••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


~ قدر مخطوط على صفحات الزمن

روايات الانمي_ روايات طويلة


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-2020, 07:39 PM   #21
ورده المودة
في جوار ربها ، اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها


الصورة الرمزية ورده المودة
ورده المودة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 104
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 المشاركات : 221 [ + ]
 التقييم :  277
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة


.

















.






20

بارت خاص"





حقيقة أم وهم هذا ما لا أعيه...
و الضياع في اللاوعي هو ما لا أجتبيه....
إن كان حقا ، فهناك ثغرة...
ثغرة سأسدها بإرادتي...
ذلك الأحمق مختلق التعابير، كيف يجرأ ....
تنهدت لأخرج الضيق المستولي علي، فالوضع يغيضني بالفعل...

كلما ربطت أقوال هاروكي بما أرى آثاره لا أجد إلا ضعفا يزلزل ما يراه نيك...
هو نقطة التقاء ما تغير و نقطة ضعف ماحصل ..!

شددت بكفي مابين حاجبي ثوان عدة، قبل أن أغلق عيني لتختفي تلك السطور التي باتت تؤرقني أياما بلياليها...
رميت بما لدي من أوراق مكبسة على الطاولة و خرجت من غرفته...
أطلقت حروفي الحاقدة بهدوء اعتدته في نبرتي: قال قدر مخطوط على صفحات الزمن... أعدك أني من سأخطه... كما خططت قدر الكثير بخيارك ....

لكن لابد لي من فهم كل شيئ بشكل صحيح قبل أن أغامر، و يجب أن أجد معينا يعينني في هذه المجازفة التي قد تسلب حياتي...
أعدت كلمات هاروكي المرحة و هو يخرج...
كان قد نجح بعد محاولة شهر في أول خطاه..موعد مزدوج مع صديقه الأجنبي ذاك...
رغم عدم شبهه الخلقي الفضيع بي، إلا أن يومه يعيد ذكرى أول موعد لي مع ليندا... كان مزدوجا مع مغفلين...!

لكن مع كل المرح، و الشجار، و العفوية التي جعلت منا صديقين متضادين، إلا أن الظلمة المستولية على قلبه و قادته لزيارة المقبرة كل أسبوع تجعلني أفقد صوابي...
على كل حال، هذا ليس وقت الفراغ... فنوي الأخرق قد التهب جرحه بسبب إهماله..و يتوجب علي أخذه للمشفى...





رميت بظهري على مسند المقعد و أنا أطالب بالراحة ...
ليس بالجديد ، فهذا عملي اليومي...
سكون المكان يجعل أذاني تأنس صوت عقارب الساعة الجدارية، رغم أن ذلك يوترني بشدة...
فترة لا عمل مهم، لا مطاردة و لحسن الحظ أنعم بنوم عميق بسبب موت ناوكي... و طرد إبنته لي...!
أجفلني دخول النكدي ذو العين الثاقبة... و غريب الأطوار في الآونة الأخيرة...
من الأفضل أن أكتم هذا عنه..
لكنه غريب و لا أستطيع القول غير ذلك...
أن يتصرف بود!
و أن يمازح إبنه...!
أظنه أصيب بسكتة دماغية أوقفت عقله عن التفكير...
لم أطل الصمت بل رفعت كفي محييا: أهلا هيجي.
اكتفى بخلع سترته النيلية كعادته ليجلس بعدها: اهلا.
واضح أنه ليس بخير، و هذا يضايقني مالم أعرف السبب...
أدرت مقعدي نحوه لأسئله بجدية تامة: هل هناك مايزعجك؟
لا أعرف لم يقابلني بهذا الصمت المقيت، أعرف أنه أجابني إيجابا بهذا لكنه غير منصف...
تركت مكاني لأقترب منه ، و رغم عدم ملاحظتي لتعبير ملامحه إلا أن يديه المسرعان في الكتابة قادتني لفهم تشوش ذهنه ، فهذه عادته...

قلت بلهجة واثقة علني أنجح في استدراجه عن الإفصاح عما لديه: هيجي، لست بخير.
لم يفعل شيئا يغير وضعيته لكنه تكلم قائلا: سأحادثك في الأمر، لكن ليس الآن.
لم يكن تصريحا كما ينبغي لكنه أفضل شيئ توصلت إليه، لذا لن أجعل هذه الفرصة تذهب سدى...
انحنيت جانب رأسه بينما يدي تمسكان حد الطاولة التي أمامه: ما رأيك بفنجان قهوة في المقهى المجاور؟...فرصة جيدة.

ثوان أطالها بسكوت لفه الغموض، قطعها بما لم أتوقعه...!
" بل قهوة في مكتب هيرو... "

ما الذي يرمي له هذا الرجل... هل ماسمعته صحيح، أم أنني لم أستيقظ من نومي بعد؟!

استقبل ذهني الأفكار بتوال سلب مني اختيار فكرة معينة عما يستهدفه هيجي من قراره الغريب...
عندها لم أجد بدا غير العودة لمقعدي حتى يحين موعد يعينه للذهاب لمكتب نيك...أقصد، هيرو...
فما سر دخولي لذلك المكتب بعد سنين؟!






عندما يضيق بي رحب الفضا ، و حين أتوه بين أمور لا سبيل هدى لها...
لا ألاقي غير سبيل تعبير القلم...
لست مستاء لموهبتي و هي خير علة و سقم لخيبتي!
المستاء الوحيد هو جدي الذي يمقت سمة إبن أخيه التي ورثتها، فهو دائم الإحتجاج على نطاق عملي اللانظامي...
ليس هنا الآن، و أنا في راحة بال تؤهلني لتفكيك عبارات عقلي بروية...
و حقا ، أشكر أبي على مواهبه الخفية..
لكن عكر صفو خلوتي صوت ذلك الهاتف...
للتو عادت الكلمات برحبي، لكن لامفر من العودة لبرامج العقلاء ...
تركت قلمي الموروث لأرفع السماعة مجيبا سكرتيرتي: ماذا هناك هيلين؟
لن أنكر أن ملامحي تجهمت لما سمعته منها، فأنا لم أتصور مجيئ من لم أرهم سوى عدة مرات بزيارات متقطعة..
بإستثناء عودتي لزمنهم العصيب طبعا...

استهجنت فكرة زيارتهم المفاجأة لسبب أجهله، لكني أجبتها بلهجة لم تظهر الإكتراث: أرشديهم لمكتبي.

دقائق كان استغلالها محصورا في السعي في فهم سر مجيئهما...
نهضت لأفتح الباب لإستقبال ضيوفي ، و لم يخفى تردد خطوات السيد ريو و كأنه تابع يتتبع خطى مثيله...






"لن أتزحزح عن هذا القرار.."
هذا ماقلته بحزم قابل معارضتهما كما توقعت...
فريو بدأ يصيح بإنفعال ينكر عقلانية ما أقول: لا تمزح معي هيجي، لن أعود لذلك اليوم... أفضل الموت على ذلك.
و هيرو قال رأيه و هو يشبك يديه تحت ذقنه : لكن نتيجة هذه المجازفة غير مضمونة و إن صحت ضنونك.
أسدلت جفني لأجمع ما أريد التلفظ به من حروف: لقد أمضيت حياتي بالعقلانية و لم أفكر بشيئ سوى إبني و عملي، لكن الآن...

قاطعني الأبله ريو دون أن يعطي نفسه فرصة التفكير بما قلت حتى: لا تقل لي أنك ستسعى للعيش مع زوجتك الحبيبة و تنقذها من الموت لتعيش بسعادة... ماذا لو حدث الأسوء، و متنا نحن أو كاوروكاوروا أو حتى ميواكوا؟...بحسب قولك كل شيئ قابل للتغيير، إن أردنا العوفالنضربلنضرب حللسلبللسلب و الإيجاب على حد سواء هيجي.
رمق هيرو المتحدث مؤيدا: كلام منطقي..عندما عدت لم أتدخل بشيئ.
قلت موضحا : إن هدف عودتي هو الإتيان بنيك .
ردة فعل إبن نيك جعلت حروفه تأبى توضيح تسائله: ماذا ..قلت؟

حدقت بريو الذي يحاول فهم مايجول بخاطري بصمته : هذا هو هدفي، فلا طاقة لإبني على تحمل هذا العذاب... لقد فقد نيك منذ شهر و ليس مثلنا ، و بعد شهر من مقتله يرى تغيرات لم تكن موجودة... خيار نيك غير الكثير، و خياراتنا ستغير الباقي.

اتخذ كليهما الصمت الذي فهمت منه تعمقهما في التفكير الذي قطعته: أنا أريد من هيوجي أن يعود معنا .
قال هيرو: أنا؟!

تنهد ريو مبديا بعض التقبل: إن أردنا التفكير بالمجريات، فوضعنا يختلف عن إيريكا و هاروكي ، نحن سنعود للوراء... أي هناك احتمال أن لا نذكر شيئ عن غرضنا الأساسي.

التقط هيرو مايود ريو قوله: تودون مني أن أرشدكم؟..و أخبركم بالحقيقة؟
أجبت بدوري: بالضبط.
أجاب هيرو ببرود: لكن.. لا أستطيع، الأمنية لابد أن تكون من القلب..و أنا لا رغبة لي بمعرفة طريقة ثالثة لموت أبي.

حاولت توعيته بقدرتنا على إنقاذ أبيه: إسمع هيروا، نحن نستطيع نقل والدك لهذا الزمن عندها سيتغير كل شيئ في حياتك، و كذلك سيعالج بعملية لإستئصال الغدة السرطانية... ذلك سيكون جيدا لك و لأمك...فكر بالأمر.

أجابني بقاطعية بددت جزء تخطيطاتي الأعظم: لا.. لن أفعل...فكر بأحد غيري.
لا أستطيع جره معي رغما عنه، ماعلي سوى أن أعتمد على نفسي و على معونة ريو..و هاروكي الذي يجب أن ألقاه في ماضي...

لم أجد داع لبقائي هنا، فقد تحدد كل شيئ لذا نهضت قائلا آخر كلماتي له: لك ما شئت، سأذهب مع ريو.

ضرب ريو على فخذيه قبل أن ينهض يتبعني: حسنا إذا، سنبدأ مهمة جديدة.

أغاظني رؤيته لأهدافي على مهمة، لكن تركت معاناة التحدث و الرد ...يكفي أنه سيأتي معي لمجهول لا فكرة لي عنه!






"لنتصل بهيوجي"
هذا ما قلته بعد تفكير بإحتمالات مفتوحة الأطراف لاغير...
التفكير بهذا أصعب من حل جريمة قتل في غرفة مغلقة، فالمشكلة تكمن أن كل إحتمال وارد مع فروع مجهولة...
فنحن سنعود لحيث كنا قبل عشرون عاما...هل سنذكر شيئا من أهدافنا و عودتنا؟...قد ننسى..
و هل سنغير المجريات بإختياراتنا ، و هل سيتغير كل شيئ للإيجاب أم للسلب؟
و هل سأعود لأبدأ بإحراج هيجي عند لقائه بليندا؟...
أعلم أن تفكيري بالفروع سخف في وضعنا لكن، ليس بيدي أن أتذكر ما أستلطفه...
لم أكن واثقا من إخراج كلماتي ، لكن هذا أفضل من الذهاب وحدنا...
فاجأني بعد لحظات تحديق بإعلان موافقته..!
ها هو يومئ مؤيدا: فكرة ممتازة، لنتصل به.
لحظة، هل كان إقناعه سهلا يوما ما... !
حقا، هيجي ليس بخير...بتاتا..

أطلقت زفرة غيظ من تلاطم أفكاري التي كانت تبحث عن كلمات تقنع صعب المراس هذا...

أظن، أشعر بالغباء فعلا..

لكنني استجبت له بسؤال آخر: الآن؟!
قال بحزم: غدا يجب أن نكون هناك.






للتو انتهت محاظرة أبي الذي هددني بخصم مرتبي لعدم كفائتي ، حقا ياله من صارم ...جيد أن خالي ريو تكفل بإقناعه لدخولي الكلية العسكرية ...فأنا لا طاقة لي بتحمل الحصر الإقتصادي الذي يجبرني على التقيد بمصروف الإبتدائية ذاك...

رنين هاتفي المحمول جاء ليجعلني في تعجب نسبي، فخالي هيجي لم يظهر إسمه كمتصل من قبل...
ماتبادر في ذهني.هو..ماذا جرى؟...
هل أصيب أحدهم بمكروه؟...
هل يحب أن أستعد بإبلاغ أمي عن خبر شؤم لا يستطيع إبلاغه لها؟...
إن أحسنت الظن لن يكون ناتج المعادلة هذه إلا أن هاتفه سقط و التقطه غيره و هو يتصل لعله يرجعه له..لكنه غير وارد ففتح الخط إعلان عن كوني بدولة أخرى ...،

نفضت الأفكار لأرد مجيبا: أهلا.
ظهر صوته قائلا: هل أنت متفرع هيوجي؟
أبديت استغرابي بقلق: هل من خطب خالي؟
أجاب من فوره: أود محادثتك بأمر مهم، هللا اتخذت مكانا وحدك.
اتکأت على قدمي و قلت بينما خالجني اضطراب واضح: تفضل، أنا لوحدي.
سرد حكاية لا تصدق ...!
ما الذي يتوجب علي؟...حقا، لم أستطع منع نفسي عن الضحك ...
لم أسمع مقاطعة لشدة ضحكي لخمس دقائق متوالية حتى سمعت خالي الآخر يكاد يزمجر غضبا في : مالمضحك أيها الأهوج؟
إذا كانت محادثتي مشتركة بينهما...
حاولت إيقاف قهقهتي الجهورية مبررا: لم أكن أعلم أن أخوالي من هواة الروايات أيضا، حسنا .. أمر معقول مادامت من الصنف البوليسي.

فجأة، ظخرت هالة مرعبة...!
بدأت أهلوس أم أن من حظي عدم مقابلته الساعة، فهو يكاد يخرج من السماعة لقتلي: لا داعي لكل هذا .
أظهرت رأيي بجدية: خالي، لو كنت مكاني هل سترى ماقلت قابل للتصديق.
تصدى خالي ريو الإجابة: ياولد، لا يسري كل شيئ بمنحنى العقل.
استسلمت رغم عدم اقتناعي بما يقرب الهذيان: و وظيفتي..؟
شرح خالي هيجي مقصده من نداء يحتاج تلبية ، لكني قلت: لحظة، لا طموح لي بالذهاب..كيف سأعود إن لم تكن أمنيتي من أعماق قلبي؟

شعرت بصبر أحدهم قارب على النفاذ بصوته المتحشرج: تمنى أي شيء،.مقابلة شباب والديت..تعارفهما...قصة زواجهما الغبية.

تدخل ريو بضحكة خفيفة خففت من الأجواء المشحونة:.هي، عودته لذلك الوقت مضيعة للوقت هيجي، و لاداعي لجره لصداع يبرأ منه بعد شهر...
حول خطابه لي: يكفي أن تتمنى مرافقتنا في اليابان قبل عشرون عاما...اسمع، سعادة هيجي و ابنه معذب الظمير و روز يعتمد على رأيك... ليس من الصعب أن تتمنى مساعدتهم في محن جسيمة..أهو صعب؟

حككت ذقني بسبابتي : لا بأس، سأراكم غدا على كل حال لكن أحتاج دليلا لتصدقوني.
قال خالي البارد بعد تفكير: سجل صوتنا ، سنرسل معك رسالة الواقع.
سخر ريو متما: و مهمة إقناع هيجي عليك.
شعرت بأني في مأزق إن حصل ما يقال، فهيجي بالذات ليس شخصا سيعترف بغرائب الأماني...





سطعت شمس الغرابة لتوقظ النيام بخيوطها الذهبية...
فكما تلسع حرارتها أجسادهم ، فنورها موكل ليفتح جفونهم عنوة ، بدون إذن من عقولهم المسترخية....
انقلب على ميمنته لينظر نحو النائم قربه قائلا بصوته النعس: ريو، استيقظ.
زفر زفرة احتجاج: لم هذا الإجحاف في حق النوم، طيلة اليل تحقيق في البحث و ما أن ننام حتى يأتي الدوام... يجب على القانون أن يحل هذه المعضلة...
قاطعه هيجي واقفا يبحث عن ملابس يرتديها من بين كومة الفوضى: أنهيت محاظرتك، لتسرع فاليوم أول يوم في المطعم أيضا ، رغم أني أشك في نجاحنا بمن أتيت بهم..فتاة لا تعرف أدوات المطبخ و فتى.لا يستقيم بوقفته...يا لها من بداية..!

عرك.عينيه الخضراوان بملل: كن ممتنا لهما، على الأقل...هما ضمان راتبنا الشهري الآن.





أظن، الحيرة سيئة... خاصة إن استيقضت في وسط ملعب كرة قدم!

و المزعج أن تستيقظ بكرة محلقة اصطدمت برأسك من قبل متدرب أخرق!
علت صرختي المحتجة: أيها ال.....
لكن بترت جملتي .....ما يسمى الصدمة...!
اقترب مني محدقا فيي و بملبسي الغريب...
بالطبع ما الذي سأكون أرتديه عند النوم؟!
قلت بصوت أشبه بالهمس أخاطب به نفسي: هذا...غير معقول؟
للأسف بمعرفتي عن كرة القدم بشكل جنوني، أعرف أني أقابل شيزو ريونيسكي اللاعب رقم واحد قبل مايقارب ثمانية عشر عاما... أيعني ذلك أنني عدت للزمن...الذي...!
لا أريد أن أكمل...هذا جنون....
تحدث هو و هو يبتسم ببلاهة : هل تأذيت؟
شعرت ببعض الإستهزاء في لحنه فقلت: لا يبدوا كنت تنوي الإعتذار..
أطلق ظحكته التي كنت أتوقعها في النهاية: حسنا، أعتذر لمجنون اتخذ منامه ملعب كرة قدم!... على الأقل لاستلقيت على المدرجات...

سخريته...أثارت غضبي، للحظة فكرت في أخذ توقيعه لكني الآن أود أن أوسعه ضربا...
تنهدت لأنهض مفضفضا سروالي الرمادي عن تراب العشب: أين المخرج؟
بسط كفه على خصره: يا لك من غريب أطوار ...
نظرت له ببرود ليؤشر نحو ما استفسرت: هناك، فوق المدرجات.
أومأت له مبتعدا عن ساحة تدريبه التي كادت تفقدني صوابي: شكرا.







لم تطل وقفتهما أمام الباب ليظهر لهما ذاك الفتى بشعر مبعثر و بجامة نوم متوسطة الزرقة مع ملامح النعاس الكاشفة عن إستيقاضه توا.....
أخفى ملامح خموله بإبتسامة بينما أنامله تتخلخل تلك الخصلات و هو ينظر لهم: هذا أنتما..مرحبا...
قال هاروكي بنظرة استصغار له: قل مرحبا قبل كل شيء...
أنزل يده مبتعدا عن واجهة الشقة: أدخلا.
أجابته كاوروا: لا بأس ريو، كنا نريد فقط أن نعلم عن وقت العمل.
تثائب كعلامة لعدم انتهاء نعاسه: حسنا، إنه بالثالثة... لكن لا تأخذانه على محمل الجد بهذه الفترة... فنحن لم نرتب أموره بعد.
ابتعد هاروكي شاكرا لتتبعه إيريكا: أراك لاحقا.







أخرج هاتفه المحمول و بدأ بإخراج مدوناته التي شملت عنوان مطعم والده، فهو تائه في أزقة بلدة لم يسكنها قبل عشرون عاما....
دخل لمتجر يأخذ منه شيئا لإفطاره لكنه لم يجد ما يستهويه، فعاد ليخرج لكنه استدار للصوت الذي طرأ على مسامعه: يبدوا أنك،تحتاج مساعدة.
ابتسم بإرتياح لظهور ما ينهي أزمته المؤقته: هاروكي.
إلا أنه واجه تقطيب حاجبين و انزعاج واضح: تقصد ذلك الملتوي في وقفته.
ابتلع ريقه و كبت ضحكته من هذا الوصف و قال : أه، أظن هو ذاته... لكن، حديثي هو معك أنت.
تدخل ريو راميا بعض الحاجيات في السلة: و هذا أيضا..
نظر لهيوجي: من هذا؟
أجابه هيجي ببرود قبل أن يعطيه السلة بأكملها ليخرج: أخطأ بيني و بين ذلك الجديد في العمل.
قال ريو: تقصد هاروكي؟
وجه حديثه لهيوجي الواقف بحيرة: اسمع، تجده في العمارة السكنية على رأس الشارع الثاني.
وضع يده على وجهه مردفا: حقا، لم أشرح لك و نحن ذاهبون هناك، تعال معنا.
ابتسم بتوتر ليجيب: بالطبع، شكرا للمساعدة.
كل شيئ غريب أكثر من اللزوم ، فكيف لمن حدثهما بالأمس أن لا يذكراه؟!
هل له مواجهة هذا التعقيد...؟!
تحدث مع ريو سائلا عن من يشير له: لم يمقت هاروكي؟
تكفل هو بالإجابة شخصيا: و ما الجيد في شخص قليل الصبر أهوج، يهوى الشجار .....أجزم أن وجوده سوء حظ لا غير...

أجاب مبتسما: الكره فطري على ما يبدوا...ههههههه.

لكنه تذكر ما جعله يحول ملامحه لجدية : أنتما، هللا تحدثنا قليلا.

أنزل ريو،الكيس الذي بيده: لا يبدوا أنك هنا لسبب سخيف، دعنا نتحدث في شقتنا.

جهز هيوجي الكلمات التي بدأت تطوف حول رأسه باحثة عن أنسب أسلوب إقناع ....

قطعها هيجي : ليس الليلة، لا تنس أننا مدعوان لمنزل ميواكوا.



بان إنهاك هيوجي و هو يقول بتعب: إذا، هل لي بالإستراحة في شقتكم؟




يرجى عدم الرد
.



.


 
 توقيع : ورده المودة

















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-04-2020 الساعة 11:05 PM

قديم 03-04-2020, 07:39 PM   #22
ورده المودة
في جوار ربها ، اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها


الصورة الرمزية ورده المودة
ورده المودة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 104
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 المشاركات : 221 [ + ]
 التقييم :  277
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة


.

















.






20


خاص

لا أعيه...
جهز هيوجي الكلمات التي بدأت تطوف حول رأسه باحثة عن أنسب أسلوب إقناع ....


لكن قاطع هيجي عليه سبيل ذلك: ليس الليلة، لا تنس أننا مدعوان لمنزل ميواكوا.



بان إنهاك هيوجي و هو يقول بتعب لسفره الذي أنهك عقله قبل الجسد: إذا، هل لي بالإستراحة في شقتكم؟






أخطأ من قال أن الذكريات ماض لايعود...
فالذكرى قد تتجلى بوضوح أمام ناظريك عندما تريد و عندما يسيطر عليك خيال يوم تعجز عن نسيانه...

ذراعه خبئت بؤبؤيه الخضراوان لتريه صورة الطفل الذي احتظنه قبل أعوام....

مازال صدى بكائه يدور في أذنه بينما هو يجهد في تهدئته: كف عن البكاء هاروكي، لا داعي لكل هذا...أمك لن تفخر بصبي بكاء كالفتيات.

خالطت كلماته المحزونة شهقاته الممتزجة بدموع حارة: لكنهم يقولون أن أمي لا تحبني، فلو كانت تحبني لما تركتني.

تنهد يائسا و هو يستشعر شد كف هاروكي الصغيرة لكم قميصه مبديا تسائله الغريب: ما الذي فعلته لتكرهني هيوجي؟

بقى في حيرة من أمره...
كيف له أن يتصدى لصدق هذا السؤال..؟

بالأساس...
هو مازال لا يدرك حقيقة الإجابة المناسبة..
فتلك المسؤولية التي يستشعرها ليست مفترضة له...
فهو ليس إلا طفل لم يتعدى السادسة بدوره!
لكن...
تلك الدموع بحرارتها...
كالجمرة التي تستهدف إحراق قلبه...
قد يكون ذلك الطفل المزعج نسى، لكن...
لم ينس هو...
لم ينس كيف أخذه بين ذراعيه قائلا له: من قال أنها تكرهك؟... هي دوما تفكر بك، لكنها ستأتي عندما تصبح رجلا...

بسط كفه لتمسح دموعه بينما هاروكي أبدى الأمل و السعادة: تقول الصدق، هل ستأتي؟!
أومأ إيجابا مع إبتسامة فرحة زينت محياه: أجل، فقط كن رجلا قويا لتفخر بك عندما تراك.

تعرض الطفل لسؤال برئ : و كيف أكون رجلا ؟
أجابه برحابة صدر ظاهرة : حسنا، إن لم تؤذ أصدقائك ستكون رجلا جيدا.

عادت الدموع تجد لها مكانا في محجر عينيه: لكن...لكن، أنا... لا أملك صديقا..لا أحد يلعب معي.

اتخذ الصمت لحظات أسفا على حاله ، لكنه أبدى الإنزعاج بطفولة: هيه، بدأت تغيضني...إذا من أنا و إيريكا لك أيها الصعلوك.

أهبط رأسه مجيبا: أنتما عائلتي... أنا أريد صديقا .

لم يعرف حقا ما يتوجب عليه..
الفرح لأنه رآه كعائلة، أم يحزن لحزن مقابله...
قرار تحتار فيه العقول..كشمس حارت في البزوغ أم الأفول...


طبع قبلة حانية لعزيزه الصغير: لا تقلق، ستجد صديقا استثنائيا يوما ما..عندها قل لي متى ما أراد الإبتعاد لأرده لك رغما عن أنفه.
تم تصديق كلماته العابرة فورا :تعدني.

وجد الكذب مفره من هذا الوضع فقال: بالطبع، أعدك.

اعتدل بظهره الطويل جالسا و هو يحاول إرغام نفسه على التمسك بحال خرج عن توقعه: أجل، سأرده لك ...هذا الصديق الذي يؤسفك بعده..سأحطم أنفه ليعود ...كيف تجرأ على تحطيم قلبك هذا النيك.






دفع ريو الباب و دخل بينما جسده يكاد يترنح لشدة إنهاكه و نعاسه و خلفه صاحب الخطوات الهادئة الذي تسائل عن ظيفهم الغريب: أين ذلك الفتى؟

أجابه ريو بقاطعية بادية له: لابد أنه نائم في الغرفة.

استجاب هيجي ذاهبا ليتفقد صحة مقولة ريو فرآى سريرهما محتجز تماما من قبل هيوجي و هو يشخر...!

لاعحب حقا، فهو البارحة كان منغمسا في العمل الذي وكله يوري له، و بالبارحة أيضا سهر للثانية حتى يجد حلا لأمنية تأتي به إلى هذا اليوم...

نطق هيجي بحروف هادئة حذار إيقاظ هذا المنهك: ريو، يبدوا أننا سننام على الأرض اليوم.

رمى جسده غير آبه بقدرته على تحريكها: بدأ الفضول يجتاحني لمعرفة ما سيقول.

توجه هيجي ليجلس بجانبه فاتحا أزرار قميصه كلها : حسنا، لا فرصة لنا لحديثه غدا...قد نتحدث بالمساء معه... فلم يبق على فرصة تسليم البحث الكثير، فضلا عن قضية نيك و العمل...آه، ذلك مرهق.

كان ينتظر تذمر ريو المعتاد إلا أن صمته جره للنظر له ليراه قد تركه مستسلما للنوم...
ظل ينظر بغكوض لحظات قبل أن يبتسم هامسا بين نفسه: تصبح على خير.

تلك الكلمة...
هي سر يومي لم يعرفه ريو حتى الآن..!
لكن قد يكون على معرفة بالقريب...

فليس كل مغمض الجفنين.. كما تراه العين...





ما يسمى سوء الحظ قد أحبني في الآونة الأخيرة...؟
و قد عرفته الآن....
ها أنا غارق في وحل سوء الحظ بشكل فضيع..
لا أعرف متى سيحصل ما قال لي هذين, لكن لا أظن هذا التأخير إيجابي...كل دقيقة تقربنا من تلك الواقعة التي ترهبهم... لا أصدق... إن الأمر ليس بحكاية, بل هو خطر يجب أن أحذرهم منه...الآن بدأت أفهم...أن الماضي هو يوم يمر بما يسلب حياة الكثيرين...

ضجرت من تلك اللعبة التي تظهر ثعبانها أمامي فخططت لشيء آخر ما دمت متفرغا...

فلأستمع لتسجيل أقوالهم...علني أجد ما يفيد...

ثوان بعد أن وضعت ما أريد...

ظهرت لي أصواتهم الناضجة, بداية بهيجي: اسمع هيوجي، إن الجميع سيتعرضون لخطر و سيبدأ ذلك بقضية مقتل عائلة نيك... ستكون هناك مواجهات عصيبة و ستخطف الفتيات أيضا...

ظهر صوت ريو منبها لصديقه: ألن تتكلم عن الخطر المحدق لكاوروا؟!
قال هيجي: الخطر يحيط بنا جميعا.

أما أنا فقد قلت لهم : لقد نسيتما أن هذا التسجيل دليل عودتي، قد لا يصدقني أحد...لذا قولا شيئا واضحا.

استغربت أسلوب هيجي و هو يخاطب نفسه: هيجي، إنتبه... فشهادتك أنت و ليندا ضد فيونيسكي ستسبب لكما المشاكل...
قاطعه أنا بعد أن شعرت بالملل من عدم استيعابهما بما يجب قوله: المهم..أخبراهما بحقيقة عودتي...
قال هيجي: حسنا، جميعكم انتبهوا لما أقول... أنا هيجي بعد عشرين عاما، أتحدث عن الأخطار التي يجب عليكم تجنبها...

انقطع صوته،عني فترة حتى قال،متما: ..و أنت هيجي لا تنس أنك مراقب و ريو سيكون مراقبا أيضا و ذلك بسبب... لحظة، ريو..أقفل فمك...

عاتبت حروف المعني صاحب الكلام: ما الذي تقوله هيجي؟...لم أنبس بنت شفه...
أجابه ببرود: أجزم أنك قلت أنها حكاية جميلة حقا...فلتصمت و دعني أكمل...
وجه ريو كلماته بتململ: لم هذا الظلم..أنت شخص لا يطاق فعلا.

لم يأبه هيجي و أكمل ما شد فضولي: هاروكي.. احم نيك من أي تصرف أخرق و إلا ترقب فقدانه قريبا... و كذلك أنت هيجي، بعد عامين في تاريخ
ظ،ظ¥_ ظ¤_ظ،ظ©ظ©ظ§
كن متيقضا بأن لاتفقد عائلتك ، و إن حدث شيئ بعد هذا التنبيه لا تلم غير نفسك...نيك، لك وظيفة أيضا... إن كنت رجلا فأثبت ذلك..لا داعي أن تجعل من حولك يعانون... و أنت إيريكا.. رجاء لا تتدخلي بحياة غيرك ..

شعرت بأن ريو أراد إيصال شيئ أيضا في جملة قطعها هيوجي: هي، لا تخبرهم بشيئ آخر فقلت بلحن معترض: خالي، قد كررت هذا عشرين مرة.

للحظة أحسست أن ريو أراد توبيخي لكنه التفت للأهم لديه مما لم أفهمه:..كاوروا...عزيزتي، خذي كلامي على محمل الجد...احذري....

و لسوء الحظ كما قلت انقطع التسجيل لنفاذ البطارية الخرقاء...


أه، عن الشاحن...جيد أني أتيت به...ستنفذ بطاريتي الآن أيضا....





أما عن خاليه الذان يجهلان كل شيئ فهمها في محادثة قديمة بعيدة عن أهدافه بل يبدوا أن لاقيمة لوجوده في أذهانهما فهما بصدد هدف لإنهاء تعذيب ظميره الذي أبداه بجملته و هو يركل ما يصل لقدمه: أظن أني قسوت عليها البارحة...هي حاولت إعادة نقودي لكني...
لم يتم كلماته بل أفهم صديقه بأن بالباقي سبب تأنيب ضميره له...
هيجي و هو يكتب بعض السطور في مفكرته الصغيرة: حسنا، على هذا المنوال... لا بحث اليوم.
وضع يديه في جيبي بنطاله: و كأننا نحصل على شيء بهذا التحقيق البدائي.
أغلق هيجي مفكرته: لا فائدة منك بهذه الأعصاب التالفة... مادمت لا تستطيع تحمل ما تقول... لا تخرجه من لسانك... لا تناسب أن تكون بطلا.
نظر لصديقه نظرة سخرية مما به: و من السخيف أن تلك الفتاة صادقتها إيريكا صباح الأمس.
رفع هيجي سواد بؤبؤتيه: حسنا، ريو.. ما رأيك لو...؟



............
فمها المفتوح بوسع جعلها مضحكة، ما الذي أتى بها لهذا المكان؟!.... أهي مزحة القدر أم ابتسامة متاهة ؟!..... ألم يكن هناك مكان آخر للبحث عن عمل....
تخيلت نفسها تمسك بياقة تلك الفتاة محركة جسدها بكل ماتملك لتخرج عتابها...
تقدمت و مدت ملصق الإعلان لمن توسط دائرة الجلسة: لقد رأيت إعلانكم منذ فترة، أرغب بوظيفة هنا.
أطلقت صرخة تعجب: ماذاااااا؟!
ضحك ريو الجالس بصوت جهوري قبل أن يقول: تفضلي، منذ الصباح و أنا أتعب نفسي للعثور عليك..و النهاية أن تأتي بنفسك لحيث أردت جلبك.
نظر هاروكي لهما: و كأن الدنيا دارت لتوصلهما لبعضهما...بدأت أعتقد أن لا فائدة من تفريقهما .
نظرت له بغضب: سترى أنني سأنجح بتغيير كل شيء.
أما الحديث الدارج بينهم أثيرت جلبته بقول هيجي: بقيت واحدة.
رفعت رأسها نحوه: هل تنقصكم فتاة؟
أجابها يوري: و تعرفين من قد تساعدنا؟
أطلقت لسانها: صديقتي، هي تحاول الخروج من عملها لعمل آخر.
أشار لها يوري: ماذا عن مهاراتك أنت يافتاة؟... ماهرة بالطبخ، بالإستقبال، بالإستضافة...؟
أخذتها نوبة حماس: الطبخ مئة بالمئة، الإستقبال و الضيافة و التنضيف...
ابتسم يوري لها ابتسامة رضا و نصر: هل تستطيعين المجيء و مساعدة زوجتي في المنزل، فهي حامل و الحركة صعبة عليها.
ضيقت عينيها و هي تشد قبضتيها: هل أتيت لعرض عمل خادمة أم عاملة مطعم؟
رفع كفيه تين: أمزح معك، روح الدعابة....روح الدعابة قليلا.
نهضت إيريكا مقتربة منها: إهدئي كاوروا، هو طفولي بطبعه...
يوري: ماتقولينه طفولية، هو طعم الحياة.
تنهدت عند رؤيتها: لا أعرف كيف سأجتمع معكم في عمل و وضيفة... بين متهم للسرقة ، و صديقة مثلك و هذا الغريب الأطوار...
وجه هيجي نظرته الجدية لها: و عن صديقتك تلك...
كان الجميع على علم بمن تكون تلك الصديقة ، لكن فضلوا الصمت... خاصة صديقه الذي لا يعلم سببا لهذا الفراق بعد تلك المودة... لقائهما سيكون جيدا لهذا الطابع الجاف لديه بعد فراقها.....
مساعدة بصمت....و ترقب....
نهض ريو مارا منها: و ذريعة السرقة تلك، ارتفعت...
أجابته فورا دون أن ينتبه أحد لما يدور بينهما: أعلم، الشكر لإهانتك التي لا أتخيل الحصول عليها مرة أخرى.
فهمها و فهمته و هذا المبتغى...أن تكون السرقة ملغاة في سجل أفعالها اليومية....






أخيرا، أتت لحظة مواجة القدر...و لحظة اكشاف المستور الذي يحمله هيوجي...
لكن كما هو متوقع، لن يصدق هذا الأمر بسهولة...

فها هو هيجي ينهض رابتا على فخذيه: ريو..عليك إيقاضي غدا.
قال هيوجي بإنفعال: تمزح!...أنا أتحدث معك.

لم يلق ردا يبهجه منه: اسمع، لو كنت مكاني...هل ستصدق؟
ارتسم ابتسامة لتذكره ما جرى حين أخبراه بما يريدان و أجاب: لن أتمالك نفسي عن الضحك.

لكن ريو بدى جديا بشكل مريب و هو يوجه لهيجي نظره: هيجي... قد يخطئ في كل شيئ ، لكن هذا الأسلوب...لن أخطأه، هو أنت بالتأكيد.

أبدى سخرية مبطنة: تقصد أن هذه أصواتنا...هل ستصدق أنني سأفعل شيئا أبلها كهذا...

أتم ريو بجدية: لذا أرى أن الوضع ليس بالهين... مالذي جر مثلك أن يتنازل لهذه الخرافات حسب قولك...إن أردنا تفسير الأمر فالخطب جلل لك.

تعمق هيجي في التفكير قبل أن يقول لهيوجي بمبادرة تقدم فورية: لا مفر من ذلك...قلت أن إيريكا و صاحب الإلتواء ذاك قد أتيا من زمنك..؟

أومأ مجيبا بالتأييد ليقول هيجي: لنر..
خرج ليتبعه الآخران بفضول و هم يترقبان عاقبة ما يريد...




ثوان قليلة فتح بها الباب ليظهر وجه أقل ما يقال عنه أنه مصدوم...!
لاحظت إيريكا المستلقية على بطنها ذهوله فاستفسرت بفضول عما دهاه: مابك هارو..؟

شعر بضيق لمناداته بهذا الإسم المختصر أمام من يقابله ، لكنه أجاب ما أوصلها عنده بسرعة الصوت: هيوجي هنا.

تقدمت نحو غرابة لحظتها تتفحصه بعينيها بدقة: هيوجي..حقا، هذا أنت؟!
فتح باعه لها براحة بعدما قرأت عيناه شوقا من قلبها التائه: هو بشخصه.
قفزت بين ذراعيه من فورها باكية بصوت رفيع و أسلوب طفولي لم يكن يتناسب مع قامتها...فهي عادت فجأة لطفولة تحت رحمة وليها...: أنا..حقا سعيدة لرؤيتك هيوجي...لا تعرف كم كنت أحتاجك.
بدأ يربت على رأسها مهدئا بينما صاحب البؤبؤين الخضراوين أبدى رأيه: هيه، يبدوا أن علاقتكما وطيدة..!
وجه استنتاجه المزعج لهاروكي و هو يشير لهما ببنصره: هاروكي..ألا مانع لديك فعلا؟..

تمتم هاروكي بغيظ: صه أيها الغبي... هو إبن عمتها.

أجاب متفهما: أها.

قاطع لحظاتهم السخيفة صاحب النظرات الحادة: كفاكم هزلا أيها الحمقى.
أدخلهم هاروكي و بدأ متصدرا: هل لي أن أفهم مايجري؟
سأل هيجي دون مقدمات: هل مايقوله هذا الفتى من عودتكم عبر الزمن،صحيح؟

تبادل شريكي الزمن نظرات الحيرة و التلبك حتى قطعتها إيريكا نافية: ما هذا الذي تقوله؟..هذا غير ممكن...

تدخل هيوجي بصرامة واضحة: هي، أنتما..قولا الحقيقة، فالوضع خطر فعلا في هذا الزمن.
ازدرأت إيريكا ريقها بإرتباك من،جدية هيوجي النادرة ...فهو دائم الراحة و الامبالاة: ماذا تقصد؟

تنهد واضعا دليله الوحيد منتظرا ردة فعلهما: حسنا، هذا ما لدي..لا أعرف التفاصيل...مافهمته أن كل شي عائد لتلك العصابة التي قتلت عائلة صديقكم.

قال هاروكي بتشتت سلبه التركيز: هيه، هيجي..كلماتك تنبئ أن نيك سيقتل ، لكنه سيموت نتيجة مرضه..!

قال ريو: قد يكون مجيئكما سيغير كل شيئ..هذا سيئ... يجب أن لا تتدخلا بشيء.

فاجأهم دموع إيريكا التي شقت طريقها مرة أخرى و هي تكرر تعذيب ضميرها: آسفة، كل ذلك بسببي...أنا، حقا حمقاء.

أجابها عمها بصراحة بتة: إن كنت سبب مجيئكما فأنت كذلك بلا شك.
اغتاظ هيوجي منه فقال: اوي، لاحق لك في إهانتها.
أطلق ريو ضحكة ساخرة: اوه، أتانا الوكيل المحامي.

قال هاروكي عائدا لموضوعهم: المشكلة.. لاخيط في هذا التسجيل يدلنا على متسبب هذا المخاطر و الصعوبات..و تبا لهذه البطارية الفاشلة...ألا تذكر ما قاله ريو هيوجي.

أجاب: ما كان هو أنه حذرها من عملها و ثم انقطع الخط .

قالت إيريكا: جيد لو أعدت الإتصال.

برر موقفه : لكن أبي هو من قطعه لأعود لعملي...ههههه.

قال هيجي منهيا إجتماعهم: إذا ، منذ اللحظة.. يتوجب على الجميع أن يأخذ الحذر جيدا... و حتى عودتكم لا تتدخلوا بأي شيئ.
أومأ هاروكي تإييدا لوالده بينما ظل الآخر يتفرس ملامحه بصمت...






ألم جم لحمل تربع جثى متربعا على صدره، فكيف به يسعد البعيد و يتناسى القريب...!

فتح ربطة عنقه الرمادية ثم رماها جانبا ليتجه نحو غرفة وحيده النائم على الأرجح...

مستلق بفوضوية و بملابس قد خصصها للخروج، بل حتى لم ينزع المعطف...

امتد بقامته على السرير عند إبنه ناطقا كلماته التي أسرها في حلقه: آسف بني، أعرف بأني أسوء أب قد تجصل عليه... ليت الدهر يعطيني فرصة الأبوة كغيري... و ليت الساعات تهبني السعادة التي ننشدها معا...


لحظة، من هذا الفتى... و لم أنا أحتظنه... هذا الوجه ليس ...لحظة، أليس ذلك هو الأخرق الذي يدعي مجيئة عبر الزمن....

شعر بتلك الدموع التي كسرت كبريائه ليقول بهمس: هذا الفتى..إبني!

أرعبه شحوب الفتى بعد فترة ظل بها مستغرقا في النوم...هذا الفتى الذي يشعر به بين ذراعيه يبكي بحرارة و هو نائم...و جهه شاحب و لسانه يكرر شيئا مؤلما : أبي...مات نيك..لقد...

أجلسه رعب لم يعش مثله سابقا...نظر حواليه ليخاطب نفسه بأنه حلم غبي لا أكثر...

أجل، ليس بشيئ يجب الإهتمام به....

فلينهض و يتم أموره فقط...






مضت الأيام برحبها تضم ذكرياتا ستحفر بحزنها... و بهجتها...و مشاقها...
لكن...
مع كل البحث لم يجد أحد طرف خيط يوقف ما سيجري... فمن هو ..من هو... ذلك المجهول...؟!

كل شيئ جرى كما يجب أن يكون ، و لم يتطرق أحد لحكاية الزمن هذه لمن يجهل بها...فهي ليست سوى مربك لا أكثر...

و هذا ما كان حقا، حتى وصل ذلك اليوم الذي غير المسار ....

اقتحم ذو الشعر الخشبي شقته ناطقا بفزع : هيوجي، لقد وجدناه...
لم يجد أحدا و هذا ما استفسر هيجي عنه: أين احتفى؟

رفع الآخر كتفيه مبديا جهله حتى قال هيجي: إجلس..يبدوا أنه يستحم، هناك صوت مياه يصدر...

استجاب ريو جالسا راميا بالأوراق التي كان يدقق بها توا: الأمور بدأت تسوء فعلا...

"خاصة بعد ما حصل مع تلك الكاوروا..لم يكن ينقصنا شيئ أكثر من هذا.."

قطب ريو حاجبيه الدقيقين بغيظ: لا تنس أنها ضحية لمطامع والدها .

أحنى هيجي رأسه على الأريكة مضيفا: لا أستبعد رابطة القضيتين ببعضها ريو.

أيده صوت الخارج من الحمام و هو ينشف رأسه بمنشفة زرقاء: أهم، كل القضية واحدة...لذا احذروا والد كاوروا.

تسائل ريو عن سبب ثقته: لم تقول ذلك؟

جلس راميا بمنشفته التي أمسك بها صاحبها ناطقا بحقد: من أذن لك أن تستخدم منشفتي.

تجاهله و أتم إجابته: حدس ... و واقع، إن والدها سيحاول قتلها بعد عشرين عاما بغية الإنتقام... هذا ما حصل قبل فترة عندنا...لذا هو قد يكون بدأ سيرة سوء عمله منذ الآن، و الآن هللا عرفتموني بما وجدتم.

قال هيجي: لقد قتل متسبب الحادث لعائلة نيك، و ثم وكيله... وجدوا في جيب الوكيل خرقة بها اسم..._العفريت ناوكي_...

بدأ يعيد هيوجي هذا الإسم عله يتذكر صاحبه: للأسف، لا أذكر صاحبه... متأكد أني لم أسمعه.

ريو: قد يعرف ألئك الإثنان شيئا.

عارضه هيوجي: لو كانا يعلمان شيئا لما خبئاه عنا... ذلك غير وارد.

عاد ريو للأوراق التي لديه: لا فائدة من التفكير بالموضوع، لننهي هذا فقط.

نظر هيوجي لما بيده ليقهقه مبديا بدائة هذا البحث: هي، لا تقولا أن هذا هو بحثكما.
شعر هيجي بالإستحقار من طرفه: إن أردت أكمله أنت لنرى جدارتك...لا تتحدث عن ما لا تعلم شيئا عنه.

إبتسم قائلا بثقة: سأساعدكما فعلا، فأنا في ذات تخصصكما و أنتما من يساعدني عادة.

جره ريو من ياقته بحماس: لنبدأ إذا عزيزي.

بدأ هيوجي بالسعال نتيجة إختناقه: تريث قليلا، لو مت لن تنتفع مني شيئا .






ساء كل شيئ...
حلة نيك تدهورت بمرض لم يطرق بوابة عقل هاروكي...
بان الحق في تجارة كاوروا فلا مكان للظنون...
و أيضا مازال تهديد فيونيسكي يحمل عبق المخاطر خلف لغز الأحداث...
فما الذي يقود هذه المصائب، و منكذا يجب ردعه...
أما زال هناك الكثير أيضا...

لاشيئ تغير...
إذا...
مافائدة تلك الأمنية . .؟!
رمى هيوجي تلك الصحيفة بغضب...
من عجز نفسه و من ثبات كل شيئ...

نهض ليخرج فقال له خاله: أين؟

أجابه : بما أني لست سجينا سأخرج لأتمشى...





وقف ليطرق الباب بملل من ملاقاته، فهو يظمن تقريبا أن تقابلهم لا يعدوا على خير و دون مشاداة... و لا أعصاب لديه بتاتا....

دقائق و هو يطرق دون أن يتلقى ردا ، فتنهد ليعود أدراجه إلا أن الباب المجاور انفتح ليخرج منه المعني: ماذا هناك هيجي؟... هل كنت تبحث عني؟..
أجابه بغيظ مكتوم: نيك يريدك أن تذهب لمنزله.
أظهر التعجب مما لم يتوقعه: نيك؟!.. حسنا.

مشى هيجي خطواته نازلا ليسمع من شبيهه: منظرك الواقف تنتظر جوابي كان لقطة الموسم، للأسف لم تكن لدي كاميرا لتصويرك .

استغرب جواب والده الغير مهتم و هو يبتعد: جيد، اليوم لك .
لم يستطع هاروكي الوقوف مكانه دون أن يتبعه: أبي ، ما المشكلة؟
كلمة منفعلة خرجت دون أن يقدر على إعادتها لمنفذها... لكن هذا ماجره لسماع الجواب الغريب الثاني دون ملاحظة شيئ: مشاكل سطحية، سوف تحل قريبا.. لا تكترث ...
صمت و هو ينظر له نظرات لاهدف لها سوى القلق و شيئ عميق يجهله: ... و أنصحك أن تبتعد عني .


حتى لم يكن بمقدوره رد أنفاسه، ظل متيبسا يستوعب وظعية والده المنهدة... إنه حقا لا يعرف ما الذي قد يجعل والده بهذا الهدوء الدال على ضعفه....
دعه يعود مزعجا...





يرجى عدم الرد
.



.


 
 توقيع : ورده المودة

















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-04-2020 الساعة 11:13 PM

قديم 03-04-2020, 07:39 PM   #23
ورده المودة
في جوار ربها ، اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها


الصورة الرمزية ورده المودة
ورده المودة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 104
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 المشاركات : 221 [ + ]
 التقييم :  277
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة


.

















.




"قدر مخطوط على صفحات الزمن"



...................... ...........
مصادفته لفتاة ذات شعر نيلي بعمر الرابعة أو الخامسة عشرة ربيعا لم تكن متوقعه... فمن يستطيع هذا المقطوع من شجرة أن يلتقي...؟!

كانت تحادث نيك بأريحية و مرح شقي و هي تضع بعض الورود بلون الأرجوان التي جلبتها في مزهرية زرقاء : هذه لليوم.. غدا سأجلب وردة الكاميليا....

ابتسم ساخرا من خلفها، و كان من الواضح تعلقه بها: روز... لقد أصبح بيتي، بيت لإعتناء الورود... تبقى قلب السقف زجاجيا...

رفعت وردة نحوه: الورود تشعرني بالحياة و التفائل...
أخذ الوردة ليضعها بين خصلاتها التي لا تتعدى عنقها: تفائلك يبهجني حقا، لذا فأنت و الوردة سيان ...

أشار هاروكي لها: من هذه؟

ربت على رأسها القصير: ابنة عمي...
أكملت الأخرى لتترك الطابع الذي تهرب منه نيك أن يستقر بهاروكي: و مخطوبته....
حملت بؤبؤتيه الكحليتان بريقا للأسى الذي شعر به: تشرفت بمعرفتك...
(( ربما لم يستطع إخبارها..))
قال نيك بمرح يقطع رزانته ليخرج الكآبة من صديقه: و قد التصقنا لأجل شركة...

ضمت شفتها بطفولية: ما تقصد أننا التصقنا... ؟
حاول تهدئتها كطفلة لتستشيظ غضبا: لا تفهميني خطأ صغيرتي، لقد أردت أن أفهمه أننا سنرث شركة العائلة مستقبلا...

تركته بعد أن أشاحت بوجهها لتجلس على أريكة بلون فضي: أنت لئيم... سأمنعك من الورد لأسبوع.
ضحك بخفة: سماع هذا مريح ...

ضربت الأرض بكلتا قدميها: و لن آتي أبدا..
قال بإستهزاء:لا روز، هذا كثير.

قالت بإمتعاض: اغرب عن وجهي.

ابتعدت خطواته حقا: حسنا، هاروكي اجلس... لحظات و سآتي.
توجه هاروكي للأرائك جالسا بجانب روز واضعا قدميه على الطاولة التي أمامه: لا تجلب شيئا، انا فقط أتيت لأعرف ماتريد مني.

أجابه نيك: إنما أتيت لتلبية الدعوة.

أراد هاروكي ردعه لكن خطوات نيك ذهبت حيث ترغب...

نظرت روز لجليسها: أنت مستغرب!
فهم أن ظنه كان خاطئا: نوعا ما...
قالت له ببرود أخذ مكان ذاك المرح و الطفولية: والدينا فرضا أمر الخطوبة هذه منذ العام الفائت...
وجهت ناظرها لحيث اتجه خاطبها: و منذ عرف عن مرضه و هو يأمرني بتركه، عديم القلب... هو لا يعلم شئيا عن أثر ما يقول... بقائي بجانبه هو لأجلي لاغير...و يتصرف كأن هذه آخر لحظات حياته..أف منه .

كلمات تنبع بصدق يحرق هاروكي ... خاصة و هو يتخيل مدى ألم نيك...
و في النهاية لم يشأ أن تكون صورة صديقه كشيئ لا مشاعر له...
أمسك بتلك الوردة التي تخللت شعرها: لا أستطيع تخيل عديم قلب يشبه فتاته بوردة جميلة كهذه... من الواضح أنه يهتم لأمرك.

ساد الصمت حتى سمع صوت تنحنح الآتي ساخرا: هاروكي أبعد يدك...
ضحك هاروكي مبتعدا: صدقني كنت أمتدحك.

اكتفت روز ببسمة رضا لنيك و نهضت لتآخذ منه ما أتى به....

مضى الوقت سريعا بالنسبة لهم و هم يتحدثون عن مواضيع مختلفة، حتى قطع نيك سرور روز: عزيزتي، وقت العودة.

رمت عليه علبة مناديل ورقية : تطردني لتكمل جلسة خاصة....ها.
قال و هو جالس على طبيعته يبتسم تلك الإبتسامة المقنعة: روز، دقائق ووالدك يتصل راميا كلماته الصارخة علي.

نهضت متجهة نحوه: حسنا، يبدوا أنك تحتاج التخلص مني اليوم..أسامحك على شرط، أن توصلني غدا للمدرسة.

نهض هو الآخر ليشيعها لباب منزله: رشوة جيدة، مظطر لقبولها.
أمالت رأسها بإنتصار: أراك غدا.
عرضت ابتسامة ودية على شفتيه: نامي جيدا دون عد الساعات.

رفعت يدها مقبوضه ليبادلها الحركة فيضربان قبضة الآخر قائلين: تصبح/ي على خير.
بينت روز ملامح قلق نسبي: انتبه لنفسك نيك، حقا لا أعلم لم...لكني أشعر بالسوء...غدا صباحا يجب أن تكون أمام منزلي...أتفهم؟

أغمض نيك جفنيه ليسترخي قليلا ثم أمسك معصمها ليخرج معها تاركين هاروكي واعيا لخصوصية هذا الحديث....

روز بتعجب من موقف نيك: ماذا هناك؟
أسندها بالحائط مواجها لها: روز، لا تدعي نفسك حبيسة حياة لافائدة منها.... لاتفكري بي و لا تقلقي علي...

قطبت حاجبيها : تريد إعادة هذه الكلمات التافهة، ما شأنك إن أردت التضحية بسعادتي.
شد علي يديه المسندتان جانبيها و سمح لدموع فراغ بالسيلان: أنا لست شخصا يستطيع التخلي عنك ،لو كانت الأيام تسمح لي بالعيش أكثر لرسختها لك...
أعطت لنفسها فرصة الجواب:أيها الغبي... مادمت تتنفس الآن فرسخ حياتك لإسعادي كما تدعي،مضت أيام عديدة و أنت لاتزال واقفا بجانبي......
تنهدت قبل تكمل إخراج ما بداخلها: لقد عشنا سويا بالفعل، و قبل هذه الخطوبة الرسمية أيضا، لذا أنا لست نادمة على قراري...أنا أريد أن تشعرني بأهمية وجودي لا أن تطالب كل يومين بمفارقتك... أنا أفضل أن أكون أرملتك.....

طفح الكيل ... لا مجال للكبت أكثر...
ليس لمن ترى وجوده سعادتها حتى و لو أيام معدودة....
ليس لمن تتخلى عن الواقع لأجل بقاءها بجانبه...
ليس لتلك التي تقف أمام عائلتها، أيامها، مجتمعها للبقاء قربه...
رفع يدها و قبلها قبل أن يبسطها فوق وجنته لتنشف قطرات دموعه: ضربتك هذه المرة قاضية ... كل يوم تجعلين إبعادك أصعب، لكن الآن... جعلته مستحيلا....
ترك يدها و وجهها لعنقه يخرج شيئا: احتفظي بها.

أقبضت يدها على ما وهبها: مازلت تتصرف كالفتيات، قلادة بشكل قلب!
مد يده: أعيديها، لا تستحقين عطيتي...
شدت عليها مبعدة يدها: الهدية لا ترد...إنها ملكي الآن.
باغتها بما لم تنتظر....
"روز أنا أعشقك..."





دخل على صديقه الذي وضح عليه التعمق في التفكير... بكل شيء...
فهاروكي بدأ يفكر بما يحصل لوالده، و الرابط بين ذهابه معهما لجده، و الآن دعوة نيك... فمن المؤكد أن نيك لم يدعوه لقضاء الوقت....

قطع شروده: لنذهب.
توجه للمتحدث: أين؟
قال له: لحيث أستطيع رؤية الحقيقة...
نهض هاروكي مستعدا: لا أعرف عما تتحدث...لكني على جمر لمعرفة ما يجري حول....

وقعت عيني نيك على ورقة مطوية بجانبه ملتصقة بالجدار... فتحها ليقرأها ثم يبتسم.... بل ليقفز قلبه من مكانه جاعلا هاروكي فيو نوبة ريبة....
أخذ قلمه الموضوع في جيب قميصه و كتب شيئا ليرد على تلك الملاحظة...

" من مخطوبتك..؟!"
هذا ما هو واضح لهاروكي ليفصح عنه...

أجابه بالإيجاب و عدستيه الصنوبريتان تتلألآن و كأنها انتقلت لعالم سرق منه الوعي: ..بل زوجتي.
وصل هاروكي لعنده معلقا عينيه على نيك: زوجة من!!!.. لكنها قالت...
أشار نيك لخلف هاروكي قائلا قبل أن يتم كلامه: اسمح لي بالقول أنك غبي ...
كان جليا ما هدف له نيك، فتلك الصورة الضخمة لعروسين لم تترك للخفاء مجالا، فتلبك هاروكي معتذرا: لم ألحظ، آسف...
هم نيك بالخروج ليتبعه هاروكي: لم كذبت علي إذا؟
رفع اصبعيه السبابة و الوسطى: سببين... استغفالك للمتعة، و استفزازي...
رفع حاجبا و أنزل الأخرى مستنكرا المعلومة التي وصلته: تستفزك!
اتخذ سقف السماء مقصد ناظره المحدود: لأني أنا و أبيها أجبرناها للعودة لمنزلها...
كان الرأي الطبيعي ما اتخذه: أنت أحمق...
تنهد نيك آخذا بذراع صديقه: أود فعلا محادثتك.

جلسا على المقعد الذي اختاره نيك وسط تلك الأشجار المتكاتفة صانعة حديقة صغيرة عامة....
كانت الأجواء هادئة نوعا ما، فهذا الوقت هو ما تتخذه العوائل للراحة و السكينة بعد يوم طويل حوى جزئا من صعاب الحياة...
" و ماذا الآن؟...تجرني لحيث تريد، ثم تتخذ الصمت..!"
هذا ما قاله هاروكي و هو يهز قدميه بسرعة ....
أوجز نيك بدايته: أريد الكثير هذه الليلة، أولا... أن أخبرك عن حياتي، و إلى ما آلت، ثم أوضح سبب دعوتي لك و بغيتي...

أسند ظهره للخلف رافعا رأسه لتبان بؤبؤتيه التي اختلط لونها ببعض السواد لإنعكاس ضوء القمر: إذا، فنحن في بداية سهرة... سأؤجل أسئلتي الخاصة إذا.

ابتلع هواء ليدخل رئتيه المطالبتان بنفس ما قبل الحديث: أتعرف عائلة ميزاو؟
أجاب دون أن يغير بوضعيته شيئا: بالطبع، هي عائلة لها يد بكل شيئ... من تجارة المواصلات حتى السياسة...

" إنها عائلتي... "
اعتدل هاروكي برأسه نحو نيك: تمزح، تلك العائلة...!، أه..نسيت أنك لم تخبرني بإسم عائلتك.
أكمل نيك بعد تبرير طفيف: أنا هنا لأخبرك... كفاك استفزازا، والدي و عمي هما يديران شركة للمواصلات الأرضية، و شركة تجارة لبيع السيارات.... أرادا أن يوحدا الشركتين و توسيع نطاقهما ، لذا....
قاطعه هاروكي بملل: و قصة تقليدية، جعل ورثة الشركتين يتزوجا لتحصل الوحدة المطلوبة.
أكمل نيك و هو يحك ذقنه بسبابته: حسنا، لم يكن ذلك سيئا... فنحن كنا...
سكت ليقول هاروكي: فهمت...كنتما على وئام... و الآن، تطالبها بالإنفصال... أنت كما وصفتك، عديم قلب..
"لو حصل لك ما يحصل معي؟.. هل ستدعها تتحطم معك، أم ستتركها تتجه لحياتها؟"
"لست بمكانة أو تجربة كما أنت، لكن ماذا لو كنت أنت مكانها؟..هل ستقبل بالعيش دونها.. أم هل ستشعر أنك تعيش سعيدا دونها... تخيل نفسك مكانها و عوضا عنها و ستعرف الأجابة..."
أصبح شاحبا و رفع يده التي صعب تحريكها لرأسه: توقف..
لم يلحظ هاروكي شيئا مهما بل رأى ردة فعله هروبا من كلمة حق استنطقه بها:.. لاتهرب من رغبتها..فأنت أيضا لا تحتمل حتى تخيل بعدها عنك... طيلة هذه المدة كنت تعذبها لاغير... فتاة لم تكمل دراستها بعد و لم تمض حياتها كالآخرين و لم ترى من حياتها شيئا يسر تقع بين يدي صبي لا يفهم من مراعاتها سوى أن يحاول طلاقها...منطقك سيئ..
بدأت أنفاسه تعلوا صوتا ليذهل هاروكي : توقف هاروكي...يكفي... أرجوك يكفي...
أمسكه من كلتا ذراعية: هل هي نوبة تشنج؟
قال نيك بين أنفاسه المتصاعدة: الدواء، في جيبي..
أسرع هاروكي بإعطائه الدواء الذي أشار له، و تركه فترة ليهدأ: لقد زدت جرعة عتابي.
ضرب على صدر هاروكي ضربتين قبل أن يستقر بحلسته: أستحق هذا الألم، بعد كل شيئ فأنت محق و أنا خير من يعلم... هي كانت فتاة رائعة ثم أصبحت... كيف أقولها..؟
أرشده هاروكي: زوجة مثالية ..
أومأ إيجابا للجملة المناسبة ثم عاد لإسترسال ما بدأ: هي فعلت و قدمت الكثير في هذه الفترة اليسيرة ... مرضي، موت أهلي... معاملتي، كلها لم تجعلها سوى أكثر قربا و كتبت لها في نفسي المعزة... هي روح الروح ، فكيف لي أن أجرها لحياة معلومة النهاية...
تأفف هاروكي معلنا سوء الحديث مع مزاجه: قد حرفت الكلام لتعبير نيك.
تنهد نيك و أكمل بجدية :...
لكن بعد زواجنا بأشهر، ظهرت علائم مرضي... عندما علمت بكنهه أخبرت العائلة برغبتي عن الإنفصال عن روز، عارض الجميع لكن في النهاية و بعد ملاحظة تطور حالتي للأسوء... بدأوا يقتنعون، و عمي بدأ بتأييدي عمليا... و وسط تلك الظروف، حصل ما حصل من حدث فضيع لعائلتي..و كانت تلك فترة الهدنة لمشكلتي الشخصية و بداية لكارثة مريعة دخل بها شاهدي ذاك الحادث المروري...

اعترضه هاروكي: ليندا و هيجي...
نظر له بجدية: كن مهذبا... قل أمي و أبي..
أومأ بسخرية: سمعا و طاعة عم نيك...
أخذته بسمة خفيفة: للأسف، شهادتهما و كوني ابن العائلة المقتولة جرتنا لخطر جسيم لم يكن بالحسبان...

جعل حواسه تحت رعاية ما يسمع و يرى منه، فقد بلغ ما يطلب معرفته لما يحدث مع والديه...

لاحظ نيك شدة ترقب جليسه:... إن تلك السيارة كما تعلم كانت تحوي المخدرات..
" ليس بالجديد"
أتم ليعرف هاروكي سر ما يحدث: إن كمية المخدرات عند الإمساك بالفاعل كانت طنا موزعة بسبع حقائب... رغم أنها لم تكن عدد ماكان وقت الحادث بالتأكيد...إلا أن حجر هذا القدر الهائل من المخدرات يعني خسارة الكثير... إن فيونيسكي أشار لوالديك و هددهما بعدم ترك عصابته لهما دون جزاء...
شد على قبضته: و من هذا المغفل فيونيسكي؟
أردف الآخر: قاتل عائلتي، و قد اعترف بأنه مستهدف من قبلهم، و اليوم قد وجد مقتولا بزنزانته...

تحرك حركة مباغته و كأنه سينهض لشدة انفعاله: اختراق!
أومأ بالتأييد: والدلائل قادت الشرطة لكون المحامي هو من قتل موكله ، لكنه وجد مقتولا أيضا...
" مسح آثار إذا.."
أكمل نيك:... ذكي كأبيك، لكن وجدت هناك خرقة مكتوب عليها اسم « العفريت ناوكي»

بدى حائرا: حسنا، أظنه اسم مألوف نوعا ما... هل تظن الشرطة أنه رأس الخيط؟
أجابه: أجل.
بدا يحاول ربط الأحداث: هكذا،هو الأمر... ذلك المتحملق خائف علي لأجل هذا... كعادته.
ضرب جبينه نيك،معترضا: اخجل من،نفسك، من ينادي والده بالمتحملق.
رفع كفه نحو جبينه: هو ليس سوى هيجي هنا...أعطني بعض الحرية، هو أسوء ما أصادف بهذا الوقت.
ضيق عينيه المتجه لهاروكي لعرف مدى اهمية ما يود النطق به: اسمع، لاتخبر ريو و هيجي... أنا أعرف مقرا لتناقل تجارة مخدرات و قد سمعت هذا الإسم هناك...
أطلق هاركي صرخة منفعلة: هييييييه... لا أخبرهما، لم؟... و كيف تعرفت على مكان كهذا؟!..

تكتف نيك بنضج يعتريه دوما تقريبا: سهل، لأنهما سيلومانني و يأنباني على عدم رعاية صحتي و تهوري... ماذا لو كشفت، أو قتلت، أو اختطفت.... هلوستهما التحقيقية...، و كذا أريد اقتناء دليل يفنيهم و أنتقم لمن تسبب بما حدث لوالدي و أخي... و عن سؤالك التالي، أعرف أنه سيغيظك إلا أنني كنت أقوم ببعض التحقيقات...

جملة هاروكي استسفرته: هل تريد اختراق مكان تجارتهم؟!

اكتفى بإشارة الإيجاب ليصرخ هاروكي بوجهه غاضبا: أحمق، أبله، متهور... هل تظن هذه قصة بوليسية؟!...لن أسمح لك بتعريض نفسك للخطر... ترغب بالإنتحار بسرعة؟!
وقف نيك ليواجهه: لا أنوي الموت بعد أن تقرر مصير أبوتي اليوم...
وجه له نظرة بلاهة: أبوة..!

لمعت عينيه بذاك الفرح المجهول الذي وضح الآن: أممم... لقد قالت روز أنها حامل..
لم يتمالك هاروكي نفسه عن الضحك ليبدي نيك استياءه: ما المضحك؟

حاول تدارك موقفه: لو كنت مكاني و اكتشفت في ليلة لم تصل لضحاها أن صديقك الذي لايتعدى السابعة عشرة متزوج من طفلة ، وفي طريقه ليكون أبا فماذا ستكون ردة فعلك؟

"هو أمر غريب نوعا ما، لكنه جيد لي... و روز ليست طفلة، هي في عمري... و أنا راسب سنة، أي نحن في الثامنة عشرة..."

دقق النظر نحوه: لا أعرف أ أبكي أم أفرح لأجلك؟....أنت عجوز بشكل شاب...
أخرج نيك محفظة سوداء من بنطاله الأخضر: بل دعنا نمرح..

أبقى جسده مسترخيا و فمه معوجا و عينيه تنظر لغريب الأطوار أمامه... ذاك الذي يدخل كل شيئ ببعض...




سيارة، سلحفاة مطاطية، وردة موسيقية، أقلام و دفاتر، حقيبة مدرسة، كرة، دراجة، ألعاب رضع، ملابس بألوان تشترك بين الفتاة و الصبي، أخظر..أزرق..أصفر....
كان يتبعه هاروكي بضجر: تبدوا كالفتيات المهووسات بالتسوق.
كان يتحدث بلهجة فرحة: تعرف، روز تكره التسوق بشدة.
رفع كتفيه ساخرا: تم الإنعكاس...
نيك مندمج برفع كل ما يجذبه: هاروكي، نسيت أن أعطيك دفتري...
أجابه بتساؤل و هو يحرك بعض الألعاب القطنية: و لم تفعل ذلك؟
نيك: لا أعرف تماما... ربما لأبوح لك بكل شيئ و ربما أمانة توصلها لروز في زمنك...

حك شعره بحيرة: حسنا، كما تريد رغم أن الدفتر عزيز عليك...
تهجم وجه نيك قليلا: اسمع، ذاك الدفتر به أهم لحظاتي...
تظاهر بالغباء: للتو قلت لك هذا بالذات...
صمت قليلا ثم سأل: نيك، هل تعمل ؟
أجابه ببرود: معكم.
مد لنيك لعبة خشبية على شكل حصان قد كان مبادرا لأخذها: و قبلها... بنفسيتك المنعزلة لا أظنك تعتمد على عائلتك في إعالتك...

إبتسم له آخذا ما قدم: بدأت تعرفني جيدا، أجل... فأنا كاتب.
" عمل يناسبك تماما"
قطب حاجبيه: تسخر مني .


وضع نيك عنوانا للإيصال و دفع مبلغا طائلا ثم اتجه نحو هدفه الأساسي...

تبعه هاروكي و أفكاره تتضارب في داخله...

تهور، ما يفعله هذا الفتى تهور محض..لاتقل لي أن ماقاله أبي يرمي لهذا... لا، لا يجب أن يموت الآن..ليس قبل أن يحضى بوقت لأبوته...سعادته... لايجب أن يحصل له مكروه...

تباطأت خطاه تبعا لتردده ...خطوة...خطوة...

صوت خطواته،كصدى تردد في أذنه حتى انهار عن ذلك القرار ناهيا رفيقه: دعنا نعود نيك، سنخبر البقية و نحاول القبض عليهم...الذهاب هكذا خطر.

تنهد نيك يأسا على ما آل له وضع هاروكي: لا تعاود الحديث كأمي...خطر... ذلك لا يعني شيئا، نحن سنسعى للحصول على دليل دامغ ضدهم لاغير..لاداعي للبالغة.

قال كلمات جدية و كبدية ثباته على قراره: لن نذهب، هذا كل ما لدي...سأمنعك من أي شيئ قد يؤذيك.

وجه نيك نظرة مبهمة لمحادثه: ألست رقيقا أكثر من اللازم عزيزي ؟...إن لم تشأ المجيئ، سأراعي انسحابك هذا و أذهب وحدي.

عض هاروكي شفتيه ثم اقترب من نيك ليدفعه بكفه : أصغ إلي أيها العنيد ، قد تموت إن ذهبت إلى هناك..تفهم؟... عندها لن تحقق شيئا مما تريد... لن تسعد روز و لن تربي طفلك...

قاطعته قهقهة نيك الذي جلس على أرض الشارع المتسخة: لحظة، ألم تقل أن موتي هو بسبب مرضي؟!... كيف تغرت معلوماتك فجأة؟.. لا تقلق، أتفهم خوفك، و كيفية إثبات أخوتك...

لم يكبح،هاروكي غضبه فألقى يده لتصفع نيك : هي..لو كان يتوجب على أحد الذهاب، فهو أنا وحدي...خوفي هو عليك أيها الغبي.

ظلت عيني نيك تحملق في يد الشخص التي أوقعته لشدتها: هاروكي.
وقف نيك محتظنا مدعي الخوف رابتا على ظهره: شكرا لك..على كل شيئ.
تخيل هاروكي إنتصار قلبه إلا أن نيك ابتعد مبتسما : لا تبالغ كثيرا، لن يلحظنا أحد.
نطق بيأس: لا فائدة.


وصل كليهما لميناء خاو من،الأنفاس مليئ بالعلب المصفوفة...

لم تكن أصوات عالية غير طيور النورس...
و لم يكن هناك حركة لولا ظهور شاب غريب...!

ظهر صوته،خلال تلك الظلمة: أتيتما أخيرا، انتظرت مجيئكما.

خطى الإثنين تراجعا و مد هاروكي يده أمام صديقه: ماذا تريد؟

ظهر من خلف ستار العتمة تلك لتبين خصلاته البنية و بؤبؤيه الخشبيتان: لا أنوي إلحاق الضرر بكما، بل لأحذركما من هذا المكان.

قال نيك بذهول: الشريط اللاصق؟!




جرت الدموع فوق مقلتيه و بدأت حروف تأنيبه تريح دواخله: أيها الأحمق... من يريد أن تدافع عنه هكذا..هللا قلت لي.

ارتسم إبتسامة بلهاء زادت حدة غضبة: أنا بنفسي لم أكن أعلم بهذه التضحية لدي.

قال بحدة: لو حصل ذلك لن أسامحك، صدقني .

صفق الطرف الدخيل بكفيه لينتبها له: و الآن، جيد أني أتيت... كنتما تلقيان بنفسكما للتهلكة.

أبدى ريو فضوله بمعرفة المنقذ المجهول: مع كلإبتسامة ما قلت، لم تقل من أنت؟

نظر لوالده ليقول بعد ثوان: أنا ..هيرو.

أخرج نيك العصير الذي شربه للتو شهقة لصدمة داخلته: من..؟!..تمزح..
إبتسم بصمت بينما هاروكي ينتظر سر هذا التفاجؤ من نيك: من هو بالضبط ، نيك.

ظل الصمت سيد الموقف حتى قال المخاطب و هو يتذكر ما خصه إسما له قبل ساعات قليلة: هو..إبني.

فتح هاروكي فكه حتى كاد يصل للقاع: هيييييه، إبنك؟!

قال هيرو : لا تندهش، قبل أيام كنت لدي..فأنت أتيت محزونا بتغير قدر والدي بسببك...فأنت ترى أن ما حصل ليس عدلا، وكذا..لست الوحيد الذي له الحق في التمني.

قال نيك: هل أتيت لإنقاذي؟
أجابه: بالأمس أتى السيد هيجي لرؤيتي، و،طلب مني أن أعود معهم لهذا الزمان لنأخذك،للمستقبل و نعالجك..لكني لم أقبل في البداية...لكن... لم أستطع عدم المحاولة...

أرخى نيك ناظريه و قال: ممتن لك ، لكن... أنا أريد أن أمضي أيامي مع روز..لن أتخلى عن أي يوم معها..أرجوا أن تتفهم.

قال هاروكي متأملا في صحة قرار أبيه: نيك، هنا حياتك غير مضمونة...لكن في زمننا ، هناك علاج لمرضك .

آزره الإبن في الرأي: أجل، نسبة علاجك عالية.

أبدى قراره الثابت ثانية: لن أترك حياتي لإحتمال لا أظمنه...و أنت هاروكي..لو كنت مكاني هل كنت ستبتعد عن إيريكا ؟

كان سؤالا باغت قلبه قبل جوارحه الأخرى فهمس متفهما قرار المتحدث: فهمت..لك الحق في ذلك.

لكن هيرو وقف معترضا بصرخة: يجب أن تتوقف عن هذه الأنانية أبي، أمي تكاد تجن لتفكيرها بمقتلك الذي شاهدته عبر هذا الفيديو... إنها تنحب الآن أيضا بسبب هذا الدفتر الذي سيصلها ذلك الوقت...أنت لا تفهم شيئا، تستطيع توديعها و العودة إليها عوض تعذيبها بموتك... أنا حقا لا أفهم،حماقتك هذه... تترك علاجك، ثم تضحي بنفسك..ماذا تظن نفسك فاعلا بهذا التفكير الطفولي؟...أنت حتى لا تراعي مشاعرها التي ستتعذب بها عمرا دونك...لو ترى ملامحها التي جار عليها الزمن، مازالت في الثلاثين بينما روحها غدت في الخمسين... تصور نفسك مكانها...دقائق فقط ضع نفسك مكانها...تعيش دونها... هل تفهم...طفل مثلك لا يستحق أمي أيها المغفل...

قاطع انفعاله هاروكي بحدة: صن لسانك ، أنت تتحدث مع أبيك...لقد تعديت حدودك...

أوقف نيك معاتبه بلحن هادئ فاجأه: توقف عن هذا ، هو غاضب و هذا جيد...على الأقل عرفت أن ابني يحب روز...

وقف نيك مقتربا من ذلك المنفعل سائلا ما جرح قلبه: هل عانت،روز كثيرا...
قال بتفصيل حروفه: مازالت تعاني، بالنظر لهذا المنزل الذي تغير منه شيئا، الأرائك و المنضدات و الستائر ذاتها لأنها تحمل عبقك،لها... و،مازالت تحتفظ بالدب الذي أهديته لها... لن أدعك تتخذ قرارا يفسد حياتي.

شبك أصابعه العشر مطأطئا رأسه: ذلك يستحيل علي، أن أخسر عمرا لأعود و أقضي أيامي الباقية عندها أمر لا أستطيع الإقتناع به.

لم يستطع هيرو تحمل عناد والده ، فقال بغصة و هو يتجه مبتعدا : افعل ما تشاء، لا يهمني .

أسمعه نيك ما يخمد النار بداخله: لكني أعدك ، لن أجعل روز تعاني ... و لن أحرم نفسي تربيتك بسهولة... تحتاج أبا يضربك بالخيزران يا فتى.

تخللت شفتي السامعين ابتسامة زانت بتصميمه، لا يهم جزئيات ما يفكر به...إنما.. المهم أن يعيش بسعادة مادام يستطيع.

نطق الإبن ممتنا: أشكرك.










يرجى عدم الرد
.



.


 
 توقيع : ورده المودة

















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-04-2020 الساعة 11:16 PM

قديم 03-04-2020, 07:39 PM   #24
ورده المودة
في جوار ربها ، اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها


الصورة الرمزية ورده المودة
ورده المودة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 104
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 المشاركات : 221 [ + ]
 التقييم :  277
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة


.

















.



ارتدى ما أعاد له سمات شبابه مستعدا للوفاء بوعده...
أنهى حلته بإرتداء نظارته الشمسية قبل أن يتصدر مكانة السائق في تلك السيارة الفضية ، ثم قال بحماس قد أشعله من لقيه البارحة و ودعه: ستتفاجأ روز بالدب حقا.

اقترب من منزلها الفخم ذو الطراز الفرنسي ليراها واقفة تنتظره، فأنزل النافذة محاكيا لها: فالتصعدي روز.
استجابت له جالسة يمينه: مرحبا عزيزي.
لاحظت تغير هيئته المكبوتة من خلال السترة الجلدية السوداء التي أهدتها له قبل فترة و لتصفيفة شعره التي أخرجت خصلاته من،التبعثر: تبدوا وسيما .

اكتفى بشبح ابتسامة قبل أن ينطلق....

رغم ثبات قراره بصدق إلا أن الحروف تأبى أن تصغي لأوامره بالخروج...لم؟!

لم يبدوا التصريح صعبا ...
أقرب وصف لمشاعره، و كأنه يخطبها مرة أخرى...
يا للسذاجة، هو لم يتقدم،لها أصلا...قد تكفلت العائلة بما ينبغي...إذا، هذا أول إقدام منه،لحفظ،حياته... فما دام قرر الحياة، فبها سيحيى...

ازدرأ ريقه خوفا بعدما زجرته جليسته بصرخة،مقتضبة: نيك، مابك شارد... أنا أكلمك..

نطق بتوتر و شحوب: كنت أفكر بك عزيزتي...
قالت بفضول: بي. ؟

أجابها و قد عاد للنظر أمامه: أهم، لم كذبت على هاروكي و قلت أنك مخطوبتي، لم يكن هناك داع لذلك .

اختفى المرح الطفولي من ملامحها لتقول: لبيت رغبتك في إخفاء الأمر فقط... فأنت دوما،ما تتهرب من الموضوع.

فهم ما ترمي إليه فقطب حاجبيه و قال بجدية: تعرفين أني أفعل كل شيئ لمصلحتك.

تكتفت ناطقة ما لم تقتنع به يوما: اعرف ،اعرف..لاداعي لأن تعيد..لقد اكتفيت.
تنهد من تهدم حلمه بجمال اللحظة الحالية فقال: روز، اليوم...سأعيد ترتيب المنزل...هللا أتيت بعد الدوام لمساعدتي.

ظلت جامدة لحظات كانت الأسعد في حياتها فنهضت بسرور جم: حقا..!
إلا أن ألم رأسها إثر الإرتطام بالسقف أعادها للجلوس متأوهة...

علت قهقهة من لم تسمع جمال ضحكته منذ زمن لتضحك هي الأخرى حتى قاطعها مؤكدا: روز... مدرستك ستكون سبب طردي أنا، من الأفضل أن تلتحقي بمدرستي ليسهل علي الأمر...فكما تعلمين، لست بحال يسمح لك بإنهاك نفسك.

خطف لونها لتقول بإرتباك: هل فرحت لذلك؟

قال بهدوء لا يتناسب مع ما يخفيه من،ابتهاج: بالطبع، صبي يملئ بيتي بصراخه..ماما، سيكون مزعجا.
تم الصمت فترة احتكر كل بأفكاره، حتى قال نيك مصرحا: ستعيدين كل حاجياتك لمكانها ، و ستكتبين مواعيد أدويتي أيضا لألا أنساها... و لا تنسي ترتيب مكتبتي..في غيابك أصبحت لا تطاق...و أيضا، ...

سكت لينظر لسكون روز الغير معقول له ... عندها ، علم أن كلماته كانت ترتاد مسامعه هو فقط... فهي قد عادت لنومها كطفلة صغيرة...

هو لم يكن يجهل، أنها لم تنم الليلة الماضية شوقا لرؤيته عندها...
استغرق في التحديق بها متذكرا كلماتها التي بينت حرصها على الدب الذي ستحصل عليه...ستنام في حجره كل يوم...يبدوا أنه بدأ يشعر بالغيرة من دب قطني..!

كن لا بأس، ما يهمه هو أن يتأمل ملامحها كما الآن بعدما حرم نفسه لذة قربها...
في النهاية قد انتصر جنون حبها على أنانيته، لتحبسه في بحر عشق لم يفر منه لحظة...

بات يكرر في نفسه أمنية يستوجب عليه تحقيقها...
أن يسعدها عمرا مديدا و يكافئها بإحسان ...
...و أن يسقيها نبع حياة ترد ابتسامتها
توقف لحظة، مخرجا دفتره الصغير كاتبا به ما يخطر بباله...

((أتمنى الفناء في حبها و أن أبقى فراشة تحوم حول شعلة نورها... حتى يسلبني القدر كل خيار أنفاسي...يجب أن أكون قربها، لا أطلب معجزة و لا،حدث خارق...فقد أتمنى بعض القوة التي لحظات أخرى معها.تهبنيي، وردتي الصغيرة روز... و أنا أعشقها..))






تعدد الوداع و اختلفت صوره...

و ها هي تتجلى في فراق لا يعلم مداه و لا يعلم هل بعده من،لقاء أم أن هذا هو آخر اجتماع...



إبتسم مرتدي القميص الأبيض بأسى واضح أراد إخفاءه: إذا، وصلنا للنهاية.
قال الآخر معترضا: بل هي أيام عدة و أراك ثانية...سآتي لأزورك في مكتبك.

أمال رأسه: سأبذل قصارى جهدي لألتقيك هاروكي.

ربت هاروكي على كتفيه استحسانا: أحسنت..هذا هو كلام الرجال.

قالت الواقفة قربها : سأكون شاهدة على ذلك اللقاء..أليس كذلك؟
أرخى هاروكي عينيه اللتان ما زالتا مصوبتان نحو،نيك: أظن..يجب أن تكوني معي في لحظة كتلك.

لحظات ثم قال نيك ببرود نسبي : حسنا إذا، إلى اللقاء...أراك لاحقا.

تنهد هاروكي و هو،يرى خطوات صديقه المبتعدة: نيك، لم أتصور منك وداعا جافا كهذا.
نطق نيك مغبونا: أنا لا أرى أن هناك داع...إذهب بسرعة فحسب.

أمسكت إيريكا بكم،قميص هاروكي متفهمة وضع نيك: لا تزعجه ..دعنا نرحل.

لكن هاروكي لم يحمل كلامها على محمل الجد بل اتجه نحو نيك مسرعا حتى احتضنه : أحمق... ليس قبل أن تضمني.

بادله نيك عناقه بعد أن توسعت،عينيه صدمة: شقي..تعلمت أمورا جيدة من أخيك.

همس هاروكي مؤكدا على ذلك الرابط العجيب: حقا ..قل أخي عندما،نلتقي و ليس الآن.

تنفس الصعداء ليكمل ما بدأه: سأشتاق لك أخي.






الأعوام تمضي و بها تتحدى الصعاب تارة و تستفيد من تجاربها أخرى...
و أيضا، قد تحتظن في حجرك ماضيك و،مستقبلك !
متى حصل ذلك يا أهل العالم...
!!!؟؟؟

لكن هاهو شخص واقف يحمل بشغف طفلا يوما كان أنيس مدرسته، و في مستقبله سيكون إبن صديقه...
يمسح،تلك الخصلات الفاحمة المزرقة يحدثه بحديث غريب: أطلت الفراق أيها الشقي.

قاطع لحظاته كف صغيرة جرت بنطاله الزيتي: أبي...
نظر له حامل الطفل منحنيا: هل تريد أن تراه؟
أومأ الصغير رأسه ليجاب فورا ...

كان والد الطفل ينظر للشاب و لطفله مترقبا صدق الآتي كالحاظر...

بينما روز تجلس مع،من ربطتهما صداقة حكما بما سنته الأيام متحدثة معها: حقا، إبنك يشبه والده حقا.
أحنت ليندا رأسها بسرور لم يخف عن أحد: سعيدة لذلك.

ورد ذلك المكان،طفل أخضر العينين راكضا،نحو،هيجي الواقف بصمت : خاااااالي.

انحنى الخال فاتحا باعه ليحتظن ذلك الفتى: مرحبا بك،صغيري.

اقترب يوري ساخرا منه: ألا تلاحظين ليندا أنه أصبح لطيفا اليوم؟

أجابت سخريته بأخرى: على الأقل، يبدوا أنه سيكون أبا رائعا ليس مثل أحدهم.

قهقه الوارد تاليا مع زوجته المنتفخ،بطنها: في الهدف مباشرة صديقي.
أظهر يوري ابتسامة خبث مظهرا أنيابه: ترقب لحظاتك الآتية بشوق، لنرى أبوتك المثالية أيها الأبله، أخشى أن تورث الطفل البرئ حمقك هذا...

قطب ريو حاجبيه معترضا، و زوجته تركته مع عائلته لتنظم لثلاثي صداقتها مرحبة: حمدا لله على سلامتك ليندا...كنت متشوقة لرؤية إبنك، لكن يبدوا أن أحدهم احتكره.

ضحكت روز قليلا ثم قالت بحماس: إنه لطيف حقا، و يشبه والده كما تمنت،ليندا.

أظهرت انزعاجها فورا: تمزحين ، ألم يجد غير هذا،البارد المعتوه...؟

قطع،حديث الأطراف صوت رنين من،هاتف ريو ليرفعها بادئا محادثته: ريو،معك...هذا أنت، تمزح...!...فهمت، سآتي الآن..دقائق فقط.

قطع الخط،مجيبا التسائل الصامت الذي لف من،حوله: إنه نوي...قال أن ناوكي استطاع الهرب ثانية.

بدا غضب هيجي جليا عند ذكر إسم من تجرأ على التخطيط لقتل عائلته: ستذهب للمقر؟
أجابه ريو بتساؤل مستنكر: تريد الذهاب..؟! ...هل جننت..؟...زوجتك للتو قد وضعت جنينها..هي تحتاجك.
وجه،هيجي عينيه بصمت صوب زوجته ليلحظ علائم الرضا على قراره فهم،خارجا: معها ميواكوا، ستهتم بها.

خرج ليلقى الناجين من ذلك الحدث المروع صباح اليوم...

إمرأة،تصدت للكهولة و رجل طويل القامة قد ناهز أوائل الخمسين رغم قوة بنيته الظاهرة...

نطق ريو مستغربا ظهورهما: أنتما...
حاولت المرأة،التشجع و إخراج ما يتغلغل في مكنون صدرها، فقال هيجي قبل سماع صوتها: إذهبا للقاءه...

تأكد الرجل بسؤال جزئي: ألا بأس بذلك معك؟

نطق حروفه بمقاومة من اللين أمامهما: لا أمانع، هو،حفيدكما.

اقترب والدته بخطى متزلزلة لتمسك من أبعدته أنانيتها ، فأسرع هو،بالإبتعاد ناطقا ما أعاد حزنها: آسف، لدي عمل مهم.
ابتعد هو و تابعه ريو ليتركا والديه في حيرة مما أسدت خياراتهما ...
فمهما كان ...

ليس هو من،تخلى عنهما، بل هما،من أظهرا منزلته المعدومة لديهما...
فهو له عائلة...
من أخ و أم و أخت،

و لن يبدلهما بشيئ آخر في هذه الدنيا...






تطرق لآذانه صوت أنثى تتمتم بما لا يفهمه ليحاول جاهدا أن يفتح عينيه مستكشفا من المتحدث..؟
لاحظها و هو تمسك باب غرفته خارجة بلسان متذمر: هاروكي..كف عن التكاسل، إيريكا في انتظارك أيها الكسول.

جلس بسرعة قصوى بسماعه ذلك لينتبه لمن تقف أمامه بقوام ممشوق و شعر رمادي قد رفعته بشريط زهري كذيل حصان: من أنت؟

اقتربت منه لتقف عند سريره: ماذا قلت؟..يبدوا أنك لم تستيقظ بعد..انهض الآن.
أعاد ماقاله بنبرة حادة: قلت من أنت و ماذا تفعلين هنا؟

انتهى صبر ذات الشعر الرمادي لتجر أذنه : هل فهمت من أنا الآن؟..قم و إلا تعاملت معك بشكل آخر...
وقف والده مارا من أمام غرفته و أبدى تسائله و هو يعدل ياقته السوداء: ماذا،هناك ليندا؟

تركته متذمرة بشكوى لزوجها الوقور: بدأ بمزحه السخيفة كالعادة.

فغر هاروكي فاه مصدوما لما يرى فجأة...هذه ليندا؟!...متى،حصل هذا و كيف؟...ألم تمت عند ولادته؟!...
وجه هيجي بؤبؤيه الصارمتين لإبنه المتهاون: لا تؤذ والدتك و انهض، ليس لي مزاج لمحادثة مديرك المزعج اليوم.

حاول هاروكي تدارك هذه المفاجأة ناهضا: حسنا حسنا، سأنتهي الآن..لاداعي لتواطئكما علي.

تركته والدته برضا و هي تحادث هيجي: هيجي، هل تناولت إفطارك؟
أجاب: لا تقلقي علي، سآكل شيئا في طريقي...أنا على عجلة كما تعلمين.

وقفت عنده تشد ربطة عنقه متذمرة: أنظر لنفسك...لقد فقدت الكثير من الوزن، يجب أن تراعي صحتك.
ابتسم لها رابتا على شعرها: سعيد لإهتمامك..لكن، سأكون بخير...إن احتجت شيئا فقولي لهاروكي، أنا ذاهب.
على صوتها بآخر جملة له: انتبه لنفسك.
كان هاروكي لا يزال ينظر لما يحصل بينهما مدهوشا ، فمتى عاش مع أمه لتظهر أمامه فجأة، و بطبعها ذاته...تهتم لوالده و هو في الحاشية...!

تنهد لسانه،و تأوه،قلبه لهذه الحقيقة المرة ...فأمه،تحبه لشبهه بوالده ...و لأنه إبنه...

ضحك ساخرا في نفسه، فبالأمس كان والده يغار منه و الآن، انعكست الأدوار...






ارتدى زيه المميز ذو اللون الذهبي ليكون بأحلى طلة...
و بدأ بتصغيف شعره و التدقيق على ملامحه المتغيرة و زاد أمره بالوقوف قرابة الساعة أمام مرآة غرفته كالفتيات...!

وردت عليه زوجته التي أبدت استغرابها الجلي لتغير طبعه و كثرة إهتمامه: ماسر هذا الإهتمام نيك؟
أجابها بلحن هائم بغموض: شخص طلته ترد الروح ويرد منظره انتظام القلب.
اكتسحها شحوب لما سمعت،من،زوجها فأرادت نتيجة تنكر ما فهمته: ترد الروح... و ماذا!

قال بنية استفزاز واضحة: و ماذا في ذلك؟... هل يزعجك الأمر عزيزتي؟
اقتربت منه تضع اللمسات الأخيرة على تجعدات ملبسه محاولة إنهاء فضولها دون إثارة ريبة: و هل لي أن أعرف، من هذه الشخصية العظيمة؟

غمز خارجا لها: لا داعي للغيرة ، إنه أخ اتخذته أنيس الروح منذ الزمن.

ابتسمت و برهنت على بقاء سمة تلاعبه بالتعابير: آه منك..متى ستتغير؟

أجابها بصوت وقور زادها غيضا فقط: إن اكتفيت من الإلتصاق بذلك الدب القطني.






الشوق...
و الإنتظار...
هما ما يفكر به الرابح الأكبر الذي يطمح لسرد حكايته يوما بتامهما و،كمالها...
و هذا،ما قد قرب تحقيقه ، فهو من يجب أن ندعه يسهب في لغته حيث سلب فكره ما سينتهي بعد وقت قصير حتى أن يديه الممسكتان بمقبض القيادة خرجا عن السيطرة ليهم مسرعا، و من،حسن،الحظ أنه وصل سالما لشركته التي ائتمنها لدى إبنه الشاب...

فما هو الشوق...
و،ما،هو،الإنتظار الذي سلبه لبه و أفقده تصبره؟!

شيئان أحبهما و أمقتهما في الوقت ذاته...
لم؟

لأني أمضيت،عمري،مع،عزيز،لا،يجد لي مكانا لعشرين،عاما لجهله بما يجري...و،خوفي من،عدم استذكاره أخوتنا أبدا..!

بينما شوقي و،انتظاري هو،ذاته دلالة عدم نسياني لوعدنا و،لمحبتنا و لموعد وفاء ذلك،الوعد طويل المدى ....

وصلت أخيرا و قلبي يدق فاقدا انتظامه، فهل سيفي بوعده ليأتي لزيارتي؟...
هل سيحصل له ما حصل لهيروا؟
إن كنت،محقا، فهو،سيأتي حتما، طالبا مني تفسير غرابة ما يحصل...

دخلت من تلك البوابة لفرع شركتي الجديدة خاطيا خطواتي بتجاهل لتلك السكرتيرة التي كانت،تحاول محادثتي عن أمر يبدوا بغاية الأهمية...

فلا شيئ أهم من،هذا اللقاء...

ارتقيت المصعد و تناسيت نفسي أستذكر لحظات لقائنا الأولى...

أشعر بالذنب لكذبتي البيضاء التي صرحت بها،في أولى الدقائق تلك...و لكني لا ألام...

تلك كانت طريقة،الإختبار؟

فهو نجح،بتقبلي شخصا ضعيف الشخصية و مدني بتعقله بأسلوبه الغريب...
و،هو من تغاضى عن،تعابيري الشاذة،و،آنسني...

و هو،من،دلني على أهداف حياتي ثم ساندني...

و للآن، لم أجد لهذا الصديق مثيلا...

ما هي إلا لحظات و تهت أنا أيضا...؟!

ها هو هذا الشاب الذي ينعتني بعمي لأعوامه السبعة عشر يهمس مدهوشا أمام،ناظري بإسمي...
أخيرا، قد عاد هاروكي ليهديني عناقا زادة الشوق وجدا و حرارة...

ابتعدت لأبتسم له : أهلا بعودتك هاروكي، طال الإنتظار؟

لم أغفل ضياعه في استيعاب ما يجري فقلت: إجلس، لابد أنك مصدوم اليوم.
قال بوجهه الشارد: عندما لم أرك حسبت أني لن أرك...لكني الآن أنظر لك و لخصلاتك البيضاء أيضا.

خلخلت أصابعي في مقدمة شعري التي التفت بخصلة بيضاء دون باقي الشعر: لا تحاول أن ترمي لمشيبي، مازلت شابا.

ترك لباقته ليتربع على مقعد ذهبي قد توسط الغرفة بعدة مقاعد جانبه و قبالته:.أرى...

تنحنحت،معترضا: لم أبلغ الأربعين،حتى...

غير هاروكي لحنه ليوجه لي سؤالا صعب الإجابة كنت أترقبه: أخبرني كيف...أفهم سر تواجدك، لكن أمي..كيف عادت للحياة...

أصدر هيرو قهقهة ساخرة، بل شامتة في حق من دهش مثله: أوه، لا تفسير واضح هاروكي...أنا أيضا صدمت عندما استيقظت و رأيت منزلنا قصرا في أقصى جنوب المدينة... و بينما كنت أبحث في زوايا منزلي الجديد تفاجأت بأبي بهذا الشكل الذي تراه يخرج،من،الحمام...صدقني، كدت أقتله ظنا،مني أنني اختطفت.

أحنيت ظهري و أسندت ذراعي بفخذي و أوضحت بادئا حديثي:..لا أعرف كل شيئ، و أعلم أنك تستفسر عن وجود أمك قبل كل شيئ، في الحقيقة..إن التاريخ الذي قاله هيجي في تسجيل صوته، تذكره؟

غرق في التفكير بعمق مشيرا بنعم لأتم أنا: لقد قال أنه يجب أن يحذر ، خاصة من تاريخ معين..لقد كان ذلك يوم، عاد به ناوكي ليقتل والديه و يحاول قتل أمك..لكن لأني دونت ذلك ، ردعنا عنها السوء أيضا.

توسعت عينيه و بات يحدق بالفراغ مذهولا: تقتل..!

تذكرت ما يجري من حولنا مع وجود جهله فتنهدت عميقا مصرحا بما لم يعجبه: هاروكي، إن القضية التي والدك و ريو،مشغولان بها هي معاودة ناوكي للظهور.

ظهرت على تقاسيمه إبتسامة شر جرت هيروا للدخول متحمسا: هل لي بدور جديد في هذه القصة؟
فتحت فمي لأردعه عن نية السوء التي يفكر بها لكنه نطق بغضب لم ألمحه سابقا: أبي، أنا أولى منك بالإنتقام منه.

ظهرت قرارات مختلفة و شخصيات لم يتصور ظهورها...

لكن صفحاتي سجلت مادونه القدر تلقائيا...أن فخر مقتل ذلك الحقير...

ناله نيكولاس ...!





الفصل الأخير...

قلبت صفحات قصتي التي سهرت أجمع أقوال الشهود عليها لتجتمع أخيرا...
هي ضرب من الخيال، فصدقها حقا محال...

إنما، أدلة صدقها تواترت و مصاديق تواجدها قد كثرت ...

ذكريات قد انكشف واقعها للجميع، حتى كاوروا...
فلسان ليندا خانها لألا يخون صداقتهما فصرحت بما جعل كاوروا يكون ضيفي لمدة...!
لكن أسرار الحياة تبقى أسرارا، و ألغازها تبقى ألغازا...
حيث أن للقدر يد، و للعقل إختيار...
و لكل منا خيار حياة واحد لاثاني له، به يغير ماخطه القدر...

و كما يقول هيجي دوما...
(قدر مخطوط على صفحات الزمن،... و أنا سأخطه)

أغلقت الكتاب الذي نسخت أول نسخة،منه، لأبتسم ناظرا للغلاف : سيكون هدية زفاف مميزة لأخي.





تم بحمد الله








end
"الوداع"





آخر مرحبا مني لكم متابعي..

في احد عنده كلينيكس يعطيني...
كيفكم؟
و كيف الدراسة

حقا، أشعر أني أنجزت و أشعر أن قلبي تفطر لأني سأقول وداعا...

أتمنى عجبكم،الاوفا الطويل....

كنت أشياء وتعابير
كلها طارت

المهم الفكرة توصل...

طولت كثير عليكم....

بتشوفوا طبعا مقتطفات من الماضي

و امور غريبة...

اتمنى صبرتواعليها
و ان يكون مناسب ربطي للاحداث

ما اتصور نجحت في هذا البارت..

لكن
لزوم رايكم

و رد يرد لي نفس تعبتي



.



.


 
 توقيع : ورده المودة

















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-04-2020 الساعة 11:17 PM

موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في كتاب الدهر حفرت صفحات عمري RoRo Uchiha مدونات الأعضاء 34 02-27-2023 07:42 PM
♥♫يتوقف الزمن..ولا يتوقف حبي لك♪♥ ♥♫Tiara.Flower♪♥ روايات الانمي_ روايات طويلة 5 12-31-2020 02:39 AM
متى ستظهر الحقيقة كاملة؟ [شظايا لعنة بعثرها الزمن] Inas Fallata روايات مكتملة. 21 03-24-2020 03:07 AM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 05:09 PM