••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2020, 10:15 AM   #116
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الجـزء السادس و الخمسون

المـصيرّ ~

سمـاءّ لندن مشـمسة على غير العـادةّ في ذلك اليوم المنتـظرّ و كم طالت مدة الانتـظار من قبل الكل هاهو الـغد الذي يحدد مصير شـركةّ لبيير
قد أتى أشـارتّ عقارب السـاعةّ إلى السـادسةّ و النصف حين فتح عينيه بكسل لم يكن ليستيقظ في هذا الوقت لكنه لم يستطع النوم فيّ البداية
فاعتدل في جلسته ثمّ رفع أنامله محركا خصلات شعره البنيةّ بنوع من الكسل قبل أن يتثاءب بتعب عـادّ ينظر من حوله فيّ أرجاء غـرفته الهادئةّ
قد عمها السكونّ عنـدما رأى نايت يقف على مبـعدةّ منه إلى جانب شرفته عينيه داكنتين بشرته الـشاحبةّ فـأدرك كايل فورا دون أن يلجـأ أيّ أحد
فيهما لكلمات ما يجول فيّ ذهن الآخر ربما لأن أفكارهما متشـابهةّ فيّ هذه اللحظة بالذاتّ ،
ـ مؤسفّ أنه لم يعش ليشهد هـذا اليوم ، أليس كذلك ؟
تـحدث كايل بنبرةّ هادئةّ لكيّ يلف نايت رأسه له رامقا إياه بطرفّ عينه بعد ذلكّ عاد بنظراته إلى حيثما كانتّ لا لشيء محدد و إنماّ إلى أينما كانتّ
أفكاره تقوده سابقاّ بينما أبعد كايل غـطاءّ عن جسده بعد ذلكّ وقف رفع يديه عاليا محاولا أن يبعد الكسلّ عنه و ارتدى قميصه الأبيض المرمي
جانبا لكيّ يتجه إلى حيثما كان يقف نايتّ ذوّ ملامح البـاردةّ الهادئةّ فقالّ كايل بنبرةّ بدتّ بعيدةّ و حزينـةّ كمّ كان وقعها مؤلما
ـ لأنه أمر مؤسفّ للغاية أن لا يشهد الشخصّ الوحيد الذيّ أردناه أن يـرى كمّ نضجنا إنجازاتنا..
بقيّ على تلكّ الحالةّ لمدةّ من الزمنّ بيتر بالرغم منّ أن التفاهم معه كانّ صعبا و مستحيلاّ إلا أنه الفرد الوحيد المتبقي من عـائلتهم الذيّ اعتنى بهما
تنهدّ كايلّ بقلةّ حيلةّ ثمّ نظر إلى نايتّ قبل أن يرفع يده و بضـربةّ قويةّ سددها نحوّ ظهر نايتّ كي يبتسم بعدهاّ بحماسّ قائلاّ
ـ دعنا لا نفسد مزاجنا ، نـايت سوفّ أهـزمك بكل تـأكيد
رمـقه نايتّ بنظرةّ باردةّ ضجرةّ لكنهّ سرعان ما ابتسم بهدوءّ لوهلة من الزمنّ قبل أن تسارعّ تلك الابتسامةّ بالاختفاء كما لو كـأنها لم تظهر قطّ
و هو يرفعّ يده ليسددّ ضربةّ قويةّ أيضاّ نحو ظهر كايلّ الذي تأوه بـألم حينماّ اعتدل نايت فيّ وقفته قائلا بنبرةّ مبحوحةّ
ـ تـحتاج إلى الكثيرّ لتهزمني ..
ضحك كايل بقهر منّ ثقة نايت المـطلقةّ و غـطرسته ألن يغير تصرفاته المثيرةّ للأعصابّ ؟ بينما ابتسم نايت بـتهكمّ شديد فبادره كايل بـنظراتهّ
الـغاضبةّ عندما فتحّ باب الغـرفةّ على وسعه وجها كلاهما اهتمامه نحو القـادمّ لم يكنّ أحدا سوىّ أليكساندر مرتدياّ بـذلة رسميةّ شعره الأشقر
مرفوعّ للأعلى لكن سرعان ماّ يسقطّ للأمام حالما رأهما قـالّ بحدة
ـ ما الذي تفعلانه ؟ الـفطور جاهز منذ مـدةّ فإنزالا فـورا
أغلق البـاب خلفه بـعصبيةّ مغـادرا الغـرفةّ بينما رفـع كايل حاجبه دلالّة على استنكاره لتصرفّه عندما ضحكّ فجـأة أيعقل أن أليكساندر لا يزال غاضبا
لأنه تـجاهله و أخذّ يد ماري عوضا عنه ؟ إنه بالفـعل طفل بينما رمـق نايت كايلّ بنـظراتّ باردةّ حادةّ لكي يتنحنح الأخيرّ بتوتر قائلاّ
ـ ماذا ؟
ابتسم نايت بـبرودّ شديد لكيّ تنتابّ كايل موجةّ من التوتر ما بالهما ؟ اقتربّ نايت منه ببطءّ و خطواتّ كسولةّ للغايةّ ثمّ وضع ذراعه حولّ كتف ابن
خـاله مما جعله يستنكر تصرفهّ أكثرّ بينماّ تحدثّ نايت بنبرةّ مبحوحـةّ ذاتّ نغمةّ مهددةّ نوعاّ ما
ـ لا تـعبث مع أليكساندر إنه يملك مسدسا ..
ضحكّ بـعد ذلكّ بخفةّ و هو يـغمزّ لكايلّ بنوعّ من الـتهكمّ و السخريةّ لكيّ يقطب كايلّ حاجبيه بغير رضا ربما استـعملّ نايتّ اسم أليكساندر لكنه بكل
تأكيد لم يكن يعنيّ ذلك الطفلّ بلّ عنى نفسه مـا شـأن هؤلاء ؟ كمـا لوّ كـأنه سيلتهم ماريّ ما إن اقترب منها مما جعله ينزعجّ كثيراّ بينماّ رفع نايتّ
يده مودعاّ إياه و هو يسبقـه بخطواتّ للأمام عنـدماّ تنهد كايلّ بقلةّ حيلة قائلاّ بعدما اقترب منه
ـ أنـا لستّ خـطيرا فلماذا تهاجماننيّ بهمجيةّ هكذا ؟
قالّ ذلك و هو يتـذكرّ ضربّ أليكساندر البـارحةّ لقدمه بكلّ قوة ّبعدما ألقى عليه بشتيمةّ سريعةّ بلكنتهّ الـروسيةّ الحادةّ فيّ حينّ اكتفى نايتّ بـالنظرّ
إليه دونّ أن يقدم على أيّ شيءّ كما لو كـأنه يخبرّه دونّ أن يلجأ للكلماتّ بأنه إذا اقتربّ خطوةّ أخرى منهاّ فسوفّ يلكمه بلا ترددّ زمّ شفتيه بعبوسّ
واضحّ إنه أول صديقّ لماريّ وّ كلاهما قدّ مرا بنفسّ الـظروف أوليسّ هوّ .. قاطعّ نايتّ جملةّ أفكاره الـطويلةّ بنبرته المتهكمةّ الساخرةّ
ـ تـاريخكّ الحـافلّ الـشريفّ مع النساءّ أكبر دليلّ على عدمّ خـطورتكّ ..
كادّ كايل أن ينهار منّ شدةّ سخرتهّما منه قدّ استاءّ فعلاّ ماّ ذنبه إن كان يرى كل النساء جميلات ؟ تربيته الـحسنةّ تجبره علىّ رمى سيلّ من المدح
لهنّ و هوّ لا يغازلهنّ فعلاّ بلّ يستعمل كلماتّ لبقةّ لوصف مدى حسنّ جمالهن هذاّ ما كان يقنع نفسهّ به طوالّ تلكّ المدةّ قبلّ أن تقبل إليزابيث
باعترافه لكيّ يتوقف عنّ كل هذّه الأفعالّ لكن الآن بعدما تخطىّ أزمةّ إليزابيثّ فـنايتّ يظن بأنه سيتجه نحوّ ماري ،
ـ لقدّ كنت أجاملهنّ فقط ..
زمّ شفتيه بعبوسّ واضح حتّى لو أراد فماريّ لديهاّ نايت على أيّ حال تنهدّ مجددا بقلةّ حيلةّ عندما ابتسم نايتّ ببرود ، حالما وصلّ الاثنين إلى
القـاعةّ كان أليكساندر يجلسّ لوحده ممسكاّ بشوكته ينظرّ إلى صحنه بشرودّ كانّ يسند رأسه علىّ ذراعه بنوعّ من الضجرّ أيضا بينماّ و بجـانبه
ويليامّ الذيّ يضعّ القليلّ من شرائحّ اللحمّ في صحنّ فلوراّ التيّ بجانبه فيّ حين اكتفت هيّ فقطّ بلفّ ذراعها حولّ ذراعه مبتسمةّ عندما تـقدم كايلّ
للأمام قائلاّ بنبرته المـرحةّ العاليةّ
ـ صبـاح الخـيرّ جميـعا ..
رد كلّ من سوزي و فـرانسواّ أيضا ويليامّ التـحيةّ بروح معـنويةّ عاليةّ لما يحملّه اليومّ من أمال بينماّ اكتفت فلوراّ بإيماءّ برأسهاّ عندما وقعتّ
أنظارها علىّ نايت كانتّ ملامحـه هادئةّ و باردةّ كعادته عينيه تقيمانّ كلّ شيءّ و خـطواتهّ الكسولةّ حينماّ جلسّ تحدثتّ فلورا بسخريتها اللاذعةّ
ـ يصلّ الضيوف قبل المضيف كم هذا لطيف إنه بكل تأكيد يدل على حسن ضيافتك
رفـع نايت فنجان قـهوته السوداءّ مرتشفاّ القليلّ منه قبل أن تنتقل إلى مسامعه صـوتّ فلورا المتهكمّ كعادتهاّ لا تشعر بالراحةّ إلا إذا ألقتّ كلمةّ
أو اثنين مستهجنةّ تصرفاتهّ فيّ حين تنهد ويليامّ بقلةّ حيلةّ و لم يعد يقوى على إيقافها عندماّ أشارّ نايت بيدهّ لفرنسواّ قائلاّ بنبرتهّ المبحوحةّ الهادئةّ
ـ فرانسواّ احرص على أن تكونّ هذه المرةّ الأخيرة التي تدخل فيها فـلورا إلى هنا
رمشّت فلوراّ لوهلة من الزمنّ بعدم استيعابّ بينماّ قطبّ ويليامّ حاجبيه فيّ حين دونّ فرانسواّ أوامر نايتّ دون اعتراض لكيّ تنطلقّ ضحكاتّ كايلّ فيّ
الأرجاءّ يبدوا أن نايتّ ليسّ بمزاجّ يسمح له بتقبلّ سخريةّ فلوراّ إذ أن أمره كانّ جادّا للغايةّ بينماّ أكمل نايت كلماته بنغمةّ صوته المبحوحةّ موجها
كلامهّ لثنائيّ
ـ ألا تـملكان منزلاّ ؟ يبدوا لي أنهما لا تـملكان واحدا لأنكما تستمرانّ بالمجيءّ و المبيت هنا ..
كادتّ فـلورا أن تفتحّ فمها مطلقةّ بسيل من الشتائمّ كعادتها عندماّ وضع ويليامّ يده على فمها مانعاّ إياها من الاسترسالّ فيّ الكلامّ دون فائدةّ ترجىّ
إذ أنها تحبّ دوما إغاظة نايتّ لكن الأخيرّ ينجحّ دوماّ فيّ إثارةّ غضبها بالرغمّ من أنها هيّ البادئةّ فقالّ بنبرةّ مستاءةّ مجيباّ فيها عن تهكمّ صديقه
ـ ما الذيّ تقوله ؟ نحن هناّ لمساندتكّ من أجل اجتماع اليوم ..
نـزعتّ فلوراّ يد ويليامّ عنها بعدّ أن هزتّ رأسها نفياّ بشدةّ على جملته و هيّ تـنظرّ نحو نايتّ بكل حدةّ قائلة ّبنبرةّ متعاليةّ متفاخرةّ
ـ تحدثّ عن نفسكّ ويليامّ فـأنا هنا من أجل تـشجيعّ كايل .. إنه الأحق بالمنصب
ارتشفّ نايت قهوته مجدداّ بهدوءّ و هو ينـظرّ إليهاّ بينما بادرته هي بنظراتّ أشد تهكما و سخريةّ يبدوا أنهما لن يستطيعاّ تجاوز أبدا لقائهما الأولّ
الذي قد ترك أثره حتىّ الآن فلا هي تستطيع تغير نظرتها عنه و لا هو كذلكّ ، عنـدها تحدثّ كايل بنبرةّ مرحةّ
ـ حقـا ؟ شـكراّ لك فلورا أنا ممتنّ لك ..
تمتم نايت بشيءّ ما ساخراّ من موقفها كم يتمنى لو أنه لم يدفع كفالتها لكانت قد تعفنتّ في ذلكّ السجن لمدةّ أطولّ و لكان ذلكّ أفضلّ للجميعّ لكن
ويليامّ و إصراره الشديدّ على إخراجها وقفّ كعائقّ فتنهدّ متجاهلا نـظراتهاّ المستفزةّ و ابتسامتهاّ الـخبيثةّ قدّ سـألّ أليكساندر ببحةّ
ـ أين هي ماري ؟
هـز أليكساندر كتفيه دلالةّ على عدم معرفته بمكانها إذ و حينما عـادّ بعدما طلبت منه جلبّ كل من نايت و كايلّ لم يجدها بحثّ عنها فيّ غرفتهاّ كذلكّ
فيّ القاعةّ الرئيسيةّ لكن لم يجدّ لها أي أثرّ فعادّ لغرفةّ الطعامّ حينما وجدّ كل من ويليامّ و فلوراّ يجلسان تنهدّ بقلةّ حيلةّ قائلاّ بضجر
ـ لا أعـلم .. ،
بمجرد إنهائه لجـملته فتـحت ماريّ باب القـاعةّ ببطءّ لكي تـطل من خلفه مرتديةّ فستانها الأزرقّ الداكن قدّ تركتّ خصلات شعرهاّ البني تسدل على
ظهرها بكلّ عشوائية بشكلّ متموجّ طبيعيّ اقتربتّ منهم بخـطواتّ بطيئةّ بعدما ألقت التـحيةّ بصوتّ خافتّ للغايةّ ثم جـلست بجانبّ نايت الذيّ حالما
وقعت أنظاره عليهّا لمحّ بقعة علىّ طرف كم فستانها لماّ وضعت ذراعها علىّ الطاولةّ ، قـالّ ببحةّ خفيفةّ
ـ ماري ما هـذا ؟
أشـار على تلكّ البقعةّ فنـظرت ماريّ إليها لوهلة من الزمنّ بدتّ مشتتةّ للغايةّ لكنها سرعان ما استعادتّ تركيزهاّ قدّ وجهت عينيها نحوه ابتسمتّ
بخفةّ قائلةّ بضحكةّ
ـ حاولتّ تـقطيعّ حباتّ البرتقال فجـرحتّ إصبعي.. يبدوا أنني خرقاءّ في كل ما أفعله
لمّ يقل شيئا بل اكتفى بارتشاف قهوته السوداءّ فقط ألا تـدرك كم أن كذبتها هذه غير قابلة لتصديقّ ؟ فلا يوجد أيّ أثر لأي جرح على إصبعها أو يدهاّ
كما أنها ترتجفّ بالرغم من أنها هي بنفسهاّ لم تدركّ ذلكّ و ليستّ تلكّ البقعةّ الوحيدةّ حيثّ توجدّ فيّ ياقةّ فستانهاّ بقعةّ دماء صغيرةّ للغايةّ تنهدّ بهدوء
عندماّ أوقعت ماريّ كـأس العصيرّ فجـأة على نفسهاّ فوقفتّ مسرعةّ قبل أن تـوجهّ نظراتها للكلّ ابتسمتّ بضحكةّ متحدثةّ بنبرةّ مرتبكـةّ
ـ أرجوا المعـذرةّ ..
قالتّ ذلكّ منحنيةّ ثمّ سرعانّ ما غـادرتّ القاعةّ و لمّ يدم على جلوسهاّ سوىّ دقائقّ فقط فنـظر أليكساندر إلى نايت مستغـربا كذلك فعل البقية بينما
كانتّ هي تسرعّ في خطواتها كما لو كأنها تركض و حالما اختفت عن أنظارهم تمسكتّ بجدار محاولة أن توازن جسدها قبلّ أن تدخلّ الغـرفةّ ،
أغلقت البابّ خلفها ببطء و اتجهت إلى الحمام ثمّ أخذتّ تكح بقـوةّ يبدوا أن الوقتّ قد حان فعلاّ و لا مجال لتأخيرّ ابتسمتّ بخفـة يبدوا أن جسدها
أعلن عن استسلامه ..
أخذت حماما سريعا بعد ذلكّ وضعت المنشفةّ على جسمها كيّ تفتح باب الحمام اتجـهتّ إلى دولاب ملابسها و أخـذتّ فستانا آخر كان أسـود اللون
بـطرازّ ذهبيّ يلفّ حول خصرهاّ بكلّ إحكام يصلّ إلى ما أسفل ركبتيهاّ بقليل و رفعتّ خصلاتّ شعرهاّ البنيّ على شكلّ ذيل حصان ، نـظرتّ إلى نفسهاّ
بنوع من الاستياء لقد اختارت البارحة رفقةّ سوزي و أليكساندر ذلك الثوب الأزرقّ لحضور مناسبةّ مثل هذهّ و أن تسكبّ عليه العصيرّ لشيء يثير
عصبيتهاّ فعلاّ و تعاستها أيضا ، تنهدتّ بقلةّ حيلة ثمّ رفعت يدها و أسفل ملابسها جذبت علبةّ دواء صغيرةّ أخذتّ حبتينّ بالتواليّ ..
ـ آخ كم هو مر ..
هزت رأسها نفيا و هي تخرجّ لسانها دلالةّ على عدم إعجابها بذوق الدواء المر ، نـظرتّ إلى المرأة بعينيها الواسعتين مبتسمة لا تستطيعّ نكران
سعادتها فأخيرا انتهى هـذا الصراعّ حول السلطةّ و كم كانتّ بدورها تنتظر هذا اليومّ بفارغّ صبر فأخيراّ سوف يتحقق هدفّ نايت سواءّ إن فازّ أو
خسرّ فلسوف تظلّ تسانده للأبد عندما انتقل إلى مسامعها صوتّ فتح الباب نـظرتّ للخلف عندما وقعتّ عينيها عليهّ حيثما كان هو يقفّ مرتديا
بـذلته السوداء الـرسميةّ رافعاّ بضعةّ خصلات من شعره لكنها عادتّ تسقطّ على جبينه كعادتهاّ بشرته الشـاحبةّ و نـظراته الحادةّ الداكنةّ قـالّ ببحةّ
ـ أأنت مستعدة ؟
لم تـجبه بل اكتفت بالصمت كم تـرغبّ لو أنها تبقى هنا معه للأبد لوّ أن الزمن يتوقف عند هذّه اللحظةّ لكنّ هـذّه الأمنياتّ مستحيلةّ فيّ النهايةّ
فاكتفت برسمّ ابتسامةّ لطيفةّ رقيقةّ على شفتيها لكي يتقّدم نحوهاّ يضع يديه في جيب سرواله و يسيرّ بخطـواته الـبطيئةّ الكسولة ثمّ توقف أمامهـا،
ضحكت ماري و تـحدثتّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ تـبدوا وسيما للغـايةّ ..
كح بـخفةّ قبل أن يبتسم بـثقة لكن سرعان ما اختفت ابتسامته تـلكّ قد سحبها نحوه فجـأةّ شهقت بدهشة و كادتّ أن تتعثرّ غير أنها شعرتّ بيده خلفّ
رقبتها حاولت النظر إليه غيرّ أنها لم تستطعّ لم تستوعبّ فعلا ما الذيّ يفعله عندما تـركها بنفسّ السرعةّ نـظرتّ نحوه مستغربةّ ثمّ وضعتّ يدها علىّ
ترقوة رقبتهاّ حيثما كانتّ تلكّ القلادةّ وجهتّ عينيها إليهاّ و كم كانتّ جميلةّ جداّ بسيطةّ و ثمينةّ أيضا ، حينما تـحدث نايت بنغمةّ صوته المبحوحـةّ
ـ دعينـا نغادر قبلّ أن يـأتي الجميـعّ ..
احمـرتّ وجنتيها بـشدةّ قد تلعثمتّ محاولة أن تشكره غيرّ أنه حرك خصلات شعرهاّ بعشوائية قبل أن يسير أمامها مغـادرا لم تـعلم ما الذي تفعله أو
ما الأنسبّ قوله هنـا إلا أن دقات قلبها أعلنت تمردها بقوةّ قد بلغتّ سعادتها درجاتّ عليا حينما استدار نايت نحوها مجددا قائلاّ بنبرة ضجرةّ
ـ ماري هيـا بنا ..
أومـأت بالإيجابّ و هي تركض بسرعةّ إليه عندما تعثرتّ بخطواتها عندما كانت أن تسقط جذبها نايت من ذراعها نـحوه فـنظرت إليه بعينين واسعتين
مليئتين بالدهشـةّ ملامحـه الهادئةّ الجذابةّ و عينيه الداكنتين نـظرته الارستقراطيةّ لقدّ كان هو نفّسه نايت الذيّ وقعت بغـرامه فقالتّ له بنبرةّ مرتبكةّ
متلعثمةّ
ـ أ .. شـكرا ،
ابـتسم بـخفةّ لما فتحّ باب الغـرفة على وسـعه لكيّ يظهر من خلفه كايل كان يحاول أن يربط ربطةّ عنقه الـرماديةّ بإنزعاجّ عنـدما وقعتّ أنظاره عليهما
فأشـارّ بيده لكلاهما قائلاّ بنبرةّ حادةّ محدثا فيها سوزي التي كانتّ تسيرّ خلفه برفقةّ أليكساندر
ـ أرأيتما ؟ لقدّ قلت لكما أنه يغـازلها، تـحاول أن تستغل فـرصةّ عدم تواجدنا أيها الخائـن..
ضحكّت سوزي بينما رمقّ أليكساندر كايلّ بنظرات باردةّ حادةّ فيّ حين ضحكتّ ماريّ أيضا أقال أن نايت يغـازلها ؟ هـذا مستحيلّ طبعا لكنها ممتنةّ
لقدومهم إذ أنها لم تعلم كيفّ تتصرفّ و دقاتّ قلبها المضطربةّ قدّ زادتّ من توترها أيضاّ بينما قطبّ نايت حاجبيه بانزعاج قائلاّ بنبرةّ صوته المبحوحةّ
ـ بحق الـجحيم .. ألا يمكنك أن تغلق فمك ؟
حرك كايل حاجبيه للأعلى و للأسفل حينما بادره نايت بنـظراتّ حادة عندما أخرج كايلّ لسانه بخبثّ و هو يقتربّ من ماريّ وضع يديه حولّ ذراعها
لافاّ إياهما حوله متحدثا بنبرةّ ضاحكّة
ـ ماري أنت تساندينني أليس كذلك ؟
كتمتّ ماري ضحكتها بينما تنهد نايت بقلةّ حيلةّ حينما وضع يدهّ خلف سترته بعدّ ذلك أخرجّ مسدسه المشهورّ حينها صـاح كايل بذعـرّ شديد
و سارع بالابتعـادّ عن ماريّ خـطواتّ للخلفّ عندما راقبه الكلّ باستغرابّ بينما جـذبّ نايت منديلاّ من جيبه لكيّ يمسح مسدسه رامقاّ كايل
بنظرات باردةّ و هو يتحدثّ بلهـجته الـمتهـكمةّ المحذرةّ
ـ لا تـقلق فإن كنت أريد قتلك لكنتّ فعلت ..
ضحكّ أليكساندر بصوتّ عاليّ عندما ابتسم نايت بكلّ برود فـوضع كايلّ يده على رأسه هـؤلاء المجانين لاّ يصدق ذلك إنهما يتلاعبان بالمسدس كما لو
أن الأمر شيء عـاديّ أكل أفراد عائلةّ ماكاروف بمثل جنونهما ؟ بينما تـقدمتّ ماريّ من نايت قـائلة بنبرةّ مستاءة
ـ نايتّ ضع المسدس جانباّ أنت تـخيفه ، .. و ألكيس توقف عن الـضحكّ
أبعد نايت المسدسّ بضجر في حين تنهد كايلّ براحة إذ أن مزاح نايت في كثيرّ من الأحيان يصعب عليه تقبله حيث أنه لا يبدوا كمزاح على الإطلاقّ
لأن ملامحه تكونّ جادة جداّ و باردةّ بينما أمسك نايتّ بذراع ماريّ ليجذبها نحوهّ لم تلقيّ هي للأمرّ بالاّ عنـدماّ تحدث أليكساندر بنـبرةّ عـاليةّ مليئةّ بالحماس
ـ دعـونا نسـرعّ فقد تأخرنـا ..
سـارّ للأمام بـرفقةّ سوزي بينما تـبعهما كايل بخـطواتّ سريعةّ في حين ضحكت ماري بكل خفةّ إذ أن كايلّ لا يبدوا مرتاحاّ لكون نايت خلفه فهو يستديرّ
كل ثـوانيّ معدودةّ لينظرّ إليه باستياء في حين اكتفى نايتّ بابتسامةّ متهكمةّ تعلو شفتيه و كم تمنى كايلّ لو أن بمقدرته نزعّ تلكّ الابتسامةّ الساخرةّ من
ملامحهّ حينماّ تحدثتّ ماري بنبرةّ متسائلةّ
ـ سوزي أينّ ويليام و فلورا ؟
نـظرتّ سوزيّ إليها ثمّ تـوقفتّ عن السير لكيّ تجيبها بنبرةّ هـادئةّ للغـايةّ
ـ لدى الآنسة فـلوراّ محاكمةّ الـيومّ لذلكّ ذهبت برفقةّ السيدّ دويـل و لقدّ تمنيا لكم جميـعاّ حظا موفقا لإجتمـاع الشركة ،
أومـأتّ ماريّ بالإيجابّ شاكرةّ سوزيّ ، لمّ تكن تعلمّ أن لدى فلورا محاكمةّ اليومّ ربما هيّ الوحيدة لاّ تعلم إذ أن نايت هوّ من كلفّ بعضّ المحامين
فيّ توليّ قضيتها لذلكّ بكل تـأكيدّ هو يدركّ آخر مستجداتّ القضيةّ ، زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ تمنتّ لو أن الفرصةّ قد سنحتّ لها لتتحدثّ مع أختها و لو
لوهلة من الزمنّ إذ لم يتحدثاّ بصراحةّ منذّ مدةّ إنها تريدّ أن تسألها كيفّ تطورتّ علاقتها معّ ويليامّ و ماّ الذيّ يحدث معّ آرثرّ و ما هي أحوالّ السيدةّ
فرانسيسّ ، هناكّ العديدّ من الأسئلةّ التي تجولّ برأسهاّ و لمّ يتسنى لها الوقتّ بأن تسـألّ فلوراّ حولها تنهدتّ بإستياءّ شديد ،
حينمـا وصلّ الكـل إلى بـوابةّ وقفتّ سوزي مـودعةّ إياهمّ بـرفقتها ماريّ التيّ فظلت أن تبقى قليلاّ في القصرّ إلى غايةّ استعادتهاّ صحتها أو بالأحرى
منتـظرةّ بدأ مفعول الدواءّ الذي أخذته بينماّ فضل أليكساندر الذهابّ بكل حماسّ قدّ سبق نايتّ إلى السيارةّ بينما وقفّ الأخيرّ كان ينـظرّ إلى سـاعته
بهدوء بعد ذلكّ عاد ينظرّ ناحية ماري كانت تبتسمّ ببلاهة و هيّ تودع كايل فـتنهد إذ لم يكن الأمر خطيراّ يبدوا أنها على ما يرامّ ..
ـ سيدي كل شيء جـاهز ..
انتقل إلى مسامعه صـوتّ فـرانسوا الهادئ قد كان يقف بجانب سيـارةّ سوداءّ مظللة في انتظارهم يحمل بين يديه ملفاتّ عديدة و على غير العـادة هناكّ
ابتسامةّ خفيفةّ جدا تعلواّ ملامحه الـجادةّ ، ربما لأنه و بدوره كانّ ينتظر هذاّ اليوم أيضاّ بفارغ الصبر فرفع نايتّ يده دلالةّ على سماعهّ له و تقدم بخـطواتّ
بطيئةّ للأمام عـندماّ سمعّ خـطواتّ خفيفةّ من خلفه نـظرّ بعينيه الداكنتين للخلفّ فـرأى ماريّ كانتّ مبتسمةّ بـمرح قـالتّ لهما بنبرةّ ضـاحكةّ
ـ حـظا مـوفقا بالرغم من أنكما لا تحتـاجانه ..
ضحك كـايل و عـاد أدراجه من أجل احتـضانهاّ بكل قـوةّ فبادرته العناق بابتسامةّ خفيفةّ بينما قطب نايت حاجبيه و تنهدّ بقلة حيلةّ لا جدوى من تـهديده
علىّ أي حال فاكتفى فقطّ بالنـظرّ رامقا إياهّ بكل برود عندما تـركهاّ مجددا مسرعاّ بالعودة لما مرّ بجانب نايتّ دفـعه الأخيرّ بكل قوةّ لسيارةّ و هو يأمره
بحدةّ بالـركوبّ ، .. حالما غـادر الأربعةّ عن أنظار الفتاتين استـدارتّ سوزي ناحيةّ ماري قائلةّ بنبرةّ هادئةّ جادةّ
ـ سيدتي هنـاك شخص يرغب في مقـابلتكّ

/



 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:15 AM   #117
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الجـزء السادس و الخمسون

المـصيرّ ~

سمـاءّ لندن مشـمسة على غير العـادةّ في ذلك اليوم المنتـظرّ و كم طالت مدة الانتـظار من قبل الكل هاهو الـغد الذي يحدد مصير شـركةّ لبيير
قد أتى أشـارتّ عقارب السـاعةّ إلى السـادسةّ و النصف حين فتح عينيه بكسل لم يكن ليستيقظ في هذا الوقت لكنه لم يستطع النوم فيّ البداية
فاعتدل في جلسته ثمّ رفع أنامله محركا خصلات شعره البنيةّ بنوع من الكسل قبل أن يتثاءب بتعب عـادّ ينظر من حوله فيّ أرجاء غـرفته الهادئةّ
قد عمها السكونّ عنـدما رأى نايت يقف على مبـعدةّ منه إلى جانب شرفته عينيه داكنتين بشرته الـشاحبةّ فـأدرك كايل فورا دون أن يلجـأ أيّ أحد
فيهما لكلمات ما يجول فيّ ذهن الآخر ربما لأن أفكارهما متشـابهةّ فيّ هذه اللحظة بالذاتّ ،
ـ مؤسفّ أنه لم يعش ليشهد هـذا اليوم ، أليس كذلك ؟
تـحدث كايل بنبرةّ هادئةّ لكيّ يلف نايت رأسه له رامقا إياه بطرفّ عينه بعد ذلكّ عاد بنظراته إلى حيثما كانتّ لا لشيء محدد و إنماّ إلى أينما كانتّ
أفكاره تقوده سابقاّ بينما أبعد كايل غـطاءّ عن جسده بعد ذلكّ وقف رفع يديه عاليا محاولا أن يبعد الكسلّ عنه و ارتدى قميصه الأبيض المرمي
جانبا لكيّ يتجه إلى حيثما كان يقف نايتّ ذوّ ملامح البـاردةّ الهادئةّ فقالّ كايل بنبرةّ بدتّ بعيدةّ و حزينـةّ كمّ كان وقعها مؤلما
ـ لأنه أمر مؤسفّ للغاية أن لا يشهد الشخصّ الوحيد الذيّ أردناه أن يـرى كمّ نضجنا إنجازاتنا..
بقيّ على تلكّ الحالةّ لمدةّ من الزمنّ بيتر بالرغم منّ أن التفاهم معه كانّ صعبا و مستحيلاّ إلا أنه الفرد الوحيد المتبقي من عـائلتهم الذيّ اعتنى بهما
تنهدّ كايلّ بقلةّ حيلةّ ثمّ نظر إلى نايتّ قبل أن يرفع يده و بضـربةّ قويةّ سددها نحوّ ظهر نايتّ كي يبتسم بعدهاّ بحماسّ قائلاّ
ـ دعنا لا نفسد مزاجنا ، نـايت سوفّ أهـزمك بكل تـأكيد
رمـقه نايتّ بنظرةّ باردةّ ضجرةّ لكنهّ سرعان ما ابتسم بهدوءّ لوهلة من الزمنّ قبل أن تسارعّ تلك الابتسامةّ بالاختفاء كما لو كـأنها لم تظهر قطّ
و هو يرفعّ يده ليسددّ ضربةّ قويةّ أيضاّ نحو ظهر كايلّ الذي تأوه بـألم حينماّ اعتدل نايت فيّ وقفته قائلا بنبرةّ مبحوحةّ
ـ تـحتاج إلى الكثيرّ لتهزمني ..
ضحك كايل بقهر منّ ثقة نايت المـطلقةّ و غـطرسته ألن يغير تصرفاته المثيرةّ للأعصابّ ؟ بينما ابتسم نايت بـتهكمّ شديد فبادره كايل بـنظراتهّ
الـغاضبةّ عندما فتحّ باب الغـرفةّ على وسعه وجها كلاهما اهتمامه نحو القـادمّ لم يكنّ أحدا سوىّ أليكساندر مرتدياّ بـذلة رسميةّ شعره الأشقر
مرفوعّ للأعلى لكن سرعان ماّ يسقطّ للأمام حالما رأهما قـالّ بحدة
ـ ما الذي تفعلانه ؟ الـفطور جاهز منذ مـدةّ فإنزالا فـورا
أغلق البـاب خلفه بـعصبيةّ مغـادرا الغـرفةّ بينما رفـع كايل حاجبه دلالّة على استنكاره لتصرفّه عندما ضحكّ فجـأة أيعقل أن أليكساندر لا يزال غاضبا
لأنه تـجاهله و أخذّ يد ماري عوضا عنه ؟ إنه بالفـعل طفل بينما رمـق نايت كايلّ بنـظراتّ باردةّ حادةّ لكي يتنحنح الأخيرّ بتوتر قائلاّ
ـ ماذا ؟
ابتسم نايت بـبرودّ شديد لكيّ تنتابّ كايل موجةّ من التوتر ما بالهما ؟ اقتربّ نايت منه ببطءّ و خطواتّ كسولةّ للغايةّ ثمّ وضع ذراعه حولّ كتف ابن
خـاله مما جعله يستنكر تصرفهّ أكثرّ بينماّ تحدثّ نايت بنبرةّ مبحوحـةّ ذاتّ نغمةّ مهددةّ نوعاّ ما
ـ لا تـعبث مع أليكساندر إنه يملك مسدسا ..
ضحكّ بـعد ذلكّ بخفةّ و هو يـغمزّ لكايلّ بنوعّ من الـتهكمّ و السخريةّ لكيّ يقطب كايلّ حاجبيه بغير رضا ربما استـعملّ نايتّ اسم أليكساندر لكنه بكل
تأكيد لم يكن يعنيّ ذلك الطفلّ بلّ عنى نفسه مـا شـأن هؤلاء ؟ كمـا لوّ كـأنه سيلتهم ماريّ ما إن اقترب منها مما جعله ينزعجّ كثيراّ بينماّ رفع نايتّ
يده مودعاّ إياه و هو يسبقـه بخطواتّ للأمام عنـدماّ تنهد كايلّ بقلةّ حيلة قائلاّ بعدما اقترب منه
ـ أنـا لستّ خـطيرا فلماذا تهاجماننيّ بهمجيةّ هكذا ؟
قالّ ذلك و هو يتـذكرّ ضربّ أليكساندر البـارحةّ لقدمه بكلّ قوة ّبعدما ألقى عليه بشتيمةّ سريعةّ بلكنتهّ الـروسيةّ الحادةّ فيّ حينّ اكتفى نايتّ بـالنظرّ
إليه دونّ أن يقدم على أيّ شيءّ كما لو كـأنه يخبرّه دونّ أن يلجأ للكلماتّ بأنه إذا اقتربّ خطوةّ أخرى منهاّ فسوفّ يلكمه بلا ترددّ زمّ شفتيه بعبوسّ
واضحّ إنه أول صديقّ لماريّ وّ كلاهما قدّ مرا بنفسّ الـظروف أوليسّ هوّ .. قاطعّ نايتّ جملةّ أفكاره الـطويلةّ بنبرته المتهكمةّ الساخرةّ
ـ تـاريخكّ الحـافلّ الـشريفّ مع النساءّ أكبر دليلّ على عدمّ خـطورتكّ ..
كادّ كايل أن ينهار منّ شدةّ سخرتهّما منه قدّ استاءّ فعلاّ ماّ ذنبه إن كان يرى كل النساء جميلات ؟ تربيته الـحسنةّ تجبره علىّ رمى سيلّ من المدح
لهنّ و هوّ لا يغازلهنّ فعلاّ بلّ يستعمل كلماتّ لبقةّ لوصف مدى حسنّ جمالهن هذاّ ما كان يقنع نفسهّ به طوالّ تلكّ المدةّ قبلّ أن تقبل إليزابيث
باعترافه لكيّ يتوقف عنّ كل هذّه الأفعالّ لكن الآن بعدما تخطىّ أزمةّ إليزابيثّ فـنايتّ يظن بأنه سيتجه نحوّ ماري ،
ـ لقدّ كنت أجاملهنّ فقط ..
زمّ شفتيه بعبوسّ واضح حتّى لو أراد فماريّ لديهاّ نايت على أيّ حال تنهدّ مجددا بقلةّ حيلةّ عندما ابتسم نايتّ ببرود ، حالما وصلّ الاثنين إلى
القـاعةّ كان أليكساندر يجلسّ لوحده ممسكاّ بشوكته ينظرّ إلى صحنه بشرودّ كانّ يسند رأسه علىّ ذراعه بنوعّ من الضجرّ أيضا بينماّ و بجـانبه
ويليامّ الذيّ يضعّ القليلّ من شرائحّ اللحمّ في صحنّ فلوراّ التيّ بجانبه فيّ حين اكتفت هيّ فقطّ بلفّ ذراعها حولّ ذراعه مبتسمةّ عندما تـقدم كايلّ
للأمام قائلاّ بنبرته المـرحةّ العاليةّ
ـ صبـاح الخـيرّ جميـعا ..
رد كلّ من سوزي و فـرانسواّ أيضا ويليامّ التـحيةّ بروح معـنويةّ عاليةّ لما يحملّه اليومّ من أمال بينماّ اكتفت فلوراّ بإيماءّ برأسهاّ عندما وقعتّ
أنظارها علىّ نايت كانتّ ملامحـه هادئةّ و باردةّ كعادته عينيه تقيمانّ كلّ شيءّ و خـطواتهّ الكسولةّ حينماّ جلسّ تحدثتّ فلورا بسخريتها اللاذعةّ
ـ يصلّ الضيوف قبل المضيف كم هذا لطيف إنه بكل تأكيد يدل على حسن ضيافتك
رفـع نايت فنجان قـهوته السوداءّ مرتشفاّ القليلّ منه قبل أن تنتقل إلى مسامعه صـوتّ فلورا المتهكمّ كعادتهاّ لا تشعر بالراحةّ إلا إذا ألقتّ كلمةّ
أو اثنين مستهجنةّ تصرفاتهّ فيّ حين تنهد ويليامّ بقلةّ حيلةّ و لم يعد يقوى على إيقافها عندماّ أشارّ نايت بيدهّ لفرنسواّ قائلاّ بنبرتهّ المبحوحةّ الهادئةّ
ـ فرانسواّ احرص على أن تكونّ هذه المرةّ الأخيرة التي تدخل فيها فـلورا إلى هنا
رمشّت فلوراّ لوهلة من الزمنّ بعدم استيعابّ بينماّ قطبّ ويليامّ حاجبيه فيّ حين دونّ فرانسواّ أوامر نايتّ دون اعتراض لكيّ تنطلقّ ضحكاتّ كايلّ فيّ
الأرجاءّ يبدوا أن نايتّ ليسّ بمزاجّ يسمح له بتقبلّ سخريةّ فلوراّ إذ أن أمره كانّ جادّا للغايةّ بينماّ أكمل نايت كلماته بنغمةّ صوته المبحوحةّ موجها
كلامهّ لثنائيّ
ـ ألا تـملكان منزلاّ ؟ يبدوا لي أنهما لا تـملكان واحدا لأنكما تستمرانّ بالمجيءّ و المبيت هنا ..
كادتّ فـلورا أن تفتحّ فمها مطلقةّ بسيل من الشتائمّ كعادتها عندماّ وضع ويليامّ يده على فمها مانعاّ إياها من الاسترسالّ فيّ الكلامّ دون فائدةّ ترجىّ
إذ أنها تحبّ دوما إغاظة نايتّ لكن الأخيرّ ينجحّ دوماّ فيّ إثارةّ غضبها بالرغمّ من أنها هيّ البادئةّ فقالّ بنبرةّ مستاءةّ مجيباّ فيها عن تهكمّ صديقه
ـ ما الذيّ تقوله ؟ نحن هناّ لمساندتكّ من أجل اجتماع اليوم ..
نـزعتّ فلوراّ يد ويليامّ عنها بعدّ أن هزتّ رأسها نفياّ بشدةّ على جملته و هيّ تـنظرّ نحو نايتّ بكل حدةّ قائلة ّبنبرةّ متعاليةّ متفاخرةّ
ـ تحدثّ عن نفسكّ ويليامّ فـأنا هنا من أجل تـشجيعّ كايل .. إنه الأحق بالمنصب
ارتشفّ نايت قهوته مجدداّ بهدوءّ و هو ينـظرّ إليهاّ بينما بادرته هي بنظراتّ أشد تهكما و سخريةّ يبدوا أنهما لن يستطيعاّ تجاوز أبدا لقائهما الأولّ
الذي قد ترك أثره حتىّ الآن فلا هي تستطيع تغير نظرتها عنه و لا هو كذلكّ ، عنـدها تحدثّ كايل بنبرةّ مرحةّ
ـ حقـا ؟ شـكراّ لك فلورا أنا ممتنّ لك ..
تمتم نايت بشيءّ ما ساخراّ من موقفها كم يتمنى لو أنه لم يدفع كفالتها لكانت قد تعفنتّ في ذلكّ السجن لمدةّ أطولّ و لكان ذلكّ أفضلّ للجميعّ لكن
ويليامّ و إصراره الشديدّ على إخراجها وقفّ كعائقّ فتنهدّ متجاهلا نـظراتهاّ المستفزةّ و ابتسامتهاّ الـخبيثةّ قدّ سـألّ أليكساندر ببحةّ
ـ أين هي ماري ؟
هـز أليكساندر كتفيه دلالةّ على عدم معرفته بمكانها إذ و حينما عـادّ بعدما طلبت منه جلبّ كل من نايت و كايلّ لم يجدها بحثّ عنها فيّ غرفتهاّ كذلكّ
فيّ القاعةّ الرئيسيةّ لكن لم يجدّ لها أي أثرّ فعادّ لغرفةّ الطعامّ حينما وجدّ كل من ويليامّ و فلوراّ يجلسان تنهدّ بقلةّ حيلةّ قائلاّ بضجر
ـ لا أعـلم .. ،
بمجرد إنهائه لجـملته فتـحت ماريّ باب القـاعةّ ببطءّ لكي تـطل من خلفه مرتديةّ فستانها الأزرقّ الداكن قدّ تركتّ خصلات شعرهاّ البني تسدل على
ظهرها بكلّ عشوائية بشكلّ متموجّ طبيعيّ اقتربتّ منهم بخـطواتّ بطيئةّ بعدما ألقت التـحيةّ بصوتّ خافتّ للغايةّ ثم جـلست بجانبّ نايت الذيّ حالما
وقعت أنظاره عليهّا لمحّ بقعة علىّ طرف كم فستانها لماّ وضعت ذراعها علىّ الطاولةّ ، قـالّ ببحةّ خفيفةّ
ـ ماري ما هـذا ؟
أشـار على تلكّ البقعةّ فنـظرت ماريّ إليها لوهلة من الزمنّ بدتّ مشتتةّ للغايةّ لكنها سرعان ما استعادتّ تركيزهاّ قدّ وجهت عينيها نحوه ابتسمتّ
بخفةّ قائلةّ بضحكةّ
ـ حاولتّ تـقطيعّ حباتّ البرتقال فجـرحتّ إصبعي.. يبدوا أنني خرقاءّ في كل ما أفعله
لمّ يقل شيئا بل اكتفى بارتشاف قهوته السوداءّ فقط ألا تـدرك كم أن كذبتها هذه غير قابلة لتصديقّ ؟ فلا يوجد أيّ أثر لأي جرح على إصبعها أو يدهاّ
كما أنها ترتجفّ بالرغم من أنها هي بنفسهاّ لم تدركّ ذلكّ و ليستّ تلكّ البقعةّ الوحيدةّ حيثّ توجدّ فيّ ياقةّ فستانهاّ بقعةّ دماء صغيرةّ للغايةّ تنهدّ بهدوء
عندماّ أوقعت ماريّ كـأس العصيرّ فجـأة على نفسهاّ فوقفتّ مسرعةّ قبل أن تـوجهّ نظراتها للكلّ ابتسمتّ بضحكةّ متحدثةّ بنبرةّ مرتبكـةّ
ـ أرجوا المعـذرةّ ..
قالتّ ذلكّ منحنيةّ ثمّ سرعانّ ما غـادرتّ القاعةّ و لمّ يدم على جلوسهاّ سوىّ دقائقّ فقط فنـظر أليكساندر إلى نايت مستغـربا كذلك فعل البقية بينما
كانتّ هي تسرعّ في خطواتها كما لو كأنها تركض و حالما اختفت عن أنظارهم تمسكتّ بجدار محاولة أن توازن جسدها قبلّ أن تدخلّ الغـرفةّ ،
أغلقت البابّ خلفها ببطء و اتجهت إلى الحمام ثمّ أخذتّ تكح بقـوةّ يبدوا أن الوقتّ قد حان فعلاّ و لا مجال لتأخيرّ ابتسمتّ بخفـة يبدوا أن جسدها
أعلن عن استسلامه ..
أخذت حماما سريعا بعد ذلكّ وضعت المنشفةّ على جسمها كيّ تفتح باب الحمام اتجـهتّ إلى دولاب ملابسها و أخـذتّ فستانا آخر كان أسـود اللون
بـطرازّ ذهبيّ يلفّ حول خصرهاّ بكلّ إحكام يصلّ إلى ما أسفل ركبتيهاّ بقليل و رفعتّ خصلاتّ شعرهاّ البنيّ على شكلّ ذيل حصان ، نـظرتّ إلى نفسهاّ
بنوع من الاستياء لقد اختارت البارحة رفقةّ سوزي و أليكساندر ذلك الثوب الأزرقّ لحضور مناسبةّ مثل هذهّ و أن تسكبّ عليه العصيرّ لشيء يثير
عصبيتهاّ فعلاّ و تعاستها أيضا ، تنهدتّ بقلةّ حيلة ثمّ رفعت يدها و أسفل ملابسها جذبت علبةّ دواء صغيرةّ أخذتّ حبتينّ بالتواليّ ..
ـ آخ كم هو مر ..
هزت رأسها نفيا و هي تخرجّ لسانها دلالةّ على عدم إعجابها بذوق الدواء المر ، نـظرتّ إلى المرأة بعينيها الواسعتين مبتسمة لا تستطيعّ نكران
سعادتها فأخيرا انتهى هـذا الصراعّ حول السلطةّ و كم كانتّ بدورها تنتظر هذا اليومّ بفارغّ صبر فأخيراّ سوف يتحقق هدفّ نايت سواءّ إن فازّ أو
خسرّ فلسوف تظلّ تسانده للأبد عندما انتقل إلى مسامعها صوتّ فتح الباب نـظرتّ للخلف عندما وقعتّ عينيها عليهّ حيثما كان هو يقفّ مرتديا
بـذلته السوداء الـرسميةّ رافعاّ بضعةّ خصلات من شعره لكنها عادتّ تسقطّ على جبينه كعادتهاّ بشرته الشـاحبةّ و نـظراته الحادةّ الداكنةّ قـالّ ببحةّ
ـ أأنت مستعدة ؟
لم تـجبه بل اكتفت بالصمت كم تـرغبّ لو أنها تبقى هنا معه للأبد لوّ أن الزمن يتوقف عند هذّه اللحظةّ لكنّ هـذّه الأمنياتّ مستحيلةّ فيّ النهايةّ
فاكتفت برسمّ ابتسامةّ لطيفةّ رقيقةّ على شفتيها لكي يتقّدم نحوهاّ يضع يديه في جيب سرواله و يسيرّ بخطـواته الـبطيئةّ الكسولة ثمّ توقف أمامهـا،
ضحكت ماري و تـحدثتّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ تـبدوا وسيما للغـايةّ ..
كح بـخفةّ قبل أن يبتسم بـثقة لكن سرعان ما اختفت ابتسامته تـلكّ قد سحبها نحوه فجـأةّ شهقت بدهشة و كادتّ أن تتعثرّ غير أنها شعرتّ بيده خلفّ
رقبتها حاولت النظر إليه غيرّ أنها لم تستطعّ لم تستوعبّ فعلا ما الذيّ يفعله عندما تـركها بنفسّ السرعةّ نـظرتّ نحوه مستغربةّ ثمّ وضعتّ يدها علىّ
ترقوة رقبتهاّ حيثما كانتّ تلكّ القلادةّ وجهتّ عينيها إليهاّ و كم كانتّ جميلةّ جداّ بسيطةّ و ثمينةّ أيضا ، حينما تـحدث نايت بنغمةّ صوته المبحوحـةّ
ـ دعينـا نغادر قبلّ أن يـأتي الجميـعّ ..
احمـرتّ وجنتيها بـشدةّ قد تلعثمتّ محاولة أن تشكره غيرّ أنه حرك خصلات شعرهاّ بعشوائية قبل أن يسير أمامها مغـادرا لم تـعلم ما الذي تفعله أو
ما الأنسبّ قوله هنـا إلا أن دقات قلبها أعلنت تمردها بقوةّ قد بلغتّ سعادتها درجاتّ عليا حينما استدار نايت نحوها مجددا قائلاّ بنبرة ضجرةّ
ـ ماري هيـا بنا ..
أومـأت بالإيجابّ و هي تركض بسرعةّ إليه عندما تعثرتّ بخطواتها عندما كانت أن تسقط جذبها نايت من ذراعها نـحوه فـنظرت إليه بعينين واسعتين
مليئتين بالدهشـةّ ملامحـه الهادئةّ الجذابةّ و عينيه الداكنتين نـظرته الارستقراطيةّ لقدّ كان هو نفّسه نايت الذيّ وقعت بغـرامه فقالتّ له بنبرةّ مرتبكةّ
متلعثمةّ
ـ أ .. شـكرا ،
ابـتسم بـخفةّ لما فتحّ باب الغـرفة على وسـعه لكيّ يظهر من خلفه كايل كان يحاول أن يربط ربطةّ عنقه الـرماديةّ بإنزعاجّ عنـدما وقعتّ أنظاره عليهما
فأشـارّ بيده لكلاهما قائلاّ بنبرةّ حادةّ محدثا فيها سوزي التي كانتّ تسيرّ خلفه برفقةّ أليكساندر
ـ أرأيتما ؟ لقدّ قلت لكما أنه يغـازلها، تـحاول أن تستغل فـرصةّ عدم تواجدنا أيها الخائـن..
ضحكّت سوزي بينما رمقّ أليكساندر كايلّ بنظرات باردةّ حادةّ فيّ حين ضحكتّ ماريّ أيضا أقال أن نايت يغـازلها ؟ هـذا مستحيلّ طبعا لكنها ممتنةّ
لقدومهم إذ أنها لم تعلم كيفّ تتصرفّ و دقاتّ قلبها المضطربةّ قدّ زادتّ من توترها أيضاّ بينما قطبّ نايت حاجبيه بانزعاج قائلاّ بنبرةّ صوته المبحوحةّ
ـ بحق الـجحيم .. ألا يمكنك أن تغلق فمك ؟
حرك كايل حاجبيه للأعلى و للأسفل حينما بادره نايت بنـظراتّ حادة عندما أخرج كايلّ لسانه بخبثّ و هو يقتربّ من ماريّ وضع يديه حولّ ذراعها
لافاّ إياهما حوله متحدثا بنبرةّ ضاحكّة
ـ ماري أنت تساندينني أليس كذلك ؟
كتمتّ ماري ضحكتها بينما تنهد نايت بقلةّ حيلةّ حينما وضع يدهّ خلف سترته بعدّ ذلك أخرجّ مسدسه المشهورّ حينها صـاح كايل بذعـرّ شديد
و سارع بالابتعـادّ عن ماريّ خـطواتّ للخلفّ عندما راقبه الكلّ باستغرابّ بينما جـذبّ نايت منديلاّ من جيبه لكيّ يمسح مسدسه رامقاّ كايل
بنظرات باردةّ و هو يتحدثّ بلهـجته الـمتهـكمةّ المحذرةّ
ـ لا تـقلق فإن كنت أريد قتلك لكنتّ فعلت ..
ضحكّ أليكساندر بصوتّ عاليّ عندما ابتسم نايت بكلّ برود فـوضع كايلّ يده على رأسه هـؤلاء المجانين لاّ يصدق ذلك إنهما يتلاعبان بالمسدس كما لو
أن الأمر شيء عـاديّ أكل أفراد عائلةّ ماكاروف بمثل جنونهما ؟ بينما تـقدمتّ ماريّ من نايت قـائلة بنبرةّ مستاءة
ـ نايتّ ضع المسدس جانباّ أنت تـخيفه ، .. و ألكيس توقف عن الـضحكّ
أبعد نايت المسدسّ بضجر في حين تنهد كايلّ براحة إذ أن مزاح نايت في كثيرّ من الأحيان يصعب عليه تقبله حيث أنه لا يبدوا كمزاح على الإطلاقّ
لأن ملامحه تكونّ جادة جداّ و باردةّ بينما أمسك نايتّ بذراع ماريّ ليجذبها نحوهّ لم تلقيّ هي للأمرّ بالاّ عنـدماّ تحدث أليكساندر بنـبرةّ عـاليةّ مليئةّ بالحماس
ـ دعـونا نسـرعّ فقد تأخرنـا ..
سـارّ للأمام بـرفقةّ سوزي بينما تـبعهما كايل بخـطواتّ سريعةّ في حين ضحكت ماري بكل خفةّ إذ أن كايلّ لا يبدوا مرتاحاّ لكون نايت خلفه فهو يستديرّ
كل ثـوانيّ معدودةّ لينظرّ إليه باستياء في حين اكتفى نايتّ بابتسامةّ متهكمةّ تعلو شفتيه و كم تمنى كايلّ لو أن بمقدرته نزعّ تلكّ الابتسامةّ الساخرةّ من
ملامحهّ حينماّ تحدثتّ ماري بنبرةّ متسائلةّ
ـ سوزي أينّ ويليام و فلورا ؟
نـظرتّ سوزيّ إليها ثمّ تـوقفتّ عن السير لكيّ تجيبها بنبرةّ هـادئةّ للغـايةّ
ـ لدى الآنسة فـلوراّ محاكمةّ الـيومّ لذلكّ ذهبت برفقةّ السيدّ دويـل و لقدّ تمنيا لكم جميـعاّ حظا موفقا لإجتمـاع الشركة ،
أومـأتّ ماريّ بالإيجابّ شاكرةّ سوزيّ ، لمّ تكن تعلمّ أن لدى فلورا محاكمةّ اليومّ ربما هيّ الوحيدة لاّ تعلم إذ أن نايت هوّ من كلفّ بعضّ المحامين
فيّ توليّ قضيتها لذلكّ بكل تـأكيدّ هو يدركّ آخر مستجداتّ القضيةّ ، زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ تمنتّ لو أن الفرصةّ قد سنحتّ لها لتتحدثّ مع أختها و لو
لوهلة من الزمنّ إذ لم يتحدثاّ بصراحةّ منذّ مدةّ إنها تريدّ أن تسألها كيفّ تطورتّ علاقتها معّ ويليامّ و ماّ الذيّ يحدث معّ آرثرّ و ما هي أحوالّ السيدةّ
فرانسيسّ ، هناكّ العديدّ من الأسئلةّ التي تجولّ برأسهاّ و لمّ يتسنى لها الوقتّ بأن تسـألّ فلوراّ حولها تنهدتّ بإستياءّ شديد ،
حينمـا وصلّ الكـل إلى بـوابةّ وقفتّ سوزي مـودعةّ إياهمّ بـرفقتها ماريّ التيّ فظلت أن تبقى قليلاّ في القصرّ إلى غايةّ استعادتهاّ صحتها أو بالأحرى
منتـظرةّ بدأ مفعول الدواءّ الذي أخذته بينماّ فضل أليكساندر الذهابّ بكل حماسّ قدّ سبق نايتّ إلى السيارةّ بينما وقفّ الأخيرّ كان ينـظرّ إلى سـاعته
بهدوء بعد ذلكّ عاد ينظرّ ناحية ماري كانت تبتسمّ ببلاهة و هيّ تودع كايل فـتنهد إذ لم يكن الأمر خطيراّ يبدوا أنها على ما يرامّ ..
ـ سيدي كل شيء جـاهز ..
انتقل إلى مسامعه صـوتّ فـرانسوا الهادئ قد كان يقف بجانب سيـارةّ سوداءّ مظللة في انتظارهم يحمل بين يديه ملفاتّ عديدة و على غير العـادة هناكّ
ابتسامةّ خفيفةّ جدا تعلواّ ملامحه الـجادةّ ، ربما لأنه و بدوره كانّ ينتظر هذاّ اليوم أيضاّ بفارغ الصبر فرفع نايتّ يده دلالةّ على سماعهّ له و تقدم بخـطواتّ
بطيئةّ للأمام عـندماّ سمعّ خـطواتّ خفيفةّ من خلفه نـظرّ بعينيه الداكنتين للخلفّ فـرأى ماريّ كانتّ مبتسمةّ بـمرح قـالتّ لهما بنبرةّ ضـاحكةّ
ـ حـظا مـوفقا بالرغم من أنكما لا تحتـاجانه ..
ضحك كـايل و عـاد أدراجه من أجل احتـضانهاّ بكل قـوةّ فبادرته العناق بابتسامةّ خفيفةّ بينما قطب نايت حاجبيه و تنهدّ بقلة حيلةّ لا جدوى من تـهديده
علىّ أي حال فاكتفى فقطّ بالنـظرّ رامقا إياهّ بكل برود عندما تـركهاّ مجددا مسرعاّ بالعودة لما مرّ بجانب نايتّ دفـعه الأخيرّ بكل قوةّ لسيارةّ و هو يأمره
بحدةّ بالـركوبّ ، .. حالما غـادر الأربعةّ عن أنظار الفتاتين استـدارتّ سوزي ناحيةّ ماري قائلةّ بنبرةّ هادئةّ جادةّ
ـ سيدتي هنـاك شخص يرغب في مقـابلتكّ

/



 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:16 AM   #118
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




تأوهت بضجر مراقبـةّ حركة الـسير و المارين قد طال انتـظارها ، أغـلقت عينيها لوهلة من الزمنّ إذ أنها لم تأخذ قسط من الـراحة منّذ زمن
فـلم تكن قادرة على النوم لتـراكم كل هـذه المشاكلّ عليها تأوهت مجددا بألم تـفرك جبينها بـقلةّ حيلة و ترتشفّ قليل من القـهوة السوداء
لتساعدها على الاستيقاظ و التركيـزّ أكثر ، تمنت لو أنها استطاعتّ الـذهاب لقصر لبيير فهي فعلا تـريد تمني الـحظ لنايتّ و مساعدة ماريّ ما
إن كانت بحاجةّ لأيّ شيء ربما يتسنى لها رؤيةّ فرانسوا أيضا و الاستفسارّ منه عنّ بضعةّ الأمور التي يستلزمّ لا بل يتوجب عليه إيضاحها
كعدم رده علىّ اتصالاتها أو رسـائلها النصيةّ أو الصوتيةّ ، إنه بالـكاد يلتفت لها زمتّ شفتيها بعبوسّ يبدوا أنها قد خسرت المعـركةّ تماما كماّ
خسرتّ كل شيءّ بحياتها سابقاّ ..
عنـدما لمحتّ سيارةّ تركن وقفت كانتّ مرتديةّ سروالاّ من الجينز أزرق و قـميصا أبيض قـصير مع معطف باللون البني الـمائلّ للأصفر و حـذاء
بنفس اللون حتى لو كانت متعبة هـذا ليس بالسبب المقنعّ الذي يدعها تتخلى عن أناقتها ، رفـعتّ حقيبتها و اتجـهتّ إلى تلكّ السيارةّ التي خرجّ
من متنها آرثرّ برفقته أوسكار يحـملانّ بضعة أوراقّ و معهما محـاميين وقفتّ أمامهم عندماّ نظر إليها آرثر بطرف عينه ، فقالت بنبرةّ هادئةّ و
هي تكتف ذراعيهاّ
ـ آرثر .. لدي رسـالةّ لك من والدي ،
رمقها بـبرود متجاهلا إياها و هوّ يمر من جانبها بينما ابتسم أوسكار بخفةّ لطالما نالت كلير إعجـابه فهي تنفذّ الأمور بطريقتها الخاصةّ و لديهاّ
مبدأها الخاصّ أيضاّ فلا أحد يستطيع ثنيها عنّ هدفها على عكس أخيها تماماّ الذيّ ينساقّ خلف المـالّ و الانتقامّ ، تـنهدتّ كلير بضجر و تـقدمت
مجددا إليه لتقفّ في طريقهما تـحدثت بنبرةّ باردة
ـ والدنا الـرجل المدعو بروي غـلوري إن كنت تعـرفه يقـول إن لم تتنـازل عن القـضيةّ فورا فـأنا سوف أحرمك من جميـع ميراثي و سوف أقف
كشاهد عيان على المنـصةّ لأخبر القاضي بنفسيّ عن هذه المهزلة التي تقـام ..
اتسعت عينيه بـدهشةّ حينما أشـارتّ كلير برأسها إلى جـهةّ المقـابلةّ قد كان والدهما روي غـلوري يقف ببـرود يحمل بين يديه ملفاتّ عديدة و
بـرفقته كل من ويليام و فـلوراّ كما أنه محـاط بسكرتيره الخاصّ و حارسه أيضاّ بجـانبه والدتهما التي بالرغم من أنها تـرفضّ ما يقـوم به زوجها
و تـرفضّ ما يـقوم بها ابنها أيضاّ غير أنها لن تستطع التـدخل فهذه المرة آرثر تخطى حدوده فعلاّ و لا شيء تستطيع قوله قد يعدل من قرار زوجها ،
تـحدثت كلير بنبرة متهكمة
ـ لا تـهزأ بنا آرثر فـلا أحد يعرف جميـع أسرارك كمـا نعلم نحن عـائلتك ،
ضحكّ أوسكار بخـفة مصفقا لكلير لكي تستدير نحوه بدهشةّ بينما عـاد هوّ بضعة خـطواتّ للخلف كيّ يستند على السيارةّ فّي حين ظهرت الصدمةّ
على وجه آرثر إنه يفعل كل هذا من أجل استعادةّ أملاكه فحتى الآن بعد مرور كل شيءّ لم يـعطه والده أمواله و لم يستعد بعد منصبه أيضاّ زمّ
شفتيه قد ظهر عليه الترددّ سرعانّ ما اختفى ذلكّ من على ملامحه و هو يقول بنبرةّ حادة
ـ ما الذي تقولينه ؟ إنها فـلورا السببّ خلف كل ما حدثّ هي من جعلتني على هذه الحالّ أو تردون مني التخليّ عن انتقامي بعدما صار
كل شيء بمتناول يدي ؟
رفعتّ كتفيهاّ دلالةّ على عدم اهتمامها لا شيء يقوله سوف يغير قرار والدها و لا من رأيها أيضاّ فتقدم منهما والدهما بـخطواتّ بطيئةّ خلفه كل
من فلوراّ و ويليام كذلك والدتهما ، قـالتّ كلير بنبرةّ باردة
ـ تـخلى عن ذلكّ آرثر .. فـأنت قد خسرت مسبقـا ،
حينما وصلّ روي إليهما رفـع يده و قـامّ بصفع ابنه بكل قـوةّ بالرغم من صلابته وّ قوته إلاّ أن دمعةّ وحيدةّ قد سرت على خده كان يستمر بـتركّ
آرثر يستمر بإخباره نفسه أن كل شيءّ سوف يكون على ما يرامّ و أن ابنه بكل تأكيد سوفّ يعود إلى صوابه لكن هاهو الآن يزداد اعتزازا بنفسهّ
و فـخراّ بأفعاله ، قال بغضب مكتـومّ
ـ لم أعتـقد أنني فيّ يوم ما سأكون محرجا إلى هـذه الدرجةّ و متأسفاّ نادما لأنك ابني ..
لم يقل آرثر شيئاّ بل اكتفى بالتزام الصمتّ أمام والده خصوصا و أنه رأى لأول مرةّ مدى ضعف روي بينما استمرت ألكيسي بالبكاءّ و هي تضعّ
يديها على وجهها حينماّ تقدم ويليامّ منه وضع ورقةّ ما أمامه قائلاّ بنبرةّ باردةّ
ـ كانتّ أوراق الـملكيةّ بأكملها مـزيفةّ و قد استطاعّ المحامي أخيراّ التوصلّ إلى الخطأ الذي يثبت بكونها مزورة لذلكّ توقيع فلورا و كذلكّ توقيعكّ
إن صحّ القـول فـلاّ توجد أهميةّ لهما ،
نـظرّ إليه آرثر بـحقدّ شديد فيّ حين ابتسم ويليامّ بلطف و هو يعطيّ الورقةّ للمحاميّ الذيّ بجانبه كان كل شيء يسيرّ تماما كما يريدانّ كمّ كان
الأمرّ صعباّ في البدايةّ لصعوبةّ معرفةّ الأوراقّ المزورةّ لكنّ كل شيءّ على ما يرامّ ليس تماماّ .. بالأحرى ليسّ كليا ، حينما تحدثتّ فلورا بنبرةّ هادئةّ
ـ سوف أخبر القاضيّ عن كل شيء و الشيك الذي قدمته لي سوف تستعيده فأنا لمّ أقم أبدا بإنفاق أموالك ، أعلم أننا قد نقعّ في ورطـةّ ما إن تعلم
الشرطةّ بكون الأوراق التي جلبتها أنت مزيفةّ لكن يمكننا تلفيقّ الأمر ببساطةّ فقطّ استمع إلى ما يقوله عمي روي و دعنا نبدأ صفحةّ جديدةّ من فضلك
كتم آرثر غيظه أيّ بداية جديدة تتحدثّ عنها هيّ ؟ فيّ حين تقدم محاميه الخاصّ لكي يتحدثّ مع محامي فلوراّ على إنفراد بمبعدةّ عنهم لتوصل
إلى اتفاقيةّ تجعل موكليهما يمرّان بسلام دون خسائرّ من هذه القضية ، استـدار آرثر للخلفّ لكيّ يستنجدّ بأوسكارّ لكن الأخيرّ ابتسمّ ببطءّ قائلاّ بخفةّ
ـ لا أعتقد أن ديميتري سوفّ يباليّ بما يحدثّ معكما بعد الآن و الأفضلّ لك أن تستمع لما تقوله ،
قالّ ذلك بكلّ خفة قدّ ضحكّ لما وقعت أنظاره على ويليامّ الذي بادره بنظرات مستغـربةّ فيّ حين وجدّ آرثر نفسه محاصراّ فبدون دعمّ ديميتريّ
لن ينجحّ أبدا فيّ مسعاه كما و إن استمرّ فيّ هذه القضيةّ قد يجد نفسهّ محاط بخسائرّ عديدةّ كخسارةّ ممتلكاته وّ ثروته أيضاّ .. عائلته لكنه لا يقوى
على الاستسلامّ الآنّ إنه لا يريد ذلكّ ليس بهذه السهولةّ تنهدّ ويليام بنوعّ من الانزعاج و هو يتقدم نحوه مبتسماّ
ـ من الأفضل لنـا أن نـحل الأمور بطريقـةّ سلمية فذلك أفضل للجميع كمـا ترىّ لذلك تنـازل عن القضيةّ آرثر ..
لم يكن يرغب في الاستماعّ إلى كلام ويليام بعد الآن فبالرغم من ابتسامته الـمرحةّ اللطيفةّ إلا أن نظراته لمّ تكن بنفسّ ذلك اللطفّ لمّ يكن يطلب منه
بل بالأحرى يأمره ليس كما لو كـأنه يملك خياراّ آخر ، تـبا حتىّ لو أنه استمرّ فسوف يخسر ممتلكاته تنهد بقلةّ حيلة يحك جبينه لا أحد يضمن له
أن ديميتري سوف يبقى يسانده للأبد و يمده بالمالّ متى ما أراد ذلك إنه رجل مزاجي يتبع مصلحته الخاصةّ فقطّ و مليءّ بالخبث و المكرّ الوثوق
بديميتري كرميّ نفسك بالهاويةّ فعـاد ينظر آرثر ناحيةّ أوسكارّ الذيّ تـحدث بنبرةّ هادئةّ
ـ ديميتري لم يعد مهتماّ بما يحدث معـك ، لذلك يمكنك أن تفعل ما تشـاء
قالّ ذلك بكل بساطةّ فعلا فـديميتري لم يعد يهتم بما يفعله هو أو تـفعله إليزابيث كل ما يريده الآن هو الانتقام فقطّ من نايت مبـاشرةّ و بدون طرقّ
ملتويةّ دون أن يسلب أصدقائهّ أو يبعد من حوله لقدّ تغيرت طريقته و وسيلته أيضاّ بعد حـادثةّ حفلةّ نجاح إليزابيثّ و آرثر يدركّ ذلك دون أن يخبره
آوسكار فهو يعلمّ جيدا بـأن ديميتري لم يعد يهتمّ هـدفه فقطّ هو نايتّ و لا أحد غـيره فـعادّ ينظر إلى والده الذيّ بدى متألما لكن و فيّ آن واحد غاضبا
لكن يتحدث بنبرةّ باردةّ
ـ سـأرى ما يمكنني فعـله ..
تـحدثّ بنبرةّ مقتضبةّ مختصرةّ و حادةّ أيضا إنه لا يرغب بذوقّ طعم الخسارةّ مجددا ليسّ أمام الخصم نفسه على الأقل فنظرّ بطرف عينه إلى فـلوراّ
كانت هادئةّ تبادرهّ بنـظراتّ باردةّ كما لو كـأن الأمرّ لا يعنيها قدّ تركتّ كل شيءّ لويليام و محامي ، عض شفته السفلى بقهر واضحّ لماذا يضطر إلى
الاستجابةّ لأوامرهم ؟ مـر بجانب كليرّ متجها إلى محاميه الخاصّ قائلاّ بنغمةّ صوت منخفضةّ هامسةّ حادةّ
ـ لن أسـامحك أبدا كليرّ ثق بكلماتي هذّه و خذيها كوعد مني
رفـعّت كلير حاجبها و لم تقل له شيئا بل ابتسمتّ بخفة حسناّ هو لن يتخلى عن انتقامه دون أن يجد هدف آخر و يبدوا أنّ هدفه الـجديد هو أختـه
نفسهاّ التي لطالما ساندته فيّ كل طريقّ آخذه ، كانتّ تنظر إليه بهدوءّ بينما يرمقها هوّ بقهر و كره شديدّ كم بدى الموقفّ مؤلما لها لكنها ابتسمتّ
ببطءّ تفضل أن يركزّ حقده عليها ربما ذلكّ للأفضلّ ..
فـاتجه ويليام أيضاّ نحو المحامين برفقـة رويّ و آرثر للوصول إلى اتفاقيةّ سليمةّ تقيهم كلّ هذّه المشاكلّ بينما حاولتّ والدتهما التخفيفّ من وطأة
الوضع و شدتهّ عـبرّ تهدئة كليهما فيّ حين رفعتّ كلير حقيبتهاّ إلى ذراعها جيدا مغـادرةّ المكانّ بخطواتّ سريعةّ عندما استوقفتهاّ فـلوراّ فجـأة
ممسكةّ إياهاّ من معصمهاّ فاستدارتّ كلير نحوهاّ متسائلةّ لما تحدثت فلوراّ بإحراج
ـ أنـا أشـكركّ على ما فـعلته لقدّ ساعدتنا كثيراّ و لاّ أعلم كيفّ أرد هذا الدين لك ..
نـظرتّ إليها كلير لولهة من الزمنّ لقد سمعتّ بأن لدى ويليام حبيبة الآن و بلا شكّ هي فلورا تلك الفتاةّ التي لطالماّ .. تنهدتّ كليرّ بتعب ثمّ رسمت
ابتسـامةّ خفيفةّ جدا على شفتيهاّ ، قـالتّ بهدوء
ـ لست مـدينة لي فـأنا بالكاد فـعلتّ أي شيء يذكر كل ما قمـتّ به هو قول الـحقيقةّ لا غـير ..
لم تعلم فـلوراّ ما الطـريقة المناسبةّ لشكرها قد فاقها خـجلها هذه المرةّ كم نـدمتّ لأنها لم تعطي كلير فرصةّ ثـانية و رفضتّ أن تدعها تقتربّ من ماري
كم كانتّ غـبية لأنها لم تستطعّ رؤية ذلك الندم فيّ عينيها وّ رغبتها فيّ البدء من جديدّ فـهزتّ فلورا رأسها نفياّ بشدة و هي تتـحدثّ بنبرةّ مصرةّ
ـ لا أنـت فعلت أكثر من ذلكّ لقد أنقذتني و أنـا مدينةّ لك ..
رفعت كلير يدها و نـزعتّ قبضةّ فلورا الملتفةّ حول معصمها كانتّ ملامحها هادئةّ للغايةّ ابتسـمت بـخفة تعلم كم أن هـذا صعب لفلورا لا بل هو
شديد الصعوبةّ فيّ النهاية تلك الفتاة الصبيانيةّ قد تغيرت كثيـرا أيعود ذلك لويليام ؟ ربما .. أجابتها كلير بضحـكةّ
ـ أرجوك ، كل ما فعلته هو فتّح فمي هـذا و بتهور قمتّ بفضح كل شيء لذلك لست ملزمةّ بشكري أو رد الدين لقد فعلت ما وجدته صائبا و منـاسبا
لا أكثر و لا أقل ..
بادرتها فلورا بابتسـامةّ واسعة شاكرة بينما ألقت كلير عليها تـحية الوداع و هي تغـادر المبنى في حين تنهد أوسكار بضجرّ و جذبّ مفاتيح سيارته
من جيب معـطفه مغادرا هو الآخر بدوره لم يعد يوجد أي سبب يبقيـه هنا على أيّ حال ، فتح الـباب و جلسّ خلف المقود إنه يشعر بالـراحةّ لكونه لم
يعد مطالبا بمراقبةّ آرثر بعد الآن كم كان التخلصّ منه مريحا للأعصاب ..

/

غـرفة سـوداء مـظلمة ذات أرضيـة باردة بالكاد تحتوي على أي أشعة لشمس كانت تـجلسّ فيها ماري على الأريـكة مغـلقة عينيها بدت كما لو أنها
قد خلدت إلى النوم هذا ما يبدوا لأي أحد ينظر إليها إلا أنها كانت تـحاول الحصول على قسط من الـراحةّ ذهنها مشوش تـماما و صـدرها يكاد يقفز
من مكانه لا تدري لما أكان الـمرض في تـطور و هي لم تلحـظه ؟ رفـعت ذراعها و وضعتها على ظهر الأريكة لكي تعتدل في جلستها لم يكن عليها
تأجيل الأمر فـهذا ما أدى لموت والدها هـي تـدرك ذلك لكنها لم تقوى على تركهم ..
يوجد ورم سرطاني نـعم لقد كانت تـدرك هـذا منذ أن أتت من باريس قد كان كل شيء واضحّ فتلك التغيرات التي حـدثت و لا تـزال تحدث على مستوى
جسدها بأكمله لم ليكن بمقدورها تجاهلها ، أحلامها بل كوابيسها التي أخذت تـراودها عن والدها جوناثان و كل شيء كان يحدثّ .. أدركت أنها مصابةّ
بهـذا المرض و لا مجال للفرار ربما لن تـنجوا ففرصةّ نجاتها قـليلةّ للغاية و هي تـدرك هذه الاحتماليةّ أيضا أو لم يتوفى والدها من جراءّ هذا المرض ؟
لكن حتى و هي تعـلم كل هـذا غـير أنها لم تستطعّ تـرك كل شيء خلفها و الـرحيلّ للأبد تـماما كما فعلت سيليا ..
طرقت سـوزي الباب فـأجابتها ماريّ بـأن تـدخل لكي تفعل ذلك بصحبتها ذلك الشخص الذي أراد مقابلتها نـظرتّ ماري نحو القـادم بعينين هادئتين كم
بدى وجهها شاحبا جدا في هذه اللحـظةّ حينما وقعت عينيها على إليـزابيثّ التي كانت تسير ببـطءّ عندما انحنت سوزي بهدوءّ رامقة إليزابيث بكره قبل
أن تغادر الغـرفةّ مغلقة الباب خلفها فـاعتدلت ماري في جلستها لكي تسند ظهرها على الأريكةّ قد رسمت ابتسـامةّ خفيفة للغايةّ على شفتيها قائلةّ
ـ يـال العـجب .. إليـزابيث بنفسها تأتي لرؤيتي ياله من شـرفّ
كانت نـظراتّ إليزابيث لها غـريبةّ بدت على غير عـادتها حينما اقتربتّ من ماري بدت منهارةّ بالكاد تستطيع السير عينيها متورمتين من البكاءّ طوال
الليل و جسدها بأكمله يرتجفّ كما لم يسبق له أن فعل الخـوفّ قد تسلل إلى قلبها فكيانها و لم يعد بمقدرتها التحمل بعد الآن ، أمسكت بيد ماري
و قالت بنبرةّ مرتجفةّ مرتبـكةّ
ـ ماري أرجوك .. أعـلم أنني ارتكبت الـكثير من الأخطاء و سلكت طريقـا مليئة بالخـطيئةّ لكن من بين الكل أنت تـدركين ما الذي تقدم عليه الـمرأة
العـاشقةّ ، تعلمين كم ترتكب المرأة العاشقةّ من خطيئةّ لكي تصل إلى محبوبها .. أنـا لست
تـوقفت عن الكلام محاولة أن تستجمع شجاعتها و كم كانت تريد أن توقف سيل هذه الدموع على وجنتيها إن الأمر صعب عليها بل شديد الصـعوبةّ
بالكاد تستطيع الـحديثّ فـأخذتّ تـبكي بصوت مسموعّ قائلةّ بنبرةّ محـطمةّ
ـ أنـا أحببته فقطّ أردته أن ينظر نحوي مجددا لتحقيق هدفي استخدمت جميـعّ الوسائل ، ماري كلانا أحببناه بقـوةّ فعلنا المستحيل لأجله و تخلينا عن
كل شيء لأجله لكن لم ننل أبدا حبـه إنه هو الخطيئةّ بنفسها ،
وقفت إليزابيثّ على قدميها تكفف دموعها بحقد ذلكّ الحب الذي كنته له هو السبب في دمارها أجل خانته و إن يكن أو لم تعـد من أجله ؟ أو لم
تترك كايل من أجله ؟ حسنا لقد سلكت طرقا مختـلفةّ و اتخذت جميع الـوسائلّ هي ليست نادمةّ على ذلكّ أكثر مما آلمها أن يتخلى عنها كل من كايل
و نايت في آن واحد .. تـحدثت إليزابيث بحدةّ
ـ هو لم يبالي بـك أيضا اعتبرك مجرد صفقة لا أكثر و لا أقل لم تـكوني أكثر من ذلك أبدا تماما كما فعل معي فهو لم ينظر نحوك أبدا إنه شيطـان
متنكر على هيئةّ إنسان يتلاعب بقـلوبنا كيفما يشاء وقتما يشاءّ ، أخبريني ماري أو لا يستحق العقاب ؟
ابتسـمت إليزابيثّ بخبثّ كعادتها و هي تقترب من ماري الصـامتةّ طوال تلكّ المدة أمسكت بكتفيها ثمّ نـظرت نحوها بتصميم شديدّ و رغبة في الانتقام
لم يسبق لها أبدا أن رأتها قبل أن تتحدث بـمكر
ـ دعينا ننـتقم منه مـعا، أنـا و أنت .. انضمي إلي مـاري
رمقتها ماري بـحيرة ربما قد خانتها أذنها الآن ربما لم تسمع جيدا لكن أقالت إليزابيث توا أن ينتقما من نايت ؟ أو لم تـخبرها توا أنها تحبه ؟ لم
تستطعّ فهم طريقة تفكيرها على الإطلاقّ فتنهدت بـقلةّ حيلة و هي تـنظرّ إلى إليزابيث كانت ملامحها شاحبةّ و هادئةّ أيضا ، أجابتها
ـ أنت مخـطئةّ .. حول كل شيء
نـظرتّ إليها إليزابيثّ بنوع من العصبيةّ و ابتعدت عنها قليلاّ لكي تقف على مبعدةّ بضعةّ خطوات منها كم كان وجهها محتقن مليئاّ بالغضب هدوء
ماري يزعجها و يجعلها تفقد صوابها أكثر فـأكثرّ لم تكن لتتخيل أبدا أن هذه ستكون ردةّ فعلها لكن و ما الذي تتوقعه من ماري بعد كل شيء ؟ لطالما
كانتا عدوتين و لن يكون سهلاّ أبدا إقناعها فيّ حين أكملت ماري حديثها بهدوء
ـ أنت لم تحـبي نايت مـطلقا و لا كايل لا ديميتري أو أي رجل آخر كل مـا تريدينه هو التلاعب بهم فقط ، أجل كلتانا قد رفضتا من قبلّ نايت كـلماته كانت
سيئةّ جدا لدرجةّ أنها لا تزال تـرن فيّ أذني كلما حاولت الاعتراف له مجددا ، إنـه بـارد ارستقراطي مليء بالعـجرفةّ و الغرور لكنه ليس سيئا هو ليس
بالرجل السيئ أنت تعـلمين هذا ..
لم تستطعّ إليزابيث أن تحتمل الحديثّ معها لم تكن لتظن أن ماري ستقف في صفه ، تماما كما أخبرها ديميتري سابقا ماري مخلـصة بالرغم من أنه
مجرد عقد عمل مع نايت و مجرد مسرحيةّ إلا أنها بقيت مخلصةّ له حتى برفضه لمشاعرها و بتحطيمها ، كتمت غيظها و ردت بحدةّ
ـ هلا استيقظت من أحلامك الوردية ؟ أتظنين أن نايت سوف ينظر إليك فقط لأ ..
وقفت ماري بـهدوء و سارت نحوها بخطـواتّ بطيئةّ كانت مبتسمةّ بخفـةّ و مرح غيرّ أن نظرتها باردةّ و ساكنةّ إلى حين وقوفها أمام إليزابيثّ نـظرت
نحوها و تحدثت بنبرةّ جادةّ
ـ أعـلم أنه لن يفعل هذا لا يعني أن أنتـقم منه فـ ..
توقفت عن الكلام فجـأةّ كانت ملامحها الهادئةّ قد اختفت لتظهر عليها صفة الألم ابتعدتّ للخلف محاولةّ الحفاظ على توازنهاّ قبل أن تستديرّ معطية
إليزابيثّ ظهرها تـمسكتّ بالمنضدةّ التي أمامها ثمّ تـحدثتّ بنبرةّ مـرتجفةّ مبحوحةّ
ـ إن كنتّ تـردين إقناعي فقد تأخر الوقت على ذلكّ ، الـشرطةّ قـادمة إلى هنا لاعتقالكّ فقد سلم كايل كل الأدلة التي تخصك إليهم البـارحةّ و الأمر
مسـألةّ دقائقّ فقط قبل أن يعثروا عليك ..
نـظرتّ إليها إليزابيثّ بدهشة واضحةّ و صدمةّ في آن واحد حينها فتحّ باب الغـرفةّ لكي تظهر من خلفه سوزيّ برفقتها الـشرطةّ تماما كما قالت
ماريّ إن الأمر مسـألةّ دقائقّ لم يكن بإمكانها الهربّ أو حتىّ قول أي شيء حينما وضعت الأصفاد حول يديها فأخذتّ تضحك بسخريةّ شديدةّ و هي
تنظر نحو ماري ، تحدث الضابط بنبرةّ صارمة
ـ أنت تحت رهن الاعتقال و كل ما تقولينه سوف يستعمل ضدك في المحكمة ، تستطعين توكيل محامي لكن مع الأدلة التي نملكها ضدك فلا أظن
بأنه سوف يفيدك ..
لم تقل إليزابيث أي شيء بل سارت بـرفقةّ الشرطة خارجا في حين شكر الضابط كل من سوزي و ماري على تعاونهما قبل أن يغادروا استدارت
إليزابيث للخلف بنصف دورة فقط لتنظر نحو ماريّ رفعت يديها المكللتين بالأصفاد ثمّ ألقت التـحيةّ بابتسامة ساخرةّ إذ أنها لم تندم على ما قامت به
تـحدثتّ بنبرةّ ساخرةّ شديدةّ التهكمّ
ـ كمّ أريدّ أن أرىّ إلىّ أين سوفّ يوصلكّ إخلاصكّ المتفانيّ هـذاّ ..
و كمّ كان وجههاّ فيّ تلك اللحظةّ خالياّ منّ أيّ تعبيرّ لندمّ أو أسى مقتنعةّ بأن ما فعلته هوّ عين الصوابّ نفسهّ ربماّ لأن ضميرهاّ لم يعد يعلمّ منذّ
زمنّ فلمّ تستطعّ أن تفرقّ بينّ الخطأ و الصوابّ هذا ما عنته ابتسامتها و نظراتها الباردة المتهكمةّ بينما و حالما اختفت إليزابيث من أنظارهما
تنهدت سوزي بكره شديد ثم تقدمت للأمام قائلةّ بحدة
ـ لم يسبق لي أن رأيت إمرأة سـافلة مثلها .. كم أتمنى قتلها ،
أومـأت ماري بالإيجاب مستـغربةّ من ردة فعل إليزابيثّ كما لو أنها لا تواجه عقـوبة الإعدام أو ربما السجن الأبدي أي قوة تملكها تلك المرأة و
أي ضمير لديها ؟ لكن لم ترد أن تفكر في الأمر أكثر فـوقفت و جذبت معـطفها من الأريكة لتـرتديه كانت هـادئةّ للغاية بملامح شـاحبةّ ، تحدثت
سوزي بخفةّ بعدما هزت كتفيها
ـ سوف تنال ما تستحقه هـذا أكيد .. لن تستطيع التـملص من جرائمها هذه المرةّ
ابتسمت ماري و لم تقل شيئـا بالطبع فجرائم إليزابيثّ كثيرة و الأدلة التي جمعها كل من كايل و نايت ضدها كفيلةّ بسجنها مدى الحياةّ ، هـزتّ رأسها
محاولة التـركيز عندما تـقدمت منها سوزي كنتا تسيران بخـطواتّ بطيئة نوعاّ ما فتـحدثت ماريّ بنبرة مبحوحةّ
ـ سوزي .. دعينا نسرع قـليلا أريد أن أرى نايت قبل أن يبدأ الاجتماع
هـزتّ سوزي رأسها إيجابا و تقـدمتّ بخطوات مسرعةّ إلى الأمام فـنظرتّ إليها ماري بهدوء ، كانت سوزي ترتدي بذلّة سوداءّ من تنوره قصيرة
و قميص أبيضّ مع سترةّ تضع سماعاتّ أذن و وسط خصرها الذي زين بحزام أسود يوجد مسدس خصلات شعرها الأشقر مرفوعة للأعلى بدت
مستعدةّ لكل شيءّ حينما بدتّ لها الـرؤية مشوشةّ قليلاّ انزعجت من نفسها إذ أنها تناولت الدواءّ لكن لم يعد ينفعّ بعد الآن و لا تستطيعّ الاعتـماد
علىّ أي أحد فتنهدتّ بقلة حيلةّ ..
نـزلتا من المصـعد ثمّ اتجهتا إلى تـلكّ السيارةّ الزرقاء المـركونةّ خارجا ضغطتّ سوزي على المفتاحّ لكيّ تفتح الباب لماري التي ابتسمتّ بخفةّ
شاكرةّ إياها على لطفها بينما جلستّ هي خلف المقود و قد أشارتّ للحـراسّ بأن يتبعوهما إذ أن هـذا الحدث هائلّ و لا يجب أن يتركوا أي شيء يعرقل
حدوثه إذ لا يجب عليهم أن ينسوا وجود ديميتريّ أو أتبـاعه ..

/




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:16 AM   #119
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





حـولّ ذلك الـمبنى اجتمـع العـديد من الصحافيين محاصريه بـكاميراتهم فيلتقطون صـورا كثيرةّ لأيّ رجل أعـمال قـادم لم يستـطيعوا التـقدمّ
أكثر إذ أحـاط فـرانسوا الـشركةّ بأكملها بـمجموعةّ من الـحراس قد استعان كايلّ بالـشرطةّ أيضا من أجل الحرص على سلامةّ الحدث في حين
اكتفى فرانسوا بالوقوف خارجـا يضع يده على أذنه قد كان ينقل له رجـاله كل ما تقع عليه عينيهم و يحاولون تغـطيةّ المنطقة بأكملها ربمـا
لأنهم يعلمون خـطورةّ ديميتري و ما الذي قد يقدم عليه من أجل تـخريبّ الاجتماع ..
كان فـرانسوا يراقب الـوضعّ بهدوء قد التقطت له عدةّ صور بدوره فلم يسلم هو أيضاّ من بين يدي الصحافةّ قد عـرف بـتعويذة الـشيطانّ الأكثرّ
خـطورةّ كيف لا و هو اليد اليمنى لنايتّ ، رجل مثـله استطاع حماية سيده بالرغم من التفافّ الأعداء حوله أو لا يستحق الإعجاب ؟ وجه أنظاره
نحو ويليام الذي أخذ يشق طريقه من بين الحشودّ بصعوبة غير آبه بكشفه لهويته ممسكا بيد فـلوراّ و معهما كلير أيضا التي كانت فيّ الخلف
فـتحدث فرانسوا ببرودّ عبر سماعته
ـ جوي ، روبـر أمنوا المـرور لسيد ويليام دويل و رفـقائه ..
خلال سرده لأوامره تحرك كل من جوي و روبر لتـأمين الطريق استـطاعوا بـسهولةّ إخراج ويليام من بين الـحشودّ ذلك بمساعدةّ من الـشرطةّ
أيضا و حينما وقف ويليامّ على خلفّ ذلك الشريط الأحمر الذيّ وضع لمنع الـصحافةّ من الدخولّ قد وقفت على حدود ذلك الشريط الشـرطةّ و رجال
فـرانسواّ فوقف ويليام بهدوءّ ثم ابتسم بخـفةّ و هو يرفع يده ملقيا التـحيةّ عليهم قبل أن ينحني بـنوعّ من اللباقةّ التقطتّ العديد من الصـورّ له قد
طرحتّ عليه العـديد من الأسئلةّ أيضا كـما رأيك بما يحدث ؟ و هل تظن أن نايت لبيير سوف يفوز بالمنصب ؟ سـار بخـطواتّ سريعة نحو فرانسواّ
الذي تقدم نحوه بدوره قال بنبرةّ قلقةّ
ـ هل بـدأ الاجتماع ؟
هـز فرانسوا رأسه نفيـا ثمّ عـاد يتحدث بـسرعةّ إلى أحد رجاله الذيّ أعـلمه بوجود صحافي قد استطاع التسلل إلى الـردهة متنكـراّ كي تعلوا
تقطيبه حاجبيه و أمر بـتشديد الحراسةّ أكثرّ كي يعود بأنظاره على فلورا و كلير قال بنبرةّ متسـائلةّ
ـ ما الذي حدث ؟ أليست لديكم محاكمة الآن ؟
ضحكّ ويليام بتـوتر فيّ حين رفعت فلورا يدها دلالةّ على علامة الانتصار بينما تنهدتّ كلير بقلةّ حيلة إنها لا تصدقهما فقد قاما بتـأجيل المحاكمةّ
و طلب من القاضي إمهالهم مدةّ كافيةّ لتحضير الأدلةّ كان ذلكّ الطلب من كلا المحامينّ فلم يـرى القاضيّ سبب لرفضّ و هاهي تـلتقي بهما هنا ،
في البدايةّ لم تستطعّ الدخول أو عبور المنـطقةّ حتى عندما آتى ويليام برفقةّ مدير أعمـاله سباستيان الذيّ أمن لهم كل شيء إلاّ الدخول من بين
الـصحافيين ، قـال ويليام بـضحكةّ
ـ كل شيء على ما يرام فقد تمكنا من الـوصول إلى صفقة مع آرثر بالأحرى أجبر على قبول الصفقةّ ، إذن أين هو نايت ؟ في مكـتبه ؟
ابتسم فـرانسوا بخفةّ على تهورهم ثم ألقى نظرة سريعة على كليرّ قد كانت تـضعّ رباطا يلتف حول ذراعها فضلّ أن لا يسألها و أشـار بيده نحو
ذلكّ الرجل المدعو بجوي الذي تقدم منه مسرعا فقال بنبرةّ هادئةّ
ـ خـذهم إلى سيـدي ..
أومـأ جوي بـالإيجابّ و هو ينحني باحترام لهم كي يـشيرّ بيده إلى الأمام فـتقدم ويليامّ بعد أن ضربّ فرانسوا بخفةّ على كتفه و خلفه فـلوراّ التي
بدتّ متوترة من الوضعّ فيّ حين وقفت كليرّ في مكانها نـظرتّ نحوه بينما حاول هو أن يعود إلى عـمله فتحتّ شفتيها لتقول شيئا ما عندما ناداها
ويليامّ
ـ كلير هيـا بنا ..
زمتّ شفتيها قبل أن تطلق آهة تدل على سماعها لنداءّ ويليام ثمّ ألقت نظرة سريعة على فرانسوا كان يتحدث مجددا عبر الهاتف إلى أحد رجاله
فـابتسمتّ بهدوء مغـادرةّ بخطوات مسرعةّ إلى حيثما كانت فلورا و ويليام بانتظارها حينما اختفت من أمامه تـنهد فرانسواّ بقلة حيلة لما صار إبعادها
عنه صعبا إلى هذه الدرجةّ ؟ تمتمّ بشتيمةّ سريعةّ لما رأى سيـارةّ زرقاء تشقّ طريقها خلفها سيارتين مضللتين فابتسمّ فورا بينما ركنت سوزي الـسيارةّ
و خرجت من متنها لكيّ تركضّ بخطوات سريعةّ نحو باب ماريّ فتحتـه و مدتّ يدها إلى ماري التي أمسكتها بـضحكةّ في حين كتمت سوزي
ضحكتهاّ بدورها ..
فـي حين و لما وقفت ماريّ أخذ الصحافيون يلتقـطون عدةّ صور لها بينما اكتفت هي برسمّ ابتسامةّ خفيفة جدا على شفتيها و رفعتّ يدها ملقيةّ التـحيةّ
عندما تقدمّ إليها رجـال فـرانسواّ بسرعةّ من أجل تأمين الـطريقّ لها فيّ حين كانت سوزي تسير بجانبها و حالما وصلتّ الفتاتين إلى مكان وقوف فرانسواّ
تـحدث هو بابتسـامةّ خفيفةّ
ـ مـرحبا بك سيدتي
غـمزتّ له ماري بـمرح بينما ضربت سوزيّ كتفه بمزاح أعطـتهّ مفاتيح سيارتها من أجل ركنها بعيدا فأعطاها هو بدوره إلى روبر الذي نفذ الأمر لكي
يمرا بـسرعةّ إلى داخل المبنى حالما اختفوا عن أعين الصحافةّ تنهدت ماريّ براحة شديدةّ كما لو أن ضغطا هائل قد أزيح عن قلبه إذ الوقوف تحت
كل تلكّ الأضواءّ يوترها فيّ حين قالت سوزيّ بضحكة
ـ لقد اجتزنا الـصحافةّ بنجاح
ضحكتّ ماري بدورها و هي تصافحّ سوزيّ بـخفة كانتّ أفكارها مشوشةّ و بالكاد تستطيع إبعاد كل تلك الهواجسّ التي تراودها ككوابيسّ حيةّ تطاردها
فيّ كل خطوةّ تخطوها لكنّ أردات أن تكون ربما أفضـلّ و أن تساند نايتّ أيضاّ حينما وصلوا إلى مـكتب نايت انحنى الحراسّ و غـادروا المكانّ بينما
استأذنتّ سوزي إذ أنه يتوجب عليها الذهاب إلى كايل فمهمتها هي تأمين حياته ، طرقتّ ماري البابّ ببطء قبل أن تقوم بفتحه لتطلّ بخفة فوجدتّ
ويليام يقف أمام نايتّ و لا أحد غيرهما كان ويليام يتحدثّ بنبرة صوته اللطيفةّ
ـ هيـا ألن أحصل على عناق ؟ لقد ركضتّ كل تلك المسافةّ من أجل رؤيتك قبل الاجتماع ..
ابتسمتّ ماري و هي ترى نظرةّ نايت المنزعجةّ إلى صديقه قد طلب منه أن يخرس إن لم يكن لديه شيء مفيد لقوله فيّ حين اقترب منه ويليام ليلفّ
ذراعيه حول نايت الذيّ أخذ يبعده عنه بعصبيةّ في حين ادعى ويليام البكاءّ قائلاّ
ـ كم أنت قاسيّ عزيزي بعد كل ما مررنا به تقوم بتجاهلي و ألا أستحق قبلة منك ؟
رمقـه نايت بنظراته البـاردة الحادةّ حينها ضحكّ ويليام بخفةّ مبتعدا عنه بينمـا ابتسمت ماري بدورها أمسكتّ بالمقبضّ من أجلّ جذبّ الباب و غلقه
حينماّ وقعت أنظاره عليها تـحدثّ نايت بنبرةّ منزعجةّ
ـ ماري نـادي لفلورا يبدوا أنه لم يعد يتذكر شكل حبيبته
ضحكتّ بـخفةّ كي تتقدم منهما بخطوات بطيئةّ متـرددةّ إذ أنها فضلتّ تركهما لوحدهما فقد مضى وقت طويلّ على جلوسهما معاّ كما أن حتى و إن رفض
نايت الاعترافّ بذلك فهو يحتاج إلى دعم ويليام له إذ أنه هوّ من رافقه طـوال رحلتـه هذّه بينما ضحك ويليامّ متهكما قائلاّ
ـ ها هـا كم أنت ظريف ..
عـاد نايت يوجه نـظراته الحادةّ الباردةّ نحوه فـهز ويليامّ كتفيه بعدم اهتمامّ له و هوّ يرفع حاجبيه ثمّ ينزلهما بحركة مستفزة و تارةّ يرمشّ قليلاّ فيجعله
يفقدّ أعصابه فيّ حين وقفت ماريّ على مبعدةّ من البابّ تبتسمّ على حركاتهّ الصبيانيةّ يبدوا أن فـلورا قد أثرت به فعلاّ فقد صار يتصرفّ مثلها قليلاّ
حينما تنهد نايتّ بـقلةّ حيلة ليتجه إلى مـكتبه جلسّ خلفه على كرسيه و قدّ وضع نظارتيه لكيّ يمسك بملف ماّ عندما تـقدم منه ويليامّ قائلاّ بضحكة
ـ ما الذي تحاول فعله الآن ؟ أهذه هي طـريقتكّ في التخلص من التوتر ؟
رمـقه نايتّ بهدوء بعد ذلكّ رفـع هاتفه و قبل أن يدرك ويليامّ ما الذي كان يريد فعله وجدّ نايت يتصلّ بفرانسوا يطلبّ منه إرسال رجـاله إلى مكتبه من
أجل طردّ ويليام بكلّ جديةّ فضحكتّ ماريّ بقوةّ على ملامح ويليامّ الباهتةّ و على نظراتّ نايتّ الحادةّ عندما فتحّ باب المكتب مجددا لكيّ تـظهر من خلفه
فلوراّ فتأوه نايت بألم ممسكاّ برأسه لما تحدثت فلوراّ بنبـرةّ عاليةّ
ـ نـايت أيهـا الأحمق كيفّ حالك ؟ هل أنت متوتر ؟
لم يكنّ متوترا على الإطلاقّ حتىّ مجيئهم إذ أن تواجدهم حوله يسببّ له إزعاجا يجعله عاجزاّ عن التركيزّ في عمله فأخذ يحك جبينه بإرهاق لما تقدمتّ
إليه ماريّ قالتّ بنبرةّ ضاحكةّ
ـ حسنا يكفي .. ويليام توقف عنّ إزعاجه
لم يقل ويليام شيئا بل اكتفى بابتسامة خفيفة زينت شفتيه في حين رمقهم نايت بـحدةّ عندما طرقّ الباب مجددا كيّ يطل أليكساندر من خلفه كان يبدوا متوترا
للغايةّ يضعّ قبعة سوداء على رأسه مرتدياّ بذلة رسميةّ من بنطال أخضرّ بمربعاتّ و سترة جلديةّ سوداءّ مع بوت حينما رأته ماريّ أشارت له بأن يدخلّ
فتقدم منها مسرعا لكي يفتّح الباب على وسعهّ قد ظهر من خلفه كايل قد كان يبدوا على عجلةّ قائلا
ـ نايت هيـا بنا ، لقد حضر الكل ..
وقفّ نايت بهدوء ثمّ حركّ ربطة عنقه بّخفة محاولاّ أن يخففّ من شدتها بعد ذلك تقدم بخطواتّ هادئةّ نحو كايلّ ممسكا بـملفّ ما حينما وقف الاثنين
جانبا إلى جنبّ ابتسم كلاهما نصف ابتسامةّ رفعّ كايل يده و ضربّ بقبضته قبضةّ نايت الممتدةّ نحوه كي يتحدث الاثنين فيّ نفس الوقتّ
ـ أنـا لن أخسـر ..


~ يتبـعّ ]







 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:16 AM   #120
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





حـولّ ذلك الـمبنى اجتمـع العـديد من الصحافيين محاصريه بـكاميراتهم فيلتقطون صـورا كثيرةّ لأيّ رجل أعـمال قـادم لم يستـطيعوا التـقدمّ
أكثر إذ أحـاط فـرانسوا الـشركةّ بأكملها بـمجموعةّ من الـحراس قد استعان كايلّ بالـشرطةّ أيضا من أجل الحرص على سلامةّ الحدث في حين
اكتفى فرانسوا بالوقوف خارجـا يضع يده على أذنه قد كان ينقل له رجـاله كل ما تقع عليه عينيهم و يحاولون تغـطيةّ المنطقة بأكملها ربمـا
لأنهم يعلمون خـطورةّ ديميتري و ما الذي قد يقدم عليه من أجل تـخريبّ الاجتماع ..
كان فـرانسوا يراقب الـوضعّ بهدوء قد التقطت له عدةّ صور بدوره فلم يسلم هو أيضاّ من بين يدي الصحافةّ قد عـرف بـتعويذة الـشيطانّ الأكثرّ
خـطورةّ كيف لا و هو اليد اليمنى لنايتّ ، رجل مثـله استطاع حماية سيده بالرغم من التفافّ الأعداء حوله أو لا يستحق الإعجاب ؟ وجه أنظاره
نحو ويليام الذي أخذ يشق طريقه من بين الحشودّ بصعوبة غير آبه بكشفه لهويته ممسكا بيد فـلوراّ و معهما كلير أيضا التي كانت فيّ الخلف
فـتحدث فرانسوا ببرودّ عبر سماعته
ـ جوي ، روبـر أمنوا المـرور لسيد ويليام دويل و رفـقائه ..
خلال سرده لأوامره تحرك كل من جوي و روبر لتـأمين الطريق استـطاعوا بـسهولةّ إخراج ويليام من بين الـحشودّ ذلك بمساعدةّ من الـشرطةّ
أيضا و حينما وقف ويليامّ على خلفّ ذلك الشريط الأحمر الذيّ وضع لمنع الـصحافةّ من الدخولّ قد وقفت على حدود ذلك الشريط الشـرطةّ و رجال
فـرانسواّ فوقف ويليام بهدوءّ ثم ابتسم بخـفةّ و هو يرفع يده ملقيا التـحيةّ عليهم قبل أن ينحني بـنوعّ من اللباقةّ التقطتّ العديد من الصـورّ له قد
طرحتّ عليه العـديد من الأسئلةّ أيضا كـما رأيك بما يحدث ؟ و هل تظن أن نايت لبيير سوف يفوز بالمنصب ؟ سـار بخـطواتّ سريعة نحو فرانسواّ
الذي تقدم نحوه بدوره قال بنبرةّ قلقةّ
ـ هل بـدأ الاجتماع ؟
هـز فرانسوا رأسه نفيـا ثمّ عـاد يتحدث بـسرعةّ إلى أحد رجاله الذيّ أعـلمه بوجود صحافي قد استطاع التسلل إلى الـردهة متنكـراّ كي تعلوا
تقطيبه حاجبيه و أمر بـتشديد الحراسةّ أكثرّ كي يعود بأنظاره على فلورا و كلير قال بنبرةّ متسـائلةّ
ـ ما الذي حدث ؟ أليست لديكم محاكمة الآن ؟
ضحكّ ويليام بتـوتر فيّ حين رفعت فلورا يدها دلالةّ على علامة الانتصار بينما تنهدتّ كلير بقلةّ حيلة إنها لا تصدقهما فقد قاما بتـأجيل المحاكمةّ
و طلب من القاضي إمهالهم مدةّ كافيةّ لتحضير الأدلةّ كان ذلكّ الطلب من كلا المحامينّ فلم يـرى القاضيّ سبب لرفضّ و هاهي تـلتقي بهما هنا ،
في البدايةّ لم تستطعّ الدخول أو عبور المنـطقةّ حتى عندما آتى ويليام برفقةّ مدير أعمـاله سباستيان الذيّ أمن لهم كل شيء إلاّ الدخول من بين
الـصحافيين ، قـال ويليام بـضحكةّ
ـ كل شيء على ما يرام فقد تمكنا من الـوصول إلى صفقة مع آرثر بالأحرى أجبر على قبول الصفقةّ ، إذن أين هو نايت ؟ في مكـتبه ؟
ابتسم فـرانسوا بخفةّ على تهورهم ثم ألقى نظرة سريعة على كليرّ قد كانت تـضعّ رباطا يلتف حول ذراعها فضلّ أن لا يسألها و أشـار بيده نحو
ذلكّ الرجل المدعو بجوي الذي تقدم منه مسرعا فقال بنبرةّ هادئةّ
ـ خـذهم إلى سيـدي ..
أومـأ جوي بـالإيجابّ و هو ينحني باحترام لهم كي يـشيرّ بيده إلى الأمام فـتقدم ويليامّ بعد أن ضربّ فرانسوا بخفةّ على كتفه و خلفه فـلوراّ التي
بدتّ متوترة من الوضعّ فيّ حين وقفت كليرّ في مكانها نـظرتّ نحوه بينما حاول هو أن يعود إلى عـمله فتحتّ شفتيها لتقول شيئا ما عندما ناداها
ويليامّ
ـ كلير هيـا بنا ..
زمتّ شفتيها قبل أن تطلق آهة تدل على سماعها لنداءّ ويليام ثمّ ألقت نظرة سريعة على فرانسوا كان يتحدث مجددا عبر الهاتف إلى أحد رجاله
فـابتسمتّ بهدوء مغـادرةّ بخطوات مسرعةّ إلى حيثما كانت فلورا و ويليام بانتظارها حينما اختفت من أمامه تـنهد فرانسواّ بقلة حيلة لما صار إبعادها
عنه صعبا إلى هذه الدرجةّ ؟ تمتمّ بشتيمةّ سريعةّ لما رأى سيـارةّ زرقاء تشقّ طريقها خلفها سيارتين مضللتين فابتسمّ فورا بينما ركنت سوزي الـسيارةّ
و خرجت من متنها لكيّ تركضّ بخطوات سريعةّ نحو باب ماريّ فتحتـه و مدتّ يدها إلى ماري التي أمسكتها بـضحكةّ في حين كتمت سوزي
ضحكتهاّ بدورها ..
فـي حين و لما وقفت ماريّ أخذ الصحافيون يلتقـطون عدةّ صور لها بينما اكتفت هي برسمّ ابتسامةّ خفيفة جدا على شفتيها و رفعتّ يدها ملقيةّ التـحيةّ
عندما تقدمّ إليها رجـال فـرانسواّ بسرعةّ من أجل تأمين الـطريقّ لها فيّ حين كانت سوزي تسير بجانبها و حالما وصلتّ الفتاتين إلى مكان وقوف فرانسواّ
تـحدث هو بابتسـامةّ خفيفةّ
ـ مـرحبا بك سيدتي
غـمزتّ له ماري بـمرح بينما ضربت سوزيّ كتفه بمزاح أعطـتهّ مفاتيح سيارتها من أجل ركنها بعيدا فأعطاها هو بدوره إلى روبر الذي نفذ الأمر لكي
يمرا بـسرعةّ إلى داخل المبنى حالما اختفوا عن أعين الصحافةّ تنهدت ماريّ براحة شديدةّ كما لو أن ضغطا هائل قد أزيح عن قلبه إذ الوقوف تحت
كل تلكّ الأضواءّ يوترها فيّ حين قالت سوزيّ بضحكة
ـ لقد اجتزنا الـصحافةّ بنجاح
ضحكتّ ماري بدورها و هي تصافحّ سوزيّ بـخفة كانتّ أفكارها مشوشةّ و بالكاد تستطيع إبعاد كل تلك الهواجسّ التي تراودها ككوابيسّ حيةّ تطاردها
فيّ كل خطوةّ تخطوها لكنّ أردات أن تكون ربما أفضـلّ و أن تساند نايتّ أيضاّ حينما وصلوا إلى مـكتب نايت انحنى الحراسّ و غـادروا المكانّ بينما
استأذنتّ سوزي إذ أنه يتوجب عليها الذهاب إلى كايل فمهمتها هي تأمين حياته ، طرقتّ ماري البابّ ببطء قبل أن تقوم بفتحه لتطلّ بخفة فوجدتّ
ويليام يقف أمام نايتّ و لا أحد غيرهما كان ويليام يتحدثّ بنبرة صوته اللطيفةّ
ـ هيـا ألن أحصل على عناق ؟ لقد ركضتّ كل تلك المسافةّ من أجل رؤيتك قبل الاجتماع ..
ابتسمتّ ماري و هي ترى نظرةّ نايت المنزعجةّ إلى صديقه قد طلب منه أن يخرس إن لم يكن لديه شيء مفيد لقوله فيّ حين اقترب منه ويليام ليلفّ
ذراعيه حول نايت الذيّ أخذ يبعده عنه بعصبيةّ في حين ادعى ويليام البكاءّ قائلاّ
ـ كم أنت قاسيّ عزيزي بعد كل ما مررنا به تقوم بتجاهلي و ألا أستحق قبلة منك ؟
رمقـه نايت بنظراته البـاردة الحادةّ حينها ضحكّ ويليام بخفةّ مبتعدا عنه بينمـا ابتسمت ماري بدورها أمسكتّ بالمقبضّ من أجلّ جذبّ الباب و غلقه
حينماّ وقعت أنظاره عليها تـحدثّ نايت بنبرةّ منزعجةّ
ـ ماري نـادي لفلورا يبدوا أنه لم يعد يتذكر شكل حبيبته
ضحكتّ بـخفةّ كي تتقدم منهما بخطوات بطيئةّ متـرددةّ إذ أنها فضلتّ تركهما لوحدهما فقد مضى وقت طويلّ على جلوسهما معاّ كما أن حتى و إن رفض
نايت الاعترافّ بذلك فهو يحتاج إلى دعم ويليام له إذ أنه هوّ من رافقه طـوال رحلتـه هذّه بينما ضحك ويليامّ متهكما قائلاّ
ـ ها هـا كم أنت ظريف ..
عـاد نايت يوجه نـظراته الحادةّ الباردةّ نحوه فـهز ويليامّ كتفيه بعدم اهتمامّ له و هوّ يرفع حاجبيه ثمّ ينزلهما بحركة مستفزة و تارةّ يرمشّ قليلاّ فيجعله
يفقدّ أعصابه فيّ حين وقفت ماريّ على مبعدةّ من البابّ تبتسمّ على حركاتهّ الصبيانيةّ يبدوا أن فـلورا قد أثرت به فعلاّ فقد صار يتصرفّ مثلها قليلاّ
حينما تنهد نايتّ بـقلةّ حيلة ليتجه إلى مـكتبه جلسّ خلفه على كرسيه و قدّ وضع نظارتيه لكيّ يمسك بملف ماّ عندما تـقدم منه ويليامّ قائلاّ بضحكة
ـ ما الذي تحاول فعله الآن ؟ أهذه هي طـريقتكّ في التخلص من التوتر ؟
رمـقه نايتّ بهدوء بعد ذلكّ رفـع هاتفه و قبل أن يدرك ويليامّ ما الذي كان يريد فعله وجدّ نايت يتصلّ بفرانسوا يطلبّ منه إرسال رجـاله إلى مكتبه من
أجل طردّ ويليام بكلّ جديةّ فضحكتّ ماريّ بقوةّ على ملامح ويليامّ الباهتةّ و على نظراتّ نايتّ الحادةّ عندما فتحّ باب المكتب مجددا لكيّ تـظهر من خلفه
فلوراّ فتأوه نايت بألم ممسكاّ برأسه لما تحدثت فلوراّ بنبـرةّ عاليةّ
ـ نـايت أيهـا الأحمق كيفّ حالك ؟ هل أنت متوتر ؟
لم يكنّ متوترا على الإطلاقّ حتىّ مجيئهم إذ أن تواجدهم حوله يسببّ له إزعاجا يجعله عاجزاّ عن التركيزّ في عمله فأخذ يحك جبينه بإرهاق لما تقدمتّ
إليه ماريّ قالتّ بنبرةّ ضاحكةّ
ـ حسنا يكفي .. ويليام توقف عنّ إزعاجه
لم يقل ويليام شيئا بل اكتفى بابتسامة خفيفة زينت شفتيه في حين رمقهم نايت بـحدةّ عندما طرقّ الباب مجددا كيّ يطل أليكساندر من خلفه كان يبدوا متوترا
للغايةّ يضعّ قبعة سوداء على رأسه مرتدياّ بذلة رسميةّ من بنطال أخضرّ بمربعاتّ و سترة جلديةّ سوداءّ مع بوت حينما رأته ماريّ أشارت له بأن يدخلّ
فتقدم منها مسرعا لكي يفتّح الباب على وسعهّ قد ظهر من خلفه كايل قد كان يبدوا على عجلةّ قائلا
ـ نايت هيـا بنا ، لقد حضر الكل ..
وقفّ نايت بهدوء ثمّ حركّ ربطة عنقه بّخفة محاولاّ أن يخففّ من شدتها بعد ذلك تقدم بخطواتّ هادئةّ نحو كايلّ ممسكا بـملفّ ما حينما وقف الاثنين
جانبا إلى جنبّ ابتسم كلاهما نصف ابتسامةّ رفعّ كايل يده و ضربّ بقبضته قبضةّ نايت الممتدةّ نحوه كي يتحدث الاثنين فيّ نفس الوقتّ
ـ أنـا لن أخسـر ..


~ يتبـعّ ]







 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 07:06 AM