••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


أقلام مجتهدة|| رِوٱية رُوجِيناٌ | Ŕŏŏgïnă. بِقلم الآعضٱء

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-31-2020, 10:59 PM   #1
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post أقلام مجتهدة|| رِوٱية رُوجِيناٌ | Ŕŏŏgïnă. بِقلم الآعضٱء






البارت 1

بقلم الكاتبة : Mon

هدد صوته العالي نسبياً زوايا المكان لكنه لم يأبه أبداً فكل ما كان يريده بتلك اللحظة هو تفجير كل ما بداخله من غضب كان يتملكه طوال مدة عملها عنده " والآن .. كيف ستفسرين لي ما حدث يا آنسه روجينا "

رفعت تلك الأخيرة قرصيّ عينيها الأزرقين له في أنفعال وقالت تبرر له " سيدي المدير صدقني أنا بريئة من ذلك .. " صوبت نظري لذلك الشاب المنتصب أمامي على الطاولة بملامح واثقة دون الشاب الآخر الذي بجانبه وقلت " هذا الرجل هو المخطأ , كنت قادمة لأخذ طلبه لكنه كان يضايقني لهذا أنا دفاعاً عن نفسـ.. "

قاطعني بشراسة " لا يحق لكِ مهما كان السبب الصراخ بوجه الزبائن كيفما تشائين , أنتِ لست سوى مجرد عاملة هنا "

راددت بصوت لم ينافس صوته بالعلو " ماذا كان يجب أن أفعل , أن أسمح له بأزعاجي وأكتفي بالنظر "
رد بثقة " كان عليك أن تأتي إليّ وتقدمي شكوى "

" لم يكن لدي خيار وقتها لأتخلص منه ! لا افهم , لما أنا من يهان هنا! أليس من المفترض أن يطرد هو على قلةِ حيائِه نحن لسنا بنادٍ ليلي "

رد ذلك الشاب والذي لم يكن سوى زائرٍ بذلك المطعم المتواضع بغضب مصطنع " ماذا ! "

فأجابه المدير مهدأً بسرعه " أهدأ من فضلك "

وجه نظره له وقال " المكان هنا لا يطاق بالفعل .." وجه نظره لذلك الشاب الذي بجانبه " لنخرج من هنا "

فقال ذلك الأخير بنبرة أستنكار وتعجب " ما خطب هذه الفتاة ! نحن لم نفعل لها شيء "

رد ذلك الأخير " لا تلقِ لها بالاً إنها مغترةٌ بنفسها فحسب , من سيهتم بفتاةٍ بشعةٍ مثلُك "

أزداد غضب روجينا من وصفها بـ البشعة! " ماذا قلت!!! " لكنها تتردد بتحرير ما بداخلها من غضب كي لا يزداد غضب المدير الذي لحق بذلك الأثنين ليهدأ من روعهما ويقنعهما بالبقاء وهذا أستغرق وقتاً فوجهت روجينا نظرها لهم بنظرة واثقة وهي تقف متكتفة وعندما نجح المدير أخيراً طلب قدوم نادل آخر غيرها وترك الطاولة بأبتسامه مزيفة ومن ثم عبر نحوها وتوقف أمامها يقول " لم أعد أستطيع تحمل مشاكلك روجينا , لا أريد رؤيتك بعد الآن ! أنتِ مفصوله "

تلاشى كل الغضب بداخلها على كلماته , وضعفت ملامحها بشكل سريع .. غادر مكانه تاركاً أياها خلفه دون أن يدرك شيئاً عن ذلك البركان الذي أنفجر بداخلها .. يال حمقها ! أرتجفت أطرافها بخفه لكنها لم ترد أن تفقد قوتها بتلك اللحظة أمامه وأمام أولائك الذين كانوا يراقبونها منذ ثوان فتماسكت بصعوبة وصاحت بغضبٍ مصطنع ونبرٍة مهزوزة " وكأنني أريد البقاء هنا " ثم غادرت مكانها للداخل
داخل غرفة العاملين خلف آخر درج بصف الدروج كانت تقف وهي تخفي وجهها بين كفيها تبكي بصوت مكتوم وخافت .


لم تتوقع قط أن ذلك ما سيكون نهاية ذلك الشجار , لو أنها علمت لما تجرّأت وفعلت ذلك! كيف ستجد لها عملاً الآن .. هل ستعود لحياة التشرد مرة أخرى , اللعنة .. اللعنة على كل شيء ! .

ألتقطت ثيابها من الدرج وحذائها وبدأت تبدل فستان عملها المبهرج الوردي , صفقت باب الدرج بعد أن ألقت ثيابها بالداخل بفوضوية وغادرت , خرجت لتجد نفسها محط نظر العاملين بالمكان لكنها كانت تتجاهل كل ذلك وغادرت المطعم . 


تباً ! بعد أن ظننت أني أستقريت أخيراً وأستطيع العيش بسلام .. يبدو أن كل شيء سيعود لما كان .
ذلك المدير البخيل اللعين .. لن أغفر له أبداً , كيف يجعلني محط سخرية للجميع ويطردني بسبب ذلك الزبون المنحط المنحرف , لم ينتهي الأمر بعد , حتماً سأري ذلك العجوز أنني أنا روجينا التي لا تذلُّ أبداً وسأجعله يعضُّ أصابعه ندماً على ما فعله , سيرى اياماً سوداء .

غادرتُ وأنا أضرب قدميّ بالأرض بعنف وأمشي بخطوات تميل للسرعة في غضب وأستياء شديدين .. كنت أشتُم ذلك المدير بداخلي بأنواع ومختلف الشتائم .. قطعت الرصيف نحو الشارع وأطبقت عيني بقوة , سحقاً .


فجأة!!


قفز قلبي من محله للحظة عند سماعي صوت بوق سيارة كاد يخطف سمعي من علوه ففتحت عيني بسرعة وأنا أوجه بصري ناحية الصوت فصعقت وأنا أرى سيارة سوداء كبيرة تتوجه نحوي مباشرة بسرعة خرافية , خانتني قدماي تماماً وأبت الحركة من هول الصدمة وأنا أوسع عيني لمصارعها .





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:01 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-31-2020, 11:46 PM   #2
سَـديْـم.
محدودُ الأَجل، واسعُ الأَمل.


الصورة الرمزية سَـديْـم.
سَـديْـم. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 75
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 15,523 [ + ]
 التقييم :  16815
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لَا تَمُتْ إلَّا وَأنتَ فارِغ
لوني المفضل : Green
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الفضي








السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين

كيف حالكم يا أصحاب الأقلام المجتهدة !
وبالأخص صاحبة البارت الأول "ساي"
تدري إنِّي قبل ما أقرأ البارت كنت شوي تعبانة، وبعد ما قرأته كل التَّعب اختفى
بحق أحببتُ مثابرتكم وجهودكم للكتابة وخاصة بهذه الطريقة الجميلة والممتعة
في البداية عندما قرأتُ اسم الرِّواية "روجينا" ظننتُ أنَّها شيء ما داخل الرِّواية ولكن اتَّضح لي أنَّها البطلة
يبدو أنَّ بطلتنا تعاني جدًا من ناحية العمل سواء بالبحث عنه أو بالمشاكل التي تتعرَّض لها أثناء العمل
أنا فضوليَّة جدًا لحياتها أنْ كيف هي من دون العمل ستعود لحياة التشرُّد !

بانتظار القادم دائمًا
دمتم بودٍّ

سبحانكَ اللهمَّ وبحمدكَ، أشهدُ أنْ لا إله إلَّا أنتَ، أستغفركَ وأتوب إليكَ


 
 توقيع : سَـديْـم.



• واجعَلنَـا يَا اللّٰهُ مِمَّـن إِذَا تَوقَّـفَـت أنفَاسُهُم !
استَمـرَّت فِي النَّـبْـضِ حَسنَـاتُهُـمْ .. ')

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-10-2023 الساعة 11:06 PM

رد مع اقتباس
قديم 08-01-2020, 07:13 AM   #3
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 2

بقلم الكاتبة : Freeal

نقلتُ بنظراتي بين السيارة و السائق ... کنت أُحاول تجميع شتات أفکاري و التحرک من مکاني لکن عبثا کنتُ أُحاول ...


أغمضت عيني بعد أن إستسلمتُ للواقع و لا أذکر ما حدث بعد ذلک !!!

فتحت عيني و قد إستعدتُ وعيي بالکامل ، جُلت بنظراتي أستکشف المکان ، غرفه متوسطة الحجم و سرير کبير و خزائن مُزخرفه و سجادة کبيره و مزهوة بالألوان ، مفروشة بجانب السرير لمحتُ شخص يقف بجانب النافذه مُمسکا طرف الستارة العربيه الطويله وينظر إلي الخارج بإهتمام ...

رفعت بجسمي العلوي و بدئت أمسح شعري بتسأل ؛ ماذا حدث ؟؟؟؟


*****


بدأت تحکُ على رأسها بکلتا يديها و بغضبٍ من عدم مقدرتها على تذکر أي شيء !!!

لكن عبثاً كانت تحاول ...

رفعت نظرها تحملق بذلك الواقف بجانب النافذه ...

أرادت النزول من السرير و مغادرة المكان ولكنها تجمدت مكانها !!
لأن ذلک الواقف أمام النافذةِ إلتفت إليها فرفعت ببصرها نحوه بتسائل ، ثم بدء يخطو خطوات ثابته نحوها ، نظرت اليه بتمعن بدي لها في بداية الثلاثينيات و ربما في أواخر العشرينيات ....

إنتصب أمامها قائلاً بإستهتار :

" أيتها المزعجه کدتي تسببي لي مشکلة أنا في غناً عنها !!! "

أدرکت روجينا لحظتها إنها کادت تتعرض لحادث ... ثم تذکرت ملامح السائق ،نهضت من مکانها بسرعه و وقفت على السرير قائلةً بغضبٍ وغباء :

" أيها الأحمق کدت تقتلني !!! "

ضمت نفسها بکلتا يديها و هي تقول بهدوء بعد کل ذلک الإنفعال :

" أنا لا أفهم لما قد يقود شخص لا يجيد القياده " - تنهت بملل لتکمل - " سائقو آخر زمن !! "

کان يقف مکانه ينظر بغباء على تصرفاتها الغبيه ، رفع حاجبه وتنهد بملل ليکمل و هو يقذف بثيابٍ نحوها :
"" أنتي تدينين لي بثمن فاتورة المشفي !!! ""

بدأت تنقل بصرها بين الثياب التي إلتقطتها و بين ملامح الشاب اللامُباليه حتي أدرکت قصده فقالت بغضب وهي تقذف بالثيابِ في وجهه :

" کدت تقتُلني يا هذا و بدل أن تعتذر مني و ترجوني کي لا أشتکي عليک لدي الشرطه تبتزني وتطالب بثمن الفاتوره !!! "

أجابها بعد أن أبعد الثياب من على وجهه ونظرةٌ بلهاء على محياه :

" أنا تعبت لجني تلک الأموال و يحق لي أن أطالب بها ، لمعلوماتک دفعت مثيل أجر خادمتي لثلاثة أشهر !!! "

انفعلت من اجابته المستفزه و قالت بلا تفکير :

" ولما لم تطالبني بثمن الفاتوره بدل ذالک العرض المغري ؟؟؟ "

مد يده و بدأت تنقل بنظراتها بين يده و نظراته البلهاء حتي تذکرت أمراً مهم ، بل أمراً مهماً للغايه !!! - لقد طُردت من العمل- شعرت بالإحراج الشديد لهذا الموقف و أنزلت رأسها و قالت بإحراج :

" لقد ... أقصد ... ليس الآن ... ربما لاحقا ... لكنني حقا ... "

قاطعها قائلاً بإستخفاف :


" مفلسه !!! "




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:01 PM

رد مع اقتباس
قديم 08-01-2020, 07:23 AM   #4
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 3

بقلم الكاتبة : Ke minako

إبتسم بسخرية وهو ينظر إليها خائبة ، فقد هزمتها الحياة شر هزيمة هذه المرة أيضاً

كما هي حال الهزائم السابقة التي تعرضت لها وهي تحاول مصارعة قسوتها

نطق بتلك الكلمات التي هزت كيانها وشعرت أنها نزلت كالسم على قلبها

" هذا ماظننته ، إذاً أنتي فتاة شوراع....أنتي فتاةٌ رخيصة "

عصرت يداها واستشاطت غضباً ثم نظرت له وعيناها تتجادح ، قامت من على ذلك السرير رغم بلادة جسدها إثر ضربة السيارة ، إلا أن ماسمعته أنساها الألم ومايعنيه

فوقفت أمام ناظريه وزوبعة الحقد داخلها تحاول السيطرة عليها فلم تترك لها فجوة لتبرز وإلا لأصبحت هذه الغرفة مسرح جريمة شنعاء

أجابته بصوت غليض مصحوب بنبرة الغضب العارمة تلك

" إ سمع أيها المتعجرف لقد مللت منكم أيها الحقراء من النظرات الدنيئة التي تنظرونها لي ، أنت ضربتني بسيارتك وفوقها تأتي وتهينني لأجل عدةِ قروش
إذهب إلى الجحيم لن أدفع لك بنسا( سنتاً ) واحدا ..."

ظنت إنها القوية صاحبه الموقف الحازم والعدائي هنا
ولكن..وبحركة خاطفة من يده أمسكها من عنقها وأطبق أصابعه تماما حتى صارت تتقطع أنفاسها شيئا فشيئا وقال بشر مخيف

" كيف تتجرئين ياحثالة الناس؟!...أنتي لاتعرفيني من أنا....أنا هيكتور بلاديمون أملك نصف شركات أمريكا ......أنتم الرعاع القذرون المفلسون العاطلون أكره رؤية وجوهكم المصطنعة للكبرياء والكرامة وأنتم أمام القروش مستعدين تقبلون الأحذية....
لو بيدي لأبدتكم جميعا عن هذه الدنيا فأنتم مشوهيها

وهنا روجينا رغم قوتها التي خارت تماما بعد أن خنقها ، إلا أنها حاولت أن تبعد يده عن عنقها ، وهي تشد بأصابعها لتفتح مجالا

فقط تحاول أخذ ولو رشفة هواء صغيرة ، ولكن دون جدوى فقد قبض على عنقها بالكامل

ثم شعر أنه سيقضي على حياتها تماما فتركها وسقطت خائرة أرضاً وهي تمسك عنقها وتحاول أخذ شهيق و زفير بكل إتساع رئتيها ، ولكنها متسعة العينين ومصدومة مما حصل للتو ، هذا الرجل...كاد أن يقتلني للتو...كاد أن يقتلني ببساطة هكذا!!

ماهذا الشر والحقد الذي يحمله هذا الرجل...هل هو من العصابات ؟!
أخذت هذه الافكار تراود روجينا وهي ملقية على ركبتيها ومازالت تتنفس بقوة وكأنها قطعت ميلاً كاملاً ركضاً دون إنقطاع تواً

وضع يديه في جيوب بنطاله والتكبر والغرور بدا على كلامه

" دعيني أخبركِ أمراً وضعيه في عقلك العديم الجدوى...أنا مليونير معروف لو أرفع عليكي قضية سأزجك في السجن لأنكِ بلهاء ...وببلاهتك كنتِ تقفين بنصف الشارع غافلة عن ماحولكِ ... وأنا أمشي في الشارع كأي إنسان يحترم القانون...وأنتي وقوفكِ خاطئ والقانون لا يحمي المغفلين "

قالت بتوتر وبعض الإرتهاب وهي مازالت على تلك والوضعيه

" وماذا تريد مني الان... "

رفعت رأسها لتنظر له بتلك النظرة الغاضبة نفسها ولكن هذه المرة فيها بعض من الوهن ، فقد حبك على قوتها تماما بوحشيته قبل قليل

" فقط أخبرني ماذا تريد ، أخبرني ودعني أذهب إلى بيتي بسلام "

ضحك ضحكة شريرة مستهزئة وقال

" بسلام ؟ إعتبري نفسك أنحس فتاةٍ في هذا العالم لأن القدر رماكِ في طريقي ... أنا أعشق النقود عشقاً جماً ، ولا أصرف نقود على من هم اقرب الناس لي ، فكيف الأن صرفت نقود على من أكره الناس لي .... أؤلئك الفاشلون المتسمون الفقراء
لقد أدخلتك في أرقى ردهةٍ في هذا المستشفى ، لو كنت أعلم أنكِ من رعاع الناس لكنت تركتي على الطريق فهذا هو مكانك الأصلي وبيتكِ السرمدي "

هنا روجينا بدأت ترتجف بالكامل بسبب غضبها من كثرة إهاناته لها ولكنها لم تنطق حرف لقد طبق الخوف منه على فكيها ولم تستطع أن تدافع عن نفسها كما تفعل عادة ...لقد تلاشت شجاعتها
أكمل الرجل قوله

" الشرطة ستأتي بعد لحضات قلت لكي لو كنتي تودين خوض الامر قانونيا فمصيرك القضبان ، لكن لو كنتي تريدين السلام كما طلبتي قبل وهلةٍ فعليكِ أن تدوّني أقوال تنازل من هذه القضية وننهيها...
يبقى دفع الفاتورة وهو الأهم هنا......ستعملين لدي لمدة شهر واحد وسيكون مرتبك الشهري هو دفع تكلفة المستشفى وينتهي كل شيء "

ثم أردف قائلاً

" والان ماهو ردكي ؟...السجن ام العمل؟
تمتمت بصوت ركيك ممشوج بالكره والحقد "

" العمل ... "

قال لها وهو يتقدم نحو باب الخروج من الغرفة

" سيترك لكِ أحد مساعديني عنوان المنزل ... تعالي غداً مع حزم أغراضك لأنكِ ستسكنين فيه خلال العمل "
أوقفته نبرة صوتها العالية منادية

" إنتظر لحضة "
توقف هو بدوره لكن لم يلتفت تماماً لها
أكملت روجينا قائلة وقد جمعت شتات شجاعتها التي تناثرت قبل لحضات ، مصدرة كلامها بتلك النبرة العالية

" ولكن إعلم أنني لن أعمل عملاً غير أخلاقي أو غير قانوني .... أفضّل أن تقتلني الأن مكان النقود التي تدينني بها بدلاً عن ذلك "

أجابها بجدية وبنبرة حادة

" كل عمل عملته في حياتي قانونياً ...
ثم التفت برأسه نحوها فقط وأكمل

" لست من هؤلاء الذين يسرقون وينهبون بحجة إطعام عوائلهم وأنفسهم الفاسدة .... "

ثم فتح الباب وخرج وهي بقت في تلك الغرفة متعجبه بجوابه فمنظره وتصرفاته توحي على أنه مجرم خطير
أوقفت حبل الأفكار عنه وبادرت بالوقوف لتعود إلى السرير فالخدوش والجروح في يديها وقدميها تزيد غيض من فيض أوجاعها....

وبعد أن أعطت إفادتها للشرطة ووقعت التنازل وبدأت بأرتداء ثيابها للخروج من المشفى وجدت رجل بلباس رسمي أسود ونظارات سوداء

تفاجأت منه قليلاً وبدون أن ينطق حرف أخرج من جيبه بطاقة وأعطاها لها وذهب
كان مدون فيها عنوان المنزل ، أمعنت النظر في البطاقة وقالت وهي تحاول إقناع نفسها

" حسنا للنظر للجانب المشرق من حدث اليوم......على الأقل حصلت على عمل "

وهي عائدة لمنزلها تجر أفكارها معها حول ماحصل وما سيحصل مستقبلاً متمتمة بينها وبين نفسها

" ربما سأكون خادمة عنده ، أطبخ أو أُنظف...لا بأس أنا أُجيد هذه الأُمور ....سأحاول أن أُثبت له جدارتي كي يستمر بأبقائي أعمل عنده .... رغم عجرفته وكرهي له إلا أنني أحتاج بجم العمل وأشعر أن هذه فرصة لي ... "

وطأت قدماها أمام شقتها وشاحت بنظرها للأعلى متمعنة بالمبنى الذي تسكن فيه وأكملت قائلة
" على الأقل سأعيش في مكان مرموق سيحول بيني وبين النحس الذي أتعايشه كل يوم في زوايا هذه الشقة الواهنة "

بتعرقلٍ في القفل فتحت بالكاد ذلك الباب العتيق الذي يدخلها لشقتها البائسة ذات الإنارة خافتة الضوء تكاد لمباته تنطفئ تدريجيا ، مع الأثاث القديم المهترئ والجدار الهش وكأنه سينهار بأي لحضة....كان ذلك المكان هو إنعكاس لبؤس حياة روجينا

لم يهمها ما فعل المدعو هيكتور بها قبل ساعات وطريقته الفظة في التعامل معها ، كانت وبكامل إرادتها الراضية تجمع ملابسها لتخرج من دهاليز هذا المكان بأي طريقة
كل مايجول بخواطرها كان وقتها

" حصلت على عمل تقريبا ، سأنتقل من هذا المسكن الذي أنزلني للحضيض...سأعيش بمكان راقي وسأنال عملاً راقٍ ... ستكون خطوتي الاولى نحو الأفضل .... سأثابر لأكون روجينا مديرة الأعمال .... وليس روجينا العاطلة ... "

ذهبت إلى ذلك المكان بعد إيضاحهة لسائق التكسي..أوصلها حيث المقصود ونزلت بخطواتها المتعثرة تجر حقيبتها المملوءة بالملابس الرثة حتى اصبحت أمام بوابة شاهقة تفصل بينها وبين مبنى وكأنه مدينة مستقلة لا متناهية البنايات

شعرت أن الكاميرا صورتها فأنفتحت تلك البوابة ببطئ حتى أتى واحد من أُؤلئك الذي يرتدون الزي الرسمي الأسود ... قال لها ببرود
" اتبعيني .... "

تبعته دون تردد ساحبة حقيبتها خلفها ...

جذب زرقة عيونها رونق المناظر وتأجج جمالها ... إنها حدائق وكأنها خيالية ، الخضرة والورود والينابيع والتماثيل ... كأنه حلم وردي من أحلام الأطفال البريئة
لم ترفع ناظريها لحضة وهي تلتفت يميناً ويساراً متعجبة بكل قطعة في تلك الحديقة الضخمة الزاهية
وصلوا لأدراج المبنى لتدخلهم فيه بعد أن قطعوا تلك الحديقة بمشوار شبه طويل لسعتها( مساحتها ) الواسعة
دخل ودخلت وراءه وليس لديها تساؤل حول العمل الذي ستعمله هنا ، فقد كانت على يقين بأنه إما خادمة مطبخ أو تنظيف ...

لم تكترث حتى ومشت تتبعه وهو يعبر رواق رواق فيهن عدد من الغرف لا تحصى ولا تعد ، مزخرفة الأبواب والسقوف متدلية منها الثريات الكريستالية ذات الطراز الملوكي القديم .. والسجاد المفروش والأثاث الفخم .... أنزل في قلبها فرحة وهي تردد قائلة في نفسها

" نعم هذا هو مكاني ، هذا هو مسكني من اليوم ... "

وبعد أن وصلوا لباب غرفة كبيرة إلتفت الرجل نحو روجينا وقال لها بنبرة البرود تلك مرةً أُخرى
" أُتركي حقيبتك هنا عندما ندخل "

أجابته فوراً

" حسنا "

تركت من يدها الحقيبة وفتح الباب ودخلت .... دخلت لمكتب ليس بمكتب إنه عرش الملك بذاته
وهي تشيح بنظرها هنا وهناك على جمال وفخامة اثاث ذلك المكتب صدت عينها عن من يجلس هناك على كرسي الملوك ، إنه هيكتور هذا ...

كان ينظر لها وهو مشبك أصابعه ، بعيونه الحادة الخضراء الفاقعة وشعره الأسود الفحمي و بجلسته المتكبرة تلك يبرز منه جمالاً مخيفاً قال وهو يقلب بأوراق أمامه وينظر لهم

" إذاً حضرتي .... أنتي روجينا أندرسون بالإطلاع على سجلك العائلي أنتي يتيمة ليس لديكِ عائلة ..... أمرٌ مثيرٌ للإشمئزاز
إسمعي عملك سيريه لك ذلك الرجل الذي أحضرك ... تعملين دون تذمر أو إنقطاع يوم واحد ... وإن لم يعجبك هاتي ما تدينين لي به وانصرفي ... "

عادت وحرقتها كلماته المهينة خاصة حين تحدث عن يتمها
فرفعت ناظريها نحوه وقالت بحده وغضب

" من سمح لك بالتحدث عن حياتي الخاصة هكذا
ولو كان عندي ذلك المبلغ اللعين هل كنت حضرت من الأصل ؟ "

وقف بغضب فور سماع جوابها الحاد ذاك وصرخ عليها

" أيتها الوقحة أنا رئيسك الأن و يجب أن أعرف من أوظف لربما تكون لكِ سوابق إجرامية ، طالما لاتملكين المال أنا أملكك أنتي تعملين لدي ، إياكي أن تتجرئي وتنظري في وجهي حتى حين تتحدثين ، وإجاباتك على كل ما أقوله تكون حاضر سيدي
هذا هو حال المرء العاطل والمفلس ، بلا كرامة وبلا عزة نفس والإذلال والإستكانه لرب عمله هو اسلوبه في العيش وكسب المال "

انعقد لسانها ، وفاضت العبارات داخلها تتردد في جوفها
" لما....لما اشعر انه محق...لهذا السبب طردت اليوم من عملي ، لأجل تمسكي بكرامتي وعزة نفسي ، لماذا أيتها الحياة ، أهذه طريقتكي في تسيير البشرية بهذا النمط لكسب لقمة العيش ، أهذه عدالتكِ ؟ "
إستسلمت للإستكانه والذل لتقول فوق إرادتها عبارة الـ " حاضر سيدي " تلك له
فهي رغم كل ما مرت به من شقاء إلا أنها لم تجعل من كرامتها تنزل يوم امام أي شخص كان
إستسلمت اليوم قائلةً في نفسها
" نعم هذه هي سياسة الحياة في العدالة بين البشر ، الفقير لا كرامه له ، علي تقبل هذا إن أرددت أن أعيش في ثناياها

ضغط زر الهاتف الذي على مكتبه لينادي الرجل الذي سيرشدها لمكان عملها بعد أن سمع منها عبارة " حاضر سيدي "

فدخل الرجل وارتجلت خارجة من مكتبه لتتبع الرجل دون الاهتمام أين ، فقد كانت وقتها تشعر بالإنهزام
بعد ان تبعته مرة أُخرى مدة شبه طويلة ليمشوا في ذلك الرواق الطويل حتى وصلوا الى باب صغير ، فتحه وأتسعت عيناها قليلا متفاجئة ، إنه يقود للأسفل ، إنه يقود للقبو
هل عملي في الأسفل ؟ هل المطابخ هناك ؟

لم تستطع نطق حرف لذلك الرجل فهو يبدو كالرجل الآلي ، وبعد أن نزلوا بضع من السلالم حتى وصلو إلى قاع القبو وهو مكان منعزل فوضوي بالأغراض القديمة ومليء بالغبار وكأنه لم يدخل له أحد منذ بنائه
لم تستطع كبح سؤالها أكثر فألتفتت عليه قائلة

" ولكن ما نوع عملي بالضبط ؟ "

فتح باب غرفة كبيرة أخرى وكانت مملوءة بالخناجر والسيوف القديمة جداً ، وقال لها
" أترين ماكِنة شحذ السكاكين هذه

ستقومين بشحذ كل يوم مجموعة من السيوف والخناجر تلك حتى تتميها كلها "، والتفت ليتركها ويقول " غير مسموح الصعود للأعلى إلا للضرورة القصوى "

تفاجأت لغرابة العمل وما الجدوى منه فأنفجرت قائلة

" ولكن ماذا يعني هذا إنها سيوف من العصور الوسطى وعددها يكفي لجيوش ، وأنا لا أُجيد الشحذ بهذه الآلة .. تبدو خطرة ... "

أجابها بتلك البرودة

" لا تسألي عن أسباب العمل فهو لا يخصك و الطريقة لتشغيل الماكنة اضغطي زر التشغيل سيدور حجر التشحيذ ضعي السيف عليه من جهة الحافة الحادة واضغطي عليه حتى يشحذ بالكامل "

ثم تركها وصعد ...

بقيت هي محتارة والمخاوف من هذا العمل باتت تروادها ، ماذا لو إنجرحت أو تأذت... ولكن توقفت لحضة لإيقاف جميع الأفكار التي أتتها لتنهيها بقولٍ حازم

" أنا لن أتراجع ، لقد خرجت للتو من بؤرة الجوع والفقر تلك ، سأثابر كما عاهدت نفسي وسأغدوا أفضل من الجميع ..."

لفت شعرها الأصفر الذهبي بربطة وباشرت بتجمع بعض السيوف لتقوم بعملية التشحيذ تلك ...
وعند هيكتور كان مساعده ذاك واقف أمامه ليسأله عنها

" هل أريتها العمل المطلوب منها "

أجابه بأحترام

" نعم سيدي وأفهمتها كل شيء "

إبتسم إبتسامة الخبث خاصتهُ وقال مخاطباً نفسه

" رويداً عليَّ يا أيتها المدعوة روجينا لأُري معنى العمل الحقيقي للفاشلين في الحياة أمثالك ... "




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:03 PM

رد مع اقتباس
قديم 08-02-2020, 08:38 AM   #5
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 4

بقلم الكاتبة : Yukine

-" اللعنة!.."

إِنها المرةُ الثالِثةُ على التَوالي التي أُجْرحُ بِها..

بدأتُ أعتادُ على طريقة التشحيذ ، لكن غضبي وتوتري يشتتان انتباهي..

-" أشعر بالجوع.."

وكأن أحدًا سيسمعني وسيُحضر لي الغداء ، وعند وضعه على الطاولة المستطيلة يرفع الغطاء عن الطبق ويقول:"غداؤكِ آنسة روجينا.."

آنسة.. ، لا أتعدى كوني خادمة ..

إنتبهت لاحقًا أني أشبِك يداي ببعضهما ، وأن الآلة توقفت عن العمل ، هذا طبيعيّ فأنا كنتُ قد إنتصبتُ من على الكرسيّ حتى ..

أشعر أني أشبه سندريلا لحدٍ ما ، أتشابه معها بأن كلتينا مجبرة على العمل ؛ للنجاة من عواقب الشمطاء العجوز ..

مططت ذراعاي ، وعدت للعمل ..

ذاك الأحمق ، بماذا ستفيده هذه السيوف ؟! ، نحن في القرن الحادي والعشرين لا في العصور الوسطى ..!
تعالى صوت معدتي ، صدقًا ، لم أجد ما أتناوله صباحًا ..

كيف هذا وأنا لا أملك مالًا ، فالمال الذي من المفترض أن أتقاضاه ، عليّ إعطاه للمتكبر ذاك ، أودُّ لو أخنقه ، لكن هذا صعب ، فهو أقوى مني بأضعاف ..

نظرت نحو الغرفة نظرةً خاطفة ، الغبارُ منتشر ، الزوايا فارغة سوى من السيوف القديمة..

أشعر أن مرضًا سيفتك بي بسبب هذه الكآبة والصمت ، أكره السكون حقًا ، أُفضِل الأجواء المرحة ..

مهلًا ، يال المصيبة ! ، عليّ تلبية نداءِ الطبيعة ؛ لعل هذا بسبب الماء الذي أكثرت شُربه ..

تبًا ، أين المرحاض ؟

خرجت من القبو ، وصعدت لأعلى بسرعة ..

ألا يستطيع بناء دورة مياه صغيرة هنا أم هو يهوى تصعيب الأمور عليّ وتعذيبي ..

يا له من بخيل ، لم يهن على نفسه تعيين خادمة واحدةٍ هنا ..

لم يكن الوقت يكفي لأبحث في جميع الغرف والممرات ، لذا صعدت للأعلى آملةً إيجاد ذاك الضخم ؛ لسؤاله عن مكان دورة المياه ، فقد نسيته ..

عادةً تكون دورات المياه في القاعة السفلى بمرر ضيق ، هذا ما شاهدته في الأفلام ، الأفلام التي شاهدتها بتلفاز المطعم الذي كنت أعمل فيه ، صراحةً لا أملك واحدًا ولا أريد إمتلاك واحد..

أين اختفى ذاك الضخم ؟ ، أكاد أقسم أني لمحته قبل قليل ..!

صعود السلالم ليس بالهيّن ، إنها طويلة وعريضة ، سجادٌ أحمر يمتد من أعلاها لأسفلها ، المقابض لامعة ، أشكّ أنها من ذهب ، لكني لا أظن أن ذاك الهيكتور سيبذر أمواله بهذا ..

لم أرى نفسي سوى أمام مكتبه ، حفظته عن ظهر قلب ، إرتدت إليه كثيرًا هذا الأسبوع ..

وجهت نظراتي البلهاء نحو الباب الأبيض ، هل أسأله عن مكان المرحاض ؟ ، قد يتسبب هذا بمقتلي..

أطلقت ضحكة خفيفة قبل سماع صوت الجلبة في الأسفل ..

أووه ، تبًا ، يبدو أنه كان في الأسفل ، وهو الآن بصحبة أحدهم..

أجزم بأني سأطرد وأخرج من الباب ركلًا..

قبضت بيدي على المقبض ، من حسن حظي أن الباب مفتوح..

أغلقته بعد دخولي ، سحقًا ، لا أستطيع الخروج ، ما الذي عليّ فعله ؟

قلبت نظري في أرجاء المكتب ، رفوف تحوي كتبًا على شمالي ، على يميني خزانة ذات زجاج شفاف تحوي ملفات ، الأرضية بيضاء في منتصفها سجادةٌ بنيّة دائرية..

هذه المرة الأولى التي أتعمق بمكتبه ، توجهت نحو الطاولة الخشبية بسرعة ..

رائع طبقٌ مليءٌ بالفاكهة ، تناولت تفاحة حمراء ، وبتُ أبحث عن أي باب هنا..

بعد التفاتي للجهتان ، وجدت بابان على يميني..

وبدون توتر اخترت أحدهما..

شعرت بالباب الرئيس يفتح ، قبضت على التفاحة ونظرت للخلف ، يال الحظ الذي بدأ يلازمني ، هذا مرحاض !
قضيت حاجتي بعد وضع التفاحة على منضدة رخامية كانت موجودة..

وتوجهت للمغسلة ، فتحت الصنبور بهدوء شديد ، وبدأت غسل يداي بالصابون..

لا تبدو كأنها دورة مياه ، الأصح أنه مكان تريد البقاء فيه ، رائحة زكيّة تشبه أريج الزهور..

أمسكت التفاحة ، وعدت للخلف مجددًا ، كنت ألتفت حولي حال وقعت عيناي عليّ !

أرى انعكاسي في المرآة ، شعري المائل للون البرتقاليّ مبعثر ، أما وجهي فيظهر عليه أثر للاتساخ ، إنه أسود ، لا بد أنه بسبب القبو المتسخ..

مسحته بقطةِ قماشٍ كانت موجودة ، كان هذا كفيلًا بمسحه ، من الأفضل أن أتحاشى إصدار أي صوت..
ما الذي عليّ فعله ؟ ، سيُكتَشَفُ اختفائي قريبًا ، وحتمًا سيُعثَر عليّ..

اقتربت من الباب محاولةً الإصغاء لما يتكلم هيكتور بشأنه..

يبدو أنه يكلم شخص واحد ، لم أسمع سوى صوتان أحدهما له..

أمسكت المقبض مجددًا ؛ لأضمن أن الباب سيبقى مقفلًا..

قرّبت أذني أكثر ، بدأ صوتهما ينخفض ، بدأت بالميلان نحو الباب ، ولم أعرف كيف فُتِح الباب ، لم أشعر بكيفية تحرك يدي..

استقام الباب الخشبيّ ، ثم وقعت أنا ، ووقعت التفاحة التي لم أكمل نصفها مني..

نظرا نحوي بتفاجؤ ، قبل أن يرمقني ببؤبؤيه الخضراوان الداكنان بغضب وسخط ، وها قد عاد الحظ السيء..

وقفت بسرعة ، ثم انحنيت لإلتقاط تفاحتي التي سرقتها..

نظرت نحوه ، بصعوبةٍ إزدرأت ريقي ، تكلمت بعد ثوانٍ محاولة الحفاظ على هدوء نبرتي:" أعتذر للمقاطعة سيدي ، كنت أنظف المرحاض "

لم أدرِ من أين إبتكرت كذبتي ، إنحنيت بسرعة وخرجت..

تنفست الصعداء بعد خروجي ، هناك إحتمالان ، إمّا أنه سيطردني ، وإما أنه سيجعلني أنظف جميع دورات المياه الموجودة بمنزله الغير متواضع..

توجهت بسرعةٍ تجابه سرعة البرق للقبو..

" يا إلهي ، أرجو أن يكون العقاب يسيرًا.."

مرَّ قريب النصف ساعة ، قبل مجيء الضخم..

-"السيد هيكتور يريدك.."

بدأ قلبي الخفقان بقوة ، وبدأت أرتعش..

يبدو أنه يثق بهذا الضخم جدًا ، لم أرى خادمًا غيره هنا..

رافقته للأعلى والتوتر يطغى عليّ..




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:04 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رِوٱية رُوجِيناٌ | Ŕŏŏgïnă. بِقلم الآعضٱء/ نقاش كُتّاب الرّواية lazary روايات الانمي_ روايات طويلة 89 12-02-2020 06:47 AM
ذهبي [ تسلية ] - طقطقة أقلام حرة | محادثة روائية . سَرْمَد؛ نقاشات وأنشطة الروايات 41 08-07-2020 10:48 PM
وَ حِـينَ يَجْتَمِـعُ الإِبــدَٱعْـ | أَنْـتَ لِـي | ¦ ϟ MISAKI - أرشيف المواضيع المكررة والمخالفة 0 06-01-2020 12:35 AM
وتمرّ الٱيّام Night birde مواضيع عامة 2 05-12-2020 11:00 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 11:40 PM