••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


سِحر كَوني || الصحوة؛ المتنفسُ بداخِلي

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-30-2020, 10:28 PM   #41
Relena
عضو لا مثيل له


الصورة الرمزية Relena
Relena غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 324
 تاريخ التسجيل :  Apr 2020
 المشاركات : 2,850 [ + ]
 التقييم :  677
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Blue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الذهبي




Y a g i m a#

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِ
شكراً على الدعوة
تعرفين بالأمس كنت أتخيل أنكِ قد أنزلتي فصل جديد
واليوم تفاجئت
غريب أمر والد بيرت حقاً
كان في البداية يعامل آيرس ببرود معتقداً
أن آيرس جاسوسة والآن يعاملها بلطف؟؟؟؟
انفصام بالمختصر
والد بيرت متأثر أن ابنه يقوقع نفسه؟
طبعاً لا يوجد أب يريد أن يرى ابنه هكذا لكن
كنت أظن أنه سعيد بهذا بسبب الوعد السخيف
أحببت شجاعة آيرس لأخبار بيرت بالواقع المؤلم
وأحببت تشجيع أليكس لآيرس لطيف
نيو
كم أعشقه كيف أنه يخرج الجميع من الوضع الجدي إلى المضحك
في الواقع لقد صُعقت من ردة فعل بيرت بعد معرفة الحقيقة
كنت أفكر كيف ستكون ردة فعله
لم أتوقع هذا انتابني الخوف
ما الذي سيفعله؟
أنتِ أيضاً لم تظهري لنا أي ملامح شعور مخيف
أتمنى أن يكون بخير وأشعر أنه سيفتعل مشاكل كثيرة
سلمت أناملكِ على هذا الفصل الجميل
دمتي بود
في أمان الله
وفقكِ المولى

#تَضارب على توازي


 
التعديل الأخير تم بواسطة سيـرَان. ; 07-01-2020 الساعة 02:56 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-04-2020, 06:45 PM   #42
سيـرَان.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً.


الصورة الرمزية سيـرَان.
سيـرَان. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 197,875 [ + ]
 التقييم :  484599
 الدولهـ
Iran
 SMS ~
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى•
لوني المفضل : Black
شكراً: 383
تم شكره 488 مرة في 387 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



بسم الله شصااااار *مصدوووووومة* ماتوقعت هالردة الفعل من بيرت اريد ابكييييي
مسكين كااان يبي يلقاها وهو متشوق ومتحمس للحظة اللقاء بس النتيجة الموووعسييييفاااااه
واااااه جد حاسة ذا هدوء ماقبل العاصفة.
من ضمن شخصيات الرواية، نيو دوووماً يفوووووز جد هالشخصية غير
نقدر نقول انه شخصية نيو نوعي المفضل كل شيء فيه وكل كلامه وافعاله تعجبني
مثلاً بيعجبني كثير لما يغير الموقف الجاد او الحزين الى خلفية من لقطات جينتامائية
كان الجو اسود وكئيب واللحظات قاسية وسوداوية بس حبيت كيف تبدد الظلام بسبب دور نيو
عادي استبدل كل الشخصيات اللي حبيتهم بـ نيو؟ اصلاً نيو يعني جديد، خلاص حب جديد و..#كفف
شسسسمة تقدرين تقولين اني تفاجئت من تغيير اسلوب تعامل والد بيرت مع آيريس،
عبالي راح بيكون احتكاكهم قليل او اذا صار بينهم كلام فـ راح يكون قاسي شوي عليها،
بس حبييييييت السير هذا، حلو كثير وهو يعاملها باللطف الدراما الهندية تكفينا يعنيxd
تيردا للحين ماني بالعة سالفة انها ماتت. تمنيت يطلع جزء غير حقيقي من الرواية ~_~
ايش اللي راح يصير بالفصل القاااادم، يااااخ جد جد تحمسسسسسست، حاسة الفصل الجاي حماسي جداً
تقبلي ردي البسيط، من الصدمة مااعرف ايش خبصت بس المهم والله اسلوبك بالكتابة رهيب، نزلي الفصل بسرعة.


 
 توقيع : سيـرَان.




أنا المتسائلة التي تبحث عن أجوبتها بين أروقة هذا العالم
مدونة أنيماوية | مدونتـي | طريق جانبي | معرضـي | أخبرنـي | طلباتكم هنا




رد مع اقتباس
قديم 07-06-2020, 02:20 AM   #43
شَفَق.
عضو مُميز


الصورة الرمزية شَفَق.
شَفَق. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 57
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 25,589 [ + ]
 التقييم :  63932
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Lightgrey
شكراً: 6
تم شكره 22 مرة في 19 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



اخر فصل قريته الخامس
جاري القراءة ..


 
 توقيع : شَفَق.



أركض وأسقط، وأتحمل ألماً لا يذهب..


رد مع اقتباس
قديم 07-06-2020, 03:39 PM   #44
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 28
 المشاركات : 26,691 [ + ]
 التقييم :  38050
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي








الفصل التاسع: العائلة المشتّةَ...!

ألن يقولَ شيئا؟ ألن يسأل المزيد؟ إستوقفته عند الباب مُمسكة بذراعه اليسرى بكلتا يديها... نظرت نحوه بقلق
:" إلى أين أنت ذاهب بغير التعليق على ماسمعت؟ أرجوك.... قُل شيئا يا بيرت!"
حاول سحب ذراعهُ في حين شدت عليها بإصرار وهي تُقطب حاجبيها بقلق.... قال بصوتٍ مُنخفض:" دعيني أذهب!"
توسعت سوداوتيها وهي تستفسرُ بعدم فهم:" إلى أين يا بيرت؟!"
أخفض وجهه لتُغطي الخُصلات الأمامية عينيه مُخفية تَعابيره:" أريدُ... أن أبقى وحدي!"
رطبت شفتيها بقلق ثُم حررت ذراعهُ مُعتذرة بألم... خرجت تسيرُ خلفهُ ببطء إلى أن إختفى خلف باب غرفتهُ الأبيض...
إزدردت ريقها بخوف، ماذا الآن؟ ما الذي سيفعلهُ بيرت بعد ماسمع لِتوه؟
في الوقت ذاته كان نيو من جهة وسيندي من جهة آخرى يتوسدان سريريهما والأفكار تُنهشهُما بقوة...
وكلاهُما في غفلة عن الانفجار الذي حل في عقل بيرت من ذكريات مَنسية!

جلست آيرس في صالة الجناح على الأريكة الكهرمانية المُزركشة بِـزهورٍ ذهبية.... ولم تتوقف
عن النظر نحو الباب إلى أن غطت بنومٍ عميق حتى الصباح الباكر...
إستيقظت والعجوز يجلس على الأريكة المُقابلة بعدم فهم... وبِمُجرد أن رفعت أهدابها الطويلة عن سوداوتيها،
جفلت تنتفض لتنظُر حولها مُستكشفة لمكانِ تواجدُها... كان ثمة ضوضاء وحركة في المكان
والخادمات يُنظفن الغُرف ويستعدن لشيءٍ ما وبمهارة واضحة!
إستوت جالسة وهي ترمي ملامح غبية، مُستكشفة لما حولها ثُم نظرت لمُضيفها السيد جوليان بِعدم فهم
ليردُف الأخير مُبتسمًا:" غدًا لدينا حربٌ عائلية، أقصد حفلة عائلية!"
قهقهت بِخفوت على تشبيه السيد، ثُم تذكرت كلام بيرت عن الحفلة وتوافد أقربائه للبيت...
ولم تنسى أنهُ طلب مِنها البقاء في غُرفتها حينها! زمت شفتيها مُردفة:" لا أعرف كيف غفوتُ هُنا!
أعتذر إذا كان في ذلك فضاضةً مني!"
نفى بيُمناه وهو يُمسك العُكاز الخشبي ذو النقُوش الأرستقراطية بيسراه جالسًا ويستعدُ للنهوض
:"لاعليكِ عزيزتي... لكن لأكون صادقًا معكِ... نسيتُ أننا نملكُ هذه الأرائك الجميلة في الصالة التي تربطُ غُرف الجناح!"
وقف مُتمتمًا:" إنهُ وقت الفطور، لننزل للطابق السُفلي..."
إقتربت آرتميس تُساعده بحُكم العادة في حين إعتذرت آيرس لتُبدل ملابسها وتغتسل...
بعد حمام قصير إرتدت فانيلة قُطنية ذات أكمام طويلة مُخفية لندب يمناها، مع تنورة كُحلية قصيرة
وسُترة صفراء كبيرة القياس بالكاد تُظهر أطراف التنورة قليلًا... اللون الذي لاتتخطاهُ آيرس...
هو الأصفر بكل تأكيد!

كان كُل شيء يمرُ بسرعة، ولكن، أن يختفي بيرت عن المنزل حتى في يومِ العُطلة....
هو أمر أثار قلقها ثمَّ تفكيرها طويلًا وهيّ برفقة السيد جوليان... رطبت شفتيها بِتفكير،
ماذا لو كان ذلكَ بسبب معرفتهُ بِموت تيردا؟! في أثناء حديث صغير بين السيد ورئيس خدمه،
أخذت هاتفها النقال وراسلت نيو بِحذر...
"نيو.. ماذا أفعل؟ لقد أخبرته بكل شيء، لكنه إختفى بعدها!"
جاءها رد سريع منه
"إنهُ معنا، ويبدو بخير! مع أنهُ يشردُ كثيرًا."
إنتصبت تُعيد قراءتها مرارًا بعدم تصديق، لترُد بعد تفكير طويل
"أتمزح؟!"
بطرفة عين جاء الرد بسرعة مُذهلة
"هههـ لا! لاتُفكري كثيرًا فحين يتعلقُ الأمر بغريب أطوار كصاحبُنا، توقعي أي شيء!"
جلست من جديد وهيَّ تتنهد بِقلة حيلة، وبقيّ ما يدور في باله يُحيرها.... إستعاد السيد إنتباهه
وبقيَّ يحدقُ بِها بإستغراب، فقد إعتلت ملامحها جدية غير مسبوقة وتنظر للعدم بتركيز....
إبتسم جوليان وهو يُناديها بِهدوء، إستعادت نفسها وعلاماتُ التوتر بادية على ملامحها
ليُردف مكملًا:" لطالما بدوتِ مألوفة لي! كما ولو قابلتكِ في مكانٍ ما من قبل! ملامحكِ وتعابيراتُكِ....
تُذكرني بِسيدة قابلتُها قبل زمنٍ بعيد!"
إبتسمت آيرس وهي تنظر نحوه مُستمتعة بحديثه، أكان ذلكَ سبب شعوره بالألفة لها؟ ووجدها مُندمجة معه
فتابع مُستمتعًا بدوره:" كانت حفلة نهاية العام في القاعة القديمة للمدينة ، حيث إعتدنا على الإحتفال
بآخر سبت من السنة! قبل ستة أو سبعة سنوات وحين كانت صحتي أفضل ولاأزال أعملُ في الشركة
وأحضرُ الكثير من المُناسبات الإجتماعية.... تلكَ السيدة بدت بأقصى ما يُمكن للأناقة أن تكون!
لقد طلبتُ من سائقي ماكس البحث قبل فترة فقد كنتُ مُستغربًا حين رأيتُ صورتكِ وكان ذلك
حين كنتِ في المشفى بعد الحادِث وعرفتُ أنكِ إبنتُها الوحيدة!... السبب لِفعلتي هذه إذا كنتِ تتساءلين
فهو بِسبب زيارات بيرت لكِ كُل يوم! أن تكوني إبنة السيدة كورتني لينكس... يالهُ مِن عالمٍ صغير!"
توسعت حدقتاها وقد سمعت إسم والدتها منه ثم اكمل بجدية:" مهما كان سببُ إهتمام بيرت بكِ فقد
حمل تغير جذري في تعاملهُ مع الآخرين... مع ذلكَ..."
عقدت حاجبيها بتركيز مُكررة آخر كلماتهُ ليُكمل بِنبرةٍ جادة وصارِمة نوعًا ما:" مع ذلكَ، لايُمكنني قبول
فكرة عيشكِ مع بيرت في نفس البيت! أنا سعيد لِما يحدثُ مع بيرت مِن تغير وإنفتاح في شخصيته...
ولكن لا أريد أن يسيء أحد لكِ او لوالدتكِ فهيّ سيدة تعملُ بِمجالٍ صعب وتحتَ المُراقبة طوال الوقت....
لا أريد أن تُحدث إقامتكِ في بيتي وأنا حيّ، مُشكلة لإبني الوحيد بعد موتي!"
ماذا يقصد بِبعد موته! سألت آيرس بصوت مُتحشرج:" لما تقولُ ذلك؟!"
أجاب وهو يتكئ على الأريكة المُنفردة وينظرُ للسقف بشرود!:" أخبرتك، من أجل عدم إحداث ضجة في المستقبل!"
نفت برأسها مُردفة بِصوت مَبحوح:" ليس هذا ماقصدته!"
عقد حاجبيه بعدم فهم لتُكمل بقلق:" أقصد حديثكَ عن وفاتك! كما ولو أنهُ أمر تُوقنُ بِحدوثه!"
إبتسم الأخير لكلامها:" عاجلًا أم آجلًا... سأكون مع من أحبهُم في العالم الآخر! لقد عشتُ حياة طويلة
ومليئة بالأحداث! في كلِ مرة أرى بيرت يُغادر البيت... أقول لِنفسي، هذه آخر مرة!
وحين يعود أشعر بالراحة لأنها لم تكن كذلك!"
طقطقت رأسها والدموع تتجمع في مُقلتيها:" أن تعيش يومك كما ولو أنه الأخير... يبدو صعبًا للغاية!
وبيرت سيتدمر إذا إنقطع آخر حبل يربطه بالحياة!"
تنهد الأخير بقلة حيلة:" الأمر ليس بيدي! ولكنني واثق أنكِ حينها ستكونين مَوجودة لتملئي جُزء منه ب
أي صفةٍ كانت! سواء صديقة، زميلة دراسة أو عمل أو حتى حبيبة! ستكونين مَعه! ولكن لذلك الحين
سأطلب منكِ طلب أناني... أن لا تتركي أحد يؤذي ولدي بأي شكل مُستغلًا هذه العلاقة."
توردت وجنتاها وقد ربط السيد جوليان الأحداث بهذه الطريقة...:" أن أكون سببًا في أذيّة شخص
قدم لي مِن الجمائل ما لم أحضى بِهم في حياتي... لن أسمح به! ولكن أرجوك... لاتطلُب مِني الإبتعاد عنه!"
نفى برأسه مُبتسمًا:" لاتقلقي أنا لن أطلب ذلكَ منكِ! بل أريدكِ أن تبقي معه وتمنحيه قوتكِ
ليبقى واقفًا مهما حدث معه حين أتركه!"
توسعت حدقتاها بعدم تصديق في حين قال مُبتسمًا:" سأتركه في عهدتكِ! علميه كيف يعتبر نفسه جزء
من المُجتمع، وكيف أنهُ سيحتاج للناس من حوله مهما كانت مكانته... بسبب نسيانه لطفولته التي كانت
مليئة بالبهجة والمتعة... بيرت أمسى مُتأخرًا على الكثير وهو يكبُر."
أومأت موافقة بِخجل ليردف مُتسائلًا:" أنتِ لم تستغربي حين قُلت أن بيرت نسى طفولته! هذا غريب!"
أخفضت ناظريها وهي تبحث عن مهرب لتستخرج جزء من الحقيقة:" لقد عرفتُ ذلكَ صدفةً!"
فرك ذقنه المَحلوق بِعناية وهو يردفُ بفهم:" هكذا اذًا!"
أومأت برأسها ليقاطعهما صوت رنين هاتفها جوالها... إعتذرت بتوتر وهيّ تُجيب:" اهلًا سيندي!.. هاء؟
أجل ولما لا.. حسنًا، سأرسلُ لكِ العنوان!.. حسنًا!.. أراكِ لاحقًا."
كانت مُكالمة وصلت جانب آيرس وحدها، نظرت نحوه وهيّ تُرسل رسالة العنوان كاتبة
" أنا في بيت السيد جوليان!"
ثُم تركت هاتفها الجوال بتوتر مُلحقة:" إنها صديقتي من المدرسة! تُريد أن نذهب معًا لمكانٍ ما! أهنالك مانع؟!"
إبتسم السيد وهو يُجيب:" أيام المدرسة كانت أجمل أيام شبابي! لاتُفرطي بأصدقائكِ من هذه المرحلة
فهُم سيكونون دائمًا بِجانبكِ ورغم كُل الظروف!"
نهضت وهي تُرتب نفسها مُبتسمة له، إقتربت مِنه وإحتضنتهُ بشُكر ثُم إستأذنت الذهاب...
بعد أخذها لِمعطف سميك أبيض اللون، نزلت السلالم بهدوء... إلتقطت هاتفها لترى رسالة مفادُها
"أنتِ حقًا في منزل العم جوليان؟!"
أجابت بكُل غباء.... "أجل.... لِما؟!"
في حين لاحظت ما قاله السيد قبل قليل... بدأت تقلق وتُحدثُ نفسها بِخوف...
-ماذا لو كنتُ أخطاءت بإخبار سيندي، يجبُ أن لا أسمح لأحد آخر يعرفُ أين أسكُن....
خرجت للحديقة تتمشى فيها بهدوء نحو البوابة الخلفية، فعلى ما يبدو أنها الأكثر إستعمالًا مِن قبل
سكان هذا البيت، إنما الضيوف يأتون من البوابة الأمامية! بِمُجرد الإقتراب لمحت سيندي بجانب البوابة
إبتسمت تقتربُ مِنها بخطوات واسعة، توقفت بشك وهيّ تلمحُ ذلك الأشقر بني الأحداق يبتسمُ مُلوحًا لها...
فتحت البوابة تلقائيًا ووقفت بِجانبهُ مُستفسره:" ما الذي أتى بكَ إلى هُنا؟"
كانت ملامحهُ المُبتسمة اللطيفة تبرقُ على محياه مُجيبًا:" لن أفوت الفُرصة!"
نظرت نحوه بعدم فهم ثُم لسيندي التي أجابت بِقلة حيلة:" مُنذ الصباح وهو يتصلُ بي! لم أعد أستطيعُ تجاهله!"
أردف بِحزن مُصطنع:" أوتش! لِما ياسيندي!"
أبعدت وجهها مُتجاهلة له وسحبت الأخيرة بِهدوء مُبتعدة عنه... همست لآيرس بِتوتر
:" أخبريني أي نوع مِن البشر هذا الفتى؟! إنه يُرعبني!"
نظرت لها بعدم فهم... يُرعبها! من نيو؟!:" أتمزحين؟! إنهُ نيو وحسب!"
تمتمت سيندي بِعدم فهم:" وحسب؟!"
قهقهت آيرس تُجيب مُستمتِعة:" إنه ودودٌ للغاية! لا داعي للخوف هو لطيف
مع الجميع بِطبيعته! لاتحكُمي عليهِ بِسُرعة.."
ضمت نفسها بِقلق وهي تنظرُ نحوه:" إبتسامتهُ تُثير القشعريرة بِجسدي... لِذا.... لا أعرف ما اقول.... إممم...!"
نظرت له كان ينظرُ نحو المنزِل البعيد نسبيًا بإعجاب وهو يضعُ يديه في جيبي بنطال الجينز خاصته
وقد ارتفعت السُترة الجلدية السوداء حيثُ الجيوب لفعلته وظهرت فنيلتهُ السوداء ذات طابع جُمجمة...
هتفت بِه:" نيو... إلى أين تُريدُ الذهاب لتجُرنا مَعكَ؟.. لحظة أعرفُ إلى أين! إنهُ ما بِبالي صحيح!"
أومأ مُبتسمًا وهو ينظرُ لها جانبًا ويعطيهِما ظهره.. تنهدت الأخيرة بِقلة حيلة لتسأل بحذر:" أخبريني...."
حصدت إنتباه كليهِما لصوتها الواضح فإقترب نيو محاولًا الفهم، لتُردف بِخوف:" هل أخبرته!"
رطبت المَعنية شفتيها وعقدت حاجبيها بِقلق:" البارحة!"
عضت سيندي شفتها السُفلى بتوتر واضح ثُم تنهدت بِقلة حيلة:" دعيني أحزر... تصرفَ بِبرود بعدها!"
نهت برأسها مُجيبة:" بدا حزينًا لِما سمع لكنهُ تركني قبل التعليق بِشيء وهرب لِغرفته! لا أعرف ماذا أفعل،
أخشى أن يؤثر ذلك عليه سلبًا فقد قال نيو..."
أكمل عنها بِملامح هادئة:" بدا عاديًا هذا الصباح! عملنا على لُعبتنا ولكنهُ غادر وقت الغداء!"
نظر نحو آيرس مُكملًا:" هل عاد للبيت؟" نفت برأسها ليتنهد بِقلة حيلة:" ظننتهُ سيعود إلى هُنا!"
أخذت آيرس هاتفها وإتصلت بِمارتن ليُجيبها بعد الرنّة الثالثة:" نعم آنسة آيرس...."
تنهدت وهي تسأل بِحذر:" هل بيرت معكَ؟ أقصد هل هو بِجانبكَ؟"
-:" السيد بيرت في إجتماعٍ خاص..."
توسعت حدقتاها بإستغراب وهي تُجيب بعدم فهم:" عفوًا؟"
-:" يخصُ العمل..."
قالت بِتفهم:" هكذا اذًا... هل يُمكنكَ أن تُحضرهُ لِعنوان أرسلهُ لكَ وذلكَ حين يُنهي الإجتماع؟"
-:" ما الذي يدورُ في رأسكِ آنستي الصغيرة؟"
نظرت للواقفين أمامها كلٌ بِدوره لتقُول بِحذر:" هُنالكَ من ينتظرُ مُقابلة بيرت! لهذه المرة وحسب...
هل يُمكنكَ إيصاله لِمكانٍ أطلبه؟ أرجوك!"
كان الأخير مُستغربًا هذهِ الفتاة، الفتاةُ التي لم تجرُأ يومًا أن تطلب مِنه شيء بسيط، تُطالبهُ بِشيء لم يألفه...
أن يوصلَ سيدهُ لِمكان لم يطلُبه!

بطريقةٍ ما سار الأمر بسلاسة، كان نيو يجلسُ ويتحدث مع ايفرين مُضيفًا جو مُبهج حولها
لِشخصيتهُ المُنفتحة وحضورهُ القوي... كان بارعًا بلعبة الحديث ويحولُ قوانينها كما تُناسبه...
أذهل ذلكَ سيندي وهي تُراقب حضوره المميز وشخصيتهُ اللطيفة التي تُنشر السعادة حوله...
مِن بين الحديث قالت ايفرين لِضيفها (صديقها) الجديد بِحماس:" أخبرني نيو... هل لديكَ الكثير مِن الأصدقاء؟"
أجابها بِحماسة:" بالتأكيد! لقد تعرفتُ على الكثير مِن الفتيان والفتيات وكونتُ الكثير مِن الصداقات!
قد لا يبدو ذلكَ واضحًا عليَ ولكنني ترعرعتُ في ميتم! وهُناك قابلتُ الكثير مِن الأطفال!"
توسعت حدقتا سيندي في حين إستنكرت آيرس ذلك، كانت اول مرة تسمع ذلك حقًا! في حين
قالت ايفرين بِحماس غريب:" واو! أنت مثل والدي! فـأبي تم تبنيه مِن قبل سيدة من عائلة مُتوسطة وهو صغير!"
نظرت آيرس لسيندي وهي تسألُ عن صحة كلام ايفرين التي قالت ذلكَ بِعفوية، أكدت لَها المَعنية ذلكَ
بِهز رأسها في حين كان نيو يُحيط علمًا بِذلك....
دخل جيسون صدفةً في أثناء هذا الحديث وقد سمعهُ جيدًا ونيو يُجيبُها:" والدكِ رجلٌ رائع ليبني له
هذا العمل الناجح من الصفر! أعتقد أني سأجعلهُ مثلي الأعلى مِن الآن فصاعدًا!"
وجهت نظراتها لوالدها مِن مكانها على السرير حين لاحظته وهو يقفُ بإبتسامة باهتة إجتهد على رسمها،
إلتفت نيو نحوه لينهض بِشيء صغير من التوتر
-وااااه! انهُ ليور بشحمه ولحمه!.... هل سمع ماقُلته؟!
تقدم يلقي التحية وقد أنهى إجتماع عمله المنزلي في مكتبه.... فعلى ما يبدو،
جيسون يقود إمبراطوريتهُ من البيت! نظر لآيرس ثُم لنيو... وقد كان وجهًا جديدًا في مَنزله!
مَد نيو يدهُ لمُضيفهُ الذي رُسمت ملامح الأسى على وجهه رُغم إبتسامته الصغيرة،
قال بِشيء مِن البَهجة:" أن ألتقيكَ وجهًا لوجه لهو شرفٌ كبير سيد ليور! نيو جونز، من براعم الياسمين!"
بادلهُ المُصافحة وقد عرف مَن يكونُ تقريبًا:" الشرف لي، سيد جونز! أن التقي أحد الجونز في بيتي، لم أتوقعهُ بصراحة!"
سألت سيندي بِفضول وهيَّ تدنو مِن جيسون:" ماهو براعم الياسمين؟ وماذا تعني بأحد الجونز؟"
إلتفت إليها وقد سحب يده ووضع اليُمنى في جيب سُترته الكهرمانية:" إنها مؤسسة تدعمُ الأطفال الأذكياء
مِن دور الرعاية المُختلفة في مدينتنا، والجونز هُم الأطفال الذين يتخرجون مِنها!"
سألت آيرس بِعدم فهم:" أليست جونز كُنيتك!؟"
أومأ مجيبًا:" إنها كذلك! لقد إستحققتها! في الواقع السيد ليور أحد المُساهمين ماديًا في المؤسسة!"
إلتقط جيسون نفسًا وزفرهُ بهدوء مُجيبًا:" على المرء أن يعتز بجذوره فمهما حدث وأين ما أوصلتهُ الحياة، سينتمي لها!"
إبتسم نيو الذي تمتم الجُملة التي بدت كشعار نشأ عليه كلاهُما في نفس الوقت.. في حين قالت ايفرين
التي راقبت الحديث مُستمتعة:" نيو... هل كُنت مُتفوقًا؟"
أومأ مُبتسمًا:" على مايبدو! مع أني كنت أتهرب باللعب مع الأولاد وماشابه!"
قهقهت آيرس مُتمتة:" هذا مايجب على نيو أن يكونه!"
أخفت الأخيرة ضِحكتها مُستمتعة... إنتفضت حين حدقت بها آيرس بشيء من الجدية والحذر تُشير لِهاتفها،
فقالت سيندي تسحبُ الأخيرة وتخرُج من الغرفة مُتزامنة:" عن إذنكُم لحظة!"
نزلت السلالم مع آيرس ودخلتا المطبخ الذي حوى بجانب المخرج للحديقة شاشة تُظهر بِكاميرات المُراقبة الخارجية
وصول السيارة ففتحت الباب لَها بِتوتر... ودخلت السيارة التي تُقاد بِسُرعة قليلة وهدوء إستكشافي...
ثُم خرجتا مِن مَخرج المَطبخ نحو الحديقة وقد تمكن مارتن مِن مُلاحظة آيرس وسيندي التي يعرفُها مُسبقًا
لِزياراتها العديدة مع عائلتها لِمنزل سيده...
ترجل بيرت مُنزعجًا... هو بالتأكيد لم يكُن على عِلم بمَكانه! قال مُخاطبًا الفتاتان:" ما الذي يَعنيه هذا؟"
توترت سيندي وإحتمت بآيرس وهي تعرفُ كيف يُصبح بيرت إذا إنزعج أوغضب، عكس آيرس...
رطبت شفتيها وهي تقولُ بِحذر:" أنا آسفة!"
تقدم نحوها وهو يعبث بِخُصلات شعره الأمامية مُزيلًا إنزعاجه... هذه ثالث مرة تعتذر له بِلا مقدمات!
وقف أمامها تمامًا، تبادل النظرات بَينها وبَين البيت الذي لم يزُره مُسبقًا في حياته... ثُم مَنح رأسه زاوية بَسيطة
يرمقُ سيندي المُحتمية خلف السمراء بإنزعاج طفيف... إلى أن أردف بعد صمتٍ دام من الفتاتان أمامه، مُتنهدًا
:" إذًا؟ لماذا أتيتما بي إلى هذا المكان... سيندي، آيرس؟"
رطبت آيرس شفتاها بِحذر:" منزلُ ايفرين!"
تمتم بِعدم فَهم"ايفرين" ثُم إستدركَ الموقِف وتجاوز الفتاتينِ بعدم صبر.... دخل مِن حيثُ خرجتا
ثُم خرج مِن المطبخ ودخل الصالة باحثًا، هتفَ بصوتٍ مُرتفع:" ايفي! ايفي...."
ناداها كما إعتاد أيام طفولتُهُما، تلكَ الأيام التي كانا يلعبانِ فيها معًا، ليس كخالٍ وإبنة أخته، بل كصديقة،
كـأخت وكـعزيزة قلبِه! كانت آيرس تنظرُ له بعدم تصديق في حين إبتسمت سيندي بألم... هذا ماتوقعت
لردة فعله أن تكون، لم تحتاج لأحد يُخبرُها بذلك، فبيرت إستعاد شيء مِن شخصيته القديمة!
الطريقة التي نظر لها بإنزعاج.... كانت مألوفة.

في الطابق العلوي إنتفضت المُنادى عليها بِعدم فهم ووالدُها ينظرُ لِباب الغُرفة المزهر بورود بسيطة
بعدم إستيعاب، هو لا يتوهم! همس نيو وجيسون بِعدم تصديق وفي الآنِ ذاته:" بيرت!؟"
نظر جيسون نحو الأخير هو يعقد حابيه بِعدم فهم...
-أهو يعرفُ بيرت؟ ما الذي يحدُث؟
كان الصوت الذي نادى بكل ما أتاه مِن قوة يَقترب مُتزامنًا مَع خطواته على السلالِم الخشبية... للحظة
بدت تلكَ الخطوات لِـنظيره المَنسي... كأن الباب الذي لا يُمكن أن يكون لغير الفتاة التي بَحث عنها ناداه
ليدخُل هاتفًا بِقوة:" ايفي!"
إنتفضت الأخيرة مشدودة الموقف... دققت بِملامح المُقتحم لغرفتها بِحذر... هو يبدو مألوفًا!
تقدم بِعدم تصديق، ولكَم بدت له شبيهة تيردا! عينيها الزرقاوتان اللامعتان وشعرها الأشقر،
الطويل والمُمَوج بطبيعته... ينسابُ خلفها وهي تَجلسُ مُتدثرة بِغطاء سريرها المُزهر بالبنفسج...
أمسكت بِطرف الغطاء بحذر... تجاوز بيرت جيسون الذي وقفَ مصعوقًا للموقف، ولم يُصدق لِلحظة
أن بيرت حقًا في بيته! تلاصقت رُكبتاه بطرف السرير وهي تنظرُ للأعلى مِن مكانها تُحدق بوجهه،
إذا كان والدها لم يقُل شيئا، ولَم يُحاول إبعاده أو مَنعه مِن الإقتراب فهذا يعني أنهُ لابأس بِوجوده...
هذا ما أقنعت ايفرين نفسها به....
التفت نيو للخلفِ مُبتسمًا لآيرس وسيندي التي إنفجرت باكية للموقِف الذي تَمنتهُ مُنذ ذلك اليوم المشؤوم...
وقد إتكئت على الجِدار بِجانب الباب إلى أن تهاوت جالسة مِن فرط السعادة ولاتُصدق المُوقِف مع أنها بِحظرته لِهذه اللحظة!
بعد الوقوفِ وطبع ملامِحُها في ذاكرته بِدقة كما ولو أنهُ يخشى أن يستيقظ ناسيًا للوجه الملائكي الذي
ينظرُ له بِشيء مِن الاستفهام... جلس بيرت على رُكبتيه وهو يلمسُ وجهها بِعدم تصديق، هتفَ
بِصوتٍ مُتقطع:" ايفي......ايفي......ايفي!"
لم يكُن لديهِ مايقوله رُغم توفر الكثير! الطِفلة التي كانت في السادِسة آخر مرة رآها فيها...
كبرت لِتغدو زهرة على وشكِ التَفتح... بَل زهرة جميلة على وشكِ التفتُح! بادلتهُ المناداة كما ولو أنها
لَم تَنسى يومًا تذكيرَ نفسِها به:" بيرت! أنتَ هو بيرت؟"
نظر إليها بأسى... ماتزالُ ضعيفة البُنية كما كانت في طفولتِها... جلس مُرخيًا جسدهُ وهو يحتضنُها بِقوة
لتبتسم مُردفة:" كُنت أعرفُ... أنكَ ستعودُ مُجددًا! مَهما حدث، ستعود إلي!
ففي النهاية لقد وعدتني بأننا سنلعبُ أكثر في المرة المُقبلة!"
قهقهت وسط دموعها التي إنسابت على غَفلة وهو على حاله، يحتضنُها بألم،
أردفت مُكملة:" ما الذي أهذي بِه! لقد فات الأوان على اللعِب! مع ذلكَ..."

مع ذلك ماتزالُ قِمة السعادة... فـالفتى الذي شاركها أول سنون حياتها، الفتى الذي كونَ شخصيتها،
الفتى الذي قلدت كُل تصرفاتهُ لتغدو شيء يُشبههُ بعد حين! عاد مِن جديد.
-صديقي، أخي، خالي، عائلتي.... أهلًا بعودتك!


كان نيو أول من قرر الإنسحاب لكنهُ تفاجىء بِجيسون يُغادر الغُرفة بألم، وذلك بعد أن رمقَ سيندي
بأسى حَملها على اللحاقِ بِه، خرج نيو خلفهُما وهو يسيرُ على مَسافةٍ قليلة مِن سيندي...
إستوقفته قبل الغُرفة التي بدت كغُرفة نومِه وهي تُمسكُ ذراعهُ بِكلتا يديها.... بَقيّ ظهرهُ يثير شفقة
الناظر وهو يُحنيه وينظر للأرض بشيء كبير من الأسى، الحزن والندم!
إقترب بيرت وهو ينضمُ إليهم مع آيرس التي بدت قلقة مِن صمته وملامح فارغة تَرتسِمُ على مَلامحه،
وسرعان ما إعتلى الغضب ملامحه....
قالت سيندي وهي على حالها:" جيسون... أنتَ، لست مُنزعجًا مني أليس كذلك؟ أعني...
رُبما كُنت تتمنى أن لا يعود بيرت وما شابه!"
نظر لها بحدة سرعان ما حل الأسى مَكانها أطبق شفتيه بقوة قبل أن يُردف:" ذلكَ لأن بيرت نفسهُ
لم ينوي يومًا العودة لرؤية ايفرين! مع أنها كانت مُتعلقة به، صحيحٌ أنهُ كان طفلًا حينها... لكنهُ يعرف
أني لم أعتبره طفلًا في أي وقت!" نظر لِبيرت بألم:" أنتَ لم تُشبه الأطفالَ يومًا على أي حال!
لطالما كُنت تملكُ ذلك الحضور الذي ينمُ عن الفهم والوعي لِكُل ما يُحيط بِك! مع ذلكَ...
تصرفتَ كالأطفال ومهما حاولتُ الحديث معكَ بعد... بعد رحيلها، كُنت تتجاهلُني وتلومُني بِذلك لِما حصل مَعها!"
أبعد وجهه بعد سحب يدهُ مِن سيندي المَصدومة لِكلامه:" لستُ أقول لاذنب لي! بالتأكيد أنا مُذنب بِما حدث...
مع ذلك... طريقتكَ في مُعاملتي كانت قاسية... أعني.... لقد كنتُ أريد إخباركَ عن ايفرين التي تسألُ عنكَ
طوال الوقت وقد إعتادت على وجودكَ مُنذ ولدت... وأنت... ببساطة...."
قاطعه بيرت وهو يُحافظ على هدوئه:" أهذا ما أنا عليه! أتقول أني حُثالة لا يُجيدُ سوى لوم من حوله! أنا..."
عض شفتهُ السُفلى عاقدًا حاجبيه وكور قبضتهُ هاتفًا:" لا أصدق أنكَ إعتقدت مُجرد إعتقاد أني كُنتُ أتجاهلُكَ!"
قال الأخيرة وهو يسحبُ اسود العينين مِن ياقة قميصه الأسود ويستعدُ لِتفريغ غضبه! لكن نيو أوقفه
بوضع يده على كتفه يهزُ رأسه بألم... قالت آيرس وهي تضم يديها لصدرها بِحذر:" إنما هذا سوء فهم...
لاداعي للإنفعال!" نظرت لِبيرت مِن مَكانها خلف نيو:"أخبره!"
تنهد بيرت وهو يتركُ جيسون الذي إرتسمت أمارات عدم الفهم على محياه... بعد صمت دام
قالت سيندي تكسر جمود الجو:" ألم يُخبركَ كوفين عَن ما حدَث بَعد وفاةِ تيردا المُفاجئ؟!"
نظر لها بإستفهام ومرر ماتبقى مِنها على الآخرين وصولًا لِبيرت... تمتمَ بحيرة:" ما الذي يحدثُ هُنا بِحق السماء؟!"
لتُكمل سيندي:" بيرت نسي كُل شيء!"
نظر لها بِنُكران، بدا واضحًا أنهُ لم يسمع ذلكَ سابقًا لتُضيف مُستعيدة ماحدث:" لقد وقع عن أحد
أشجار التُفاح الخاصة بِـالعم جوليان في المصيف... وبقيّ فيّ العِناية المُشددّة أسبوعًا كامِلًا!
وحينَ إستعاد وعيه...."
قاطعها بيرت قائلًا بإنزعاج:" يكفي... لا تتكلمي الآن بعد كُل هذهِ السنوات كما ولو أنكِ مُهتمة
إذا عرف أوعرفتُ عما جرى ويجري! أبقي فمك مُطبقًا كما سبق وخلصيني مِن سماعِ تُراهاتكِ
الآن بعد فواتِ الأوان! أنتِ مِن بينِ الجميع؟ كُنتُ دائمًا أثقُ بكِ، قبل الحادثة السخيفة تلك...
كُنتُ أعتبركِ أختًا وصديقة، بئري وسندي قبل قريبتي... لكنكِ إلتزمتِ الصمت وكُنتِ أكثر من
حرمني عن ذِكرى أختي طوال السنوات المُنصرمة!"
كانت الصدمة مُرتسمة على وجوهِهم جميعًا.... قال نيو بألم:" إهدأ يا صديقي... لا ذنب لها!
فهذه اللُعبة لعبها القدر وكانت نصيبُكُما في الحياة! أعرف بأنكَ غاضب... أعذرُكَ،
كُنتُ لأفعل ذلكَ أيضًا! لكن، إتهام والقاء اللومِ على بعضِكُم لن يُثمر بِشيء!"
دمِعت عينا سيندي وقد نال مِنها شعورُ الذنب، هي لَم تتخيل أن يكونَ هذا موقفُ بيرت،
لِما كان عليها إلتزام الصمت؟ كان ذلكَ غباءً مِنها! ولكنهُ لن يُغير كونهُ قرارها الذي إتخذتهُ على مضض!
كانت تظنُ أنها بِالموافقة على طلبِ العم جوليان، فإنها ستحمي بيرت الذي تعرفُ أنَ خبر رحيلِ أختهُ
التي كانت أعز من أم له سيؤذيه! لكن الآن وحين تُفكر بالأمر جيدًا... هل استحق ذلكَ إلتزام الصمت
قرابة السنوات التِسع المُنصرمة؟! ما الثمن وماثمرُ مِن كُلِ هذا؟! في تلكَ اللحظة... كان الهرب
هو كُل ما فكرت بِه! هي تمنَت لو تختفي وحسب! لكِن قدماها ترفضان الحركة،
لقد تمت خيانتها مِن قبلهُما بِالفعل!
تنهد بيرت بألم وعاد لذلك الشخص الذي أمسى يسكنهُ بعد نسيان ذاتهُ المُعبقة بِذكرى تيردا، باردًا،
فارغ الملامِح، مُتجمد الذات! الآن وهو يُفكر بِنفسه، لقد إشتاق لذاته الحقيقية! المُبتسم والمُفعم بالبهجة!
ذلكَ الذي كونتهُ تيردا في شخصيتهُ وهو صغير! ذلكَ الذي دَثرهُ النِسيان.
تمتم بأسى:" أنا... آسف! سيندي، جيسون... لم أقصد ما قُلتهُ وفعلتهُ! لكنني...
مازلتُ مَصدومًا بِما عرفت وتذكرتهُ البارِحة وحسب! أنا، لم أقصد إلقاء اللوم هُنا وهُناك! لكنني
لا أستطيعُ التصديق بأني لن أراها مُجددًا."
-لو عرفتُ أن ثمة مؤامرة مِن قبل الجميع مُستغلين نِسياني لِكُلِ شيء... لكان أهون
مِن رحيلها للأبد! كُنا... سنجتمعُ ولو بعد حين.
ختم كلامهُ وهو يعودُ للغرفة ذات الباب الأبيض المُزهر وأغلقه خلفه! هو... يريدُ أن يستوعِب الزلزالَ
الذّي أحدثه لقاء واحد بالسمراء الجميلة! اللقاء الذي أخرجه من قوقعته ببطء، جعلهُ يُلاحظ نفسهُ
وفتحَ عينيهِ شيئاً فشيئاً.. إلى أن قلبت لهُ عالمهُ رأسًا على عقِب.
ذلك البيرت المَنسي الذي إستفاق، إقترب من ايفرين مُبتسمًا! هي بالتأكيد
سمعت حديثُهُم مِن مَكانِها، لكن هذا لم يُغطي على سعادتها... لاستعادتهُ...
قالت مُبتسمة:" خالي! أهلًا بعودتُك."
إبتسمَ بألم:" أنتِ تُشبهينها بِحيث لِوهلة ظننتك هيَّ.... ايفي!"
-لقد عُدت!



بقيَّ مَعها إلى أن حل الليل، لم يدخُل أحد ولم يصدُر سوى صوتيهِما يتحدثانِ طويلًا! دَخل جيسون
مُقاطعًا الجو بينهُما:" بيرت، على ايفرين تناولُ عشائها وعدم إهمال صِحتها كما تعرف...."
نهض بيرت ينظرُ في ساعة يدهُ الجلدية، لقد مر الوقتُ بسرعة! قال مُعتذرًا:" لم أقصد ذلك!
أعتقد أني أطلتُ زيارتي... إسمحوا لي."
أمسكتهُ ايفرين مِن كُم قميصهُ قبل أن يبتعدَ كثيرًا وهي تقولُ بِشيء مِن الرجاء:" لنأكُل مَعًا قبل ذلك!"
إبتسم بتوتر مُردفًا:" في يومٍ آخر عزيزتي"
أخفضت رأسها بإنصياع وهي تقولُ بشيء مِن الأسى:" لابأس إذًا..."

لقد وجدت ذاتها مَعهُ من جديد، ذاتها التي توقفَت عن الأحلام ورسم التوقعات للمُستقبل.
تلك الملامح أعادت لهُ شيء مِن حديثهُما السابق، حين قالت لهُ بشرود:" لقد كُنتُ أريدُ أن أصبحَ مُعلمة!
أو رُبما عدائة تشقُ المِضمار بسُرعة ورشاقة! ولرُبما كُنتُ سأصبح مُصورة وأسافر حولَ العالم! أنا أعرفُ
أني غير واضحة مع نفسي، فَفي كُل يوم كُنتُ أتمنى أن أكون شيئًا مُختلفا عن سابِقه! ولكِن في ذاتي،
أعرفُ أنها لن تكون سوى تخيُلات! أن أذهب للدِراسة مَع أشخاص لا أعرفهُم وأكوِنُ صداقات مع الجَميع...
ورُبما كُنتُ سأقع في الحُب مع شخصٍ ما وأجتهِد لأعترفَ له! أن أكبُر وتكبُر مَشاعري له، ورُبما أصبح أمًا
ولو لمرةٍ واحدة وأجرب شعور والدتي الراحِلة!.... لكِن، كُلُ ذلكَ آضغاث أحلام! فأنا أعرف أني لم أكن يومًا
تلكَ الفتاة القادرِة على عيشِ أحلامِها البسيطة! أنا فقط... مُجرد لا أحد!"


رَبتَ على رأسِها مُبتسمًا:" سأعودُ مجددًا، حينها سنأكلُ سويةً.. إتفقنا؟"
أومأت مُبتسمة ومُتوردة الوجنتين، مُوافقة... إذا كان قد وعدها، فلابأس! خرج مِن الغُرفة وهو يبتسمُ لها مودعًا
وما إن أغلق الباب حتى عادت ملامحهُ الباردة والفارغة تِلك! الابتسام والحديثُ بِلطف وعفوية كما مع ايفرين
لن يكونَ سهل التطبيق مع الجميع! هو الآن في حرب إستنزاف مع ذاتيه، ويبدو أن ذاتهُ القديمة
لا تظهرُ إلا لِـايفرين! الشخصُ الذي يُصبحهُ وهو مَعها.... تَسائل بِعدم إستيعاب عن مَن يَكون.



خرج جيسون بَعد دخولِ المُربية هادئة الملامِح والخادمة التي تدفعُ عربة جميلة، بدت كعربة لِنقل الطعام...
رافق بيرت نَحو الطابق السُفلي، قَبل المُغادرة مِن المدخل الذي لم يسلكهُ عند وصولِه،
كسر الصمت سائلًا:" أنا... لدي سؤال واحد فقط!"
نظر جيسون لهُ بتركيز:" ماذا يكون؟ إسأل ما تشاء..."




* يُتبع *



[IMG]https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820[/IMG


 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس
قديم 07-11-2020, 04:18 AM   #45
سيـرَان.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً.


الصورة الرمزية سيـرَان.
سيـرَان. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 197,875 [ + ]
 التقييم :  484599
 الدولهـ
Iran
 SMS ~
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى•
لوني المفضل : Black
شكراً: 383
تم شكره 488 مرة في 387 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



يووووووووووخ خلص الفصل! كان لازم اجيب معي مناديل صدق، عبالي تمزحين
شهالفصل وشهالأحداث المؤثرة يااااخي عشت كل لحظة مشاعر مع الشخصيات اليوم
أول ضحكت على تشيبه الحفلة العائلية بـ الحرب العائلية
هذا الـجيمسون رهيب، مدري ليش بس فعلاً حسيته تعمد او قال الوصف لا شعورياً
آيريس كيوت، من اول لما شفتها حسيت الأصفر أحلى لون عليها
وطلع هو اللون اللي ماتفوته أبداً وتلبسه بكثرة حسب اللي رويتيه بالفصل
الكلام اللي قالته آيريس وهي تبكي بيضرب في الصميم جد مأخوذ من الواقع
انك تعيش يومك وكأنه يومك الأخير صعب مرة، هذا اللي قالته
لما قالت ان بيرت بيتدمر إذا انقطع آخر حبل يربطه بهالحياة، هنا قلت لها فال الله، لا فالج
أكثر شيء حبيته هو بيرت القديم! اذا شخصيته الاصلية قبل التغيير كانت كذا زمااان
فـ ياريت يرجع لذاته القديمة اللي ظهرت مع ايڤرين بنوتة تيريدا
ياااااااخ جدياً مرة مرة مرة حبيت خالو بيرتxd كان خالي من التعب وملامحة غير باردة
كسر الصمت سائلًا:" أنا... لدي سؤال واحد فقط!" نظر جيسون لهُ بتركيز:" ماذا يكون؟ إسأل ما تشاء..."
خير يااااخ ايش يبي يسأله! °^° تف عليك هون مكان لتنهي الفصل بالله!! (:
حاسة الفصل الجاية برضوا قنابل من الأحداث الرائعة والمشاعر الجياشة
كلما انتهي من الفصل اتمنى التكملة قدامي ولما تنزليه اتأخر ولي عين احكي (:
يعطيك العافية على الفصل السوبر رهيب، نزلي الفصل اقرب مايكون تحمست اعرف التكملة


 
 توقيع : سيـرَان.




أنا المتسائلة التي تبحث عن أجوبتها بين أروقة هذا العالم
مدونة أنيماوية | مدونتـي | طريق جانبي | معرضـي | أخبرنـي | طلباتكم هنا




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سِحر كَوني || ● أعِدها لَنـا ! لارِي. روايات الانمي_ روايات طويلة 14 05-20-2020 01:12 AM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 09:49 PM