••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


براعم زهرة الكرز.. الجزء الأول

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-14-2020, 07:21 PM   #1
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً

براعم زهرة الكرز.. الجزء الأول






[CENTER][B][COLOR=red]



وأخيرا.. وبعد تفكير عميق..

قررت أن أعود لاكمال روايتي العزيزة على قلبي
بعد أن قاومت بشدة عدم تغيير أي شيء بها حتى تنسيقها
سيتم انزال الفصول حسب ظروفي حتى اكمل حيث وصلت
وأبدأ بتتمتها

أرجو أن تحوز رضاكم وأن ألقى مايسعد ويبهج من حضوركم المشرف





كنسمات الصيف العابرة ...

كذرات القطن التي تمطرها السماء أيام الشتاء ..

كأوراق الخريف الملونة الزاهية ..

وكبراعم زهرة الربيع ...

كانت همساتهم .. ضحكاتهم .. ودموعهم

امتزجت مشكلة سيمفونية الحياة

بكل عذوبتها وقسوتها وبكل ماحوته مكوناتها الفريدة

اجتمع قلبيها واختلط دمهما .. لتبدأ قصتهما معها

تتحدى عواصف الشتاء وهجير الصيف وسطوة الزمن القاسي

فهل سينصفهما القدر ؟.. أم أنه سيخوض بهما وبنا عباب البحر

لنحارب أمواجه كي نصل لشاطيء الحياة ..


اليابان | أوساكا | 15- 5 - 1433م



تراقصت تلك البتلات الزهرية في الهواء على أنغامها الجميلة

والتي امتزجت عذوبتها بمشاعر اختلجت روحها النقية الصافية

بينما كفها الناعمة تمسح على وليدها الذي لايزال يرقد في أحشائها ...

ذلك القرص المشع الذي تصدر السماء أطلق العنان لخيوطه الذهبية

لتنعكس على عينيها البندقيتين وتزيد من بريقهما الأخاذ

وخصلات شعرها الأبنوسي تتراقص مع تلك النسمات العليلة التي انبعثت في الأرجاء

مضيفة على ذلك الجمال سحراً جديداً ...

نطق ثغرها بينما عيناها تطوفان تلك البقعة الواسعة تملأها الحقول المتنوعة الأشكال والأحجام :

|| أترى حبيبي .. هناك يعمل والدك وجدك .. وجميع من في قريتنا الصغيرة

يعمل بجد ليحصد خيرات الربيع ..

حينما تكبر .. ستعمل معهم ايضاً .. أليس كذلك ؟ ||

رسمت ابتسامتها الجميلة على شفتيها بينما القت بصرها على جنينها

وأخذت تقص له حكاياها الجميلة كعادتها .. وتروي أمنياتها ...

في الجانب الآخر ... كانت عيناه ترقبانها وتلك الابتسامة السعيدة لاتفارقه

ناداه ذلك الرجل العجوز بنبرة متذمرة : عد الى عملك وكفاك لهواً


التفت له بفزع ليقول بسرعة : آه بأمرك

عاد يعمل بسرعة من جديد .. ورغم ذلك ..

لم يتمكن من منع عيناه من الالتفات لزوجته الحبيبة بين الحين والآخر ليطمئن عليها

بينما كانت النسوة تثرثرن كعادتهن بينما يعملن بأحاديث شتى

ألقت احداهن بصرها نحوه لتتنهد بيأس وتقول بابتسامة عريضة :

يبدو أنه سيُوبخ للمرة العاشرة هذا اليوم .. لاينفك عن التحديق بها


أجابتها أخرى بينما تحمل تلك السلة الكبيرة المليئة بحبات البطاطا الطازجة :

لا أعلم مالذي يخشاه وهي تجلس على مقربة منا .. وكأنما تحيط بها الوحوش

ضحكت كلتاهما لتعودا للعمل من جديد وهما تتسامران



لم تكن احداهن لتمل من الثرثرة وقد أصبح ذلكما المسكينان مصدرا لتسليتهن

هبت الريح قوية لوهلة .. وحركت معها اأغصان الشجر

واذا بتلك الزهور الربيعية الزاهية تتناثر عليها بصورة بديعة

رفعت رأسها لتنظر لها بابتسامة سعيدة وقد مدت يدها علها تلتقط شيئاً منها

توقفت الرياح تدريجياً وقد سكنت الأصوات في تلك الفترة القصيرة

ليعود الجميع لضجيجهم من جديد وأحاديثهم التي لاتنتهي

بينما كانت تحدق بيدها بدهشة أتبعتها بابتسامتها الجميلة

لتضع زهرتي الكرز اللتان سقطتا بكفها في منديلها بسرعة

خبئت المنديل بجيب ثوبها ونهضت بثقل وهي تستند للشجرة

نظرت ناحية الحقول من جديد وألقت ببصرها على زوجها الذي كان بدوره ينظر لها

لتتلاقى عينيهما وكل يبتسم للآخر بسعادة وكأنما يحكي له عن أحواله في تلك اللحظة

فجأة .. انقبضت أحشائها وأحست بالألم يمزقها

أغمضت عينيها بقوة بينما تضع يدها على بطنها ..

لتئن بعدها محاولة كتمان تلك الآلام المفاجئة التي اعترتها

بينما كان ينظر لها بتساؤل وقلق .. وماان رآها تجثو على الأرض حتى القى بما في يده

وأسرع نحوها تتبعه نظراتهم القلقة لتقول احدى النساء : مالذي يجري ؟


أجابتها أخرى ببرود : أظنها مُشرفة على الولادة ..

نظرت لها بدهشة وتساؤل وهي تقول : وهل أتمت شهور حملها ؟

التفتت لها الأخرى من جديد نظراتها المعتادة لتقول بعد صمت قصير : أظن ذلك

واذا بصوته يقاطعهما : ليساعدني أحدكم .. آريا تلد !!

نظرت كلتاهما له بدهشة لتسرعا بعدها مع البقية ليقدموا يد العون




صوت خطواته قطع ذلك الصمت الذي ساد الأجواء

والقلق يجتاح صدره كما السهام توشك ان تخترق قلبه

بينما كانت عيناه ترقبان ذلك الباب بين الفينة والأخرى

تنفس الصعداء محاولاً الهدوء دونما فائدة

فصوت صراخها وأنينها يضج مسامعه فتضطرب دقات قلبه أكثر فأكثر

ومع كل لحظة تمر عليه يزداد ذلك الشعور المختلط المشوش بداخله

مضت ساعات وهو على هذه الحال حتى جائه صوت ذلك العجوز

محاولاً محو بعضٍ من ذلك القلق والخوف الذي تملكه

- لاتقلق ستكون بخير .. ليست أول امرأة تلد


أجابه بقلق شديد : أعلم هذا لكنه ابننا الأول كما أن جسدها ضعيف .. قلق عليها .. أخشى ...

قطع حديثه صوت بكاء الطفل الذي بدا لهما جلياً من تلك الغرفة

التفت الى الباب بسرعة ودقات قلبه تتسارع كما لو كان يجري لأميال

فتح الباب ليحاول الدخول لولا تلك المرأة السمينة التي اوقفته معارضة

- ماذا تريد .. لم ينته الأمر بعد


قالتها بحدة مخيفة ليقول لها معارضاً باستياء :

ماذا تقصدين لقد أنجبت ابني وأنا زوجها وأريد الاطمئنان عليها لايمكنكِ منعي

أجابته ببرود ونظراتٍ شرسة : لن تفعل فلم ينته الأمر بعد هيا اخرج اخرج

واخرجته لتغلق الباب خلفه بينما كان ينظر باستياء شديد

- هذا ليس عدلاً أنا زوجها .. لا يحق لهذه الشمطاء منعي

ربت العجوز على كتفه مواسياً ليستمر انتظارهما فترة أخرى بقي فيها بحال أشد مما مضى

فالحيرة التي اعترته والهواجس التي انتابته أرهقت قلبه وعقله

ليسمع صوت بكاء طفل من جديد ..

نظر بدهشة للغرفة دون ان يعي مايحدث ..وماهي الا لحيظات حتى خرجت تلك السيدة من جديد وهي تقول بانتصار : الآن بامكانك الدخول


أسرع نحو الغرفة دونما تفكير ليدخلها بلهفة

رمقته بنظراتها المتعبة ووجهها الشاحب بينما تزين شفتيها ابتسامتها الجميلة

وقد احتضنت رضيعتيها بحنان تسندها احدى السيدات معينة لها على الجلوس

اقترب والذهول يغلف تعابيره الهادئة ليقول دونما وعي : طفلان ؟!!

اومأت له بالايجاب ولما تزال تبتسم بسعادة رغم إعيائها لتقول بصوت متعب :

||فتاتان جميلتان ||


أجابها ولا يزال على حاله تلك : فتا..تان ؟!!

أومأت له بالايجاب مجددأ بسرور

كرر سؤاله من جديد عدة مرات ليبتسم بعدها بسعادة غامرة ويجلس أمامها وهو يتأملهما

ويقول بحب وحنان : مرحباً بكما .. مرحباً طفلتاي .. آريا أصبح لدينا ابنتان في مرة واحدة

ضحكت بلطف على مظهره الطفولي لتستلقي بعدها بتعب بمعونة من تلك السيدة

بينما أخذت أخرى الطفلتين ليقوموا بتجهيزهما وتحميمهما وعيناه لاتزالان ترقبهما بسرور

نظر بعدها لزوجته ليقول بحب وحنان بينما يمسك كفها :

- شكراً لكِ آريا .. قمتِ بعمل عظيم حقاً .. حمداً لله على سلامتكِ


نظرت له بذبول وابتسامة ممتنة بينما تغمض عينيها تدريجياً

لتغفو سريعاً وقد غلف الارهاق ملامح وجهها الجميل

غطاها جيداً ليقبل بعدها جبينها ويتأملها بارتياح ....


مرحباً بكل زوار روايتي الثانية او لنقل قصتي الجديدة ^^

أتمنى أن تحظى البداية على اعجابكم

وبالطبع أرحب بكل آرائكم - انتقاداتكم - ملاحظاتكم - توقعاتكم

وسأكون سعيدة وممتنة لردودكم المشجعة وانتقاداتكم البناءة

وأعتذر لعدم ترحيبي بالردود السطحية فلكم عانيت منها

وأنا كأيٍ منكم لاأزال مبتدئة وبحاجة للنصح واللإفادة

فحتماً لاأريد لأخطائي السابقة أن تتكرر

ففي روايتي الأولى لم اتطور الا في فصول متأخرة

لأن لاأحد وجهني الا متأخراً جداً

في النهاية اعتذر لثرثرتي فلن اكون أنا مالم أثرثر

خالص تحياااتي ^^



 
مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 05-16-2020 الساعة 09:33 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-14-2020, 07:31 PM   #2
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً



EDITH;5509683]





باسمكِ اسميتهما

فهما زهرتاي الربيعيتان اللتان عطرتا وجودي وكياني

هما قطرتا الندى التي بللت فؤادي ووهبته حياة جديدة

هانا .. هارو .. زهرة الربيع

بل واندى الزهور ... أحبكما ياأجمل هدية منحتني السماء اياها




صفحات ذلك الدفتر الزهري كانت تقلبها أناملها النحيلة البيضاء

بينما علت الابتسامة وجهها وهي تقلب ناظريها بين تلك السطور

" كانت أياماً جميلة بالفعل .. "

قالت ذلك واسندت رأسها لشجرة الأرز الضخمة معلية طرفها ليقابل عذوبة النسيم الذي حفها

واهزوجة الصيف تعزفها الشمس الدافئة للقرية الصغيرة

أغمضت جفنيها الحالمين لتبحر في أحلامها الوردية

وفي ذكرياتها التي لن تمحى أبداً من ذاكرتها




أوساكا | 1435م

ريشة طائرنا تتراقص
وتغني الــــــحان الصيف
نامي بسلام يامـــــاما
ولتحلمي بهدايا الطيف


كانت تغني بصوتها الدافيء الحنون وهي تمسح على شعر تلك الطفلة الجميلة

والتي غفت في حجرها ببراءة ..

تأملتها بحب وقبلت جبينها ثم وضعتها على الفراش وغطتها بذلك الغطاء الدافيء

واذا بشخص يجلس بجانبها بسرعة مما افزعها فالتفتت باستياء

- عزيزي كدت توقظها .. افزعتني بحق

تجاهلها بينما كان يتأمل الطفلة وهو يحتضن الاخرى ليقول بتعجب :

ياااه اني محق حتى لونهما مختلف .. أي توأمٍ هذا ؟

نظرت له آرياكو بتساؤل : ماذا تقصد ؟ الا زلت تبحث عن الفرق بينهما ؟

اومأ لها بالايجاب بفخر وتربع واضعاً طفلته على فخده


بينما كانت الاخيرة تعبث بالقلم الذي علقه والدها بجيب قميصه


- انهما حقاً مختلفتان .. بل انني اكتشف كل يومٍ اختلافاً جديداً بينهما ..

انظري هانا تشبهكِ كثيراً بلون شعرها الحريري الداكن وبشرتها الناصعة البياض


وكذا لون عينيها البندقي .. وبهدوئها كذلك وطباعها المملة


قاطعته باستياء : اتقصد اني مملة ؟ !

اجابها ببرود : اممم اجل .. بينما حبيبتي الجميلة هارو

وضمها اليه بسعادة ليكمل : تشبهني كثيراً .. شعرها وان لم يكن حريرياً جداً كشقيقتها

الا ان لونه ساحر جذاب كلون شعري وعيناها ورغم انهما لاتشبها عيناي

الا انهما اقرب مني لكِ كما انهما اكثر اشراقاً وبهجة مثلي تماماً ..


نظرت له آرياكو بتذمر ثم نهضت وحملت سلة الملابس وخرجت من الغرفة

نظر لها مستدركاً ثم تبعها بسرعة بعد ان وضع هارو على الارض

وكانت قد امسكت بالقلم بسرعة قبل ان يقع .. تنهدت بارتياح وعادت تعبث به


- آه عزيزتي لم اقصد السوء صدقيني لاتغضبي ارجوكِ .. هيا ياكو الجميلة

اوه انظري زهرة بيضاء انها لكِ تفضلي ياحلوة ..

كانت تلك محاولاته الفاشلة لارضاءها بينما كانت قد التزمت الصمت قاطبة حاجبيها

أما في الغرفة فكانت تلك الصغيرة الشقية ترسم على الأرض بذلك القلم الأحمر


والابتسامة السعيدة شقت طريقها لثغرها ..


اخذت تزحف وهي تكمل الرسم وتدندن بلحن طفولي


حتى وصلت لشقيقتها التي كانت تنام بعمق


نظرت لها ملياً ثم ابتسمت ابتسامة عريضة وبدأت ترسم على جبينها ببراءة




التفتت له باستياء وتذمر : ارحل ايها المتعجرف لاتحدثني ..

طالما انا لااعجبك أيها البريطاني فلما تزوجتني ؟!


اخذ يحك مؤخرة عنقه بتوتر ثم تبعها بينما كانت تعود للداخل بعد ان علقت الملابس لتجف على حبل الغسيل

- اميرتي حبيبتي الجميلة اقسم اني لم اقصد هذا .. مابكِ لما لاتحبين المزاح ..

صدقيني أنا متيم بكِ والا لما قد اتزوجك ها ؟

كنت امازحكِ .. أبداً لم اقصد اني افضل منكِ لست جميلاً البتة

كيف اكون جميلاً أمام سموكِ ايتها الساحرة المتألقة الـ...


قاطعتها بنظراتها الغاضبة المتذمرة : كفى كفى ايها الرجل السيء اغرب عن وجهي لااريد الحديث معك ..

دخلت الغرفة واغلقت الباب بانزعاج بينما تنهد بثقل :

تباً ياللساني المتمرد لما قلت هذا أمامها .. آه ياكو لن تنسى هذا أبداً هفف

واذا بصوتها يعلو وهي تصرخ على احدهم داخل الغرفة
ممتزجاً ببكاء الطفلة المسكينة ..

نظر بدهشة وتساؤل ثم اسرع نحو الغرفة ودخلها ليرى ذلك المنظر المضحك

ويغرق في نوبة من الضحك لم يوقفها سوى صوت آرياكو الغاضب

- بدلاً من الضحك خذ ابنتك من هنا افزعت المسكينة .. انظر ماذا فعلت ..

يالها من شقية متوحشة كوالدها تماماً ..


- حاضر حاضر تعالي حبيبتي الصغيرة

حمل هارو التي كانت تنظر لهم ببراءة كأن لم تفعل شيئاً وخرج بها بسرعة من الغرفة

بينما كانت المسكينة هانا تبكي وقد اخفت ملامحها الجميلة تلك الخربشات الطفولية الحمراء على وجهها

حملتها آرياكو لتبدأ بتحمميها وغسل وجهها الذي لم يزل ذلك الحبر الرديء عنه بسهولة



حل المساء واجتمعت العائلة حول المائدة الأرضية الخشبية

وبدأوا بتناول العشاء والذي كان ارزاً مع الحساء

مدت يدها لتأخذ تلك القطعة الشهية من البطاطا من حساء شقيقتها

واذا بيد تضرب يدها وتبعدها ..

- هذا معيب لديكِ طبقكِ فلا تقربي طبق شقيقتك ..

هارو ببراءة وهي تمسح على يدها : ماما انا دائعة ( جائعة )

- وان يكن ؟.. شقيقتكِ أيضاً جائعة لايحق لكِ سرقة طعامها

تنهد باستياء وهو يضع طبقه على الطاولة ويقول محذراً : آريا .!

نظرت له ببرود لتكمل بعدها طعامها وتطعم معها هانا التي كانت تأكل بكل هدوء وهي تنظر لهم بتعجب بريء

حمل فلورانس هارو ليضعها بحجره ويبدأ باطعامها بحنان بينما يقول بهدوء :

لايجب ان تعاملي الطفلة بقسوة .. كما لاتنطقي هذه الكلمات الغبية أمامها ..

كيف ستعي طفلة مثلها السرقة ؟! كانت جائعة وحسب ..

عليكِ ايضاح الأمر لها برفق وحب وحنان .. كما اعتدت منكِ عزيزتي ..

لما اصبحتِ قاسية في الآونة الأخيرة ؟


نكست أرياكو طرفها بصمت .. فقد كانت تدرك ان مايقوله هو الصواب انما لم تملك الاجابة لسؤاله ذاك ..

اكتفت بالصمت وأكملت اطعام ابنتها حتى اذا ماانهوا العشاء بدأت بغسل الصحون بشرود

بينما كان فلورانس يلاعب طفلتيه بسعادة ومرح ..

نظرت نحوهما بحزن ثم عادت تكمل عملها والتساؤلات تحوم بذهنها وتسيطر عليه

بينما كلماته تتردد بلبها وتعصف به بقسوة

" أنا أم أنت ؟.. من منا بات يقسو على الآخر ..

مذ خرجتا لهذا العالم وأنت لاتلتفت لي حتى ..

أصبحت مجرد خادمة لديك ولدى ابنتيك ..

لم أعد أعجبك ولم تعد تطربني كالسابق بكلماتك الجميلة المحبة ..

ليت بامكاني قول هذا لك ..

ليت بامكاني ان اشكوك لنفسك علك تشعر بما اكتنزه من ألم بداخلي "


كادت تلك الدمعة الساخنة التي احتجزتها مقلتيها ان تفر منهما

لولا ان تنفست بعمق محاولة التماسك أكثر ..

شعرت به يقف بجوارها فأطرقت طرفها بسرعة نحو الصحون

وعاودت غسيلها مدعية اللامبالاة ..

بينما اخذ الصحن منها وبدأ بغسل الصحون معها .. ليهمس بعد فترة من الصمت :

ماخطبكِ ؟.. لازلتِ غاضبة مما قلته اليوم ؟

أومأت له بالنفي بينما خنقتها دموعها وهي تحاول جاهدة السيطرة عليها

شعر بذلك الثقل الذي يجتاحها لكنه لم يستطع الحديث أو المحاولة أكثر

فهو الآخر بات يشعر بصعوبة في التواصل معها .. ليس يعلم مالسبب ..

لذا اكتفى بالصمت حتى انهيا العمل وتوجهت هي لطفلتيها لتغير ملابسهما

وتعدهما للنوم بينما توجه هو للخارج ليتفقد المنزل قبل النوم



- أنب ( أرنب )

- لا هذا دب


- بل انب


- دب


- انا اقول انب


- وانا اقول دب


نظرت كل منهما للاخرى بانزعاج وتحدٍ لتسرعا بعدها لوالدتهما

التي كانت تقشر البطاطا بهدوء وهي تجلس بجانب الباب المطل على الحديقة الخارجية

هارو : ماما ماما هذا دب ام انب ؟

اجابتها بشرود دون ان تنظر : لاأعلم اسألي والدكِ

نفخت هارو خديها بتذمر ثم قالت ببراءة : بابا أيس هنا ( ليس )

تنهدت آرياكو بانزعاج وهي تنظر لها : انه ارنب حسناً ؟ هيا اذهبا للعب بعيداً

هانا بسعادة : انب انب انا فزت

هارو : لا ماما تفهم لا انه دب

نظرت لها آرياكو بغضب : مالذي قلته للتو ؟ طال لسانكِ كثيراً بسبب دلال والدكِ

نظرت هارو لأمها ببراءة ثم اخرجت لسانها ونظرت له حتى احولت عيناها ثم قالت بتلعثم : إساني أيس طويل ( ليس )


تراجعت هانا بسرعة خوفاً من غضب والدتها التي همت بضرب هارووتأديبها

لولا ان ناداها صوته بغضب وقلق : آريا توقفي


اسرع وضم ابنته ونظر لها باستياء : هذه الحال لاتطاق .. كيف تسول لكِ نفسكِ ضرب طفلة صغيرة ؟

نظرت له بانزعاج وقالت بصوتها المخنوق : لاتشجعها على التمرد علي

اجابها بهدوء محاولاً تمالك غضبه : افهميني عزيزتي انها مجرد طفلة

اطرقت بطرفها وعادت تعمل وقلبها يعتصر حزناً وألماً وفراغاً لايمكن لشيء ان يملأه

واذا بها تجرح اصبعها .. تقاطرت دمائها الحمراء مع دموعها التي انهمرت مستسلمة على خديها

اسرع ليجلس بجانبها ويمسك بيدها بقلق : آه عزيزتي اانتِ بخير .. انتظري سأحضر الضمادة بسرعة ..

نهض مسرعاً ليحضر معدات العلاج البسيطة التي يملكها ليعود بجانبها ويبدأ بتضميد جرحها

بينما الطفلتان تراقبان ذلك ببراءة وخوف ..

قبل ظاهر كفها بحنان ماان انتهى ثم مسح على شعرها وهويقول مطمئناً : كل شيء بخير الآن ..

سامحيني آريا لم اقصد ازعاجكِ حقاً .. كنت سيئاً حينما قلت ماقلته بالأمس ..

ثقي انني احبكِ كثيراً .. كيف لا وانتِ من زينت حياتي ولونتها بأجمل الألوان ..

حبيبتي .. اغفري لزوجكِ الأبله .. رجاءاً ..


اومأت له بالنفي بخجل ومسحت دموعها : لست .. غاضبة

- بلا بلا اعلم انكِ غاضبة ياكو المدللة .. حسناً سأخرج معكم اليوم لنزهة جميلة ..

من أجل ماما الرائعة ..

آه حقاً هارو حبيبتي الحلوة هيا اعتذري من ماما ولاتتحدثي معها بطريقة سيئة مجدداً ..


هارو ببراءة : لم افعل

نظر لها والدها منبهاً ومحذراً فقالت بعد لحظة صمت وتفكير : حادر بابا .. آثفة ماما

ابتسمت آرياكو بحنان وضمتها لأحضانها ومسحت على شعرها بلطف

- حبيبتي الصغيرة .. وأنا اعتذر لأني صرخت بوجه طفلتي الجميلة

اجابتها الطفلة ببراءة ومرح : ماما ثامحتكِ

ابتسمت آريا ضاحكة وعانقتها بحب وهي تتأمل فلورانس الذي ابتسم بسعادة غامرة

انضمت لهم هانا بغيرة وعانقت ذراع والدتها .. فتعالت ضحكاتهم الجميلة السعيدة

لتملأ أرجاء ذلك المنزل الدافيء

فهل ستدوم سعادتهم تلك للأبد ؟

هنا ينتهي البارت

أرجو ان يكون قد حاز على رضاكم

من هنا سنبدأ بالواجب فاستعدوا



- أريد رأيكم الصريح بالبارت + انتقادت + نصائح

- مين حبيتوا من الشخصيات وبالتحديد الطفلتين هع

طلعت من العربية الفصحى

وو كنت بزيد اسئلة بس راسي يدووووووووور

بكتفي بهذا القدر


منزلي الصغير الدافيء

احتوى مشاعرنا وسعادتنا وشهد لحظاتنا كلها

ضحكاتنا ودموعنا .. فما تراه سيشهد ايضاً

وماتراه القدر يخفي لنا ؟!








 
مواضيع : آدِيت~Edith



رد مع اقتباس
قديم 03-14-2020, 07:48 PM   #3
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً



EDITH;5530329]









أعيننا البريئة .. كانت تراها لعباً تحلق كما الطيور

وأعينهم .. كانت تراها وحوشاً توشك ان تلتهمنا نيرانها

فأينا على حق

وهل سيرحم الدهر طفولتنا ؟!






توقفت عينيها على تلك السطور المعتمة

لاتزال تلك ذكرياتها .. لكن أي شبح مظلم أعتمها وأخفى ضيائها

وأي غادر ذاك الذي انتشل سعادتهم وسرق بسماتهم

اغلقت ذلك الدفتر الذي احتوى ذكرياتها

وأبحرت مجدداً في عميق ماضيها

وعيناها تجوبان تلك البقعة التي كانت في يومٍ ما

مزهرة يانعة خضراء

ولكن .. ماحالها اليوم ؟!



أوساكا | 1438م



- Hi

- آي

- لا لا هكذا Hi

اجابته بكل براءة وهي تلعب بدميتها : آآآي

أومأ لها بالنفي ثم قال وهو يوجهها اليه :

انظري لي كيف أنطقها .. حسناً ؟ هكذا H..i

نظرت له وهي تحرك شفتيها كما يفعل ثم قالت ببرائتها المعهودة : آ..ي

تنهد بيأس ثم قال باصرار وهو يعتدل بجلوسه أمامها :

انظري صغيرتي سننتقل لكلمة أخرى قولي Hello

أخذت الفرشاة وبدأت بتسريح شعر دميتها وهي تقول بلا مبالاة : آلو

رمى نفسه للخلف بضجر ويأس : استسلم .. ماقصتها مع هذا الحرف اليوم ؟!

ضحكت آرياكو بلطف ثم اقتربت منهم ووضعت الطبق أمامهم وكان به حلوى الأرز الشهية

اسرعت الطفلتان لأخذ نصيبهما بسرعة وبدأتا تناولها بسعادة

هارو بمرح : بابا بابا انت قلت ان انا ذهبت المدرسة ستعطيني هدية صحيح ؟

اومأ لها بالايجاب وهو يعتدل جالساً : بكل تأكيد حلوتي الصغيرة

ابتسم بحب وحنان وهو يراقبها تثرثر وتحكي كل ماتشاهده وتراه

حتى وان كان بسيطاً لايستحق الذكر .. بينما هانا تتأمل والدها ببراءة

التفت لها بتساؤل : مالخطب صغيرتي ؟ اتريدين شيئاً ما ؟

ابتسمت ابتسامة عريضة واقتربت منه لتقول بدلال : بابا علمني مثل هارو

شد خدها بلطف وهو يقول :

هانا الغيور .. حسناً انما غداً أنا متعب الآن وسأخلد للنوم .. ليلة سعيدة أحبائي ..

هارو بمرح : ليلة سعيدة بابا الرائع

ابتسم بسرور وقبل خديها ثم بعثر شعر هانا وتوجه لغرفته تتبعه آرياكو

بينما كانت هانا تنظر له بحزن ..

اقتربت بعدها من المائدة وتركت قطعة الحلوى وهي تقول :

يجب ان لانأكل الحلوى قبل النوم

هارو : اجل لاتأكليها ذهبي للنوم أنا سأتناولها جميعها

نظرت لها بدهشة ثم نهضت وتوجهت للحمام لتغسل أسنانها وهي تفكر



في الغرفة جلست آرياكو بعد ان جهزت فراش زوجها

وانتظرته حتى استتم اموره وجلس على الفراش ليستعد للنوم .. قالت بعد تردد :

عزيزي .. هل لي أن اتحدث معك قليلاً ؟

نظر لها بتساؤل وقال بينما يرتدي جواربه : مالخطب ؟

- الحقيقة .. كنت أريد سؤالك عن .. أجرك .. متى ستتلقاه ؟

نظر لها بدهشة ثم قال بهدوء : غداً .. لما ؟

ابتسمت باستبشار ثم قالت بسرعة : هذا جيد جداً

اردفت بابتسامة لطيفة :

اعتذر لأني أثقل كاهلك ولكن الفتاتان اكملتا الخامسة ..

ويجب ان نضمهما لمدرسة القرية .. ومابقي لدي من مال لن يكفي لذلك ..

وأعلم انك تعاني من ضائقة مالية لذلك لم ارغب بسؤالك من قبل .. لكن ..

لايمكنهما التأخر عن البقية أكثر .. سامحني ارجوك ..

قطب حاجبيه وقال باستياء :

مالذي تقولينه آريا .. !!

منذ متى وأنا أعتمد على امرأة في ادارة شؤون منزلي المادية ..

دعي الأمر لي ولاتنفقي قطعة واحدة من مالكِ ..

احتفظي به فحتماً ستحتاجيه في المستقبل ..

كما اني كنت احضر لهذا لذا لاتقلقي بشأن أي شيء..

ابتسمت بسعادة وامتنان : شكراً لك عزيزي .. أنت الأفضل حقاً .. محظوظة بك

ابتسم ضاحكاً واستلقى على الفراش وهو يقول بنعاس :

أعلم أعلم أنا الأفضل والأروع .. ليلة سعيدة زوجتي العزيزة ..

قالها وأغمض عينيه وسرعان مااستسلم للنوم بتعب .. ابتسمت بحنان وغطته جيداً

ثم خرجت لابنتيها لترى هارو تجلس بمفردها وهي تلتهم حلوى الأرز بشراهة

- آآه هارو !! يالكِ من طفلة نهمة

جلست بجانبها وأخذت الطبق الذي أصبح فارغاً لتغسله وهي تقول باستياء :

كيف لكِ ان تأكليها جميعها .. هذا ليس جيداً البتة ايتها الشقية .. يجب ان تهتمي بصحتكِ أكثر

ارتمت هارو على الارض وهي تقول بينما تحرك ساقيها في الهواء وتتدحرج على الأرض بمرح : أنا قوية ماما لن يحدث لي أي شيء صدقيني

استلقت على بطنها وهي تنظر لأمها وتسند وجهها لكفيها

انهت آرياكو عملها وجلست بجانب ابنتها بهدوء : أولاً لاتتصرفي كالفتية .. ولاتستلقي على الأرض هكذا كي لاتتسخ ملابسكِ ..

قاطعتها هارو ببرود : لكنها نظيفة ماما كيف ستوسخ ملابسي ؟

تنهدت آرياكو محاولة استجماع صبرها : هارو كفي عن هذا الآن واطيعيني .. كما انه موعد النوم هيا غيري ملابسكِ واغسلي اسنانكِ واخلدي للنوم

هارو بتململ : حاااضر

نهضت وتوجهت للغرفة بينما تنهدت آرياكو بعمق : ياالهي الرحمة .. هذه الطفلة الشقية ستقتلني يوماً ما بتصرفاتها اللامبالية



حل الصباح وأشرقت الشمس الذهبية ناثرة ضيائها اللامتناهي لأفئدتهم

لكن دفئها لم يتمكن منن التغلب على تلك النسمات الباردة التي غلفت الأرجاء

وتلك الوريقات الملونة تناثرت وتراقصت مع الرياح بعد أن عصفت بها الرياح القوية

خرج من المنزل ممسكاً بتلكما اليدين الصغيرتين الدافئتين

وكل منهم يودع آرياكو التي شيعتهم الى الباب بابتسامتها المحبة الحانية

انحنى بعد ان سار خطواتٍ قليلة ليرتب وشاح كلٍ منهما ويدفئهما ثم نهض وأمسك يديهما من جديد

بينما كانت كل واحدة تسير معه بثقل اعياهما بسبب تلك الملابس الدافئة الثقيلة

واذا بصوت يدوي في الأرجاء ترتعش لوطئته الأفئدة

رمق السماء بطرفه ليرى تلك الطائرات الضخمة التي شقت عرض الفضاء

بينما صرخت الطفلتين بسعادة وهما تشيران لها : طائرة طائرة .. طائرة حربية

واخذتا تغنيا وهما تسرعان محاولتان اللحاق بتلك الطائرات وهما ترددان :

طائرة حربية طائرة طائرة حربية ..

استفاق من كوابيسه التي اعادت له للحيظات ذكريات لايمكن نسيانها

فهرع مسرعاً لابنتيه ليحتضنهما ويحملهما معهاً ويتوجه مسرعاً لمنزله

دخله واحكم اغلاق الباب بعد ان انزلهما وكلتاهما تحدق به بدهشة

بينما توجهت لهم آرياكو ماان سمعت تلك الضجة لتخرج حاملة المغرفة وهي تقول بتعجب :

مالخطب أرى انكم عدتم سريعاً ؟

التفت لها بصمت وتعابير وجهه الغامضة تخفي الكثير

توجه للداخل وهو يجر ابنتيه خلفه بينما هارو تقول بشقاوتها المعتادة : اريد ان ارى الطائرة بابا

نظر لها بحدة وحزم لأول مرة ليقول بنبرة محذرة مخيفة : لن يخرج أحد من المنزل.. واضح !!

وكالعادة لم تكن لتبالي لنظراته تلك رغم انها أربكتها لوهلة لتقول بعدها بالحاح :

بابا أريد ان ارى الطائرات ارجوك .. بابا .. بابااااا

لم يكن يبالي بالحاحها بل دخل الغرفة وجلس ووضعهما بحجره وضمهما بصمت

وكأنما يريد حمايتهما من ذكرياته التعيسة المخيفة ومن ذلك العالم الذي يخفي الكثير لهم

بينما آرياكو تتأمله بدهشة وقلق لكنها آثرت الصمت بعدما ادركت ماارق هدوئه وعكر سعادته



مضى بعض الوقت وهو لايزال على تلك الحال حتى ملت الطفلتين ذلك

انما لم تتحرك احداهما خشية غضبه ..

دخلت آرياكو وقدمت لهم بعض الكستناء المشوي وهي تقول بابتسامة لطيفة :

احبائي مارأيكم ان نتناول الكستناء الساخن ليمنحنا بعض الدفء

صرخت الطفلتان بسعادة : ماما نحبك

اسرعتا نحوها وعانقتاها ثم جلستا بجانبها منتظرتان ان تقشرها لهم وتطعمهما

بينما ابتسمت بسعادة وقبلت خديهما وبدأت تقشيرها

وعينا فلورانس تراقبهما بينما لايزال بصمته

نظرت له آرياكو لتقول بحنان وهي تمد له حبة كستناءٍ مقشرة :

كل هذه عزيزي .. ولاتقلق .. سيكون كل شيء بخير

نظر لها ملياً ثم أخذها منها وتناولها بهدوء

ابتسمت برضاً وتابعت اطعامهم بسعادة



تلك الحقول التي امتدت عبر مرأى البصر تحولت الوانها

واختفى رونقها رغم تلك الوريقات الملونة التي غطتها

سار نحو ذلك الرجل الذي اصطف العاملين في الحقل لتلقي اجورهم منه

وقف بانتظار دوره مترقباً وهو يتذكر ماخطط لشرائه ويفكر بعائلته وكيف ستستقبل تلك المفاجئة

حان دوره فوقف قبالة ذلك الرجل الياباني ذو الجسد النحيف والعينين الضيقتين أصلع الرأس

ابتسم فلورنس وهو ينظر له منتظراً أجره ... الا انه كان ينظر له بحدة وصرامة

تلاشت ابتسامته ونظر له بتساؤل وحيرة بينما نطق الرجل أخيراً بنبرة جافة :

خذ .. هذا اجرك ..

اخذ فلورنس تلك القطع النقدية القليلة ونظر لها بدهشة ثم قال بحيرة : فقط ؟! لكن لما ؟

اجابه بنبرته القاسية ذاتها :

الوضع يسوء في اليابان كما ترى والحالة المادية من سيء لأسوأ ..

وبالطبع لايمكن أن يكون أجر ابناء الوطن كغيرهم .. أم أنا مخطأ ؟

اتسعت عينا فلورنس بدهشة وانعقد لسانه ..

بينما تراجع ذلك الرجل ليعود ادراجه لرفاقه

واذا بأحدهم يهمس له بعد ان وقف بجواره :

أمثالهم يستحقون ان ينزل العذاب عليهم

نظر له بدهشة وتساؤل .. وكان احد زملائه من العاملين .. صيني المنشأ

ذو عينين ضيقتين جداً ووجه سمين نوعاً ما وشعر حريري أسود باهت

وملابس مهترئة قديمة كساها الغبار لوناً جديداً

- مالذي تقصده بما تقول ؟

كان ذاك ماقاله فلورنس وقد عصفت به رياح الحيرة وجعلته اسيرها

ليجيبه ذلك الغريب بنبرة متوعدة بينما عيناه تحملقان برئيسهم الذي جلس ينعم مع رفاقه بدافيء الشراب ولذيذ الطعام :


- لقد جعلوا منا اضحية يغتدون بافتراسها ..

لايهمه مقدار ماسيحل علينا من ألم ومعاناة ..

المهم هو اشباع بطونهم التي لاتشبع وارضاء قلوبهم الحاقدة

نظر له فلورنس ملياً ثم التفت الى حيث ينظر وهو يقول : لكن..

قاطعه وهو ينظر له بجدية :

اتقصد ان تبحث عن اعذارٍ لهم .. صدقني .. لقد بتنا كلينا على القارب ذاته ..

وغداً نمسي في اللحود تبكينا أهلنا وعيالنا

اردف وهو ينظر للسماء التي لوثها منظر تلك الطائرة التي ماانفكت تعصف الأجواء بصوتها المدوي منذ الصباح :

- انها متهجة لموطني .. لتقتل ابناء أرضي وشعبي ..

لتحرقهم وتسلبهم وتهدم منازلهم فوق رؤوسهم ..

وتعصف بأبنائهم فتتركهم رهناً للموت

ازدرى فلورنس ريقه وهو ينظر للسماء تصرعه تلك الذكريات القاتلة

ليقول باستسلام لكلمات رفيقه : ومالعمل ؟

ابتسم الآخر وهو يقول وعيناه تتقدان شراً وحقداً : نُحرقهم ونلتهمهم قبل ان يلتهمونا



تلك الأضواء الحمراء اتقدت في عينيه وهو يتأمل الشرارات المتطايرة في الأجواء

وصراخ الناس قد على وكل يحاول اخماد تلك النيران المشتعلة في المخزن تفتك بكل شيء دونما رحمة

قبض على يده بقوة ودقات قلبه تتسارع بجنون ..

كيف لا .. وقد شهد لأول مرة كل تفاصيل تلك الحادثة المؤلمة .. لكنه لم يحرك ساكناً

بل كان طرفاً في تلك المعادلة الجائرة ...

وقف بجانبه وهو يبتسم بنصر وكأنما شفى غليل صدره قليلاً

- انظر فلورنس .. هاقد حققنا النصر .. سنرى مايمكنهم عمله الآن .. وسنرى من سينتصر في النهاية ..

انتهـــــــــــــــــى













للحظات أتمنى أن اعود طفلة

لكي أرى الأشياء بعيني البريئة

وأعيش عالمي المميز الجميل الخالي من الأحقاد والظلم

لكن الحياة تجبرك على خوض تلك المتاهات المخيفة

وتحول بقسوتها الأطفال الى كهل

فكيف سنجتاز مغاراتها ؟

وسيظل السؤال ... هل ستنجو طفولتنا ؟


 
مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~Edith ; 03-14-2020 الساعة 07:59 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-14-2020, 08:37 PM   #4
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً



EDITH;5608618][ALIGN=CENTER]




أحياناً .. ومهما كان الدفء الذي يحيط بنا

فهو لايستطيع ان يذيب الجليد الذي يغلف قلوبنا

جليدٌ كونته حبات الثلج مع مرور السنين كلما واجهتنا المصاعب




هذا الجليد ذاته هو ماتربع عرش قلبها ليتملكها

فلم تعد تستطيع الشعور بالدفء مهما كان مقدار دفء تلك الأشعة

والتي تسللت من النافذة معانقة اياها


وضعت يديها على عجلات كرسيها لتحركه نحو النافذة

لتتأمل الخارج مبحرة بذكرياتٍ أعادها الحاضر لها


لتصارع آلاماً لايمكنها تخطيها .. فيصبح الأمل الذي انتزعه القدر منها ..

مجرد آلام متواصلة تحتجز أنفاسها شيئاً فشيئاً


حركت عينيها في تلك الغرفة علها تجد مايخفف من وطئة تلك المشاعر القاتلة التي اجتاحتها

حتى وقع طرفها على سلة ملئت بأدوات الخياطة على طاولة خشبية قديمة

اتجهت نحوها وكفاها المتعبتان تحركان ذلك المقعد الذي احتجز حريتها

حتى اذا ماوصلت مدت يدها لتلتقط المقص ذو المقبض الأسود بلون شعرها

بسرعة حركت أناملها متخللة خصلات شعرها الذي تخطى كتفيها

لترسم نصف ابتسامة على شفتيها سرعان مااتسعت وهي تقص شعرها

وسرعان ماتناثرت تلك الخصلاتٍ الحريرية على الأرض الخشبية وعلى حجرها


اختفت تلك الابتسامة تدريجياً بعدما أنزلت يدها وقد تخلصت من جزءٍ كبير من شعرها الجميل

لتتحول لشهقات حزينة وقد انسابت دموعها من مقلتيها

القت بالمقص على الأرض بقوة وضربت فخديها بقبضتيها وهي تصرخ بألم :

كل هذا كان بسببك .. بسببك أنت .. أكرهك .. أكرهك ولن أسامحك طوال حياتي


عادت للبكاء بصوت مرتفع وهي تصرخ بتلك الكلمات ..

وسرعان مافُتح الباب ليدخل ذلك العجوز ويتوجه نحوها بقلق شديد

ضمها اليه محاولاً تهدئتها وهي لاتزال تهذي بتلك الكلمات ..

حتى اذا ماهدأت قليلاً همست له بحزن دفين :


جدي .. بسببه حدث كل هذا لنا .. منذ ذلك اليوم .. تحطم كل شيء .. كل شيء

نظر لها بتعاطف ومسح على شعرها مواسياً

بينما هي .. أبحرت في ذكرياتها التعيسة .. لذلك اليوم




لامست تلك الأداة المعدنية الحادة خصلاتها السوداء الحريرية

وسرعان ماتناثرت شعيراتها على القماش الأبيض

وضعت أناملها على ذقن تلك الصغيرة الجميلة لترفع رأسها قليلاً

وتبدأ بتنظيف وجهها ومن ثم تسريح شعرها القصير والذي لايتعدى حدود فكها

بينما كانت غرتها الكثيفة الحريرية تغطي حاجبيها الناعمين لتبدي جمال عينيها البندقيتان الهادئتان

حدقت بها مطولاً برضاً ثم قبلت خديها وقالت بحنان : كم أنتِ رائعة عزيزتي الصغيرة

أجابتها الطفلة بكل براءة : أأنا جميلة حقاً ماما ؟

اومأت لها بالايجاب واحتضنتها بها وهي تقول بصوتها الرخيم العذب : وهل في ذلك شك ياحلوتي

حدقت الطفلة بوالدتها هنيهة لتقول بتردد بعدها : لما .. بابا لايحبني اذاً ؟

اتسعت عينا آرياكو بدهشة لما قالته

وبجهدٍ حاولت اقناعها بكلماتها الحانية المحبة :

بلا حبيبتي الجميلة .. بابا يحبكِ لما تقولين هذا ؟


نكست هانا رأسها لوهلة ثم نظرت لأمها وهي تقول :

بابا دائماً يجلس مع هارو ويلعب معها ويعلمها


لكن أنا .. لايفعل الأمر ذاته معي .. وهو يقبل ويعانق هارو وأنا لا ..

كانت آرياكو تحدق بابنتها بحيرة وأسف وتعاطف فهي كذلك تلاحظ تفرقة فلورنس وتفضيله لهارو

مسحت على شعرها بحنان ثم قبلت جبينها وعانقتها وهي تقول بحب :

لا عزيزتي .. بابا يحبكِ .. ثقي بي .. أنتِ .. تتوهمين وحسب ..


- أتوهم ؟!

هذا ماقالته الطفلة بتعجب بريء ..

بينما آرياكو اومأت لها بالايجاب بحنان وحب ثم ضمتها لأحضانها من جديد


سارت نحوهما بتململ وهي تحمل دميتها لتقول بضجر : متى يأتي بابا ؟ أريد أن العب

آرياكو بهدوء : سيأتي قريباً .. هيا تعالي لأرتب شعركِ أنتِ الأخرى

نظرت هارو للمقص هنيهة ثم لوالدتها وأمسكت شعرها بسرعة وهي ترجعه للخلف : لاأريد .. لن أقص شعري

آرياكو باستياء : متى ستطيعيني دون تذمر .. هيا تعالي لأرتبه وأسرحه

نظرت لها الطفلة بتمرد وعناد : لن أقص شعري أريده طويلاً

تنفست آرياكو الصعداء في محاولة للحفاظ على هدوئها ثم قالت بنبرة آمرة :

هارو لاتثيري غضبي .. تعالي هيا ..
لن أقصره بل سأرتب أطرافه وحسب وأسرحه الى متى ستظلين هكذا
تسيرين بشعركِ المنكوش كما الفزاعة ..
من يراكِ سيظن أن لاأم لكِ لتهتم بكِ وسينعتني الجميع بالمهملة


هارو وهي تضع يديها خلف رأسها وتعبث بشعرها ببراءة :
أنا لست فزاعة وشعري جميل ومرتب ولااريد ان تقصيه او تسرحيه


قطبت آرياكو حاجبيها بغضب : أنتِ حقاً طفلة عنيدة .. دلال والدكِ أفسدكِ ولكن هل يستمع لي حتى

ظلت هارو تنظر لوالدتها بعناد وضجر واذا بصوت الباب يُفتح ..

نظرت للخلف وهي تصرخ : بابا!!

أسرعت نحوه وعانقت ساقه كما لو وجدت منقذها لتقول بسرعة : بابا بابا . ماما تقول أنا فزاعة وتريد أن تقص شعري

نظر لها بذبول كما لو كان لايعي ماتقول .. أبعدها عنه بلطف ثم أكمل طريقه للداخل بينما تبعته بسرعة لتحتمي به

- مساء الخير

قالها بهدوء غير اعتيادي .. أجابته آرياكو بقلق تخفيه : مساء الخير عزيزي .. أأنت بخير ؟

اومأ لها بالايجاب ثم قال بوهن : متعب قليلاً .. سأخلد للنوم لذا احرصي على ان لاتثير الطفلتين الضوضاء

قالها وتوجه للغرفة ودخلها دون انتظارٍ لاجابتها بينما علت الدهشة آرياكو والخيبة هارو التي كانت تنتظر والدها بشغف

أما هانا فقد غفت بهدوء في حجر والدتها ..



جلس على فراشه وتدثر بغطائه الترابي العتيق ذو النقوش الباهتة .. وأخذ يستعيد أحداث ذلك اليوم العصيب

أكان حلماً .. أم انه واقع مر جديد حل عليه ليزيد من بؤسه ويحل نقمته عليه

ارتمى على الفراش وصورة الحريق الذي أضرمه ورفيقه منذ سويعاتٍ قليلة لاتفارق خياله

شعر برعشة غريبة تسري في جسده ودقات قلبه تتسارع كما لو كان الموت يقترب منه

دثر نفسه اكثر كأنما يحاول ان يحمي نفسه بذلك الغطاء من وطئة ماسيحل عليه لو علم أحدهم بالأمر

أيمكنه الثقة بشريكه ذاك حتى ؟ .. هو لايعلم لما فعل ذلك وكيف وثق به وكيف تصرف بما لايوافق طباعه وقوانينه التي وضعها لنفسه

تسائل مالذي يمكن لهم فعله بعدما أُحرقت المخازن بما فيها من حصاد لطالما شقى كل فردٍ بجنيه خلال عامٍ الأشهر السالفة

وقد كان واحداً منهم !! .. لكن .. هو لم يحظى على حقه بعد كل معاناته وعمله الجاد

انما لا ذنب للبقية ليعاقبوا بجرم شخص جائر طغى وتجبر فيهم

تنهد بثقل ليطرد تلك الأفكار التي لم يتمكن من اخراجها بتاتاً بل كانت تضيق عليه أكثر فأكثر

وأخذ يفكر بالغد .. كيف سيحل الصباح عليهم بعد مأساة هذه الليلة

عاد بذاكرته للحادثة من جديد وقد دب الرعب بأركان قلبه




صوت المعول يضرب الأرض مخلفاً تلك الحفرة العميقة

والتي كانت مسكناً مجهولاً لذلك الجسد النحيف الذي ضرجته الدماء

بينما كان يشاهد كل ذلك بخوف وهو يحرس الطريق ويراقبه خوفاً من أن يراهما أحد فيكشف عن جريمتهما

وماان انتهى ذلك الشخص من دفن الجثة والحرص على اخفاء القبر كما لو لم يكن هناك

حتى التفت له بابتسامة انتصار خبيثة ملئت حقداً وشراً كما لو ان قلبه قد انتزع من جوفه فلم يعد يحتويه

وقال بنبرة واثقة لامبالية كما لو أنه اعتاد ارتكاب الجرائم بكل بساطة :
لقد انتهينا من هذا القذر .. واخيراً تحررنا فلورنس .. لقد حققنا النصر وانتقمنا لأنفسنا ولعائلتنا


بصوت مرتعش أجابه والخوف يعصف به :
ماكان يجب ان يصل الأمر لهذا الحد تشين .. سنُعدم حالما يُكشف أمرنا


رسم ابتسامة ساخرة على وجهه واقترب منه بعد ان رمى المعول على الأرض ليقول وعيناه تتقدان شراً

- ماذا ؟ البريطاني الشاب خائف ؟ خائف من الموت ياصغيري .. كم هذا مثير للشفقة ..
انت تعلم أن الأمر سيظل سراً مالم يفضحه أحدنا صحيح ؟ ..
الا ان اردت اخبارهم بما ارتكبناه " سوياً " فيكون مصيرك مصير هذا القذر اللعين ؟ هه بل وأفظع ..
فعائلتك بأكملها ستزول وتختفي كما لو لم تكن يوماً في الوجود


اتسعت عينا فلورانس بدهشة وقلبه يتسارع بخوف .. اهو يهدده الآن ؟

- أنا .. لم أفعل شيئاً مما فعلته أنت .. أنت من خطط وارتكب هذه الجرائم ..

والآن تهددني ؟! ظننت أمري يهمك كما كنت تدعي ..


ضحك ساخراً وابتعد حتى وقف أمام تلك الحقيبة رمادية اللون ليفتحها

ويخرج رزمة النقود المرصوفة بعناية فيها وأخذ يقلبها بين يديه بابتسامة خبيثة ..


أدار طرفه له وهو يجيبه بنبرة مخيفة :

لقد اشتركنا في هذا .. تلطخت يداك كما يداي بطريقة أو بأخرى ..

وان وقعت فلن أقع وحدي .. ستقع معي حتماً وفي قاع اكثر عمقاً من ذاك الذي سأقع فيه ..

كما انك ستخسر هذا النعيم .. هه الا تريدها .. بها ستعيش ملكاً أحقاً ستتخلى عنها ؟

ثم شم رزمة النقود بنصر ولثمها وعاد يعدها بينما فلورنس يتأمله بأسى وخوف شديدين

لقد وقع في الجحيم حقاً .. ولا شيء سيخرجه منه سالماً !




تساقطت الأشعة الذهبية من النافذة الصغيرة منعكسة على الأرض الخشبية التي غطت تلك الغرفة الدافئة

بجدرانها العتيقة وبمظهرها الياباني التقليدي .. كما هو حال المنزل

ولذلك المنزل .. باب يُطل على الحديقة الخارجية البسيطة

ماان تفتحه حتى يلوح لك بعد ذلك الممر الصغير الذي ينتهي بدرجاتٍ ثلاث

كان هناك ذلك المزراب المنفرد التقليدي العتيق ينصب الماء منه في البحيرة الصغيرة المجاورة

متناثرة على صفحة مياهها وريقات الخريف الملونة

بجانبها شجرة ضخمة غير الخريف حلتها ويوشك الشتاء بقربه أن يختطف ماتبقى من رونقها

خطواتها الهادئة عبرت تلك الدرجات الخشبية القديمة مخلفة صوتاً لارتطام حذائها بها

جلست بعدها أمام المزراب ومدت يديها للماء المتساقط منه راسمةً على ثغرها ابتسامة جميلة مفعمة بالنشاط

شردت بأفكارها وهي تتأمل ذلك المنظر الجميل الساحر لتبحر في همومها من جديد

أطلقت تنهيدة مثقلة بالهموم ورفعت رأسها نحو السماء تتأملها

ثم أغمضت عينيها باسترخاء رغم تلك النسمات الباردة التي عانقت وجهها


واذا بها تسمع بالضجيج في الخارج يعلو ..!

نهضت من مكانها بهدوء والحيرة تغلفها حتى اذا مافتحت الباب الخارجي لمنزلها وأطلت على الخارج

وجدت تاتسو الطفل ذو العشرة أعوام يجري وهو يطرق الأبواب

وسرعان مايخرج صاحب المنزل فزعاً ومقصدهم وجهة واحدة .. !


ماان انهى حديثه مع الرجل حتى هم بطرق باب آخر لولا أن سارعت بندائه بقلق وحيرة :

تاتسو .. تعال هنا للحظة ياصغيري


التفت لها بعينيه السوداوين وسرعان ماتوجه نحوها وشعره الأسود الحريري تحركه النسمات الباردة

وقف أمامها ليقول بينما يحرك رجليه ويمسح ذراعيه بيديه عله يحظى على بعض الدفء : مالخطب عمتي آريا

أجابته بسرعة وهي تنظر لمصدر الضوضاء تارة وله تارة اخرى : مالذي يجري هنا بني ؟ مالخطب ؟ !

- لقد احترقت المخازن ليلة الأمس لذا سيدي كازومي يريد من جميع الفلاحين المثول عنده بأسرع مايمكن ..

بما فيهم عمي فلورنس بالطبع .. فإن كان مستيقظاً فأخبريه رجاءاً بالمثول بين يديه حالاً


اتسعت عيناها بدهشة عارمة وقلق شديد : المخازن !! احترقت !!

فجأة مرت الصور أمامها سريعة وقلبها يخفق بقوة مع كل صورة تظهر بلبها

كيف أن زوجها قد تأخر في تلك الليلة وكيف عاد ضجراً مكتئباً على غير عادته

وكيف احتجز نفسه في غرفته دون رغبة بالطعام أو الجلوس مع طفلتيه


لسبب ما .. اعتصر قلبها وشعرت بالريبة انما اكتفت بايمائة متفهمة أجابت بها تاتسو

والذي هم بالمغادرة لاكمال عمله لولا ان استوقفته هنهية وهي تنظر له بلطف


وسرعان ماخلعت وشاحها ولفته حول عنقه لتقول بحنان : قد يدفئك هذا قليلاً صغيري

ابتسم بخجل وامتنان ثم أومأ برأسه شاكراً وسرعان ماغادر ليكمل مهمته

بينما أطلقت آرياكو تنهيدة مثقلة محاولة افراغ ذلك الضيق الذي اعتراها فجأة

ساقت قدميها لغرفته ودخلت بهدوء وتأملت فراشه الذي لايزال يحتويه

اقتربت منه وجلست أمامه وبدأت تحركه بلطف : عزيزي استفق .. لقد حل الصباح

رفع الغطاء لوجهه وهو يقول بضجر : اتركيني ياامرأة .. متعب وأريد النوم

- عزيزي هناك أمر مهم رجاءاً استفق

عادت له ذكريات الأمس بينما لايزال على حاله

اعتدل جالساً بعد قليل وهو يبعد الغطاء عنه قائلاً بصوته الناعس : مالخطب ؟

أجابته بقلق : كازومي قد جمع الفلاحين معاً والعاملين في الحقل .. ويريدك ان تنضم لهم

اتسعت عيناه بدهشة وقلبه تتضطرب دقاته بخوف ..

قبض على الغطاء بقوة وقال بتردد بعد صمتِ قد طال : لما ؟


أجابته بحيرة : المخازن .. لقد احترقت كما سمعت .. لابد أن تاماكي بأوج غضبه الآن

ارتعش جسده ماان ذكرت اسمه وتسارقت دقات قلبه أكثر

بقي بصمته الذي زاد من حيرتها حتى ارتمى اخيراً على الفراش ودثر نفسه جيداً وهو يقول :

الجو .. بارد .. اخبريهم .. اني لااستطيع الذهاب .. اذهبي انتِ .. نيابة عني


نظرت له بدهشة تعصف بها التساؤلات والحيرة وظلت بصمتها تراجع اجابته تلك علها تجدي تفسيراً لها

حركت شفتيها لتتحدث لكن صوت الباب قاطعها بينما كان يُطرق بقوة

جلس فلورنس بسرعة بخوف لم يتمكن من اخفائه بينما صوبت ناظريها نحو الباب وسرعان مانهضت وخرجت من الغرفة متجهة نحوه

تنفست بعمق محاولة طرد الأفكار السيئة قدر ماتستطيع لتفتح الباب لترى مازاد من حيرتها ومخاوفها

فما عساه يكون


هنا ينتهي البارت





1- من هو الطارق ومالذي يريد ؟

2- ماذا بانتظار هذه العائلة وبالتحديد فلورنس وهل سيتمكن من تخطي تلك الورطة التي اوقع نفسه بها ؟

3- هل ستعلم آرياكو بما جرى وان حدث فكيف ستتصرف ؟

4- رأيكم بالبارت - انتقاداتكم - تعليقاتكم


[/ALIGN


 
مواضيع : آدِيت~Edith



رد مع اقتباس
قديم 03-16-2020, 05:26 PM   #5
imaginary light
ذهبية | مشرفة مميزة


الصورة الرمزية imaginary light
imaginary light غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 80
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,659 [ + ]
 التقييم :  84123
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







مرحبًا فلوري

ذات الأنامل الرّقراقة
يسرّني أن أكون أوّل من ترك ردًّا لاستقبال البراعم في بيتهم الجديد!

أسلوبك الشّفّاف الذي يجمع البساطة و التّمكّن ,هو أكثر ما يساعد على الاندماج بالأحداث,التي تأتي بترابط و ذكاء,عن طريق وصفٍ يغذي الخيال, و حوارات ممتعة حقيقيّة ,تجعل أصوات الشّخصيّات ترنّ في الأذن,و مشاعرها ترتسم ارتسامًا!

الشّخصيّات لديك مُفعَمة بالحياة, حقيقيّة الأبعاد
فلورنس و آريا ...كيف تغيّر ما بينهما رويدًا مع مجيء الطّفلتين و تراكم هموم الحياة,
فرغم بقاء الحبّ بينهما,صارت اليابانيّة الفاتنة في نظره تلك الزّوجة العصبيّة المزعجة نوعًا ما, و فارس الأحلام البريطاني لم يعد بنظرها سوى زوج تقليدي أناني بعض الشّيء...

هانا الهادئة التي تسمع الكلام و لا تتعب أمّها,كسرت قلبي كان بإمكان فلورنس أن يعيرها اهتمامًا أكثر , ما ح يموت لو علمها تقول "هالو"

هارو الشّقيّة المرحة التي تأكل بنهم,يمكن لا إراديا عم تتفشّش لأن علاقتها بآريا تشبه علاقة هانا بفلورنس. متعاطفة انا مع البنتين لكن على الأقل آرياكو بذلت جهدها مع المشاكسة الصّغيرة,عكس فلورنس حسيته ما حاول كتير مع هانا.
قلبي مع آرياكو-كنت ولا زلت منزعجة من فلورنس , لكنّني أتفهّم الصّراعات الباطنيّة التي يعيشها.

و اعلمي أني أنتبه بصمت إلى تلك الومضات الآتية لتوصِل للقارئ تساؤلات عمّا لا تريديننا أن نعرفها بعد



فلوري
حبيت انك ما غيرت شي حتى انك جبت التصميم نفسه, كنت أفكّر بإدراج روايتي القديمة بلا تغييرات أيضًا, الآن تشجّعت أكثر و أكثر عندما رأيت روايتك هنا

سابقا حين قرأت ذهبيتك هذه,كان قد فات الأوان للمتابعة فصل بفصل هلأ فرصة للتعويض!
تابعي يا فتاة!متابعة معك دائمًا
سلامي
















 
التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 05-17-2020 الساعة 06:18 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إفيلا، الظلام والنُّور الجزء الثاني lazary قصص قصيرة 4 06-03-2020 11:42 PM
الأثر الأول لنا darҚ MooЙ مسابقات وندر لاند 48 03-07-2020 11:38 PM


الساعة الآن 12:39 AM