••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


هفوات أنانية *مكتملة*

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-2020, 09:01 PM   #1
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





مقدمة للأحداث!


.
.
.
.كُّل الأشياء بدأت تصغر ، تضعف وتتهاوى ساقطة على الأرض باستسلام ضجيجها المزعج وأنينها المؤلم للسامعين ...كانت قد عقدت العهد بينه وبينها بألّا يحدث هذا الضجيج ....قسمت بألا تفترق عن روحها ولكن ماذا حدث؟ كُلّ الأشياء تغيّرت وتحولت إلى رمادٍ قاتل تحوّلت اغصان الاشجار فجأة إلى غضاريف ضعيفة متناهية في الصغر !!! وتحولت اوراقها إلى اوراقٍ شفافة لا يُعرف لونها! من شكلها!! ....الجدران تخبطت في بعضهما البعض وصرير الأبواب بدأ بالارتفاع ويعلو تردده في كُل يوم! مات كُّلّ شيء وبقى جسدها فارغًا ...تكتم بداخلها صرخت طفلٍ أضاع امه في مكانٍ واسع....لا تعرف بدايته من نهايته!
ذهبت إليه ، ليُرمم شتاتها فاخرسها بقبلة الفراق الموجعة....كانت تظن سيضمّد جراحاتها وسيُمسح على قلبها بقرار الهروب ولكن رضخ لِم يحدث حولهما ...بكى بعينين محمرتين بِلا دموع ..اعتصرها ما بين اضلاعه ....وفي وسط رجفتهما الناجمة من مشاعرٍ مجهولة ..علقت دموع كلًّا منهما في ثياب الآخر أطال قُبلة الوداع ما بين عينيها ثم رحل بانكسار وضعف! تاركها في وسط هذا العجّ من الغبار المُميت حاولت أن تحدث فرقًا في هذه الأحداث الماكره ولكن لم تستطع ....استسلمت وحان موعد دفانها في هذه الليلة
.................................................. .................................
أنانية القرار، وقساوة الحديث فطر قلبها وقسمه إلى شقّيْن كانت تنظر لعينيه بجمود الدموع في وسط محجر عينيها...قراره صادم ولم تتخيّل يومًا تتذوّق مرارته اضاعت عمرها اربع سنوات انقضت معه بهدوء
وبروتين ممل لا تنكر هذا ابدًا ولكن كيف لهذا الهدوء يتحوّل إلى عاصفة يُصعب عليها ان تُديرها بنفسها ! ارتفعت اصواتهما ليرتعب ذلك الصغير ذو الخمس سنوات صرخ في وجهها قائلًا
: ما حد يقدر يوقفني عن قراري فاهمه
ثم خرج ولم يعد إليها إلى بعروسته ، كانت جميلة ذات ملامح هادئة وباهتة لا تحبذ الحياة خائفة من مصيرها الحالي تنظر إليها بضعف ترجو منها المساعدة تلتهمها بقول (انجبرت عليه) تبكي امامها بانهيار مختنقة(بدي ارجع على بلدي ......ساعديني)تنظر إليها بضعف وتهرب من انجاداتها بعيدًا عنها عاشا معًا في هذا المنزل بما يقارب ثمان سنوات
لا تخلو هذه السنوات من الصراخ ...والانفعالات ....وكان ثمر زواجه منها طفلة جميلة تحمل صفات جمال والدتها وانتهى هذا الزواج
بخيانة لا تُعرف....
وانشقّ طريقٌ جديد لها ، بدايته الضياع ......ونهايته أمل!!!!
.................................................. .............................
قبل الزواج باسبوع
كانت أمامه جاثلة على ركبتيها تترجاه بألم موجع تصرخ بحبٍ اخرسه قرارٍ سريعٍ وأناني ، اخذت تُسرد عليه برجاء وعود هذا الحب
فنهض ليخرسها قائلًا
: ما بدي يّاكي تزوجي هايدا الحئير......ما بتعرفي بيُّوه شو عمل فيّا......راح تزوّجي يوسف ....وبطلي بكى وكثرة حكي عن هـ...
قاطعته برجاء وقاطعها بضربته القاضية في قول: زواجك منّو راح يكون الخميس الجاي....
خرج من المنزل
فبقيت في الحقيقة الصادمة ، ثم قررت الهروب والتسلل إليه من اجل ان يُحدث شيئًا يُغيّر مجرى هذه الاحداث المؤلمة ، ولكن لم يفعل شيء واخذ يزيد ألمها بقول: ابوكي وبيّي قرروا هالقرار حتى نموت ويتصافى اللي بيناتهوم ما فيني اعمل شِي ما فيني....
بكيت على حالها وضعفها وتّم زواجها بنجاح وانتهى بفشلٍ لم تُطيقه
.................................................. .................................
بعد ثمان سنوات انقضت من زواجهما انتهى بها المطاف ان تجول في الشوارع تائه لا تعرف أين
تذهب؟ وقلبها يصرخ بخوف شديد على طفلتها بقيت بما يقارب اسبوعين بلا مأوى وبلا نومٍ هني إلى أن اتى وانتشلها من هذا الألم ولم ترضى أن تُبقي ابنتها في هذا المنزل اخذتها منه بالقوة وبالخداع ثم

سافرت عن هذا البلد وطوت قصتها مع هذا السفر ...وشقّت لحياتها قصة جديدة وصعبة جدًا.......لم يكن الأمر في غاية السهولة ...أمر السفر....أمر اخذ الفتاه من احضان والدها....وامر التهديد الذي اختلقهُ ذلك العاشق من أجل ان يخرس ذلك الرجل ويثنيه عن مطالبته بكل الأشياء.. جرت تلك الاحداث

بصعوبة وبثقلٍ وقلّة نومٍ وراحة! إلى أن انفصلت عن هذا العالم واثبت للجميع أنها وفية جدًا لهذا الحُب الذي ولدته ولم تستطع أن تتخلّى عنه يومًا !ولدته واضاعته رغمًا عنها وها هي اليوم استعادته من جديد وعادت لتحتضنه بلطف ونعومة اظافر يديها! ولكن عادت إليه بوجود كائن جديد اقتحم لجّة

مشاعرهما وحياتهما! كان من الصعب على هذا الكائن التأقلم معهما والعيش في هذا المكان الجديد والمجتمع الجديد والغريب عليه.......هذا الكائن ما هو إلا ابنتها ذات العمر الصغير تربّت على يد والدها يوسف ....وعلّمها على تعاليمه وعاداته وتقاليده والمدرسة لم تقصّر ابدًا في تعليمها الصح من الخطأ!

فأخذت تقارن أمور كثيرة وشاسعة الفرق ما بين ما عاشته في ذلك البلد وهنا
فأخذت الفتاة تتشتت افكارها ، وتتزعزع تعاليمها الدينية!! إلى ان انطوت وتقوقعة في تلك الغرفة وعاشت في فترة جمود عن الكلام وإبداء الرأي إلى أن ساعدتها والدتها وزوج والدتها بالنهوض

والخروج لمواجهة هذه الفروق وهذه الاختلافات واحترامها! لم تتقبل هذا الاختلاف ولم تتقبل وجود رجل آخر في حياة والدتها ولكن اجبرت على التأقلم إلى أن بدأت ترى كُلّ الاشياء دون أن تدقق في تفاصيلها واخذت تنخرط في هذا العيش الذي رأته في بدايته غريب ومن الصعب التاقلم معه ، ولكن أثّر

ذلك في نفسيتها وشعرت أنها مضطربة ...واخذ الجميع يلحظ اضطراب شخصيتها بسبب التنمّر الذي عاشته في المدرسة وفي المحيط الخارجي لكونها طفلة غريبة اطوار كما اطلقوا عليها ذلك اللقب !!كانت لا تحبذ أن تنزع الحجاب الذي علمها والدها عليه .....ما زالت تصلي ...رغم انها لا تعلم أوقات

الصلاة الصحيحة ....كل هذا وهي طفلة ذات ثمان اعوامٍ ونصف !ولكن تربت على هذا ووالدتها لم تنهيها يومًا عن كل هذا ولكن هنا ....في هذه الغربة ....احدثت تغيرات عليها إلى ان كرهت ذلك

الحجاب....نزعته بإرادتها وصدمت والدته وزوجها.....تغيّبت عن المدرسة لفترة ثم عادت تخوض حرب جديدة معهم....حرب اللغة....حرب الافكار....حرب الخوف من نظراتهم والاختلاط معهم......حرب التأقلم على اللعب معهم ...واقحام نفسها مع صُحبة جديدة....خاضت كل هذا لوحدها في المدرسة.....وتلقت الدعم من والدتها في المنزل!.....عاشت بهدوء...ولكن بداخلها ضجيج.....واشتياق

لذلك الوطن الذي تنتمي إليه!



تعديل شتات الكون; بتاريخ 25-05-2019 الساعة 02:25 am.




 

رد مع اقتباس
قديم 06-27-2020, 05:23 PM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الواحد والعشرون
.
.
.


.
.
.
تتكرر شهقات الألم ، ويتبعه بعد ذلك زفير الخوف من لحظة تطبيق أيدي الموت على مجرى التنفّس للاستمرارية في العيش ....في تلك اللحظة لحظات الندّم تتلو على صاحبها ما فعله سابقًا....لتتركهُ يعج بضجيج محاولاته في النجاة ولكن بِلا جدوى!
.......
شعر للمرة الثانية أنّ الموت يتخطف بصره وسمعه ونفسه
هو ضعيف.......وخائف....والألم يزداد بألحانهِ المعذّبة للفؤاد
من شدّة حركته نزف جرحه......وفتح عيناه على الآخر وحدّق في وجهه من يحاول قتله......
حاول أن يُبعد يديه بيده الضعيفة
ما بين شهقة وأخرى تحدّث بشكلٍ متقطع
: إ...يـ...لـ....ا....ف...
.
.
وازدادت طبقته على عُنقه وتعرّق جبينه دموعهُ انسابت على خديه لا زال قلبه مقهور مما حدث.....
تحدث بكره: لا تطري اسمها على لسانك القذر......موت.....موت.......
.
.
زادت حركة طارق على الفِراش.....شعر بالتنمّل يعود لجسده كله.....اعاد بشكل متقطع
مخيف : إيـ.....لـا......ف....
شهق بشكل متتالٍ ادمعت عيناه وسقطت على جانب رأسه
اكمل عبارته المتقطعة: بـ....يـ...ق..تـ....لو....نـ....
صرخ الآخر : وآني بقتلك........باخذ حق اخويا منك....
ارتخت يدي طارق من شدها على يد مُراد
واستسلم للموت
اغرقّت عينيه بالدموع ...وما زال يكرر ببهوت اسم ايلاف...
تحدث مُراد بضياع وعينين دامعتين ومحمرتين: خليت اخويا عاجز......عقب اللي سويته بيه.....ما راح يمشي........بسببك انت......انت....
رفّ جفن طارق للأعلى.....ليعلن احتضاره امام عينين مُراد الغاضبتين
ارتخت يده من الشّد على عُنقه واخذ يهز طارق من اكتافه
وفي اللحظة نفسها طارق استعاد نفسه بشكل مخيف جعله يشهق ويكح ....ويبكي في الآن نفسه!
مُراد : تريد تذبح بنته بعد......تريد تذبحها.....
طارق يُريد التحدث يُريد شرح أمور كثيرة ولكن مُراد يعصف به بغضبه دون أن يترك لهُ مجالًا في الحديث
صرخ مراد: ما راح اجتلك......بس راح اخليك تذوق مرارة الموت.....ومرارة محاولاتك من إنك تعيش......اريد اشوفك تتعذب قدام عيني وآني اباوع فيك ببرود.......راح اخليك تعاني مثل ما خليته يعاني..........ما راح اسمح لك تعيش بهدوء....
ثم وضع له الاكسجين....وكاد يخرج ولكن طارق شد على يده
وهو يتحدث بصوت هامس من شدّت الألم: مُراد.....
مُراد نفض يده منه......وكان سيخرج ولكن تحدث
طارق وعينيه تدمعان : احمي ايلاف......إإدواااارد......إدوااارد....ببببيذبحها. ...
مُراد وقف مكانه ونظر إليه لم يفهم شي.......هو مصدوم مما سمعه من الطبيب .......انسالت دموعه على خديه وبلا وعي خرج من الغرفة....وبقي طارق
ينظر لسرابه وهو يكح وهو يبكي بدموع وبلا صوت
.
.
بينما مُراد بعد أن خرج من الغرفة .....نظر للممر بعينين باهتتين .......مسح على شعره عدّت مرات ...ازدرد ريقه ......وبدأ يفكر......ما حدث لأخيه عقوبة؟ أم نتيجة لانتقام طارق منه...لا يدري.....لن يراه في جبروته بعد الآن؟....سيبقى على كرسيه مدى الحياة.....سيبقى يتألم...لأنه اوجع قلوب كُثر أهمها قلب طارق الذي انتصر بانتقامه عليه!......سحب رجليه من الممر.....ونظر لظله.....الذي يتبعه بضميره!......ماذا سيتجرّع من وراء تلك الأشياء التي فعلها؟...ماذا......
في وسط معمعة جنون تفكيره رنّ هاتفه...اخرجه ثم أجاب
: مُراد......امير صحى...من الغيبوبة وبدو...نور!
رمش مرتين كالمجنون......ثم انسابت دموعه على خديه...
حالته هذه يذكر انه ذاق مرارتها بعد ان توفيّت عمته شعر وقتها بالضياع والشتات وتذبذب التفكير......لا يريد أن يخسر أخيه شيئًا يُكّرههُ في الحياة لا يريد ان يراه ضعيف.....فهو لم يعتاد على ضعفه ولن يتقبله!

بلل شفتيه تحدث بلا وعي: وانا ابيها بعد.....
ثم اغلق الهاتف دون ان يستمع لرد ماكس المصدوم منه
مشى بصعوبة إلى ان خرج من المستشفى، تنفّس بصعوبة .....اخذ الماضي في لحظته تلك يطرق رأسه ....تذكر مُعاناته ......تذكر جبروته....وظلمه....تذكر أمور كُثر مختلطة ببعضها البعض....إلى أن ركب سيارته ...واسند رأسه على المقوّد وبكى.....بكى بخوف....بكى بحسرة على ما حدث لعضيده......للجبل الأصم....للشخص الذي لا يُهزم...أحقًا اصبح عاجزًا سيلازمه الكرسي لبقيّت حياته!
أحقًّا!
.
.
ما يحدث لهما ....ليس لسوء تخطيطهما.....بل نتيجة له!
دون ان يدركا ذلك.......لم يتوقعا يومًا سيحدث ما يحدث لهما الآن.....بكى لا يدري هل ندمًا ام خوفًا مما قد سيحدث او ما حدث لأخيه!
ولكن كل ما يشعر به الآن
بالخوف!
بالبرد ينهش عظامه....وهو ذعر جدًّا من جميع الذكريات التي تطرق رأسه الآن.....ما يتذكره في لحظة غضبه وخوفه...ودموعه جنون.....
شهق وهو ينظر للشارع بعينين فارغتين ........ازدرد ريقه عدّت مرات.....خشي من أن يخسر جزءًا منه
همس ما بين جنبات عاصفته
سحب الهاتف واتصل على ماكس
تحدث بلا مقدمات: ماكس بنتي بخير ما فيها شي صح؟
سكت......صدم الرجل بسؤاله....وصمت بسرحان الماضي...والخوف من العقوبة الإلهية!
.
.
ماكس للتو دخل إلى الشقة سمع الرنين واجابه صُدم من حديثه
ولكن تحدث بضياع أفكاره: بخير...
مراد انسابت دموعه على خديه من جديد وبجنون الخوف تحدث: انطيني إيّاها اكلمها....
ماكس قوّس حاجبيه وبهدوء: ...هلأ بخليها تحاكيك...
ثم اقترب من الكنبة التي تمكث بها سندرا ، كانت جالسة مكتفت اليدين تنظر لشاشة التلفاز بينما جولي كانت في المطبخ
تقدم لناحيتها ابتسم لها: اوه...شو عم تتابعي...
كانت عاقدة لحاجبيها تتابع بصمت وبرفض من التحدث
ماكس عندما لم يراها تتحدث جلس بالقرب منها
ومد هاتفه إليها: خزي....في شخص بتحبيه راح يحاكيكي...
بشكل سريع اردفت وهي تنظر له بسعادة: نور؟
تعجب ماكس من ردت فعلها وكلمتها تلك ......لا يدري....كيف لها .....تتعلّق بنور بهذا الشكل الكبير كيف؟

سحبت الهاتف منه وبلهجة ثقيلة وصادمة لمسامع جولي التي أتت وهي تحمل بيدها صحن الطعام ولماكس الذي شعر بالشتات
: ماما!
سقط الصحن من يد جولي وارتعشت يدين ماكس
بينما مُراد سقطت دموعه على خديه!
: اخبارك رتيل؟
سندر قطبت حاجبيها: بابا مُراد....
جولي كاد قلبها يقف....بينما ماكس استشاط قيظًا....متى مراد اخبرها بكل هذا...متى؟
تحدث بعصبية: سندرا اعطيني الموبايل
سندرا نهضت وهي تتحدث بلهفة: بابا أمتى راح شوف ماما....
مُراد ضاع الحديث من فاهه، وندم من اخبارها بالحقيقة.....اخبرها انه اباها ونور والدتها في معمعة تلك الاحداث ظنّ أن نور تقبلتها جيّدًا اخبرها ولكن اجبرها على كتم السر لسبب......
اردفت: انت ئلت إلي ما ئول لحدا...حتى تشتري إلنا بيت ونطلع سوا مع بعض...شو صار..هلأ....فينها ماما....

جولي تقرقت عينيها كيف اطاعه قلبه ان يتلاعب بمشاعرها ويعقد العهود بينها ،
السؤال نفسه كيف تقبّلت هي الأمر؟
الجواب بسيط يا جولي
لأنها بحاجة لأم وأب وهي على علم أنّ جولي ليست والدتها وأمير ليس والدها ولكن لقبته بـ(بابا) كما هو طلب منها!
كان حريص على ان يعلمها انه ليس والدها لكي لا يتصعب الامر فيما بعد.....
ماكس لم يتحمل سحب من يدها الهاتف
وصرخ متحدثًا مع مُراد: انا الغلطان ياللي ...وثقت فيك.....كيف .....تئول.....إلها كل شي......مُراد أمتي ئلت إلها كل هاد......انت مجنون؟......الخطأ مني أنا.....اللي تركت إلك المجال حتى تبّث سمك....
مُراد بصوت مكسور: ماكس........لا صير علي قاسي......هي المفروض تعرف اني ابوها....ونور.....امها....وقلت لها عشان تقرّب من نور ......بس البنت ترددت وخافت منها...ويوم تقرّبت نور هربت!
ماكس صرخ: مجنون.....بسببك التنتين جنّوا.....نور هربت......وسندرا تبكي...وتصرخ بدها نور........المكان كلّوه صار فوضى بسببك....
جولي ركضت للغرفة بعد ان رأت سندرا تبكي بصوت عالي

مُراد مسح دموعه: مو بسببي...نور هي مخططه على كل شي.....وكل اللي صار بسببها...
قاطعه بصرخة: لا تحملها كل شي انت سهلت عليها عملية الهروب....
مُراد بغصة: اوعدك خلال هالاسبوع اعرف مكانها لا قول شي لأمير حاول قد ما تقدر باي...
ثم اغلق الخط في وجهه وقاد سيارته بعيدًا عن المستشفى!
بينما ماكس شتم مُراد سريعًا ثم خرج من الشقة!
.......
.
.
في الغرفة.......الجو بارد .....يرتدون ملابس صوفية .....متغطين بأغطيتهم الثقيلة.....وما زلتا تشعران بالبرد....وتنظران للسقف...بتحديق مطوّل....كلًّا منهما......تربط عقد الاماني امام عينيها....وتتمنيّا ان تتحقق في اسرع وقت ممكن.....
بكت كلتاهما بلا صوت وبلا دموع......عندما تذكرتا ما حصل لهما.....
.
.
تأففتا في الآن نفسه ثم دار رأسهما على الجهة نفسها
ابتسمت ايلاف وهي تقول: كملت اليوم عشرين سنة....
نور بصدمة: اليوم ميلادك؟
هزت رأسها ايلاف (بأي)
ثم تحدثت بعتاب: للأسف ...انه ميلادي...وقاعدة اقضيه .....بهالنفسية والذكريات الشينة....كان ودي اقضيه مع امي ابوي.......اخواني.....كان ودي يفاجاوني....ويبون لي كيكة .......كبيرة.....وهدية.......حتى لو بسيطة....
ثم التفت على نور بعد ان أسندت
ظهرها خلف الوسادات الصغيرة: تصدقين ما مره فاجاوني بهدية....ولا مرة ...احتفلوا بهاليوم معاي.......
نور اعتدلت في جلستها وطبطبت على كتف ايلاف
الذي أكملت ببحة بكاء: أصلا عمري ما حسيت باهتمامهم فيني.....كل واحد يحاول يتخلّص مني ويبعدني مادري ليش ......
نور بهدوء: لا تفكرين كذا.....
ايلاف بنبرة بكاء: مو هذا الصج......امي لاهية مع ريلها....وتبعدني عن حضنها وانا بحاجه له عشانه.....وابوي...لاهي بشغله وعياله ومرته....ولا فتكر فيني.......حتى لم قلت بروح عند خالتي سعاد ماهتموا....و..لم قررت ابتعث حسيت انهم ارتاحوا من وجودي....نور...متخيلة.....ولا قد اتصلوا علي....انا اللي بس اتصل عليهم.....فيهم خير بس يرسلون لي فلوس...وكأنه الدنيا بس فلوس.......ابي حنانهم ....ابي حضنهم....ابي وجودهم حزّة خوفي....

نور تنهدت بضيق: قولي الحمد لله على نعمة وجودهم....
ايلاف بقسوة ودمعتها انسابت على خديها: وجودهم وعدمه واحد يا نور......ما يفرق معاي...والله ما يفرق....
نور احتضنتها وبكت هنا ايلاف.......ثم ابعدتها نور
وهي تقول: قومي نطلع ونسوي لك احلى بارتي....
ايلاف مسحت دموعها: الجو بارد ولا لي خلق...
خلينا تحت الفراش متدفين احسن من البارتي...واهله
ابتسمت نور
ثم قالت: متخيلة انا بيوم ميلادي الواحد والعشرين تلقيت فيه خبر موت ديانا.......
شهقت ايلاف ووضعت يديها على فمها
هزت رأسها نور وهي تبتسم بقهر: ماتت.....وحاسة موتها مو طبيعي.....تركتني في نص الطريق اللي اخذتني منه......وتركت لي صدمتي.......صدمة الحقائق اللي خايفة اني استوعبها....
ايلاف نزلت دموعها من جديد على حالهما!
نور أكملت : فجأة صار لي بنت....وفجأة الأموات صاروا احياء يا ايلاف!....متخيلة....شفت بنتي....اللي قالوا عليها ماتت بعد ست سنين ...وشفت زوجي اللي ظنيته مات.....بعد كل هالسنين......صدمة يمكن تسبب الجنون ......وكنت أتمنى اصير مجنونة او اموت عشان ارتاح....بس ما صار لي لا هذا ولا هذا...
ايلاف : اسم الله عليك.....
نور بتنهد: يبوني اتقبل وجودها بهالسهولة....وانا مو متقبلة حياتي..... أساسا كيف اهديها حياة .......خالية ......مظلمة.......حتى لو اثارت شوفتها مشاعر امومة بسيطة.....ماقدر اعطيها مجال تتغلب علي.....
ايلاف بحنية: ليش يا نور؟
نور بصوت شبه مرتفع: لأني دفنتها يا ايلاف...دفنتها في الحظة اللي حسيت نفسي فكيت القيود من ايديني.......ايلاف....انا دخلت في مرحلة جنون......مرحلة طيش...وعصيان.........انا خايفة من نفسي....ما عندي امان.......كيف اصير لها امان....وانا دافنتها......بعيد عن قلبي وعقلي......وحياتي مهدده!

ايلاف : لو فعلا دفنتيها بعيد عنك......ما كان حسيتي بهالمشاعر....
نور ابتسمت بسخرية: تعودت اني احس بمشاعر وفجأة بعدها تنطفي....مشاعر كثير.....كانت بداخلي والحين بس باقي رمادها يا ايلاف......
ايلاف سرحت قليلًا: مشكلتنا مو يايين نسامح......ولا قادرين ننسى.....
نور بللت شفتيها: حتى لو نسيت يا ايلاف......امور كثير.....ومن حولي.....تذكرني قد ايش انا منبوذة...وضايعة.......يمكن انتي اهون مني...
ايلاف ازدردت ريقها: اهون!.....تعرّضت لاغتصاب.....يا نور....كيف اهون منك.....
نور ابتسمت وشدّت على شفتيها العلوية ثم نظرت لها وبنبرة لها معنى كبير ولكن اردفتها مازحة لتخرج ايلاف من حزنها: مابي اخرّب اخلاقج.....وقومي بس نسوي لنا عشا.....
ايلاف شعرت برعشة من حديثها هل تعنى انها تعرضت له؟ ام خضت له تمامًا!
ولكن نبرتها تلك جعلتها تقول : امبيه لا تتكلمين كويتي.....
ثم استوعبت : بعدين تعالي يا المينونة تو ماكلين ....
نور بجدية: والله جعت.....يمكن عشانا بس شربنا شوربة .....ابي شي يثقلني للصبح....
ايلاف بحده: مالج إلا خبز وجبن....
نور نهضت سريعًا: والله راضية بس قومي.....
ايلاف ضحكت بخفة: وليش ههههههه أقوم.....
نور نظرت لها : ساعديني....
ايلاف بطنز: ليش بسوين ذبيحة....
نور : مابي ابرد وانتي لا!
ايلاف رمت عليها الوسادة: حيوانة.......ههههههههه........
نور هربت سريعًا خارج الغرفة،
بينما ايلاف تنهدت ونهضت لتتبعها رأتها تفتح الثلاجة
وهي تتذمر: ما فيه شي ينوكل....بكرا بروح السوبر ماركت اشتري .....كل ملتزمات المطبخ....
ايلاف اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها: ليش تشترين واغلب وقتنا ناكل من برا؟

نور سحبة علبة الجبن ووضعتها على الطاولة وهي تقول: من يوم ورايح ما فيه أكل من المطاعم...
ايلاف تخصرت: ليش ان شاء الله ؟........على اساس انتي بطبخين ويّه ويّهك؟
نور اشارت لا وبنظرة تعالي: تؤتؤ .....انتي بطبخين....

ايلاف بشهقة: هأأأ......مشي بوزج.......تحلمين يا معوده انا وراي جامعة وكرف....
نور سحبت كيف الخبز وبدأت تدهنها بالجبن: وانا وراي شغل....وراي مراكض وراء مدير المطعم....
شهقت ايلاف وكأنها تذكرت امر: أمبيه صج نسيت......مصرّة يعني تتركين شغلة جليسة الأطفال....
نور قضمت لقمة من الخبز: بقوة بعد ......
ايلاف : ترا والله مو متأكدة اذا يبون عاملات او لا....لا ضيعين هالشغلة من ايدج.....صبري....
نور مسحت على شعرها: بكرا بروح اتأكد......بس قبل بروح الكنيسة......وبعدها بروح هم يفتحون الصباح؟

حينما اردفت (كنيسة) قوّست ايلاف حاجبيها وكأنها ادركت حقيقة شتات نور بللت شفتيها ثم اردفت: تقريبا لا......يفتحون الظهر.....
نور سكبت لها ماء: خلاص اجل اروح بعد ما اطلع من بيت لورين

ايلاف سكتت وحكّت أرنبة انفها، فاشارت لها نور: تبين اسوي لك؟
ايلاف بتوتر: لا......ثم اردفت
: نور....
نور ما زالت تمضغ الخبز على مهل: اممم....
وكأنها تقول ماذا تريدين!
اقتربت ايلاف: شنو تعرفين عن الديانة المسيحية؟

نور توقفت عن المضغ وشربت الماء في دفعة واحدة ثم أكملت بجمود: يمكن اعرف عن الإسلام اكثر منه
ايلاف صُدمت وبنبرة جدية: انزين ليش لحد الحين...
قاطعتها نور بحده: مادري مادري ايلاف لا تساليني عن شي انا ماعرف اجابته....
ايلاف امسكت يد نور وبحده: انتي تعرفين الإجابة بس خايفة تواجهين نفسج .....
نور نفضت يدها من ايلاف وتكتفت وبحده: المطلوب مني؟
ايلاف بلا مقدمات: ارجعي لدينج؟.....انتي أصلا مسلمة......دامك ما تعرفين شي عن المسيحية ....يعني ما زلتي ...
قاطعتها بصوت عال : ايلاااااااااااف....الف مرة قلت لك تدخلين في هالموضوع....
ايلاف امسكتها من اكتافها وبحده: لا بدخل.....بحاول الملم شتاتج....في هالموضوع.......نور......لا تحاولين تثبتين عكس الحقائق اللي تشوفينها وتؤمنين فيها......هالشي بزيد عليج من عذاب الضمير......واجهي كل شي وتماشي معها على حسب واقعيته يا نور......تصبحين على خير
ثم تركتها واقفة تنظر للمكان بعينين حائرتين ومترقرقتين بالدموع
وعندما انسابت على خديها مسحتهما وذهبت لناحية الصالة ورمت بنفسها على الكنب واخذت تبكي بلا صوت!
..............................................
.
.
.
.
في اليوم التالي وفي الصباح الباكر قاموا بزيارته
وادخلهم سيف عليه بعد ان اطمان انّ حالته الصحية في تحسن....
تحدثت ام ناصر وهي تطبطب على كف يده: ما تشوف شر ...يا بو ناصر....ما تشوف الشر....
بو ناصر نظر لها وبهدوء وبلسان اثقله التعب: الشر ما يجيك يا الغالية...
شيخة قبلّت رأسه: ما تشوف شر يبه......
مسح على رأسها بعد ان رأي تجمّع الدمع في عينيها: الشر ما يجيك يا بنتي....
سعود نظر لناصر وناصر نظر له وكأنه فهم من نظرات أخيه كل شي حديث عمها اشعل اسالة كثيرة في بالهما ولكن اجوبتها ستبقى مؤجلة ....
ناصر : ما تشوف شر يا الغالي.....
سعود: اجر وعافية يايبه....
كان سيتحدث ولكن كح وأشار لهم برأسه
بعد ان قالت زوجته: ريّح عمرك لا تتكلم كثير
رن هاتف شيخة ونظرت للاسم وارتعش جسدها ونظرت لوالدتها ووالدتها واخوتها
تحدث سعود: ردي.....ازعجنا جوالك....
شيخة بكذب: هذي صديقتي...
بو ناصر بصوت متعب: ردي عليها....
نهضت شيخة : بطلع برا عشان مازعجكم
ناصر بهدوء: لا تبعدين عن الغرفة...
شيخة بتوتر: طيب....

.
.


ثم خرجت واجابت في الممر بصوت واطي: وجع وجع...ليش تتصل....
بندر: ايش فيك؟....توقعتك بتفرحين باتصالي....
شيخة تتلفت يمين ويسار: انا في المستشفى ازور ابوي...والكل جالس لم اتصلت .....خرشتني....
بندر بضحكة خفيفة: هههههههه اسم الله عليك....
شيخة بصوت واطي: شتبي متصل؟

بندر بتلاعب: ولهت عليك....
شيخة بنفس النبرة ولكن على طريقة ساخرة: منين طالعة الشمس؟
بندر بابتسامة : من المشرق يا قلبي...
شيخة بعصبية : لا تستهبل على راسي....
بندر انفجر ضاحكًا: واضح اني خرشتك على قولتك مرا.....وش هالنفسية....
شيخة بنبرة جدية: اكلمك بعدين.....
بندر سبقها قبل ان تغلق الخط: كيف عمي؟
شيخة بشكل سريع: بخير...
بندر :اشوي راح نجي المستشفى.....
شيخة بذعر: ايشششششش؟
بندر ضحك من جديد: ههههههههه جاي اشوف عمي ما اشوفك ريحي يا عمري....
شيخة بعصبية : كـ...
ثم بترتها عندما رأت ممرضة تمر بجانبها...
فاكمل بندر: هههههه الجازي ونوف بجون معاي....
شيخة : يعني شسوي لك....؟
بندر : قلت اعطيك خبر عشان لا جيبين العيد فيني....
شيخة : والله مادري منو اللي بجيب العيد في الثاني....
بندر : هههههههههه شوفي لك حل؟
شيخة بتأفف: تبيني ارجع البيت مثلا....
بندر باستمتاع : ترا جالس اطقطق عليك وربي....
شيخة بلا مقدمات تأففت وأغلقت الخط في وجهه
ومات ضحكًا ، ثم انفتح باب غرفته على حين فجأة
ورأى نوف تدخل لغرفته مكتفت اليدين
: متي بتوديني؟

بندر بروقان: اجهزي الحين وقولي للجازي تجهز بعد...
نوف جلست بالقرب منه: الجازي ما تبي تروح...
بندر : ليش
نور بنرفزة: ما تعرف اختك يعني.....خايفة تقابل سيف....ولا ابشرك نزلت تكلم ابوي....عن الطلاق.....والحرب قايمة تحت في الصالة....
بندر بصدمة نهض: مو من جدك...
نوف: والله....
بندر ركض من الغرفة لينزل
بينما نوف تأففت: يا ربي متى تنتهي هالمشاكل....
.
.
.

الأصوات قليلًا ارتفعت
تحدثت من جديد: يبه.....افهمني...ما بيه....والله ما ابيه....

بو خالد لا يريد ان يبيّن لها بانه على علم بالسبب .....ولكن معرفته للأمر جدًّا سطحي
: قولي لي السبب ....عشان اقتنع يا الجازي...
خالد بتأييد: صحيح قولي السبب.......اللي يخليك تطلبين الطلاق...
وصل إليهم بندر وجلس بالقرب من أخيه

الجازي لم تعد قادرة على السيطرة على نفسها: يا ربي ليش ما تفهمون ....قلت لكم عفته مابيه....السبب خلوه بيني وبينه....
بو خالد نهض وبعصبية: وش بينك وبينه......قوليه يمكن نقدر نصلح الحال بدل طلبك لهالطلاق.....ترا الطلاق يا الجازي ما هوب امر سهل...
بندر بخوف : يبه على هونك.....
خالد نهض ونظر لوجه اخته : هد يبه.....
الجازي بنرفزة ارتفع اكثر صوتها: ما عدت اطيقه....اكرهه.....يبه....اكرهه .....مابي اشوف خلقته...........
بو خالد بغضب شديد: وش اللي خلاك تكرهينه.......كنتي وش زينك معه.......والحين بعد ما جبتي منه الولد....تقولين لي اكره....
خالد وبندر صمتوا هنا
بينما الجازي سكتت ولكن صوت تنفسها بات مسموعًا
اكمل والدهم: الطلاق ما هوب سهل....... وما هوب حل للمشكلة........ومو كل مشكلة تحتاج لهالحل أصلا.....

هنا انفجرت الجازي صارخة : يبه.......ولد اختك......هذا......
كانت ستنطقها......ستنطقها ولكن شهقت ببكاء وارتجفت شفتيها
فصرخ والدها: كملي كلامك....دامك تبين الطلاق......كملي كلامك.....خليني بس افهم سالفتكم.....
الجازي بقهر: روحوا اسالوه....
ثم ركضت للدرج تصعد لغرفتها....
بو خالد تمتم: استغفر الله
بندر نظر لأبيه
بينما خالد تحدث: هد يبه.....
بو خالد مسح على لحيته: اتصل على سيف قوله يجي....
خالد نظر لبندر بتوتر
ثم قال: ان شاء الله
.................................................. .....
.
.
بينما في الغرفة بكت .......وسحبت بيدها الهاتف واتصلت عليه بلا تردد......
بينما هو للتو وصل إلى المنزل بعد انتهاء مناوبته......
سمع الرنين اجابه سريعًا بعد ان رأى اسمها
تحدث: الجازي...
الجازي بصوت باكي: الله ياخذ الجازي.....
سيف بصدمة : اسم الله عليك ......
الجازي بانهيار: متى ناوي تطلقني.....متى؟
سيف بنبرة هادئة: والله ما طلقك....
الجازي بصرخة: لا تحلللللللللللف.......لاااااااااااااااتحلف.....
سيف بجدية: الجازي.....لازم تستوعبين اني احبك....
الجازي بانهيار تام: وانا اكرهك والله اكرهك.......الكل مو جاي يوقف معي........الكل.....بسببك....روح قول لهم وش سويت فيني روح......روح......لا تخليهم يسألوني.......قول لهم انت. وش سويت فيني......يمكن يوقفون معي......

سيف مسح على رأسه: الجازي اهدي وخلينا نتفاهم بهدوء....
الجازي ببكاء: ما فيه شي نتفاهم عليه.......كل اللي ابيه منك...تطلقني .....طيب.....وش تبي مني ......اطلب مني شي بمقابل الطلاق انا راضية بكل شي راح تطلبه مني بمقابل نطلق ......بس تكفى طلقني.....

اغمض عينيه وسكت لتكمل: تكفى سيف....والله تعبت......والله ريّحني........ماطلبت شي صعب....

سيف نظر لهاتفه فقال لها: خالد يتصل اكلمك بعدين...
الجازي بصوت مبحوح: لا ترد عليه.....قبل قول لي..ايش اسوي عشان تطلقني...
سيف: جنيتي الجازي؟.....قلت لك انا مستحيل اطلقك....
الجازي بجنون وبنبرة مكسورة: حتى لو بمقابل....؟
سيف ما تطلبه منه صعب...... صعب للغاية.....تنهد بضيق
ثم اردف: حتى لو بمقابل....
الجازي قست على نفسها اكثر وبوجع: حتى لو جيت وظليت معك أسبوع!؟

سيف قوّس حاجبيه اوجعه حالها ، انكسارها وتذللها الغير مباشر له ،يقسم انه فاهمًا لشعورها.....لحالها ولكن لا يريد ان يبعدها عنه
تحدث بهمس: انا ابيك عمر مابيك أسبوع......
تحدثت وكأنها تعرض نفسها عليه وهذا الامر يؤلمها للغاية ويزيد من نزف قلبها ودموعها: شهر طيب.....
سيف يكرر بوجع: قلت لك ابيك لي العمر كله.......
الجازي ضربت على قلبها بقبضة يدها وبشهقة: ست شهور تكفيك؟
سيف : ليش تقسين على نفسك بهالطلب؟
الجازي بشهقة ، بدا جسدها يرتجف: ابيك تعتق ارقبتني....
سيف انقهر: وش هالكلام يا الجازي....خذي وقتك بالتفكير اكثر.....
الجازي بانهيار وصراخ: تعبت وانا افكر.....ابيك تطلقني خلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااص...... .
سيف بهدوء: مازال اخوك يتصل.......اكلمك بعدين....
ثم اغلق الخط في وجهها وبقيت منهارة على السرير
بينما أجاب على خالد: نعم.....خير خالد صاير شي؟
خالد نظر لأبيه: ابوي يبيك تجي بيتنا ضروري...
سيف فهم الامر: انا جاي في الطريق....
ثم اغلق الخط....

نزلت هنا نوف نظرت لهم: شصار؟
بو خالد : نوف....اختك تكلمت لك عن سبب طلاقها...
نوف بخوف نظرت لأخوتها لأنها تعلم
يعلمان بأمر اخفائها للسبب
ازدردت ريقها: لا....
خالد شد على قبضة يديه
بينما بندر تحدث: يبه دام الجازي طلبت الطلاق....يعني ......صدق مجروحة من سيف.....

بو خالد بجدية: انا عارف انه الموضوع مرتبط بال خيانة...
انقبض قلب نوف
خالد بنرفزة: يبه تعرف؟
بندر : وجالس تضغط على الجازي....
بو خالد بغضب: ماعرف التفاصيل.....ولا اعرف شسالفة.....

نوف : دامك تعرف انه سيف خانها......ليش مصر تعرف كل شي....يعني هالسبب مو مقنع انها تطلب الطلاق.....

بو خالد بنبرة حازمة: يعني تعرفين انتي السبب هااااا؟

نوف حاولت أن تكون اشجع : حتى لو اعرفه ما بقول....دامك انت تعرفه وصاف معه ضد بنتك....
بو خالد بصرخة: انا ما نيب ضد بنتي....ولا بصاف معه.....مثل ما هي بنتي هو ولد اختي ومن حقي اعرف منهم الاثنين السالفة عشان اعرف منو اللي على حق ومنو اللي على باطل....

بندر بتدخل: بس يبه.....
رفع يده والدهم: لا تجلس تبسبس على راسي
نوف تقدمت لناحيته : يبه......الموضوع واضح ولد اختك خانها........ليش تجلس تسمع لها و تسمع له .......خلاص قالت لك تبي الطلاق.....
بو خالد بنبرة حازمة: في بعض الأمور الحريم يلبسون المشاكل لقب خيانة وهو في الأصل ما هوب خيانة!

نوف بنفاذ صبر: يبه بس هو قالك خانها....

بو خالد : ما قال انا استنتجت....
ثم اقترب منها وبحده: عارف انك تعرفين كل شي.....بس مابي اسمع منك ولا شي......ابي اسمع من صاحبة الشأن......وصاحب الشأن....مابي اظلم احد......الحين هي في لحظة غضب....لم تستوعب بعدين الأمور بتندم......وانا ما بي اتبعها على خبالها.....وراح اسمع للخبل الثاني ....
نوف : يبه....الجازي مكسورة من سيف مرا......وما اظنها راح تتراجع....

بو خالد بحده: راح تتراجع اذا انتي ما دعمتيها في خبالها...
نوف نظرت له ثم ادارت ظهرها عنه وركضت لناحية الدرج....
بينما هو خرج ليجلس وينتظر سيف في المجلس....

خالد بقهر: خاينها؟
بندر بعصبية: ابوي مادري شلون يفكر......
خالد : تعال ......نروح المجلس....
بندر بتهديد ووعيد: والله لا اتوطّى في بطنك يا سيف.....!
.........................
بينما سيف خرج، وهو يتأفف ماذا يقول.....كيف يواجه خاله في الامر؟....شعر بالثقل من حديثها .....ورغبة خاله في سماع كل شي.....اتصالها وانهيارها لا يدل على أي خير!
....
بعد مرور ربع ساعة وصل ...طرق الباب فتح له بندر وجعله يدخل في المجلس
وبعد السلام
تحدث بصيغة امر
: خالد قول للجازي تجي...
بندر بقهر: يبه ماله داعي.....
بو خالد بحده: اسكت انت ولا تقلّع من هنا....
خالد أشار لأخيه برأسه ثم تنهد ونهض
بينما سيف شعر بالتوتر اكثر من نظرات بندر وخالد حقيقةً
تحدث بو خالد: اليوم يا تتكلم انت والجازي عن مشكلتكم وتحطون النقاط على الاحرف......ولا انا وابوك بنتصرف.....

سيف انفجع: خالي....انا والجازي نحل ال....
قاطعه بغضب: ما شفتكم حليتوا ولا شي.......وكل ما سألت احد فيكم عن السبب .....ماحد يجاوب....وضعكم مو عاجبني.....والسالفة طوّلت....يا سيف....
سيف لا يريد ان يقحم نفسه في احراجات ولا يريد من الجازي ان تخضع للضغوطات
تحدث: خال.....افضل الأمور تبقى بيني وبين الجازي....
بو خالد بعصبية: لم تجي هي وتقول يبه ابي اطلّق....من حقي اعرف السبب ولا لا يا سيف؟....ومن حقي اسمع لك ولها.......
سيف تنهد بضيق واخذ يفرك بيديه.....
.
.
.بينما في غرفة الجازي ما ان اخبرها خالد بالامر
حتى استشاطت غيضًا
وبصراخ: مابي اشوفه.....مابي...
خالد يحاول ان يتمالك اعصابه: تكفين الجازي انزلي لا سوين لنا سالفة مع ابوي......
الجازي بانهيار....: ليش ابوي يحاول يقهرني....
خالد بتفهم لفكر ابيه: ابوي يحاول ما يظلمك......
الجازي وتشير لنفسها: ويقسي علي بهالطريقة ظنًا منك انه ما راح يظلمني؟
نوف أتت بالقرب منها: نزلي الجازي......خلاص....ما صار قدامك خيار ثاني اذا صدق مقررة تطلقين انزلي....وواجهي ابوي....وقولي له كل شي....
الجازي عضّت على شفتيها بقهر: اف اف افففففففففففف...
ثم مسحت دموعها.....ونزلت قبل خالد
خالد قبّل رأس اخته نوف: مشكوووووووووووووورة ....
ضحكت بخفة في معمعة هذه الفوضى وتوجهت للصغير!
....................
.
.
دلفت باب المجلس بعجل ودخلت بحالها المرثي له
وجه متعب واحمر من البكاء وجبين متعرق من العصبية وشعر مربوط باهمال ولبس كئيب ....وجسد هزيل
دخلت وجلست مقابل سيف
وبين فترة وأخرى رغمًا عنها يخرج منها صوت كشهقة خفيفة تتلوها رجفة
تلك الرجفة التي تأتي بعد بكاء متعب وطويل مؤلمة للغاية!
تحدث بو خالد بهدوء: خالد وبندر اطلعوا برا
بندر كان سيعارض ولكن خالد قال: بندر يلا.....
ثم خرجا بعد ان رمق بندر ابن عمته بنظرات الحقد!
.........
بو خالد تحدث: اعرف يا سيف انك خنت بنتي......
الجازي نظرت لابيها بصدمة
اكمل: ولكن ماعرف التفاصيل....
الجازي بصوت مبحوح: وليش التفاصيل يبه....
بو خالد: عشان ماظلم احد......
سيف بجدية: يا خال السالفة مو كذا......انا ما خنتها...
الجازي نظرت له بغضب
سيف بقهر: انا اعترفت لها عن حبي القديم....ومات وانتهى .....زلّة لسان جابت لي مشاكل....
الجازي احترقت في مكانها دومًا ما يحرقها بحديثه وتبسيط الامر وكأنه لا يُعني شي
بو خالد بعدم فهم: شلون يعني؟

سيف بهدوء: قلت لها اني كنت احب وحده وابيها بس ما صار نصيب.....
بو خالد ضحك بسخرية: وليش قلت لها....

الجازي ان لم تكمل الجانب الآخر من القصة سوف تكون هي الظالمة وهو المظلوم !
اكمل: زلّة لسان يا خال.....
بو خالد : تطلبين الطلاق عشان هالامر يا الجازي؟
الجازي شتت ناظريها عن والدها وعن سيف
تمتمت بقهر: الله يحرق الجازي
سمعها سيف وكذلك والدها
الذي قال: استغفري ربك.........
الجازي نهضت بقهر: يببببببه تخيل لو انا اللي قلت له هالكلام ....وش كان بصير.....كان بيضربني ....ويهيني ويرمي علي الطلاق بعد........ولا لانه العكس صار شي يهون.....
بو خالد بغضب: ما قلت يهون.......الطلاق صعب يا الجازي......وبينكم ولد.....
الجازي دون ان تنظر لسيف: ولدي بعيش حاله حال أي طفل يا يبه لا تصعب الأمور........
بو خالد بتنهد: الجازي.......
الجازي فهمت: خلاص....فهمت......ماتبيني اطلق....على مبدأ ما عندنا بنات يطلبون الطلاق صح؟
بو خالد بغضب: وش فيك صايرة بارود....جلسي نتفاهم....
الجازي بعصبية: يبه انا مابي اتفاهم يبه انا ابي الطلاق..........
بو خالد نهض وهو يردف: تفاهموا مع بعض......وان اتفقتوا على الطلاق....
نظر لأبنته بهدوء: ما راح امنعك يا بنتي....بس فكري.....وتفاهمي مع زوجك عن اذنكم
ثم خرج واغلق الباب عليهما....
ضربت برجلها على الأرض غاضبة: ليش يبه تصعب الأمور؟
نهض سيف ونظر لها: راح انتظرك العمر كله.......بس فكري....
كان سيخرج ولكن امسكت يده
نظرت له : طلقني......تكفى طلقني سيف......لا تطلع إلا وانت رامي علي الطلاق.....
سيف نظر لوجهها للتعب .....للذل....للقهر.....
اشاح بنظره عنها منقهرًا من نفسه: ما قدر....
امسكته من اكتافه هزته: ليششششششششششش؟
سيف بهمس: لأني احبك...
الجازي لم تعد قادرة على تحمل تكرير الكلام والآلام جثلت على رجليها أمامه وبذل صريح ومباشر وقهر : تكفى طلقني سيف......تعبت ...ريّحني.....ريّحني.....
سيف جلس امامها رفع وجهها بطرف ذقنها: صدقيني راحتك مو في الطلاق يا الجازي.....وانا راح انتظرك متى رضيتي علي........راح اجيك وآخذك لبيتك...
قبّل جبينها ثم قال: لا تتعبين نفسك في هالطلب.....عن اذنك....
ثم خرج...وبقيت هي ترتجف باكية على الأرض تشعر بالقهر منه....ومن الجميع.....تشعر أنها بدأت تكرهه اضعاف مضاعفة.........والخلاص منه بات صعبًا......بكت بجنون ....وبانين......مسموع......بكت لتنزف جروحها من جديد وتجدد عزاء اعترافه مرةً أخرى .......لن تتقبل الامر ولن تعطي نفسها فرصةً لتقبله .....مسحت على شعرها ثم حاولت النهوض لتخرج من المجلس ولكن شعرت بثقل جسدها فرمت بنفسها على الكنب لتكمل نوبة البكاء والغضب هناك!


.
.
كان في غرفته يحدثها بهدوء: ايش تبيييييييين؟

مُهره مسحت على شعرها وشدّت على الهاتف وهي تكرر: العطر اللي تحط منه....

قصي مسح على وجهه: متصلة علي ومطيرة نومي عشان تقولي لي جيب العطر اللي تحط منه......فكرت فيك شي...والله...

مُهره تشعر برغبتها الصارمة في شم رائحة ذلك العطر الذي علق في ملابسها بالأمس
: تكفى جيبه معاك لو بتجي اليوم....
قصي بضحكة خفيفة: ههههههه والله انك غريبة.......
مُهره ابتسمت على مضض: والله حتى انا حسيت اني غريبة بس مادري ابي هالعطر يعني....
قصي استوعب الامر بعد سكوت طال لثلاثون ثانية: لحظة لحظة.....عرفت حالتك هالمستعصية .....
مُهره قوّست حاجبيها: وش حالته بعد.....
قصي نهض من على السرير: هذا اللي فيك من الوحام.....
مُهره باستفهامات: وحام؟
قصي بهدوء: كل حُرمة تحمل يجيها يعني.....
مُهره بطنز وسخرية بعد ان شعرت بالاحراج: ما شاء الله تعرف كل شي.....
ضحك : هههههههههههههههههههههه المهم راح اجيبه لك بالليل.....لأنه احتمال ماجيك العصر بروح ازور خالي تعبان بالمستشفى....
مُهره : ما يشوف شر....
قصي : الشر ما يجيك حـ.....
وانبترت كلمته بعد ان دخلت والدته على حين فجأة
فقال: اكلمك بعدين سامي....
مُهره ضحكت بخفة: هههههههههههه تمام....باي....
ثم اغلقه
تحدث: صباح الخير يمه.....
ام سيف: وين كنت فيه امس؟
قصي بهدوء: عند اخوياي....
ام سيف بجدية: وش هالاخويا اللي طلعوا فجأة......قصي مانت طبيعي....
قصي ابتسم لها: يمه وش فيك مركزة علي كأني بزر.....
ام سيف بنظرة : حركاتك هذي ما سويتها وانت مراهق....تسويها الحين ولا بعد لم خطبنا لك......
قصي بضحكة: هههههههههههههههههههه يمه.....
ام سيف ابتسمت رغمًا عنها: والله مابيك تفشلني قدام الجماعة......خايفة وراك شي مخبيه علينا.....ونتفشل......والبنت بعدها ترفضك......

قصي قبّل رأسها ويدها: يمه والله اني أخاف ربي.....ومالي بالاشياء اللي تجي براسك.....
ام سيف: لا تتأخر برجعتك في الليل......واليوم حط ببالك تروح تزور خالك.....
قصي أشار على انفه: على هالخشم.....
ام سيف خرجت من غرفته ودخلا التوأم
جسار: اويلي كنت بتنكشف...
عزام بدقة: هااا بو عزام......على وين الفرة اليوم.....؟
قصي ضحك بخفة ثم قال: ههههههههههه عزام بعينك....مجنون اسميه على اسمك.....
جسار لكزه في خاصرته: خلاص سمه على اسمي.....
قصي : تخسي ......
عزام رمى نفسه على سرير أخيه : وش بسميه يعني؟
جسار رمى نفسه بجانب أخيه واخذ يفكر : اممممم أتوقع بسميه ....معيض....
عزام نظر لأخيه بسخرية : لا أتوقع يسميه عايض.....

قصي كتف يديه: تمصخروا ......قومي انقلعوا بس على شغلكم قوموا.....
عزام : الحمد لله بدات إجازتي
قصي نظر لجسار: وانت.....
جسار حرك حواجبه : خذت إجازة....
قصي : اطلعوا برا غرفتي ببدل....
عزام بروقان: بدل ماحد ماسكك....
جسّار غمض عينيه: غمضت عيوني انا بدل....
قصي : ياربي وش سويت بدنياي انا عشان تسلطون علي من الصبح....
عزام: خايف تتأخر عليها؟
جسّار: اوه يا انها بتوّلع فيه لو تأخر....
قصي رمى عليهما بسرعة عقالة الذي سحبه من على الكمودينة: قووووووووموا.... روحوا لسيف طقطقوا عليه....
جسّار بجدية: للأسف جا وطلع بسرعة....
عزام نظر لأخيه: صدق؟
جسّار: أي.....حسيت فيه شي....بس ما امداني اكلمه....
قصي جلس على الكرسي: يمكن المستشفى استدعوه....
عزام بتفكير: ليكون خالي صار له شي؟
جسّار : والله مادري...
قصي بهدوء: ما اظن .....
عزام : ما تحسون طوّل بسالفته مع زوجته...
قصي أشار بيده: مالنا دخل فيهم ....يحلون مشاكلهم بنفسهم...
جسّار: انا مستغرب من امي لحد الحين ما تدخلت....
قصي بجدية: واحسن انها ما تدخل.....في ولا شي....ولا الأمور بتصعّب...
عزام : اول مرة تقول شي صح...
قصي ضحك بخفة: هههههه حيوان...
جسّار بابتسامة: المهم بروح نزور خالي جميع ماله داعي كل واحد يروح بسيارته ....نروح مع عزام....
عزام بمزح: سواق ابوكم انا....؟
قصي : هههههههه .......لا انا بروح بسيارتي عشان اروح لزوجتي بعدها.....
جسّار لعب بحواجبه: يا حركات انت....
عزام بتعزيز: يا خطير....
قصي نهض : الحمد لله والشكر مطولين....
عزام : أي والله نبي نطقطق على احد....
قصي بنرفزة: طقطقوا راسك في الجدار قوم آمين....
جسّار بجدية: تعال صدق.....وش بصير الحين على موضوعك خالي تعبان اكيد ابوي باجل....الامور الباقية....
قصي بتنهيدة: وانا هذا اللي خايف منه.....
عزام : لا المفروض ما يتأجل شي......لو ما هي حامل يمكن أي.....بس وضعكم صعب......
قصي بتفكير وخوف: يا كـ....لا تخلوني اتوتر......
جسّار بضحكة: هههههههههههههههههههههه
عزام ابتسم رغمًا عنه: الأفضل تكلم ابوي
قصي فتح الباب سريعًا وهو يصرخ: الله ياخذكم

جسّار ضرب بيد أخيه: لعبت في اعداداته يا ولد
عزام : ما توقعت بكون ردت فعله كذا....
جسار مبتسما: هو خلقه كله متوتر....
عزام نهض من على السرير : الله يعينه!
.................................................. ............
.
.
.
يشعر بالأسى ، يشعر بالألم......يشعر بالوحدة وبالخوف....يشعر أنّ الزمن يلاحقه ...يشعر أن حان موعد موته.....حقيقةً هو رافض فكرة العيش دون ديانا......رافض ان يكمل حياته بلاياها....يؤلمه حقيقة موتها......ويؤلم عناد نور......يريد أن يراها ....ليخبرها بكل شيء....ليُريح قلبه.....يريد ان يشرح لها الأمور عامةً......ليس هناك وقت.....ازدرد ريقه ....الم الجرح بدأ يخف قليلًا ولكن ألم الجرح المعنوي يزداد يومًا عن يوم!
رأى ماكس يدخل إليه
تحدث بهفة: إجِت نور؟
ماكس هز راسه: لا....
وليخفف عنه: سندرا إجت وبدها إيّاك....
ابتسم أمير: خليها تفوت لهنون
هز ماكس راسه خرج وما هي إلا ثواني حتى دخلت سندرا وجولي
سندرا اقتربت من السرير رفعها قليلًا ماكس
حتى وضع امير يده خلف ظهرها واحتضنها إليه توجّع حينما قربها من جرحه اغمض عينيه واشتمّ رائحتها وقبّل خدها ويدها الصغيرة
نظر إليها: كيفك يا ئمر؟
سندرا ما زالت تعيش في صراع نفسي لرغبتها في رؤية نور !
اجبرتها جولي على المجيء هنا بعد أن وعدتها في محادثة مُراد ليخبرها عن موعد قدوم والدتها!
تحدثت: منيحة....
أمير قبّل باطن كف يدها: ما بدّك تسأليني كيفك؟
سندرا بصوت واطي: انت منيح؟
هز رأسه بنعم
تحدث لجولي: كيفها لنور جولي؟
جولي نظرت لمكان ومكان نظر لها وكأنه يخبرها ان تجيبها على حسب ما اخبرها به: بخير.....
سندرا نظرت له: أمتي راح تجي؟
ماكس وجولي وقع قلبهما في الأرض
أمير فهم انها تقصد تجي لهون: أمتي ما هي قررت.....
سندرا ترقرقت عيناها: بس انا بدي إيّاها....
امير سكت هنا....نظر لماكس وجولي شعر أنّ سندرا ليست على ما يُرام
ماكس بتوتر: جولي اخزيها لسندرا واطلعي برا...
امير شد على يد سندرا بخفة وبشك: هي بالبيت .....لم تروحي البيت راح تشوفيها...
سندرا بزعل: بس هيّا مو في البيت....
جولي اقتربت من سندرا قالت: تعي لهون سندرا .....تعي حبيبتي...
اخذتها بخفة وحملتها.....
ماكس شعر بالتورط
تحدث أمير بذعر: فينها لنور؟
شد على يد ماكس وقرّبه إليه: ئول لي فينها لنور...انا حاسس فيك شي.....وفي شي مخبيه عني...
ماكس دون ان ينظر له: في البيت...
أمير بحده: ئول إلها اتصل عليها وئول إلها تجي بدي ئول إلها شي مهم...
ماكس بتوتر: ما بدها تشوفك.....
أمير بنبرة صارمة: فينها؟
ماكس : انتّا لازمتك الراحة ....بــ....
امير فهم صرخ: هربت صححححححح؟....هربتتتتتتت؟
ماكس سكت
أمير صرخ: فييييييييييييييييينها نوووووووووووور
ماكس بتردد: هرببببببببببببببت
.
.
.
انتهى





اعتذر عن اخطائي الاملائية

كتبت بشكل مستعجل ونزلته عشان ما اتاخر عليكم



تحياتي شتات



 

رد مع اقتباس
قديم 06-27-2020, 05:27 PM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الثاني والعشرون






.
.
.
محاولة لملمت الضياع ومسك الخيوط دون ان تتشابك ببعضها البعض بات صعبًا عليه ، كُلما فكّر في حلول تسهّل الأمور الصعبة حدث عليه أمر يوسّع من فجوات الصعوبة
ويُزيد على نفسه الموجعة جِراحات أخرى
كان صعبًا على ما سامع آذنيه في أن يُدرك انها
هربت كما فعلت قبل ست سنوات
هربت من احضانهما للعُصيان ولحُب لعين وبه الكثير من الخِداع
حُب آلا بِها إلى مشاكل نفسية كُثر ، وآلام لا تُنسى
هربت إلى أحضان ذلك الغريب، لتنجي ثِمار خطتّه المرسومة بشكل مثالي
نتيجة هروبها في السابق حالها الآن في الحاضر!
كُل الأشياء مرتبطة ببعضها البعض.....وكل الخيوط والبِنان تُشير إلى الطريق نفسه
هروبها يعني ....الضياع من جديد
والعودة للنقطة السابقة نفسها ولكن بمختلف الألوان والاشكال!
الحبكة ذاتها ......ولكن بطريقة أشد ألمًا...هربت بعد أن علمت بموت والدتها.....بوجود ابنتها....وبعد رؤية طليقها....وبعد ان عرفت أنّ هُناك خدعة كبيرة تجرّعتها لفترة زمنية طويلة !
لو عرفت تفاصيل الخدعة هل ستهرب للعالم الآخر كما فعلت والدتها؟!
لِمَ لا؟!
لن يتعجب بعد الآن من افعالها ولكن سيخاف اكثر وسيرتعب من افكارها التي ستؤول بينا إلى النهاية!
............................
شدّ على ياقة ماكس بعد أن حاول النهوض قليلًا من على الوسادة آلمه الجرح ولكن هُناك جرح غائر في ناحيته اليُسرى من صدره
هزه بضعف حالته .....تحدث وهو يكرر كالمجنون وبعينين حائرتين وقلب مُتعب وجسد يرتجف خوفًا
من الأفكار المشؤمة التي تطرق رأسه: هرببببت.....هرببببت.....عم تئول إللي هربتت....

....
لم يكن حال ماكس افضل من حاله...خشي على أمير ان يُصاب بمكروه...في حالة انهياره هذه.....هو حاول بجلّ جهده أن يحمي عائلته كما امره ولكن .....نور...دومًا ما تخرج عن توقعاته ....كان يتوقع أنها غير قادرة على ان تعمل أكثر من جنونها الذي اعتاد عليه ولكن ما فعلته ارسل له رسالة تجاوز معاني الجنون الذي يعرفه ويعلم أنه اخطأ حينما اتكأ على اكتاف مُراد وفي الآن نفسه لا يستطع أن يُنكر انه ساعده في أمور كُثر .......دخل في حالة تناقض وخوف
....
شدّ على كفي امير حاول أن يضغط على نفسه في لفظ الكلمات دون أخطاء : سيّد امير......بليز...اهدأ.....

....
أمير وكيف لهُ ان يهدأ......نور....ليس جزأ من ديانا وفقط......حُبه لها ليس لأنه يشتّم رائحة ديانا فيها....وليس لأنها تمتلك سمات شكلية قليلًا من محبوبته ....لا....بل لأنها اشعلت في فؤاده شعور ....يعلم أنه لن ولن يستطع على تحقيقه ولكن بوجودها تحقق وشعر به وهو شعور(الأبوّة)...شعوره بالمسؤولية .....شعور أنّ لديه ابنه ....هذا الشعور داوى جراحات العُقم في ذهنه!
.....
تحدث برجفة شفتيه: كيف راح اهدأ......وانت تئول هِربت....أنت فهمان إيش يعني هيدا الشي؟
.....
انخرس ولم يعد قادر على نطق حرفًا واحدًا
فاكمل امير: كم صار إلها؟
لم يعد قادر على الكذب مجددًا شتت ناظريه عنه: تقريبًا أربعة أيام!
.......
ارتخت يدي أمير من الشد على ياقة ماكس....نظر للفراغ من الغرفة.....واخذ يفكر لماذا هربت؟
ازدرد ريقه عدّت مرات
تحدث بصوت غضب: كيف ما لئيتوها؟
ماكس يحاول ان يكون هادئًا: بترجاك أهدأ....راح نلئاها أكيد....
أمير مسح دموعه التي خانته: انا مخبي الجوازات والأوراق الرسمية اكيد ماعرفت مكانوا......اكيد هيّا هون بهاد البلد....
....
ماكس قوّس حاجبيه .....وبشك: فين مخبيهم؟

أمير سكت، وكأنه فهم إشارة ماكس تحدث كالمخبول: ظنك عرفت مكانهم ...و...
ضرب على فخذه بيده بكل حسرة : آه نور آه...
ماكس قام بتعديل الوسادة خلف ظهره وساعدة على الاستلقاء وهو يكرر: لا تتعب حالك....راح اشيّك عليهم.....
امير بتعجل: انا حاططهم بصندوق....في غرفتي.....راح تلائيه فوق....الدولاب.....
جمد ماكس ماكنه.....وتذكر...حينما دخلوا عليها في إحدى الأيام بسبب سقوط ذلك الصندوق وعندما دخلوا
قالت
....


فتحت الدولاب من الجانب الأيمن وكان فاضيًا من الرف الثاني وحتى الثالث اما الأول تعلّقت بطرف الرف ورفعت نفسها على اطراف رجليها شعرت باهتزازه لناحية الامام
خافت من ان يسقط عليها ....ويحتضنها ..اهتز اكثر وسمعت صوت سقوط شي حديدي على الأرض ضجّ صداه على في المكان
بينما هي ثبتت قدميها على الأرض ووضعت يديها امام الدولاب لتمنعه عن السقوط ونجحت ولكن
فجأة انفتح الباب
ماكس بخوف: نور فيكي شي؟
التفتت عليه ونظرت له ولي اليكسا...
نور بتوتر: لا بس فتحت الدولاب وكان فاضي...وطاح هالشي على الأرض...
وأشارت لصندوق صغير مرمي على الأرض...
ماكس اقترب منها: ما طاح عليكي ....
نور هزت رأسها: لالا ما طاح علي...
اليكسا: نور لازم تاكلي مشان تاخزي الدوا...

نور بتسليك: تمام....
ثم نظرت لهم ونظروا لها
شعروا بالريبة من وقفتها ونظراتها ولكن خرجوا وهي زفرت براحة
.....

شعر بالاختناق من هذه الذكرى ، نفضها من رأسه وتحدث ليُطمئن أمير: ان شاء الله خير ارتاح راح روح اشوف
هز أمير رأسه بضعف وهو مغمض لعينيه من الألم
بينما ماكس
خرج ورأى جولي تتحدث مع
سندرا : حبيبتي اهدي.....
سندرا ضربت برجليها على الاري: بدي شوف نور...
ماكس شتم هنا بصوت مسموع لمسامع سندرا وجوري مُراد
حتى التفتت عليه جولي بغضب: اشش.....لا تسمّعها....
ماكس بعجل: راح روح على الشقة....امشي وانتي وياها بسرعة...
ثم تحرك من امامهما أما جولي عندما رأت سندرا تعُاندها في المشي حملتها ومشت بخطى سريعة إلى ان خرجت ووصلت إلى سيارة اخيها
ماكس ما إن أغلقت جولي باب السيارة حتى قاد سيارته ليُسابق الزمن
إن كان فعلًا هربت خارج البلد فهذا ما لا يتمنّاه
ولكن لن يكون صعبًا عليهم في البحث عنها
خافت جولي من سرعته وزفيره القوي ما بين فترة وأخرى
وبعد مرور عدّت دقائق وصلا نزل قبلهما من سيارته ورمى المفتاح على الحارس الشخصي ليوقفها في مكانها الصحيح نزلت جولي متعجبة من حاله وحملت سندرا على يدها
بينما ماكس ركض لغرفة امير
وبحث في الدولاب عن الصندوق.....رآه.....
فتحه وهو يتمنى شيئًا بداخله
ولكن عندما لم يجد جوازها هنا رمى الصندوق بقوة على الأرض
وصرخ: افففففففففففففف
سحب هاتفه سريعًا ، يعلم أنّ اذرع مُراد طويلة ومتعددة
اتصل عليه ولم يُجيبه في المرة الأولى
ولا في الثانية
.............
كان جالسًا امام أخيه المُلقى على السرير صحى من سباته وادرك انه اصبح عاجزًا ودخل في صدمه وصمت طويل
مما جعل مُراد يخاف من ردت فعله تلك
بقي معه وهو يُراقبه ولكن بالأخير طرده ولكن بعد ان نام دخل ليطمئن عليه
سمع رنين هاتفه
ولم يجيب بسبب سرحانه وشدّت تفكيره
في المرة الثالثة ادرك اهتزاز هاتفه في مخبأ بنطاله
نهض رمق أخيه بنظرات الحزن
خرج في الممر أجاب: هلا ماكس
ماكس بغضب: اسمعني منيح.....نور...هربت برا فرنسا....
مُراد بذعر: كيييييييييييف؟
ماكس مسح على شعره: حنا مغفلين....كنا....نفكر.....
ثم سكت لا يعرف كيف يوصل معنى ما حدث اردف بصعوبة: خدعتنا.......عرفت مكان.....الاوراق الرسمية...ياللي مخبيهم امير.....اخزيت الباسبورت وهربت

مراد شتم اللاشيء وكان عليه ان يشتم نفسه حقيقةً!
ماكس بنفس عميق: وبالمناسبة امير عرف انها هربت...

مُراد اغمض عينيه لتعصب الأمور: ليش تقول له....
ماكس بصوت عال: بنتك ئلت إلوا......مو انت وعدتها تشوف نور...وهي تكرر بداياها....ومستجني علينا...

مُراد بتفكير: اقدر اطلّع وين هي فيه خلال ساعتين....
مُراد : وهازا اللي بدي ايّاه.....
مُراد بشتات: راح اكلم صديق لي....في الخطوط الجوية...ونظام الرحلات.....بس اعرف وين هي فيه راح اتصل عليك...
ماكس : راح انتظرك باي
ثم اغلق الخط في وجهه بينما مراد لم يتوانى في الاتصال بصاحبه لينظر للأمر!
.........................
.
.
بينما في الغرفة ، كان يتألم من كتفه ومن الذعر الذي عاشه وذاقه يُريد أن ينهض للسفر لأمريكا وإنقاذ تلك المسكينة ولكن يشعر بالعجز.......حاول النهوض....وهو يزدرد ريقه......وبعد محاولات عدّه نهض.....سحب ملابسه المرمية على الكرسي والتي بها بقع الدم ارتداها بعجل وبصعوبة ......اخذ يتنفس بصعوبة من حركته السريعة ....والمؤلمة له...خرج من الغرفة .....مشى بخطى بطيئة.....وهو يُسند نفسه على الجدار......سقطت عينيه على مُراد المشغول في مهاتفته
اقترب منه بصعوبة سمعه
وهو يردف بالإنجليزية: اسمها نورة يوسف محمد الناصي
قوّس شفتيه الاسم يعرفه جيّدًا صديقة ايلاف
اغلق مراد الهاتف بعد ان شكر ذلك الرجل التفت ورآه
فابتسم بسخرية: امداك تشافيت؟
طارق بصعوبة النطق: ما تبي تسمعني....قلت أقوم اسوي الواجب علي....
اقترب مُراد منه وبنبرة تهديد: جرّب تقرّب من اخويا وشوف راح
قاطعه طارق بعد اقترب منه: اخوك اخذ حقه ......قمت عشان ...راح انقذ ايلاف....
مُراد دفعه بخفه : انقذها من نفسك وابعد عنها.....
طارق ابتسم على مضض: لا تصدقني....بس إدوارد هددني فيها......عارف تقدر تحميها وانت مكانك بس انت مو راضي تصدق......فعن اذنك...
ومشى عنه
تاركًا مراد يردف: خبيييييييث!
ثم دخل لغرفة أخيه وهو يفكر بنور!
...............................

.
.
.
كانت ترتدي على عجل من أمرها......تتحدث
: ادعي ادعي انه المطعم مفتوح.....
ايلاف وهي تجفف شعرها: يا بنتي ما قد شفته فاتح الصبح
نور وهي ترتدي حذاءها: يمكن اليوم غير يعني....
ضحكت ايلاف: الحمد لله والشكر قعدي محلج بس احس مو فاتح....
نور بتأفف: لا........ما بقعد وبطلع ....وعلى فكرة تراني زعلانة من كلامك امس
ايلاف نهضت سحبت حقيبتها من على السرير وبنظره حاده: والله ما قلت لج حجي يزعل قلت الصج لج وانتي مو راضية تتقبلين هالشي
نور بتأفف: ااااااااااااف
ايلاف اشارت لها: افين ....يلا طسي....
نور مسكت ايلاف وحضنتها بقوة دون سابق انذار
ايلاف دفعتها عنها: وييييييييييعه وخري....شنو هذا.....
ولكن نور عادت حضنتنها وبدأت ايلاف تتفلّت منها
نور ضحكت بخفة ثم تركتها وحكّت ارنبة انفها
ايلاف ضربتها على كتفها: مينونة؟
نور ابتسمت على ردت فعلها وبهدوء: فكرت امس بكلامك....صدق انا زعلانه
ايلاف كنت ستتحدث ولكن اشارت نور بجدية: خليني اكمل
ايلاف تكتفت ونظرت لها بملل: جلست اعيد الامر على نفسي واناظره من زاوية انا أخاف اناظر منها

ايلاف ابتهجت اساريرها نظرت لنور وهي تهز برأسها
لتكمل: حسيت وقتها بتذبذبي.....وخوفي.....انا لو أقول مسيحية راح اشوّه سمعتها وان قلت مسلمة الإسلام متبري مني ومن افعالي...
ايلاف اشارت لها بأن تسكت ووضعت يديها على رأسها بصدمة: نور شالحجي....
نور بنفس متسارع: خليني اكمل ...
ايلاف سكتت
لتكمل نور: انا لا كذا ولا كذا...
ايلاف بصوت يشبه الصرخة نقزت للوراء كردت فعل مخيفة : شنهوووووووووووو؟......كافرة يعني......

ضحكت نور رغمًا عنها: هههههههههههههههههههه لالا....
نور بجدية: انا مسلمة بس ما فيني ....
قاطعتها ايلاف وهي تزغرط: كللللللللللوش.....خلاص انتي قلتيها بعظمة السانج انج مسلمة......بس مابي حجي ثانية ....
نور بجدية: مسلمة بالمسمى بس.......حتى لم كنت ادّعي المسيحية كنت بالمسمى وبس....يا ايلاف......انا ضايعة.......مو عارفة وين وجهتي فيه....إن قلت انا مسلمة ......هذا ما راح يغير شي من كوني عاصية....

ايلاف بتفهم: عشان كذا كنتي...تقولين..
هزت رأسها نور : أي......ادري اني عاصية......سويت أمور....كثير....تغضب ربي......امور استحي اقولها لك....و
ثم غصّت في بكاؤها
ايلاف طبطب على كتفها: انّ الله غفور رحيم...
نور مسحت دموعها: أمور كثير اجهلها.....في الدين الإسلامي......وامور كثيرة أصلا ما عرفها في الديانة المسيحية........حتى لم كانت تعلمني عليها ديانا ما كنت استوعبها لأني مو مقتنعه فيها.....بس كنت أخاف اواجه نفسي .......كنت أخاف اواجه هالتخبط اللي بداخلي بس امس عجزت أنام بعد كلامك....انا ابي اتغير.....قلت ابدي من هالنقطة ......عشان ابدأ صح....وفكرت...وحسيت اني....ما زلت على الإسلام......بس ما عرف أمور كثيرة فيه.....يا ايلاف.....

ايلاف ابتسمت: خطوة حلوة منج.......بساعدج تفهمين أمور كثير صدقيني......بحاول ألملم شتاتج .....وبحاول اساعدتج في فهم الأمور .....وحل المسائل المعقدة اللي تجي براسج....
نور احتضنت ايلاف بشدة وبكت بصوت: وجودك مخليني شجاعة قدام كل التخبطات اللي اعيشها ........
ايلاف طبطبت على ظهرها واغمضت عينيها لا تريد أن تبكي: ووجودج مخليني اتناسى أمور وايد عجزت اتناساها وانا بذيج الفترة اللي صرت فيها لحالي...
نور ابتعدت وقبلّتها على خدها: خلاص ما ابي ابكيك روحي الجامعة
مسحت ايلاف دموعها سريعًا: شعقبى يا كـ....
ضحكت نور
بينما ايلاف مرت من جانبها وهي تقول: باذن الله بشوفينه فاتح.......روحي....والقلب داعي لج.....
أرسلت نور لها قبلة في الهواء ضحكت ايلاف بينما نور جففت دموعها وخرجت وبيدها حقيبتها
....

كانت ع امل من ان ترى لها وجهة جديدة للهروب من حرب افكار الامومة وهفوات أنانيّة الماضي، والذّكريات المستحيلة
لذا قررت أن تُكمل ما بدأته هنا لن تسمح لأي شيء كان يُحرقها بما آلامها مُنذ التسع السنوات يكفي تُريد أن تعيش بلا أوجاع نفسية وجسدية أخرى لذا قررت
لن تُكمل مسيرة عملها كجليسة اطفال ، لأنها ادركت هذا العمل لن يجلب لقلبها إلا المآسي والندم وتدفق الذكريات وسيضيّق عليها محاولات النهوض والابتعاد عمّ حدث لها سابقًا!
ستهرب بطريقة اخرى، وفي منحنى آخر وباندفاع اكبر عن مشاعر امومتها وعن محاولة سجنها في قوقعة الانتحار!
.....
ازدردت ريقها ومشت بخطى واسعة لتشجّع نفسها على الاقدام وحينما اقتربت وسقطت عيناها على
واجهة المطعم

تقدمت اكثر وقرأت الاسم بترنّم وتنهّد مخيف!
مشت بخطواتها
لترى الباب مغفلا ونظرت للوحة الصغيرة التي تُعلن عن قفله بهذا الوقت(مغلق)

تنهدت بضيق وشعرت باول الخيبات من هذا المنحنى الجديد من حياتها
ولكن لم يبقى هذا الشعور مطولًّا بعد ان رأت احدهم يقوم بتنظيف الطاولات وترتيب المكان شعرت أنّ روحها عادت لمكانها مسحت على شعرها ابتسمت بتفاؤل في لحظة ارتعاش جسدها من البرد واخذت تطرق الباب بخفة
لِلفت انتباهه
التفت ونظر لها بتساؤل
فأشارت له برجاء ان يفتح لها الباب
فاشار لها بانه مغلق

عبست بوجهها وطرقته ضامه كفي يدها برجاء
ان يفتحه
تنهد بضيق من إصرارها ترك ما في يده ثم مشى لناحية الباب فابتهجت اساريرها بينما هو فتحه تحدث بالإنجليزية: what do you want?
(ماذا تريدين؟)
نظرت لوجهه بهدوء : I want to see your manager
(اريد ان اقابل مديرك)
تحدث برسمية :Iam sorry…..he..
(آسف هو .....)
قاطعته برجاء بعد ان ادركت جملته lease, let me see it.
(رجاءًا دعني اراه)
.
.
تأفف وخشي من ان يكون الامر مهمًا وخاصًا لرؤية صاحبه ولأنه لا يريد ان يطيل الامر امام الباب لكي لا يتجمهر الناس حولهما ويظنون انّ المطعم في هذا الوقت متاحًا لذا دخل الرجل تارك جزء من الباب مفتوحا لقطع النقاش
مشى بخطى وهو يصرخ:سلطان...يا سلطان...تعال شوف هالبرصة وش تبي؟

فتحت عيناها على الاخر لكلمته لم تفهمها بالمعنى الحرفي حقيقة ولكن شعرت معناها كالشتيمة لذا غضبت وشعرت أنّ الأمر سيطول وهي لا تريد ذلك ابدًا تقدمت للأمام ودلفت من الباب واغلقته ورائها ليترك صوته العالي
فالتفت وهو يردف بالعربية ظنًا منه أنها اجنبية لا تعرف حديثه: وش في امها ذي؟
قوّست حاجبيها بملل لوقاحته وكانت ستتحدث بسبب اسلوبه الهمجي هذا ولكن ظهور سلطان أمامها على حين فجأة اخرسها وهو يردف :خير شصاير؟

تحدث الاخر وهو يشير لها بلا مبالاة: هذي صدعت براسي الا تبي تشوفك....مادري وش تبي....بس واضح وراها بلا....والله يستر منها ...شوف وش تبي...خل تطلع من هنا ....
لم تتحمل حديثه وفهمها له .....تقدمت للأمام رفعت صوتها قليلًا لتصدمه بقولها له: تطمن ما وراي شي......ولاني جاية عشان اجيب لكم لا مصايب ولا غيره

فتح عينيه مذعورا: عربية؟

كتفت يديها وشتت ناظريه عنه بتملل، واخذت تحّك طرف انفها لتظهر له عدم مبالاتها لصدمته واحراجه الذي بان على وجهه كوضوح الشمس !
اما سلطان نظر لصاحبه وكأنه يعاتبه على أسلوبه الهجومي المنفعل شعر بالأحراج في وضعه أمامهما هكذا
تحدث بحرج : عيسى روح ارتاح.....

نظر اليه صاحبه بخجل فهم يريد أن يبعده عن المحيط المخجل الذي عاشه هز رأسه ثم توجه للداخل هاربًا من عينيها التي تمركزّت عليه في تلك اللحظة!
.
.

اما سلطان نظر لها تقدم خطوتين للأمام ثم تحدث بهدوء وحرج في الآن نفسه بسبب موقف صاحبه: خير اختي

شعرت بالتوتر والتخبط والخوف في الآن نفسه لا تدري كيف تبدأ وكيف تنهي الحديث معه بإقناعه في قبلوها للعمل معهم بللت شفتيها سريعًا ثم نظرت له وبكذب: انا قد قريت انكم محتاجين لـ
وبتردد كبير ..اخذت ترمش عدّت مرات باضطراب واضح ثم اردفت: لموظف جديد...اقصد
فهم قصدها وشعر بتوترها وباختصار اردف : اسف اختي ما نوظف طاقم نسائي...
شعرت انّ الاكسجين انقطع في هذه اللحظة
لن ولن تستلم لذا اندفعت بحده حديثها وتشاؤمها : وش هالصبح اللي طيّحني على واحد همجي والثاني عنصري!!!

صدمت سلطان بعبارتها لذا أشار لها بتحذير :اختي إلزمي حدودك واوزني كلامك...

نور لا تريد ان تخسر فرصة توظيفها هنا مسحت ع شعرها وادركت انهيارها هذا في غير محله سحبت هواء عميق تمتمت بالاستغفار! ثم نظرت له: آسفه
وبنبرة مترجية: لكن انا بحاجة لهالوظيفة

سلطان حك انفه بتوتر نظر لوجهها ولجديّة حديثها :وانا اسف ع اللي بدر من صديقي ......واسف مرة ثانية اني ماقدر اوظفك...
نور ترقرقت الدموع في عينها لا تريد ان تعود لنقطة الصفر تحدثت بهدوء وبكذب لاستعطافه: انا حالي من حالك طالبة .......واظنك فاهم ايش يعني وكيف المعيشة هنا....
سكت سلطان وشتت ناظريه عنها!
تحدثت برجاء: وش بصير يعني لو وظفتني
سلطان بهدوء:اختي قلت لك الطاقم هنا كله رجالي......وانا مابي وجع الراس
نور فهمت اشارته سكتت ثم اردفت بهدوء: والله فاهمه بس عادي لو تخليني اغسل صحون وبكذا ما راح اكون
قاطعها : لا تحرجيني اختي اسف والله
قاطعته وهي تمد كرت به اسمها الحقيقي كاملا ورقم هاتفها ايضا: يمكن تغير رأيك هذا اسمي كامل ورقمي عن اذنك

وضعت الكرت ع الطاولة الفاصلة بينهما ثم خرجت وقلبها مكسور وعينيها مترقرقتين بالدموع ركضت لوجهتها الغير معروفة اخذت تظهر شهقاتها ممتدّة من صدرها خارجه من بلعومها وحتى مخرج فمها بصعوبة مسببة آلمًا لصدرها وضعت يدها على صدرها لتضغط عليه بقوة ركضت بعيدا عن قساوة افكارها وخوفها من البقاء في وحل الماضي وذكريات الم الولادة
بكت بدموع بلا حرج من نظرات الناس من حولها
الموقف لا يستدعي أن تنهار بهذا الشكل ولكن الضغوطات تسبب هذه الانهيارات التي ليس لها مبرر صريح ومعروف....صدمت بهذا وهذاك وهي تركض
خائفة من كل شيء.....هاربة للاشيء!
.
.
.

بينما سلطان تأفف شعر أنّ قلبه مال للحزن عليها بلل شفتيه ثم مدّ يده لـيسحب الكرت قوّس حاجبيه ونظر لاسمها من باب الفضول وفي قرارة نفسه لن يوظفها مهما كان ظرفها لا يستطيع أن يكسر القوانين الذي وضعها من أجل أمان المكان !: نورة يوسف الناصي
وضعت اسمها الحقيقي بلا خوف.....طبّقت حديث ايلاف في كل الأشياء واجهة مخاوفها التي تعصف بها الآن
واجهة نفسها أنها لا تدرك شيء في الديانة المسيحية .....ادركت انها عاصية لدرجة مخيفة! واجهة نفسها بقول (أنا مسلمة) ولكن متذبذبة!
واجهة نفسها بكتابة اسمها وربطه بذلك الرجل الذي تركها ليعصف بها الناس كما يشاءون ويحلوا لهم
ادركت انّ نُكران هذه الأمور لن يجلب لها الراحة ولا حتى السعادة .....لذا كما قالت لها ايلاف عليها بالمواجهة وإن كانت النتائج مخيفة ومحزنة
وهذي هي بداية المواجهات!
...........

قوّس حاجبيه اخذ يفكر لمدة دقيقة وربما اكثر لقب العائلة جدًا معروف لديه ولكن يحاول أن ينكر الامر ولكن كيف اسم والدها كاسم .......
وبعد استيعابه وتقشعر جسده تحدث بذعر: مستحييييييييل شلووووووون؟

مسح على راسه ودار حول نفسه كل ما يعرفه عن صاحب ابيه المقرّب (يوسف) أنّ لديه ولدين
ناصر وسعود وفتاة كان سيرتبط بها ولكن حدث ما حدث لتنفصل فكرة الارتباط هذه ولكن اسمها ليس نورة بل شيخة
هل هناك سر خفي؟! أم تشابه أسماء

اخذ يكرر : ياربي وش هالللغززززز بنت عمي يوسف!!
.
.


من باب الاحترام وعظم صداقة ابيه ليوسف فهو يسميه كما تربّى منذ الصغر ينادي يوسف بـ (عمي)
.
.
شعر لوهلة أنه أضاع حلّا للغز ما!

فخرج من المطعم راكضًا وهو يتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها فلم يجدها...تقدم للشارع الرئيسي اخذ نفسًا واخذ يفكر
: شلون .....شلون بنته......ولّا مجرد تشابه اسماء
اخذ ينظر للمارة بضياع أفكاره....... ثم عاد بإدراجه للمطعم وهو يفكر بعمق في الامر! لابد أن يصل إليها لمعرفة ارتباطها بيوسف.......لِم هو مهتم لا يدري ولكن الفضول.....اخذ يدّق رأسه دقًّا....سحب الكرت ووضعه في مخبأ الجاكيت
نادى: عيسى أنا طالع.....
ثم خرج من المطعم من جديد!
.
.
.

.
.
.
.
تم رمي الطُعم.... رمي الذكريات امام وجهها لتتدفق بشكل مستمر .....رمى الذبذبات وموجات صراخها.....رمى الحنين والاشتياق لوالدتها رغم كل شيء.....ركضت عائدة للشقة هاربة من كل الاشياء التي تخيفها لا تريد ان تستمر في وظيفتها كجليسة اطفال لا تريد ان يطول الامر وإلّا ستموت حسرةً والما وقهرا مما فعلاه بها امير وديانا.....بكت ع الكنبة منتحبة لعدم قدرتها على تجاوز كل الاشياء رغم محاولتها في العبور من امامهم!
.

.


.

بينما ايلاف بعد ان خرجت مبتسمة ومبتهجة في ايفاق نور على حقيقة امرها مشت بخطى متفائلة للحياة تبتسم للمارة باطمئنان ، تنهدت بسعادة وتمنت في هذه اللحظة رغم صعوبة تمنيها ولكن هناك رغبة صارمة في ان تتمنى لقيا طارق اليوم تشعر انها اشتاقت له، رغم انها خجلة من ان تراه وتضع عينيها في عينه ....فامر التحرش حدث امام عينيه دون وشوشة وهذا امر مخجل.....ولكن لا يهم ما يهمها اليوم ان تكتمل سعادتها بلقياها به....واحتضان عينيه بنظراتها .....حقيقةً هي خائفة من ان يتركها بعد ما حدث .....ولن تلومه ع ذلك.... إن فعل....هكذا فهمّت نفسها لا محال للومه...ما حدث صعب عليها ..فكيف به؟ ....مسحت ع شعرها .....ولم تدرك انّ هناك شخص نظر لصورتها التي تم التقاطها بالأمس ......لينظر لها اليوم بأفكاره الجديدة والخبيثة...ارسلوا له صورتها مع نور وما زالت رغبته بها تزداد.....ورغبته في اقهار طارق تزداد يوما عن يوم....علم انه لم يمت...ولكن لا يحق له ان يعيد محاولته في قتله فتلك قوانينهم الغريبة يحق له محاولة قتل الخائن بينهم مرة واحد وان فشل لا يحق له ان يعترض له من جديد لقتله والا طرد من عمله! وهذا الامر ممتع بالنسبة اليه ويعلم انه سيؤلم فؤاد طارق بخططه الجديدة....عندما راها تمر من ناحية الممر الذي يؤدي اليه اسند نفسه ع الجدار وتهيّأ للاستعداد في المغامرة
رآى ابتسامتها ضحكتها....شموخها......مشيتها المتزنة جسدها الممشوق .....جمال وجهها الهجين!....رأى كيف تسترق النظر للناس لترمي لهم بعينها جزء من سعادتها ......ولكن لم يهمه ذلك كتم انفاسه عندما سمع طرق نعليها بالقرب منه اخذ وضعية الهجوم والاستعداد في سحبها بخفة
وحقيقةً هذا ما حصل
ما ان خطت خطواتها بالقرب من هذا الممر الضيّق حتى شعرت بتلك الايادي تطبّق على يديها والاخرى تُكمكم فمها

شدها اليه كلمح البصر وكأنها مُعتاد على فعل هذا الأمر دون أن يجعل الناس ان يلاحظوه! خفة....ومهارة خبيثة يمتلكها قطّاع الطرّق ورجال العصابات والمجرمين!
سحبها من الخلف ليجعل جسدها مستند على جسده ويحكمها بيديه عن محاولة الإفلات!
كانت تتحرك بعشوائية لا يريد ان يلحظ احد حركاتها تلك لذلك سحبها لعمق الممر وكانت المباني قليلًا قريبة من بعضها لذا ضوء الشمس كان يخترق الممر بشكل عامودي لينبعث وينتشر منه الضوء للأسفل بشكل خافت
ما زالت تقاوم يديه وهو ما زال يحاول أن يخرج بصعوبة الابره من جَيبه عضّت على يده بعد أن ادركت إصراره في شد جسدها ومنعها من الحركة وبسرعة ضربت بكعب نعليها على قدمه
وكرد فعل منه تركها سريعًا و لتهرب لنهاية الممرفـ شتم نفسه هنا سحب نفسا لكتم الألم وركض خلفها تمامًا
..
ايلاف بدأت ذاكرتها تسترجع الأحداث المرّة مؤخرًا لا تريد أن تكون ضحية اغتصاب أو ضحية قتل مجهولة التفاصيل
فكثيرًا ما سمعت عن مقتل الطلبة المبتعثين في الأوان الأخيرة والتفاصيل تكون مبهمة او غير معروفة هي لا تريد أن تصبح واحده منهم تريد الحياة بشكل آخر تريد أن تنجو من هذي الأيادي الحقيرة
.
.
صرخت مستنجدة ....قلبها ارتعب الم يكفي ما حدث لها قبل عدّة ايام......للتو شعرت بالسعادة كيف تثسلب منها خلال دقائق قليلة، شعرت انّ الموت يطبق بيديه على عنقها ويحتضن جسدها ويعتصره بقوته ...ارتجفت كل خلايا جسدها وهي تركض...سريعا ما جفّ لسانها وازدردت ريقها بصعوبة شدية أدّت بِها للاختناق لوهلة ولكن لم تدرك هذا بسبب ذعرها كحت مرتين وهي مستمرة في الركض!
.
.

نظرت للخلف لتختطف نظره سريعة لم تتعرف على وجهه بسبب تجمع الدموع في عينيها....وتشوش الرؤية على عينيها....تريد والدتها حصة ......حضن ابيها مشاري........تريد حضن نور....أجل تريد نور الآن....تريد أن تختبأ في حضنها .....رغم أنه لا يسع حزنها فكلتاهما موجوعتين وعندما يحتضنان بعضهما البعض حزنهما يأخذ حيّزًا كبيرًا من احضانها ليخنقهما في نوبة البكاء
صرخت
:نووووور
لا احد يسمعها، ازداد تنفسها في صعوبة سحب الهواء
بينما هو اقترب منها اكثر وسحب حقيبتها بقوة ليضع ثقله عليها ويجعلها تتعرقل في ركضنها ولكن هي تركتها
شتم نفسه من جديد هذا الممر طويل وهي تمتلك طاقة كبيرة في الركض
هو لم يدرك أنّ
طاقتها نفذت وما يجعلها تركض الآن هو الخوف فقط لا دخل في الطاقة الآن ....كل ما يحرك خلايا جسدها الذعر والخوف
ادخلها في متاهات البيوت الضيقة اين الشارع؟ لا تدري
هل هو كان مخطط لذلك؟
بكت بصوت عالي لاحد هنا......ماذا يحدث هل المكان مهجورا؟
ركضت ثم نظرت للخلف من جديد وليتها لم تلتفت التوت رجلها وسقطت عل وجهها حتى انضرب طرف ذقنها بقوة على الارض واحدث جرح صغير وربما ستخرج بعدها كدمة صغير لتنم عن الألم!
وبسبب هذه الضربة عضّت ع طرف لسانه بشكل لا ارادي حتى جعلته ينزف
بكت بالم ونهضت لتقف سريعًا على قديمها دون وعي للآلام !
أخذت تمشي خطوة للأمام وهي تعرج لا تدري كيف نهضت ربما ظله الذي يعلن عن قربه جعل معدل الأدرينالين يرتفع لتنهض وتدوس على قدميها وتسقط من جديد
هدّأ من ركضه ومشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث على حالها
اما هي زحفت ع بطنها الى ان حاولة النهوض نهضت من جديد وهي تنتحب بخوف
الموت افضل من ان يحدث لها كل هذا الرعب
صرخت :يبببببا ..............يممممه
لا احد يجيبها سوى صوت قرب خطواته وتردد صوتها في المكان دون مُجيب!
نهضت من جديد وهي تبصق الدم من فمها وتبكي كطفل اصاب بالأذى ويريد من يخلصه منه!
مشت خطوة وخطوتين وثلاث
ولكن شعرت بتطبيق يده حول خاصرتها اغمضت عينيها وجمدت في مكانها وشعرت بانقطاع الاكسجين من حولها شعرت بمرارة الدم وكثافته في فمها شعرت باستنفار خلايا جسدها من مسكته...شعرت بالخوف.....والذعر منه شعرت انّها على حفة شفرة من الاغتصاب او الموت او التعذيب او.....لا تدري أي الاحداث ستتجرّع مرارتها بعد أن ظفر بها!
همس بلغتها العربية المكسرة: لا تخاففففففي
جعلتها لا شعوريًّا ترتجف ما بين يديه
شدّت على جفنيها وهي مغمضة......ازدردت ريقها لتبلع معه الدم المّر بكل خوف حاولت برجفة يديها للمرة الأخيرة ان تزيح يديه من عليها ولكن طوّق جسدها بيديه اكثر وشد عليه ليوقف مقاومتها له وبكت وانتحبت هنا وهي تكرر
:اسفه يمه....ييييبه..... مو قادرة مو قادرة ....
تتكلم بهذيان ......تشعر انها تحلم .....دقائق وستستيقظ من كابوسها هذا وهي في حضن والدتها الدافي....لن يطول الامر ....لن يطول....فتحت عينيها تريد أن ترى ما تخيلته
وعندما شعرت بالخيبة
همست :طارق
ولكن فجاة ع اسمه شعرت بوخز الابرة في رقبتها .....وشعرت بوجعها في تلك اللحظة.....وبضعفها واستسلامها....لنفاذ صبرها .....وطاقتها......افرغ السائل ثم سحبها بلطف
رفّ جفن ايلاف للأعلى تحاول مقاومته....تهمس
: يمه.......يبه....
شعرت بثقل جسدها قليلًا وتنمل أطرافها : نووووور........طااارق....
ولكن ما هي الا دقيقتين حتى تدلّى راسها للأمام ومن جنون أفعاله قبّل مكان الوخز بلطف ثم همس
(مترجم): لن اؤذيك....فقط سأؤذي قلب محبوبك عزيزتي!
حملها بين يديه ثم مشى للوجهة التي يعرفها، بهدوء .....رجليها أصبحت متدليتين وكذلك رأسها ويديها....حُملت على ايدي اقدار أخرى.....واحداث متفرقة الطّرق.....وعلى مسميات لا تذكر ......دلال نجّت من حبها
وجورج تسلّط عليه من يأخذ بثأر دلال دون أن يدرك ذلك!
وطارق اخذ حق السنوات الضائعة
بمقابل ضياع شخص لا يعي شيء من كل هذه الأحداث المترابطة ببعضها.....حُملت على مبدأ الانتقام ......واستخدامها كوسيط للوصول إلى مخاوف العدو ولكن ......تحريكها في منتصف هذه الخطة لم يحدث إلى انعاش للماضي......
ولإرسال نبضاته إلى كل من سكنت روحه
لتذكيرهم بما فعلوا.......اما هي الآن ستدفع ثمن الجميع ليس فقط ثم رغبة طارق في الانتقام!
..............
.
.
وصل السيارة فتحوا الحرس له الباب ادخلها ثم دخل بعد ذلك اغلقوا الباب وانطلق السيارة إلى مصير جديد
وحياة جديدة.......واحداث لا عناوين لها!
.................
.
.
.
يريد أن يتحدث يستفسر عن حديث عمه يشعر بلغز كبير في حياتهم ويخشى ان يكون حله صعبًا ونتائجه وخيمه
اليوم اخرجوا والده من المستشفى ......بطلب منه وبخروجه على مسؤوليته ......الجميع اصبح في منزله.....من أرادوا المجيء ومن لا يريدوا.....
اصبح جالسًا في وسطهم رغم محاولة الجميع في جعله ان يستلقي على سريره
بينما سعود ما زال يفكر باللغز يريد من ابيه ان يسترد وعيه وصحته للتحدث معه من هذا الباب

.
.
تحدث أبا سلطان: لا وجهك اليوم يبشر بالخير......ما فيك إلا العافية وانا خوك بس شد حيلك......واهتم لصحتك......ولا تهتم بشي ثاني...
يوسف....
فهم حديث صاحبه كيف لا يهتم كيف؟ واخذت نورة تحتل جزء كبير من عقله.....واخذت تأتيه في منامه بشكل مكثّف ومخيف......
تأتي على هيئة طفلة رثّة الثياب...بعينين غارقتين...ووجه مسود.......ويدين مقطوعتين....وشعر منكوش....تكرر بصوت مخيف وغريب لا يمت لنبرة صوتها التي يعرفها بصلة
(خايفة)
هذا الحلم أوقع به على فراش الموت ولكن نجى منه بقدرة قادر هز رأسه متنهدًا
بو خالد لا يعرف كيف يخفف عن أخيه ولا يعرف كيف يُسعده ولكن يدرك انّ الأمر ليس هيّن واصلاحه صعبًا
وتأنيب ضمير أخيه جاء متأخرًا ولكن سيحاول معه في أصلاح الامر
ولكي يخفف عن أخيه ويغيّر من الأجواء الكئيبة رغم انه اتفق معه على عدم الإفصاح عن الامر
ولكن هو يشعر بابنه ويشعر انّ الأجواء الحزينة ان استمرّت ستجلب الاسالة وستحزن قلوب كُثر
لذا قال: ما عليك شر يا خوي....والف الحمد لله على سلامتك
تحدث أبا ناصر بوهن: الله يسلمك.....
بو خالد تحمحم : احم....وانا خوك دامك قمت بالسلامة.....ووفينا بالنذور.....والعيلة تجمعّت....والفرحة اكتملت بالوجوه الغانمة ........حاب اخلي هالفرحة فرحتين....
بندر وخالد نظروا لأبيهم كردت فعل تنم عن صدمتهم
وابا سلطان نظر إليه بخوف مما سيقوله
بينما بو سيف نظر إليه باهتمام

عزام لكز سيف وبهمس: لا يكون بزوجّه على خالتي
سيف ابتسم على ذبه أخيه : اهجد
عزام لكز خاصرة سعود ليغيّر من أجواء صمته وحزنه: الحق خالي بزوّج ابوك على امك...
سمعه قصي ليبتسم ببهوت: شكلهم الاثنين مع بعض
ضحك بخفة ناصر : قسم بالله عليكم خبال حتى في وقت الحزن ههههههه
بندر التفت عليه بعد ان سمع ضحكته: شفيكم تتهامسون....
رد جاسر على ناصر: أي حزن .......صدقني الحين بنقوم نرقص دبكة على خبر زواج ابوك...
بندر فهم أنهم يحاولون تلطيف الأجواء لذا
(درعم ) في الحديث: وانا اشهد...
خالد نظر لوالده يريد ان يكمل
فقال: انا شاري قربك يا خوي......
بندر وقع قلبه في رجليه
خالد نظر لسعود وناصر الذي حدقوا به
بينما عزام همس لجاسر: اوه أخيرا بصير عندنا فرح
جسار لكز خالد: من متى قررت تزوّج؟
خالد مصدوم هل حقًا سيقرر ابيه عنه ويخطب شيخة له؟
ولكن اكمل أبا خالد: طالب يد بنتي شيخة لولدك بندر!
كان بندر متوترا سحب كأس الماء ليشرب ولكن ما إن سمع حديث ابيه حتى شرق بالماء
قصي طبطب على ظهره بخفة وبندر منصدم من ابيه : كح كح كح...
التفتت الأنظار عليه
وضحك ابيه بخفة يعلم أنه صدم
بينما عزام همس: فشلتنا .......اهجد .....
سعود ضحك بخفة......
بندر عندما شعر انّ كحته مستمرة نهض مستأذنًا
فهمس جاسر: اويلي استحت العروس
لكزه سيف : اهجدوا خلونا نسمع.....
اكمل يوسف: تعرف يا غازي البنت تو....
قاطعه بو خالد: عارف.......ولكن يا خوي.....ما ودي اطوّل السالفة والولد شاري البنت....
ناصر قوّس حاجبيه بعدم رضى فحال والده ليس في محل اخذ وعطى في هذه الأمور
اما سعود بدأ يندمج بالحديث مع عزام وبهمس: الله بيزوج قبل خالد....
عزام بهبل: متولّع في اختك ......ما عليه شرها...
سعود وسّع حدقت عينه عزام ضحك واستوعب جملته فقال: اسفين اسفين يا ولد الخال.....
جسّار شاركهم الهمس: والله وطلع يعرف يحب....
خالد نظر لأخيه الذي عاد إليهم من جديد وعندما جلس قال: انت قايل لأبوي يخطبها لك؟ بهالاوضاع ذي...
بندر هز رأسه بلا
اكمل يوسف: نسال البنت يا خوي وان شاء الله تسمعون اللي يسرك انت وبندر....
بندر ابتهجت اساريره ظنّ انّ الامر سيطول ولكن ما حدث اصبح في صالحهما وليس كما يظنون
قصي لكزه: اووووووه شعليك بتعرس.....
سعود: وبنصير نسايب......
ناصر ضحك على طريقة تنرم الكلمة من أخيه.....
بو سيف شعر أن وجد طريقًا لقول: ودام اليوم يوم الافراح.....اجل اسمعوا.....
عزام همس لأخيه سيف: ايش عنده الوالد تحمس...
سيف ضحك بخفة عنه: هههههههه اكيد بقول عن قصي...
قصي سمعه: ان شاء الله.....يارب...
جسار: خذ لك شوفوا المتولّع الثاني...
سعود بفضول: بمنو متولّع قصقوص؟
قصي ضرب فخذ سعود: فيك يا قلبي...
سعود : ويييييييييييييييع
ناصر أخيرا شاركهم: هههههههه ابي اعرف متى تقطعون عادت الهمس ذي......ولا ضحك على الصامت الله يفشلكم....
خالد ابتسم: كانهم طلبة في حصة رياضيات....
سيف ضحك بخفة بينما اردف سعود: ها ها ها والله ما ضحك ما تعرف تنكت يا خويلد...
خالد رمق بنظرات: تكفى عاد اضحك!
عزام: بدأت أجواء الضراير الحمد لله والشكر
جسّار : هههههههههههه
........
بو سلطان ابتسم: الله يدوم الفرح ......اي وش بقول لنا يا بو سيف
بو سيف بهدوء: الحمد لله بعد الزن والحن .....احد من هالثلاث ....قرر يزوّج
وأشار على قصي وجسار وعزام
الذي همس: لا حول ولا قوة الا بالله دايم مخلينا ضد الزواج
جسار: اصبر بجيك نصايح الحين على كيف كيفك
سيف ضحك بخفة
....
بو سيف: قرر قصي يزوج وخطبنا له من عيلة السامي....
بو ناصر ابتسم: مبروك الف الف مبروك.....
بو سلطان: والله زين ما ناسبتوا....عيلة السامي معروف عنها بالاخلاق والسمعة الطيب....
....
جسّار بهمس لقصي: واخذ لك احلى تطبيل الحين....
ناصر بضحك: ههههههههههه استغفر الله
قصي لكز كتف أخيه: جببببببب
...
بو خالد: ورا ما زوج عزام وجسار...
عزام بهمس لأخيه: بدأ أسلوب التحريض
جسّار: قوم قوم ننحاش....
سيف: ولعنه اجلسوا بس...
سعود ضحك: هههههههههه دوروا لكم مخرج....
............
بو سيف: متى ما نطقوا مثل اخوهم وقالوا يبون يعرسون زوجانهم......
بو خالد التفت عليهم: ومتى تبون تعرسون...
ضحك بو سلطان : ههههههه حجر عليكم خالكم....
جسار همس لعزام: رد رد....ولا بقوم اسوي سالفة...
قصي ضحك: ههههه وش بسوي يعني....
عزام نظر لخالد : اصبر بوهق معاي خويلد...
خالد سمع وفتح عينيه على الآخر
قال عزام: باذن الله زواجي انا وجسار وخالد مع بعض
خالد همس له بعصبية: الله ياخذك...
سيف بضحكة وهمس: تعرفون توهقون بعضكم هههههههه
ناصر احمر وجهه وهو يكتم ضحكته

بو خالد ابتسم: ومهر حريمكم نذر علي.......
بو ناصر بدأ يندمج معهم وتحدث مبتسم: ونزوج ناصر معاهم وتكاليف زواجهم علي.....

ناصر نظر لوجه عزام وكأنه يقول(حسبي الله عليك)
وغمز له عزام
جسار همس لهم: مصيرنا واحد لاحد ينطق وقول يبي يعرس إلا وهو مشاورنا
عزام بتعزيز: بسوي قروب خاص فينا
قصي بضحكة خفيفه: ههههه سموه رجال تحت الحِصار
سيف : هههههههههه حالكم مستعصي....
سعود رفع كفيه للأعلى: الحمد لله ما جاني الدور.....الف الحمد والشكر لك يا رب...

..........

بينما قصي تذكر امر مُهره فهمس في اذن عزام: عزام تكفى لحد سال عني صرفه لازم اروح لمهره...
عزام بجدية نظر له وبنفس الهمس بحيث لا احد يسمعها: ليش فيها شي؟
قصي بهدوء: لا لا....بس تعرف...
عزام ابتسم وغمز له: خلاص فهمنا ياخي روح روح...
قصي : عارفك بذلني...
عزام بابتسامة خبث: حبيبي اللي يعرفني والله
قصي هز رأسه بأسى وخرج من المجلس بعد ان استاذن
.
.
.
اما في صالة النساء ، الفرح والسرور.....يدور حولهم ويخترق وجوههم
ولكن كما هناك عزام وجسار هنا نوف وشيخة
نوف لكزت شيخه: قومي نروح غرفتك مابي اسمع سواليف الكبار
شيخة رمقتها بنظره وبهمس: متأكدة ؟
نوف ضحكت على نظراتها: عندك شك...؟
شيخة : أي والله
نوف بملل: جد قومي عندي لك سالفة بمليون
شيخة بحماس : قولي والله
نوف بهدوء: والله
شيخة شعرت بجديّة نوف نهضت وهي تقول: عن اذنكم ......
ثم نهضت نوف
....
ام ناصر: الا كيفك يا الجازي وكيف عبود بعد عمري ....
الجازي تحاول بعد ما حدث في الأوان الأخيرة تبتسم : بخير
.
.
ام سيف نظرت للجازي وللتغير الذي طرأ عليها تنهدت على حالهما
: بعد عمري كبر....يا جعل افرح فيه معرس
ابتسمت الجازي وقبّلت ابنها.....

.
.
في غرفة شيخة
شيخة جلست على طرف الجازي: هاااا وش عندك....
نوف بلا مقدمات وضعت الهاتف في وجهها وسحبته شيخة من يدها واخذت تقرأ الرسالة وبعد أن انتهت
قالت بصدمة: سيف والجازي مزاعلين...
نوف جلست بالقرب منها: أي صار لهم يمكن شهر ونص ......وووصلت للطلاق...
شيخة شهقت: ....هأأأأأأأأأأأأ......لا قولين....
نوف تكتفت: مع الأسف.....ومثل ما تشوفين حتى هو سيف يفكرني احرضها على الطلاق.....
شيخة بعدم فهم: منو غيره يفكر كذا...
نوف بنبرة حزن: ابوي....
شيخة بشك: وانتي صج



نوف باندفاع: مجنونة؟....اكيد لا مابي اخرب حياتها بس هي مكسورة من سيف....
شيخة عادت تقرأ بصوت عالي: رجاء نوف.....حاولي في الجازي تغير رأيها .....ولا تحاولين تأيدينها على خبالها.....تكفين....تذكري عبد لله......حاولي هي تسمع منك....
ثم نظرت للنوف: شمسوي فيها هو هاللي طلبت هالطلاق .....
نوف جلست وبتهديد: بقولك بس أمانه ما تقولين لأحد....
شيخة نهضت أغلقت الباب ثم جلست امام نوف الذي بدأت تتلو عليها ما حدث بين سيف والجازي وبعد ان فرغت
شيخة اخذت تسب وتشم سيف
: الحييييييييييييييوان بعقله هو لم يقول لها كذا....
نوف كمكم فم شيخة: اششششششش لا حد يسمعك ويا ويلك لو قلتي لأحد
شيخة وجهها احمر: ليش وش شايفتني وبعدين من حقها تطلب الطلاق هالزفت عيشها في حالة نفسية ....الله ياخذه....
نوف تشعر انها ابتلشت في ردفت فعل شيخة وضعت يدها على رأسها : قصري حسك.....
شيخة اخذت نفس عميق: قهرني .....ليش الحين صار يبيها.....هالثور....وين عقله لم يعترف لها يحب ......بنت عمه ....والجازي بعد عمري خايفة تخرب بيت ذيك ....وساكتة ومو فاضحته التبن....

نوف : سمعيني الحين طلعي من صدمتك....
شيخة بنرفزة: شتبين؟
نوف تخصرت: لا تحطين حرتك فيني قومي حطيها في سيف.....
شيخة نهضت: والله ودي ادوس في بطنه الكلـ.....
نوف ضحكت ثم قالت: ههههههههههههه المهم ابي مساعدتك

شيخة سكتت لتاخذ نفس حقًا لا تلوم الجازي على ردت فعلها ابدًا.....
: اساعدك في ايش....
نوف بهدوء: اثبت للكل اني ما احرضها....
شيخة بنرفزة: لأنك غبية لو مكانك احرضها ...واقنعها بعد....
نوف نهض وسحبت شيخة من يدها واجلستها بالقرب منها رغما عنها: لأنه عقلك عقل بزر....
شيخة فتحت عيناها على الآخر: ايشششششششششششش....
نوف بنرفزة: شيخوه هجدي خليني أتكلم لك مثل الاوادم........وجع اقلقتيني تراك......
شيخة مسحت على وجهها: تكلمي....
نوف: مابي الجازي تطلق......حرام عبد لله يعيش بعيد عن ابوه ....وعن امه....
شيخة بتعاطف كبير مع الجازي: ومو حرام اختك تعيش بألم معه هالـ....استغفر الله بس
نوف جارت بعينيها : اففف.....منك .....
شيخة : تراك مو طبيعية احسك صافه مع سيف....
نوف باندفاع: مو صافه معاه......بس هو غبي.....كان مذبذب.....وفجأة حس انه فعلا وقع في حبها.....وندم.....المفروض الجازي تعطيه فرصة.....
شيخة لم تتحمل حديث نوف وفعليا غضب: لا ابد ما فيك عقل انتي...
نوف لتختبرها: لو مستقبلا بندر سو فيك مثل ما سوى سيف للجازي تعطيه فرصة....
شيخة بغضب اكثر: لا طبعا حتى لو اموت على التراب اللي يمشي عليه....
نوف بشك: حتى لو بينكم عيال....
شيخة بانفعال: حتى لو بينا درزن عيال....
نوف : والله وقتها بكون الكلام غير.....بس سمعيني....هو طولة هالشهر يحاول يراضيها........وهي موجوعة منه.......وعشان تثق فيه هو لازم يتحرك وسوي أشياء تخليها تحبه مو تباعد بينهم وبينه......هو الغبي باعد نفسه عنها على شان تطخ ......وترضى.....بس هالشي مسوي فجوات بينهم.....
شيخة كتفت يدها: احسن......
نوف نهضت وبجدية: شيخة ابيك لي عون لافكاري مو فرعون......
شيخة بجدية نظرت لعينين نوف: مو جاية اتقبل والله ....
نوف : والله كنت مثلك.......بس والله حرام هي تتعذب ....وعبود متشتت بينهم.....وسيف واضح ندمان .......عارفة غلطان......بس مابيهم يطلقون......
شيخة : نوف اختك موجوعة منه ودامها هي أصلا مو متقبلته ومتنفرة منه مهما سويتي ما راح تقدرين ترجعينهم لبعض.....

نوف بحزن: بحاول عشان لا يفكروني أحاول اهدم حياتها مثل ما يفكرون.....
شيخة مسكت اكتافها: طز في أفكارهم........
ثم بتفكير: اممممم .....انتي تشوفين اختك مثلا تحب سيف....بس تكابر عشان الجرح اللي سواه فيها ....وفكرت كذا....
نوف بجدية: لا....ماحسها تحبه ابد.....
شيخة بهدوء: اجل ليش تحاولين في شي مستحيل.....
نوف ولي اوّل مرة تتحدث بتلك النبرة : مابي عبد لله يعيش في تذبذب الجازي......مابيه يحس بالنقص....مهما حاولوا بعد الطلاق انهم ما يبون يحسسون انهم بعاد عنه هو بيحس يا شيخة......ابوه مستحيل بيظل على ذكراها اكيد بيزوج وبجيب عيال وبيقل اهتمامه فيه وهي فيه احتمالين يا انها تزوج وهم تلهي مع زوجها وعيالها يا انها تدمر روحها وتفني عمرها عشانه........ومابي انا يصير هالاشياء.......ولا ابي عبود يحس بالـ نقص......انا عشت شعور النقص بعد وفاة امي......عارفة راح يعيشه رغم الاثنين بكونون موجودين بحياته....فهمي قصدي.....يا شيخة فهميه.....
شيخة لم تتوانى في حضن نوف .......طبطبت على ظهرها وحاولت نوف ألا تبكي همست شيخة: فهمت.....فهمت نوف....
نوف ازدرت ريقها ابتعدت ومسحت على وجهها : يمكن الجازي تشوف الطلاق حل....وفعلا يكون هو الحل الصحيح.....بس اكيد وراه عواقب انانية انا اشوفها.......هي بس لو تحاول وتجرب ......لو تحس مو قادرة تكمل.....هنا ما راح الومها....هو جالس يحاول من طرفه بس.......وهي بعيدة....وهالشي ما راح يجيب نتيجة....
شيخة بعدم فهم: يعني.....
نوف هزت اكتافها : بحاول اسوي بينهم صدف بدون ماحد يحس لا هي ولا هو....
شيخة سكتت ثم قالت: كيف؟
نوف بنفس عميق: اول صدفة اليوم ببيتكم....
شيخة بخبث ابتسمت : فهمتك بس شلون
نوف بادلتها الابتسامة: بسوي نفسي مغمى علي ودامه هو دكتور العيلة بيدخلونه يشوف حالتي ودامها تخاف علي مثل ما تخاف الام على بنتها ما راح تكون بعيدة عني وبكون قريبة مني وكذا...
قاطعتها شيخة بصرخة: يييييييييييييييييييمه منك....
نوف ضحكت: هههههههههههه جب خليني اكمل الخطه.....

شيخة بحماس: كملي كملي
نوف بهدوء: يمكن هو يفهم ......ويبدأ هنا شغل انتهاز الفرص ويقرب منها.......بس هي لو تكشفني مو بس بتصفقني .....بتتبرأ مني وهالشي يعتمد عليك....
شيخة بفجعة: شلون؟

نوف بهدوء: بسيطة.....ابيك تسوين ضجة ....ودخلين الرعب في قلوبهم لدرجة ينسون اساميهم.....ابيك تسوين فوضى في عقلهم ما يركزون علي من شدة خوفهم.......يعني الجازي تفهم حالتي لأغمى علي في حالة ارتفاع السكر وانخفاضه وتعرف تتصرف.......
شيخة بتفكير: امممم شوفي دامها هي تعرف حالتك وبتعرف وش فيك من اول نظرة لازم نسوي لك شي يجيب الشك....
نوف بعدم فهم: شقصدك...
بلا أي مقدمات شيخة رفعت يدها وضربت نوف على وجهها بقوة حتى صرخت نوف وسقطت على جانبها أما شيخة اخذت (تنقز) في الهواء وهي تحرك يدها التي ضربت بها نوف من شده الألم وهي تقول : آي يدي آي راحت فيها آييييي.....وجع وجع .....اي...
نوف مسكت خدها ونهضت غاضبة : يا كـــ....ليشششش؟
شيخة نفخت بالهواء على يدها بوجع ونظرت للنوف: الله وجهك صار احمر....كذا تقنعين الواحد بس يا ريت يطلع دم من خشمك....
نوف ضربتها على كتفها بقوة: لفيتي راسي لف وجع وش هاليد......خشبة مو يد والله.....

شيخة حدقت في منخرين نوف وبجنون نقزت: الله دم دم والله دم...
نوف نظرت لها بغضب ثم تحسست بيدها انفها وشعرت برطوبة عند منخريها وصرخت: الله يلـ.......شاليد.....
شيخة ماتت ضحك وانحنت للامام
ثم قالت بعد أن هدأت: حطيت حرتي كلها فيك......والله مقهورة من سيف.....سويت مثلا الأفلام عشان يطلع دم......
نوف ضحكت بخبال : هههههههههههه سددتي الهدف الحين عليك بالتمثيل يا خطيييرة.....
شيخة : لالا صبري...
نوف بفجعة: ناوية تكسريني صدق انتي....خلاص ما بتحس وجع.......ولو حسوا بالدم اللي في مناخيري....الفي لك كم كذبة
نوف ضحكت على كلمتها الأخيرة ونظرت للدم البسيط
: ههههههههههههه ما بلحظون إلا أصابع يدي على خدك....
نوف بلا مقدمات صفعتها على وجهها هنا
بقوة ولكن لا تجاري قوة شيخة لها
صرخت شيخة: وجججججججججججججع...
نوف: قلعتك وحده بوحده والحين بسوي نفسي مغمى علي ...ونزلي صرخي .......خلي بيتكم يهتز...حاولي كل اللي بالمجلس يسمعون صريخك....
شيخة بخوف وتردد: تخيلي ما يدخل هو....تخيلي يدخل اخوك ولا ناصر وسعود....
نوف غمزت لها: كذا انا الربحانة والقط لي عريس.....
شيخة ضربتها على كتفها: حيوانه ........اعترفي اعترفي خاقة على ناصر ولا سعود...
نوف بشهقة: هأأأأأأأأأأ لا ذا ولا ذا....يلا طسي لا تفلمين لي....الحين....

شيخة : والله نويّف لو ننكشف ترا بنعض الأرض.
..
نوف بحيرة: ادري....بس شسوي....يعني......نحاول....
ولتخفف من توترهما: ومنها تشوفين حبيب القلب....
شيخة عادت وضربتها على كتفها: قليلة ادب....
نوف مسحت على كتفها: خلاص طيحتي كتفي....
شيخة ضحكت وحضنتها من جديد وقبلت كتفها وخدها
نوف ابعدتها: وخري ......تراني مو بندر صدق اشبه بس مو حيل...
عادت وضربتها على كتفها ولكن نوف دفعتها: يلا روحي صارخي.....لقالوا اشفيها .....قولي مادري.....ولو شافوا صفعتك لي....وحسوا قولي تهاوشنا وتضاربنا وتركي الباقي علي.....

شيخة اخذت وضعية الاستعداد: تمام يلا ....
ثم خرجت شيخة اما نوف تنهدت واستلقت على الأرض كوضعية المغمى عليها!

.
.
نظرت لابنتها وهي تصور المنتج لمتابعينها
وتمدحه لهم وبعد ان أغلقت الهاتف تحدثت: لولوة ....متى بتتركين هالشي....
لولوة وهي تُرجع شعرها خلف اذنها: يمه شفيج علي.....انا اخذت اذن من ابوي ومنج قبل لا اصير فاشنستا شغيّر الحين.....
تحدثت بصوت شبه حاد: الاشاعات اللي تطلع عليج والصور اللي يدزونها لي ....غيرت نظرتي هالطريج هذا ما فيه خير ابد.......
لولوة تحدثت: يمه انتي وولدج صايرين تعطون الناس اكبر من حجمهم اهم شي انتوا واثقين فيني......والباقي مالي شغل فيه.....
تحدثت بجدية: هالشي بأثر حتى على نصيبج....
لولوة بعدم مبالاة وهي تحدث بشاشة هاتفها: الرزق بيد الله يمه.....
نهضت والدتها بتأفف: انا بكلم ابوج يشوف لج صرفة....
لولوة مضغت العلك بهدوء: يمه ريلاكس .....شنو شايفة هالمرة وخلاج جذيه علي....
لم تتحدث دخل هنا والدها الذي قال: ها جهزتي يا دلال....
دلال بمزاج متعكر: لا هونت ما بروح مكان....
تحدث بعدم فهم: ليش نو صار؟
لولوة نهضت : بس عشان شافت الاشاعة اللي طلعوها علي...
مشعل بهدوء: دلال انتي تعرفين الشهرة و...
صرخت هنا دلال: هالمرة إشاعة على شرفها يا مشعل شنو اكثر من جذيه؟.....
انصدم بل صعق نظر لابنته التي خافت من نظراته: شنوووووووو؟
لولوَة لتهدأ الامر: يبه اشفيك بعد أنت.......أكيد....
قاطعها: إلا هالشي.......
دلال بتأييد: عشان جذيه أقول لها تترك هالخرابيط وتكمل دراستها احسن بوايد من هالشهرة ......
مشعل رمق ابنته: الحين خلينا نروح موعدنا وليينا نتفاهم.....اصلا انا ماوعايبني اللي قاعد يصير....
لولوة بزعل: يعني شلون....
مشعل بحده: اخوج مو صاير يدش البيت بسبب شهرتج يا لولوة ....وسكت ......بس توصل للشرف لا .....مو ناقصين ...حجي......ويا دلال وريني المقطع ولا المكتوب عشان اقاضي قليلين الادب وارد اعتبارها وتعتزل بعدها...
دلال ارتجف قلبها حينما قال(إلا الشرف) عادت بها الذكريات للوراء وإلى ايلاف بالاخص
تنهدت وهزت رأسها بينما ابنتها صعدت للغرفة والدمع في عينها
مشعل: يلا مشينا
تبعته وفي قلبها غصة وخوف.....وذعر...وما زالت تكرر بداخلها
(الله ياخذج وافتك منج يا ايلاف)
..............
.
.

هناك في وسط الغرفة ، الشعور يزداد ......والخوف والفرح يختلطان ببعضهما البعض......تشعر بالارتياح بعد فضفتها ......بعد ان اباحت عمّ يخالجها من الداخل.....تشعر الآن هي راضية عن نفسها ولكن هناك وقت طويل لكي تتقبل فيه قصي! بالشكل الذي خرج فيه في أوان الأخيرة
ولكن ستحاول وكما هو يحاول أن يصلح ما بينهما
ستعطيه فرصة وستعطي نفسها فرصة جديدة
مسحت على بطنها بهدوء
بللت شفتيها ثم اردفت: صدق يعني الحين انت او انتي تبين تشمين العطر ليش احس ابي اشمه......
ثم نظرت للساعة وبتوتر: صدق قصي تأخر....المفروض جابه لي.....ليش ما جابه.....

ثم سكتت لوهلة تفكر: اتصل عليه؟
لالا .....
ثم تذكرت امر شهقت ونهضت: لحظة امس هو ترك....اي...
ثم نهضت تركض لناحية سلة الملابس
نظرت لثوبه سحبته استنشقت العطر الذي يتخلله
ثم اردفت: لالا مو هذا العطر...
وفجأة ركضت بعد ان شعرت برغبتها بالاستفراغ لناحية الحمام وهنا انفتح باب الشقة
انحنت على المغاسل اخذت تستفرغ سائل اصفر اجهدها في إخراجه لأنها لم تاكل شي تشعر بعدم رغبتها في الاكل
وتشعر بتغير طعمه في الأوان الأخيرة!
.
.
بينما من ناحية أخرى قصي دخل سمع صوت كحتها واستفراغها ركض لناحية الحمام
رآها منحنية على المغسلة ترشح وجهها وتغسل فمها وعينيها مترقرتين
طبطب على ظهرها وهمس: تعبانة؟
هزت رأسها بلا بينما هي سحبت المنشفة الصغيرة المعلقة على الحائط جففت وجهها واردفت بهدوء: جبت العطر؟
قصي ابتسم: أي.....تعالي .....
اخذت نفس عميق جلست على طرف السرير
مد لها العطر اخذته وبدأت (بطشه) على يدها وفي الهواء واخذت تستنشقه بصوت مما جعل قصي يضحك ويقول: ههههههه مهره مو من جدك ......كأنك مدمنة....

مُهره بحساسية: تتمصخر علي؟
قصي خشي من ان تكبر الامر: لا.....امزح معك....
مُهره بلا مقدمات اردفت: ابي معصوب!
قصي بصدمة: نععععععععم؟!


انتهت











قراءة ممتعة للجميع


حاولت اني ما اتاخر عنكم رغم الضغوطات اللي امر فيها
حاولت اعطي البارت حقه

ما ابي امشي وبس في الاحداث
احاول قد ما اقدر اعطي كل بارت حقة

وماستعجل في شي

ولا اتسرع في تمشية الاحداث

لذا اتاسف لو طولت عليكم ولو طولت الرواية في ختامها
الظروف اللي تحصل لي تعيقني في الكتابة
وما ابي اقحمكم في ظروفي واحاول اوفق بين الاثنين!

واعتذر عن الاخطاء اللغوية او الاملائية اللي تتخلل البارت
كالعادة حاليا انزل بدون ما اراجع البارت
لضيق الوقت




لا تنسون التقييم وتفاعلكم

محبتكم شتات


 

رد مع اقتباس
قديم 06-27-2020, 07:09 PM   #4
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الثاني والثلاثون

والأخيرة








.
.
.
.
تركض على اشواكٍ مدببة وأخرى حادة بشكلٍ مخيف
تركض تتجّه لناحيتها
تركض كالمجنونة دون أن تعي انها تؤذي نفسها
ترفع قدمَيْها المُدميّة وتُنزلها لتنغرس في ذلك السّن اللعين ليُدميه اضعاف مضاعفه
جسدها هزيل، وحُبيبات العرق تتقاطر وتنساب من على جبينها بحرقة الجو الخانق، تركض وهي مشرّعه يديها تصرخ
بلا صوت......وعينين جاحظتين اثر الدموع الذي لم يتوقف أبدًا من الانسياب على وجنتيها الشاحبتين......شفتيها متقشرتّان وتنزفان بشدة
ملابسها رثّة تلتف حول جسدها لتخنقّه بقوّة شدها عليه
كانت ....تركض وكأنها هي بعيده عنها لمسافات طويلة ...وشاسعة لتجعلها تركض بهذا الشكل وبهذه اللهفة!

هي في الواقع قريبة منها ولكن رغم الركض التي تركضه
تشعر بطول المسافة ألافًا من الأميال!

نبضات قلبها تُسمع
ورجفتها تُرى
وعينيها تُحكي معاني وأنغام جديدة عن ندمها!

تصرخ بشكل مهووسٍ ومخيف
: بنتي نور...سامحيني......بنتيييييييييييييي نور....سامحيني.......سامحيني.......نوووووووووووووو ر

كانت واقفة ....صامتة...تحدّق....بها وبالمكان الذي يضمهُما بين ثناياه!

غابة .....بعيدة عن الحياة
بعيدة عن ضوضاء العالم

ذات أشجار عملاقة وطويلة وقريبة من بعضهما البعض
ارضها مليئة بالأشواك.....والطين الزلّق!....وحرُّها يُجلب العطش

حدّقت في ديانا ....مدّت يدها لها تريد ان تصل لها....تريد ان تخبرها انها قريبة منها جدًا ولكن لماذا تركض إليها ولا تصل؟

رفعت قدمها.....لتتقدم لها...فاستوعبت ألم الجرح العميق النازف من باطن قدمها....طأطأت برأسها لتنظر لانتشار الدماء تحت قدمها.......ارتجفت شفتيها ثم رفعت رأسها وبألم

صرخت: يمممممممممممممممممممممممممممه.......

والأخرى صرخت: سااااااااااااااااااااااااااااامحينيييييييييييييي.
.
.
.
.

عرق جبينها واشتّدت حرارة جسدها....ترتجف شفتيها بهمس(يمه) تُحرّك رجليها بعشوائية وكأنها تريد التخلّص من قيود تقيّد قدماها لدرجة الألم

بسبب حركتها العشوائية هذه
زحفت لطرف السرير ...وسقطت على جانبها الأيمن
وهنا شهقت
واستيقظت من كابوسها المخيف!
.
.
نظرت لأرجاء الغرفة لتتأكد من بقاؤها على قيد الحياة
اخذت تتنفس بعمق بطريقة مؤلمة لصدرها
شخصت عيناها ....بعدما استوعبت الحلم ....وصدى صوت والدتها يؤذي عقلها اللاواعي!
لم ترى والدتها يومًا في احلامها بعد وفاتها ابدًا
هذا اوّل حلم بل كابوس!
ثقيل على تقبّله
اوّل خوف وذعر....وشوق يتدفق لناحيتها اليُسرى....
اثنت ساقيها واحتضنت رجليها
ثم أسندت
ظهرها على خشبة السرير وبكت!


والدتها منزعجة في الحلم.....مرهقة......خائفة.....مصدومة.....
لم تجد في عينيها لا راحة ولا طمأنينة!

تطالبها بالسماح مثلهم، تحاول التمسك بها......ولكن هذه المرة ليست هي من لا تريد الإمساك بها ...بل القدر.....
قدرها ان تعيش بعيدًا عنها قدرها ان تبقى على قيد الحياة
لتعيش كل هذا !

بكت
ثم استطرد عقلها عليها الذكريات
.
.
.
كان الجو غائمًا على الرياض
وبدأت الامطار الغزيرة تهل على القلوب لتثير سعادتها ببطء
كانت تحت المطر تدور حول نفسها وتقفز بين الحين والأخرى
مكررة

(شتي يا دنيا شتي على صلعة ستي
ستي جابت صبي سمته عبد النبي
حطته بالطنجرة طلع صحن مجدره
حطته بالبير طلع راسه كبير)

تكررها باستمرار....تدور حول نفسها عشرات المرات....
تقفز هنا وهناك

وتفتح فمها للأعلى .....لتتذوّق طعم المطر....ثم ترقص...بحركات طفولية تنّم عن سعادتها......

كانت تحدّق فيها من بعيد تراقبها وتستمع لِما تقوله، تذكرت الكلمات جيّدًا

تلك الكلمات التي حفظتها من جدتها ذات الأعراق الفلسطينية
تذكرت كيف كانت تترنم كلمتها وتتلوها بالأخير بضحكة وهي تجدّل شعرها!
تنهدت ثم نظرت لأبنتها وهي تدور حول نفسها
دوران ابنتها تحت المطر يذكرها بدورانها هي تحت سماء لبنان وهي تُمطر....تذكرت كيف كانت تركض هنا وهناك في الساحات والشوارع الترابية ....تذكرت حينما كانت تضع هي وبقيّة الأطفال من حي الروشة القديم قبل ان يؤول على ما عليه الآن!
قطعة من الخشب ويضعونها فوق رؤوسهم ويكملون مسيرة الركض وترنم الكلمات إلى ان يخرج والدها ويوبخهم جميعًا!
.
.
تمعّنت في
ضحكتها
فرحها
صرخاتها التي تنّم عن أي مدى من السعادة وصلت فيها؟
اقتربت منها
حاولت الإمساك بها ولكن هربت لمعرفتها بنيّة والدتها التي لا مفر منها
: لالا ماما ما بدي......

تحدثت وهي مبتسمة: راح تمرضي....

تحدثت براءة وهي تنظر للسماء : بابا يوسف يوديني عند الطبيب.....عادي....

ضحكت بخفة : ههههههه بكفي شوفي ملابسك تبللّت.....يلا بنتي...ادخلي....

هزت رأسها بعناد الأطفال البعيد عن الخبث والكراهية والنوايا السيئة
ثم اخذت تركض بعيدًا عن ايادي والدتها وتبعت خطواتها والدتها لتصرخ بخوف: نووووووووووور لا طيحي...الله يرضى عليكي وئفي......


عبرت نور امام الباب الرئيسي للمنزل وهي تضحك...تصرخ......تُنشد أناشيد على عشوائية ...بنفسٍ متقطّع.....تنظر للخلف وتضحك على والدتها

انفتح الباب واصطدمت بساقيه ثم ضحكت هنا: بابا.....

انحنى الآخر ليحملها وهو يضحك: وش مسوية بنفسك ؟

رأته، توقفت بعيد عنهما......عقدت حاجبيها ثم دخلت إلى الداخل دون نطق أية كلمة

.
.
.
ثم استوعبت الآن الأمر....وجوده كان ثقيلًا عليها غير محبب وقاسي على قلبها الذي جُبل على محبة أمير
لم تحاول ولم تُبادر في تبديله...لم تتحرّك عن موقفها ومكانها من أجل استقرار طمأنينة ابنتها....حاربت ....وقاتلت ....واحدثت بذلك ضحايا ......يؤلمهم قلوبهم الآن....واشعلت في فؤادهم فتيل الندم والخوف
.
.
رفعت رأسها.....بعد ان سمعت صوت: ماما.....
.
.
.
بدافع أمومي مجنون...تخلل وتغلغل أعماق قلبها......نهضت وركضت لأبنتها لتحتضنها....وتبكي بلا صوت

تريد ان يحتضنها احد....تريد ان يطمئنها احد...انّ والدتها تنعم في نعيم الراحة...تريد ان تمحي الذكريات التي قسمت على ان تقسم ظهرها وتحنيه!

همست وكأن ابنتها تعلم بما يدور في قلبها: والله سامحتها والله سامحتها.....والله....والله.....

ارتعش فؤاد الصغيرة ، وارتعبت من حضن والدتها الذي خنقها وقلّص عليها المكان
همست: ماما تعوريني!

هنا استوعب انها دخلت في حالة انهيار وذعر.....ابتعدت وهي تمسح دموعها وتحاول السيطرة على رعشاتها
وتذبذبها الذي احدثه ذلك الكابوس
: آسفة ماما آسفة....

ثم طوّقت وجهها: اكلتي؟

هزت رأسها مردفه: أي

ثم قالت: بابا.....برا.....جا عشان اروح معه...بس ماما جولي...قالت اقولك قبل....

نور وقفت على رجليها هنا.....ثم نظرت لساعة الحائط لتنظر
الى عقارب الساعة التي تُشير الى الساعة العاشرة والنصف
صباحًا
عقدت على حاجبيها ثم تمتمت: مو وقتك.....

ثم التفتت على ابنتها: ماما.....روحي فتحي له الباب وخليه يدخل في الصالة ....

هزت رأسها سندرا وركضت لتخرج من الغرفة

اما نور...مسحت على رأسها لتستوعب الأمور
ثم دخلت للخلاء ارشحت وجهها عدّت مرات ثم بعد ذلك خرجت
ارتدت جاكيتها الأسود الطويل والذي يصل الى نصف ساقها....وسحبت الحجاب لتضعه كما اعتادت عليه
بشكل مهمل.....لا يغطي كامل شعرها!
تمتمت بالاستغفار
ثم سحبت هاتفها
لتتصل على ايلاف
.
.
.
فتحت باب الشقة وهي تتطوّل مقبضه...ابتسمت لوالدها
وهي تقول: بابا...ماما تقول ادخل الصالة

يشعر انّ روحه تجددت بالطاقة على كلمة (بابا) شعر بجمال الكلمة ونعمتها
واشعلت في فؤاده نوعًا آخر من الندم
كم تمنّى ان تعود المياه لمجاريها
وتنمحي الذكريات السيئة من باطن عقل نور
للعودة الى الحُب
إلى الاستقرار
إلى التعويض والحنان!
ولكن كل شيء انهدم أمامه ليخسر نور
ولكن لم تجعله يخسر ابنته ابدًا!
لم يصبح كأخيه وهذا الامر يخفف عليه كثيرًا!

.
.
انحنى وحملها ما بين يديه
قبّل خدها بعمق وهو يقول: اوك....
دلف الباب بحذر....ثم دخل واغلق الباب
وتوجّه لناحية الكنبات
رأى جولي تجول في المطبخ.....
ثم حوّل ناظريه إلى باب غرفتها
وسمع صوتها وهي تقول
.
.
.
: اوف منك.......ليش ما جلستيني؟....خلتيني انام لهذا الوقت .....ما ظل كابوس ما شفته.....بعدين تعالي...شلون تطلعين معاه بدون اذني؟

ايلاف بهبل : شبي في اذنج أنا؟

نور بمزاج سيء: لا تنكتين انتي وجهّك......

ايلاف بللت شفتيها: اخت نور واضح ابليس راكب راسج اليوم.......سكري تعوذي منه ....وانا اشوي ويايه الشقة.....

نور : طيب طيب...
ثم اردفت باستفزاز: لا تفلينها مع الحبيب....هاااااااا.....

ايلاف توجّهت نظراتها له وهو قادم بعد خروجها من الخلاء: انجبي باي...
ثم أغلقت الخط في وجهها دون ان تسمع كلمة واحدة
.
.
.
طارق سحب الكرسي وجلس: تأخرت عليج؟

ايلاف ابتسمت في وجهه: لا حبيبي...

طارق
ابتسم.....ايلاف تغيّرت جذريًّا.....وجودها مع نور غيّر الكثير منها...جعلها اكثر صبرًا واكثر شجاعةً وثقة بنفسها.....ووقوفها مع نور لفهم بعض الاحكام الدينية ساعدها في فهم أمور كثيرة هي تجهلها حقيقةً وهذا الامر جعلها تتقرب من الله عزوجل اكثر فاكثر......وعلاجها النفسي ساعدها ايضًا في تخطي مرحلة الذعر والخوف من طارق...ومما حدث لها......تشعر انّ ذلك الموقف لم يحدث ابدًا.....تشعر انها نسته......وتحمد لله كثيرًا على وجود طارق الذي صبر عليها لتجاوز كل المحن الذي عاشتها ونستها الآن!


.
.
.
مسك كف يدها طبطب عليها بحنان: فكرتي باللي قلت لج أمس؟

عبست بوجهها وسحبت يدها من يده بلطف: كلمة امي حصة عن رغبتي وقالت سوي اللي يريحج.....في اكثر من جذه بعد؟

طارق
يشعر انها بدأت تفهم الأمور وواقعيّة عدم تقبّل والديها منها
والخوف من انها تكتشف واقعية حقيقتها
وحقيقة من يكونا هما؟
تحدث: يعني؟

ايلاف تحاول ان تتماثل بالهدوء: هم ما يبون وجودي بالكويت.....وعارفة هالشي له اسباب وايد بس انا ما ابي اعرفها.....ولا ابي اضغط على نفسي وافرض نفسي عليهم......

طارق بجدية: شالحجي ايلاف انتي بنتهم؟

يعلم وإن لم تكن هذه الحقيقة هما من رباها
ويعلم انّ هناك في قلوبهما ذرة حب وخوف عليها
فلقد رأى بشكل جزئي هذا الخوف في عين مشاري ليلة ذهابه من هنا

قالت: واذا بنتهم؟....انا موحاسه بهالشي ...

صُعق وشعر بنبضات قلبه تتسارع.....شعر انّ الدم كلّه وقف في عروقه دون ان يعبر بسلام...انخطف لونه...وشحب.....
ارتجفت يديه بشكل لا ارادي
حتى بها شعرت به عقدت حاجبيها لتردف: طارق شفيك؟

طارق ازدرد ريقه وبلل شفتيه : لا ما فيني شي.....بس مصدوم من كلامج....ايلاف.....شلون تفكرين جذيه.....


ايلاف بنفس عميق: اتركني على جنب.....وقولي انت متى بتروح لأمك....مو تقول...بتروح...وبتاخذني معاك.....


طارق ضاق نفسه ، حقيقةً هو اشتاق لوالدته ولكن يعلم والدته لن تستقبله بسبب ما حدث لهم....سجنه....موت أخيه...ومعرفة الجميع بطبيعة عمله!

شتت ناظريه عنه: الوضع صعب وايد علي وعليها....

تحدثت وهي تسند ظهرها على الكرسي: صدقني بسامحك وبترضى عليك.....بس بادر.....تأكد انها الحين هي وايد بحاجه لك....خاصة صحتها على قدها.....


هو لم يخبرها بسبب الزعل الذي بينهما...قال لها انهما على خلاف.....واغلق الموضوع دون ان يسهب فيه.....ولكن هي فهمت انّ والدته مخاصمته لمدة لم تكن هيّنة


فقال: واذا قلت لج ما عندي الجرأة اني اروح واشوفها؟

ايلاف ابتسمت هنا وطبطبت على يده: انا معاك...وبعطيك من الجرأة اللي عندي....

طارق ضحك بخفة: ههههههه انزين....نروح لها بعد ما نرد من شهر العسل....

هزت رأسها برضى: اوك....

طارق وقف: قومي نكمل تجهيز....دامج راكبة راسج ومصرّة على سفرة روما.....

ايلاف نهضت : اكيييييييييييد مصرة .....

ضحك بخفة وامسك يدها .....ومشا بخطى متقاربة ...لتعلّق قلبوهما ببعضها البعض...وتمسح من على ذكرياتهما الحزن والكآبة.......هو يحاول ان يسعدها وهي تحاولن ان تهديه طمأنينة ....وراحة
.
.
.
بينما هي ....شتمت ايلاف لأنها أغلقت الخط في وجهها....ثم خرجت....وسقطت انظارها على مراد الذي يلاعب ابنته...وجولي في المطبخ بلا حجاب....
همست : ياربي هذي متى تلتزم فيه

ثم تذكرت انها لا ترتديه بالشكل المطلوب فقالت: على أساس انا احسن منها.....افففف.....


ثم تقدمت لناحية مراد وابنتها
فقالت: السلام...
همس: وعليكم السلام....

فقالت بعد ان جلست: اليوم الثلاثاء....

مراد بهدوء: عارف.....بس بعد بكرا عندي سفرا....وجيت علمود اشوفها....ومن بعد اذنج ودي آخذها معاي......تنام معي وبكرا اجيبها لج....

نور....بتفكير ...نظرت لأبنتها

فقال: لا تخافين عليها آني ابوها ماني غريب...يا نور....

نور بهدوء قالت: سندرا.....تعالي....

جلست سندرا بالقرب من والدتها ثم انحنت لتهمس
: ماما ابي اروح...

لذلك نادتها نور تفهم ابنتها ....بل أصبحت تدريجيا تفهمها
حينما تسكت وتشتت ناظريها عن الجميع
هذا يعني انها تريد التحدث ولكن تتردد بشكل كبير

ونور اعطتها مجالًا الآن للتحدث
فقالت نور بهمس: طيب....

فقالت وهي تنظر لمراد: انتبه عليها......والصباح بكرا تجيبها....
مراد ابتسم: طيب....
نور مسحت على جبينها
ثم قالت: جولي.....
جولي سمعتها واقتربت منهما وحينما أدركت انها لا ترتدي الحجاب كادت تتراجع ولكن نظرت لنور وتوقفت وهي تتنفس بعمق

فقالت نور: جهزي سندرا ....وحطي لها ملابس في شنطتها...
جولي بهدوء: اوك...
نهضت سندرا وهي تبتسم وتتجّه لوالدها
لتردف: بابا.....ابي اروح دزني لاند...
ابتسم وطوّق وجهها بيديه : نروح لمكان احلى من دزني

سندر ببراءة: فيه احلى ....
هز رأسه....
بينما هي قفزت : يلا نروح يلا....
ضحك بخفة: روحي البسي وآني انتظرج...

قفزت من جديد ولكن هذه المرة، قفزت لتسقط في أحضان والدها وتحتضنه بيديها الصغيرتين ثم قبلته على خده تحت انظار نور
التي تتعجب في بعض الحين والآخر من تقبّل ابنتها لها ولوالدها!
كسرت قلبها.....كيف تتعلّق بوالدها....تقبله تشكره...بلطف.....وبأدب...ثم ركضت لناحية الغرفة ....لتساعدها جولي في تبديل ملابسها.....
تنهدّت

ثم قالت: مراد....انتبه عليها......لا تتركها لوحدها .....وانتبه النظارات لا طيّحها وتكسرهم......وخلها تاكل...زين.....وعطها علاجاتها اول بأول......

مُراد

كيف تغيّرت نور؟ كيف أصبحت بهذه الأمومة الواضحة والصريحة
كيف تقبّلت ابنتها وكل ما يخصها دون ان تُثير عواصف أخرى؟
لا يدري
هل سيأتي يومًا وتتقبله هو الآخر؟
لا
هز رأسه: لا توصين حريص.....

نور شتت نظريها عنه وبلا مقدمات: ما ابيها تعيش بنقص......وتعيش نفس اللي اعيشه انا....

عقد حاجبيه

ثم نظرت لعينيه لتردف: ما ابيها تكرهك لو فيك مساوئ الدنيا.......كلها!

وبرجفة وبحديث عقلها اللاواعي: لأنها راح تتعب.....راح تتوجّع وانا ما ابيها .......تعيش الآلام اللي عشتها......عشان كذا يا مراد.....

ثم شبكّت أصابع يديها ببعضهما البعض: لو ايش يصير ؟.....لا تحاول تعرّفها على شخصيتك ابد ابد....خلها تشوفك على ما هي تشوفك عليه الحين....

فهم اشارتها
فهم ما تريده
فهم انها تقول له
لا تخبرها عن ماضيك.....عن ما فعلته بي.....عن حقيقة زواجنا الذي لا اعرفه تماما!


مراد بضيق: نور.....انا ندمان.....

هزت رأسها لتردف: حلو انك ندمان...لو انك مو ندمان ...ما أمّنت بنتي عندك اصلًا يا مراد!


صُعق.....هل تقصد انها تثق به؟

أكملت: صر لها الابو الطيب الحنون....ما راح ابعدها عنك.....بس ما راح تكون قريبه منك كثير يا مراد!

ازدرد ريقه.....حجرت عليه بالحديث.....نهض وهو يقول: ما راح ازعلها ولا راح اضرها يا نور تطمني......

ولكي لا يستمع لحديثها الموجع: عن اذنج آني بنتظرها برا.....

ثم خرج وهي تنظر له.....تنظر لماضيها...لحبها الذي سُحق....لروحها التي سُلبت......ثم وعت على صوت ابنتها ولمساتها وقبُلتها اللطيفة التي الصقتها على خدها: باي ماما....

ابتسمت في وجهها....ومسحت على شعرها ثم قبّلت جبينها: صيري قريبة جنب بابا......طيب......امسكي يده....ولا تتركينها.....

هزت سندرا رأسها ثم ركضت لناحية الباب وتبعتها جولي لتوصلها...إليه!

بينما نور.....نهضت وتوجهت للغرفة...وسمعت رنين هاتفها
سحبته لترى رسالة من

أمير
(نور.....برتجاكي تعي اليوم في شي مهم بدي ئولك إياه)

مسحت على شعرها وشدّته بقوة بعد ان أبعدت الحجاب من على شعرها
واردفت: أصلا انا بجيك بدون هالرسالة !
.
.
.
.
.
مُتعب بل مُرهق لا يجد مفر من صراخ الضمير ولا يجد مفر من شوقه لها ......كلما اتى إليها ابعدتهُ عنها عشرات المسافات.....لا يلومها ولكن ما بال قلبه هو؟
لماذا لا تقدّر كبر سنه على الأقل

هو موجوع من كل شيء، ومن نفسه بالأخص
ما كان عليه ان يتعجّل في امر تسليمها لوالدتها ما كان عليه ان يقف وينظر لهما وهما ينفذان خطتهما بكل سلاسة
هو بغضبه ساعدهما في تنفيذ ما خططاه له بكل سهولة !

ولكن هو لا يُلام
كان موجوعًا، عقله لا يربط ولا يحل !
كان بحاجة إلى شخص يُمسك بيده يُهديه
ولكن كل الايادي التي مسكت به تُثير عواصفه وقليل من الأيادي التي ربتت على يده واخذت تدفئه بحديثها!
ومن الأيادي التي امتدت إليه لتزيد من غضبه وتسارع في اتخاذ قرارات لا يعيها عقله!
يدين والده وزجره في اتخاذ اسرع قرار للتخلّص من تلك المشؤومة التي دخلت بينهما فجأة
حقيقةً هو نادم

ليته استمع لأخيه أبا خالد
ليته!

خرج من الغرفة
وسقطت انظاره على ابن صديقه المقرّب
وابنه!
ابتسم في وجهه

فتحدث: منّك رايح الجامعة؟

سلطان ابتسم له: إلا رايح يا عم.....بس بعد ساعة....

ثم جلس أبا ناصر أمامه

فنهض : اصب لك شاي ؟
هز رأسه وسكب سلطان له الشاي وقدمه إليه ثم لملم الأوراق عن الطاولة وابعدها عن وجه أبا ناصر

فقال: عمي....

نظر أبا ناصر(يوسف) له
فقال سلطان بتردد
كم ودّ التحدث إليه بهدوء
ورأى اليوم هو اليوم المُناسب فقال: عمي .....لا تضغط على نفسك كثير......هد من نفسك.....واترك كل شي للأيام.....ما رّدها وراح تجي لك يا عمي.....راح تبقى ابوها لو ايش صار....

اسند ظهره على الكنبة وابتسم بسخرية ، ثم توجّهت انظاره للنافذة المفتوحة وحدّق في الستارة التي يطيّرها الهواء بهدوء لتتراقص أمام ذكرياته السيئة

اردف: نورة ما راح تعترف في ابوّتي ابد يا سلطان.......أنا قسيت عليها...تركتها سنين ...مو سهلة ....وانت سمعت باذنك شنو صار لها ......وفهمنا أشياء كثير من صديقتها وزوجها......نورة تربيّة هالمواقف اللي عاشتها .......وهالمواقف كلها.....كفيلة من انها تخليها تكرهني.....


سلطان بهدوء: طارق كلمني وقال....اتركوا لها مسافة ........وزوجته معها....البنت محتاجة وقت لا اقل ولا اكثر.....

أبا ناصر بثقل: وانا ما عندي وقت يا سلطان.....

سلطان فهم ما يقصده: الله يطوّل بعمرك ......لا تقول كذا يعمي.....

ولكي يغيّر الجو: اليوم عازمك على الغدا......وهالمرة على حسابي ...وفي مطعمي....

ابتسم أبا ناصر هنا ثم قال: ان شاء الله يا وليدي....ان شاء الله.....
ثم نهض وخرج إلى البلكونة....يشعر بالاختناق.....فهم أمور كثيرة عن حياة نور...من خلال ايلاف وزوجها.......تواصلا معهما كطريقة للاطمئنان على نور في الفترة الصعبة
بينما نور لا تعرف شيء عن ذلك لو عرفت لخرجت من شقة ايلاف من وقت باكر!

لن ينسى هجوم ايلاف في بداية اول لقاء لهما وهي ترمي عليه أحاديث ثقيلة جعلته يتهاوى على الفراش لمدّة اسبوعًا كاملًا....
تحدثت بعد ان استدعاها طارق واخبرها انّ يوسف تواصل معه ويريد ان يقابلها...رفضت ولكن طارق اقنعها واخبرها انّ نور بحاجة من وقوفها بجانبها وعليها ان تعمل ما هو من صالح نور لتُسعد قلبها .....اقنعها انّ نور بحاجة لوالدها مهما كابرت.....عليها ان تذهب ليوسف وتستمع له ففعلت!

كان ناصر معه وهي وابا خالد وطارق

حينما اردف: ابيك تلينين قلبها علي يا بنتي.......ابيك تساعدينها تتقبلني.....

كانت ايلاف وقتها لم تتجاوز الصدمة لم تتجاوز حزنها
كانت مليئة بالثقل
اردفت: مو مجبورة؟ يا عم......لأنه اللي سويته فيها دمّر لها حياتها......عدمتها يا عم ...عدمتها...

التفت ناصر عليها...وكذلك أبا خالد
بينما طارق قال: ايلاف....

ايلاف نظرت ليوسف بعينين مدمعتين: هاللي شفتها واقفة قدامكم...بداخلها ألم ...لو شنو يصير....ما تعرف تعبّر عنه.......هاللي شفتها...مو نورة مثل ما تقولون ولا نور.....وحدة كرهت نفسها ..وكرهت اللي يسميها نورة ونور! فهمت...شقصد ...فهمت؟......مو انت اللي ضيّعتها...حتى أمها.........

ناصر يحاول ان يتماسك: لو سمحتي....
يوسف أشار له: ناصر.....
ثم نظر لإيلاف: كملي يا بنتي كملي.....
ايلاف ازدردت ريقها: عاشت ما تدري هي شنو.....مسلمة ولا مسيحية ولا كافرة؟......عاشت وهي تتمنّى تيي(تجي) يوم لها.....وترجعها لأصلها....تمنّت وايد أشياء كنت انت فيها.......بس كل هالأشياء احترقت وهي تنتظرك.......عانت......من تنمّر.....وعاشت.....من جذبه لجذبه........حبت......تزوجت......انهانت...وانخانت. ....

ثم نهضت وهي تحاول ان تتماسك...ما يطلبه منها ثقيل ....وهي الوحيدة التي تعلم بأمور كثيرة اخبرتها عنها نور وهي في حالة انهيار.....وبكاء...وصراخ......إلى ان سقطت في نوبتها ......وهذا الامر جعل ايلاف تحقد على يوسف قليلًا آنذاك....

فاكملت: تخيّل معاي....بعمر حوالي ستعش سنة او اصغر...مو مهم......انطردت في الشوارع....يا عم.......بعد ما انضربت......تخيّل معاي...حجم معاناتها النفسية بعد ما عرفت انها حامل.....وتعال احسب معاي كم مرة حاولت تنتحر؟

ثقيل حديثها.....موجعة نبرتها.....تسرد عليه نتائج هذا التخلّي ...تسرد عليه لتوجع قلبه
بكى بصمت
وابا خالد التزم الصمت احترامًا له
بينما ناصر
زمّ على شفتيه
وطارق صُعق من انهيار زوجته
التي أكملت: تبيني احسّن صورتك في عينها عشان تتقبلك وانت .....سبب في كآبتها...دمار نفسيتها......كرها لنفسها......وتمنيها للموت الف مرة......كانت تهرب من نفسها ....اقول شلون ولا تبيني اسكت بعد؟

يوسف هز رأسه ليوجع قلبه

وهي تبكي وتردف: ادمنت الكحول والمخدرات......وكانت بتروح فيها...لكن امير......قدر يبعدها عن هالطريق......لكن بعد شنو؟.....

ناصر هنا وقف لم يتحمّل ، ثم خرج من الشقة .....
بينما أبا خالد اغمض عينيه بقوة .....

هي ابتسمت ثم قالت بسخرية: افكر .....بموضوع اني اليّن قلبها عليك...
ثم خرجت!
وتبعها طارق
.
.
.
لا يدري كيف تغيّرت ايلاف ...وتبدّلت إلى فتاة ذات حكمة .....وهدوء.....ربما عندما تحدثت معه في ذلك الوقت
بتلك الهجومية بسبب ما حدث لها......

ولكن واقعيًا.......هي الآن تنظر للأمر من زاوية أخرى ....جعلتها تستقر نفسيًا وتكون مطمئنة!
.
.
تنهد ثم تذكر شيء ......غدًا م زواج قصي....عليه ان يتصل بأخته يحدّثها...ويحدّث قصي
سحب هاتفه من مخبأ الجاكيت واتصل على قصي ليهنئه اولًا

.....

كان الوقت شبه متأخرًا بتوقيت السعودية
ولكن لم تكن نائمة .....كانت جالسة زوجها حقيقةً نام من وقت مبكر من أجل غدًا
بينما هي تشعر بمجافاة النوم لعينيها
وأولادها متخذين الصالة جلسة لـ(وناستهم) عدا سيف الذي لديه مناوبة في المستشفى


تحدثت: قم قصي نام....عشان تجلس مبكر تروح تحلق وجيب ثوبك ...والبشت.....

قصي : والله النوم طاير من عيوني....

عزام غمز له: من الحماس.....

جسّار اكمل وهو يأكل بذور (الفصفص) وينثره بشكل مستفز في وجه أخيه: اللي يشوفه يقول صج معرس...

قصي مسح على وجهه وهو يسب ويشتم بعد ان التصق القشر على وجهه
: الله ياخذك.......

ام سيف ضحكت: ههههههههههه لا تدعي على اخوك وقوم نام...

عزام بسخرية: قوم ريّح بشرتك...بكرا وراك حرب عالمية.....

هنا قدرا على ان يسيطرا على قصي الذي قال: حرب يشيلك......يمه شوفيهم......

جسّار ضحك: ههههههههههههههههه بكى بكى البزر......

ام سيف: وانتوا قوموا...متى ناوين تنامون....بكرا وراكم كرف ....ود وجيب...وشل وحط....

جسّار: الله عليك ام العرب......ما فيه مثلك يوم تنكدين علينا...

ام سيف بحلقة بعينيه: ولللللللللللللد

عزام : هههههههههههههههههه يمزح يمه ....

سمع رنين هاتفه قصي ونهض هنا
فقال عزام وهو يخرج صفير مزعج من فاهه: الله الله على الغراميات....

جسار: عشان كذا مو قادر ينام....

ام سيف : اتركوا اخوكم....

قصي نظر للرقم فقال بتعجب: هذا خالي بو ناصر...
ام سيف ببهوت: رد.....

عزام وجسار نظروا ببعضهما البعض
اتصاله بهذا الوقت بالنسبة لهما مرعب

قصي: الو هلا خال.....


أبا ناصر: هلا يبه قصي.....اخبارك....وش علومك؟....ان شاء الله طيّب....

قصي ينظر للوجوه التي تحدّق به: الحمد لله بخير جعلك سالم......طمني عليك؟


أبا ناصر: بخير ...بخير....ولله الحمد

ثم قال: عارف الوقت متأخر عندكم....بس ما قدرت اصبر.....مبروك يا وليدي......عسى ربي يوفقكم ويسعدكم...واعذرني....

استوعب الامر هنا قصي فقال: معذور يا الغالي معذور اتصالك هذا يكفيني....والله....

ارتاح قلب عزام وجسار هنا...وفهما ماهية الاتصال

ولكن ام سيف لا !

فقال أبا ناصر: كان خاطري اجي...ازفك......لكن انت خابر الأمور.....

قصي بهدوء: الله ييسر هالامور وترجع لنا.......

وبمزح قال ليغيّر من مزاج خاله : ونزوجك....

ام سيف هنا عقدت حاجبيها
بينما أبا ناصر ضحك بخفة: هههههههههه .......عشان ام ناصر تزعل.....

قصي ابتسم : بكرا ترضى....

أبا ناصر: هههههههه ما في من يجي مكانها....
قصي : الله الله .....يا حض خالتي.......

أبا ناصر : ويا حض مُهره فيك يا وليدي.....
ثم استطرد: مابي أطول عليك...تصبح على خير....كان ودي اكلم اختي بس عارف الحين وقت متأخر ويمكنها نايمة...
قصي بسرعة أجاب: لا ما هي نايمة.......لحظة بس...
ثم نهض ومد الهاتف لوالدته: يمه خالي يوسف...

سحبت الهاتف من يد ابنها

وعاد جلس بالقرب من التوأم
فقال عزام: خير فيه شي؟

قصي بجدية: لا اتصل يهنأني بس.....
ثم همس: واضح ضايقة فيه ....صوته والله ما يطمن....
جسّار همس : الله يعين

.
.
بينما ام سيف اردفت بعتاب: يرضيك بكرا ازوّج ولدي وانت بعيد......

أبا ناصر بهدوء: بو خالد جاكم.....والجماعة يكفون ووفون يا نجلا.....ان شاء الله نحضر عرس الباقي....

ام سيف بتنهد: متى ناوي ترجع؟

أبا ناصر بوجع : لين يحن قلبها علي.....
ام سيف بنبرة قهر: يا قساوة قلبها .....هاللي ما حن للحين...

أبا ناصر وكأن اخذ مخرجًا لينفّس عمّ بداخله: آه يا اختي آه......مالومها...بس قساوتها توجع قليبي....

ام سيف تهجّد صوتها: اسم الله على قليبك ياخوي...

أبناؤها التفتوا عليها

فقالت: هونها وتهون.......ياخوي .....هونها وتهون....

أبا ناصر : الله كريم

ثم قال: ومبروك زواج قصي.....واعذريني.....

ام سيف كانت ستعاتب وتطوّل الامر ولكن شعرت اخيها بحاجة الى التخفيف ليس اضافت حمل جديد عليه

فقالت: الله يبارك فيك...وعقبال ما نفرح في ناصر وسعود...ومعذور...ياخوي معذور......

أبا ناصر بهدوء: مع السلامة....

ام سيف: في حفظ الرحمن يا الغالي...
ثم أغلقت الخط


فقالت: الله يهونها عليك...
عزام بهدوء: شفيه؟

ام سيف بهدوء نهضت: ولا شي
ثم لتنهي الامر: وقوموا ناموا بلاش سهر...بكرا ورانا عرس.....

جسّار : طيب يمه روحي ارتاحي...وحنا أصلا بنقوم الحين.......
هزت برأسها ثم توجهّت لعتبات الدرج
فقال قصي: تصدقون عاد......احس خالي بطوّل


عزام بتفكير: حتى انا احس بطوّل......واضح بنته حاقدة عليه...

جسّار بتنهد: وش حاقدة بعد انت الثاني......

قصي بجدية: والله بعد انا احس كذا بنته حاقدة .....

نهض جسّار: انا أقول قوموا ناموا احسن.....
عزام بجدية :صدق قصي قوم نام.....حرفيا بكرا بتنكرف

قصي تنهد ثم قام وتبعوه فيما بعدها!
.
.
.
.

القَلب
حينما يعشق يرى كُل الأشياء جميلة
وحينما يكره
يرى الظلام ويبتعد عن السكينة
.
.
.
قلبها يُرفرف حبًّا وشوقًا وخوفًا
تشعر بطول المدّة ، تشعر بجوع قلبها وتشعر بشدة ظمأه
هل ما يحدث لهما الاثنان عقاب؟

كلما حسبا الايّام وجدوها قريبة جدًا من بعضها البعض في جعلهما تحت سقفٍ واحد
ولكن وبشكل سريع ومفاجأة ينقلب كل شيء رأسًا على عقب
ويبتعدا بسهولة
اخذت بنصيحة نوف لم تعد تحدّثه ، ولكن لم تُمنع نفسها من مراسلته!
هي ضعيفة
وجدًا
يهزمها قلبها، وتهزمها نفسها .....وتهزمها الأحداث التي تدور حولها....
أرسل لها
(اشتقت اسمع صوتك)
وهي ايضًا ولكن إلى متى سيطول هذا الأمر؟
الى متى !
ارسلت له
(صدقتك! اظن اكثر صوت يستفزك هو صوتي)
كتبتها وهي تشعر بحرقة الحُب تتآكل بداخلها بلا رحمة
لا تدري لماذا تشعر بالضعف أمام هذا الحُب
تشعر برغبتها في البكاء ، تود لو تحادثه مطولًا
حتى انها تشعر انها بحاجة لحضنه!

أيعقل بسبب بُعد والدها أيعقل هذا؟
ماذا حدث لإعداداتك يا شيخة!؟
سمعت رنين هاتفها
ولم تتوانى عن الإجابة عليه
: خيييييير متصل بنام!

ضحك هنا: هههههههههههه واضح بتنامين وانتي اونلاين على الواتساب هااا!

نفسيتها مُتعبة للغاية ، لا تدري كيف تخبره انها اشتاقت له
وبحاجة إليه
: هاهاها مالك دخل.....

اردف هو الآخر بهمس يدل على التعب: اشتقت لك....
ازدرت ريقها
اكمل: فاهم بُعدك والله ....وفاهم تفكيرك يا شيخة.....بس شسوي؟......كلما قلنا ...قربنا نجتمع...صار شي.....

نزلت دمعتها بحساسية مفرطة واردفت لتعاكس شعورها: عادي شورانا ننتظر ونبتعد طولة الفترة ......

بندر بنبرة ذات مغزة: عسى قلبك يقوى على هالشي؟

سكتت لا تريد ان تتحدث وتُفضح ما بداخلها لأنها حقيقةً هي غاضبة من نفسها ....ومن هذا الضعف الذي اخذ يلتف حولها.....
تحدث متعمدًا: ليش ما تردين؟

عضّت على شفتيها مسحت دموعها ثم اردفت ببهوت: دامي اعرف انك لي للأبد راح اقدر ابعد....

تحدث هنا وهو يجول في غرفته ذهابًا وإيّابًا
: تبكين عشان البعد ولا عشان عمي؟

فهمت انه علم من خلال صوتها انها بكت
فقالت بنرفزة: قسم بالله انك كلـ.....

ضحك حينما فهم انها علمت بخدعته من جعلها تتحدث وهي على هذه الحال

فقال بحنيّة: اشتقتي لي ولا له؟

بكت ، بصوت .....يشبه الأنين...تشعر باليتم رغم انّ والدها موجود...تشعر بالغيرة انه قريب من اختها التي ترفض وجوده اساسَا! لم تعتاد على ان يكون بعيدًا ....لم تعتاد على ألا تسمع صوته يوميًا ......لم تعتاد على هذه الأجواء المليئة بالتوتر والحزن....
سعود مُرهق للغاية ، والدتها مُتعبة
وبالأمس وصل خالد بوجه شاحب ومصفر ...ينّم عمّ عاشه هناك......كرهت نورة لأنها فرّقتهم جميعًا
كرهّت ديانا لأنها اضعفت الجميع
كرهّت أمير لأنه افلق قلبهم....

بندر لم ينصدم منها.....اغمض عينيه وتنهد: شيخة......

شيخة بهروب وببحة: بنام بندر بنام.....

بندر : شيخة.....صدقيني هالأيام الثقيلة بتعدي....هونيها وتهون....

شيخة لا تريد ان تطيل المكالمة معه: تصبح على خير....

أغلقت الخط قبل ان يتكلم ثم انخرطت في بكاؤها .....
بينما بندر مسح على رأسه عدّت مرات
لا يدري كيف يخفف عنها......لا يدري كيف في الأصل يفاتح والده عن رغبته في (التمليك_ عقد قران ) عليها في هذه الأوضاع...يشعر انها بحاجة اليه...ويشعر انها تحاول ان تبتعد عنه .....هذه الفترة.....هو خائف من نفسه ومنها ومن كل شيء....كلما حاول ان يضع النقاط على الأحرف جاءت الاحداث تركض تمحيها بسرعة ....رمى الهاتف على سريره ثم دخل الخلاء!
.
.
.

.
.
.
الاهتمام بمن تحبهم....شعور يجلب المسؤولية .....والخوف عليهم ....في بعض الحين يجلب القلق.....ربما تبالغ بالاهتمام لدرجة نسيان نفسك، حتى انه يُبهت شعورك بالألم
وهذا ما حدث فعليًّا لها...
تشعر بالتعب، مُرهقة
....ولكن لا تُبالي....تضغط على نفسها ...تحاول ان تبتسم ...تضحك....تنشر الفرح والسرور في الارجاء....ولكن لا تعي للتعب الذي يحاول أن يتقلّب على سعادة قلبها.....بل تتجاهله...ولكن في هذه الليلة ....في هذا الهدوء.....تشعر انّ الرجفة اخذت تسيطر على نفسها....تشعر انها بدأت تخاف مما يحدث لجسدها الضعيف.....ازدردت ريقها.....اخذت تُتمتم بالاستغفار .....تضع يدها على قلبها لتسكن الذعر الذي بدأ يدب بداخله...هل ستدخل في غيبوبة السكر مرةً أخرى؟!

بدأ جبينها يتعرّق .....وشعورها بالغثيان يزداد....هل انخفض مستوى السكر لديها؟
حاولت النهوض من على السرير ....شعرت بدوار وغشاوة على عينيها
خافت لا تريد الموت وهي هنا لوحدها....
همست وهي تشد على بدلتها : الجازي....

اغمضت عينيها بقوة ، ثم فتحتهما لتعود بشكل جزئي لوعيها....سحبت قدمها اليُمنى ....وتبعتها اليُسرى.....هذا الشعور....الذي قتلها في بداية الأمر لتكتشف انها تعاني من مرض سكري مزمن...هذا الشعور الذي رأت فيه دموع والدها...وذعر اختها ....وخوف بندر...ورجفة خالد.....الذي احتضنها .....هل ستعود تلك الاحداث؟

هزّت رأسها وهي بالكاد تهمس لنفسها: نوف...مممما رااااح يصير شششي...اهدي....

اقتربت من الباب....فتحته بيد مرتجفة...تريد ان تذهب لغرفة بندر القريبة من غرفتها...فتحته وكادت تسقط ولكن شدّت على مقبض الباب...واتكأت عليه....اغمضت عينيها بقوة......تشعر أنّ نفسها يضيق...وروحها تشتد وتصعد لرأسها بوجع مخيف...!

همست وكأنها تنادي احدًا وفي الواقع هي تنادي: بننننندر....

ولكن صوتها بالكاد يخرج من فاهها...ازدردت ريقها...مسحت حُبيبات العرق من على جبينها استقامت في وقفتها بصعوبة وهي تكبح هذا الشعور ثم مشت بخطى غير متزنة لناحية باب بندر.....
.
.
.
كان في غرفته ....لم ينم.....كان يعمل على حاسوبه الآلي....يشعر بمجافاة النوم لعينيه بسبب نومه في العصر.....اشتغل على اعمال والده التي تراكمت بسبب تعبه ومكوثه في المنزل بعد اصابته في أكسفورد........حاول أن ينجز الكثير .....ثم نهض وخرج من الغرفة لشعوره بالجوع ورغبته في النزول للمطبخ لتناول الطعام ليسد به جوعه....فتح الباب....
خرج
.
.
كانت تمشي وهي ترتجف....مغمضة لعينيها بقوة....شعرها منسدل على ظهرها الطويل.....جسدها يرتجف بشكل ملحوظ وكأنها تعاني من برد شديد.....خطواتها غير متزنة ...تهمس
: بندر
.
.
رآها وارتعب
قائلا: بسم الله...

ثم قوّس حاجبيه وركّز بنظريه عليها ليردف: نووووووووف؟
.
.
التفتت عليه وكأنها لقت طوق نجاتها.....اقترب ...منها ..وصُعق من شحوب وجهها وتعرقه ورجفتها.....وذبول جسدها النحيل....نوف....كانت ضعيفة....وقصيرة.....ومع هذه الأوضاع.....انكمشت حول نفسها ....واصبح ظهرها منحنيًّا.........فهم حالتها تلك.....فهم وخفق قلبه لذا
ركض اليها...وهو يهمس: نوف....

حاولت التحدث : تتتتتتعععبانهه....

لأوّل مرة تصرّح بها
مُتعبة جميعهم يعلمون انها متعبة ولكن تكابر....وتشتتهم بضحكتها....بمزحها.....مدّت يدها له....وكأنها تقول
(ساعدني)
: بننننند....

اقترب منها وامسك بأكتافها ....وهنا استندت عليه وارتخى جسدها....وسريعًا ما.....اصبح رأسها متدليًّا للوراء
وكأنها كانت تنتظر اقترابه لتترك لنفسها وتعطي ذاتها مجالًا للهروب من الحياة...

خالد بذعر: نووووووووووووف.....نوفففففففففففف....
ثم جثل على ركبتيه وجعلها في حضنه
وبخوف وصوت مسموع: نوفففففففففف لا تستهبلين علي....نوووووووووووووف.....

انفتح باب غرفة بندر الذي كان جالسًا يفكر بشيخة وبنفسه وبطريقة ليخبر بها والده انه يريد يُعقد القران عليها بهذه الأوضاع .....سمع صوت خالد....وهو ينادي نوف....ونهض سريعًا من على سريره ثم فتح بابه وخرج لينظر إليهما

فهم حالة نوف وبشكل سريع....تحدث: اتركها خالد على الأرض اتركها ممدها على الأرض...

خالد كان ينظر اليها.....الى ملامحها الذي اكتسبتها من والدته ، وجه دائري......ممتلأ قليلًا....ولكن تمتاز بحده ملامحها .....حاجبين اسودين مرتخيين.......لتتضّح رسمتهما .....وانف شامخ...مصفر....به حبيبات عرق.....تنساب على جانبيه لتخبر خالد عن رغبتها التي تلّح في التهام وجنتي اخته ......شبيهة والدته بين يديه ....ظن انها تصارع الموت......توقف عقله واخذه ينظر لها...وكأنه ينظر لوالدته....ينظر لها يودعها....يكرر بداخله
(ارجوك ياربي خذ من عمري واعطيها....يمه لا تروحين)
هذا المنظر.....مؤلم....لم يوّد ان يتكرر عليه...وهذا هو تكرر بلا موعد وبلا سابق انذار!.......تحدث بصوت اعلى وكأنه يريد ان ينفي ما يجول بعقله

: نوووووووووووووف

بندر شعر بسكون أخيه....وبتحدّيقه بأخته.....اقترب وامسك بأكتافه: ما فيها شي....منخفض السكري....اتركها....ارفع رجولها بس.....

لم يرى منه ردت فعل
فارتفع صوت بندر: خااااااااااااااااااااالد تكفى اصحى ....على نفسك وساعدني....

خالد ما زال يحدّق بها وكأنه يحدّق بوالدته ........بندر سحبها من يديه
وممدها على الأرض ركض لناحية غرفته واخرج وسادتين
وضعهما تحت رجليها...

تحدث : خالد انزل المطبخ جيب تمرة.....خااااااااااااالد....

انفتح باب غرفة الجازي التي ترتدي بجامتها السوداء القطنية
وشعرها منكوش قليلًا ....عاقدة حاجبيها
تحدثت ببحة نوم: شصااااااااااااااير؟

ثم سقطت انظارها على اختها الممددة
هنا فاقت خلايا عقلها من النوم صرخت: نووووووووووووووف

بندر اغمض عينيه وتحدث: خااااااااااااااااااااالد

خالد أخيرا وعى على نفسه ....مسح سريعًا دمعته ثم نهض وهو يكرر: طيب طيب....

الجازي أتت بالقرب من رأسها وبخوف: شفيها....

بندر يعرف جيّدًا حالة اخته: انخفض السكر عندها...شكلها نست تأخذ الابره...
ضربت الجازي على فخذيها: يمه اختي يمه......
بندر طوّق وجه نوف تحدث: نوف تسمعيني؟
الجازي نظرت إليها وبكت
بندر بنرفزة: الجازي.....تكفين هدي.....مو وقت بكاك...لا تّسمعين ابوي....وتخرعينه.....

الجازي ازدردت ريقها ووضعت يدها على فمها

بندر مسح العرق من على جبين اخته تحدث بهدوء: نوف....
تحسس نبضها.....وهو يزدرد ريقه....ثم نظر لوجهها
: نوف....
ضرب على خديها بلطف
فقال: الجازي جيبي ماي....
نهضت الأخرى بسرعة .....لجلبه....واتى هنا خالد راكضًا يقول: نوديها المستشفى ......
هز بندر رأسه.......بخوف...
ثم نظر لها ....واخيرًا فتحت عينيها ببطء شديد
فقال وهو يمد التمرة لفاهها: نوف.....تسمعيني...
هزت رأسها ببطء شديد
همس: الحمد لله
قرّب التمرة من فاهها: فتحي فمك تكفين ...

نوف حاولت فتح فاهها...بينما بندر رفع رأسها .....وضع جزء بسيط من التمرة في فاهها.......
فقال خالد: لازم نوديها المستشفى ......

نوف أسندت
رأسها على صدر بندر .....تشعر بالخمول والتعب
فقال بندر: طيب ....
أتت الجازي وهي تحمل بيدها كاس ماء
فقالت بخوف وهي تنظر لأختها التي تسند رأسها على صدر اخيها بتعب ووجه شاحب
تحدث: يمه نوف......تسمعيني....
هزت رأسها وهي تأشر بيدها وكأنها تقول (انا بخير)
بندر: الجازي جيبي عباتها بنوديها المستشفى...
الجازي بخوف: بروح معاكم
خالد : لالا وعبد لله تتركينه عند من......
الجازي بأنهاء النقاش: سينا هنا....
ثم دخلت غرفتها أولا سحبت عباءتها....ثم جلبت عباءة اختها....
تناولها خالد من يدها: هاتيها عنك....روحي نادي سينا...
فعلت ما امرها به سريعا وصدرها يشتعل خوفًا على نوف
لم يخبرا ابوهم.....لم يحبذا اخافته في هذا الوقت المتأخر.....حمل بندر اخته بعد ان ساعدها على ارتداء العباءة
وخرجا من المنزل بعد ان اطمأنت الجازي بتواجد سينا مع ابنها.....ركبا السيارة ولم تكف الجازي عن قراءة القرآن على اختها...وضعت رأس نوف على صدرها وطبطبت على ظهرها
واخذت تدعي لها بالشفاء......وقلبها مضطرب.......بينما خالد الذي يقود السيارة لا يدري كيف وصل إلى المستشفى في غضون ربع ساعة.....وبندر كان جالسًا عن يسار نوف...يراقبها بخوف.....ماذا حدث لها؟ لا يذكر انها كانت متعبة .....بل لا يعلم انها كانت تخبي تعبها عنهم....

وصلا امام باب الطوارئ
نزل خالد وسريعًا ما فتح باب الجازي وسحب نوف بسهولة لتصبح ما بين يديه
نوف كانت ما بين الواعي واللاواعي....
ركض بندر لناحية أخيه المذعور وركضت الجازي خلفهم
عندما رآهم
الممرضات على هذا الحال....
أتوا اليهم مسرعين بالكرسي المتحرك
وضعوها عليه
وادخلوها غرفة الطوارئ
خالد تحدث بخوف: اتصل على سيف.....
بندر بتشوش: يمكن مو هنا.....ما عنده ...مناوبة او شي....
الجازي اردفت بشكل سريع
هي تعلم في هذا اليوم تكون مناوبته
اردفت: إلا اليوم مناوبته...
بندر سحب الهاتف اجرى اتصاله السريع....واخبره سيف بأي قسم هما...ليأتي!

الجازي اخذت تفكر بيدها بقوة.....خائفة....خالد متوتر للغاية بينما بندر يحاول ان يهدأ من نفسه ......
ست دقائق ووصل سيف اصبح أمامهم
قائلا: طلع الدكتور؟

خالد بخوف: لا....
سيف التمس خوفهم ونظر للجازي التي تبكي بلا صوت: هدوا يا جماعة ان شاء الله ما فيها الا العافية....بدخل الحين اشوف الوضع واطمنكم....
بندر تنهد وهز رأسه برضى...
بينما سيف دلف الباب ودخل الغرفة....

لم يتوقعوا ان تطيح مرةً أخرى نوف بضعف هكذا......هم معتادون على قوتها وضحكتها......حينما تنهزم جميعهم ينهزمون....
.
.
.
مرت ثمان دقائق من على دخول سيف
ثم خرج
فقال خالد: طمنا ....
سيف ابتسم: والله انها بخير....بس انخفض عندها مستوى السكري....وبسوون لها فحوصات كإجراءات احترازية لا اقل ولا اكثر....

الجازي بخوف: نقدر ندخل لها...

سيف نظر لها: اكيد...
بندر بلا تردد دخل....وخالد ايضًا
وكادت تدخل الجازي ولكن سيف امسك بيدها
ثم نظر إليها وكأنه يحدّق في عينها: نوف بخير....ما عليها شر......تعب بسيط....لا تخافين...
هزت رأسها
وكادت تدخل ولكن اغلق الطريق عليها حينما اقترب منها
يقول: عبد لله وينه؟
الجازي كل همها رؤية اختها فقالت بشكل سريع: بالبيت عند سينا....
هز رأسه ثم قال: دخلي راح انتظرك هنا.....
ثم تركها....ودخلت دون ان تفكر فيما قاله!

رأت اخويها
وهما يحدثان
نوف التي بالكاد تبتسم لهما لكي لا تخيفهما
بينما الممرضة كانت تضع لها المحلول ......واخبرتهم ان يخرجوا ليجعلوها تنام قليلًا!

بندر قبّل جبينها: خوفتينا عليك...
خالد حدّث الطبيب جانبًا وفهم انّ اخته مهمله لغذائها وصحتها
ولكي يطمئنوا اخبره بملزوميّة اجراء التحاليل
ولكن اخبره لا داعي للخوف
فمدة الاغماء لم تطول اصلًا
لكي يخاف من دخولها في غيبوبة السكري كما يظن خالد

.
.
خالد: اخبارك الحين....؟
دخلت الجازي وهي تقول: نووووووف
نوف اخيرًا نطقت: البكايّة جات؟

ضحك بندر بخفة: ههههه أي جات...
نوف بدأت تستوعب من هم حولها....بللت شفتيها: وين عبود...
الجازي وهي تطبطب على يد نوف: عند سينا...
نوف عقدت حاجبيها وبدأت تستوعب جدية الامر
وارهاقها ولكن قالت بدعابة: طسي لها لا تتركين الولد عندها لا تاكله...وثانيا روحي نامي ورانا عرس...
خالد بنبرة جادة في العصبية: أي عرس.......فكري بنفسك اشوي

بندر أشار له بان يهدأ ولا يُكثر عليها الحديث فقال: اليوم بتنامين هنا.......ولازمتك راحة نوف...

نوف بهدوء: والله تعب بسيط

خالد كاد يشتمها ولكن تمتم بالاستغفار
فقال: نوف...بلا هبل....
الجازي : نوف....شفيك انتي كذا.....استوعبي .....انتي لازمتك راحة....العرس مو طاير......ومو لازم أصلا نحضره....
نوف بجدية: مو من جدك....من هنا لليل بصير احسن....

خالد بجدية: الدكتور يقول فيك سوء تغذية.....ولازمتك راحة....وهدوء.....
نوف ابتسمت له: صدقني لرحت العرس ورقصت ....بصير بخير...
بندر: ههههههههههههههه ياربي انتي يوم اغمى عليك طار عقلك شكله....

الجازي ابتسمت: واضح هذا اللي صار...

نوف لتخفف عنهم : انتوا دايم تكبرون المواضيع......
ثم قالت: بالله الدكتور الحليو الي تو طلع هو اللي انقذني...
خالد بنرفزة أشار: بالله سكتوها لا اذبحها سكتوها....
بندر: ههههههههههههههههه نويّف ......ارتاحي لا كثرين كلام....
نوف بللت شفتيها بابتسامة باهته
ثم التفت على الجازي وهمست: باي مستشتفى حنا...
الجازي نظرت لأختها وفهمت ما يجول في عقلها لذلك لم ترد
فغمزة نوف لها: جنب الحبيب اجل؟

بندر سمع همسها ولم يستطع ان يكبت ضحكته: هههههههههههههههههههههههه اختكم فصخت عقلها ....

خالد نظر لها بخوف وفي الآن نفسه يبتسم
: نامي نامي وانا خوك عشان لا اجرم فيك....
نوف باستهبال: قول لي قصة.....
بندر نظر لخالد ثم لها: نويّف .....انضرب عقلك؟
الجازي بضحكة خفيفة: هههههههههههه وربي ولا كأنها طيّرت قلبنا...
نوف بحنية: اسم الله على قلبكم...
وبجدية: انا بخير......
الجازي ربتت على يدها: نامي....
نوف همست لها: روحي شوفيه....
الجازي بحده: نوووووووووووف

بندر فهم ما يحدث بينهما فقال: عن اذنكم بروح اشرب ماي...
خالد اتى بالقرب من سرير اخته جلس على طرفه فقال: يلا نامي عاد نوف....ارتاحي...
الجازي تذكرت سيف نهضت وهي تقول: بروح الحمام وبجي
نوف نظرت لها واخذت تلعب بحواجبها حتى خالد قال: بنتتتت شالحركات
بينما الجازي بقهر قال: حيلك فيها.....

ثم خرجت من الغرفة

ورأت سيف ينتظرها على الكراسي الجانبية
فقال: تعالي نروح المكتب.....
الجازي تنهدت بضيق ولكن تبعته
....

لم تفكر بعد...تشعر بالتذبذب بالحيرة والشك...بالخوف والقلق
لم يترك سيف لها مجالًا في التفكير بناحيته بشكل اجابي....
مشت بهدوء وانغلق عليهما الباب...ازاحت من على وجهها الغطاء....واشار لها ان تجلس على الكرسي....
فقال: الحمد لله على سلامة نوف اولًا....
ثم تابع بقول: فهميها انه لازم تلتزم بعلاجاتها وبأكلها...
هزت رأسها : ان شاء الله...
قال بتوتر : اللي صار لها...نتيجة اهمالها لصحتها .....وان شاء الله ما يتكرر....

الجازي تعلم انه متوتر......لا يدري كيف يبتدأ...وهي لا تعرف بما تجيبه لو سأل....
تنحنح ثم قال: الجازي..
التفت عليه ثم نظرت للفراغ : سيف....

سكت وهي فركّت بيدها بقوة
فابتسم: نعم...
اشارت بتوتر: قول اللي عندك.....
سيف : شنو ردك؟

هزت رأسها بشتات عارم....وخوف: مادري سيف مادري...

سيف تنهد بضيق: خذنا حوالي شهر وانتي ما تدرين؟

الجازي: سيف انت موفاهمني....والله مو فاهمني.....انا خايفة......خايفة اظلم نفسي...اظلم عبد لله......حتى اني اظلمك....انا تعبت....مادري ايش ابي....بس اللي اعرفه بشكل صريح وواضح مابي بكرا عبد لله يلومني على شي.....خارج عن سيطرتي....

سيف بهدوء: ثقي فيني...وحطي يدك بيدي....

الجازي سكتت ، نظرت إليه وفي قلبها ثقل وخوف : وفرضًا وحطيت يدي بيدك يا سيف....وقرصتني من جديد.....

سيف : الله لا يسامحني لو سويتها......
الجازي عضّت شفتيها بقوة....لتمنع رغبتها في البكاء....لا تدري كيف تخبره انّ جلّا ما تشعر به لناحيته ......تشعر بالخوف والألم لا الحب والعشق.....
مسحت على جبينها: سيف انا ما اكرهك....بس ما احبك....سيف....انا....
قاطعها: الجازي....تكفين....لا توجعيني....انا موجوع منك......كثير.....سمحت لك توجعيني...عشان بس ترضين......حاليا ماقدر ماقدر اسمع هالشي منك.....

الجازي تنهدت من جديد فقالت بحسم الامر وهي تنهض: برجع لك عشان عبد لله يا بو عبد لله......بس لا تنتظر مني شي.....انت بغرفة وانا بغرفة.......لين يفرجها ربي.....



ثم خرجت سريعًا من المكتب دون ان تنظر إلى وجه
هي جرحته ولكن ليس بمثل جرحه الذي سببه لها...هو قتل شيء بداخلها....شيء حاولت ان تحافظ عليه ولكن قتله.....والآن لا يريد منها ان تؤذيه .....بالإفصاح عن مشاعر النفور لناحيته......ستضحي من أجل الصغير...رأت ما حدث لعمها يوسف....رغم الاختلاف الواسع إلا انها اخذت تربط وضعها بقصته....لا تريد من ابنها ان يعيش...متذبذب...وبعيد عنهما....لا تريد غدًا يشعر انهامختلفة بطريقة غير محبذة في المجتمع!


تفكيرها غريب.....ولكن آلَ بها بالتنازل عن عنادها والخضوع لرغبة سيف بشرطها الذي ذكرته
.
.



سيف شعر بالسعادة بالفرح رغم انه اُحبط من محادثتها بهذا البرود ......شعر انها حقًا مجروحة....جرحها عميق وربما لم يلتمسه ابدًا ....وشرطها بألا يقترب منها ابدًا....اوقع في قلبه خوف....من ان يبقيا طيلة حياتهما هكذا قريبين ......وبعيدين في الآن نفسه.....مسح على رأسه.....
وحمد لله على كل حال....
هذا هي البداية
النهاية ستكون اجمل
ستكون اجمل
هذا ما يكرره بداخله
.
.
.
دومًا ما يتحدثون عن الحُب الأول
والنظرة الأولى
والعشق الأخير!
دومًا ما يضيعون اطار حول استدامة الحُب الأول وبقاؤه في اثر الحُب الآخر
ولكن هي لا ترى هذا الحب....
بل تحول حبها الأول إلى رماد حارق لحبها الآخر

لم تذهب إلى منزلها.....تشعر بالخجل من النظر إلى عين زوجها...تشعر بحقارة نفسها...وأنانيّتها في خِداعه طيلة هذه السنوات....هي ضحية
ضحية حُب......استمال بها إلى ان تكون ضحية اغتصاب.....لتكره الحُب ولا تصدقه......تزوجت بمشعل بِلا حب ولكن ...هو بنفسه علمها الحُب الحقيقي....فتعلقت به.....واخذت تخبأ الوقائع بكل ما أتيت من قوّة....والآن.....وبسبب الأحداث الأخيرة ....لم تعد تطيق خداعه ....ولكن لا تريد مفارقته ...ولا تريد ان يعرف بكل الأشياء......هربت منه هذه الفترة .....
وهي تكثر بالدعاء على ابنتها ايلاف التي لم تكن إلا نتيجة لحُب فاشل......ونوايا سيئة.........بالموت!
اخذت تصرّح بالدعاء عليها بالموت امام حصة
حتى ذات يوم
صرخت حصة : انتي عندج قلببببببببببببببب؟....شلون تدعين عليها جذه؟....تدعين على بنتيييييييييي.....يا القاسية....

بكت ، خائفة......منهارة ...اسم ايلاف يرعب فؤادها...يخل بتوازنها
صرخت: أي خليها تموت ونفتك منها......
هزت اختها : جب ولا كلمة...لاحد يسمعج .....خلاص....انسيها...هذي بنتي......بنتي........

دلال دفعت اختها للوراء وبانهيار: خذيها شبعي فيها ما ابيها ما ابيها.....
حصة بغضب مشتعل : وهي ما تبيج.....ولا تبينا.....البنت تزوجت....ومو راضية ترد الكويت نسوي لها عرس.......فهمت انه نبيها تبتعد....يا دلال.......ركدي.....وطسي بيت ريلج لا تهدمين بيتج بنفسج....ايلاف لا شكّل خطر لا عليج ولا على احد ثاني.......وبدل لا تدعين عليها.....ادعي لها...يا دلال....

ثم خرجت من الغرفة وتركتها تجول في الغرفة ذهابًا وإيابّا...
.
.

كما تفعله الآن تجول في غرفتها كالمجنونة..
ثم سحبت هاتفها وبلا تردد اتصلت على مشعل
في هذا اليل
.
.
.
كان نائم .....ازعجه رنين الهاتف بشكل مستمر سحبه
وأجاب: نعمممممم...

بكت وهي تقول: مشعععععععل طلقني....

ملّا من تكرارها لهذه الكلمة......تنهد: نتفاهم باجر يا دلال باي.....

دلال بانهيار بكائي وصوت مرتفع: لا الحين.......مشعل.....طلقني....

مشعل جلس على السرير وتحدث بحده: انتي شنو جاج ابي افهم....فجأة قلبتي ....وتطلبين الطلاق....بعد هالعمر........وبعد هالعشرة....شسويت لج عشان تطلبين الطلاق هاااااااااااا.....

دلال مسحت على رأسها وبانهيار: مابيك......

مشعل بانفعال:انا عارف فيه شي شاغل لج بالج....وموترج ومخليج تطلبين الطلاق........فقوليه بدون هاللف والدوران....
دلال بقلب محطم وجرح غائر في قلبها: ما فيه ....ماااااااااااااافيه....بس انا ما ابيييييييييييييييييييييييييك.......

مشعل ببرود اعتاد على حدتها وصراخها: حبيبتي ولمي نفسج بكرا بيي اخذج...والحين تصبحين على خير...
وببرود اكبر: دلول حلمي اطلقج عمري....يلا ...احلام سعيدة....
ثم اغلق الخط في وجهها وهي رمت الهاتف تبكي ....بجنون.....واخذت تدعي على نفسها بالموت....وتدعي على ايلاف.....وكذلك حصة!
لا تشعر بالراحة.......لا تنعم بالسكينة
ابنتها لولوة تحاول ان تخرجها مما هي فيه ولكن ...هي لا تساعد نفسها...غرقت في ذكريات الماضي....غرقت في وحل الخوف...ولم تعد قادرة على الخروج منه.......جثلت على ركبتيها واكملت رحلة البكاء
تشعر انها خسرت نفسها...خسرت من ان تكون دلال...خسرت كل شيء بسبب جورج........وإن ماتت ايلاف.....لن يموت الكره الذي بقلبها تجاه جورج....خدعها...لوثها...وطوّقها بسمومه......ورمى بها لتكون على هذا الحال....تريد ان تبقى بعيدة عن الناس......لا تريد احدًا يلومها ...لا تريد نظرات العتاب....والكره......لذلك هي تحارب الآن قبل ان يحاربوها.....ولا تدري بذلك تقتل نفسها دون ان تشعر
خُبث جورج دمرّها واشعل في قلبها الكره والحقد والأنانية
ولكن ها هي الآن خسرت نفسها والجميع!
.
.
.
.
ينظر لصورتها.....يحدّق لشعرها الناعم القصير....يركّز بناظريه على عينيها الجوزاء ذات الرموش الكثيفة والمزيّنة بالكحل الأسود البارز لجمالهما.....ينظر لضحكتها....لصفاوتها...لصدقها.....لبراءتها....
كيف لوّثها؟
كيف جعل منها وحش؟
كيف خدعها؟

لم يكن صادقًا حقًّا في حبه لها لم تكن إلا مخرجًا لنسيان حُبه الذي علّق في قلبه وذاكرته وجلب له مخارج الانتقام لمن اخذه منه غصبًا عنه
لم يعي انّ ليس كل ما يتمنّاه المرء يدركه ، لم يرضى ولم يقتنع بما عنده.....كان يريدها ان تكون مُلكاً بِلا القاب
وبلا قوانين!
وكأنه في زمن العبودية ....يجعلها عبده لهذا الحُب فقط!
خبيث.......علّقها به......واوقعها في ظلمات ذنبه!
ماذا حدث؟
أصبحت قويّة....رمت بتهديداته في الحائط
لتتلقاها وتجمعها اختها حصة
لتنظلم تلك المسكينة
بزواج فاشل من مشاري
ضحّت بنفسها من اجل سُمعة العائلة ولكن دلال
هربت من أجل ذاتها
وتركت اجمل طفلة له
اخذت منها الكثير.....حقًّا ورثت منها الكثير...
رمى بصورة دلال جانبًا!
ثم سحب صورة ابنته ايلاف
نظر لملامحها الحادة ، هي الطرف المظلوم بينهما
ظلموهما ولكن لا يعلمون
بل يعلمون ويتجاهلون
مسح على الصورة ......وهو مبتسم وبداخله غصة .....حُرم من ان يكون ابًّا لها...ابعدها عن خُبث اعماله...ابعدها لكي لا يستخدمونها الأعداء كنقطة ضعف .....ليهددوه بها.......ابعدها عن هويتها.....ووطنها.....ابعدها ....ليحميها...ويخسر لذّة الأبوّة.....اصبح غير قادر على لمسها وشم رائحتها ......اصبح محروم.....وبعد ان استوعب الأمر كله......بكى ندمًا عليه.....اخذ يغبط أخيه مراد...في تقبل ابنته له......واحتضانه لها.....وشم رائحتها....هو لا يستطيع ان يفعل كل هذا لا يستطيع ......
وضع الصور في حضنه
وتذكر حديث أخيه
: جورج...ايلاف مو مفروض تعرف كولشي....البنت بالموت...هدت وتقبلت طارق...آني أقول...لاحد يعلمها بشي....حتّى لا تتخبّل علينا ونخسرها....

جورج هز رأسه برضى
فاكمل : وآني وياك بنسافر عشان العلاج.....
كاد يتحدث ولكن وقف: لا تقول شي...باخذ بنتي....بهاليوم ....عشان سفرتنا...

ثم خرج وتركه يجول بذاكرته للوراء.......ليلقى نفسه ضعيف ما بين شخصيته الخبيثة السابقة.....
خسر كل اشيائه لم يبقى له سوى حُب أخيه
وذكريات الماضي المغلغلة بالندم!
.
.
.
.
.
أصبحت امام باب الشقة.....تشعر بارتجاف جسدها....وبذكريات طفولتها....التي غاصت ما بين ثنايا شقتهما في أكسفورد.....اشتاقت له لا تنكر......هو من ربّاها....هو من حاول ان يصحح اخطاؤها....ولكن مجروحة منه.....مقتولة من اكاذيبهما......ولكن تقبلت كل هذه الأمور.....كانت ستطرق الباب ولكن سُحبت يدها سريعًا
وانجر جسدها للشقة المجاورة بشكل سريع بعد ان كمكم ذلك الشخص فمها .....وسحبها بقوة إلى الشقة واغلق الباب

ثبتها على الحائط ونظر لعينها
: اششش.......
فتحت عينيها بذعر بعد ان ابعد يديه عنها: مااااااااااااااااكس؟......جنّيييييييييييييييت!

ماكس يعلم ما فعله جنون ......ولكن ماذا يفعل لكي تسمعه ؟
ماذا يفعل ليجبرها على الانصات له
لم يجد إلا هذه الطريقة

تحدّث: محمد ...محمد مو ماكس....
تعلم انه قام بتغيير اسمه......بعد معرفته بأمور كثيرة من الإسلام.........
قامت بترتيب الجاكيت على جسدها فقالت: شتبي مني؟.....كيف تجرني كذا......خوفتني....
تحدث بهدوء: سوري.....بس....بلييييييييز......بدي احكي معك.....
نور اشارت له بنرفزة من تصرفه: على موضوع خطبه وزواج....قلت لك ردي يا ممماككـ...محمد...

تنهد بضيق بلل شفتيه :why?
تأففت
حقًّا هي متوترة من الأجواء هذه...وهو يزيد همها ...اكثر
قالت: انسى اني بيوم جيت وعرضت عليك الزواج .....
تحدث منفعلا: انا ما ئول بدي يّاكي عشان ...ذاك اليوم....

نور بجدية: ماكس.....مستحيل ارتبط فيك ولا في غيرك....افهم هالشغلة....ومستحيل احب.....انت اكثر واحد المفروض تكون فاهم هالشي....
وكادت تخرج من الشقة ولكن اعترض طريقها: لكن انا بحبك....
نور بعصبية: مو مشكلتي ماكس مو مشكلتي...والحين وخر عن طريقي بروح لأمير.....
ماكس تنهد بضيق ثم فتح باب الشقة وخرج
فهم انّ لا مجال من ان يظفر بقلبها...عليه ان يتقبّل هذا الأمر ويخبأ حبها في قلبه...إلى ان يذوب....ويتلاشى
.
.
بينما هي شتمته ..لا ينقصها إلا الخوف.....
خرجت وطرقت باب شقة امير بلا تردد....
فتح لها الباب
: تفضلي
نظرت إليه تذكرته جيّدًا .....هزت رأسها ثم دخلت....
أشار لها: انتزري هون.....امير راح يجي....

نور جلست على الكنبة وهي تنظر له وهو جلس امامها وهو يقول: تذكرتيني؟

نور عقدت حاجبيها: دانيال؟
هز رأسه بنعم

فجأة انفتح الباب واتى أمير بجسده الهزيل....وشعره القصير....ونظراته الحزينة يتقدم لناحيتهما بضعف حالته الصحية....سقطت انظاره على نور
تجلّى الألم من جسده.....وفاضت عينيه الحزينتين دمعًا.......وفاض قلبه شوقًا.....اقترب بحذر منها...يريد ان يحتضنها....يشتم رائحتها....هو اقسم لو كان لديه ابنه من لحمه ودمه لن يحبها كثر ما يحب نور....
نور ابنته......ابنته......الحقيقية....هناك مشاعر فيّاضة بالأبوة لناحيتها.....لا يستطيع ان ينكرها...لا يستطيع.....


بينما نور.....نظرت لتبهدل حالة وتردّي صحته....خفق قلبها......كيف آل به المرض إلى هذا الحال.....ازدردت ريقها....شعرت بشوقه لها....ولا تدري هل التمس شوقها له...اشتاقت له...كونه لم يتخلّى عنها واهداها الأمان....واشتاقت له لأنه يذكرها بوالدتها؟
إلى متى ستحاربه؟
إلى متى!

نهضت واقتربت منه
لم تتحمّل نظراته
رجفة كفيه
احتضنته.....شدّت عليه....وكأنه تخبره....انّ العالم ضيّق بأكاذيبهم.....العالم خانق....بتخطيطاتهم......وانها أصبحت متناقضة بسببهم......تحبه .....تحب ابوّته وحنيّته.....بكت بدموع.......ثم انسحبت عن احضانه وامسكت بيده
لتردف : كيف حالك؟
أمير طبطب على كتفها: هلأ صرت منيح....
شعرت بقساوتها من كلمته....شعرت بجنون افعالها في تلك الفترة......هو نادم...نادم وندمه مخيف...جدًّا....
قال: جلسي بنتي....
جلست بالقرب منه
فقال: طمنيني عليك....
تحدثت وهي تنظر لتعبه: بخير......تحسنت كثير لا تشيلين هم...
وضع الملف على الطاولة
فتحدث: رضيتي علي.؟....سامحتيني نور؟
نور لا تعرف كيف تجيبه
حقيقةً مُسامحته شيء....واشتياقها له شيء آخر!

حقيقةً هي مصدومة من شكله وحزنه الواضح
من الواضح انه خسر الكثير من وزنه
بشرته جافة ....لتنّم عن موتها المُبكر!
عينيه اصبحتا ناعستين قليلًا لتنّم عن شدّت بكاؤه
هل يُبكي ديانا ام يُبكيها ام يبكيهما هما الاثنتان طيلة الشهر الفائت؟

رحمت حاله كسر قلبها حقًّا هزت رأسها وسحبت يده لتقبلها
دانيال رقّ قلبه تنهد بضيق أمير استدعاه في اشد حاجته إليه
ولباه فأتى وبقي هنا معه لمدة الشهر التي قضّاها دون رؤيتها!
واخذ يشد من ازره وفهم منه كل شيء......
أمير طبطب على ظهره نور
فقال: نور......
نظرت إليه وهي تمسح دموعها بكفي يديها: لبيه....

ابتسم لها فقال بلهجة سعودية : آسف....عارف هالآسف ما راح يسوي شي......بس صدقيني لو ادري راح يصير لك كذا......والله ما سويت كل هالاشياء......انا وقتها فكرت بقلبي مو بعقلي يا نور....وفكرت بأنانية......بس لو يرجع بي الزمن...ما اكرر هالغلط مرة ثانية ابد.....

نور عضّت على شفتيها ....لا تريد ان تتذكر ما حدث ....ولا تريد ان تتحدث عن الماضي....
تحدثت: صار اللي صار.....وحنا عيال اليوم.....

ابتسم لكلمتها فقال لكي يخرج نفسهما من هذه الكآبة: واضح ايلاف علمتك مصطلحات جديدة...
ضحكت بخفة
دانيال تدخل هنا سريعًا: هاا امير تبيني أقول لها انا ولا انت؟

نور نظرت بتعجب له
امير ابتسم فالتفت عليها: لا انا
نور بقلق: خير فيه شي؟
أمير هز رأسه: كل خير....
ثم سحب الملف فقال: هذي أملاك ديانا واملاكي.....حولتها باسمك....بس ابي منك توقعين عليها....بس.....

نور صُعقت......واقشعر جسدها من اسم والدتها.......فهمت تبقى هي الوريثة الوحيدة لوالدتها حسنًا ولكن ما بال املاكه؟
هل تُعتبر تعويضًا !؟

تحدث: بنتي......بدي يّاك تمسكي كل شي.....انا
وبنبرة سعودية: تعبان....ما اعرف ادير كل شي....بلقب.....متل هيك......وما بعرف....
عرفت ما سيقول
فخفق قلبها من جديد اقتربت منه وبصوت باكي: لا قول كذا امير....تكفى لا توجع قلبي...حرام عليك خلاص لا توجعني....راح تعيش....راح تعيش امير.....

ابتسم لها وطبطب عليها: الاعمار بيد الله....

نور بحشرجة صوتها: والنعم بالله بس لا قول كذا...وماله داعي تكتب املاكك باسمي...دانيال موجود يديرها هو....انا أصلا مـ...

قاطعها دانيال: الإدارة بكون تحت ايديني باشرافك يا نور......فقط راح تتحول الأملاك باسمك......

نور نظرت له: بس العقود.....وغيره ما راح تمر إلا بتوقيعي.....وكأن بابا امير...مو موجود اسم الله عليه....

ثم نظرت لأمير الذي خفق قلبه لكلمة(بابا)
كم اشتاق لها
كم هو نادم لِم فعله بها دون قصد او بقصد!
تحدثت: أمير....لا ....ما بوقع...كل شي باسمك...واوعدك انا بشرف على كل شي...خلاص بكون موجودة........

ودّ لو نادته من جديد(بابا) (يبه) تنهد: نور....تكفين وقعي....ما بعرف شو راح يصير ئلي....بدي اضمن لك شي......

نور بدموع: ما راح يصير شي....والله ما راح يصير شي....

دانيال ابتسم على تبدل حالها....وصف أمير له عن حالتها سابقا اشعل في فؤاده الخوف من مقابلتها اليوم واشعال حرب طاحنة هنا ولكن من الواضح انها بدأت تنظر للأمر بعينين مغايرتين لِم قبل....

أمير بجدية: املاك أمك راح تتحوّل باسمك....
نور شدّت على كفي يديه: موافقة بس املاكك لا........
سكت ونظر لدانيال ...ودانيال هز رأسه
فقال: تمام نور...بس تحطي ببالك راح نحتاج إلك كتير....

امير بهدوء: دانيال راح يشرح لك كل شي.....وبحلف إلك ......شفتي هالمصاري كلها بالحلال......أني مني...
قاطعته لا تريد ان يقسى على نفسه اكثر
حاله من الواضح لا يسمح ان يكون تحت ضغط كبير من اجل سلامة قلبه: مصدقتك مصدقتك امير.......

ابتسم لها ولم يمنع نفسه من احتضانها من جديد
شعرت بالضياع في حضنه .... ضياع جديد.....و.....جميل!

انحرجت من تواجد دانيال ابتعدت ثم قالت: لازم امشي....بالليل راح اجيك...
ثم قبلّت جبينه
وخرجت
دانيال ابتسم : ئلت إلك الئصيل عمره ما يتغيّر (قلت لك الأصيل عمره ما يتغيّر)
أمير بتفهم هز رأسه: تبقى مجروحة يا دانيال!
ثم نهض ليذهب لغرفته
.
.
نور....اخذت تتنفس بعمق...وبصوت مسموع.......وجه عابس...ذكّرها بوالدتها....بنفسها...بطغيانها......بحبها وكرهها له.......باشتياقها .....ازدردت ريقها.....ستحاول ان تسامحه ...ستحاول ان تخفف عنه......ستحاول ان......

هزت رأسها ومشت ....راكضة على الرصيف.....العالم مُتسع ولكن لا يسعها....الذكريات كثيرة .....وثقيلة .....النكران اصبح صعب....التقبّل بات سهلًا!
تشعر بأبوّته وهذا الأمر يخنقها...لماذا لا تشعر بهذا الشعور باتجاه يوسف؟
لماذا !؟
هل لأنها لم تُعطي نفسها مجالًا لتقبل الأمر.....لم تُعطي نفسها مجالًا للأخذ والعطا معه....
تنهدت وبكت ....اكثر.....ماذا تفعل؟ تخشى من ان تكون أنانية كما كانوا...هي لا تريد ان تصبح مثلهم ابدًا.......
رنّ هاتفها ....سحبته من مخبأ الجاكيت اجابت
: وينج انتي رديت الشقة ما شفتج؟

نور بصوت متحشرج: رحت عند امير....
سكتت ايلاف
أكملت نور: تغيّر ايلاف...تعبان.....انا قاسية....قاسية صرت مثلهم.....يا ايلاف.....مرض بسبتي ولا..
قاطعتها هنا ايلاف: اذكري ربج....اللي صار لها مقدّر ومكتوب.....وانتي مو مثل احد....انت تمثلين نفسج يا ام قلب طيّب....

نور بغصة: حسيت انه صدق ابوي هو....لم شفته عجزت انكر شعور اشتياقي له.....تتوقعين لشفت يوسف بحس كذا؟

ايلاف فهمت ما يجول بعقلها: كل شي حبه حبه يي (يجي) يا نور......لا تضغطين على نفسج.....
نور مسحت انفها بانهيار: يوسف مجروح مني بعد....وانا حيل مجروحة منه......بس ماحس اني مشتاقه له ايلاف....انا عاقّه كذا؟

ايلاف يبدو انّ نور دخلت في التخبط من جديد.....في الشتات.....في نوبات الهلع والوسوسة .......لا نور .....لا ..
تحدثت بانفعال: نوووووووور اصحي على نفسج......طبيعي اللي تحسين فيه.....طبيعي نور.....لأنج ما شفتيه من سنين ....نور لا ضغطين على نفسج تكفين ردي الشقة تكفين.....

نور : برجع برجع....باي...

ايلاف: انتظرج

مشت نور لطريق الشقة...مسحت دموعها وتفكر.....هل ستتنازل عن يوسف....هل ستقف امامه دون مشاعر .....هل سيبقى شعور انه رجل غريب عليها؟.....لماذا تشعر بالخوف منه حتّى!
ركضت في الشارع لتصل إلى الرصيف الآخر مشت بلا روح.....بلا عقل.....اقتربت من العمارة مرت في ممر ا ضيّق.....رفعت رأسها للسماء ....كانت السماء غائمة.....تنهدت بضيق وتمتمت باستغفار
وعبرت السلالم وهنا
توقف الزمن بها....
كان واقفًا كما اخبرتها ايلاف
يقف ينتظرها...ولكن لم تكن تخرج في تلك الأوان كثيرًا
فكان يلتقي بإيلاف ليسأل عنها
دققت بالنظر إليه هو الآخر تغيّر هزل
خسر وزن كثير......زاد بياض لحيته قليلًا
لا تدري ولكن هذا ما تراه
عينيه حزينتين كعينين امير
تنهدت مرة ومرتين
تشعر بالاختناق
تشعر بقساوتها عليهما....تشعر بالخوف من نفسها......
اشاحت بنظرها عنه
تحدثت بصوت مهزوز: تعال ادخل الشقة....
فجعتهُ
هل حان موعد اللقاء ؟
هل تقبلته؟
ام انها تظنه شخص آخر
لم يتزحزح من مكانه
وحينما أصبحت في منتصف السلالم التفت ورأته في مكانه فقالت
بغصة وحرقة وعيون دامعه: يبه تعال
تريد ان تختبر نفسها
هل تشعر بأبوّته؟
هل عادت مشاعر الحب لناحيته؟
شعرت بالحرقة
لا تشعر بذلك
تشعر فقط بالألم
تشعر انه غريب.....
ضغطت على نفسها اكثر تريد ان تفهم ذاتها تفهم هذا الشعور المخيف.....
نزلت لتقف امامه...لم يتحرك مصدومًا لكلمتها التي فلقت قلبه ...واوقفت عقله
سحبت يده ....حتى بها ارتجفت.....قالت بشفتين مرتجفتين: تعال يبه
تكررها بطريقة...باهتة......تكررها بوجع .....وحزن....
مشى معها بلا هدى....عقله مغيّب عن الواقع.....مشت.....معه تزدرد ريقها....خائفة....لا شعور حقيقي.....تشعر انه غريب.....تشعر انه ليس والدها
لماذا؟
هذا الشعور يقهرها...يحرقها ....يلهبها...لن تبوح به....لا تريد ان تلهبه اكثر......
وصلت الشقة فتحت الباب

تواجهت مع ايلاف: نور وينج...
ايلاف صُعقت حينا رأت يوسف خلف نور
تحمد لله انها لم تزيح الحجاب عن رأسها
نور: ادخل....

يوسف غير مستوعب الامر....
.
.
نور دخلت الغرفة وتركته
.
.

واستوعبت ايلاف فعلت نور
.
.
فقالت: حياك يا عم تفضل ....تفضل....

ثم جعلته يجلس على الكنبة في الصالة
نورة ليست طبيعية
شكلها....حديثها.....شعر برجفة يدها حينما مسكت بكف يده....اشتاق لها....ودّ لو احتضنها ولكن شعر باضطرابها....شعر انها تحاول ان تتماسك .....يشعر بنفورها قليلًا......مسح على رأسه عدّت مرات
.
.
دخلت ايلاف تحدثت وكأنها تهمس: نور.....
نهضت نور التي كانت جالسة على طرف السرير تهز بجسدها كالبندول ....رامية الجاكيت على الأرض والحجاب على السرير
نظرت لإيلاف المنصدمة من وجهها المحمر
: ايلاف...احسه مو ابوووووووووووي احسه مو ابوي......مسكت يده....ابي اشوف بحس بأمان...بدفا.....ما حسيت ....ما حسيت مثل ما احس ويّا امير......ايلاف....انا ضايعه....

ايلاف رقّ قلبها عليها احتضنتها وطبطبت عليها تحدثت: والله العظيم طبيعي....هو بعيد عنج سنين يا نور...وامير .....وياج على كثر السنين اللي بعيد فيها هو....

نور ابتعدت وأشارت كالمجنونة وهي تبكي وتحاول الا ترفع صوتها كي لا يسمع: بس ما كنت احب امير اول.....كنت اكرهه....ايلاف.....

ايلاف ابتسمت: بس حبتيه بعدين وعشتي معاه سنين ....طبطب عليج...وعاملج مثل بنته .......

نور غاب عقلها في جنون الذكريات: ابوي يوسف صح ابوي صح؟
ايلاف بدأت تخاف عليها: نوووور اذا ما تبين تشوفينه أقوله يي وقت ثاني......
نور بجنون: لالا...خليه ايلاف.....هو ابوي صح هو ابوي...
مسكت كفي يديها واخذت تهز برأسها: والله ابوج والله .....

نور بكت بقهر: ليش احس خايفة منه.....ليش احسه غريببببببببببب...

ايلاف احتضنتها من جديد: نور لا ضغطين على نفسج ......
ابتعدت بشكل مفاجئ عن حضن ايلاف
ثم ركضت لناحية الباب
ايلاف لم تستوعب جنون نور...تبعتها: نور......

جولي كانت تقدم الماء ليوسف.....وضعته على الطاولة ثم ذهبت للغرفة على خروج نور
الراكضة لناحيته وهي تبكي ...وصوت تنفسها مسموع لمسامعه
عندما رآها بهذا الحال نهض
وجه محمر....شعر مسدول على اكتافها ....صدرها يرتفع ويهبط كأنها راكضة لمسافات طويلة......كفي يديها ترتجفان بشكل ملحوظ
اقتربت منه وببكاء: احضني.....

ايلاف تعلم جنون افعالها...إلام تدل....حقًّا لا تلومها ولكن هي خائفة عليها
خائفة من ان تعود للوراء....من شدّت ضغطها على نفسها
همست: نور....
يوسف وقف كالصنم ينظر لها بندم.....بندم التخلّي عنها ...بندم الاستماع لوالده.....بندم قهره....وغضبه....
رفع يديه المرتجفتين مترددًا في تلبية طلبها
همست من جديد بضعف: احضني يبه....

ايلاف بكت بدموع
نور
تريد حضنه...تريد حضن يوسف السابق.....تريد يوسف.....الذي تعرفه....الذي طبطب على ظهرها حينما أتت لغرفته بعد رؤيتها لحلم مخيف....تريد ان تلتمس الأمان مثلما التمسته عندما هربت من ناصر وهو يتبعها بلعبته لضربها بعد ان كسرتها في احدى تلك الأيام الماضية......تريد ان تختبأ في مصدر امانها الحقيقي....تريد ان تعود للوطن.....للهدوء والسكينة.....
.
.

حينما لم تجد منه ردت فعل
رمت نفسها في حضنه.......مُتعبة تريد ان ترى وجهتها الحقيقية...تريد قرارها الأخير...البقاء في وطن .....حقيقي.....ليس به شوائب ليضطرب امنه.....
يوسف شدها اليه وبكى بصوت
همس: سامحيني بنتي سامحيني...

.
.
شدّت عليه ...اغمضت عينيها....شعور الغربة يزداد في حضنه....شعور الغرابة مسيطر على كيانها....خائفة من هذا الامر....كيف تشعر بالغربة وهو وطنها الأصلي؟....كيف تشعر بالغرابة ....وهو قريبها الحقيقي....جرّداها من حقيقة الأمور.....وادخلوها في أكاذيب حتى بها صدقتها من أعماق قلبها.....بكت في حضنه ليس شوقًا....خوفا من شعورها بالغربة معه....خوفًا من نفسها......
أصبحت تائهة بلا وطن...وبلا اب حقيقي.....مكتوب على جبينها ان تبقى مشرّدة هكذا....وهي في حضن اقرب الناس اليها....شعور مؤلم....ما تشعر به مؤلم

ايلاف عضّت على شفتيها
(طبيعي هذا الشعور يا نور...طبيعي )
كانت تكررها بداخلها عشرات المرات
تقسم انها شعرت بهذا الشعور حينما عادت للكويت واحتضنت والدتها ...ولكن مضت عدّت أيام وتجاهلت هذا الشعور وعادت كما كانت !
ولكن الآن لو عادت هل ستشعر بمثل ما تشعر به نور الآن!

.
.
.
ابتعدت وهي تهز برأسها يمينًا ويسارًا
تحدث بغصة: انت ابوي صح...

فُجع من كلمتها وخشي من انها بدأت تصدق تلك الكذبة التي القوها عليه
طوّق وجهها وتحدث بغصة: انتي بنتي بنتي يا نورة بنتي.....
بكت بقهر : ادري والله ادري.....
ثم أشار لصدره وهي تضربه بخفة : بس ماحس بالأمان هنا ماحس......احسك غريب علي غرييييييييييب.......
انسابت دموعه من عينيه بقهر: حسبي الله على من كان السبب....حسبي الله على من كان السب....
نور أسندت
جبينها على جبينه .....تلك العادة التي لا تتخلّى عنها حينما تتألم تبكي تحزن....تُنسد جبينها كما أسندته على جبين امير حينما ذهبت للُقياه في المستشفى قبل هروبها هنا ......تُسنده لتضع جزء من ثقلها عليه .......وتبكي براحة.....تلك الحركة التي اكتسبتها من والدتها الآن تفطر قلبها .....لأنها امطرت عليها ذكريات حارقة
اغمضت عينيها بكت وهي تكرر: يبه يبه ..........
الشعور مختلف عمّ في السابق
الحضن كذلك
وهذان الامران
يلوّحان بمعنيان لا ثالث لهما
الغربة
والتبعثر !
احتضنها من جديد فقال: اه يا نورة اه.....

شدّت عليه اكثر
ايلاف لم تتحمل ركضت للغرفة لا تريد ان ترى ضعفهما...تريد ان تترك لهما مسافة اكثر
تريد ان تعطي نور فرصة من ان تتغلب على ضعفها بنفسها
احتضنا لمدة دقيقتين ثم ابتعدت مسكت يده
بقلة حيلة: ما احس بشعوري الأولي ....بس بتبقى ابوي....اللي جرحني...وتخلّى عني....وتذكرني ....ما راح انسى انك تذكرتني......ما راح انسى....

أبا ناصر بدموع: سامحيني نورة......


نور شهقت ببكاء: انت اللي سامحني ما بصير لك نورة ....
بو ناصر شد على اكتفاها: الأيام كفيلة من انها تخليك نورة ...

نور هزت رأسها وكأنه تقول هذا الامر مستحيلًا
أجبرت نفسها على تقبيل يده: تعبت من نفسي يا بو نورة تعبت.....واحلف لك بالله اني مو نورة ....والله......

حزّ بخاطره حديثها...مُتعبه منه......من الأيام التي مرت فيها بسببه.....متعبه .....قبّل كف يدها وجبينها .....
طبطب على ظهرها : الله لا يسامحني ......على اللي سويته فيك....

تحدثت وهي تهز برأسها: و الله لا يسامحني على هالشعور.....

فهم شعورها.....تشعر انه غريب.....تشعر انه ليس والدها تفهم الوضع.....لا يريد ان يضغط عليها اكثر
: بمشي....
نور هزت رأسها: لا....خلك....تكفى لا تتركني مرة ثانية....

يوسف بمعنى عميق: انتي تعالي معي....
نور ببكاء: ماقدر ماقدر.....

تنهد واحتضنها من جديد وهي بقيت تبكي، قهرًا لشعوره الغريب، لشعوره الذي يفلق قلبها إلى نصفين
بكيت في حضنه تريد ان تلتمس وطنها ولكن لم تجده
تنهدت ثم نظرت لعينيه
: اتعبتك يابوي...اتعبتك ....عارفة والله....بس انتوا ما قصرتوا هديتوا حيلي....

شدّ عليها بقوة : الله لا يهد لك حيل....يا عين ابوك.....

نور ابتعدت عنه نظرت لوجهه وبعتب: طولت علي ....طوّلت ....كنت انتظرك لين تطلع الشمس احتريك تجي....
بكى وهو يمسح على خدها الأيمن بحنان ابوي مؤلم: طولت وانا بوك طوّلت وانهد حيلي انا بعد......

نور بهذيان: كنت أخاف انام لحالي......واقول فجأة بتدخل علي تقول لي قصة وما تقوم إلا لم انام......بس الواقع يا يوسف.....يقهر....كنت اشوف امير يسوي لي كذا.....كنت انقهر وابكي ابيك.......
عضّ على شفتيه لا يتحمل هذا العتاب لا يتحمل هذا الضعف
: مو بيدي .....مو بيدي يا نورة....كنت موجوع بالحيل.....قلبي كان مجروح...وانا بوك....والغيرة عمّت عيني....

نور بللت شفتيها ثم قالت : انا هنا من يوم ورايح...انا بحياتك يا يوسف حتى لو تخليت عني....
بو ناصر ابتسم وليطمئنها شد على يدها: اتخلّى عن روحي ولا اتخلّى عنك.....
ثم قال بندم: تعالي معاي....وطنك مشتاق لك......
هزت رأسها بوجع: ماقدر يبه....ما قدر....عطني فرصة اتقبل فيها الوضع.....
يوسف بتنهد: بنتظرك....بظل هنا...
نور شد على يده: لا.....ارجع السعودية......لا تتعب نفسك.....اوعدك....انا اللي اجيك.....تكفى ارجع.....مابي احس بعذاب الضمير...مابي اشوفك كذا تعبان بسبتي...مابي اصير انانية مثلكم!

تصيب وتُجرح فؤاده ......تضربه وتليّن قلبه
تحدث: ماقدر على فراقك....
نور ببكاء: اوعدك انا اجيك بالسعودية بس عطني فرصة......لا تظل هنا......جلستك لوحدك هنا بزيد تعبك...لا تمرض بسببي....ارجع وانا كل يوم اكلمك صوت وصورة اوعدك ....والله ياخذني لو ما وفيت بوعدي

مضغوطة......قلقه.....عقلها الاواعي هو من يتحدث
لن يضغط عليها...لن يُتعب قلبها....
هز رأسه بالموافقة
فاردفت: بحجز لك بعد ثلاثة أيام ترجع.....وتهتم في نفسك.....

لا تريده.....تريد ان تبعده لتختبر نفسها من جديد تريد متسع من الوقت .....لتقبله.....
قبّلت يده ......جبينه
هي حقًّا مقهورة من هذا الشعور ولكن هو متعب ....لابد ان يعود للديار....لابد ان يصبح ما بين ناسه واحبائه ليخففوا عنه....
نظرت لوجهه لتحفظ ملامحه...
ثم وضعت رأسها على صدره واغمضت عينها لتبكي لهذا الشعور غربتها وقهرها!
.
.
.
.
المغرب من يومنا الموعود

كانت في الصالة يحتضنها
وهو يهزئها: قسم بالله لو ما تهتمين لنفسك يا نوف لا اغضبك عليك

نوف نهضت كالمقروصة: يبه شالكلام....والله مهتمه والله....
بو خالد بعصبية: انا تارك لك الحبل مرخي من خوفي عليك ما ابي اضغط عليك بس من يوم ورايح لا...
الجازي بتأييد: أي يبه ...حيلك فيها....
بو خالد بحده: حتى انتي تصرفي معاك بيتغير
بندر ابتسم
خالد نظر لأخته
نوف انفجرت ضاحكه:ههههههههههههههههههههههههههههههههه
حتى والدها رمقها بنظرات عميقه
فقالت الجازي: وش سويت
بو خالد : طوّل جنانك مع سيف...
الجازي بللت شفتيها وبهدوء: الليلة برجع معه ......
نوف شهقت : هأأأأأأأأأأ....من جدك؟
الجازي بهدوء: أي.....
بو خالد بجدية: حليتي المشكلة ....
الجازي لتنهي المسألة: أي الحمد لله...
خالد همس لها: متأكدة من قرارك
هزت برأسها نعم
وفجأة قال بو خالد: شوفي يا نويّف تروحين العرس هذا انتي تسمعين ......بس قبل اشوفك ماكله قدامي....
نوف بتأزم: طيب يبه
ثم التفت على بندر: بندروه.....خذ الأغراض اللي بالمطبخ روح ودها لعمتك......
بندر نهض : ان شاء الله
كان بالود ان يخبره برغبته ولكن الأوضاع ليست من صالحه
فنهض
بينما خالد قال: انا بطلع احلق وبرجع

هز والده رأسه
بينما نوف نهضت للمطبخ
فقال أبو خالد: زعلتي مني؟
الجازي ابتسمت له: لا يبه.....عارفة انك تحاتيني...وانا نسيت عن اقولك رايي....
بو خالد بجدية: بنتي....سيف ما في مثله.....بس الواحد يغلط....الانسان مو معصوم من الخطأ....ولو اني شايفة مو كفو والله ما خليتك ترجعين له حتى لو هو ولد اختي

الجازي وهي تطبطب على ابنها النائم: عارفة يبه عارفة....

تحدث : لو آذاك....ولو بس رفع صوته عليك......تعالي لي لا تخبين علي شي يا بوك....
الجازي نهضت وقبلت رأسه: الله يخليك لنا.....
بو خالد : هاتي عبد لله هاتيه...

سحبه من يد والدته وقبل: ياجعلني اشوفك معرس
ابتسمت ثم ذهبت هي الأخرى للمطبخ
.
.
.
وبشكل سريع ضربت بيدها على ظهر نوف الذي تشرب الماء
حتى شهقت: هأأأأأأأأأأأأأأ......

الجازي ضحكت بخفة ثم قالت: قلعتك......

نوف : يحوانة اوجعتيني...
بندر سحب الاكياس: الفاظك نوف يبيلها إعادة نظر ...
نوف بنرفزة: مالكم دخل......
بندر خرج من المطبخ.....
والجازي قالت: تعالي حطي لي ميك اب....
نوف بهدوء: بعد صلاة المغرب....ولا ؟
الجازي : عادي....
نوف بجدية اقتربت منها: صدق بترجعين لسيف؟
هزت رأسها
فقالت نوف: برضاك...مقتنعه؟
الجازي بنفس عميق: أي...
نوف بشك: اتحدااااااااك....
الجازي : لا تجلسين تتفلسفين على راسي وروحي جهزي الأغراض...
نوف ضحكت: طيب طيب ههههههههههههههه
ثم خرجت من المطبخ وبقيت نوف تفكر ماذا سيحدث الليلة؟
.
.

تحدثت بصوت عالٍ
: شيخوووووووووووه نزلي اخرتينا.....

شيخة نزلت وهي تركض على الدرج: يلا يمه...جيت....
سعود اتى: يمه خمس دقايق وترا بمشي...عزام متصل علي يبي اجيب له أغراض....
ام ناصر: جهزنا وانا امك....
شيخة بهدوء: يمه مستعجلين والله ....عمتي مشتطه حييييييل

سعود بتأفف: انطمي اخرتينا......
ام ناصر: ناصر راح .....

سعود : أي راح يشيك على الأوضاع....

ثم تحدث: يلا عاد تاخرت...
ام ناصر : خلاص يمه....هذا حنا جاهزين
ثم خرجا من المنزل وربكا السيارة
شيخة سحبت هاتفها من الحقيبة وارسلت لبندر
(كيف الأوضاع عندكم)
ولم تأخذ ست ثوانٍ حتى ارسل
(هههههههههه زحمة وشغل )
ابتسمت لترسل له
(عساك على القوة )
ثم نظرت للشوارع وهي مبتهجة من الداخل......رغم انّ بُعد ابيها ليس هيّن ولكن تشعر اليوم بتجدد طاقتها الإجابية ...وحبها للحياة
ولكن والدتها تشعر بالانهزام.....تشعر بالخوف على زوجها....تشعر من استبداد الماضي لحاضرهم......لا تستطيع ان تنكر غيرتها...من ديانا.....من خوفها لم قد يحدث فيما بعد......حتى وإن توفيت......سيرى يوسف بابنتها ذكريات شتّى......منها التي قهرته وعصفت به....ومنها التي اشعلت فتيل الحب فيه......تنهدت عدّت مرات مجروحة من الماضي...وخائفة من الحاضر والمستقبل!
.
.
.
منزل أبا سيف....مليء بالحركة......بالسعادة......بالحب....
كانا في المطبخ....يرتّبا مع والدتهم بعض الاشياء
تحدثت ام سيف: قصي تراك زودتها طس حلّق وجيب ثيابك....نعنبوا التّح عليك من الصبح....والحين الساعة خمس ونص المغرب.....

قصي : ان شاء الله يمه....
ثم التفتت على عزام: وانت طس القصر شيّك على الأوضاع

تقصد (قصر الافراح) المكان الذي سيقام فيه حفل زواج ابنها
تحدث عزام: بيجي سعود وبنمشي معه.....
جسّار بجدية: قصي طس حلّق....ولا تبيني اوديك....ترا ما فيه وقت ...

دخل هنا سيف : السلام عليكم....
ردوا عليه السلام
فقالت ام سيف : ترا نظفت شقتك .....

عزام : عقبال شقتي ....
ام سيف بصوت عالي: آآآآآآآآآآآآآآمين انت بس اشّر....

عزام بلا مقدمات: ابي نوف بنت خالي غازي....

شهق جسّار هنا : اوييييييييييييييلي يا المتولّع....
قصي رمى عليه علبة المنديل وهو يضحك: هههههههههههههههههههه اميييييييييييي يا تبنننننن...

ام سيف بحده: تمزح هاااااااااااااااا؟
سيف اخذ يكركر بضحك عميق، ذات مغزى كبير

عزام : لا والله ما امزح

ام سيف بنص عين: افرح يعني؟
جسّار أجاب: لا نصّاب....كلام الليل يمحه النهار...
سيف : هههههههههههههههههههههه وحنا الحين الفجر يا حمـ.؟

قصي: ههههههههههه تركه عنك مصدوم من توأم النكبة فجأة قرر....
ام سيف بغضب: سكتوا....
وناظرت لسيف: من جدك ولا تلعب على راسي.....
عزام ضحك بخفة: ههههههههههههه والله من جدي خلاص خطبيها لي....
جسّار وضع يديه على خصره: وين اللي يقول يبي من برا العيلة.....
عزام حرّك رأسه: هوّنا يا العضيد....دهنا في مكبتنا.....

قصي : خذ لك.....من أي مسلسل سامعها؟

سيف بضحك: ههههههههههههه يمه لا توهقين البنت في هالمجنون...
عزام رمى عليه كرتون عصير فاضي: لا تدخل انتي...
جسّار : عزام صدق يعني معزّم...
عزام نظر لأمه: يمه أي ...معزم على نوف ....ابيها....كلمي خالي....

ام سيف فجأة بدأت تزغرط وتصفق بيديها بفرحة لا تسعها

فضحك جسّار: هبّلت بأمي يا كـ......
سيف ضحك هنا
وقصي قال: واضح زواجي مبارك ...الجازي بترجع لسيف...وانت نويت بتزوّج......

ام سيف بفرحه: باذن الله بعد العرس بكلم خالك...
ثم نظرت لجسّار: وانت عجل ......بنزوجكم مع بعض...
جسّار أشار لها بحذر: لالا يمه..... هدي اللعب اشوي....
سيف: هههههههههههه الحمد لله والشكر .....
قصي : خله محروم.....
عزام بضحكة: هههههههههههههه خذ بنت جيرانا.....

ام سيف بضحكة بسعادة: هههههههههههه وين اخذها البنت بخامس ابتدائي....
قصي بضحكة: هههههههههه صدقيني عقلها ثلاثينية جادةةةةةة

فجأة سمع سيف يقول: قص قص الفاظك حبيبي....لا تروح وطي....

جسّار مات ضحك هنا .....
ام سيف : قسم بالله يبيلكم إعادة تأهيل انتوا........
ثم قالت بحده: قصييييييييييي قوم طس حلّق ......قبل...لا
سيف نهض وهو يضحك: هدي يا الغالية بقوم اروح معه

ثم ضرب على كتف أخيه: قوم يلا.....
نهض قصي وهو يضحك
بينما والدتهم خرجت من المطبخ، لتصعد غرفتها وتتأهب لتزيّن!
فقال جسّار: من جدك....
عزام بابتسامة: والله من جدي ليش مصدوم....
جسّار لعب بحاجبيه: من الوناسة....
ثم حضن أخيه ليقول عزام: عقبالك يا الغالي.....
جسّار : الله يسمع منك يا العضيد...
.
.
فجأة وهما على هذا الحال دخل والدهم ليردف: وين اخوك قصي

عزام : راح مع سيف الحلّاق
بصدمة نظر للوقت: تو يروح هالمجنون؟

جسّار ضحك: ههههههههههههه متوتر الولد .......واضح عليه...
بو سيف: اسمعوا عجلوا علينا.......وخلكم معه لا يفشلنا...يجي القصر متأخر بعد...
عزام بضحكة خفيفة: هههههههههه لا ما يسويها يبه.....

بو سيف ابتسم رغما عنه: وانتوا تجهزوا ....ما بقى شي على صلاة المغرب.....ما نبي نتأخر....
جسّار : حاضر يبه حاضر
.
.
.

خرج أبا سيف وهما تبعاه
.
.
.

بدأت الترتيبات على ما هو متماشي مع العادات والتقاليد
امتلأ المكان برائحة السعادة والفرح
في هذه اللحظات نسوا آلامهم....نسوا خيباتهم ......وتناسوا امراضهم!
هنا تحققت الأماني والآمال، انزاحت الاثقال من على القلوب.....واجتمعت القلوب على المحبة والصفاء.....شعرت بالتعب...بالغثيان ...ولكن سعادتها تُجدد طاقتها آلافًا من المرات.....وقفت
امام المرآة بكامل زينتها
بفستانها الأبيض المنفوش...عاري الاكتاف بقصّة عريضة ممتلئة بالورود الصغيرة جدًا....ليرتسم على جسدها.....منسابًا إلى خصرها .....ومتفرعًا فيما بعد (بنفشته) الى الاسفل .....
بطنها برز قليلًا....ولكن لمن يدقق به يشعر ببروزه....
اخذت ترتيب احمر الشفاه....بعد ان شعرت انّ هناك جزء زائد منه يرتسم خارج اطار الشفتين!
قامت بتعديله.....ثم عادت بالنظر إلى نفسها
مررت يدها على بطنها
وابتسمت ...
ظنّت انها لن تعيش هذه الأيام....ظنّت انها ستبقى عالقة ما بين ضربٍ وعصيان
وستبقى متزوجة للأبد بقصي ولكن بالسر
لن تُنجب ولن تحبه ولن يحبها
ولكن جرت الأمور بما تمنته سرًا!
كانت تتمنى ان تحظى برجل يحبها....يعشقها....ينتشلها من ظلم وجور من حولها......وقصي فعل ذلك........تمتمت بالحمد ...وانقضت الساعات سريعًا .....ليأتي وقت الزفة والظهور امام الحضور....اتى الوقت المنتظر

حدثتها ام سيف: بشويش وانتي تمشين يا بنتي لا تخافين انا وراك
تشعر انها محظوظة لوجود ام سيف في حياتها ...اغدقت عليها حنان....وخوف اموي ....جعلها تتذكر فيه والدتها....وتطمئن انها ستعيش معها بمشاعر الحب والتقبل
مشت على الممر الطويل...وتوجّهت الأنظار لناحيتها.....
كانت ملفتة للنظر
لطول قامتها...وتناسق جسدها....وجمال شكلها ....كانت ملكة ......وستتربع على عرش احلامها...التي باتت تتعلّق في قصي....مشت ...على انغام.....الطمأنينة ...الأمان.....والحب الصادق.....كانت تكرر بداخلها الحمد والشكر ...لله عز وجل!


نوف همست لشيخة: ما شاء الله تجنن والله ...

شيخة : أي بسم الله عليها.....كيوت...
نوف رمقت شيخة لكلمتها الأخيرة
فقالت شيخة: خيييييييير
نوف بترفع: مابي اخرب كشختي ولا كان رديت.....
شيخة دفعتها قليلا: امشي امشي بس....خلينا نرقص في زاوية لحالنا
ضحكت نوف بخفة: ههههههههه قدام...

وهما تمشيان ....اصطدما في امرأة بسبب (ربشتهما_ حركاتهما العشوائية) شيخة بخجل
: اوه عذرا
نوف رفعت رأسها لتنظر لوجه المرأة: سوري.....
شيخة نظرت لنوف
ولكن المرآة لم تدع لهما مجالًا لحرب النظرات
قالت: اخبارك نوف؟
نوف عقدت حاجبيها
صافحتها: يا هلا والله...

تحدثت: شكلك ما عرفتيني...
شيخة اصبح وضعها كالحائط
ابتسمت باستخفاف على نوف لهذا الموقف المحرج

أكملت المرآة: انا غزل بنت عم سيف شفيك نسيتيني...

شعرت بالمغص في بطنها ابنت عم المجنون....تغيّرت كثيرًا عليها...ربما المرض ....غيّر من حالها ولكن ستبقى جميلة شامخة......خافت من ردت فعل الجازي لو رأتها
تحدثت: يا هلا ....والله غزل...اخبارك وش مسوية ...

غزل بابتسامة هادئة : الحمد لله....
سلمت هنا شيخة باحترام
وأخيرا انتبهت نوف لذلك الصغيرة التي تُمسكه
فقالت : عمري الحلو اخبارك....
تخبأ في ساق غزل
فقالت غزل: وين خالتي ام سيف اجل....
شيخة اجابت: بهذي الطاولة
وأشارت لها.....
غزل حملت ابن زوجها ....فقالت: عن اذنكم ....اجل ...
ثم ذهبت لناحيتهما
فقالت نوف بخوف: يمه يمه
شيخة قرصت يدها: هييييي العقل....شفيك....
نوف لا تريد ان تتحدث انها خائفة من ردت فعل الجازي فقالت: لا ولا شي...
شيخة بلا اهتمام : تعالي نعدّل بس اشكالنا....
نوف بتاييد: الحمامات قريبة ....هنا..
شيخة قالت: أي
.
.
.
قطعت عليهم بالسلام...والسؤال عن الحال...وتوجهّت انظار الجازي لها
صافحتها الجازي وهي ترمقها بنظرات ....لا تفسر
فقالت ام سيف وهي تعلم بكل شيء: هلا يمه غزل اخبارك...واخبار زيد وهالحلو...
غزل بهدوء: الحمد لله بخير خالتي.....
ام سيف حملت الصغير : حبيبي كبر...اخبارك يا الشيخ....
خبأ رأسه واسنده على صدرها سريعًا فضحكت بخفة: اوه ولدكم يستحي....
غزل ضحكت بخفة: يستحي وخاف...
ثم سقطت انظارها على عبد لله فقالت : الجازي ولدك...
الجازي كانت تنظر لها.....ليس بحقد ...او قهر...
لا
بنظرة كيف لها نست سيف وعاشت وسيف وقتها لم ينسى
هل حقًّا كان يتأنّب ضميريًّا لحالها
ابتمست مجاملة : أي عبد لله

غزل : ما شاء الله ......الله يخليه لكم
ام سيف قالت: تعالي غزل جلسي هنا....
غزل جلست وتبادلا اطراف الحديث وما زالت الجازي تحدّق بها ببهوت!
.
.
.
كانت تنظر للناس لفرحتهم وسعادتهم وابتهاجهم....توترت قليلًا ولكن كانت تأخذ هواء عميق ليهدأ من أنفاسها المضطربة
فجأة اقبلت عليها امرأة هي تعرفها جيّدًا وكيف تنساها؟
نهضت واقبلت عليها احتضنتها وهي تقوم: اففف الحمد لله جيتي فطوم ....والله توقعتك ما جين...
فاطمة قبلتها وسلّمت عليها: عمري مستحيل ما اجيك.....مبروك يا احلى عروس....
مهرة شدّت على يدها: الله يبارك فيك
ثم نظرت للصغير: حمادة عمري اخبارك؟
احمد الصغير اردفت : زين...
مهرة : حياتي...
فاطمة تحدثت: زوجي رجع من شغله ....وقلت إلا واجيك.....
مُهره : حبيبتي والله جيّتك هذي على عيني وراسي...
فاطمة : يسلم لي راسك يا الغالية...
مُهرة ابتسمت
لها وفاطمة نزلت لتستقر للجلوس
مُهره حينما نظرت لفاطمة لجارتها
تذكرت الموقف حينما نست المفاتيح وبقيت عندها إلى حين قدوم قصي
ابتسمت على هذه الذكرى....وهي تكرر الحمد على كل شيء!
.
.
.
في صالة الرجال......كان جالسًا متسمر كالخشبة خوفًا من ان يسقط العقال او الغترة
عزام اتى بجانبه : اووووخص عليك والله اصغر منا ....وسويتها.......
جسّار اتى من جانبه الايسر: لا تنسى بعد بصير أبو

عزام بهمس وبسخرية: قبل الدخلة!
جسّار مات ضحكًا
ولكزه قصي وهي يشد على اسنانه: جب انكتموا يا قليلين الادب......جب....
سيف اتى سلم على أخيه فقال: خير يأجوج ومأجوج.....قوموا شيكوا على العشاء.......

عزام : والله حافظين هالموال....ذكروني بعرسي ما سوي عشا عشان لا تسمعونه ....ها....
جسّار بضحكة: ههههههههههه ولا يهمك...
اتى هنا ناصر وسلّم على قصي وكذلك خالد
فقال بلا مقدمات لخالد وسعود الذي اتى متأخرا: هلا بالنسيب؟
وجه خالد امتلأ بالغرابة والتعجب
فضحك سيف بخفة
وقصي ابتسم
خالد: فاصل عقلك؟....من هالطق....
جسّار بهبل: لا اصبر ما بعد يحمّون الطيران......عشان تبدأ ليلتنا صح.....
قصي : انتبه تفشلنا برقصك اللي يلوّع الكبد
لم يرد عليه لأنّ
بندر اتى هنا وسلم على قصي وقطع حديثهم: منك المال ومنها العيال....
عزام سلم عليه: هلا بالنسيب...
سيف بضحكة: ههههههه عزام بلا سخافة.....
خالد تحدث: شفي اخوك مسطول؟
عزام: باذن الله بنصير نسايب....
ناصر ضحك هنا: هههههه قررت يعني ....؟
هز رأسه
بندر بدأ يستوعب: من بتاخذ؟
جسّار: اختك....
خالد بتفهي: نوف؟
قصي ضحك : هههههههه ياربي شكلك مرفوض عزام....

عزام ضحك: ههههههههههه والله هذا الواضح....
خالد بضحكة: ههههههه من جدّك؟
بندر ابتسم هنا: شاق الحلق....ونسايب....كأنه البنت قالت موافقة...اهجد ....اختي ما توافق على مجانين مثلك.....
جسّار: حاصل لها بس...
خالد رمق بنظرات: اخ فله .......اهجد...

سيف بجدية: أقول تحركوا بلا تجمع العرب تناظر....
بندر:من جدك عزام...
عزام بجدية: أي والله باذن الله امي بكلم خالي...
خالد ربت على كتفه: اللي مثلك ينشرا بماي الذهب....
عزام ابتسم: ما عليك زود يا النسيب...
ضحك جسّار: مصر نسيب...اصبر تقول رايها طيب....
سيف بجدية: حركوا يلا.......بينحط العشا...والشيخ بينزف....
قصي: طيب ابي اكل....
ناصر غمز له: مع زوجتك حبيبي...
سيف بضحكة خفيفة: نأجل الزفة يعني؟
قصي بانفعال: لا....
ماتوا ضحكً هنا على شكلك....
فقال جسّار وهو يغمز له: هدا اللعب خيو...
قصي كاد يضربه ولكن قال جسّار: حسبي الله عليك لا تفشلنا يا المرجوج....
ناصر ضحك: هههههههههه والله كلكم مشموخ عقلكم....
سيف أشار: يلا يلا....تعالوا...
.
.
.
بينما في زاوية أخرى كان أبا خالد يحدث أخيه .....
ابا ناصر اخبره عمّ حصل....واستبشر خيرًا.....واخبره انه سيعود بعد ثلاثة أيام
فقال أبا خالد : على كذا خلاص لرجعت نملك على بندر وشيخة.....حاس فيه هالمرجوج.....يبي يملك...
ضحك أبا ناصر بخفة: هههههههه اذا بنتي وافقة مع ليه....

بو خالد: الله يكتب لهم الي فيه الخير....ما طول عليك....بنزف قصي الحين....

أبا ناصر: مع السلامة وسلم على الكل
أبا خالد: الله يسلمك...
ثم اغلق الخط وبدأت مراسيم زفة قصي.....

وبقي يوسف في وحدته يفكر
سلطان لم كان في جامعته وهو في الشقة
اخذ يفكر كثيرًا من الواضح نور لن ترضى بقدومها إلى السعودية بهذه السهولة وهو لا يستطيع اجبارها على ذلك
وإلا ابتعدت عنه للأبد
.
.
.
عادت اليه ......لكي تُنهي المسألة من جذورها
تحدثت معه
مع وهي تقول
: مشعل .....رديت اهنيه عشان نتفق ونطلّق.....

مشعل بتنهد: دلال.....عن الينون....تراني راد من تعب.....الله يخليج....قصري الشر....وروحي عني....

دلال اعترضت طريقه، عقلها رافض فكرة البقاء معه....رافض وبشدة
تشعر انها غير مطمئنة للعيش مع بقية حياتها لذلك قالت
: مشعل ما اقدر والله اكمل معاك......
التفت مشعل
نظر لشكلها لذبول عينيها....لرجفة جسدها....
تحدث : ليششششششششش؟....شنو صاير ....ابي افهم.....ليش خذتي هالقرار....

لابد ان توجعه لابد ان تتجرّا وتنطق كلمتها التي نوت في القاها عليه
بينما هو استرسل : بعد هالعمر وهالعشرة.......وبعد ما عيالنا كبروا...وصاروا على وجه زواج....تبين تطلقين؟

دلال بكت
فصرخ: انااااااااااااااا مليت من موالج...ومن هالنكد.....مليت يا دلال والله ملّيت.....

دلال صرخت هنا بوجع: اناااااااااا خنتتتتتتتتتتتتتتتتتتك.......


توقف هنا......بلل شفتيه....ثم نظر لوجهها رمض عدّت مرات ثم ابتسم بسخرية....ثم عاد ينظر لها بوجه مكفهر حتى بها خافت من تغلّب احوالها في الثانية الواحدة
اقترب منها....وبشكل لم تتوقعه اكلمها كف حتى بها كادت تسقط ولكن جرها من طرف بدلتها لتصبح ما بين يديه انكمشت حول نفسها واخذ يهزها
بعنف وهو يتحدث بقهرررر: انتيييييييييييي مينونة تقولين لي جذه؟........ظنّج بطلقج يوم تجذبين بهالجذبة .........خلاص دلال واضح ينيتي انتي ما فيج عقل.......انقلعي فوق غرفتج......لا اجرم فيج والله.....

خافت لم تستطع ان تردف كلمة واحدة بكت......ثم قالت بعد ان دفعها وتصطدم بالجدار : طلققققققققققققققني تكفى.......

مشعل أشار لها: جهزي نفسج...من بكرا بروح عن دكتور نفساني...يشوف لج صرفة....

صرخت هنا دلال: انا مو مينونة.....

مشعل شد على شعره بقوة: خلااااااااااااص انا المينون هاااااااااااا انا.......
ثم ركض على عتبات الدرج ليتركها في معمعة الصراخ والبكاء والانهيار
دلال لم تعد القوية ....ولم تعد ذات الهيبة والشخصية
الذكريات اكلت ما تبقى منها من حياة....من مشاعر واحاسيس....بكت....إلى ان انفتح الباب ودخلت ابنتها لولوة
التي ركضت اليها
: يمه شفيج....
دلال ببكاء: خليه يطلقني يا لولوة خليه يطلقني ...
لولوة رقّ قلبها على والدتها احتضنتها: يمه الله يهديج ......ليش تبين الطلاق...
دلال أسندت
رأسها على صدر ابنتها وبكت: تعبت انا تعبت....
لولوة : خلاص يمه هدي قومي معاي قومي....
ثم ساعدتها على النهوض لتتجه بها لغرفتها وهي تبكي بصوت وانين موجع.....جعلت ابنتها تبكي معها خوفًا
سألتها: يمه تعبانه؟
لم تجيبها.....قرّبتها من السرير ...حتى استلقت وأغلقت باب الغرفة واخذت تنظر لها بحيرة وهي تكرر: يمه شفيج؟

دلال اغمضت عينيها ...لتهرب من الواقع بالنوم...لتهرب ....من صورة ايلاف...وجورج.....والآلام...ما تشعر به يؤلمها وبشدة.....شدّت على اللحاف....وسكنت أنفاسها بعد نصف ساعة لتغط في نوم ...وتترك الظنون والشكوك في نفوس من حولها!




.
.
الحياة.....تارة تُبكينا...تارة تُسعدنا ...وتارة تُلهينا
وتارة تُجبرنا على ما لا نريده...... هي معادلة منطقية
وفي بعض الحين تتجلّى في اللامنطقية.....ولكن نتقبلها
ونتعايش معها
بالإجبار وفي بعض الحين بالتقبل التدريجي
لا شيء يأتي بسهولة ....ولكن ربما جميع الأشياء تتبدل وتتغير وتتلاشى بمنتهى السهولة....
كتبدل الكره بالحُب.....ربما هذا امرٌ مستحيل
ولكن هذا ما حصل معها....

احبته....تشعر انها محظوظة حينما اجتمعت معه تحت سقفٍ واحد
مضت الثلاث الأيام معه كـ سرعت البرق مليئة بالدفيء والحُب
والطمأنينة....مليئة بالهدوء والراحة

جلست من نومها....وهي ترتدي ملبسًا يُبرز بطنها الصغير قليلًا
تحدثت بحب: قصي.....قوم......بسّك نوم الساعة عشر....

قصي مخبأ رأسه تحت الوسادة: تو الناس....والله بدري....
مُهره : بدري من عمرك حبيبي....
حينما قالت حبيبي....التفت بشكل سريع ونهض من السرير حتى بها ضحكت
فقال: عديها بالله...
مُهره خجلت لتردف: قوم اليوم ابي اروح المستشفى....
قصي بخوف: ليش شفيك....؟
مُهره بتلاعب: توقّع شفيني؟
قصي : مهروووووووه
مهره ضحكت هنا لتقول: ما تبي تعرف جنس الجنين
قصي بتذكر ضرب بيده على جبهته: الا...قومي قومي....
ضحكت مرةً أخرى : هههههههه بشويش طيب....
قصي نهض راكضًا لناحية الخلاء وهي نهضت لتسحب الورقة من الدولاب...
لو يعلم انّ النتيجة بيدها ...لخنقها.....
ضحكت من جديد على شكله وحماسه......لم تأخذ ست دقائق حتى به خرج
: يلا....


 

رد مع اقتباس
قديم 06-09-2020, 09:04 PM   #5
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الثاني


البارت الثاني
.
.
.


صدمتها والدتها، عجنّت قلبها وفلقته إلى نصفين.....لم تستوعب حديثها الذي القتهُ عليها بابتسامتها وتفاؤلها.....كل ما تتذكره تلك الكلمات التي اصبحت كالسّم تتردد في مسامعها(يمه.....انتي كبرتي.....وصرتي تنخطبين مني....وكله اعيي لأنك بعدك صغيرة......بس الحين يمه.....خلاص.....ما ابي اظلمك....وما اقولك...سلطان ولد بو سلطان صديق ابوك....الروح بالروح.....يبيك على سنة الله ورسوله....لا انا ولا ابوك راح نغصبك على شي ما تبينه.....بس اشهد أنّ الرجال طيّب ذو خلق ودين...والكل يتمناه لبنته....فكري زين واستخيري....ولا تستحين يمه.....راح اسمع ردك بعدين تعالي لي وقوليه لي.....ولا تستعجلين بالرد تصبحين على خير)

.....ولم تنم....ولم تستطع التماسك أمام الأمر....ابن صديق ابيها المقرّب الأمر صعب هنا!....تحب والدها .....لا تريد أن تراه حزينًا....لا تريد ان تخذله!....لا تريد أن تكسر قلب ذلك المسكين...ولكن قلبها هي من يداوي جروحه!...ليس لها خيار....هم على معرفة وعلم أنها ستختار ما يريدونه!.....هي قريبة جدًا منوالدها ولم تكسره يومَا بكلمة......بكت هذا الطريق الوحيد للتنفيس عن توترها ......عليها ان تتزن في الاختيار إلا انّ ليس لها أي طريق للاختيار قط!.....هناك شيء يؤلم قلبها....يُرهقه.....ويتعبه.....الحُب.....الآن بدأ بالاستيقاظ من نومه.....هل تُعلنه ام تُخفيه وتتناسى وجوده!.....هل تخبره بالأمر...ام تصدمه في دفعةٍ واحدة؟!القت بنفسها على السرير.....حاولت الصمود وعدم التفكير بالأمر لتنام....ولم تنم!؟


في الصباح الباكر.....طرقت والدتها الباب عليها للاستيقاظ والاستعداد للمدرسة....ولكن هي في الواقع لم تنم كانت جالسة على السرير تحدّق في السقف وتفكر في حبها الأوّل والأخير!.....ما إن انفتح الباب حتى تظاهرت بالنوم
فقالت والدتها: شيخة.....شيخة يمه قومي....الساعة ست ونص قومي تجهزي للمدرسة ....ناصر اليوم بوديك السايق خليته يروح يشتري خبر وادري بيتأخر ما بيمديه يوصلك لأنه الوقت مضى والحين بتجي سبع إلا.....قومي.....تراه مستعجل وما يبيك تأخرينه....
نهضت ببطء لكي لا تثير الشك والظنون في فؤاد والدتها.....ثم نطقت بابتسامة باهتة: صباح الخير يا اجمل ام ....
ابتسمت في وجهها: صباح الخيرات يا اجمل بنت.....يلا قومي...وهااا شيخة.....لا تاخرين اخوك اعرفك.....الصبح يضرب عقلك وتحبين تعاندين الكل.....بس كيفك هذا ناصر....لا تعاندينه عشان .....لا يزعلك....من على الصبح....
ضحكت بخفة ، ثم نهضت من على السرير: طيب يمه....والله مالي خلق اليوم اعاند احد...راسي مصدّع....
فتحت والدتها الستائر لتتسلل اشعة الشمس لأرجاء الغرفة: انزلي اشربي حليب ...واعطيك حبة بنادول قبل لا تروحين المدرسة....
ثم رفعت صوتها بعدما اغلقت باب الحمام وخرجت لتمر بجانبه: ترى مريولك على السرير وعجلي...
ثم نزلت لتدخل المطبخ ، وتشعل النار لعمل القهوة العربية لزوجها!
نزل سعود ويحمل بيده كتابين ومفتاح سيارته دخل المطبخ ليصبح على وجه والدته: صباح الخير يا وجه الخير...
سكبت القهوة في الدلّة الخاصة ثم التفت على ابنها الذي انحنى ليقبّل رأسها ثم يدها: صباح الورد...اجلس افطر.....
اجابها بعجل: لا يمه.....وراي زحمة طريق....و ابي ....القى لي مكان للباركينق......
اشارت له : خلاص اجل يمه...روح الله يحفظك وانتبه لا تسرع......
قبّل رأسها من جديد ودخل ناصر هنا ليردف: ما تجهزت شيخه؟
خرج ناصر بعجل وسكبت في الكوب حليب وقدمته لناصر: إلا جالسة تجهز.....
ناصر تناول من يدها الكوب واخذ يرتشف منه ثم جلست والدته لتخبره بأمر الخطبة: ما قال لك ابوك عن ابو سلطان عمك....
قوّس حاجبيه : لا خير يمه....شصاير...
ابتسمت وابتهجت : بو سلطان يبي يخطب اختك لولده سلطان....
ناصر بصدمة: شيخوه؟.....يبي يخطب هالبزرة؟
عبست بوجهه قليلًا لتردف بعدها: ما رد البزر يكبر يا يمه.....واختك ما عادت صغيرة......
ناصر بعدم تقبل : طيب ودراستها؟
ام ناصر بهدوء: يبي بس خطبة رسمية والزواج بعد التخرج وتقدر تكمل دراستها....
ناصر بعدم اقتناع : الله يكتب لها اللي فيه خير...
ام ناصر بسعادة: آمين يا يمه.....وعقبال ما افرح فيك وفي اخوك...يارب...
تحدث : وينها هذي وراي شغل يمه...
ام ناصر نهضت لتستعجل ابنتها: الحين اناديها لك
اما هو اردف مبتسمًا: والله وكبرتي يا شيخوه....
ثم ارتشف منكوب الحليب
دخلت والدتها عليها وهي ترتدي الزي الرسمي للمدرسة فخجلت شيخه وهي تقول: يمه البس....
دخلت والدتها وهي تنزل الزي لتردف: الف مرة اقول لك ضيّق بشتري لك غيره....ما غير تحبين تترصرصين فيه....شوفي حتى مو عارفة تنزلينه ......الله لا يضيّق علينا....
شيخة رفعت شعرها وهي تردف: يمه مو ضيّق....
ام ناصر بطنز: او واضح لدرجة ينزل من على جسمك بسرعة.....
ثم انتبهت لشعرها المبلل: مجنونة غاسلة شعرك وبتروحين للمدرسة وتحت المكيفات...
شيخة سحبت مجفف الشعر وهي تردف بعجل: بجففه الحين....
ام ناصر بعصبية: ما راح يمديك اخوك مستعجل وراه شغل.....
شيخة بدأت بتجفيفة: بسرعة يمه والله بسرعة
ام ناصر بتذمر: استغفر الله بس...هذا اللي اقول....
ثم خرجت من الغرفة، وبقيت شيخة تفكر في الأمر ....من جديد....فطردت تلك الافكار واغلقت المجفف ورفعت شعرها .....ثم سحبت الحقيبة والعباءة من على السرير ونزلت ....لا تريد البقاء في غرفتها طويلًا لكي لا تجن دخلت المطبخ وهي تقول: جهزت....
ام ناصر بتعجب: بتقنعيني جففتي شعرك كله الحين....
شيخة بلا مبالاة : اهم شي جففت فوق....
ثم قالت: يمه عطيني الحبة ......
نهضت والدتها وهي تقول: راح يزيد مع مكيفات المدرسة ...وتعالي لي.....مرضي....
ناصر نهض : ليش اشفيها؟
شيخة بهدوء: مصدعة؟لأني ما نمت زين....
نظرت إليها والدتها وحدقت فيها طويلًا مع ابتسامة ثم اردفت شيخة لتقطع تفكيرها لتردف: لأني اذاكر عشان الاختبار الزفت....
ناصر لكزها بيده : يلا بسرعة طلعي.....لا تلطعيني انتظرك ساعة ثانية بالسيارة...
شيخة بعبوس: افففف طيب طيب...
ثم اخذت الدواء من والدتها وخرجت ووالتها تردف: طيب شربي حليب....لا تاخذيه على بطن فاضي...
شيخة : بشتري عصير من هناك لا تحاتين يمه......ادعي لي...
ثم خرجت
ام ناصر: الله يوفقكم يارب
.................................................. .................................
في نفس التوقيت ولكن في مكان آخر ، على عكس ذلك المنزل كان الهدوء مخيّم عليهم جميعًا ، كان جالسًا في الصالة يرتشف القليل من الشاي ويقرأ جريدة اليوم بتمعّن....ذهنه عالق ومنهمك في الاشغال والاعمال التي يزاولها...فهو رجل اعمال لن اقول مشهورًا بحد التعبير البحت....ولكن لهُ مكانته

واسمه.....عمل على نفسه ليصل إلى ما هو عليه لسنوات طويلة....ربما هو يختلف عن اخيه في أمور كثيرة ....وصارم في الحياة العملية والحياتية ! فبعد وفاة زوجته القريبة من قلبه....انهك باقي عمره في العمل واشغال تفكيره فيه!لم يتزوجها عن حُب....تزوجها استنادًا للعادات والتقاليد (ولد العم لبنت العم)ولكن احبها بعد ارتباطهما .....عشقها واصبح غير قادر على العيش دونها ....هو تزوجها واختها منيرة تزوجها اخيه يوسف!!....ولكن اخيه لم يرغب في هذا الزواج....كانت افكاره مختلفة كليًا

عنه...خاصة بعد البعثة التي ابتعثها في ذلك الوقت......ولكن بالأخير تقبلها!....وزالت المشاكل بينهما وتوّج هذا الزواج بانجاب ناصر....وسعود....وشيخة.....اما هو انجب من صيته....الجازي...ونوف وخالد وبندر....هم من جعلوه سعيد بحياته حتى بعد وفاة زوجته ملؤا المكان بدفء حديثهم وشغاوتهم التي لا تنتهي......انتبه لقدوم ابنه ...الذي تقدم إليه وانحنى ليقبّل رأسه
: صباح الخير يبه...
ابتسم وهو يهز رأسه: صباح الخيرات ....
جلس بالقرب منه وتساءل: نوف راحت المدرسة...
تحدث بهدوء: لا .....لا بندر نزل ولا هي.....واختك الجازي اليوم ما جات.....المسكينة تعبانة من الحمل....وانا مانكر اني تعبتها بحمل البيت...عشان كذا ابيك ....تروح لمكتب الخدم وتقدم على شغالة....
ابتسم لأبيه باحترام: اخيرًا يبه اقتنعت...
هز رأسه ليردف: نوف تدرس....وابيها تركز على الدراسة وما ابي اشغلها في امور البيت....تساعد بالخفيف.....ما نقول شي....بس البيت كبير ومحتاج وقت للتنظيف....وغيره....فخلاص وانا ابوك....لخلصت من شغلك لا تنسى روح وقدم على شغالة....
هز رأسه بقول: تامر أمر يبه
ثم نهض ابيه ليقول: انا رايح لشغلي...وروح جلّس اخوانك إذا هم نايمين....ما فيني حيل على صعدت الدرج....والصراخ من الصبح.....
وقف بهدوء: لا تاكل هم راح اصعد اشوفهم....(وبتردد) .....بس يبه ابي اكلمك في موضوع البعثة....
تحدث والده بعدما اخذ نفس عميق: نكلّم فيه بعدين ......روح شوف اخوانك
ثم خرج ابيه ، اما هو صعد للدور العلوي ....وبدأ بالطرق على باب اخته تحدث : نوف.....يا نوف....
لم تُجيبه ففتح الباب.....وكان حذر وقف جانبًا دون ان ينظر رفع صوته: نوف وش هالنوم؟
لم تجيبه فدلف الباب ورآها تغط في سبات عميق تقدم لناحيتها هزها من كتفها : نوف.....يا نوف....
اخرجت همهمات تنم عن انزعاجها ، ملّ من الأمر فرفع صوته اكثر: نووووووف.....
ففتحت عيناها وبدأت بالتذمر: ووجع .....
نهض من على السرير وهو يردف: قومي تجهزي للمدرسة الوقت تاخر....يلا...
نوف جلست على السرير ونظرت لوجه اخيها ثم قالت بجمود: خالد ما بداوم اليوم...
خالد بعصبية وحنق: وليش ان شاء الله وش فيك؟...مريضة؟.....ولا رجلك مكسورة....
نوف هزت رأسها ببرود: لا هذا ولا هذاك....مزاجي مو رايق للحصص أبد....
خالد سحب اللحاف بقوة وهو يردف: شكلك ناسية أنك ثثــ
ولم يكمل حتى أنه انصدم من كمية الشوكلاتات المخبئة تحت اللحاف والموضوعة جانبًا من على السرير قوّس شفتيه وعقد حاجبيه وهي انكمشت حول نفسها اشار لها: منو اللي شرا لك هذول ها؟؟؟ منو؟
نهضت من على السرير كالمقروصة اشارت له باصبعها: انا....بسسسس والله....والله....ما كلت واجدددد....
خالد بعصبية : نعنبو شرك ما تخافين على عمرك انتي انهبلتي؟....نسيتي جاك سكر من وراهم.....نوف.....انتي كبيرة....المفروض تفهمين وضعك ولا.....تاكلين هالاشياء اللي تزيد حالتك سوء....
نوف بملل وخوف في آن واحد نظرت إليه بطرف عينيها: وانت لا تحسسني اني.....آخر وحده بالعالم جاها سكر....طيب وفيني سكري.....يعني احرم نفسي....وربي ما آكلهم دفعة وحده.....بس أكلت كتكات واحد امس...و
قاطعها بصرخة: جبببببببب....شكلك نسيتي آخر مرة وش صار لك..
مرّ هنا بندر بجانب غرفة اخته ودخل وهو متعجب من صوت اخيه المرتفع تحدث: يا الله صباح خير....شفيكم....
بكت هنا نوف وذهبت لناحية بندر....
احتضن رأسها ونظر لأخيه وهو يقول: شفيك؟شصاير...
خالد اشار لسريرها: شوف وش تاكل من ورانا....وهي اكثر وحده تعرف حالتها الصحية......وشكلها نست النوبة اللي جلستها شهر في المستشفى.....
بندر مسح على ظهرها لتهدأ فهي تخاف من نوبة جنون اخيها خالد ودومًا ما تحمي نفسها بأخيها بندر اردف له: أهدأ خالد.......
ثم نظر لأخته: نوف.....ليش كذا...حنا ما نقول لك لا تاكلين ...بس لا كثرين منهم....وانتي شارية لك بسطه....
خالد تكتف بحنق: وحضرتها ما تبي تروح المدرسة عشان تبلع فيهم للظهر......
نوف بصوت باكي: ايش دراك انت اني باكلهم؟....بس تعبانة....انا....
خالد بصرخة: توك قلتي لي ما فيني شي؟
بندر اشار لأخيه : خالد لا تصارخ سمّعت الجيران صوتك....كل شي بالهدوء يصير...
التفتت عليها ليتساءل: شفيك تشكين من شي ؟....ليش ما تبين تداومين؟
بكت هنا اكثر ، وودّت فعلًا لو والدتها هنا تتواجد بينهما وتخرسهما ...تشعر بالاحراج.....والتوتر صرخت بانفجار: بطني يوجعني.....يعني لازم اشرح لكم اكثر شنو فيني....
ثم خرجت من الغرفة واحرجت اخوتها بالحديث هذا
فاشار بندر لأخيه: وأنت ما تعرف تكلمها إلا وانت تصارخ......لازم تفهم الجنس الثاني وكيف تتعامل معه....احرجتنا معها.....افففف العيشة معاك تقصر العمر والله......
ثم خرج من الغرفة وهي يقول: نوف.....نووووف تعالي...وانا اخوك...
اما خالد تمتم قائلًا: استغفر الله
ثم نزل للخروج من المنزل
اما هي دخلت الحمام واقفلت على نفسها الباب، طرق بندر الباب عليها اردف: نوف بلا بزارة انتي تعرفين اخوك....
نوف رفعت صوتها بانفعال: مسوي روحه يخاف علي ......وهو بس يبي يتضارب معي...
بندر ابتسم على تفكيرها : وربي خالد حنون ومن زود خوفه عليك يصارخ اخوك ما يعرف يعبّر عن مشاعرة مو مثلي.....انا نادر وانا اخوك...
مسحت دموعها وبلا مزاج : اننننن....نادر قال ....الي اعرفه انك بندر....
بندر ضرب الباب وهو يضحك:" ههههههههههه حلوة منّك بس لا تعيدينها....ويلا طلعي...
نوف فتحت الباب ووجهها محمر اردفت : ماني رايحة المدرسة وباكل الجلكسي......والباقي بخليهم للاسبوع الجاي لا انت ولا الزفت خالد تاكلون منهم....
بندر بجدية: عيب هذا اخوك يا نوف ومن زود المحبة والغلا اللي في قلبه صارخ عليك....وهو خايف عليك .....ولا تشوفيني هادي معك يعني صاف جنب اللي تسوينه.....ولو تموتين ما راح تاكلين غير الجلكسي والباقي بشيله ....وبرميه...
نوف رمشت بعيونها بتودد ورجاء: حرام....
بندر رفع حاجبيه ولينهي النقاش: خلاص انا آكلهم....
تمتمت بضيق: اففففف....
بندر ضربها بمزح على كفها: تجهزي يلا بوديك المدرسة.....
وشتت ناظريه ليردف بهدوء: اخذي مسكن وامورك بكون في السليم....انتي ثالث ثانوي يا نوف شدي حيلك عشان تدخلين الجامعة اللي تبينها والتخصص اللي تبينه....
نوف بلا حول ولا قوة: طيب انتظرني بلبس مريولي ...
بندر ابتسم بحب لها: بنتظرك بالصالة تحت....
اما هي ذهبت لغرفتها لتستعد للذهاب إلى المدرسة!
.................................................. .................................
لم تشاركهم في وجبة الافطار......خرجت على عجلٍ من امرها وهي تتجنب النظر لوجه....تشعر بالإحراج.....وبالضعف كلما تذكرت حديثه.....ضعفها في قبول ابوته التي يزعم بها.....وذهنها انشغل في كلمته التي تنّم انّ والدتها مريضة.....حضرت محاضرتها الأولى والثانية والآن الثانية والربع ظهرًا....ولديها وقت طويل لحضور المحاضرة الثالثة فجلست في (الكفاتيريا) فتحت حقيبتها ....حقيبة الظهر التي اعتادت على ان تشتري هذا النوع من الحقائب حتى بعد التخرج من المرحلة

الثانوية....اخرجت قلم فحم خاص للرسم.....ودفتر الرسم الخاص بها....فهي مجنونة في الصمت وعاشقة للاستماع لأغنيتها الصاخبة اثناء الرسم.....هذا الوضع يجبرها على ألا تفكر كثيرًا ....ألا تُسهب في التدقيق في نظرات الناس.....بدأت ترسم العين اولًا.....وبدأت تظللها ...وترسم التفاصيل من حولها إلى ان بدات ترسم الأنف ودقّته.....استوعبت انها ترسمه .....ولكن لم تتوقف.....ستكمل الرسمه....وستحاول ان تنجزها في هذا الوقت الضائع من حياتها.....ولكن توقفت حينما انصدمت أنّ هناك من قام بإبعاد السماعات عن آذانها رفعت رأسها وحدقت في وجهها لفترة


تعجبت ثم اردفت بالانجلزية: what do you want?
تحدثت الفتاة الشقراء بتعالي ، وبنظرات استحقار: This is my favorite place
لم تتعجب منها....وتعلم جيّدًا هذه الفتاة تعشق وتحب الخناق والتشاجر معها لذا اطالت الحديث :so?
ضربت الفتاة بيدها على الطاولة ثم قالت بوقاحة: you should go to another place
لم تماطل في الأمر جمّعت حاجاتها ووضعتها في حقيبتها على مهلٍ منها ثم اخذت علبة الماء فتحتها وقبل أن تغادر سكبتها على رأس الفتاة أمام انظار باقي الطلبة ثم اشارت لها وهي مبتسمة وتتجه للمخرج: bye my sweety
فاضت بالغيض بينما هي لم تعد الفتاة التي تسكت عن تلك المواقف...اصبحت عدوانية وتتلذذ في الرد على مثل هذه المواقف التافه ....خرجت من الجامعة ستتمشى في الفناء الخارجي إلى ان يحين موعد محاضرتها....جلست في زاوية بعيدة عن الناس .....واسندة ظهرها على الجدار...كان العشب نوعًا ما رطب فاغمضت عيناها متذمره: ohh shit


ولكن لم تدقق في الأمر فاخرجت الرسمة من جديد واسندتها على فخذيها وحاولت التركيز في اكمال التفاصيل....ولكن تمكنّت منها الرعشات والذكريات حول ما حدث بالأمس فنظرت لباقي الطلبة....هنا الكثير من مختلف الجنسيات ....العربية والغربية....فجامعة اكسفورد تضم ما بين جدرانها اعراقًا ، وجنسيات كثيرة ومختلفة.......وما زالت تحبذ الوحدة بينهم!!!...ابعدت خصلات شعرها عن

وجهها ....واخذت نفسًا عميقًا وبدأت في اكمال الرسمة ....مضت ساعة وهي ترسم.....اكملت رسم الوجه وبدأت ترسم التفاصيل الأخرى...كالشعر....الحاجب....الاذن...واخيرًا الذقن واللحية!.....تشعر بالرضى الآن...ابتسمت ونظرت لرسمتها بهدوء....ولم تنتبه للتصفير والاعجاب التي اتى من تلك الفتاة المزعجة كما اسمتها: اووووووه....نورة......الرسمة وايد حلوة......هذا حبيبج؟


دارت عيناها كالمغشي عليه ثم اردفت: لا هذا أمير...وبعدين اسمي نور مو نورة ....
شهقت البنت بقوة وسحبت الرسمة من يديها: هأأأأأ هذا ريّل امج.....يماااه يينن(يجنن)....
ثم جلست بالقرب من نور واعطتها الرسمة ثم اردفت بمزح: تتوسطين لي اتزوجه ...
فتحت نور عيناها بصدمة فضحكت الاخرى: امزح وياج يا معوده....
ثم اردفت بجدية: شخبارج اليوم؟....امس حسيت انج تعبانة او فيج شي...
ادخلت نور اغراضها كلها في الحقيبة وهمّت في المغادرة وهي تردف: بخير....
سحبتها من يدها : وين رايحة....ما يمدي ايي ابي اجلس معاج تروحين......
نور بملل: ايش فيك بعد يا إيلاف....


ايلاف ابتسمت عليها : ولهت عليج وحبيت اجلس معاج ما يصير يعني؟
اخذت نفس عميق وبللت شفتيها ثم جلست وهي تقول: تأقلمتي بالمعيشة هنا؟
ايلاف تنهدت بضيق: مو وايد بصراحة........ولحد الحين احس نفسي ضايعة ...
نور بشتات ذهن: من أي ناحية؟
ايلاف: الدراسية....والحياتية....يعني ما ادل كل الأماكن وما عندي صديقات لحد الحين.....فعندي نواقص بالسكن وما ادل وين اشتريهم....عارفة اكسفورد كلها عرب وهذا يساعد هذاك....والدنيا تمشي....بس تعرفيني ...خوافة ...وما اثق بالناس بسرعة....
ثم اردفت بصدق: زين اني وثقت فيج بعد....
نور ابتسمت بسخرية على حالهما ثم قالت: بتتعودين....يا ايلاف.....بس توك ما خذتي سنة....
ايلاف هزت رأسها: صاجة.....اذكر لم نقذتيني وودتيني لسكن الطالبات...ياربي حدي متفشلة من الريّال....بجيت عنده وتوهق فيني...
ضحكت نور على هذه الذكرى: ههههههههههههه عادي عادي...شفت ناس اعظم منك....
ايلاف سكتت ثم ردفت فجأة: زين متى بصير مثلج اكلّم بطلاقة في الانقلش....مثل ما انتي تعلمتي تتكلمين عربي ...جذيه.....
نور ضحكت هنا حتى أنّ عيناها بدأت تمطر دموعًا لا ارادية
ايلاف بتعجب: الحين شنو اللي يضحك...
نور اخذت نفس عميق: ههههههههههه....دايم تفاجئيني باسالتك.....انا اصولي عربية....
ايلاف بهدوء: عارفة بس امج ابنانية وعلى ما اظن ابوج بعد...وانتي تتكلمين خليجي.....
قاطعتها بهدوء وبنبرة مهتزة واوّل مرة تعترف بهذا الشي: ابوي سعودي.....بس ما عشت كثير في السعودية...
ايلاف شهقت: هأأأأأأأأأأأ حلفي؟
نور ضحكت على ردت فعلها: ههههههههههههه لا تموتين علينا ......اي هذا الصدق....
ايلاف كشت عليها بيدها: مالت....انزين كيف اتقنتي اللغة الانجليزية
نور نظرت لمن حولها: بالممارسة.....حاولي تكلمين حتى في السكن باللغة الانجليزية....
هزت راسها ايلاف: ان شاء الله
ثم اردفت: انزين عندج شي الحين؟
نور لا تريد البقاء اكثر معها ولكن لن تنكر أنها تشعر بالراحة في ظلّ هذه المعرفة: لا عندي بريك اربع ساعات...
ايلاف ابتسمت : مثلي......شرايج؟....نطلع من الجامعة نروح نفطر برا.....احس مليت من اليلسة اهنيه...
سكتت نور قليلًا ثم اردفت: اوك قومي....
ايلاف نهضت وهي تقول: بس شوفي ابيج توديني مطعم اسلامي....اخاف اكل بعد خنزير ولا شي....
فجأة سالتها بتردد: إلا صج نور أنا ملاحظة تلبسين صليب انتي مسيحية؟
نور بللت شفتيها واخذت تفكر بالأمر كثيرًا هي مسلمة ام مسيحية؟ ولكن مقتنعة انها : مسيحية.......انا على ديانة امي هي اللي ربتني....
قرأت علامات التعجب والاستفهامات فاردفت سريعًا وهي تمشي: لم تطلقت امي انا صغيرة فما رباني ابوي....عشان كذا...
قاطعتها وهي تمسك بيدها مبتسمة: فهمت فهمت......المهم الحين وديني على اقرب مطعم...
نور ، ابتسمت ولتفهمها للأمر ...هي الوحيدة التي لم تنظر لها بتعجب او استغراب لطريقة لبسها وعمل شعرها او حتى نسبها! : اوك....
بدآ بالمشي والتجوّل حول الجامعة وابتعدا عنها فهمست ايلاف: العرب هنا اكثر من سكان المدينة ...غزو البلد ...حسبي الله
ضحكت نور: ههههههههه
اكملت ايلاف وهي تنظر للشوارع:صدق من قال المدينة الحالمة.......صدق المعيشة غالية هنا.....بس يكفي انك تشوفين هالوجيه عشان تحسين بالانتماء....
نور بنبرة حزن: الكل يبي يحس بالانتماء عشان يقدر يتأقلم..... على المعيشة الجديدة هنا....المهم...وين تبين نروح....
ايلاف بحنق: الحين منو اللي يدل ويعرف الأماكن أنا ولا انتي...
ضحكت نور مرة اخرى: طيب لا تعصبين...
ثم اتجها إلى اقرب مطعم ، دخلا وهمست ايلاف بقول: متأكدة اسلامي؟
نور هزت رأسها وهي تردف: اوف كورس....
ثم جلسا على الطاولة، اشارت للنادل وطلبت لهما فقالت ايلاف: وش طلبتي لي؟
نور ابتسمت في وجهها: حابة اذوقك شي ......جديد....وحلال لا تخافين....تراني ما آكل لحم خنزير.....ولا...
بكذب: اشرب خمر....
ايلاف ابتسمت وابتهجت اساريرها: انزين.....تعالي.....ابي اسالك عن دكتور.....احس ما رتحت له....
نور باهتمام وضعت هاتفها جانبًا وهي تردف: شسمه؟
ايلاف مسحت على شعرها ولمته جانبًا : ديفيد......يدرس مادة عامة ....
هزت رأسها: اعرفه.....شوفي هو شديد اشوي....بس شرحه بصراحة حلو مرا....وفهمّك المادة غصب......وحاولي تذاكرين أوّل بأوّل وامورك بصير في السليم....
ايلاف هزت رأسها واتى النادل يضع الصحون أمامهم...
نور ابتسمت وطبطبت على يد ايلاف: ايلاف انتي متوترة لأنك طلعتي من مجتمع وجيتي لمجتمع ثاني....بس صدقيني.....راح تجاوزين هالشي....وحتى صعوبة الدراسة بتجاوزينها....
نظرت للصحن ثم اردفت: شكله يشهي....
نور ما زالت مبتسمة: ذوقيه.....
ايلاف بدأت بالتهام واوّل لقمةٍ منه فقالت: لذيذ
ثم اشارت لنور وبتردد ، تريد ان تفهم شيئًا: نور .....بسالج بس اتمنى ما كون متطفلة....بهالسؤال...
نور وهي تلتهم قطعة التشيز كيك!!: سالي.....
ايلاف حكّت انفها ثم اردفت: ما عندك صديقات؟....ملاحظة انّج كله تجلسين بروحج وعليج ملامح حزينة....
نور اجابت دون ان تنظر لها وهي تأكل من صحنها: عندي....بس في لندن.....وما نجتمع إلا في الاجازات....هنا زماله لا اقل ولا اكثر.....
ايلاف ابتسمت بهدوء واكملت الأكل ثم فجأة بدأت تقول: احس اني اشبهج...
نور نظرت لها بتعجب : كيف يعني؟
ايلاف شتت انظارها عنها واسندة ظهرها في ظهر الكرسي ، : امي وابوي منفصلين......الفرق اني اعيش بيت خالتي وانتي تعيشين عند امج...
لم تستطع مضغ القطعة التي في فاهها، هذا يُعني انّ ايلاف تعيش اسوأ ايّام حياتها بعيدًا عن والديها!! تحدثت هذه المرة بلطف: يعني ما تشوفين لا امك ولا ابوك....؟
ايلاف ابتسمت ابتسامة بلهاء تُداري بها تلك الدموع التي ترقرقت في عيناها: لا.....ابوي تزوّج ولهَا مع اخواني ومرته وكذلك امي......آخر مرة شفته فيها لم كلمته عن البعثة عشان يخلّص اوراقي واموري.....
نور تركت الملعقة وشّدت انتباها تلك الرجفة التي انتابت ايلاف: طيب مرتاحة مع خالتك؟
هزت رأسها بلا وفي صوتها نبرة بكاء صدمت بها نور: لا....عشان جذيه قررت اخذ بعثة وابتعد عنهم كلهم....
نور طبطبت على يدها لتهوّن عليها: تدرين ليش؟
نور باندماج وبغصة: ليش؟
ايلاف هنا نزلت دموعها ولم تستطع ان تكبح جموح مشاعر البكاء: لأنه زوج خالتي ....بدا يتحرش فيني وخفت.....يكبر الموضوع وبعدها ماحد يصدقني.....فقلت ايي اهنيه ادرس واعتمد على نفسي.....
نور ، صدمت......بل ضاق صدرها على حال إيلاف ظنت أنها فتاة غير مبالية تضحك بجنون....وكل شيء لديها....ولكن الأمر اصبح اسوأ منها بكثير طبطبت على يديها: وزين سويتي كذا....اهم شي ما قدر..
قاطعتها : لا......الحمد لله....
نور : طيب ابوك يرسل لك فلوس حاليا....
ايلاف هزت رأسها: أي وحتى امي....بس ما يتصلون علي....ما يسألون عني.....خالتي هي الوحيدة اللي تسال...وخايفة زوجها يعبي راسها بخرابيطه ويبعدها عني....
نور بلعت غصتها في الحديث لا تعرف كيف تهوّن على الناس اوجاعهم واحزانهم ولكن فاجأت ايلاف حينما نهضت....وبادرتها بالاحتضان...لفترة تجاوزت بها الدقيقة بسبب بكاء ايلاف المفاجأ حتى انها لفتت الانظار طبطبت على ظهرها ثم مسحت ايلاف دموعها فجأة وضحكت بخفة وهي تردف: هههههههههه ازعجتج.....ووصخت بدلتج بدموعي.....
نور ابتسمت هنا ، : لا يا ايلاف.....انا سعيدة اني عرفتك......صرتي تخففين عني اوجاع بحكيك.....
ثم نهضت وهي تقول: قومي خلينا نروح السوق....
ايلاف بتعجب: يمدي؟
نور ابتسمت : خلاص نسحب على محاضراتنا اليوم.....ونتمشى ونروح لندن....ونرجع....
ايلاف نهضت وسحبت حقيبتها: ما عندي مشكلة.......قدااااااام....يا معوده
ابتسمت لها الحياة مع تلك الفتاة التي شاركتها ورحبّت بتلك الصداقة ، قبلتها باحترام....لم ترفضها....ولن ترفضها فهي بحاجة إلى أُناس من حولها ....يشدون من ازرها تتحدث معهم وتخرج من قوقعة صمتها....ولكن بحدود....وبصعوبة!
.................................................. .................................
عادت للمنزل وتشعر بالرضى هذه المرة بعكس ما حدث لها بالأمس ستنسى طيفه وحبه ولمساته الحانية! ستنسى هذا الحُب ....وستبدأ حياة جديدة ومختلفة عما في السابق!اغلقت الباب والتفتت وهو يقول: ديانا جيـ
لم يكمل كلمته حتى ابتسم لها: هلا نور.....كيف يومك اليوم؟
ابتسمت له وهزت رأسها: it’s ok
تقدم لناحية الكنبات جلس وفي يده كوب شاي اخضر فتقدمت لناحيته وكان يراقبها في خطواتها الخجلة !وضعت الحقيبة على الكنبة فتحتها واخرجت الرسمة بتردد ...ثم مشت بخطوات بطيئة تجاهه وقدمت لهُ وهي تُعيد خصلة ناعمة خلف اذنها......حدّق فيها للحظات لم يفهم حركتها تلك فسحب الورقة بهدوء وذهل من الرسمة.....تطوّرت كثيرًا في هوايتها.....دقيقة تلك التفاصيل.....تشبه للحد الذي تستطيع أن تقول انها صورة ملتقطه من خلال الكاميرا ليس من خلال قلم ويد ترسمه!!!
خرجت عن صمتها تحت انذهاله وهي تقول: مِيرسي .....على كل شِي...
حدّق في عينها للحظات ابتسم ونهض ، ابتعدت خطوتين للوراء بحرج ....تشعر بالحرج من افعالها....وطيشها....وتخاف من القدر أن ينتشل هذه السعادة منها سريعًا.....ولكن أمير لم يمهلها باحتضانه لها .....ثم ابتعد عنها وهو سعيد بقبولها به مرةً اخرى: لا تشكريني على أيّ شِي أنتي بنتي وانا ملزوم اعمل لك هيك....
ثم اردف: اتطورتي كتير بالرسم.....راح افتح لك مرسم خاص لإلك.....وتبيعي لوحاتك فيه....
قاطعته بهدوء: لالا.....احس بدري على هالشي....
تعجب وهو يشير للرسمة: كيف بدري؟....وانتي رسمتيني بهالدقة.....بس اخلص من شغلي راح افتح لك اياه ....وهلأ روحي ارتاحي.....
هزت رأسها ثم سحبت حقيبتها ومشت وانفتح الباب دخلت ديانا ابتسمت لأبنتها ولم تناقشها لأمر تغيبها بالأمس فأمير شرحه لها الأمر وسكتت وبادرت نور بتلك الابتسامة ثم دخلت الغرفة
ذهبت لناحية زوجها قبلته سريعًا وابتسم لها بلطف وقدم لها الرسمة فذهلت : مين رسمها؟
أمير بفخر كبير واعتزاز: نور بنتك.......
ديانا بسعادة: نور.....كتير بجنن...
ثم رفعت صوتها : نور...دخيل الله رسميني كمان أنا....ولا ما استاهل....؟
كانت ترتدي ملابسها سمعت والدتها فرفعت صوتها وهي تقول: تمام ماما.....راح ارسمك باليل....
ثم التفتت ديانا على زوجها بتفاؤل: واضح كلامك معها بالأمس راح يغيّر اشياء كتير....
أمير هز رأسه برضى ثم اطرق متذكرًا: شو اعملتي بالموعد؟
ديانا وضعت الرسمة على الطاولة التي أمامها: ما فيه تطوّر.....ووضعي الصحي تمام.....وراح استمر على العلاج...
امير مسك يديها وشد عليهما وقبلهما بلطف: ربي لا يحرمني منكي.....ديانا ...نور لازم تعرف....
ديانا برفض تام ،عبست بوجهها وهمست له: لالا.....ما بدي تشوّش من جديد.......وانا بخير......وما بحتاج حتى لجلسات كيماوي....لا تخاف انا حريصة على العلاج....
أمير تنهد بضيق ثم اردف: اوك.....في شغلة مهمة لازم اخبرك ايّاها....
ديانا بخوف: شوفي؟
أمير اسند ظهره للوراء ، الأمر خارج إرادته.....ويبدو أنّ هناك فخ حُفر له لإيقاعه : لازم اطلع على لبنان.....
شعرت بضيق، وكتمه قوست حاجبيها: ليش؟
أمير بجدية: شريكتي هونيك عم تنهار......واللي عرفتوه فيه خونه من رجالي....لازم روح ابيعها وانئل كل اموالي هون.....ما بدي مشاكل....مع حدا....فلازم روح....ويمكن اطوّل....
ديانا ضاق تنفسها: تطوّل كمان؟
امير اردف: اسبوع اسبوعين هيك شي....
نهضت ديانا وارتفع صوتها بانفعال: لالا......بترجاك لا تروح......ما فيني اعيش يوم واحد بدون وجودك....أمير.....خلص ئول للموكل بتاعك يعمل اللي راح تعملوه انتّا.....
نهض امير وامسكها من اكتافها: هدي ديانا.....ما فيه شي يستحئق حتى توتري مشانوه......
خرجت نور هنا ونظرت لهما بتعجب تحدث بتردد: what happen?
حكّت ديانا جبينها بتوتر أما أمير شتت نظراته عنهما
فنطقت سريعًا ديانا: خلاص اروح معك..
امير بعصبية: ونور مين يجلس معها هون؟
نور نظرت لهما بتعجب
ديانا بانفعال: تاخذ اجازة مرضية للمدة اللي انتّا بدّك اياها ونروح سوا...
نور تقدمت لناحيتهما: نروح لوين؟
ديانا وأمير بصوت واحد وبعفوية اردفا : لبنان...
تعجبت من انفعالهما واصبح كلًّا منهما ينظر للأخر ولكن حزمت الأمر بابتسامتها وهي تردف: الله......عاد من الله انا ابي اسافر...
أمير مسح على رأسه وبتردد: خلاص جهزوا الاغراض....بكرا راح نسافر.....وراح اكتب خطاب صحي مزوّر لإلك يا نور وراح أأدموه (اقدمه)للجامعة
(نقزت) بسعادة تعجب منها الاثنين: yeeeeeeees
حينما شعرت بنظراتهما حكّت رقبتها بحرج ثم اردفت: مليت من بريطانيا....واي دولة اجنبية.......يعني اقصد....متحمسة اني اشوف....المكان اللي انولدتوا فيه...
عبست بوجهها ديانا ثم جلست وهي تردف لأمير : خليهم ينظفوا الفيلا.....
امير بهدوء: تمام......راح روح اجهز كل شي
جلست نور بالقرب من والدتها بتعجب: عنده فيلا؟وحنا عايشين بشقة اجار....
ديانا تحدثت هنا بهدوء: منو قالك عايشين بأجار....هالعمارة نصها لي ونصها له....
تعجبت نور وانخرست يبدو انها لا تعرف الكثير عن حياتهما سكتت ثم نهضت ديانا وهي تقول: اكيد جايعة ...بقوم اسوي لك اكل...
نهضت نور وهي تردف لتنهي الأمر: لا ماما...اصلا كلت....بروح انام احس تعبانة اشوي...
ديانا هزت رأسها: وانا كمان بدي اغفي اشوي....
.................................................. .................................
كان في سيارته ، الأمر بدأ بالتعقيد....لم يظن أنّ الأمور ستؤول إلى ما هي عليه الآن يريد الخلاص من الأمر ولكن الواقع مُّر ومُشين! اتصل عليه تحدث معه : راح اطلع على لبنان.....بدي شوفك حتى نخلص من هي السيرة .....وننهي الصفقة اللي خدعتوني فيها....
كان جالس على مكتبة الاستقراطي الفخم نفث الدخان من فمه تحدث باللغة الاسبانية_(مترجم): فمن المستحيل مقابلتك أمير...
ضرب امير على مقود السيارة : بظن تعرف تحكي عربي....وتاني شي...انتَّا خدعتني وانا ما فيني اعمل اللي ئلتلي (قلت لي) عليه.....انا شغلي كلوه نظيف....وما بدي اوسّخ مالي وعائلتي بهيك اشياء....
توقف عن التدخين : تزكر العئد الأول اللي وئعت (وقعت) عليه.....هزا أول شاحنة طلعت على بيروت باسمك......يعني انتَّا بلّشت شغل معنا...من اول توئيع على الورق......
عصب أمير وبدأ بسبه وشتمه فقال الآخر: ما فيه مجال للهروب...أمير....كل اللي بدنا منّك .....تسهّل أمور التهريب على لندن بس.....وإزا رفضت.....أنا اسف مضطر افرجيك وجهي الجديد
ثم اغلق الخط في وجهه، ورمى الآخر هاتفه على المقعد الجانبي اخذ يسب ويشتم هذه الصفقة ، وغباؤه.....كيف لم يفهم الأمر....كيف...؟.....ماذا يفعل....الأمور بدأت بالتعقيد اكثر فاكثر وخشى على عائلته منهم....كل ما يشعر به بالعجز....والاحباط.....عليه ان يتزّن.....في افكاره قبل فوات الأوان....حدّق في الطريق وبدأ يقود سيارته.....من أمام العمارة!


انتهى









 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خالد و بندر *مكتملة* JAN روايات عامية 6 08-10-2020 09:45 PM
سلع أرواح محرمة *مكتملة* JAN روايات عامية 77 08-08-2020 11:43 PM
بنات أكشن*مكتملة* JAN روايات عامية 31 07-04-2020 07:23 PM
عَشآن الحُب!*مكتملة* AM. روايات عامية 82 06-23-2020 07:48 PM
هفوات ، خطايا ، ذنوب ورده المودة روايات الانمي_ روايات طويلة 7 03-04-2020 07:31 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 06:23 AM