••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


هفوات أنانية *مكتملة*

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-14-2020, 08:06 PM   #16
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت العاشر

.
.
.
.

السماء مازالت تمطر أملًا للقلوب المنكسرة، تُمطر أحلامًا سعيدة للأعين المُغمضة
تُمطر رحمةً وغفران لِمن رفعوا أيديهم بالدعاء سائلين المولى الرحمة والمغفرة
اكتست شوارع أكسفورد ازدحامًا من الناس بسبب خروجهم من عملهم في هذا الوقت
وكأن جميع سُكانُها خروجهم موقّت في نفس الساعة والدقيقة والثانية معًا !
منهم من انصرف إلى بيته ، او شقته أو حتى الخروج منها عائدًا إلى مدينته الأم!
ومنهم من فضّل البقاء تحت قطرات المطر والجو الغائم
هذه الأجواء ما هي إلى بداية لدخول الشتاء
أجواء مليئة بالتفاؤل والتفاني.......والاعترافات الصادقة!
كان الجميع مطمئن في هذه الأرض....يمشون بجوار بعضهم البعض
تتخبط اكتافهم وتصطدم ولكن ردّات فعلهم تحت هذه الأجواء مريحة بعيدة عن العنف والتذمّر
يبتسمون .....ينظرون للسماء....يلتقطون الصور سريعًا للاحتفاظ بالذكريات الجميلة.....العصافير عادت لأعشاشها ولم تعد تغرّد
والطيور المهاجرة ......انزاحت لمكان بعيد عن هذه الأجواء
وحتى الحشرات تخبأت خلف أوراق الشجر واغصانها الليّنة والذي يغدق عليها بحنانه الكثير!
امن وامان ويتبعه السّلام
هدوء رغم ضجيج الأصوات والسيارات المارّة
ورغم طرق أحذية الرجال والنساء والصغار على الرصيف
فجأة وبشكل غير معهود وربما أوّل مرة يحدث مثل هذا الأمر
إطلاقات نار مُخيفة ، جعلت من الناس يضجّوا بالصراخ والعويل والركض للاشيء
وهناك دخان غريب ذو رائحة نتنة ، أُلقيت عليهم بشكل عشوائي وفرقّت الجماعات
ماذا يحدث؟
هل جنّ الناس حتى يفعلوا هذا الأمر؟!
ركضوا وبدأ الصغار بالبكاء والركض بشكل عشوائي
والجميع بدأ يتخبط ببعضه ويصطدم بخوف وذعر
أتوا مجموعة رجال يرتدون قناعًا لإخفاء وجوههم
اطلقوا النار في الهواء لإخافة المدنيين
وسريعًا ما تدخلت القوات العسكرية البريطانية ......واطلقوا عليهم النار لـِأبادتهم!
واخذوا يساعدون المدنيين للوصول إلى وجهتهم سالمين
برغم تكاثر العدو عليهم بشكل مفاجئ ومخيف!
........
صوت اطلاق النار عنيف وجدًا.......وقريب من القلب والمسامع
الصوت كان قريبًا من شقته.....شعر بثقل وطنين في رأسه
فتح عيناه.....وبدأت عليهما الغشاوة اغمضهما من جديد وفتحهما سريعًا أعاد حركته بما يُقارب الثلاث مرات ....يُريد ان يستعيد وعيه وعلى.....دوّى صوت اطلاق النار بشكل متتالٍ وغير منقطع
وهنا
استوعب ما يجول حوله ورفع نفسه من على صدرها ، صُعق من صوت اطلاقات النار وبدأ يتساءل
ما بال صوت اطلاق النار؟!
وماذا حدث لهُ؟!
تذكر نور....ديانا.....وسريعًا ما التفتَ عليها ورآها ساكنة على الأرض
صرخ بذعر: نوووووووووووووووووووور

هزها بعنف ...ولم تُجيبه
أخيرًا استوعب عُظم وثقل الأمر نهض وانحنى عليها ليحملها بخفة وتصبح ما بين يديه
خرج من الغرفة ومن ثم خرج من الشقة....ورأى الناس كيف يركضون من على عتبات الدرج للذهاب إلى شققهم
قوّس شفتيه ؟!
ونزل سريعًا من عتبات الدرج متجهًا للشارع
زحمة
زحمة عظيمة من الناس التي تركض بلا وجهة مُحددة، خائفة تصرخ بذعر
واطلاق النار لم يتوقف من قبل ....لا يدري من أين؟!
ركض لناحية سيارته فتحها بعدما اخرج بصعوبة مفتاح السيارة من جيبه
ادخل نور ووضعها على المراتب الخلفية من سيارته اغلق الباب
وانطلقت رصاصة طائشة بالقرب منه ولكن تصداها بعدما خفض رأسه عنها
ماذا يحدث؟!
ركب سيارته وقادها بجنون لناحية أقرب مستشفى من هنا
ولكن الشارع مزدحم وهناك زحمة سير لا تعرف الرحمة!
تحدث: شوووووو صاير؟
رنّ هاتفه
سحبه وهو يقود مسرعًا حينما لقى فرصةً للتحرك
ثم أجاب على المتصل
وكان دانيال هو من يحدثه، مرّ وقتٌ طويل عليه لم يراه مُنذ آخر زياره له في لبنان والتي كانت من شأن جورج!
تحدث: نعم....
دانيال بذعر: يا رجل فينك انتّا......احرئت جوالي وانا بتصل عليك....
امير ازدرد ريقه انعطف يمينًا بشكل سريع حتى أصدرت كفرات السيارة صرير: شوفي دانيال؟!

دانيال بخوف: فيه مجموعة ....حاولوا قتل لويس....ومن بعدها اتصلوا الحرس الأمني الخاص فيه لجميع رجال الأعمال المشتركين معوه للتأكد من سلامتهم وخروجهم من البلد...اتصلوا فيك وما كنت ترد عليهم وخافوا ليكون صرلّك شي....واتصلوا علي بحكم كوني شريكك للاعمال الخيرية اللبنانية بظنوا انك في لبنان.....وانصدموا لم حكيت انك منّك هون...انتّا بخير امير...
أمير اقترب من المستشفى ، ازدرد ريقه من جديّة أمر تلك العصابة التي تقتنص الفرص من أجل قتل رجال الاعمال وأخذ أموالهم بالقوة دون الإفصاح عن هويّتهم اردف بعجل: بخير....بخير بحكي معك بعدين

اركن سيارته بشكل خاطئ ولم يعطي مجالًا لدانيال للرد عليه نزل .....وكان الأمن محاوط المستشفى من كل مكان .......ينتظرون فقط إشارة حتى يداهمهم العدو بأسلحتهم ....
فجأة الهيلوكوبترات أصبحت معلّقة فوق رأس مدينة أكسفورد من كل جانب حتى انها اخفت الغيوم خلفها لتمنع الناظرين عن جمال السماء والتمتّع في مشاهدة المطر
يبدو ان الحرب قامت هنا بشكل سريع!
حملها بين يديه ......نزل....صرخ في الطوارئ لنجدتها وظنوا إنها احدى المصابين من الهجوم العدواني الذي حدث من قبل عصابات مجهولة الاسم والهوية!

تلقفوها من يده وادخلوها في غرفة الطوارئ
وبقي هو في الانتظار
عقله أصيب بالشتات .....من المفترض ان يذهب قبل المغرب لاستلام جثة ديانا ودفنها ولكن مع هذه الأوضاع
تخبط كل شيء في بعضه!
نظر للتلفاز
وإلى الإعلان
خبر عاجل: في صباح هذا اليوم تمت محاولة اغتيال رجل الاعمال الخيرية لويس فكتور من قبل عصابات بريطانية متطرفة .......وحاولوا بشتّى طرقهم إثارة الشغب في أرجاء الشوارع .....وقتل المدنيين ولكن تصدّت لهم القوات العسكرية البريطانية والتدخلات الدولية المهمة لردع أعمالهم....
حاول تهدأت نفسه ......لم يستوعب أنه الآن اصبح في محض الاخطار عندما قالت المذيعة

: على المدنيين الأعزاء أخذ الحيطة والحذر والبقاء في بيوتهم حفظًا على سلامتهم إلى اشعارٍ آخر..... ونرجو منهم عدم التدخّل في الاشتباكات العدوانية.

انقطعت الإشارة وبدأت وشوشة مزعجة على التلفاز ثم اطفئوه سريعًا
يبدو أنّ تلك العصابة لديها إمدادات وأيدي كثيرة لمساعدتهم في هذه الحركة اللعينة ماذا يفعل؟

عليه أن يخرج من هذا البلد في أسرع وقت ممكن
ولكن قبل سيطمئن على نور ومن ثم سيسافر خارجًا إلى ....
إلى ....أجل ......إلى فرنسا......سيذهب هُناك...
اجرى اتصالًا سريعًا يطلب فيه
(مترجم): انقل جميع اموالي إلى الحسابات الفرنسية حالًا .......سأسافر هناك ....جهزوا الطائرة حالًا..... وارسلوا إلى مستشفى أكسفورد حراس من أجلي.....واجعل منهم يذهبوا إلى مستشفى جون رادكليف ليستلموا جثة ديانا وادفنوها ......سريعًا!

ثم اغلق الهاتف.....وفي قلبه حُرقة.......لا يعرف كيف يطفئوها
سيدفنونها قبل أن يراها .....سيدفنونها بأيديهم وبسرعة من اجل هذه الأوضاع
واختلال الامن
تبًا لهم ولأفعالهم الشنيعة !؟
هل ما يحدث له عقوبة إلهية على ما فعله بيوسف؟!
مسح على وجهه من أفكاره السوداوية بينما

رجاله بدئوا يفعلون ما أمرهم به سريعًا ولكن مسألة نقل الأموال ربما ستأخذ ساعتين أو اكثر ليس من السهولة نقل مبلغ ضخم كهذا في غضون دقائق! هو تهاون في الامر والآن سيدفع ثمن تهاونه!

تذكر امر داليا تأفف هنا ، وفتح عينيه على الآخر عندما تذكر امر سندرا
الأمر بات صعبًا واخذ يجول بما يقارب العشر دقائق الطبيب لم يخرج ليطمئنه على نور ولم يستطع الاتزان في تفكيره من اجل ابنتها
....عندما أتوا إليه حرّاسة راكضين لناحيته
توجّه إليهم وتحدث بسرعة بالغة في الخوف
(مترجم): أنا ذاهب الآن لجلب أشياء مهمة ولكن اريد منك ستيفن للذهاب إلى مكان داليا انت تعرفهُ جيّدًا
ستيفن بهدوء (مترجم): اجل سيدي
امير بقلق: حسنًا اذهب ....واجعلها تعود لديارها اليوم......فهذه الأوضاع لا تبشر بخير وربما الخطوط الجوية ستصبح بعد ذلك مزدحمة او مغلقة .......اجعلها تعود للديار مجبرها على ركوب الطيارة ....
ستيفن(مترجم) : لا تقلق سيدي سأفعل ذلك
ثم انصرف عن وجهه
اكمل امير(مترجم): ماكس ستأتي معي أما انتما ابقيا هنا واحرسا نور ولا تجعلها تخرج إلى أي مكان!
وكأنه واثق من نجاتها من كل هذا حتى اردف جملته الأخيره عليهم كالأمر
حركوا رؤوسهم بطاعة ثم انصرف أمير
وتحدث مع ماكس بهمس(مترجم): هل معك سلاحك
ماكس (مترجم): أجل وهناك واحدٌ في السيارة من اجلك
امير حرّك رأسه برضى
رغم الحزن......رغم الألم والفقد الذي يشعر به إلا أنه حاول أن يُسيطر على نفسه ويلملمّها من ضياعه
فالأوضاع اجبرته على أن يستيقظ من عاطفيّته وينسلخ من حداد الأموات!

سيذهب إلى دار الايتام لانتشال تلك الصغيرة ، يعلم حالتها الصحية غير مستقرة الآن فهي بحاجة كبيرة إلى الرعاية ولكن مُجبر على ابعادها من هنا
سمع رنين هاتفه سحبه رأى الرقم وعرف هنا أن مراد هو من يتصل به فاغلق هاتفه الآن كل ما يُريده
حماية نور وابنتها قبل كل شيء!

...وبعد التشابك....باطلاق النار من قبل تلك الجماعة ورجال الأمن ......وازدحام الناس استطاعوا الوصول وهم سالمين من كل مكروه إلى المستشفى والذي كان مغلق
ومشيّد بحصون غريبة!!

ولكن ما إن رأوه الامن حتى تحدثوا بأهمية بالغة في الأمر
(مترجم): سيدي ....لابد ان تخرج من هنا قبل....أن...
قاطعهم بخوف على تلك الصغيرة : open the door

الرجل ازدرد ريقه من حنق امير فتح الباب دخل هو وماكس
و توجّه للدور والغرفة المنشودة هو يعرف المكان وحفظ ارجاؤه وزواياه من كثرت قدومه هنا على عكس ديانا التي كانت تتجنب المجيء لرؤيتها لأنها تشعر بالذنب حيال قرارها في ابعادها عن حضن والدتها!

ذهب إلى مكتب الطبيب الخاص بها حدثه بانه سيأخذها الآن للرحيل والابتعاد عن هذه الفوضى
ولكن منعه بسبب ضعف العلامات الحيوية لديها
فهناك مؤشرات لا تطمئن بالخير عن حالتها!

ولكن صرخ امير(مترجم): اخبرتك إنني سآخذها ....هي وجولي....هل فهمت...
الطبيب بانفعال(مترجم): انت ستتسبب في موتها....امير ارجوك....الفتاة لم تستعيد صحتها ....وفكرة ركوبها للطائرة بعد عمليتها ليست بفكرة صائبة

امير عيناه مجهدتان ومحمرتين ......بالأمس أخبره لويس عن الامر كيف استعجلوا في امر قتله ؟!

هل كانوا مخططين لكل هذا من قبل عدّت سنوات
يبدوا انهم درسوا خطتهم جيّدًا للخلاص منه ومن شركاؤه حتى انهم زعزعوا الأمن سريعًا وقتلوا ما قتلوا من المدنيين واخافوا الكثير من الضعفاء!

صرخ : tell me….. do you see what happens outside?

الطبيب سكت ، استوعب رجفة امير وخوفه على الصغيرة لذا استسلم لرغبة أمير ورفع سماعته بهدوء وهو يقول: joli……..come here……in my office

ثم اغلق السماعة وانتظرا قدوم جولي
بينما امير حدثّ ماكس سريعًا ان يتصل على هنري لتحضير المكان المناسب لحمل جولي والأجهزة الطبية اللازمة في الطائرة!
وما إن دخلت جولي حتى قال امير بعجل (مترجم): جهزي نفسكِ ستذهبين معنا ومع سندرا للسفر

جولي نظرت للطبيب متسائلة وهزّ رأسه ليبرر لها قلّة حيلته
لذا هزّت رأسها بالموافقة مُجبرة على التنفيذ!

وذهب أمير لرؤية حبيبته وبعد ان اطمئن عليها وبدوا تجهيزها للذهاب إلى المطار بحرّاس أمنية دولية تكفلوا به عند الخروج من المستشفى وهي تُجر على السرير ، من الواضح انه مشهورًا وكثيرًا حتى بهم اهتموا لأمره، فهو يخرج في التلفاز من اجل تلك الاعمال التي عمل بها مع السيّد لويس
وعلّقت صورته مع العديد من رجال الاعمال الكبار في البلد في الأماكن الرسمية كونهما يحملون رسالة إنسانية للضعفاء والفقراء والمحتاجين في هذا البلد وخارجها!

أمير اشتهر بالخير ولكن ما يحدث الآن ربما خطأ من إحدى الكبار الذين لم يلتقي بهم
و يرجو من الله أن لا يصيبه مكروه ولا يصيب نور ولا حتى ابنتها!
ولكن وجود حرس من قِبل الشرطة والحكومة رسميًا سيلفت الأنظار حوله
وهذا ما لا يُريده لذا قال(مترجم): لا داعي لمجيئكم......لا اريد اثارت الشبهات من حولي...لطفًا...

إحدى رجال الشرطة تحدث(مترجم): ولكن يا سيد امير انت من ضمن المستهدفين كما اخبرنا السيّد لويس وعلينا حمايتك...حفظًا على سلامتك وسلامة الصغيرة

امير لا يُريد أن يُطيل الأمر (مترجم): اشكر لي السيد لويس...واخبره إنني بخير...وسأتكفل بأمري لا تقلقوا...رجالي لم يقصروا يومًا في حمايتي وحماية صغيرتي....وقبل كل شيء الله معنا!

هزّ الشرطي رأسه واخبر الباقي في الابتعاد
امير همس لماكس(مترجم): اركب معها في سيارة الإسعاف.....واهتم بها....سأذهب إلى الشقة وسآخذ الأوراق الرسميّة وسآتي إليكم....

ماكس بهدوء(مترجم): حسنًا

ذهب لناحية سيارته ........لا خطر عليه اخبره لويس انه أزال اسمه من النظام إذًا لن يكون مستهدفًا ولكن ما بال صورّه التي خرجت معه في كل مكان
تبًا
حقًا عليه الابتعاد ، هو خائف ليس على نفسه وإنما على تلك الأمانة التي في يده....
حاول جاهدًا التركيز في عمله الآن
أزاح من على جسده الجاكيت الرسمي.....
ازاح ربطة عنقه ....يريد أن يتحرر من نفسه
بعثر شعره ليصبح مهملًا ومبعثرًا على وجههُ
يريد أن يخفي القليل من ملامحه ، عشّقْ سلاحه ليكون مستعدًا للمواجهة في أي لحظة وانطلق لناحية شقته، وكان الشارع مزدحمًا وبعض الطرق أُغلقت في خلال ساعة فقط!
يا الله ....
تنهد من أي طريق يخرج واخيرًا استقرّ على طريق ولكن ضيّق وخشي من ألا تدخل سيارته فيه ولكن حسم الامر ومرّا من خلاله بصعوبة
عدّى عدّت شوارع مزدحمة ومضى نصف ساعة على عدم مقدرته للوصول إلى الشقة ولكن بقى شارع ما إن يتعداه سيصل ولكن الزحمة
واللعنة على هؤلاء الأنانيين!
ترجل من سيارته ، وركض بخفية من جوانب العمارات الشاهقة
تنفس سريعًا يشعر أنه في فلم اكشن مُخيف
حتمًا ما إن يروا وجهه سيقتلوه فالمستهدف كل من شارك لويس في اعماله هذا اختصار القصة!
بدأت الشكوك تطرق في باله هل فعلًا يريدون أموال اليتامى والمساكين من الاعمال الخيرية ام يعاقبون لويس من اجل شيء آخر
نفض الفكرة سريعًا من رأسه راكضًا ليقفز من الحاجز الحديدي ويصبح في الوجهة الأخرى من الشارع
اقترب من العمارة
ركض ودخل هنا، كان ماسكًا سلاحه، يتخطف ببصره لمن حوله
ما زال الناس مرعوبون ولكن لم يسمع صوت اطلاق النار
ركض لناحية الشقة بعد أن تعدّى عتبات الدرج
فتح الباب
وركض بسرعة لغرفتهما وخفق قلبه بشدة .......اليوم
يوم عنيف وقاسي على قلبه وحياته كلها .....كيف سيترك المكان الذي جمعهما فيه!
نظر لصورتها المركونة جانبًا على الكمودينة أخذها سحبها من الإطار ووضعها في مخبأ بنطاله
فتح الصندوق الحديدي واخرج الأوراق الرسمية لنور واوراق أخرى واوراق ابنتها ، ومبلغ مادي ليس هيّن
وضعها في حقيبة سوداء ومن ثم نهض
وسقطت انظاره على الصورة المتوسطة في حجمها والمعلقة على الحائط الصورة التي آخذها (كسلفي) في لبنان والتي تجمعه هو وديانا ونور
سحبها من على الجدار وفتح الحقيبة من جديد ووضعها بداخلها واغلقها ثم خرج من الغرفة القى نظره سريعة على الشقة
تنهد بضيق مُجبر على تركها ثم خرج
وركض على عتبات الدرج للخروج من العمارة
وسمع صوت إطلاق نار فتأفف كيف سيعبر الشارع الآن.....كيف؟
عاد من جديد للشقة عليه التخفي كيف ولكن....
دون شعور قادته رجلاه إلى غرفته فتح الدولاب اخرج ملابس صيفية
ارتداها على عجل ثم سحب جاكيته الأسود
والشال الصوفي معه ....
نظر إلى الحقيبة ...حقيبة سوداء رسمية كتلك التي يحملها رجال الاعمال!
فكر إن خرج ورآه العدو سيسدد هدفه لذا كل ما فعله
سحب حقيبته الرياضية الخاصة بملابس الرياضة حينما يذهب للنادي
افرق الأوراق بداخلها ووضع الصور ايضًا ثم اغلق الحقيبة
و خرج .....ركض إلى الشارع وسلاحه تحت بدلته ولكن كان ممسكًا به بطريقة لا تُثير الشكوك
الجو بدأ باردًا قليلًا والمطر يزداد والغيوم السوداء تراكمت في السماء
واطلاق النار يزيد...
اسند نفسه على جدار إحدى المحلات الخاصة بالملابس تنهد
عليه أن يقفز من الحاجز مرةً أخرى وإلا سيموت هنا....ولكن عليه أن يركض اكثر....وبشدة
بقي بما يقارب الربع ساعة لكي تهدأ تلك الإطلاقات النارية سبهم سرًا وعلانية
فرقوه عن محبوبته مجبرًا
فرقوه عن الموطن والمكان الذي جمعهما فيه
ألم يكفيهم أن الموت فرقه عنها
الآن يريدون منه ان يتفرقا حتى بالمكان ؟!
ضرب على قلبه بوجع ........برجفة حبه ....وخوفه من الفراق
سمع اطلاق نار قريب منه
فركض للناحية الأخرى التي تقربه من الحاجز.....
ولكن لم ينتبه لذلك الرجل الذي اطلق عليه النار
وهو يقفز من على الحاجز
كتم فجأة نفسه من الألم....واغمض عينيه .....لا....لن يتوقف
ركض ........إلى ان وصل إلى سيارته وعاد ادراجه سريعًا إلى الشارع الآخر والذي خفّت زحمته من الناس
وضع يده على الجرح القريب من زنده الأيمن .....تأوّه
توقف قليلًا وازاح الجاكيت من يده ...نظر للجرح لم تكن بداخله الرصاصة إنما لمست جلده فقط واحدثت جرح بسيط ولكن مؤلم لو اخترقته لكان الألم اهون عليه من هذا هكذا حدّث نفسه!

فتح هاتفه سريعًا كلّم إحدى الحراس الذين بقوا مع نور
(مترجم): هل أخذتم نور معكم
تحدث الآخر وهو ينظر إليها كجثة هامدة: آخذناها بالقوة فالطبيب لم يسمح بخروجها لسوء حالتها
قاد أمير سيارته بسرعة عندما لقي الطريق مفتوحًا(مترجم): ماذا قال لك؟
تحدث بهدوء: تُعاني من حالة صدمة وانهيار شديد .....وعلينا ألا نكدّر خاطرها ولا نجعلها تحت ضغط عنيف وإلا...
قاطعه امير بخوف وهو ينعطف يسارًا(مترجم): وإلا ماذا؟
تحدث (مترجم): وإلا من الممكن ان تصاب بنوبات تشنجية أو تدخل في حالة صرعية نفسية
أمير تنهد واكمل طريقه بصعوبة من شدّت الزحمة التي عادت في هذا الطريق(مترجم): نلتقي في المطار.......انتبهوا لها......وانتبهوا إلى الصغيرة فهي سبقتنا إلى هناك مُنذ وقت طويل....
ثم اغلق الخط.....وتابع طريقه وهو يتأوّه من جُرح زنده وقلبه
وعلى الأوضاع التي انقلبت سريعًا هنا!
.................................................. ...................

.
.
.
استيقظ من غفوته التي أصبحت كالغيبوبة فمن التعب نام لمدة لم تقل عن ثلاث أور اربع ساعات

سمع اطلاق النار....لم يستوعب ما يحدث في الخارج؟ ولم يفهم تلك الحرب التي قامة بشكل سريع ومخيف
فتح هاتفه وانهالت عليه الرسائل
وبين تلك الرسائل رسالة من رقم رسمي حكومي بريطاني
كُتب : على الأعزاء المبتعثين نرجو منكم التوجّه إلى مطار أكسفورد الدولي لإجراء عملية اخلاء سريعة للمنطقة في تمام الساعة الواحدة ظهرًا وحفاظًا على سلامتكم الالتزام بالوقت المحدد!

فتح عينيه على الآخر....هذا يعني قبل ثلاث ساعات من الآن....توتر ومسح على رأسه
هل تم أخذ الإجراءات اللازمة لنقل الطلبة والطالبات لمكان آمن أو اجبروهم للعودة إلى ديّارهم؟!
قرأ الهاشتاقات التي ظهرت مؤخرًا في تويتر وفهم كل الأمور
قرأ تغريدة أحد المسؤولين عن الطلبة والطالبات المبتعثين والتابع للملحقية البريطانية
: على الحكومة البريطانية أخذ إجراءات السلامة لجميع المبتعثين درءًا لما قد يحدث في أكسفورد ومنعًا من الخصومات مع الدول المجاورة!
فهم هُنا أنّ الأمور باتت اكثر تعقيدًا ويبدو ان ما يحدث خارجًا كان حركة شغب من قِبل مجهولين ...
خفق قلبه بشدّة وركض لناحية الدولاب اخرج أوراقه الرسمية وجواز السفر وضعهم في الحقيبة ووضع عليهم ملابسه بشكل عشوائي
اغلقها ومن ثم سحبها وخرج إلى الشارع
كان الدمار واضح على وجوه الراكضين والخائفين من الناس
خشي من ان تُصابه طلقة نار طائشة
ابعد تلك الأفكار وحصّن نفسه
سيتوجّه للسفارة السعودية الآن .......ليتمكن من العودة للديار ويكون تحت حمايتهم!
أشار إلى إحدى سيارة الأجرة واوقفها
امره للذهاب إلى السفارة .....واخذ طيلة الطريق يدعو الله سرًا ليحفظه وينجيه من كل هذه الأمور
خشي من أن يصل الخبر سريعًا لبندر او نوف ويخبرا ابيه
ويتشاغب عليه كما يتشاغب على حال الجازي
فاتصل عليهم ليطمئنهم ولكن لم يُجيبوه
ومن ثم نظر إلى النافذة وإلى الشرطة المنتشرة في كل مكان...
الطريق يستحق بما يقارب الثُلث ساعة
اخذ يتوتر.....هجوم عنيف على رجال الاعمال من قبل مدنيين في تغريداتهم يطلبون منهم الخروج ومواجهة العدو بدلًا من التخفي خلف الاسوار
يكررون
نحن في خطر بسببكم
أكسفورد احترقت في غضون ثلاث ساعات
ألم يكفيكم هذا ؟ اظهروا أنفسكم لهم!

ردت فعلهم مخيفة وهذا ما يُريده العدو يُريد وقوف المدنيين معه وعدم التعاطف مع رجال الاعمال

أي معادلة خبيثة حبكوها؟!
ولكن الأهم من هو الذي يدعمهم وهذا ما تتبحّث عنه الحكومة البريطانيّة!

والآن سيطرت على امن الشوارع قليلًا....واستطاعوا حماية الناس
وارتدع العدو في هذه اللحظة بخوف من هذا الاستعداد لتصدي ضرباتهم!

اغلق هاتفه بعد ان قرأ الاخبار والتغريدات
وتنهد مستغفرًا يُريد ان يصل إلى السفارة قبل حدوث أي شيء مزعج ومخيف لأهله!
.................................................. ................
.
.
.
ادخلوها في غرفة الطوارئ وبقيا هما ينتظران في الخارج بالقرب من الغرفة
أحدهم يستغفر متوترًا والآخر يتساءل ما بها
إلى أيّ مدى وصلت بينهما حتى يُصبح حالها هكذا؟!
أخافهم النزيف الذي انطبع على الأرض وهذا الامر أثار شكوكًا مخيفة في قلب والدها
كانت نوف تُريد الذهاب معهم ولكن اوقفها بندر بقوله: ظلي هنا عشان عبد لله يا نوووووف.....لا تحاتين موصاير لها شي

ثم ذهبا بها إلى المستشفى

لم يتحمل والدها هذا الانتظار يُريد تفريغ غضبه من الأمر تحدث ما بين اسنانه: اتصل على الزفت سيف وعطني بكلمه...

بندر نظر إلى غضب أبيه توتر واخرج هاتفه واتصل على سيف
فلم يجيبه عند الاتصال الأوّل ولا الثاني
اخبر ابيه: ما يرد
بو خالد بعصبية: حسبي الله عليه....
بندر سكت هنا واخذ يدعو الله سرًّا على ان يلطف بحالها
...................................
بينما في المنزل......اسكتت الصغير وقامت بهدهدته بين يديها حتى نام وضعته على الكنبة واردفته بالوسادات الصغيرة
بكت .....لا تستحمل ضعف اختها ولا تستحمل تذكر منظرها وهي ساقطة والدماء تسيل من بين قدمَيها
هل تعبت لأنها تتحرك كثيرًا قبل خروجها من الأربعين؟!
ام ماذا حدث بينها وبين سيف هل ضربها؟!
تفجّر قلبها خوفًا سحبت هاتفها من على الكنبة اتصلت عليه
ولم يجيبها
..............................
كان جالسًا في وحدته ينظر للفراغ ، ويعاتب نفسه على ما فعله بها
اتصالات بندر عليه اخافته من معرفة الحقيقة
ولكن اصرارهم على الاتصال به حتى أنّ نوف الآن اتصلت عليه هذا يُعني أنّ هُناك أمر مهم
بعد اتصالها الثالث أجاب
وسمع صوتها الباكي: حلّفتك بالله يا سيف.....تقول لي الحقيقة.....أنت ضربت الجازي اليوم.....سويت لها شي يضرها؟!
تعجب ...قوّس شفتيه وحاجبيه
ماذا حدث حتى بها تتهمه بضربه لها؟!
تحدث بنبرة هادئة: لا....وش صاير نوف؟
نوف شهقت لم تتحمّل الأمر....فالأمر اصبح فوق طاقتها : مادري مادري.....طاحت علينا وكانت تنزف بغزارة....ونقلها ابوي وبندر للمستشفى
اردف بذعر: وشهوووووووووووووووووو؟
ثم تساءل بعدما نهض: أي مستشفى
نوف مسحت دموعها حاولت التماسك لأنها استوعبت أنها فجعتهُ بالخبر : مادري........ما قالوا لي
خرج من جناحه راكضًا وهو يقول: بتصل على بندر لا تهتمين ......إن شاء الله موصاير لها إلا كل خير...
ثم اغلق الخط جاعلها تتآكل من كثرة الدموع والخوف على اختها وحبيبتها!
.................
نزل من جناحه وهو يركض ووجهه مكفهر ومائل للشحوب ماذا فعلت بها يا سيف؟
ركض تحت انظارهم وتساؤلاتهم ومناداتهم له
فوالدته هي من تناديف: سيف......سيف شفيك ....وش صاير؟
عزام ناداه ولكن لم يعطيه أي وجه وعندما رأى ذعر والدته هدأها قائلا: يمه لا تخافين يمكن طالبينه المستشفى لحاله صعبة....هدي...
ام سيف وضعت يدها على قلبها: ان شاء الله ما فيه شي....ان شاء الله
حقيقةً عزام توتر من وجه أخيه وحركته تلك ....ولكن بقي بجانب والدته يهدأها ويحدثها بمختلف الاحاديث لكي تشيح بنظرها عن خوفها لرؤيته هكذا!
.............................................
اتصل وهو يقود سيارته على بندر الذي ما إن سمع صوت سيف حتى مدّ الهاتف لوالده وهو يقول: انتتتت وش سويت ببنتي هاااااا وش سويت فيها يا....
قاطعه سيف بخوف: خالي وش في الجازي....
بو خالد ضرب على فخذه بتوتر: قول وش اللي ما فيها....؟
سيف بتساؤل: بأي مستشفى انتوا؟
بو خالد حاول تهدأت نفسه على سيف الحضور لكي يفهم منه كل شي
اخبره بأي مستشفى هما وبعد عشر دقائق كان أمامهم يتساءل: وين الجازي
هجم عليه خاله ماسكه من ياقة بدلته : وش سويت فيها وش سويت فيها؟!
أوّل مرة يرى خاله في هذا الحال من الغضب والعصبية خشي عليه حقيقةً امسك بيد خاله واتى بندر راجيًا ابيه ان يهدأ
وهنا خرج الطبيب تحدث بهدوء: وين زوجها؟
سيف تقدم لناحيته فقال الطبيب: حنا قدرنا نسيطر على النزيف.......وبعد الفحوصات والكشوفات اتضح انه معها نقص حاد في الهوجلوبين وتحتاج لمتبرّع بالدم...
بندر تقدم حالًا: انا نفس فصيلة دمعها اقدر اتبرع
الطبيب بأهمية: ايوا تقدر تتبرع روح مع الممرضة لإجراء التحاليل اللي تسبق التبرع
هز بندر راسه وتبع الممرضة
بو خالد بخوف: وش سبب النزيف؟
الطبيب بهدوء: قد حملت قبل كذا او...
قاطعه سيف بهدوء: هي تو والد هالاسبوع هذا كملت شهر من ولدت....
الطبيب حكّ انفه ومنعًا للإحراج: ممكن تتفضل معي ...
سيف فهم اشارت الطبيب
وبو خالد شتم ابن اخته في سرّه
ما إن انغلق الباب عليهما حتى بدأ الطبيب يستفسر عن طريق طرح اسالة جدًا حرجة ومحرجة وأخرى يسأل عنها ليتضّح له نمط حياتها الصحي..... سيف انفى كل ما توقعه الطبيب لأسالته الأولى!
لذا حسم الطبيب الأمر: واضح زوجتك جاهدة نفسها....وعليها ضغط جسدي ونفسي.....وسوء حالتها الصحية اثر عليها بشكل كبير من هالناحية....على العموم لازم تبقى عندنا تحت الملاحظة لمراقبة حالتها ....وهي بحاجة كبيرة للاستلقاء على ظهرها لفترة أطول والتغذية السليمة.....مهمة خاصة لوضعها هذا !

سيف نهض وهو يشكر الطبيب ثم خرج واخذه خاله بالأسئلة والشتم: وش مسوي فيها سيف؟.....تكلم ما عاد لي صبر.....انت قد قربت منها وهي في الأربعين؟ هااااا.
تصبّغ وجه سيف بالحمره نفس السؤال التي طرحه عليه الطبيب
أجاب دون ان ينظر لوجهه: لا......وقال الطبيب بسبب الاجهاد صار لها اللي صار.....والجازي الله يهداها ما كانت تريّح نفسها على السرير وتو نقلنا بيت ابوي وشالت أشياء ثقيلة وانا ناهيها عن هالشي بس ما تسمع لي وتعاند....

بو خالد ضربه على صدره بحنق: ما عاندتك إلا لأنها شافت المضرة منك وتبي تقهرك....وش مسوي فيها يا الخسيس.....تكلم....

ازدرد سيف ريقه، من الواضح خاله لن يهدأ له بال قبل ان يعرف بسبب خلافهما ولكن تحدث : خال.......اهدأ الحين انت ولكل حادثٍ حديث...
امسكه خاله من اكتافه تحدث بغضب: منّك متحرك من هنا قبل تقول لي وش مسوي فيها .....بنتي ما توصل هالمواصيل لشي تافه وبسيط.....قول وش مسوي لها؟

سيف اختنق بنبرة الندم
شعر بالضيق من تساؤلات خاله والحجر عليه بمسكه لكي لا يهرب من الإجابة
تنهد بضيق بقول: كسرت قلبها يا خال.....كسرت قلبها.....
بو خالد بتسرّع وانفعال: كييييـ..
وقبل أن يكمل فهم الإشارة وتوقف عن هز ابن اخته
وتردد في نطق: خنتها؟
اشاح سيف بنظره عنه.......أجل.....خانها بقلبه.....وبتمرّد افعاله عليها
متخذ القساوة مخرجًا لحمايته من كشف المستور
من كشف الحقائق....خانها ولكن بشكل آخر....بشكل مؤلم ومؤسف
لم يستطع ان يؤكّد كلمة خاله
فابتعد والدها عنه ونظر للسقف متمتمًا بالاستغفار ثم وجّه ناظريه عنه بقول: حسبي الله عليك كسرت قلبها......انقلع بيتكم......لا تدخل لها ....خل تبرد الحرّة اللي بقلبها ابعد عنها لا انا ولا هي نبي نشوفك .....روح بيتكم ولي كلام ثاني معك

سيف مسح على رأسه بحيرة وسقطت انظاره على بندر الذي أتى بجانبهما ....فأشاح بنظره عنه لا يُريد أن يوبخه الآخر ما إن يعرف بالحقيقة
ولا يريد أن يذهب إلى أي مكان قبل أن يطمئن عليها بنفسه
تحدث منفعلًا أبا خالد: قلت لك انقلع بيتكممممممممم

بندر تعجب من حال ابيه اقترب منه: يبه....هد نفسك.......الجازي بخير .....اهدأ

سيف لم يُعير خاله أي اهتمام، قلبهُ ولي اوّل مرة قاده إليها
تحرّك بجانب غرفة الطوارئ ولأنه طبيب ويملك البطاقة الخاصة لإثبات ذلك ادخلوه بهدوء
واباها يصرخ عليه بالخروج
اغمض عينيه قبل أن يتقدم لسريرها، وأخذ نفسًا عميقًا ليستنشق رائحة المعقمات .....والأدوية ....وخوفه!
وصلت إلى مسامع آذانيه
تلك النبضات الخارجة من ضجيج الجهاز الخاص لتخطيط القلب
خَجل.......خائف.......حائر......لا طاقة لهُ على ان يعاقب بها!
كسرها.......قسى عليها.....عاند نفسه وعاند الجميع لبقائه على حُبٍ عصي وعقيم!
هو لم يعاند والدته ......هو عاند قلبه من جديد...عاقبه دون ان يشعر......خذل نفسه أمام الحياة بإرادته
كان متمسكًا بطرف خيط اسود مميت من وفائه الغير معقول
ها هي تتألم....وبسببه؟!
ضغط عليها من كل جانب حتى بها تهاوى جسدها بضعف على السرير
فتح عينيه ........وسقطت انظاره على جسدها الهزيل
كانت نائمة .......نتيجة للمسكنات التي تناولتها!
فبعد الحرب التي خاضتها مع هذا النزيف ........الآن تنام باستسلام !
اُجهدت .....نفسيًا ....وحتى جسديًا من أجل ألا تحتك به وتحدثه طيلة تلك الفترة ولكن هو
تجاوز الحدود التي وضعتها له باعتراف لئيم منه
اقترب منها......وجهها اصفر.....لم يعد احمر كما تركها قبل ساعات.....
شفتيها مبيضتين....شعرها منتثر على السرير بإهمال....يدها اليُمنى موصل بها ذلك الانبوب الصغير....
والأخرى موضوعة على بطنها باهمال .......جزء بسيط من ملبس المستشفى من ناحية الصدر كان مكشوفًا ليرى تلك الملصقات الصغيرة....
فهم أم ابنه تُعاني وبشكل كبير........انحنى ليقترب منها ....طبع على جبينها قُبلة اعتذار.......وقبلة خوف....من ما هو قادم....
شدّ على يدها اليُسرى نظر إليها........ومن ثم اخذ يكتب على بطن كفها ....بعشوائية وهو يهمس
: قسيت عليك .......اعترف.......صديتك.......عذبت قلبك......مرة اقربك مني ومرة ابعدك عني خطوات طويلة....لعبت بمشاعرك بمد وجزر........كنت كاره نفسي....وكاره طريقة زواجي فيك.....وكاره وعودي اللي ما انوفت...........طاحت في انتكاسة يا الجازي بسبتي.....عجزت اسامح نفسي لم عرفت........انتي الضحية اللي ما قدرت احميها....ولا قدر امسكي نفسي من قساوتي عليها. وصرتي ضحيتي الثانية يا .....الجازي....
نظر لعينيها المنتفختين اثر البكاء وإلى رمشيها اللامعتين ببقايا دموعها
وإلى أرنبة انفها المحمرة .......قوّس حاجبيه: أي الم سببته لك؟.....أي وجع حطيته في قلبك.....اي سم....بثيته في جسمك......
قرّب وجهه من وجهها....واخذت انفاسهما تختلط ببعضهما البعض
يشعر برغبته في البكاء؟!......لا يُريد ان يخسرها.....لا يُريد ان يفتقدها.....لا يُريد ان يعاني خوفه من قساوتها في ابعاده عنها!
نزلت دمعه من عينيه.....واسند جبينه على كف يده.....اللعنة على ذلك القلب الذي لم يعي شيء مما يُحيطه إلا الآن!
هل مكتوبًا على جبينه العذاب للأبد؟!
ارتعد جسده .......غزل .....أحبها....بكل ما فيه.....حاول ان يتماسك ويُمسك بعشقه لها.....اوعدها انه لن يتخلّى عنها.....وعندما حدّث والدته عن رغبته بالزواج بها نهته عن ذلك......حتى ظنّت انه مخادع ......وسينسحب عنها بعد معرفته بمرضها وتطوره مؤخرًا....ابتعدت عنه لظنونها حوله....ولكنه اقسم لها أنه يُريدها بكل ما فيه
ولكن لم تصدقه وزاد تمسكه بها موفيًا بالوعود المنعقدة......حتى به انفعل بالحديث مع والدته لتمسكه بها ولكن .......تردّت حالتها ودخلت المستشفى ونهته والدته عن ذلك بحزم قائلة: اترك عنك البنت....البنت مو حال زواج.....البنت كل اللي تبيه منك الدعاء.....وقف جنون .....الله يرحم ضعفها.....وهوّن عليها ...ابعد عنها ....يا سيف.......ابعد وادعي لها إن كنت تحبها !

ومن هنا.....انقطع حبل الحب.....حبل العشق.....وانتهكت الوعود.....وتشتت الوفاء .......لتهب الرياح وتجمعهم تحت قساوة وعناد......لا يعرف!

اصبح هو نفسه لا يريد الحُب.....لا يريد ان يوفي لأي شخص....ليعاقب نفسه.....ويعاند الجميع

ولكن الآن ادرك أنه عاند نفسه وعاقبها بشكل مخيف ومضر
شعر بارتجاف جفنيها وشدها على يده الممسكة بيده اليُسرى
وبطريقة سريعة رفع رأسه ازدرد ريقه وبعد ثوانٍ عدّة التقت عينيهما في نقطة قريبة ولكن لم يدركا البُعد الذي بداخلها!
لم يدركا كلماتها....ولا معانيها ....ولا رجفة الخوف التي تمتزج مع الغدد الدمعية والتي تحفزها على الخروج من هذا الظلام!

كانت تشعر بالخدر.....بالتعب......بالبرد....ارتجف جسدها .....وقوّست حاجبيها ....كانت تريد ان تشيح بنظرها عنه ولكن توجعت وشدّت على يدّه دون وعي منها لتخفف من ألمها
وبكت هنا بعد ان شهقت
فقال بحنية وهو يُمسح على شعرها: اششش.....تكفين وقفي بكا......تكفين الجازي لا عاد تبكين ......دموعك تحرقني....

عضّت على شفتيها .......ملتهبة وجدًا.....قُربه يحرقها......خائن.....قاسي....مخادع.....حقير......ت ريد ان تصرخ بكل هذه الكلمات في وجهه ولكن الألم يُسكتها بعض شفتيها بقوة.....وضغط يده دون ادراك منها لتخفف من وجعها
يا الله
في شدّت عواصفها.........وشدت المها ....وبكائها الصامت ....وجسدها المهتز....وجفنيها المهتزين وعينيها التي تحدّق في عينيه بشتات.....اقتحم بردها وحرها....وخوفها وشتاتها....ورغبتها في الهروب منه.......ورغبتها في الابتعاد......بقبلته الأنانيّة......ازعجتها......ابكتها.....زادت من وجع قلبها.....زادت من نزفها.......احرقتها ........امطرت عليها الذكريات القاسية ......كل ما تتمناه في هذه اللحظة التلاشي او الموت
حقًا لا تريد أن يتلاعب بها مجددًا لم تعد تثق به ولا بأفعاله
اليوم يبكي حزنًا عليها وغدًا سيرقص فرحًا لفراقها عنه هكذا كانت تفكر وتظن !

ابتعد وكانت ستصرخ ولكن وضع اصبعه على شفتيها المرتجفتين ونهاها بقوله: تكفين........لا تصرخين .......يكفي نزفتي بما فيه الكفاية ...يكفي!
بكت وارتجفت هنا وهمست برجاء وهي تشد على عينيها مغمضة لكي تمنع صورته من ذاكرتها: اطلللللللع برا .....تكفى.....سيف......يا القاسي اطلع......اطلع.....ولا تمثل علي دور المهتم .....دور العاشق.....اطلع.....يا الخاين اطلع....

سيف بهمس وعينيه تحدّق بها وبرجفاتها: آسف يالجازي على كل شيء........اقدر اقولك الحين ....فهمت نفسي .....فهمت ليش كنت اقسي عليك......آسف يا الجازي....قساوتي عليك ....ما هي إلا عنّد لقلبي ....ما هي إلا عنّد من مشاعر كنت أخاف أواجها.....بس الحين ......انا ما واجهتها وبس......أنا غرقت فيها........اعترافي لك حدد وجهتي الصحيحة يا الجازي ولكن بطريقة غلط!...سامحيني...

انحنى قبّل جبينها ثم خرج، تاركها تبكي وتحتضن ألمها لوحدها ، اخذت تنتحب كالطفل الصغير.....ترتعش كالعصفور فوق غصن الشجرة بعد زوبعة رياح وأعاصير وامطار غزيرة!
يقسي عليها لأنه بدأ يميل لها؟!
ما أقساك أيها الوفي الخائن!
اغمضت عينيها .......شدّت على لحافها.....حاولت ألا تصرخ لأن ما إن تخرج صوت او تنفعل يزيد الم بطنها وتشعر بنزفها!
حاولت ان تهدأ نفسها بعيدًا عن اعترافاته المُقرفة
..............
بينما عندما خرج......نظر إليه خاله ....بغضب وبندر لم يعد موجودًا ربما ذهب للمنزل من اجل ان يُطمئن نوف....
تنهد بضيق ثم خرج من المستشفى
................................................

نزل من سيارته .......قلبه متحامل عليها وعلى غباؤها وشدّت عندها في اغضابه!
اغلق باب سيارته بقوة ودخل إلى العمارة
ونفسه يتسارع بغضب ووجهه محمر للغاية لا يُريد أن يكون قاسيًا عليها ولكن هي وبعندها تُثير قساوته دون ان تعلم
صعد إلى الدور.....توجّه لشقته
فتح الباب....دخل ودعا الباب مفتوحًا.....لم يغلق منه إلا جزء بسيط....وذهب إلى الصالة ونظر إلى حقيبة المدرسة وكتبها موضوعه جانبًا من على الكنب، ثم اتجه إلى غرفة النوم سحب منها المفتاح ووضعه في جيبه ومن ثم عاد بإدراجه إلى الصالة
اخرج هاتفه اتصل على الرقم التي اتصلت عليه منه !
.............
كان احمد جالسًا في حضنها تلاعبه ......ووالدته مستمرة في إلقاء الطرف والنكت حتى جعلت مُهره تدمع عيناها من كثرة الضحك سمعت رنين هاتفها نظرت فاطمة إلى الرقم وقالت: بدون اسم اظن زوجك ردي....وشوفي...
مُهره سحبت الهاتف منها بعد ان ناولتها ابنها نهضت واجابته : الو...
قصي عندما علم أنها هي من تحدثه قال بجمود: باب الشقة مفتوح تعالي انتظرك....
شعرت بحرارة شديدة تعتصر قلبها ، ونبض قلبها بشدّة لم يعطيها الفرصة في التحدث اغلق الخط في وجهها...
فتوجهت إلى فاطمة وهي تُجبر نفسها على الابتسامة قائلة: زوجي بالشقة ينتظرني....
وقفت هنا فاطمة : يا عمري.....والله ما ودي تروحين ......الجلسة معك ما تنمل....
مُهره اخذت تودعها : إن شاء الله نزور بعض في الأيام الجاية....
فاطمة سلّمت عليها: ان شاء الله .......انتبهي على نفسك
وكانت ستخرج ولكن رفعت صوتها فاطمة بقول: ممممممهره لحظة...
التفت عليها قبل أن تخرج : آمري....
فاطمة مدّت إليها الكيس : نسيتي اغراضك.......
مُهره نظرت للكيس ....والذي كان سببًا في معانتها لهذا اليوم سحبته من يد فاطمة بهدوء: مع السلامة
فاطمة : مع السلامة
وأغلقت الباب.
...................................

مُهره اخذ جسدها يرتجف، وشفتيها سُرق لونهما ليتبدل باللون الأبيض.....لا تريد مواجهته لا تريد ان ترى وجهه....
توجهت إلى الشقة....كانت ستقرع الجرس ولكن انتبهت إلى جزء من الباب مفتوح
إذًا هو بالداخل الآن ويتحرّ دخولها ليستقبلها بنار غضبه
شدّت على عباءتها ودخلت وهي تسحب قدميها بضعف وخوف
اغلقت الباب بعدما دخلت
نظرت للأرجاء ولم تراه.....
فكانت تريد أن تدخل إلى الغرفة ، رآها وهي تدخل سريعًا لغرفة النوم واغلقته
......
كانت تريد قفله ولكن لم ترى المفتاح .....وشهقت بذعر ....إذًا هو من اخذه
لكي لا يترك لها مجالًا للهروب
ولكن ما بال مفتاح الخلاء؟!
لم يترك لها مجال للتفكير والمشي لناحيته فقط
اقتحم خوفها بعدما فتح الباب حتى اندفعت للامام قليلًا....
تظاهرت بالهدوء وازاحت عن جسدها العباءة تحت انظاره
ودخلت إلى الخلاء وهو ينظر إليها بهدوء وهذا الأمر زاد رعبها
اغفلت الباب عليها
نظرت لوجهها من خلال المرآة.......لم تتحمل هذا الضغط النفسي.....شهقت بصمت ونزلت دموعها على خديها....بهدوء .....سمعت طرقه على الباب بهدوء تعجبت من هدوئه.....
ارشحت وجهها وحاولت السيطرة على رغبة البكاء: بطلع بس ثواني....
ارشحت وجهها نشفته بالمنشفة المعلّقة على الحائط....
ثم فتحت الباب...
وكان واقفًا امامها ....تنتظر أن يضربها....ان يصرخ عليها...ولكن كان هادئًا وربما هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة....
لا يدري كيف حاول أن يسيطر على نفسه ولكن يريد أن يعاقبها بطريقته الجديدة....
توجهت لناحية السرير جلست فتحت الدرج الأول من الكومدينة أخرجت علبة دواء هو يعرفها جيّدًا
أخرجت قرص واحد وكانت ستبلعه
ولكن مسك يدها وهو يقول بهدوء: فات موعدها.....لا تاخذينها إلا بكرة....
مُهره وهي لا تنظر إليه حاولت سحب يدها منه: لازم آخذها....
قصي بحده: قلت لك فات موعد آخذها....
وسحبها من يدها ورمى القرص في القمامة الجانبية....
جلس بالقرب منها نظر للفراغ وهو يتظاهر بالهدوء: ليش طلعتي من دون ما تستاذنين مني؟
مُهره بنفس طريقته تحدثت: نسيت....
قصي وكأنه قاضي في طريقة حديثه وتصرفاته!: وش شريتي من البقالة..؟
مُهره تعجبت منه نظرت إليه ، لِم هو هادئ...هذا الامر يخيفها أكثر مما يطمئنها
أعاد سؤاله: وش شريتي؟
مُهره نظرت لكفّي يديها: شيبسات وشوكلاتات....
قصي نظر إلى عينيها الخائفتين اخذ نفسًا عميقًا: امس رميت اللي بالمطبخ....
مُهره بعصبية: وعشان كذا طلعت اشتري لي غيرهم....
قصي بنفس الهدوء والنبرة: مو زين على صحتك.....صايرة بس تاكلين منهم...ولا تاكلين شي ثاني.....تبين تنتحرين.؟
ضحكت بسخرية واستخفاف وبجنون
نهضت وهي لم تحاول السيطرة على اعصابها: عاقبني بسرعة؟
قصي قوّس حاجبيه ونظر إليها بنظرات غضب وشرر
مُهره ودموعها عالقة في عينيها: عااااااااقبني.....لا تجلس تسوي فيها هادي ؟
قصي نهض اقترب منها وعادت خطوات شاسعة للخلف إلى ان اصطدمت في الشماعة وكادت تسقط عليها ولكن
التفتت عليها وأعادتها في مكانها سريعًا
قصي : تبين اعاقبك قربي؟
مُهره ....بدأت أنفاسها مسموعة لديه.....ودموعها نزلت على خديها ولكن مسحتهما سريعًا .......اسلوبه هذا بدأ يتلاعب في اعصابها ونفسيتها هي تعلم انه سيعاقبها ولكن متى ؟

كرهت نفسها...ذلها......واصرارها على العيش معه
قست على قلبها الذي سيخرج من مكانه بسبب ذعرها واقتربت منه ونظرت لعينيه وهي تحاول ان تخفي رجفة شفتيها التي تعلن عن البكاء بحركة الأطفال الصغار!

يعلم هو انّ فعله يؤذيها ويخيفها وهذا ما يُريده
اقترب منها هو الآخر....
اصبحا قريبين من بعضهما البعض
تحدث وعيناه تحدّق في عينها بحده: اذا طلعتي مرة ثانية بدون اذني .......اقسم لك بالله راح اكسر رجلك.....
مُهره لم تستطع التحدث ، نزلت دموعها لا اراديًا وهي تمسحهما من على خديها بكره وبقوة ...لا تريد أن يرى ضعفها اكثر من هكذا.....فالامر بات صعبًا بعد الآن في اثبات قوتها له!
ولكن وبسبب عواصفها ومشاعر الخوف رضخت لقوله...و
حركت رأسها بمعنى (فهمت) لم تستطع تحمل قربه .....فهي تحترق بغضبه المخبأ خلف اسوار هدوئه هذا
كانت ستخرج من الغرفة ولكن امسكها من معصم يدها قائلًا: وين رايحة......لحد الحين ما عطيتك العقاب....
مُهره اغمضت عينيها وتوقفت عن الحركة
تحدث قصي بحده: ابيييييييك.......
نظرت له بذعر وهي تقول: عاقبني في أي شي الا...
قاطعها بصرخة: خليني اكمل كلامي.....
مُهره سكتتت واكمل: ابيك تسوين لي عشاء....وبعدها راح نطلع مع بعض....
مُهره بخوف: نطلع مع بعض؟
قصي بسخرية: أي عندك مانع...
مُهره ......لا تريد الخروج بل تريد البقاء للمذاكرة.....ولا تدري بما ينوي لها...هل سيكون عقابها إلى تلك الدرجة حتى به سيخرجها من الشقة وسيبعدها عن الناس حتى لا تستنجد بهم هكذا فكرت تلك المراهقة!
: مابي اطلع معك أخاف احد يشوفنا ......وينفضح سر هالزواج..

ضحك.....وبقوة.....تركها...وشدّ على بطنه حتى ظنت انه فاقد لعقله
وخافت منه ...حقيقةً بدأت تشك في صحّة وعيه هل شرب شيئًا يُفقده عقله....هل يتعاطى؟!

انكمشت حول نفسها من هذه الأفكار

بينما جلس على طرف السرير ونظر إليها وهو يحاول السيطرة على ضحكة:.ههههههههههههههههههههه.... خليه ينفضح...
مُهره بذعر: لا....مابي......
قصي سكت لوهلة ونظر إلى خوفها: وليش ما تبين؟
مُهره بتردد: الأفضل يكون كذا بالسر....وبس......مابي ينعلن....مابي....
قصي نهض واقترب منها وليختبرها : واذا قلت لك راح اعلنه عن قريب...
مُهره فتحت عيناها على الآخر
مسكت يده: تكفى لا.....حياتك الطبيعية وزواجك الحقيقي مو معي....مو معي قصي.....تكفى لا تسويها وتعلنه تكفى لا.....تكفى لا تعاقبني بهالشي

قصي.....نظر للمعت الخوف التي تتمركز عينيها وجسدها حتى جعلته يرتجف.....حدّق في شفتيها التي تصتك في بعضهما البعض
يُريد الآن يفهم لِم لا تريد منه اعلان الزواج هل بسبب ذلك المدعو محمد فهي اعترفت له انه كان يحبها وهي تبادله الشعور هل تخطط في الطلاق منه والعودة إليه!

همس بشبح ابتسامة سخرية اخافتها: عشان ولد عمك محمد؟!

صُدمت من تفكيره.......ولعنت نفسها ألف مرة لنطقها له بالحقيقة.....خشيت من أن يداهمها بشكوكه لذا بكت بسبب رعبها منه وهي تحرك رأسها
: لااااا....والله لااااا ...اصلا لو ما زلت احبه ما كان وافقة عليك ....لا تظن فيني هالظن...

قصي ليختبرها اكثر ويرعب فؤادها كعقاب لابد ان تتجرعه وتنفي ظنونه ايضًا: وافقتي علي عشان تتحررين من عذاب وتسلّط زوجة عمك .....لكن اللي في القلب ....في القلب ....ومخفي...والحين بانت حقيقتك يا مُهره

جنّت مُهره هنا وخافت أن يقتلها على هذا الاعتراف ...وفهم ردت فعلها الآن بشكل خاطئ شدّت على كف يده وهي تبكي بجنون وتحدّق في عينيه: اقسم لك بالله ...ما احبه مثل ما تظن.......قلبي خالي....والله خالي مابه احد......خذتك عشان الأمان أي....بس ما هو من طبعي الخيانة......والله يا قصي....امي وابوي ما ربوني على الخيانة ونكر الجميل.....وقلبي مال له في ذاك الوقت عشانه بس يساعدني......أدبت قلبي قبل لا احط اسمي عند خطابة....ومستحيل ارجع هناك واصير لهم زوجة ولد....لأني أنا هربت من هالشي....مو بس هربت عشان القى أمان .....وابتعد عن التهديدات ...انا مابي ارجع لهم....مابي يزوجوني منهم ماااابي مااااااااااااااااااااااااااااااابي

وصرخت بكلمتها تلك كالمجنونة
هل يعقل أنها تخاف من زوجة عمها لهذه الدرجة حتى انها تخلّت عن مشاعر بدائية نبضت بحب محمد ؟
هل يُعقل انها عانت الكثير حتى انها تتمنى عدم الرجوع لأحضانهم
هل تحب فقط عمها والباقي لا تكرهم بل تتمنى بعدهم عنها!
هل قسوا عليها إلى هذه الدرجة ؟
تفضّل البقاء هنا ولا تعود إليهم ولا حتى تقترن بهم بعقود ومواثيق غليظة!
فهم أنه قسى عليها ونالت عقابها نفسيا ....بدلًا من أن يُمارس سطوته بالضرب والاعتداء بالجسد....فضّل هذه المرة ان يعاقبها بالحديث ومُّر الكلام
ولكن لم يخطط على ان يعاقبها في فتح موضوع اعلان الزواج
وزوجة عمها وحب المراهقة القديم!
التمس خوفها منه ، وقرأ افكارها.......تظن انه سيجعلها تعود لأهلها ......وسيعاقبها على خيانتها له....ولكن لم تفهم انه الآن يعاقبها على خروجها دون اذنه!
اقترب منها امسكها من اكتافها واجبرها على الجلوس
على طرف السرير تحدث بقصد: لهالدرجة تكرهين اهلك؟
مُهره شهقت ما بين بكائها وهي تتحدث: هأأأ....احب عمي.....خوالي.......بس فيه منهم ما اكرهم بس أتمنى بعدهم عني.......ومستحيل أوافق على أي فرد من عيلتي....
قصي : بس عشان زوجة عمك عذبتك؟
مُهره نظرت لعينين ادركته انه يستدرجها إلى الهاوية للاعترافات والتعرّف على حياتها قبل التقدم لها لذا قالت كاره نفسها: ادري اعترافاتي لك......بتخليك تعايرني...وتشك فيني.....بس حط في بالك شي واحد....صدق عمري سطعش سنة........وفي نظرك مراهقة.....بس تربية امي وابوي الله يرحمهم باقية فيني.........ومحمد ولد عمي وبس......
قصي شدّ على كف يده وحدّق في عينها الواسعتين: ما جبت الحين انا طاريه....سألتك منهارة بس عشان ...
قاطعته وهي تسحب يديها من يديه وتنظر للفراغ لتهمس: انت جالس تعاقبني بهالطريقة صح؟

قصي ...ابتسم فهمت انه يريد تعذيبها بالكلام ولكن ليس بالتدخل فيما يؤلمها....هو ليس وقح ...وفي قلبه رحمه عليها ولكن يريد ان يفهم سبب انهيارها بمجرد اردف لها بكلمة

يريد أن يستوعب ما يدور في عقلها
ابتسم: نلتي عقابك......من اوّل مادخلتي....والحين جالس آخذ واعطي معك....ابي افهم .....ليش كارهه اهلك.....وليش خايفة من إني اعلن زواجي منك...
مُهره نظرت إليه بحقد: عارف انه هدوئك بخوفني وخليني اقط خيط وخيط...
ابتسم هنا ، وهي مسحت دموعها بعنف ونهضت: بسوي لك عشا....
سحب يدها وارغمها على الجلوس همس: في احد مأذيك غير زوجة عمك....
مُهره لتنهي النقاش: أي فيه........وانتقلت لعمي .....عشان ما نيب مرتاحة بعيشتي عند خوالي...سبحان الله ما عندهم القبول فيني......مادري ليه....وزوجة عمي كملت الناقص علي.....الشخص الوحيد اللي متقبلني هو عمي وبس.....والباقي كلام فاضي...
قصي لا يدري لماذا سألها هذا السؤال: حتى محمد....
مُهره بنرفزة: كل كلمة والثانية بجيب لي اسمه........انا الحماره اللي اعترفت لك وانا استاهل شكك فيني...
وكادت ان تقوم للمرة الثانية ولكن امسك بيدها وهو يقول: محشومة.....محشومة يا مُهره........جلسي...
مُهره برجاء: قصي لا تشك فيني..........ارجع زي اوّل....تكفى.....لا تشك....ولا تحب....ولا تكره....بس لقيت فيك حنان......والحين حتى الحنان راح.......وصرت
قصي اكمل: بلا مشاعر....
مُهره بعصبية وخوف: انت اللي قلت مو انا....
قصي ضحك على ردات فعلها : هههههههههه طيب عندي سؤال واحد...
مُهره باستفسار وخوف: من ضمن العقاب؟
قصي : ترى الحين مو جالس اعاقبك....
مُهره تحدثت باضطراب: طيب.......اسال
قصي.....كان ينظر إليها....وفي قلبه حزن على حالها وانهيارها وخوفها من قبل افراد ربما قليلة وربما العكس من أهلها......واضح انها عانت اليُتم ....وعانت فقد والديها ....وتأذت في وسط من لا يرغب بوجودها كدخيلة جديدة في بيتهم!.....من الواضح لم يرحما يتمها.....ولم يعوضها .....فاصبحت تطلب بعدهم .....ولا تريد ان تنتمي لهم بأي طريقة ولكن لا تستطيع
هذا ما فهمه منها
تحدث بجدية هذه المرة: ليه ما تبين اعلن زواجنا؟
مُهره تنهدت: كذا مرتاحة......
قصي قوّس حاجبيه: شلون يعني؟
مُهره بضعف تحدثت: كذا عايلة صغيرة افضل من كبيرة.....
هو فهمها ولكن يريد منها التحدث والتخلّص من بعضًا من الحمل الثقيل الذي يتربّع على صدرها....يريد ان يعطيها مجالًا للفضفضة
يريد أن يجازيها للأيام التي كان يأخذ منها زهور أيامها وابتسامتها ولم يبالي لحزنها ....يُريد أن يكفّر عمّ ممضى.....لا يريد ان يأتي هنا ويأخذ منها كل شيء بل يريد أن يهبها كل شيء بعد الآن
لن يُصبح وحشًا كأخيه .....ولن يسمح لنفسه ليصبح ظالمًا لا يريد ان يأخذ اثمها طوال حياته !
قصي: شلون ما فهمت عليك...
مُهره حّك جبينها ونظرت لعينيه : كذا عايلة صغيرة انا وانت وبس....بدون ناس ثانية.....يعني...عشان ما يصير فيه مشاكل.....
وبصدق اردفت: على انه حياتي معك مليانه مشاكل بدون ماعرف سببها بس راضية .....مابي حمل ثقيل علي ماقدر اتحمله.....ابي كذا انا وانت وبس.......مرتاحة وحامده ربي بعد.....
قصي.....صدمته من تفكيره؟
وانشدّت خلاياه لقولها
(حياتي معك مليانه مشاكل)أي مشاكل تقصد؟
هل تقصد معاملته .....صنّفتها من ضمن المشاكل؟!
تلك المراهقة لن تكف عن اشعاره بالذنب ابدًا
قصي بواقعية: كذا انتي أنانية ؟
مُهره بفجعة: شلون انانية؟....ماظلمت احد....ولا قسيت على احد...ولا خذت مال احد بالغصب....عشان أكون انانية
هنا ضربته على الوتر الحساس
تنهّد بضعف: مستحيل تبقى حياتنا كذا ........مستحيل تبقى بس انا وانتي.....
مُهره نظرت له بعدم فهم ، اكمل: ما تدرين يمكن يجيك ولد......او بنت....
شهقت بذعر ونهضت لتصبح واقفة امامه: الله لاااا يقوله ....والحمد لله انا مستمرة في آخذ الحبوب....بس اليوم من غبائي طلعت ونسيت ماخذته....

ابتسم على كلمتها(غبائي)، يقسم انها تتحدث كطريقة الأطفال ....تشبه قليلًا حركات أخته نوف ولكن نوف تمثل هذه الطريقة حينما تريد منه شيء لينفذه او لكي تتمصلح
ولكن في الواقع انضج بكثير من أفعال زوجته الذي بدأت تطرق رأسه لتثقب ذلك المكان البعيد!
قصي نهض وامرها بهدوء: لا عاد تاخذينه خلاص....
مُهره ما زالت منصدمة ومنفعله: وشو اللي خلاص....خلنا على اتفاقنا قصي لا تنقض ولا شرط.....تكفى....
قصي صدمها من قوله: خايفة من العيلة ولا خايفة من الأمومة؟
مُهره اغمضت عينيها وهي تردف بذعر: وربي فيك شي....قصي انت شارب لك شي....
قصي ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههه لا ليش....
مُهره تحدثت وفي صوتها غنّة من شدّت بكائها : تعاقبني بطريقة مرعبة خليت كل خلية فيني تنشد....والحين تناقشني عن أمور وكأنه احنا زوجين حقيقيين .....يعني اقصد زوجين عالنين زواجهم......وواضح انك متغير اصلًا
قصي بحنية اقترب منها ووضع يده على اكتافها: شفيها لو تغيرت؟
مُهره : فيها كثير؟......مابيك تتغير....بس ابيك تصير حنون.......بس...
قصي ابتسمت لها وتحدث: مُهره......الفترة اللي عشناها مع بعض ترى مو هينة .....والحين بنكمل السنة....وحنا مع بعض...
مُهره بنص عين: يعني؟!
ابتسم اكثر على ردت فعلها: يعني شي طبيعي الانسان يتغير ويتطبع باطباع من يعاشرهم.......وتتغير وجهات نظره..........انا تقبلتك بما انتي عليه...يا مُهره....صدق بالبداية صاير اناني في قراري من هالزواج....بس الحين تأقلمت على وجودك.....وهالعشرة حرّكت شي هنا....
وأشار في قلبه.....خافت وابتعدت عنه قائلة: قصي اصحى على نفسك زواجنا......بالسر....ولا راح ينعلن....وانا بظل معك لين ...اخلص ثانوي......وبعدها خلاص بقدر اكمل بدونك....
قصي منصدم من قرارها: انانية........
مُهره بحقيقة وواقعية: انت خليتني افكر كذا.....كله مضغوط مني وخايف ينفضح زواجنا قلت لك طلقني ما رضيت........قلت خلاص لخلصت ثانوي بقدر استوعب حجم الحياة اللي انا فيها بدخل الجامعة وبطلق منك........وبشيل همي بنفسي....

قصي ذعر من تفكيرها ، ومن ظنها به
تحدث هذه المرة بحده وبعصبية هي معتادة عليها!: لا مانيب مطلقك وزواجنا راح اعلنه بالوقت المناسب وانتي زوجتي وام عيالي باذن الله......والحين روحي سوي لي العشاء...
مُهره وضعت يدها على قلبها واغمضتها وهي تقول: الحمد لله
ثم فتح عينها وهي تحدق في عينيه: الحين انت قصي.....
سترتسم على شفتيه ابتسامة لحركاتها وكلماتها ولكن منعها لكي لا يطيل الأمر
لن يحدثها الآن عن جدية امر اعلان الزواج ولا رغبته الأبدية بها
فهي متخبطة وغير متزنه في قرارها حتى بها تزوجت ورضيت بهذا الزواج سيجبرها على أن تتقبله على حقيقته بحسن تصرفه وتغير افعاله معها
قال بنفس النبرة: روحي لا تتأخرين...تراني جوعان
مُهره ركضت للمطبخ بخوف .......لا تريد أن يتنازل عن حقيقة هذا الزواج....تريد العيش معه ولكن لا تريد أن يحبها ....لا تريد ان يتمسك بها....لانه في الواقع تريد التحرر منه....والعيش لوحدها فيما بعد!
............................................
كان في غرفته قام بتصحيح أوراق طلابه ، وبعدها حضّر اسالة مراجعة لهم لقرب موعد الاختبارات النهائية نهض واتجه لطابعته طبع الأوراق ووضعها جانبًا....
تصفح بعدها الاخبار من خلال مواقع التواصل ....وشّده عناووين
(أكسفورد تحترق)
(ما هي حقيقة محاولة قتل لويس)
(رجال الاعمال البريطانيين اصابتهم اللعنة)
(لم تعد بريطانيا في سلام)
اخذ يقرأ ......عن هجوم عنيف....من قبل مجهولين بريطانيين
بإثارة حركة شغب في شوارع أكسفورد وإثارة خوف المدنيين
وتدخل القوات العسكرية لمحاولة السيطرة على الأوضاع
فالبداية ظنّ الأمر ما هو إلا حركة استنفار ومحاولة إثارة الانقلاب ضد الدولة ولكن تعمّق في القراءة
وفهم تلك العصابات تستهدف رجال الاعمال وعلى رأسهم لويس
وحركتهم تلك تحديًا لهم للخروج وإظهار انفسهم لمواجهتهم بدلًا من إخافة المدنيين ، والتجرأ على الدولة
فهم يدعون السلام......يغدقون بحنانهم وعطفهم على الفقراء.....اعمالهم الخيرية لم تتوقف على بلد معيّن
ان أرادوا اكمال انسانيتهم فل يظهروا انفسهم بدلًا من جعل الحكومة البرطانية في التدخل
فالقضية ليست سياسية بالنسبة لهم ولكن ها هي تحولّت إلى رمادها!
عضّ على شفتيها بقهر ....عندما رأى صور لجرحى ومصابين...وقتله
همس: مجانين ذول......وش ذنب هالمساكين.....
قرأ تقرير آخر ينص باختصار على نقل.....المبتعثين عن وجهة الخطر واتاحوا لهم العودة إلى ديارهم إلى اشعار آخر
بينما الجهات المختصة تؤكد على قدرتها على السيطرة على الأوضاع
وقد اعتقلت الكثير منهم وبدوا بالتحقيق للوصول إلى اكبرهم
وتصرّح بغلظة الحروف
لن تغفر خطيئة هؤلاء المجرمين وتعديهم على امن المدينة
وقتل الأبرياء فيها وستتخذ اشد العقوبات لردعهم وردع ما ينوي الشر والتخريب في بلدهم
همس هنا: حسبي الله عليهم عيال...الكـ...
واكمل القراءة إلى ان استوعب هناك فرد من عائلته يمكث في مدينة أكسفورد نهض هالمقروص: خالللللللللللد...
سحب هاتفه اتصل عليه
.
.
كان جالسًا في الانتظار .....فهم أن تم تقسيم المبتعثين لمجموعات .....وتم توزيعهم في مناطق بعيده عن هذه البلبلة.......وامهلوهم لمدة ثلاثة ايّام للعودة إلى ديارهم .....وهو كان نائم ....فتلك الرسالة وصلته قبل شن الحرب الخارجي بثلاث ساعات ولكن كان في عمق نومه .....فمن الواضح كانوا يعلمون انّ هناك حرب باردة ستقوم ولكن لم يتحدثوا بها للحفاظ على السيطرة
اكمل الإجراءات اللازمة للعودة للوطن اخبروه ان يبقى في احضانهم هذه الليلة في الغرفة المخصصة حتى يوصلوه غدًا إلى لندن ومن هناك يستطيع السفر لبلده على الموعد المحدد بسلام
سمع رنين هاتفه اخرج نظر إلى الاسم
تنهد وأجاب: هلا عزام.....
عزام بخوف واهتمام: وش صاير يا ولد الخال......انت بخير
خالد بهدوء: بخير لا تاكل هم.....
عزام : وش هالاخبار اللي تخوّف؟......السالفة مو سالفة انقلاب ....هذول بلطجية ...تبي تاكل الأخضر واليابس...
خالد بتفهم : واضح حاقدين على هاللويس....وشكله عاندهم ...ووصولها لهالمواصيل....
عزام بعدم استيعاب للامر: نعنبوهم تحدوا دولة بكبرها....ذول مو صاحين....
خالد حكّ جبينه بتعب وارهاق مما مر فيه: خونه منهم وفيهم........تلقاهم من رجال الأعمال .....نفسهم بس.....شبّت الحريقة بينهم.....
عزام بخوف: والله يجاريك منها.......انزل السعودية واسلم على نفسك......واضح الأوضاع مضطربة هناك.......
خالد : انا حاليا بالسفارة تكلمت معهم.....وقالوا بكرا اقدر اطلع من مدينة أكسفورد في الصباح عشان اروح لندن وعلى طول راح اركب الطيارة واجيكم......
عزام بخوف عليه : حسبي الله عليهم......طيب كيف الأوضاع بس أكسفورد المتضررة؟
خالد نظر للماره: أي......وسكروا المطارات....ووقفوا المترو....والباصات المتنقلة....ماحد يقدر يدخل ولا يطلع منها....بس بحكم إني طالب مبتعث بخلوني اطلع منها زي ما قلت لك.....
عزام تمتم بالاستغفار ثم قال: طيب ما فيه تدخلات امنية قدرت تتوصل لرئيس هالعصابة...
خالد نهض ليتوجه للغرفة بعدما ناوله إحدى الموظفين المفتاح وأشار له بالتقدم: إلا.....وسيطروا على وضع اطلاق النار ......بس اكيد لازم فيه قتلة وجرحى....ومصابين........وطلعوا يوجهون تهديدات لهم....والحين تقدر تقول أكسفورد صايرة هادية....
عزام بتشاغب: قلعة تقلهم السفلة....
دخل خالد الغرفة واغلق الباب
تحدث عزام : طيب خالد ......بس تطلع من اسكفورد طمني...ولوصلت اتصل علي انا بستقبلك....
خالد بقلق: عزام احد عرف غيرك؟
عزام : ما اظن والله...
خالد جلس على الكنبة: ابوي....او بندر....
عزام بجدية: لا ما اظن...
خالد تنهد: ابوي ما هوب بحمل هالخبر....يكفي عليه ضيقة اللي على الجازي...
عزام سكت هنا....لا يعرف ماذا يقول؟ أخيه سيف أوقع في قلوبهم حمل ثقيل باتجاه تلك المسكينة
ولكن قال ليُطمئن قلب خالد: لا تحاتيه هو بخير .....ولو عرف كان الكل مستنفر عليك اتصالات
خالد بارتياح: الله يصبرني للصبح بس....
عزام : الله يحفظك من كل شرورهم ......المهم اتصل علي...زي ما قلت لك.....فمان الله
خالد بتنهد: فمان الكريم.....
ثم اغلق الخط والقى بنفسه على الكنب يريد أن يغفي قليلًا ليستعد لرحلته غدًا!
.................................................. ........................
.

كان في غرفته لم يستطع النوم ، ولم يستطع السيطرة على ذكرياته هل هي فعلًا ابنته؟!
هل كذبوا عليه فقط من اجل آخذها من احضانه ؟!
تنهد
زوجته منيرة اشعلت في فؤاده شيئًا هو حاول
طيلة هذه السنوات نسيانه ولكن تناساه وعاش بسلام
تنهد: آه يا نورة آه...
ثم سحب هاتفه واتصل عليه : هلا يا بوسلطان اخبارك وانا خوك؟
رد عليه الآخر باهتمام: هلا فيك يا النسيب انا بخير بشرني عنك وعن عيالنا ان شاء الله انهم بأفضل حال...
بو ناصر بضيق: اخبارهم تسرك يا بو سلطان...
بو سلطان بهدوء: ابشرك سلطان راح ينزل من أمريكا الشهر الجاي....
بو ناصر بلل شفتيه: الله يرده لنا سالم غانم.......خلاص اجل الملكة زي ما قلت....؟
بو سلطان بحسم الأمر: أي خلاص الشهر الجاي ....
بو ناصر بضيق: حبيت اتاكد عشان نجهز لهالموضوع
بو سلطان: خلاص جهز روحك وعط الحريم خبر.....الله يوفقهم
بو ناصر: اجمعين يارب....
اغلق بو سلطان الخط
ورجع أبا ناصر لضجيج الذكريات، وصوت الندم يدوي من قاع مظلم وعميق من داخله
!
.................................................. ............
ما إن وصل حتى منعوه من الدخول إلى المدينة فعلم أنّ الأوضاع خطيرة للغاية وأعاد الاتصال على امير ! هل مات
هل توفيت ايضًا نور وسكرتيرة أخيه !
هل توفيت ابنته!
تنهد بضيق لا يعلم ما هيته؟!
هل انطوت قصتهم وانتهت ما بال ابنت أخيه
رجع بإدراجه من أكسفورد إلى لندن
والآن هو في الفندق حدّث أخيه قبل ساعة من فجعته من الاحداث وتوقعاته اخبره على ابنته الذهاب إلى الكويت حالًا
واغلق الخط وفهم جورج كل الأمور من الاخبار وانتشار ما حدث بسرعة كمرض خبيث يُريد أن يكون سببًا في موت خصيمه!
اجرى اتصالًا سريعًا لمشاري واخبره بالأمر
فاطمئن بعد ان علم أنها على طائرة العودة للديّار،
بينما إيلاف
عاشت رعبًا وذعرًا في تلك الأثناء ركبت الباص والذي سيوصلهم على مدينة مانستشر .....علمت أن هناك خطب ما.......فذعرت من شدّت حرصهم لإيصالهم قبل الوقت محدد
فلم تترد في السفر للعودة للكويت اتصلت على ابيها مشاري انها ستعود تساءل لماذا ولكن اجابته: افهمك بعدين يبه...
اتصلت على نور ....تريد أن تخبرها أنّ هناك أمر ما سيحدث عمّ قريب ولكن نور كانت تلفظ انفاس السعادة الأخيرة أمام تلك النافذة ورؤية قطرات المطر
رسلت له عدّت رسائل من ضمنها
: نور طلعي من المنطقة في شي بصير سوو لنا اخلاء....تكفين ردي علي
وارسلت أخرى: صج انج معتوها.....اكيد بعد بجاج (بكاك) نمتي يا خيشة النوم؟
وأخرى مليئة بالقلق: تكفين يا معوده لجلستي اتصلي علي
وها هي الآن على متن الطائرة تتآكل من شدة قلقها على نور...
لا تعلم لماذا لا ترد عليها ودّت لو تذهب لرؤيتها ولكن لم يتركوا لها مجالًا
حركت نقلهم كانت سريعة وجدًا ودعتها الله واستسلمت لغفوة سريعة على متن الطائرة ولم تنتبه للأنظار التي تراقبها
كان هو الآخر على الطائرة ، هناك شيء يشدّه للنظر إليها
ربما خوفها الواضح ، وعينيها التائهتين
ما ان أسندت
رأسه للخلف واغمضت عينها قال: نوم العوافي يا إيلاف
!
.........................
مُراد به فضول يُريد أن يعرف امير ونور ما زال على قيد الحياة أم توفيا؟!
مسح على رأسه وتأفأف
ما بال تلك الصغيرة التي وضعوها في دار الأيتام
لماذا هو مهتم الآن؟
لماذا.....
صرخ على نفسه بحيرة
ثم اتصل عليه آخر مره
..........................................
طيلة الرحلة كان يُراقب هدوئها وتوهّج وجهها بالحمرة.....وهزها للامام والخلف كالبندول.....بشكل مستمر....اشار للمضيفة ان تناولها الماء بعد ان وضع فيه حبّه منوّمه ليجعلها ترتاح من التفكير....
ولكن لم تفته نظراتها للصغيرة المستلقية على السرير بهدوء كانت عينيها تُراقبها عن كثب وانقطعت النظرات بعد ان شربت الماء كله في دفعه واحده
هل الابتعاد حقًّا هو الحل لبقائه على قيد الحياة!؟
لم يطيل التفكير في هذه الفكرة
ولكن قلبه مُتعب ومرهق زاد ألم جُرحه الذي ضمّدته جولي بعد ركوبه في الطائرة، اخبروه أنه دفنوها كما أمر....آه





هل اصبحتِ تحت الثرى أيتها المشاغبة؟
هل خلدتِ بسلام الآن
هل داهمتكِ الراحة
هل شعرتِ انكِ بخير
هل الهروب جيّدًا؟ هل تنصحيني به!
لماذا يا ديانا لماذا؟!
هل عليّ ان احادثك دون ان أتوقع الإجابة منّك
ماذا فعلتي ؟ بي....وبنور....اشعلتِ نار الفقد
وأطفأِتها بقلوبنا حتى تحترق بصمت فُراقك!
هل هذا جزاء الحُب؟
الانتحار وسفك الدماء
بكل برود؟!
وما بال عُشقي هل سيبقى سرمدي لا ينضب؟!
أم سأبقى احترق في تجاهله
اللعنة على قرارك في الرحيل
اللعنة على كل من كان لديه يد في اقبالكِ على الإنتحار
احبك
هكذا ولدت ....ولدت من اجل عينيكِ ومن اجل ان اعشقك
ثلاثة عشر سنة غير كافية لأسكت حنين اشتياقي إليكِ
لم اكتفي بوجودك معي
لم اكتفي من حضنكِ الدافئ من قبلاتك الحانية من لمساتك الهادئة لم اكتفي منك ولن اكتفي





مسح على وجهه.......احترق هو الآن رماد بعد رحيلها
هو رماد.....على احدهم ان يبعثره فقط ليتطاير بعيدًا في الأُفق
وفي عرض السماء يُريد الاختفاء، سمع رنين هاتفه
لم يرد ، وتم الإعلان عن هبوط الطيّار في
مطار باريس شارل دو غول
سمع الرنين من جديد، بعد الهبوط مباشرة أجاب
بحده لينهي الأمر: مُراد راح احكي معك بس مو هلأ...
مُراد بهدوء وإخضاع غريب!: اوك.....باي
واغلق الخط
إذًا لم يموتا....إذًا.....رمى نفسه على الكنب واخذ يفكر أين هم الآن
غدًا سيتجه إلى ألمانيا لن يبقى هنا فالأوضاع لا تبشر بأي خير
اغمض عينيه ونام في سباته العميق بعد رحلته المتعبة!
.................................................. ..
انزلوا الصغيرة وحرّص عليهم أمير بذهابها مع جولي إلى المستشفى الذي حدثهم لاستقبال حالتها وشدد الحراسة عليها
بينما نور حملوها ووضعوها في السيارة دون ان تدرك ما يحدث حولها بسبب نومها العميق
أشار امير لأحدهم (مترجم): كما اخبرتك هنري اذهب واخرج لي أوراق رسمية بشخصية أخرى لا اريد اثارة المشاكل هنا ولكن مضطر للتنكر......من اجل سلامة الجميع
هنري هزّ رأسه بإطاعته وذهب لإكمال الإجراءات الهامة لسلامة امير
بينما هو ركب السيارة نظر إليها ولتعبها وتنهد
تحدث ماكس والذي كان يقود السيارة الخاصة بهم (مترجم): سيدي علينا التوجّه إلى المستشفى لتضميد جُرحك
تحدث أمير بتنهد وكذب (مترجم): توقف النزيف....الجرح ليس بذلك العمق ...لذا لا داعي للذهاب إلى المستشفى ...توجّه إلى الفندق سريعًا...
سكت ماكس هُنا وتوجّه إلى الفندق المنشود
.
.
آه.....خرجت منه وهو ينظر للشوارع....تذكر .....اوّل سفرةٍ لهما بعد عقد قرانهما في الكنيسة..... حيث انهما آتى إلى هنا وقضا أجمل اوقاتهما الرومنسية .....حفظت باريس بعضًا من مواقفهما التي لا تُنسى .....باتا فيها لمدة أسبوعين فقط
ونور جعلوها تمكث في بريطانيا برفقة المربية التي تعاقدوا معها فقط لمدة فترة شهر عسلهم!
وكانت تلك الفترة قاسية على نور.....ففي تلك الفترة تقوقعت على نفسها .....حتى إنها.....لم ترى الشمس من الخارج....لم تشارك المربية اطراف الحديث رغم أن المربية التي تعاقدوا معها كانت تتكلم القليل من اللغة العربية المكسرة ولكن نور كانت .....متوحشة بنظراتها لها ....وحريصة في الابتعاد عنها.....حتى ذات يوم قررت الهروب منها وخرجت في شوار ليدز في ذلك الوقت لم يستقرّا في منطقة معيّنة وبين فترة وأخرى سكانا في مدينة من مُدن بريطانية إلى ان استقرّا في اسكفورد بسبب عمل أمير هناك!
فبعد خروجها من الشقة

بقيت بما يقارب الساعة الكاملة تجول بضياع عدم قدرتها على التواصل مع الآخرين تُريد العودة لبلدها وعندما يئست جلسة أمام ضفة نهر الآير وهذا يُعني انها ابتعدت عن السكن لمسافات شاسعة!
حتى انّ المربية أعطت خبرًا لأمير وأخذ يشتمها ويوبخها لغفلتها عنها
ولم يخبر ديانا بذلك لا يُريد بانانيته أن يُفسد جمال اجوائهما الرومنسية فأخبرها ما إن تعثر عليها تتصل عليه لتطمئنه!

فبقيت المربية تبحث بلا خريطة عنها....إلى أن رأتها ووبختها على فعلها وتصرفها الوقح وبدأت نور بعدها تتعلم احترافية البكاء الصامت والمخيف....
وبعد قضاء اجمل أسبوعين في باريس انتقلا إلى مدينة العشاق في فرنسا
مدينة آنسي وتمما فيها بقية شهر عسلهما....وانتقلوا بعد ذلك إلى روما....وبقيا فيها اسبوعًا كاملًا
ونور ما زالت كئيبة، لا تشعر بالارتياح.....وبدأت حالات الاضطراب تظهر عليها مبكرًا في هذه الأثناء!
..............................
قطع كل تفكيره وصوله إلى الفندق واستيقاظ نور من سباتها ، مفعول ذلك المنوّم لم يكن كافيًا لبقائها نائمة لفترة أطول أو ربما لأنها كانت تشرب الكثير من الكافيين في ذلك الوقت أثّر عليها الأمر، لذا جلست!
مقوّسة لشفتيها، رفعت نفسها من على المرتبة ونظرت للشارع....تشعر بثقل رأسها......والاهم أنها كانت تشعر بفراغ عظيم يختلج قلبها.....إذًا ماتت ديانا.....ماتت تلك التي خاضت حربًا من اجل حُبها العميق ....ماتت وتركتها في شوارع الغُربة اللامنتهية ....ماتت ولم تُلقي لها بالًا ولم تودعها حتّى!
إلى اللقاء يا ديانا....إلى اللقاء يا محبوبة أمير!
نزل أمير من السيارة وفتح بابها
تحدث بحنية: نزلي.....
نور نظرت إليه .....هو السبب في ضياعها.....هو أناني في حبه لها....هي ليست من ممتلكاته الخاصة حتى به يكلمها ليزداد جنونها به....كان عليه أن يوقف رغبتها في خيانة يوسف بالتحدث معه!.....هو من جعلها تُعاني آلام الفُراق والبُعد والغربة....
هو من قتل والدتها!
نزلت من السيارة ....واجتحتها رعشة برد سريعة لجسدها الهزيل...شهقت بخفة........برد باريس لا يعرف الرحمة وشدّت على الغطاء والذي يُشبه اللحاف الصوفي الموضوع على اكتافها! هذا الغطاء لم يقيها من البرد....ولكنه مُفيد في تجمّد الذكريات والمشاعر......نظرت لأمير وانتبهت لتأوّه بين فترة وأخرى وشدّه على يده فعلمت انه مصاب
ولكن ممن لا تدري؟!
تحدث بعد ان اطالت بنظرها للمكان وله : حبيبتي نور....تعي هون......خلينا ندخل برد باريس كتير قارص
اردف لها (برد باريس) لينبها لوجودهما في فرنسا
لم تُطيل الأمر دخلت معه وتوجها للمصعد واختفى عن انظارهما ماكس.....انغلق عليهما المصعد....
وتحدثت بحدة: ليش جينا هنا...؟
امير ...نظر إلى وجهها الذي بهت سريعًا وإلى الهالات البنية التي حاوطت عينيها فجأة.....وإلى شفتيها المصفرة....أيعقل أنّ كل هذا حدث لها بسرعة بسبب صدمتها؟!
يشعر أنها كبرت .....عشر سنوات .....تغيّرت نور لم تعد نور أبدًا!
تحدث باختصار: ظهرت حركة شغب ....ضد رجال الاعمال....وانجبرنا على هالسفرة
انفتح الباب واردفت نور بسخرية: خايف من الموت؟! عشان كذا هربت
لم يُجيب عليها......يشعر بتغيّر حتى نبرتها .....يشعر أنّه دفن نور التي ظهرت مؤخرًا مع والدتها لا يُريد أن يكثر عليها الحديث ولا يريد منها أن تتجادل معه اكثر
فهي ما زالت تحت تأثير صدمتها ولن يُبالي لأي كلمة تردف بها....
دخلوا الشقة......اغلق الباب.....تقدم امير لدورة المياه سريعًا يشعر بنزف جرحه يُريد ان يغير الضمادة ويعقمه
بينما هي جلست على الكنبة ....بل رمت نفسها عليها واستلقت على ظهرها وازاحت عن جسدها الغطاء!
ونظرت للسقف.....ماذا سيحل بها بعد الآن؟.....ماذا سيفعل بها أمير....لن يتحملها أبدًا....لن يبقى على ذكرى والدتها....سيتخلّى عنها كما تخلت عنها والدتها وسيرحل.....هل حان موعد العودة للديّار أم ماذا؟!

كانت تفكر بعمّق في هذه الأمور الدقيقة ....ثم انتابها شعور باهت اللون متمحور حول تلك الفتاة الصغيرة فجلست على الكنبة هنا وشبكّت كفّي يديها
لابد أنّ هناك اسرار حول حياتهم ، وهي كالجدار الاصم لا تعرف عنها شيئًا؟!
لابد أن تسأله الآن وتستفسر من تكون تلك الفتاة وكيف ماتت ديانا
بينما في الخلاء ازاح عن جسده الجاكيت.....ونظر للجرح عضّ على شفتيه بألم
واخذ يزيل اللاصق من عليه وبدله بآخر جديد اعطته إيّاه جولي في الحقيبة الصغيرة
ومن ثم ارشح وجهه وخرج نظرت هنا إليه بسرعة ووقفت: أمير
لم تعد تقول (بابا امير)
إذًا عادت نور إلى انتكاستها وربما انسلخت من نفسها وستظهر شخصية جديدة لن يتعرف عليها
تقدم لناحيتها مدّ له جاكيته: خذي.....ما جبت معي ملابس لا إلك ولا إللي والجو كتير هون بارد...
نور تقدمت لناحيته وبقيت يدّه معلّقة في الهواء: ماني بردانه...
وبحده اردفت: كيف ماتت ديانا؟
امير سكت.....وابتعد عنها جالسًا على الكنبة اسند ظهره على المسند .....اغمض عينيه .....حتى اضطربت أنفاسه بذكراها
جلست بالقرب منه اصرّت على سؤالها: كيف ماتت...
أمير بكذب فتح عينيه ونظر لعينيها ولشدّة احمرارهما: ماتت موتي طبيعية...
نور رفعت حاجبيها الأيمن بانكار شديد: اشك.....
أمير بهدوء: منّك مصدئة؟
نور بدأت حقيقةً تنسلخ من نفسها، من كونها متقبلة لأمر زواج والدتها من امير ...وحبهما السرمدي....عادت إلى تخبطها ولكن هذه المرة تخبط بشكل آخر لن يفهمه امير ولن يفهمه شخص آخر!

ابتسمت بسخرية: يمكن سافرت مع حُب جديد....لهيك ئلت إللي ماتت......يمكن عملت نفس ياللي عملتوا مع يوسف!

ما إن تحدثت باللهجة اللبنانية حتى به حدّق في تعابير وجهها الساخرة
و فهم نبرتها واهتزاز شفتيها وضّحت أنها ما زالت .....منصدمة وتريد تفريغ حزنها بطريقة قاسية عليه

نهض متحدث باللهجة السعودية: روحي ارتاحي نور....يمكن ترتاح اعصابك ....وتنتبهين على الفاظك وافكارك....

نور...ترقرقت الدموع في عينها فجأة
ولم تعد قادرة على ان تكون هادئة في هذه اللحظة صرخت: قول لي......كيف ماتت.......كيف...قد قلت لي انها تعبانه....ماتت بسبب مرضها؟.....ولا كيف ماتت.....والبنت الصغيرة من ....ليكون بنتكم وانتوا خبيتوها علي خايفين عليها مني ؟.....احس فيه اسرار في علاقتكم......وحياتي معاكم بلشت تصير واضحة ...اختصر علي.....واترك لي مجال افهم كل شي في وقت واحد....مو بالتدريج.....لا تحاول تتدرّج لي في اسراركم....

امير.....صُعق من حديثها.....كما ظن وجود سندرا معهم في نفس طيارته الخاصة اثار جنونها وشكوكها
تحدث ببرود بسبب تعبه: انتي تعرفين اني عئيم (عقيم)...كيف راح اجيب إلك إخت .....
نور مسحت دموعها ، واخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام عينيه
تفكر إذًا مَن تكون؟
هل تبناها مؤخرًا، ليرضي محبوبته ....ليربطهما شيء آخر غير الترابط الروحي الذي نشأ وبشكل خاطئ بينهما
ملّت من التفكير وملّ هو من مراقبتها لذا توجّه للغرفة: راح روح نام حتى ارتاح
اوقفته بانفعال: لا تروح قبل ما توضح لي كل شي....

هل يخبرها بكل شيء....ويرتاح....ويُشيح عن فكرة المراوغة والتمهيد.....هو متعب....وإن طال في التمهيد ...ستنصدم بين كل لحظة وأخرى....هل يصدمها في دفعة واحدة افضل؟
هل...
قطع تفكيره صوت رنين هاتفه أجاب وسمع قول(مترجم): سيدي الطفلة بخير وأصبحت تحت ايدي الطاقم الطبي...
امير بهدوء(مترجم): شددوا الحراسة عليها كما اخبرتكم...
تحدث بأهمية : لا تقلق....
ثم اغلق الخط ....تكتفت وهي تقول بتحذير: لا تمهد لي وقول كيف ماتت ومن هذي البنت....كيف مهتم لها....اذا ما هي بنتك....ولا انت متبنيها ........من تكون؟
أمير ازدرد ريقه بقول: امك ماتت موته طبيعية
نور اغمضت عينيها بيأس: أدري انك كذاب......بس بمشيها لك.....وراح اعرف عن الامر بطريقتي بس البنت من تكون؟

هل شعرت بشعور الامومة هل ....تحرك بداخلها الاهتمام لناحيتها....لماذا هي مصّرة على معرفة هويتها حتى بها أشاحت بأنظارها عن حقيقة موت والدتها؟!

ما إن سيخبرها حتى بها ستكره وربما ستكره والدتها

لذا اردف بحنية وبمصداقية: راح تكرهيني لو راح خبرك عن هويتها يا نور؟
نور بكت بضعف: راح اكرهك لو خبيت علي الامر.....
أمير بأسلوب تمهيدي للموضوع: أنتي شو حاسي؟....بقصد ....لم شفتيها شو حسيتي؟
نور...تجمّد الدم في عروقها وشعرت بقشعريرة ......وتسارعت نبضات قلبها من سؤاله
ولكن لم تطيل التفكير ولم تطيل الانغماس في مشاعر الصدمة: انت مهتم مرا فيها .....ليش؟....قول لي هي بنت مين؟

غير قادر على ان يصدمها مرةً أخرى في نفس اليوم .....لا يريد أن يسبب لها أذى .....لا يريد ان
قاطعته بصرخة : قووووووووووول
أمير بهرب من مواجهتها ولّ بظهره واغمض عينيه بقول: هذي نتيجة حُبك لبهاء الدين....

ثم انصرف عن انظارها، خائفًا من ردّت فعلها....اعترف لها لكي تُشيح بسؤالها عن كيفية موت والدتها فليس من السهل ان يخبرها عن حقيقة انتحارها ولن تتوقف ولن تكف عن طرح الاسالة عن أسباب قدوم والدتها على هذا الفعل الشنيع وهو لا يُريد أن يخبرها بكل شيء في دفعة واحدة فالحقائق مرّه ولن تتقبلها بهذا الشكل!

لذا صدمها بوجود ابنتها الآن لأنه الأمر اهون عليه من ان يخبرها بواقعية انتحار ديانا وما وراء انتحارها؟!

همست بجمود: نتيجة حبي؟!

اغمضت عينيها هنا ، عليها بالتماسك هذا الوقت ليس وقت الانهيارات الآن من الواضح أنها حياتها بأكملها ستبقى تحت او ربما في وسط هذه الانهيارات عليها ان تعتاد....وتتماسك!

ولكن لم تستطع ، وضعت يدها على قلبها وأخذت تتنفّس بصعوبة
كيف؟ هي ولدتها ميتّه اخبروها بذلك
هل كذبت والدتها عندما اخبرتها انها توفيت بسبب نقص الأكسجين ولم يتلحقاها الأطباء في الوقت المناسب؟
لماذا هل لأنها كانت تصرخ بكل ما فيها: خلوني اجهض مابي طففففففففففل ماااااااااااابي
اغمضت عينيها ورجفة بسبب الذكريات
لا لن تبكي.......لن تثور.....لن تعصف بالمكان....شدّت على قبضت يديها
تشعر بالاختناق،....بالموت البطيء......بالضيق
تريد الخروج من هنا....ليتسنى لها استيعاب الأمر
ذهبت لغرفته لم يغلقها تركها مفتوحه وينتظر انهيارها بصمت مشاعره !
عندما دخلت حاولت التماسك والتحدث بهدوء: عارفة فيه أسباب لكذبتكم علي....وفيه أشياء مخفية عني....بس الحين ما عندي الحمل......على سماعها .....لذا ما راح اسالك عن شي....يكفي اللي سمعته اليوم وصدمني....

التفت إليها يُريد أن يرى كيف اثّر الخبر عليها
ولكن رأى منها شخصًا قاسيًا على نفسه يمنع شهقاته بأخذ نفس عميق وزفره بكره شديد وحاجبين مقوسين وشفتين ترتجفان بخفة
ودموع متحجرة في محجر عينيها المحمر!
أكملت وهي تحدّق في عينيه: من الأفضل ما نكون في نفس المكان هالفترة محتاجة أكون لوحدي...

أمير نهض وبخوف من افكارها
تحدث: شو قصدك؟
نور غير قادرة على الثبات ......بداخلها الحانًا تريد ان تتفجر بالصراخ وعليها ان تهذب هذا الشعور !: عطني بطاقتي المصرفية.......راح اطلع من هنا.....
امير برفض وانفعال: ما فيكي تروحي لأي مكان دوني....
نور اغمضت عينيها بشدّة وتحدثت: امير حس فيني.....بلييييييز....

حنّ قلبه عليها ، نهض بضيق انحنى على الحقيبة الرياضية .....اخرج جزء من المال الذي آخذه
مدّ إليها ....فهمت لن يُعطيها البطاقية لكي لا تبعد عنه طويلًا ولكن رضيت بالمبلغ الذي مدّهُ إليها....اخذته وسحبته إلى جيبها
لا تريد رؤيته ......ولا تريد أن تسأله لتزيد من ضيقتها همّت بالخروج ولكن تحدث: نور....خذي جاكيتي الجو هون مو متل جو بريطانيا .....
لم ترد عليه سحبت جاكيته من على الكنبة وخرجت
ما ان خرجت تحدث مع ماكس (مترجم): ماكس نور ستخرج الآن اتبعها.....عن كثب....إيّاك ان تشعر بك.....راقبها...وإن شعرت انها في خطر تدخل في الامر......
ماكس (مترجم): لا تقلق سيدي
ثم اغلق الخط...وتنهد بضيق....إلى أي مكان ستذهبين يا نور...
إلا الهاوية ام إلى الجنون؟!
كره نفسه ومن قساوته عليها في اخبارها عن الامر نهض ونظر لوجهه من خلال المرآه ولم يتردد في ان يلكم نفسه بقبضة يده ليتطاير شظايا الزجاج من حوله ومن ثم بكى بدموع بلا صوت وارخى جبينه واسنده على يده المتكئة على الجدار !
.................................................. ................
ارتدت جاكيته فالبرد هنا شبه قارص......بكت بدموع هادئة...واخذت تمشي بلا هُدى هي أتت إلى باريس ذات مرة دون رضا والدتها وأمير
أتت بصحبة مجموعة من الفتيات التي صاحبتهم عندما بلغت سن الثامنة عشر يعني قبل ثلاث سنوات
تعرف شوارع باريس جيّدًا ، تريد الهرب.....في ظلمة هذا الليل وبرده تريد الهرب من نفسها
من كونها فاشلة في حياتها.....من انانيتها في التخلّي ...لا بل لم تتخلّى هما فهماها بطريقة أو .....لا بلا كانت لا تريدها
تخبطّت في افكارها، وتشتت.....بهاء الدين ألجم حبهما بهمجية قاتلة!....تركها ولا تعرف الأسباب......كل ما تذكره تلك الليلة الحزينة عليها ....اخبرها ان تُجمع اشيائها وتخرج بهدوء من شقته .....لا تعلم لماذا ....وعندما عاندته سحبها بعنف حتى به ضربها على وجهها لتستوعب ما يؤمرها به...وألقى بها على باب شقتهم باكية ....ومنهارة؟!
يا لي قساوة الذكريات....يا لي قباحة معيشتها....و يا لي عنادها الجبّار في الانتقام من حُب والدتها!
مشت وجرّت بخطواتها لناحية الهاوية كما ظنّ أمير.....
ماكس كان يُراقبها عن بُعد.....
تُريد ان تفقد عقلها بالجنون او بأي طريقة لكي لا تتألم .....وصلت إلى مرحلة عدم القُدرة على ترجمة ألمها ....ولا على اخراج صراخها ...ولا حتى على الانهيار
كتمت كل هذا بداخلها في غضون دقائق قليلة......والآن تريد ان تعبّر بكل ما تشعر به ولكن يُصعب عليها
توقفت قليلًا نظرت للشارع الذي يُقربها إلى الذنب العظيم .....تنظر للمارة....تنظر للوجوه المبتسمة......الحزينة...الخجلة....واللقطات الرومنسية المقرفة....وإلى الهمسات والضحكات.....وإلى جنونها!
حركت رأسها بلا ...تُريد أن تبقى واعية ولا تفقد وعيها هُنا....تريد أن تصقل شخصيتها بطريقة أخرى ....
تصقلها على كتم الاحزان......على تحمّل الخبايا .....والاسرار لأنه هناك الكثير منها ...هذا واضح!
بكت......بصوت اشبه للهمس...وركضت للمجهول.....لضعفها......وسراب عقابها....اصبحت امام الباب.....تسللت الموسيقى إلى مسامعها.....بقيت واقفة....تنظر للاسم تقرؤه ببطء.......فاتحة عينيها بصدمة
هل ستعود؟....للجنون.....للشرب....للهروب....للتدخين... .لهدم قوانين الاخلاق.....لاقتراف المعاصي.....لتجاهل العقوبة...لأخذ القاب شنيعة......
هزّت رأسها تنهي نفسها الأمارة بالسوء بهمس: بس أنا مسلمة...
ثم نهرت نفسها بهمس آخر وهي تحرك رأسها كالمجنونة حتى الناس بدوا بالهمس واللمز عن حالها: لالا انا مسحية
بكت وهي تؤكد : بس هذا ما يعني إني ...اشـــ
بترت كلمتها.......تقسم إنها لم ترى والدتها ولا حتى أمير طوال حياتها يشربا من هذا السم
لا تدري هل كانا يشربا في الخفاء؟
ولكن تقسم انها لم تراهما يومًا فاقدي عقلهما؟!
ودوما ما يوبخاها بعنف عندما يروها تترنّح شاربه منه ،وحتى انهما يضرباها !
لا تدري هل يوبخاها لأنه مضر لصحتها ام لأنه محرّم في ديانتهما
هي تعرف حكمه في الدين الإسلامي وتعرف عقوبة من يشربه لم يخفي عليها هذا الحكم ابدًا ولكن هي الآن كما قالت لنفسها هي مسيحية ولكن لا تعرف حكمه في هذه الديانة ولكن والدتها تنهاها عنه وبشدّه!
هل يعني هذا انه محرّم؟!
تريد ان تنسى .......ولكن لا تريد أن تصبح من اهل النار؟!
اخيرًا فكرّت بآخرتها.....ولي أوّل مرة.....فكرت بها.....!
ارتجف جسدها......ازدردت ريقها......لا تريد ان يتلاعب بها الناس هنا....لا تريد ان يصبح عليها الصبح وهي كالحيوانات ...لترى نفسها مُلقاه في القمامة الجانبية من هذا المكان...

مشت من هنا....وذهبت للمتجر لتبتاعه......قررت ان تشتريه.....قررت أن تقترف ذنب عظيم بكامل قواها العقلية هي مصرّه على ان تكون فاقدة!......قررت ان تعذب نفسها.....ولكن السؤال هل تعلم عن تلك الآية التي تشدد على حرمته واجتنابه
في قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90
هي تعلم انه محرم ...ولكن لم تعي انه من كبائر الذنوب.......وقد يُحرمها من الدخول إلى الجنّة !
كانت متخبطة في شراؤه أم الخروج من هنا والابتعاد....فهي لم تشربه مُنذ وقت طويل....تابت عنه.....لأنها تكره نفسها حينما تشرب !
إذًا ماذا تفعل؟....كيف لا تشعر بالألم...كيف تنسى حقيقتها....انهيارتها التي بدات تتراكم على قلبها باتت مؤلمة!
اعادت الزجاجة إلى مكانها وقررت الخروج!
خرجت ....وتعجب ماكس من تذبذبها ....علم انها ستجن في أي لحظة.....من ردات فعلها تلك....توجهت الى الصيدلية.....تريد شراء منوّم.......اجل ....ستأخذ منومًا للهروب ...اخيرًا حصلت على واحدة منها ولكن الصيدلي رفض ان يصرفها لها دون وصفة طبية فصرخت في وجهه(مترجم): ابتعني إيّاها ما شأنك بالوصفة لقد نسيتها في المنزل.....
حرّك رأسه بالنفي (مترجم): لا استطيع سيدتي....
هنا ......صرخت في وجهه بكلمات عربية لم يفهمها وفي الواقع كانت تشتمه ...رمت المال المستحق للعبة الصغيرة وسحبتها إلى مخبأ الجاكيت ثم خرجت تحت مناداته لها!
ثم عادت للضيّاع في أرجاء الشوارع .......لا تعرف أين تذهب لتؤمّن على نفسها بعد دخولها في سباتها العميق......
شهقت ببكاء من شدّت خوفها ........ومن شدّت غياب ذهنها عن التصرّف السليم.....المال الذي بحوزتها يكفي للنوم في فندق آخر غير الذي يمكث فيه امير....
لن تعود للفندق لا تريد مواجهته تريد البقاء لوحدها هذه الليلة!
لذا قررت ان تذهب إلى فندق آخر...مشت بلا هُدى إلى ان ....اقتربت من شارع الشانزليزيه ....ودخلت في زحمته ...كان هناك فندق قريب منه .....وهو فندق لو تسوبا.....لم تترد في الدخول وماكس ما زال يتبعها!
رنّ هاتفه وهي دخلت
أجاب(مترجم): أين هي الآن؟
ماكس وهو يراقبها(مترجم): في فندق لو تسوبا....
تعجب امير قطعت كل هذه المسافة ماشية يبدو أن عقلها ضاع في غياهيب الصدمة حتى بها مشت تلك المسافة الطويلة دون تعي ذلك!
ولكن الأهم ....هي لا تملك سوى المال....لن يستقبلوها مرحبين بها اوراقها الرسمية وجوازها...حتى بطاقتها الشخصية ليست بجوزتها تنهد هنا وقال لماكس(مترجم): اذهب وحل امر بقائها هناك ....فهي لا تملك سوى المال ...اوراقها الرسمية معي...
ماكس (مترجم): حاضر سيدي...
امير بتعب(مترجم): ماكس...لا تثير المشاكل.....فقط تصرف بحكمة.....
ماكس معتاد على حل مثل هذه الأمور(مترجم): اطمئن سيدي.....كل شيء سيكون على ما يرام

اغلق امير الخط وبقيت نور تحيك الخدع .....وتذرف الدموع لاستقبالها ولكن لم يقبلوا ورات ماكس ذلك الوجه المألوف عليها راته في الطائرة تحدث مع موظفي الاستقبال باللغة الفرنسية البحتة وهي تحدّق به بشرر وكره لأنه من إحدى رجال أمير
لم تتدخل في الأمر تريد فقط أن تختلي بنفسها بعيدًا عن ضوضاء الحقائق لذا دعته يقنعهم بطريقته
وبعد خمس دقائق قال الموظف بهدوء(مترجم): تفضلي سيدتي....
بما اقنعهم ؟ نظرت إليه منذهلة ولكن لم يترك لها مجالًا لتسأله ابتعد عنها سريعًا
وهي اخذت البطاقة الممغنطة من الموظّف واعطته المال بطريقة مزعجة له وتوجهة لغرفتها
وماكس بقي في اللوبي لم يبرح مكانه لمراقبتها !
.................................................. ...........
دخلت الغرفة.......وازاحت من على جسدها الجاكيت بعدما سحبت من مخبأه تلك العلبة الصغيرة ورمتها بعشوائية، تشعر بالبرد .....وبالخوف!
لا تعلم لماذا تشعر بالخوف هكذا!؟
تشعر وكأنّ روحها مسلوبة غصبًا لتنفصل عن جسدها بشكل جزئي مُخيف!
ولِم تشعر بتقلصات ووجع عارم في بطنها لِيُثير اشمئزاز معدتها
للاستعداء للإستفراغ الوهمي؟!
مشت....بتخبط و
دخلت الخلاء......نظرت لوجهها......تمعنّت في لون عينيها المتغايرة.....ولِلون شعرها الأسود الحالك التي ورثته من ابيها ...وإلى صفاء وجهها الموروث من والدتها...لعنت نفسها بصرخة .....وبعثرت بيديها الأشياء الموضوعة على جانب مغسلة اليدين
بكت.....منفعلة ....منتحبة .....منكسرة...اخيرًا استطاعت التفريغ عمّ بداخلها.....صرخت بكل ما فيها
:
اكررررررررررررررهك دياناا.....اكرهك يا أأأأأأأأأأأمير

ومن ثم جثلت على ركبتيها وخبأت وجهها عن تلك الحقائق وهي تصرخ بشدة: اكرررررررررررهك بهاء......اكرهك الله......يلعنكم....
اخذت تلعنهم ....وبشدة.......تسبهم .....بحرقة قلبها
تريد الاختباء ....تريد دفء.....تريد ....ان ...لا تدري ماذا تُريد!؟
نهضت ....ودارت حول نفسها بضياع
تشعر انّ جدران الخلاء بدات تحتضنها بقوة لتضيّق عليها حركتها لذا مزقت البدي الأسود الذي احتفظ بدموعها وشهد على اضطرابات جسدها وانفاسها!
تشعر انه يخنقها تريد ان تخرج من ذاتها لذا مزعته من على جسدها بكل قوة ......وازاحت باقي ملابسها بقساوة وعنف ...وصراخ وعويل.......ومن ثم هدأت أنفاسها المضطربة بعدما أن أصبحت تحت الدّش وشعرت بدفء الماء
اغمضت عينيها كان صدرها يرتفع وينخفض بشهيق وزفير متعبين
وضعت كفيّ يديها على الجدار والصقتهما به بشكل مؤلم
وكأنها بتلك الطريقة تُبعده عنها لكي لا يخنقها
لا تدري كم مضى من الدقائق والوقت عليها وهي تزفر عبّير الغضب من هذا الامر وعبير الحُزن من الفُقد
أخذت تتذكر ازمتها النفسية في ذلك الوقت ولكن لم تتعمّق في ذكرياتها المخيّبة للآمال
سريعًا ما نفضتها وازدردت ريقها
فتحت عينيها ونظرت لبخار الماء........كانت عينيها ضائعتين تبحث عن خيطٍ من النجاة؟!
قلبها لم يعد قادر على تلك الحمول؟
أغلقت صنبور الماء......ومشت بجّر قدميها لناحية المرآة
مسحت بيديها على المرآة لكي تُزيح ذلك الحاجز من البخار لتنظر إلى عينيها .......ودمعها واحمرار وجنتيها .....وأرنبة انفها
اخذت نفسًا عميقًا ومن ثم اغمضت عينيها
ليخالجها ألم الولادة بل توهمت ألمه بذكراه عليها!
انحنت للأمام وعضّت على شفتيها بندم على وجودها في هذه الحياة التي واجهتها بالكثير من الخُذلان!
أعادت بنظرها لنفسها من خلال المرآة أبعدت خصلات شعرها عن وجهها
حدّقت بنفسها بجنون وبحده وبكره عميق لذاتها.... ذنوبها كُثر.....لدرجة لا قدره لها على عدُّها أو إحصاؤها ......ونتيجة ذلك الذنب تواجد تلك المسكينة.....الصغيرة!
نبض قلبها بشدّة هل هي شرعية!؟
هل زواجها منه كان صحيحًا؟
لماذا بدأت تهتم من الناحية الدينية الآن؟
هل لأنها خائفة من العقوبة
تذكر.....تذكر أنّها علمت بحملها بعد ستة اشهر او تسع لا تدري بالتحديد أي رقم كان صحيح هذا يُعني ....انها حملت بها بعد عقد القران السريع....بعد تملكها لتلك الورقة التي وقعت عليها بموافقتها على الزواج به!
يعني أنّ الفتاة الصغيرة ....شرعية.......
استندت بيديها على الجدار ، فعلت كما فعلت والدتها من اجل ان تبقى محفوفة بحضن من تحبه ويحبها؟!
ولكن الفرق أنّ ذلك الخبيث خدعها، ولكن أمير لم يخدع ديانا
ولكن هي لم يرحم صغر سنها.......لم يحترم مشاعرها المتأججة لناحيته.......كانت مندفعة في مشاعرها التي تقودها إليه....احبته لأنه تقبّلها بما هي عليه .....لم يتنمّر على لون عينيها....لم يتساءل عن سبب وجودها في ذلك البلد، لم يُضيّق عليها الأُفق بالعيش على الطريقة التي تريدها أعطاها كل شيء كانت تريده واعطته روحها ! لأنها احبته....وهو احبها.....كما تظن!..ولكن انقطع حبهما فجأة دون سابق إنذار....
ارتجف جسدها ......شعرت بتسلل الهواء البارد إليها ...انكمشت حول نفسها ونظرت لمن يحاوطها
فوجدت الهدوء والسكينة وقطرات الماء المستقرة على اكتافها وحدها هي من تحتضنها الآن
مشت بثقل الاحداث تسحب روب الحمام من على تلك التعليقة المستقرة في الجدار الجانبي!
ارتدته ......حكّمته على جسدها ....ثم خرجت ......للغرفة .....ثم رمت نفسها على السرير وسحبت اللحاف على جسدها .....ثم تذكرت انها لن تنام دون تناول تلك الأقراص المنوّمة لذا انهضت نفسها من على السرير بثقل وجرّت قدميها على الأرضية الباردة بصعوبة ....سحبت العلبة التي وجدتها على الأريكة سحبت حبّة واحدة وابتلعتها دون شرب الماء
ورمت نفسها على السرير من جديد ثم
غطت في سباتٍ عميق

.
.
.
انتهى




قراءة ممتعة للجميع






 

رد مع اقتباس
قديم 06-14-2020, 10:52 PM   #17
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الحادي عشر


.
.
.
.
.



الحرب هدأت بينهما ولم يعد لها مكانًا في حضنهما!، تشعر بغرابة تصرفاته .... لم تُريحها تلك الاعترافات خائفة من أن تتعلّق في حبلٍ من السعادة وينقطع بها من المنتصف!

ما عانتهُ بعد وفاة أبويها لم يكن سهلًا وهي خائفة من العودة إلى ذلك المنفى، ورغبة الجميع في التحكم بها للتخلّص منها!

تعترف أنها وجدت نفسها ما بين أحضان أبا محمد ولكن لم يكتمل هذا الشعور ... لأنه
ما زال هُناك من يكره تواجدها بينهم لذا قررت الانسحاب منهم جميعًا بتلك الطريقة التي ظنّت انها مُريحة وللغاية!
حقيقةً هي الآن تنعم بالراحة، والطمأنينة بتغيّر زوجها ولكن في لحظات يتخللها القلق والخوف من أن يكون ذلك مؤقتًا....
.
.
.

والآن هي تنعم في نعيم النوم المُريح على سريرها بعد سهرٍ على مذاكرة ما فاتها من مواد! وحل واجبات متراكمة عليها
بسبب تأجيلها لأداؤها في نهاية الأسبوع!

كانت مُغمضة العَينين مستلقية على بطنها تحلم أحلامًا سعيدة لا تُريد ان تستفيق منها...ولكن الألم .....الألم الذي يخالج بطنها...أفسد عليها لذّت النوم...تمللت وبدأت تخُرج من فاهها تأوهات وهمهمات تنم عن انزعاجها وشدّت ألم بطنها......لذا انقلبت على ظهرها بشكل سريع دون فتح عينيها ومن ثم استلقت على جانبها الأيمن واصطدم ظهرها بشيء ما! جعلها تنزعج وتأففت......بقيت ساكنة وهي تشعر بذلك الشيء الملتصق بظهرها ظنّت انها إحدى الوسادات ولكن لم تكن هشة ابدًا!
لذا جلست بطريقة سريعة ومنزعجة ...وما زال الألم يداهم بطنها مسحت على بطنها وهي تضغط عليه! ......ثم ....ابعدت شعرها عن وجهها التفتت على المنبه وكانت الساعة تُشير إلى الساعة الثامنة والنصف
ذعرت هنا وصرخت تشعر انها فقدت ذاكرتها في هذه اللحظة : المدررررررررررررررررررررررسه....
ثم التفتت على الجنب الآخر وهي تبعد اللحاف عن جسدها
وفتحت عيناها على آخرهما بصرخه: يماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه.. ...

تراجعت للخلف وسحبت نفسها من على الفراش لتنهض ولكن لم يترك لها مجالًا امسك بيدها وسحبها إليه ، حقيقةً كان مستيقظًا طوال نومها العميق ، وشعر بانزعاجها وتأوهاتها.......ولم يسلم من ركلات يديها ولا حتى رجليها ولكن لم يزعجها ولم يحاول ايقاظها فمن الواضح إنها مُتعبة وجدًا!
ولكن بعد أن رأى ردت فعلها لتواجده هنا ضحك حتى أنه كاد يموت ضحكًا على شكلها المنفجع ...وخوفها....
سم بالله عليها ...وهو يكرر ما
بين ضحكاته: أنا قصي......ههههههههههههههه......هدي.......انا زوجك يا مُهرررررررره....هههههههههههههههه.....

رفعت نفسها من حضنه ونظرت إلى وجهه وكأنها تريد ان تتأكد من كونه قصي ذاته!
ومن ثم وضعت يدها على قلبها المضطرب واغمضت عينها لتأخذ نفسًا عميقًا ولم تبقى مطولًا على
وضعها هذا حتى بها سددت له لكمه على صدره بشكل مفاجأ لهُ: وش جيّبك هنا ؟.....كيف دخلت الشقة وما حسيت عليك......

قصي عندما رآها تريد تسديد لكمه أخرى من يدها مسكها وهو ما زال يضحك ....شدّ على يدها بخفة: جيتك بعد صلاة الفجر وكنتي نايمة وحاولت ....... قد ما قدر ما زعجك.....

مُهره وضعت كف يدها على جبينها وهي تتنفس بصوت مسموع : خلعت قلبي.....انا من غير شي انخلعت من الوقت اللي مر .....

قصي ابعد عن نفسه اللحاف : ترا اليوم الجمعة....ما فيه مدارس هدي نفسك يا آينشتاين....

التفتت عليه مرةً أخرى متجاهلة ألم بطنها والصداع العارم لرأسها
سحبت الوسادة ولكمته بها قائلة: قول ما شاء الله
ثم ضربته على وجهه بها: قول ما شاء الله....

ابعد نفسه عنها إلى ان نهض من على السرير وهو يضحك بقوة لدرجة استفزها ضحكه وصرخت : لا تضضضضضضضضضضضضحك.........ضحكت من سرك بلا قول آمين........

قصي هدّأ نفسه من الضحك واتجّه إلى ناحية الستائر وابعدها عن النافذة لتتخلل أشعة الشمس زوايا الغرفة .......وانزعجت من الضوء
اردف: والله لو ما أنتي تعبانة كان رجّعت لك هالضربات .....بس ما لومك واضح هذي لاعبة في نفسيتك.....لعب....

خجلت من تصريحه كيف عرف؟
بينما
حديثه هذا وكأنه كالتنبيه للألم شدّت على بطنها: شدراك انت ......يمكن فيني شي ثاني؟

مشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث ويريد أن يحرجها أكثر: لالا ما فيك شي ثاني....شفت الزبالة حقت الحمام......
مُهره رمت عليه وسادتها قبل أن يصل إلى السرير: انقلع عن وجهي ......لا تقرب.....
قصي اقترب منها ولم يترك لها مجالًا للهروب كانت ستقوم ولكن أعادها على السرير وقبّل خدها وهو يضحك: ههههههههههه.......الحين انتي زعلانة ولا مستحية؟

مُهره لن تنكر أنّ تغيره يُعجبها ولكن يُخيفها وبشدّة
: يا صبر أيوب......

ثم نظرت لعينيه وبرجاء: تكفى قصي ارجع مثل أوّل ما خذتني.....

قصي حرّك رأسه بنفي: مستحيل....تناقشنا في هالموضوع لمدّة أسبوع....... تقبليني بما أنا عليه.....

مُهره بنذالة وبتردد: تراك اول احسن.....كذا هيبة .....الحين أشوفك واحد مجنون ما عنده عقل....

استلقى على ظهره لتصبح هي بمحاذاته من الناحية اليُمنى
: جالسة تحاولين تستفزيني بس ما بعطيك وجه اليوم رايق ....بس لأني

ثم فاجأها عندما جلس واقترب من وجهها: شفت وجهك الصبوح...!

مُهره تأففت ومسحت على وجهها وابتعدت عنه : قصي جد كيف كذا تجيني وربي اهلك بشكون فيك....ولا وصلت فيك تجيني الفجر......بكذا انت اثبت لي رسمي جنيت وتبيهم غصب يحسون....أنك مزوّج...!

قصي اقترب منها اكثر وهو ينظر لعينيها: لا تخافين حبيبتي.......انا رسمي اطلع من بعد صلاة الفجر وامشي لين تطلع الشمس........
مُهره وضعت اطراف أصابع يديها اليُمنى على جبهته ودفعته بخفة للخلف: مسوي فيها رياضي يعني......وانا اللي مهتم بصحتي.....وفي الحركة بركة..

هزّ رأسه بعبط لها بمعنى (أي انا)

ثم لم تترك لهُ مجالًا لرغبته في تقبليها مرةً أخرى على خدها الأيمن نهضت بثقل الألم ......وابتعدت خطوة عن السرير
وانصدم عندما رأى بقعة حمراء على فراشها،
التفت عليها
بذعر: مُهره وش هذا؟

مُهره قوّست حاجبيها واخذت نفسًا عميقًا: أنت ايش تشوف يعني؟
نهض واقترب منها بخوف: دم....هذا نزيف ما هوب طبيعي......
مُهره ازدردت ريقها بتعب: لا طبيعي....طبيعي يا قصي لا دقق....بروح آخذ لي شور دافي .....وكل شيء بصير تمام....

همّت بالذهاب لناحية الخلاء ولكن تبعها وامسك بها ليردف بشك: كم شهر وهي تجيك بهالغزارة؟

مُهره تشعر بالحرقة تتسلسل جسدها نابعة من اسفلها حتى تصل إلى رأسها
بملل وبسبب نفسيتها المُتعبة تحدثت: اتركني قصي لا تدقق....
قصي بحده : جاوبيني؟
مُهره رضخت لأمره: تقريبا هذا الشهر الثالث....
قصي بعصبية وانقلب حاله سريعًا في هذه اللحظة: طيب ليش ما قلتي لي؟
ثم اردف بسخرية: اوه آسف....انا حيل بعيد عنك....وما هتم لك.....هذا اللي بقولينه لي...

مُهره ضحكت بخفة على شكله وطريقة حديثه: ههههههه الحمد لله والشكر يسأل وجاوب على نفسه!!......قصي وخر منّاك خلني اتروش انقرفت ....من نفسي....

قصي ابتعد: ادخلي تروشي.....راح اسوي لك حليب دافي وبغيّر مفرش السرير عشان بعدها تستلقين على ظهرك....

مُهره وهي تدخل الخلاء وقبل ان تُغلق الباب: ماله داعي انا اغيّره

ثم أغلقت الباب حتى أصدر صوت أما هو تنهّد بضيق على حالها وبدأ يفكر لماذا وصلت إلى هذا الحال؟
أيعقل بسبب تناول ذلك العقار؟
اقراص منع الحمل أم انها....قطع تفكيره
وهو يتحدّث بصوت عال: مُهره قد نسيتي تاخذين حبوب منع الحمل.....ولم تذكرتي خذتي حبتين؟

لم يسمع سوى صوت الماء تأفف هنا

وسحب اللحاف وابعده عن السرير، ورماه في سلة الغسيل ومن ثم توجّه إلى الدولاب وسحب لحاف نظيف وجديد وبدأ بفرشه على السرير وأخيرًا ذهب لتجهيز حليب دافئ لها وله!
.
.
.
اما هي بعد ان استحمت سريعًا لبست روب الحمام ، وخرجت
وعندما لم تجده في الغرفة مشت لناحية بابها واغفلته عليها وتوجهت لدولاب الملابس لتخرج لها (بجامة نوم ) مريحة !
كان قماشها من القطن لونها وردي فاتح وتتوسطها صورة قطّة بألوان فسفورية وفوشية تلفت الأنظار..... وتنّم عن الطفولة !

ارتدتها على عجل ، ومن ثم خرجت من الغرفة واتجهت للمطبخ .....فتحت الثلاجة .......سحبت علبة المسكن سحبت (حبه واحده ) ثم ابتلعتها دون ماء وقصي ينظر لها.....ولكن لم يعلّق على فعلها!

ثم خرجت واتجهت للصالة ورمت نفسها على السرير وقطرات الماء كانت تتصبب على اكتافها وبجامتها ولكن لم تهتم لأنها تشعر بالحرارة وتريد شيئًا ما يبرد عليها!

خرج وهو يحمل كوب له ولها

مدّ لها وهي نظرت إليه: ماحب اشرب حليب....
قصي جلس بالقرب منها ومسك يدها واجبرها على امساك الكوب: مو مجبورة تحبينه .....وضعك الحين محتاج.....
سكتت
ثم اردف: كان جففتي شعرك تبين تمرضين؟..

مُهره بانفعال شديد دون مبرر: قصي لا تهتم فيني ....لا تهتم .....سو لي مثل قبل...اتعبتني وانا اكرر عليك ....هالشي...

قصي ببرود عكس نيرانها المشتعلة، يُدرك أنّ نفسيتها في هذا الوضع غير متاحة للحديث معه وتكون اكثر حساسية في كل الأمور والأشياء لذا قال: يعني كنت ما اهتم فيك...؟
مُهره : كنت تهتم بس من بعيد لبعيد...
قصي ارتشف القليل من الحليب واسند ظهره على المسند: ولله الحمد كسرت هالحاجز اللي مخليني بعيد عنك....

مُهره بنرفزة: وانا راح ابنيه....

قصي بجدية: اتركي عنك هالموال....وقولي لي قد نسيتي تاخذين حبوب منع الحمل ورحتي بعدها خذتي حبتين تعويض...

سكتت وهي تنظر لكوب الحليب بشتات....وتحاول ان تتغلّب على الألم بِعض شفتيها بخفّة!

قصي حاول أن يتمالك اعصابه: جاوبي لأنه احتمال غزارتها معك يكون بهالسبب...

مُهره تنهدت ثم التفت عليه وهي تُرسم حواف الكوب بطرف صبعها : أي......ومن بعدها مو صايرة منتظمة معي....

قصي اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم نهض: قومي جهزي حالك بروح المستشفى....
مُهره بعناد تكتفت: ماله داعي .....لا تكبر الموضوع....
قصي بعصبية: مهره انتي تدرين وش سويتي .....سويتي اضطراب لها و هالشي له اضراره!

مُهره بنرفزة: بالله انت دكتور عشان تشخص حالتي يا أستاذ؟
قصي طوّل باله عليها بما فيه الكفاية سحب الكوب من يدها وبتهديد: خمس دقايق ما تجهزين .......وربي ما يحصل لك طيب....
خافت هنا مُهره نهضت بتعب وهي تهمس: يا شينك ويا شين اهتمامك الزفت....
ثم اتجهت إلى غرفتهما للتجهز!
.................................................
مرّ اسبوعًا كاملًا على الأحداث والصدمات والخوف والتوتر ولم يختفي ذلك الشعور اللعين من داخله
يشعر بالاهتمام للأمر لا يدري لماذا ؟
وصّد أمير له بعدم التحدث اشعل في فؤاده القلق لذا قرر أن يبحث عن الموضوع بنفسه
سافرا إلى أي وجهة ومكثا في أي مكان؟!
واخيرًا في غضون الثلاث الأيّام الأخيرة علم بمكان أمير الذي انتقل مؤخرًا في شقته الذي يملكها في شرق باريس ولكن نور ما زالت في فندق لو تسوبا وابنته في المستشفى.......علم أنّ حياة امير في خطر ومن الممكن ان يُداهم في أي لحظة ممكنة ولكن صُدم من ذكاؤه بتغيير هويته و هذا امر سيؤول به للتساؤلات التي لا مفر منها، ولكن سيحميه لفترة مؤقته!

اشاح بنظره عن مقتله..... يعلم أنّ نور وابنته في حاجة ملحّة إليه
ولكن الأهم لماذا هو مهتم لهذه الأمور؟

يشعر أنّ وقت الانتقام انقضى هو حقيقةً لم ينتقم لنفسه بل انتقم لأخيه جورج وإنما هو أداة تُحرك الاحداث حيثما أخيه يُريد، فكرة استغلال أمير عن طريق نور كانت فكرة أخيه
وهو كوسيلة اُستخدم لتسهيل الأمور ، ظهر فجأة في حياة نور ولكن لن ينكر أنه
انجذب لها بهذه السهولة وكاد أن ينخرط وراء مشاعر نابضة لم يعرف اصلها في ذلك الوقت ولكن هناك من يقف خلفه ويوقف مشاعره بمجرد تحركها في مكانها الغير مُناسب.....وتهذيبها لتتحوّل إلى رماد!

اوهمها بحبه اوجعها بفراقه ولكن لم يتوقع امر حملها ابدًا!

جورج ربح في تلك الصفقات التي تنازل أمير عنها في تلك اللحظات المؤلمة والتي مرّت على نور ببطء شديد

وفهم أنّ أخيه أراد الانتقام بهذه الشدّة وبهذه الطريقة المؤذية لتأذيت كلًّا من امير وديانا!

بسبب حبه ورغبته في الزواج منها ولكن لم يمهله القدر في الاعتراف حتى به سمع عن امر زواجها من رجل سعودي وذهابها إلى المملكة وعودتها بعد ثمان سنوات من جديد لتتزوّج محبوبها امير! كل شيء عاكس رغبته في الزواج منها ليولّد بداخله شيئًا من القهر ورغبة في الانتقام!

لن ينكر أنّ أخيه استغلّهُ في الانغماس ليعسف برأس تلك الصغيرة ويقهر والدتها عليها من هذه الناحية ويقهر أمير من رؤية محبوبته في ذلك الحال ومن ناحية أخرى كسر ظهر امير في خسارته للصفقات المالية ...ولكن امير لم يستسلم عاد يقف على رجليه بعد هذه العواصف وسدّ ثغرات خسارته بحكمته وسرعة تصرّفه
ولكن نور
من يسد ثغرات خسارتها؟!

هل يفكر الآن ....لأنه ادرك لا فائدة من هذا الانتقام
أخيه انتقم منه....اجل....انتقم منه لجعله ابًا لأبنه لا يعرف شكلها حتى؟!
هو ربح بعد تلك الاحداث لا ينكر......ربح الكثير من المال.....والراحة.....واللامبالاة.. المؤقتة! ولكن شيء ما الآن يعبث في صدره....هل هذا صوت الضمير أم صوت الابوّة؟

أم أنه أدرك أنّ أخيه جورج انانيًا بشكل كبير
ويستغله في تخليص الأمور الصعبة بطرق ملتوية سهلة عليه؟
تنهّد بضيق ...
ثم ثبّت رأسه ما بين ركبتيه واخذ يحلل الأمور من ناحية أخرى








هل احببتها يومًا؟ أم إنني انغمست في الدور أكثر من اللازم
لم اكترث ابدًا حينما أخبرني أمير إنها انجبت تلك الطفلة ولكن شيء ما تحرك بداخلي بعد ذاهبي هُناك في حركة الشغب التي ظهرت مؤخرًا
شعرت ...بالخوف أجل بالخوف .... وأريد أن اطمئن على الصغيرة وعليها..... لن أنكر أنّ استغلال جورج لي كان مفيدًا عليّ لأنه كان يمطر عليّ مالًا لم احلم به يومًا!
ولكن .......اختلفت المشاعر الآن بعد علمي بالصغيرة
هل سأراها يومًا
؟







انفتح عليه باب الغرفة ودخل أخيه نظر إليه وهو يردف: أمتّا بدنا نوخلص منّوه؟

رفع رأسه بهدوء: أقلّك غيّرت رايي ...ما راح اقتله...

جورج بعصبية أشار له: وليه إن شاء الله.....بدّك يّاه ينتئم منا....

مراد نهض وبملل ولّه بظهره عن أخيه: هسه هو مشغول بنور وبنتها.......ما عنده مجال ينتقم منا....مشغول بكيف يحميهم ويحمي نفسه.....

جورج أشار له : راح احملك مسؤولية أي هجوم منه ......وتعى ئلي ....أمتّا بدك تعطيه ورئة الطلاق...؟

مراد : راح أحدد معه موعد....
جورج خرج ...واغلق الباب بقوة وبقي مُراد يتحدث مع نفسه لينظر إلى حقيقة جوانب الأمر مرةً أخرى!
وفهم كم هو اناني في موافقة أخيه على كل هذه الأمور!
.................................................. ........
.
.
استيقظ من نومه على صوتها المزعج وهي تحمل الصغيرة وتضعه على ساقيه وهي تكرر: يلا قول خالو اجلس بسّك نوم......بسّك.......
تملل على السرير بصعوبة وشعر بوخز ألم جُرح كتفه ، لن ينسى ذلك اليوم المشئوم عليه .....بعد خروجه من السفارة وانتقاله إلى سيارة الأجرة
حدث اشتباك إطلاق نار عنيف امام عينيه ، حتى أنّ السائق تصوّب برصاصة لعينه استقرّت في منتصف جبينه جعلتهُ يشهق بصدمة مما رآه!
شعر بالخوف حينها وأخذ يتشهد ، طأطأ برأسه عندما شعره بالزجاج الخلفي من السيارة يتناثر عليه بلا رحمه...وصوت اطلاق النار مستمر وغير متوقّف!
خرج من السيارة بصعوبة واخذ يركض عائدًا إلى المكان الذي خرج منه ولكن لم يصل وقتها سليمًا أُطلقت عليه رصاصتين طائشتين واستقرتا في مناطق مُختلفة من جسده أحدهما استقرّت في كتفه الأيسر ....والاخرى استقرّت في خاصرته وهنا خرّ على ركبتيه بلا حول ولا قوّة ينظر لمن حوله بتعجب ، أتت صور عائلته في مخيّلته بشكل سريع....رأى ...والده....والدته المتوفاة وهي تبتسم .....اخته الجازي ونوف.....وكذلك أخيه بندر .....اضطرب نفسه....... داهمته غشاوة على عينيه...حاول السيطرة على رجفة جسده المفاجأة له .......ولكن ........سقط على يد أحدهم وهو يصرخ (مترجم): أُصيب الرجل!

وبعدها لم يتذكر شيء ، فتح عينيه ليحدّق في سقف شديد البياض وادرك أنه في المستشفى!

أتى احدهم ليطمئنه(مترجم): حمدً لله على سلامتك أخ خالد......لقد مرّت ثلاثة ايامٍ ننتظر إفاقتك من هذه الغيبوبة......

هنا اغمض عينيه بشدّة ، وادرك أنه أصيب وتأوّه بألم .....وبعدها اصرّ ان يخرج في اليوم الذي يليه للعودة إلى الوطن ووافق الطبيب على أن يخلي سبيله !

عاد ولكن والده وبندر وأخوتيه كانوا في حالة استنفار وخوف......علموا بما حدث له ..... وضجوا بالنحيب والبكاء لم يهدؤوا إلّا بعد وصولة قبل ثلاثة أيام !
اصرّ والده على ان يرقد في المستشفى لمتابعة حالته ولكن رفض وفضّل أن يبقى في المنزل وفي أيّام خاصة لمواعيده سيذهب للاطمئنان على جراحاته!......وبدأ والده يؤدي النذور التي نذرها لله عز وجل من اجل سلامة ابنه!
...........

.
.
تململ من ازعاج أخته وبكاء الصغير رفع نفسه من على وسادته واسند ظهره على الوسادة الأخرى وهو يحاول ان يكتم ألمه

تحدث ببحة النوم: نوف.......حمدي ربك إني مصّاوب ولا كان علّمتك كيف تصحيني .....وتجيبين هذا فوق راسي يصايح علي...

نوف ضحكت وهي تُهدهد عبد لله لتُسكته عن البكاء: ههههههههه شسوي فيك نومك ثقيل.....قوم ياخي....الساعة اربع العصر قوم صل العصر ..... عشان بعدها تتغدا وتاخذ علاجك....

وقبل أن يتحدث أكملت: وترا ابوي اليوم عازم العيلة الكريمة كلها....على سلامتك .....

وضحكت بخفة: هههههههههههه اظن هذا آخر نذر .....بأديه.......وآخر كرف لي باذن الله!

خالد بعصبية : ضحكي ضحكي طاحت سنونك قولي آمين....

نوف نهضت وهي تحمل الصغير: والله مستانسه انك مو قادر تنتقم مني وتضربني مثل اول .....

خالد تحامل على ألمه ونهض بشكل سريع دون ان يبالي لألم جرح خاصرت وكتفه يُريد أن يثبت لها قوته بأي فعلٍ متهور منه حتى بها تراجعت للوراء وهي تضحك: ههههههههههههههههههه هب عليه.....هذا وأنت مصّاوب وفيك حيل....
خالد اقترب منها وهو يمشي ببطء وأشار للباب: انقلعي برا.....
نوف اشارت لأنفها: على هالخشم.....بس بشويش على روحك....!

ثم خرجت وهي تضحك

بينما هو مسح على رأسه بضيق من الألم وتوجّه للخلاء وهو يستند على الجدار ، ليتوضأ.

همّت نوف بالدخول إلى غرفة الجازي بعد ان خرجت من غرفة خالد والتي كانت مجاورة لغرفتها ولكن سمعت صوت بندر يحدثها بهدوء: الجازي يا عين أخوك.....اليوم موعدك لازم أوديك....لا تعاندين...
الجازي كانت على سريرها مسنده ظهرها خلف الوسادات الصغيرات
تحدثت بملل: اوه بندر لا تصج راسي.....أنا خلاص بخير....والله بخير ماله داعي اروح مستشفيات....

بندر بتعقل: الجازي.....لازم نروح نسوي تحاليل مرة ثانية عشان نشوف نسبة الهيموجلبين عندك.....ونطمن على صحتك....

كانت ستتحدث ولكن دخلت هُنا نوف بمرح وهي تقول: اوه بندروه في غرفة جوجو وش صاير بالدنيا......مو انت تقول اكره ريحة الحلبة وتخلي معدتك تقلب....

فتح بندر عيناه على الآخر منصدم من حديث اخته وبانفعال: متى قلت ؟ يا البزر!

الجازي فهمت أنّ اختها تتبلّى على أخيها من اجل ان تُضيف على جوهم المرح
أكملت نوف: إلا قلته.......حتى خالد سمعك....
ثم اعطته الصغير وهي تقول بابتسامة بلهاء: خذ عبود وانا بساعد الجازي تتجهّز عشان تروح معك المستشفى....

الجازي بنرفزة بحلقت في عينين اختها: هي خير خير ..... خير يا أمنا العزيزة ؟

نوف باستهبال: يلا يا حبيبتي دامني امك العزيزة .......لازم تسمعين كلامي....لأنه البنت الشطورة تسمع كلام أمها....

بندر ضحك هنا بصوت عالي: هههههههههههههههههههههههههه شف عاشت الدور ست نويفة ههههههههههههههه.....

الجازي رمت على اختها الوسادة: انقلعي برا غرفتي...
نوف تمثل الزعل: لا خلوني....جنبكم تعبت من الكرف....تركت سينا تكرف بروحها هالمسكينة ....والله بعد هالعزايم بعطيها ثلاثة أيام إجازة.....
بندر قبّل خد عبد لله الباكي: اشعندك صايرة رحومه...
نوف بتفاخر: من يوم يومي أنا رحومه.....ما شاء الله علي
بندر بنصف عين : من مدح نفسه يبيله رفسه أخت ننويفه!!

الجازي دخلت جو سريعًا معهم: أي واضح ......مو كأنك قبل يومين تاركتها .....تشطف وتكنس...وتغسل ملابس صار لهم أسبوع ما انغسلوا بس عشان لا تحتك في ابوي......الحمد لله والشكر .....
نوف تصبغ وجهها بالحمرة من هذا الطاري: ياخي والله مانكر البنت حلوة......وجها ما شاء الله مشدود ...ومدوّر ...واحمر وعليها عيون تذبح....ياخي انا خقيت أخاف ابوي بعد يخق...عليها ولا هالتبن هالي جالس جنبك .......يشبّكها....
بندر رمى عليها وسادة سحبها من تحت رجلي اخته: انا تبن يا وجه العنز.......بعدين تعالي .....شالحكي الفاضي نشبك ونخق ...وش شايفتنا حنا؟!
نوف بملل: اوه خلونا بالمهم الحين ......قومي الجازي.....خلصينا ترا ورانا كرف ....ولزوم تروحين الحين عشان ترجعون ......قبل المغرب...ابوي اليوم عازم العيلة الكريمة كلها....

بندر بفجعة: لا قولين؟!
نوف ضحكت على ردت فعل اخيها: هههههههههههههههه أي والله.....عازم عمي يوسف....وعمتي نجلا.....
الجازي بصدمة: عمتي نجلا؟
بندر نظر إلى صدمتها لذا قال: أكيد بقول لأخته شفيك الجازي....
نوف بجدية: اتركي عنك الحين هالكلام....وقومي جهزي نفسك .....أنا بجهّز عباتك ولو حابة اروح معك بروح اجهز....
الجازي بخيبة وبتردد: لا لاتروحين اكيد ابوي بيحتاجك.....
بندر ابتسم ونهض ليضع عبد لله في سريره بعد أن غفى على يده: افهم منك موافقة تروحين المستشفى...
نوف اتجهت لأختها وسحبت من عليها اللحاف بهدوء: اكيد ما فيها كلام روح جهز نفسك....
بندر هز رأسه بالرضى : تمام....عن اذنكم

الجازي رمقت اختها بنظرات شرر : صدق صايرة امنا....
نوف ضحكت بخفة لكي لا تجلس الصغير: لكم الشرف اصير ام لكم...
الجازي ضربت اختها بخفة على رأسها: ما هو لايق عليك هالدور...
نوف مسكت يد اختها لتساعدها على النهوض: لا تكذبين...
الجازي دفعت اختها بخفة وبمزح: انقلعي ترا ما تحرولت اعرف امشي.....
وبتهديد: انتبهي على دراستك يا نوف انتي آخر سنة وادري اشغلناك بهمنا........والله لو تنزل نسبتك عن التسعينات ......ما راح يحصل لك طيب....
نوف بضحك: هههههههههه اختك ذيبة لا تحاتيني خليك بنفسك بس وانقلعي تجهزي...
الجازي بتنهد: الله يعيني عليك ......
نوف نظرت لعبد لله الغارق في النوم: لا تحاتين عبود وين ما اروح باخذه في حضني
الجازي ابتسمت ، وعندما وصلت إلى الخلاء همست بينها وبين نفسها: الله لا يحرمني منك ....
نوف أخرجت عباءة اختها والحجاب ووضعتهما على السرير سمعت رنين هاتفها سحبته من جيب بنطالها ثم قرأت الاسم(شيخوه يتصل بك)
تحدثت بصوت مسموع لمسامع اختها: الجازي باخذ عبد لله لغرفتي .....وتراني جهزت لك عباتك ......بشوفينها على السرير
الجازي وهي تغلق صنبور الماء بعد أن غسلت وجهها : طيب...
حملت عبد لله ما بين يديها وأجابت على شيخه وتوجهت لناحية الغرفة دخلت ثم اغلقت الباب وهي تردف: هلا شيخوه...
وضعت عبد لله في منتصف السرير
شيخه ، هدأت قليلًا عن اضطراباتها من موضوع الخطبة بسبب عدم تحدث الجميع عن موعد الملكة
اطمأنت قليلًا
تحدثت: هلا فيك زود.......
نوف بهدوء: صار لك فترة مقاطعتني شعندك؟
ضحكت هنا شيخة بخفة: ههههههه عندي مذاكرة متراكمة الله يسلمك والاختبارات قربّت تعرفين....يعني....
نوف بلعانه وخبث: يا خوفي مقضيتها مكالمات مع الأخ بدل المذاكرة....
شيخة سكتت، حقيقةً لم تحدث بندر مُنذ ذلك اليوم التي تحدثت معه وهي في حالة انهيار
تنهدت بضيق: لا والله صار لنا فترة طويلة ما كلمنا بعض.....
نوف بروح مرحه: ما تبون الليلة اجمعكم بالصدفة...
شيخة ضحكت واحمرّ وجهها: ههههههههههههه استغفر الله يا الخبيثة
نوف : ههههههههههههههه قسم بالله منحرفة ترا ماقصد شي موزين.......بس اخليكم تشوفون بعض من بعيد.....
شيخه بجدية: لا ما يصلح....
نوف بهدوء: كيفك......المهم بشريني عن نفسيتك ....
شيخه استلقت على ظهرها: والله دام ماحد جايب طاري الزفت سلطان انا بخير ونفسيتي عال العال....
نوف تحاول ان تتحدث بصوت منخفض لكي لا تزعج الصغير ولكن انفعلت هنا بمزح: والله من قرادة الحظ انه جا تقدم لك .....ليته جاني والله ما ارده.....بس مقيولة .....إللي يبينا عيّت النفس تبغيه، واللي نبيه عيّا البخت لا يجيبه

لم تتحمل هُنا شيخه انهارت بالضحك، ونهضت من على السرير تشد على بطنها وهي تقول: هههههههههههههههه بالله منو هذا اللي يبيك وعيّت نفسك تبغيه؟....ههههههههههههههه عليك كلام ...يذكرني بجدتي مزون الله يرحمها...
نوف ابتسمت هنا : مالك دخل......واحد.....مزيون...يبيني بس أنا مابيه لانه ما يجي ربع سلطان...

شيخة بتسليك: أي واضح واضح.....
وبجدية: ولله لو بيدي قلت له يجي يخطبك انتي....... والله لايقين على بعضكم
نوف بخبث: لا لايق عليك انتي اكثر...
شيخة بنرفزة: نويييييييييييفه....
نوف ضحكت: ههههههههههههه لبيه.....
شيخه بعصبية : اقسم بالله أنك حمـ.....
نوف : عيب عيب عليك يا بنت عمي....وش هالكلام.....المهم سمعيني....مو لاجيتي تسوين نفسك مجنونة وانا يعني الضيفة وتصيرين رسمية ترا بسحبك من شوشتك تكرفين معي في المطبخ....
شيخة رفعت حاجبيها الأيمن: وست سينا وش تسوي؟
نوف بجدية: تراها آدمية حالها من حالنا ما بتقدر تخلص شغل لوحدها خاصة في العزايم وانا لازم اساعدها وانتي لازم الليلة تساعدني ولا لاتجين....
شيخة ابتسمت ابتسامة عريضة على مزح ومرح ابنت عمها التي لها طاقة اجابية وروح قادرة على بث السعادة من حولها: شف قليلة الادب....
نوف بغرور: بعض مما عندك حبيبة...
شيخة : شخلصني من لسانك الطويل أنا....
نوف نظرت لعبد لله الذي بدأ يتملل : يخلصك مني سلطان حبيب قلبي...
شيخة بنرفزة عميقة: كلي تبن.....
نوف بأسلوب أطفال: وانتي كلي زعتر يا حُبي....تراه مُفيد للذاكرة ومنشط لها ..ويمدحونه الحين وقت اختبارات......
شيخة لتنهي المكالمة: الحمد لله والشكر ....باي باي..
نوف ضحكت وهي تطبطب على الصغير لكي يعود للنوم : تعالي تعالي ههههههههههه ماتصلتي علي وانتي خالية قولي لي وش فيك...
فعلًا شيخة اتصلت من أجل أمر، يضايقها ويُفسد عليها انتظام نبضات قلبها لذا قالت: ما ودي اجي للعزيمة بس ادري ابوي وامي ما راح يرضون اجلس لحالي بالبيت

حاولت ان تتزن في حديثها وتكون جدية في الأمر: ليش يا الخبله؟
شيخة اجتمعت الدموع في عينها: مابي اصير في مكان بندر موجود فيه
نوف بصدمة: هَم ليش جاوبيني؟
شيخة بكت هنا: أخاف....
نوف بتوتر من حال شيخه: يا ام الدميعة مسحي دموعك.....وثانيا اخوي ما هوب حولك بيجلس مع الرجال ما هوب جالس جنبك عشان تخافين وتوترين....
شيخة مسحت دموعها: مادري احس هو زعلان مني عشاني ما قلت له عن خطبة سلطان من البداية....
نوف رجعت للجنون محاولةً في تغيير جو شيخه: شرايك اصالحكم الليلة؟
ضحكت وسط دموعها وهي تردف: لا مشكورة ما نبي.....ههههههههههه....
انفتح باب غرفتها على حين فجأة ونظرت لأخيها
ثم اردفت بجدية: زين روحي جهزي نفسك وتعالي يا فهيمة وبلاش حساسية زايدة ما كرف عشان ما تجين يا حلوة.....بجين غصبن عنك...
شيخة مسحت دموعها : تمام باي....

ثم أغلقت الخط وهو تقدم لناحيتها وهو يسحب قدميه على الأرض بتحاملٍ كبير على الوجع وجلس بجانبها تحدث بأهمية: وين الجازي رحت غرفتها ما شفتها؟
نوف : عندها موعد ووداها بندر المستشفى
تحدث بهدوء: طيب نوف ابيك تفهميني وش صاير بينها وبين زوجها؟
نوف بجدية وضعت عبد لله في حضنها واخذت تهزه لأنه بدأ ببكاؤه: اسالها انت يا خالد......
خالد حاول ألا يغضب لكي لا يخيفها يعلم نوف لا تعامله بمثل معالمتها لبندر .....وتهابه ايضًا تحدثت بهدوء: قال لي بندر انها اعترفت لك...
نوف بملل: اخلص من بندر تجي انت....هي صدق قالت لي بس ما قالت لي قولي لخوانك...
خالد بجدية: لازم تقولين عشان نحل موضوعها...
نوف : اظن ابوي عرف .....سكوته وهدوؤه معها يدل على هالشي...
خالد سكت ، ثم قال: ابوي يسوي هالشي عشان لا يضايقها.....لا اقل ولا اكثر.....
نوف شدّت عبد لله لناحية صدرها لينام: الجازي لو تبي تقول بقول لكم بدون تردد....
خالد احمر وجهه من كتم غيظه وتحدث ما بين اسنانه: نوف.....يرضيك اختك تطلق؟.....قولي لي يمكن نقدر نحل الموضوع....ونوقف الامر عن نقطة بعيدة عن الطلاق
نوف بإصرار: ما هوب حسافة عليه أنها تطلق منه......من الآخر الجازي والله تستاهل اللي أفضل منه.....
خالد بغضب: ما قلتي هالكلام إلا انّ الموضوع كبير....
نوف بجدية: أي كبير....ويجرح بعد......بس ما نيب قايلته.......وتركوا الجازي ولا تضغطون عليها....يكفي ماجاها منه ولو تبي تعرف هو بيجي الليلة إلا اكيد.....كلمه وسأله

خالد نهض وتحدث بتهديد: اسمعيني عدل يا نوف......لو زنيتي براس اختك ولا شجعتيها على الطلاق......وربي لا ازعل عليك ولا اكلمك للأبد.......ولا اعرفك بعدها....

نوف وضعت عبد لله على السرير وبحساسية الموضوع: لا يا خالد........لا تهددني بهالشي....انت بتظل اخوي.....وراح اكلمك وتكلمني......مو انا ولا انت نقدر نأثر على قرار الجازي....الجازي ما قررت بهالقرار إلا انها مجروحة....من سيف.....وانا ماقدر اقولك السبب لأنها تشوف الأمر من ناحية ثانية وما تبي تخرب على ناس......
خالد بشك: تخرب على ناس؟....وش تقصدين....!
نوف لتنهي الأمر: ما عندي التفاصيل.... اسالها وريّح نفسك.....بس لا تقهرني بصد.....وكلام يخوّف....
خالد اغمض عينيه ومن ثم مسح على شعرها ليردف: تمام، لا تنسين ابرة السكر........اشوفك هالليام مشغولة فينا........لا تنسين نفسك.....عن اذنك...
ثم خرج تاركها تتنهد بعمق، هي تحاول ان تغير من تعكر مزاجهم ولكن هي من يحاول أن يغير مزاجها ويخفف عنها هذا الحمل
لا أحد!
ذهبت لناحية الكمودينة لتسحب ابرة الانسولين التي وضعتها قبل دقائق عدّه هناك سحبت الغطاء من عليها وحقنت نفسها بخفة اعتادت عليها
ومن ثم خرجت وتركت الباب مفتوح من أجل عبد لله
!
.................................................
.
.
.
لكل شيء حد وحدودها هي سراب! ما إن تتجاوزها ستتغير شخصيتها....ربما تتغير لتنغمس في جنون أو برود أو سعادة او حزن!
ولكن هي انغمست في شحوب مخيف ، وعينين فارغتين من الحياة ، وعقل شارد، وأخيرًا انتقلت إلى معنى آخر من البرود لمَ يحدث حولها .....اعتادت على الألم....وتشعر بالرضى حول غربتها الثانية!
فمجيئها إلى هُنا تعبّر عنه بغربتها الثانية فالأولى كانت في بريطانيا وحملت بين طياتها الكثير من الصعّاب والاحداث والاكاذيب
وهُنا لن تقل احداثها عن هُناك هي تؤمن بهذا الشيء الذي أرهق عينيها وجعل الهالات البُنيّة تحاوط جفني عينها .....وسلب منها النوم ...وجهها اصبح باردًا خاليًا من التعابير تشعر بصعوبة في الابتسامة في البكاء لا تدري ماذا دهاها؟
ام انّ عضلات وجهها اعتادت على حركة واحدة؟!
الدموع.....نزفت دموعًا كثيرة في أول أربعة ايّام لها في هذا الفندق .....تلك الأيّام التي قضتها مع الجدران ....ومع رعشاتها وخوفها....ولكن في اليوم الخامس قررت في الذهاب إلى التسوّق مُجبرة .....لأنها رمت البدي الأسود بعد ان مزّقتهُ في القمامة ولم يعد هُناك ما يُقيها من البرد سوى الجاكيت التي اخذتهُ من أمير
ذهبت ذات يوم للتسوّق بشكل سريع وعشوائي وعادت إلى الفندق ولم تخرج إلى هذا اليوم ....
تستيقظ كل يوم من نومها لتقابل النافذة تنظر لمن خلف النافذة ....تطلق تنهيدات عميقة من صدرها.....مضى يومان عليها وهي تُحاول أن تخرج الدموع من عينيها ولكن لم تستطع وربما هذا الأمر ينم عن صدمتها ....ولم تعد غددها الدمعية تفرز الدموع وكأنها جفت!.....الامر ليس مُريحًا بالنسبة لها ....بل أخذ طاقتها في محاولتها في إخراج الدموع ......فهذا الشي سبب لها جفافًا في عينيها....ولكن رضيت بعصيان عينيها من إفراز دموعهما!

ربما ملّا من حزنها وكآبتها ......استسلمت ....من هي حتى تقرر في اخراجهما من محجر عينيها الجميع من حولها هم من قرروا أن تعيش بالكيفية وبالطريقة التي يريدونها وحينما قررت .....هي سلبوا منها القرار بأنانية مُخيفة ....لذا استسلمت للأمر ولم تحارب!

...

حدّقت للمباني الشاهقة، للناس وتجولهم....لإصرارهم على العيش...أخذت نفسًا عميقًا.....الوحدة هُنا أفادتها في التخلّص من جنونها!......دون حواجز......للتخلّص من صدمتها بهدوء وبلا قواعد.....
نظرت لهاتفها التي اشترتهُ مؤخرًا، تُريد ان تهاتفها ولكن أجلّت الأمر كانت بحاجة لوجودها مُنذ أوّل يوم قضتهُ هنا ولكن لم تحبذ ان تكون مثلهم انانية وتزعجها بحزنها العميق وجُرحها الغائر ولكن الآن تستطيع أن تحدثها بعد ان استعادت جزءًا بسيطًا من اتزان عقلها
الغريب أنها حافظة رقمها اكتشفت ذلك عندما اتصلت عليها من هاتف المحل بعد ان اخبرته انه اضاعت هاتفها وتريد الاتصال عليه لتطمئن انه بأيدي أمينة! فاجابتها عرفت صوتها وأغلقت الخط سريعًا كل هذا حدث عندما خرجت للتسوّق....
اما الآن
وضعت كوب قهوتها المرّة كمرارة الأحداث التي مرّت عليها على الطاولة أبعدت خصلات شعرها عن وجهها
جلست على طرف السرير
ثم لم تتردد في الاتصال بها
..................................................
كانت في غرفتها في منزل خالتها، تحاول ألا تحتك بزوج خالتها ولا بأولاده ولا حتى ببناته تشعر أنّ الكون اصبح ضيقًا لا تُريد أن تكون سجينة لهذه الغرفة لا تريد ........حقيقة استقبلها والدها ليومين ولكن لم تشعر بالراحة فزوجته لم ترحب بها وقضت يوم كاملًا عند والدتها ....وايضًا لم تشعر بالراحة ولا الطمأنينة وعادت بأدراجها لمكانها المعتاد......حدثت والدها أن يسمح لها بالعيش في شقة منعزلة عن الجميع ووبخها على ذلك مردفًا
: ما عندنا بنات يسكنون في شقيق لحالهم....
فبلعت الغصّة، لا تريد كيف يهون عليه ان تنام عند خالتها وفي بيت رجل غريب عليها حقيقةً لم تفهم عقليّة والدها! ولكن كل ما تعرفه انها لن تبقى هنا مطولًا ستتحدث مع والدها ليسمح لها بنقل دراستها إلى أمريكا ستكمل دراستها هناك بدلًا من بريطانيا....
سمعت رنين هاتفها ونظرت للرقم الغريب
وارسلت رسالة سريعة تكتب فيها
(راح اكلم ابوي وبقوله بكمل دراسة بامريكا)
ثم رمت هاتفها بعيدًا عنها وأعاد الرنين بنفس الرقم
تمللت ثم اجابت: الو....
اتاها صوت بارد ، خالي من المشاعر، مبحوح للغاية لدرجة انها لم تعرف صاحبة هذا الصوت: اخبارك إيلاف...
قطبت إيلاف حاجبيها ونظرت للرقم لتتأكد: عفوًا ؟ مين معي!

هل حقًا صوتها تغير أم أنّ حياتها بأكملها تغيرّت : انا نور...

إيلاف بسعادة صرخت ونهضت من على السرير: يا معوووووده وينج انتي؟......اسبوع كامل وانا ادقدق عليج ما تردين.....قلبي قرصني عليج....صرت أحاتيج........طمنيني عنج.....؟

نور بللت شفتيها الجافتين : انا بخير.....ضاع جوالي عشان كذا تصعبت علي الأمور في إني اتواصل معاك......
ايلاف بلهفة: زين اخبارج؟ بعد اللي صار ووينج فيه الحين؟

نور نظرت للغرفة هل تخبرها أنها تعيش في غربة جديدة ووحدة عظيمة ومخاوف أخرى؟!

: تطمني انا بخير....وحاليا انا في باريس.....انتقلنا عشان اللي صار ...خاصة انه امير مستهدف ....

ايلاف بشهقة: هأأأأأأأأأأأأ.....وي الله يعينه.....زين وش آخر التطورات عندج؟
نور مسحت على وجهها وبشحوب: أحاول اتأقلم على العيشة الجديدة.......إلا صدق انتي وينك الحين رجعتي لكويت؟
ايلاف بتنهد: مع الأسف أي....
نور فهمت الإشارة: انتي ببيت خالتك؟
ايلاف : أي......احس اني بسجن....جالسة بالغرفة مثل القطو لحالي.....

نور سكتت ، حالها يشبهها ولكن بمختلف الأحزان!

أكملت ايلاف: بس راح أقول لأبوي راح اكمل دراسة بامريكا...احسن لي من هالقعده هذي
نور بتأييد: زين ما تسوين.....طيب ما فيه شي ثاني ؟
فهمت عليها ايلاف واردفت بابتسامة خجلة: إلّا.....
نور ارتسمت على شفتيها ابتسامة بصعوبة بالغة : طارق؟
ايلاف بحالمية: أي......يعني صاير حاليا بينا مكالمات .....احسه مهتم فيني حيل....
نور بجدية: واضح يحبك...
ايلاف بحيرة: بس ماعترف لي...
نور باهتمام: الولد خجول ويترجم حبه لك بافعاله وتصرفاته
ايلاف بجدية: هو اللي قال لي ....قولي لأبوك راح تكملين دراسة بامريكا...
نور بشك: وهو بروح يكمل هناك...
ايلاف : أي
نور بحذر: انتبهي على نفسك.......لا تثقين فيه ثقة عميا....وخذي احتياطاتك منه
ايلاف بهدوء: لا تخافين علي صديقتج ....ذيبة ما ينوكل حقها....

نور ابتسمت هنا مرةً أخرى وكأنّ عضلات وجهها اعتادت على الابتسامة : طيب.....ما أطول عليك مع السلامة
ايلاف بزعل: وجع لا سكرين...
نور سكتت، سمعت انفاس ايلاف ثم اردفت: ماقدر اشوي مشغولة اكلمك بعدين وسيفي عندك رقمي الجديد
ايلاف برضا: انزين....وديري بالج على نفسج...
نور : وانتي بعد مع السلامة
أغلقت الخط ثم نهضت، الهروب مفيد في بعض الأحيان ولكن لن يطول أمره بالنسبة إليها، لابد ان تواجه كل الحقائق
لذا .....قررت أن تخرج من هذه الوحدة جمعت ملابسها القليلة في الحقيبة المتوسطة الحجم التي اشترتها من اجل هذا اليوم واخذت جاكيتها الأسود التي اشرته ارتدته على عجل وسحبت هاتفها وخرجت من الغرفة
صعدت المصعد وصلت إلى اللوبي سلمت مفتاح الغرفة
ومن ثم دفعت المال المستحق لجميع الليالي التي مكثت فيها هنا
ثم توجّهت لناحية ماكس والذي كان يُراقبها طيلة المدة
يظن أنها لن تلحظ مكانه ولكن هو مخطأ ولن تنكر أنّ وجوده اشعرها بالأمان توجهت إليه وهو كان جالسًا يرتشف قهوته ويقرأ الجريدة!
علمت انه مكث في الغرفة المجاورة لها وفهمت أنه يُجيد اللغة العربية لأنها سمعته ذات يوم يتحدث مع أمير بها ولكن بطريقة مكسرة
عندما وصلت إليه سحبت الجريدة من يده وتحدثت باللغة العربية: وصلني لمكان امير...
نظر إليها لوهلة ، وبتعجب اردف : what?
انحنت للأمام ليصبح وجهها مقابل وجهه اكثر وبحده نظرت لعينيه: ادري انك تفهم عربي .......لا تسوي فيها كريزي......وقوم وصلني لعند أمير...
ازدرد ريقه وبلل شفتيه ونظر لمن حوله ثم نهض وسحب من يدها حقيبتها وأشار لها أن تتقدم أمامه....وما إن خرجا حتى فتح لها باب السيارة وركب بعدها وقادها إلى المكان المنشود
حدّقت في كل الأشياء من حولها دون أن تركّز عليها
كانت تفكر .....وكثيرًا حتى بها وصلت إلى أعماق تفكيرها المخيفة
وهي ابنتها؟!
هل ستدخل عليه وستراها في حضنه؟ هل حان موعد لقاء الألم والابنة الآن
كانت ستتراجع ولكن الجمت نفسها عن التحدث بأخذ نفس عميق مسموع لمسامع ماكس....
شبكّت أصابع كف يدها ببعضهما البعض، تذكرت الأمور الخفيّة عن ديانا وأمير
ذات ليلة، في غرفة المستشفى التي احتجزوها بداخلها، بكت بوجع نفسي مؤلم ....كانت تلك الليلة ليلة شديدة البرودة والثلوج غطّت شوارع أكسفورد بكثافة زادت من جمالها.....
كانت في شهرها السابع بطنها بدأ كبيرًا بالنسبة إليها ومخيفًا
كرهت نفسها اكثر مما قبل وقفت امام النافذة وهي ترتجف خوفًا
اضاعت عليها سنة دراسية كاملة بسبب زواجها وحملها!
واحتجازها هنا
بكت ، بكت بخوف ......خائفة من فكرة الانجاب......خائفة من كل شيء .....مجروحة من الحُب....من العشق....من الفراق الغير مخطط له بالنسبة إليها
وضعت يدها على بطنها وهي ترتجف، علمت أنها تحمل بداخلها أنثى....ربما ستكون قبيحة كوالدتها .....او جميلة كوالدها
كانت تلك الفترة تثق بقبح وجهها......صنفت نفسها من اقبح الناس على وجهه الأرض بسبب قلة ثقتها بنفسها وبسبب ما عانتها من تنمّر

.

كانت قد استرجعت جزء بسيط من هذه الثقة بعد معرفتها ببهاء الدين(مُراد) ولكن سريعًا ما هدم هذه الثقة
همست لطفلتها وهي تمسح على بطنها بشكل دائري ويدين مرتجفتين: لا تجين .......لا تجين على هالدنيا .....ما في شي حلو.......i swear....
ثم أسندت
جبينها على النافذة الباردة ووضعت كفي يدها عليها وبكت بصمت!
.
.
وها هي مع هذه الذكرى .....غير قادرة على البكاء ....غير قادرة على مجابهة الأمور.....لا تدري هل ستتقبلها ؟
في الواقع لا تريد أ تراها .....فهي على غير استعداد لهذه اللحظات.......توقف ماكس في الـ(الباركنق) أوقف السيارة نزل ليفتح لها الباب.....نزلت وشدّت الجاكيت على جسدها ...تنهدت
ثم أشار لها ماكس : السيد أمير.....هُنا...
توجهت لناحية الباب اتى بجانبها اخرج من جيبه نسخة أخرى من مفتاح الشقة وفتح لها الباب
دخلت وهو بقي في الخارج لم يدخل ما إن غلقت الباب حتى سمعته يقول: ماكس لك فينك يا زلمي تأخرت......راح روح لسندرا.....طمني كيفها لنور....
ثم خرج من الغرفة ، وفهمت انه كان يرتدي ملابسه، كان سيتحدث ولكن ما إن رآها حتى انخرس وازدرد ريقه
تغير عليها....تشعر بكبر سنة فجأة....لم يعد أمير الذي تعرفه
شعره ما بال شعره قصير للغاية ......وله شارب ماذا حدث هل يتنكر بشخصية أخرى؟ ولكن لِم هو هزيل؟
هل بسبب موت محبوبته؟!
وهي ايضًا تغيّرت عليه.......اصبحت هزيلة ...شاحبة......مهملة لشعرها الطويل المنثور على كتفيها....تنظر بنظرات لا تفسر ومشتتة.....شفتيها متقشرتين ......حاجبيها معقودين .....تاخذ أنفاسها بصعوبة لتكبح شيء بداخلها لا يعرف ما هو؟
ربما الخوف!
ابتسم لها وتقدم لناحيتها بخطى سريعة ولم يترك لها مجالًا احتضنها.....بل اعتصرها وودّ لو يدخلها ما بين ثنايا صدره
اشتمّ رائحة شعرها التي تذكره برائحة والدتها
تحدث بلهجة سعودية: نورتي المكان يا قلبي....
لم تبادره بهذا الاحتضان ولكن ودّت (لو ) يبقى هكذا مطولًا هي بحاجة إلى هذا الحضن مُنذ أسبوع
أراحت رأسها على كتفه ، واغمضت عينيها التي تأبى خروج دموعها وانغمست لرغبتها للشعور بالأمان وطوّقته بيديها وبادرته بالاحتضان
رقّى قلبه على حالها ونزلت دموعه على خديه شدها اكثر إليه وكأنه يخبرها بأنه بجانبها للأبد طبطب على ظهرها همس
: حبيبتي بتأسف على كل شيء....على كل شيء يا نور...
ازدردت ريقها ومن ثم....دفنت وجهها في صدره بعد ان ابتعدت قليلًا لمسافة معينة لتمكنها من الوصول إلى تلك المنطقة التي تقسم أنها ستجد بها جزءًا بسيطًا من والدتها ....ديانا دومًا ما تفعلها حينما تشعر بالتعب .....كانت تنظر لهما بالخفاء دون ان يشعرا
وقد لمحت ذات يوم هذه الحركة التي تفعلها والدتها وتهمس له
بحب: تعبانة لمني بين احضانك امير وخليني اغفى!

هي الآن لا تريد أن اتغفى تريد أن تشعر بوالدتها
حركتها تلك آلمتهُ ، وذكرته بها
قبّل راسها وطبطب على كتفها ثم مشى بها لناحية الصالة اجلسها بجانبه ولم يدعها تتحرك من حضنه
وهي أسندت
رأسها على كتفه بتعب، وارهاق.......هي لا تريد هذا الحضن منه ولكن لا يوجد هنا من تريده!......هو كاذب....وخائن......ولكن دومًا ما تعود إليه ......مقدّر عليها ان ترتمي في حضن من كان سببًا في ابعادها عن وطنها.....هي تنتمي إليه وهو ينتمي لحبه الذي يبحث عنه في احضانها ......هي تبحث عن الأمان ....وهو يبحث عن عشقه كالمجنون....وكلاهما يداوي جرحهُ باحتضان الآخر .......شدّت على خصره ....وهي ترتعش
همست لهُ: ابي انام
تنهد بضيق على حالها من الواضح أنها لم تنم جيّدًا طيلة تلك المدّة لذا سحب نفسه إلى زاوية الكنب وهي سحبت قدميها لتمدهما على الكنبة وتنسد رأسها على صدره اغمضت عينيها وهو أخذ يمسح على شعرها
وبدأ يغني لها بلحن هادئ وحزين:
هي وهي وهللا
سمن وعسل بالجرّا
مناكل نحنا والبوبو
نام نام يا زغير نام
نيَّمتو ما كان ينام
نام.. ألله يا عيني
إبني يا عنب الزيني
يا الله يا الله يا دايم
تحفظ عبدك النايم
تحفظ عبدك وتْجيرو
وتخلّيه نايم بسريرو

.
.

اهتّز جفن عينيها بلا دموع كانت والدتها تغنيها لها وهي بعمر السادسة والسابعة قبل غربتها الأولى عندما تأبى النوم كانت تُغنيها لها لتغط في سبات عميق لا تدري هي تنام بسبب دفئ صوت والدتها ام بسبب الكلمات!

هل يعلم أنها كانت تُغنيها لها أم ما يحدث الآن من محض الصدق التي تُزيد الأوجاع؟
لم تنهاه عن اكمالها وترديدها لمسامع آذنيها جعلته يُكملها وهي تتذكر طفولتها المحفوفة بحب والدتها وبحب ابيها يوسف......اهتزّ جسدها برغبة عارمة للبكاء ولكن عجزت من اخراج الدموع
فشدها أمير لصدره مردفًا هذا البيت: يا الله يا الله يا دايم ،
تحفظ عبدك النايم
فشدّت على جفني عينها وحاولت بشتّى الطرق للنوم ولكن عجزت من النوم .....سيطرتها باتت مستنزفة .....عاجزة .....سكت أمير واخذ يراقب ملامح وجهها .....ويمسح على شعرها بهدوء....تشبه والدتها لديها الانف ذاته.....الحاجبين ذاتهما .....حدّة الوجه ذاته.....انحنى وقبّل جبينها بلطف وكأنه يُهديها اعتذاره عن كل شيء بلا استثناء......مسح على خدها بلطف .....وبندم يأكل قلبه على إخفاء امر ابنتها عنها طيلة هذه المدّة.......سمعها وهي تأخذ نفسها عميقًا
وتردف وهي مغمضة لعينيها: اوصف لي شكلها؟
لم يفهم ماذا تقصد بالضبط لذا أكملت قائلة: اقصد بنت بهاء الدين

اوجعه قلبه، حينما اردفت بهاء الدين لو تعلم أنّ حتى اسمه كذبة
وحياتها معه اكبر كذبة لاستمالتهم عن طريقها لناحية الهوى
لجُنّت!
تنهد بضيق وازدرد ريقه مترددًا: شعرها بني غامق.......
ابتسمت بسخرية وما زالت مغمضة لعينها: على ابوها
شدّ عليها وكانه يريد مؤازرتها: عندها تغاير لون عينين .....اليمين لونها عسلي فاتح.....واليسرى بني غامق....
تحشرج صوتها هنا وهي تشد على عينها تريد إخراج الدموع ولكن بلا جدوى: يعني قبيحة مثلي....
قوّس حاجبيه بضيق، وخالجته حشرجت بكاء حاول كبحها: بشرتها حنطية مائلة للبياض....
اردفت بضيق: مثل ابوها.....اجل لعصبت بصير لونها احمر......
ارتجف جسدها بعد ان سكتت تلك الرجفة التي تنم عن البكاء
ثم نهضت من حضنه ونظرت لعينيه : هي مريضة بسببي ....عشان كنت آخذ حبوب عن الكآبة......وعن اضطرابي.....
امير بجدية ليطمئنها: لا.......
نور ازدردت ريقها: أجل ليش تعبانة؟
امير لا يريد أن يُخفي عليها تلك الأمور تحدث باللهجة السعودية: نقّص عندها الأكسجين عند ولادتك لها.....واثر هالشي على نظرها...
نور بانكسار: يعني صارت عميا؟
أمير بهدوء: لا.....ولكن صار عندها ضعف نظر حاد....واضطريت أوافق على عملية إعادة تصحيح النظر وهي بهالعمر لأنها صارت نسبة العما كبيرة.....
نور ازدرد ريقها واردفت بصوت اشبه للهمس بسبب حشرجت البكاء: والحين تشوف؟
أمير هزّ برأسه مبتسمًا وهو يطبطب على كف يدها الأيمن: أي....بس لازم تلبس نظارة....
نور سكتت، ومن ثم تذكرت أمر واردفت سريعًا: اخبار يدك؟

لن ينكر أنها تملك قلبًا طيبًا ، تملك في قلبها حنيّة لا تعرف
رغم محاولتها في أن تصبح قاسية وبعيدة كل البعد عن مشاعر الرأفة إلا انها لا تستطيع أن تنغمس لهاويتهم!
: بخير.....بدأ الجرح يلتئم وما صرت احس بالوجع.....
هزت رأسها برضى.....ثم قالت : خلاص روح لها.....
ثم نهضت لتردف: أنا بطلع اتمشى اشوي.....وبرجع....
أمير نهض ثم قالت سريعًا قبل أن تتحرك من أمامه: طلعت رقم جديد....عطني جوالك اسجله لك...
مد هاتفه لها بهدوء سحبته سجلت رقمها ثم انسحبت من نظراته ومن ضعفها امامه ثم خرجت......لتجد نفسها تتنفّس بعمق وتشهق بشهقات متتالية تنّم عن رغبتها في البكاء......وضعت يدها على قلبُها تشعر باضطراب أنفاسها .... تشعر بالخوف......بالضياع.....بالتشتت والانهيارات أمام جميع الذكريات التي تطرأ عليها في هذه الدقيقة
نظر إليها ماكس ثم اتى بقربها راكضًا
: are you ok?
حدّقت في عينيه بعينيها الجاحظتين أومأت برأسها بمعنى (أجل)
ثم ابتعدت عنه وهمّ بمتابعتها وفق امر امير ولكن شعر بكف تربت على كتفه الأيسر: اتركها.....خليها اليوم بدون مراقبة.....يمكن تئدر تتنفّس وتتخلّص من عبء احزانها....
ماكس فهم على امير حرّك رأسه بهدوء
أمير : راح روح للمستشفى اطمأن على سندرا.....وبعدها راح روح على المبنى الجديد للشركة....وانتّا هلأ روح وتابع شغلك ......لك بس ساعة حتى تخلّص شغلك وتجي لهون لا تنسى ...بخاف ترجع ديانا وما تلائي حدا هون وانا انسيت اعطيها مفتاح احتياطي للشقة!
ماكس: اوك....
ثم ركب سيارته وانطلق
أما هي تمشت ببطء على الرصيف......تحاول أن تهدأ من انفاسُها المضطربة أن تستعيد وعيها ....اخذت تنظر لمن حولها....اغمضت عينيها وامتّصت ذكرياتها المأساوية واكملت الطريق إلى ان دخلت في زحمة باريس ...بقُربها من المطاعم والكافيهات وحتى محلات الملابس.....تجوّلت حول المحلّات ودخلت في معمعة الناس وزحمتهم إلى ان قررت في الذهاب إلى اقرب
كوفي شوب .....تُريد أن تشرب قهوة تستعيد بها نفسها
وتمتص غضبها!.
حقيقةً أصبحت مدمنة على شربها .....في هذه الأوان!
مشت بخطُى هادئة ، تتنفّس بهدوء وتجول بانظارها إلى الشوارع اقتربت من الباب
سحبت الباب لتفتحه ثم خطت خطوة كبيرة للأمام حتى اصطدمت في كتف إحداهما
واردفت بالفرنسية قبل أن ترفع رأسها وهي مطأطأة به ومنحنية لسحب هاتفها الذي سقط على الأرض ولكن لم ينكسر!
: Je m'excuse

ثم وقفت بشكل سوِ ورفعت رأسها ، نظرت إلى وجهه ، واحتبست أنفاسها ...وتجمّدت أطرافها وحواسها ...لم تُرمش بعينها بقيت تبحلق في وجهه ...تشعر أنّ لسانها شّل حاولت أن تنطق اسمه ولكن عجزت....كما هو مصدوم في هذا الحال ويبحلق في وجهها كما هي تبحلق في وجهه ، شعرت أنّ الزمن توقف عند هذه اللحظة حتى بها اختنقت واحمرّ وجهها الجميع انصدموا من منظرهما المتجمّد امام الباب!
إلى ان اتى احدهم طالبًا منهما أن يتحركا ليتمكن من الخروج
فهنا استيقظت على نفسها وتراجعت خطوتين شاسعتين للابتعاد عنده وتسمح للرجل العبور وادركت شيء ما حتى إنها ابتسمت بسخرية الصدف
بينما هو تلعثم وهو يتحدث: Noor?
لم تُجيب عليه......كل ما فعلته اقتربت منه وحدقّت في عينيه بحقد : lier?(الكذاب)
ازدرد ريقهُ وابتعد حينما سمع تلك الفتاة تناديه بحب
: Tom……..where are you?......look..my love….iam trying to….
ولم تكمل حديثها، لأنها انتبهت لتجمده ونظرات نور الساخرة له! تحدثت متسائلة
: who is she?
رمقتهما نور بنظرات استحقار وسخرية ومن ثم خرجت من الكوفي بدلًا من ان تطلب منه قهوتها!

اما توم مسح على وجهه بتوتر وتلك الفتاة ما زالت تسأله من هي نور؟ ولكن لم يُجيبها واصّر عليها ان تبقى هنا تنتظره ثم خرج راكضًا....
أما نور.....ما إن خرجت حتى ضحكت بقوة وشعرت بضيق تنفّسها يعود من جديد نظرت لمن حولها وابتسمت بسخرية وعادت تضحك كالمجنونة!.....ولم تنتبه لتوم الذي يركض لناحيتها

تشعر أنها جنّت ...لماذا الجميع يبتسم؟...يفرح....يُسعد ؟...يوفّق في حياته وفي حبه وهي تفشل في كل هذا.....هل العيب فيها أم في الناس الذين يعيشون من حولها...لم تتوقف عن الضحك ....مستمرة ....في الضحك على نفسها وعلى بشاعة ما يحدث لها....إذًا توم خدعها....لم يكن مريضًا ومصابًا بالإيدز كما قال.....هذه كذبة من اجل ان يفترقا بهدوء....ويأتي لهنا...من اجل حبيبته الجديدة........نظرت للسماء وهي تضحك.....بعمق شعورها بالقهر....شعرت بيد احدهم تمسكها وتجبرها على الالتفاف لناحيتها
نظرت لعينيه وباشمئزاز: leave me!
توم بتوتر.....وبخوف من ردت فعلها (مترجم): لن اتركك...دعيني اشرح لكِ الامر....

نور واخيرًا رأت لها متنفّس لقهرها لتنفجر صارخة في وجهه(مترجم): ماذا ستقول؟.....هل ستخبرني عن شفاؤك عن المرض ام عن حبيبتك الجديدة؟

توم ازدرد ريقه وتلك الفتاة لم تستمع له بل خرجت وبقيت واقفة امام باب الكوفي ونظرت لهما حتى استشاطت غيضًا لرؤية نور
القريبة من توم وضعف توم عن الحديث أمام صراخها ولكن قررت ألا تقترب منهما!

توم حكّ جبينه(مترجم): صدقني انا لم أخنك .....احببتُك حقًا ولكن..
ولّت بظهرها عنه لتمشي ولكن مسكها من كف يدها وهو يقول بصدق(مترجم): كنت انوي الزواج بك.....ولكن لم استطع أن افعل هذا لأنكِ.....
نور تنتظر الصدمة الأخرى منه ليكمل بقساوة: لأنكِ عربية الجنسية .....وتنتمين إلى ديانة .......لن يتقبلها أي فرد من عائلتي...فخشيت عليكِ من هذا الأمر وابتعدت....لكي لا أُحدث لكِ ضررًا في حياتك!
نور نفضت كف يدها من يده وبحقد اردفت (مترجم): إذًا اتركني واذهب لحبيبتك ....انظر انها تنتظرك أيها الجبان!
ثم ركضت بعيدًا عنه وعن اعترافه الذي زاد من قهرها ومن وجعها أما هو عاد لمحبوبته التي اخذته يمنةً ويسرى بالأسالة ولكن لم يُجيبها على أي واحدٍ منهم!
....
شتمت نفسها وغباؤها ، لِم جعلتهم يتحكمون بِها ويستغلون ضعفها وحاجتها إليهم .....لم جعلت نفسها كالدمية يتلاعب بخيوطها لتحريكها كما يشاؤون ؟! وهي تمتلك خواص ربما كيمائية لا تتناسب مع خواصهم لأنها تسبب الانفجار وخواص فيزيائية عنيدة تسبب التنافر للابتعاد عنهم ! تلاعبوا بتلك الخيوط ولكن قُطّعت بسبب ما يمتلكونه من خواص لا ترغب في مجاراة خواصها ابدًا!

ولكن ما يؤلمها أنهم حاولوا بشتّى الطرق ان يتكيّفوا مع خواصها الغريبة حتى أنهم خططوا لحياتها بدلًا منها !....دمروا استقرارها وهي تحاول ان تشد بيديها الضعيفتين على بقاؤه هادئة.....

مسحت على خديها متوهمةً بوجود الدموع التي لم تنساب على خديها في الأصل....ومشت بخطى متسارعة لناحية الهاوية دون تردد ودون تفكير بالعواقب.....لا تدري بهذا الفعل تنتقم منهم أم تنتقم لنفسها! هي منعت نفسها من الإقدام على هذا الأمر لعدّة أيّام وجيزة ولكن ما حدث لها الآن اخلّ باتزان افكارها...وانصاغت وراء رغبتها .....ثم.....توجهت إلى إحدى الأماكن الملعونة .....لم تهتم لا للنظرات الحقيرة الموّجهة لها ولا إلى الاشكال المقززة التي تنظر إليهم بانكسار من حالها!....دخلت هذه المرة دون خوف.......لرغبة بداخلها وتتمناها من زمن بعيد! ......تُريد النسيان ...والمرح ولكن بطريقة......تجعل من الإنسان حيوانًا لا يعرف نفسه !
كانت الموسيقى صاخبة ومزعجة لخلايا العقل....ولكن هذا مفيد بالنسبة إليها مفيد لاخراس الذكريات وشعورها بالاشمئزاز حول حياتها وغدر الناس لها.....توجهت للكراسي الرفيعة امام تلك الطاولة ......اقتربت منهم وقبل أن تجلس
اشارت للعامل ان يناولها كأسًا، فناولها إياه في بعض ثوانٍ وقبل أن تأخذه ازاحت من على جسدها الجاكيت.......ووضعته خلف الكرسي ومن ثم جلست ......نظرت للكأس تمنعت فيه.....اشتمّت رائحته قبل ان تقربه من شفتيها اشمأزت منه وابعدتهُ عن انفها ...خفق قلبها من اقدامها على هذا الذنب العظيم....وشعرت بتأنيب الضمير وكادت ان تقوم وتهرب من المكان ولكن ...شدّت على الكأس بقوة وقرّبتهُ من شفتيها اغمضت عينها لكي لا تستمع لنفسها التي تُنهيها عن هذا الأمر ...ثم ......شربت أول سمً وأوّل مقربةٍ من الذنب في دفعة واحدة .......شعرت بمرارة ما فعلتهُ واشمأزت من مذاقه هزّت رأسها وكأنها تُنفض الذكريات جميعها من دماغها الصلب......ولم تتردد عن طلب كأس آخر حتى إنها .. اشارت له بكأس ثاني...فـ تعجب منها
متحدثًا باللغة الفرنسية (مترجم): عزيزتي ......لا تشربيه في دفعة واحدة وإلا ستخسرين عقلك سريعًا!
لم تجيب عليه حقيقة ً لا يفرق الأمر.... شربته في دفعة أو في دفعات الأمر واحد ما إن يدخل في فاهك ويعبر إلى معدتك سيفقدك اتزانك لا محالة ولكن فهمت هو خائف من أن تثير المشاكل بعد أن تشرب الكثير والكثير !
ناولها الكأس وشربته في دفعة واحدة، وهنا أدركت انها انغمست في مشاعر الهروب للذنب باندفاع مُخيف ...لنسيان ما يحدث لها من خذلان!
هي لا تريد ان تُعيد ما حدث لها قبل خمس سنوات .....لا تريد ان تتذكر اوّل رشفة من هذا الذّل لا تريد ان تُعيد الامر للوراء....ولا تريد أن تُعيد ما عانتهُ بسببه!
ولكن تشعر انّ الجميع بدآ يضغطون على اوتارها و على اوجاعها لذا هي تُريد أن تسكّن من آلامها بهذا الطريق المظلم ...والموحش.....والمؤدي للضيّاع في بئرٍ عميق سرمدي!
بدأت تشعر بالدوران......وعدم الاتزان ....والتخبط في الحديث بينها وبين نفسها ......ابتسمت كالبلهاء له و
اشارت بأن يناولها الكأس الثالث
كان سيعترض ولكن اشارت له وهي تتحدث بثقل وبلغة فرنسية صعبة (مترجم): لا تكثر الحدييييييث.....هيّا...اعطني كأسًا آخر وإلا لن ادفع لك ثمن الكؤوس الأولى!
حدّق لها بملل، تنهد وهو يشتمها ولكن ابتسمت تشعر أنّ كلمته في محلها هي كما قال ولن تتشاجر معه هي في الأصل تنظر لنفسها كما وصفها !
ناولها الكأس سحبته من يده بقوة ثم
شربته في دفعة واحدة .....ثم نظرت للكأس بهدوء وهي تبتسم كالمجنونة.........اخذت تحدثه بسخرية
: ذنبي....وذنب ديانا.........وذنب الأشقر....... والاهم ذنب يوسف!

وما إن طرأ عليها اسم والدها حتى شدت على شفتيها لتمنع رغبتها في البكاء..... ..ابعدت الكأس عنها وكأن تُبعد صورته عن بالها بهذا الفعل!.....ثم ...اخرجت من حقيبتها المال المستحق وبعثرتهُ على الطاولة بيدين مرتجفتين!
قررت الانسحاب من هذا المكان بعد أن مرّت الخمسة عشر دقيقة من بقائها هنا فضجيج الموسيقى التي من هذا النوع بدا يزعجها لذا نهضت وشعرت بدوران عارم لرأسها، ولكن لم تبالي ...مشت خطوة لتبتعد عن الكرسي وكادت تسقط ولكن تشبثت بيدها بطرف الطاولة وضحكت بخفة و بخجل! ثم استقامت في وقفتها ...و.....سحبت الجاكيت بيديها ...واخذت تترنّح يمنةً ويسرى في مشيها ...إلى أن وصلت إلى الباب ثم خرجت للهواء الطلق...!
ضحكت على حالها، وبدأت تُهذي بكلمات غير مفهومة وتمتمات غير معروفة وبلهجات ولغات مختلفة ومكسرة؟
لا تنّم إلا عن حالتها وانكسارها وشتم نفسها!
جلست على إحدى الأرصفة الجانبية واسندت رأسها على الجدار الخلفي
حدّقت في السماء الممتلئة بالغيوم
واردفت : انا حققييييييييييييرررررررررررة.....

ثم وضعت كفّي يديها على وجهها واجهشت بالبكاء ...دون دموع؟!

واخذت تشتم وتسب نفسها، مرارًا وتكرارًا ثم اخذت تعاتب والدتها بصوت مكسور : ليش جبتيني يا ديانا ليش؟

شعرت بذنبها واخذت تبرر ذلك : هم ضيعونيييييييييييي.....ضيّعت بنتك يا
وبثقل ورجفة شفتيها: يوووووووسف....

ومن ثم مالت على جنبها الأيمن تضحك بسخرية مجرى الأمور عليها : هذا مكاني الصح!!!
واعتلت ضحكتها ، واشتدّ صوت الرعد والبرق ....لتبدأ السماء بالهطول......اغمضت عينيها بشدّة ثم فتحتهما و...نظرت للسماء....للغيوم التي تحوّلت فجأة إلى سواد.....ابتسمت واخذت تكرر بيقين: عذابييي.....عذاااااابي...
.
ومن ثم ضحكت وبكت في الآن نفسه....وبعدها اتكأت على الجدار محاولةً للنهوض وما إن نهضت حتى تراجعت خطوتين للخلف مترنحة وسقطت على أكياس القمامة
واعتلى صوتها بالضحك هنا ...رغم مرارة الأمر إلا انها تشعر بالسعادة والمرح والقليل من الخوف! ....ولم تشعر بقطعة الزجاج الخارجة من منتصف الكيس والتي خمشت يدها بخفة .....حاولت النهوض مرةً أخرى .....ولكن سقطت هذه المرة على طرف الزجاجة لتخمش خاصرتها!...لأنها استلقت على الاكياس سريعًا...وهي تضحك فلم تشعر بالألم...استمرّت بالضحك... إلى أن شعرت بجنون سكرتها المشؤومة....قوست حاجبيها على حين فجأة بعد ان شعرت بحرارة تتسلل كف يدها وطرف خاصرتها الأيمن...رفعت يدها امام وجهها ونظرت للون الأحمر جرحها ليس بتلك الغزارة ولكن نزف بشكل مخيف كونها فاقدة لوعيها تشعر انه غزير فابتسمت ببلاهة وبذعر ناتجة عن الشرب: المطر صار احمر......لالا....هذا عذابييييي.....يدي......عذااابيي...
ثم جلست ....وبحلقت في يدها ومررت يدها الأخرى عليها لتشعر بوخز الألم فعضت شفتيها وشتمت نفسها من جديد
ومن ثم قررت أن تشّد على الجرح ...شدّت عليه ثم صرخت.....حتى شعرت انها بدأت تستعيد وعيها قليلًا من الألم الذي شعرت به....وبسبب برودة المكان والمطر الساقط على الجرح تشعر بالخدر في يدها ....لذا
احتضنت كف يدها لناحية صدرها.....سحبت جسدها من على الاكياس تحاول النهوض وأخيرا نجحت هذه المرة دون أن تحدث لجسدها أي ضرر ...ولكن شعرت بوخز لناحية خاصرتها لم تهتم لهذا الشعور ....مشت للأمام بثقل.........مشت عائدة للشقة .....هكذا حدثها عقلها اللاواعي...ستعود هناك....تشعر بالتعب وبالغثيان .....فالشقة ليست بعيدة ...ولكن ثقل جسدها وترنحها وسقوطها ونهوضها فجأة اخّر عليها امر الوصول.....وشدّت الرياح والمطر صعبّا عليها الأمر كعقوبة على ما فعلتهُّ
من يمد لها يد المساعدة نهرته بالابتعاد عنها شاتمته بكل اللغات التي تعرفها.....ما إن يستوعبوا مدى فقدها لوعيها حتى بهم يبتعدون هنا درءًا للمشاكل والمصاعب التي ستمطر عليهم لو اجبراها على ما لا تريده!
سقطت على ركبتيها....وهي تلهث متعبة ......تشعر بالغثيان اغمضت عينيها وتنهدّت بضيق
شعرها اصبح ملتصقًا على وجهها.... من شدّت وغزارة المطر وهطوله....ابعدته عنها بضيق ومن ثم عادت تشد على يدها لتسكت الألم.....بقيت تمشي لناحية الشقة بما يُقارب الربع ساعة
اخيرًا وصلت الشقة طرقت الباب لأنها لا تملك المفتاح وأمير نسي أن يعطيها نسخة منه !
صرخت : فتحوا...يا كـ.....فتحوا يا...
وبدأت تشتمهم ......
إلى أن ارتخى جسدها وجلست على الأرض بطريقة مفاجأة ومؤلمة لها واسندت نفسها على الباب......بدأت تُكمل هذيانها .....وارتفع صوتها بالضحك...ومرةً بالبكاء.....كل من مرّ هنا حاول ان يقدّم لها مساعدته ولكن ترفض وبشدّة ......كانت
تكرر كلمتها: عذابييي......مطر.....دم .....عذااااابي...ههههههه.....انا نورة ....ولا نور؟.....ههههههههههه......
مدّت رجليها للأمام ومن ثم ضحكت : هههههههههههههه نفس جلسة جدتي مزون.....ههههههههه...
نظرت للناس الذين ينظرون إليها بأسى، وسمعت همساتهم ولكن لم تُعير لهم أي اهتمام، قرفصت نفسها بشكل سريع ، ونظرت للسماء وما زالت تكرر: عذااااااااااااابي....عذااااااااااااااااابي.......
ثم ضحكت بشكل مخيف ومريب للنفس....واخذت تتذكر من طفولتها الشيء الكثير
حتى بدأت تهذي بأقوالها عندما تتشاجر مع اخيها : نااااصر لا تاكل بسكوتي....بعلم عليك ......ابو....
لم تكمل بسبب مداهمة الحازوقة لبلعومها .....ما إن شعرت باستعادة تنفسها حتى ضحكت.......اسندت رأسها على الباب وحدّقت في السماء وفي الغيوم ......ومدّت يديها للمطر...فتحت فاهها .......لتدع قطرات المطر تنساب بداخلها .......ثم ضحكت
: هههههههههههههههههه أمي راح تضربني عشاني شربت مطر....ههههههههههه ناصر لا تعلمها.....تكفى.........ههههه

والكثير من الهذيان والجنون.....مرّ ما يقارب النصف ساعة وهي على هذا الحال إلى حين هدوؤها بسبب غفوتها السريعة تشعر أنها ما بين الواقع والحلم ....تسمع حديث الناس...ولكن ترى الظلام......وتبتعد عن النور....منزعجة منهم ...ولكن لا تريد ان تتشاجر معهم بقيت هكذا امام الباب و لم يجرؤ احد على لمسها أو على الاقتراب منها تحدث احدهم بانه سيتصل على الشرطة ولكن من حسن حظها أن ماكس وصل إلى هنا قبل وقوع الكارثة امسك بيد الرجل لينهيه عن سحب الهاتف من مخبأ بنطاله
تحدث معه باللغة الفرنسية (مترجم): لا داعي لذلك انا سأتولى امرها.....فهي قريبتي....
ثم نظر للمجموعة المتجمهرة أمام الباب وبصوت حازم (مترجم): هيا انصرفوا من هنا ...هييييييييييييييا......

ثم اقترب منها اخرج المفتاح من جيبه فتح الباب ثم انحنى وحملها بين يديه .....هنا شهقت ديانا ....وشدّت على رقبته خشيت من سقوطها على الأرض ...شعرت انها بدأت تحلّق بعيدًا عن الناس ثم ضحكت على انتشاؤها اللعين !...اغلق ماكس الباب بقدم رجله اليسرى...
وفجأة تحدثت نور بثقل: توم ولا بهاء؟
نظر ماكس إلى وجهها الشاحب.....واشمئز من رائحتها الكريهة بسبب الشرب وبسبب سقوطها على القمامة والتصاق الاوساخ على ملابسها بكل سهولة لوجود قطرات المطر عليها
وضعها على الكنب
وابتعد عنها ولكن مسكت بكف يده لتشد عليها وتنهض بصعوبة ابتسمت له وهي تضحك: ما اصدق...........بهاء......شطلعك من قبرك؟...ههههههههههههههههههههه.......هذا عذااااااااااااابي شوف...هذا عذاااااااابي...
رفعت يدها المجروحة أمام يده ......مسك بيدها وتمعّن في جرحها فهم أنه ليس غزيرًا ولكن لابد ان يعقّم حتى لا يلتهب وينظفه لها...لذا امسكها من اكتافها وارغمها على الجلوس
تحدث بلغة عربية مكسرة : جلسي......
حركت رأسها بعند وهي تحدّق في عينيه: لالا......ابي.. ..اقولك شيء....
سكت وانتظر ان تخلص هذيانها حتى اقتربت منه وطوّقت رقبته بيديها وبقي هو صامد وجامد ينتظر الفعل الآخر منها ليتصرف
ولكن كل ما فعلته انها ضحكت بصوت عالٍ لتقول: هههههههههههه تخيّل طلع لي بنت......تشبهني بالعيون ...وتشبهك في اللون....
اغمض عينيه ، بصبر
وابعد يديها عنه واجبرها على الاستلقاء على الكنبة ، وهو يردف بحسم : نامي....
نور وكأن الأمر بدا لها مقنعًا تشعر بالتعب ....وبالإرهاق هزت رأسها موافقته على الامر القت بنفسها لتتخلّص من يديه على الكنبة ......وتوقفت عن الضحك ولكن لم تتوقف عن الهذيان تحركت بشكل سريع لتصبح بعد ذلك مستلقية على بطنها ابتعد
عنها ماكس
وأجرى اتصال سريع ، بينما هي غرقت في تذبذبها وشتاتها في وحل الذنب ......في وحل الوجهة المُظلمة.....في الركض خلف الراحة باقتراف أعظم الذنوب واشدها...
.....................................
.
.
.
بقي معها لمدة ساعة كاملة ...يحاول ان يُبهجها ....يُضحك لها سُنها...يعوضها عن كل شيء فقدته ......اشترى لها الكثير من الألعاب......والحلويات و(الشيبسات)....ولم ينسى الأهم ... شراء الملابس....
مسح على رأسها: حبيبي بدّك جيب لك شي تاني؟
هزّت رأسها باقتناع بما شراه لها
(لا)
ابتسم لها ونظر إليها بحنان: راح توعديني تاخزي كل الدواء ......
هزت رأسها (أي)
يريد منها أن تنطق بكلمة واحده ولكن عجز ، عنيدة كوالدتها نور
نظر لجولي وتحدث معها : جولي ......حكيتي مع الدكتور مشان خروجها من هون؟
جولي تحدثت بلغة عربية مكسرة جديدة: أي.....ئال....تخرج بعد .....تو ويكس...(بعد أسبوعين)
حرّك رأسه برضى ، ومسح على شعرها ورنّ هاتفه
أجاب على المتصل : اهلا ماكس
ماكس نظر إليها ، هدأت أنفاسها وغطت في سباتها
تحدث بلغة عربية مكسرة ايضًا: سيّد أمير.....نور.....جات.....البيت.....لكن.......فاقدة وعيها...
نهض امير هنا بذعر: شوووو؟.....ئصدك شارباني؟

ماكس مسح على جبينه: أجل...

امير بغضب وعصبية، هذا ما كان يخشاه طيلة الفترة ...ان تعود للادمان.....للانسحاب إلى الهاوية .....والسقوط بلا وقوف!

: اسمعني منيح ...اعمل إلها ئهوي(قهوة)....واجبرها تشربها راح ارجع أنا عالبيت.....لا تتروكها إلا لم أجي...

ماكس نظر إليها: ولكن سيدي ...الآن هي نائمة....
أمير تحدث ما بين اسنانه: اجبرها على شربها...
.
ثم اغلق الخط قبل أن يسمع رده ، انحنى ليقبل الصغيرة على جبينها ثم ابتعد ووجّه حديثه لجولي: جولي انتبهي على سندرا ولو احتجتوا أي شي اتصلي علي او اتصلي على ماكس....
جولي بهدوء: اوك...
ثم خرج وهو يشتم نفسه على عدم اهتمامه بنور رغم إنها الآن وفي هذه الحالة من الصدمة كان عليه أن يكون اقرب إليها من نفسها ومراقبتها بكل ما أتي من قوة هو اخطأ حينما قال لماكس ان يكف عن مراقبتها
ركب سيارته وقادها بجنون !
.....................................
انتظام نبضات القلب يخترق مسامع أذنيه، ورائحة المعقمات لامست جيوبه الانفية بعمق، نظر للجهاز ليطمئن على المريض تنهد براحة ، تعاون الفريق الطبي معه
ساعده على اجراء العملية بشكل مريح وبعيد عن الضغوطات
مدّ يده : مقص!
ناولوه إياه بشكل سريع
تناوله من يد المساعد وقطع الجزء الطرفي من الخيط بعد ان أتمم عملية خياطة الجُرح.....
تحدث : انقلوه لغرفة الملاحظة وتابعوا حالته إلين تستقر....
ثم خرج....أزاح من يديه القفازات......ومن على فمه الكمامة....رماهما في القمامة.....ثم توجّه للمغاسل.....غسّل يديه....ومن ثم اغلق الصنبور ....وازاح من على جسده اللباس الخاص لإجراء العمليات ورماه....ارتدى معطفه الأبيض....وخرج سريعًا متوجهًا إلى مكتبه......دخل المصعد انغلق عليه الباب.....فمسح على شعره ...يشعر بالتعب....والارهاق......فالعملية استغرقت بما يقارب الست ساعات من اجل استئصال ذلك الورم الخبيث......لا يُريد الآن سوى الاختلاء بنفسه....لن يعود إلى المنزل....سيبقى هنا لفترة من الوقت!.....انفتح الباب خرج مشى ...مقترب من المكتب وضع يده على مقبض الباب فتحه ....دخل...واقفل عليه الباب.....جلس على الكرسي.....واسند رأسه للخلف......تذكر حاله وحال زوجته.....وكيف آلت الأمور إلى هذه المشاكل اللامنتهية.....تنهد....
كيف يُرضيها؟....كيف يقنعها في ان تُشيح بنظرها عن أمر الطلاق؟
هل يستخدم عبد لله كأداء للصلح؟
نفض هذه الفكرة .....نهض بعدها متجهًا للغلايّة الجانبية مقررًا في اعداد قهوة ليستعيد بها طاقته ووعيه.....
سمع رنين هاتفه سحبه من على المكتب أجاب
: هلا عزام....
عزام وهو يقود سيارته : هلا فيك زود.......
سيف سكب الماء في الكوب.....وبدأ بخلط الكوفي بالملعقة ليمتزج بالماء: شفيك متصل؟
عزام توقف عند الإشارة: خالي بو خالد عازمنا على العشا اليوم.......ولازم تحضر...
سيف جلس على الكرسي وشدّ بيده على رأسه من شدّت الصداع: ما فيه شي اسمه لازم....
عزام : سيف...
سيف بهدوء: لا تحاول.......اصلا اليوم مشغول حدي.....وما اظن اقدر اجي...
عزام بملل: تمام براحتك مع السلامة
ثم اغلق الخط ونظر لأخيه: ما راح يجي...
جسار ضحك بسخرية: ههههههه جبان خايف يواجه خالي...
عزام انطلق من أمام الإشارة ما إن اضاءة باللون الأخضر: انا اشوف افضل له انه يبتعد هالفترة ......
جسار : وانا اشوف غلط......
عزام بهدوء: لو واجه الجازي الحين .....الجازي بتنتصر عليه .....وبتصر على الطلاق اكثر....
جسار نظر للشوارع: وانا مع بنت خالي......واللي تسويه في اخوك ..صح...ما هوب غلط...
عزام بصدمة: والله انك مو صاحي يا جسار.....وش هالقساوة اللي على اخوك...
جسار لم يرد عليه
عزام بجدية: صدق سيف غلطان....بس والله ما أتمنى انه بيته يخرب....وينهدم.....
جسرا بعصبية : البنت ما طلبت الطلاق إلا انه كسرها .......وهو اعترف انه كان قاسي معها....ولا قد شكت منه......فأنا اشوف الطلاق لحالهم انسب......
عزام توقف عن القيادة جانبًا التفت على أخيه والتفت جسار مستغربًا: ليش وقفت؟
عزام بشك: جسار وقوفك مع الجازي بهالشكل مو مريّحني؟
جسار بربكة: شقصدك؟
عزام بجدية: انت صارحني....وقول.....
جسار بنرفزة: وش أقول....
عزام بقصد مبطن: اللي جا ببالك الحين؟
جسار شتت ناظريه عن أخيه: ما في شي ببالي...
عزام ربت على فخذ أخيه وشد عليه وهو يردف: الجازي....زوجة اخوك وبتتم زوجة اخوي وبنت خالك.......
جسار التفت على أخيه وبنرفزة: واضح بديت تخرّف .........وبديت تفهمني خطأ....
عزام بانفعال: لا والله ....ما فهمتك خطأ......جسار انت اكثر واحد أنا افهمه اكثر من نفسه.......انت توأمي .....لا تنسى....

جسار هز رجله بعصبية: انت تفكر إني اكن مشاعر ناحية الجازي......؟
عزام سكت ولم يسمع جسار سوى انفاس أخيه
صرخ جسار في وجه أخيه: صدق أنك حمـــ........بس عشاني قلت كلمة الحق....اتهمتني بالباطل.؟
عزام لنهي المسألة: ما اتهمتك في شي....بس انت مفضوح......انتبه من سيف يحس عليك.....وربي لا يجرم فيك....!
جسّار انفعل : ولحد الحين مصر على افكارك الغبية....
عزام التفت عليه بشكل سريع ومخيف له: قلت لك ما نيب غشيم.........اصحى على نفسك......حتى لو تطلقت .....ما راح تزوجها......ما راح....حتى لو نفسك فيها.....
ثم اردف بسخرية باردة: الله بلاني باخوان ما عندهم عقل.....وكل واحد يغلط غلطة اكبر من حجمه......
ثم نظر إليه: وأنت غلطتك اكبر مني ومنك........صاير انت واخوك واحد ...تحبون اللي ما هوب لكم.....
جسار باستسلام : دامك فتحت الموضوع اجل اسمع...
عزام سكت ونظر إلى أخيه وعينيه تجحدان بشرر وخوف من اعتراف أخيه !
ليكمل: كنت اول وقبل لا ياخذها أخوك ....حاطها ببالي اخذها بس ما كنت احبها مثل حُب سيف لغزل مجرد رغبة فيها بالزواج لا اقل ولا اكثر وربي يشهد بعد ما ملك اخوك عليها .....ما نظرت لها إلا نظرت الأخت.......وليومك ذا....ما شوفها غير أنها اختي......واقتنعت انها مو من نصيبي....والحق ينقال...اخوك ظلمها.......وما قدرها....يوم أوقف معها واصير ضد سيف ...هذا لا يعني اني ابي له الخراب او ابيها تطلق منه عشاني ابيها لا عزام ما هوب انا اللي يسويها.....
عزام بدأ يقود : مصدقك......بس لا تقسي على اخوك.....سيف عرف أنه يحبها ......وإن خسرها ....حنّا راح نخسر اخوك!
.
.
.
.
شرب من قهوته القليل.......وأخذ يفكر هل يذهب ....ليتمكن من رؤية ابنه....وكذلك زوجته أم لا؟!
لا يستطيع ان يواجه خاله.....فهو عرف أنه خائن....
تأفف ونهض يجول في مكتبه حائر يذهب أم لا؟
شدّ على قبضة يده
ثم قال: اروح احسن.....عشان احسسها إني مستحيل اتركها .....وإني شاريها....أي خلاص....بروح!
.
.
.
.
انتهى





قراءة ممتعة للجميع

اتمنى ارى تفاعلكم معي بهذا البارت
لا تحرموني من ردودكم + تقييمكم
ولا توقعاتكم

....
كونوا بالقرب
راح احاول انزل البارت الـ12 قبل الموعد
انتظروني





 

رد مع اقتباس
قديم 06-18-2020, 02:38 PM   #18
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الثاني عشر


.
.
.
.


.
تشعر بالاضطراب، أجل هي مُضطربة لأنها ستكون معه من خلف الحائط! وفكرة التخلّص من ذلك الدخيل في ذلك اليوم سيكسر والدها وبشدة وهي لا تريد أن تؤذي لا والدها ولا اخويها!
لا تريد أن تسبب لهم الحرج أمام الرجال
بعد مهاتفتها مع ابنت عمها بدأت تفكّر بعمق
السكوت هذا يُخيفها، ويُعني أنّ هناك أمر سيتحدث به والدها عمّ قريب
عليها ان تقطع هذا الامر
قبل وقوع الحادثة الكُبرى، لا تريد أن تتسبب في قطع علاقات وإحداث مشاكل .....
إن رفضتهُ في ليلة الملكة أبا سلطان سيلقي اللوم على والدها لأنه اجبرها وسيفهم الجميع إنها لم تختاره بل أجبرت عليه!
وهذا ما لا تُريده ...لا تُريد أن تصغّر والدها في أعين الناس
ولا تريد أن يُطيل زعل بندر عليها!
تريد إرضاء الجميع دون خسائر!
ولكن كيف؟
هي لا تجرؤ على مناقشة ابيها في هذا الأمر.....تشعر بالخوف....وتخشى من أن تُفضح أمامه....ولكن هناك وقت طويل قبل ذهابهم إلى منزل عمها غازي....
ووالدها في غرفته لِم لا تذهب وتحادثه الآن وتُنهي الأمر؟
عليها أن تجرّب حظها...وإلا ستكون سببًا في خصومات كبيرة .....وربما ستُحدث شجارات هما في غنى عنها!
ازدردت ريقها ......وفركّت يديها ببعضهما البعض.......ستحدثه
لابد أن تخطو هذه الخطوة الجريئة منها.....إن لم يقتنع .....ستضطر إلى الخيار المؤلم لهم!
خرجت من الغرفة......والأفكار تدور في عقلها....لن تخضع لهذا الزواج بأي طريقة كانت.....
سمعت صوت سعود وناصر يتحدثون في الصالة الجانبية من الدور العلوي مرّت مُجبره من أمامهما لكي تذهب لناحية جناح والدها
تحدث سعود: شيخوه طلبتك....سوي لنا الكيكة اللي سويتيها قبل يومين.....
شيخه التفتت عليه واردفت بعجل: مو وقتك...
ثم مشت أكملت طريقها متوترة من هذه الخطوة
سعود نظر إلى أخيه المنشغل بهاتفه: شفيها ذي؟
ناصر بعدم اهتمام حرّك اكتافه بمعنى (ما دري)
.....
أصبحت أمام الباب تعلم والدته في الدور الأرضي..... تشرب قهوتها المعتادة في هذا الوقت ..... ووالدها صعد إلى غرفته من أجل أن يحظى بغفوة صغيرة بعد عمله الشاق ....طرقت الباب....وبدأت تقضم اظافر يدها بخوف
تسلسل إلى قلبها بسرعة!
ما ستفعله الآن ..... خطوة لكي تمنع نفسها من تأنيب الضمير لو لم يستمع لها في إقدامها على الرفض امام جماعتهم!
اخذت نفس عميق سمعتهُ يأذن لها بالدخول فتحت الباب
ارتجفت شفتيها، لا تريد أن تواجهه ويواجهُها في ظنونه التي في محلها!
خائفة من ان يُدرك سبب الرفض.....تقدمت خطوة وخطوتين
وأكثر إلى أن أصبحت أمامه....شبّكت أصابع يديها في بعضهما البعض.....
تحدثت بتردد: ييييبه....
ترك من يده الأوراق ووضعها جانبًا على السرير
أدرك لِم هي هنا الآن؟ ولم هي خائفة منه!
أشار لها بان تجلس بجانبه ولم تتردد في الجلوس
نظرت إلى والدها ثم شتت ناظريها عنه
بقول: يبه....ابي اكلمك في موضوع.....ادري أنه...
ثم سكتت تكبح مشاعر التردد والخوف أبعدت خصلة من شعرها لخلف أذنها
ووالدها ينظر إليها بتمعّن وبنظرات أبويّه لها الكثير من المعاني
حقيقةً هو طيلة الفترة التي مضت يفكّر بها وبأختها!
وبه ندم كبير وعارم لقلبها
أكملت: الموضوع بالنسبة لك انتهى ......بس يبه بالنسبة لي ....فيه وقت....
مسكت يده وبرجفة بكاء قبلتهما ونظرت إلى وجهه برجاء: يبه انا مستحيل اطلع عن شورك.....بس يبه قولي أنت ترضى عليّ بالغصيبة؟
شدّ على يديها ، وشعر بالغصة حديث والدتها ما زال يرّن في آذانيه واشعل في فؤاده جمرة ندم لا تُطفى!

أكملت بعينين دامعتين
: والله يبه .....عارفة معزت عمي بو سلطان عندك....وعارفة شقد تعز سلطان وتحبه مثل ولدك.....ورجال كفو .......والكل يشهد له بمواقفة الطيّبة ...وافعاله اللي تدل على المرجلة........بس أنا....

ثم غصّت في كلمتها وهي تحدّق في وجهه الهادئ والخالي من تعابير رفض حديثها
: مو موافقة عليه.......تو ...قدامي مشوار دراسي طويل......واستخرت ولا ارتحت يبه.....والله ما ارتحت...

فعلًا في الأوان الأخيرة من انقطاع مكالماتها مع بندر حاولت أن تختبر نفسها ولجات للاستخارة ولكن لم تشعر بسوى الانقباض في قلبها....
بو ناصر طبطب على يد ابنتها وتنهّد بضيق لا يُريد ان يتحدث ويُقطع عليها تلك الرغبة في إيصال ما تشعر به باتخاذ الفضفضة طريقًا للخلاص من اعبائها
أكملت وهي تنهض وتجثل على ركبتيها أمامه قبلّت يديه من جديد
ولم تستطع أن تسيطر على رغبتها في البكاء بكت
وهي تقول: يببببه تكفى.......لا تجبرني ...والله اعرفك ما عمرك جبرتنا على شي ما نبيه......بس فاهمتك....والله فاهمتك.....بو سلطان مثل الاخو لك...وما تبي تكسر فيه.....بس يبه لا تكسرني...انا بنتك....بنتك الوحيدة.....افرح فيني بس بدون اجبار....عطني مجال اقرر مصيري بنفسي .......بس لا تتركوني بحالي...ارشدوني بس لا تجبروني....يبه.....لا تجبرني.....

ثم مسحت دموعها تحت صمته ورجفة يديها ، كان ينظر لها
تؤلمه تلك الكلمة
(بنتك الوحيدة) هزتهُ تلك الكلمة من الأعماق...هي لم تعي في ذلك الأوقات انّ هناك اختًا لها...كانت صغير ......لم تراها.....لم تعي بوجودها بينهم......وحينما كبرت ....فات أوان تعرفها عليها ....والجميع بدأ ينسى ....أمر نورة او نور كما تسميها والدتها انطوّت قصتها ولم يذكرها أحد قط رغبةً في تلبية أمر والدهم الذي قال
: نورة راحت مع أمها.......ومن هاليوم لاحد يجيب لي طاريها!

تحشرج صوته وهو يرفعها من على الأرض بقول: لك اللي يسرك يا يبه.....ما راح افرّط فيك مثل ما فرّطت في اختك....ما راح اكسرك....ولا راح اسمح لأي احد يزعلك وانا راسي يشم الهوا

ابتهجت اساريرها ولم تعي جملته تلك (مثل ما فرّطت في اختك) نهضت وقبلّت رأسه وكتفه ويديه، تشعر إنها تعيش في كذبة
كيف اقتنع بهذه السهولة
اردفت : الله يخليك لنا يا تاج راسي......سامحني...إن ضايقتك بردي.....سامحني لو بخرّب عليك علاقتـ...

قاطعها وهو يقبّل جبينها وهوة يردف بهدوء: بو سلطان........واعي وبيتفهم الوضع........الزم ما علي الحين أنتي ......والحين شيلي من راسك هالموال وريحي بالك......

انحنت عليه من جديد قبلّت رأسه وخديه ....وهي تكرر: الله لا يحرمني منك......يا الحنون ...الله لا يحرمني منك....

لم يترك لها مجالًا للابتعاد عنه احتضنها ، وقبّل جبينها مرةً أخرى
واخذ يفكر......بعمق.....كان سيظلم ابنتيه من اجل......من أجل لا يعلم من أجل ماذا؟!
أضاع الأولى بسبب تشكيكهم له ولم يتأكد ورضي بذلك الامر
وكان سيظلم الأخرى من أجل ان يحظى بنسب مشرّف كنسب أبا سلطان ذلك الصاحب المقرّب له.........لا يعلم كيف تسللت الأنانية في قلبه حينما اخبر صاحبه بالموافقة!
منيرة ضربتها على رأسه بواقع الحديث، حتى جعلته يعيد حساباته من جديد ولكن لم تدرك أنها بعثرتهُ من الداخل....وشتت قلبهُ من جديد!
تنهّد بضيق ثم ابعدها عن احضانه: اهتمي بدراستك يا يبه......ولا تفكرين بشي ثاني.....
دمعت عينيها مسحتها وهي تهز برأسها برضى ....

ثم مشت بخطوات سريعة للغرفة وهي فرحة للغاية
بينما هو تنهّد بضيق، على امر ابنته وتلك التي تخلّى عنها بكل سهولة دون التأكد من صحة الأمر!
مُنذ حديث زوجته والكوابيس لم تتركه والضمير لم يكف عن صراخه ..........وما زال قلبهُ مقبوضا دون سبب!

سحب الهاتف اتصل عليه اردفت: بو سلطان......راح امرّك الحين .....فيه موضوع ضروري لازم تعرفه....
......................
خرجت فجأة توقفت تبتسم ثم ( نقزت ) في الهواء فرحة وتركض وتغني بأغانيها الوردية ....عبرت من أمام اخويها ......واستغربا من تغيّر مزاجها سريعًا حتى اردف اخيها سعود
: اختك مسكونة صدقني...

بينما ناصر ضحك على شكلها وهي تنقّز ......وتدور حول نفسها ......وترسل لهما قُبلات هوائية .......دخلت غرفتها ورمت نفسها على السرير وشدّت على الوسادة لتقربها من حضنها وهي تصرخ بفرح ...وجنون ....إلى أن استوعبت وسكتت
ضاحكة ......نهضت من جديد اغفلت على نفسها الباب
سحبت الهاتف واخذت تتصل عليه....ولم يُجيبها
واتصلت عليه مرةً أخرى .....ولم يُجيبها........
أرسلت له وهي تهمس: بندر رد عليّ عندي لك خبر بمليون!
وانتظرت رده
..............................
بينما بندر كان في الصيدلية .....يشتري لأخته الادوية اللازمة التي صرفها له الطبيب.....سمع رنين هاتفه ونظر للاسم
ولكن اعاده إلى مخبأ ثوبه
سمع رنّ خاصة تنم عن وصول رسالة جديد فتحها سريعًا وقرأ ما كتبته .....وفي هذه الأثناء مدّ الموظف يده يناوله الكيس....سلمه المال المستحق وسحب الكيس....ثم خرج واخذ يفكر....ماذا تريد منه أي خبر تقصد؟
ولكن الوقت ليس مناسب للحديث معها الآن ركب سيارته
مبتسمًا: وهذا علاجاتك......والحمد لله نسبة الهيموجلوبين عندك بدأت ترجع للنسبة الطبيعية بس مثل ما قال الطبيب لازم تمشين على نفس النظام الغذائي عشان ما تتراجع صحتك للوراء

كان بالها مشغول، اليوم من المؤكد سيف سيأتي وسيغتنم الفرص لرؤية ابنه وربما لها؟!
وهي لا تملك الطاقة الكافية لرؤيته ولسماعه......لا تريد مواجهته

انطلق اخيها وهو يقول: يا هوووو....وين رحتي؟

(انتقزت) هنا وهي تردف: معك......قلت لك...اصلا انا بخير.....
بندر بهدوء: والحين تأكدنا......
ثم سمع رنين هاتفه من جديد رفع هاتفه اغلقه واكمل الطريق بهدوء!


.
.
.
طيلة الطريق الهدوء سيّد موقفهما لا يُريد أن يجادلها لأنها مُتعبة ولا يُريد أن يضغط عليها في الحديث التفت عليها وكانت مسندة رأسها على النافذة وتنظر بعين شاردتين
ما قالتهُ الطبيبة أخافها وبشّدة تنهدّت بضيق....
وعندما وصلا إلى العمارة نزلا ومشا بخطى هادئة إلى أن دخلا المصعد ...لم تتحدث بكلمة واحدة كانت تفكر
ما اخبرته به الطبيبة ذكرها بحالة والدتها
هل من المعقول أن يكون الأمر وراثيًا؟
نفضت تلك الأفكار من رأسها، هي لم تأكد أنها مصابة به....بسبب صغر سنها .....فنسبة إصابتها بهذا المرض تكون ضئيلة؟!
انفتح باب المصعد تقدما للأمام واخرج قصي مفتاح الشقة فتح الباب سبقته في الدخول رمت حجابها وعباءتها وجلست على الكنب بعد أن دخلت الصالة
أتى بجانبها جلس ووضع يده على ركبتها: مُهره....
مُهره اخذت نفس عميق ثم اردفت بنبرة حزن: امي كانت مصابة فيه......
قصي ليهوّن عليها الأمر: مُهره الدكتور قالت احتمال مو أكيد .....لأنه النتايج ما كانت واضح.......بالنسبة لها...وعادت التحاليل وعمل السونار مرة ثانية وأكّدت حاليًا وضعك ما فيه شي...
مُهره التفت عليه وعيناها ترقرقت في الدموع: بس قالت يمكن ما بيّن لأنه صغير.....وتوه ببداياته.....

قصي مسح على شعرها بحنية: انتظمي على الادوية اللي صرفتها لك والشهر الجاي نروح الموعد وصدقيني بقول لك ما فيك شي......وهذا بس مجرّد اضطراب هرمونات لا اكثر ولا اقل...
مُهره اسند ظهرها على المُسند سرحت للبعيد : لم تحوّل للخبيث أمي عانت........واضطرت تسوي عملية استئصال للرحم.....
قصي شد على كف يدها: شيلي هالوساويس من راسك.......أنتي ما فيك تليّف .....كل هذا مجرد اضطرابات هرمونية ومع العلاجات وضعك بكون افضل....
مُهره نظرت لوجه بتمعّن وبخوف: هي قالت عمري صغير .......والنسبة ضئيلة إني انصاب بهذا الشي......بس خايفة انه يكون عامل وراثي.....وأموت مثل امي....

هنا قصي احتضنها وطبطب على ظهرها وهي بكت
تذكرت ألم والدتها، ورحلة علاجها ومن ثم بقاؤها في المستشفى لفترة معيّنة.........وخروجها وبقاؤها لمدة قصير ثم ماتت.......وفاتها طبيعية .....ولكن مُهره تظن أن تليّف الرحم هو السبب.....خافت من هذا الأمر
خافت من أن تنحرم من الإنجاب فالطبيبة اخبرتها عليها ألا تنجب إلى حين التأكد من حالتها الصحية ومن وضعها
وإلى الآن لم تأكد بإصابتها بهذا الأمر!
الآن هي تبكي لتذكرها لوالدتها وخوفها من الموت ابعدها عن حُضنه
ونظر لوجهها بعد ان قبّل جبينها: مُهره....تعوذي من الشيطان.......قولي لا إله إلا الله....كلام الدكاترة لا يودي ولا يجيب.....وكل اللي قالته لك احتمالات لا اقل ولا اكثر....مثل ما قلت لك...انتظمي على هالعلاج......وبإذن الله الشهر الجاي لرحنا لها بقول لك كل شي سليم و اوك...

مُهره مسحت دموعها وبدأت تطمأن بحديثه: ان شاء الله .....ما فيني تليّف ....إن شاء الله.....
رنّ هاتفه سحبه من مخبأ ثوبه نظر للاسم
فتحدث: هذي امي.....
نهض وابتعد عن مُهره قليلًا
.................................
كانت في غرفتها للتو خرجت من الخلاء بعد استحمامها وارتداء ملابسها
اتصلت عليه من أجل ان تطمأن على سلامته وتسأله عن سبب اختفاؤه من الصباح الباكر إلى الآن
اجابها فقالت بهدوء: وينك أنت؟.......طالع لي من الصبح .....للمغرب .....فيك شي؟......صاير لك شي....؟
قصي حكّ جبينه لا يعلم كيف مضى الوقت ....ببداية الأمر اجبر مُهره على الذهاب للمستشفى وبسبب عنادها ...ورفضها القاطع ..اخبرها أنه سيذهبان بعد صلاة الظهر دون ان يترك لها مجالًا للنقاش!....ورضيت ...وبعد الصلاة اتى إليها وذهبا إلى المستشفى مباشرة .....وبعد ان اخبرتهما الطبيبة بالاحتمالات التي أخافت مُهره اضطر أن يتمشى معها من أجل تخفيف توترها وذهبا بعدها لإحدى المطاعم ليتغدى ومضى الوقت عليهما بسرعة !
: لا أنا بخير يمه....بس طلعت من اخوياي....
ام سيف بشك: طيب.....ارجع بدري....الليلة خالك عازمنا على العشا.....
قصي بهدوء: طيب....ساعة وبشوفيني قدامك....
ام سيف: مع السلامة
أغلقت الخط وأخذت تفكر وهي تردف: الله يستر منك يا قصي......اكيد وراك شي....ومخبيه علينا...الله يستر!
............................

قصي اقترب من مُهره ابتسم لها: انا مضطر امشي مُهره.......بس مابي امشي وانتي على هالحال.....
مُهره ازدرد ريقها نظرت له بنظرات باهتة: لا تحاتيني انا بخير.....
انحنى وقبّل خدها وطبطب على كتفها: ارمي حملك على الله وباذن الله ربي بيفرجها........لا تنسين تاخذين دواء.....وقفلي الشقة بعد ما اطلع....واهتمي بنفسك.....راح امرك بالليل ....بجي اطمن عليك.....طيب...
مُهره : طيب...
ثم خرج وتركها تخوض الذكريات حول والدتها وحول مرضها
انكمشت على نفسها وبكت بخوف من لو كان الأمر حقيقًا لها
!
..................................
حاول إيقاظها لترتشف القليل من القهوة حتى تستعيد وعيها ولكن أبت ذلك ...وأخذت تشتمه للابتعاد عنها......وبقيت مستلقية على الكنبة بخمول.......فتحيّر معها كيف يجبرها على احتساء هذه القهوة ؟.....نهض واخذ يُراقبها بعينيه الباردتين!.....حقيقةً هو يعرف كل شيء عنها.......جنونها في الماضي....عنادها.......قراراتها السريعة..........وجرئتها على الاقبال في الحب ثم الزواج ضاربة بحديث والدتها وأمير بعرض الحائط.!.....لن ينسى عينيها المتذبذبتين .....مُنذ إن كان عمرها اثنا عشر سنة .....فقد في ذلك العمر ...هو للتو متوظف مع زوج والدتها أمير......كانت هادئة......لديها حدّه في عينها تجحدان حزن......وتردد وتأتأة عارمة في التحدث مع الغُرباء اشفق عليها....وكثيرًا!....وبسبب قربه من أمير....فهم الكثير من شخصياتها .....وسبب اضطرابها!

اقترب من جديد وضع يده على كتفها همس : نور....
نور همست وهي مغمضة لعنيها وبهذيان: نورة ماتت!
لم يفهم شي مما تقوله.....نظر لساعة يده......المستشفى لم يكن بهذا القرب ليصل أمير بسرعة! ....لذا لن يستسلم في ايقاظها....
لذا سيسحبها وسيجبرها على النهوض لترتشف القهوة رغمًا عنها...
فانحنى ليصل إلى مستوى جسدها كان مترددًا ولكن .....من المؤكد إن لم يفعل ما أمره أمير سيوبخه !
لذا وضع كف يد تحت ابطيها ورفعها من على الكنب
واخذت تتفلّت من يديه كالطفل الصغير! تأفف
وهي جلست بطريقة مملة وجثلت على ركبتيها على تلك الكنبة فجلس بجانبها ليمنعها من العودة للاستلقاء
نظرت لوجهه وهي تحكّ رأسها بملل وتردف بثقل: what do you want?
سحب الكوب من على الطاولة ومد يده لناحية فاهها ليشربها إيّاه
فاتعدت لتبتسم ببلاهة وعينين محمرتين : نو نوووووو....
مسك على وجهه واقتر منها اكثر وامسكها من رقبتها بخفة وقرّب الكوب من فاهها واجبرها على ان تشرب كمية ليست قليلة ...ما إن ابعد يده عنها حتى شتمته وضربته على كتفه
فقال: سوري....لازم .....تشربين.....
سحبت رجليها من على الكنبة .....ووضعت قداماها على الأرض لتتسلل البرودة لجسديها فارتعشت ولكن لم تبالي
نهضت ودارت الدنيا في عينها وكادت تسقط على الطاولة الزجاجية التي امامها
ولكن ماكس سحب الطاولة بسرعة من امامها لأنها الأقرب إليه!
فسقطت منكبة على وجهها على الأرض...وارتفع صوتها بالضحك.......والبكاء!
فنهض وسحبها من على الأرض.....ومدّ الكوب لها قائلا: بليييييييييز..........شربي....
نظرت إلى وجهه .....بتمعّن.....وبنرفزة...قوّست حاجبيها: انت مو بهاء؟
اغمض عينيه ليمتص القليل من الصبر!
كرر عليها: شربي!
عندما لم يرى تجاوبها له....اعاد حركته تلك ....حتى جعلها تشرب القهوة كلها....وفجأة كحت بقوة وهي تضرب يده ليبعدها عنها......ابتعدت وترك لها مجالًا لتتنفّس.....بكت.....بلا دموع....عندما شعرت بالاختناق وعندما هدأت .....رمت نفسها على الكنبة اشارت له بحقد
: I will kill you!
وضع الكوب على الطاولة......ولم يهتم لحديثها....ولا لتهديدها.....نظر لساعة يده .....ثم نظر إليها واستمع لهذيانها......مسكينة .....مسكينة تلك الفتاة.......تعيش صراعات ما بين الماضي والحاضر هذا ما فهمه!....تشعر بالخذلان والذل والخوف!....ولكن لا يدري لماذا؟.....تردد أسماء .......احدهم غريب عليه والآخر مألوفًا له!.......نظر لكف يدها واستوعب انه لم يقم بتعقيمه.....ضرب على جبينه ثم نهض ....دخل إلى غرفة جانبية هي لا تعلم ما هيتها؟!
ثم خرج وفي يده حقيبة صغيرة ...اقترب....منها ....ثم جلس أمامها كانت تنظر لفراغ ما بعينين فارغتين.....تحدث
: لازم اعقّم الجرح!
نور شعرت بصداع مفاجأ لها.........كانت سترفض وتبتعد ولكن ثقل جسدها لم يساعدها على النهوض فماكس سحب يدها من حجرها.....واخذ يعقمه......بلطف....فشعرت بحرقته......ولكن لم تسحب يدها....استسلمت لشد يده عليها......اخذت تنظر للجرح...
همست: عذاااابي.....
ماكس لا يعلم ماذا تقصد بتلك الكلمة؟! لذا اكمل عمله.....
وقام بوضع شريط اللاصق طبي على الجرح
ثم حوّل نظره على خاصرتها......قميصها كان لونه فاتح......كان لونه اصفر....وهناك بقعة دم لم تخفي عن ناظريه.....
تحدث بهدوء وباحترام(مترجم): هل تستطيعِ تعقيمه؟
وأشار له
قوّست حاجبيها، بعدم وعي لِم يقوله.......ونظرت لأصبعه إلام يُشير فتحولت انظارها للاتجاه.....حرّكت رأسها
: ماله داعي.....
ثم نهض ماكس وعاد للغرفة ....وانفتح الباب هُنا ...ودخل أمير.....ووجهه محمر ومكفهر....ومليء بالغضب....اغلق الباب بقوة حتى انها ارتعبت وتحولت انظارها من برود وعجز إلى صدمة وخوف!




.


حدّق فيها مطولًا......لم ينظر إلا لسرابها....لعتمتها......وسواد هالتها!......كل شيء بها مبعثر....كيانها.......روحها...جسدها.......ملابسها قذرة ومبعثرة......شعرها قذر ومبعثر....ووجه شاحب.....وجامد....وجسد يرتجف......وبقع دم على قميصها....وبنطالها ايضًا.......تقدم خطوة للامام
ثم خرج ماكس من الغرفة
امير تحدث بهدوء لماكس: ماكس تستطيع الانصراف.....
ماكس نظر إلى نور ثم إلى امير حرّك رأسه برضى .....ثم خرج!
أمير........اقترب منها....هل ما زالت فاقدة؟.....أم أنها استعادة وعيها!؟....ستعاتبه ديانا......ستعاقبه....على ما فعله بها.....كان يجب عليه أن يحميها بدلًا من ان يتركها بصدمتها تجول في الشوارع والطرق.....!
هل عادت للوراء.....!
هل يبخها كما كان يفعل في الماضي.......هو الآن شرارة غضب تمشي أمامها...وهي لم تشعر بحرارتها إلى الآن....
ما إن اصبح امام وجهها حتى ......تسارعت أنفاسه واشتم رائحتها وعزّ عليه أن يراها بهذا الحال!
لا يُريد منها ان تميل كل الميل....!لا يريد منها أن تنغمس في دور لا يُليق بها.....
لم يسيطر على كبح غضبه وخوفه عليها....رفع يده اليُمنى.....وصفعها على وجهها....حتى بها مالت إلى الجانب الآخر من الكنب.....فتحت عيناها على آخرهما....استفاقت من شربها اللعين! نظرت إليه بجمود ...وصدرها يرتف وينخفض بشهيقين متعبين.......
انحنى ليقترب منها وشدّها من ياقة قميصها.....وهزها بعنف
وهو يكرر: بدّك ترجعي لوراء؟
صرخ منفعلًا: بدّك تضيعي تعب أمك؟
شدّه اكثر وقرّبها من وجهها وعينيها تبحلق في وجهه بصدمة
وهو يكرر بانفعال: بدّك تحرئي ئلبها عليكي؟
صرخ حتى ارتجف جسدها بخوف: بكفي...جنان......بكفي...عناد......بكفي نوووووور.....بكفي.....أنتي ما تنتقمي منّا....أنتي هلأ عم تنتقمي من نفسك!
ازدردت ريقها واختنقت بعبرتها
ليدفعها للوراء ويصطدم ظهرها على الكنب
انهار بقول: مانتي فاهمة شي........مانتي فاهمة ولا راح تفهمي.......ياللي بتعمليه....بياخذ صحتك مو صحتنا.....بياخذ جهدك مو جهدنا......انتي عم تموتي حالك ......بهالطريق الوسخ........نسيتي الألم؟....نسيتي احتيازك لمدة شهر ونص بالمشفى.......نسيتي...انهياراتك.....انسيتي.....صرا خك وجنونك حتى تتخلصي من ادمانك؟!.....اليوم اشربتي.....بكرا راح ترجعي تاخزي مخدرات كمان؟
صرخ عليها بقوة: جاوبيني؟
تشعر انها في داخل قاع بئر مظلم .....جدرانه عبارة عن شريط اسود .....يمرر عليها تلك الاحداث المؤلمة مع كل كلمة ينطق بها أمير....
انكمشت حول نفسها ....وكأنه تحمي جسدها من ملامسة جدرانه
عاد أمير إليها سحبها من يدها واجبرها على المشي
وهو يصرخ: فهميني.......انتي راضية على نفسك؟......حابة نفسك أنك مو ئادرانه تمشي من وراء شربك.....؟......فرحانه كتير أنك نسيتي كل شيء بس خلال دقايق محدودة؟
كادت ان تتعثر من جديد في الطاولة بسبب عدم اتزانها.....في المشي...ولكن سحبها للناحية الأخرى ورماها على الكنبة دون ان يراعي ضعف جسدها....ضعف حالتها النفسية!
امير متعب.....وخائف....وغاضب......مسح على رأسه
وأشار لها: ما راح اخليكي من يوم وطالع تطلعي لوحدك.......راح تطلعي معي انا.......وبس........وراح تتئبلي....كل شي....متل ما تئبلتي حياتك في بريطانيا.....لا تعملي لي جنان......انتي ما عدتي صغيرِ.....حتّى جني....وتعملي حركات مراهقين.....انتي صرتي أم....بتفهمي هالشي؟.....لازم تستوعبي انك كبييييرة..حتى...تتزني في افكارك وقراراتك....وتئدري تعيشي ....وتعيشيها معك بسلام....
ثم امطر عليها بالاعترافات المرة: أنا اليوم هون....بكرا راح كون متل امك......وانتي اكثر وحدي بتعرف....هيدا الشي....حياتي بخطر....وانتي ما عم تساعديني اعتمد عليكي...واسلمك كل شي.......
ضرب على فخذيه بلا حول ولا قوة: ما بعرف امتى راح تتخلصي من شتاتك؟....من تخبطاتك....انا اتعبت.....نور والله اتعبت......انتي منّك ئادرة تساعديني وساعدي نفسك.....وهالشي عم يتعبني يا نور!

ثم مشى موليًا بظهره عنها ليدخل في غرفته
اغلق الباب بقوة.....وانكمشت حول نفسها
انفجر بحديث مؤلم على فؤادها......توجعّت من حديثه.......اشعرها بثقلها وحملها عليه!.......اشعرها فقدان سيطرته على ان يساعدها في استرجاع روحها التي سُلبت...

نهضت من على الكنبة....وترنحّت قليلًا ولكن شدّت على اعصابها وعلى قدميها للثبات على الأرض!
الآن نستطيع أن نقول نور استعادة كل وعيها!
ازدردت ريقها بصعوبة بالغة في الألم....مشت متجهة لباب الشقة للخروج......اغمضت عينيها ......تغيّرت ملامح وجهها لتدل على البكاء.....ولكن لا دموع تذرف ولا صوت يخرج!
تنفس باضطراب مخيف!
ثم مشت.....
نظرت لباب أمير......نفضت رأسها....وكأنها تنفض ما قاله كله!
يلومها....وهو السبب!.....يعاتبها لأنها تسببت في تعبه
وهو الذي بثّ في جسدها سمًا تعاني منه مُنذ واحد وعشرون سنة!
يريد أن تساعده في تجاوز كل الأشياء السيئة ....وهو اشيائها السيئة ذاتها!!
مشت خطوة اخرة
انتهى حبهما بموت ديانا.......وبدأ عتابه لها ...وكأنها هي السبب في موتها هكذا فهمت وأولّت حديثه!
تعلم غضبه هذا مماثل لغضبه في الماضي
حينما يراها تعود مترنّحه ولكن بمختلف التوبيخ
كان في السابق يقول
: جنيتي؟.......تشربي هيدا السم.......لك حرام.......
هي تردف: انا منييييييي مسلمة....
تصفعها على وجهها والدته لتردف: وهيدا مو مبرر حتى تشربي! بكفي جنان......يا بنتي...دخيل الله تعبت معكي.....شوفيني اعمل حتى ترضي .....ئلي لي....
تردف بجمود وهي تترنّح امامها: موتي!
..............
شدّت على عينيها، ها هي توفت......ولم تكف عن تمردها.....ولم ترضى عن نفسها وعادت في تخبط عدم قبول حياتها من جديد...
استقرت يدها على مقبض الباب......انزلته للأسفل لتفتحه ولكن داهمتها يد في سحبها للخلف لتمنعها من هذا الجنون!.....لتترنّح خطوتين واسعتين للوراء ....واتكأت على الجدار لتمنع نفسها من السقوط!
اقفل الباب وسحب المفتاح
كانت ينتظر منها صرخة.......تحقير لأفعاله......تعاند كما تفعل في السابق ...ولكن لم يرى منها سوى الاستسلام والضعف!
رحم حالها.....وسحبه نفسه من جديد للغرفة لكي لا يُزيد الأمر سوءًا ولكن قبل أن يذهب أشار: هذي الغرفة اللي إلك!
وبقيت تنظر لبابها المشار إليه بعينين منتفختين خاليتين من الدموع محمرتين بشكل مرعب
وجسد يرتعش...ونفس بات مسموع....تسمع طنين في آذانيها.....مزعج .....وللغاية شدّت على آذانيها....بقوة......لتسكته....وداهمها الصداع......لم تدخل الغرفة....عادت للكنبة من جديد ورمت نفسها عليها وحدّقت في السقف لساعات طويلة، وهي صامتة ......وهذا الأمر اثار الرعب في فؤاد امير!
.................................................. ..............
.
.
.
سحب هاتفه ، لا يُطيق أن يمدد الأمر اكثر ......فالأمر مع نور بات صعبًا وعليه أن ينهي أمر مُراد ......ويطلبه بالمجيء هُنا من أجل أنت ينهيا الأمر.....ولكن ما فعله الآن......سيزيد من الأمور سوءًا ما فعله ......كسرها يعلم بذلك جيّدًا كسرها.....وربما جعل منها رمادًا يتطيّر في نفحات الهواء بسهولة!
اتصل وانتظر رده...
.................................................. .....
بينما مُراد حاول أن يخرج نفسه من ضجيج ما يفكر به.......بالاحتفال بصديقته بيوم ميلادها!.......حيث طلب منها الخروج لموعد غرامي باهت مزيّف .....عقيم لا يّولد الخير بل ولود بالشر الكثير!
فاجأها بمجموعة غنائية كبيرة تخرج امامها لتعزف ألحانًا رومنسية .......رقص معها رقصة السلو.....وبدأ جسدهما يتناغم مع أنغام الموسيقى ........كانت الفتاة في غاية السعادة والصدمة منه!....تعجبت من اتصاله عليها حقيقةً وتصريحه في حاجته لها........لبّت رغبته سريعًا غير مصدقة.......هي تحبه بصدق.....وهو يحبها لحاجته واوقاته الخاصة !.....تتمنّى لو يتوقف بهما الزمن عند هذه النقطة.......عند هذه اللحظات ......تتمنى لو تتلاشى معه ليجدا نفسهما بعد ذلك في مكان منقطع عن الناس ولكن مليء ومحفوف بحبه المتبادل لها وعطفه عليها وحنانه كما هو الآن ..........
بعد أن تغيّرت الانغام والالحان إلى ضجيج يتردد بصوت عالٍ وتصفيق ....التفت اناظرها لمن يحمل لها تلك القطعة من الكعكة والمزيّنة بالشوكولاتة التي تتلذذ في اكلها
ارتفعت الأصوات بقول (Happy birthday) باللغة الألمانية
حضنت هنا مُراد تشكره على مفاجأته لها، وقبّل يدها وأشار لها ان تجلس على الطاولة .......وبدأ بنثر كلماته وجمله الغير واقعية لوهمها بهذه اللحظة!
سمع رنين هاتفه هنا.....وسحبه من على الطاولة
كان سيغلقه ولكن ....الاسم الذي يُضيء على الشاشة جعل نبضات قلبه تتخبط !
أشار لها ان تمهله لثانية وشعرت بالخيبة من هذا الاتصال!
خرج من المطعم بأكمله.....
ووقف على رصيف الشارع
أجاب: اهلين امير...
امير بجمود: بكرا بدي شوفك في باريس......حتى ننهي كل شي بيخص نور.....

مُراد سرح في عمق أفكاره، هناك شعور.....يصرخ به ليندفع لخطة جديدة تمكنّه من رؤيتها!
لا يدري ماذا دهاه؟ ولكن هو خاسر....خاسر من هذه الصفقة اللعينة ........خسر رغم ربحه بالكثير من المال! ولكن يُريد أن يعيد نفسه ويثبت لأخيه أنّ الأمور لن تسير على ما يُريده هو بل هو ايضًا له الخيار والقرار ليسيّرها كما يشاء!
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه

وهو يعبث في لحيته بيده : ما عندي مانع بس بشرط....
امير شدّ ما بين اسنانه: اعطيتك وجه اكتر من اللازم.....ما فيك تشرط......وراح تطلأها (تطلقها)....ونخلوص من هالسيرة....

مُراد تمشى بعبث أفكاره على الرصيف بهدوء وبنبرة يتضح بها الكثير من الخبث: اوك........هسه لا تلومني لو ما طلقتها انت رفضت........واظن آني اعرف مكانك زين......اقدر اوجّه عليك العدو اللي هربت منه.......عاد أنت بكيفك......تصرفه معه إن قدرت...

أمير شتمه بغضب ونهض ليضرب بيده على النافذة بقوة: ما ستبعد أنه انتّا وخيّك متورطين بهاي الشغلي .....وبقضية محاولة قتل لويس....

مُراد بسخرية: تف من تمّك يا رجل!........ما ندّخل نفسنا في متاهات شبه سياسية يا أمير.......حنّا بريئين هالمرة من هالهجوم الهمجي......بس قادر الف الحبل على رقبتك.....لا تستهين فيني.....وعارف نور هسه وبهيج وكـَت محتاجة لوجودك ....خاصة بعد وفاة ديانا
وبسخرية: الله يرحمها!

امير ازدرد ريقه .....واغمض عينيه تحدث بتهديد: موضوع ديانا ما راح ناقشك فيه....راح أأجلوه ....اتركنا في موضوع نور.....ولا تحاول تهددني.....لأني انا شخص ما عندي شي بخسروه.....بس انتّا عندك أشياء كتيرة ممكن تخسرها......بس منّك حاس فيها.....!
ضحك مراد ليستفزه: قصدك مثلا داليا؟؟....ولا جورج؟
أمير بنبرة باهته: أغلى من داليا وجورج!

مُراد قوّس حاجبيه لن ينكر نبرة أمير أصبحت مُخيفة لفؤاده ولن يستبعد أن يضربه بضربته القاضية بعد ان حوّلا هو وأخيه حياته الى جحيم!
: لا تطولها عليّ......تريد تسمع مني الشرط لو لا؟
أمير سكت
ابتسم مراد: افهم منّك تريد تسمعه....
أمير زفر بضيق: شو هالشرط؟

مُراد بابتسامة نصر: اشوف بنتي!


انتهى






 

رد مع اقتباس
قديم 06-18-2020, 06:20 PM   #19
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الثالث عشر
.
.
.
.



في تمام الساعة التاسعة مساءً ، امتلأ المكان بضجيج السعادة وامتلأ الهواء بعبق عبير الفرح وامتزج برائحة العود والعطور.....!
بحكم كبر سنة ......وكونه كبير افراد عائلة الناصي جلس في وسطهم
رحّب بهم .....بحرارة الكلمات والجمل،

تحدث بو سيف: الف الحمد لله على سلامتك يا خالد.....والف الحمد لله والشكر ربي حفظك وسلمك من شرهم.....

خالد ابتسم له: الله يسلمك يا عم...

بو ناصر وجّه حديثه لأخيه: ولا عاد تخليه يرجع لهناك وأنا اخوك النار شابه فيهم ولا عادها طفت....

بو خالد بجدية: لا والله ما راح يرجع لهناك....انا قلتها له وبعيدها عليه مرة ثانية قدامكم....السنة هذي يشيل من راسه فكرة الابتعاث ابد ابد....

همس سعود في اذن خالد : الله يعينك .....حجروا عليك يا ولد عمي....الله يفك اسرك منهم...

ابتسم خالد وقاوم ضحكته حتى همس الآخر
بندر: ابوي الود وده...يخليه ينام عنده بالغرفة من زود خوفه عليه .....
قصي همس بنبرة وصوت انثوي تنم على السخرية : مرا يخاف على سوسو

ضحك هنا سعود بخفة: هههههههه واضح عمي يغلي ويعز خويلد اكثر منك....يا بندر...

جسار ليشعل النار قال: أصلا أنا شاك بندر يصير ولد خالي......دايم خالي معطيه طااااف كبر وجهه!

بندر قرص فخذه : كل تبن...
عزام : حدك عاد لا تضرب توأمي
بندر كش عليهم : مالت عليكم.......اشوفكم مسوين نفس الحلاقة ....صايرين مثل طقم الفناجيل ...

جسار ارتشف القليل من الشاي: والله من القهر تقول كذا
عزام بتعزيز لأخيه: اترك عنك هالمتخلف .....واضح مضغوط من اهتمام خالي لخالد....

بندر بنفس الهمس: لا مضغوط ولا شي بس بـ اخلي خويي يرميني بالرشاش عشان اختبر معزتكم كلكم.....حاب اجرّب شعور الاهتمام من العيلة!

عزام باستهبال: نذر تكاليف المستشفى علي!
قصي ضرب على صدره ليكمل بهمس: وانا المرافق لك!

سعود : اتحداااااااااااك تسويها.......ومن جهتي لو سويتها لك مني اللي تبيه!

خالد ضحك بخفة ونظر لهم: ههههههه عن الخبال ....ولا تتحدونه اعرفه بندوره خبل وسويها .....

دخل ناصر في جوهم : شعندكم؟ تتساسرون؟

بندر لكزه في صدره ليبعده عنه بعد أن انحنى قليلًا عليه: خنقتني يا شيخ....وخّر.......قسم بالله متّنت يا نويصر!

ناصر قبصه من زنده: انتبه مني صاير اشيل حديد ....كل هذا عضل ما هو شحم....مثلك!

خالد ضحك بخفة وبنفس النبرة: الله ياخذكم لا تضحكوني.....ناووين تفتحون جروحي انتوا....

سعود بطنز: انت صاير تضحك مثل المهرج على كل شي....واضح منّك مستوعب لحد الحين أنك عايش!

بندر: شعرفك فرحان وصل السعودية بالسلامة مو مصدّق طلع من فلم الرعب اللي عاشه هناك...
قصي بابتسامة: والله ما ينلام


خالد حاول النهوض ليبتعد عنهم ليمنع نفسه عن الضحك والغضب نفسه! ولكن تحدث ناصر: اجلس...ما عليك منهم هالمخبّل ذول....


ارتفع صوت بو ناصر بقول: والله بو سلطان.......مصر بس التحاليل يعني....تعرف .....الحين هي الحد الفاصل بينهم وبين الزواج....

بندر ركّز مسامعه على ما يقولونه
تدخل بو سيف : الله يرزقها بالأحسن والأفضل والزواج قسمة ونصيب...

بو خالد بهدوء دارت عينيه على ابنه بندر وتذكر رغبته الشديدة في الارتباط بها
: التحليل الوراثي اللي ما قبل الزواج ........يا خوي قلل من امراض كثيرة.......صدق في ناس يزعلون.....بس يزعلون في فترة لحظية ....احسن من انهم يزعلون عمر لم يشوفون عيالهم يعانون....وان شاء الله شيخة بيجيها اللي يسعدها ......وهي توها صغيرة وانا خوك لا تستعجل على رزقها....

بندر نهض كالمقروص
إذًا اتصالاتها اليوم الغير منتهية من أجل هذا الامر؟ استأذن ونهض...
بينما ناصر وسعود نظروا ببعضهما البعض
متسائلين متى اجروا التحاليل؟

ايعقل اليوم شيخة غيّرت أفكار والدهم حتى به اتخذ من هذا الأمر مخرجًا امام الناس لأنهاء هذا الموضوع؟
بينما البقية لم يهتمّا للأمر كثيرًا !

بو ناصر هزّ رأسه مؤيدًا لحديث أخيه
وشاردًا في ذهنه متذكرًا حديثه مع أبا سلطان قبل ساعتين من الآن....
كان متردًدًا ومنحرج للغاية ....دعاه أن يخرجا إلى اقرب مكان ممكن بعيد عن ضجيج الناس ليتفاهما
خشي أبا سلطان أنّ هناك أمر كبير قد حلّ على عائلة صاحبه
لذا بعد أن جلسا على الكرسي المقابل له: تكلم يا بو ناصر صاير شي وأنا خوك؟
بو ناصر
قلبهُ لم يهدأ، عينيه متشتتين كعينين تلك الضائعة في هفوات أنانيّتهم
: بو سلطان اللي بقوله لك ......ما يسّر....ومنحرج ....كيف ابتدي.....وكيف انتهي....منه....

بو سلطان ....سكت.....يفهم حالة صاحبه ......موقفه هذا أعاده بالذكريات للوراء عندما أتى إليه ليخبره عمّ فعله بنورة وكيف تركها تذهب مع والدتها بعد تشكيكهم له من ناحية الأبوّة!
: خير يا خوي.....والله قلبي انقبض.....

بو ناصر تنهد بضيق: أنا تسرعت لم ردّيت عليك ....وقلت بنتي شيخة موافقة....الحقيقة أنها رافضة.....

بو سلطان فهم تلك الإشارة : وانت جبرتها؟

هزّ رأسه بو ناصر بخيبة أمل من هذه الدنيا كلها!

بو سلطان ضحك بخفة : ههههههه وهذا اللي مضايقك؟
بو ناصر قوّس حاجبيه: والله مضايقني ومحرجني...
بو سلطان بجدية: تقدر تقول سلطان بنفس رأي شيخة وانا ...
بو ناصر اكمل بسرعة: جبرته!
بو سلطان بهدوء: ما جبرته على كثر ما إني ضغطت عليه يتقبّل فكرة الزواج....سلطان مثل مانت عارف مبتعث في أمريكا........ومركّز على دراسته بشكل كبير....لدرجة ناسي نفسه وحياته الخارجية عن اطار الدراسة.....قلت له راح اخطب لك....بنت عمك بو ناصر.....وكان رافض الزواج....بس قنعته بالأخير......
بو ناصر نظر للفراغ وهو يكمل: اللي نسويه في عيالنا غلط........
بو سلطان بدفاع: لا ما هو غلط الغلط أنه نتركهم يسوون اللي يضرهم......
بو ناصر بندم: بس لو تارك الأمر على مبدأ موافقتها يمكن راح اخسرها ......مثل ما خسرت اختها....

بو سلطان : انت غلطان انك تجبرها مانكر بس فيه أمور ما لازم نتركهم يسوونها لأنها بضرهم مثل ما انا سويت في ولدي .......انا خايف عليه.....وهو برا ......وملذات الدنيا واجد......حبيت افرض عليه فكرة الزواج ....عشانه مو عشاني.....

بو ناصر بهَم: جاتني تترجاني......تحب ايديني وراسي......اني ما اغصبها تخيّل تقول...انا بنتك الوحيدة افرح فيني بس مو بهالطريقة.....حسيت وقتها انعصر قلبي......واني راح اغلط نفس الغلطة اللي غلطتها قبل عشرين سنة.....
بو سلطان ....فهم ضيقة صاحبه ....فهم انه وقع في فخ الندم الآن
: وضع شيخة مو نفس وضع نورة .....
بو ناصر بتنهد: إلا نفس الوضع........لأنه بصير النتيجة وحده.....راح اخسرها......راح تكرهني إني جبرتها حتى لو سلطان كان طيب معاها.....بو سلطان .....امها بعد صايرة تلومني .....وتنبهني إني بهالطريقة راح اكرر اللي صار في الماضي....

وما اقسى شعور الندم....وما أقسى الشكوك التي توارد الإنسان فجأة في صحة الأشياء.....هل يعقل أنه ادرك تسرعه في ذاك الأوان؟ هل يعقل أنه صحى من سكرة الغضب من الخيانة وبدأ يدرس الأمور من جديد ....هو يفهمه......يفهم شعوره الآن....شعور الندم يشع من عينيه ....ويخرج من رجفة شفتيه.........ما وصل إليه الآن....نتيجة لضغط ما حوله ......ليجعلوه هو السبب في ضياعهم!.....ام ناصر....ربما انفجرت خوفًا على ضياع سعادة ابنتها......وضربته على الجُرح القديم لتوقظ بضربتها مارد الندم!.....لم يكن بيدها شيء تفعله في السابق لمناصفة نورة........وليس لها حيلة في التحدث والتبرير.....والأمر حقيقةً جاء من صالحها.....فهي تخلّصت من امرأة شاركتها الكثير في يوسف!....ولكن لم تتمنى لتلك الطفلة الألم لم تتمناه لها ابدًا!

بو سلطان: ندمان يا بو ناصر؟
بو ناصر حدّق في صاحبه: خايف إني ظلمتها؟!
بو سلطان بلل شفتيه : قلت لك......وقتها ......لا تسرّع...
بو ناصر شد على قبضة يديه: الخيانة توجّع قلب صاحبها وتعميه عن الحقيقة!

بو سلطان اخذ نفسًا عميقًا: ما راح الومك!

بو ناصر: جاء من يلومني بعد هالسنين الطويلة!

بو سلطان ليهوّن عليه: ما نيب زعلان على فصخة الخطوبة ......ونقدر نقول للناس واقربائنا ....التحاليل ما هي متوافقة ......لا تضايق عمرك وانا خوك ما يهون علي اشوفك بهالحال....

بو ناصر...لمعت عينيه بحزن.....وبأسى على حاله: نسكر باب شيخة ....ومن يسكر باب نورة يا إبراهيم!

سكتت....لا يعرف كيف يواسي صاحبة والذي من المؤكد الذكريات باتت مسيطرة عليه .......استيقظ ضميره في وقتٍ متأخر وفي وقتٍ ضائع....لا يمكن ترميم شروخ الماضي .....ليس مستحيل ولكن من الصعب جدًا ......إن فتح يوسف باب الماضي......فسيعبث هواؤه بحاضرهم جميعًا!

بو سلطان: يوسف......أنت بيدك سكرت هالسالفة ......واذا انت مقتنع بكل الاقتناع مثل أوّل .....ما راح يهزك من يلومك بعدها......انت واثق أنها....
قاطعه برفض شديد: ما ني واثق يا إبراهيم.....قلبي وقتها مشتعل نار ......على خيانة أمها.....ضربي لها ...لحد الحين ما طفّى نيران الخيانة اللي بصدري....حبيتها....سلمتها هالقلب....وبالأخير جازتني بهالجزا.......عطيتها ثقة كبيرة.......وما قدرّتها.....

بو سلطان بهدوء: قلت لك......مستحيل توصل للخيانة الجسدية.....يا يوسف.....هي دايم تحت عينك وعين زوجتك....ولا تطلع إلا للضرورة......ولا تعرف أحد هنا!

بو ناصر اغمض عينيه ليردف بضياع: ما ستقمت في التفكير في وقتها...وتهاونت في ورقة التحليل ولا فتحتها...وامير استغل ضعفي وسحبها من يدي....كل شي وقتها انهار .....كان كل تفكيري .....آخذ حقي منها بدون فضايح.....بس حتى حقي منها ما اخذته!.....كان المفروض اروح لأبوها واعلمه بكل شي...عشان تعرف إن الله حق.....

بو سلطان : ما ينفع هالكلام.....ما ينفع الحين يا يوسف......ما قدر اقولك انسى.....بس بقولك إذا بتستمر في وضعك هذا ....راح تضر صحتك....وتخسر اللي حولك!

بو ناصر بتنهد: آه.....يا إبراهيم.....آه........دايم انا متسرع ......دايم......يا خوفي اصير ظالم.....ظالم لهالبنت......

بو سلطان طبطب على كف يد صاحبه: هونها وتهون ......هونها وتهون يا خوي........

هز بو ناصر رأسه واخذ يفكر بطريقة أخرى في انهاء تأنيب هذا الضمير!
................................................
من أنواع ظلم الإنسان لنفسه أن يقدم سعادة من حوله على سعادته هو .....وأن يجعل قلبه يتمزّق في اجباره على تحمّل مشاعرٍ فوق طاقته!
نزلت من غرفتها بعد صراعٍ طويل....بينها وبين نفسها.....لا تريد أن ترى عمتها لا تريد أن تستمع لنصائحها في العودة لزوجها ولا تريد أن تعرف خالتها بذلك !
ولكن لم تستطع أن تتركك اختها نوف لتأخذ دورًا صعبًا عليها
فهي ملزمة في الجلوس معهم .....فنوف ربما ستخجل من الجلوس معهم لتبادل اطراف الحديث......فهي ما زالت صغيرة .....لا تريد أن تحمّلها اكثر من هذا الحمل!
القت السلام عليهم ثم نهضت

ام ناصر: يا هلا وغلا ببنتي......اخبارك يا يمه؟........إن شاء الله تحسنتي الحين.....

ثم مسكت يدها بعد أن سلمت على عمتها التي كانت هادئة وتنظر إلى حالها بجمود وبتوتر ملحوظ!
اجلستها بجانبها

ام سيف : اخبارك يا م عبد لله...
الجازي...بلعت غصتها : بخير...
كان عبد لله في يد خالتها أم ناصر: فديت عبادي كبر.....وتغيّر علي...
ثم نظرت للجازي: يمه طمنيني عليك ....الحين؟...ما في شي يوجعك.....

شعرت بالغصة من هذا الحنان .....من هذه النبرة.....من هذا الشبه الذي يذكرها بوالدتها هزت رأسها لتكتفي بقول
: بخير ...بخير يا خالتي...
بينما ام سيف التزمت الصمت وأخذت تنظر للجازي
فنظرت إلى ضعف جسدها وقلّة حيلتها وجهها شاحب قليلًا ومصبوغ بالصفرة .....عينيها مشتتين لكي لا تنظر لها....
بينما شيخة كانت جالسة تنظر لهما بصمت
الجازي لم تسلم عليها وتصافحها لأنها رأتها قبل قليل ....
تحدثت الجازي بهدوء: شيخة....وين نوف....
شيخة : في المطبخ......بجيب الشاهي والقهوة....
ام ناصر: قومي ساعديها يا بنت وبسّك من هالجوال.....هذا اللي بخرّب لك عيونك وعقلك...
ابتسمت شيخة ونهضت بحرج لتخرج متجهة إلى المطبخ
سمعت رنين هاتفها ونظرت للاسم فأعطته مشغولًا
لتنتقم منه فطيلة تلك الساعات الماضية لم تكف عن الاتصال عليه ولكن لم يجيبها ربما بسبب زعله عليها !
اتصل مرةً أخرى ....فوقفت في منتصل الصالة قبل أن تدخل إلى المطبخ
تحدثت ما بين اسنانها: شتبي؟
بندر فهم نبرة تلك: صدق اللي سمعته....
شيخة ادارت عينيها كالمغشي عليه وبنبرة سخرية: وش سمعت ؟
بندر ينظر لباب المجلس بحذر: تحاليلكم طلعت مو توافق؟!
شيخة تحدثت بهمس: ابوي قال كذا؟!
بندر : أي
شيخة ابتسمت.....إذًا ابيها انهى الأمر امام افراد عائلتها من هذه الناحية تنهدت لتردف: لا مو هذا السبب صدق سالفتي مع هالآدمي انتهت بس مو كذا السالفة....
بندر بشك: يعني انتي اقنعتيه مثلا؟!
شيخة لتنهي المكالمة: تقدر تقول.....بندر افهمك كل شي بعدين ....ماقدر أطول بالمكالمة الحين باي...
بندر بشتات: باي....
شعر بالراحة والطمأنينة ولكن الفضول يأكل منه الكثير ليعرف كيف استطاعت اقناع والدها
دخل المجلس....وجلس بالقرب من أولاد عمه
بو خالد: بندر قم صب قهوة لعمانك......
سعود قبل أن ينهض لكزه في صدره وبهمس: الحمد لله أنك جيت ولا كان استلموني هالشيبان...
همس بندر: كل تبن...
جسار بنذالة: يلا صب صب...بس.....ابدأ من اليمين
قصي رفع حاجبه: وجب لي معك من هالحلى.....
بندر سحب دلة القهوة من على الطاولة وهمس لهما: سكتوا لا افقع وجهكم ابها الحين
خالد وناصر ضحكا بخفة دون أن يلحظ ابويهما ذلك
بينما بندر نهض ليناولهم (فنجان القهوة)
وعلى أوتار الأحاديث والضحكات والهمسات
دخل وهو يقول: السلام عليكم....
التفتت الأنظار إليه
وجمدّت انظار بو خالد عليه!
وهمس عزام وجسار في آن واحد بصدمة: سسسسسسيف
بينما قصي لم يستغرب من مجيئه هنا!
..............................

.
.
.
نوف خرجت من المطبخ وهي تنوّه على سينا بوضع صحن البقلاوة بالقرب من الضيوف على الطاولة التي امامهم وليس الجانبية
ثم قالت: وبعدها روحي قولي للجازي تنزل....
شيخة اقتربت منها: نزلت وهي داخل...
نوف ضربتها دون سابق انذار: الله ياخذك وينك تاركتني احوس معها
وأشارت على الخادمة: لحالي
ثم نظرت لسينا: دخلي يلا وش تنتظرين
سينا هزت رأسها: حاضر ماما...
شيخة : والله تو جيت بدخل جاني اتصال رديت ....وتو سكرت
نوف لعبت في حواجبها: مِن مَن؟

شيخة كتفت يديها: سلطان؟
نوف بحلقت في شيخه بصدمة: شنوووووووووووووووووووووووو؟
شيخه وضعت يدها على فم نوف وهي تتقهقة: هههههههههههههههههههههههههههههه جب وجع فضحتيني؟
نوف بعدت يد شيخه بقوة: أيا الخاينة .......وتقولين ما تبينه...
شيخة مستمرة في الضحك: والله امزح ههههههههههههههه أصلا ولله الحمد تخلّصت منه
نوف بشك : شلون؟....ما فهمت
شيخة سحبت نوف ليدخلا في المطبخ: شوفي.....أنا مادري كيف جاتني الجرأة ورحت كلمة ابوي
ضربت نوف على صدرها صارخة: اعترفتي بحبك لبندر له؟
وضعت هنا شيخة يدها على فم نوف وبانفعال: لا رسمي تبين تفضحيني وجع....
ثم ابتعدت عنها لتردف بنفس متسارع: يعني لو اعترفت له بشوفيني قدامك....لا والله بشوفيني بقبري...

نوف مسحت على جبينها: أجل كلمتيه في إيش؟
شيخة بهدوء: اقنعته أنه ما يجبرني...
نوف : واقتنع؟!
هزّت شيخة رأسها بـ(أي)
نوف بصدمة: والله ما اصدق....عمي يوسف يقتنع بهالسهولة وش صاير بالدنيا؟....لالا اكيد انك فهمتيه غلط....
شيخة : يا مجنونة .......هدي......يعني جيته من ناحية العاطفة ....وانتي تعرفيني ماعرف امسك نفسي......
نوف قاطعتها: فتحتي خزان الماي.....
تقصد دموعها
ثم اردفت: لا اكيد عمي فيه شي هاللي قدرتي عليه....
شيخه : اهم شي تخلّصت من هالسلطان وطاريه...
نوف لكزتها في بطنها: خلاص اجل حوليه علي......
شيخة ضحكت: بالله كيف احوله؟ههههههههههههه
نوف مدّت بوزها: المفروض قلتي لعمي لو هو يبي هالنسب صدق عنده خيارات متاحة مثلا يخطب بنت عمي نوف....بس اعرفك حيوانة ما تحبين الخير لي....

شيخة ضحكت بقوة: ههههههههههههههههه انا وقتها خايفة ......ولا ادري شقول...اصلا نسيت انه عينك عليه....

نوف برفعة راس: اصلًا عادي.....قلبه دليله ...هو بيجيني بدون ما تدلّينه أنتي علي...
دفعتها شيخة لتخرج : الحمد لله والشكر بس....امشي امشي ندخل لا يعطونا محاضرة بس....
.................................................. .

لم تستطع النوم ولم يهدأ لها جفن......تنظر للدفاتر والأقلام بعينين فارغتين .....عقله غير قابل بالاحتفاظ بأي معلومة.....مشغول بأمرها هي فقط
خائفة من أن تكون إحدى ضحايا ذلك المرض......لن تنسى ألم والدتها منه .....لم تنسى أنّ في بعض الحين تصرخ من شدّت الألم......والدتها تهاونت كثيرًا في الأعراض البدائية حتى إن هذا الأمر طوّر عليها من أطواره الشيء الكثير

لا تريد أن تخسر رحمها.....تخسر رغبتها في الإنجاب.....والأهم من هذا كله .....لا تريد أن تتألم وتتوجّع......لا تريد أن تخضع للصرخات والخوف من الموت!
انكمشت حول نفسها........مسحت تلك الدموع الساقطة ....حاولت ان تخرج نفسها من هذا التفكير السوداوي......لذا نهضت متجه للمطبخ.....غسلت وجهها
واخذت تكرر: مهره ....خلاص .....وقفي تفكير.....المكتوب مكتوب وما منه مفر هذا كلام امي.......اكيد ربي حطني بهذا الاختبار....عشان يشوف صبري......ما راح أخاف....ما راح أخاف.....
ثم قررت ان تطبخ لها شيئًا تأكله قبل ان تنام....
وبعد التفكير ......قررّت ان تطبخ لها باستا سريعة....
فاشغلت نفسها في تقطيع الطماطم......والجزر ......وتجهيز الزيتون الأسود والاخضر....والذرة فهي تحب أن تخلطهما مع بعضهم البعض في طبختها تلك!
حاولت أن تبقى صامدة مهما حدث لها!
.................................................. .................
.
.
.
لم ينم طيلة الوقت ، شرطه كان صعبًا ولكن كان عليه أن يوافق، اخبره رؤيته منها لا تُعني رغبته في أي أمر خبيث ناحيتها
بل من اجل أن يُجري تحليل إثبات الأبوّة ليطمئن انها ابنته وقايضه على هذا المبدأ على أن يغيّر نسبها وينسبها إليه!
لذلك وافق بضعف!
كان يفكر بحديثه معه وبأفعاله بها.........وبالعصابة التي من المؤكد لن تتركه!
خائف......تخلل قلبه الخوف من الموت ايضًا! لا يريد أن يعذبوه لا يريد أن يستغلّوا نور او ابنتها من أجل الانتقام!

لم يسمع لها حسًا وهنا أدرك أنّ نور تلاشت! ولكن ما سبب هذا التلاشي هل فعلًا سببه موت والدتها او معرفتها بابنتها
من المؤكد لا فلو فعلًا هذا السبب لفعلت فعلتها الأخيرة قبل أسبوع !
إذًا ماذا حدث عندما خرجت من هنا، هل عاد التنمّر؟ أم أنّ التخبط والتشتت داهمها فجأة واخلّ باتزانها؟!
لم يفهم سبب اقبالها على الشرب فجأة هكذا......لم يفهم السبب الفرعي ولكن الرئيسي هو مُدركه ألا وهو التخبط والضيّاع!
.
.
مضت الساعات والدقائق والثواني عليه ببطء وهو لم يستطع أن يغفو......اخبره انه سيخرج من مِيوُنِخ بالقطار ليأتي لباريس ...وهذه الرحلة تستغرق ما يُقارب الست ساعات تقريبًا!
يعلم مجيئه بالقطار لا يعني انه لا يستطيع أن يأتي بطائرة ولكن مُراد يريد أن يضيّق عليه الأمر......وشعل في فؤاده فتيل النصر عليه!
..
حدّق في ساعته .....كانت تُشير الى الساعة التاسعة والنصف صباحًا وهو لم ينم.....
تنهد بضيق ونظر لصورة زوجته الذي اخرجها من الدرج الجانبي من السرير!
تأملها.......وضاق صدره على فراقها
همس: تعبان يا ديانا......تعبان كتير!

قبّل الصورة بعمق واعادها في مكانها نهض ونظر من خلف النافذة ......تحيّر.....هل يذهب ويطمئن عليها...؟....هل يتأسف على ضربه لها!
نفض الفكرة .....لأنه يدرك لو فعل هذا الامر ستتمرد عليه أكثر مما قبل!
ضج رنين هاتفه سحبه بتعب وأجاب: الو....
مُراد : وصلت.....
زمّ شفتيه ...وقوّس شفتيه متسائلًا: كيف؟
مُراد فهم صدمته اردف بسخرية: انا مُراد مستحيل اتعب نفسي واجي بقطار.....غيّرت رأيي وجيت بطيارة ووصلت على هالوكَت المبكر.....هااا.....قولي وين نلتقي؟

أمير بدون تفكير: لو كافيه فوكيت( Le Café Fouquet’s)

مُراد : راح انتظرك....
ثم اغلق الخط.....وسريعًا أمير دخل الخلاء ليستحم ويستعيد نشاطه من جديد
لم يتأخر في الاستحمام فبعد عشر دقائق مضاها في التفكير......خرج ارتدى ملابسه على عجل ثم خرج من الغرفة ....كان سيعبر بخطى سريعة أمام الباب ليخرج من الشقة
ولكن سقطت انظاره عليها كنت ممددّه على الكنبة مغمضة عينيها .....واضعة يديها على بطنها ......تنهّد بضيق ثم خرج
!
.....
وهي فتحت عينيها المحمرتين......لم تنم .......طيلة الليل كانت مستيقظة.....تؤنّب نفسها على ما فعلته ......اجزمت الآن انها تعيش في تذبذب ديني لا يرحم!......ما فعلته حرام......وبشدّة.....ولكن من أي طريق؟.....من طريق الإسلام وهي غير مسلمة.....ومن طريق المسيحية لا تعرف الحكم ....ولكن تتمنّى لو لم يكن بنفس الحكم الإسلامي!! ...ثم تمتمت بالاستغفار و بضياع.... ثم ضحكت .....على نفسها وتذبذبها!

إلى أن استقرّت أنّ ما فعلته عقوبة شعر بها أمير بالفعل وإلا لم يجرؤ على ضربها ....آلامه المنظر واشعره بخسّة افعاله لذلك ضربها ولكن تُجزم ليس من حقه ان يصفعها على وجهها هو من اتى بها لهذا الجنون هو من دعاها إلى هذا الضياع والغربة الجديدة
...

لم تُزيح من على جسدها تلك الملابس ذات الرائحة الكريهة ولم تهتم في ارتداء غيرهم!
كل ما تُريده الآن الهروب هي اعتادت على الهروب والضياع في مُدخلات الخريطة الضيّقة اصبح الأمر ممتعًا بطريقة هزلية لها!
لذا نهضت واتجهت لغرفة امير ستعبث في غرفته وستبحث عن
جوازها.....ستخرج من هنا وستترك له تلك الفتاة .......وكل شيء.,...حتى نصيبها من والدتها لا تريده!
مشت بخطى بطيئة لناحية الدولاب....فتحته على مصرعيه
واخذت تبحث بطريقة عشوائية في ملابسة
تريد ان ترى اوراقًا .......تريد أن تلقى ملجؤها الوحيد للعيش كما تريد!
بحثت وبحثت ولم تجد شيئًا فذهبت لناحية السرير بعثرة أشياء أمير من لحاف ووسادات وغيرها ...
نظرت للكومدينة ....فتحتها .....واخذت تبحث فيها بجنون
كمتعاطي يرتجف باحثًا عن امله الوحيد في نجاته من الألم!
ولم ترى شيء سوى ضياعها !
حدّقت في الغرفة بضياع ....مسحت على رأسها
بات صوت تنفسها مسموعًا من جهدها الذي بذلته في بعثرت كل الأشياء حولها!
ثم وبطريقة مفاجأة بعد تفكير لعدّة دقائق ....وتحديق في اللاشيء
انحنت لتنظر لِم هو تحت السرير فنظرت إلى الحقيبة الرياضية
سحبتها .......وفتحتها سريعًا
وأول ما وجهتهُ
تلك الصورة التي التقطاها في لبنان
تلك الصورة التي تنّم عن رضاها عن حياتها معهما، نظرت لوالدتها التي تحتضنها من الخلف لتشد عليها لكيلا تتبعثر
وتنظر لنفسها وكيف كانت مغمضة لعينيها وكأنها لا تريد ان تستيقظ من هذا الحلم مع تلك الابتسامة التي لم تفارقها.... كانت تشير بيدها على رأسها وكأنها ستطلق نارًا أو سهامًا قاتلة فيها كل الذكريات ولكن كان ذلك مؤقتًا!
حدّقت في وجهه امير بكره .....والذي كان يحدق في وجهه ديانا بسكرة حُب عظيمة!
رمت الصورة باشمئزاز بعيدًا عنها ....واخذت تبحث عمّ تريده.......لم ترى جوازاتهم....جميعها لم تراها.....!
هُناك أوراق أخرى......بدأت تقرأ العناوين سريعًا
ورقة لدخول ابنتها في مستشفى الفلاني ......ورقة تدل على صحة ابنتها وأخرى تدل على توقيع بقاؤها في الدار....
واوراق مبعثرة لمستشفى الأورام.......وتوقيع والدتها على موافقتها للخضوع في العلاجات .....وو....
تحدثت بهمس: فيها ورم خبيث!؟
تنهدّت بضيق لماذا لم تخبرها؟ نفضت هذه الفكرة العتاب الآن لن يحل الأمر والعاطفة باتت ميّتة !
بحثت في الأوراق وقرأت
ما فيها فهمت انها ورقة تحليل لـ DNA
الاسم : يوسف محمد أحمد الناصي
واسمها على الجانب
: نورة يوسف محمد الناصي
قرأت النتيجة بهمس: التطابق بنسبة 99.99.....
.
.
.

جمدّت في مكانها، حقًا كما قال لها أمير هو شكّ في امرها
شكّ انها لم تكن ابنته واجرى التحاليل لإثبات ذلك....ولكن إن كانت النتيجة هكذا لِم تخلّى عنها؟!
لِم لم يُحارب من أجل بقاؤها عنده؟......ألي هذه الدرجة لا يُريد شيئًا يذكره بخيانة زوجته؟
ألي هذه الدرجة كره الأشياء كلها التي تذكره بديانا!؟
إذًا تركها تخوض هذه الجولة دون خداع كما ظنّت أم هناك شيء آخر!؟
صرخت وهي ترمي الورقة : ليش تحاولين تلقين له مبرر.....اصلا كلهم انانيين وحقيرين كلهم ....كلهم ....

نهضت واخذت تبعثر الورقة .....وتمزّق أوراق اخرى بقهر....تركل الوسادات برجليها...ورمت صورة ديانا ....وصورتهم العائلية على الأرض ليتناثر الاطار بعيدًا على الأرض وتتناثر شظايا زجاجه
صرخت: اكرهكم يا كلاب......اكرهكم يا حقيرين.....أنانيين.....انانييين.....

ضربت بيديها على الجدران عدّت ضربات......تريد أن تتخلّص من شيء عالق في قلبها.....تريد البكاء ونزول الدموع ولكن إلى الآن لم تنزل تلك الدموع اللعينة....
صرخت.........بأسمائهم واحدًا تلو الآخر تشتمه بأقذر واقبح الكلمات!
عاد نزف جرحها....وسقطت على ركبتيها تصرخ بجنون وتشد بشعرها : ليشششششششششششش ليششششششششششش ظلمتوني؟....ليش جبتوني لللللللللللللللللللللليش؟

انحنت على الأرض واخذت تضرب الأرضية بقهر وهي تكرر: وتلومومني لجنيت.....وتلومونييييييييييييييي لو خطيييييييييييت ....انتوا السببب....انتوااااااااااا.....
.....
سمعت اغلاق الباب الخارجي .....وطرق قدم احدهم بشكل متسارع ومتجهة لناحيتها.......نظرت لحذاؤه....وظنّت انه امير......
رفعت رأسها لتصرخ في وجهه:حقــ...
ولكن بترت تلك الكلمة عندما رأت ماكس واقفًا بذعر : شو صاير؟
ماكس لم يبرح مكانه من أمام الباب أمره امير ان يبقى لمراقبة نور......وأن يدخل إلى الدّاخل أن شكّ في الوضع أو شعر بحركة غير مطمئنة له
سمع صوت صريخها فدخل وهرعا إليها بخوف
لم تهتم لوجوده ضربت على فخذيها بقهر ووجه محمر وشعر مبعثر: كلهمممممممممممممم خدعوني....كلهمممممممممممممم انانيين ما يحبون إلا انفسهم حتتتتتتتتتتتتى يوسف....حتىىىى هذا........
واخذت تصفق نفسها بجنون ....صفعت وجهها......فخذيها ....وهي تكرر: استوعبيييييييييييييييييي ماحد يحبك....مااااااااااااااااااااااحد...
اقترب وانحنى ليوقفها من هذا الجنون شدّ على يديها حدّق في عينها
تحدث بلغة عربية مكسرة: نور....بلييييييييز.......توقفي.....بلييييييييييز.. .....وقفي جنوووون.....

ابعد يديه عنها ونظرت لوجهه بغضب: انقلللللللللللللع عن وجهي......انققققققققققققققققلع كلكم حقررررررررررررررة.......

ماكس بتهديد: If you don't stop doing that, I will call your father.

ضحكت بجنون على جملة(راح اتصل على ابوك) نهضت وهي تشير له برجفة اصبعها: ما عندي أبو انا.....كلهم ....حقيييييييييييرين ووواطييييييييييين .....يو آندير استاند ؟

ماكس.......مع سرعة حديثها......ونطقها للكلمات بشكل سريع لم يفهم المعنى العميق من كلماتها ولكن فهم انها غاضبة ......وفهم ايضًا أنها تشتمهم! أشار لها
: أنا فاهمك.....اوك.....but .....بليز .....اهدئي...
دارت حول نفسها بحيرة ماذا تفعل؟
من الواضح الجميع لا يُريدها.....الجميع خدعها....والجميع ......بدأ يُلجم قراراتها لتنجبر على قراراتهم
تحدثت بتذبذب: خلني اطلع من هنا......ابي اطلع من هنا...
فهم عليها أشار لها: لا ......ما يصير.....
صرخت بانفعال شديد وبقهر: شنو اللي ما يصير....
ثم بللت شفتيها ....ازدردت ريقها : طيب....خذني لأمير....ضروري....

ماكس هزّ رأسه برفض: نو ......لا استطيع....

نور أتت إليه ودون سابق إنذار شدّته من ياقة بدلته الرسمية
شدّت على اسنانها بكره: ودنييييييييييي لأمير.....ودني له.....

ماكس حقيقة لا يعلم إلى أين ذهب أمير لذلك ابعد يديها عنه بلطف: نور......اهدئي....انا ما ....اعرف....مكانه....

دفعته للوراء وخرجت من الغرفة وتبعها خائفًا من أن تؤذي نفسها ....ولكن وجدها متجهة لناحية الكنب ساحبة حقيبتها فتحتها بصعوبة سحبت هاتفها
ثم قالت بعد ان مدّت هاتفها له: سجّل لي رقم أمير....
سحب الهاتف من يدها دون تردد ولأن هذا الامر سيخلصه من الأعباء الكثيرة
سجّل الرقم لها وسحبته من يده ولم تتردد في الاتصال عليه
وفي هذه الاثناء أمير وصل إلى المكان المنشود
وقابل مراد
الذي يقول بكل سخرية: أنا لحد الحين مستغرب أنك ما اشتكيت على جورج....لأنك عرفت أنه يهرّب أحجار مزيّفة والماسات وبيعها في المزادات.......

امير بحقد: انت بتعرف ليش؟.....اسمي ما زال عندوه .....وأنتوا استخدمتوا توقيعاتي على تهريبات كتيرة ما بعرف عنّا شي.....والقانون هون ما راح يحميني ابدًا!

مُراد ارتشف القهوة الفرنسية واردف بسخرية لاذعة: فعلًا القانون لا يحمي المغفلين....

امير كان سيتحدث ولكن قاطعه رنين هاتفه
ولكن لم يُجيب
: عطني الورئة....
مراد بهدوء على غير المعتاد: رد على المتصل وبعدها نتفاهم على كُول شِي.....
أمير اعطى المتصل مشغول: ئلت إلك اعطيني الورئة وخلنا بعدها نروح على المستشفى....
مُراد ابتسم بخبث: مستعجل هواية
عاد الرنين
مُراد ببرود: ماعندي مشكلة رد على المتصل لا ينفجر جوالك....
امير شد على قبضة يده أجاب : هلا نور...
مُراد هنا حدّق في امير بلا تعابير!
نور بوجه محمر: وين جوازي؟...وييييييييييييييييينهههه ابي جوازي....مابي اجلس معاك.....ابي أعيش حياتي بعيده عنك وعن الحقير يووووووووووووووسف......وين جوازي....

تسلل صوتها لمسامع مُراد دون مبالغة ، فهي كانت تصرخ وبشدة
سمع صراخها ولكن لم يفهم كلماتها فابتسم بتشمت في امير
بينما امير ابعد الهاتف قليلًا عن أذنه ثم تحدث بهدوء على عكس نيرانها: لرجعت البيت نتفاهم...
نور بتهديد: اقسسسسسسسسسسسسم بالله لو ......ما جيت الحين....وما عطيتني جوازي....بقتل هالماكس.....وبقتل نفسي
لا تستطيع أن تفعلها....ماكس ليس كما تظن.....ليس ضعيفًا وليس غبيًا ايضًا هي تهدد وتثرثر بقهر ما يحمله قلبها من ضعف وقهر في هذه اللحظة!

أمير : نور....هدي قلت لك لم ارجع نتفاهم
شدّه الأمر عندما سمع أمير يتحدث بلهجتها
الأمر يبدو مهمًا!
نور تحدثت: نذذذذذذذذذذذذذذذذذل حقييييييييييييير....لا تجي....لا تجي .....بس وربي.......ما راح يحصل طيب.....
ثم أغلقت الخط
مُراد بتشفي: واضح تكرهك هواية......شمسوي فيها؟
أمير بغضب ضرب على الطاولة: عطني الورقة....
مُراد بتمديد: مو قبل تخليني اشوف بنتي واسوي التحاليل.....
أمير نهض وبغضب: تقول بنتي....وهم بدّك تعمل تحاليل.؟!....أنتّا مجنون شي؟

مُراد اسند ظهره للوراء وابتسم بخبث: لا .....بس مثل ما قلت لك أريد اتأكد قبل لا انسبها لي نفسي....

أمير....من الواضح أنّ نور دخلت في حالة انهيار ....صوتها لا يُبشّر بأي خير .....صراخها يُعلن عن حرب جديدة!
لا يُريد أن يُطيل الأمر نهض : خلصني ئوم....

نهض مُراد مبتسمًا بكل انتصار ، توجّه أمير للباب للخروج....وقلبه وعقله مع تلك التي جُنّت لا محالة
تنهّد بوجع مكبوت في قلبه تحدث مُراد سريعًا: ارسلي الموقع ....راح ألحقك بسيارتي....
امير اغلق باب سيارته بقوة وبنرفزة من ضعفه أمام شروط وأوامر مُراد!
.................................................. ..........
.
.
.
تناولا العشاء بهدوء......وبعد الانتهاء ومرور ما يُقارب الثلاث ساعات معًا كلًّا من أبا ناصر وابا سيف عادا إلى المنزل إلا هو بقي هنا......يُريد ان يرى ابنه.....
ولم يمنعهُ احد عن هذا الأمر
خاله لم يتحدث معه بأي حديث وهو كان متوقّع العكس
خالد الذي تولّاه بالأسئلة وهو يتهرّب منها
إلى أن قال: براحتك لا تقول شي......بس يا سيف لازم تلقالك حل ولا راح تخسر الجازي.....
سيف بضيق: كل الأمور بتنحل بإذن الله....
ثم تحدث ليضيّع الأمر: تأخر بندر....

كان سيتحدث خالد ولكن فجأة انفتح الباب ودخلت الجازي وهي تحمل ابنها بدلًا من بندر ، قررت على ان تخطو هذه الخطوة هو لم يطلب رؤيتها ولكن حققتها لأنها تعلم هذا الامر بات عالقًا في قلبه وعقله!
وفي الواقع هي الآن متاحة لمناقشة امر الطلاق بشكل جدي ومقنع بالنسبة له حدثّت والدها الذي سألها
: وين رايحة؟
الجازي بهدوء: بحل موضوعي مع سيف ...
ثم مشت وتركت نوف وبندر ووالدها خلفها ينظرون لها بحيرة وخوف

القت السلام بصوت هادئ
ثم وقف خالد ببطء : عن اذنكم.....
ثم خرج واغلق الباب عليهما

مدّت الجازي بدون سابق انذار عبد لله لوالده وهو يقول: سم عليه.....
كانت متعجبًا منها ، ومن نبرة صوتها الهادئة ومن مظهرها الذي لا ينمّ عن الغضب
سحب من يدها ابنه : بسم الله ....
حدّق في وجه ابنه ثم ابتسم قبّله بلطف ثم اردف: ربي يخليك لنا!

جلست على بعد مسافة قليلة منه اردف: أنا جيت عشان نتفاهم على الطلاق!

انعجن قلبه...وخفق بشدّة التفت عليها ....نظر لوجهها المتعب: الجازي......تكفين ......لا تطلبين مني هالشي.....الطلاق ما هوب حل .......ما هوب حل ....

نهضت وحدقّت فيه بقوة: عطني عبد لله بعطيه خالته وبرجع....واضح انه راح نطول بالحكي على ما نتفق....

تنهد سيف احتضن ابنه بخفة ثم مده لها
وما إن اخذته حتى خرجت تبحث بعينيها عن مخرجًا للهروب
هل استعجلت في لقاؤه ؟ في انهاء امرهما!
ازدردت ريقها وعبرت خلال الممر لتصل إلى صالة منزلهم وكانت نوف حقيقةً جالسة امام التلفاز
وتنتظر مجيء اختها
عندما رأت الجازي نهضت: شصار؟
الجازي مدّت لها عبد الله : خذيه....
نوف : طيب قبل قولي لي شصــ...

لم تترك لها مجالًا خرجت الجازي بخطى متقاربة لتعود بادراجها له
.....
كان ينتظرها.....اشتاق لها......اشتاق لحنانها .....لخجلها ...لحديثها الذي لم يعطيه أي اهتمام في ذلك الوقت لكي لا ينجذب لها....لكي لا يخون وعوده!
تنهد عندما رآها تدخل وتغلق الباب
جلست بعيدة عنه ثم اردفت بجدية : سيف......مثل ما قلت لك لازم نتفاهم ....وننهي الأمر...بدون ما ندخل بينا أحد.....وبدون ضغوطات أي طرف ثاني.....

نهض واقترب منها وجلس بجانبها حدّق في وجها وإلى نظراتها التي تشتتهم عنه: وانا قلت لك الطلاق ما هوب حل....انا احبك.....مستحيل اتخلّى عنك بهالسهولة.....

الجازي بنرفزة وبحده: وانا ماما اقدر أعيش مع واحد ما احبه....ومتذبذب في بمشاعره
امسك بذقنها واجبرها على ان تنظر لوجهه
تحدث بضعف: قسوتي عليك ما هي كره مني....قسوتي عليك عناد لهالقلب
وضرب على قلبه: انه ما يميل لك....وظلمت نفسي بهالتصرف....وظلمت قلبي الظميان .....وظلمتك معي يا الجازي.....تكفين عطيني فرصة اكفر عن هالغلطة عطيني فرصة ...اعيشك فيها سعيدة وقريبه من قلبي .....
نظرت له بثبات : قلت لك من زمان عطيتك فرصة....وانت ما حترمت هالفرصة ولا قدّرتها.....ماني ملزومة أعيش مع واحد قلبه وعقله في مكان بعيد عني....ماني ملزمة اضغط على نفسي عشان كذبك ...
سيف بانفعال شد على اكتافها: وربييييي ما اكذب....ما اكذب يا الجازي....وربي.....احبك....وندمان على زلّة لساني....وعلى عنادي وتجبري على مشاعري اتجاهك....ندمان اني ابتعدت عنك وانا بحاجة لحضنك ....ندمان إني صديتك عني وقلبي وقتها يصرخ فيني لا........ندمان إني تمسكت في شي ما هوب لي...

أبعدت عنها يديه واردفت ببرود قاتل لقلبه: وانا ندمانة اني وافقة عليك.....ندمانة إني سلمتك نفسي....ندمانة على محاولاتي من إني اقرب منك عشان املك قلبك ......ويملكك قلبي....ندمانة كل الندم انه اسمي ارتبط باسمك.....وندمانة اني حملت...وانجبت وصرت ام منك.....ندمانة لأني خسرت نفسي.....وسمحت لنفسي انذل.....وانطعن......وانقهر بسكات.....خلاص يا سيف......اللي بينا انتهى....واللي يربطنا بس عبد لله....لا تحاول....لا تحاول أنك تصلح الأمر بشي ثاني غير الطلاق...

سيف سكت.......مسح على وجهه عدّت مرات وهو يتمتم بالاستغفار لن يثور عليها بالحديث المر ولن يلومها على مشاعرها هذه
ولكن اردف بهدوء: ليش ما علمتي الكل عن سبب رغبتك في الطلاق مني؟

الجازي بحده وبوقاحة بالنسبة له: عشان لا اخرب بيت زيد.......ولا اخرب عليه فرحته من زواجه من غزل.....لو اعترفت...... عارفة ....الامر ما راح ينتهي بيني وبينك.....الامر بيكبر اكثر........وانا ما فيني حيل اشيل آثام غيري....

سيف تنهد: الطلاق ما هوب حل؟!

الجازي نهضت من على الكنبة ونظرت له بعد أن اخذت نفسًا عميقًا: إلا هذا الحل.....والحل الأمثل بعد....

سيف وقف معها هنا وتحدث منفعلًا: الجازي...
اشارت له بصوت شبه مرتفع: لا تحاول يا سيف.....لا تحاول....كسري منك كبير وعميق......والعود اللي انكسر ما اظن عمره بينجبر معاك...

وبنبرة مهزوزة: لا تطوّل السالفة تكفى....ما ابي اصير تحت ضغط اكبر من كذا ....ما راح اتحمل....طلقني....طلقني وريّحني......تكفى......قول راح اطلقك واخلصك من قيودي قول....
سيف.....ازدرد ريقه من منظرها ورجاؤها......تقدم للامام لناحيتها.....يُريد ان يحتضنها ...يزيل من الألم الذي سببهُ لها....يُريد ان ينتشلها من أعاصير الكره .....لا يُريد ان تكثر خسائره لا يُريد أن يصبح متلاشيًا بعد الآن.....
...

عندما رأت ضعفه ونظراته اللامعة...ويديه التي تتجّه لناحية جسدها
انفعلت منفجرة بالحديث : لا تفرض نفسك علي بالقوة يا سيف........لا تفرضها!......انا اخذت قرار ولا يمكن اتراجع عنه......ابوي رفض إني ارفع قضية خلع........وحكّمني بقيود رفضه.......فصار الامر بيدك....لا طوّل علي.....لا طوّل يا سيف......ولا تحلم إني ارجع لك لا تحلم....

وهمّت بالخروج...ولكن امسك بيدها : تكفيييين يا الجازي...
التفتت عليه بعينين دامعتين: انت اللي تكفىىىىى......لا تضغط علي اكثر......لا تفرض نفسك علي
اكثر......طلقني....طلقننننني وخلني ارتاح.....عن اذنك...
نفضت يدها من يده ثم خرجت....
وخرج هو الآخر راكضًا للباب الرئيسي ....وفي قلبه غصة......وفي عينيه دموع تأبى الخروج....
كان سيركب سيارته ليذهب لهاويته المظلمة
ولكن صوت اتاه....ليوقفه
: سييييف
التفت
وكان خاله واقفًا وكأنه يُريد ان ينتقم منه بالحديث وهو في الواقع ليس له طاقة على سماع وتقبل سهامه
اقترب منه
: سيف.....صدق ما عرف بالضبط وش صار....بس وقع الخيانة على بنتي ما هوب هيّن......وما فيه إنسانة تشوف زوجها يخونها وتسكت وما تنهار إلا ما ندر!.....وإن طلبت منه الطلاق فهذا طبيعي ......
سيف شتت ناظريه عنه لا يريد أن يفهم منه أنه موافق على رأيها لا يريد أن يفهم منه أنه مصر على قرارها
اكمل أبا خالد: يا سيف انت ولد اختي وهي بنتي......مابي ولا واحد فيكم يتألم.......بس يعز علي اشوف بنتي بهذا الحال......وعشانها ما راح اضغط عليك واصر اعرف تفاصيل الموضوع....

سيف ينتظر الضربة القاضية عليه نظر لخاله
الذي قال: عطها فرصة تداوي جرحها بنفسها......لا تحاول انك تداوي هالجرح اللي بقلبها وأنت اللي تسببت لها فيه......

سيف بنبرة ضعف: شقصدك؟

أبا خالد ربت على كتفه: بعدوا عن بعض لفترة .....وخاصة الجازي محتاجة تبعد عنك.....الحين قرارها متخبط.......ومنقهره منك.....عطها فرصة تستوعب الامر اكثر.....وتحكمه بعقلها ما هوب بقلبها يمكن تغير قرارها....

سيف ابتسم بسخرية وبعينين محمرتين وبقهر : الجازي....احسمت الأمر وما عاد راح تتراجع عن قرارها.....

بو خالد بوجع على حالها: إن هي احسمته فهو بيدك.......لا تنهيه بوقت هي جرحت فيه كرامتك !
فتح عينيه على الآخر، فهم حاله...فهم أن ابنته اسمعتهُ حديث موجع له......
ابتسم أبا خالد: بعدوا عن بعض وقرروا بعدها .....
ولينهي الامر: انتبه على نفسك ولا تسرع

.
.
ركب سيف السيارة ....هي اوجعته ......علمته درسًا لم يتعلمه ابدًا.....وقتلته حينما قالت (لا تفرض نفسك علي) هذه الكلمة حقيقةً مسّت كرامته وحتى رجولته ولكن حاول ألا يظهر ذلك أمامها لأنه يعلم هو يستحق كل ما اسمعته من حديث قاسي ومؤلم له
قاد سيارته بعيدًا عن منزل خاله....عائدًا إلى منزل ابيه ......يريد أن يهرب....منها ومن كل افعاله الأنانية تلك!
.................................................. ...
.
.
.
قبل دقائق عدّة
ذهب إلى الشقة يريد أن يطمئن عليها ، حالها لا يسر بعد سماعها لحديث الطبيبة.....لذا ذهب إليها مباشرة من خروجه من منزل خاله .....اغلق باب الشقة بهدوء
وكان الهدوء مسيطر على الشقة ظنّ انها نائمة .....ولذا تقدم لناحية الصالة ورأى الانوار مغلقة ولكن لم تخلو من ضوء بسيط من تلك الإنارة المتسللة من المطبخ
فهم مُهره تغلق انوار الصالة قبل نومها ولكن المطبخ لا وابدًا ولا يعرف السبب!
دلف باب غرفتها ورآها على سجادتها ، تُقيم الليل ...ابتسم ....ورقّ قلبه على حالها......تعلّم الكثير من هذا الزواج....تعلم وتألم منه حقيقةً!
والآن لا بد ان يُعلنه بأي طريقة كانت مُهره لا تستحق كل هذا....
افرقت من الصلاة .....اقترب منها : السلام عليكم
ردت عليه وهي تنظر إليه بهدوء
ثم قال: اخبارك الحين؟
مُهره أزاحت من على جسدها جِلال الصلاة(المشمر )
: الحمد لله ....
ثم اردفت: ما كان له داعي تجي.....
قصي جلس على السرير ونظر إليها بحنان: حبيت اطمن عليك وما هان علي اتركك لحالك....بعد ما سمعتي اللي قالته الدكتورة!
مُهره اخذت تمشط شعرها : كان اتصلت علي....احسن من انك تضرب مشوار طويل...
اقترب منها واحتضنها من الخلف ثم قبّل خدها الايسر: حبيت اجي واشوفك واطفي نيران الشوق اللي بقلبي عندك مشكلة ؟

مُهره بخجل ابتعدت عنه ، وبضيق غير معروف: أي عندي....
وبنبرة رجاء: قصي تكفى ارجع مثل قبل.......لا تحاول تسوي أشياء غبية تنبّه اهلك على موضوع زواجنا...
قصي بصدمة: أشياء غبية!
مُهره بتوتر: أي.....مثل جيّتك لي بهالوقت......وبالفجر....
قصي مسك كفي يدها تأمل حجمهما في يديه ثم نظر لعينيها: مُهره ليش خايفة من إني اعلن الزواج
مُهره سحبت يديها منه ثم توجهت للسرير: قلت لك....السبب....
قصي اقترب منها : وانا ماقتنعت...
مُهره ازدردت ريقها: حنا ما نناسب بعض وانا ما عندي استعداد لتكوين اسرة....
قصي سكت
أكملت : انا كل همي ادرس....انجح.....واعتمد على نفسي....انت قرار جا في وقت مستعجل.....وفي وقت كله خوف.....واضطراب......واحمد ربي الف مرة طحت في ايدينك ولا ايدين واحد ما ادري اش ممكن يسوي فيني...

قصي لكي يغيّر من جوها المضطرب: تعترفين اني طيب وحلو ووسيم ....ورومنسي...
ضحكت بخفة: ههههههه طيب أي اما الباقي لا
ثم سكتا لوهلة
قصي شد على يديها: حاضرك ومستقبلك بكون معي يا مُهره .....لا تخافين....انا ما راح اظلمك ولا راح اهدم احلامك المستقبلية من ناحية الدراسة وغيرها .....ولا تفكريني بيوم من الأيام اتخلّى عنك بسهولة ...يمكن شخصيتي ببداية زواجنا كانت غبية ......ومخيفة ...لدرجة خلتك حذرة مني بشكل كبير.....بس صدقيني انا الحين قصي انا هذي شخصيتي .....واعلان زواجنا ما راح يغير من تعاملي معك ...واهلي راح يحبونك....

مُهره بهدوء: لا تعلنه الحين....
قصي شدّ على يديها اكثر: المفروض اسارع في إعلانه....كل ما تأخرت كل ما زاد الامر صعوبة يا مُهره....
مُهره بصدق: خايفة....
قبّل يديها بهدوء : لا تخافين وانا معك.....ما هوب صاير شي......كل شي بيمر بيسر.....
مُهره اخذت نفسًا عميقًا ثم ابتعد عنه لتردف: طيب خلاص انقلع بيتكم...بنام.....
قصي يمثل الغضب: انقلع؟!
مُهره بخوف ومزح في آن واحد : امزح معك.....خلاص نام هنا
قصي القى بنفسه على السرير : والله عاد احس تعبان....
مُهر بانفعال: لالا ماهوب من جدك قصي...جد قوم روح بيتكم....لا تخليهم يعرفون بزواجك بهالطريقة را ح تعصبهم منك......
قصي نهض وقبّل رأسها وخدها: امزح معك......يلا تصبحين على خير....
مُهره وهي تسحب اللحاف على جسدها: سكر الباب معك...
أشار على انفه : على هالخشم....
خرج واخذت تُتمتم وهي مغمضة لعيناها: الله يسر الأمور!
..............
بنفس اللحظة الذي تحرّك فيها سيف من أمام منزل خاله!
هو عاد بأدراجه إلى منزل أبيه.......مُهره طفلة صغيرة.......ترضى بسرعة وتزعل بسرعة ايضًا!
كان يجب عليها ألا تجد في الهروب حلًّا للخلاص من زوجة عمها....الزواج في عمرها ليس حل بل هو ضياع من نوع آخر! ...هذا الارتباط هو متيقن انه اخدش الماسة البراءة التي بداخلها! آلامها ...ولكن هي لا تجد من تفضفض له عن هذا الامر.....لأنها وبكل سهولة هي خجولة! ربما تتحدث مع تلك المزعومة صديقتها التي اعطتها هذا الممر من النفق الطويل في الهروب! ولكن لا يظن مُهره تفعلها!
تنهد
وتمتم: ودعتك الله!
.
.
وفي الآن نفسه
وصلا واركنا سيارتهما أمام باب المنزل
نزل وهو الآخر نزل من سيارته
تلاقت اعينهما ببعضهما البعض ولكن لم يردفا شيئًا
فتح الباب
دخلا وكانت والدتهما لهام بالمرصاد
القى السلام
ردّت عليهما
سيف استأذن وذهب لجناحه
وكذلك قصي كان سيفعل الأمر
ولكن والدته اوقفته: لحظة قصي....
قصي التفت على والدته: خير يمه آمري...
ام سيف بشك: وين كنت؟
قصي لم تخشى عليه نبرة الشك لهذا ابتسم لها لكي لا يبيّن على نفسه التوتر: رحت امر اخوياي....
ام سيف بنظرة حاده: واضح أنه لك أصدقاء كُثر بالرياض!

قصي بهدوء: يمه......يعني وين بروح ......
ام سيف : ما ابيك تجيب لي مصيبة جديدة على هالبيت يا قصي......خلاص انا وابوك تعبانة وشبعنا هم....
قصي قبّل رأسها ويدها: افا يمه.......لا تحاتيني.....ولا تخافين ولدك في الطريق المستقيم......
ام سيف بنفس عميق: أتمنى.....
ثم تركته وصعدت للأعلى ....وخرج أخيه جسار من المطبخ وهو يقول: أمي شاكه فيك ترا
قصي نظر إليه : وانت مثل الظل تطلع لي وين ما اروح
جسار ضحك وهو يقضم تفاحة بيده: والله ماخذ بنفسك مقلب....يا الحبيب ترا ما اراقبك ولا انتظرك...صدفة .....
قصي : لا والله ما هي صدفة ......اعرفك تنتظر جيتي عشان ما يفوتك شي....
جسار بنذالة: انتظر لحظة فضيحتك خيي...
قصي بعصبية: والله مانت اخو...عدو اعوذ بالله...
جسار ضحك واقترب منه وامسك بيده وجره ليجلس معه في الصالة: امزح يا هو!....لا تأخذ كلامي على محمل الجد....
قصي جلس ومسح على رأسه: وش تبي؟....ادري تنتظرني وفي خاطرك كلام....
جسار غمز له: صح عليك.....
قصي بتساؤل: الجني الثاني وينه...
جسار فهم انه يقصد عزام: فوق بيستلم سيف.....
قصي ضحك بسخرية: ههههههههههه صايرين مثل المرشد الاجتماعي ....تحبون تسوون نفسكم مهتمين....
جسار بنبرة جادة: وانت عندك شك أنه حنا ما نهتم....
قصي : بصراحة ما احب تدخلكم لا فيني ولا حتى في سيف....
جسار : سيف محتاج أحد يواسيه .....وانت محتاج لنصيحة....
قصي ابتسم بسخرية
جسار بجدية الأمور وضع يده على فخذ أخيه: قصي يمكن تشوف كلامي قاسي......بس لازم تسمعه
قصي اسند ظهره على مسند الكنب
: غرّد يا الحبيب غرّد اليوم مزاجي حلو....
جسار يجاري أخيه حرّك حواجبه وبخبث: جاي من عندها...

قصي بحده: بتكلم ولا أقوم؟!
ضحك الآخر: هههههههههههه طيب اسمعني

ثم اخذ نفس واردف: قصي....اعرف انك الحين مثل السمك اللي دخل في الشباك الصيد....لا هو قادر يطلع منه ...ولا هو قادر يعيش.....
قصي انفعل : ابدًا انا ما هوب مثل كذا.....جسار انت وعزام تفكروني...واحد طايش....مو متزن في قراراته.....وما يأخذ الأمور بجدية ...
جسار بحده: لا تعلي صوتك علي....وخلني اكمل كلامي لا تاخذني بطيش كلامك وانفعالك......
قصي بنفس النبرة: وش بقول لي....بقول لي روح طلّق البلوة اللي اخذتها قبل لا تجيب فوق راسك مصيبة صح هذا اللي بقوله لي؟
جسار حاول ان يتمالك نفسه: قصّر حسك حنا في الصالة والصوت يسري....
قصي نهض: طلاق ما نيب مطلق......ما راح اترك البنت واظلمها يا جسار.....وراح أكون حقير لو سويت هالشي....

جسار اعجب بتفكير أخيه من هذه الناحية ولكن تحدث بجدية: الأمور صعبة ....كيف راح تقنع امي فيها....كيف راح تعلن زواجك .....وكيف راح تجاوب امي وابوي لسألوا عنها....ما فيه بنت واعية ترضى على نفسها تزوّج بالسر إلا لأنها....
قصي أشار له: حدك لا تكمل!...ظروف البنت غير عن اللي ببالك......من الآخر...ما هي مطلقة ولا هي عجوز....ولا هي بنت شوارع ريّح عمرك!

جسار امسك أخيه: انا جالس معاك نتفاهم مو جالس اتضارب معك عشان تعلّي صوتك....
قصي : جالس تنرفزني وكأنك تعرف عنها شي.....كل اللي تعرفه انها مزوجة اخوك وبس....
جسار : طيب فهمني يمكن اقدر اساعدك...
قصي بجدية: البنت صغيرة وانا اول رجال بحياتها وما قد تزوجة ...انجبرت على هالزواج لسوء معاملة بعض افراد عايلتها...
جسار بهدوء: كم عمرها!
قصي شتت ناظريه عن أخيه: سطعش سنة....
جسار بحلق بعينيه في أخيه: مو من جدددددك انت؟
ثم انفعل: كيف أهلها رضوا يزوجونها لك.....كيف.....اكيد انهم باعوها بمقابل مهر كبير.....
قصي ضحك بسخرية: ههههه لا ما هوب من هالنوع ......ما هوب طمعانين.....عمها وافق علي برضا تام.....يمكن يبي يحميها ...ووافق بسهولة.....البنت مستحيل اتخلّى عنها.....يا جسار....مُهره لي وانا لها....

جسار تنهد من حال أخيه: كيف بتقدر تقنع امي وابوي.....

قصي لينهي النقاش: امي ما يقدر عليها الا ابوي....وانا بكلم ابوي وبفهمه كل شي.....والحين تصبح على خير....
ثم نهض وترك أخيه يضيع في اسالته التي لا جواب لها!
.................................................. .....
.
.
.
هل يدعونا الحُب إلى الجنون؟
هل يجعلنا في بعض الحين ننسلخ من إنسانيتنا؟
هل يُمزقنا من شخصياتنا حتى بنا لا نعرف انفسنا؟
هل الحُب يدعونا للأنانية ؟
الجواب.......غير معروف!
هي وحدها من يعرف تلك الإجابات ، هي وحدها من لها القدرة على فلسفة الإجابة في الحُب
هي وحدها من تملك الجُرأة على الوقوف أمام حشد كبير من الناس وتخبرهم بإجاباتها النموذجية
هي وحدها من تعرف صدق الحروف ونطقها في اجابتنا على كل هذه الأسئلة
ولكن الآن هي تحت التراب وتلك الأخرى منهارة ومنشغلة وتمتنع عن الإجابة لكي لا تُصدم قلوبنا الحائرة !
هي منشغلة في انهيارها ، في تكسير الأشياء المادية من حاولها ....وتكسير أشياء كثيرة بداخلها
كرهت الجميع وكرهت نفسها....واصرارها على المجيء في هذه الحياة....
كرهت حتى من أحبوها بصدق ....فحبهم هذا اضرها ولم يُجدي في نفعها بأي شيء....
....

كان مثل سرابها يتبعها في أي خطوة تخطو ...ينحني ويتصدّى رميها للأشياء حوله....سمع تهديدها له.......والآن يقسم أنها تحاول جاهدة على تنفيذ تهديدها....ولكن ما زال هو الأقوى عليها!
...

اما هي ما زالت تركض في الشقة تبعثر الأشياء بيديها بتسارع نفسها....تبكي تصرخ ....بلا دموع كالعادة......تشتمهم وبدأت تدعي عليهم بالخلاص.....
ولكن فاجأتهُ حينما ذهبت للمبطخ المكشوف على غرفة الجلوس(الصالة)، ركضت للأدراج .......ودون سابق انذار لهُ سحبت سكين ورمتها عليه!
هي لم تستوعب ما فعلتهُ .....ارتفع صدرها بشهيق ...وانخفض بزفير قاتلين...
اما هو فتح عينيه على آخرهما......جمد الدم في عروقه....لو لم ينحني لارتكزت السكين في عينيه أو في منتصف جبهته...ولكن التفت و نظر إليها ورآها مرتكزة في الحائط بشكل مرعب ومخيف!
هنا جمدّت انظار نور على الحائط......كانت ستكون في لحظة قصير قاتلة .....نفذت طاقتها وجثلت على ركبتيها بذعر من الموقف هذا ....
كانت ستضيع نفسها بطريقة غير منصفة لها....ماكس لا دخل له في عواصفها وقهرها لا دخل له حتى لو كان يعمل مع امير......ولكن هو يحبه ....حركت رأسها تنفض الأفكار

.
.
اتى بالقرب منها وجلس على ركبتيه منحنيًا
: نور انتي بخير....
نور دون سابق انذار احتضنته .....ولمست اكتافه وكأنه تريد أن تتأكد انه ما زال على قيد الحياة .....شهقت ما بين توترها ،
قلقها ،خوفها لا بكاؤها ولا دموعها!: آسفة....آسفة.....آسفة.....
كانت تكررها بجنون ....ويديها تتحسس وجوده بارتجاف عظيم شعر بخوفها ....ومن لحظة غياب وعيها التي رمت فيها السكين عليه شدّ عليها ليخفف عنها آلمها وهو يردف: انا بخير نور....اهدئي......اهدئي...ما زلت على قيد الحياة....
اغمضت عينيها....شدّت على جسده بيديه بعد ان حاوطته بيديها.....فهم حاجتها إلى هذا الحضن.....وشدها إليه وكأنه يخبرها أنّ كل شيء سيكون بخير.....وأنّ الحياة جميلة ......ولا داعي لهذا الخوف والقلق....
بقيت محتضنته ودافنة وجهها في كتفه وكأنها تخفي نفسها عن لقب _مجرمة_(قاتلة) كانت ستكون في لحظة طيش انانية مثلهم في انتزاع النفس من جسدها بغير حق! كما انتزعوا روحها وجسدها من المكان التي تحبه
لم تحاول البكاء ...ولم تحاول إخراج الدموع من عينيها ابدًا فقط اغمضت عينيها .....اغمضتهما....ابعدت عن مخيلتها توم .....وديانا....وأمير ويوسف......وحتى ابنتها وبهاء الدين.....وحاولت أن تركّز بمخيلتها على صورة إيلاف....هي الوحيدة التي تقبلتها....احبتها اخلصت في صداقتها معها.....طيفها امام عينها له دور في تهدأت نور......وكأنها تجزم أن هناك خير في الناس ليس الجميع سواسية فإيلاف لم تكن مثل الجميع...

،

بعد مرور ما يقارب الثلاث دقائق ابتعدت عنه ، شتت ناظريها عنه بشتات .....وبضياع.....ولكن لم يترك ماكس لها مجالًا في البقاء هكذا
طوّق وجهها بيديه: نور.....انا بخير.....لا ....تخافي....اوك...
هزّت برأسها برضى
بينما هو اجبرها على النهوض: You should take shower now.
هزّت رأسها برضى ، ثم توجهت للغرفة الذي أشار إليها أمير لأبقاؤها فيها.......دخلت ورات دولاب خاص بها ومن المؤكد امير قام بتبضع لشراء الملابس المناسبة لها فتحت الدولاب وكما ظنت رأت لها ما يناسبها من ملابس
لذا سحبت بدلة صوفية سوداء طويلة تصل إلى ما تحت الركبة وسحبت من الطرف الجانبي بنطالًا اسود ضيقًا!
ثم توجهت إلى الخلاء وأغلقت الحمام!
...........

ماكس يومًا عن يوم، يشفق عليها.......لا يعلم بما علمت في هذه اللحظة حتى بها تجن هكذا......وتفيق على نفسها بسبب خوفها من أن تكون قاتلة !
اشفق عليها للغاية .....قرر أن يعمل قهوة له ولها ....يمكن تستطيع أن تعدّل مزاجها السيء وتضبطه....
اخذ ينتظرها........ظنّ أنها ستأخذ وقتًا طويلًا ولكن خيّبت ظنه .....بعد خروجها من غرفتها بعد مروح ست دقائق .......ارتدت قبعة صوفية سوداء ذات غرز تعرجيه مموجة بلون الرصاصي المتدرج بين الفاتح والغامق ولكن يغلب عليها اللون الأساسي الأسود ....وبيدها حقيبة يدوية صغيرة

ووشاح اسود يحيط عنقها بهدوء
شكلها بريء وكئيب في الآن نفسه

تحدثت له بهدوء: ودني لبنتي!

ماكس تحدث بصدمة: ووواااتت؟
نور اقتربت منه وبنبرة رجاء: بلييييييز.......ودني لبنتي....
ثم اردفت له :what's her name?
أيعقل أمير لم يخبرها باسم ابنتها أيعقل
تحدث بتردد: سندرا...
نور لم تعطي الأمر أهمية ، ولكن فكرّت في الخلاء........هي يومًا عن يوم تعبث وتفتّش من وراء أمير وتجد مالا يسرها .....لذلك عليها أن تذهب وترى إلى أي حال ابنتها مريضة .....وهل فعلًا ما قاله لها أمير عن حالة نظرها! تريد أن تعرف كل شيء قبل ان تداهمها أشياء كثيرة هي تتوقعها ولكن لا تتوقع اثرها عليها!

واعادت عليه رجاؤها: بليييييييز ابي اشوفها....
ماكس سحب هاتفه ووضعت سريعًا يدها على كف يده: لا تتصل بأمير....اكيد بيرفض.....اتركه يعرف بعدين...
ماكس يشعر بالورطة: ولكن سيدتي......سيغضب مني....
نور : راح أقوله طلعت من الشقة بدون ما تحس....
ماكس يعلم أمير لم يذهب لسندرا الآن كل ما يعرفه أنه خرج ولكن لو كان ذهب إلى سندرا لأخبرته جولي بذلك!
تنهد ثم أشار لها أن تمشي أمامه للخروج!
....
.
.
.
في المواجهة، في الشعور العميق.......في الرجفة الصادقة .....وفي تلاقي العينين.....
تلاقيت عينيه بعينيها من خلف الزجاج كان بإمكانه أن يدخل للداخل كما فعل أمير ولكن هو جبان ! لم يجرؤ على فعل هذا الأمر
ولكن هناك شعور شدّهُ إليها.....حدّق في تغاير لون عينيها ....في رسمتهما التي تشبه رسمة عيني والدتها ...للون شعرها البني الغامق مثل لون شعره....للون بشرتها التي تشبه بشرته....أخذت منه الكثير....عرفها .....عرفها أنها ابنته .....يقسم أنها ابنته .....هكذا يقول قلبه....شعر بوخز عظيم....وخز الأبوة ربما....وخز الضياع....وخز الخوف من المواجهة!.....ذهب لإجراء التحاليل أما هي أتت ممرضة قصت من شعرها القليل ثم خرجت....
وبقي أمير يداعبها...ويلاعبها ويمازحها وهو ينظر لهما.....كانت تحتضنه وتارة.....تبعد عن عينها النظارة الطبية وهو يعيدهما اعجبها الوضع وكررت الفعل إلى ان احتضنها بين يديه واجبرها على ارتداؤها ....سريعًا فهم حالتها الصحية من الطبيب الخاص بها......وسريعًا ما رقّى قلبه على هذه الصغيرة! ولكن لم يفهم سبب تواجدهما هنا....ولِم نور بعيدة عنها؟! هو لا يعرف أن نور عرفت بوجودها مؤخرًا ! لذلك ظنّ سندرا عاشت باحضان والدتها واخذت الكثير من حنانها ولكن الواقع أنها اخذت الكثير من حنان أمير.....
الذي تقدم لناحية الباب ليخرج تاركها تكمل لعبتها في تركيب المكعب!
أمير بحده: خلاص امشي من هون .....وبكرا نشوف النتيجة...
مُراد بغياب ذهن وهو يحدّق للطفلة: بعد ساعة راح تطلع النتيجة......رجالي ما قصروا....
أمير ضحك بسخرية: هههه هددت الطبيب...
مُراد تحولت انظاره إلى امير: مو شغلك!
أمير نظر لسندرا: اظن أنك عرفت انها بنتك....اشياء كتير واضحة ...بتئول هي بنتك....
مُراد ازدرد ريقه: شنو اسمها؟
أمير : ما اظن مهم تعرف اسمها....
مُراد بتحدي: راح اغيره .....لم اسجلها باسمي راح اسميها باللي ابيه....
أمير مستمتع كثيرًا بنظراته لها والتي تدل على ضعفه ورغبته في الدخول لها ولكن كبرياؤه هو من يوقفه للتحدث معه هنا
: بسميها على اسمك أمك ولا اسم .....بنت اخوك إيلاف!
صُعق هنا مُراد ! كيف عرف بذلك؟!
بينما أمير عرف بهذا الامر عن طريق رسالة ديانا التي رسلتها له قبل الانتحار
انتصر مرةً أخرى أمير: لا تفكرني ما اعرف شي عن خصمي! لا تفكرني سهل كتير يا مُراد.....

سكت مُراد ......واخذ يحدق في ابنته ويراقبها
تحدث امير بخبث : واضح راح تحبها كتير.....بس بتحلم تحضنها......
مُراد شدّ على قبضة يده : لا تتحداني ...لهسة واروح آخذها من قدام عينك....
امير اكمل بوتقصد قال اسمها : سندرا متعلئة(متعلقة) فيني كتير.......حتى انه بتظن اني بيّه.....
مُراد بحده: بكرة تكبر وتفهم الحقيقة....
أمير : الحقيقة راح تخليها تكرهك....
مُراد لم يجيب على أمير ، يكفيه الآن النظر إليها ......ويظن نصف ساعة يتحدا فيها بعضهما البعض كافية .......لذا بلل شفتيه وترك أمير ينظر إليه بشرر والتفت ليمشي للأمام.....
ولكن بشكل سريع، وبشكل غير مخطط له، وغير متوقع على هذه الأرض.....سقطت عيناه على
همس مصدوم: نووووووووووووور....
وارتفع صوت اطلاق نار في المستشفى من قِبل مجهول مصوبًا بمسدسة على أمير......الذي ما إن استقرت الرصاصتين في جسده!
حتى صرخ وهو يحدّق في وجه نور المصدومة
من وجود الأموات بينهم وتهمس بشكل خفي: بهاء...
سقط أمير وارتفع صوت اطلاق النار من قبل الامن على الرجل الذي صوّب امير.....وركض ماكس بجانب امير وهو يصرخ بذعر: سيد أمييييييييييييييييييييييييير.......
التفت هنا مُراد وفتح عيناه على آخرهما وجثلت نور على ركبتيها بضياع الأمر
هل الأموات يعودون من سباتهم بهذه السرعة؟!
أيعقل ما تراه سراب وخيال......ضحكت وسط الصراخ واضطراب الناس حولها ووسط القاء القبض على ذلك المتهوّر المجنون وعلى ركض ماكس ومُراد لناحية أمير واجتماع الأطباء من حوله ضحكت بقوة حتى التفت عليها ماكس بذعر عندما وضعوا أمير على السرير وهرعوا به لناحية الطوارئ نهض وركض لناحية نور التي تضحك كالمجنونة امسكها من اكتافها حدّق في عينيها: نور...
نور اشارت لمراد وهي تضحك: ههههههههههههههههههههههههه شكلي مت .....وصرت اشوف الأموات يا ماكس.....

ماكس خشي عليها من نوبة الضحك هذه ......هزها بعنف ......وصرخ بها: نووووووووووووووووور...استوب.....
نور ما زالت تضحك ، وتضحك فرفع ماكس يده وصفعها على وجهها.....حدقت به......وبالرجل الذي ينظر إليها بنظرات الصدمة والخوف
همست لماكس: بهاء الدين وراك.....
سحبها من يدها لتمشي......الوضع لا يطمئن ...يُريد أن يحميها ....ويخرجها من هنا ولكن فجأة سمع صوت يرتطم بالأرضية .......وسراب بهاء يقترب إليها راكضًا
وصارخًا: نوووووووووووووور


انتهى






 

رد مع اقتباس
قديم 06-19-2020, 03:48 PM   #20
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الرابع عشر
.
.
.


.
.

الضغوطات النفسية تُمنعنا من السعادة وتُبني بيننا وبينها حواجز كثيرة
والصدمات العاطفية تُجمد تفكيرنا ومشاعرنا لوهلة قاتلة بسبب وخز المشاعر ورغبتها في الانسياب من الثقاب الصغيرة
ومزج كل هذه العواصف مع بعضها البعض لـ تُنتج لنا كُتلة جنونية من الأوهام ......والاحلام المستحيلة التي تؤدي بِنا للجنون!
الأحلام الصغيرة في قلبها لم تكبر إلى الآن!
وأمنياتها البسيطة لم تتحقق بعد....
كانت كُتلة من المشاعر والحيوية ، تُريد الحياة .....تُريد الاستقرار ولكن كل ما يحدث حولها يُفسد عليها الاستمتاع بكل شيء حولها ...
لم تستطع أن تقتبس من النور الذي يُضيء من جانبها المُنير حياتها اُسهبت في الجانب المظلم الذي كبرت فجواته بلا إرادةٍ منها
أُجبرت على أن تتلقّى الصدمات .......أجبرت على ان ترى احبتها يوجهون سهامهم الحادة والمسممة لناحية صدرها....
كلما امسكت بحبل بسيط يدلها على الحُب ...على الحياة
يقطعوه من يديها بكل برود
كلما ايقنّت أنها انسلخت من معمعت التذبذب النفسي والمعنوي والاجتماعي وحتى الديني
انغمست فيهم أكثر دون أن تشعر!
....
الإنسان عبارة عن كُتلة من الطاقة ، وتنفذ الطاقة منه إما بشكل جزئي او كامل دون سابق إنذار امام مجابهة الحياة
وهي سُلبت منها طاقتها على شكلٍ متقطع مؤلم.....عاشت في صراعات نفسية حولتها إلى دمية يعبث بها الكثيرون.....وتارة حولتها إلى قطعة جماد تنظر للنّاس بحقد وهم لا يشعرون!
ولكن بعد أن نفذت منها بشكل كُلي
تحولت إلى شبح .......شبح صامت ذات عينين محاطتين بهالات بنية غامقة .....ونظرة لامعة ....وحادة.....وبشرة صفراء سُلب اللون منها ببطء شديد......لتصبح اكثر جفافًا واكثر خشونة!
تقشرّت شفتيها ...واعتادت على ان تُقطّع بيديها بقايا الجلد الميّت حتى تركت جروحًا بسيطة ولكن واضحة لمرأ العين!
شعرها الأسود الطويل......اصبح مهملًا على كتفيها يحتضنها دون خيانةٍ منه في خدش جسدها لإحداث جروح عميقة.....ينسدل على ظهرها .....ويدفئها من آلام الصدمة....يحتضنها بشدة ويلتف حول خاصرتها كلمها اهتزّ جسدها كالبندول بخوف مما هو آتٍ !
......
جسدها في خلال الثلاث الأيّام مما حدث اصبح هشًا ، ضعيفًا......خسرت وزن ليس هيّن ....بسرعة ....جنونية ....غير طبيعة أبدًا!

لم تعد قادرة على إدخال الطعام من فاهها ......فاكتفت بشرب السوائل مرغمة!
وهناك أنابيب ممتدّة إلى يديها وحتى انفها تُسند جسدها وتوصل لهُ الغذاء دون أن تطلبه!
ولكن ما زالت تسأل ......حقًا هل الأموات يعودون من نومتهم الطويلة؟
اجابها هو بنفسه في اليوم الذي يلي الحادثة من اطلاق النار على امير
: نور.....انا ما مت .....أمير وديانا افتهموا الامر خطأ....ظنوني ميّت ....بس انا ما مت....بعدي حي.....وانصدموا مثلج.....بس بعدها استوعبوا وجودي....انا حي.....مو ميّت يا نور.....مو ميّت!
....
سكنت أنفاسها في ذلك الوقت، أدركت أنها لم تجن بعد
بعد أن اخبرها بوجوده، ولكن هو لم يجرؤ على قول حقيقة التخفي ونشر خبر وفاته في ذلك الوقت لأن الوقت الحالي ليس متاح للحقائق ولكن للكذب نعم!
.....
إذًا هو على قيد الحياة ولكن ابتعد عنها مثلهم تمامًا!
وأمير سيرحل كما رحلت ديانا عنها هذا ما اتضح لها
......
حدّقت في السقف.....وركزّت بناظريها على اللون الأبيض .....أخذت ترسم في مخيلتها صورة فتاة قبيحة ....ذات شعر اسود طويل منكوش......ووجهه عابس مخيف...ويدين ورجلين مقطوعتين ومُلقا أمامها....في عينيها دموع كثيفة تأبى الخروج من محجر عينيها الجاحظ باللون الأحمر
تلك الفتاة ....ما هي إلا نور!
رسمت نفسها بهذا الشكل وبتلك الطريقة....
.....
حاولت سحب يديها ولكن شعرت بارتدادهما لمكانهما ....إذًا هما مربوطتين على جانب السرير.....تسمع طنين .....أنين.......تشم رائحة الخوف....الألم......تشعر بالضياع والتشتت.....ولكن لا تعرف كيف تتصرّف....
أدركت بوقوع هذا الأمر أمور خفية عنها......امير لديه أيدي كثيرة ورجال كُثر لحمايتها وحتى حماية ابنتها وحمايته
وهي خائفة من أن يكون بهاء الدين واحدًا منهم ولكن اخفى عليها ذلك!

وتلك الطبيبة اليكسا خطيبة ماكس.... الطبيبة التي أمسكت حالتها الصحية الآن.....
حقيقةً لها جذور عربية ......فجدتها من أصول فلسطينية ولكن من عائلة مهاجرة إلى ألمانيا..... ووالدتها تزوجت برجل ألماني مسلم كونها هي مسلمة وانجبتها وعاشت تحت ظل العائلة السعيدة ..... إلى أن التقت بحُب حياتها ماكس..... اقنعتهُ في الإسلام ليستطيعوا الزواج من بعضهما البعض......اقتنع.....وما زالا يعيشا فترة تعارف بينهما...كمخطوبين ... ولكن معيشتهما الواقعية ..... كمسلمين بلا إسلام! فالمجتمع الغربي يُفرض عليهما طبيعته على كل الأحوال وهما ولدوا على هذه الطبيعة المغايرة لبلاد المسلمين وكذلك التربية لها دور في اغراس القيم والعادات والتقاليد الذي يفرضها المجتمع عليهم!
...
انفتح الباب.....مشت بِخُطى واثقة ومبتسمة لهذا الصباح....اقتربت من سرير نور.....حررت يديها من الرباط....
ثم قالت : اخبارك اليوم؟

حوّلت انظارها عليها ثم عادّت تحدّق في السقف لتكمل الرسمة بوضع دماء ماطرة على تلك الفتاة......ونيران تحيطها من كل جانب...
جلست على الكرسي المقابل للسرير: نور.....في شي راح يفرحك كتير.......

لم تُعطيها أي اهتمام
فاكملت: جولي وسندرا....راح ييجوا اليوم حتى يطمنوا عليكي.....

نطقت نور بجفاف حلقها وحشرجته من كثرت الصراخ خلال الثلاث الأيام الماضية: مابي اشوف أحد....

نهضت هنا الطبيبة دون أن تكثر الحديث عليها ودون معاندتها وعندما وصلت إلى الباب تحدثت نور
ببهوت: أخبار امير؟

التفت الطبيب وبهدوء: وضعه في تطور.....وصحى من الغيبوبة...
ثم خرجت
...



ليتك مُت ليتكُ لحقت حبيبتك ، لِم انت مصّر على أن تتواجد في حياتي لِم؟



......
ما إن خرجت حتى توجهت الأنظار إليها
تحدث ماكس (مترجم): اليكسا......ماذا حدث؟
اليكسا نظرت لهم بحيرة: ما بدهاش تشوف حدا.....
جولي نظرت لماكس (مترجم): أخي......نور تحتاج للمزيد من الوقت .....لا اريد أن ترى سندرا الآن.....حقًا وضعها لا يسمح...
ماكس تحدث بلغة مكسرة: نور....تبي تشوفها....بس....الآن....تعاند....
التف عليهم مُراد والذي علم من ماكس أنّ نور لم تتعرف على ابنتها إلا في وقتٍ متأخر ولم تعرف شكلها ابدًا
فتساءل عن الأسباب ولم يُجيبه ماكس .....وبعدها لم يكثر الحديث
أكملت اليكسا: انا ئلت إلها أمير صحى من الغيبوبة....
ماكس بشك: شووو كانت.....ردت فعلها؟
اليكسا: ما بعرف هي سألت وانا جاوبتها بدون ما شوف وجّها وطلعت....

مُراد بجدية: ما كان له لازم تجذبين عليها.....مُراد يمكن ما يصحى للأبد الرصاصتين قريبة من قلبه هواية .....وزين منه طلع من العمليات ......
ماكس بتفهم : مُراد......هو استيقظ اليوم.....

مُراد لم يخبروه بذلك قوّس حاجبيه: وليش ما قلت لي؟
ماكس بعدم اطمئنان: واجب علي حمايته...

ابتسم بسخرية إذًا ماكس يشك بأمره

اليكسا بجدية: أمير......وضعه مو مستقر متل ما نعرف....مرة يصحى مرة يدخل بغيبوبة .......ما بدنا نئول لها شي متل هيكي حتى ما تنتكس ....اكتر ......وئلت إلها صحى يمكن هيدا الشي بخفف عنها.....

ماكس هز رأسه برضى....بينما وجّه نظره لأخته جولي ولسندرا
ثم قال(مترجم): عودي بها للمنزل.....
جولي بسبب الأوضاع المضطربة .......اقترحت عليهما أن يخرجا سندرا من المستشفى درءًا لِم قد يحدث....ولأن صحتها في تحسن وافق الطبيب على الامر وهي الآن
تعيش في منزل أخيها ماكس ....لحماية الطفلة!

اليكسا استأذنت وذهبت تُباشر عملها.....بينما تساءل مُراد : ماكس .....اريد تفهمني الرجال اللي صوّب أمير من نفس الجماعة اللي يريدون يقتلون لويس لو لا؟

ماكس : لا ......اتضح مو منهم.....
مراد سكت واخذ يتنفس بعمق.....ثم اردف: بدخل لها....
ماكس امسك بيده بسرعة: لا.......دونت دووَت....
مُراد توقف .......ونظر لماكس الذي ينظر إليه برجاء بألا يدخل لها!
فبقي واقف أمام الباب ودخل ماكس
.......
مُراد .....في هذه الأوقات العصيبة ادرك معزّة امير لدى بنته فمُنذ غيابه عنها في ذلك اليومين بعدما أصيب تمامًا وهي تسأل جولي عنه....لم تسأل إلا عنه.....ولم تكف عن اسالتها حوله....
وهذا الأمر اشعره بشيء لا يستطيع أن يعترف به ولكن اخجله!
نظر لنتيجة المعادلة التي صمموها وكتبوها هو وأخيه .......طفلة صغيرة تبحث عن الأمان في أحضان امير.....وتذبذب نور العميق.......

هو شاك في أمر الذي اطلق النار على أمير ولكن لا يُريد أن يدخل نفسه في متاهات التفكير بذلك سيؤجل الأمر .......وسيكشف من هو الآمر بذلك!
....................
أكملت رسمها .......بوضع سهام حادة تثقب عينيه تلك الفتاة.....وسمعت طرق حذاء ماكس المألوف لمسامعها....
فنظرت إليه ونظر إلى حالها .....اقترب منها وجلس على طرف السرير
وضع يده على ساقها : نور.....
نور وهي تحدّق في السقف: بهاء الدين يشتغل معكم...؟
اكتفى بقول: لا...
نور بنفس الطريقة اردفت: انت تدري انه ما زال عايش؟
ماكس بهدوء: انصدمت ....بوجوده ....مثلك ......
نور سكتت واخذت تُشير للسقف لترسم سيارة عشوائية بيدها في الهواء لتصطدم في الفتاة تحت انظار ماكس
ثم قال: ابي جوازي.......
ماكس اغمض عينيه ثم فتحهما: ما بعرف....وينـ...
قاطعته: أكيد عند امير....
ثم اعادت يدها لتريحها على بطنها وحدّقت في وجه ماكس ببرود: متى يموت؟
صُعق وذهل هي تتمنّى موت امير......لا تريده أن يعيش ، تريد ان تقتله مع ذكرياتها اللئيمة!

: نور.....
رفعت نفسها من على الوسادة ببطء بحلقت في عينيه بجمود: متى يموت؟

شتت ناظريه عنها: أمير......الآن....بحاجة لك....
نور هزّت رأسها بيأس: انا مو محتاجة له.....فليش يعيش.....لازم يموت ...عشان ما يخلي ديانا لحالها....

ماكس حدّق في وجهها الذابل وفي عينيها الميتتين
اردف : امير بحبك .....كتير.....كيف...تقولين .....هذا....الشي؟

اشارت لنفسها : لأنه هو السبب في حالتي هذي....

ماكس بهدوء اردف بصعوبة الحروف العربية لتكوين الجملة: أمير عمره ما تمنى....ليكي.....هزا الحال....

نور ابتسمت بسخرية وعادت تستلقي على المخدة : بس تمنى قرب ديانا.......وبهالأمنية انا وصلت لهالحال.......

اغمضت عينها لتهمس: بليييييييز ماكس اتركني لحالي...

نهض تنهد بضيق لحالها ثم خرج.......ولم يرى مُراد في الممر فأشار لإحدى مساعديه في العمل وابقاه واقفًا على باب نور لحمايتها وهو ذهب خارجًا من هذا القسم ليذهب إلى أمير
.......
.
.
قبل ثلاثة أيام ......في ما بعد منتصف اليل.....جلس على السرير اتصل بها عدّت مرات ثم اجابتهُ بعد الاتصال الخامس
ليردف: واضح قلبك شايل علي...

اجابتهُ: كل تبن.......مقاطعني فترة طويلة ......وتاركني أعيش همي لوحدي....

ضحك بخفة: هههههههههه ......رجعتي على شخصيتك اللي اعرفها.....

تكتفت ونظرت لأرجاء الغرفة وهي تُخفي ابتسامتها: شعندك متصل لهالدرجة الفضول ذابحك إلّا تعرف وش قلت له حتى اقتنع؟

اردف بجدية: ماني مصدق والله انه افتكينا من شي اسمه سلطان....

نظرت لأطراف اصابعها وبتوتر: بندر انا آسفة......آسفة ما عطيتك خبر من وقت مبكر...يمكن كان...

قاطعها وهو يتنهد بضيق: أنا اللي آسف....

سكتا ثم قالت بهدوء: دخلت عليه وترجيته
...وبكيت.....وصدمني لم رضى.......برفضي...

بندر : الحمد لله ...
ثم اردف بحماس: الحين اقدر اخطبك رسمي لي...
شيخة بحذر: لالا......مو الحين........
بندر بتأفف: اففففففففففف متى يا شيخه متى تصيرين حلالي .....إذا مو الحين متى يعني؟

شيخة بخوف: بندر لو تتقدم لي الحين الكل بيشك خاصة إني قلت لأبوي...ما ابي ازوج الحين وابي ادرس...ومن الحكي لو جيت وتقدمت وانا وافقة عليك بصير مكشوفة عند الكل....

بندر مسح على وجهه : طيب لو جا احد وتقدم لك....

شيخة بهدوء: بضمن لك ماحد هنا يقدر يجبرني خاصة بعد اللي صار لي من هالسالفة

بندر بخوف: وش صار لك؟
شيخة بزعل: والله لو يهمك ما قطعت اتصالاتك علي...
بندر: شيخوووه ما عرفتك وأنتي تعاتبين؟
شيخة : ليش وش شايفني ما اعرف كيف اعاتب؟
بندر ضحك : هههههههههههههههههههه لا والله مو متعود على شخصيتك الجديدة ايتها العاشقة...

شهقت شيخة هنا: هأأأأأأأأأأأأ......انا العاشقة ولا انت العاشق.....
بندر باستهبال: منو اللي رفض سلطان....؟

شيخة بتلاعب: لا تخليني اغير رايي واروح لأبوي أقول موافقة.....واللي سويته اليوم مجرد خوف من اني ارتبط بشخص ما اعرفه....بندرووووه ترا والله اسويها واحر قلبك علي......يا
وبسخرية: عاشق.....
بندر انفجر ضاحكًا: هههههههههههههههههههههههه امزح يا وردتي الحلوة.......
ثم اردف بجدية: شيخة جد أتكلم شصار لك...
شيخة بتنهد: تعبت نفسيتي وصرت نفسية ......وما اطلع من غرفتي ولا اكل ولا اشرب....إلا قليل يعني مادري....حسيت نفسي بفقد شي.....غالي على قلبي...
.
بندر : الله كل هذا حب لي...
شيخة استلقت على الوسادة : وانت تشك بحبي لك بندروه؟
بندر ابتسم: لا........والله ما اشك.......تدرين انه في حكمه اني ما اتصلت عليك طول ذيك الفترة على انها ترى فترة قصيرة .......ما تجاوزت أيام كثيرة .....

شيخة : وش الحكمة يا حكيم....

بندر نهض من على السرير وجلس على الكرسي المقابل للنافذة: عشان ما اتهور......عشان ما نتعمق في مشاعرنا ونسوي أشياء نندم عليها......شيخة وربي لم قلتي لي سلطان خاطبك ما تعرفين وش صار لي...رحت كأني مجنون أقول لأبوي ابيك......واعترفت له اني احبك......واللي زاد قهري أنه ما عبرني وقتها.....تمنيت اموت...

شيخة بذعر وانفعال: اسم الله عليك......
بندر جدية: الحمد لله انه بعدنا عن بعض....ولا عن نفسي كنت راح اتهور......

شيخة ابتسمت: بس آخر مكالمة بيني وبينك ما حسيت إنك متهور وكنت تهديني بطريقة قهرتني...

بندر : شفتك مندفعة في مشاعرك......حبيت امسك نفسي عن قرارك وقتها وما اندفع انا الثاني .....وحكّمت مشاعري ...وابتعدت ....ولّا اندفاعك وقتها كان بخليني.....اتهور جد....واسوي ...شي بخلينا اثنينا نندم....

تشعر بالسعادة لتصريحه بذلك والذي ينم عن مدى حبه لها ولكن اردفت بتلاعب: يعني وش كنت بسوي؟

بندر بخبث وبكذب: شي فوق الثمنطعش....
شيخة بصوت عالي: الله ياااااخذك يا حيـ....
قاطعها بضحكة: هههههههههههههههههههههه امزح معك.....
ثم اردف بجدية: فكرت اكلم سلطان ينهي الامر من عنده أو اخليك تهربين وأمن لك مكان ....وانا أقول لهم ابيك واعرف مكانك وما راح اخليها تجي إلا لم تزوجونا.....

شيخة ضحكت : هههههههههههههه كل فكرة ادمر واغبى من الثانية وش تخليني اهرب.....والله كان انا ميتة من زمان اشوى انك بعدت عني....
بندر ضحك الآخر: هههههههههههههههههه...انقذت عقلي نوف لم قالت على فكرتك....

شيخة بهدوء: وانقذت ابوي من الفشلة اللي بجيه ....بجرئتي على تصريحي له اني رافضته......ما كنت متخيله راح اقدر اكلمه ....عن هالموضوع ابد.......

بندر : عمي طيب......والله ما توقعت منه هالشي...ما توقعت أنه يجبرك ...
شيخة : هو طيب.....بس شخصيته قوية وله هيبة.......وكلمته مثل السيف.....بس الحمد لله ما قطع رقبتي ونقذني....
بندر ضحك بخفة: ههههههه........خلاص خلينا ننسى هالطاري.....
شيخة تثاءبت: والله جاني النوم ......بروح انام ......ولا عاد تتصل إلا بعد الاختبارات مابي ارسب....
بندر ضحك: ههههههههه وش سالفتك مع الرسوب......
شيخة بحده: والله كنت راح ارسب العام بسبتك......خليتني اسهر....ولا ذاكرت شي.....
بندر: ههههههههههههههههههههههه واثق فيك ام اقليب انتي ونوف تاكلون الكتب آكال

شيخة بصوت شبه الصرخة: قول ما شاء الله يا زفت.....
ثم اردفت: وانت بعد شد حيلك ......عشان تخلص وتشتغل وتكون نفسك وتجي تخطبني.....

بندر ما زال يضحك: هههههههههههههههههههه حاضر ماما شيخوه أوامر ثانية....
شيخة تثاءبت من جديد: قفل الخط ونام......
بندر : احبك يا خبلة......
شيخة ابتسمت: انا اكثر
ثم اغلقا الخط وغطا كلًّا منهما في سباته واحلامه الوردية!
...............

.
.
.

انفتح باب غرفته على حين فجأة
واسندت نفسها على الباب بعد أن فتحته على مصرعيه وتكتفت وهي تقول
: من تكلم؟
واخذت تلعب بحواجبها بخبث
بندر رماها بالوسادة: انقلعي ........كيف تدخلين علي كذا....ترا في شي اسمه استئذان...

مشت لناحيته وسحبت من يده الهاتف ثم تحدثت منفعلة: أيا الكلـ....اليوم في المدرسة اقولك ...مريني وخلينا نطلع نغيّر جو قبل كآبة الاختبارات وتقولين لي تعبانة وما تشوفين بوجهك غير السرير ...وانتي بس وصلتي جيتي تكلمين الأخ......وش هالنصب....وانا االلي ابي اجلس معاك.......خاصة اني ما جلست معك ....بعد شوفتي لك من ثلاث أيام....
شيخة أبعدت السماعة عن اذنها ثم اردفت بعصبية: وش ذااااا؟....بالعة مسجل....
نوف : مسجل؟...يا قدمي....اي أي غيري السالفة...
اغلق بندر الباب واتى ليسحب منها الهاتف ولكن شدّت عليه وهي تكمل: شيخوووه.....يا قليلة الادب بجين .....عشان نطلع ولا انشر غسيلك عند الأخ....
شيخة بملل: صدق انك مطفوقة وغبية ام سلطان!
ثم أغلقت الخط في وجهها
نظرت لوجه بندر الغاضب: شف سكرت في وجهي...
شدها من ياقة قميصها: قلعتك والحين انقلعي عن وجهي احسن ما اكفخك تكفخ....
نوف أبعدت يده وقامت بتعديل ياقة بدلتها واردفت بسخرية: والله لو انكم مخطوبين؟.....وش هالمكالمات.....ما اتصل عليها إلا ومشغول...
ثم عبرت من امامه وهي تردف: شكلي بحب لي واحد عشان اصير مثلكم...
ولم تشعر إلا بيده القابضة على زندها وهو يقول: وش قلتي؟
نوف رفعت حاجبها بتحدي: قلت احب لي واحد؟!
بندر بغضب وانفعال : عشان اموتك...
نوف بحده وبتقصد: شف من يتكلم؟....حلال عليك وحرام علي....!
بندر بانفعال: انا غيييييير....
نوف ابتعدت عنه وكتفت يديها: غير في شنو؟.....عندك مميزات يعني......عندك رجل ثالثة....ولا قلب بحجم مختلف....
بندر بغضب: تطنزي ......بس قسم بالله لو ادري ولا اشك أنك تكلمين لك واحد والله

قاطعته بحده: وأنت كيف ترضاها على شيخة تكلمك دامك مو راضي انا اكلم لي واحد واحبه؟!
بندر بانفعال: انا احبها وناوي الزواج ........اللي بكلمينه يمكن يكذب عليك....يمكن ياخذك تسلية....
نوف بصوت شبه عالي: عادي اجرب....
بندر كان سيضربها ولكن صحى على نفسه وابتعد وهو يستغفر
نوف : شفت .....شفت كلامي يوجع....لو شيخة قالت لناصر ولا سعود نفس كلامي بس قالت هذا اللي اكلمه ولد عمي هم بقولون لها نفس كلامك.......ما فيه اخ يرضى لأخته تكلم لها واحد....ايًا كان ...سواء من أهلها ولا ما يعرفونه...وانت رضيت على بنت عمك هالشي....وخوّنت في ناصر وسعود....
اندفع بالحديث: قلت لك انا غير راح اتزوجها....
نوف : اذا خطبتها روح كلمها.....للعلم ترا اللي تسوونه حرام...هي غبية ومندفعة في مشاعرها ....وانت استغلالي.......اذا تبيها ومو قادر تصبر ابوي تحت روح قوله يخطبها...لك...
ثم خرجت من الغرفة
وهو بقي....يعيد حديثها مرارًا وتكرارًا
شعر بالقليل من تأنيب الضمير....والخوف ايضًا!
......................

عندما خرجت نوف ذهبت لغرفة خالد وكانت الجازي جالسة بقربه وفي حضنها الصغير
تحدثت: نعنبوا شركم كلتوا علي الشيبس....
الجازي: النصابة وهذا هي اللي قالت ما ابيه....
خالد رمى عليها الكيس: خذي شبعي منه....
نوف جلست على الأرض بعد ان سحبت شوكولاتة من يد اختها الجازي بطريقة خفيفة وسريعة: لا ابي هذا...
خالد بعصبية : تراك كثرتي منهم هالاسبوع
الجازي هدهدت ابنها ليكف عن البكاء: وهو الصادق ...كثرتي......إلا صدق خذتي الابرة...
هزت رأسها بـ(أي)* واخذت تمضغ الشوكولاتة بتلذذ
ولكن خالد لم يدعها تأكله كلها نهض بصعوبة من آلام جراحه وسحبه من يدها: بس يكفي....
نوف عبست بوجهها ثم نهضت لتقف: وجع...ما تخلون الواحد يتهنى...
الجازي بجدية: انا أقول روحي ذاكري...
نوف بتملل: تحبين النكد....
ثم قالت: بروح لأبوي حبيبي...
الجازي بتحذير: لا تروحين ...
خالد ونوف بتعجب: ليش...
الجازي ضحكت بخفة: هههههه ابوي مشغول قدامه ملفات كثيرة......ووجهه ما يطمن واضح مشغول مرا...
خالد بتنهد: والله انا السبب لو كنت معه كان شلت من تعبه
نوف : يمديك على الضيم والظلايم......بس تبرا جروحك ابوي بتلّك من رقبتك للشغل...
خالد رمى عليها الوسادة: ما عمرك قلتي شي....يبرد خاطري....
نوف بضحكة: ههههههههههههههههههههه اول مرة اشوفك مقهور كذا....
رماها بوسادة أخرى
فضحكت هنا الجازي: ههههههههههه خالد على هونك نسيت جروحك.......اترك عنك هالخبلة ....هي شاطرة في الاستفزاز....لا تغلبك....
نوف مشت بغرور: أصلا غلبته وخلاص......يلا بطس المطبخ آكل...
ثم خرجت من الغرفة
خالد ابتسم : والله مسوية لنا جو......الله يخليها لنا...
الجازي بصدق: آمين......وان شاء الله ازفها عروس....
ثم نهضت : بتركك ترتاح.... عن اذنك

خالد نظر لأخته وتنهد لحالها كان سيفاتحها بموضوع سيف ولكن لم يحبذ أن يُفسد عليها ابتسامتها تلك ...فنهض هو الآخر ليستحم ثم ينزل ليساعد أبيه!
.....................

كان مترددًا للغاية ، هو فكّر في الأمر وعليه أن يحسمه قبل فوات الأوان.....إن خبأ الأمر لوقت أطول سيتصعب عليه لا محالة ....مسح على رأسه ....طلب من والده أن يحدثه على انفراد وفضّل أن يخرجا إلى المجلس الخارجي لكي لا يسمعهما احد
.
دخلا المجلس اغلق الباب
جلس مقابل لوالده الذي قال: قصي شفيك.....صاير لك شي؟

توتر....وتعرق جسده بأكمله.....الامر ليس هيّن ووقعهُ لن يكون بكل هذه البساطة
حاول أن يتزّن: يبه.....انا بخير....بس ابي افاتحك في موضوع.....مهم.....ولا فيني أخبيه عليك اكثر من كذا...
بو سيق قوّس حاجبيه: موضوع؟

قصي حكّ ذقنه بتوتر شديد: يبه.......أنا........أنا قد اتخذت قرار.....بيني وبين نفسي إني ما أزوج إلا البنت اللي انا ارغب فيها....
بو سيف ابتهجت اساريره: قول من البداية أنك تبي تزوّج...

توتر أكثر من ردت فعل والده ولكن اخذ نفسًا عميقًا ليشجع به نفسه: .....يبه.....انا أقدمت على هالخطوة......وانا متردد بس ما توقعت يصير لي .....كل هذا...

أبا سيف بشك رمق ابنه بنظرات: وش قصدك؟......قصي وش وراك....؟.

قصي شتت ناظريه عن ابيه: يبه أنا تزوجت وحده مسيار!

سكت أبا سيف......وحدّق في ابنه مطولًا .....حرّك رأسه وكأنه يعزي نفسه بنفسه!

ابتسم بسخرية: عشان كذا طلعاتك وروحاتك وجياتك ما هيب طبيعية وامك المسكينة تظن......أنك تطلع مع أصدقاء سوء....وخايفة عليك.....


ثم ارتفع صوته بتوبيخ: دامك تبي العرس وانت مقتدر ليش ما خليت امك تخطب لك اللي تبيها......ليش رحت من هالطريق .....بس شكلكم يا عيالي.....تحبون المشقّة لي ولكم......كل واحد فيكم ما عنده ذرة تفكير واتزان في قرارة....ذاك يبي يطلق وانت تجيني تقول مزوّج.....لو جايب لي بنات ارحم منكم ......والحين وش المطلوب من اعترافك بهالشي؟

قصي بقلق نظر لوالده: يبه.......ابي اعلن الزواج.....بس بطريقة ما تزعّل امي مني....

بو سيف نهض وبعصبية وانفعال شديدين: لا والف لا.....طلّق هاللي ماخذها....واترك امك بحالها.....لا تخليها تحس بهالموضوع ....انتوا تبون تجلطونها وتموتونها ....وتبون تموتوني معها؟......فيكم قل في حس المسؤولية......وفيكم عناد وخبال مراهقين انت وخوانك....

قصي وقف أمام ابيه: يبه.......اسمعني.......

بو سيف بصوت مرتفع: وش اسمعك تبيني أوافق على هالخبال؟......مثل ما تزوجتها بطلقها......من بترضى على نفسها تزوّج مسيار إلا...

قاطعه هنا، تفكيره ليس ببعيد عن تفكير جسار وكأن الموقف والحديث نفسه يتكرر عليه !

لذا قال: يبه.....اقسم بالله البنت مو مثل ما تفكر......البنت ابدا ما هي كبيرة ولا هي مطلقة ولا هي...

قاطعه والده بحزم: ما ابي اسمع منك ولا كلمة......ومستحيل اقبل انك تعلن هالزواج.....مستحيل يا قصي......

قصي باندفاع في الكلام: أي تبوني اصير مثل سيف......امي تفرض علي وحده......وتعال يا قصي اخذها غصبن عليك......ولم آخذها ....ما توقف المشاكل بينا......ونطلّق!

بو سيف صرخ في وجه ابنه: وش هالحكي!......امك ما فرضت عليه ....هو اللي اختار......ولا تقارن نفسك بسيف....لأنه ما فيه مقارنة اصلًا.....انت بطيشك ....رحت لوجع الراس.....

نسي أنّ والده لا يعلم بحقيقة مشاعر سيف .......ولكن يعرف في ذلك الوقت هو لا يرغب في الزواج...ولكن والدته اصرّت عليه إلى ان خضع للأمر!!

إذًا لن يدّخل سيف في الأمر وإلا ستنهدم أمور كثيرة
تحدث
: يبه....البنت يتيمة......وعمرها ما يجاوز السطعش سنة.....مابي اظلمها...واطلقها....مابي يبه....

بو سيف ضرب بكفيه ببعضهما البعض: الحين كل شي واضح....يتيمة....صغيرة....من عيلة محتاجة....شافوك المنقذ لبنتهم من حياتهم الصعبة ورموها عليك يا الغبي....

قصي بانفعال شديد قال: لا يبه مو كذا....انا ناسبة عايلة .....السامي....

صُعق وذهل أبا سيف......عائلة السامي......معروفة بالأخلاق....بالكرم...بطيب اصلهم......وحالتهم الاجتماعية ممتازة .....لِم رضوا على ابنتهم أن تتزوّج بهذه الطريقة؟

(ملاحظة : أسماء العائلات من مخيلتي وليس لها صلة بالواقع!)

قصي عندما رأى صدمة والده قال: يبه......البنت ظروفها مو مثل مانت مصوّر....وعمها زوجني إياها برضاه.....

بو سيف بشبح صوته: كيف رضى يزوجها بهالعمر ولا بعد مسيار .....أكيد لأنها...

قاطعه بانفعال: اقسم لك بالله البنت ما في اشرف واطهر منها.......يبه البنت بريئة من كل هالافكار......مو كل وحده لجأت لزواج المسيار لازم تكون...

قاطعه ابيه بحسم الامر: حتى لو.......طلقها.......
قصي مسك يد ابيه برجاء: يبه......طلبتك لا تسكرها بوجهي......طلبتك توقف معي....ما ابي اشيل ذنبها برقبتي يبه تكفى....
بو سيف بحده: الحين خايف حوبتها ما تتعداك......الحين حسيت انك سويت شي غلط...
قصي بدون تردد: يبه انا حبيتها.....
بو سيف نفض يده من يد ابنه ثم جلس على الكنبة تمتم بالاستغفار ثم نظر لأبنه الذي أفصح بمشاعره تجاهها
: كم صار لكم مزوجين؟
قصي هدأ هنا عندما جلس والده لرغبته في سماعه
: الشهر الجاي بناخذ سنة....
ضرب والده على فخذه بلا حول ولا قوة: هي بنت مَن بالضبط بنت صالح ولا جلال؟
قصي جلس بالقرب منه: صالح......
ثم اردف متسائلا: انت تعرفهم....
بو سيف : اسمع عنهم بس...ناس مصلية ومسمية وتعرف ربها......صيتهم واصل للعرب.....بطيب اصلهم...وكرمهم......بس شلون يزوجون بنتهم بهالطريقة......كيف رضوا لك تاخذها مسيار؟

قصي تنهد: ما يهم .....اللي يهمني الحين مُهره...
تحدث منفعل مرةً أخرى: وش اللي ما يهم إذا ما يهمك يهمني.......يا قصي.....شوف وش راها من بلا وزوجوك إياها...
قصي حاول ان يتماسك امام قساوة حديث ابيه: يبه اقسم لك بالله ...مُهره اشرف من الشرف نفسه......!

نهض بو سيف مرةً أخرى: انسى الموضوع طلّق البنت بهدوء.......وانساها
ثم خرج من المجلس وبقي قصي يصارع نفسه وهو يردف: هذا البداية يا قصي...لا تستسلم.....حاول مرة وثنتين وثلاث....لا تستسلم....!
ثم نهض وخرج من المنزل كله!
.................................................
.
.
.
في الكويت....خرجت اليوم لتتسوّق ومن حسن حضها والدها وافق على اكمال الدراسة في أمريكا .....بعد أن خرجت من الأفنيوز....توجهّت لإحدى المطاعم القريبة من هذه المنطقة ......تريد أن تبقى وقتًا طويلًا في خارج منزل خالتها فقد عادت عليها المضايقات .....وعاد الخوف والقلق لا تريد أن تكون سببًا في هدم حياة خالتها التي احبتها بصدق....لا تريد ذلك.....
جلست على الكرسي المقابل للطاولة .......طلبت لها الوجبة التي تفضلها ........ولكن لم تفتحها ولم تبدأ في تناولها
سحبت الهاتف تريد أن تطمئن على صاحبتها......تريد أن تشكي لها همها....
فاتصلت دون تردد.......وانتظرتها تُجيبها
....
كانت مغمضة عينيها تحاول أن تُمحي ماضيها الكذب وتُمحي حاضرها المر ...وتخطط على مستقبل جديد.....
سمعت رنين هاتفها الموضوع على الكمودينة البيضاء بجانب السرير .......يداها ما زالتا متحررتين ما دامت هادئة ولم تنهار!
سحبته ....هي تعلم من هو المتصل .....نظرت للاسم واصبح شكها يقينًا...
اجابت بصوت متعب: هلا ايلاف....
إيلاف نظرت لمن حولها كغريبة تبحث عن طيف انسان ينتشلها من غربتها تلك وهي غربة الذات وسط من نحبهم بصدق!
: اهلين....أخبارج نور ولهت عليج وايد؟

نور رفعت رأسها عن الوسادة لتسند ظهرها للخلف: بخير.....انتي طمنيني عنك...

إيلاف بحشرجة صوتها لم تعد قادرة على كبح مشاعر البكاء: مو بخير...
نور سكتت....جميعنا ليس بخير.....
أنتِ وأنا واحد بمختلف الاحداث المُرّة التي تدور حولنا.....
: شفيك ؟
ايلاف ابتسمت وسط دموعها: اشتقت لج....واشتقت لنفسي لم الحقج ......واجننج......واغثج في سوالفي....

نور كاذبة.....تعلم أنها كاذبة ولكن لم تحب ان تعطيها مجالًا في قول الحقيقة: وانا فرحانة أنك بعيدة عني .......وافتكيت منك...
ايلاف ارتفع صوت ضحكها وهي تمسح دموعها: ههههههههه حقيرة.....
نور تنهدت : متى بتسافرين أمريكا؟

ايلاف : بعد يومين.....
نور : يعني خلاص؟.....خلصتي اوراقك!
ايلاف بجدية: ما توقعت ابوي بخلصهم بهالسرعة بس واضح .....يبون الفكة مني....
نور مسحت على وجهها بهدوء: احسن لك.....صيري حُرّه طليقة .....بدون ماحد ينافخ على راسك....
إيلاف قوّست حاجبيها: بس انا.....محتاجة لهم....
نور بنبرة جافة: أنتي بحاجة لنفسك وبس...حبي نفسك....اخذي منهم اللي تحتاجينه ولا تترددين في انك تعيشين حياتك.....بعيدة عن همهم وصدهم .....كوني لك مستقبل بعيد عن اللي ما يحبونك يا ايلاف....

ايلاف : واضح أن اوضاعك انتي بعد مو بخير ولا ما كان قلتي لي هالكلام الطويل العريض....

نور ضحكت بخفة: ههههههههههه أي مو بخير.......بس أحاول أطلّع نفسي من اللي انا فيه...

ايلاف نظرت لوجبتها: فيه امل اشوفك ؟
نور بتفكير : اممممم......اي.....ويمكن اصير في أمريكا قبلك واستقبلك في المطار....
ايلاف بهدوء: يا ريت....
نور لمعت عيناها بتحدي لنفسها: صدقيني بحقق امنيتك......
ايلاف نظرت للرجل الذي يتقدم لناحيتها لذا قالت: نور اكلمك بعدين....
نور بهدوء: تمام.....
ثم أغلقت الخط.....
ونظرت ايلاف بصدمة: طااااااااااااارق؟
طارق بهدوء صافحها: شلونج؟
ايلاف بتوتر: بخير أنت اخبارك؟
طارق سحب الكرسي وجلس امامها: بخير دامج بخير...
خجلت واعادت خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر وهي تنظر لمن حولها حتى قال: تنتظرين احد؟
حكّت انفها بطريقة تنم عن التوتر والخوف: لا...
فهم طارق الامر وقال: آسف لو بسبب لج احراج مع أي أحد.....بس......والله اشتقت لج...
صُعقت هنا ووقفت وهي تقول: مضطرة امشي.......
طارق وقف وهو يقول: راح اشرح لج أشياء وايد لوصلنا أمريكا عن اذنج....
ثم تركها بحرجها وتوترها
اما هو ما إن ولّى بظهره حتى رفع حاجبه بخبث وهمس لنفسه: نشوف آخرتها معك يا إيلاف!

.
.
.
أما إيلاف سحبت وجبتها من على الطاولة وانسحبت من المكان وهي تضع يدها على قلبها: يمه قلبي.....
ثم توجهت لناحية سيارتها ركبت وذهبت لتزور والدتها تريد ان تودعها من الآن ...
بعد نصف ساعة وصلت إلى الباب طرقته وانتظرت الخادمة لـ تفتحه ...وبعد دقائق فتحته
: ماما أهنيه؟
الخادمة : يس مدام...
دخلت إيلاف المنزل.....كان هادئًا للغاية ساكنًا رأت والدتها
تُلقّن أخيها الصغير الانشودة اقتربت منها وهي تسلم : اخبارج يمه؟
انصدمت والدتها من تواجدها ثم رحبت بها بضيق من تواجدها: يا هلا ايلاف هلا يمه....
جلست ايلاف بجانبها ثم قالت: حبيت ايي(اجي)...واسلم عليج.......بعد يومين راح اسافر أمريكا .....اكمل دراستي هناك بدل بريطانيا....
ام ايلاف : أي احسن يمه روحي كملي دراستج.....ورفعي راسي بالشهادة الطيبة.....
ايلاف قبلت يد ورأس أمها: إن شاء الله يمه...
ثم سكتا لفترة .......شعرت بضيق والدتها .....من تواجدها هنا ....لم يخفى عليها الامر خاصةً عندما يأتي زوجها ينقلب وجهها إلى الوان ففهمت الإشارة زوج والدتها ربما بمثل زوج خالتها ولكن الفرق خالتها ترحب بها ولا تعلم بخبث نواياه
لم تحبذ ان تطيل الأمر.....ولم تحبذ ان تحرج والدتها نهضت: يلا يمه ....مع السلامة ودعواتج لي...
نهضت والدتها: يمه جلسي.....ما شبعت منج...
ايلاف ابتسمت بسخرية على حالها تعلم والدتها تريد اللحظة التي تخرج فيها من المنزل: لا يمه مشغولة بروح اجهز أشياء وايد للسفرة.....
ثم مشت عنها لتردف والدتها بتنهد: سامحيني يا ايلاف....بس مابي اخرب بيتي بيدي....ولا ما تركتج تسافرين.....والله ما تركج.....!

بينما ايلاف ركبت السيارة وقادتها سريعًا وهي تبكي ....على حال ابويها وتغيرهما عليها مُنذ فترة طويلة !
.......................................

نهضت بصعوبة أخذت تفكر من جميع النواحي ......ديانا توفيت......لن تكذب على نفسها اغدقت عليها بالحنان الكثير ولكن هناك بعض اللحظات الانانية التي ظهرت منها حتى جعلتها تفعل ما تفعله للفت الانتباه ...بينما أمير لم تذكر أنه عاملها بشكل قاسي ......اما يوسف هو الشخص الوحيد الذي احبته وقتل حُبه من قلبها بتخليه عنها!

هذه الشخصيات أوجعوها بشكل كبير ......ومؤلم.......إلى الآن هم سببًا في عدم مقدرتها على إنزال الدموع من عينيها.....إلى الآن هم السبب في عدم استقرارها.....البُعد عنهم ربما سيجلب لها الراحة ولكن .....أين خبّأ أمير جوازها؟!
.
.
تريد أن تترك كل شيء خلفها دون أن تعلّق قلبها ما بين هفواتهم الانانية...دون أن تجعل لهم القدرة على حرقها وجعلها رمادًا ......ستترك قصتهم لتعيش قصتها لوحدها لا تريد منهم أن يُشاركوها في كل شيء.......لا تريد أن يتبعوها في خطواتها.....لا تُريد لا حنانهم ولا حتى اهتمامهم.....لذا سحبت ابرة المغذي الصغيرة من يدها ببطء وبهدوء لكي لا تحدث لنفسها ضررًا تأوّهت ولكن استطاعت فعلها......قبل يومين كان هناك الكثير من الانابيب المتصلة بها ولكن نزعوها جميعها اليوم.....فحالتها باتت مستقرة وتعدّت مرحلة خطر الصدمة التي داهمتها .....
تقسم أنها باتت اقوى بعد كل ما حدث.....هذه الصدمات امددتها بالقوة ......والحقد والكره!
سحبت نفسها من على السرير......مشت على الأرضية الباردة وارتعش جسدها....توجهّت لناحية الأريكة المقابلة للنافذة ...فهناك ملابسها.....سحبتهما ودخلت الخلاء...ارتدهم على عجلٍ منها....وبصعوبة ......وبعد انتهاؤها ارشحت وجهها بالماء البارد.....ثم خرجت ارتدت حذائها الموضوع جانبًا من السرير سحبت هاتفها وحقيبتها
توجهت للباب.....فتحت الباب....
ورأت رجل لا تعرف اسمه ومراد.....
توجهت للأمام وتحدث (مترجم): سيدتي.....أين ذاهبة؟

نظرت لعينيه ببهوت(مترجم): للجحيم هل تذهب معي؟

مراد حدّق بها مطولًّا....كبرت .....كبرت كثيرًا....ازداد طول شعرها.....يشعر أنه اصبح اكثر سوادًا........عينيها باتت نظراتهما حادة.....حاقدة ...ومخيفة مع تغاير لونهما والمحيطتان بالهالات البنية الغامقة ...وكأنها مدمنة كحول!.......لا يوجد بياض لعينيها فعدستها محاطة باللون الأحمر الباهت والنقاط الغامقة!.....شفتيها بهما جروح طفيفة ومتقشرة.....كما أنّ بشرتها باهتة كالأموات.....لا لون لها.....نبرة صوتها تغيّرت وكثيرًا......نور لم تعد نور الفتاة العاشقة.....المراهقة المندفعة في حبها لناحيته......تلك توفيت وما يراه فيها شخصية أخرى....
تقدمت ولكن امسك بيديها
ولكن بطريقة مفاجأة له حررت يديها من يديه وامسكته من ياقة بذلته والصقت ظهره بالجدار بعد أن دفعته بشكل عنيف وقوي عليه اخذ نفسها يتسارع
تحدثت ما بين اسنانها وبكره حدّقت في عينيه
(مترجم): لا تلمسني مرةً أخرى وإلا قتلتك.....ما عدت نور السابقة ...فاحذر مني......فاحذر مني...
اتى مُراد هنا وامسكها من اكتافها ليبعدها قائلا: نور......
تركت الرجل وبسرعة التفت على امير بنرفزة وابعدت يديه عنها وهي تصرخ: لا تلمسني أنت الثاني...

التفتت عليهم الأنظار....واتت إحدى الممرضات
تقول بالفرنسية(مترجم): سيدتي عودي إلى الغرفة ارجوكِ....
نور لم تجيبها كل ما فعلته دفعت مُراد عن طريقها وهي مقوّسة لحاجبيها
ومشت للأمام
تقدمت لناحيتها الممرضة وتدخلت بشكل سريع اليكسا......
تحدثت بأهمية: نور.....بترجاكي ...ارجعي على غرفتك....أنتي محتاجة لرعاية صحية اكتر....
نور بحده: وخري عن وجهي....أنا بخير .....وخري....
اليكسا حدّقت في وجهها ثم نظرت لمُراد الذي ينظر لنور بنظرات عجزت عن تفسيرها....
اليكسا حاولت أن تمسك يدها ولكن ابتعدت نور خطوة للوراء وهي تردف: اليكسا رجاءً وخري عني ....احسن ما اخلي الاولي والتالي يتكلمون عليك.....
اليكسا ازدردت ريقها وفسحت لها المجال ومشت نور....ومشى خلفها مُراد وارسل بشكل سريع رسالة لماكس!

نور دون أن تنظر له: لا تجلس تلاحقني مثل ظلي انقلع من هنا يا بهاء....
ثم انعطفت يمينًا لتخرج من هذا القسم ......نزلت من السلالم بشكل سريع تريد أن تخرج من المستشفى....الآن..
تبعها مراد دون ان يوقفها ودون أن يردف حرفًا خرجت أخيرًا اشتمت هواء نقي بعيد عن المعقمات قللت من سرعتها.....مشت بهدوء.....ونظرت لمن حولها
كررت: لا تلاحقني.....

ابتعدت عنه لخطوات كبيرة وخرج ماكس وهو يتنفّس بصعوبة بعد ركضه .....نظر لمراد: اين هي؟
مراد كان ينظر لها وهي تمشي...ركض لها ماكس....
وخرج أمامها وهو يتنفس بالقوة: نور...
توقفت واغمضت عينيها لا تريد أن تراه
شدّت على اسنانها: ماكس وخّر عني...
ماكس بصعوبة نطق: وين .....بتروحين؟

نور بانفعال: مالك دخل فيني....شتبون مني...اميركم داخل روحوا احموه......واحموا حفيدت حبيبته....انا مالكم شغل فيني.....مالكم شغل فيني أبد وخر...

وحاولت دفعه ولكن وقف امامها كالجبل الأصم!

صرخت في وجهه: وخررررررررررر...
عندما لم ترى ردت فعل منه التفتت للوراء ولكن صدمت بوجود مُراد الذي يحدّق لها بعينين ربما باردتين ....او محتارتين ...لا تدري ما نوعية نظراته دفعته هو الآخر: وخر.....عني شتبون مني...
ماكس برجاء: نور بليييييييييز...
رفعت يدها لوجهه وبغضب: لا تقول شي....ارجع لأمير .....ارجعه له......ومالك شغل فيني....
ثم نظرت لمراد: وانت وخر عني....وخر....
مُراد بنبرة هادئة: نور.....قولي إلنا وين تريدين تروحين وحنا نوديج وين ما تبين

نور نظرت لوجهه......بانت علامات الكبر عليه ولكن لم يختفي جماله.....لم يتغير عليها....هو بهاء نفسه الذي تعرفت عليه قبل خمس او ست سنين .....هو الذي سرق منها جزء من حياتها الثمينة ....هو من اشغل تفكيرها وقلبها في ذلك الوقت....هو من سلمت نفسها بين يديه....واحتواها بحب...وحنان ......واحتضنها بعشق وهيام.......هو الذي احبته....واعطته المجال في الدخول في ما يجول في خاطرها......هو الوحيد الذي وثقت به بعد وثوقها بيوسف في ذلك الوقت ولكن....بلحظة هدم كل شيء......

لذا الآن هي غير قادرة على النظر لوجهه......وجهه يذكرها ....بتمردها....بحبها السقيم...بعنادها الوخيم....
هل انانيتهم أم سذاجتها وغباؤها هو الذي أوصلها إلى هذا الحال .....الى هذا المنفى البعيد عن الحياة.....حتى عندما قررت تعيش بعيدًا عن قراراتهم قررّت أن تعيش في رحاب الحُب ولكن لم تختار من يستحقه .......شعرت في وقتها انها ملكت قلبه وملكت السعادة بيديها...تشعر أنها امتلكت جناحين تمكنّهما بالهروب من افكارها لتوقعها في أحضان محبته لها ولكن ...في نهاية قصة عشقها له اوقعها على شوك .....وألم.....وعجز....ورغبات كثيرة توصلها للموت!

أطالت النظر في وجهه، وأطال النظر في عينها المهتزتين .....والتي تنبآه عن رغبتها في البكاء.....
.....




حُبك....جعلني فتاة متمردة ...خارجة عن قوانين العادات والتقاليد التي سمعت عنها من والدي.....ومن محيطي قبل أن آتي إلى هذه الغربة المشؤمة....حُبك....جعلني اسكر بخمرٍ ربما مباح في شريعة الحُب......جعلني اطير ما بين هفواتهم دون ان التمس انانيتهم المخيّبة للآمال...هذا الحُب الذي انتزع قلبي...جعلني يومًا ارتجف ضاحكةً من السعادة.....ولكن وبشكل مفاجأ تحوّل حبي إلى جحيم....ونيران تشتعل في جسدي كله.......افسدت اتزاني......افكاري....ومشاعري.....كُنت اريد النسيان فلجأت للعصيان!....كُنت اشتاقُك....وأؤدب هذا الشعور بالصراخ والعويل......طويت على نفسي عدّت صفحات مؤلمة .......انغمست في رغبتي في النسيان.....وضعت بين هفوات الإدمان والجنون.....بين الصراخ والرغبة في البكاء دون توقف.......بُعدك .....وصدمتي في وضع قلبي بين يديك.....جعلاني ذات شخصيات متعددة ومتمرسة في الجنون....في العنف.....حتى إنني تعلمت كيفية الموت في اليوم عدّت مرات دون ان اسمح لجسدي في لفظ تلك الروح

.....
ضاق تنفسها.....همست برجفة يديها: بهاء وخر....
ماكس خشي عليها: نور....
تقدمت للأمام قليلًا ابتعدت عن حصارهما لها.....جثلت على ركبتيها...اخذت تتنفّس بصعوبة.....وتنظر لمن حولها بضياع.......فتحت الجاكيت من على جسدها وهرع إليها ماكس.....وكذلك مُراد انحنى وهو يهمس: نور......تنفسي...
ماكس ابعد عن صدرها الجاكيت نظر لوجهها المحمر: نور....take your breath…........نور.....
ثم اخذ نفس ونظر لوجهها ونظراتها التائه امسك بيدها واسند ظهرها على رجله وامسك مُراد يدها الأخرى ....واخذ يطبطب على كتفها ويدلكه بخفه
ماكس بدأ يعلمها كيف تتنفس بشكل بطيء وهادئ
اخذت تتنفس بنفس طريقة ماكس....واغمضت عينيها وتجمهر حولهم الناس متسائلين إن أرادوا مساعده ولكن
تحدث مراد (مترجم): لا فقط افسحوا المجال....لكي تتنفس...

شعرت لوهلة أنها غير قادرة على التنفّس ......هناك ألم لا تستطيع أن تشرحه لهما ...يعبث بقلبها وكيانها بشكل مخيف....شدّت على يد ماكس وكأنها تريد منه أن ينقذها من الموت وهي التي تمنته كثيرًا....
وشدّت بشكل لا ارادي على يد مُراد ايضًا في نفس تلك اللحظة.....
شعر بالأسى عليها ....تتألم...أدرك ذلك ورأى الألم والشتات في عينيها .....طبطب على يديها مسح على ظهرها ...
اخذ هو و ماكس يطمئنونها كل شيء بخير.....وعاد تنفسها طبيعيًا.......وبعد ان هدّأت من روعها سحبت يدها من يد أمير.....ومن يد ماكس ثم نهضت ...
وكانت ستتقدم للابتعاد
ماكس برجاء: نور بليييييز......وين....
قاطعته بهدوء وهي لا تنظر لمراد: خذني للشقة.....
ماكس مسكها من يدها مشى بها لناحية سيارته
بينما مُراد شعر بالغصة على واقعها الأليم....مسح على شعره عدّت مرات...لا يعرف هل هو السبب في حالتها تلك ام أمير وخباياه هم السبب؟!
رنّ هاتفه
سحبه من مخبأ الجاكيت: نعم....
جورج بعصبية وغضب: طولّت كتير...شو ما انتهيت من ئصة الطلاق؟
مراد : الورقة لسى عندي...امير تصاوب ولا قدرت اعطيه إياها.....وسويت تحاليل اثبات ابوة......وعرفت سندرا تكون بنتي...وراح اتاخر هواية لين اعدل نسبها واعرف من الفاعل في محاولة قتل امير...
جورج اخذ يسب ويشتم أمير: لك جنيت انتّا........شو عم تئول؟......اسمعني منيح اعطي الورئة لنور.....وتعى لهون .....بديّاك عنّا اشغال اهم من معرفتك لقاتل أمير....واهم من كل شي....
مراد بنبرة حادة: بنتي اهم.......متى ما خلصت شغلي جيتك وخلصت إلك شغلك...
اغلق الخط في وجهه أخيه.....ثم عاد بأدراجه لداخل المستشفى
وبقي جورج يشتم ويسب امير ويكرر: هيدا مصر على الحياة .....ومراد واضح.....راح يحميه...مشان بنتوا....
رمى هاتفه على السرير وركل برجله الاريكة واخذ يجول ذهابًا وإيابًا...يفكر لطريقة توقف كل هذه الأمور الذي لا تعجبه!
.................................................. ........

.
.


.
.
.
هل يعدها من الأموات وينسى امرها؟ هل يدفنها في قلبه بغصة بكاء الضمير؟ الخيانة اوجعته واضاعتها من يده
عاش معها اجمل ثمان سنوات.....في حياته.....هي اختياره......هي اختيار قلبه أما منيرة فكانت اختيار والدته ووالده ولكن ....لم يكرهها...احبها....بعد العشرة ولكن في بداية الامر اعتاد على وجودها في حياته وعندما اكتشف حُبه في ذلك البلد.....لم يتردد في اصطياده ...ولم يتردد في امتلاكه.....تزوجها......قضى معها اجمل الأيام والسنين .....لن ينكر ....في بعض الحين يراها حزينة تترجى زوجته في مساعدتها للعودة لبلدها ولكن ظنّ كل هذا بسبب اشتياقها لأهلها.....لم يظن انّ قلبها كان هائمًا بغيره ....فالخطأ خطؤها هي لم تفصح ببداية الأمر عن حقيقة مشاعرها اتجاهه.....ربما كانت خائفة منه ومن والدها...ولكن نتيجة هذا الكتمان...خيانة لا تُغتفر......وضياع طفلة ما بين هفوات حقيقة مشاعرها ....ما حدث كان ظلمًا له ولها....

قبّل صورتها ونزلت دمعته من عينيه ....همس وهو ينظر لعينيها الذي يعشقهما: سامحيني يا يبه......سامحيني لو ظلمتك....سامحيني ....لو كان قراري بحقك غلط.....
ثم نظر لزوجته النائمة بهدوء
ثم همس: وانتي بعد يا منيرة سامحيني...قسيت عليك كثير.....تزوجت عليك...وهجرتك لفترة....وربي عاقبني ...عاقبني.....يا منيرة...
ثم عاد بنظره لصورة نورة.....واستمرّ في التحديق في عينها!
.............................................

هنا خيبة عاشق....عاند قلبه وبشدة.....حاربهُ ....رصّ عليه بيده ليوقف تلك المشاعر ......لينبهه أنّه وفِي....لتلك المسكينة طريحة الفراش.....المتمسكة بأمل النجاة.....للخوض معه معركة حُب لا تنتهي....احبته.....واوعدها أنه سيوفي وعده لهذا الحُب....اشتّد مرضها وابتعد بقرار والدته......وبقي خائف من ان تكرهه.....وتمسك بوعده ....الذي اسقطهُ على شفى حفرةٍ من انهيار حُب صادق وجديد في قلبه....يقسم انه جبان ....كان وقتها يستطيع أن يرفض ما طلبته منه والدته.....يتمسك بغزل قلبه....ولكن استسلم....واعطى المجال للغير للتحكم به......وعندما شعر مع الأيام....والشهور ان تلك المسكينة لا دخل لها فيما يجول بخاطره وصدره.....اتاح لها فرصة التقرّب منه....اتاح لها فرصة فرض حبها في قلبه وغرس بذرة العشق في نياطه!
ادرك ذلك ...وابعدها ببرود قاتل بعكس ما يكنّه لها بداخله
عاش صراعًا طويلًا ما بين وفاء عنيد وحب جديد
ظهر لها شكّه ......وظهر لها قسوته ...بخوف من أن تُدرك محاولاته في ابعاد حبها عنه!
وها هو الآن يسهر الليل...ليقرأ محادثاته الباردة والقصيرة معها طيلة فترة زواجهما!
.
.
تنهد بضيق مسح على وجهه عدّت مرات .....ترك الهاتف ووضعهُ جانبًا سيتماسك....لن يرسل لها شوقه ولن يتصل عليها ليطفئه! سيبتعد لعله بذلك يُريحها ويأخذ عقابه ليطفي تأنيبه المؤلم...
جلس على السرير......نظر لبعثرة صور زواجهما....كانت خجلة...تبتسم على مضض.....لا ترفع عينيها عليه ببداية زواجهما....كسر خجلها بقرب لطيف....وابعدها عنه بقسوة وجفاف مشاعر اخافتها!
حدّق في وجهها......ومن ثم التقط صورة ابنه....ابتسم....
لا يريد ان يخسر عائلته....لا يريد....رمى نفسه على الوسادة وحدّق في السقف....
تنهد.....واخذ يفكر مليًا بالأمور إلى أن غفت عينيه!
.................................................. .................
.
.

اخبره ألا يتصل عليه ألا بعد ان يعرف هل توفي ام لا.....هو استأجره لهذه الحادثة.....يُريد ان يشعل النيران بينهما....يريد ان يلعب بالنار ببطء...وبيديه الباردة.....يريد ان يسدد هدفه على مهلٍ منه...لن يستعجل....سيذيقه علقم جديد وألم من نوع آخر ....واشد مما ذاقه....
اتصل عليه وبلغة انجليزية (مترجم): لم يمت....ولكن حالته جدًا سيئة......والرجل الذي امسكته المهمة سُجن....
تحدث بحذر (مترجم): ألم اخبرك ان تحل الامر بيدك؟
تحدث الآخر بهدوء(مترجم): لا ارمي نفسي بالنار يا هذا.....الرجل الذي وكلته بالمهمة ....محتاجًا للمال.....واوعدته انني سأتولى قضيته لمساعدته للخروج......لا تخف لن يكتشف احد امرك ...فهو ليس كما تظن....

مسح على جبينه(مترجم): حسنًا الآن اختفي بقدر ما تشاء....وانسى هذا الرقم...

تحدث بهدوء(مترجم): وانت ايضًا لا تحاول الاتصال مرةً أخرى على هذا الهاتف وإلا سترى ظلامًا في غرفةٍ باردة!

لم يُعير حديثه أي اهتمام اغلق الخط ونظر لنفسه من خلال المرآة ...ابتسم بانتصار شديد لِم فعله!؟
ثم همس: هذا مجرّد تمهيد والقادم أقوى!


انتهى









 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خالد و بندر *مكتملة* JAN روايات عامية 6 08-10-2020 09:45 PM
سلع أرواح محرمة *مكتملة* JAN روايات عامية 77 08-08-2020 11:43 PM
بنات أكشن*مكتملة* JAN روايات عامية 31 07-04-2020 07:23 PM
عَشآن الحُب!*مكتملة* AM. روايات عامية 82 06-23-2020 07:48 PM
هفوات ، خطايا ، ذنوب ورده المودة روايات الانمي_ روايات طويلة 7 03-04-2020 07:31 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 05:29 PM