستطيع الوقوف في وجههما حتى لو أراد لأن هذا الوقت بذات مخصص لهما لوحدهما و من أجلهما فقطّ ..
عـائلة ماكاروف العـريقة و أفرادها ديميتري الـرجل الذي أعماه الانتقام فدفع كل ما يملك من أجله و نايت الرجل الذي أفقده الانتقام كل شيء يملك ،
..
فبأي حق يتدخلون ؟


آنتهى -



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 07:13 AM