••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


المرآءة المَكسّورة

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2020, 06:48 PM   #1
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,706 [ + ]
 التقييم :  46324
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 42
تم شكره 11 مرة في 10 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

روايّة؛ المرآءة المَكسّورة







السلام عليكم ورحمةة الله وبركاته

رواية من الماضي،
طبعا قررت نقل اعمالي الادبية المتواضعة، عشانها بجد عزيزه عندي
وذي من كانت لمسابقة وسام الي م شرفنا بنتائجها









العنوان؛ المرآءة المكسورة

التصنيف؛ بوليسي، شريحه من الحياة، دراما

الكاتبة؛ FREEAL

عدد الفصول؛ سبعة + فصل ختامي

الحالة؛ مكتملة

مشتركه في مسابقة؛ الخطايا السبع بين دهاليز القلم

2016-2017









 
التعديل الأخير تم بواسطة فِريـال ; 03-15-2020 الساعة 04:20 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 07:01 PM   #2
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,706 [ + ]
 التقييم :  46324
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 42
تم شكره 11 مرة في 10 مشاركة

مشاهدة أوسمتي











الفصل الأول:



وَسَطَ ظَلامٌ دامِس، حَيث لا يُري سِوي ضوءٌ أحمَر مُنبَعث من قفل الباب الألکتروني.... ولا صَوتَ غير صَوتُ الخطوات،
فى غرفةٌ غارقه فى الظلام، بل غارقه فى الحقد.... لَمَعت عَيناها الخظراوتان لِتُضيء حَولَها مُشکلةٌ هالة حقد وکراهية....
رَفَعَت حاجبها الأيسر مُعبرة عن شعورها بالملل، الملل من الأنتظار، تسير فى أرجاء الغرفه جيئةً و ذَهابًا...
بعد ساعات من الأنتظار، دَوَي صوتُ صريرٌ مُزعِج لفَتح الباب الحَديدي الوَحيد المؤدي للمکان، معلنًا دخول أحدهم....
توقفت إثر هذا الصرير فى مکانها، أعادت أحد قدميها إلى الخلف وحَرَکت جسدها مُستَديرة تَستَطلعُ مَلامِح هذا القادم
بَعد انتظار ساعات، لتَرتُسم مَلامِح الغَضَب فى عَينَيها الحاقِدَتَين.... لِتَنطق أخيرًا بصوتها اللطيف ومَلامِحُها على حالها السابق
-:" هذا أنت؟ أخيرًا أتيت... انتَظَرتُکَ طويلًا أيها المُخادع؟"

رَفَعَ الخضراوتاه مُتَفَحِصًا إياها، تَعالَت نَظَرات الانزِعاج المَرفوقَه مع الأسَف، فَخَيَمَت مَلامِح الحُزن على مَلامحهُ المُتَفائِلةَ...
تَرَکَ الباب فاتِحًا ذِراعيه و إتَخَذَ خُطوةٌ بَعدَها خُطوة، إلى أن رسا على مَرفأ البداية و سَحَبَ کُرسيًا وإتخَذهُ مَجلِسًا له ....
وقَفَت مَکانَها فى الزاويهَ المُقابِلةَ للباب وحَرَکَت عَينَيها بَينَهُ و بَينَ الباب.... ثُمَ تَقَدَمَت بِخُطوات بَريئة وواثِقَة
وإتَخَذَت الکُرسي المُقابل له مَجلِسًا لَها مُتَجاهلةٌ الباب المَفتوح.... رَفَعَت يَدها وبَعثَرَت خُصُلاتِ شَعرها البني إلى الخَلف
مُدَعيةٌ الثِقة ووَضَعَت يَدها اليُسري عَلى خَدها الأيسَر بَعدَ أن ثَبَتَت مِرفَقِها على الطاولة بثَبات.... رَمَقَها بنظرات تسأل الکَثير،
لکن لا جَدوي تَرفُض هذه الکلَمات الخروج والسؤال، تجَمَعَت دَمعةٌ خائنة على طَرَف عَينُه االيُسري مُحاولَة شَق طَريقها إلى العالَم....
رفعت عينها لتقابل عينيه راسمة نظرات باردة، کانت تعلم هذه المشاعر ستحول دون تمکنه من جعلها تبوح بما لديها...
کسي الجمود ملامحها وراحة جليدية تجمد توترها، کانت نظراتها الباردة تلعب وتحرق وجوده، فتبخرت الدمعة فى مکانها
ولم تري طريقها على وجنته... رفع حاجبه الأيمن معلنًا التحدي وعيناه مثبتتان على عينيها کشمسٌ فى الفضاء،
قلدت حرکته الأخيرة بعد أن فصلت خدها عن راحة يدها قليلًا وثبتت يدها من الجهة الخارجية على طرف حنکها قائلة بتحدي
-:" لمَ أتعبت نفسک؟ کنت لأتي بنفسي لو إتصلت بي وکنت لأحضر بعض الدونات معي لنتناولها سويًا!"

ترقرقت عيناه بالأمل وابتسم ابتسامة باهتة وأطلق صوته فى الأرجاء:" إذن ألن تجيبي؟"

رفعت حاجبيها باستنکار لتستفزه ببراءة : ولکنکَ لم تسأل شيءٍ بعد يا أخي العزيز!"

أغلق عينيه وأخذ يهديء نفسه ليفتح عينيه بسرعة قائلًا بدون مقدمات:" لا تتغابي معي، أنتِ تعلمين ما أقصد يا کيتي،

لمَ افتعلتي کل تلک المشاکل؟"

ارتسمت ملامح الخيبة محياها لتترقرق دموعها بغزارة قائلة بصوت مبحوح وسط دموعها
-:" هل أنت معي أم ضدي أخبرني؟ أيعقل أنک صدقت کلامهم!"

أخذ نفسًا عميق مخرجًا زفيرً مسموع قائلًا بثقة
-:" کيتي، أنتِ تعرفينني جيدًا لا يُفتَرض أن تَتَخَيَلي للحظه أني ألقيتُ القَبضَ عَليک بدون دليلٌ قاطع..."

نَهَضت تَقول بتوتر يعلو مَحياها، بَعد أن ضاقت عيناها وقالت بصوتٌ ضَعيف بالکاد يُسمَع:" أکُنت تتحري عني؟"

لم يَسمع کلامَها الأخير فقال مُستَفسِرًا:" عفوًا؟"

عادت للوراء قليلًا قائلة بقلق وتوتر مَلحوظ والرَعشة تَسري فى أنحاء جسدها:" کيف طاوعَک قلبُک أن تتحري عني يا کيث؟
ماذا سيقول والدي عن فعلَتِک الشَنيعة، أيُعقل أنک کُنتَ تشُک بي؟"

وقف مُستقيمًا بقامتهُ العالية و الهيبةَ ثُم الوقار يَغزو وقوفهُ بِشموخ قائلًا بفَخر:" أبي سيَکون فخورًا بي لأنني في صَف العدالة!"

قالت بِغَضَب و الشرر يتطاير مِن عَينَيها:" سُحقًا لک ولأبيک ثُم للعدالة.... عن أي عدالة تتحدث يا أخي وعن أي فَخر..

کُل ما يَحدثُ اليوم بسبک أنت وأبيک ثم فخرک..."

تراجع مَصدومًا من کلامها الأخير ولَبِسَت ملامح وَجهه قناع الصدمة ليُتم بأحرف مُبعثرة :" مـ...مـ..... مـــاذا.... ماذا تقولين يـ.... يـ يا أختي...."

ثم جمع شتات کلماته وأفکاره، ليقول بحدة وهو يهجم عليها ويُمسکها من طَرف مِعطفها الأسود قائلًا بغضب:" إن کُنتِ

تعتقدين أنکِ ستُهينينَ والدنا وأنا أسمعُ لا أدافع..." عض طرف شفتيه ليقول بحدة:" فأنتِ واهمة...."

لحظة صمت مَزقت أوتار الحقيقه، ترقرقت الدموع فى عيناها کالجواهر... قالت من بين دموعها والصورة فى عينيها کالسراب

-:" کنا متشابهين منذ يوم ميلادنا.... کنت تعطيني الحق وتدافع عني دائمًا.... ولم يسبق أن شعرتُ بضعف فى أي موقف،
کنت تُنير قراراتي دائمًا، أما الآن غيرت رأيي .... نحن لم نعُد مُتَشابهين... حتى ملامحُنا لم تعد تسأل عن بعضها... أتعلم لمَ؟
لأنک المفُضل لدي والدنا... لأنک رجل وأنا امرأة.... لأنک حققت حُلم والدنا وأنا عالةٌ فى طريق نجاحک... أنا أحسدُک لأنک أنت....
لأنک رجل و أنا لا !"

کانت کلماتها توجه له صفعةٌ تلو الأخرى، والصدمة موقف الاثنان...





فى حَديقة مُتوسطة الحجم و تحديدًا على أرجوحةٌ بيضاء....

جَلَسَت طفلةٌ ذات الخمس ربيعًا وهىّ تُمسک لُعبة الدب فى حضنها وعينها متلئلئة بالدموع الجارية.... تقدم الطفل الذى
رُسم وجهه کوجهها کما لو کانا واحدًا لا اثنان... أخذ يُراقب مَحياها بتساؤل ليرسُم ابتسامةٌ بَريئة مُتجهًا نَحوها...
ولم تکن إلا لحظات حتى علت صوت القهقهات وارتَسمَت الابتسامات... لترکُض خلفه مُبتَسمة وهىّ تُنادي بصوتها البريء
-:" کيث... کيث... أخـي





وفى يومٌ ممطر رَکَضَت بين الشوارع مُمسکة بحقيبتها فوق رأسها لتحتمي من المطر قدر الإمکان، عائدة من الثانوية....
عادت للبيت وهىّ مُبللة بالکامل، فاستقبلها أخاها الذى يعلو وجهه المتعب القلق والإهتمام قائلًا باستفسار
-:" أين مظلتک، ستمرضين هکذا!"

ابتسمت وهىّ تَقول له:" وهل تعتقد أني سأسمحُ لک أن تَمرض وحدک؟"

ودوي صوت عَطسةٌ قوية أرجاء البيت...





التمعت عيناهُما لتذکُرهما ذلک فى آنٍ واحد....

دارت بجسدها قليلًا فأرخي قبضته عن معطفها، رفعت يداها إلى صدرها وأدارت وجهها عنه..
حتى اختفت ملامحها خلف شعرها الطويل، ولم يري بعدها سوى الدموع التى تشقُ خَدها راسمةٌ نهرًا طويلًا....



فغاص بذاکرته إلى ذلک اليوم ...

....دخل الشاب صاحب العشرين عامًا وهو يقول بسعادة:" أبي... أبي لقد نجحت.. نجحت يا أبي..."

ربتَ على کتفه وهو يُعبر عن فخره بسعادة، يقول له:" أحسنتَ يا بُني.... أنت فخر أبيک!"

وقفت فتاة بجانب الباب وعلى ملامحها شيء من الحزن ودمعة على طرف جفنها، أعاد نظره إلى الوراء ليُخاطب شقيقته

فلمح الحزن عليها لثوان لتتغير ملامحُها وترسم ابتسامةٌ باهتة وهىّ تهنيء شقيقها على نجاحه فى امتحان الانتساب لقوات الشرطة....
لم يُعر الأمر الأهتمام وظن أنهُ کان يتوهم...

*

کانت هذه الذکريات تمزق ذاته، لينهض حزينًا أکثر مما کان قبل الدخول إلى غرقة التحقيق.... أدار قامتهُ بسلاسة وهدوء،
أهدأ من الهدوء قبل العاصفة، وخرج من غرفة التحقيق مُغلقًا الباب خلفهُ يَجر أذيال الخيبة....

اقترب شاب لم يکن سوي الجندي المساعد له ليستفسر قائلًا:" سيدي هل أنت بخير؟"



يتبع~







 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 11:41 PM   #3
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,706 [ + ]
 التقييم :  46324
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 42
تم شكره 11 مرة في 10 مشاركة

مشاهدة أوسمتي











*

الفصل الثاني:

" الكذب!!"

*

أدار قامتهُ بسلاسة وهدوء، أهدأ من الهدوء قبل العاصفة، وخرج من غرفة التحقيق مُغلقًا الباب خلفهُ يَجر أذيال الخيبة....
اقترب شاب لم يکن سوي الجندي المساعد له ليستفسر قائلًا:" سيدي هل أنت بخير؟
رفع نظره للجندي مارو وقال له بهدوء:" سأخرج لأتمشي! اذا سأل المفتش عني اخبره بأني سأعود مساءًا!"
حرك قامته بسرعه ولم يسمح لمارو ان يعلق بشيء غير التحية العسکرية...

*


قاد نفسه بلا وعي منه إلى آخر مکان توقع الوصول إليه، قاد بصره مستطلعًا المکان... مضت ساعات وهو يسير
فى شوارع المدينه أنى له الوصول الى هنا! اتخذ خطوة تلتها خطوة إلى أن وقف أمامه ينظر بحزن لفترة طويلة...
نطق يخاطب التى امامه بحزن:" نحن بحاجة إليکِ کثيرًا يا أمي!"

*

*

عاد للبيت ورمى بنفسه على الاريكة الکبيرة فى غرفة الجلوس وهو يفکر بعمق حول القضية، أخذ يعبث بشعره بفوضوية
من کثرة التفکير! انتفض من مکانه بعد أن تذکر شيء مهم سمعه من کيتي قبل فترة فعاد أدراجه للمرکز وأمر الجندي
أن يحضر کيتي إلى غرفة التحقيق.... هو لن يرضيه رؤيتها خلف القبضان الحديديه!

کان فى طريقه إلى هناك لکن المفتش أوقفه فى منتصف الطريق حين رفع بصوته الخشن قائلًا:"المحقق نوراکي!"
التفت إليه بهدوء و أخذ يمرر نظرات الاستغراب على المفتش منتظرًا ليعلم ما يريد... ناداه ليُلحق قائلًا:" اتبعني سيد نوراکي!"
شعر برعشة تسري فى اوصاله لما طلب المفتش منه اللحاق به!

*

*

فى مکتب متوسط الأبعاد، جلس خلف مکتبه الکبير المکدس بالملفات، مثبتًا مرفقيه على الطاولة واضعًا يد فوق الأخرى
وينظر نظرات الواثق بنفسه...

*

بعد بُريهات من الصمت القاتل نطق أخيرًا
-:" محقق نوراکي أنت معفي من التحقيق فى قضية مقتل الضحية ايميتو جاستري ابتداء من اليوم!"

انتصب من مکانه فزعًا، مصدومًا وغير مصدق !!!

فتح فمه ليعترض مستفسرًا عن السبب ولکن قاطعه صوت ناعم من الخلف:" سأتول القضية من الآن فصاعدًا!"

أدار وجهه للخلف قائلًا بحماس:" ولكن ايکوکو هذه قضيتي أنا!"

نهض المفتش من مکانه و وقف بينهما قائلًا
-:" ايکوکو أعتمد عليکِ!! کيث هذه القضية أصبحت قضية شخصية أکثر من ذي قبل بعد تورط السيدة کيتي!"

قال معترضًا بهدوء مخيف:" لکن کيتي مُتهمتي، وأنا ألقيت القبض عليها بنفسي، أتشک بمهنيتي ووفائي للقانون؟"

قالت آيکوکو محاولة التخفيف عنه بعد أن رفعت نظارتها بخفة:" بالطبع لا.. لو کان شخص آخر غيرک لما قام بفعلتک النبيلة!"

رفعت يدها لتواسيه ولکنه أبعد يدها وتحرک نحو الباب قائلًا:" ابذلي جهدکِ يا آيکو!"

تحرک المحقق من مکانه قليلًا:" إلى أين أنت ذاهب يا کيث؟؟

أدار قامته قليلًا قائلًا بثبات:" إلى غرفة التحقيق! اليوم ينتهى عند الثانية عشر بعد منتصف الليل!"

غضب المفتش قائلًا بصوت مرتفع:" محقق نوراکي !"

لكن کيث تجاهله وذهب إلي غرفة التحقيقات بسرعة، أمسکت آيکوکو کتف المفتش قائلة بابتسامة طفيفة:" اترک أمره لي حضرة المفتش!"

*

*

فى الممر المؤدي لقسم التحقيقات، رکضت خلفه بکعبها العالي ولم يمنعها طولها من الرکض بحرية!

-:" انتظر يا کيث... انتظر.... اسمعني ارجوک..."

رفعت صوتها أکثر قائلة بغضب:" أقول لک انتظر أيها المتعجرف!"

وقف مکانه للحظات ببرود.. وفى طرفة عين إن لم أبالغ، استوى واقف أمامها ولا تحمل ملامحه إلا نفاذ صبر...

-:" أنا سأتابع العمل فى القضية حتى لو سرًا!"

ابتسمت وهىّ موقنة إنها لن يغير رأيه فى الموضوع قائلة بسخرية:" ولمَ تخبرني بذلک إن کنت تريد المتابعة حتى لو سرًا!"

وقد شدت على الکلمة الأخيرة بأستفزاز.. فلم يجد ما يقوله!!!

*

بعد التحقيق بساعات...

لم تعترف کيتي على مضمون الاستجواب ولم تفتح فمها بکلمة ولو لا! خرج کيث مستاء من غرفة التحقيق،
أغلق الباب وهو يتحدث مع مارو أن يعيدها إلى الزنزانة...

وقد أتجه إلى الغرفة الثانية حيث تنتظره آيکوکو... فتح الباب بملل وأغلقه بعنف وقال متذمرًا:" أشعر إني لا انجح فيما أفعل!"

رفعت نظرها له وقالت باهتمام:" ما مناسبة هذا الکلام؟"

رکل الباب وقال متذمرًا:" لا أفهم کيف يعقل.... يفترض أن تکون استنتاجاتي صحيحة!"

-:" ألا وهىّ..

ثم اخذت علبة العصير ورمتها نحوه...

تراجع قليلًا وأمسک العلبة وقال وهو يعبث بها و يهزها بکلا الطرفين:" أنا واثق ولکن !!

قاطعتة بسرعة:" لا دليل!"

تنهد بملل:" أجل... لا دليل يؤيد استنتاجي! تأخر کيتي ساعتان عن الوصول إلى ذلک المکان کان دليل کافي لتوجه لها أصابع الأتهام!"

أضافت بثقة:" لکن هذا لا يعني إنها قد قتلته! ووجود بصماتها فى مسرح الجريمة وسلاح الجريمة أيضًا، ليس دليلًا کافيًا!

نظر بإهتمام:" لکن أيضًا ذلک لا يعني إنها بريئة، بل ولاتزال متهمة!"

تنهدت آيکوکو بملل:" لمَ تبدو کمن يحاول توريطها أکثر يا کيث! ثم إني لم انتهى من توقعاتي!"

نظر باهتمام کبير لتکمل کلامها وهىّ تبحث فى ملف القضية بدقة...

-:" أنا أعني أن بصماتها على سلاح الجريمة يعتبر أمر بديهي فذلک المکان کان بيتها إن کنت تذکر،
وکامرأة مسئولة عن بيتها وحياتها الزوجية أمر بديهي أن تنظف تحفة الزينة تلك!"

فوجهت نظرها له:" ألن تعلق على تحليلي الصغير؟"

أمسک ذقنه وقال:" ولنقل إن تاخرها عن مکان ذهابها بسبب زحمة الطرقات وقلة السرعة،
فکيتي تقود بهدوء وليست من محبي السرعة!"

بعد تفكير طويل لا فائدة منه.... قال الاثنان فى آن واحد بعد أن تنهدا معا:" هنالک حلقة مفقودة !!!

*

*

*****

*

*

~ قبل ساعات اثناء التحقيق ~

دخلت إلى غرفة الاستجواب برفقة مارو وهىّ حزينة غير قادرة على فعل أي شيء...

سألها مارو من باب الأحترام کونها شقيقة کيث:" أتريدين أن أحضر لکِ أي شيء سيدتي؟"

رفعت رأسها إليه ولم تنطق بحرف بل اکتفت بتوجيه نظرات الحزن التى کست وجودها بعد العاصفة الاخيرة...

شعر مارو بحزن وقد أراد مواساتها قائلًا:" لا تقلقي سيدتي کيث يفعل ما بوسعه ليخرجکِ من هنا!"

توسعت عيناها مصدومة ومدهوشة من کلام مارو الأخير وأرادت أن تقول حقًا، لکن کيث قاطع الجو قائلًا:

-:" انصرف يا مارو!"

أدى مارو التحية وغادر المکان بهدوء... اقترب کيث من الکرسي المقابل لکيتي وسحبه قائلًا:" مساء الخير!"

أدارت کيتي وجهها ولم تنظر فى وجهه البتة... ليس لأنها تکرهه، بعد أن صرحت بشعوره نحوه بل لأنها
کانت محرجة حتى الجنون... رفع کيث خصلات شعره الأمامية وأعادها إلى الوراء قائلًا بأهتمام :
-" لمَ کنتِ تکذبين اثناء استجوابنا لمارثا دانتيل؟"

توسعت عيناها مدهوشة ولم تعرف بما تجيب... أعاد النظر إلى الملف الذى بين يديه ثم قال مکملًا حديثه:

-" أتهمتيها بقتل ايميتو وقد کنتِ تلومينها و تتهمينها طوال فترة التحقيق معها!

لم تترک نظرات الأندهاش وجهها ولم تستطع قول کلمة تنفي أو تؤيد!

*

عاد يقلب صفحات الملف ليقول بعد أن توقف فى إحدى الصفحات:" يشير کشف حسابکِ البنکي أنکِ قد ملأتي الخزان
فى الساعة الثامنة صباحًا فى محطة ايدوتي ونظرًا لمسافة الطريق إلى القرية السياحية يفترض أن تصلي فى الساعة العاشرة
ولکن فريق العمل شهد أنکِ وصلتي فى الثانية عشر ظهرًا وتاخرکِ کان سبب تأجيل التصوير للرابعه ظهرً!"

رفع نظره ليجدها تستمع له بکامل انتباهها ونظرات القلق بادية على وجهها!

أکمل کلامه بسؤال محير:" أين کنتِ خلال الساعتين الضائعتين يا کيتي؟"

کأن کيتي لحظتها ابتلعت لسانها ولم تقل أي شيء لتدافع عن نفسه؟
*

*

بعد ساعات من التحقيق الفاشل الذى لم يثمر أي نتيجة وبعد حديثه مع آيکوکو... خرج من مقر الشرطة وهو مستاء
فلم يستطع کشف شيء وها هو مستلقيًا على سريره ولا يفکر سوى بملامح کيتي اثناء التحقيق!
مما زاد الأمر سوء فلم يستطع النوم طوال اليل...

*

عاد يفکر يوم کانوا يحققون مع المدعوة مارثا دانتيل! کانت کيتي توجه کلامها لمارثا وکلها غضب
وکيث يمسکها من خصرها بکلتا يديه ليمنعها من ارتکاب الحماقات:" کيف تجرؤين على قتل زوجي
ستدفعين الثمن باهظًا أيتها الخائنة... وتسمين نفسکِ صديقتي! أنا أکرهکما أنتما الاثنان إيها الخائنان...
ستدفعين الثمن باهظًا.... أعدکِ أعدکِ!"

*

"الکذب حول ذهابها والفترة الضائعة وإتهامها الکاذب حول مارثا وعدم تصريحها بالکثير! لحظة... کيف علمت کيتي بالأمر!
أنا، آيکوکو ووالدنا وبعض من عناصر الشرطة المسئولين عن القضية فقط من نعلم عن موضوع الخيانة وأخفيناه حرصًا على
مشاعرها فکيف علمت بالموضوع فور قدومها للمدينة وبعد معرفة عن موضوع قتل زوجها مباشرة...
آيکوکو محقة هناک حلقة مفقودة... أي سر تخفين يا کيتي؟"

*

نهض من دوامة الأفکار على صوت جرس الباب فنهض من مکانه وذهب لفتح الباب ليتفاجأ من هذا القادم فى بداية الصباح!"

*

يتبع~







 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:58 AM   #4
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,706 [ + ]
 التقييم :  46324
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 42
تم شكره 11 مرة في 10 مشاركة

مشاهدة أوسمتي











الفصل الثالث:

... أي سر تُخفين يا کيتي؟
نهض من دوامة الأفکار علي صوت جرس الباب... وذهب لفتح الباب ليتفاجئ من هذا القادم في بداية الصباح! وقف مصدوماً للحظات...
جال بنظره بين ساعة يده ووجه هذا القادم... إلى أن أدرك الموقف:" ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت المبکر من الصباح!"


في غرفةٍ متوسطة الأبعاد وعلى سريرٍ کبير... حرك جسمهُ معبراً عن انزعاجهِ من هذا الصوت المزعج...
رفع هاتفهُ مُجيباً بعينيه الناعستين:" ماذا؟"
فأجابهُ الطرف الأخر بسرعه:" لقد أُلقوا القبض علي السيدة كيتي!"
نهض من مکانه بسرعه، قائلاً:" متى حدث ذلک يا فرانس؟"
-:" صباح الأمس!"
رد وهو يغير ثيابه بإنزعاج:" وتقول لي ذلك الأن! سأعود حالاً!"


جلس کيث في المطبخ وهو يتناول فطورهُ بملل... اقتربت منه وهي تسکب الشاي له... رفع نظره لها
کانت تحرک رأسها جانباً مراراً وتکراراً... بدت له متضايقه من خصلات شعرها البنيه...
رفع خصلات شعرها الأماميه وأعادها لخلف أذنها قائلاً:" هل يعلم والدك بأنک هنا؟"
أعادت إبريق الشاي إلي مکانه وجلست بجوارهِ بهدوء:" ربما!"
رفع حاجبه الأيسر بملل:" ربما؟"
ثم تابع بغضب:" کاغوري ستجننينني يا فتاة! أتريدين أن يُنهي والدك أمري؟"
أخذت قطعة خبز لتدهنتها بالزبده والمربى وقدمتها له قائلة:" تناول فطورك!"
أخذها منها بستسلام وبدأ بتناول فطوره بهدوء... هو يعلم أن لا فائدة من الجدال مع هذه الفتاة...
فمهما طال سيخسر أمامها بلتاکيد!

" سيدة کيتي، أحضرت لکي فطورك!"
نهضت من مکانها بهدوء إلى أن أدرکت الموقف قائله:" صباح الخير مارو!"
قال وهو يدخل ليقدم لها الصينية مُردفًا:" يبدو أن ليلتک کانت سيئه!"
قالت وهي تبتسم بسخريه:" إنه بالتاکيد ليس المکان المناسب للإستجمام!"
ابتسم و يقول مغادراً:" إذاً حاولي أن لاتبقي هنا طويلاً!"
رفعت بنظرها له وهو يقفل الزنزانة ومن ثم غادر بهدوء... لتبقى وحدها تفکر بما قاله بجديه...
-:" هذا المکان لا يفترض أن يکون مکاني!"

دخل کيث مکتبهُ ليباشر العمل وهو لا يفکر سوى بکيتي! في أثناء العمل وقع نظره علي ملف قضيه ايميتو...
تصفحه باهتمام...
بات يحفظ هذا الملف لکثرة قراءته في الأسابيع الماضيه! وما إن انتهى حتي رماه جانباً...:" هذه لم تعد قضيتي!"
دخلت ايکوکو بهدوء وهي تجيب:" هذا لا يعني أنك لن تساعدني!"
رفع بنظراتهُ وهو يجيب:" صباح الخير! أهذا يعني أن خدماتي لاتزال مطلوبة؟"
ضمت نفسها وهي تجيبه مبتسمة:" بالتأکيد! فأنت من بدء العمل في القضية... إنتظر عودة المفتش من العطلة وحسب!"


في المساء عاد کيث من عمله خائباً... غير قادر على التفکير في شيء أکثر من هذا... فتح باب البيت وهو يتنهد بملل...
ما إن فتح الباب حتي ظهر أمامه آخر شخص توقعهُ..:" تأخرت! لقد سخنت العشاء ثلاث مرات."
تراجع للوراء وبدى کمن يحاول الهروب... لکنها أمسکت به وقالت له بنظرتها اللطيفه:" إلى أين يا کيث؟"
استدار باستسلام:" ماذا تفعلين هنا؟ إن والدك سيقضي علي لو علم أنک هنا!"
أجابته بأقتضاب:" أنا لا أفهم لما تخاف من أبي! إنهُ أکثر الناس لطفا.. تتصرف کما لو کان وحشً شرير!"
تجاوزها مُتجاهلاً کلامها ودخل إلي غرفتهُ... ليخرج منها بعد دقائق معدوده وقد غير ثيابه!
جلس علي مائدة الطعام وبدأ يأکل بهدوء
بعد العشاء نظفا الصحون معاً.. وفي أثناء ذلك... رفعت کاغوري بنظراتها إلي کيث...
کان غارق في عالمً آخر لا يَمُتُ بالواقع بشيء... تابعت النظر إليه مطولاً... ولکن!



-:" سيدة کيتي... لديک زائر!"
نهضت من مکانها خائفة ومتوترة... قالت في نفسها:" أيعقل أنه والدي!"
فتح مارو الزنزانة قالاً:" سأنتظر خارجاً خذا وقتيکما!"
تسابقت خطواتها خطوة بخطوة... تابع بنظره مارو إلى أن خرج من المکان...

والصدمه موقف آخرى!:" ماذا تفعل هنا يا هيکيجي "
دخل وجلس قائلاً:" آسف إن کنت قد تأخرت يا کيتي... وصلني الخبر هذا الصباح فأتيت بأسرع ما أمکنني!"
جلست الأخرى بجانبه ولکن ٱبعد منه...
لتقول بغضب وأستياء:" وکأنني أهتم! کل ما يحدث معي اليوم بسببک أنت!"
أدار وجهه نحوها وأخذ يتأملها بريهات قبل أن يقول بهدوء:" سأستلم الدفاع عنك!"
رفعت بنظرها بإهتمام وهي غير قادرة علي التصديق، ليتابع بثقة:" أعدك أن أخرجك من هنا خلال الأيام القليلة القادمة.. "
نهضت کيتي من مکانها ووقفت أمامه لتقول بسخرية:" توقف عن محاولتک لتظهر أمامي بموقف البطل!"
استدارت لتبتعد عنه، فأمسک بيدها وجذبها نحوه ليهمس في أذنها..
-:" لقد نظفت خلفك الکثير من الأدله عزيزتي... ولا أطلب منک شيء سوي کلمة شکراً!"
نزلت دمعة صغيرة وإلتفتت نحوه لتتقابل عينيها بعينيه العسلية...

في أثناء العودة لمنزل کاغوري..
بدأت کاغوري حديثها الذي کان يشغل بالها منذ الصباح.." کيث!؟"
:" ماذا؟!"
أدارت بنفسها إلى أن تستوت مقابلةً إياه لتقول بقلق:" هل أنت بخير؟"
کيث بنکران کأنهُ لايعلم عما تتحدث:" ماذا تعنين؟"
فجرت هذا السؤال برکان دموعها قائلة وبصو تها الحنون:" أنت لست بخير... أقنع نفسک إن شئت...
لکنني أعرفك أکثر من ما تتخيل يا کيث..."
أمسکت بيديه لتتابع والدموع في عينيها کنهرٍ وفير:" أنا.. أنا لست مرتاحةً لهذا الوضع...
قال أبي أن قضية ايميتو لم تعد في متناول يديك... ألهذا کل هذا الشرود!"
أنزلت رأسها وضمته قائله بصوتٍ صارخ :" ألهذا کل هذا الجفاء!"


في غرفةٍ واسعة و على کرسيٍ هزاز! جلس الرجل صاحب الأربعة والأربعون سنة... وهو ينفض غبار التعب
عن نفسه ومقلبا أفکاره! ليعيدهُ صوت الجرس إلى أرض الواقع... نهض من مکانه بسرعه! نحو الباب..
وحتى بدون أن يسأل من الطارق بالمجيب الآلي! ليفتح الباب وهو يحضن طفلته المدللة قائلاً بهلع..
-:" ابنتي الحبيبة، زهرة بيتي ومهجة قلبي... يا منبع السعادة والسرور في حياتي البائسة!"
تراجع کيث بهلع و استغراب... والأخرى تشعر بالملل من المعاملة المعتادة... کلما غادرت البيت وعادت إليه...
کيث محاولاً کبت ضحکاته بفشل:" مساء الخير سيدي... أنا أعتذر... کان علي أن...أن.. أن أأأ....."
ولم يستطع کبح ضحکاته أکثر فانفجر ضاحکاً بصوت مرتفع!


تقدم قادم جديد لهذه الجمعة الصغيرة قائلاً بملل:" يا للأحراج! کفى يا أبي! مسکينة يا کاغوري!"
نظر کيث إليه قائلاً بابتسامة:" مساء الخير يا ايميوي"


عند الأخرى بعد ذهاب هيکيجي... جلست وحدها قائلة في نفسها لنفسها
-:" تبا لک يا کيتي! لو انک لم تصدقي کلامه منذ البدايه! لما أحرقتي نفسك بنفسك! أيرضيک أن يتلاعب بک
شخص متعجرف ومغرور کـهيکيجي! أنتي من ورطتي نفسک فلا تلومي إلا نفسک! فتاةً حمقاء!"




في اليوم التالي وعلى مقربة من الظهيره... دخل کيث إلى مکتب ايکوکو قائلاً بتعب:" متى يحين دوري يا ايکوکو؟"
رفعت الأخرى رأسها و رکت الملف من يدها قائلة بابتسامه:" أهلا بك !! ليس الآن يا عزيزي"
هم يغادر فاستوقفتهُ قائلة بمرح:" إنتظر !! کنت أمزح يا اخي!"
استدار ليلقي عليها بنظرات مستفسرة، لتتابع بجديه:" لقد أخذت إذن المفتش ايتاکورا سلفاً... وسنبدأ بعد نصف ساعه!"
أمسک کيث ضحکتهُ قائلاً:" السيد ايتاکورا! هههه المفتش!"
وأخذ يکتم ضحکتهُ... غادر قبل أن تکشف أمره، ليترک الأخرى في حيرة من أمرها...
وفي أثناء عودته إلى مکتبه کان يحدث نفسه:" السيد ايتاکورا... هو أکثر الناس غرابة ممن قابلتهم في حياتي!
کنت دائماً أراه شديداً وعنيد، لم أتخيل أن أقابله بموقف کموقف البارحه!"

بعد نصف ساعة وفي موعد التحقيق... إلتقى کيث وايکوکو في الممر الطويل المؤدي لقسم التحقيقات...
وفي أثناء السير سألت ايکوکو مستفسره:" مالذي يضحکك منذ الصباح؟"
تابع کيث مسيره وادعى أنهُ لم يسمع شيءٍ...
" اذاً لن تخبرني؟" نظرت إليه ثانيتاً ولا ردة فعل بسيطه!:" أهو بسبب المفتش؟"
هنا لم يتحمل کيث کبتها أکثر فنفجر ضاحکاً... رفع يده وبدأ يبعثر شعرها بعفويه قائلاً بلطف:" وما رأيک صغيرتي؟"
أبعدت يده بضربة خفيفه لتسبقه لغرفة التحقيقات قائله بانزعاج:" بيننا إختلاف أربع سنوات فتوقف عن معاملتي کطفله!"

في أثناء التحقيق و في غرفةٍ مظلمه... أشعلت ايکوکو المصباح لينير المکان...



... أخذ کيث يراقب المتهم بنظراته إلى أن طرح أول سؤال:" أين کنت في أثناء وقوع الجريمه ؟؟ "
أجابته ببرودة أعصاب :" کأنك لا تعلم !! "
شعر لحظتها برغبة عارمه بأنهاء الأمر عند هذا الحد..
ولکنهُ جمع شتات أعصابه وهدأ من برکان غضبه قائلاً:" حسب تفتيشنا الدقيق و رفع البصمات، وجدنا بصماتك
على أماکن عديده في مسرح الجريمه.. ومن بينها أدات الجريمه! فسري لو سمحتي!"
أجابت بنفس البروده:" کأنك تتغابا أکثر من المطلوب سيادة المحقق؟!"
هنا لم يتمالك کيث أعصابه أکثر... فخرج من غرفة التحقيق بسرعه قبل أن يتهور!

طرحت ايکوکو سؤالها الأول:" أين قضيتي الساعتان الضائعتان سيده کيتي؟"
أجابت بسرعه على غير المتوقع و بثقة زائده:"ذهبت لمقابلة هيکيجي بعد أن إتصل بي وطلب رؤيتي بسرعه!"
إستفسرت ايکوکو بريبه:" لکن السيد هيکيجي کان في مکتبه وقت حدوث الجريمه حسب شهادة مساعده فرانس!"
نطقت بتردد وثقة مهزوزه :" ولکنهُ إتصل بي... وأنا... وأنا عدت حينها!"
-:" إلي أين عدتي؟"
ولم تجب بل اكتفت بالصمت!

نثر کيث أفکاره السوداء وعاد لغرفة التحقيق ليتابع إلقاء الأسئله... فقال وهو يغلق الباب بعنف
-:" حسب تقاريرنا وأدلتنا القاطعه.. أنتي المتهمه الأولي في القضيه... يستحن أن تعترفي لتخف عقوبتك!"
قالت بنبرة تحدي:" وإن لم أفعل؟"
قال کيث بغضب وهو يضرب الطاوله بعنف:" عندها سترين مني ما لا يسر خاطرك! أنا لم أعد أهتم لشيءِ بقدر أهتمامي بکشف الحقيقه!"
إقترب أکثر والشرر يتطاير من عينيه:" أخبريني ماذا استفدتي من قتل ايميتو؟ مالذي جعلکي تضربينهُ مرتين بتحفة الزينه؟
إن دل ذلک علي شيء فهو يدل على إصرارك لقتله؟"
نهضت من مکانها والصدمه قد کست وجودها... ثبتت عيناها المتوسعتان بعينيه... ولم تجد نفسها إلا وهي ترد عليه بلا وعي...
-:" لکنني ضربته مرةً واحده فقط! و قد کانت لحظة غضب ندمت عليها!"
هنا أدرکت ما قلته فوضعت يدها علي فمها... مانعةً نفسها من التفوه بالمزيد... إبتسم کيث إبتسامة النصر للحظات...
وأخيراً إنتزع إعترافها... لتعود الخيبه إليه قائلاً بستياء:" إذاً من هذا الذي ضرب ضربتهُ الأخيره؟ إن لم تکوني أنتي فمن؟"
فعم الصمت المکان...

خرج کيث من الغرفة وهو يفکر باكتشافه الخطير... فتوجه لغرفة المراقبه، دخل وهو شارد الذهن...
ليقابل تصفيق المفتش الحار... فقد کان يراقب التحقيق منذ بدايته...
والذي قال معبراً عن سعادته و فخره بکيث:" تهانينا محقق نوراکي... لو لم أثق بهذه النتيجه...
لما سمحت لک بالمشارکه في هذا التحقيق..."
توتر کيث من هذه المعامله النادره... وحرک يده علي شعره قائلاً بتوتر:" شکراً لک سيدي... وماذا عن ايکوکو؟ هل انتهت هي الأخري؟"
دخلت ايکوکو إلي الغرفه بابتسامه... فسألا کليهما في نفس اللحظه:" ماذا اكتشفتي/اكتشفت؟"
فتابع کيث بلا توقف:" أنتي اولاً!"

إستسلمت ايکوکو لهذا العنيد قائله:" حسب کلام کيتي لقد إتصل السيد هيکيجي بها وطلب رؤيتها لأمر هام و لم تحدد ما هو!"
قال المفتش مخاطبا ايکوکو بنبرةً آمره:" تأکدي من صحت الأتصال.. أحضري سجل إتصالات الوارده والصادره،
إن صح کلامها إتصلي بالسيد هيکجي ومساعده فرانس، و خذي شهادتهما... إن کانت هذه الأقوال صحيحه
فأطلقوا صراح السيده کيتي، سيغدو موقفي محرجاً أمام السيد ميلو نوراکي... إن اكتشف هذه الحادثه!"
قال کلامه الأخير وهو ينظر لکيث...فأنزل کيث رأسه محرجاً... ليأتيه سؤال ايکوکو الملح:" وماذا حدث معك يا کيث؟"

سحب کيث کرسياً وهو يقول بجد:" هذه المرأة أخطر من ما نتخيل!"
قطبت ايکوکو جبينها ورفعت نظارتها بعفويه قائله بعتب:" أنا لا أفهم ليس لديها حتى شاهد واحد، لما لا تعترف وحسب!"
قال المفتش ببتسامه وهو يجلس علي الکرسي المقابل لکيث:" لقد فعلت!"
اندهشت ايکوکو قائله:" مستحيل! اخيراً بعد کل هذا العناء!"
ليتابع کيث وعلامات المسره لاتمته بصله لهذا الأعتراف:" لا يفترض أن تکوني سعيدة کل هذا القدر!
فقد إکتشفنا إنها وجهت ضربة واحده له.. وهذا يعني أن بعد مغادرة مارثا، جاء شخص آخر ووجه الضربة القاتله له!
وهذا يعيدنا إلى نقطة البدايه!"
تنهد الثلاث بقلة حيله لينهض المفتش قائلاً بهدف إنهاء النقاش:" اطلبي من هيروشي أن يقوم بالمطلوب يا ايکوکو...
لا داعي لإذن المدعي العام، لا نريد فضيحة... وأنت يا کيث لنذهب إلى بيتي..."
ضيق عينيه بترقب على کيث ليتابع:" کاغوري تنتظرنا!"


يتبع~









 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 11:16 AM   #5
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,706 [ + ]
 التقييم :  46324
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 42
تم شكره 11 مرة في 10 مشاركة

مشاهدة أوسمتي













الفصل الرابع

"الجشع"



تنهد الثلاث بقلة حيله لينهض المفتش قائلاً بهدف إنهاء النقاش:" اطلبي من هيروشي أن يقوم بالمطلوب يا ايکوکو...
لا داعي لإذن المدعي العام، لا نريد فضيحة... وأنت يا کيث لنذهب إلى بيتي..."
ضيق عينيه بترقب على کيث ليتابع:" کاغوري تنتظرنا!"




" کيف حالك يا هيروشي "
تلبك المدعو هيروشي، من هذا الصوت الذي کسر سکوت خلوته، وأسقط الأقراص من بين يديه.. فنزل ليجمعها مباشرةً...
استضمت يده بحذاء ايکوکو الأبيض أثناء جمع الأقراص، ليرفع رأسهُ نحوها قائلا بإحراج وهو يعدل وضع نضارته الذهبيه :
" أأأهلاً سسيدتي مماذا ههنالك؟ ههل ححدث ششيء ييستدعي ققدومك؟"
قالت ايکوکو بعدم رضا ماطةً شفتيها بدلال:" هيروشي؟ لما تلعثم في کل مرة تُحدث أحد؟"
تلبک المدعو هيروشي لينسحب ويجلس علي کرسيهُ ويُعدل وضع شاشة حاسبه متجاهلاً سؤال ايکوکو:
-:" مما ههو ططلبك أآنستي ؟؟ "
قدمت ايکوکو الورقه الموقعه من قبل المفتش قائله بملل:" نفذ -_- "



"" تأکدي من صحت الأتصال.. أحضري سجل إتصالات الوارده والصادره، إن صح کلامها إتصلي
بالسيد هيکجي ومساعده فرانس، وخذي شهادتهما... إن کانت هذه الأقوال صحيحه فأطلقوا صراح السيده کيتي،
فسيغدو موقفي محرجاً أمام السيد ميلو نوراکي... إن اکتشف هذه الحادثه!""




في الطريق وأثناء الذهاب لمنزل السيد ايتاکورا، کان المفتش جالسا بجانب کيث والآخر يقود، ولم يتوقف عن
التقاط ردود فعله بين الحين والحين، هو يعرف کيث منذ فترةٍ طويله، منذ کان متقدماً جديد! ويعرف تصرفاته جيداً
قال في نفسه:" أکيد يفکر بآخر مستجدات القضيه!"
و قد کان محقًا تماماً!


*

في مکتب ايکيجي

-:" سيد ايکيجي! هل السيده کيتي بخير؟"

أخذ ايکيجي الملف من يده ونظر اليه نظرة غضب، ثم التفت إلي شاشة حاسبه قائلاً:"
برأيك کيف سيکون وضع سيدةٍ رقيقه کأميرتي، في مکانٍ قذر کالحجز!"
ثم ضيق عينيه بترقب وعض شقته السفلي غيظاً ليتابع:" ستدفع الثمن أيُها الطفيلي المزعج!"
* يقصد کيث*





وصل کيث والسيد ايتاکورا للبيت، إستقبلتهما کاغوري بسعادةٍ غامره، ولکن ليس کما تتصورون،
فقد فتحت الباب وأسرعت نحو سيارة کيث، وما إن نزل الإثنان، تحديداً کيث، حتى ارتمت عليه قائله بسعاده..
-:" أهلاً عزيزي جيد أنك أتيت لدي مفاجأةٌ خاصةٌ لك ^.^"
لتجره خلفها تارکين السيد ايتاکورا في خيبه عمي


بعد لحظات ... کان المفتش واقفا خلف الباب يتنصت ويترقب!
وعند کيث وفي أثناء التحدث مع کاغوري،
-:" ماذا تريدين؟ وما هذه التصرفات الطفوليه؟"
-:"أنظر!"
-:" ماهذه ؟؟ "
کاغوري بنبرةٍ خائبه:" أليس واضحاً!"
ليقتحم المفتش الغرفه قائلاً بغضب:" ما الذي يحدث هنا؟!"

لتلتفت کاغوري إلى الخلف وکذلك کيث، فقال کيث وهو يستدير بکُرسيه، ونظرةٌ بلهاء تعلوا محياه
-:" ماذا هنالک سيدي ؟؟ "
ليجيب المفتش محرجاً من موقفه:" لا لاشيء يا أولاد!"
ليتابع بحزم:" کاغوري کيث جاء معي لنتناول العشاء و ليس للعب! متى يجهز العشاء؟"
لتجيبهُ بعدم التصديق:" واضح -_-"
ثم تابعت بابتسامه وهي تُکلم کيث:" وما رأيک؟"
ليتقدم المفتش قائلاً باستفسار:" ما هذا؟"




في المطبخ

وعلى کرسيٍ خشبي في المنتصف وحول طاولةٍ مستديره جلس الشاب صاحب الثماني والعشرين سنه،
ممسکاً هاتفهُ الخلوي وينظر نحوه بفراق.. لينتشلهُ من هذا الصمت القاتل، صوت صراخ والده المرتفع الذي قال :
" ماذاااا !! "


رفع نظرتهُ نحو مصدر الصوت وقد استعاد شيئا من شتات أفکاره، نهض من مکانه بملل متجها نحو الفرن واطفأهُ
ثم توجه نحو غرفة شقيقتهُ بملل...





في هذه الأثناء .. اتصلت ايکوکو بأيکيجي واستدعتهُ للإدلاء بشهادته مع حضور فرانس!
بعد فترةٍ وجيزة وصل ايکيجي إلى مقر الشرطه کان ايکيجي قد طلب من فرانس أن يقول ما يجب لإخراج کيتي
وأن يشهد معها على أنها قد قابلتهُ ساعة حدوث الجريمة ولكنه لم يرد اثارة الموضوع حفاظا على سمعتها لسرية الحديث!
وبعد عشر دقائق من الإستجواب کانت ايکوکو واقفه في مکتبها تراجع مستجدات الإستجواب وهيروشي متواجد معها
صحيح أن هيروشي هو العبقري الذي لا يصعبُ عليه شيء وخاصة إختراق الأنظمة، مهما کانت صناعتها ذکية!
ولکنه خجول و لايختلط بالناس عادةً...
بعد التفکير العميق والتدقيق بأقوال الشاهدين تنهدت ايکوکو بارتياح ثم رفعت السماعه لتطلب من مارو
إحضار کيتي إلى مکتبها ليفرج عنها!




" سيدتي... الآنسه ايکوکو تطلب حضورك؟"

أجابته بنبرةٍ حزينه:" أين کيث؟"

رد متأثراً بحزنها:" ليس هنا لقد غادر مع سيادة المفتش!"

رفعت رأسها بتثاقل قائله بتعب:" أريد رؤيتهُ الآن!"

أجابها مارو متحججًا:" ولکنهُ ليس هنا! والآنسه ايکوکـ..."

في هذه الأثناء نهضت کيتي من مکانها، وبعد خطوتين مرهقتين، سقطت علي الأرض مغمًا عليها!
فدخل مارو إلى الحجرة بهلع...





قبل ذلك و على مائدة العشاء کان المفتش ينظر بغضب نحو کاغوري وکيث صامت لا يشاء التدخل بين الأب والإبنة !
والوسيم ايميوي کان يتناول طعامهُ بقلة شهيه أما کاغوري تتصنع الإنزعاج وتمثل ذلك على والدها کالعاده إلى أن تنال مرادها..
نظرت کاغوري لوالدها بإنزعاج مُرفق مع الدلال ليجيبها من غير أن تنطق :
" انسي الحکايه !! "
أجابتهُ بدلال وهي ترسم ملامح حزينه ماطه شفتها للأسفل:" ولکن يا أبي!"
ثم نظرت لکيث بنفس النظره:" قُل شيئاً يا کيث!"
تابع کيث تناول العشاء غير راغب بالرد أو التدخل لينتشلهُ ايميوي من موقفه المحرج قائلاً
-:" ماذا هنالک يا کاغوري ما الذي يزعجك أميرتي؟"
انتفضت من مكانها و أجابتهُ بسرعه وکأنها کانت تنتظر سؤالهُ هذا:
" لقد قدمتُ طلبًا للإنتساب إلى کلية الفنون قبل شهر وأخيراً وصلني رد يقول أنهم قد وافقوا على طلبي
ويشرفهم حضوري وأبي يعترض ويقولـ..."
هنا قاطعها والدها:" أي شيء غير الفنون، إضافةً إلى أنک ستتزوجين بعد شهر، وقد وعدتُ السيد نوراکي ولن أخلف بوعدي!"



هنا جلست کاغوري بملل وقال ايميوي بهدف مساعدة مدللته الصغيره:
" حسب تقديري ستبدأ الحصص في کلية الفنون متأخرة لمدة شهر! أي بعد شهرين وبضعة أيام!"
نظر الجميع مهتمين ليُتابع بابتسامةٍ شقيه وهو يضيق عينيه بدهاء وينظر بطرف عينيه نحو کيث الجالس بجانبه
-:" هذا يعني أن لا دخل لقرار أبي هذه المره!"

سألت کاغوري بإهتمام بعد أن وجدت الحل عند أخيها:" ماذا تقصد؟ وضح!"

ليتابع وهو يشير نحو کيث بعيدانه والتي يحملُها بيده اليسري قائلاً:" قرار أخي الصغير!
لأنکما بعد شهر تتزوجان، والحصص تبدء بعد شهرين! وفي ذلك الوقت يجب أن تسألي المواقفة من زوجك!"
وشد علي الکلمه الأخيره.. کان الجميع مدهوشين من تحليل ايميوي وأسقط والدهما عيدان طعامه
وفتح فمهُ مدهوشاً ومقلوبًا هذه المره!

ثم نظر الجميع نحو کيث منتظرين تعليقه.. وفجأة وکأنه إنتبه لما قاله ايميوي للتو..
ونظرات کاغوري السعيده من جهه ونظرة غضب والدها التي تحرقهُ من جهةٍ أخرى!
فقال في نفسه:" تورطنا"
ثم نظر إلى هذا الذي يجلسُ بجانبهُ بملل ليُتابع في نفسه:" تعطيهم حلًا على حسابي!"
وفي هذه اللحظه شعر کيث بشيء غريب، قبض في صدره فنهض من مکانهُ وغادر المکان بسُرعه،
فلحق به ايموي قلقًا بدوره... تارکين کاغوري والأخير مستغربين من تصرفه لتنهض کاغوري خلفهما تستفسر عن ما حدث!
وقفت بجانب عتبة الباب تنظر إليهما من بعيد غير قادرهَ علي استيعاب هذا التصرف الغريب..
بدا لها متوترًا غير قادر علي الترکيز... لدرجة أنهُ لم يتمکن من إدارة المحرک البته!


وفي بُرَيهاتٍ وقفت فيها کالبلهاء، رکب کيث بجانب السائق وکان هذا السائق ايموي! وتحرکوا إلى أن اختفوا عن ناظريها!




وفي مکانً يعجُ بضوضاء.. فُتحت بوابةٌ عملاقه تُعلن عن وصول المسافرين، دخل منها بين مئات من القادمين،
رجلً بقامتهُ الشامخه طولهُ الباسق حاملاً حقيبةً سوداء ومتأنقًا بثيابهُ الفاخره صاحب هالة الوقار،
وحامل راية العداله رئيس قضاة مدينة أوساکا !! القاضي ميلو نوراکي.




في الطريق وأثناء التوجه إلى مقر الشرطة کان کيث جالسًا بجانب ايميوي ويُعبر عن توترهُ بقضم أظفر إبهامهُ الأيمن
وتحريك رجله الموازيه باستمرار.. اتصل ايميوي في تلك اللحظه بأحدهم وبعد التحدث معه انمحت ملامح الأمل
والأبتسامة المزيفه التي کان يرسمها ليهدأ کيث وداس على الفرامل بسرعه فتوقفت السيارة وعلامات المسره لاتمُتهُ بصله!
نظر کيث إليه بريبه مستفسرًا عن سبب توقفه، ولکن ...




دخل کيث و ايميوي إلى الغرفة مفزُعَين، وکان هنالك رجلٌ خمسيني بشعره الذي طغى عليه الرمادي،
وقف الإثنان فزعين ينظرون إليه برجاء لينطق طمأنينة:
" لا داعي للقلق ، إنخفاض بسيط في ضغط الدم، السيدةُ الآن بخير..."
تنهد الإثنان بأريحيه وما هي إلا لحظات، حتى غادر الطبيب الغرفة بإبتسامة مُهدئه للطرفين.. اقترب کيث منه بخطوات مُتباعده،
کانت ملامحُها الحزينه، مُحزنَه... تُظهر تعبها النفسي والجسدي... بقي کيث ينظر إلى هذا المصل،
وهو يٙنقط قَطرةً تتلوها قَطرهْ
ولم يغب شعورهُ بالذنب وهو يُمسك طرف أصابعها الرقيقه وهو يُردد لنفسه:
"کل هذا بسببي، أنا سبب تدهور حالها..."

انتشلهُ صوتُ خطواتٍ دقيقه ومُتوازنهَ تترنن على مسمعه نظر إلى ورائه نظرةَ دهشهٍ تلتها حُزن،
تلئلئت بعينيه الخضراوتان ليلتقط الجواب قبل السؤال:
" أخبرني مارو أنها لم تکن تقبل أن تأکل البته! لو أنه أخبرني لکُنت تدبرتُ حلاً أنا آسفه يا کيث!"



وفي تلك الزاويهَ الکئيبه، کان يقف الآخر بعيداً حزيناً ينظُر نحو السرير بفراق، لَمعت بطرف عينيه دمعةٌ
لم تَظهر للعيان ثُم رکز نظرهُ نحو کيث، وشد علي قبضتهُ بلا وعي!





وقعَ وقعُ خطوات دَقيقهَ إلي مَسمَع الحاظرين، فلتفتَ الجميع لتعرُف إلي هذا القادم، ولم تخفى التحيات العسکريه
والأحترام من أحد! ذهب بخطواتهُ الدقيقه قاصداً هدف، إلى أن وصل لمقصدهُ، ولم يکُن لمراده القاء! إلتَفتَ هُنا وهُناك،
ثم نادى على أحدهم من بعيد، ليستفسر عن مراده بدقّهَ، وبعد بُريهات وصل إلى هدفهُ من القدوم إلي هنا
وفي هذا الوقت المتأخر من الليل، وفُتحَ بابُ القاء...

نظرت إليه نظرةً لم تُخفي رُعبها، وعينيها الجليديهَ تَنظُر إليه مدهوشتين، ولم يخفى عليه القشعريرة التي سرت في وجودها!
ليقذف بسؤالهُ کالقنبله وعينيه مصوبتان بترقُب:" مُنذ مَتى وأنت تَعملينَ مع التافه ايميوي بتجارة الممنوعات؟"

نهضت من مَکانها مُحاولةً نفي إدعائه، ولکن لم ترضى الکلمات أن تخرُج!




في يوم الذي مقتل المدعو ايميتو؛

" ماذا تفعلُ يا ايميتو؟ لما لم تخبرني بکمية الطلب الحقيقيه، أنسيتَ أننا قد وعدنا بعضنا أن نَقتسم کُل شيء
أيعقل أن تخدعني أنا أيضاً؟ لمعلوماتك أنا لستُ تلك البلهاء الملقبه بزوجتك!"

کان ايميتو جالس علي الأريکةَ البيضاء واضعاً قدمهُ على الأُخرى وينظر نحوها من خلال الکأس الکريستالي الذي بينَ يديه،
راسماً تلك الأبتسامةَ القذره...
حرکت تلك الأبتسامةَ غضب مارثا الواقفه مقابلهُ، فأقتربت منه وأمسکت طرف سترتهُ السوداء
وقالت بغضب شديد:" لا تختبر صبري يا ايميتو! منذ متى تخدعني بهذه الطريقه؟"



قال وهو يُحاول زيادة غضبها والتلاعب بأعصابها:
" أنت و کيتي وجهان لعملةً واحده، لو لم أکن في حاجةً لکُما لما أدخلتکما إلى حياتي!"
توسعت عينا مارثا لدى سماعها هذا التصريح... و أغلق الآخر عينيه عائداً بذاکرتهُ ذلك اليوم!



قبل ثلاث سنوات إلتقي ايميتو بکيتي صدفةً وکانت على جانب الطريق بجانب سيارتها بعد أن ثُقب أطارُها،
وکانت ترتدي ثوبً ترکوازي طويلاً وکان واضحاً من منظرها أنها ذاهبه لحفلةً ما...
توقف ايميتو بُغية المساعده وليتهُ لم يفعل، بعد أن انتهي ارتداء سترتهُ السوداء
کان يرتدي ثيابًا فاخره ويبدو عليه الغنى وقد ظن أنه وبمُساعدتها وبابتساماته قادرً علي کسب فرصة التعارف ولکن،
في اللحظة التي مد يدهُ للمصافحه أعطتهُ هي ظهرُها ورَکَبَتْ سيارتها وأدارت المحرك ثُم أخرجت رأسها من النافذه
متمتمه ببضع کلمات شُکر وقادت سيارتها ذاهبه! تارکةً ايميتو خلفها مصدوماً غير مُدرك لما حدث،
ويدهُ لاتزال في الهواء بعد أن تجاهلتهُ ورحلت!
رفع يدهُ لخلف رأسه وبدأ يُحرك شعرهُ بعشوائيه قائلاً لنفسه:" يا لهُ من موقف غريب وغبي، لقد تجاهلتني بکُل معنى الکلمة!"
هُنا عزم على الإنتقام منها!

وفي الحفله دخل أيميتو وهو يقول لنفسه:" کل ما عليَ فعلهُ هو أن لا أل تقي بالقاضي أبداً!"
بحث بنظراته عن القاضي نوراکي وقد کانت هذه الحفله بمُناسبة، حصوله على منصب رئيس قضاة اوساکا
في لحظةٍ سريعه إلتقت نظراته بکيتي والتي کانت مُستغربه، وبعد أن أدرکت الموقف ابتسمت له أبتسامةً خفيفه
وأدارت نظرها نحو هذا الواقف بجانبها، وتستند على ذراعهُ، کان رجلاً طويل القامه عريض الکتفين وکيتي،
بطولها ورشاقتها بالکاد تصلُ إلى مُنتصف صدره ولکم کانت تبدو صغيرة الحجم بجانبه!

ابتسم ايميتو واقترب منها محاولاً انتهاز الفرصه للإنتقام منها لدى تجاهله وحين استوى أمامها قال بابتسامةٍ مُزيفه
وهو يمُد يدهُ للمرةَ الثانيه:" يالحظي السعيد، لم أتوقع أن أراکي هنا يا آنستي!"
بادلتهُ المُصافحه وهي تبتسم:" تشرفنا و أعتذر عن سوء تصرفي معك کُنتُ مُستعجلةً و مُتأخره !! "
قال السيد الذي يقفُ بجانبها:" عرفينا علي هذا الشاب يا کيتي!"
حدث أيميتو نفسه:" کيتي اذاً! ولما لا وتبدو بخضراوتاها كالقطط!"
ثم رفع نظرهُ للذي بجانبها لتقع الصدمه وقد توسعت عيناه لدي رؤية القاضي لتقول کيتي بأبتسامةً لطيفه
-:" ألم أخبرك قبل قليل أني واجهتُ مُشکله أخرتني،"
ثم أشارت نحو ايميتو لتُکمل:" هذا هو السيد الذي ساعدني حينها."

ومنذ ذلك اليوم دخل ايميتو حياة کيتي مستغلًا کونها ابنة القاضي لبناء سمعه نظيفه بين التجار، ولم يروي کل
هذا المال جشع هذا المخلوق، بل وقد استغل جميع من يرتبط اسمهُم بکيتي من أجل مكاسبهُ الشخصية!




هنا والآن وفي الوقت الراهن يقف القاضي بعد أن اکتشف کل هذه الحقيقه أمام مارثا التي شارکت ايميتو
کُل خططه الوضيعه وهو ينظُر نحوها نظرةً لاتسرُ الخاطر!

يُتبع~







 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:21 PM