••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2020, 10:09 AM   #111
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





يقـال قبل أن تـبدأ الـحرب يجب عليك أن تـعرف ما الذي أنت تـقاتل من أجله ، هـو لا يملك شيئا ليدافع عنه و لا يـحارب من أجلـه إنه بالـكاد يهتم بتلك
الثـروةّ أو المال ما أراده حصل عليه سابقا ، تنـهد بضجر أكبـر مـراقبا شـاشة الـحاسوب حيثّ كان يعرض تسجيـل وفـاةّ السيد بيتر و جميـع الأدلةّ من
كوب العصير الذي قـدم له و المـخدر الموجود فيه أيضـا فـارتشف القليل من القـهوة السوداء الساخنـةّ مبعدا ملفا ما عن مرمى نـظره عندما رفـع عينيه
الداكنتين نحو ذلك الـشخص الذيّ يجلس أمامه و لم يكن أحدا سوى كـايل نفـسهّ يوجد على خـده عـلامةّ بنفـسجية حتـما للكمـةّ كان يمسك هو الآخر
بـملفات عديدةّ يـحاول أن ينـظر فيها بنفسه مسـاعدا ابن عمته ..
و على غير العادة فكان كايل ملتـزما الـهدوء بشكل مريـب لا يتـحدث كثيـرا فـقطب نايت حاجبيه ثمّ تنهد بنوع من الإرهاق ما الذي يـفكر به ؟ ألم يحن
الوقت بعد لكي يتقدم للأمام تاركا إليزابيث و ماضيهما معـا كله فيّ الخلف ؟ إنه بالكاد يستطيع أن يـعرف وجـهة أفكاره أو مشاعره بل إنه حتى لا يفهمه
على الإطلاق فـلماذا يتمسك بحب إمرأة خـانته ؟ رفـع نـظارتين الطـبيتين و وضعهما لكيّ يـعود للعمل مـجددا على حاسوبه قـائلا ّبنبرةّ باردة
ـ يستحسن أن تتخطاها قـريبا ، ذلك سيكون أفضل للجميـعّ
أحـكم كايل القبضّ على ذلك الملف بين يديه و قد ارتجف جسده قليلاّ إثـر غـضبه لكنه لم يقل شيئـا فنـظرّ بطرف عينه نحو نايت الـهادئّ كي يشـحب وجهه
فجـأةّ إنه لا يدرك كم كـان نايت مخيـفا تـلك الليلةّ لقدّ لكمـه عدةّ مـراتّ و دون تـوقفّ لأخـذّ أنفاسه لم يـمنـعه فـرانسوا من ذلكّ أو سـوزي بل اكتفيا فقطّ
بمشـاهدةّ الوضـعّ بينما حـاولتّ ماري أن تـوقفهما مراراّ و تـكرارا دون أن تـنجح ، إنه لا يصدق ما حدث حينها فقد كان نايت غـاضباّ و لأول مرةّ غاضبا
منه بشـدةّ جعلته يعجز عن الكلامّ ..
أجـلّ هو أحمق فـكيف يسلم إليزابيث جميع أسهمه و ثـرواته دون أن يـفكر و لو لوهلةّ ؟ إنها خـانته و هو يسـتحق ذلكّ لقد حان وقتّ وقوفه مجددا و جعلها
تندم على ما فعلت فلا أحد يعبث مع رجال لبيير دون أن ينال العقابّ ، تـحدث كايل بنبرةّ محرجة و هو يـرد عليه
ـ سـأفعل ..
نـظر إليه نايت بـبرود متهـكما أجل هو يصدقه ، بالـطبع لن يتخطاها بتلك السهولةّ فقد أحبها عنّ إخلاص و قد كانت إليزابيث أول امرأة أحبها عن بكل
صدق لذلك تـجاهل نايت إجـابة كايل المترددةّ و أكمل عـمله دون أن يلقي أي نـظرةّ نحوه حينما تـحدث كايل فجـأة قاطعـا ذلك الصـمتّ المريب
ـ لو كـنت مكاني ..
قطـع كلامه فجـأةّ إذ أن نايت لن يكون أبـدا مكانه فـهو لن يقع أبـدا في خـطط إليزابيث و لن يسلمها كل أمواله دون رمشـة عين كما أنه لم و لن يحبب
أي شخص أي إمرأة فكيف له أن يفهم أسبابه ؟ كيف له أن يطلب منه وضع نفسه في مكانه فـهذا لن يحدث أبدا لنايتّ ، عـاد كايل يصغ جـملته بـشكلّ
رأى أنه مقـنعّ أو بالأحرى منـطقيّ بالنسبة لنايت
ـ لو أن ماري فـعلت ما فـعلته إليزابيثّ ، لو أنها خـدعتك ؟ هل كنت ستسامحها ؟
تـوقف نايت عن الضغط على لوحـة المفاتيح لكي ينـظر نحوه بنوعّ من البرود ماري تـخونه ؟ أجل لقد فكر في هـذه الإمكـانيةّ سابقا عـندما تـعرف عليهاّ
لقد اعتـقد أنها مخـادعةّ كـاذبةّ و منـافقةّ أيضا تسعى فقط من أجل أمـواله و لكسبّه لكن بـمرور الأيـام تـلك الـظنون لم تكن سوى مجرد أوهام فـتحدثّ
نايت بنبرةّ مبـحوحةّ هادئةّ
ـ مـاري بعيـدةّ كل البعد عن إليـزابيثّ ، كلتاهما مخـتلفتان تـمتلكان طرقّ مختلفةّ للوصول إلى غـايتهما فـلماذا تـجمعهما معـا ؟
رمـقه كايل بـهدوء قبل أن يشيح وجهه بعيـداّ بالرغم من أنهما مختلفتان جـدا إلا أن كلتاهما وقعتا في حـب نفس الـشخصّ و كلتاهما تفعل المستحيل بطرقتها
الخاصةّ من أجل سـلامته هوّ بالرغم من أن أحدهما مـخادعةّ و مـاكرةّ بينما الأخرى صـادقةّ و مخلصة إلا أن هما يحبانه هو فقطّ ، و بالنسبةّ لكايل فـهما
متشابهتين نوعا ماّ فعـاد كايل يتحدث بنبرةّ مصممةّ
ـ لكن أنـتّ لم تجبني ، ما الذي ستفـعله إن خدعتك ماري ؟
لم يرى نايت أن الاسترسال في الحديث سيعود عليه بأي نفع أو فائدة لكنه بالرغم من ذلكّ توقف عن عـمله مـجددا و هو ينـظرّ نحو كايل ببرود ما الذي
سيفعله إن خدعته ماري ؟ ابتسم بـسخريةّ قبل أن يضحك قـليلاّ ببحةّ خفيفةّ متـهكماّ
ـ أنت تـدرك جيدا أننـاّ نتـحدث عن ماري ، أليس كذلك ؟
هـز نايت رأسه نفيـا ساخرا من هـذّه الفكرة بينما رمقـه كايل بدهشـةّ لا يستطيع أن يعلم ما إن كانت ردةّ فـعل نايت لأنه واثق جـدا منها أو لأن هـذا مستحيل
الـحدوث فـساخر من فكرته هذه لكي يستند كايل على طرف المكـتب متنهـدا بقلةّ حيلة أجل إنـه محق فـماري التي يعرفها الجميـع من المستحيل أن تخدع
أحـدا إنها لا تـجيد فـعل أي شيء و كل يشعر بـطريقةّ ما أنه يتوجب عليهم حمايتهاّ حتى نايت نفسه ..
ـ أتـحبها ؟
شـحب وجهه إثر سـؤال كايل المفاجئ و اتسعت عينيه بـصدمةّ لماذا لم يخطر بباله هذا السـؤال قبلا ؟ قـطب حاجبيه لوهلة من الزمن ماري لم تسعى أبدا
لمعـرفة إجابته كما لو كـأنها متـأكدة منّ رده دون أن تضطر لسماعه ، حـرك قـلم بين يديه بنوع من الحيرةّ قبل أن يستعيد ملامح الـبرود ّفتعود كي تعلو
وجهه مجددا و قدّ كانت عينيه داكنتين
ـ لا أظن أن إجـابتي ستتغـير ..
لم يعلم ما إجـابة نايت الأولى كانتّ لكن لا يبدوا أنها سارةّ على الإطلاقّ بالرغم من أن نظرة نايت نحو ماري قد تـغيرت كليا فـقد صار يثق بها أكثـرّ
و يهتـم بسلامتها أيضاّ كما أن وجـودها ضروري بالنسبة لهم جميـعاّ مجرد حضورها يضفي على القصرّ نوعا من الطمأنينة له و لهمّ لكن يبدوا أنها لن
تنال ما كانت تسعى له ، ضحك كايل بخفـةّ يال حظهما التعيس عندما نظر إليه نايت مستغرباّ قد تحدث ببحة
ـ ما الأمر المضحك ؟
كانت نظراتّ كايل نحو نايت هادئـةّ قبل أن يبتسم بدون قول شيءّ تـلك الفتاة التي لا يعتقد أبدا أنه سيغير إجابته لها أو يظن أنها ستبقى إلى جانبه للأبد ؟
أشـاح وجهه ناحية أوراقه قائلا بنبرةّ مبتسمة
ـ كنت أحاول جاهـدا كسب حب إليزابيث بكل طرق و بجميع السبلّ في كثير من الأحيان كنت استسلم أخبر نفسي لما أحاول و أنا أدرك حبها لآخر ؟ بالرغم
من هـذا استمررت بالمحاولةّ لكن الآن و بالنظر نحوها فـأنا بالكاد أشعر بشيء نحوها لا أستطيع أن أكن حتى مشاعر الكره لها إذ إن فعلت فذلك بمثابة
إهدار لطاقتي ،
عـاد كايل يضحكّ بـخفة أجل فـحتى مشاعر الكره لا تستحقها إمرأة مثلها من الأحسن فقطّ محوها و نسيانها من ذاكرته بـكاملها كي يعتبرها كما لو كـأنها
لم توجد قطّ هـذا فقط لأن كل ما حدث معها كان سيئا فقطّ مليئا بالألم و الـحقد و البغضّ و لأنها لم تعتبره أبدا حبيبا ، فقـال مـجددا بنبرةّ ذات مغزى
ـ أتعتـقد أن الناس سوف يستمرون في المحاربـةّ إن كان الوصول للـهدف مستحيلا ؟
نـظر إليه نايت بـعدم استيعاب أهـذا يعني أن كايل الآن لا يشعر بـأي شيء نحو إليزابيثّ ؟ ابتسمّ بهدوء هو الآخر بينما هز كايل كتفيه بعدم اهتـمامّ ثمّ
وقف حاملا إحدى الملفات أسفل ذراعه عندما رتبّ نايت أوراقه بـكسل و هو يـحمل حاسوبه حينما تحدث كايل بهدوء
ـ ما أقصـده ، حـب ماري لك لن يدوم مـادامت إجابتك لن تتغير ..
تـنهد بـنوع من الضجرّ و هو يـدفع كايل من ظهره خارجاّ لكي يـغادر كلاهما المكـتبّ متـجهين نحو قاعةّ الاجتمـاع كي يسرقّ كايل نظرةّ خفيفةّ نحو نايت
اللا مباليّ قبل أن يتـأوه بـألم هـذا الرجل بمثابة الجليد فـلا تـوجد أي كلمة قد تغير رأيه أو تـجعله يتغير و لو قليلا في النهاية يبدوا أنه بالفعل لا جدوى من
حب ماري له من الأفضل لهاّ أن تتوقف ..

/

كـان يجلس على طـرف الكرسي يمسك بين يـده قلما يـلوح به بدون تـركيز و هو ينـظرّ من خلال النافذةّ إلى تـلك السـاحةّ التي تـطلّ عليها قدّ بدى هادئا
و شارد الـذهن من هذه الأفكار العديدة التي غـزت عقله و التي احتـلتّ أكبر جزءّ هي ديمـيتري إنه لا يتـراجع للخلف على الإطلاقّ و لا يزال حتى الآن
مختفيا عن أنـظار الصحافةّ بالرغم من أن الكل يدرك وجوده ، هو يـجعل كل شيءّ صعبا و مستحيلاّ أيضا متقنا لغـايةّ المثاليةّ فقد كبل نايت كليـاّ و قد صار
الأخير مشـغولا جدا بإنقاذ الكلّ قبل أن يفكر في نفسه فالجـميع يعتمد عليه و هو أيضاّ يعتمد على نايتّ ..
أراد أن يسـاعده و يمد يده للكلّ إذ أنه لا يحبذ فكرةّ البقاء في الخلف منتـظرا حماية الحراس له بل يريد التدخل أيضاّ أجل لقد قرر سابقا أن هذه ليست معـركته
و هو ليس معنيا بما يحدث فلطالما كان مجرد الورقة الرابحـةّ لكنه بالرغم من ذلك يبقى جزءا مهما ، انتـقل إلى مسامعه فجـأة صوتّ الأستاذّ و هو يتحدث
بنبرّة منـزعجةّ قليلا
ـ أليكساندر إن كانت حصتي لا تناسب ذوقك فيمكنك الـخروجّ ..
استـدار نحوه بـدهشة إذ أن تواجد الأستاذ أمام طـاولته أثارّ دهشته قليلاّ فهو لم يكن منتـبهاّ فـأومأ نفيا و هو يعـتذرّ باختصار و ذو نبرةّ باردة لكي يـنـظر
مجددا نحو الـسبورةّ بضجر قد كانت أنـظار الكل نـحوهّ ، الفـتى الـجديدّ الذيّ لا يحبذ أن يتحدث معه أي أحد و يبقي حاجزا حوله إنه صعـب التعامل و ربما ذلك
يعود لخلفيته التيّ لا أحد يدرك ما هـي فـكل ما يناديه الأستاذةّ به هو اسمه الأولّ فقط ،
نـظر أليكساندر ناحيـةّ الفتاة التي تـجلسّ بجانبه و التيّ كانت تسجل كل ما كتـبه الأستاذ طوال الوقت ثمّ زفر بـنوعّ من الملل إذ لا رغبة له فعلا في الدراسةّ
كان يجب عليه الذهاب مع كايل لمخبر الشـرطة أو مع فـرانسوا يستطيع أن يساعده إن تعلق الأمر بالبيانات أو ماري أجل فـهي لا تـقول لا أبدا له سترحب
به بكل ابتسامةّ و ستـأخذّه معها كما دوما تفعل بالحديث عنها إنها لا تـبدوا نفسها في الآونة الأخيرةّ ربما ذلك عـائدّ لقضية إدانة فـلورا ، أيعقل أن نايت وجد
دليل يدين فيه آرثر غلوري ؟ ربما تستطيع كلير مساعدتهم فـهي في جانبهم تأوه بألم ممسكا برأسه حينما همست له الفتاة بنبرةّ مترددة
ـ يجب عليك فعلا أن تـركز في الأستاذ يستمر في النظر اتجاهك ..
نـظر إليها بـهدوء لقد كانت المرة الأولى التي يلاحظها فيها فهي و منذ قدومه لم تتحدث معه لمرة واحدة أو ربما لأنه لم يلتفت نحوها قط كانت ذات شـعر
أسود قصير يصل إلى رقبتها و عينين عسليتين ذاتّ بشرةّ صافية قطب حاجبيه و هو يعود لنظر نحو ذلك الأستاذ بضجر كبير إذ أنه يفتعل المشاكل معه
فقط لأن أليكساندر قد أتى لهذه المدرسة بطريقة خاصةّ إذ طلب نايت للمدير بجعل هويته مخفية حاليا و جميع الأساتذة لا يدركون هويته الحقيقة لذلكّ هذا
الأستاذّ و لجهله بالموضوع يسعى لإثارةّ المشاكل فقط لإرضاء فضوله و معـرفته .. ، قـال أليكساندر فجـأة
ـ لم يكن علي الحضور قط تـبا
قد تـغير مزاجه كليا أراد مغـادرة القاعةّ هو يفضل تقديم المساعدةّ أي كان ما يقدر عليه لا الجلوس هنا الاستماع إلى تـصريف الأستاذ للأفعـال كتـم أنفاسه
لوهلة ثمّ تنهد بقلةّ حيلةّ بعدّ ذلك عـاد يكتب ما فاته من ملاحـظاتّ بعدم اهتمام ملحوظ




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:10 AM   #112
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي









وضـعت حقيبتها السـوداء على طرف السرير قبل أن تستلقي عليه بإرهاق شديد ذراعها اليمنى على عينيها تحجب عنها الـرؤية بقيت لوهلة من الـزمن
على وضعيتها تـلكّ حينما تنهدت بـتعب و هي تعتدل في جلستها لقد كانت في جنـاح نايت بـالغرفة الـرئيسيةّ قد أخبرتها سوزي أن كلاهما قد غـادر القصر
منذ ما يقارب سـاعةّ أو أكثـرّ ،
نـظرت إلى هاتفها بهدوء ثمّ رمته جانبا إذ أنها لا ترغب في إجراء أيّ مكالمة هاتفية الآن حتى لو أنه من الأفضلّ أن تتصل بها حيث أن سيليا صـارتّ قلقة
كثيرا بالآونة الأخيرةّ قد باتت تبعث لها بـرسائل نصية قصيرةّ كلما سنحتّ لها الفرصةّ تـأوهت ماريّ بـألم و هي تمسك رأسها لقد كان من الأفضل أن لا
تخبر سيليا عن اعتقال فلورا فقد زاد ذلك من قلقها ..
وقفتّ كي تتجه بخـطواتّ بطيئةّ مغادرة الغـرفةّ عبرت الـرواقّ بعدّ ذلك فتحـتّ بابّ مكتب نايت على وسعه كانتّ توجد أوراق مبعثرة في كل مكانّ و في أيّ
زاوية فزمت شفتيها بعبوسّ هذا يدل بأنه أمضى الليل بـأكمله مجددا يعمل إنه يستمر بالضغط على نفسه كثيرا ،
فـأخذتّ تـرفع الأوراق و تعـيدّ ترتيبها إذ أن نايت حذر جميع الخدم من الدخول إلى مكتبه فقد بدى أمرا محظورا لكنّ بما أنها أتت هنا عدةّ مراتّ فلا بـأسّ
بذلك سترتبّ فقط الأوراقّ و الملفاتّ ثم تـغادرّ هذا ما قـالته لنفسهاّ عندما وقعت بينّ يديها إحـدىّ الملفاتّ فتحتـهاّ بهدوء فاتسعت عينيهاّ بدهشة لم تكن لتصدقّ
ما رأته تـوا ،
ـ ما الـذي ..
همست لنفسها غير مصدقـة كان الملف يحتـوي عـدة أمور لم يكن من المفترض بها أن تراها ليس الآن على الأقل أمسكت بـجبينها أصحاب هـذا المنزل بأكمله
مجانين كما لو كـأن الجنون هنا صار بمثابة وباء ينتشر لديهم ظهرت ملامح الاستياء على وجهها قبل أن يملئ وجهها بدموعهـا ، منذ متى كانت حياة الناسّ
لعبة لكي يـأخذوها ؟ ،
ـ تـلك المـرأة ألا تـملك قلبا ؟
هـذا ما قالته بـأسى و ألم شديد ربما لأنها صارت الآن تقدر الحياة التي تعيشها أكثر من أي شخصّ و ربما لأن سيرة الموت صـارتّ أكبر كابوس لها أو
ربمـا لأنها عاشتّ مع سيد بيتر فترةّ ليست بقصيرةّ فهي تشعر بالحزن نـحوهّ لأنه أضطر أن يمـوتّ لا بل أن يقتل من أجل ثـروته ، ما الذي فعله لها لكي
تقتله بأعصاب باردة ثم تـحضر جنازتـه بدموع زائفـةّ تـقبل حفيده و تعترف بحبها له تتزوج من حفيده الآخر و توهمه بـعشقها له ، أي إمرأة هذه و
أي قلب تـملك ؟
وضعت ماري الملف جانبـا لقد أخبرها فرانسوا قبل مغادرته هذا الصباح بـأن نايت يمتلك أدلة قـاطعةّ يستطيع بها أن يدين إليزابيث للأبد لكنها لم تستطع
أن تصدق كلماته ففي النهاية الشخص الذي يتحدث عنه فرانسواّ هو نايت الـرجل الذيّ أحب سابقا إليـزابيثّ و حتى لو لم تعد تعني له شيئا فهو لن يستطيعّ
أن يسلب سبب كايل الوحيد في الـمكافحة ،
ـ كل شيء يصـل إلى نهايته ..
أومـأت بذلك كـأنها تؤكد كلامها بعد ذلك سارت بخـطواتّ بـسيطة بطيئةّ مغادرة المكتب ثمّ أغلقت الباب خلفها بإحكام كانتّ تسير ببطءّ عندما تـوقفت فجـأة
قد داهمها صداعّ حاد تأوهت قليلا يبدوا أنها لم تعد تملك الكثير من الوقت أيضـا حينما فتحت عينيها مجددا رأت أمامها تـلك المـرأةّ تقف بهدوء تضع يدا
على خصرها بثـقةّ مـطلقةّ ابتسامتها المـاكرةّ و خصلات شعرها الأسود المنسدل على ظهرها إنها نفسها المرأة التي تنافسّ عليها الكل ..
في البـدايةّ ظنت ماريّ أنها مجرد أوهام إذ كثيرا ما صارت تخلط بين واقعها و خيالهاّ لكن و حينما أعادت فتح عينيها مجددا للمرةّ الـثالثةّ تأكدت بأن ما
يحدث ليس سوى الحقيقةّ و أن هذه المرأة التي تقف أمامها هي فعلا إليـزابيثّ لكن الأمر الذي لم تفهمه هي كيفّ استطاعت الدخول إلى هنا أين هم الحراس ؟
بينما تـحدثت إليزابيثّ بنبرةّ باردة
ـ ماري .. ماري .. ماري العـزيزةّ ، أعتـذر على زيارتي المفاجئة و الغـير متوقعة لكن أريد التـحدث مع نايت فهل هو هنـا ؟
لم تنسى إليزابيث أبدا أن ماري كانت مستعدةّ لإطلاقّ النار عليها من فوهة المسدس في تلك الحفلةّ فقد كانت نـظراتها نحوها تلك الليلةّ أشدّ حقـداّ أكثرّ
كرها و أعمقّ بغضا من أيّ مشاعر قد وجهها له أيّ شخص قدّ عـرفته لكن و هاهي تنظر نحوها الآن بمرور الأيامّ تـلك المشاعر ازدادت قـوةّ فابتسمتّ
بخبث عندما تـحدثت ماريّ بنبرةّ هادئةّ
ـ أو تعتقدين أنني سأسمح لك بـرؤيتـه نهيك عن الحديث معه ؟ لا تتحامقي معيّ إليزابيث ..
ضحكتّ إليزابيث بـخفةّ أقالت أنها لن تسمح لها بـرؤيتـهّ مطلقا أو بالحديثّ معه ؟ و من هي لكيّ تتحدثّ ؟ عـادتّ تنظر نحوها بـسخريةّ كانتّ ماري تـقفّ
باستقامة نـظراتها موجهة نحوهاّ بقوةّ و ملامحهاّ الرقيقةّ الـلطيفةّ قد غـادرتهاّ فحل مكانهاّ الـجمودّ و الحـدةّ ، عـندما تحدثت إليزابيثّ بضحكةّ
ـ أرجوك و من أنت ؟ لست سوى دميـةّ اختـارها نايتّ لمسرحيتـه قريبا سوف يتخلص منكّ تماما كما فعل لجميع من حوله .. الآن ابتعدي عن طريقي
رمقتهـا ماريّ ببرود إذ لم تـؤثر كلماتها فيها قطّ و ما بشـأن تلك المسرحيةّ ؟ لقد صارّ كل شيء من الماضيّ الآن هي لم تبقى هنا لأجل المالّ أو لأجل العـقدّ
بل بقت هنا لأنها كانت ّتـحبه و لا تزالّ ، أرادتّ أن تـغـيره و تـجعله يرى العـالمّ بطريقةّ أفضلّ و ليست نادمةّ على اختيارها ذلكّ حتى لو انتقدها الجميع عليهّ
فهزت كتفيها بعدم اهتمام قائلةّ
ـ يستحسن أن تغـادري لأن رؤيتك له أمر من سابع المستحيلات..
قالت ذلك و هي تبتسمّ بـخفةّ تتكئ على الجدار الذيّ خلفها بينما قطبتّ إليزابيث حاجبيها بعدم استيعاب ثمّ تـجاهلت وجود ماريّ كي تسيرّ بثقةّ نحو مكتب
نايت حينما أمسكتها ماريّ من ذراعها كانتّ ملامحـهاّ حادةّ و لم تغادرها تلكّ الابتسامةّ الخفيفةّ
ـ لقد سئمت فعلا من كوني الفتـاةّ المـهذبة هنا فدعيني أخبرك شيئا مهم ، أنت لم تعودي فردا من عائلة لبيير بـعد الآن لست سوى تابعة لديميتري و حتى لو
تحدثت مع نايت فلن تستفيدي شيئا من ذلكّ لنواجه الواقـعّ لقد أفسدت كل شيءّ بعدم حسن اختيارك فتارةّ تتلونين بالأسود مدعيةّ جانب نايتّ و تـارةّ بالأحمر
لأجل كايلّ ، تـارةّ الأصفر لديميتري تـماما مثل الحرباءّ تأخذين شكلّ من حولك فأخبريني أي لون تتشكلين به الآن ؟ أهو الأسود ، الأصفر أم الأحمر ؟
لم تصدقّ ما سمعته إليزابيثّ فقد بدت ماريّ حادةّ في كلماتها و شديدةّ التهكمّ لم تستطعّ أن ترد بأيّ شيء عليهاّ إذ أنها محقـةّ فأيّ لون تأخذه الآن ؟ سحبتّ
ذراعها منّ يد ماريّ الممسكةّ بها ثمّ قالتّ بحدةّ
ـ أنـا أفعل مـا أفعله وقتما أريد سأتشكل بأي لون أريدّ وقتما أريدّ ، و نايت سوف آخذه تـماما كما فعلت سابقاّ فـسأفعل الآن و أنتّ لن تستطيعي منعيّ أتدركين
لما ؟ لأنك مجرد دميةّ تمثيليةّ فقطّ و لا شيء آخر فاحتفظي بترهاتك لنفسك..
قطبت ماريّ حاجبيها عنـدما وصلتّ سوزي مسرعـةّ و خلفها حراس التابعينّ لها ، نـظرتّ إلى سيدتها التي و بالرغم من أنها بدتّ متماسكةّ و هادئةّ للغـايةّ
إلا أنها شاحبةّ الملامحّ كيفّ أن لا تفعل و هي تواجه تلكّ المرأةّ فكادت أن تتقدم عندما أشارتّ لها ماريّ بإيماةّ خفيفةّ من رأسهاّ بالنفيّ قبل أن تستديّر نحو
إليزابيثّ كيّ تبتسمّ بخفةّ رفعتّ يدها و بحركةّ سريعةّ وجهت صفـعةّ قويةّ لإليزابيثّ التيّ سارعت بالابتعادّ عنها بصدمةّ ، عـندما تحدثّت ماريّ بنبرةّ حادةّ
ـ ذلك زوجي الذيّ تتحدثين عنه أيتها السافلةّ..
رمقتهاّ إليزابيثّ بدهشةّ ثمّ سرعان ماّ صاحتّ بعصبيةّ شديدةّ و هي تندفعّ نحو ماريّ بكلّ قوةّ التيّ بدورها اندفعتّ نحوها بينما بقيت سوزي فيّ مكانها
بـحيرةّ حينما سقطتّ إليزابيثّ أرضاّ و ماريّ فوقهاّ تـجذبها منّ قميصهاّ فيّ حين الأخرى تحاول دفعها بعيداّ عنهاّ عـندماّ تحدثت ماريّ بـعصبيةّ
ـ تـلكّ القبلةّ اعتـرافك خيانتكّ سأجعلك تندمين عليهم جميـعاّ ...
قدّ وجهت لكمـةّ أخرى بقوة لم تعلم من أيّن قد كسبها بينماّ كل ما حاولت إليزابيثّ فعله هو إبعاده عنهاّ عندماّ تـقدمتّ سوزي من ماريّ تجذبها بعيداّ عنها
و هي تشيرّ للحراسّ بـرفع إليزابيثّ و أخذها بعيداّ و قدّ كانتّ تصيحّ بعصبيةّ و هي تحاول الوصولّ إلى ماريّ قائلةّ بحدةّ
ـ أيتهـا الـحقيرةّ .. أنت لاّ شيء بالنسبة له أما أنا فكـنتّ حبه الأول فكيفّ لك أن تهزميني ؟ أنت لا شيء أتسمعين ؟
ابتسمتّ ماريّ بـسخريةّ و هي تـنفضّ يديها عندما احمر وجه إليزابيث بأكمله لو أنها تستطيعّ فقد أن تمحي تلكّ الابتسامةّ المتهكمة من شفتيها فقطّ لو
أن هؤلاء الحراس لم يكنوا يمسكونها بشدةّ لكانت قد قتلتها بدونّ أيّ تردد ، فيّ حين مسحتّ ماريّ شفتها السفلىّ و هي تقولّ بنبرةّ باردةّ
ـ سوزي ..
نـظرتّ إليها سوزي حينما ابتسمتّ ماريّ بمشاكسةّ تدرك أن ما فعلته كان غبيا لكن تلكّ النار المؤججةّ بقلبهاّ حينما رأتّ إليزابيثّ تقبل نايتّ مرتين متواليتينّ
عندما رأتهاّ تـبتسم برفقةّ كايلّ غير آبهة بخيانتها حينما رأتهاّ تقف بجانب ديميتريّ بعدما أخذتّ كل ما أرادته من هذه العائلةّ تلك النار لم تكن ليطفئها أحد
غيرها هيّ بينماّ ابتسمتّ سوزي بهدوءّ و هي تقتربّ من إليزابيثّ
ـ ليّ الشرف بأن أرافقك خارجاّ ..
رفعت إليزابيث حاجبيها بدهشةّ أكبر و قد أدركت أنها لن تستطيع الحديث مع نايتّ ربما لأنه ليسّ هنا منذ البدايةّ و كمّ شعرت بمدى غبائهاّ حينها فكيّف أتت
إلى القصر و هي تدرك جيدا أن فرصـةّ لقائها معه هناّ ليستّ واردةّ لكن اعتقدتّ و لما تـركها الحراسّ تدخلّ بدون أي تردد أن نايت موجودّ و أنه هو من سمح
لهم بإدخالهاّ فقالتّ بحدةّ معترضةّ
ـ لديّ شيء مهم أريد أن أخبر نايت به فـدعوني أتحدث معه ، سوزي اتصلي به هو لن يمانعّ ..
رمقتها ماريّ بإستغراب و كادتّ أن تتحدث عندماّ انتقل إلى مسامعها صوتّ خـطواتّ الكلّ يعلم من صاحبهاّ فاستدارتّ للخلفّ كيّ تـرى نايت قـادما يحرك
ربطةّ عنقه بكسلّ شديدّ و خصلات شعرهّ الأسود قدّ تمردتّ عليه مجددا فـيرفعهاّ بعيدا قدّ كانت نظراته بـادرةّ و هادئةّ برفقـتهّ كايلّ الذي بدوره يتثاءب بتعب
حينماّ لمح الاثنين تـلكّ الـفوضىّ التي برواقّ ،
وقفّ كايل فجـأةّ كما لو كـأن قدميه لمّ تعد تسعفانهّ لكنه سرعان ما تدارك نفسه و هو يعودّ لسيرّ مجددا حينماّ وصلّ الاثنين وقف كايلّ بجانب ماريّ لكيّ
يسـألها عن الأمر الذيّ يحدث هنا عندماّ تحدثت ماريّ بسرعةّ قـائلةّ و هي تقف فيّ طريقهما
ـ لقد كانت إليزابيثّ مغادرةّ ، أليس كذلكّ ؟
أومـأتّ سوزي إيجابا عندماّ قطب نايت حاجبيهّ بعدم استيعاّب بينماّ و عندما تلاقت عينا كايلّ بإليزابيث أشاحتّ الأخرى وجهها بعيداّ عنه و هي تـنظر نحو
نايتّ برجاءّ لكيّ يرفع هو يدهّ بإشارةّ للحراسّ كيّ يتركوها حينماّ فعل ذلكّ تحدثت إليزابيثّ بحدةّ
ـ نايت أريد الحديث معك على إنفراد من فضلكّ ،
نـظرتّ ماري نحو إليزابيثّ مع عـادتّ بأنـظارهاّ نحو نايتّ الذيّ تنهدّ ببحةّ خفيفةّ لكيّ يشيرّ للحراسّ بالابتعادّ عنها مجددا آمرا إياهم بالمغادرةّ بينماّ
وقفت ماريّ أمامه قـائلةّ بنبرةّ غاضبةّ
ـ نايت لاّ تفعل ، إنهـا تحاول استدراجك فقطّ كلنا نعلم جيداّ أن جميع ما تتفوه به هو أكاذيب فلا داعي لسماعها
رمقتها إليزابيثّ بكره شديدّ لكن سرعان ما تغيرت ملامحها و هي ترى نايت يتقدم نحوهاّ بعدما دفع ماريّ بعيداّ قليلاّ عن طريقه فابتسمتّ بثقةّ إذ أنه
سوف يستمع إليها فيّ النهايةّ عندماّ فتحّ نايت بابّ مكتبه قائلاّ بنغـمةّ صوته المبحوحةّ
ـ سوزي أحضري لي قـهوةّ ..
دخلّ بهدوءّ إلى مكتبه بينما بقيت ماريّ مكانها بعدم استيعابّ قطبتّ حاجبيها و زمتّ شفتيها عندماّ ابتسمتّ إليزابيثّ بكل برودّ غير آبهة بوجودّ كايلّ كما
لو كـأنه لم يكن زوجها قطّ ثمّ قالت بنبرةّ ساخرةّ
ـ ألم أقل لك ؟ أنـتّ مجرد دمية لا أكثر و لا أقل ..
أبعدت شعرهاّ عنّ وجهها و هي تسيرّ إلى المكتبّ مغلقةّ البابّ خلفها بينما وضعت ماريّ يدها على جبينهاّ أن توضع في هذاّ الموقفّ مجددا من قبل نفسّ
الأشخاصّ بعدما كل ما حدثّ توا أحيانا لا تدرك أبداّ كيفّ تستمر بمكافحتهاّ هذّه و استدارتّ للخلفّ عندما رأتّ كايلّ يقف بهدوءّ ففتحتّ شفتيهاّ كي تتحدثّ معه
غيرّ أنها التزمتّ الصمتّ عندما قالّ هو بنبرةّ باردةّ
ـ لا تقلقي ماريّ .. سوفّ أحرص على جعلها تـرى مكانها الحقيقيّ هذّه المرةّ
حركّ خصلات شعرهاّ البنيّ بعشوائيةّ مدركاّ مدى تـأثيرّ الموقف عليهاّ لكيّ يسير هو بخطّوات سريعةّ نحو مكتبّ نايتّ بعدما أشارّ بغمزه خفيفةّ لسوزيّ أن
تنتبه لماريّ ثمّ دخلّ مغلقاّ البابّ خلفه بعدما تغيرت ملامحّه لكيّ يكسو وجـهه البـرودّ و الـحقدّ الشديدّ أيضاّ ، بينماّ و حالما هدئت الأوضاع قليلاّ استدارت
سوزي ناحيةّ ماريّ و تحدثتّ بنبرةّ لطيفةّ
ـ سيدتيّ إن السيد كايلّ معهما فلا تقلقيّ..
أومـأت ماري نفيا بقوةّ بعد ذلكّ سارتّ بخطواتّ بطيئةّ لغـرفتها حاولت سوزي أن تـسير برفقتهاّ لكن صمتّها المطبقّ كان بمثابةّ رفضّ تـامّ لأيّ شخصّ
بالتواجدّ قربها ، حينماّ وصلت لغرفتها أحكمت الشد على قبضتهاّ حول فستانهاّ صـاحتّ بنبرةّ شديدةّ الاستياءّ و القهر
ـ نـايت أيها الأحمـق ..

آنتهى ـ~








 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:12 AM   #113
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الجـزء الخامس و الخمسين
~ رد الـدينّ ~

جـالسةّ على الأريكـةّ فيّ تـلك القاعة تنـظرّ بدهشة إلى الأوراق العـديدة الموضـوعةّ أمامـها لم تستوعب ما الذيّ يحـاول نايت فـعله فحينما وطئت قدميها
مـكتبـه رمى هـذا الملف بـنظرة باردةّ تحتل ملامحـهّ الشـاحبةّ فعـادتّ ترمقه بكلّ صدمةّ نايت الـرجلّ الذي أحبته طـوال حياتها خصلات شعرهّ الأسود المرفـوعةّ
للأعلى عـضلاته الـبارزةّ من قميصه الأزرقّ الداكن و أنفه المسلولّ ، عينيه شديدتا البـرودّ و نـظرته الارستقراطية المليئة بالكبرياءّ و الـلا مبالاة إنه الرجل
الواقعة في حبـه فزمتّ شفتيها محاولة أن تستعيد رباطةّ جـأشها و هي تسـأله بنوعّ من الـتردد
ـ ما هـذا ؟
بينمـا و في الجـهةّ الأخرى كان يجلسّ كايل على المـكتبّ يرفع قدما و منـزلا الأخرى نـظراته الهادئة موجهـةّ نحو إبن خـالته سكارليت الذي بدى و قبل كل شيءّ
شديد الـتصميم على ما يفعله و أيضاّ بدون أي مشـاعر فابتسمّ كايل بنوع من التهكم ساخرا من نفسـه و هو الذي كان يظن أن نايت يحب إليزابيثّ ضحك بخفةّ
عندما تحدث نايت بنبرته المبـحوحةّ الهادئّة
ـ لقد وفرت علينـا عناء البحث عنك ،
ازدادت دهشتهـا أكانوا يبحثون عنها ؟ قطبت حاجبيها بإستغراب هذا يفسر لما تركها الحراس تدخل دون أي تـردد كذلكّ مجيء سوزي إليها و التي كانتّ
بتعليمات من نايت ستجعلها تجلس هنا في القصر إلى غاية وصوله فهـزت رأسها نفيا محاولةّ طـرد ذلك الخوف الذي تسلل إلى قلبها و هي تسأله
بّابتسامة خبيثـةّ
ـ و أنـا كذلكّ كنت أبحث عنك ، يبدوا أنه القدر عزيزي
رمقها كايل بحقدّ شديد أي قلب هي تملكّ ؟ حاول أن يتمالك أعصابه و يتجاهل ثـوران مشـاعرّ الحقد و الكره بداخلهّ إذ رفع هاتفه و بحـركةّ سريـعةّ منه كان
يسجل جميـعّ ما يحدثّ بعد ذلك نظرّ إلى الكاميرا بطرفّ عينه ستقع فيّ شر أعـمالها بكل تـأكيد و هو سوف يحرص على ذلكّ بينما تنهد نايتّ ببرودّ ثــم
اتجـه إلى الـمائدةّ لكيّ يسحب الملف و يرميه عليهاّ بنوعّ من الـضجر
ـ ممتـلكاتّ و أسهم كايل أريد استعادتها بـأكملها لذا وقعي على الأوراقّ..
لم تكن لتصدقّ ما يقوله أهو فعلا يخبرها بـأن تعيد كل ممتلكاتّ كايل له و يذهب كل تعبها أدراج الرياحّ ؟ ضحكتّ بخفةّ و هي تعيد الملفّ على المائدةّ رامقة
نايتّ بنـظراّت مـاكرةّ خبيثـةّ بهاّ قليلّ من التلاعبّ قدّ قالتّ بنبرتهاّ الرقيقةّ
ـ هـذا مستحيل ..
حرك نايت خصلات شعره الأسود بعشـوائيةّ عـندما دخلت سوزي الغـرفةّ وضعت أمامـه كوب القهوة سوداءّ و ساخنـةّ مثلما يطلبها دوما ثمّ انحنت باحترام
بعدما رمقـتّ إليزابيثّ بنظراتّ حادةّ إذّ أنها سببّ في ألمّ معظم سكان هذاّ القصرّ و خـطتّ بسرعةّ مغادرةّ الغرفةّ فحمل نايت كوبّ القهوةّ مرتشفا القليلّ بعدّ
ذلكّ تحدث بنبرةّ باردةّ
ـ أنـا لست أطلب منك إليـزابيث بل هـذا أمر ..
ابتسمتّ هي حينهاّ بكلّ مرحّ لهـذاّ تحب نايتّ ذلكّ الـرجل الارستقراطيّ الذيّ يحصل على ما يريدّ حينما يريدّ و كلّ أوامره مطاعةّ لاّ مجال لرفضّ فيهاّ لكنّ هيّ
لن تلعبّ لعبته تلكّ و لن تكونّ مجردّ خادمةّ تومئ بالإيجاب هو يعلمّ ذلكّ تماماّ فهي ليست بالشخصّ الذيّ يرضخ للآخرينّ بكل سهولةّ ، قالتّ بضحكةّ
ـ أنسيت أننيّ أتمرد على كل القوانين ؟ فما بالكّ بـأمرّ سخيف كهذا ؟
و قدّ أطلقتّ رنين ضحكاتهاّ فيّ الأرجاءّ ثمّ وقفت لكيّ تقتربّ منه وضعتّ يدها علىّ كتفهّ بينماّ كان ينظرّ هو نحوها بكلّ بـرودّ قدّ التقت عيناهماّ نـظراته البـاردةّ
الداكنـةّ شديدّة الـحدةّ و عينيهاّ المغريتينّ مليئتان بالاستمتاعّ و الـتلاعبّ ثمّ رفعتّ يدها الأخرى لتضعها علىّ ذقنه قـائلةّ بهمسةّ رقيقةّ
ـ لكنّ إن قبلت حبيّ و غادرتّ معي لندن فسوفّ أقبل بكل شـروطّك مهما كانتّ ، ما رأيك ؟
ابتسمّ بخفةّ إذ أن كلامها مثيرّ لسخريـةّ و الشفقةّ أيضاّ بينما كانتّ نظراته موجهةّ نحوها و هي تقتربّ بكلّ بطءّ نحوه حينماّ وقفّ كايلّ بحقدّ أشدّ يريدّ أن ينزعّ
تلكّ الضحكةّ و تلكّ البسمةّ كلماتها الرقيقةّ و نظراتها المتلاعبةّ لكنهّ لم يفعلّ بل وقفّ مكانه مراقباّ نايت ّالذي تحدثّ بسخريـةّ
ـ مـا الذي يـراه الكل فـيك ؟ أحيانا أتساءل إن كان كل الـرجال أعمياء ليقعوا بحـب إمرأة مثلكّ
رمقـته بصدمـةّ بينماّ كانت نـظراته نحوهاّ باردةّ شديدةّ الكره كيّ يبعد يدها عنّه فيّ حين تراجعتّ هي للخلفّ ثمّ استدارتّ معطية إياهماّ ظهرهاّ محاولةّ أن تمحيّ
تعبيرّ الصدمةّ من على وجههاّ لقدّ رفضت منه و للمرةّ الثـالثةّ إنها لا تصدقّ ذلكّ بعد كل اعترافاتهاّ و كل ما حدثّ خيانتها لكايلّ و تلاعبهاّ بديميتري هوّ يرفضهاّ
زمتّ شفتيها بعصبيةّ بالغةّ ثمّ استدارت مجدداّ قائلةّ بحدةّ
ـ أنـا لن أوقع الأوراقّ نايت و سوف نلتقيّ غـدا فيّ اجتـماعّ حينها سنرى من يـأخذّ منصب السيد بيتر
اتجـهت إلى البـابّ مسرعةّ و هي ترتجفّ فيّ خطواتهاّ و لما فتحتهّ وجدتّ حارسينّ يسدان طريقها مانعينّ إياها من العـبورّ فحاولت أن تشقّ طريقّ بينهما
لكنّ لم تستطعّ لكيّ تنظر مجددا نحوّ نايت بعصبيةّ و غيضّ شديدّ فتحدثّ هو بنبرةّ باردةّ
ـ تقصدينّ جـدي بيتر لبيير الـرجلّ الذيّ قمت بقتله ؟
توقفتّ عن الكلامّ و أغلقت البابّ خلفها فـوراّ كانتّ شاحبة الملامحّ سرعان ما وجهتّ نظرتها نحوّ كايل المبتسمّ بكلّ سخريـةّ لابد أنها تعتقدّ بـأنه هو من أخبره
بكونها قدّ قتلت بيتر لكنّ الحقيقةّ نايت توصلّ لذلكّ بدون مساعدتّه و يملّك من الأدلة ما تكفيّ لإدانتهاّ طوال حياتهاّ أو ربما إعدامها حتى بينما أدركت إليزابيث ّ
أنه لا فائدةّ في الإنكار خصوصاّ و أن كايلّ يعلم الحقيقةّ فقالت بحدةّ
ـ و إن يكنّ .. غـايتيّ تبررّ وسيلةّ التي استعملتهاّ
بدتّ مضطربـةّ و حاقدّة أيضّا بالكاد كانت تستطيعّ البقاءّ أكثرّ هنا في المكتبّ فـفقطّ بالنظرّ لنايتّ تتسرب لهاّ مشـاعر عديدةّ لم تعرفهاّ قطّ حبهاّ له كن حقيقياّ
و صادقاّ لكن طريقهاّ في التعبيرّ عنه و طريقتهاّ فيّ الوصولّ إليه لمّ تكن ملائمةّ و لاّ جيدةّ بينماّ عادّ نايت يتحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ هادئةّ
ـ أملكّ من الأدلةّ ما يكفيّ لإدانتك إلى الأبدّ ، ذلكّ المخدر الذيّ وضعته فيّ كـأسّ العصيرّ و اكتشاف عملاء المخبر لآثار المخدرّ فيّ جسم جديّ أيضاّ عدم استجابةّ
جسده بالرغّم من أننيّ و كايلّ قمنا بإنعاشه استعمالا لجميعّ الخطواتّ على أتمّ وجه أيضا تسجيلّ لما كانّ يحدثّ فيّ الغـرفةّ أو نسيت بأن القصرّ بـأكمله مجهز بالكاميرات ؟
سقطتّ ذراعيهاّ جانبا بصـدمةّ ألجمتهاّ أكان جريمتها تلكّ مليئةّ بالأخطاءّ و هي التيّ كانت تظن أنهاّ فعلت كل ّشيءّ بسلاسةّ ماّ الذيّ أخطـئت فيه ؟ لا بل السؤال
الملائمّ هو ما الذيّ فعلته بطريقةّ صحيحةّ ؟ جريمتها بأكملهاّ قدّ كشفتّ حينماّ اقتربّ كايلّ منها بخطواتّ هادئةّ وقفّ أمامهاّ و قال بلهجةّ حاقدةّ
ـ اعتـرافّك في المستشفى بقتله وّ أيضاّ تزويرك لتوقيعيّ عندما لا أكونّ حاضراّ مع قيامكّ ببعض المشاريعّ باسمي بينما أنا لم أكن أبداّ فيّ انجلترا ، جريـمةّ قتل
و تزوير أيضاّ سرقةّ و خيـانةّ زوجيةّ ، دون أن أنسى مساعدةّ ديميتري الـرجلّ المطلوبّ للعدالةّ
كتمت أنفاسهاّ لاّ بل بالأحرى هيّ لم تعد تستطيعّ لم تعرفّ كيفّ تتنفسّ بعد الآن كما لو كأنها نستّ الطريقةّ كيفّ لا و هي تسمعّ ما ألقاه كايل من تهم عليهاّ سوفّ
تسجن طوالّ حياتها إن كان الأمرّ هكذاّ ، ماّ الذيّ عليهاّ فعله ؟ توقيع الأوراقّ لكن حينها لن تملكّ أي شيءّ و حياتها ستكونّ مهددة من طرفّ نايتّ ؟ أتستسلم له ؟
بالطبعّ لا .. أتقاوم ؟ كيفّ و هو يملك كل هذّه الأدلةّ إنها لا تملكّ خياراّ ، قالتّ بنبرةّ متـوترةّ و قد شحبّ وجهها بـأكمله
ـ لكن إن وقعتّ على الأوراقّ حينها .. نايتّ أرجوك لا تفعل ، سوفّ أفعل كل ما تشاءّ فقطّ إلا السجنّ من فضلكّ
أشّـار نـايت بطرفّ إصبعه على الأوراقّ الموجودةّ على المائدةّ الزجاجيةّ فتقدمتّ نحوه إليزابيثّ بتردد واضحّ إنها لاّ تـريدّ فعل ذلكّ لكنّها لا تملكّ خياراّ آخر إنهاّ محاصرةّ بكل تـأكيدّ فإن لم توقع الأوراقّ قدّ يقومّ نايت بإرسالّ كلّ تـلكّ التسجيلاّت فوراّ و آخر ما تـدركه هوّ صوتّ الأصفادّ التي تلتفّ حولّ يديهاّ و سوفّ تخسر
كل من جميعّ الأسهم و فرصتـهاّ فيّ مواجهةّ نايتّ لكنّ إن وقعتّ الأوراقّ فقدّ تقيّ الدخولّ إلى السجنّ ربماّ لذلكّ بيدّ مرتجفةّ وقعت كلّ تلكّ الأوراقّ لكيّ يأخذّها
نايتّ بهدوءّ نـظرّ إليهاّ بعدّ ذلكّ تحدثّ بنبرةّ باردةّ
ـ لو أنكّ فعلت هـذاّ منذ البدايةّ لكنا وفرّنا كلّ هـذّا الهراء ..
نـزعّ ربطّة عـنقه كيّ يفتحّ أزرار قـميصه العـلويةّ و حركّ خصلاتّ شعره الأسودّ بعشوائيةّ دلالة علىّ ضجره ثمّ وقف بعدماّ أخذّ الملفّ برفقـتهّ بينماّ جلستّ
إليزابيثّ أرضاّ بصدمةّ مرّ من أمامهاّ فسارعتّ بإمساكّ كمّ قميصهّ قائلةّ بنبرةّ مترجيةّ
ـ أنـتّ لن ترسلّ تلكّ الأدلةّ لشرطةّ ، أليسّ كذلك ؟ ناي أنت وعدتني
رمقـهاّ ببرود لقدّ فقدتّ كل شيءّ قاومتّ من أجله حتىّ الآن كايلّ فقدتّ حبه لهاّ و أملاكه جميـعهاّ أيضاّ احتـرامه لهاّ وّ تـلكّ المودةّ و الصداقةّ التي كانتّ بينهماّ
فيّ الماضيّ فـنزعّ يدهاّ من طرفّ كمه بهدوءّ مشيحاّ وجهه بعيـداّ عنها قدّ كانتّ ملامحـهّ نوعا ماّ متـأسفةّ لكيّ يتحدثّ بنبرتـهّ المبحوحـةّ الهادئةّ
ـ أنـا لم أعـدك بشيءّ ثمّ القـرارّ لم يعد بحوزتـي ،
سقطتّ يدها أرضاّ بدهشـةّ بينماّ ألقى هو نـظرةّ أخيرةّ عليها قبل أن يتـجهّ إلى المخـرجّ فتحّ البابّ و كادّ أن يغـادرّ عندماّ توقفّ فجـأةّ تنهدّ بقلةّ حيلةّ ماّ الذيّ
يـفعله ؟ لقدّ نالتّ جزاءها و هـذا ما تستحقهّ فقدّ قتلتّ جدهماّ و خانتّ كايلّ كمـا أنها قامتّ بتهديدّ ماري و تـدبير أمرّ موتهما حادثـةّ السيارةّ تلكّ ، هـذّه المرأة
لا تستحقّ الشـفقةّ و لا الـرحمةّ لكنّ لم يسعـه سوىّ أن يتنهدّ بنوعّ من الأسىّ لما آلت إليهّ حالتهاّ و قدّ تـحدثّ بنغمةّ صوته المبحوحةّ
ـ إلى اللقاءّ إليـزابيث ..
عنـدّما أغـلقّ الباب خلفه أدركتّ أنه آخر لقاءّ بينهما فأخفضتّ رأسها للأسفلّ و دموعهاّ تتساقطّ على وجنتيهاّ دون توقفّ أجلّ كانتّ طرقها مختـلفةّ و سيئةّ لكن
حبها لهّ كان حقيقياّ و قدّ فعلت كلّ شيء من أجلّه هو أرادتّ أن تجعله يتخلى عنّ تلكّ الثـروةّ لعله يعودّ إلى نفسه القديمةّ أرادتّ أن تكسبّ كلّ ثروة لبيير ثمّ
ترحل معـه لكنّ إن كانّ حبها من طرفّ واحدّ فكل ما فعلته لم يعني أيّ شيء مجردّ هلوساتّ أو بالأحرى مجردّ أحلامّ فقط بينماّ رمقهاّ كايلّ بـهدوءّ
قالّ بنبرةّ غـريبةّ
ـ أنتّ تـحبينه حقـا ، يال العـجب ..
لمّ تستدر إليزابيثّ نحوه فتـقدمّ إليها استند على ركبتـه كيّ ينظرّ إلى وجهها المرأة التيّ لطالما أحبها زوجتـه لمّ تعد تعني له شيئاّ كما لو كـأن قلبه توقفّ عنّ
عمله كيّ يتنهدّ بقلةّ حيلةّ حينماّ تـحدثّت إليزابيثّ بنبرةّ مرتجفةّ
ـ كايلّ لقد فعلت كلّ شيء من أجلك ، لقدّ كنت أمزح فقطّ أنا لا أحب نايت إننيّ فقط .. أخدعه أجلّ لكيّ نحصل على ثـروةّ بيتر لبيير لنا وّ سوف أتخلص منه فـلا ..
قبلّ أن تنهي كلامهاّ دفـعهاّ كايلّ إلى الخلفّ و كادتّ أن تسقطّ لولا أنها تـماسكت فيّ آخر لحظةّ حينماّ عادتّ تنظرّ نحوه وجدتّ أن ملامحـه باردةّ خاليةّ من تـلكّ
النظرةّ التي لطالماّ كان يرمقهاّ بهاّ نـظرةّ الحبّ و العشقّ الذيّ لطالماّ وجهها نـحوهاّ فأدركتّ أيضاّ بـأنّها و حتى ّبالنسبةّ لكايلّ لم تعدّ تعنيّ له أيّ شيءّ
ماّ هـذاّ الحظّ ؟ إنها تـخسرّ الاثنينّ معـاّ بينماّ تحدثّ كايلّ بهدوءّ
ـ فقطّ تـوقفيّ عن الكـذبّ ، إليـزابيثّ ألن تتغيري أبداّ ؟
هـزتّ رأسهاّ نفياّ و ما بالّ شخصيتهاّ هـذّه ؟ فيّ حين أخذتّ دموعهاّ تنـزلّ على وجنتيهاّ دون توقفّ كيّ يبتسمّ كايلّ بألم ليسّ لإجابتها أوّ لأنها تحبّ نايتّ بلّ
لأنه ضيعّ حياتهّ و هوّ يحبّ شخصاّ مثلهاّ ، لاّ يستحق نـظرّة منه فـوقفّ ثمّ جلس علىّ طرفّ المائدةّ قائلاّ بضحكـةّ
ـ ربماّ هـذاّ سخيفّ لكن أريدّ أن أسـألكّ ، طـوالّ فترةّ عـيشناّ معـا هلّ أحببتنيّ ؟ و لوّ لوهلةّ و لوّ لثانيةّ واحدةّ فقطّ ؟ أخبرينيّ إليزابيثّ أفيّ قلبك ذاكّ ذرةّ
من الحبّ لي ؟
نـظرتّ إليه ثمّ هـزتّ رأسهاّ نفياّ بإجابةّ قاطـعةّ لكيّ تزدادّ ابتسامته اتسـاعاّ قدّ ضحكّ بخفـةّ و هوّ يضع يده علىّ وجهه قدّ بدتّ ضحكـته مبحـوحةّ مليئةّ بالألمّ
وّ حـزينةّ للغايةّ عندماّ أشاحّ يده رأتّ دموعـهّ بالرغّم من أنه حاولّ أن يجعلهاّ تـبدواّ كما لو كـأنها كانتّ من ضحكه الشديدّ إلاّ أن لمحةّ الحزنّ فيّ عينيه لمّ يكن
ليستطيعّ إخفائهاّ بتلك ّالسهولةّ فقالّ له بمرحّ
ـ يبدوا أن عـلاقتنا قدّ انتهت إليزابيثّ .. ،
ألمـهّ من جرحهاّ له وّ خيانتهاّ أيضاّ أخذها لأعزّ الأشخاصّ إلى قلبه و تلاعبهاّ بمشاعرهّ كان أكبـر بكثير من أن يستطيـعّ قلبه مسامحتها خدعتـهّ و لنّ يسامحهاّ
على الإطلاقّ أبداّ فأخذّ قـراره ذلكّ القرار ّالذيّ لطالماّ طلبّ منه نايتّ أن يـأخذّه تـذكرّ كلماتّ ماريّ له بـأنها لم تستحقّه على الإطلاقّ و أن حبّه الغير المتبادلّ لم
يكنّ مكتوباّ له منذّ البدايةّ فوقفّ ثمّ سارّ بضعةّ خطواتّ للأمامّ عندما تحدثّت إليزابيثّ بتردد
ـ أنتّ لن تسلمّ الأدلةّ أليس كذلك ؟ كايل أنتّ تحبني ستفعل المستحيل لأجليّ لقدّ وعدتنيّ
أيّ مشاعرّ تـملك ؟ أيّ إمرأة هي لتـخبره بحبه لها ؟ فاستدارّ نحوهاّ قدّ وضع يده علىّ المقبضّ كانّت ملامحه هادئةّ وّ يبدوا متماسكاّ عندماّ ابتسمّ بمرحّ فجـأة
فاتسعت عينيهاّ بصدمةّ و هوّ يتحدثّ بضحكةّ مجلجلةّ عاليةّ فيّ الأرجاءّ
ـ فلتذهبي إلى الجحيمّ إليزابيثّ ..
ضحكّ بقوة و أغلقّ الباب خلفـه كيّ تستمرّ ضحكاتهّ فيّ الـرواقّ على أسوء سنين عمره قدّ ضيعها فيّ الركضّ خلفّ إمرأة لا تستحقّ النظرّ إليها حتىّ ماّ الذيّ رآه
فيها ؟ بينماّ و عـندماّ غـادرّ كايلّ الغـرفةّ علمتّ إليزابيث فـوراّ أن هـذا هو انتقـامه لهاّ و لهمّ جميعاّ فارتجفّ كيانها بأكمله لقدّ ظنتّ بأن حبه لها يفوقّ كل شيء
لكنّ يبدوا أنها كانتّ مخـطئةّ فوقفتّ بـوهنّ لمّ تعدّ لديها أيّ حياةّ الآن فالسجنّ سيلاحقهاّ وّ جرائمها كـذلكّ ..




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:12 AM   #114
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




كان يقفّ بجـانب سيـارتهّ مستندا ظهره علىّ الباب و هو ينـظرّ إلى الساعةّ التي تحيطّ معصمه بقليلّ من الضجـر مرتديـا بذلته الـرسميةّ الـسوداءّ
مع مـعطفّ بنفس اللون تنهد بقـلةّ حيلة و هوّ يفتح أزرار قميصـه العلوي إذ أنه تعب من الـذهاب و المجيء بين الـسجن و المـحكمةّ في انتـظار
حل لقـضية فلورا روبرت التيّ ترأسها هو بنفسه بـأمر من نايت و من هو ليقول لا لأوامره ؟ أراد فعلا أن يتكفل بمعـرفةّ مكان ديميتري أو إليزابيثّ
فهما اللذان يهددانّ حياةّ سيده أكثر من أي شخص آخر ، رفـع نـظره إلى المبنى إذ أنه توا قد سدد كفالة فلورا و للمرة الثـانيةّ عندما كان على وشك
إيصالها للمنزلّ أتى ويليام مسرعا ففضلّ فرانسوا مغـادرة المكانّ إذ أنهما الآن حبيبين و لا مجال له بينهما ..
رفـع هاتفه الـمحمولّ ينظر إلى آخر التـطوراتّ فبعد تـوقيع نايت لعدةّ عـقودّ متتاليةّ مع شركاءّ نـظر نايت مليا في خلفياتهم قبل الإقبال على أي خـطوةّ
ارتفع عـدد أسهمه فيّ الـشركةّ و قد حقق أرباحّ نسبيةّ نوعاّ ما عـادتّ بالمنفعة عليهمّ جميعا مما يجعلّ فوزه بمنصبّ السيد بيتر لبيير محتـملاّ فابتسم
فرانسوا لا إرادياّ و هو يشعر بـأنهم اقتربـوا أكثر فـأكثر من هدفهم بعد كل هـذّه المـدة عندما رن هاتفه بين يديه فجعله يجفل قليلاّ بدهشةّ ثم نـظر إلى
الاسم الذي اعتلى الشاشةّ و لم يكن أحدا سوى كليرّ نفسها تنهد بقلةّ حيلةّ إذ يصعب عليه التعامل معها نوعاّ ما ففضل تجاهل اتصالاتها لولاّ أنها
استمرتّ لكيّ يقرر أخيراّ أن يرفع السـماعةّ قائلاّ بنبرةّ مضجرةّ
ـ مـا الأمر كلير ؟
كانتّ تتنفسّ بصـوت عالي مضطربةّ و قلقـةّ أيضاّ متوترة لاّ بل شديدة التـوتر فبعد أن رفع السماعة هي لا تستطيع قـول أي شيء فكيف لها أن تسـأله
ما إن كان فعلا قـاتلا أم لا ؟ و هل الإنسان الصحيح الواعي سوف يجيب بالإيجاب ؟ لكنّ ليس هذاّ فقط ما تـريد أن تتحدث بشأنه تأوهت بنوعّ من الإرهاق
و هي تهز رأسها نفيا ثم زفـرت بـحدةّ من أفكارها التي عرقلتّ جرأتها و أخفضت رأسها للأسفل ما الذي تحاول فعله ؟ تـحدثت معه بنبرةّ متـوترة
ـ فيّ الـحقيقة ، أنـا أريد رؤيتك إذ لدي شيء مهم أريد أن أسـألك إيـّاه
قطب حاجبيه ها قد عـادتّ مجددا لعاداتها القديمةّ تـحاول بطريقة أو بأخرى جعـله يذهب في موعد معها للحديثّ عن أي شيء مهما كان تنهد بضجرّ
رافـضاّ دعوتها بكل حدةّ إذ أنه لا يملك الوقت لشرب القهوة حتىّ بما باله بالذهاب لموعد ؟ عندماّ أغلق السماعةّ نـظرتّ كلير إلى الهاتف لولهة من
الزمن متسائلة أين أخطـأت ؟ نـظرتّ للخلف بعدما لمحت والدها روي ينزل الـدرج باتجاه الصـالةّ زمتّ شفتيها ثمّ وقفت سارت بخـطوات مترددةّ بعد
ذلك نادته بنبرةّ مرتجفـة
ـ أبـي .. من فضلك لحـظةّ
نـظر إليها باستغراب فبلعت ريقها أرادت أن تعود لغـرفتها مجددا و توصد الباب بإحكام إذ أنها لا تملك الشجاعة الكافيةّ لإخبار والدها ما هي الآن
على وشك قوله لكن تنهدت محاولة أن تزيح ذلك التوتر مغلقة عينيها ثمّ فتحتهما مجدداّ و نزل الـدرج لكيّ تتجه مع والدها الذيّ رمقها باستغراب
طوال الوقتّ بعد ذلك جلس روي على الأريكةّ و مقابلا له كلير التي بدت شاحبةّ للغايةّ فتحدث بنبرة مطمئنة
ـ كلير تـعلمين أنك تستطيعين قول أي شيء لي .. ما الأمر ؟
ابتسمت بتوتر قبل أن تختفي جميع صفات الـتردد من وجهها لا تستطيع العودة في قرارها الآن يجب عليها فعل ذلك من أجل مصلحة الجميع و من
أجل وضع حد له ذلك ّالـرجل الذي لم يعد يضع حسابا لأي أحد و يـتبع هواه ، تـحدثت بنبرةّ جـادةّ
ـ أبي ، آرثر يكذب ..
نـظر إليها بدهشةّ غير مستوعب كلمتها تـلكّ بينما تنهدت كلير بقلةّ حيلة تعـلم جيدا أن والدهما لن يتساهل مع أي أحد إن ارتكب أي خطـأ أو حاول
أن يعصيـه إذ و لما خـدعه آرثر بشـأن زواجه من تلك الاسبانيةّ و لم ينفذ طلبه لما ترجاه من أجل خـطوبة بسيطةّ بينه و بين ّفـلورا و صـرفه لكلّ
أموال راتبه حولّ الحفلاتّ الصاخبةّ لكي يطرده من المنزل دون أي تردد مانعا إياه من أخذ أمواله و طرده من العمل أيضاّ و ربما ما هي على وشك
قوله له سيجعله يقتل آرثر دون أي تردد ، عـادت تتحدث بهدوء
ـ ديميتري لا يهـدده أبدا بل هو يطيعه برضاه و أكثر من ذلك بـكثيرّ بل هو يساعده أيضا ،
كـح بقوةّ غير قادر على تصديق كلمات ابنته و نظر إليها مجددا باحثا عنّ أيّ أمل بأنها تمزح فقطّ لكن و كيف لها أن تمزح في موضوع بمثل هذه
الأهميةّ ؟ بينما تنهدت كلير مستعيدةّ أنفاسها و هي تقول بنبرةّ جادةّ للغايةّ
ـ ربما لا تـعلم لكنّ ديميتري الذيّ يتحدث عنه آرثر هو ديميتري ماكاروف أخ نايت لبيير ،
شهق روي و قد شحبت ملامحه بأكملها إنه لا يصدق هـذاّ هز رأسه نفيا إذ أنه لم يصدق الإعلام حينما أعلن عن إشاعة تقول بـأن نايت هو سليل
عائلة ماكاروف العـريقةّ و إبن نيكولاسّ و الأدهى من ذلكّ أن ديميتري ماكاروف حي يرزقّ أخيه المتهم فيّ قضيةّ قتل نيكولاسّ ماكاروفّ ، لم يعد يستطيع
التنفسّ الكل يدرك أنه و عد سماعهم للقب ماكاروف فيجب عليهم مغـادرةّ المكان فـوراّ تـلك العائلةّ فوق القـوانينّ بـأكملها و لا شيءّ يسري عليهاّ فلا
محاكمةّ و لا قانونّ و لا شـرطةّ قدّ عـرفوا طوال الأزمنة الماضيةّ بـكون جميـعّ أفرادها ذو دهاء و خبثّ أيضاّ لا يترددون فيّ فعل أي شيء من أجل
الحصول على مبتغاهم ..
إنه يدرك ذلكّ يـعلمّ عن طـرقهمّ أو لم يهدده نايتّ سابقاّ بعدما وقفت كليرّ بطريق خطيبته ؟ كان تهديدهّ مخيفا و غير مباليّ فيّ آن واحد ذلكّ الشيطان
المعـروفّ بعدم مبالاته و هاهو الآن يعود أخوه المدعو بديميتريّ إلى أرضّ الميدانّ تـباّ لم تكن انجلترا بحاجةّ لإثنين منهما قدّ قطعّ حبل أفكاره
كلير بّهدوء
ـ نايت و ديميتري فيّ خلاف ما يعودّ على ما أعتقد لجريمةّ قتل نيكولاسّ ماكاروفّ و الكل متورط فيّ هذا الخلافّ ، أبيّ الأمر أسوء مما تعتقدّ إنهما
يستعملانّ جميـعّ الوسائلّ بدون أيّ تردد إنهما بالكاد يباليانّ بالقانونّ أو ضميرهماّ قد تتسـاءل لما أعلم كل هـذا ..
تنهدتّ بتوترّ و هي تـرى نـظرات والدهاّ الـباهتـةّ و بشرته الشـاحبةّ يتسـاءلّ فعلا في ماذا تـورط أبنائه و مع أيّ أشخاصّ ؟ بينماّ رفعتّ كليرّ خصلات
شعرهاّ الأشقر بعيدا عن وجهها قائلةّ بنبرةّ خافتةّ
ـ أنـا مدينـةّ لماري و حاولت أن أرد لها معـروفهاّ .. حسناّ هـذا ليس مهم بعد الآن ، كلّ ما أريد أن أخبرك به هوّ أن آرثر يسير بـرضاه و ديميتريّ
لا يقوده على الإطلاقّ بل أنه يتصرف على هواه تماما كماّ يحبذّ أيضاّ إنه يريد الانتقامّ من فـلوراّ روبرت .. بل انتقم منها فيّ الحقيقةّ و ربمـا
قاطعهاّ صوت ضربّ رويّ لطـاولةّ بقوةّ جعلتها تـجفلّ بـرعبّ و هي ترى ملامح رويّ المقتحنة من الغضبّ و العصبيةّ فيّ آن واحدّ فالتزمت الصمتّ
فوراّ خائفةّ عندماّ تـحدثّ رويّ بعصبيةّ بالغةّ
ـ كلير لا تختبري أعصابيّ و قولي فـوراّ ما الذيّ يحدث ؟ ما الذيّ فعله آرثر ؟
شحبّت ملامحها بأكملهاّ لم يكن عليهاّ فعلا قولّ هذاّ لكنّ وحده رويّ يستطيع إيقاف آرثر إذ بالرغم من كلّ شيء هيّ لا تـريد لأخيها أن يتأذىّ و نايت
لا يبالي بـأيّ أحد فهوّ يفعل ما يشاءّ بطرقه الخاصةّ غيرّ مبالياّ إن كان سيؤذي أحدا أم لاّ و هيّ خائفةّ على آرثر سواء إن أرادتّ ذلكّ أم لا قـالتّ له
بنبرةّ متوترة
ـ آرثر اتهمّ فلورا بقضيةّ تـزويرّ عقدّ ملكيةّ منزلّ السيدّ جوناثانّ و أخذهاّ لأمواله .. نايتّ يتابعه قضائياّ يحاول أن يـ ..
قبلّ أن تـكملّ كلامها سمعتّ صوتهّ الحادّ و هو يّشتم بكلّ قوةّ ابنه الأبلّه لماذاّ قد فعلّ ذلكّ ؟ تـباّ له وضع رأسه بينّ ذراعيه ماّ الذي فعله ؟ لقدّ أوصاه
جوناثان على ابنتيهّ لقدّ طلبّ منه الاعتناءّ بهما وثق به أكثر من أي شخص و هاهو ابنه الآن يفسد وصية صديقه الأخيرةّ عبر عـجرفته و جنونهّ ،
إنه لم يعد يفهم أي شيء بعد الآن فلماذا بحق السماءّ آرثر حليف ديميتري ؟ تأوه بألمّ أين أخطـأ في تربية أبنائه ؟ قال بنبرةّ مبحوحةّ
ـ أولا كنتماّ خلف ماري و الآن خلف فـلورا هـذا جيدّ لا بل ممتازّ أخبريني من التاليّ ؟ سيليا ؟
أخفضت رأسها بإحراجّ شديدّ و ندمّ في آن واحدّ صحيحّ أنها كانتّ تهدد ماري لكن كان ذلك لمصلحةّ آرثر لأنه أقنعها بأن عائلة روبرت تدين لهما لأنهم
قد قاموا بـتدمير سمعته و طرده من المنزلّ غيرّ أن نظرتها نحو ماريّ تغيرت عبر الأيامّ كذلكّ فلوراّ و هي لاّ تريد لهما أي أذى الآن لكن يبدوا أن والدها
لا يستوعب ذلكّ فقالت له بنبرةّ مرتبكةّ
ـ أبي ، أنـا كنت أريد فقطّ أن تعـود عائلتنا إلى ما كانتّ عليه سابقاّ لا أكثرّ و لا أقّل و ظننتّ أنه بمساعدتيّ لآرثر سوف ّأحقق هدفيّ لكن يبدوا أنه كان يملكّ
أهدافاّ أخرى لا أعلمّ بشـأنهاّ و أنا فـعلاّ آسـفةّ ..
زفرّ بحدةّ و هوّ يقف مغـادراّ المنزلّ بأكمله تـاركاّ خلفه كليرّ التيّ و حالماّ صارتّ لوحدهاّ في غرفةّ المعيشةّ زمتّ شفتيهاّ محاولةّ كتمّ دموعهاّ على الأقل
استطاعتّ أخيراّ أن تفعل شيئاّ ربماّ سوفّ يقنع والدها آرثرّ بالعدولّ عن تلكّ القضيةّ و هـكذاّ لنّ يمس نايتّ آرثر وقفتّ هيّ الأخرى متـجهةّ إلى غـرفتهاّ
لم يكنّ يجدر بها الخروجّ منذّ البدايةّ قدّ تذكرتّ رفضّ فرانسواّ لهاّ و الكل ّتقريباّ لكيّ يزداد إحباطهاّ أكثرّ ..

/

كان مستلقـيا على سريره خصلاتّ شعره البنيةّ غـطتّ جبينه فـرفعهاّ بدبوس أسود مقـررا أنه بحاجةّ لقصةّ شـعر جديدةّ إذّ أهمل مـظهره فيّ الأشهر الأخيرةّ
و بينّ يديه يوجد هاتفه كانّ يتصل مراراّ و تـكراراّ بصديقـهّ دون إجابةّ منه مما جعله يفقد أعصابه فيّ البداية لكن سرعان ما استعاد هدوءهّ إذ أنه يعلم جيداّ
بعاداتّ ديميتري السيئة إن صح القـولّ فهو يتجاهل الكلّ و لا يتصل على الإطلاقّ إلا إن أراد ذلكّ و يبدوا أنه حـالياّ بحاجةّ للبقاءّ وحده خصوصاّ و أن الإعلام
يترقب تـحركاته بفارغّ الصبرّ أيضاّ كونه المتهمّ في قضيةّ نيكولاسّ لبيير بالرغم من أن الشرطةّ لا تـملكّ أي دليل لكنّ ..
سمعّ صوتّ ضجيجّ فرفع رأسه بضجر واضح لكي ينـظر ناحيةّ آرثر الذيّ و طوال هذه المدةّ ظل يتحدث دون انقطاع عن مدى كـرهه لنايت و تـدخله إذ أنه
سمع لتوا عن كون نايت قد دفع كفالة فـلورا روبرت ضحيته و ظل أوسكار يتجاهله غير مباليا بتذمره عندما رن هاتفه فـوقف مغادرا غـرفته الخاصةّ تاركاّ
آرثر خلفه ثم اتجـه إلى زاويةّ ما فيّ الـرواقّ هادئةّ و ساكنةّ لكيّ يرفع السماعةّ قائلا ّبنبرةّ منزعجةّ
ـ و أخيـرا قررتّ الاتصال ، بحق السماء ديميتري ما الذيّ تـفعله ؟
تنهد ديميتري بقلةّ حيلة يعلم جيدا أن أوسكارّ إذا غضب فليس من السهل أبدا جعله يهدأ فتأوه بـقليلّ من الإرهاقّ و التعب بينماّ زفر أوسكار بحدة في
حين نـظر ديميتري من حوله كان لا يزال يقف في تلك الغرفةّ القديمة قد قضى فيها أسبوعا بـأكمله أو أكثر لا يعلم المدة إذ أنه نسي العـد منذّ فترة ،
قائلا بنبرته الـمضجرة الـمبحوحةّ
ـ إنني بحـاجةّ لمزيد من الـوقتّ فـأنا أريد أن يكون كل شيءّ مثاليا و يسير تماما كما خـططتّ له لكنّ ما شـأن تلكّ الـرسائل التي تركتهاّ ؟ ما الذي تقصده
بـأن آرثر و إليزابيث يتحركان من تلقاء أنفسهما ؟
زفرّ أوسكار بـعصبيةّ من قول ديميتري بـأنه بحاجةّ للمزيد من الوقتّ فهو لا يتحمل مجالسة هؤلاءّ الاثنينّ حسناّ ربما آرثرّ يستطيعّ البقاءّ معه لكن إليزابيث ؟
تـلك المرأة بمثابةّ ألم في العـلقمّ لا تـنزلّ و لا تخرجّ على الإطلاقّ مراقبتها يذهب بكلّ طاقته بعيداّ و هيّ بكل تـأكيد لنّ تنصت إليه لذاّ التعامل معها صعب
كثيراّ فأجابه أوسكارّ بضجر
ـ تماما مثلما قلت لكّ ، آرثر يقوم بمحاكمةّ فلورا روبرت و إليزابيث تتصرفّ من تلقاءّ نفسها كالعادةّ تـركتّ رجال يراقبون تحركاتها لكن أنت تعلم جيدا
كيف هي ، حتى الآن كل شيء تحت السيطرةّ
تـنهد ديميتري براحةّ و جلس على الكرسيّ الموجود بجانب المدفـأةّ لا ينكر غضبه إذ أنه لا يحبذ أن لا يسير أحد على أوامره لكنّ سيدع الأمور تمر بسلامّ
سيغض النظر فقط هذه المرة لأن لديه شيءّ أكثر أهميةّ و عـاد يسـأل صديقه باهتمام
ـ ماذا عن نايت ؟
السـؤالّ الدائمّ لديميتري الذيّ دوما ما يطرحه فيّ كل وقتّ الشخص الوحيدّ الذي يهـمه و يبحث عنه بالرغم من أن الإجابة تـختلفّ بمرور الـزمن إلا أن
هـذا السؤال بالذات يبقى يـطرحه لغاية مماته حينما تنهد أوسكار بقلة حيلة بعد ذلك تحدث بنبرة هادئة
ـ كعادته بالكاد يلتفت إلى ما حوله إنه يتقدم أكثر و لا أعتقد أن أي أحد يستطيع إيقافه عن بلوغ هدفه حتى إليزابيث ..
اتجـه ديميتري إلى النـافذة ينظر إلى تلك الثلوج التي غطت الباحة بأكملها ثم عاد يجول بنظراته الداكنة على أرجاء الغرفة بأكملها لكي تستقر عينيه أخيرا
على ذلك الكرسي الذيّ اعتلاه نيكولاس ماكاروف و الذي حتى الآن لا يزال خياله هناك كلما وقعت أنظاره على هذا المكان رأى نيكولاس جالسا ممسكـا
بمسدسه و يتحدث بنبرته المتهكمة الساخرةّ قطب ديميتري حاجبيه بعدم رضا قد تحدث بعصبية
ـ لن أسمح له بالفوز مجددا سوف أقتله هذه المرة بكل تـأكيد
زم أوسكار شفتيه على مضضّ كان غير مرتاح أبدا للهجة ديميتري الحادةّ و لا لحقده الأعمى على نايت لكن لقد فات الأوان لقول لا أو للانسحابّ فقد
أمضى صديقه حياته بـأكملها و هو ينتظر هذه اللحظة يخطط لها بكلّ ترقب و بحماسّ شديد لقد كانت هذه اللحظة سببه في العيش و استمراره في المقاومةّ
الانتقام من نايت كل شيء يتعلق بنايت هو سببه في العيش قال أوسكار بنبرةّ هادئة
ـ ديميتري توخى الحذر
ضحك بخفةّ إذ علم فورا من نغمة صوت أوسكار أنه قلق لكنه يرفض إظهار قلقه فالتزم الصمتّ لوهلة من الزمن قبلّ أن يبتسم بهدوءّ لم يعد يـأبه بحياته
و الحذر لم يعد يوجد في قاموسه بعد الآن إما أن يخسر أو يربح المسـألة سهلة للغاية و لا تحتاج إلى كل هذا التعقيد لكي يرد بنبرةّ ضاحكةّ
ـ هـذا صعب لكن سـأحاول ..
كلمات ديميتري لم تجعل الأمر سهلا على الإطلاق و قد إزداد قلق أوسكار أكثر ما الذي يفعله صديقه الآن و ما الذي يفكر فيه ؟ ما هي خطوته القادمةّ هل
سينجح ؟ إنه لا يعلم شيئا و لا يدري لماذا يبدوا هذا كالوداع الأخير لكنه أزاح هذه الفكرة من رأسه فوراّ ديميتري ليس بالرجل السهل أيضا لقد كافح طوال
حياته من أجل هذه اللحظة و كل شيء مثاليّ انتقامه سيمر سلسا للغايةّ دون أي أخطاء يجب عليه أن يقتنع بهذاّ فابتسم أوسكار بـنوعّ من الثقة قائلا
ـ اجعل رأسه المرفوع ذاك يسقط أرضا للأبد مع عـزته الواهيةّ
ضحك ديميتري بقـوةّ قبل أن يغلق السماعةّ ، يجعل رأس نايت المرفوع يسقط أرضا مع نـظرته الارستقراطيةّ و كرامتـه العاليةّ هذه الفكرةّ تروقه بشدةّ قبلّ
أن تتلاشى تلك الابتسامةّ من على وجهه قد ارتكزت نظراته مجددا بدون إرادة منه على مكان نيكولاس فوضع يده على عينيه محاولا أن يهدأ و يبعد تلك
الأوهام عنه قائلاّ بنبرة مرتجفة غـريبة
ـ سأجعله ينظم إليك قريبا ،






 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:13 AM   #115
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




كان يقفّ بجـانب سيـارتهّ مستندا ظهره علىّ الباب و هو ينـظرّ إلى الساعةّ التي تحيطّ معصمه بقليلّ من الضجـر مرتديـا بذلته الـرسميةّ الـسوداءّ
مع مـعطفّ بنفس اللون تنهد بقـلةّ حيلة و هوّ يفتح أزرار قميصـه العلوي إذ أنه تعب من الـذهاب و المجيء بين الـسجن و المـحكمةّ في انتـظار
حل لقـضية فلورا روبرت التيّ ترأسها هو بنفسه بـأمر من نايت و من هو ليقول لا لأوامره ؟ أراد فعلا أن يتكفل بمعـرفةّ مكان ديميتري أو إليزابيثّ
فهما اللذان يهددانّ حياةّ سيده أكثر من أي شخص آخر ، رفـع نـظره إلى المبنى إذ أنه توا قد سدد كفالة فلورا و للمرة الثـانيةّ عندما كان على وشك
إيصالها للمنزلّ أتى ويليام مسرعا ففضلّ فرانسوا مغـادرة المكانّ إذ أنهما الآن حبيبين و لا مجال له بينهما ..
رفـع هاتفه الـمحمولّ ينظر إلى آخر التـطوراتّ فبعد تـوقيع نايت لعدةّ عـقودّ متتاليةّ مع شركاءّ نـظر نايت مليا في خلفياتهم قبل الإقبال على أي خـطوةّ
ارتفع عـدد أسهمه فيّ الـشركةّ و قد حقق أرباحّ نسبيةّ نوعاّ ما عـادتّ بالمنفعة عليهمّ جميعا مما يجعلّ فوزه بمنصبّ السيد بيتر لبيير محتـملاّ فابتسم
فرانسوا لا إرادياّ و هو يشعر بـأنهم اقتربـوا أكثر فـأكثر من هدفهم بعد كل هـذّه المـدة عندما رن هاتفه بين يديه فجعله يجفل قليلاّ بدهشةّ ثم نـظر إلى
الاسم الذي اعتلى الشاشةّ و لم يكن أحدا سوى كليرّ نفسها تنهد بقلةّ حيلةّ إذ يصعب عليه التعامل معها نوعاّ ما ففضل تجاهل اتصالاتها لولاّ أنها
استمرتّ لكيّ يقرر أخيراّ أن يرفع السـماعةّ قائلاّ بنبرةّ مضجرةّ
ـ مـا الأمر كلير ؟
كانتّ تتنفسّ بصـوت عالي مضطربةّ و قلقـةّ أيضاّ متوترة لاّ بل شديدة التـوتر فبعد أن رفع السماعة هي لا تستطيع قـول أي شيء فكيف لها أن تسـأله
ما إن كان فعلا قـاتلا أم لا ؟ و هل الإنسان الصحيح الواعي سوف يجيب بالإيجاب ؟ لكنّ ليس هذاّ فقط ما تـريد أن تتحدث بشأنه تأوهت بنوعّ من الإرهاق
و هي تهز رأسها نفيا ثم زفـرت بـحدةّ من أفكارها التي عرقلتّ جرأتها و أخفضت رأسها للأسفل ما الذي تحاول فعله ؟ تـحدثت معه بنبرةّ متـوترة
ـ فيّ الـحقيقة ، أنـا أريد رؤيتك إذ لدي شيء مهم أريد أن أسـألك إيـّاه
قطب حاجبيه ها قد عـادتّ مجددا لعاداتها القديمةّ تـحاول بطريقة أو بأخرى جعـله يذهب في موعد معها للحديثّ عن أي شيء مهما كان تنهد بضجرّ
رافـضاّ دعوتها بكل حدةّ إذ أنه لا يملك الوقت لشرب القهوة حتىّ بما باله بالذهاب لموعد ؟ عندماّ أغلق السماعةّ نـظرتّ كلير إلى الهاتف لولهة من
الزمن متسائلة أين أخطـأت ؟ نـظرتّ للخلف بعدما لمحت والدها روي ينزل الـدرج باتجاه الصـالةّ زمتّ شفتيها ثمّ وقفت سارت بخـطوات مترددةّ بعد
ذلك نادته بنبرةّ مرتجفـة
ـ أبـي .. من فضلك لحـظةّ
نـظر إليها باستغراب فبلعت ريقها أرادت أن تعود لغـرفتها مجددا و توصد الباب بإحكام إذ أنها لا تملك الشجاعة الكافيةّ لإخبار والدها ما هي الآن
على وشك قوله لكن تنهدت محاولة أن تزيح ذلك التوتر مغلقة عينيها ثمّ فتحتهما مجدداّ و نزل الـدرج لكيّ تتجه مع والدها الذيّ رمقها باستغراب
طوال الوقتّ بعد ذلك جلس روي على الأريكةّ و مقابلا له كلير التي بدت شاحبةّ للغايةّ فتحدث بنبرة مطمئنة
ـ كلير تـعلمين أنك تستطيعين قول أي شيء لي .. ما الأمر ؟
ابتسمت بتوتر قبل أن تختفي جميع صفات الـتردد من وجهها لا تستطيع العودة في قرارها الآن يجب عليها فعل ذلك من أجل مصلحة الجميع و من
أجل وضع حد له ذلك ّالـرجل الذي لم يعد يضع حسابا لأي أحد و يـتبع هواه ، تـحدثت بنبرةّ جـادةّ
ـ أبي ، آرثر يكذب ..
نـظر إليها بدهشةّ غير مستوعب كلمتها تـلكّ بينما تنهدت كلير بقلةّ حيلة تعـلم جيدا أن والدهما لن يتساهل مع أي أحد إن ارتكب أي خطـأ أو حاول
أن يعصيـه إذ و لما خـدعه آرثر بشـأن زواجه من تلك الاسبانيةّ و لم ينفذ طلبه لما ترجاه من أجل خـطوبة بسيطةّ بينه و بين ّفـلورا و صـرفه لكلّ
أموال راتبه حولّ الحفلاتّ الصاخبةّ لكي يطرده من المنزل دون أي تردد مانعا إياه من أخذ أمواله و طرده من العمل أيضاّ و ربما ما هي على وشك
قوله له سيجعله يقتل آرثر دون أي تردد ، عـادت تتحدث بهدوء
ـ ديميتري لا يهـدده أبدا بل هو يطيعه برضاه و أكثر من ذلك بـكثيرّ بل هو يساعده أيضا ،
كـح بقوةّ غير قادر على تصديق كلمات ابنته و نظر إليها مجددا باحثا عنّ أيّ أمل بأنها تمزح فقطّ لكن و كيف لها أن تمزح في موضوع بمثل هذه
الأهميةّ ؟ بينما تنهدت كلير مستعيدةّ أنفاسها و هي تقول بنبرةّ جادةّ للغايةّ
ـ ربما لا تـعلم لكنّ ديميتري الذيّ يتحدث عنه آرثر هو ديميتري ماكاروف أخ نايت لبيير ،
شهق روي و قد شحبت ملامحه بأكملها إنه لا يصدق هـذاّ هز رأسه نفيا إذ أنه لم يصدق الإعلام حينما أعلن عن إشاعة تقول بـأن نايت هو سليل
عائلة ماكاروف العـريقةّ و إبن نيكولاسّ و الأدهى من ذلكّ أن ديميتري ماكاروف حي يرزقّ أخيه المتهم فيّ قضيةّ قتل نيكولاسّ ماكاروفّ ، لم يعد يستطيع
التنفسّ الكل يدرك أنه و عد سماعهم للقب ماكاروف فيجب عليهم مغـادرةّ المكان فـوراّ تـلك العائلةّ فوق القـوانينّ بـأكملها و لا شيءّ يسري عليهاّ فلا
محاكمةّ و لا قانونّ و لا شـرطةّ قدّ عـرفوا طوال الأزمنة الماضيةّ بـكون جميـعّ أفرادها ذو دهاء و خبثّ أيضاّ لا يترددون فيّ فعل أي شيء من أجل
الحصول على مبتغاهم ..
إنه يدرك ذلكّ يـعلمّ عن طـرقهمّ أو لم يهدده نايتّ سابقاّ بعدما وقفت كليرّ بطريق خطيبته ؟ كان تهديدهّ مخيفا و غير مباليّ فيّ آن واحد ذلكّ الشيطان
المعـروفّ بعدم مبالاته و هاهو الآن يعود أخوه المدعو بديميتريّ إلى أرضّ الميدانّ تـباّ لم تكن انجلترا بحاجةّ لإثنين منهما قدّ قطعّ حبل أفكاره
كلير بّهدوء
ـ نايت و ديميتري فيّ خلاف ما يعودّ على ما أعتقد لجريمةّ قتل نيكولاسّ ماكاروفّ و الكل متورط فيّ هذا الخلافّ ، أبيّ الأمر أسوء مما تعتقدّ إنهما
يستعملانّ جميـعّ الوسائلّ بدون أيّ تردد إنهما بالكاد يباليانّ بالقانونّ أو ضميرهماّ قد تتسـاءل لما أعلم كل هـذا ..
تنهدتّ بتوترّ و هي تـرى نـظرات والدهاّ الـباهتـةّ و بشرته الشـاحبةّ يتسـاءلّ فعلا في ماذا تـورط أبنائه و مع أيّ أشخاصّ ؟ بينماّ رفعتّ كليرّ خصلات
شعرهاّ الأشقر بعيدا عن وجهها قائلةّ بنبرةّ خافتةّ
ـ أنـا مدينـةّ لماري و حاولت أن أرد لها معـروفهاّ .. حسناّ هـذا ليس مهم بعد الآن ، كلّ ما أريد أن أخبرك به هوّ أن آرثر يسير بـرضاه و ديميتريّ
لا يقوده على الإطلاقّ بل أنه يتصرف على هواه تماما كماّ يحبذّ أيضاّ إنه يريد الانتقامّ من فـلوراّ روبرت .. بل انتقم منها فيّ الحقيقةّ و ربمـا
قاطعهاّ صوت ضربّ رويّ لطـاولةّ بقوةّ جعلتها تـجفلّ بـرعبّ و هي ترى ملامح رويّ المقتحنة من الغضبّ و العصبيةّ فيّ آن واحدّ فالتزمت الصمتّ
فوراّ خائفةّ عندماّ تـحدثّ رويّ بعصبيةّ بالغةّ
ـ كلير لا تختبري أعصابيّ و قولي فـوراّ ما الذيّ يحدث ؟ ما الذيّ فعله آرثر ؟
شحبّت ملامحها بأكملهاّ لم يكن عليهاّ فعلا قولّ هذاّ لكنّ وحده رويّ يستطيع إيقاف آرثر إذ بالرغم من كلّ شيء هيّ لا تـريد لأخيها أن يتأذىّ و نايت
لا يبالي بـأيّ أحد فهوّ يفعل ما يشاءّ بطرقه الخاصةّ غيرّ مبالياّ إن كان سيؤذي أحدا أم لاّ و هيّ خائفةّ على آرثر سواء إن أرادتّ ذلكّ أم لا قـالتّ له
بنبرةّ متوترة
ـ آرثر اتهمّ فلورا بقضيةّ تـزويرّ عقدّ ملكيةّ منزلّ السيدّ جوناثانّ و أخذهاّ لأمواله .. نايتّ يتابعه قضائياّ يحاول أن يـ ..
قبلّ أن تـكملّ كلامها سمعتّ صوتهّ الحادّ و هو يّشتم بكلّ قوةّ ابنه الأبلّه لماذاّ قد فعلّ ذلكّ ؟ تـباّ له وضع رأسه بينّ ذراعيه ماّ الذي فعله ؟ لقدّ أوصاه
جوناثان على ابنتيهّ لقدّ طلبّ منه الاعتناءّ بهما وثق به أكثر من أي شخص و هاهو ابنه الآن يفسد وصية صديقه الأخيرةّ عبر عـجرفته و جنونهّ ،
إنه لم يعد يفهم أي شيء بعد الآن فلماذا بحق السماءّ آرثر حليف ديميتري ؟ تأوه بألمّ أين أخطـأ في تربية أبنائه ؟ قال بنبرةّ مبحوحةّ
ـ أولا كنتماّ خلف ماري و الآن خلف فـلورا هـذا جيدّ لا بل ممتازّ أخبريني من التاليّ ؟ سيليا ؟
أخفضت رأسها بإحراجّ شديدّ و ندمّ في آن واحدّ صحيحّ أنها كانتّ تهدد ماري لكن كان ذلك لمصلحةّ آرثر لأنه أقنعها بأن عائلة روبرت تدين لهما لأنهم
قد قاموا بـتدمير سمعته و طرده من المنزلّ غيرّ أن نظرتها نحو ماريّ تغيرت عبر الأيامّ كذلكّ فلوراّ و هي لاّ تريد لهما أي أذى الآن لكن يبدوا أن والدها
لا يستوعب ذلكّ فقالت له بنبرةّ مرتبكةّ
ـ أبي ، أنـا كنت أريد فقطّ أن تعـود عائلتنا إلى ما كانتّ عليه سابقاّ لا أكثرّ و لا أقّل و ظننتّ أنه بمساعدتيّ لآرثر سوف ّأحقق هدفيّ لكن يبدوا أنه كان يملكّ
أهدافاّ أخرى لا أعلمّ بشـأنهاّ و أنا فـعلاّ آسـفةّ ..
زفرّ بحدةّ و هوّ يقف مغـادراّ المنزلّ بأكمله تـاركاّ خلفه كليرّ التيّ و حالماّ صارتّ لوحدهاّ في غرفةّ المعيشةّ زمتّ شفتيهاّ محاولةّ كتمّ دموعهاّ على الأقل
استطاعتّ أخيراّ أن تفعل شيئاّ ربماّ سوفّ يقنع والدها آرثرّ بالعدولّ عن تلكّ القضيةّ و هـكذاّ لنّ يمس نايتّ آرثر وقفتّ هيّ الأخرى متـجهةّ إلى غـرفتهاّ
لم يكنّ يجدر بها الخروجّ منذّ البدايةّ قدّ تذكرتّ رفضّ فرانسواّ لهاّ و الكل ّتقريباّ لكيّ يزداد إحباطهاّ أكثرّ ..

/

كان مستلقـيا على سريره خصلاتّ شعره البنيةّ غـطتّ جبينه فـرفعهاّ بدبوس أسود مقـررا أنه بحاجةّ لقصةّ شـعر جديدةّ إذّ أهمل مـظهره فيّ الأشهر الأخيرةّ
و بينّ يديه يوجد هاتفه كانّ يتصل مراراّ و تـكراراّ بصديقـهّ دون إجابةّ منه مما جعله يفقد أعصابه فيّ البداية لكن سرعان ما استعاد هدوءهّ إذ أنه يعلم جيداّ
بعاداتّ ديميتري السيئة إن صح القـولّ فهو يتجاهل الكلّ و لا يتصل على الإطلاقّ إلا إن أراد ذلكّ و يبدوا أنه حـالياّ بحاجةّ للبقاءّ وحده خصوصاّ و أن الإعلام
يترقب تـحركاته بفارغّ الصبرّ أيضاّ كونه المتهمّ في قضيةّ نيكولاسّ لبيير بالرغم من أن الشرطةّ لا تـملكّ أي دليل لكنّ ..
سمعّ صوتّ ضجيجّ فرفع رأسه بضجر واضح لكي ينـظر ناحيةّ آرثر الذيّ و طوال هذه المدةّ ظل يتحدث دون انقطاع عن مدى كـرهه لنايت و تـدخله إذ أنه
سمع لتوا عن كون نايت قد دفع كفالة فـلورا روبرت ضحيته و ظل أوسكار يتجاهله غير مباليا بتذمره عندما رن هاتفه فـوقف مغادرا غـرفته الخاصةّ تاركاّ
آرثر خلفه ثم اتجـه إلى زاويةّ ما فيّ الـرواقّ هادئةّ و ساكنةّ لكيّ يرفع السماعةّ قائلا ّبنبرةّ منزعجةّ
ـ و أخيـرا قررتّ الاتصال ، بحق السماء ديميتري ما الذيّ تـفعله ؟
تنهد ديميتري بقلةّ حيلة يعلم جيدا أن أوسكارّ إذا غضب فليس من السهل أبدا جعله يهدأ فتأوه بـقليلّ من الإرهاقّ و التعب بينماّ زفر أوسكار بحدة في
حين نـظر ديميتري من حوله كان لا يزال يقف في تلك الغرفةّ القديمة قد قضى فيها أسبوعا بـأكمله أو أكثر لا يعلم المدة إذ أنه نسي العـد منذّ فترة ،
قائلا بنبرته الـمضجرة الـمبحوحةّ
ـ إنني بحـاجةّ لمزيد من الـوقتّ فـأنا أريد أن يكون كل شيءّ مثاليا و يسير تماما كما خـططتّ له لكنّ ما شـأن تلكّ الـرسائل التي تركتهاّ ؟ ما الذي تقصده
بـأن آرثر و إليزابيث يتحركان من تلقاء أنفسهما ؟
زفرّ أوسكار بـعصبيةّ من قول ديميتري بـأنه بحاجةّ للمزيد من الوقتّ فهو لا يتحمل مجالسة هؤلاءّ الاثنينّ حسناّ ربما آرثرّ يستطيعّ البقاءّ معه لكن إليزابيث ؟
تـلك المرأة بمثابةّ ألم في العـلقمّ لا تـنزلّ و لا تخرجّ على الإطلاقّ مراقبتها يذهب بكلّ طاقته بعيداّ و هيّ بكل تـأكيد لنّ تنصت إليه لذاّ التعامل معها صعب
كثيراّ فأجابه أوسكارّ بضجر
ـ تماما مثلما قلت لكّ ، آرثر يقوم بمحاكمةّ فلورا روبرت و إليزابيث تتصرفّ من تلقاءّ نفسها كالعادةّ تـركتّ رجال يراقبون تحركاتها لكن أنت تعلم جيدا
كيف هي ، حتى الآن كل شيء تحت السيطرةّ
تـنهد ديميتري براحةّ و جلس على الكرسيّ الموجود بجانب المدفـأةّ لا ينكر غضبه إذ أنه لا يحبذ أن لا يسير أحد على أوامره لكنّ سيدع الأمور تمر بسلامّ
سيغض النظر فقط هذه المرة لأن لديه شيءّ أكثر أهميةّ و عـاد يسـأل صديقه باهتمام
ـ ماذا عن نايت ؟
السـؤالّ الدائمّ لديميتري الذيّ دوما ما يطرحه فيّ كل وقتّ الشخص الوحيدّ الذي يهـمه و يبحث عنه بالرغم من أن الإجابة تـختلفّ بمرور الـزمن إلا أن
هـذا السؤال بالذات يبقى يـطرحه لغاية مماته حينما تنهد أوسكار بقلة حيلة بعد ذلك تحدث بنبرة هادئة
ـ كعادته بالكاد يلتفت إلى ما حوله إنه يتقدم أكثر و لا أعتقد أن أي أحد يستطيع إيقافه عن بلوغ هدفه حتى إليزابيث ..
اتجـه ديميتري إلى النـافذة ينظر إلى تلك الثلوج التي غطت الباحة بأكملها ثم عاد يجول بنظراته الداكنة على أرجاء الغرفة بأكملها لكي تستقر عينيه أخيرا
على ذلك الكرسي الذيّ اعتلاه نيكولاس ماكاروف و الذي حتى الآن لا يزال خياله هناك كلما وقعت أنظاره على هذا المكان رأى نيكولاس جالسا ممسكـا
بمسدسه و يتحدث بنبرته المتهكمة الساخرةّ قطب ديميتري حاجبيه بعدم رضا قد تحدث بعصبية
ـ لن أسمح له بالفوز مجددا سوف أقتله هذه المرة بكل تـأكيد
زم أوسكار شفتيه على مضضّ كان غير مرتاح أبدا للهجة ديميتري الحادةّ و لا لحقده الأعمى على نايت لكن لقد فات الأوان لقول لا أو للانسحابّ فقد
أمضى صديقه حياته بـأكملها و هو ينتظر هذه اللحظة يخطط لها بكلّ ترقب و بحماسّ شديد لقد كانت هذه اللحظة سببه في العيش و استمراره في المقاومةّ
الانتقام من نايت كل شيء يتعلق بنايت هو سببه في العيش قال أوسكار بنبرةّ هادئة
ـ ديميتري توخى الحذر
ضحك بخفةّ إذ علم فورا من نغمة صوت أوسكار أنه قلق لكنه يرفض إظهار قلقه فالتزم الصمتّ لوهلة من الزمن قبلّ أن يبتسم بهدوءّ لم يعد يـأبه بحياته
و الحذر لم يعد يوجد في قاموسه بعد الآن إما أن يخسر أو يربح المسـألة سهلة للغاية و لا تحتاج إلى كل هذا التعقيد لكي يرد بنبرةّ ضاحكةّ
ـ هـذا صعب لكن سـأحاول ..
كلمات ديميتري لم تجعل الأمر سهلا على الإطلاق و قد إزداد قلق أوسكار أكثر ما الذي يفعله صديقه الآن و ما الذي يفكر فيه ؟ ما هي خطوته القادمةّ هل
سينجح ؟ إنه لا يعلم شيئا و لا يدري لماذا يبدوا هذا كالوداع الأخير لكنه أزاح هذه الفكرة من رأسه فوراّ ديميتري ليس بالرجل السهل أيضا لقد كافح طوال
حياته من أجل هذه اللحظة و كل شيء مثاليّ انتقامه سيمر سلسا للغايةّ دون أي أخطاء يجب عليه أن يقتنع بهذاّ فابتسم أوسكار بـنوعّ من الثقة قائلا
ـ اجعل رأسه المرفوع ذاك يسقط أرضا للأبد مع عـزته الواهيةّ
ضحك ديميتري بقـوةّ قبل أن يغلق السماعةّ ، يجعل رأس نايت المرفوع يسقط أرضا مع نـظرته الارستقراطيةّ و كرامتـه العاليةّ هذه الفكرةّ تروقه بشدةّ قبلّ
أن تتلاشى تلك الابتسامةّ من على وجهه قد ارتكزت نظراته مجددا بدون إرادة منه على مكان نيكولاس فوضع يده على عينيه محاولا أن يهدأ و يبعد تلك
الأوهام عنه قائلاّ بنبرة مرتجفة غـريبة
ـ سأجعله ينظم إليك قريبا ،






 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 11:20 PM