••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


براعم زهرة الكرز.. الجزء الأول

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-2020, 01:57 PM   #26
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً








ساعات مضت منذ بدأت رحلة البحث عنها .. وهاهي الرياح تنذر بعاصفة ثلجية وشيكة

لكن ذلك لم يثبط من عزيمتها .. بل زادها اصراراً على ايجاد طفلتها الضائعة .. والخوف في قلبها قد استقر تضيق معه أنفاسها المتعبة .. شيئاً فشيئاً !

ظل ارتسم أمام مرأى عينيها أجبرها على رفعهما لتنظر لذلك الماثل أمامها بنظراته التي تخفي الكثير مما يخيفها ويقلقها .. مع ابتسامةٍ حوت من الغموض المهيب مايزيد من ثقلها وضيقها .. " ليس ذا وقتك أنت أيضاً فما ألم بي يكفيني "

ذلك ماخاطبت نفسها به بضيق شديد دون أن تنبس أمامه ببنت شفة ..

فابتدأ الحديث قائلاً بنبرته الواثقة : تبدين في مأزق شديد .. أيمكنني المساعدة ؟


بضيق وتعب تنحت عن المسار الذي كانت ستقصده دون أن تجيب

فأسرع يقف أمامها وهو يقول : لاتحاولي تجاهلي فكل ماأنا راغب به مساعدتكِ آري



- صدقني لاطاقة أملكها لأضيعها معك .. دعني وشأني آرتشي

- قلت لكِ أني أريد مساعدتكِ فلما لاتصدقيني .. انني أعلم ماتبحثين عنه وأعرف مكانه أيضاً


رفعت عينيها المنتفختين لكثرة البكاء وقد علتهما نظراتٍ حائرة : صدقاً لاوقت لدي أضيعه .. إن كنت تعبث معي فكف عن هذا أرجوك


وضع يده بجيب بنطاله وقال بابتسامة انتصار : صغيرتكِ الجميلة ترقد في مكانٍ دافيء يريحها بعد معاناةٍ طويلة لهذا اليوم

صمتت قليلاً تستعيد ماقاله وسرعان ماهتفت بلهفة : أهي بخير ؟! أهي معك حقاً .. حمداً لله .. أرجوك خذني لها طمئني أهي بخير حقاً ؟!!

برضاً قال : أظنها بخير لكن هذه الطفلة بحاجة لرعاية أكبر على مايبدو .. إنها تعاني من ثغرة عاطفية كبيرة .. يجدر بكِ اختيار أبٍ أفضل لها .. ومسكنٍ هاديء آمنٍ أكثر من منزلكم المليء بالــ ... أشباح !


قال ذلك بمكر وعيناه تخفيان الكثير من الحقائق التي تخشاها ..

تسارعت نبضات قلبها وقد اتسعت عيناها وهي تفكر فيما قد تكون صغيرتها أبدته لهذا الشخص الخطر !

فبقيت صامتة جاثمة مكانها بينما كان ينظر لها مستمتعاً بما حقق وبما أهداه اياه القدر!!







طرقاتٍ ثلاث سمعها قبل أن يُفتح الباب بهدوء أعقبه دخول ذلك الشاب بتعابير خجلة آسفة وحائرة ..

نظر له هنيهة ثم مالبث أن أشاح بوجهه وعاود احتساء قهوته المفضلة


بينما اقترب الأول ناحيته وجلس بجواره وقد أطبق الصمت لبعضٍ من الوقت ..

بتردد قطعه قائلاً وهو لايزال يسبل طرفه : أفهم جيداً ماتريد أن تخبرني به .. وأدرك حجم حماقاتي وأخطائي .. أحاول حقاً التفكير بالأمر لكني وماإن أتمكن من تقبله وبصعوبة حتى تراودني أفكار كثيرة تخيفني .. أشعر بالعجز حقاً .. لو تخليت عنهم الآن كيف ستكون حياتهم وهل سيحبني أطفالي ؟ زوجتي كذلك .. ستفقد ثقتها بي .. سأتخلى عنهم في أكثر الظروف صعوبة وقسوة .. لاأستطيع فعل هذا .. إنه أكثر مما أستطيع تحمله أخي .. تفهمني أرجوك


ظل الآخر بصمت يحرك الكوب في يده وهو ينظر للفراغ ومالبث أن أفرغ مابصدره من ضيق واستياء بتنهيدة عميقة ..


التفت بعدها لشقيقه قائلاً : يظل أن تقدم على شيء ما أفضل من أن لاتحرك ساكناً وتتكل على القدر ليعالج مشكلاتك التي لن تحل سوى إن بذلت جهدك لحلها وقبلت بالتضحية .. فكر معي جيداً حتى إن ظللت هنا مالذي ستكون قادراً على فعله سوى جلب العار لهم .. حين تسجن سيكون لقب طفلتيك ابن القاتل .. هذا أقل ماسيحدث .. إنما إن تمكنت من إقناع والديك باحتواء عائلتك الصغيرة فستؤمن لها الحياة السعيدة حتماً وإن طال الوقت فأنت ستعود لهم لترفع رؤوسهم وتعوضهم عن أيام الشقاء والحرمان .. استمع لي أخي .. أتيت الى هنا ولا نية لي بالعودة سوى معك .. كما لا أنوي إعادتك لهم الا حين تغدو رجلاً .. رجلاً بكل ماتحويه الكلمة من معنى ..

التفت له بعدها منتظراً أن يدلو برأيه بينما بقي الآخر صامتاً يفكر .. حتى أطلق فاه أخيراً ليقول بنبرة مترددة قلقة : حسناً .. أعدك أني لن أكرر مافعلت مجدداً

أومأ له بالايجاب برضاً : اذاً مساء الغد نعود
بلهفة قال : لا رجاءاً .. أمهلني بعض الوقت لأسوي أموري هنا
- أمور ؟! وأية أمورٍ هذه
أجاب بنبرة عميقة تخفي الكثير من الحنين والأسى : أمور عالقة فقط .. أحتاج لحلها وتسويتها قبل الرحيل


- وكم من الوقت يكفيك ؟
- أسبوع فقط .. لاأطالبك بأكثر منه


أومأ له بالايجاب بتفهم : حسناً .. ابذل جهدك خلاله اذاً .. رغم أنه وقت كافٍ لاثارة الكثير من المشاكل أيضاً ولكني أدرك كم أنت بحاجة له .. خذ وقتك وعد لي حالما تقرر الرحيل فلن أغير مكاني


- شكراً لك جيلبرت

مدعٍ الغرور قال وهو ينهض ويسكب له المزيد من قهوته التي لاينفك عن احتسائها كل

حين : يحق لك شكري فأنت ترهقني كثيراً .. إنما ماذا أفعل كوني الأكبر والأكثر تميزاً

يجب علي تحملك .. ليكن الله بعوني

ابتسم فلورنس ابتسامة جانبية خافتة سرعان ماأبحر بعدها مفكراً في ماينتظره من متاعب





خيوط الشمس تسللت من تلك النافذة العتيقة منعكسة على كوب الشاي المتلألأ اثرها


وقد وضع لتوه على الطاولة ذات الأرجل القصيرة التي توسطت غرفةً تقليدية دافئة


- اشربي هذا عله يعيد لكِ بعض الهدوء آري


صمتت وهي تفكر بما حل ويحل عليها وماتتوقعه من متاعب تزيد من ثقل كاهلها


حتى ارتعش جسدها فجأة اثر يده التي لامست كفها فصرخت بلا وعي وهي تبعدها : لاتلمسني


بابتسامته المعهودة قال مستنكراً : مابالكِ لست أريد ايذائكِ فلما كل هذا الخوف ..

كنتِ ترتعشين وقد رحلتِ لعالم آخر حيث لايمكنكِ سماعي فأردت ايقاظكِ وحسب!

اهدئي كل شيء بخير .. صدقيني أنا لاأعض ولن آكلكِ فلا أحب اللحوم البشرية



أشاحت بطرفها بصمت وهي تضم يدها لقلبها ومالبثت أن التفتت له


وهي تقول محاولة السيطرة على نفسها كي تبدو هادئة قدر الامكان رغم صوتها


المرتعش : قلت أنها هنا فلما لاتنادها وتدعنا نذهب مالذي تريده منا آرتشي ؟


- اممم مالذي أريد ياترى .. ربما فصل عظامكم عن لحمكم وطهيها وتناولها ووو


قالها وهو ينظر لها مضيقاً عينيه فإذا بها تهتف بنفاذ صبر : كفى مزاحاً وسخرية انني بعجلة من أمري طفلتي الأخرى لاتزال تبحث عن شقيقتها مع تاتسو رجاءاً أعطني ابنتي أكن لك شاكرة


أعاد ظهره للخلف مستنداً للأرض بباطن كفيه : فقط لو أعطيتك الطفلة ستكونين شاكرة ؟ آه يالكِ من قاسية ألا يكفي أنني آويتها وأنقذتها من البرد والخوف والجوع والتعب واستمعت لسخافاتها لفترة طويلة وخففت عنها .. ياه كم أنا عظيم بالفعل .. بالمقابل لم أحظى حتى على كلمة شكر واحدة منكِ .. لست أنتظر شكراً بل على الأقل استمعي لي كما استمعت لابنتكِ الثرثارة


نظرت له بطرف عينها بحدة ثم أشاحت طرفها وهي تقول بسخط : لاحديث بيننا أم نسيت ماحدث آخر مرة في منزلي .. أولست زوجة مجرم فلما تريد الحديث معي


قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر له بغضب وجدية فقال وهو يضع يديه على الطاولة


ويتقدم قليلاً ليقابلها بنظراتٍ جادة غلفها الهدوء : بل هناك الكثير لنتحدث عنه .. كقصة الشبح مثلاً ؟ ذاك الذي ظهر فجراً بينما لاأحد في المنزل سوى طفلتين خائفتين وشبح مجهول يختبيء في .. زاوية الغرفة ! القصة غبية .. لكن ماأثار حيرتي هو .. أين يمكن أن يكون الأبوان قد ذهبا في وقتٍ متأخرٍ كذاك ؟أمر غريب صحيح ؟


كانت تستمع له محاولة السيطرة على تعابير وجهها لتبقى هادئة بينما بركاناً كان يتفجر


كل حين في قلبها .. قالت بعد صمتٍ محاولة أن تبدو طبيعية : إلاما تلمح ؟


رفع كتفيه بأن لايعلم بينما أردف بنظراته الماكرة : كنت أتسائل فقط إن كان هذا يعني

شيئاً لكِ .. أذكر أنني في صباح ذلك اليوم وفدت لمنزلكم فسألتكِ عن فلورنس ولكنكِ أجبتني بأنه لم يكن هناك .. لكن لطفلتكِ رأي آخر على مايبدو


تنهدت بعمق وهي تشتم في داخلها تلك اللحظة التي أهملت فيها الطفلتين فتسببت بكل


هذه الدوامة لنفسها . نظرت له بعدها بنفاذ صبر : لاشأن لي بما تصدقه .. فلا أظن أحداً

غيرك سيختلق هذه الحماقات .. أضف الى أنني لست مجبرة على اقناعك لتفهم وتفسر الأمور كما شئت .. أحضر طفلتي ودعني أذهب


وقبل أن يجيب أكملت ساخرة : صدقاً .. لم أتوقع أن يصل بك اليأس والحقد لاستجواب طفلة كانت محمومة في ذاك المساء لدرجة أنها لم تتمكن من تذكر ملامح الشخص الذي آذى والدتها .. أعجب لما تكره زوجي العزيز بهذا القدر وتصر على الصاق التهمة به


كل علامات الانتصار تلاشت ليحل على وجهه حقد وغضب دفين اثر حديثها حاول

السيطرة عليهما قدر الامكان كي لايظهرا ..


ومالبث أن قال مهدداً وهو ينهض : حذارِ أن تعبثي معي آرياكو .. كل مايخفيه منزلكم سأكشف حقيقته يوماً ما .. ليس هناك مايجعلني أحقد على ذلك النكرة لكنني أشفق عليكِ حقاً لثقتكِ الغبية به .. ستدركي كم أنكِ مخطئة باختياركِ قريباً .. قريباً جداً عزيزتي

خرج من الغرفة بعدها بينما بقيت آرياكو تفكر وهي تنظر للفراغ بصلابة وقوة ..

هي تشعر بالنصر حقاً ولكن الطريق مازالت طويلة لترتاح وتطمئن ..

فالغراب لايزال يحوم حول سقف منزلها ولن يريحه سوى أن يراه مدمراً

لحظاتٍ قصيرة انقضت بدخوله الغرفة وعلامات الغضب والحقد تغلف ملامحه

ويده تمسك يد الطفلة الناعسة المتعبة والتي ماان رأت والدتها حتى انهمرت دموعها

مجدداً وهي تهتف بين شهقاتها : أمي !!

وسرعان ماارتمت بأحضانها تفرغ خوفها وحزنها وتشكو بدموعها تلك اللحظات المريرة

التي قضتها حالما ظلت طريقها .. لم تقل الأم شيئاً رغم ماكان مكبوتاً بداخلها من عتاب

واستياء ورغبة في تأنيب طفلتها التي وضعتها بموقف لاتحسد عليه البتة ..

لكنها تماسكت وقررت أن لاتضغط عليها أكثر ..

فماهو جلي جداً أن طفلتها تمر بوضعٍ صعب للغاية لايستهان به

وأي خطأ منها سيزيد الأمور سوءاً وحسب ..

لذا قررت احتضانها بحب وحنان ونهضت وهي ممسكة بيدها مغادرة المنزل

دون أن تنبس ببنت شفة .. وقبل أن تخرج كلياً توقف هنيهة واستدارت له لتقول بهدوء

: شكراً لاهتمامك بها .. ذا دينٌ علي ماحييت وسأوفيه يوماً ما

انحنت بعدها باحترام شاكرة وغادرت بعدها بينما كتم غيضه

الذي ازداد لسبب لم يفهمه .. كل ماكان يشعر به أن شيئاً بداخله يتحطم

مخلفاً الكثير من الآلام التي لاتزيده سوى قسوة وحقداً !





- غبية هانا أقلقتنا لما فعلتِ هذا كدت أموت خوفاً

قالت ذلك هارو بعتاب وتذمر بينما ظلت هانا مسبلة الطرف شاردة الذهن ..

- يكفي هذا لليوم يافتيات اذهبا للنوم الآن وسنتحدث بشأن ماحدث غداً ..

أنتظر أن تفكرا بخطئكما جيداً وبقدر ماسببتما من متاعب .. هيا الى الغرفة

لم تجب أياً منهما واتجهتا بسرعة الى فراشهما قبل أن يتحول مزاجها من سيء لأسوأ

وماان أغلقتا الباب خلفهما حتى قالت بهدوء مخاطبة تاتسو الذي جلس أمامها باحترام :

شكراً لكل شيء تاتسو .. انني أتعبك كثيراً معي صغيري

أجابها بابتسامته الهادئة اللطيفة : لم أقم بما يذكر . انه واجبي أنتِ من يهتم بي سيدتي وأنا مدين لكِ بالكثير ..

- لست مديناً لي بشيء .. أفضل أن تنظر لي كأمٍ وإن لم أستحق هذه المكانة بحياتك.. لقد أحببتك بحق وأنتظر أن توافق يوماً ما على الانضمام لعائلتي الصغيرة

قالت ذلك وبعثرت شعره بيدها وهي تبتسم فابتسم هو الآخر بخجل وأومأ بالايجاب ..

وسرعان مااستأذنها ليغادر لمنزله وتعود لتخلو بأفكارها ومشاكلها التي لاتجد لها حلاً



حل الصباح على القرية الهادئة وبدأت أوراق الكرز تتساقط وقد جفت وبهتت ألوانها الجميلة

بينما الأجواء تزداد برودة كلما دنا الشتاء ..

أمسكت بالغطاء لتغطي وجهها طالبة المزيد من الدفء بينما أخذت الأخرى تهزها بعنف وهي تقول : استيقظي هانا استيقظي هناك مفاجئة كبيرة

فتحت الأخيرة عينيها بثقل دون أن تبعد الغطاء عنها وظلت بصمتها بينما أردفت الأخرى بمرح : لقد عاد أبي !

اتسعت عينا هانا بدهشة وقد تسارعت دقات قلبها لسبب تجهله ..

أهو خوفها منه أم عدم رغبتها بلقائه .. أو لربما كان الشوق ..

وهو أكثر مااستبعدته من خيارات

ألحت عليها بضجر : هيا انهضي انه يريد رؤيتنا اشتاق لنا كثيراً ألم تشتاقي لرؤيته

اعتدلت بجلوسها وهي تنظر للفراغ بشرود وشقيقتها تشدها بلهفة لتساعدها على النهوض





لاحت على وجهها ابتسامة سعيدة لم تستطع اخفائها تملكها شوق كبير لذلك الماثل أمامها والشحوب قد طغى على قسمات وجهه الحسنة ..


نطقت وهي ترتمي بأحضانه : حمداً لله على سلامتك .. افتقدناك كثيراً


لم تسمع اجابته فابتعدت وهي تتفحصه قلقه : كيف هي جروحك الآن أأنت بخير كيف قضيت أيامك الماضية


بعتاب صوب ناظريه نحوها والصمت حديثه الوحيد مما جعلها تسبل طرفها


وتقول وقد غلف صوتها الندم : كنت غاضبة يومها .. شعرت أنه يجب معاقبتك .. انما ادركت أني ماكنت أعاقب سوى نفسي .. شعرت بالضياع بدونك حقاً
أردفت وهي تنظر لعينيه وقد بللت الدموع أهدابها : ظللت أفكر بك طوال الوقت .. كيف تعيش وأين تغفو عيناك وهل تأكل جيداً و ... كيف استطعت تركك جريحاً متعباً
عادت تعانقه وهي تغمض عينيها بألم : كم كنت قاسية حينها .. لم أستشعر الراحة طوال فترة غيابك .. فلورنس سامحني


رفع يديه ليريحهما على ظهرها وهو يفكر بصمت ومشاعره تختنق بداخله ..


" أسامحكِ ؟ من يجب عليه الاعتذار وطلب السماح ؟ أنت .. أم أنا ؟؟ "


نظر نحوها والكلمات قد توقفت دون أن تتمكن من أن تعلن عن نفسها ..


واذا بصوت باب الغرفة يفتح خارجة منه تلك الطفلة بابتسامتها العريضة المبتهجة


وهي تمسك يد شقيقتها التي كانت تنظر نحوه بتعابير غامضة المكنون ..


ابتسم بحزن وهو يمد يده ليضم صغيرتيه بشوق كبير ولهفة بينما كانت هارو تهتف

بسرور : علمت أنك ستعود أبي اشتقنا لك كثيراً لما غادرت بدوني وأين ذهبت ؟ لماذا فعلت هذا بي أنا غاضبة

- رويداً رويداً ستهلكين أباكِ بحديثك المتواصل

بابتسامة قال وهو ينظر لها : لابأس .. اشتقت لها ولحديثها حقاً

ضم صغيرته بحنان وهي بادلته بعناقٍ قويٍ بينما انسحبت هانا عائدة لغرفتها بصمت







 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~Edith ; 05-03-2020 الساعة 09:54 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2020, 01:58 PM   #27
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً







أغلقت الخزانة بعدما رصفت فيها آخر ماوجدته في الحقيبة من ملابس ثم التفتت له بابتسامتها الجميلة بينما كان شارد الذهن يحدق في البعيد وقد جلس أمام الحديقة الصغيرة المطلة عليها غرفته
جلست بجواره تتأمل السماء الغائمة معه بهدوء وصمت .. ومالبثت أن قالت بينا هي لاتزال في تأملها : أعلم أنه ليس بالوقت الملائم .. لكن هناك ماأود الحديث معك بشأنه إن لم تكن متعباً بالطبع
التفت لها بهدوء وقال بعد هنيهة : مالخطب ؟
أمسكت يده ووضعتها بحجرها وقالت بينما تمسح عليها بيدها الأخرى : حدث الكثير أثناء غيابك .. توفيت جارتنا والدة تاتسو أنت تعرفها صحيح .. تلك السيدة المسكينة المريضة
أومأ ايجاباً بأسف : وماذا حدث للصغير ؟
- عرضت عليه العيش معنا إنما رفض لكنه يجيء الينا بين الحين والآخر والفتاتان تستمتعان برفقته كثيراً ولاسيما هارو
- آها هذا جيد .. سأحاول التحدث معه اذاً عله يستمع مني سيكون مؤنساً لكِ حتماً
ابتسمت دون أن تعقب ومالبثت أن قالت وهي تنظر له :
- هناك أمر آخر عزيزي .. انه يخص هانا
التفت لها متسائلاً فأردفت وقد أشاحت طرفيها كأنما تستعيد صورة ما في ذاكرتها
ثم مالبثت أن استدارت له وهي تقول بأسف : انها تشعر بألم كبير .. بالوحدة وبأنك .. لاتحبها لكونها سيئة أو قبيحة .. بدأت بانتقاص ذاتها لشدة حيرتها وحزنها لبعدك عنها
نظر لها مستنكراً وهو يفكر بحديثها : ولما قد تفكر بهذه الطريقة ؟
- أفضل أن تتحدث معها بنفسك عزيزي .. والا فإنها ستلجأ لسوانا وهذا ليس بالأمر الجيد أبداً
أومأ لها بالايجاب بعد تفكير قصير ونهض قائلاً : اذاً سأذهب لأحادثها الآن
ابتسمت ممتنة بسرور : حسنٌ ماتفعل .. شكراً لك فلورنس
ضيق عينيه بتذمر : ولما الشكر ؟ هي ابنتي كذلك
ثم ابتسم بهدوء وهو يضع يده على رأسها مبعثراً شعرها بشقاوة .. واتجه بعدها خارج الغرفة بينما كانت آرياكو تبتسم بسرور وهي ترتب شعرها







على احدى العتبات الخلفية المطلة على الحديقة الصغيرة .. كانت تجلس غارقة بأفكارها ويداها تعبثان بدمية صغيرة مهترئة ..
نظر لها ملياً ومالبث أن جلس بجوارها وهو يقول بمرح بينما عيناه مصوبتان نحو الأوراق المتساقطة : ياله من منظر خريفي بديع .. حينما يحل الشتاء ستغدو هذه الأشجار عارية تماماً ..
أضاف وهو ينظر لعينيها الصغيرتان المتسعتان قليلاً بدهشة : لكنه سيلبسها أخرى .. بيضاء كحلة العروس .. لكل فصل محاسنه كما له مساوئه صحيح
بعدم استدراك وجدت نفسها تومأ ايجاباً والدهشة لاتزال تعتريها .. فوالدها الآن يتحدث لها وهو بالقرب منها حديثاً جميلاً لطالما تمنت أن يقصه عليها كما يفعل مع شقيقتها .. انما بدت متحفظة واكتفت بتلك الايمائة عن سواها وقد أخفضت بطرفها من جديد للعبتها تلاعب شعرها بأناملها الصغيرة
نظر لها ملياً بحيرة .. فلسبب ما التعامل معها مختلف تماماً عن هارو المرحة والمنطلقة والثرثارة .. هي تصعب الأمور عليه وحسب وتبني حاجزاً بينهما لايمكنه بخبرته الضئيلة أن يتخطاه بسهولة .. حاول مجدداً وهو يزيد من قربها منه بعناق لطيف وقد أحاطها بذراعه
- تشعرين بالبرد صغيرتي ؟
ازدادت دهشتها واحمر خديها خجلاً .. ومرة اخرى اكتفت بالايماء ايجاباً لسؤاله
فقرر هذه المرة أن يخوض بأعماقها قسراً !
أدارها اليه ووضع يديه على خديها المحمرين الجميلين وقد تناثرت خصلات شعرها السوداء القصيرة على يديه وتحتهما بينما قال بابتسامة أبوية حانية :
حبيبتي هانا .. لما لاتتحدثين مع والدكِ ؟ أراكِ تنطلقين بالحديث مع ماما وتقصين لها أجمل القصص فلما لاتحدثيني أنا كذلك ؟
لم تستطع أن تخفض رأسها فنكست طرفها دون أن تنبس ببنت شفة .. تنهد بعمق وقال وهو يضعها بحجرها : حبيبة بابا تحدثي هيا أنا لي أن أفهمكِ وأنتِ صامتة هكذا ؟؟ غاضبة مني ؟
صمتت وهي تفكر بكلامه ولم تعقب فأردف وقد ضيق عينيه : ناقمة علي ؟
أيضاً لم تتحدث فقال بجدية : وتظنين أني لاأحبكِ وأنك قبيحة ومختلفة عن شقيقتك ؟
زمت شفتيها وكأنها تمنع نفسها من البكاء وقد افتضحت مشاعرها وصب الملح على جرحها ..
- لاحظ تلكما الدمعتين المتلئلئتين بعينيها فسارع لاحتضانها بأسف : صغيرتي المشاكسة أنا لكِ أن تفكري هكذا ها ؟ لطالما أحببتكِ .. لكني أبٌ سيء .. لايستطيع أن يعبر عن مشاعره لطفلته .. هانا أنتِ وهارو ووالدتكما كل حياتي الآن .. أنتم العائلة الحقيقية التي أمتلكها .. ولكم أحلم أن نعيش برخاءٍ وسعادة .. أحلم وأتمنى دائماً لو أن بامكاني تحقيق أحلامكم الصغيرة وجلكم الأكثر سعادة في هذا العالم .. انما ماذا عساي أن أفعل ؟
أكمل وهو يختنق بألمه ودموعه : ماذا أفعل وأنا أب عاجز سيء .. كل مايستطيع انجازه هو الفشل .. الفشل وحسب
نظرت له بحزن وعانقته وهي تتمتم بصعوبة : أبي .. آسفة .. أنا .. أحبك
بادلها العناق بكل مشاعره المكبوتة المختنقة بداخله
فما سيخلفه وراء ظهره .. هي حياة حقيقية ستغدو سراباً ووهماً عما قريب
وما يترقبه الآن .. هو حياة كاملة جديدة لايعرف منها سوى .. ماضٍ




يومٌ يتلوه آخر
والشتاء يزداد دنواً ورياحه العاتية تعصف بالقلوب ..
اختفى منذ الصباح دون أن يخبر أحداً عن وجهته .. بينما استفاقت وبدأت تجهز بعض الطعام الساخن عله يدفئهم قليلاً
وحول الطاولة الصغيرة تحلقت العائلة مع تاتسو الذي انضم لهم كما عادته كل صباح
باحثين عن الدفء في ذلك الموقد الصغير الذي وضعوه على الطاولة أمامهم وعليه ابريق الشاي تحيطه الكستناء من كل جانب ورائحة شوائها تفوح في الأرجاء
مدت يدها الصغيرة ووضعت واحدة من حلوى الخطمي بجانب قطعة كستناء فأفزعها صوت والدتها تنهرها : مالذي تفعلينه هارو ستحترقي أعطني
بتذمر أجابت : لكني أريد أن اجرب ذلك بنفسي
- لاحقاً ياصغيرتي حين تكبرين
- ياه هذا بعيد جداً
حل الصمت مجدداً حتى نطقت هارو مجدداً : لكن أين ذهب أبي منذ الصباح الباكر ؟
أجابتها أرياكو وهي تقلب الكستناء : لاأعلم لكنه حتماً لن يتأخر .. أظن أن لديه عملاً ما
واذا بهانا تهتف بسعادة : هاقد أتى بابا
قالت ذلك بعدما سمعت صوت الباب الخارجي يُفتح لكن أحداً لم يتحرك من مكانه فالجو البارد أجثمهم في مكانهم وأقدامهم تتدفأ تحت الطاولة
اقترب منهم وهو يبتسم بهدوء وسرعان ماانضم لهم وأدخل هو الآخر ساقيه تحت الطاولة بينما يديه تتدفئان بمايصدره الموقد من حرارة
- صباح الخير جميعاً .. ياله من صباحٍ بارد اسكبي لي بعض الشاي حبيبتي
ابتسمت آرياكو وبدأت بملأ كوبه بالشاي وكذا أكواب البقية بينما أضافت لكل من هانا وهارو الحليب لكأسيهما فبدأوا باحتسائه بسعادة وتبادل الأحاديث الجميلة التي بعثت الدفء في أحضان الصقيع





 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~Edith ; 05-03-2020 الساعة 10:04 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2020, 01:59 PM   #28
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً







تعالت صرخاته هاتفه بهم : ياأهل القرية أسرعوا وانظروا ماذا وجدت .. ياأهل القرية !!

وماهي الاهنيهة حتى اجتمع الكثيرين حول تلك البقعة بفضول وحيرة وقلق

واذا برجل يقف أمام منزل تشين وهو يشير للحقيبة الممتئلة مالاً وبجانبه ثلاثة بدا أنهم كانوا معه

تفرق الجميع ليفسحوا لكبيرهم الذي جاء مع مستشاريه ليتفقد الأمر وبعد تأمل ومشاورات قال بحيرة :انها مكتملة .. اذا من سرق أموال المخازن هو تشين ؟ ولكن من قتله وأعاد المال ؟ وأين اختفى تاماكي اذاً مالذي يجري ويحدث في هذه القرية بحق السماء ؟!

بدأ الجميع يتهامسون بحيرة وتساؤل بينما كان آرتشي ينظر لتلك النقود وقد سافر بأفكاره للبعيد محتفظاً بها جميعها لنفسه .. ومالبث أن قال : المهم أنها عادت سالمة مكتملة .. هكذا ستكون أمور القرية بخير في الشتاء ولن نقلق بشأن أي شيء .. لاتقلق كازومي فسأظل أبحث عن الفاعل وسأجده حتى وإن كان آخر عملٍ لي في حياتي .. ولكن لنبدأ بما هو أهم الآن

أومأ مجيباً وقد أعجبته تلك الفكرة وأخذوا المال لمكانٍ آمن حيث المسؤول الخاص عنه

وهاهي البهجة تعم القرية أخيراً بعدما اطمئنوا على مستقبلهم .. ولكن تلك الهمهمات والشائعات والأحاديث التي لاتنقضي .. ظلت تملأ الأجواء

- لابد انه تاماكي اذاً سرق النقود وقتل تشين

- من يعلم لربما تعاون كليهما على السرقة ثم تشاجرا من أجل المال

- ياالهي كان حسن الخلق فكيف له أن يفعل هذا ويصاحب شخصاً أجنبياً كتشين

- ولكن لما أعاد المال برأيكم

- لربما ندم لاحقاً

- من يعلم ربما

استمرت تلك الأحاديث لأيامٍ وأيام ولن ينهيها سوى ظهور الحقيقة التي يترقبها الجميع

الحل لذلك اللغز الغامض لتلك الحادثة الغريبة !



-صباح الخير أحبتي لدي مفاجئة مذهلة لكم من يريد رؤيتها معي

نظروا نحوه ولاتزال الحال كما هي في كل صباح يتحلقون حول الطاولة والموقد دون حراك

بدا الكسل عليهم جميعاً وقد نطقت هارو أولاً : بابا الجو بارد لنؤجلها الى حين موعد ظهور الشمس عل الجو يصبح أكثر دفئاً

بضجر قال : يالكم من كسالى تبدون كالدببة هكذا هيا انهضوا .. آريا حبيبتي هيا تعالي وأحضري الصغار ستسرون بها حتماً

لم تجد بداً من أن تنصاع لزوجها فنهضت وهي تسحب ردائها وارتدته بسرعة وهي ترتعش

ثم أخذت معاطفهم وبدأت تلبسهم واحداً تلو الآخر حتى تاتسو الذي بدا خجلاً من ذلك

ونهضوا مثقلين مرغمين واتجهوا نحو الخارج مع فلورنس الذي بدا سعيداً للغاية




- د .. راجة ؟!

- أحقاً ما أراه عزيزي ؟ أليست .. دراجة ؟

أجاب بابتسامة : حقاً انها دراجة جميلة مريحة تكفي لطفلتي الحبيبتين ولشخص ثالث أيضاً من أجل أن .. يقلهما للمدرسة .. مثلاً

قالها بابتسامة ومكر وهو يراقب تعابيرهم الذاهلة المتعجبة والتي تأبى تصديق ماتراه

- انتظر قليلاً رويداً علي فلورنس .. مدرسة .. ودراجة ؟؟! أفهمني مالذي يجري ؟
انحنى وضم طفلتيه لحجره وقد كانت هارو لتوها تمد يدها لتتفحص الدراجة بينما قال بمرح وسرور :
أجل لقد أنهيتها أخيراً .. اجرائات دخولهما للمدرسة وهذه هدية لقبولهما اشتريتها في طريق عودتي .. سنحتاجها فالمدرسة تبعد الكثير عن هنا .. فكرت بأن أضم تاتسو معهم كذلك لكنه أبى وطلب أن يتم تعليمه في المنزل لكي يتسنى له العمل وكسب قوته ؟؟ فاستجبت لهذا العنيد مرغماً
قالها وابتسم وهو ينظر لتاتسو الذي اطرق بطرفه خجلاً بينما قالت آرياكو باستنكار :
ومن أيت أتيت بكل هذا المال ؟
استشعر الاتهام الموجه له بنبرتها تلك فسارع يدافع عن نفسه : أقسم أني لم أسرقها
أردف وهو يطرق بطرفه : والدي .. أرسلها لي
خفق قلبها ماان ذكر والده وسرعان ماتناهت لذاكرتها صورة ذلك الرجل المتسلط المهيب والذي لم تره سوى مرة واحدة كفتها عن غيرها .. تلك الهالة المريبة به جعلت الخوف يتسلل لقلبها ويعتصره بشدة
اكتفت بذلك القدر ودخلت بينما طفلتاه وتاتسو يجربان الدراجة الجديدة بسعادة ويمطرانه بالتساؤلات البريئة

في المساء كان الجميع يتسامرون حول الطاولة عدا فلورنس الذي خلا بنفسه في المطبخ.. وماهي الا فترة قصيرة حتى تسللت لأنوفهم تلك الرائحة الشهية لطعامٍ لم يألفوه من قبل
توجهت أنظارهم نحو المطبخ بتساؤل
هارو : مالذي يطهوه والدي ياترى رائحته شهية
هانا : أظنه يطهو لنا شيئاً مميزاً
آرياكو بقلق : فلورنس هل أنت بحاجة للمساعدة ؟
أجابها وهو يدخل بصينية الطعام : لا لقد أنهيت عملي وبقي أن تتذوقوه
رصف الأطباق على الطاولة بسعاة وحماس والكل ينظر لها بذهول
تمتم تاتسو بغير تصديق : لحم !
بينما هتفت هارو : ماكل هذه الأطباق العجيبة يبدو كالحلم
هانا : هكذا هو شكل اللحم اذاً لكن كيف طعمه ؟
أجابها بابتسامة وهو يقرب لقمة منه لفمها : تذوقي واحكمي طهوت لكم المعكرونة والحساء بالطريقة البريطانية وكذلك السلطة وبانتظاركم كعك شهي ستحبوه حتماً
آرياكو بنظرة غامضة : ومن أنى لك كل هذا .. حتى لو حصلت على بعض المال لاتبالغ بانفاقه فلورنس .. الحياة لاتقتصر على الملذات وحسب
أجابها بابتسامته المعهودة : كلي عزيزتي ولاتقلقي حيال شيء .. رجاءاً .. دعينا نستمتع قليلاً
نظرت للطعام وهي لاتعلم لما قد تلك الغصة بحلقها ولما كان قلبها يخفق قلقاً وخوفاً باستمرار
تلك الليلة امتلأت بطونهم وباتوا سعداء مستمتعين بتلك الملابس الدافئة التي اهداها لهم والدهم وتلك الأغطية والفرش الجديدة حتى لتاتسو .. كانت ليلة كالحلم
- كما لو أن المارد حقق أحلامي
- محقة هارو كان هذا رائعاً أبي يحبنا كثيراً
- أجل قلتها لكِ مرارا ولم تصدقيني
ابتسمت بخجل وغطت نفسها بغطائها الجديد الزهري : ليلة سعيدة
- ليلة سعيدة اختي البلهاء
قالتها واستدارت وهي تغطي نفسها كذلك لتغفو كلاً منهما بسلام ورخاء

اليابان : الثالثة فجراً \ أوساكا
فتحت عينيها المثقلتين ومدت يدها متفحصة مكانه بنعاس .. واذا به خالٍ منه
اعتدلت جالسة بفزع وادارت وجهها تبحث عنه في أرجاء الغرفة .. واذا به يهم بالخروج لتوه وهو يحمل حقيبة صغيرة حمل فيها بعض حاجياته فعلمت سبب خوفها الدائم وذعرها
لم يأتي ذكر والده عبثاً .. فهاهو الكابوس الذي خافته ثمان سنين يتحقق .. وهاهو يرحل أمام عينيها
نهضت فزعة دون أن تكترث لذلك الجو العاصف شديد البرودة وخرجت خلفه بقدمين حافيتين ممسكة بذراعه بشدة : فلورنس مالذي تفعله
أدار طرفه المتألم الآسف لها واختنق بكل تلك الكلمات التي ازدحمت في عقله مكتفياً بابعاد يدها واكمال طريقه بصمت .. لكنها لم تستسلم وأسرعت خلفه لتتشبث بملابسه وهي تهتف ودموعها تنهمر بغزارة : لاتفعل هذا بي لاتتركنا أرجوك ماذا سأقول لطفلتيك بل .. كيف سأعيش وأنت بعيد عني وأنت لست معي لاتقتلني فلورنس أرجوك أنا أحبك أحبك سأحتمل الحياة القاسية سأحمل عبأ تلك الجريمة عنك ولكن لاتتركني أتوسل اليك
شرعت بالبكاء بهستيرية بينما هو ينظر لها بألم شديد وأسف وسرعان ماأسقط حقيبته واستدار لها يعانقها بقوة : آريا .. حبيبتي أرجوكِ لاتصعبي الأمر علي أكثر .. كوني سعيدة رجاءاً .. لايمكنني التراجع .. رغماً عني صدقيني رغماً عني
وضعت يديها على كتفيه ونظرت له وهي تصرخ بحقد : انه هو أليس كذلك .. الموت له هو من أراد تفريقنا .. أرجوك ابق معي وتجاهله الموت له الموت له
وضع يديه على خديها وقال وهو ينظر لها بجدية : آريا .. الأمر أكبر من قدرات كلينا .. يجب أن نضحي لتعيش طفلتينا حياة أفضل منا .. بقائي هنا لن يظل مستقراً كما سلف من الأيام فهناك مؤامرات تحاك في الخفاء .. ولن يلبثوا كثيراً حتى يكتشفوا الحقيقة .. لاأريد أن أكون السبب في ضياعهم ودمارهم
أومأت بالنفي بلا اقتناع وعاد تصرخ بألم : ان كان ولابد فخذني معك هناك الكثير من الخيارات أمامك لنهرب جميعنا .. لنهرب ونعش بعيداً حياة آمنة
- لن يحدث لن يحدث
قالها بيأس وتعب .. نظر لها بأسى عميق وصمت ثم تركها وحمل حقيبته مجدداً وسط نظراتها الذاهلة
- فلورنس

- رجاءاً آريا .. لنستسلم وحسب .. لاحل آخر أمامنا .. من يعلم ماقد يخبئه

المستقبل..لاأطلب منكم مسامحتي .. كل ماأطلبه هو أن تعيشوا بسعادة وسلام .. عديني بهذا

صمتت وهي تنظر له بعتاب ولما تزال بذهولها

بينما بادلها بنظراتٍ ملئوها الاعتذار والندم

قبل جبينها طويلاً ثم ابتعد وهو يهمس لها : وداعاً .. ياربيعي الأجمل




وقفت ترقب السماء من على تلك التلة وهي تغوص بذكرياتها التي لاتنتهي ..

وابتسمت ساخرة وهي تتمتم : صدقتك حينها .. كم كنت غبية ..

حين همست لي بتلك الكلمات حسبتك أباً عظيماً .. تحبني بحق ..

ولن تتخلى عنا مهما حدث .. ولكن ماذا ؟

ببساطة .. رحلت

رحلت تاركاً لنا مال والدك .. كل ماكان يفقه في هذا العالم .. وأنت .. غدوت نسخة

مطابقة له وبات المال هو مصدر السعادة بالنسبة لك .. يالك من أبٍ عظيم

صرخت وهي تفرغ مابداخلها من حقد دفين كأنما هو أمامها : لاتنطق بالترهات مجدداً

ولاتتلاعب بمشاعري .. ليس لأني طفلة خدعتني وتظاهرت بأنك الأب المثالي

لترحل الى الجحيم .. أيها الكاذب .. أنا اكرهــــــــك

أكرهـــــــــــك .. أيها الوحش .. أكرهك


قالتها وقد انهارت باكية وهي تضرب على كرسيها اللعين ..

والذي احتجز بقايا حريتها المكلومة ..

من هنا انتهت تلك المحطة المؤلمة

لتبدأ أخرى .. تخفي بطياتها الكثير ..

فمالذي ينتظرهم أكثر ؟!






واخيراً انهيت الجزء الأول من روايتي طبعا
معلوم المقطع الاخير مستقبلي يعني يخص الجزء الثاني
بس عودتكم ادمج بين الجزئين و الحقيقة كاملة وهوية هالبنت
هي والاحداث واللي صار بالمستقبل كله بتعرفوه بالجزء الثاني باذن الله ان قدر الله
انتهت فصولهم الأولى وتنتظركم الفصول الأكثر اثارة وحماساً


كانت تلك البداية فقط ..
كل تلك الفصول كانت تمهيدية وحسب لفحوى القصة الحقيقي
أرجو أن تكونوا قد استمتعتم معنا وراقتكم سطورهم وحياتهم وأحداثها
ان أحببتم القصة واقتادكم الحماس والفضول لمعرفة التتمة

أكملت لكم باذن الله الرواية
لايوجد واجب هذه المرة
فقط أفرغوا مابمكنوناتكم من آراء وتعليقات وتوقعات مستقبلية
حول الشخصية العاجزة التي أذكرها في المقتطفات دائماً
مستقبل آرياكو ومالحدث الذي سيجري لها ؟
فلورنس وماسيجري معه في رحلته وهل سيعود ؟
هارو ومستقبلها المجهول
هانا والتي اتوقع ان الجميع عرف ماسيؤول مصيرها اليه
وتاتسو المسكين الذي أراد الاحتواء بعائلة محبة تنسيه همومه
فوجد انه وقع في شباك عائلة اكثر بؤسا .. المسكين كم ارثي لحاله
واخيراً ماسيحل بالقرية وهل سيكشف اللغز
وان كان نعم فما سيكون مصير تلك العائلة المشؤومة

هذا كل شيء وأحب حقاً ان اسمع آرائكم وتوقعاتكم
استمتعت برفقتكم كثيراً واستمتعت بكتابة روايتي المفضلة واظهارها للنور
وأكثر المحطات التي راقتني حينما كانو يتدفئون ويأكلون الكستناء فقد كنت انا الاخرى
جالسة في جو شتوي رائع وجسدي يرتعش لشدة البرد وقد شعرت بالكسل حتى من
التقاط معطفي ليدفئني والذي كان في الغرفة المجاورة
كم احب الشتاء

اترككم الآن ... وفي أمان الله




 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~Edith ; 05-03-2020 الساعة 10:20 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 07:47 AM   #29
imaginary light
ذهبية | مشرفة مميزة


الصورة الرمزية imaginary light
imaginary light غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 80
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,667 [ + ]
 التقييم :  84123
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







مرحبًا جميلتي
فرغت من القراءة البارحة ولم أستطع الرد سوى اليوم
فأستميحك عذرًا على تأخُّري
~
وداعاً ياربيعي الأجمل

^
هنا يتجلّى الحزن أنيقًا كأنتِ!

صغيري الجميل تاتسو
ماتت أمه و تركته وحيدًا -رغم حنان آريا الرّائعة -لكنّه لم يغادر منزله
كوفاء للمخلوقة التي لا يمكن أن تعوَّض
و إن كانت مريضة,و إن تحمّل مسؤوليّتها منذ صغره
يبقى وجودها أمانًا سلبه منه الموت

أخي الطّفل فلورنس
تبًّا له!هذا أولًا
كأنه أقسم ألا يجعلني أتعاطف معه!
أغلب مواقفه تجعلني ممتعضة

عنده مواقف حلوة ,لكنّها كالسّراب لأنّه كان قد انتوى الرّحيل
لحدّ الآن ليس رجلًا مسؤولًا
كلّ ما أخبر به هانا عن سوء أبوّته صحيح.
يحطّم القلوب خلفه حيثما سار
أكثر من آذاها هي هاناكان الأفضل لو لَم يتحدّث إليها

لكان وقع رحيله أخفّ عليها ربّما

جلبرت
ياله من غامض,حقيقته مبهمة, ردود أفعاله غير متوقّعة
واضح أنّه كان يراقب كلّ شيء و اقتحم الشّاشة في الوقت المناسب له
سأكتفي بهذا القدر من الكلام عنه

آرتشي
لديه دراسته الصّامتة و مراقبته الحادّة هو الآخر
يجمع المُستمسكات و يحتفظ بها لنفسه
لمَ يا ترى؟أيمكن أن يكون أمر صمته متعلّقًا بالمشاعر؟
بكلّ الأحوال لا تروقني أساليبه

هانا/هارو
كلّ ما تعلّق بهما ممتع
من الحوارات للحركات للمواقف
لردود الأفعال تجاه بعض أو تجاه الآخرين
كلها كانت تجعلني أريد رؤيتهما أكثر و أكثر
هانا لاتزال تكسر قلبي
أشعر مع هارو أيضًا لكنّها ليست هشّة كأختها


تبًّا لفلورنس و لجلبرت معًا اي؟ماذا فعلا بالطّفلتين البريئتين؟!
و بآريا الرّبيع الأجمل!ستقاسي الذّبول و الألم
كسرها فلورنس!ألومه أكثر من جلبرت ع فكرة,فهو الأب و الزّوج
وهو الذي كان يجب أن يتحلى بالقوّة و الفطنة

و لا يستمر بالنّواح على ماضيه,و يفهم مع من هو حقًّا يتعامل

هل أقسو عليه؟... يستاهل قسوتي
قد أغيّر رأيي به لو نضج مستقبلًا و أصلح كلّ ما أفسده
علمًا أنّ موقفه الأخير مع آري
و "كرسي العجلات"ذاك
يجعلانني غير متفائلة كثيرًا من ناحيته
على كلّ حال
"براعم زهرة الكرز" ماهي إلّا تمهيد نحو جوهر الرواية
في الجزء الثاني لا بدّ أن تُحلّ الأمور المعلّقة و تتّضِح النّوايا
و نرى كيف ستكون الحياة مع آريا و صغيرتيها
و مالذي سيواجهه فلورنس

بانتظارك لتحكي يا شهرزاد
بدفء كلماتك ,بإتقان وصفك,و توصلي الأحداث و الأفكار بسلاستك المعتادة

دمتِ سلسبيل عطاء

سلامي


 
 توقيع : imaginary light


“إنّ الـفـكـــرة الـنّـبـيلــة
غـالـبــًا لا تحـــتــاج للــفهـم
بـــل تحــتـــاج للإحــــســــاس”
~


imaginary light/ zenobya

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 05-17-2020 الساعة 06:22 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-13-2020, 12:34 AM   #30
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً



اهلا بك من جديد غاليتي
أطلت عليك الغياااب جدا
رغم اني اعدت قراءة ردك المبهر عشرات المرات
اقول واكرر دائما
لااشبع من قراوة ردك المفعم بالجمال والحياة
انه يجعل من روايتي بأكملها لاشيء حقا
بلاغتك تسحرني حتى وانت تتحدثين بكامل عفويتك

تاتسو أكثر من احب بروايتي في الواقع
سيصارع امورا كثيرة ربما تجعلك تنتقديه لاحقا ولااعلم قد تكون لك نظرة مختلفة لست اعلم متحمسة لرأيك حول القادم

فلورني بدأت اخاف عليه وعليك منه
فالقادم سيصيره عدوك علىمايبدو
هانا وهارو والصراع الذي سيقودهما لمستقبل
يخفي الكثييير من التغييرات الجذرية
واريا
حتى الان افكر بتغيير مصيرها الذي ربما تكرهوني لاختياره
اترك الامر للمستقبل لتحكمو

جيلبرت شخص سيصيبكم بالجنون كما انا
فهو متناقض مزدوج الشخصية
لايستطيع اخفاء شره وخيره
اما ارتشي فحقده وحبه يصنعان المستحيل

متحمسة لوضع الفصل الثاني
وشكرا غاية الشكر لك
لأنك ظللت تشجعيني وامسكت بيدي حتى نهاية هذا الجزء
وكنت معي ولم تتخلي عني
شكري لك لايمكنني احصائه
دمت لي يااروع متابعة
أحبك من القلب


 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إفيلا، الظلام والنُّور الجزء الثاني lazary قصص قصيرة 4 06-03-2020 11:42 PM
الأثر الأول لنا darҚ MooЙ مسابقات وندر لاند 48 03-07-2020 11:38 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 12:43 AM