••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


عندما عبروا حدود الظلام *مكتملة*

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-2020, 12:52 PM   #21
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل العاشر : دروب الحياة ..




نتوه دوما في دروب الحياة ..
عندما نصر أن نسير وحدنا بلا أهداف ..
تماما كسفينة بلا ربان أو ملاح ..
تسوقنا أقدامنا إلى طرقات لم يطأها قبلنا إنسان ..
عتمة وظلام ..
ودرب بالشوك ملأن ..
قد نجد ما نريد في نهايتها بعد هوان ..
وربما
لن نجني منها إلا الخواء ..
عندها سنضطر للعودة
وسنبدأ بالمسير دربا من جديد ..
ظلام آخر وعتمة أخرى ..
قف مكانك
انظر حولك
لم لا نضع دربا أمامنا
نمسك مشعل الإيمان بيد
واليد الأخرى نمسك بها يد إنسان ..
أما , أبا , أخا , صديقا أو حتى أحد الجيران ..
سنشعر حينها أن الدرب صار كالجنان ..
نور ودفء وقلب خال من الأحزان ..
هذه هي سنة الحياة ..
نحن نختار دروبنا ..
مظلما كان أو بالنور وضاح ..
نحن نقرر مصائرنا بأنفسنا ..
جحيما صيرناه أو إحدى الجنان ..
نعم ..
نحن من نهدم أو نبني عالمنا ..



الجمعة 4 / 6 / 1427 هـ :
في فيلا أبو جاسم بعد صلاة الجمعة :


قالت العنود وهي تسلم على سحر : والله بتوحشيني ..
زفرت سحر وقالت بابتسامة حزينة : انتي أكثر , صراحة استانسنا بالجلسة معاكم , يلا إن شاء الله نتقابل قريب في المدينة ..
لفت العنود بوزها وقالت : وليش رايحين مادام بتنزلون قريب , كملوا عندنا ..
: أمي مصرة عشان سمر ..
: ما صارت , الناس نفاسها أربعين يوم ويموت الرجال ويحيا وانتم 60 يوم , اتقوا الله في الضعيف ...
ضحكت سحر وضربتها وهي تقول : اشلك دخل ؟؟ إحنا بنات الـ .. لازم نكمل 60 يوم , 40 يوم اش تسوي ؟؟
حطت يدها على خصرها وقالت : طيب فهمنا يالأميرات انتم , شوفي من تقررون تنزلون من الرياض أعطيني خبر وأنا أبدأ زننننن على راس أبوية عشان نروح المدينة ونلحقكم أو نروح مع بعض ..
ضحكت الهنوف لمن سمعتهم يخططون بحماس للمدينة وقالت : هي , انتم رايحين المدينة عبادة ولا عشان الجمعة واللعب ..
قالوا مع بعض وهم يلتفتون لها : الإثنين ..
وبلا مقدمات افترقوا بسرعة , مسكت سحر غصن شجرة الزينة ولمست العنود خشب الكنبة , صرخت العنود بفرح وهي تنط : أنااا أول ..
قالت سلافه وهي مستنكرة حركاتهم : انتم لسه في لعبة مين يمسك الخشبة أول , ترى كذبه , مو شرط اللي تمسك الخشبة أول تتزوج أول ..
رمتها سحر بنظرة طفش وقالت تقلد صوتها المدلع : من جـــد , على بالي حقيـــقة ..
وكملت بصوتها : عارفين إنها خرافات إحنا ما خذينها لعبة ..
جات أمهم وقالت : اشششششش , تتهاوشون قدام الناس ..
قالت سلافة وهي تحط يدها على كتف أمها : no mamy إحنا نتناقش ..
مالت العنود على سحر وقالت من بين أسنانها بهمس : غثياااااااااااان , ذكرتني بعبد الرزاق ..
حطت سحر يدها قدام فمها وهمست وهي تطالع في سلافة : إش رايك نجوزهم لبعض ونفتك ؟؟
شهقت العنود وقالت : الله يقطع شرك غثيث وغثيثة اش بيجيبون عيال ؟؟ يلوعون الكبـــد ..
قهقهت سحر وقالت : الله يقطع شرك انتي , صدقت السالفة !!..
جاتهم الشغالة وخبرتهم إن الرجال ينادون , من تفرقوا راحت العنود جري لطاقة غرفتها وقالت وهي تشوفهم يركبون السيارة : بندر البنات رايحات تعالي شوفي ..
ما تحركت البندري من سدحتها على السرير , صكت العنود الستارة وراحت لها وقالت : بندر اش فيك ؟؟
مسحت البندري دموعها وقالت : ولا شي , تعبانة من الجواز ..
مسحت على شعرها وهمست بحب : ما تبغين تقولين لي اش فيك ؟؟
هزت راسها بلا ودست وجهها في المخدة , زفرت و لحفتها , طالعت فيها شوية وباست راسها وتحركت خارجة , صكت النور وقالت بمرح مصطنع : شويه بس أخليك ترتاحين وأرجع أجرك من السرير غصب عنك ..
ومن صكت الباب تغيرت ملامحها للألم , كانت تحس نفسها زي العاجزة اللي مهي قادرة تسوي شي أكثر من التفرج على أختها اللي واضح تماما إنه فيه شي كبير صار لها , أول ما لمحت أمها ابتسمت وقالت : ماااااااااماااااااااااا , متى بيجون جاسم وأزهار ؟؟
ابتسمت هدى وقالت وهي تتحرك لغرفة نومها : ما أدري ..
لحقتها العنود وهي تسأل : طيب كم يوم بيقعدون في ماليزيا ؟؟
لفت عليها وطالعت فيها بعتاب وقالت : كمان ما أدري ..
وتحركت متابعة مشيها لغرفتها , سألت العنود وهي متابعة ملاحقتها : بيركبون سياحي ولا ..
قاطعتها أمها وهي تلف : عنوووووووووووود ..
ودخلت الغرفة , لفت العنود بوزها وهي توقف في مكانها وسط الصالة وقالت بصوت عالي عشان تسمعها أمها : مافي ديموقراطية في هالبيت ...
قالت أمها من جوة الغرفة بعصبية : اش دخل الديموقراطية دحين , انتي كل شي حطيتيه على الديموقراطية , احفظي كلام من اللي ينقال في الأخبار من دون ما تفهمينه وتعالي اصدعي راسنا به ..


*************************


دخل غرفة النوم بعد ما رجع من الصلاة وشافها نااااااااايمة , رفع حواجبه وهو يقول بداخله بغيض ~ هذي اللي صدعت راسي قبل الخطبة تصحيني عشان ألحق بيضة وأعطتني محاضرة طويييييلة عريضة عن صلاة الجمعة و أهميتها , أول مرة أشوف عروس تعطي زوجها محاضرة من ثاني يوم ~ تقدم من السرير وهو ناوي يزعجها زي ما أزعجته و تصنم عند طرف السرير لمن شاف وجهها المغطى بخصلات من شعرها , تأملها للحظة وهو يحس أفكاره غير مستقره على شي معين , مد يده وبعد الخصلات وحطها ورى إذنها , تأمل وجهها الهادي المزين بزينه خفيفه ودنق عليها وباس خدها وهو يحس نبض قلبه يتسارع , بعد عنها على طول وهو متوقع تصحى وابتسم لمن شافها غاااااايصة في نوم عميق , لمن انتبه للي يسويه زفر بضيق , كان يحس تضارب في مشاعره المحمومة , من عرف براءتها وهو يشوف كل شي منها حلو وفي نفس الوقت في شي ينفره منها , لفت وجهها على الجهة الثانية وهي تتنفس بعمق وشكلها مستريييييح في نومها رغم إنها لابسة تنورة شمواه بلون البنفسج المحروق وبلوزة زيتي فيها رسومات من نفس اللون , من قهره من اللي يحسه نحوها قال بصوت عالي : أزهاااااااار ..
نطت من مكانها وجلست تطالع بعيون زايغة وهي تمسد شعرها بخوف , مسك ضحكته وقال ببرود : صليتي يا ست هانم ؟؟
طالعت في ساعتها وقالت بهمس خجول وهي تحاول ترتب شعرها المبعثر : ها , استغفر الله , لا لسه , ما أدري كيف نمت , دحين أقوم ..
لمن حس إنه شوي ويضمها بكل قوته لصدره , قال بعصبية : طيب تحركي بسرعة عشان يمدينا نلحق نسلم على أهلي ونروح المطار ..
قامت وهي تقول باستنكار : طيب لا تهاوش ..
وراحت للحمام , تبعها بعيونه وهو يبتسم , ولمن لفت تدور على أشياءها اللي جهزتها مسح الابتسامة من وجهه وطالعها ببرود , كشرت في وجهه ودخلت الحمام , ماااااااات ضحك على حركتها , لكنه بينه وبين نفسه أصر إنه يستمر على جموده قدامها ..


***********************

نفس اليوم :
بعد صلاة العصر في جدة :
في فيلا أبو جاسم :

: أزهارو , اش سويتي أمس ؟؟ أشوف أخويه مصفع ..
شهقت أزهار بصدمة لمن غمزت لها العنود ودنقت راسها وطالعت في الأرض الرخامية وهي تحاول تنطق بحرف , ضحكت العنود وقالت : وااااااااي ما أقدر تستحييييييييييييييييي ..
رفعت راسها وفرصعت عيونها في العنود من دون ما يشوفها أحد وأشرت على رقبتها يعني بأذبحك , قالت الهنوف وهي تضرب العنود بخفة : بنت يا وصخة , سيبيها في حالها ..
ضحكت أزهار اللي خف إحراجها وقالت وهي تقرص فخذ العنود : يا قليلة الأدب انتي وتفكيرك الوصخ ..
حكت فخذها بتوجع وقالت : كنت أتكلم حسب الدلائل الظاهرة ..
ضحكت وقالت : مررررة , المحقق كونان على غفلة ..
: أزهار ..
التفتت له وهي تحس قلبها يضرب بقوة فضيعة , قال بهدوء : يلا , حنتأخر ..
رجع لها حياها مرة ثانية , هذي أول مرة تكون معاه وقدام أهله وهي زوجته بالمعنى الحقيقي للكلمة , قامت وتنحنحت عشان تضيع حرجها و قالت : دقايق بس , عن إذنكم ..
ولفت على أختينها وقالت : البندري في غرفتها ؟؟
هزوا روسهم وتبعوها وهي طالعة لفوق , طالعت العنود في بلوزة أزهار من ورى , كان فيها فتحة مثلثة كبيرة توصل بين أطرافها حبال على شكل ضرب ولابسة تحتها بدي , دخلت اصباعها وحكت ظهرها وهي تقول : عساك لابسة البدي عند أخوية ..
ضربت أزهار يدها وقالت بحرج : مالك دخل ..
هزت حواجبها وقالت بصوت خبث : ترى حلوه فتحات التهوية لها وقع خـ...
شهقت الهنوف وضربتها وسدت أزهار أذانيها المحمرة من الخجل وقالت : ما أبغى أسمع ..
طالعت فيهم باستهزاء وقالت : يعني يعني تستحون , ما قلت شي , كل اللي قلته ..
قاطعتها الهنوف : انتييييييييي فضيييييييعه , قلنا ما نبغى نسمع ..
أشرت على دقنها وغمزت بعينها وهي تقول : إن ماجيتوني بعد فترة تبغون دروس خصوصية ما أكون أنا عنيدي , لكن إحلموااااااا ...
قالوا مع بعض : مستغنين ..
وكملت أزهار وهي تدخل الغرفة بعد ما دقت الباب : أبغى أكون لوحدي معاها ..
ودخلت راسها وقالت بمرح : بندوره ...
كانت الغرفة مظلمة تماما رغم إنهم في وقت العصر , صكت الباب وتحركت للطاقة الكبيرة , بعدت الستاير وفتحت الطاقة على مصراعيها , ولفت على سرير البندري ونطت فوقه , ما تحركت البندري رغم اهتزاز السرير , حبت أزهار إلى عندها وقالت وهي تبعد اللحاف : بندريييييييي ..
كانت مغمضة عيونها لكن باين إنها مهي نايمة , زفرت أزهار وانسدحت على المخدة جنبها وطالعت في السقف وهي عاقدة يدينها على صدرها , لحظة صمت سادت المكان ما اخترقه إلا صوت العصافير اللي راجعة بيوتها , همست : إلى متى بتحبسين نفسك ؟؟ شهر , شهرين , سنة , سنتين ؟؟ هذا كله ما بيفيدك , بالعكس بيزيد حالتك سوء ويزيد القيل والقال ..
لفت على جنبها اليمين وطالعت في وجه البندري اللي كانت الدموع تسيل من فوق أنفها وتختلط بدموع عينها الثانية , رحمت أزهار حالها , مدت يدها ومسحت دموعها وهي تهمس : خلاص يا قلبي لا تبكين , أنا نفسي أعرف انتي ليش تبكين ؟؟ الدموع ما بتغير اللي صار , صح ولا لا ؟؟ المهم تكون تعلمتي درس منها , بدل ما تقضين يومك في السرير تندبين حظك وتلعنين غبائك قومي سوي نشاط , روحي لماما وحاولي تخدمينها هي وبابا لأنه رضى الله من رضى الوالدين , قومي توضي وصلي ركعتين كل ما حسيتي بضيق وكل ما زادت همومك ..
ومسحت شعرها بحنان وهي تكمل : ابكي بين يدين ربي وصيحي تفريطك في حقه وحق نفسك , توبي لله توبة حقيقية وأنا مؤمنه إنه بيفرج همك , ربنا رحيم يغفر الذنوب جميعا , انتي دحين ما انتي متستفيده شي من اللي قاعدة تسوينه ..
فتحت فمها المرتجف وهمست بصوت مخنوق : أرسل لي رسالة يقول إنه بيفسخ الخطبة وإنه ما يبغاني عشاني بايعة نفسي وكتب كلام كثير كله سب وذم ولمن اتصلت عليه ما رد على اتصالاتي عشان كذا أخذت جوالك و..
: شششششششش ما له داعي هالكلام كله , انتي عارفة أمس راح له جاسم وكسر وجهه تكسير وهدده لو فكككر يسيبك بيقتله , شكله الرجال عارفين بعض , كان حاس إنه خسيس و بيسوي هالحركة ..
فتحت عيونها وقالت بلهفة : جاسم ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت : صح غاضب عليك ويتمنى موتك , بس خايف عليك ويدور مصلحتك ..
طالعت فيها البندري بنظرة غريييييييبة وضمتها بقوة وهي تصيييييح بحرقة , ضحكت أزهار وقالت : ما قلنا خلاص ماله داعي الصياح لأنه ما بيقدم ولا يأخر ..
انفتح الباب بعد شوية ودخلوا منه الثنتين , استغربت الهنوف شكلهم وهم حاضنات بعض على السرير وشهقت العنود وغطت وجهها وقالت بطريقة مسرحية : لااااااا , لاااااااا , صدمتوني , يا حبيبي يا جاسم زوجته طلعت ..
ضربتها الهنوف بكل قوتها على راسها قبل ما تكمل وهي تصرخ : ياااااااااااااااا وصصصصصصصخه انتي وتفكيرك القذرررررررر ..
ماتوا ضحك على العنود اللي مسكت رقبتها اللي طقت من قوة الضربة وهي تقول بوجع : الله يقطع شرررررك طقيتي رقبتي يالمتوحشة ..
جاتهم نور وقالت لهم إنه بابا جاسم بيروح , قامت أزهار وقالت : لازم أمشي ...
حست بيد البندري ترص على ذراعها , التفت لها وابتسمت وهي ترص على يدها وهي تقول : انتبهي لنفسك ..
وخرجت ونزلت وهي تودعهم وتوصيهم على أبوهم وأمهم وعلى أنفسهم ونزلت وسلمت على أمها اللي جلست توصيها على نفسها وعلى جاسم , وهي تلبس عبايتها عند الباب قالت للعنود والهنوف : الله الله في البندري , لا تسيبونها لوحدها , وإذا شفتوها رجعت للسرير وحالة الكآبه حاولوا تفرفشونها ..
قالت العنود وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلام وأنا ليش ما وصيتيهم علي ..
رمتها بنظرة وقالت بحده و الهنوف فاطسة ضحك على ردة فعلها : انتي , انتي ما شاء الله ماخذه حقك بزيادة ما يحتاج أوصي أحد عليك , المفروض أحذرهم منك ..
زفرت العنود وقالت : طيب فهمنا , المهم ..
وابتسمت ابتسامتها الخبثة وهي تقول : اسمعي إذا جلستي في الطيارة حطي نفسك خايفة وامسكي يده و اتدلعي على صنم بوذا اللي معاك هذا عل وعسى يحس ويتحرك ..
حطت أزهار يدينها على خدودها المحمرة وقالت للهنوف : البنت هذي بتجيب أجلي بكلامها ...
زفرت الهنوف وقالت العنود وهي تدقها : اسمعي الباقي , حطي نفسك ما تعرفين تصكين الحزام واطلبي منه يصـ....
رفعت الهنوف يدها وقالت تقاطعها : تبغيني أطق رقبتك مرة ثانية ..
صفقت العنود يدينها في بعض وحطتها قدام وجه الهنوف وأزهار وقالت : مااااااااااااااالت عليك وعليها , الحق علي اللي بخليكم حريم سنعات ..
استنكرت الهنوف : الللللللللللللله السنع صار في الهبالات اللي تقولينها ..
ورفعت أزهار يدينها ودعت : ياااااااااااااارب يا كريم تزوج العنود ..
قالت الهنوف مؤيده : و أشوفها الكذابة نهارين تسوي الكلام اللي تقوله ولا لا ..
رفعت العنود حواجبها وقالت بلا مبالاة : نشوف ..
: بنااااااات أبوكم وجاسم يستنى ..
قالت العنود بصوت عالي : لا تخافين سيد عينك جالس في السيارة المكيفة مو واقف تحت الشمس ..
ضربوها الثنتين في نفس الوقت وهم يهاوشونها وهي مطنشة وتوادعوا بحرارة وتفرقوا ..


*********************


قبل مغرب الجمعة :
في مطار الملك خالد :

: شعولتي انتبهي لنفسك سامعة , وسلمي على أمك والبنات , ترى يمكن ما أقدر أتصل عليك لفترة ..... لا إن شاء الله ما بأقطعك , مع السلامة ..
صكت الجوال وحطته في شنطتها و من وسط الضوضاء وأصوات عجلات الشنط ورائحة العطور الباريسية المختلطة بروائح الكيك والحلويات ونداءات الرحلات , نقلت أزهار بصرها بين عمر وأحمد وهي تحس إنها بتضيييييع من دونهم , ابتسم عمر وقال وهو يسلمها شنطة جلدية صغيرة : خلاص ودعتيها عاد انتي تموتين لو ما كلمتيها و خذي هذا اللي طلبتيه يا عسل ..
ما قدرت تقاوم إنها تضمه وهي تقول بصوت مخنوق : عمور بتوحشني ..
انحرج عمر من حركتها خاصة وهو يشوف عيون الناس اللي في المطار عليهم , لكنه حس بشي من الانتصار على جاسم اللي كان يطالع فيها بحدة , لف يدينه حولينها كإنه بيحمها من نظراته وهو يقول بحزم : لا أوصيك على أزهار يا جاسم , تراكم في بلد غريبة وبعيدة , خليك معاها دايما , رجلك برجلها ..
ضحك أحمد وقال : هذا مفروغ منه يا عمر ..
~ بلاك ما تعرف ولدك الـ... استغفر الله , اش سوى فيها ليلة زواجهم ~ زفر وهمس لأزهار : أزهار متأكدة بتسافرين , ترى هناك لو دقيتي عليه ما أقدر أجيك قبل أيام ..
ضحكت وقالت بثقة عشان تشجعة : طبعا بأسافر , شهر عسلي هذا , وما بدق عليك نهائيا , أصلا جوالي مو دولي ..
قال جاسم بهدوء : يلا النداء الأخير لرحلتنا ..
زفرت وهي تطالع في أخوها ورجعت طالعت في أحمد وهي تقول برجاء : بابا لااااا أوصيك بعمور , سألتك بالله تنتبه له خاصة إذا صار لي شـ..
قاطعها عمر : لا قدر الله , هيا روحي و انتي ساكته ..
ودعتهم وهي تحس بقلبها واقف بينهم وهي تمشي جسد بلا روح ورى جاسم اللي ما فكر يقولها هاتي عنك وحده من الشنط , كانت شايلة شنطة رياضية صغيرة بالإضافة لشنطتها الخاصة الصغيرة و الشنطة الأخيرة اللي جابها عمر , دخلت الطيارة لأول مرة في حياتها , عجبها كل شي شافته إلا المضيفة اللي شاقة ابتسامة وااااااسعة وهي ترحب بهم , وجلست جنب الطاقة وجنبها جاسم على المقعد المطل على الممر , طالعت من الطاقة وجلست تتأمل أرض المطار والطائرات المختلفة شعاراتها ..
مسكت الحزام لمن أعلنوا قرب الإقلاع وغصب عنها ضحكت وهي تتذكر كلام العنود , حاست فيه شويه لكنها في الأخير عرفت تصكه وترصه على قدها , كانت تطالع بشغف في كل شي تشوفه حتى تعليمات السلامة قرتها حرف حرف , التفتت بشويش وطالعت بنص عين له تبغى تشوف اش يسوي , ولفت عليه بكبرها بصدمة , كان مغمض عيونه وساند راسه وهو حاط سماعات الجوال اللي حوله لوضع الطيران , كان صوت موسيقى الروك الصاخبة يوصل لمسامعها بشكل خفيف ~ استغفر الله , يعصي الله وهو يطير في وسط جند من جنود الله , ما يخاف ينزل سخط ربي عليه ويسخط الهوا ويقلب الطيارة , أفففففففففف مالت على وجهك , دحين الموسيقى والنوم أحسن مني , ياربي هذا الرجال محسسني كإني أخته مو عروسته ~ بلا شعور مدت لسانها له من الغيض اللي حسته عليه , فتح نص عين وهمس بسخرية : خير , اش عندك قاعدة تطالعين ؟؟
كانت بتشهق خوف وتلف وجهها من الحيا لكنها ضبطت انفعالاتها في اللحظة الأخيرة وقالت بهدوء مصطنع ومن دون ما تبعد نظراتها عنه : كنت بأكلمك ويوم شفتك نايم سكت ..
كان ملاحظ إنها قاعدة تكلمه لكنه مو سامع شي , نزل سماعاته وقال ببرود : عيدي ما سمعت اش قلتي ..
حسته يستخف ويستهزئ بها , رمته بنظرة طوييييييييلة قبل ما تهمس وهي تلف وجهها للطاقة : سلامتك ولا شي ..
تأمل حجابها اللي ما رضيت تغيره عشان السفر , نفس عباية الراس , نفس النقاب اللي ماتفتحه إلا وقت الحاجة , حتى القفازات ما خلعتها من يدينها , انتبه إنها شابكة يدينها في حضنها بقوة , دنق عليها بيكلمها في نفس اللحظة اللي لفت هي فيها , وجهه صار على بعد بوصة من وجهها , كتمت نفسها و حست بضربات قلبها تزيد ولمن حست نفسه الحار يلفحها من ورى النقاب حست بمعدتها تلتوي , عيونه تعلقت بعيونها وما يدري ليه صفع خياله طيف عيون ليلى المثقلتين بالكحل من ورى لثمتها الواااااااااسعة, بعدوا عن بعض بنفس السرعة وكل غرق في عالمه الخاص , ~ يااااااااااااااااااا قلبيييييييييييييييييييييي , يمه قلبي يوجعني , أنا اش خلاني ألف عليه , مالت عليه وعلى هبالتي ~ حبست نفسها مرة ثانية و ما تجرأت تلف بصرها عن الطاقة ولا حتى تتحرك بحركة , جاسم نفسه كان سااااااااااكت وهو يفكر بسبب مقنع لربطه منظر عيون أزهار اللي كلها براءة بعيون ليلى المغرية الناعسة , تذكر إنها مرة لبست عدسة رمادية و عجبته , يمكن هذا السبب للربط , زفر عشان يهدي مشاعره ورجع السماعات لإذنه وغمض عيونه , أطلقت أزهار نفسها الحبيس لمن حست بهدووووء الشخص اللي بجنبها وهي تحس بخيبة أمل غريييييييييييبة بداخلها ~ ولا حتى سألني اش كنت أبغى , ولا هو قال هو اش كان بيقول , ماااااالت ~ دخلت يدها لشنطتها وخرجت مصحفها وبدأت تقرأ بهمس خافت مابقي لها إلا خمس أيات وتخلص سورة الكهف , خلصتها وبدأت تدعي قبل الأذان ..


*************************


بعد العشا في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

طالع في السيجارة اللي في يده وهو سرحاااااان في عالم ثاني , زفر بضيق ورجعها للعلبة القديمة وصكها ورجعها لجيب بنطلونه وطالع في المسبح اللي قدامه , مر طير وخطف شي من المسبح وكمل طريقه , راقب الموية اللي تحول سطحها من مرآة صافية تعكس صورة السما لتموجات متفرقة , زفر وخرج العلبة وسحب منها سيجارة وحطها بين شفايفة ...
: سااااااااااااااااامـــــــــــر ..
انتفض وقام من مقعده وهو يحاول يدس السيجارة اللي طاحت على الأرض قدامه ولمن دنق بياخذها تصنم وهو يشوفها قدامه , طاااااااالعت سحر فيه وهو متصنم يطالع فيها بعيون واسعة , وصلهم صوت سلافة , دنقت سحر على طول وسحبت السيجارة ودستها وراها وهي تقول بمرح : جاااااااااااكم الإعصار ..
شهقت سلافة وقالت بدلع : مااااااا أسمحلك , أنا tornado يالمشعوذه انتي ..
اغتصب سامر ابتسامة وهو يقول : خير اش عندكم ؟؟ رجعنا للإزعاج اللي ارتحنا منه يومين ..
رطنت سلافة شي بالإنجليزي ما فهمته سحر , قال سامر : استخدميه بس ياويلك لو خرجتي عن الملف اللي محدده لك ..
: thaaaank you ...
وراحت فرحانه , لفت سحر عليه وسألت وهي تأشر على سلافة اللي دخلت البيت : اش كانت تقول ؟؟ ما فهمت إلا كمبيوتر وإنجليزي ..
ابتسم وقال : كانت تستأذن مني تستخدم الكمبيوتر حقي عشان تبغى تطبع دروس الإنجليزي اللي كاتبها لصحباتها ..
زفرت وقالت وهي تمد له السيجارة : ياخي انت أطلق منها في الإنجليزي ليه ما تتكلم بلسان معوج زيها , بعدين صوتها ينزفزززززززني..
سحب السيجارة ودسها في جيبه بسرعة وقال بهدوء : هي تأثرها سريع بالمجتمع اللي حولها , بعدين صوتها على قد حجمها بتموت من النحف اش تتوقعين يكون صوتها ؟؟..
وسكت شويه وهو يطالع في نظراتها الغريبه , شبكت يدينها ورى ظهرها و سألت وهي تتأمله بمحبه : سمور حبيبي متى نفرح بك ؟؟
قبض يده بقوة و فغص السيجارة اللي في جيبه وهو يقول بهدوء مصطنع : افرحوا بعدنان أول ..
مطت شفايفها بضيق وهي تقول : مرررره جبت الغايبة دحين ..
خرج يده ولمس الجرح اللي في خده بتفكير ورجع نزلها على طول لمن انتبه لحركته وقال بهمس : سحر لا تـ....
قاطعته بسرعة وهي ترجع للفيلا : تعال مسويه لك كوب نسكافة يستاهله فمك ..
أشر لها يعني جاي وهو شاكر بداخله مقاطعتها له قبل ما يتكلم ..
دخلت من باب المطبخ وابتسمت لماهر اللي واقف ورى ستاير المطبخ يراقب من بين طياتها الحوش الخارجي , سألها على طول من دون ما يبادلها الابتسام : اش الشي اللي كان معاك وأعطيتيه لسامر ؟؟
هزت أكتافها ولفت على الكيكة اللي سوتها وحطت فوقها طبقة كراميل وقالت وهي تقطعها : سيجاره ..
رجع يطالع مع الطاقة وهو يقول : معقولة ما يسيبها لحظة ..
عقدت حواجبها وقالت بتفكير : صار له دحيييييييييييييين ...... سنة وثلاثة شهور ويومين تقريبا وهو شايل العلبة في جيبه ..
تحرك بسرعة وجلس على الطاولة وهمس وهو يأشر على الجريدة اللي جنبها عند المغسلة : جا جا , ناوليني الجريدة بسرعة ..
ناولتها له وحطت كوب نص مشروب وصحن الكيكة اللي أكلته سلافة قدامه ورجعت تشغل نفسها بشغلها , فرد ماهر الجريدة وهو يحط رجل على رجل , شهقت وقالت بهمس : مقلوبه الجريده يالمتخلف ..
عدلها بسرعة وثانيتن ودخل سامر اللي قال السلام وهو مو ملاحظ شي وسحب الكرسي المقابل لماهر وجلس عليه , ردوا السلام وهم مشغوليييين في أعمالهم , حطت صحن كيك وكوب نسكافه له وهي تقول : يا أهلااااااااااااا وسهلا بالتوأم الوسيم , شرفتوا مطبخي والله ..
قال سامر وهو ياكل شوية من الكيكة : كيف كان زواجـ....
وقطع سؤاله وقال بصوت مخنوق من الأكل : إمممممممم لذيذة , تفوقت على نفسك هالمرة ما شاء الله ..
قال ماهر وهو يقطع من بقايا كيكة سلافة وياكلها : سحر , علمي أريج كيف تطبخ ترى خالتي مبشرتني إنها ما تعرف تسلق البيض ..
اتكت على الطاولة بيد وهي تلوح بيدها الثانية اللي فيها السكين اللي تقطع بها وقالت بهدوء : آآآآآآآآآسفة مواهبي الفتاكة هذه موفرتها لحبيب العمر لمن يجي ..
انشرق ماهر بالكيكة وقال بصوت مخنوق : قووووووووووية حبيب العمر هذي , استحي يا بنت الناس , ترى إحنا أخوانك مو صحباتك تقولين لهم فضايحك ..
اعتدلت في وقفتها وحطت يدها على خصرها وقالت : ومين قاااااااااال إن اللي قلته فضيحة , والله إذا جا زووووووووجي حبيب عمري بأتفنن عنده بالطبخ , هو بس خليه يجي ..
قال سامر بتريقة : والله , هو شكله ولد الناس من كثر ما انتي مستعدة له شرد وقال انفذ بجلدي ..
ضحك ماهر بصوت عالي وهو يرفع يده وضربها في يد سامر وهو يقول : حللللوة حلوة , لا وسمعتها اش تقول ؟؟ حبيب العمر , مررررره مو لايق عليها النعومة والدلع ..
قال سامر وهو يضحك : تصدق أول مرة أشوف دبابة حربية مسوية نفسها بورش , تبغى تنعم نفسها بالقوة ...
رمتهم بنظرة حادة وهم يضحكون على المحشات اللي بدأوا يخترعونها وقالت بغيض وهي تلوح بالسكين اللي كانت تقطع فيها الكيك : لا والله صوير وعوير , يلا ضفوا وجيهكم اللي تجيب الضيق واطلعوا من مطبخي يلا , بسرررررررعه , قال دبابة حربية يالوانيتات انتم ..
قال سامر وهو يسحب صحن الكيك : يمه منها تخوووووووف , قوم , قوم لا تاكلنا ..
قام ماهر وأخذ قطعه كبيرة من صينية الكيك وهو يقول بتحليل بارد : غصب شاردين عنها الخطاب , هذي أصلا أمي جايبتها ولد بس داسين علينا وقايلين إنها بنـ...
ضرب كرتون المناديل في راسه من ورى وسحر تصرخ : اطلععععععععع براااااااااااااا ولا تمسك الكيك بيدك يا قذررررررررررر ..
لصقت سلافة في الجدر لمن مر التوأم من عندها زي البرق خارجين من المطبخ وقالت بدلع وهي تلف على المطبخ : what ??
ما خلصت سؤالها إلا و قارورة موية صحة فاضية تضرب في جبهتها , فتحت عيونها المغمضة من قوة الضربة على صوت قهقة التوأم , لفت عليهم بغيض كان كل واحد فيهم مستند على الثاني من كثر الضحك وهم ماسكين صحون الكيك ورجعت طالعت بحدة في سحر المستندة على الثلاجة من كثر الضحك وقالت وهي لفة بوزها : يا متوحشة والله أعلم عليك مامي ...
وراحت زعلانه وهي متجاهلة مناداة سحر اللي تحاول تفهمها إنها مهي المقصودة بس مهي قادرة تتحرك بسبب كثرة ضحكها ..


***********************


رفع الملعقة لفمه وهو يطالع بتعجب لها وهي تاكل , حتى وقت الأكل كانت متغطية , صح شالت نقابها لكنها رمت طرحتها بشكل ما يسمح للي جنبه يشوفها , لف وجهها على اليمين وانتبه إنه يشوف وجيه اللي معاه في نفس السطر ورجع لف عليها واصطدم بصره بطرحتها , اتكأ على الطاولة بكوعه اليمين معطي ظهره للركاب وسند راسه على قبضته وسأل : كيف الأكل ؟؟
في البداية ما انتبهت إنه موجه الخطاب لها , لكن لمن وصلها صوته الساخر وهو يقول : لهاالدرجة الأكل لذيذ !!
لفت عليه وقالت بعفوية وهي تأشر على نفسها : كنت تكلمني ؟؟
لو ما شاف نظراتها البريئة كان قال إنها تستهزئ به , كبح ابتسامته وقال ببرود : لا مجنون أكلم الطاقة ..
ابتسمت بعفوية وقالت : سلامتك والله , ما قصدت ..
ابتسامتها , كلمتها وطريقة نطقها هزته من الأعماق ~ هي يا إنها عبيطه وغبية ما تفهم التجاهل والبرود وكلمات التريقة أو إنها لامبالية ما همها في اللي أقوله ~ كملت كلامها تمتدح له الأكل ولمن شافته مو مهتم بجوابها سكتت وهي تحس بألم يعصر قلبها , انتبه من شروده وتفكيره لمن ساد الصمت وطالع فيها , ابتسمت لعيونه اللي توها طالعت فيها ورجعت راسها لطبقها اللي حست نفسها انسدت عنه , ما أخذ باله من حركتها , رجع لطبقه كمله وأعطاه للمضيفة اللي جات تاخذ الأطباق , راح شغل الشاشة وحط على الفيلم الأمريكي المعروض وحط السماعات في إذنه , ساعة 0 دقيقة ما حول عينه عن الفيلم ولا طالع فيها وبعدها طلبت منه تروح المصلى عشان صلاة العشى , صلوا ورجعوا , رجع كرسيه على ورى ودقايق وهو غااااايص في النوم , أخذها نووووم عميق من دون ما يسألها تحتاج شي ولا لا , طالعت فيه أزهار وتأففت بضيق , خرجت الشنطة الجلد اللي أعطاها لها عمر وفتحت طاولة الأكل وفرغت كل محتويات الشنطة على الطاولة ...


************************

رفع راسه عن كتابه اللي قاعد يقرأه عشان يكون متمكن منه قبل تدريسه للطلاب في الجامعة لمن سمع نغمة الرسالة الصادرة من جواله , قام من سدحته على الكنبة وسحب الجوال من الطاولة وفتحه بحماس , كان طفشاااااااان من الوحدة ومن الكتاب اللي صار حافظه من قلب , (( السلام عليكم , كيف حالك عمر ؟؟ وكيف زهرة ؟؟ أكيد مفتقد رجتها في البيت !! حبيت أسأل عنك (^.^) ..... منى )) ..
ابتسم ورمى الكتاب على الطاولة وعدل جلسته وهو يفتح رسالة جديده وكتب (( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك ؟؟ أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير ...
وتردد طوييييييييل بعدين كتب (( وصراحة أنا مفتقدها ومفتقدك كمان ....
مسح الكلمات الأخيرة وحك جبهته وهو يقول : اش أكتب ؟؟ اش أكتب ؟؟
وزفر وهو يرجع يكتب الكلمات مرة ثانية وكمل (( ما يحتاج تكتبين اسمك في نهاية الرسالة لأني عارف رقمك و اسمك تراه منقوش في قلبي ...
رجع مسحها وهو يقول بعصبية : اش الهبالة هذي ؟؟
كان يحس بالغيض من خجله , مو قادر يكتب كلمتين على بعض , فتش في رسايله عن رساله مناسبة لكنه مالقي إلا رسالة وحدة , راح أضاف لها اللي كتبه وأرسلها ..

*********************

انتفضت لمن رن الجوال اللي بين يدينها , فتحت الرسالة بسرعة , أول ما شافت إنها من ( الغالي ) غمضت عيونها وهي تسحب نفس قبل ما تفتحها وتطالع في السطور بسرعة ..
(( مساء الورد أبعثه سلاما ..
وريح المسك فاحت و الخزامى ..
دعاء صادقا من كل قلبي ..
و ود في الحشى لك قد تنامى ..
يبادلكم فؤادي فيض حب ..
فأدعو الله " يحفظكم " دواما ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك ؟؟
أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير وصراحة أنا مفتقدها و....... مفتقدك كمان..
كنت جالس أقرأ كتاب عن النبات والأحياء الدقيقة وحاس بممل
ورسالتك اللي أرسلتيها حسستني بالسعادة )) ..
عادت قراءة الرسالة فوق الخمس مرات وضمت الجوال لصدرها وهي تحس بفرح عميييييييق إنه فرح برسالتها اللي جلست تكتبها اليوم بطوله واللي مسحت قبلها 10 رسايل كتبتها ..




************************



ما صحاه من نومه اللي استمر ساعتين إلا الحمام اللي راح له ورجع كمل نص ساعة نوم من دون ما يبادلها حرف واحد , زفرت أزهار وهي تصرخ بداخلها ~ اش هذا ؟؟ طـــــفـــــش ~ ولمن جات الوجبة الخفيفة اللي بدأوا يوزعونها صحي من نومه وأخذ وجبته وما ألقى بال لرفض أزهار لوجبتها و إكتفاءها بكاسة موية قبل ما تروح تصلي الفجر في المصلى , ساعتين ونص ثانية قضاها يتفرج على الفيلم الثاني وهو ياكل الوجبة الرئيسية الثانية اللي رفضته كمان أزهار وأثناء تفرجه أعلنوا إنه بقي أقل من ساعة على الهبوط , هنا لف عليها وقال بهدوء وبرود : شوية ونوصل ..
رفعت راسها عن دفترها وقالت باختصار وهي تصكه وترجعه لشنطتها اللي أعطاها لها عمر : إمم سمعت ..
وغطت مرسامها اللي بالضغط ودخلته في مقلمية صغيرة فرو أسود ورجعتها مع الدفتر وصكت الشنطة واعتدلت في جلستها وهي تعدل عبايتها على راسها , سحب الجريدة اللي أخذها أول ما طلعوا وقعد يقرأ فيها , لفت وجهها له ولفت بوزها ورجعت بصرها للطاقة وهي تسند راسها على طرفها ~ تراااااااااااب , يعني سكت سكت وآخر شي ينطق بشي سامعته من المضيف , كإني غبية ما أفهم اش يقولون , أفففففففففففففففففففففف , استغفر الله العظيم ~..
: أزهار , أزهار ..
فتحت عيونها وانصدمت لمن شافت الناس واقفين في الممر وهم شايلين شنطهم ,متى نامت ؟؟ وكيف ما حست بالهبوط ؟؟ مسحت وجهها من تحت نقابها وعدلت حجابها وقامت ورى جاسم اللي سحب منها الشنطة الرياضية , كان المطار مزززززززعج من كثرة الضوضاء والزحام اللي فيه , لكنه قمة في الروعة , طالعت بذهول للسير الأرضي المتحرك اللي واقفين عليه الناس عشان ينقلهم , لأول مرة تشوف هالسير في حياتها و حاولت قدر الإمكان إنها تلحق خطوات جاسم السريعة وهي تتفادى إنها تصدم في أحد , نشبت شنطتها الصغيرة في شنطة واحد مار من عندها بسرعة وطاحت على الأرض , اعتذر منها بلغة ما فهمت أصلها وهو يناولها شنطتها , شكرته ولفت بسرعة , انصعقت وحست بانقباض قلبها لمن شافت الناااااااس رايحين وجايين قدامها وجاسم بقامته الطويله مهو في مجال بصرها , سحبت نفس عميييييييييق وهي تفرص أصابيعها بتوتر وقالت بصوت عالي نسبيا : جاااااسم , جااااااااااسم ..
ولمن شافت إنه ما في إجابة تحركت من مكانها ..
قال وهو يلف لورى : لازم نركب القطـ.......
وانصدم لمن ما شافها وراه , لف يمين ويسار مرة ومرتين ~ مستحيييييييل أضيعها , حجابها مميز , أفففففففف وينها الزففففففففت ؟؟ ~ كان كل لون أسود يستوقفه لكن ولا شي استوقفه كان هو أزهار , قال بصوت جهوري : أزهاااااااااااااااار , أزهاااااااااااااار ..
دخل يده في جيبه وتأكد من وجود الجوازات معاه , حط الشنطة الرياضية على كتفه ورجع من البوابة اللي جا منها وهو يدعي إنه ما يصير لها شي , تذكر توصيات عمر له وإنه ينتبه لها , بدأ يسبها وفي نفس الوقت يلوم نفسه ليش ما طالع لورى من قبل ..
كان مع كل خطوة يتزايد خوفه بشكل غريب , ولمن ميز عبايتها تحرك بسرعة , كانت واقفه مع عجوز ماليزية تكلمها بالإنجليزي ..
: أزهار ..
التفتت بفرح لمن سمعت صوته ولمن شافت نظراته البااااااااارده قالت بسرعة : ترانا في مكان عام , بدون عصبية , شنطتي طاحت ولمن أخذتها ما شفتك بعدها , كنت تمشي زي ميب ميب ..
ولمن شافته جااااااامد وهو يطالع فيها بنفس النظرات قالت بهمس وهي تعض على شفتها : تعرف ميب ميب , النعامة السريعة ذيك اللي يحاول الثعلب يصيدها .... وما .. يقدر..
ولمن ظل على صمته الفضييييع ابتسمت بصمت ابتسامة كرتونية واااااسعة لدرجة تغمضت عيونها , همه انزاح لمن شافها لكنه في نفس الوقت حس بقهرررر منها , ليش مهي خايفة ؟؟ ليش ما رمت نفسها عليه وهي تصييييح خوف ؟؟ أي عروس هذي اللي واقفة تتكلم وهي مبسووووووطة ولا كإنها لوحدها في بلد غريب أول مرة تجيه و ضايعة عن زوجها اللي ما يعطيها وجه , لمن شاف عيونها اللي واضح إنها مغمضة بسبب الابتسام رفع يده وضرب جبهتها بأصابيعه بخفة ونزلها وقبض على يدها اليسار بقووووة وهو يقول من بين أسنانه : المرة الجاية بأقطع رجلك لو ضعتي سامعة ..
وسحبها وراه , طنشت تهديده ومدت كفها اليمين ولوحت للعجوز ورجعت طالعت له , كان معقد حواجبه بقوووة , ما فلت يدها إلا لمن دخلوا للقطار الداخلي اللي حينقلهم للصالة الداخلية عشان ياخذون العفش ويكملون الإجراءات , وبعد ما خرجوا , جلسها عند المقاعد وحرم عليها تتحرك خطوة قبل ما يجي , راح جاب الشنط ورجع لها , ولمن مروا بالجمارك وفتحت وجهها للعسكري لاحظ إنها مسحت مكياجها وكحلها تماما , حس بشعور غريب يغمره وهو يشوفها تغطي على طول وتوقف جنبه وهي مدنقة بخجل , ابتسم و نزل راسه لمستواها وهمس : اش فيك ؟؟
وقفت وراه لمن مد العسكري يده وناولهم الجوازات وهي تهمس بخجل : الله لا يفضحنا حاسة إني بموت من الفشلة ..
ضحك من قلبه ورجع يده لورى وقال : هاتي يدك يا بنت البادية و انتي ساكته ..
مسكت يده رغم إنه كلمته ما عجبتها ومشيت معاه للتاكسي اللي كان صاحبه رافع لوحة باسم جاسم عشان يوديهم للفندق ..


***********************


يدينه كلها تنتفض , طالع فيها بيأس وهو عاجز عن إيقاف حركتها , ضمها لصدره وطالع يمين ويسار وصوت لهاثه يضرب مسامعه , قبض أصابيعه بقوة حتى صفرت مفاصلها وفردها وهو يمررها على طول ذراعينه , دق الباب المبطن بإسفنج وصرخ : خرجونيييييييييي , بموووووووووووووت ..
طلع صوت من بين أنفاسه أشبه بالعويل و هو يقبض أصابعه مرة ثانية ومررها على رقبته وشد أطرف شعره الطويل أصابعه وهو يحس برغبة مجنونة وصرخ بقوة : خرجونيييييييييييييييييييييييييييييييييي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
كان يحس جسمه كله يحترق ويتآكل , ضرب الباب مرة ومرتين بكتفه وبرجله إلين تبللت بلوزته بالدم و برضو ما انفتح , انهار على الأرض وصرخ من وسط دموعه : ماهر خرجني من هنا بأموووووووووووووت آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , بموووووووووووووووت ...
شهق بقوة وهو يقوم من وسط نومه , طالع يمين لقي مكتب كمبيوتره الأنيق وفوقه رفوف كتب وأقراص مدمجة ولف يسار لقي زوليته الصوف المتناثرة عليها خداديات كبيرة مفروشة قدام دولاب التلفزيون والبلاي استيشن , مسح وجهه وهو يستغفر بصوت خايف , انفتح باب غرفته على آخره , ما انتبه لملامح الشخص الواقف لأن الضوء من وراه لكنه عرفه من هيأته , ابتسم وقال وهو يمسح جبينه المندى بالعرق : ماهر ..
تقدم ماهر منه وهو يسأل بخوف : سامر , انت كنت تصرخ ؟؟
هز راسه بتعب وقال : شكلي من وسط نومي صرخت ..
سحب كرسي وجلس جنبه وسأل وهو يحط كفه على كتفه : نفس الكابوس ؟؟
اختلس سامر نظرة ليده اليمين اللي تنتفض وهمس وهو يقبضها بقوة : لا هذي المرة شي قديم حلمت به رجع ...
قام ماهر بحماس وسأل : تبغانا نخرج نتمشى شويه ؟؟..
ضحك سامر وقال وهو يرجع ينسدح : أقول روح نام أحسن لك وراك رحلة ..
: الوقت لسه بدري , بعدين الرحلة داخلية لتبوك من بعدها تبوك , تحرك ..
: ما فيه حيييييل ..
: أقولك قووووووووووووم ..
: ماهر الله يسعدك مافيه حيل ..
وبعد محاولات فاشلة خرج ماهر وصك الباب , استنى سامر دقايق إلين تأكد إنه توأمه أكيد وصل لغرفته وفتح نور الأبجورة وفتح الدرج اللي جنب السرير وخرج منه علبة السجاير القديمة , طاااااااااااااالع فيها لفترة وبعدين فتحها وخرج وحده حطها على اللحاف قدامه وجلس يتأملها , غمض عيونه بقوة ورجع فتحها , لقيها لساعها موجودة , رجعها للعلبة ودخلها جوة الدرج وصكه بقوة وضرب سطحها بقبضة يده , سحب نفس عميييق وقام للحمام , راح تروش وتوضأ وقام يصلي ..
غمض ماهر عيونه لمن سمع صوت تكبير سامر وتحرك من مكانه جنب الباب وهو يأشر لسحر اللي واقفة وهي ملصقة إذنها على الباب , لحقته لغرفته وهمست وهي تصك الباب بشويش : نفس الكابوس ؟؟..
قال بهمس : لا , يقول تحلم بشي في الماضي ..
همست : قلتلكم الحل نجوزه , انت ما بقي على زواجك إلا 6 شهور يعني مفروض نتحرك ونخطب له عشان نجوزكم في يوم واحد , صدقني بتتحسن حالته ..
همس بعصبية : و انت دايما حلك لكل المشاكل هو الزواج , أنا زوجتيني وزوجتي سمر , ياختي زوجي نفسك وزوجي الأعزب المثالي عدنان قبل ما تفكرين في تزويج سامر ..
لفت بوزها وهمست بعصبية : زواجي مالك دخل فيه لأنه مو أنا اللي أأشر بيدي لحبيب عمري وأقوله تعال يلا , هو الحماااااااار الزففففففت ملعون الوالدين إلى الآن ما قرر يجي ويشرف بيتنا ..
كتم ضحكه وهو يقول : الله يقطع ابليسك غصب ما يجي حبيب عمرك وانتي قاعدة تلعنين والدينه وتسبينه وهو ما جا لسه , اللعن حرام يا بنت ..
قالت بعصبية وهي تأشر على راسها : زوجي بكيفي أسبه ألعنه مالك دخل , يعلللللله الحريقة اللي سايبني إلا الآن وما جا , طقيت الـ 26 وهو لسه في اللفة إلا الآن ما دل البيت الأحول المهبول ..
انفجر بالضحك وهو مو قادر يمسك نفسه على خبال أخته اللي كملت بقهر : والأعزب المثالي هذا أنا أعرف شغلي معاه , خطيبته صار عندها ولدين من زوجها وهو لسه على ذكراها كل ما عرضت عليه وحده أنا وأمي رفض , يكون في علمك قررنا أنا وأمي نخطب له من دون شوره ونحطه تحت الأمر الواقع ..
وقف ضحكه وسألها بجدية : من جدك تتكلمين ؟؟
قالت بتفكير : والله , أمي قالت لي هذا الكلام وأنا وافقتها عليه , عرضنا عليه كل بنات القبيلة وما رضي ولا بوحده ..
حك جبهته وسأل : و مين سعيدة الحظ اللي بتاخذه ؟؟..
ابتسمت وقالت بفرح : العنوووووووود , بنت عمي أحمد , داخلة مزاج أمي بقوووووة وأبوك ما حسب يسمع باسم أحمد شق الحلق مبتسم بفرحة وقال كلموا عدنان بكره و أعطوه خبر ..
حك شعره وقال بقهر : خساااااااااره ما بأحضر لحظات إعدام عدنان وسحبه لحبل المشنقة بكرة ..
ضربته على كتفه وقالت : أي إعدام وأي مشنقة انت ووجهك يالإرهابي , زوااااااااااج ..
قال بتريقه : وهو في فرق , كلهم واحد ..
شهقت وهي تضرب صدرها بيد وهزت اليد الثانية بتهديد وهي تقول : طييييييييييييييب عند أريجو الكلام هذا كله , بكككككككره الظهر على أبعد تقدير ..
: أعوووووووذ بالله منك يالنمامة الحراشة يا نقالة القيل والقال ..
شهقت وقالت باستنكار : أنا نمامة وحراشة ..
وأكد لها وهو يعقد يدينه قدام صدره وهز راسه : ونقالة القيل والقال ..
ما حس إلا ومخدته ضاربه في وجهه بدون أي مقدمات ولمن انزلقت المخدة شافها هاجمة , طاح على الأرض قبل ما يستوعب اللي يصير لمن نطت عليه تضربه بقبضة يدها على كتفه وهي تقول : أوريييك , هذا جزاتي اللي دايما أوصل كل شي حلو رومانسي عنك للبنت , والله لا أبدأ تشويه الصورة الحلوة اللي رسمتها عندها يالجحوووووووووود يا كافر العشير ..
كان يضحك وهو يحاول يبعدها عنه ويتفادى ضرباتها القوية في نفس الوقت لكنها كانت مثبته ركبتها على أعلى بطنه وركبتها الثانية على الأرض , شويه حست بيدين قوية على أكتافها شالتها شيل من بلوزتها وبعدتها بسهولة عن ماهر , قال ماهر وهو يمد كفه : أحلـــــى توأمي ..
شبك سامر كفه بكف ماهر بعد ما دف سحر على الأرض وقومه , عدلت سحر بلوزتها و قالت وهي لافه بوزها وتأشر عليه : هو اللي بدأ , يقول عني نمامة و حراشة ..
قال وهو يحرك حواجبه عناد : ونقالة قيل وقال لا تنسين ..
قال سامر بجدية يسكته : ماهر ..
ولف على سحر و كمل : وانتي اش اللي مزعلك في الموضوع , كل اللي قاله حقيقة ..
صرخ ماهر بحماس وهو يشجع سامر اللي قام يضحك معاه , طالعت فيهم بحقد وقالت بقهر وهي تقوم : و الـــلــــه لا أوريكم ..
وهم ما حسبوا , بعد ثانية من تبادل النظرات مسكوها بسرعة أول ما قامت وخرجوها برى الغرفة وقفلوا الباب , قالت وهي تعدل وضع بلوزتها اللي تمطت من جرهم : هين يالبزران والله لا أوريكم ..
ولمن سمعت ضحكهم من ورى الباب صرخت بقهر وهي تضرب الباب برجلها ...



**********************


ممر ضيق يودي لصاله كبيرة لها فيها كنب أحمر قاني وطاولة لتلفزيون مسطح كبيـــر وورى الكنب طاقة قزاز واسعه ستايرها الخليط من السكري والعسلي توصل للأرض المفروشة ببساط ناعم , جنب طاولة التلفزيون بوفيه خشبي فوقه أنواااااااااع البسكويتات والشيبسات , وفي الصالة باب لغرفة نوم لها نفس التصاميم تقريبا , جنب الطاقة الواااسعة سرير مزدوج بلحاف وثير وأربع مخدات كبيرة واللي فوقه لوحة خشبية ناعمة وفي نهاية الغرفة باب خشبي بنفس لون الكنب يودي للحمام , هذا كان شكل الغرفة اللي سكنوها في الطابق العاشر من فندق شانجيريلا اللي في وسط أحياء كوالالمبور , حسب ما قال لها في التاكسي المفروض يجلسون فيها 3 أيام وبعدها يروحون لبينانغ اللي بيجلسون فيها 4 أيام , أول ما وصلت سحبت الشنطة الرياضية قبل ما تسوي أي شي ودخلت الحمام اللي أكثر ما عجبها فيه , برودته ولوازم الحمام المرتبة بشكل أنيق فوق رف قزاز شفاف , تشطفت ولبست بنطلون أسود وبلوزة حمراء ناااعمة و تمكيجت وتعطرت و بعدها خرجت , حطت شنطتها وملابسها في الدولاب وخرجت للصالة , كان متمدد وهو رامي كل فردة من شراريبه وجزمته في جهة ومفكك أزرار بلوزته بإهمال , التفت وقال بطفش : انتي وينك ؟؟ هذا كله حمام !!
و انصدم بمنظرها , توها كانت بدون مكياج , قال بتريقة وهو رافع حواجبه : مين ميب ميب دحين ؟؟ مسرع ما تزينتي ..
انحرجت من كلمته وحمممممرت خدودها , وهي لمن تنحرج رد فعلها على طول يا هواش يا ضرب , قالت بعصبية خجولة : يعني تبغاني أقابلك بدون زينه يعني ..
ولفت عنه وراحت تلم أشياؤه المبعثرة , كانت عندها قاعدات مهمة إنها ما تخلي زوجها يشوفها إلا وهي في أحسن حال وما يشم منها إلا أطيب ريح وما يلمح منها إلا الابتسام و أجمل ابتسامة كمان , مو عشانه هو بس , عشان نفسها وإنها تكون حلوة في عيونها ومؤدية واجبها على أكمل وجه , أمها كانت دايما تردد هذه الكلمات على مسامعها وهي لا يمكن تفرط فيها حتى لو كان زوجها بااااارد مزااااااجي ساااااااخر زي جاسم , رتبت جزمته وشراريبه وركنت الشنط في الدولاب بعد ما خرجت منشفة و بيجامة له وقميص لها , راحت للحمام وفكت الدوش الدافي عشان تعبي البانيو له , أكيد تعبان و قرفان
من الرحلة الطويلة , عمر معودها على تجهيز البانيو بعد كل نشاط يسويه عشان يتروش , ابتسمت لمن تذكرت عمر ونظافته اللي كانت محط سخريتها هي و عمير , توقف تفكيرها عند عمير المجهول المصير وهذا قادها للتفكير في أمها وعمار ولمن حست بخفقات قلبها تتباطأ من الألم صرفت التفكير عنهم وهي تحس الموية دافية ولا لا ..
وقف عند عتبة الباب وهو يتأملها , كانت تلمس الموية اللي دخان أبيض يتصاعد منها بأطراف أصابيعها وترجع تزيد في الموية البارده وهي تبعد شعرها اللي غطى وجهها , كان يحس خفقات قلبه تتزايد لدرجة تنبض في أطرافه لكنه حاول جهده عشان يمنع هالشعور من إنه يظهر على وجهه , لمن التفتت و شافته ابتسمت وقالت وهي تتحرك عشان تخرج : خلاص الحمام جاهز ..
مسك أعصابه اللي بتخونه إلين مرت من عنده وخرجت , و أزهار اللي استحت من نظراته زفرت براحة لمن تجاوزته بلا مشاكل , ووقفت قدام الطاقة الكبيرة تطالع في المنظر اللي قدامها , انتبهت لإنعكاس صورته وراها فالتفتت بسرعة وهي تقول : ناقصك شـ...
انحبس الكلام لمن مسك فكها بقوة بيده اليسار و دنق عليها يهمس في إذنها اليمين : اش تحاولين تسوين فيني ؟؟
حست رجولها تذووووب من الحيا وهي تغمض عيونها بقووة , ما قدرت تفتح فمها بحرف واحد عشان تجاوب سؤاله الغريب , ولمن حست أصابعه بتكسر فكها فتحت فمها بتقوله عورتني لكنه فلتها فجأة ورماها بنظرة غريبة قبل ما يرجع للحمام , و لمن انصك باب الحمام جلست على الأرض وهي حاطة يد على بطنها ويد على موضع قلبها وهي تهمس : قلبيييييي , بطنييييييييي , مغص مغصصصص , الله يقطع شرك يا جاسم يا دبببببببببببببببببببببببببببببب ..
استرخى جاسم وهو يفكر بمشاعره الغريبة , هو كذا مرة قابل ليلى لكن عمره ما حس بهالشعور اللي يحسه نحو أزهار معاها بالرغم من إنه شاف منها أكثر مما شاف من أزهار , ليش يحس مشاعره نحو أزهار البسيطة الجمال الهااادئة الوديعة أعععععععمق من مشاعره لليلى المغرية الغنجاء المدللة , قام بعد فترة تفكير ونشف ولف المنشفة على خصره وخرج وهو شايل ملابسه , ولمن شافها مهي في الغرفة خرج , التفتت أزهار اللي بالقوة تمالكت خجلها ولمن شافته بهذا المنظر شهقت وغطت وجهها بيدينها ~ يا ماااااااااااامااااااااااااااا عريااااااااااااااااااان ~ طالع في منشفته اللي واصله إلى نص ساقينه وسأل : اش بك ؟؟
قامت على طول وراحت للبوفيه وهي تهمس بخجل : مويه , أبغى أشرب مويه , انشرقت ..
هز أكتافه بحيرة ورجع لغرفة النوم وهي جلست قدام البوفيه ولا تحركت منه ..
جاها بعد ما لبس و دنق وفتح الثلاجة وقال بسخرية لمن شافها مصنمة في نفس المكان : شربتي الــ ...ـمويه ؟؟
ما ردت عليه عشان ما تكذب و دنقت راسها مستحية تحط عينها عليه بعد اللي صار ...
: وااااااااااو مارتيني ..
رفعت راسها و انصعقت وهي تشوف قزازات الخمور مسطره في باب الثلاجة , سحب قارورة وقال بتريقة : فودكا ولا تاكيلا ..
قالت باشمئزاز وهي مقطبة حواجبها : استغفر الله , الله لا يقول ..
ضحك على ردة فعلها ومنظرها وقال : شوية ما تضر , بعدين ما أحد داري ..
رمته بنظرة حااااااااادة وسألت بجدية : انت تتكلم جد ولا إيه ؟؟
فتح الغطى وقال وهو رافع واحد من حواجبه : انت اش رأيك ؟؟ أتكلم جد ولا لا ؟؟
قالت وهي تحس قلبها الدافي يتحول لمكعب ثلج : حتى بمزح مفروض ما نتكلم في هالأمور , الخمر كبيرة من الكبائر , اللي يشرب خمر الدنيا حتى لو غفر له ربي و دخل الجنة بيكون محرووم من خمر الآخرة ..
سحب كاسة وصب فيها مقدار جرعتين تقريبا ورفعها لفمه , لمن شافت السائل الشفاف قريب ويلامس شفايفه حست بعالمها كللللللللللله ينهاااااااار بشكل فضيع وبلا شعور مدت يدها و ضربت الكاسة بكل قوتها , انفلتت الكاسة وطاحت على الأرض وتناثر سائلها الأصفر على الفراش , طااااااااالع فيها بغضب شديد ويده لساعها مثبته في الهوا وهي حطت يدها المرتجفة على فمها بصدمة وهي تطالع فيه برجاء إنه يغفر لها حركتها اللاإرادية , مسك القارورة من عنقها الطويل ورماها بكل قوته على بعد شبر من وجهها وهو يصرخ بغضب : شايفتني بزر عندك يا ست هانم ..
ضربت القارورة في الحائط اللي وراها وانفجرت بصوت عالي مكتوم واختلط الصوت المكتوم لشظايا القزاز اللي تتاثرت على الأرض مع صوت الفقاقيع البيضا اللي حست برودتها على أجزاء من جسمها , خرج من البوفيه وراح الغرفة وطبق الباب بكل قوته , خمس دقايق وخرج وهو شايل جاكيته و لابس ملابس الخروج وخرج من الجناح وهو يصفق الباب وراه , غطت وجهها وجلست على أطراف رجولها وهي تحاول توقف رجفة جسمها , كانت كل خلية في جسمها ترتجف , تقززت من ريحة الخمر اللي علقت في ملابسها وشعرها و حست بألم حارق في خدها وفكها , بعدت يدينها وشهقت لمن شافت سائل أحمر على يدينها , راحت جري للحمام وشافت شخطين في الجهة اليسرى من وجهها واحد في منتصف خدها وواحد ممتد على حد فكها , غسلت الدم وشالت قطع القزاز العالقة في شعرها وقامت تتروش عشان تتخلص من الريحة اللي جابت لها الغثيااااااان وراحت تنظف المكان ..
جلست على الكنبه بعد ما صلت الضحى وقرأت وردها من القرآن وهي تطالع في الساعة اللي قدامها بقلق , زفرت بقوة وهي تحاول تتخلص من أفكارها اللي سحقت روحها ~ ياربي أنا متقبلته بكل عيوبه هو ليه ما يتقبل عيوبي أنا إنسانة صداقه ما ينفع معاها المزح الثقيل أصدق على طول وعارفه إنه عندي أفعال كثيرة تسبق تفكيري بسبب دمي الحار ليش ما يتقبلها ؟؟؟ هو ما عرف هذا الشي من ذاك اليوم يوم رحت أكلم عبد الرحمن على البندري ؟؟ ياربي لو راح لبار وقام يشرب عناد في الحركة اللي سويتها , عاد هو تفكيره شي ~ قامت من مكانها لمن وصلت لهالفكرة وقامت تدوووور يمين ويسار وهي مهي عارف اش تسوي , جلست تدعي وتدعي وهي تحس عقرب الثواني يجلد قلبها بسوط مع كل حركة , وبعد فترة وقفت عن الحركة لمن انتبهت إنها بسبب غيابه اللي زاد على الأربع ساعات , يدينها صارت تعوووورها من كثر ما تفركها في بعض و رجولها تنبض من كثر المشي , كان ودها تخرج تدور تسوي أي شي بدل الإنتظاااااااار اللي تعيشه , ولمن مرت ساعة فوق الأربع ساعات , كانت الساعة تدل على الساعة 2 الظهر , نزعت شرشف الصلاة و قالت بصوت مخنوق وهي تبعد عن الطاقة اللي لصقت فيها تحاول تلمح شي لو بسيط من اللي تحتها عشان تدور عليه لو بعيونها : الله يسامحك يا جاسم على اللي تسويه فيني , الله يسامحك حتى صلاتي ما صليتها زي الناس منك ..
طاح الشرشف منها وهي تغطي وجهها بيدينها , صاحت من قلبها وهي تجلس على الأرض , دق الباب فنطت بسرعة له لدرجة كانت بتطيح على وجهها من الشرشف , رجعت شالته وحطته على الكنبه وهي تسرع للباب , فتحته وهي تمسح دموعها بأطراف كمها الطويل , انصدمت لمن شافت عاملة النظافة ترحب بها وهي تسألها إذا تبغى تعطيها ملابس للتنظيف , هزت راسها بلا وهي تشكرها وقفلت الباب ووقفت مصنمة وهي تحس نفسها تغرق مرة ثانية في حالة الترقب والتفكير المضني , راحت وجلست على الكنبة وهي تحس روحها بتخرج منها من كثر الضيق ..
انفتح الباب , نطت من مكانها بسرعة وطالعت في الممر لقيته داخل وهو يصفر بروااااقة , تحرك من قدامها ودخل لغرفة النوم بدون ما يلقي عليها نظرة أو يفتح فمه بحرف , ما تدري ليه تبلدت كل أحاسيسها , خمس دقايق وخرج من الغرفة وهو شايل لحاف ومخدة حطها على الكنبة وانسدح عليها وتلحف بعد ما صك الستاير و طفى الأنوار ..
كانت تصرخ بقهر وألم بداخلها لكنها تحركت بهدوء بعد ما طفت نور الممر ودخلت غرفة النوم وصكت الباب , ولمن حست إنها لوحدها رمت نفسها على السرير وفرغت كل صياحها المكتوم على المخدة , كانت حاسة بمزيج مقزز من المشاعر , راحة إنه بخير ممزوجة بقهرررر وحقد على بروده وعدم مبالاته بها وهي عروس مالها يومين زواج ~ لييييييييييه لازم يتجاهلني ويسيبني لوحدي ؟؟ لييييييييييه ؟؟ هذي ثاني مرة , ثاني مرة ~
متى نامت ؟؟ بعد كم ساعة صياح ؟؟ بعد كم دمعة وشهقة قطعت قلبها قبل صدرها اللي عورها من كثر البكى !! ما تدري , لكن اللي تعرفه إنها لمن صحيت براس مصدع على منبه جوالها الساعة 5 العصر ما لقيته موجود ولا حتى لقيت ملاحظة منه هو فين ومتى يرجع , طالعت في الصالة بزفرة وراحت تصلي وتقرأ قرآن وبعدها شغلت التلفزيون وقعدت تقلب فيه وأخيرا قفلته وراحت تقلب في المجلات اللي قرت نصها في الطيارة وقامت تتصفحها وهي عارفة إنه ولا حرف منها بيدخل عقلها الغرقااااان تفكير ..


**********************


السبت 5 / 6 / 1427 هـ
في نفس الوقت في الرياض :
الساعة 10:30 مساء ..


عقد حواجبه وتغيرت ملامح وجهه وهو يسأل باستنكار : العنوووود ؟؟ دحين بنات السعودية كلللللللهم خلصوا ما بقي إلا العنوووووود ...
طالعت فيه أمه وقالت : عدنان , اش هالنظرة ؟؟ اش فيها البنية , أخلاق وجمال ودلال , ماشاء الله عليها طيييييييييييبة و يازينها ..
ضحك غصب عنه بسخرية وهو يقول بداخله ~ إييييييه بااااااين أخلاااااااااق من جد ~ , زفر وقال بكل برود : لا ..
قالت سحر اللي من أول ما تكلمت أمها في الموضوع وهي ملتزمة الصمت : أصلا إحنا ماكنا بنستشيرك بس أبوية أصر , ياخي انت شايف شي على البنت ؟؟ سامع عنها شي عشان ترفض بهالطريقة , لسه ما قلنالك شي عنها ...
طالع فيها وقال بحدة : لاااا ماسمعت شي , وأنا حر في قراراتي , لا تقولين لي ولا أقولك ..
قالت سمر وهي تكوفل ربيع بشرشف أزرق : ياخي ليش تقولها بهالحدة , البنت عرضناها عليك بس ..
سكتت حنان طويييييل وهي تطالع في نقاش سمر وسحر مع عدنان اللي منشف راسه ومو راضي يقتنع بأي كلام يقولونه عن العنود , ولمن انتهى النقاش الحاد نوعا ما كمل عدنان قراءة كتابه عن هندسة المعماريات الحديثة , زفرت حنان وقالت بعزم : خلاص إذا ما تبغاها إعرف إني بأخطبها لسامر , هو كمان أكبر منها ..
انزلق الكتاب من يده من الصدمة وقال : بتخطبينها لسامر , لييييييييه ؟؟ قلوا البنات يا أمي الله يهديك ..
قالت بنفاذ صبر : البنت عاجبتني , حبوبة وخدومة والابتسامة غير مرسومة على وجهها , عيب يعني لو بغيتها لواحد فيكم , من دحين إذا ما تبغاها قول عشان أخطبها لسامر ..
ما عرف اش يقول , حس بتضارب في أفكاره ~ أنا لا يمكن آخذها , وسامر ؟؟؟ كيف ياخذ بنت تحب أخوه ؟؟ أنا عارف إنه ما عندها سالفة بس برضو ~ قال بيأس : أمي أنا ما أبغاها وصدقيني البنت ما تناسب سامر أبدا , البنت .............
ما عرف ايش يقول عشان ما يشككهم بشي , فقال في آخر لحظة : بنت عز مدللللعة ..
قالت سحر باستغراب : يا سلااااااااام كلنا بنات عز مدلعات ..
هزت أمه راسها بعناد وقالت بتأكيد زاد قهر عدنان : والله أنا متأكده لو دار سامر الدنيا ما بيلقى زي العنود , بتحبه وتخدمه وتحطه في عيونها ..
وصلهم صوت سامر يقول بسخرية مريرة : هذا الكلام سابق لآوانه , إذااااااااا وافقت على مدمن مخدرات مشوه ذاك الساعة نشوف بتحطني في عيونها ولا لا ...
التفتوا كلهم عليه لقيوه مستند على باب المجلس وهو عاقد ذراعينه قدام صدره , عقد حواجبه و قال بحزم : موضوع زواجي قلتلكم من زماااااان خرجوا من روسكم ..
واعتدل وخرج من المجلس ومن بعدها سمعوا صوت الباب الخارجي , حس عدنان براحة لرفض أخوه ولف عشان يكمل قراءته لكنه انصدم لمن وقع بصره على أمه اللي مسحت دموعها قبل ما تنزل على خدودها , همس بتوتر وهو مهو هاين عليه دموعها : أمي ..
صاحت وهي تقول : يا حسرتي على أولادي , واحد مضرب عن الزواج والثاني متعقد , يعني مو مكتوب لي أفرح بكم يعني ..
رمته سحر بنظرة عتاب وقالت وهي تمسح ظهر أمها : أمي حبيبتي لا تكبرين المسائل , خليتيها كإنها كارثة أرضية , مصيرهم بيتزوجون ويرجون راسك بعيالهم ..
من وسط الصمت وصلهم صوتها المدلع وهي تقول : أووووووو what happing ؟؟ مامي , اش فيك crying ؟؟
رمتها سحر بنظرات معصبة , شافتها واقفة وهي تمسد على شعر بسها , قالت بغيض : ناقصينك انت ولسانك المعوج , ياتتكلمين زي العرب يا تسكتين ..
طالعت فيها بصدمة وقالت بصوتها اللييرفع ضغط سحر دايما : يا متوحشة ..
ولفت وجهها عنها وراحت تجلس عند سمر اللي ضمت ربيع وهي تقول : طلعي بسك المعفن عن ولدي ..
: يووووو من قالك إنه معفن , this is بس رومي مربى not بس شوارع ..
لفت سحر يمين ويسار وهي تقول : قارورة , سكين , أي شي أذبحه بها يا خليقة ..
ولمن مالقيت شي لفت عليها وقالت من قلبها : أككككككككككككككككرهك لمن تتكلمين بعوجة لسانك أكككككككككككككككككككككككرهك ...
قهقهت سمر من قلبها وضحك عدنان على منظر سحر اللي هي في الشرق والإنجليزي في الغرب ..


***************************


.................................. يتبع



 

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2020, 12:52 PM   #22
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




جلست تلعب في شعرها وهي منسدحة على الكنبة وتطالع في سقف الصالة ~ هذا بالضبط شهر العسل المثااااااااااااالي لكل عروس سعيدة مقبلة على حياة جديدة ~ نفخت الهوا من فمها بطفش ورجعت طالعت في الساعة اللي دلتها إنها 6 قبل المغرب , جلست تحسب على أصابيعها متى أكلت آخر مرة , لقيت إنها لها تقريبا يومين ما أكلت أكل عدل غير الرز العربي اللي أرسلته لها أم جاسم أول يوم في زواجها وبعدها الأكل البسيط اللي أكلته في الطيارة , قامت من الكنبة ووقفت قدام الطاقة تطالع في الناس اللي رايحة وجاية وهم أشكالهم زي الرز من بعد المسافة , مسكت كاميرة الديجيتال اللي أعطتها لها العنود عشان تصور لها أي صورة حلوة وقامت تلتقط صور لمنظر الأفق , وللوحة إعلان ألوانها رهيبة في وحده من المباني القريبة من الفندق , زفرت بطفش وبعدت عن تسليتها الوحيدة بعد المجلات وهي تتمغط بكسل راحت للتلفون واتصلت على الإستعلامات وطلبت تحويلها على المطعم وطلبت الوجبات اللي راقت لها بعد ما تأكدت إنها مطبوخة حلال من دون أي شي يخص الخنازير وبدون خمر , جلست تقلب في القنوات وهي مرخية الصوت تماما ولمن شافت برنامج فيه حيوانات وقفت عليه وقعدت تطالع , ما مرت نص ساعة بعد صلاتها للمغرب إلا وجاها الطلب , أكيد العامل استغرب عدم وجود بقشيش لأنها طلبت منه يسيب الطاولة عند الباب ويروح , سحبت الطاولة وابتسمت لمن شافت شكل الأطباق , صورتها مقربه ومبعده وجرتها للصالة , جلست تتابع الفيلم الوثائقي وسمت وبدأت تاكل وهي مستمتعة لأقصى حد بالوجبة الغريبة , أخوانها يعرفون إن الأكل هواية بالنسبة لها , لمن تشوف وجبة تروق لها تنسى كل شي غيرها..
وبعد ما خلصت مسكت التلفون وبعد خبط ولزق في لغتها الركيكة فهم إنها تبغى تدق على رقم جوال في السعودية , حولها على الرقم اللي طلبته , دقايق ووصلها صوت عمر وهو يقول بحماس : السلاااااااااااام عليكم ..
فزت واقفه بحماس و هي تصرخ بفرح : عموووووووووووووووووور , عمور حبيبي وحشتني ..
ضحك وقال : متى مداني وحشتك مالك يوم رحتي عني ؟؟ بعدين ردي السلام أول ..
لمن ردت السلام قال بصوته الحنون : الحقيقة انتي وحشتيني أكثر , جدة مظلمة من دونك ..
حمرت خدودها وهي تقول : وييييييييييه أحرجتني ..
ضحك من قلبه وهو يقول : خبله , منحرجة ليه ؟؟
جلست على الكنبه وهي تلعب في السلك و قالت وهي تبتسم بمحبة : عشان وحشتك ..
: هااااااا بشريني , كيف حال زوجك وحال ماليزيا ؟؟
بلعت ألمها وقالت : هو بخير وماليزيا لسه ما شفت شي فيها عشان أعرف حالها , إلا انت كيف أحوالك مع مناياتك ؟؟
قال بحرج واضح : زينه ..
قالت بصوت ممطوط خبيث : زيييييييينه ولاااااااااا ........ نحول ..
ضحك وقال : انقلعي عن وجهي , على بالي عندك سالفة وانتي تمطين الكلام , قال زينه ولا نحول قال ؟؟
حست بنص همها ينزاح وهي تسأله عن وقته واش سوى فيه وفرحت لمن قال لها إنه أم صلاح ترسل له الغدا والعشا مع كمال , وبعد فترة بسيطة قال : يلا مع السلامة , لا تكلفين على زوجك ..
~ أي زوووووج الله يرحم أهلك ياعمر لاتقول زوج عشان مايرجع لي الغثيان ~ قالت : ما عليك ما كلفت عليه ولا شي , انتبه لنفسك وتغطى زين لمن تنام و ..
قاطعها : وكل زين ولا تنسى الأذكار وادعي لي و سلم لي على منايتك , ولا تنسى المناشف تلقاها في الدولاب الأبيض في الكبير , حفظت الدرس زين يا أبله ..
لفت بوزها وقالت : شاااااااطر يا حبيبي ..
سكت شويه بعدين همس : زهرة , شكرا لأنك اتصلتي و طمنتيني ..
ابتسمت وقالت : لا شكر على واجب , في أمان الله ..
: مع السلامة ..
صكت التلفون وطااااااااااااالعت فيه بصمت وانسدحت وهي تطالع في السقف ..
فتح جاسم باب الجناح وشاف الدنيا مظلمة , دخل ولقي التلفزيون مفتوح على الأخبار وأزهار نايمة على الكنبة و في يدها جهاز التحكم , وعلى صدرها مفرودة مجلة شكلها كانت تقراها , حس بعصره غريبه في قلبه لكنه تجاهلها وهو يقول بداخله ~ خليها تتأدب الوقحة وتعرف مين الآمر الناهي هنا , تمد يدها , هذا اللي بقي , حرمة تمد يدها وتضرب الكاسة اللي في يدي .... جاسم بس مو خلاص كافي هذا الوقت كله ؟؟ ..... لاااا مفروض تجي تعتذر أول , مطوعة زمانها يعني يعني جاية تربيني والله لا أكسر خشمك يا أزهار ~ بدأت تتحرك , و انقلبت على جنبها تحسب نفسها على سرير ولمن شافها جات على الطرف تقدم بيمسكها لكنه تراجع في آخر لحظة , شهقت لمن لقيت نفسها في الهوا وطاحت من فوق الكنبة وضربت في الأرض , مسكت كوعها اليمين اللي ضرب في الطاولة وهي تئن , ابتسم وهو ماسك نفسه بالقوة عن الضحك ولمن فتحت عيونها وهي تقول : آآآآآآآآي والله إني متخلفة ..
مسح ابتسامته في لمح البصر وطالع فيها ببرود , غمضت عيونها وقالت : وجـع حتى في أحلامي جاي ..
غصب عنه قال بصدمة : نـــعـــم اش قلتي ؟؟..
فتحت عيونها بصدمة ولمن شافت عيونه المفرصعة بغضب انتبهت إنها مهي في حلم ..
: جــاسم ..
قامت بسرعة وهي تمسد شعرها بتوتر وخجل وهي تسب غباءها بداخلها , ما كانت متوقعة إنه أفكارها بتطلع مسموعة , حكاية التكلم مع النفس هذا لازم تتخلص منها عشان ما تنفضح دواخلها , رماها بنظرات تفهمها هي مين بالنسبة له , رغم كل غضبها وألمها وقهرها منه ابتسمت وقالت وهي تدعك كوعها : هلا والله , الحمد لله على السلامة ..
ذيك اللحظة تمنى لو معاه مسدس وقتلها عشان يريح نفسه منها , كانت عند هذي البنت قدرة عجييييبة إنها تخليه يحتقر نفسه غصب , تحرك رايح للغرفة لكنها وقفت قدامه وقالت بسرعة وهي رافعة نظرها لوجهه : آسفة ..
وخفضته وهي تلعب بأصابيعها وهي تأكد : آسفة على اللي سويته , مالي عذر إلا إني خفت عليك و كنت أبغى مصلحتك بس سويتها بطريقة خاطئة ..
لمن يغلط الإنسان بتصرف وغلطه يخلي غيره يغلط عليه هذا كفيل إنه يحسسه بالقهر من نفسه ولمن يعتذر هالشخص اللي انت أجبرته على إنه يغلط عليك يتحول قهرك إلى ندم فضييييييع يعذبك , هذا الشعور كان يتملكه في ذيك اللحظة وهو يشوفها تنتظر رده , تجاهل مشاعره وقال ببرود وهو يتحرك للغرفة : طيب ..
اعترضت طريقه مرة ثانية وهي تبتسم ابتسامة واسعه وهي تقول : صافي يا لبن ؟؟..
لف وجهه عنها وقال وهو يبعدها عشان يكمل طريقه : قلنا طيب ..
قالت قبل ما يصك الباب : ما في ابتسامة طيب ؟؟
رماها بنظرة وصك الباب , ابتسمت وهي تزفر براحة , على الأقل كلمها ..
جلس على السرير وهو دافن وجهه وسط كفوفه ~ بتجلطني يا ناس , بتتسبب في موتي , لغز , والله هالبنت لغز , اش يزعلها إذا هذا كله ما زعلها ؟؟ ما شاء الله على قدرتها العجيبة على الابتسام في أحلك الأوقات ~ تشطف وغير ملابسه وخرج , لقيها جالسة بهدوء على الكنبة , التفتت أول ما خرج وقالت بابتسامة : صافي يا لبن ..
بالقوووة فتح شفايفه لمن عرف إنها ما حتسيب زنها إلا لمن توصل للي تبغاه وقال من بين أسنانه : حليب يا قشطة ..
ابتسمت ابتسامة بانت معاها أسنانها ولمعت عيونها من شدة فرحتها , زفر بداخله وهو محتار من هالبنت , قال من بين أسنانه وهو ما وده يتكلم : تبغين تخرجين ؟؟
ما خلص عبارته إلا وهي تلبس عبايتها وتجهز شنطتها و كاميرتها , زفر وتحرك بخطوات واسعة وخرج من الجناح وهو ما يطالع وراه , لمن وصل للمصعد لف لقيها وراه , أول ما التقت عيونهم ابتسمت , لف وجهه ودخل المصعد من دون ما يبتسم , دخلت وهي تهمس : يالبخل , حتى ابتسامة مو قادر عليها ..
: اش تقولين ؟؟
: ولا شي ...
كان حاس نفسه مصطحب ريناد للتمشية مو بنت متزوجة عمرها 25 سنة , كل شي صورته , و يا ااااااكثر الهدايا اللي اشترتها ...



************************



الساعة 2 بعد منتصف الليل في جدة :
في استراحة أحمد :

وقفت على الخشبة الطويلة وهي تطالع في سطح الموية الشفاف تحتها بسبب الكشافات الكبيرة المسلطة وصرخت : أنـــط ..
ولمن ما سمعت جواب قالت وهي تطالع في الدكه القريبه : ماااااااااماااااااااا بااااااااااابااااااااااااا أنـــط..
قال عبد الرزاق وهو يهز راسه يمين ويسار عشان يجفف شعره بعد ما خرج من غطس طويل : نطي يارجه , لك ساعة واقفة تسألين أنط ولا لا ؟؟
حطت يدينها على خصرها وقالت : مالك دخل أنا أكلم ماما وبابا ..
لف على الهنوف وسأل : from where she found this word ماما وبابا ..( من فين لقيت هالكلمات ماما وبابا )
ضحكت الهنوف اللي جالسة على طرف المسبح وقالت وهي تحرك المويه برجولها : من أزهار ؟؟ في البداية كنا نستنكرها زيك لكن دحين تعودنا ..
ومن عند الجلسة العربية المرتفعة فوق الدكه قال أحمد وهو يضحك على العنود اللي واقفه فوق الربع ساعة على خشبة المسبح تبغى تنط : يلا نطي ..
قالت أمها وهي تصب القهوة لأحمد : عنيدي لا تنطين , تكسرين رجل ولا رقبة ..
: لا إن شاء الله ما بكسر شي ..
سحبت نفس عميق وزفرت ورجعت سحبت نفس عميق ثاني و نقزت بتردد من فوق الخشبة وصرخت لمن انزلقت رجلها وطاحت بشكل موازي للسطح مصدرة صوت عالي زي الصفقة , قهقه الكل على حركتها وقال عبد العزيز وهو يحك صدره : أوتش , صفعة مباشرة ..
خرجت من الموية وهي تشهق , قالت البندري اللي فضلت الجلوس مع أمها وأبوها وهي تقرأ مجلة على السباحة : هذا اللي قدرتي عليه بعد كل هالإزعاج ..
مسحت العنود وجهها وقالت وهي تكحكح : ما تحسب , انزلقت رجلي ..
وخرجت من المسبح وهي تحك صدرها وبطنها بألم , قال عبد الرزاق بتريقة وهو يطالع فيها : أشوفك تخنتي عن أول ..
بعدت بلوزتها الطويلة اللي لاصقة في جسمها من أثر الموية واللي كانت توصل إلى ركبها ولابستها على بنطلون طويل وقالت بحزم : لا تطالع يا قليل الأدب ..
ضحك وقال : ما بقي إلا أطالع فيك يا اصبع الكت كات ..
قالت الهنوف بسخرية : شاف الشقر البيض هناك فصار يشوفنا كت كات ..
ابتسمت العنود وهي توقف على طرف الخشبة وقالت وهي رافعه حاجب : واش قال الله في الكت كات ؟؟ طعم ولذيذ ..
وهزت خصرها وهي تكمل بدلع : ومقررررررمش ..
شهقوا أخواتها ورشها عبد الرزاق بالموية وهو يقول : أموت وأعرف انتي ليش ما تستحين , متأكده إنك أنثى ؟؟
قالت وهي تمثل التفكير وسط ضحك الجميع : والله يا طويل العمر , شهادة ميلادي مكتوب فيها الجنس أنثى بس أنا ماني متأكده , كنت شاكه شويه بس اللي ريحني إني متأكده إن الحكومة ما تغلط , هم كاتبين أنثى يعني أنثى إن شاء الله ..
كان لهم فترة طويلة ما جوا للإستراحة حقتهم المبنية في مخطط قريب من الخط السريع لطريق المدينة , يبعد ربع ساعة عن جدة , كانت واااااسعة , فيها مبنى على شكل حرف الـ L , قسم الرجال مكون من مجلسين مفتوحة على بعض مع غرفة متوسطة فيها تلفزيون كبير وجنبها مغاسل وحمام , وقسم النساء مجلسين مفتوحة ومطبخ كبير له غرفة طعام وحمامين , والدور الثني مخصص لغرف النوم , جهة الرجال فيها ملعب كرة قدم مزروع وساحة مبلطة لملعب كرة السلة اللي في نفس الوقت ممكن يتحول لملعب كرة طائرة وركن خاص منصوبه فيه شوايه كبييره بآجر أحمر والمسبح المستطيل الخاص بالكبار والخاص بالصغار اللي على شكل 8 مبني ومسور بحاجز في جهة النساء وسط مساحة متوسطة مبلطة ...



************************



في ماليزيا :
الساعة 12 الليل :

ركبوا المصعد طالعين للجناح بعد الرحلة الطويلة اللي قضوها مشيا على الأقدام , لصقت أزهار فيه لمن دخل ثلاثة رجال وحرمتين معاهم أطفال , ولمن شافت إن الحرمة قريبه من كتفه اليمين سحبته و جات هي جهة الحرمة , طاااااااالع فيها وابتسامة ساخرة على وجهه طنشت نظرته ولفت على الولدين اللي طالوا فيها برعب وهم يلصقون في أمهاتهم وهم شويه ويصيحون , لفت أزهار عليهم وفتحت نقابها وابتسمت لهم وهي تقول بصوت طفولي : هالو ..
ومدت يدها بعد ما فصخت قفازاتها تصافحهم لكنهم رفضوا , كلمتهم بالإنجليزي والأم تترجم لهم الكلام اللي تقوله وهم يشجعونهم إنهم يصافحونها , حطت أكياسها على أرض المصعد وفتحت شنطتها وخرجت لوحين شوكلاته اشترتها وناولتها لهم وهي تبتسم بمحبة , أخيرا ابتسم الطفلين وأخذوا منها الشوكلاته وصافحوها وهم يقولون : ثانك يو ..
قالت وهي تمسح على شعورهم : welcome you nice boys..
ورجعت تنقبت لمن وقف المصعد في طابق الأمهات اللي جلسوا يتأسفون منها إن الأطفال ما يفهمون إنه في اختلاف في العقائد والديانات , ولمن خرجوا قالت وهي تلف عليه : دقيقه بس ..
وخرجت وهي تخرج من شنطتها أوراق ناولتها لهم وهي تكلمهم بصوت هادي محب , لمن رجعت للمصعد اللي كان ضاغط زر منع الإقفال عشان يستناها زفرت براحة , كان متعجب فعلا من تصرفاتها , كانت كل ما دخلت محل ترطن مع البياعة وتسألها عن اسمها ومعناه وعن عقيدتها , كله وهي فاتحة وجهها ومبتسمة , صح إنجليزيتها مهي ممتازة وأخطاءها اللغوية كثيرة لكنها جيدة ومفهومة , وقبل ما تخرج من المحل لازم تعطيها من المطويات اللي جابتها معاها وهي تنصحها بكم نصيحة بعد ما تقولها إنها مسلمة وتتمنى لو الكل مسلم زيها , هو انصدم لمن عرف إنها من يوم عرفت بسفرهم طلبت من عمر إنه يجيب لها مطويات عن الإسلام , التوحيد , النصرانية والإسلام , محمد صلى الله عليه وسلم باللغة الماليزية والإنجليزية والصينية والهندية كمان , كانت مدبستها مع بعض وفاصلة كل لغة في جيب عشان ما تلخبط بينهم , سألها بهدوء : ارتحتي ؟؟
قالت بعفوية وهي تمد يدينها له : حس ..
مسك يدينها اللي كانت بااااااااااردة وترتجف , طالع فيها بحيرة وقال : لييش ؟؟
قالت وهي ترص يده عشان توقف رجفة يدينها : كل ما كلمت وحده قلبي يعورنييييييي أخاف تصدني ولا تطنشني وفي نفس الوقت أحس بسعادة ورهبة وأتمنى إن الله يهديها على يديني ..
وقف المصعد في طابقهم على آخر كلمة قالتها , زفرت وهي تسحب يدينها عشان تشيل الأكياس و تصنمت ولفت عليه لمن ما قدرت تسحبها , كان قابض عليها بقوووة وهو يطالع فيها بصمت , توها انتبهت إنه يدينه دااااااافيه مقارنة بيدينها , ضربات قلبها بدأت تتسارع وهي تهمس بخجل حاولت تداريه وهي تسحب يدها : جاسم المصعد ..
حرر يدها اليمين وسحب الأكياس بيده اليسار وخرج من دون ما يفلت يدها الثانية من يمناه , كانت تمشي وهي مغمضة عيونها من الفشلة وهي تسب بلاهتها , كيف جاتها الجرأة و قالتله يحس يدها وين كان عقلها وخجلها ذاك الوقت , خرج المفتاح من جيبه بيده اليسار بصعوبه وفتح الباب وأول ما انصك الباب قالت بهمس وهي تفتح نقابها وتسحب يدها : بأروح الـ.....
انبكمت لمن سحبها فجأة واحتضنها , غمضت عيونها بقووووة لمن لقيت نفسها محشورة في صدره وبين ذراعيه , وبعدته وهي مدنقه بخجل , رفع وجهها وتأملها بهدوء , خفضت بصرها عنه وهي تحس إنها ودها تشرد من قدامه فتحت فمها بتقوله عذرها الكاذب وإنها تبغى تروح الحمام لكنها بلعت كلماتها لمن دنق عليها ..


***********************



حول الحطب المشتعل في بر الرياض :

: حبيت أطمن عليك بس , انتبه لنفسك ..
زفر بقوة وسأل بعصبية وهو يعصر الجوال بقبضته : اش قصدك ؟؟
وصله صوتها المتردد وهي تقول : ما قصدت شي ..
قال بقهر وهو يحس إنه شوي ويفلت زمام أعصابه : لا قصدتي شي , يعني يوم أروح رحلة تقولين في أمان الله وما تتصلين إلا نادرا ولمن أقولك رايح مع سامر تقولين انتبه لنفسك وتدقين علي بكثرة , شايفه أخويه وحش ..
: ماهر حرام عليك , والله ما قصدت بكلامي كذا , خفت عليك لأنك ما رحت رحلتك ...
قال بضيق : أريج خلاص , الموضوع انتهى , إذا تحبيني من قلب لا تحسسيني بهالشعور مرة ثانية ولا أسمع منك كلمة تمس سامر سامعه , يلا مع السلامه ..
وصك الجوال وهو يتنهد بضيق , كل ما كلمها عن سامر يحس البرود والضيق في صوتها , وكل ما قلها رايح مكان معاه تذبحه اتصالات جلس جنبه واحد من الشباب وقال : مين ؟؟ لا يكون الخويه زعلانه ؟؟
ضحك واحد ثاني و قال بتريقه : أي خويه ؟؟ هذا خلااااص مدبس ..
غمز له الأول ودقه وهو يقول : ويعني , يا حلاتهم لا كثروا , تبغاني أعطيك رقم ضبية تطرح الطيــ....
قاطعه سامر وهو يرمي عليه مسنده وهو يقول : يالمخرب يا ولد ابليس , سيب أخويه في حاله ..
لف عليه وقال : طيب أعطيك انت الرقم يا خالي البال يا رايق انته ..
ضحك سامر وقال : ياخي انت بس بتنشر الفساد , استغفر ربك , ربي نازل السما الأولى يقول هل من مستغفر فأغفر له ..
زفر وقال وهو يحط يده موضع قلبه : آآآآآآآآآخ يطيرون العقل يا سامر , الله يرحمنا بس ..
قال سامر يقلده : آآآآآآآآآخ ما طاحت عليك الهيئة ولا كان عيدوا فيك ..
قال واحد : ومين قالك ما طاحوا عليه , مسكوه و سجنوه و هزؤه لكن ما تاب ..
قال وهو يتنهد : ما أقدر ما أقدر يوم أشوفهم قدامي بعطورهم اللي تقول زوبعة و ذيك الخصور والعيوووون قلبي يخرج من قفصه , الله يللللللللعنهم هم وعباياتهم الجديدة اللي تقول مدخلينها بفازلين من ضيقها طيرونييييييييييي , شرط لو في وحده فيهم قرصتها ناموسة بتشوف مكانها من كثر الضيق ..
والشباب يضحكون على خباله , هو معروف وسطهم إنه هو أبو البنات , جواله من أوله لآخره أرقام بنات , ما في بنت في الرياض ما غازلها ..



***************************


تم بحمد لله الفصل العاشر ...


تتابعون في الفصل الحادي عشر من عندما عبروا حدود الظلام : وتمضي الحياة ..


..................... طاااااااالع فيها وقال بتريقة : خير ست أزهار كإننا متخاصمين ...........

.................. صرخ وهو يحس دموعه تخونه : ماهر تعال بسرعة , أحتاج جرعة و ماعندي فلوس ..............

.................. قالت وهي ترجع للمجلس : بتظلين بحركاتك هذي عانس طول عمرك ............

.
..
.
.
.
.
أتمنى لكم قراءة ممتعة ...

أختكم

& عاشقة أمها &




 

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2020, 12:55 PM   #23
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





إليكم الفصل الحادي عشر والذي أخطأت بكتابة عنوانه في الفصل السابق ..

وتمضي الحياةهو عنوان الفصل الرابع عشر ..

أما هذا الفصل ..


الفصل الحادي عشر : صراعات مشاعر ..




أوراق مبعثرة داخل بركة و سمك مستلق على سطح مكتب ..
.
..
.
..
.
قطعة ثلج هي أطراف الشعلة و شعلة نار في جوف الجليد ..
.
..
.
..
.
رمال ذهبية في عمق الغابة و أمطار في قلب الصحراء ..
.
..
.
..
.
زمهرير على سطح الشمس و حرارة تلفح القطب ..
.
..
.
..
.
هذه بالضبط
.
..
.
..
.
مشاعره
.
..
.
..
.
ومشاعري
.
..
.
..
.
كلها
.
..
.
..
.
فوضى
.
..
.
..
.
جميلة ..



صباح يوم الأحد 6 / 6 / 1427 هـ :
الساعة 11 الصباح في كوالالمبور عاصمة ماليزيا :


فتحت عيونها بشويش ومدت يدها بكسل من تحت المخده سحبت جوالها وصكت المنبه ورجعته ورجعت دفنت وجهها في المخده وهي تعدل نومتها على بطنها وتستغفر , اتذكرت كل شي دفعة وحده , فتحت عيونها على آخرها ورفعت راسها بسرعة وهي تطالع جنبها , مالقيته , التفتت لجهة باب الصالة لمن سمعت صوت خطواته و قبل ما يدخل دنقت بسرعة ودفنت وجهها في المخدة وهي تحس بخجل الكون يتجمع في قلبها , وصله صوته الهادي هو يقول بابتسامة : صح النوم ..
ما ردت عليه ولا تحركت من مكانها , قال : أزهار ..
غمضت عيونها بقوووووووة وما فتحت فمها بحرف , ضحك وراح الحمام , لمن سمعت صوت باب الحمام رفعت راسها من المخدة وجلست وحطت يدينها على خدودها وسحبت نفسها سحب وراحت جهزت له أول لبس شافته في شنطته وحطتها فوق المنشفة عند الباب وخرجت للصالة , سمعته وهو يخرج من الحمام وحست بحركته داخل الغرفة ولمن خرج فزت من مكانها وعدت من عنده بسرعة وصكت باب الغرفة بالقفل وراها , ضحك من قلبه على حركتها وقال : بزره والله بزره ...
وجلس على الكنبه وطالع في مجلاتها المنظمة فوق الطاولة , سحب وحده وجلس يتصفحها , رماها وطالع في ساعته وهو يزفر بضيق ورجع شغل التلفزيون وقلب القنوات , بعد فترة طالع في ساعته وقام وهو يرمي الريموت على الكنب , راح لباب الغرفة ودق الباب وهو يقول بهدوء : أزهار ..
ما ردت عليه قال بطفش : ما صارت لك ساعة إلا ربع ..
: طيب ..
غير هالكلمة ما سمع شي , عقد ذراعينه ووقف عند الباب , مرت خمس دقايق وما سمع حتى حركة تخبره إنها ناوية تخرج , دق الباب وقال بعصبية : أزهاااااار ..
انفتح الباب بشويييييييش وطلت من وراه أزهار , ما يدري ليه مجرد ما شاف وجهها المحمممر ضحك من قلبه وهو يقول : بس ترى بتنفجرين من كثر ما انتي محمرة ..
تجاوزته بسرعة وجلست على كنبه مفرده وهي مطنشته , اتكى على الباب وطالع فيها وهو يحارب ابتسامته , كانت زي المبخوخه بمثبت , عيونها ما تحركت عن شاشة التلفزيون , رحم حالها وقال وهو يعدل وقفته : يلا نروح نفطر في البوفيه ..
كإنها ما صدقت خبر , قامت ولبست عبايتها ونظرة راحه ماليه وجهها , تحرك وهو يهمس لنفسه : متزوج تحفه أنا ..
وقف وراها وهي تلبس نقابها وقال وهو يطالع في ساعته : يلا تأخرنا , نص ساعة ويفوتنا الفطور المجاني ..
انتفضت وبعدت عنه وهمست باختصار من دون ما تطالع فيه : يلا ..
رفع حواجبه لمن لاحظ نفضتها وتحرك قبلها وهو يهز راسه و يبتسم بسخرية , شالت شنطتها ولحقته وهي مخليه مسافة بينها وبينه , حتى في المصعد خلت بينها وبينه قرابة متر , طاااااااالع فيها وقال بتريقة : خير ست أزهار كإننا متخاصمين ..
ولمن شاف عزمها على الصمت طنشها وخرج من المصعد من دون مايستناها زفرت وهي تحاول تلقط أنفسها وتتبع خطواته السريعة وهي تصرخ بداخلها ~ ماااااااالت عليه , ليه مو مقدر إني خجلانه ؟؟ الرجال ما يفهمون الحريم ومشاعرهم , بالله اش يعتقد يعني , بأدقها حنك معاه أو .... ~ توقفت أفكارها لمن وقف قبل مايدخل باب القاعة الكبيرة اللي فيها البوفيه المفتوح , التفت لها ومد يده اليسار لها وهو يبتسم ابتسامة خفيفة , مستحيل يتخيل هالحركة البسيطة اش سوت في قلبها ومشاعرها , تحركت بشويش ومدت يدها اليمين بخجل ومسكته وهي تلف وجهها بعيد عنه , سحبها لطاولة منعزلة بعد ما اختاروا الأكل اللي يبغونه وهناك استغرب لمن شافها تاكل بشهية , لمن انتبهت إنه يطالع فيها وقفت أكل وحممممممرت خدودها , قال بهدوء وهو يطالع في صحنه : كلي , كلي ورانا مشي ..



*************************



في نفس الوقت في جدة :
الساعة 6 الفجر في جدة :


: أستاذ عمر ..
: أستاذ عمر ..
أشر عمر للأولاد اللي ينادونه إنهم يستنون وهو يقول لأحمد في الجوال : والله سامحني ياعم , أنا مرتبط برحلة للبر مع التحفيظ ..
وصله صوت أحمد المحب وهو يقول : خلاص أجل , بالتوفيق لك في رحلتك يا ولدي بس بكرة تجي هنا إذا ربي أحيانا سامع ..
ابتسم عمر وقال : إن شاااااااء الله ..
قال أحمد : ترى حتى بكرة عندنا غدا في الإستراحة إن شاء الله , ودي أعرفك على صاحبي عبد الكريم وهو وده يتعرف عليك من كثر ما أحكيه ..
دنق عمر وجهه مستحي وهو يقول : الله يجزاك بالخير يا عم , ولا يهمك , بكرة عن شاء الله وأنا عندك ..
: انتبه لنفسك ..
: إن شاء الله مشكور يا عم ..
صك جواله وهو يحس بشعور مرييييييييح , حس كإنه لقي رجع له أحد من أهله , أحمد كل يومين وهو داق يسأل عنه ..
: أستاذ عمر ..
: أستاذ عمر ..
لف على الأولاد وقال بعصبية كاذبة : شايفيني أتكلم بالجوال تنادوني ..
ابتسموا وقال أطولهم واللي ما يتعدى عمره 15 سنة : أستاذ ليش تهاوش وانت تضحك ؟؟
ضحك عمر وقال وهو يأشر على الباص بحزم : يلا بسرعة على الباص لا يقولون جماعة الطموح هم الوحيدين اللي ما ركبوا الباص , تبغون المعالي و الإباء يسبوقوننا ..
صرخوا الإثنا عشر ولد مع بعض بحماس : لااااااااااااا ..
ودخلوا الباص , جا إمام مسجد الحي وأعطى عمر ظرف وقال : هنا 1000 ريال , 300 حق الخيام اللي مستأجرينها للرحلة و 200 حق الباص و 500 غدا وعشا ..
حط عمر الظرف في جيبه وقال : إن شاء الله ..
قال الإمام ينبه عليه بمزح : معاكم 35 ولد مو تضيعون لي واحد في البران وتجون ..
قال مهند أستاذ جماعة المعالي بمزح : كويس يعني نقدر نسيب اثنين ؟؟
دقه عبد الله أستاذ الإباء وأشر له على خالد المشرف على الرحلة واللي طالع فيه بنص عين , هو حبوب لكن بحكم مركزه كان لازم له هيبة وسط الطلاب والمدرسين كونه مشرف , كمل الإمام يوجه الخطاب لهم و لمساعدينهم الإثنين واللي ما تجاوزا الـ 18 : ألعاب خطرة ممنوع , ممنوع إقتراب الأولاد من النار وقت الشوي , ولا يقعدون يمزحون لي وهم يقطعون السلطة وغيره ولا يروحون للحمامات لوحدهم بدون ما تشوفون المكان نظيف وما فيه شي ولا لا ..
كانوا حافظين هالدروس لأنها مهي أول رحلة لهم , يا ما راحوا استراحات و مخيمات , حتى مكة و المدينة والطائف راحوا لها مع جماعات أكثر من المراهقين و لأيام مو ليوم واحد بس ..
ركبوا الباص الكبير اللي تحرك بعد ما ألقى المشرف دعاء الركوب يذكرهم به
, شوية قال مهند بحماس : المعالي حمااااااااااااس ...
صرخوا أولاد المعالي وهم يرفعون يدهم , طالع فيه عمر ولف على أولاده وقال بهدوء : الطموح ..
دوت صرخة أولاده : طموووووووووووح ..
ضحك عبد الله على حركتهم ولمن شاف أولاده يطالعون فيه بعيون متوسلة تنهد و قال وهو يرفع يده : إباء ..
صرخوا قبل ما يكمل كلمته من كثر الحماس ..
قال واحد فيهم فجأة : أفتقد الشيخ عمار ..
حس عمر بعصرة في قلبه , التفت للولد لقي عيونه تلمع من الدموع وهو يكمل : كان دايما يروح معانا للرحلة و كان ينشد لنا ..
ولمن سمع همهمات الأولاد اللي ساد الحزن جوهم رغم صغر سنهم وعدم فهمهم التام للموت طالع في الأساتذة اللي طالعوا فيه بألم , ابتسم ووقف ولف عليهم وقال : هذا قضاء الله ولازم نكون صابرين , أنا متأكد إن الشيخ عمار كان يرافقكم رحلاتكم عشان تنبسطون وانتم دحين محزنين , مفتقدينه ؟؟ مفتقدين نشيده ؟؟ ..
وابتسم أكثر ونشد بصوت عذب أول أنشودة جات على باله : يا قافلات الخير , دايم و انتي غير , ربي يباااارك فيك سيري بأجمل سير ..
وبدأ الأساتذة ينشدون معاه : مري بكل الناس , دعوة وصدق إحساس , شبابنا بالحيييييل يحتاج رفعة راس ..
دب الحماس في الأولاد وهم يكملون بصوت حماسي : من قمة لقمة شباب هالأمة , لجل الوطن دايم همة على همـــــــة ...
ابتسم عمر لمن حس بيد مهند تضغط كتفه وترص عليها وهز راسه يشكره ورجع يطالع في الأولاد المستمتعين هو يشوف في عيون كل ولد منهم أخوه عمار ...



*********************



بعد صلاة الظهر في كوالالمبور :
أمام ساحة الفندق :


وقف وهو يطالع بحيرة في الورقة اللي قدامه , ورفع راسه لمن حس إنه في فراغ مفاجئ غريب عن جنبه اليسار , التفت بسرعة وهو يقول : أزهار ..
همسها الخافت وصله : أنا وراك ..
التفت لها بسرعة وقال بعصبية : لا عاد تتحركين من جنبي سامعة , مافيني تضيعين مرة ثانية ..
طاااالعت فيه بصدمة و نزلت راسها للأرض على طول , حس بالذنب من عصبيته ففتح فمه بيفهمها السبب وسكت لمن رفعت راسها وقالت بسرعة وحماس ما قدرت تكتمه وهي تأشر على القطار : أبغى أركب ..
وكملت بهمس وهي تنزل يدها جنبها لمن شافت نظراته : القـ...ـطار..
~ بززززززززره , أنا متزوج بزززره ~ زفر وسأل بسخرية : بس كذا نركبه ؟؟ ما فكرتي فين بنروح !! ..
خرجت مطوية من شنطتها وقالت بحماس وهي تأشر : هذا مسار القطار أخذته من الأوراق المحطوطه في الإستقبال ..
ابتسم رغم عنه وقال وهو يسحب المطوية منها : هذا كله عشان قطار ..
لمن يناقشها بعصبية وبرود تقدر تتكلم معاه لكن من يبدأ يبتسم تحس بثقل في لسانها من كثر الخجل , لمن شاف صمتها تنهد بطفش ومشي لمحطة القطار وهو يطالع في محطات توقف القطار الموجودة على الخريطة , لمن دفع أجرة الركوب , سمع صوتها وهي تهمس لنفسها بحماس : قطاااار ..
خلاها تجلس عند الطاقة وجلس جنبها وهو يقول : بنروح دحين لسوق اسمه تايم سكوير مع إني كنت مخطط لحديقة الحيوان اليوم أو حديقة بردانه جنبها حدايق كثيرة حلوة ..
قالت بحماس : أول مرة أركب قطار ..
قال بهدوء وهو يطالع في المطوية : ركبتي قطار في المطار ولا ناسية ..
قالت تشرح له : مو زي هذا , ذاك كان و احنا واقفين وما في مناظر , هذا قطار حقيقي ..
قال بسخرية : إي صح وذاك كان لعبة ..
حست بالبرود يرجع لها ~ لاااااااااا يمكن يكمل جميل سواه ~ لفت وجهها عنه وطالعت في المناظر اللي قدامها , بدأ القطار تحركه ببطء وشوية ازدادت سرعته و بدأت المشاهد تتوالى قدامها , كانت تحس كإن البيوت والعمائر والناس والسيارات هي اللي تتحرك وهي ثابته , حست بشعور جميل أول مرة تحسه , تمنت مليون مرة لو عمر معاها يشوف هذا الجمال والغرابة كلها , فجأة خرج القطار من وسط البيوت لمساحة واسعة فاضية وهو يمشي فوق مسار حديدي مرتفع عن الأرض تمشي من تحته السيارات , شهقت بخفة وهي تفتح غطاها عشان تشوف اللي حولينها زين ولصقت وجهها في القزاز على طول عشان تشوف السيارات والشوارع اللي تحت المسار , حست بجسمه يميل عليها وهو يطالع من فوق كتفها وهو يسأل : اش فيه ؟؟
استحت و رجعت على ورى بسرعة واعتدلت في مكانها وهي ساكته , طاااااالع فيها وسأل : اش فيه ؟؟ شفتي شي ؟؟
~ حيعتبرني هبله دحين , اش ذنبي إني أول مرة أشوف هالمناظر وهو تعود عليها , أفففففففففففففففف , حيعتبرني هبلة ~ قالت بهدوء : كنت أطالع بس , ما في شي ..
رفع حاجبه اليمين وسأل : وليش الشهقة ؟؟
~ استجواااااااااب , الله يقطع شرك انت وحاجبك هذا اللي يقهرني ~ كشرت بوجهها بضيق وهي ناسية إنها مهي مغطية ولعبت بحبال شنطتها اللي في حضنها وهي تقول : مستغربة بس ..
مد يده ومسد حواجبها المقطبة بإبهامه وسبابته و همس بابتسامة : طيب ماله داعي التكشير ..
طالعت فيه بصدمة , عيونها المكحلة اتسعت من الصدمة ولمعت من شفافية لونها , دنق عليها بيسلم على خدها , بعدت عنه وجهها المحمممممممممر وسحبت الغطى بسرعة , ضحك وهو يبعد وقال بسخرية وهو مازال رافع حاجبه : اش بك ؟؟
~ اش الجرأة هذي ؟؟ ما عنده واحد اثنين , الله يفششششششششلك يا جاسم مكان عاااااااام , عسى ما أحد شاف , يا ربييييييييي كيف قلبي يعورني ~ غطست في مقعدها وهي تلف بوجهها عنه بصمت خجول , وأول ما وقف القطار زفرت براحة وهي تخرج وراه , المحطة كانت قدام السوق اللي قال عليه , فتحت عيونها على الآخر لمن شافت مبنى السوق الضخم , قال وهو يأشر لها على المبنى : إذا ما خانتني ذاكرتي السوق هذا 13 دور و جوة فيه فندق وألعاب وسينما كمان , العنود عيدت ذيك المرة هنا ...
ابتسمت أول ما جا ذكر العنود اللي ذبحتها نصايح لأماكن لازم تزورها لكن مشكلتها مع الحفظ ما هي متذكرة ولا مكان قالته ..
تبعته لداخل السوق اللي كان كلمة رااائع وكبير قليلة في حقه , كان أحلى شي عاجب أزهار فيه هو الزحمة والناس اللي مجتمعة من مختلف الجنسيات , محد يفهم الشعور اللي تحسه للزحمة , تسمع ضوضاء الناس باختلاف لغاتهم وصراخ الأطفال مختلطة بصوت خطواتهم السريعة والهادية و صوت خشخشة الأكياس , كان هذا كله يشعرها بالحياة , الأعمدة الرخامية الكبيرة العريضة موزعة وسط الصالات المزينة بأعلام و شرايط ملونه , طلعت معاه السلم الكهربائي وهي تطالع بشغف في الطالعين والنازلين , الماليزين بعكس سكان كثير من الدول الغير مفروض فيها الحجاب كانوا محتشمين في ملابسهم ..



*********************



في السعودية :
الساعة 10 الصباح في الرياض :


: أعطيني الإبرة وأنا أدفع لك بعدين , والله أدفع لك الضعف ..
لف عماد وجهه عنه وقال وهو يصك الباب : أقول لا جبت الفلوس تعال ..
حط سامر رجله عند الباب ومسك قميص عماد بيدين مرتعشة وهو يترجاه : عماد تكفى , والله أدبر لك الفلوس , بكرة وهي عندك , تراني بموت لو ما أخذت الإبرة دحين , والله بموت ..
ورفع نفسه على أطراف رجوله و سلم على راسه وهو يقول بصوت كسير : تكفى , والله أدفع لك بعدين ..
دفه عماد وقال بصوت عالي : أقول انقلع عن وجهي , حسك عينك تجي وتزعجني والفلوس مهي معاك ..
طاح سامر على الأرض الترابية من قوة الدفه وانصفق الباب المعدني في وجهه , بالقوة سند نفسه ووقف على ركبه جنب الباب ودقه بقوة وهو يقول : عمااااااااد , عمااااااد افتح الباب , عماااااد ...
تخافت صوته وهو ينحني للأرض أكثر , جلس على الأرض وهو يضم فخوذه لصدره ودفن راسه بين ركبتينه وحط يدينه على راسه , كان يحس بجسمه كله يشتعل نااااااار , كله يتآكل , صرخ وهو يهرش جسمه وقام من أرض الزقاق و هو مخلف سحابة تراب حولينه , خرج جواله من جيب بنطلونه الجنز المغبر بيدين مرتعشة , استند على الحائط الحجري المكسر بكتفه اليسار من دون ما يحاول ينفض التراب عن نفسه وحط الجوال على إذنه اليمين , كان يستمع لصوت الصافرة المتتابع وهو يضرب الحائط اللي جنبه بقبضته اليسار ضربات سريعة مضطربة , قال بصوت مخنوق لمن حس الصافرة بترن إلى ما لانهاية : رد , رد يا ماهر , رد ..
ولمن سمع صوت ماهر صرخ وهو يحس دموعه تخونه : ماهر تعال بسرعة , أحتاج جرعة و ما عندي فلوس ..
وتدفقت الدموع وهو يقول بقهر : ما عندي فلوووووس ...
وانزلق على الأرض وهو يحس بالجدر الخشن ينتش كم بلوزته القطنية , بكي بحرقة وهو يقول : أنا عند عماد تعال بسرعة , إلحقني ..
وصك الجوال وهو يستند بظهره على الحائط و رماه وسط التراب ودخل يدينه في شعره وشده بقوة وهو يئن , رفع راسه بعد فترة ومسح وجهه بيدينه المغبرة بلا اهتمام ولمن شافها ترتجف ضمها لصدره بقوة , كانت دموعه تحفر خط صافي في خدوده مخترقة التراب المعفر وجهه , خرج من جيبه علبة سجاير وولع سيجارة الحشيش بيدين مرتجفة , ضغط الولاعة مرة ومرتين وثلاث إلين اشتعلت , سحب نفس طوييييييل من اللفافة البيضاء عل وعسى تخفف وجعه لكنها ما خففت شي من اللي يعتري جسمه , نفخ دخانها ببطء وهو يحاول يقنع نفسه إنها هي الشي اللي حيهديه , تأمل الدخان على أمل ينسى أوجاعه و مسح خشمه بظاهر كفه وهو يسحب أنفاس متتالية , حط السيجارة مرة ثانية بين شفايفه وهو يطالع في جواله الطايح في الأرض وهو يتمنى إنه ماهر يجي بسرعة , رفع راسه لمن شاف رجول شخص قدامه وحس بظله فوقه , لقيه واحد أسمر طويل نظراته شرسة عيونه محمرة ومعاه اثنين أقصر منه شعورهم شعثاء وملابسهم هدرة , رماهم سامر بنظرة وهو يقول : خيييييييير اش عندكم واقفين على راسي زي الغربان ؟؟ ..
دنق الطويل وأخذ جواله وحطه في جيبه كإنه شي عادي وقال الثاني وهو يخرج سكين صغير من جيبه الثاني : هات كل اللي عندك ...
ضحك سامر وهو يرجع راسه على ورى من قوة الضحك ..
صرخ فيه واحد من القصار : ليش تضحك ؟؟ خرج اللي عندك قبل ما أخلي سكيني تلعب في وجهك ..
زفر سامر بصوت ضحك وطاااااااالع فيهم وهو يحط السيجارة في فمه بلا مبالاة وقال بصوت ثقيل : شر البلية ما يضحك ..
مسكه الطويل من ياقة قميصه بيد وحده ورفعه من الأرض , طاااااالع فيه سامر بنفس نظرات السخرية وهو يقول : أقول روح فرش أسنانك نفسك يجيب الغثى ..
سحب الثاني علبة السجاير من يده وهو يقول : بناخذ هذي كمان ..
سامر لمن شاف علبة سجاير الحشيش اللي باقية له واللي تهديه بعد كل فترة تنسرق منه تحرك بسرعة البرق وضرب الطويل بقبضة يده اليمين على وجهه ولف وسحب علبته من الثالث وهو يصرخ : يا عيااااااال الكلب ..
ضم علبته لصدره و ما حس باللي حوله إلا لمن جات ركبة الطويل في بطنه , انثنى من قوة الضربة وهو يحس أنفاسه كلها خرجت من صدره لكنه رغم كذا ما فلت العلبة , طاح على ركبته اليسار وثبت نفسه بقدمه اليمين حط العلبة في جيبه وقام بسرعة وهو يوجه لكمه ثانيه أول ما ضربت وجه عدوه الطويل حس بألم حااااارق يسطع في جنبه اليمين , توقف وتراجع كم خطوة بعيد عنهم وطالع في جنبه لقي قطع كبييييييير في بلوزته والدم يخرج منه , رجع طالع فيهم و هو يحس بغضبه يزيد , هو ما هو فاضي لهم , محتاج للجرعة , محتاج لشي يهدي آلامه , صرخ بكل قوته وهو يندفع لهم , كان يكيل الضربات من دون ما يعطي بال لضرباتهم اللي كانت تتوجه لجسمه , ولمن شاف السكينه ترتفع لفووق وتهوي على وجهه استرجع احساسه وتفكيره لثانية ووقتها شي واحد دار بباله ~ يا رب لا تقبض روحي هنا يا رب ~ , حس زي خط النار يخترق خده اليمين , صرخ وغطى وجهه وهو يحس بخدر من قوة الألم في خده و سائل دافي يتسلل من بين أصابعه , حس رجوله تنتفض و ما عادت قادرة تشيله , طاح على ركبه وهو يطالع في يدينه اللي مغرقة بدم أحمر مائل للأسود , فزع لمن شاف أشياء ثانية تطفو وسط الدم ..
: سااااااااااااااااااااااااااااااااااااااامـــــــــ ـر لاااااااااااااااااااااااااااا..
رفع راسه اللي حسه ثقيل وشاف ماهر رافع ثوبه و يجري من آخر الزوق الطويل ومعاه واحد ثاني , فتح فمه بيهمس باسم توأمه لكنه طاح على جنبه اليسار لمن حس بكل طاقاته تذوي , شاف رجول أخوه تقترب منه , غمض عيونه وهو يحس بحبات التراب اللي أثاره ماهر تلتصق في وجهه وآخر شي حس فيه هو صدر دافئ يضمه وصرخات ماهر المحروق تتردد في مسامعة : لاااااااااااااا , ياربي أتوسل إليك لا تاخذه , لاااااتاااااااااخذه , ياربي خلي ليه , خلييييي ليه , سامر لا تموت وتخليني لوحدي , سااامر , يا ويلك لو مت , سامر , ساااااااااااااااامـــــر..
: سامر , سمور ..
خرج من ذكرياته وطالع في سطح الكمبيوتر المفتوح على منتدى اللغة الإنجليزية اللي يشرف عليه ولف على يساره , شاف وجه سحر المبتسم , قال بصوت ثقيل وهو لسه شبه غارق في تفكيره : هاااا ..
ضربته على راسه وهي تقول بعصبية : أي هاااااا , الناس تقول نعم مو هاااا , بعير انت ..
ضربتها نبهته هو فين , ضحك وقال وهو يتلمس الندبة اللي في خده : نعــم يالمزعجة , خييييييير ..
جلست على ذراع مقعده الدوار وقالت وهي تمسد شعره : حبيبي سمووور ..
زفر بطفش وقال : جينا , أخلصي قولي اللي عندك من الآخر وبدون مقدمات ..
ضربته مرة ثانية وقالت : خليني براحتي ..
حك راسه وقال : طيب , اش عندك ؟؟ فلوس ما عندي , سيارتي في الورشة يعني ما أقدر أوديك ولا مكان ..
خرجت مفتاح سيارة أبوها من جيب تنورتها وهزته قدامه وهي تقول : عندي وأنا أبو هندي , حبيبي حاسبتها صح , كنت عارفة أعذارك ومجهزة رد لها ..
سحب مفتاح السيارة وقال وهو يدفها عن مقعده : الله يعين جوزك عليك ..
قالت وهي تبعد خصل قصتها عن وجهها بدلع : والله يسجد لربه مليوووون سجدة شكر اللي سحر بتكون زوجته ..
قال وهو يرمي عليها علبة مناديل : يلللللللللللللعن أبو التكبر , أخرجي من غرفتي ..
قالت وهي تمشي بدلع : ألبس عبايتي وأستناك تحت ..
لحقها وجر شعرها وهو يقول : تعالي انتي , وين بتروحين ؟؟
قالت وهي تسحب شعرها من يده : آآآآي , قصدك وين بأوديك مو وين بتروحين , بتوديني مكتبة العبيكان ..
: و ليش إن شاء الله ؟؟ مع صباح الله خير مكتبة ..
: أبغى أشتري بعض اللوازم المهمممممممة , يلا استناك تحت ..
زفر بعد ما خرجت من غرفته وراح لكمبيوتره و طاااااااااالع في الشاشة وهو يتساءل متى بينسى كل هالذكريات البشعة ؟؟ ماضيه الأسود لا يمكن يفارقه لحظة , وحتى لو هو نسيه أهله اللي انصدموا فيه ممكن ينسونه ؟؟ سحر اللي ....
: سااااااااااااااااااامـــــــــر ..
صرخ وهو يسحب محفظته وجواله : جااااااااااااي يا رجـــــــه ..
أول ما وصل نهاية الدرج , سحبته سحر وقالت وهي تخرجه برى الفيلا وتناوله شماغه اللي كان في العلاقة : بسررررعه قبل ما تجي المريخية ..
أخذ شماغة وبدأ يعدله وهو يقول بتساؤل : مريخية ؟؟..
قالت وهي تصك الباب وتسحبه للسيارة الموقفه في الموقف الداخلي : القادمة من المريخ , سلافو المتخلفه خرجت بالدس عنها , لو تدري بتصر تروح معانا ..
ضحك وقال وهو يفتح باب السيارة ويدخل : والله إنها ضعيفة , محد معطيها وجه في هالبيت ..
قالت وهي تدخل : والله ما الضعيف غيري فهالبيت ..
طاااااااااااالع فيها وهو يشغل السيارة , ضحكت وقالت : مو ضعيفة مرة ..
ولمن فتح فمه بيعلق دق جوالها , أشرتله إستئذان وردت و هي تقول : هلااااااااااااااااااااا والله ..
وصلها صوت العنود الحاد وهي تصرخ : ياااااادببببببببببببببببببببب ..
بعدت سحر الجوال عن إذنها وهي تقول : الناس تسلم أول يا نحيفه انتي ..
قالت بسرعة رهيبة : السلام عليكم , دحين انتي واعدتني تردين عليه أمس على حكاية المدينة وتخونين فيني وتنامين , دقيت عليك فوق العشر مرااااااااااااات و ما رديتي , يا فـقـمة يا كيس النوووووووم , فشلتيني عند أمك , أزززززعجتها وأنا أتصل على جوالها عشان أسألها عنك وأطلب منها تخليك تردين على جوالك ..
ضحكت سحر من قلبها , كان صوت العنود خارج من الجوال وهي مهي حاطه سبيكر , قالت : اهدي شوية واسمعي اللي عندي بعدين هاوشي ..
قاطعتها بصوت حازم : ماااااااااااا أبغى أسمع شي , بتجووووووون ولا لا ؟؟
زفرت سحر وقالت : لا مو ....
سؤالها انطلق من العدم وهي تصرخ مقاطعتها بصدمة : ليييييييييييييييييييش ؟؟
سدت سحر إذنها وهي تطالع في سامر اللي رماها بنظرة متعجبة ورجع هز راسه وطالع قدام , قالت وهي حاطة الجوال بعيد عنها : عنيدي يالمتخلفة , صنجتي إذني , أبوية حاجز التذاكر على بكره ووعدني ننزل إذا تأكد حجز الفندق اللي حجزناه اليوم في المدينه ..
: يعني جااااااااااايييييييييييييييييييييييييييين بكرة واااااااااااااااااااااااااااااو ..
حطت الجوال على إذنها وقالت : إن شاء الله إذا تأكد حجز الفندق , عشان كذا قلتلك اسمعي اللي عندي أول , لأنه لو ما تأكد الحجز يمكن نغير ..
قالت العنود باختصار : طيب يلا اذلفي وجهك جالسة تكلميني ليه , عرفت انكم بتجون , يلا مع السلامة ..
شهقت سحر وقالت : شوف الوصخة ..
ضحكت العنود وقالت : يلا مع السلااااااااامة ..
وصكت الخط , صكت الجوال ورجعته لشنطتها وهي تقول : قسما بالله خبببببببببلة هالبنت ..
ولفت على سامر وابتسمت وهي تقول : سمعت شي ؟؟
ابتسم ابتسامة جانبية وقال بتريقة : قصدك في شي ما سمعته ؟؟
قالت على طول : ترى هي صوتها مو كذا بس شكله في مشكله في الجوال عشان كذا طالع عالي ..
لف عليها وقال ببرود : الزبدة ..
سكتت شويه بعدين قالت : ولا شي ..
قال بعد تفكير : لا يكون لسه حاطه في بالك إني ممكن أفكر فيها و أخطبها , إمسحي هالفكرة , أنا أول مرة أشوف بنت تنعرض على أخوين , لهالدرجة نفسكم فيها ...
لفت بوزها وطالعت مع القزاز وهي تقول : إيوه ..
زفر بضيق وهو يوقف السيارة عند مواقف المكتبة ..



**************************



الساعة 6 قبل المغرب في ماليزيا :


~ جيعاااااااااااااااااااااااانه , جيعاااااااااااااااااااااااااااانه ~ جلست تلعب في الكاميرا وهي واقفة جنب باب مطعم خرج منه جاسم وهو يقول بطفش : نو حلال ..
دخلت الكاميرا اللي كانت تصور بها الشارع اللي واقفين فيه وقالت با قتراح : نرجع لشارع العرب طيب ..
طالع فيها وسأل : فيك حيل ؟؟ ترانا مشينا مسافات كثيرة ..
صرخت بداخلها ~ تعبااااااااااااااااااانه ~ وترددت قبل ما تقول بهدوء : مو مشكلة , عادي ..
وقف عند طرف الرصيف وأشر لتاكسي وهو يقول : لمن أسألك المرة الجاية جاوبي بصراحة ..
طااااااالعت فيه بصمت , كان لابس بنطلون جينز بني زي لون الكاب والجزمة وبلوزه بيج مرسوم عليها بوصلة وخريطة باللون البني , ما كان هذا خيالها للزوج اللي تتمناه أبدا لكنها رغم كذا ....... , تقدمت ووقفت جنبه بصمت , لف عليها لمن شاف صمتها طال وسأل : تعبانه ؟؟
ابتسمت وهمست بصدق : كنت بس دحين لا ..
وقوف التاكسي منعه من إنه يسألها عن معنى كلامها الغير مفهوم , و قال للتاكسي الوجهة اللي يبغاها بالإنجليزي وكمل بالعربي وهو يلف على أزهار : فرصة نروح لمطعم المتحف الإسلامي ونتفرج على المتحف ..
هزت راسها موافقة بعدين سألت بهمس : كلمت ماما وبابا أمس ؟؟..
هز راسه وقال وهو يخرج جواله : إيوه ليه ؟؟ تبغين تكلمينهم ..
استحت من تفهمه وقالت على طول : لا مو دحين , بعد ما نتغدى ..
صلوا المغرب ودخلوا المطعم وعلى كثر ما كانت جيعانه ما أكلت شي من كثر التفكير في أمور كثيره , بعد ما تغدوا راحوا يتفرجون على المتحف الإسلامي اللي منعوهم من تصوير أي شي فيه بأي نوع من الكاميرات لأنه في معرض في نهاية المتحف يبيع كل شي ممكن يتخيله الإنسان عن المتحف , مجسمات صور , كتب تعاليق وغيرها , لكن أزهار ما اشترت ولا شي بسبب الغلا ولأنها كانت تحس جسمها مكسسسسسسسسر من كثر المشي والحركة خاصة وهي نومها كان مقطع و مو مريح من وصلت هنا , قال جاسم وهو ملاحظ تعبها وفتورها : يلا نرجع للفندق ...
هي من سمعت كلمة الفندق طار التعب عنها , اعتدلت في وقفتها وهي تقول بصوت متحمس : لسه بدري ..
ما قدر يمنع نفسه على الرغم من كل محاولاته , ضحك وضحك و ضحك من قلبه , لأول مرة من فترة طويـــــــلة يضحك هالضحك , تمنت أزهار لو الأرض تنشق وتبلعها بسبب نظرات المارة اللي يطالعون فيهم بحيرة لكنهم سرعان ما يتجاهلونهم و يمشوون لحال سبيلهم , تأوه من كثر الضحك وهو يحط يده على صدره وقال : آآآآآه يا قلبي والله عورني من الضحك ..
ولمن طالع فيها لفت وجهها ورصت على حبل شنطتها وهي تقول بصوت متضايق : ما قلت نكته ..
انفرط ضحك مرة ثانية وهو مهو قادر يوقف نوبة الضحك , عقدت يدينها قدام صدرها وهي تطالع فيه بزعل , حط يده على خصره وهو منحني ومثبت نفسه بيده الثانية المستندة على ركبته وقال وهو يطالع فيها : خلاص , تعبت ..
شاف الابتسامة في عيونها وهي تقول بهمس : ما أدري ليه عندي إحساس لو تكلمت بتضحـ..
ما كملت جملتها لأنه رجع يضحك من جديد , غصب عنها قامت تضحك وهي تقول : جاسم تراني صرت أضحك على شي ما أعرف اش هوه ..
سحب نفس عميييييق وطالع فيها وقال بابتسامة واسعه : أنا كمان أضحك على شي ما أعرف اش هوه , يلا نتحرك , صرنا فرجة ..
حط يده على كتفها وهو يدفها بشويش قدامه , لفت عليه بتشوف تعابير وجهه , لف وجهها على قدام وهو يقول : طالعي قدامك عشان ما أضحك مرة ثانية ..
لفت بوزها وقالت : يعني أنا اللي كنت أضحك ..
مسك ضحكته وهو يأشر لتاكسي يرجعهم للفندق , لأول مرة يحس بهالشعور بانطلاق وراحة غريبة , مسك يد أزهار وساعدها على ركوب التاكسي وركب جنبها وهو يعطي السواق اسم الفندق ..
طالعت فيه أزهار من ورى غطاها اللي أسدلته , كان في شي متغير فيه , اش هوه ما تدري , لكن سواء عرفته أولا لا ما يهمها , المهم إنها شافت لأول مرة ابتسامته الحقيقية , الابتسامة اللي لمعت في عيونه ..



**********************



في السعودية جدة :
الساعة 12 مساء في فيلا أبو جاسم :


: تخيلي كان بيغير حجز التذاكر عشان الجناح اللي طالبه ما يفضى إلا يوم الخميس , قلت له وين راح بيتي , تعال عندي يومين وبعدها نروح مع بعض للمدينة ..
ابتسمت هدى وقالت : والله زين ما سويت , ما شفتها ولا أخذت علومها بسبب دوشة راسي من زواج جاسم ..
ابتسم لمن سمع اسم جاسم وقال : إلا ما اتصلوا العرسان ؟؟
نطت العنود وقالت بطفش : اتصل جاسم أول ما وصلوا وقال أزهار نايمة وعليها ما اتصلوا , أبغى أسمع أخبارها ..
قالت الجوهرة وهي تحط رجل على رجل : أي أخبار في يومين , لسه ما مداهم يشوفون شي , بعدين المحروسة كانت نايمة أول ما جات يعني راح عليهم يوم كامل ما شافوا فيه شي ..
مسكت العنود لسانها الطويل على قولة أمها وقررت إنها ما تتناقش مع الجوهرة , وقالت الهنوف بدفاع : حرام السفر متعب , 9 ساعات والله تبهذل , بعدين ما كان فيه درجة أولى عشان كذا حجز لهم أبويه سياحي ...
قال أحمد : حجزت لهم سياحي وعوضت الفلوس في فندق فور سيزن اللي اخترته لهم في لانكاوي , إن شاء الله تعجبهم فيلا الشاطئ اللي حجزتها ..
شهقت الجوهرة وقالت بصدمة : حجزت لهم فيلا الشاطئ في فور سيزن , أبوية من جدك ..
ابتسم وقال : واجهوا مشاكل كثير قبل زواجهم قلت خليهم يتونسون شوية ..
قالت باستنكار : الليلة على ما أتذكر بـ 4500 من دون فطور كمان ..
ضحك وقال : ويعني ؟؟ الحمد لله ربي منعم عليه , ليش ما أدلعه هو ومرته شوية , وكل اللي حجزتها ليلتين وبعدها بيروحون لفندق لنكاوى لاجون ليومين في ديلوكس على البحر ما خليت كل المدة في فور سيزن ..
قالت العنود بفرح : يااااااااااااا رب إنها تعجب أزهار وتتونس فيها يارب ..
زفرت الجوهرة بضيق وقالت بسخرية : ترى هذي لو استأجرتوا غرفة في فندق في أبها الجديدة كان شافتها جنة , خلي عاد فيلا الشاطئ في فور سيزن , صدقوني بترجع مجنونة ..
طااااااالعت فيها العنود وفتحت فمها بترد على كلام الجوهرة لكن أبوها قال فجأة : إيوه صح !!! أم جاسم , ترى التوأم بيجون هالمرة , يعني زيدي عدد الفرش في الملحق ..
قالت هدى بفرح : والله هذي الساعة المباركة , ما أتذكر آخر مرة جووا فيها متى , خبري بهم وهم في المتوسط ..
ابتسم وقال بعفوية : لا أنا شفتهم قبل سنة ونص يوم طلعت الرياض عشان ....
وسكت على طول , قامت العنود من مكانها بسرعة ونطت جنب أبوها وسألت بفضول : عشان إيه ؟؟
قالت أمها لمن تذكرت السبب : مو لازم تعرفين ..
قالت العنود بتفكير عميق وهي ناوية تحرش أمها : آآآآآهاااااااا , يمكن راح وتزوج نجدية تطيح الطير من السما , عاد هم عيني عليهم باردة يا عليهم جمااااااااااااال وطبخ و عيووووون , أبوية أخطب لك وحده ..
قاطعتها أمها بغيرة واستنكار : بنت ..
ضحك أبو جاسم وقال وهو يدق العنود ويطالع في هدى بتحبب : عنيدي اختاري لي وحده منهم ..
لفت على أبوها وهي تشهق وقامت واقفة وحطت يدينها على خصرها وقالت باستنكار وعصبية : ليييييييييه ؟؟؟ اش فيها أمي عشان تتزوج عليها ؟؟ ...
قال بصدق وهو يبتسم : والله لو ألف الدنيا ما ألقى زيها ..
استحت أمهم وقالت بتضيع الموضوع : كله من تحت راسك قومي جيبي كاسة موية ..
لفت على أمها وهي لسه ما حركت يدينها عن خصرها وقالت بحزم : وانتي ليه كنتي مبوزة لمن قال دوري ليه ترى الشرع حلل أربعة واعتراضك على زواجه إعتراض على الشرع , اش فيها لو تزوج أبوية ؟؟ من حقه ..
: عنووووووود ...
: بنت ...
من وسط استنكار أخواتها ضربها أبوها على ظهرها بخفة وقال : قومي جيبي لأمك كاسة موية يالسوسة ..
قالت الهنوف وهي تضربها بالخدادية : مرة إبليس ..
مدت لها العنود لسانها وراحت للمطبخ , قالت هدى وهي تتابعها ببصرها : الله يحفظها أذية ..
قالت الجوهرة : و انتي الصادقة الله يجوزها ...
ولفت على أبوها وقالت : إلا أبوية عدنان وسامر عيال عمي عبد الكريم ليش ما تزوجوا إلى الآن ..
حك أبوها جبهته وقال : عدنان عشان دراسته و سامر يمكن عشان الظروف ما ساعدته ..
فكرت بكلمته وقالت : آآآآآآآآآآآآآ صح , مو هو اللي طلع مدمن ورحت له الرياض ..
قال بلطف حازم : الجوهرة , ما أحب أتكلم في هالموضوع ..
ولمن شاف نظرات الهنوف المصدومة وتصنم العنود وهي جاية ومعاها كاسة الموية زفر وقال : هذا كان من زمان , دحين الرجال كويس وطبيعي الحمد لله ..
قالت الجوهرة بضيق : انحذف واحد من المرشحين ..
حطت العنود كاسة الموية بعنف على الطاولة وراحت وقالت : أروح أنااااااام أحسن لي ..
وطلعت الدرج بسرعة , قالت الجوهرة : أنا اش قلت عشان تزعل ..
قال أبوها بحزم : الهنوف افتحي التلفزيون خلينا نشوف اش فيه أخبار و ما أبغى أسمع حرف ترى راسي يوجعني ..
دخلت العنود الغرفة وصكت الباب بكل قوتها , انتفضت البندري اللي جالسة تقرأ مجله على سريرها على ضوء الأبجورة وسألت : اش فيه ...
فتحت العنود النور وصرخت : أككككككككككرهها ..
ورجعت فتحت الباب وطبقته مرة ثانية بكل قوتها وفتحته وطبقته , عرفت البندري إنه الحالة العصبية جات للعنود اللي تحب تحط حرتها في كل شي حولها إذا ما فرغت كل شي في صدرها للإنسان اللي أذاها , زفرت بقوة وراحت فتحت درجها وخرجت دفتر صغير كتبت فيه شوية كلام ورمته في درجها هو والقلم وصكت الدرج وراحت لسريرها , قالت البندري تذكرها وهي تصك أبجورتها : النور ...
طنشتها ورمت نفسها على سريرها وهي تقول : انتي صكي النور ..
: يا سلاااااااام انتي كنت واقفة وانتي اللي فتحتيه , قومي صكيه انتي ..
تلحفت العنود وقالت بلا مبالاة : إذا ما تبغين مو لازم , أنا عادي عندي أنام والنور مولع ..
كانت عارفه إنه البندري ما تعرف تنام واللمبة مولعة أبدا عشان كذا كانت وااااااااثقة إنها بتقوم وتصك النور عاجلا أم آجلا , مرت خمس دقايق عناد وبعدها قامت البندري وهي تسب وتلعن وضربت العنود من فوق اللحاف وهي مقهوووووورة منها وطفت النور ورجعت لسريرها وتلحفت وهي تتمتم بزعل , تنهدت العنود وهي تحس دمها يغغغغغغغلي وصرخت بداخلها ~ اش لها دخل عنست ولا لا , ذبحتنيييييييييييييييييييييي , قال مرشحين قال , كإنهم عند الباب يستنون إشارة ستي جوهرة , آآآآآآآآآآآآآآآآآآخ كان ودي أضربها , الحيوااااااااااااااااانة ~ ...





***********************




يوم الاثنين 7 / 6 / 1427 هـ :
قبل الظهر في جدة :


الكل كان مجتمع في استراحة أبو جاسم عشان الغدا اللي مسويه أحمد على شرف صاحبه عبد الكريم اللي رضي يجلس يومين في جدة قبل ما يسافر المدينة يوم الخميس بعد ما حلف عليه أحمد اللي حس إنه ما قام بالواجب لمن جووا يحضرون فرح جاسم , أخوان أحمد كلهم مع حريمهم وأولادهم و أخته نورة وأولادها ..
قال حسان وهو يمسك أطراف غترته ويلفها فوق على شكل ضرب : خالي أنا ما طلبت شي , مقابلة وحدة بس ..
رفع أحمد راسه عن قدر الذبيحة وقال : حسان ناولني المغرفة الكبيرة ..
ناولها له وقال وهو يمسح عرقه : خالي تكفى , والله ما بطول ..
زفر أحمد وقال : أنا لو علي ما بمنعك يا ولدي حرمتك وانت حر فيها , لكن تعرف جدتك وعصبيتها , هي تقول ما في مقابلات ما دام ما تحدد يوم الزواج , ويوم زواجك مؤجل إلي يوم يخرج أبوك أو يجيه العفو , وانت عارف هذا الشي صح ولا لا ...
دنق عليه وهمس : أنا عارف , بس شوية ما بتضر , خالي تراكم ذليتوني وجهي صار مغسول بمرق من كثر ما أترجاكم , ساعة انت , ساعة خالي صالح , حتى خالي جلال كلمته وترجيته ..
ضحك أحمد وقال : طيب أفكر أفكر , بعد الغدا يصير خير ..
ولف على أولاد أخوه جلال اللي قاعدين يلعبون بالوت مع سالم ولد خوله وقال بصوت عالي : محمد , أحمد , سالم اتقوا الله حتى حمزة علمتوه على الزفت اللي تلعبون فيه , قوموا تحركوا , روحوا جيبوا الصحون من المطبخ ..
قال حمزة باعتراض : عمي أنا خلاص كبير ..
وصرخ بعدها بحماس : قيد , قيد , والله غش في الورقة ..
قال حسان وهو يدخل للبيت : 13 سنة وقال كبير أجل لا صار 23 اش بيقول , الله المستعان ...
خرج جلال من المجلس لمن سمع صوت أخوه , ولمن شاف الأولاد جالسين على الدكة ويلعبون وأخوه عند القدور قال وهو يفرقع الورق بيده : قوموا يلا , تحركوا لا بارك الله في عدوينكم , قوموا شوفوا عمكم اش يبغى , وانت مسمى عليه ما أخذت منه شي ...
زفر أحمد وقام وهو يقول : أبشر , قايمين ..
***
جريت سفانة ودقت باب الحمام وهي تقول بهمس : عنود اطلعي ..
قالت العنود من ورى الباب : حتى الحماااااااام ما يرتاح فيه الواحد ..
دقت الباب بشويش وهي تهمس بعصبية : لا تتكلمين وانتي جوة الحمام يالخبلة يدخل فيك جني , بعدين اطلعي بسرعة الفرصة اللي نستناها جات ..
سمعت صوت فوضى في الحمام خرجت بعده العنود وهي تصك سحاب تنورتها وهي تقول : والله ..
غمضت سفانة عيونها وقالت : الله يفضح ابليسك خارجة كذا ..
قالت وهي تعدل بلوزتها : سوسته بس , يلا اش عندك ؟؟
همست في إذنها بشي فشهقت العنود وقالت : لااااااا بالله , خلاص انتي روحي للبنات وأنا أتصرف ..
وقفت شوية عند الباب بعدين دخلت مجلس الحريم ونادت بصوت زعلان : هنووووووووف تعاااااليييييييي ..
طالعت فيها الهنوف من مكانها باستغراب وهي تسأل : اش فيك ؟؟ تعالي ..
قالت وهي تهز راسها و تأشر لها : تعالي انتي , بسرعة ..
قالت حمده وهي تأشر بعصايتها : قومي شوفي اش فيها , يا سيادي هذي البنت كل ما قلت تكبر وتعقل تطول و اتخيبل ..
ضحكوا الحريم وقالت الجوهرة : أصلا هي طول عمرها كذا و بتظل كذا ..
طنشت كلام الجوهرة ومسكت يد الهنوف وسحبتها وهي تقول : شوفي سيتي مهي راضية تكوي ملابسي ..
سألتها باستغراب : ليييييييييييه ؟؟
: ما أدري عنها , روحي شوفيها ..
: طيب أعطي ملابسك لنور ولا خديجة ..
ضربت الأرض برجلها وقالت : لا والله ما تمشي كلمتها علي , روحي شوفيهااااااا ...
وقبل ما تروح سحبت العنود شباصتها اللي ماسكة شعرها وقالت : شعري مشعفل أبغى شباصة ..
قالت وهي تروح للمطبخ : ما عندي غيرها يالدب , أفففففففففففف , أكيد قعدتي تناكشينها , أنا ما أعرف ليه ما تطواطنين انتي واياها , دايم الدوم متضاربات , سيتيييييي ..
ودخلت المطبخ وهي حاطة يدينها على خصرها وقالت : ليش حاطة دوبك دوب الـعـ.....
وماتت الكلمات على شفايفها وهي تشوفه قدامها رافع الثوب ورابطه ومشمر أكمام الثوب ولاف الغترة ومثبتها في عقاله ..
حس حسان بالزمن يوقف للحظة وعيونه تتأملها , وجهها بزينته الخفيفه وحواجبها المعقودة بغضب , شعرها المتناثر بفوضى جميلة , تنورتها وبلوزتها اللي تعكس شخصيتها الهاااادية , ما حس باللي حوله إلا لمن بدأت ضربات قلبه تتسارع , قال بهمس : هلاااا والله ..
شهقت الهنوف ولا شعوريا تحركت بتخرج مسك يدها بيده اليسار على طول وقال : على ويـــــن ؟؟ جيتي والله جابك ..
لفت وجهها عنه وغطته بيدها الثانية وهي تحس ببروده ونفضة من كثر الخجل , لف حسان على الخدامات وقال : يلا أعطونا نفس لو سمحتم شاقين الحلق , زوج وزوجته اش دخلكم , يلا بسرعة ..
وكمل بلهجتهم : شبات , شبات ..
وخرج من جيبه 100 ريال وقال : روحوا تقاسموها بس شرط لا تخلون أحد يدخل , وشيلوا الصحون و ودوها عشان ما يزعجنا أحد ..
ما حسبوا الشغالات أخذوا المية ريال و الصحون وخرجوا وصكوا الباب وهم يتناقشون بحماس بلغتهم , قال بطفش وهي تحس نفسها بتموت من الفشلة : ما في مفتاح أففففففف ..
لف عليها وقال وهو يرص يدها : ثلاااااااااااااااااااث شهووووووووور وأربع أيااااااااااااااااااااااااااام , والله تعذيب , كيف حالك يالقاطعة ؟؟ ..
دنقت راسها بخجل من دون ما تنطق بحرف , قال وهو يضحك : حرام عليك لا أسمع صوتك في الجوال ولا هنا , ارفعي راسك على الأقل ..
رفعت راسها له بس عيونها كانت على الأرض , طاااالع فيها قال : ما يجي نشرد من دون محد يدري ونروح البحر ناخذ لنا لفة ونرجع ..
مسكت ضحكتها و هزت راسها بلا , قال : طيب ما يجي لفه هنا وسط البران حولين الإستراحة ..
هزت براسها لا مرة ثانية وهي تضحك غصب عنها , ساب يدها وصلح ثوبه ورجع أكمامه لوضعها ورتب غترته على شكل كوبرا و طااااااالع فيها و قال بهمس : طيب ما يجي أبوسك ..
طالعت فيه بصدمة وهي تقول باستنكار : حساااااااان ..
زفر وقال : يا روحه ..
حمممممر وجهها بزيادة وهي تحس قلبها شوية ويوقف من قوة ضرباته , همست : يمكن يجي أحد ..
كان فاهم قصدها لكنه حب يحوره فرفع حواجبه وقال بمزح : يعني ما عندك مانع إذا قفلت الباب ...
شهقت وقالت بانفعال : لااااااااااا , ماقصدت الـ ... , قصدي , قصدي ..
ضحك من قلبه وقال : عارف قصدك ..
غطت وجهها بيدينها من كثر الحرج , قال وهو يقاوم إنه يضمها : والله بتذبحيني بخجلك , شويه شويه على قلبي تراني بشر ..
ولم شاف إنها بتموت من الخجل قال بهدوء : الهنوف ..
بعدت يدينها عن وجهها وهي تبعد خصلات شعرها بأصابع مرتجفة , قال بصوت عميق : أنا عارف إنه خطوبتنا كانت طويلة وملكتنا شكلها بتطول كمان لكن ....
وقطع كلامه لمن رفعت راسها وطالعت لأول مرة في عيونه , ابتسم وكمل : انتي عارفه وضـ.....
همست تقاطعه وهي تفكر بأبوه المسجون من خمس سنين : أنا فاهمة كل شي ..
مد يدينه ومسك كفوفها اللي كانت بااااااااااارده وقال بامتنان وهو يرص عليها : شكرا ..
حست قلبها يخرج من مكانه بسبب نبرته الحزينة , همست بعفوية : على إيه ؟؟ هذا أقل شي ممكن أقدمه لك ..
رفع واحد من حواجبه وقال بضحكه : عيدي عيدي ما سمعت ..
سكتت وهي تبعد عنه , سألها وهو يحكم قبضته على يدينها : عندك صورة لك ؟؟
استغربت سؤاله وطالعت فيه بحيرة وهي تقول : نعم ..
ابتسم وقال وهو يتأملها بمحبة : بروح زيارة لأبوية يوم الخميس وودي يشوف جمال عروستي الحلوة ..
استحت من كلامه وقالت بصوت خافت : ما عندي بس ممكن أتصور بكرة إذا تبغى , انت عارف إنه كلمني من جوال عمة نورة مرتين وباركلي بـ..
اندق الباب وانفتح على طول ودخلت منه سارة بنت خوله وهي تقول : خالو حساااااااااااااااااان , جده حمده تقوووووووووول اطلع لا تجيك بالعصاية ..
ضحك وقال : قولييييلهااااااااااا طيييييييييييييييييييييب ..
ولمن شافها واقفة قال : يلا روحي ..
قالت بعناد : هي قاااااااااالت لا تتحركييييييييييييييين إلا لمن يرووووووووح , وهزأت العنوووووود ليش خلت الهنوف تدخل عليك ..
ضحك من قلبه وقال : الـــلــــه يسعدها وين ما راحت , قولي لعنود خالو حسان بيجيب لك هدية حللللللللللوة ...
قالت : لمن تروووووووح أقولها ..
لف على الهنوف وقال بطفش : يعني خلصت المقابلة , ثلاث شهور وأربع أيام وأقابلك بعدها 10 دقايق , حشى جوانتانامو ..
طالعت فيه بابتسامة خجولة وهي تحس بعطف داخلها عليه لكن الموضوع مو بيدها , قال بمرح لمن شاف نظرتها : إلا لقاء مسروق آخر بعد ثلاثة أشهر أخرى ..
لمن حست إنه خلاص بيروح غصب عنها تأملته وهي تهمس : في آمان الله ..
قال بهمس وهو يغمض عيونه : آخ لا تطالعين فيني كذا ترى أجلس و ما همني من صاحب أطلقها شارب ..
دنقت بخجل , فرفع يده وضرب خدها بخفة وسلم على يده وهو يطالع فيها , شهقت سارة وقالت : وااااااااااااااااااا , قلللللللللللللللللة أدب ..
كان ودها الأرض تنشق وتبلعها لمن سمعت كلام سارة , خرج من المطبخ وشد شعر سارة وهو يقول : زوجتي , حلالي ..
قالت سارة بعناد : لسه هذي الحركات بعد ما تتزوجون , والله لا أعلم عليكم ..
شهقت الهنوف وقالت باستنكار : سااااااااااااارة ..
طالعت فيها سارة وقالت : والله أعلم ..
وجريت , لحقتها الهنوف ومسكتها وقالت بتهديد وهي ترص يدها بكل قوتها : والله لو تكلمتي بحرف حأذذذذبحك ..
طالعت فيها سارة بخوف وقالت : يمه تخوفيييييييييين ..
زفرت الهنوف وراحت للغرفة اللي جنب المجلس لأنها مستحية تروح والكل جوة عارف إنها خارجة من عند حسان , سمعت جدتها تقول بصوت حزين : أنا ما أبغاهم يتعلقون ببعض , يصير شي لواحد فيهم قبل ما يتزوجون بعدين يتعبون , مو كافي ملكتهم أكيد زادت التراب ما أدري الطين موية ..
سمعت أصوات الحريم وهم يطيبون خاطرها ويفهمونا إنه كل شي بقضاء وقدر , قالت حمده بعصبية : كلللللللللللللللله من الهبيلة هذي هي اللي مسوية نفسها مرسول الحب ..
وسمعت صوت العنود تقول بجرأة : إذا على التعلق كل واحد فيهم متعلق في الثاني من زماااااااااااان , و ما فرقت قابلها ولا ما قابلها , الحزن بيكون واحد ..
و شوية خرجت من المجلس وهي لافه بوزها وتتمتم بغيض , أول ما شافت الهنوف قدامها انفرد البوز بابتسامة وهي تحط يدينها قدام وجهها متفادية الضرب وهي تقول : عارفة يبغالي ضرب ..
طااااااالعت فيها الهنوف ورفعت يدينها وضمتها وهي تهمس بخجل : شكرا ..
انصدمت العنود من ردة فعلها الغير متوقعة , ولمن حست بذراعين الهنوف تضمها أكثر ابتسمت وضمتها وهي تقول : لا شكر على واجب ..
كانت فرحانه من أعماقها إنها فرحت أختها اللي كانت بحاجة إنها تشوف حسان أكثر مما هو بحاجتها , كانت محتاجة تتطمن عليه وعلى نفسيته , هي تعرف الهنوف رغم صمتها وهدوءها إلى إنها تحمل قلب محب داااااااااااااااافي ...
***
عبد الكريم وعائلته استقبلهم عبد الرزاق وعبد الإله ولد صالح في المطار ومنه راحوا للإستراحة وأكثرهم حمااااااس كان سحر اللي حست الأرض مهي سايعتها من كثر الفرحة إنها بتقابل البنات و بتروح للإستراحة اللي من أول تحكيها العنود عنها , قالت بهمس لأمها وهي تطالع في عبد الرزاق اللي قاعد يرطن إنجليزي مع عدنان : أمي جوزي سلافة له ..
لفت عليها أمها وقالت : هااا , اش تقولين ؟؟
قالت بتريقة : صدقيني بيطلع ولدهم من بطن أمه وهو يقول , thank you doctor ..
ضحكت أمها وقالت : الله يقطع شرك , لو سمعتك بتذبحك ..
قالت وهي تطالع لأختها اللي جالسة عن جنب أمها اليمين وحايسه مع بسها وتكلمه بدلع وهي تتأسف منه إنها شحنته مع الشنط : والله مهي داريه عن هوى داري , حايسه في الخبيل اللي معاها ..
لفت عليها وقالت : how is الخبيل ؟؟ don’t said it مومو ..
قالت تقلد إنجليزيتها المايعة وهي ماطه شفايفها : sorry it is مومو ..
: مامييييييييييي ..
: اشششششش انتي واياها تفضحونا عند الولد ...
كانت هي وأمها و سلافة وخدامتهم اللي جالسة ورى آخر الجيب مع عدنان في سيارة عبد الرزاق , وأبوها وسامر وماهر في سيارة عبد الإله الصغيرة ..



*********************** ............................ يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2020, 12:56 PM   #24
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





أول ما وصلوا الإستراحة , ودخلت سحر قسم النساء صرخت العنود اللي كانت واقفة تستناها عند الباب بحماس وضمتها وهي تقول : ماني متخيلة , الجمعة ودعتك والاثنين استقبلتك ..
ضحكت سحر وقالت : شفتي جرجرتهم كلهم معايا ..
قالت أمها وهي تسلم على هدى : عبد الكريم الله يهديه من تقول سحر شي قال طيب , سبت الضعيفة سمر مع خلود اللي أصرت إني أروح مع أبوها ..
قالت العنود وهي تدق خصر حنان بسبابتها : خلود أصرت ولاااا انتي منتي قادرة تستغنين عن عموووووو ..
شهقت أمها وقالت بتحذير : بـنـت ..
و فرصعت الجوهرة عيونها فيها من ورى أمها , ضمتها حنان وقالت بضحكه : لا احد يهاوشها , خلوها ..
ولمن لفت عشان تسلم على بقية الحريم سحبتها الجوهرة من يدها وخرجتها من المجلس ولفت عليها و قالت من بين أسنانها : تراب في وجهك , اش اللي قاعدة تسوينه , أبغاك تتسنعين قدامها , حركاتك الطفولية الهبلة هذي مالها داعي , تصرفي بعقل ورزانه , عمرك 24 ولسه تتصرفين زي البنات المراهقات , بعدين ليش لامه شعرك ذيل حصان , فكيه ..
حست العنود بفوراااااااان في دمها من الكلام اللي قالته وهمست بعصبية : الجوهرة أحسن لك , تراني مبسووووطة فلا تنكدين علي ..
: شوفي الصوت العالي وضحكة المخابيل ما أبغى أشوفها سامعة , وحسك عينك تسوين حركاتك المعتادة , تقومين تعاندين البزران ولا تناكشين جدتي بكلامك اللي دايما , لا تقول عليك أم خالد كبيرة هبيلة ..
حست بدمها يفور لكنها مسكت نفسها وهي تقول بغيض : جوهرة رجاء , أنا زي ما أنا ما حأغير نفسي دحين سامعة ...
قالت وهي ترجع للمجلس : بتظلين بحركاتك هذي عانس طول عمرك ..
رفعت يدينها للسما وقالت بغيض : يااااااااااا صبر أيووووووووووب ..
وراحت للحمام وقفلت الباب بكل قوتها , كانت تحس نااااااااار تشتعل بداخلها , لمن هدت خرجت وهي راسمة الإبتسامة من الإذن للإذن , لقيت الحريم ( أمها و جدتها وحنان وعمتها نورة وحريم أعمامها ) جالسات على الكنب والبنات كللللللللهم مسوين دائرة كبيرة على الأرض , راحت وجلست جنب سحر اللي بعدت لها مكان و بدأوا يسألون عن الحال والأحوال ويتناقلون آخر الأخبار و ما سلموا الحريم اللي جووا الزواج من الأسئلة والتفحيص والتمحيص في فساتينهم و تساريحهم و مكياجهم خصوصا إنها أول جمعة لهم بعد الزواج ..
وبعدها تعاونوا على فرش سفرة الغدا للرجال وللحريم , وبعد الغدا صلوا العصر وجلسوا متفرقين جماعات , لفت سلافة على البندري وقالت وهي تمسد على شعر مومو : كيف حال الـ couple ؟؟...
قالت البندري بابتسامة وهي تمد إصبعها بتردد عشان تتلمس شعره : الثنائي كويسين أمس دقوا علينا الساعة 5 الفجر تقريبا ..
لفت العنود بوزها وقالت : وأنا كنت نايمة وقتها , يعني أستنى طووووول النهار اتصالهم وآخر شي يدقون بعد ما نمت على طول , ودي أدق عليهم بس أستحي ..
وغصب عنها تذكرت نومتها اللي كلها كوااااااابيس بسبب الجوهرة , طالعت في الجوهرة اللي قاعدة جنب حنان ~ عسى مهي قاعدة تمدح فيني وتعرضني زي البضاعة عند عمتي حنان , الله يفشلك يالجوهرة ~ , قام مومو وتمغط والبنات يصارخون متحمسين لشكله الحلو , قالت العنود وهي تطالع فيه من بعيد بتقزز : بعديه عني , ترى أنا ديني ودين البسوس ..
طالع فيها بعيونه الزجاجية الصفراء اللي يخترقها خط طولي أسود حولينه خطوط خضراء تخيلتها لهب , ابتسمت له وقالت : خلك بعيد تصير حبيب ترى لو قربت بأي شي جنبي بأكسر راسك أحسن لك إذا تحب الحياة ابعد ..
البنات كانوا يضحكون عليها وعلى مخاطبتها له , شويه اندفعت كرة جاسم الصغير ولد عمها جلال و جات قدامها تقريبا فانقض عليها مومو فجأة , صرخت العنود وأسماء اللي جنبها وشردوا وغطت سفانة وجهها بخوف , زفرت الهنوف براحة إن مومو نط على الجهة الثانية و مانط عليها لأنها كان ممكن لحظتها يغمى عليها من الخوف , قالت حنان : سلافة , شيلي بسك وحطيه في شنطة السفر ..
سحبت سلافة مومو وقالت : but هو يبغى يلعب , طفش من الشنطة ..
قالت أمها بحزم : شيليه ..
قامت و قام معاها البندري والخنساء وأسماء وسمية اللي تحمسوا للعب مع مومو وراحوا للمجلس الثاني ..
قالت سحر : شفتوا الهنا اللي أنا فيه كل يوم ..
قالت العنود وهي تجز على أسنانها بقشعريرة : والله ما أجلس في بيت فيه بسه , قلبي بيوقف قبل نهاية اليوم ..
وانتفض جسمها لكه لمن حست بشي مر من عند ظهرها وضحكوا لمن تنهدت براحة وهي تشوف ريناد تبتسم لها وقالت : إنذار خاطئ ..
قالت الهنوف اللي تعرف مدى علاقة عهود بالبندري باستغراب : عهود ما تبغين تروحين للبنات ..
قالت عهود بهدوء : ما أحب البسوس ..
اقترحت العنود بحماس : اش رايكم نلعب باسرة ؟؟..
عقدت سحر حواجبها وقالت : باسرة ؟؟..
ضحكت وقالت وهي تصفق بيدها تشرح نظري : كوتشينة , كوتشينه ..
فهمت سحر فقالت بحماس : يلا , أبغى ألعب كن كان* , من زمان مالعبتها ..
قالت ريم وهي تمثل الطفش : أصلا فيه غير الكن كان قرفتنا به العنود , كل ربوع وهي جايبه الباسرة كله حشمت الكن كان ..
قالت العنود وهي تقوم عشان تجيب الباسرة : شفتي إدمان الشباب على البالوت , أنا كن كان , دقايق وأجيبها , ريم روحي جيبي الشاهي والشيبسات عشان الكيف ...



***********************



كل الشباب غيروا ملابسهم بعد صلاة العصر ودخلوا المسبح الواسع وهم يستعرضون مهاراتهم في القفز إلا سامر اللي جلس مع أبوه وأحمد و أخوان أحمد , شويه كذا انقسموا قسمين عشان يلعبون كورة , وحاولوا ينادون سامر لكنه رفض , ناداه ماهر وهو يقول برجاء : سامر تحرك ..
ابتسم سامر وهو يطالع في حماسهم وقال : لا بأكتفي بالمشاهده ..
قال أبوه وهو يضربه على ظهره : تحرك يا عجوز ..
لف على أبوه وقال : مالي نفس ...
واستحى لمن شاف أبوه يمسح على لحيته يترجاه , قام على طول وسحب شنطته الرياضيه وقال : انت تامر أمر ..
بعد ما دخل للمبنى زفر عبد الكريم وقال : الله يصلحه يا رب , مو راضي يرجع زي أول ..
ابتسم أحمد وقال : أعطيه فرصة وتلقاه يرجع , هو ما شاء الله عليه تحسن كثيــــر عن أول ..
وقف سامر في الحمام ببنطلون السباحة وهو يطالع في صدره وظهره اللي معظمه ضربات غايرة زي اللي في وجهه , لبس بلوزة بلا أكمام عشان يغطيها وطالع في الآثار اللي ما تغطت في ذراعينه , زفر بقوة وحط ملابسه جوة الشنطة وهو يفكر بغيض ~ لو بأحاول أخفيها بأضطر ألبس أكمام طويلة وقفازات وقناع كمان ~ صك الشنطة وشالها وخرج , وهو ماشي في السيب بيخرج للمسبح قابله علي ولد جلال وهو رايح للحمام , وقف وشهق وهو يقول : هذي آثار المخدرات ..
انصعق سامر من كلمته ~ أكيد سمعها من أحد , مين كان يتكلم عني ؟؟ أبوه و أمه , ولا أحد ثاني ~ تماسك قدامه وهو يقول ببرود : مالك دخل , انقلع من قدامي ..
شرد علي من قدامه وراح الحمام , حس سامر بأنفاسه تضيق كإنه صخرة وطاحت فوق صدره , سمع صوت عبد الرزاق وهو جاي من جهة المسبح , لف يمين ويسار وراح آخر السيب لقي باب غرفة شبه مظلمة مردود , دخل وصك الباب واستند عليه وهو يسحب نفس عميق ..
رفعت العنود راسها عن الكرتون اللي تدور فيه عن الكوتشينة لمن سمعت صوت قفل الباب والظلام اللي زاد شوية في الغرفة وفزت واقفة لمن شافت الشخص الواقف قربها ..
انصعق سامر وهو يشوف البنت اللي ظهرت من العدم قدامه , أخذوا قرابة الدقيقة وكل واحد فيهم يطالع في الثاني , الغرفة كانت مظلمة إلا من ضوء الشمس المتسلل من الطاقة الصغيرة في أعلى جدر المخزن , الضوء نفسه كان يوضح له نص هيئة الشخص وبتفاصيل غير واضحة تماما , استوعبت العنود اللي حست بخوااااء في أفكارها من شدة الرعب الموقف اللي هي فيه لمن حست نبضات قلبها تتسارع بشكل مخيف وصرخت بطول صوتها صرخة ما تجاوزت شفايفها لأنه لحظة شاف سامر اللي اعتادت عينه ضوء الغرفة الخفيف اتساع عيونها خمن إنها بتصرخ , رمى شنطته و اندفع وصك فمها وهو يهمس : ششششششش والله ما بسوي شي , لو صرختي دحين بتصير فضيحة ..
تراجعت من قوة مسكته لورى وضرب ظهرها في الرفوف المعدنية المليانة كراتين وأشياء , واخترق سكون المكان اللي ساد بعد كلماته صوت اهتزاز الرفوف القديمة مختلط باحتكاك الأشياء جوة الكراتين ..
صوته العميق , يده الباااارده , قربه الفضيع خاصة وجهه الأسمر المقابل لوجهها بندبتة المفزعة كل هذا خلاها تغمض عيونها بقوووة وهي تصرخ بداخلها ~ رجاااااااااااااااااااااااااااال قدامي ويده على فمي , قلبييييييييييييييي , بطنيييييييي ~ سحب يده بسرعة وأعطاها ظهره وهو يهمس : السموحة , والله ما ...
سكت لمن سمع عبد الرزاق ينادي قرب الباب : سااااااااامر where are you maaaaaan ؟؟
حست قلبها شوية ويخرج من صدرها ~ هذا سامر , يا ويلييييييي عبد الرزاق جا ~ غطت فمها بيدينها عشان ما تصرخ و حست رجولها ذاااااااايبة ما تقدر تشيلها فجلست على الأرض وهي تتخيل لو دخل أخوها وشافها مع سامر في هالغرفة شبه المظلمة , مو مستبعد يشكون فيها , تقدم سامر بشويش وسند كتفه على الباب وهو متكي وحاط كل ثقله عليه قبل ثانية من تحرك أكرة الباب , وصلهم صوت عبد الرزاق وهو يقول بغيض : damn ..
ويصرخ بعدها : ميييييين قفل باب المخزن ؟؟
كان صوته يبتعد شويه شويه , خمس دقايق مرت ولا واحد فيهم تحرك من مكانه , غطت وجهها لمن حست بدمها اللي شرد يرجع ينبض في أطراف أصابيعها وغصب عنها بكت بصمت , خرج سامر من صمته لمن سمع بكاها المكتوم و قال من دون ما يلف : السموحه , والله ما كنت أدري إنه في أحد هنا لمن دخلت ..
مسحت دموعها و بلا تفكير مسكت أول شي جنبها وكان الدب البلاستيكي حق ريناد اللي وسطه صفيرة ورمته عليه وهي تقول بصوت مخنوق : طيب انقلع عن وجهي ..
لمن ضرب في ظهره وطلع صوت تصفير انتبهت لحركتها الهبلة , شهقت وقالت : آآآآآآآآسفة ما قصدي ..
مسك ضحكه وشال شنطته وفتح الباب وخرج وهو يعتذر منها مرة ثانية من دون ما يحاول يلتفت , حطت يدها موضع قلبها وزفرت بخوف ..
خرج للمسبح , قال أبوه : انت هنا , وينك تأخرت ؟؟
ابتسم بهدوء وقال : كنت في الحمام , فاتني اللعب ؟؟..
قال عبد الإله : لا فاتك ولا شي , يلا تعال ..
لمن حط شنطته على الأرض طالع في يده , غصب عنه تذكرها , عيونها الكحيلة المتسعة بخوف , أنفها الصغير , بشرتها الناعمة وأنفاسها المضطربة الدافية وهي تضرب بشرة يده , عصر يده بقوة وراح للخشبة وصرخ : أفسحوا الطريق ..
ورمى نفسه بلا تردد في الموية الباردة وهو يتمنى لو برودتها تهدي دمه الفاير ونبضات قلبه السريعة ..
~ سامر , سامر , سامر , سامر , سامر ~ صرخت بقهر : خلااااااااااااص ..
وانتبهت إن كل اللي في المجلس قاعدين يطالعون فيها , قالت الهنوف : سلاااااامااااات ست عنيدي ..
وقالت سحر باستنكار : اش فييييييييييه بتبطلين ؟؟
انتبهت إنها ماسكة أوارق الكوتشينة في يدها وإنه جا دورها وهي مهي حاسة , قالت وهي تسحب ورقة : لا من قال , غالبتكم غالبتكم , إلعبوا بس يامبتدئين ..
همست ريم للهنوف : أختك اش فيها من رجعت من المخزن وهي متغيرة ..
دنقت عليها الهنوف وهي ترمي ورقة في الميدان وهمست : ما أدري , يا غير مسرحة ..
: يكون جني دخل فيها ..
صرخت الهنوف باستنكار : ريــــــــــم ..
قالت سفانة بطفش : بنات يا تركزون على اللعب يا نبطل ..
دخلت سمية المجلس وجات للبنات وهمست عشان مايسمعونها الحريم : أسماء قاعدة تصور الأولاد وهم يتسابقون , تعالوا شوفوا ..
نطوا البنات كلهم والحريم يسألون اش فيه , تجمعوا عند طاقة المطبخ اللي تطل على جهة المسبح , كانت سمية فاتحة شوية من الطاقة اللي زجاجها عاكس عشان تقدر تصور بكاميرا الفيديو , أول ما لمحت العنود سامر وهو جالس في طرف المسبح من دون ما يشارك , حست قلبها يغوووووووووص بداخلها , تراجعت على ورى وسابتهم يتفرجون , قالت سحر بحماس : وااااااااااي عدنان اللي فاز ..
قالت ريم باعتراض : تعادل مع عبد الإله ..
قالت الهنوف باندفاع : و حسااان كمان تعادل ..
وحمممممر وجهها لمن طالعوا فيها بتريقة , أشرت لهم أسماء إنه أصواتهم حتطلع في الكاميرا فالتزموا الصمت وهم يتابعون المسابقات اللي يحددها عبد الرزاق , لفت الهنوف و انتبهت لانعزال العنود اللي فتحت الثلاجة تدور عن أي شي تاكله ولمن ما لقيت سحبت قارورة العصير وصبت لها في كاسة , همست سفانة : ريمو , ويني ما أشوف عبد الرحمن ؟؟
قالت ريم : ما دريتي !! سافر مع أصحابه تونس ..
: مـــــتــــــى ؟؟
: ما أدري أبوية قال لنا فجأة إنه سافر , رغم إني مستغربة لأنه كان متضارب مع واحد منهم ..
التفتوا كلهم وقالت العنود بصدمة : متضارب ؟؟..
قالت ريم بهمس : اششششششششششش , أبوية محرم عليه أتكلم , لا تسمع جدة حمدة تراه داس عليها , إتضارب مع واحد عشان فلوس على ما أظن ..
وقالت بعدها بحماس : اسمنه شوه دحموني تشوييييييييه ..
رفعت الخنساء حواجبها وقالت : أشوفك متحمسة ست ريم !! ما كإن اللي تتكلمين عنه أخوك ..
ضحكت ريم وقالت : متعودة عليه , كل يومين مضروب , الله يعين البندري عليه ..
سألت سمية اللي مهي مهتمة بهرجتهم وهي تأشر : مين سامر ومين ماهر ؟؟
حكت سحر جبهتها وقالت بحيرة : سامر اللي قاعد هناك عند طرف المسبح , بسسسس ليه سرحان و يتأمل يده !!..
الكلمة المفاجأة خلت العنود اللي قاعدة تشرب العصير تنشرق وهي تبعد الكاسة عنها , اندفع العصير من فمها وخشمها من قوة الشرقة و طاحت الكاسة من يدها وهي تكحكح , التفتوا البنات لها بسرعة وهم يصرخون فجعة من قوة شرقتها , جريت ريم تصب موية وقامت الهنوف تدق ظهرها وهي تقول بخوف : عنود اش فيك ؟؟
قالت سحر : تنفسي من خشمك لا تتنفسين من فمك سامعة ..
كانت مهي قادرة توقف كحتها لأنه أنفاسها غصب تدخل من فمها وطعم العصير وريحته في خشمها , تسبب لها تآكل فيه وفي حلقها , حست بالحريم يتجمعون حولينها والبنات يهدونهم وهم يقولون إنها مجرد شرقة وبعد محاولات مضنية قدرت تتنفس من خشمها وهي تمسح خشمها و دموعها اللي نزلت من قوة الشرقة , جلست الهنوف بخلعة على الكرسي وريم تهفهف على العنود وسحر تقول : إيييييوه كذا , لا تتنفسين من فمك مرة عشان ما ترجع الكحة ..
قالت أمها وهي تمسح على شعرها : يا حبيبتي انتي , كيفك دحين ؟؟
هزت راسها إنها طيبة وهي تحس نفسها أسخف بنت في العالم , الكل جا يتحمد لها بالسلامة و البنات يعلقون عليها تعليقات مزعجة ما حسبت إنها تنتهي بمجرد ما قالوا الرجال إن المسبح جاهز لهم , بعكس الرجال اللي كان مسبحهم فاضي من أي عائق , المسبح لمن دخلوا له البنات كان كلللللللله أطواق بلاستيكية , الكل كان معاه باستثناء العنود و ريم و سلافة , حاولت العنود تتناسى الموقف الغرييييييييب اللي صار لها وهي تحاول تستمتع باللعب مع البنات ..



***********************



بعد العشاء المكون من مشاوي متنوعة , كل راح لبيته ماعدا عائلة أحمد وعبد الكريم اللي قرروا ينامون في الاستراحة ...
وقف سامر بصمت عند باب المجلس يطالع فيها وهي ترتب الفرش لهم , وبعد فترة دق الباب المفتوح بشويش وهو يقول : سحر ..
قالت وهي ترتب الفراش : يا نعم , دقايق وتكون الغرفة جاهزة لكم يا أفندية , خمس فرش ..
تردد طويل وهو يتأكد إنه محد موجود غيرهم بعدين سأل كإنه يفتح موضوع عادي وهو يجلس على واحد من الفرش : مين كان معاكم من الحريم ؟؟ كانوا كثير ؟؟..
قالت وهي مهي معطية له كامل انتباهها : أووووهووووو ماشاء الله زححححححححمة , مرة عمي أحمد وبناتها وأمه وأخته وحريم أخوانه وبناتهم كلللللللهم , محد نقص ما شاء الله ..
وسألت بلا اهتمام : ليه تسأل ؟؟..
طالع في الباب المفتوح ورجع طالع فيها وقال وهو مهو عارف كيف يصوغ سؤاله : كان ... فيه وحده ... لابسه تنورة جينز وبلوزة أظنها وردي ..
سابت اللحاف اللي في يدها ولفت عليه بكامل جسدها وطاااااااااااالعت فيه بتركيز وهي تسأل باهتمام : ليش تسأل ؟؟
قام من مكانه لمن شاف نظراتها وقال : ولا شي ..
وقبل ما يخرج مسكته ورجعته للمجلس وصكت الباب وقالت بحزم : من جد ليش تسأل ؟؟
قال بتريقة : حسستيني كإني متهم محبوس ..
قالت بحزم : سامر ..
حك حاجبه اليمين بتوتر وقال : ولا شي ..
طالعت فيه بنص عين وقالت متسائلة : شعرها طويل لامته ذيل حصان ..
لمن شافت لمعة الاهتمام في عينه ضحكت من قلبها وقالت : هذي يا حضرة الأستاذ , عنيدي اللي أمي تحاول فيك تخطبها و انت منته راضي ...
غصب عنه هتف : هذي هي العنووود اللي رجيتوا أهلي بها ؟؟
ابتسمت وقالت بهمس : هي بعينها , عجبتك ؟؟ فين شفتها ؟؟
صرخ بداخله وهو يحس براحة غريبة ~ مهي متزوجة , مهي متزوجة , الحمد لله ~ قام من مكانه وقال ببرود : خلص وقتك ..
شهقت وقالت باعتراض : سامر ..
بعدها عن الباب وفتحه وخرج , قالت من وراه : أورييييييييك يالدببببببببب ..
وزمت شفايفها بقهر وعقلها يدووووور بجنون ورجعت لشغلها لمن تعبت من التفكير اللي مو موديها لمكان وهي تتحلف إنها تسحب الكلام منه سحب بكرة ..
صك باب الحمام وعقله غصب عنه يسترجع صورتها , كل شي فيها , مو معقوله تثبت صورتها في عقله من مرة وحده , رفع راسه وانتبه لإنعكاس صورته في المراية .... الندبة ..... ~ أنا مدمن , كنت مدمن , أكيد تعرف هي بهالشي , ممكن إنها ........... مستحيل تقبل بواحد زيك ~ فتح الصنبور وملى كفوفه موية وغسل بها وجهه وهو يصرخ بداخل تأكيد ~ انــــــســــــى , مستحيـــــــل تقبل بواحد زيك ~ وطالع في نفسه مرة ثانية , كانت قطرات الموية تنساب على وجهه وتنزل بميلان من عند الندبة , هتف بداخله بغيض ~ مشوه مدمن ~ ...



*************************




اليوم فقط التقته عيناي ..
كفه الباردة لامست قلبي قبل شفاهي ..
أي ألم ذلك الذي صرخت به عيناه ..
أي جرح نازف لم تنبس به شفتاه ..
ماذا حدث يا سيدي ؟؟
لم كنت ذابل الوجه , خائر القوى ؟؟
لم ألم قلبك كان مرسوما داخل عينيك ؟؟
يشكو هما ..
يخفي دمعا ..
أكل هذا لأنك كنت في عهد بعيد ... مدمن ..
أم أن هنالك ما استجد جديد ..
أتوسلك أن تنهض ..
قف ..
لا تنظر للوراء ..
لكل جواد كبوة ..
لكل بشر خطيئة ..
الأهم من ذلك كله ..
أن تخرج منها بعبرة ..
وقلب أقوى ..
أتوسلك أن لا تقيد نفسك تحت ظلال الماضي ..
تفيء ظلال المستقبل وتطلع إلى ظل جديد ..
أتوسلك يا سيدي ..
.
.
.
في الاستراحة (( المخزن )) .......... 9 / 6 / 1427 هـ ..

صكت العنود دفتر مذكراتها الخاص و حطته فوق الطاوله و تمغطت وهي تصرخ , ضربت خداديه في راسها وقطعت عليها تمغطها والهنوف تقول : كم مرة قلتلك لا تطلعين هالصووووووووت المزعج ؟؟..
طنشتها وهي تطالع في صفحة الموية قدامها ..
: أنا جييييييييييييييييييت ..
التفتوا لسحر اللي جلست على الدكه جنب الهنوف وهي تكمل : فرشت الفرش لكن ما شكلهم بينامون قاعدين يلعبون كرة سلة ..
ابتسمت العنود وهي ساندة رجولها على الطاوله ومرجعه كرسيها على ورى وقالت : خليهم ينامون ونروح إحنا نستلم الملعب ..
قالت الهنوف باستغراب : ما شاء الله عليك انتي ما تعبتي من كثر الحركة اليوم , ظهري وجسمي مكسسسر من السباحة ..
قالت بخوف : قولي ما شاء الله ..
ضحكت سحر والهنوف تقول : يمه منك صويحية , قلت من قبل ما تقولين , خايفة على نفسها ..
قامت العنود وقالت : معليش , ما يحسد الماااال إلا أصحابه , والعين ما تجي من حاقد بس , ممكن من واحد يحبك ويموت فيك , بروح أغير ملابسي ..
طااااالعت سحر في العنود وتأملتها إلين راحت وعقلها يدووووور بدون توقف , قامت الهنوف وقالت : بروح أنا كمان ألبس بجامة ..
ابتسمت سحر اللي غيرت ملابسها بعد ما رتبت فرش أخوانها وعبد الرزاق وعبد الإله وقالت : يا غيارات ..
ورجعت طالعت في المسبح , هب نسيم خفيف قشعر بدنها لأنها كانت غارقة في سكون ما يخترقه إلا صوت ضربات الكورة على الأرض من بعيد مختلطه بصيحات الشباب الحماسية ومناداتهم لبعض , قامت من الكنب ونزلت الدكة ومشيت للمسبح وهي مستغربة الدفتر الصغير المجلد بفرو وردي وفوقه قلم نفس الشكل , ابتسمت وهي تجلس وتفتحه , كانت صفحاته مليانه خواطر بسيطه و أشعار وكلمات لأغاني و رسمات كاريكاتورية مضحكه وكلها مرفقه بها تواريخ , كانت تتصفحها بلا تركيز وشي دفعها لفتح آخر صفحة , انصدمت لمن قرت عنوان الصفحة : مدمن وقلب خائف ..
جرت عيونها بسرعة تقرأ الكلمات اللي حستها تذوب قلبها صكت الدفتر ورجعته مكانه ورجعت لمكانها و هي تصرخ بداخلها ~ متى هذا كله وكيف صار ؟؟ يكون تقابلوا فجأة ولا كيف ؟؟ مستحيل يكون هذا الكلام من مقابلة عابرة , يااااااه يالعنود كيف قدرتي تكتبين هالكلام اللي يوصف تماما حالة سامر ؟؟ كيف قريتي الألم في عيونه ؟؟ سامر اللي طووووول عمره بارع في إخفاء مشاعره , كيف فهمتيها بهالسرعة ؟؟ يكون بينهم ........ سحر , انتي أكثر وحده عارفته وعارفتها , من وين بيعرفون بعض , ياربييييييييييي اش أسوي ~ ..
: بووووووووو ....
صرخت سحر صرخة هزت المكان , صكت العنود فمها وهي تقول : بس يالخبلة بتصحين النايمين , هذا أنا ..
لفت عليها وضربتها وهي تقول : يا حمااااااااااره ..
جات الهنوف وسلافة والبندري وهم يسألون بخوف : اش فيه ؟؟
: اش صااااااار ؟؟
: صار شي ؟؟
ضحكت العنود من قلبها وهي تأشر على سحر وهي مهي قادرة تشرح اش صار من كثر الضحك , ضربتها سحر مرة ثانية وقالت : مالت عليها فجعتني ..
قالت سلافه بتريقة : all this عشان انفجعتي ..
ورجعت جوة هي والبندري عشان يكملون المسلسل اللي أعطتهم إياه ريم على
DVD على محمول سلافة , ودخلت معاهم الهنوف بعد ما هزأت العنود على حركاتها السخيفة وهي تحذرها إنه في النهاية بتسبب مصيبة في يوم بحركتها هذه , سادت لحظة صمت بعد اللي صار , كانت العنود متكية على المسندة وهي تطالع السما بابتسامة وسحر تتأملها بصمت قطعته وهي تهمس بهدوء : قابلتي سامر اليوم ؟؟
السؤال رغم هدوءه وبساطته كان مفاجئ للعنود اللي تغيرت ملامح وجهها المبتسمة وتحولت لذهول وهي تلتفت لها , قالت سحر وهي تفرك يدينها وهي حاسة بالذنب : قريت دفترك ..
شهقت العنود بصدمة وكملت سحر وهي مغمضة عيونها ورافعة أكتافها مستعدة للضربة : والله ما كنت عارفة إنه سري إلا لمن قريت ..... آخر ...... صفحة ..
ضربتها العنود بكل قوتها على كتفها وهي تقول بعصبية خجولة : حماره ..
فتحت عيونها وقالت : والله ما كنت دارية , كان محطوط على الطاولة ..
وغمضت عيونها لمن رفعت يدها و ضربتها مرة ثانية وقرصتها وبعدين راحت وسحبت الدفتر ودخلته تحت بلوزة بجامتها ورصته بحبل البنطلون وعدلت وضع بلوزتها وجلست بصمت جنب سحر , ساد الصمت لثواني بسيطة قبل ما تقول سحر من دون ما تطالع في العنود : تراه سألني مين لابسة بلوزة وردي و تنورة جنز ..
لفت عليها العنود وقالت بصدمة : وعساك قلتيله العنود ؟؟
عضت سحر شفتها وهي مغمضة عيونها مستعدة للضربة الثانية , صرخت العنود : ســـــحــــــر , ما من حقك ياكللللللللللبه ..
ونطت عليها تعض كتفها وسحر تضحك من قلبها وهي تصرخ : ما أحب العض , يسبب لي ضحك , عنود يا دب , عنوووووووووووود ..
بعدت عنها العنود وقالت : والله إنككككككككككك ........
و سكتت لمن ما لقيت سبة تشرح قهرها منها , قالت سحر وهي تحك مكان العضة : هو سأل وأنا جاوبت , بالله اش صار بينكم ؟؟
قامت من مكانها وقالت بابتسامة غيض : ما حأقلك , موتي حرة ..
ودخلت و سحر وراها تترجاها تقولها اش صار ...




*****************************



غطى وجهه بيدينه وهو يقول : يااااااااااااااااااااااا الله ..
رفع ماهر راسه عن مخدته وطالع في توأمه وسأل بصوت نايم متوتر : سامر اش فيك ؟؟
بعد سامر يدينه وطااااااااالع في ماهر وابتسم وقال : ولا شي , كنت أفكر و ما توقعت إنه صوتي عالي ..
: ممممم في إيه ؟؟
تأمل ماهر المهتم بموضوعه رغم كل نعاسه اللي باين في عيونه و ابتسم وهمس يطمنه : حاجة سخيفة ..
حك ماهر شعره وقال بطفش : إذا كان سخيف احتفظ فيه لنفسك و فكني ..
ولف وجهه على الجهة الثانية وكمل نومه , طاااااالع في سقف الغرفة وصرخ بداخله ~ حرااااااااااام عليك تحرميني النوم بهالشكل , مو معقول هذا كله من مجرد مقابلة بسيطة ~ ولمن شاف نفسه إنه قاعد يسترجع عيونها وخصلات شعرها الطايحة على وجهها قام من فراشه وراح للحمام وغسل وجهه بالموية الباردة ...
: حرام عليك جلدك يا ولد الناس ..
التفت لعبد الإله اللي جلس مع الشباب وما راح مع أهله , كان متلحف بفراش صوف , ابتسم سامر وهو يقول : ليه ؟؟
ضم عبد الإله اللحاف وقال : بررررررررد , ارحم بشرتك الضعيفة , أنا شفتك انكمش جلدي كيف جلدك ..
ضحك سامر وقال : والله شكلك زي العجايز وانت تدور بهالصوف ..
سأله عبد الإله باهتمام : فيك نوم ؟؟
زفر سامر وقال : لا , ليه ؟؟
أشر له على الباب اللي يودي للحوش وقال : يلا واحد لواحد كرة سلة ..
هز راسه موافق وهو إنه في شي بيشغل تفكيره غير العنود ...



*********************


يوم الثلاثاء 7 / 6 / 1427 هـ
الساعة 11 الضحى في فندق شانجيريلا في كوالالمبور :


جلس على الكنبه وهو يطاااااااااالع بصدمة للفاتورة اللي قدامه , التفت لأزهار الجالسة في الكنبه المفرده و اللي ابتسمت ابتسامة واسعة , قال بعصبية : قاعدة في دعاية معجون أسنان ست أزهار ..
ذابت ابتسامتها ورصت شفايفها بخجل وهي تندق راسها , هز الفاتورة وقال : 500 رنجت ثمن مكالمات ..
كانت عارفه إنها تستحق التوبيخ لكن له ساعة يردد 500 , 500 , فرصت يدينها وقالت بهمس : أنا ما كنت أدري إن الدقيقة بـ 12 ريال في الفندق , وكان لازم أتصل على عمور و مـ...ـشاعل ..
زفر وقال وهو يرمي الفاتورة على الطاولة : وليه ما قلتيلي أعطيك الجوال حقي , أنا مشتري شريحة ماليزية ليه ؟؟
دنقت راسها أكثر وهمست : استحيت ..
قال بتريقة : استحيت مني وما استحيتي تدفعيني هذا كله على كم دقيقة مكالمات ..
شهقت بداخلها وهي تقول بخوف ~ هذا وهو ما درى عن فاتورة المطعم لسه , ياويلييييييييييي , بنت أزهار , الهجوم خير وسيلة للدفاع ~ رفعت راسها وقالت وهي تمط شفايفها بضيق وتحط رجل على رجل : مفروض تقول ما يغلى عليك مو تهزئني على 500 ريال ..
وكملت بداخلها بغيض ~ أنا أدفعها إن كنت عايز يالدبببببببببب ~ , طاااااالع فيها و صرخ بداخله ~ بتذبحنييييييييييييي , ثقتها بتجلطني , شايفتني مااااااااااايت عليها الست هانم قاعدة تتدلع ~ قام من مكانه وقال : لا والله ؟؟ ما يغلى عليك , 500 ريال فاهمة يعني إيه 500 ..
قالت بابتسامة وهي تهز راسها إنها فاهمة : فاهمة , الورقه الزرقاء اللي مرسوم عليها الملك عبد العزيز الله يرحمه ..
طااااااااالع فيها باستنكار وصرخ : تنكتيييييييييييييين ..
ضحكت من قلبها على رد فعله وقامت وهي تحاول تسيطر على ضحكها وقالت : والله , كنت أبغى أخرجك من زعلك , ما قصدت شي ..
رماها بنظرة معصصصصصصصبة ودخل غرفة النوم وطبق الباب بكل قوته , قالت بصوت عالي وهي مقهورة من استكثاره للـ500 عليها : ترى لو صار للباب شي بيضيفونه وبتصير الخمسمية خمسميتين يااااا ..
وهمست بغيض : يالبخيل ..
هي صح شافتها كثيرة و انصعقت بالمبلغ لكن مفروض ما يهاوشها كذا وهم عرسان , قاهرها لأنه ما يعاملها كعروس جالس يتعامل معاها كإنها زوجته من أيام الجاهلية , انفتح الباب بسرعة رهيبة وطل من عتبته جاسم بطوله الفارع ووجهه المعصب بلعت ريقها وابتسمت ابتسامة مترددة وهي تقول بهمس : أمزح ...
قال بغيض : أمزح هاااااااااا , ضاربك ضاربك يا بنت اللللـ..
ولمن منع نفسه غصب من سبها جا لها بسرعة صرخت برعب وهي مهي عارفة تشرد منه فين : والله أممممززززح , يا مااااااامااااااا ..
مسك ضحكه على خوفها الحقيقي منه ولحقها بسرعة خاطفة و شد شعرها بقوة صرخت من قوة شدته وهي تمسك شعرها وقالت بوجع : و الله يعور ..
قال ببرود مصطنع : أنا أبغاه يعور , تتكلمين مرة ثانية من ورايا وبعد كلمتي يا ويلك , سامعه ..
طالعت فيه بعيون واااااسعة متوسلة , قال بحزم وهو يهز يده القابضة على شعرها : سامعه ؟؟..
تحولت نظراتها لعناااااد , فرصع عيونه فهمست وهي تبعد نظراتها عنه : سامعه ..
ساب شعرها ولف راجع للغرفة وهو كاتم ضحكه بالقوة , حكت شعرها وهي تصرخ بداخلها ~ دفش , متوحش , عديم الإنسانية ~ وسوت حركة مقهورة بوجهها وهي تمد لسانها بغيض , ولمن صك الباب قالت بقهر : مااااااالت عليه , أحد يشد شعر عروسته , الدبببب المتخلف ..
لمن انفتح الباب انخطف وجهها وهي تتخيل إنه سمعها , قال : جهزي الأشياء عشان شوية نروح للمطار عـ ......... اش به وجهك ؟؟
قالت بتلعثم وهي تحمد ربها مليون مرة إنه ما سمعها : هااااا ..... ولا شي ..
رماها بنظرة متفحصة فابتسمت له الابتسامة الكرتونية الوااااااسعة اللي تغييييييييييضه , صرخ بداخله ~ توني شاد شعرها وتبتسم , تبتسـم , تبتــسم , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بتقتلني هالبنت ببرودها ~ قال بعصبية مالها داعي : تحركي جهزي الأشياء ولا تبتسمين كذا مرة ثانية ..
سبلت عيونها بعفوية وابتسمت بإغراء وهي تهمس بدلع : تبغاني ابتسم كذا ..
صرخ بغيض وهو يقبض يدينه : أزهاااااااااااااااااااااااااار ...
تحركت وهي مكشرة وتمتمت لنفسها بقهر : والله ما عرفناله ساعة كذا ساعة كذا , من جد مزاجي ..
سأل بصوت عالي : اش قاعدة تقولين ؟؟
منعت ابتسامتها الواسعة غصب وهي تلتفت له وهي تقول بهدوء : ولا شي ..
نص ساعة وراحوا لمطار كوالالمبور وسط صمت خاااااااانق تبع فاتورة المطعم عشان يسافرون بالطيارة لبينانغ , طاااااااالعت بذهول لشكل المطار اللي توها انتبهت لهندسته المعمارية الغاااااااية في الروعة قالت باستغراب : أنا وين كانت عيوني أول , واااااااااو ماشاء الله ..
ومن وسط التأمل لصقت عيونها على وحده شقراء لابسة شورت وبدي قصير واقفة قدام واحد أشقر لابس برمودا وبلوزة علاقي وشايل شنطة محمول على ظهره زي شنط المدارس ولابس جزمة رياضية بشراب قصير , استغفرت وهي تقول بينها وبين نفسها : نااااااااااس فايقــــة , هذا وهم عجايز مسوين كذا , الحمد لله على نعمة الإسلام ..
ولفت على جاسم وقالت : جا..........
~ لاااااااااااااااااااااااااا ~ دوت هالصرخة بداخلها وهي تلتفت يمين ويسار وقالت بصدمة لمن لقيت نفسها لوحدها : مرة ثانية , وفي هالوقــت ..




***********************



جدة الساعة 7 الصباح :
في استراحة أحمد في جدة :

: بتسبب لي تصلب في الشرايين , سكته قلبية , ذبحة صدرية , جلطة , سرطان , اختار المرض اللي يعجبك ..
قهقه عدنان من قلبه وهو يسمع صوت جاسم اللي باين إنه شويه وينفجر من الغيض , صرخ فيه جاسم : لا تضحك يعلك تضحك بلا سنون ..
بالقوة سيطر على ضحكه وهو يقول : تدعي عليه ليه ؟؟ بنت الناس رافعة الأمبير عندك تقوم تدعي علي ..
وصله صوت جاسم المقهور وهو يقول : تخيل ضاعت في المطار للمرة الثانية للمرة الثااااااااااانية , ماني لاقيها بنت الكلللللللللب ..
: جاسم لا تسب أبوها ما تجوز على الميت إلا الرحمة , ياخي اصبر عليها , يعني هي بالعاني تضييع , اللي يسمعك ويسمع صوتك يقول قاعد يتكلم عن صاحبه اللي كارهه في العمل مو عروسته , اعتبرها حاجة حلوة صارت و بتضحكون عليه ..
: عدنان واللي يرحم أهلك ..
: خلاص بأسكت أصلا الحق علي اللي متصل عليك دحين , لو دريت إنك مضيع حرمتك ما اتصلت ..
زفر جاسم وسأله عن الاستراحة وعن الشباب وقبل ما تنتهي المكالمة نصحه عدنان كم نصيحة , ضحك جاسم لأول مرة في المكالمة وقال بتريقة : اللي يشوفك وانت تنصح يقول خبيييييييييير زمانه ..
ابتسم عدنان وقال : لا تتمسخر , إن شاء الله لاحقك , يلا ضف وجهك وروح لمرتك الضايعة , يا بروووووووووووودك قاعد تتكلم وتسأل و بنت الناس ضايعة ..
: ما عليك منها هذي تخوف قبيلة أسود مو أسد واحد , ضف وجهك وانقلع انت الثاني , وسلم على حسونه ..
صك عدنان جواله وزفر وهو يقول : الله يوفقكم ..
وطالع في الثلاجة المفتوحة قدامه وسحب العيش من الثلاجة , من صحي لصلاة الفجر وهو جيعان , دق كذا مرة على جوال سحر ما ردت عليه , ولمن قوم عبد الرزاق قاله يروح المطبخ , حتى حسان اللي جا قبل شوي رفض يجي معاه , خرج الجبنة السائلة وفتح الدرج يدور على ملعقة , سمع أصوات أنثوية جاية , حمحم على طول وقال بصوت جهوري : يا ولد ..
وقفت ريم و سفانة عن الحركة عند باب المطبخ وطلت ريم بشويش وهمست : هذا حسان أشوه اللي ما دخلت كان ذبحتني الهنوف ..
ضحكت سفانة وقالت وهي تدخل : شكله عنده أمل يقابل الهنوف , أشوفه يوم قلتله ودينا الإستراحة بعد الصلاة قال طيب بلا مناقشة , أنا أوريه ..
انتبه عدنان إنه في شخص دخل لكنه ما التفت , شويه حس بضربة قوية على ظهره وصوت ناعم يقول : الهنوف نايمة يعني اقطع الأمل يا روميو ..
غمض عدنان عيونه وهو مهو عارف اش القدر هذا اللي يخلي الكل يحسبه أحد ثاني , ما عرف اش يقول رص على الملعقة بيد وباليد الثانية رص طرف قاعدة الطاولة الرخامية , مسكت ذراعه ولفته وهي تقول : حسـا......
غصب عنه فتح عيونه لثانية وبعدها انطلقت صرخة مزقت سكون الاستراحة , لف وجهه عنها وقال وهو يسمع صوت جريها : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ضمت ريم سفانة اللي خرجت ورمت نفسها عليها وهي تصيييح وسمعوا صوت جري البنات على الدرج , لفت ريم بخوف على العنود وسحر وسلافة اللي نزلوا وقالت : في واحد في المطبـ آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
صرخت هي وسحر وسلافة لمن انزلقت رجل العنود المستعجلة وطاحت على الدرج لحظة دخول جلال و سامر وعبد الإله وآخرهم حسان اللي انفجعوا من الصرخة , قالت ريم بصدمة وهي تلتفت للفوج الجديد : هييييييييي وراكم , وراكم ..
تراجعوا كلهم إلا جلال اللي صرخ : اش فيييييييييييييه ؟؟ اش فيكم ؟؟
طلعوا سحر و سلافة لمن شافوا جلال وهم مايتيين ضحك على العنود , وقفوا عند الدرج الثاني وهم يسمعون تأوهات العنود اللي مسكت نهاية ظهرها وهي منسدحة في آخر الدرج وهي تقول بصوت متوجع : الله لا يبارك فيييييييييييييك يا سفانة , كسرتي ظهريييييي ..
تنهد عدنان لمن سمع الفوضى اللي صارت وسند راسه على الدولاب وهو يصرخ بداخله ~ أنا اش خلاني أجي المطبخ , الله يقطعه من جوع , هذي كلها دعاويك علي يا جسوموو ~ ..
قال جلال بعصبية : تكلموا اش فيه ؟؟
قالت ريم بضحكة لعمها : ما أدري فيه واحد حسبته سفانة حسان ..
وقامت تضحك على العنود اللي ما تحركت من سدحتها , طالع جلال من باب المطبخ وابتسم لمن شاف عدنان رافع الملعقة بيد واليد الثانية رافع بها العيش وهو يقول بهدوء : أعترف ............. كنت جيعان ..
: فجعوووووووك المخبل ..
ولف على سفانة اللي تصيح وتضحك و قال : قومي يلا , فجعتي الولد و قطعتم خلفه يعلكم ما تكثرون , بأسقيه من طاسة الخلعة دحين ..
مسحت دموعها وهي تحس إنها بتموت من الكسفة والضحك على منظر العنود اللي ضربت يد ريم وهي تقوم وتقول بعصبية : ماني محتاجة أحد يقومـ آآآآآآآآآآآآآآه يا ظهرييييييييييي , الله لايبارك فييييييييييييك يا حماره ..
تقدم جلال ولف يدينه حولين خصرها وقومها وهي تتأوه , قال : تستاهلين , عشان تنتبهين لخطواتك المرة الجاية ..
قالت وهي تتأوه : آآآنا الحماره , خايفة عليها , قلت حرامي نط وسرقها ..
قال وهو يضرب راسها : أي حرامي والمكان كله رجال , هذا بايع روحه ..
حكت راسها وقالت بتريقة : شفتكم طايرين إنت واللي معاك حتى انتم فكرتم زيي ...
دفها للدرج وقال : اطلعي وانت ساكتة , يا طول لسانك طولاه ..
تأوهت وهي تمسك ظهرها وقالت بزعل : شويه شويه ظهري يوجعني ,..
والتفتت وكملت بفضول رغم وجعها : عمو مين اللي في المطبخ ؟؟
دفها بقوة وهو يقول : ماااااااااالك دخل ..
طلعت بالقوة , وهناك قاموا البنات ينكتون على شكلها وهي طايحة , قالت سحر وهي غارقة في الضحك : لا و حاطة نفسها سوبر ومن , طاااااااايره أولنا , طلعت بالفعل سوبر ومن ..
طااااااالعت فيهم العنود وقالت بتهديد : لا تتشمتون , ترى أدعي عليكم ..
قالت ريم : دحيييييين السما مفتوحة لدعائك عشان نخاف منك يالعابدة الزاهدة ..
قالت سلافه بصوتها المدلع : pooooor my brother شكله انفجع ...
استحت سفانة من كلمتها وقطبت العنود حواجبها وقالت : ايش , ايش !! اش قاعدة تقول الست هانم هذي ؟؟..
قالت ريم تترجم لها : تقول مسكين أخوية ..
قالت باعتراض : مع احترامي لكم كضيوف ولأخوكم كمان لكن مالمسكين هنا إلا أنا وبنت عمتي , أنا ظهري انكسر وبنت عمتي تلقت كسفة حياتها وهي حاضنة الولد على بالها ...
ضربتها سفانة وقالت تقاطعها باعتراض : ما حضنته والله ..
قالت وهي تطالع فيها بعيون واسعة : عيني في عينك يا بنت ..
حممممممممر وجه سفانة وهي تقول : والله ..
وقامت وهي تقول بزعل : أصلا الحق علي اللي مجرجرة أخوية من فجر الله عشان يجيبني هنا عندكم ..
قامت العنود وهي تقول : سفانة ما قصـ آآآآآآآآآآه ...
وحطت يدها على ظهرها ولحقت ورى سفانة وهي تعرج من وجع ظهرها ..

***

~ شهقتها , عيونها المفنجلة , شكلها وهي تطيح من أعلى الدرج ~
: بفففففففففففف ..
: خخخخخخخخخ ..
التفت حسان عن التلفزيون اللي فاتحه بدون صوت عشان ماهر وعبد الرزاق النايمين و تأمل سامر وعبد الإله وسأل : اش فيكم ؟؟
من نطق هذا السؤال انفجر سامر يقهقه من قلب , ثانية وقهقه عبد الإله معاه وهو يضرب فخذه , طااااااالع فيهم بحيرة وقال : أموت وأعرف اش عندكم تضحكون ..
ولمن دخل جلال و معاه عدنان اللي شايل ساندويتشه زاد ضحكهم , جلس عدنان جنب حسان وقال : اش بهم ؟؟
قال وهو يمط شفايفه ويقلب في القنوات : بزران ..
تأمل عدنان هيئة حسان , فعلا كان يشبه , نفس الطول وعرض الأكتاف , نفس الشعر الأسود المتوسط النعومه والمرتب بدون أي قصة , الفرق إنه حسان بشرته قمحيه أفتح منه شويه ومسوي سكسوكه لكن من ناحية الملامح عدنان بلحيته الخليجية أوسم منه بكثير ..



************************



الساعة 12.15 الظهر في ماليزيا :
في مطار كوالالمبور الدولي :


قال من بين أسنانه : azhar , her name is azhar ..
طالع فيه رجل الأمن الماليزي بحيرة وقال بلكنة ملتوية سريعة : azooher ..
كان عارف إنه مستحيييييل تفهم أزهار هالنداء فقال برجاء : can I call her by my self ...
ابتسم الماليزي بطيبة وهو يناول له الجهاز الأسود المخصص للنداءات , حمحم وهو يقول بداخلة ~ الـــلـــه يقطع إبليسك يا الخبلة , ربع ساعة ضايعة , ما صارت هذي ~ وقال بهدوء : أزهار تعالي لقسم خدمة العملاء , أزهار ..
وسكت وهو يشوف ناس ماريين ويطالعون فيه بحيرة , حس نفسه لحظتها سخييييييف , نادى و نادى ومرت الدقايق عليه ببطء , طالع في ساعته وانصدم إنه وقت الرحلة فات عليه وأزهار لسه ما جات , كم له وهو ينادي , ربع ساعة ~ يمكن انخطفت !! لااااااااااا جاسم وين راح تفكيرك إنت في بلد آمنة وين تنسرق بخيمتها اللي على راسها قدام الناس , بقعة سوداء مميزة يعني مستحيل تنخطف , لكن ليه ما تسمع النداءات ~ حس بعصرة غريبة في قلبه وهو يشوف زحمة النااااااااس قدامه , عرب على خليجيين على أجانب على ماليزيين وهنود وصينيين , الدنيا كانت ضوضاء وصخب و حركة مستمرة , مافي ثبات للمنظر قدامه أكثر من ثانية , كل يتحرك , تذكر صراخه عليها لمن اكتشف إنه عندها فاتورة مطعم بـ 300 ريال رغم ابتسامتها الهادية وهي تحاول تفهمه إنها كانت جيعانة لمن خرج وسابها , زادت عصرة قلبه , حط الشنط عند حارس الأمن ووصاه عليها وراح يمشي وهو يلتفت حولينه , راح للبوابة اللي دخلوا منها ووقف يطالع في جموع الناس الخارجة من المطار والداخلة له , نادى بصوت عالي : أزهااااار ..
التفتوا له بعض الناس لكنه ما اهتم بهم وهو يعلي صوته أكثر : أزهااااااااااار..
تحرك نحو اللامكان وهو مهو حاس إنه يهرول في مشيه , نادى مرة ثانية : أزهاااااااااار ..
ووقف وسط بقعة مزدحمة ونادى : أزهاااااااااار , أزهااااااااااار ..
وسكت وهو يطالع في الناس اللي طالعت فيه للحظة قبل ما تكمل مسيرها , سحب نفسه المخنوق وتحرك وهو يصرخ : أزهااااااااااااااااااااااااااااااار ...
مسكه واحد من ذراعه يسأل : يا الشيخ ضايع لك أحد ..
انتبه للخليجي اللي وقفه بخوف و قال وهو يحس ضربات قلبه تتسارع فجأة مع نطقه لحروفه : زوجتي , مضيع زوجتي ..
قال : سوي لها نداء و...
قاطعه بعصبية : سويييييييييييت لكنها ما جات , مهي فييييييييي ..
وانتبه توه إنه أزهار ما ردت على نداؤه في المكرفونات المنتشرة في المطار كللللله , حس برعبه يزيد وهو يصرخ بداخله ~ إنت ما شفتها من نزلتم من التاكسي , لمن دخلت كانت معايا ولا لا ؟؟ كانت معايا ولا لااااااا , جاسم ليش منت متذكر ؟؟ ياااااا رب ~ التفت عن الرجال وسحب ذراعه منه وهو يمشي بسرعة , كان يحس إنه يضرب في أجساد الناس اللي ما قدر يتفاداهم من سرعة مشيه لكنه مو قادر يوقف عن المشي وهو يصرخ بداخله ~ ماانته فاكر متى آخر مرة كانت معاااااك ؟؟ لييييييييييه ؟؟ أزهاااااار , أزهااااااااااااار ~ صرخ باسمها مرة ومرتين لكن لا مجيب , راح جري للقطار الداخلي يمكن راحت تشوفه , وقف عنده وحط يدينه على خصره وهو يلهث بشده ويطالع حولينه بسرعة لكنه مالقيها , رجع للصالة بنفس السرعة و نزل السلالم الكهربائية هرولة وهو يحاور الناس عشان يوصل بسرعة للطيران الداخلي لقي نفسه في ممر طويييييييل مزدحم وعلى جانبيه صالات كثيرة واسعة , كانت عيونه تتعلق بكل عباية يشوفها , مسك حارس أمن وقال بصوت غرييييب على نفسه : did you see A lost women ??
لمن هز راسه بلا حس بأنفاسه تضيق فقال بعصبية : وينهااااااااااااااااا ؟؟
ولف يمين ويسار وتحرك بدون ما يحدد اتجاه كان مو عارف فين يروح ولا مين يكلم , بدأ يدخل الصالات ويدور عليها في صالة صالة وهو يفكر إنه سوالها نداءات وما سمعته اش أكثر من كذا , كل ما سمع كلمة عربية التفت لكنه كان ينصدم إنهم عوائل أو أفراد عرب وأزهار ....... مهي بينهم , حس بشعور غرييييييييب وهو يلتفت ويمشي ويناديها باسمها بصوت حاول يخليه أعلى من ضربات قلبه اللي حس كإنه قبضة بااااااااردة تعصره عصر وهو يهدر في أذنيه وينبض في أطراف أصابيعه ..



***********************


تم بحمد الله الفصل الحادي عشر ...



• الكن كان (( لعبة يلعبها عدة أشخاص أقلهم ثلاثة , يوزع لكل منهم 14 ورقة يتم ترتيب الأعداد فيها تنازليا من نفس الشكل أو يتم جمع الرقم الواحد ولكن بأشكاله المختلفة ويتم الفرد في اللعبة عند إكمال مجموع محدد 52 فأكثر ))..

فرق التوقيت بين جدة وكوالالمبور هو خمس ساعات ...


تتابعون في الفصل الثاني عشر من عندما عبروا حدود الظلام : خفقات قلب ..

............: هو طلب مني أجس نبضك عشان يشوف رأيك قبل ما يتقدم رسمي لـ.....

..............قال بخشونة وهو يبعد يدينها : أفففففففف طيب فهمنا , خلاص سيبيني ......

..............لفت عليه وقالت بعصبية : اش قصدك ؟؟ أعاكس , حبيبي اللي تبغى تعاكس تعاكس و محد يقدر يردها ....

.
.
.
.
..
أتمنى لكم قراءة ممتعة

أختكم

& عاشقة أمها &


 

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2020, 01:01 PM   #25
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل الثاني عشر : خفقات قلب ..




قلبي الوااااسع الصغير حجما ...
قلبه الجامد الهادر رغما عنه ..
قلبها السعيد الحزين خوفا ..
قلوبهم المضيئة المظلمة بأفعالهم ..
لماذا كل المشاعر تنبع منك ؟؟ ..
لماذا
ترجف خوفا ..
تعصر ألما ..
تخفق حبا ..
تنبض حقدا ..
ترقص طربا ..
بسبب خوفك نتخاذل عن عزائمنا ..
بسبب ألمك تدمع أعيننا ..
بسبب حبك وحقدك تعمى بصائرنا ..
وبسبب طربك نتحامق أحيانا ..
ما أنت إلا مضغة ..
سبحان من سواك وخلقك ..
قلبي الصغير ..
سأجاهد لأملأك إيمانا ..
حبا وإحسانا ..
سأجعلك بيتي الجميل ..
معقلي الوحيد ..
سأحافظ على نقاءك من الوجود ..
من الخطايا والذنوب ..
فأنت يا قلبي الصغير إن لم تفعل هذا
ستجد نفسك يوما أسودا
كريها متعبا
حقودا أغبرا
.
.
.
.

((اللهم أصلح فســـاد قلوبنا ))


في مطار كوالالمبور :

~ ضاعت , انخطفت , ماتت , جاسم بعد هالأفكار أكيد قاعدة تدق حنك مع وحده من الحريم وناسية إنه وراها زوج ~ حتى الفكرة الأخيرة ما طمنته وهو يتساءل لو اضطر يبلغ الشرطة اش بيقول لهم , ما أعرف اش لابسة , عصر مخه عصر يبغى يتذكر اش كانت لابسة ماقدر , ~ كله منك , كله منك , ماقدرت تستناها شوية , لو صار لها شي ..........~ وقف عند حارس أمن وبدأ يسأله عنها ...
***
طااااااااالعت أزهار في البوابة اللي قفلوها المضيفين رغم محاولاتها إنهم يستنون إلين يجي جاسم , زفرت وطالعت يمين ويسار تدور عليه ورجعت طالعت في ساعتها وقالت : هذا وينه فاتتنا الرحلة ؟؟
جلست على واحد من الكراسي اللي قدام البوابة وحطت شنطتها جنبها , جلست تطالع في الناس اللي حولينها باهتمام , طول عمرها تحب الزحمة و الحركة المستمرة , مرت 10 دقايق وما جا , وقفت وشالت شنطتها وطالعت يمين ويسار وهي مهي عارفة فين تروح كانت تتمنى لو في كشك عشان تاكل شي أي شي , جيعانة , ساندوتش البيض اللي جابه على الفطور كان صغير وهي استحت تقوله جيب لي اثنين أو أبغى واحد ثاني , لفت بوزها وقالت : حمار , كان لازم من الأدب يجيب لي اثنين وأنا حرة آكلهم الإثنين ولا لا , ليش حاط في باله إنه واحد يكفيني ...
وطالعت مرة ومرتين وصرخت بصوت باكي : آآآآآآآآآهاااااااااااا يا ماما جيعانة , متى يجي ؟؟
وبعد وقوف طويل وحديث طويل مع نفسها شافت حارسة أمن راحت لها بسرعة وبعد كم كلمة تبادلوها ..
زفرت أزهار وقالت بالعربي : انتي انقليزيتك ركيكة وأنا أخص منك ..
ابتسمت لها حارسة الأمن وهي تأشر لها نحو شي ما فهمت منها إلا كلمة مكتب , قالت أزهار : I caaaaaaaaant if I go my , كيف كلمة زوج بالإنجليزي , آآآآه my my husband إمممممممممممممممم كيف تنقال هذي الثانية ؟؟ آآآآآآآآه will not fined me , ما حيلقاني , يعني بنقعد ....
وأشرت بيدينها تسوي دوائر تحاول تفهمها : ندور وكل واحد يدور على الثاني , يعني ....
ولمن شافت ابتسامة الحارسة اللي من كثر عدم فهمها تخيلت الإستفهامات فوق راسها , رفعت راسها وقالت بطفش وهي تقبض يدينها بقهر : آآآآآآآهااااااااااا ما حينتهي هاليوم , ماحينتهييييييييي , كلللللللله منك يا جسومو الدب ..
وكملت بتريقه : كلللللللللللللله منه البخيل العصبي , طاير زي ميب ميب , دحين بيجي ويزفني أخص من زفة الفندق , من جد عروس 2006 يا كثر زفاتي ..
طالعت في البوابة اللي انقفلت من نص ساعة وزفرت والتفتت للناس المشغووووولة في دنياها , هي لو حافظة رقمه الماليزي كان دقت عليه من أي جوال أو هاتف وما صار هذا كله ~ أزهاااااااار , لو تفتح عمل الشيطان , جسوووووووووم وينك ؟؟ حشى لو ضعنا في الصحراء كان لقيتيني من زمان , اللي يقول صغيرة ما أنشاف , طويلة و عبايتي مميزة ~ ..
وقفت على أطراف أصابيعها ورفعت نقابها و طااااااااالعت في اللي حولينها وهي تستغفر وتسبح بهدوء , ولمن ماشافته نزلت غطاها ووقفت وهي مكتفة يدينها , حست بيد تتلمس عبايتها , التفتت وانصدمت لمن شافت بنتين آسيويات يطالعون فيها بفضول ووحده فيهم تلمس عبايتها , ابتسمت لأنها كانت فعلا مثيرة للعجب , قازاتها وغطاها وشرابها , كانت كلها سواد واحد , رفعت نقابها وطالعت فيهم بابتسامة وهي تحيهم , حمدت ربها إنه أرسلها هالبنتين عشان يشغلونها عن التفكير , وبعد محادثات طويلة عرفت فيها إنهم يابانيات , وحدة اسمها هيكاري ( الضوء ) والثانية هيتومي ( العيون ) واكتشفت إنه إسمها بالياباني هانا ( الزهرة ), ناولتهم مطويات بالإنجليزية وهي تتأسف لهم إنه ما عندها شي باللغة اليابانية , وبعد ماراحوا تذكرت جاسم , زفرت ورفعت نفسها على أطراف رجولها وطالعت في الموجودين حولينها , ومن البعيد شافته من وسط الناس , ميزته ببلوزته البيضا المقلمة بالأزرق و الأصفر , كان يمشي بسرعة رفعت يدها على طول وأشرت له خوف إنه يروح و مايشوفها ..
من وسط المناظر السريعة شاف شي أسود يلوح , وقف مشيه ورجع التفت , ~ هذي هي , هذي هي ~ حس بتنمل فضيع في أطرافه وهو يشوفها واقفة على بعد أمتااااااار بعيده عنه , سواد كامل ما يخترقه إلا شنطتها الفرو الأسود المقلمة بالأبيض , قبض يدينه بقوة وتحرك لها بسرعة وهو يحس بغضب الدنيا يتجمع في قلبه اللي ينبض بقوة , توه اكتشف شعور الأم اللي لمن يضيع ولدها وتخاف عليه ويوم تلقاه تضربه وهي تصرخ فيه إنه ما يبعد عنها ..
منظره كان كافي عشان يخبرها اش بيصير , حست بالرععععععب بداخلها وهي تتخيله يصارخ فيها وسط هالعالم كله , قال بصوت هادر وخطواته الواسعة تقربه منها أكثر وأكثر : ويييييييييييييييييييييييين كنتيييييييييييييييييييي ؟؟
قالت بخوف وهي تتمنى لو إنها مغطية عيونها عشان يحجب عنها رؤية وجهه وعيونه المعصبة : التفت ما لقيتك و....
وقف قدامها وصرخ يقاطعها : ما سمعتي الندااااااءاااااااااات , ربــــع ساعة وأنا أنادي في المكرفونات باسمك , أزهااااااار أزهاااااااااااار , هذا كله ماسمعتييييييييييييه ؟؟
قالت بهدوء حاولت به إنها تهديه هو كمان لمن حست بالنظرات تنصب عليهم : والله ما سمعت شي لو سمعت بأطنش , أنا لمن شفت إني ضعت رحت للبوابة اللي عندها رحلتنا , استنيت واستنيت لكن ....
قاطعها وهو يحرك يده من كثر العصبية : لا تتحركييييييييييييييييييييييييين , لمن تضيعين لا تتحركيييييييييييييييييييييييين ...
~ يهاوشني واحنا لوحدنا مو مشكله لكن قدام الناااااااااس لا ~ خنقت دموعها وقالت بهمس : انا ما تحركت استنيت شوية لكنك ما جيت و كان عند بوابة المطار زحمة فشفت إنه الانتظار عند بوابة الطيارة أحسن ..
وانخنق صوتها وهي تشوف نظراته المعصبة لكنها كملت بعتاب حاولت تصبغه بالمرح : وأنا اش يدريني انك بتقعد تنادي وتدور فوق و بعدين انت اللي ما طالعت وراك طاااااااير زي ميب ميب كعادتك , ما فكرت أصلا تشوفني نزلت من التاكسي ولا لا , وحتى ما افتكرتني بدري لو افتكرتني بدري كان رجعت و لقيتني عن بوابة المطار ..
وأشرت بيدها وهي تكمل : فاكر الميب ميب النعامة اللي يحاول الذيب ياكلها بس ما يقدر من سرعتها ...
طاااااااااااااااالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ تنكت , أنا أصارخ ومعصب وهي تنكــــت ~ لمن شافت نظراته ويدينه اللي رفعها وهو يقبضها ويفردها دلالة عصبيته نزلت يدها بصمت وهي تطالع فيه بعيون متوسلة إنه مايصارخ فيها أكثر قدام الناس , مد يدينه , سحبها وضممممممها بقوة وهو يدفن وجهه في كتفها , شهقت بصدمة وقالت باستنكار ممزوج بخجل : جاسم ..
سحب نفس عميق وهو يضمها أكثر وهو يصرخ بداخله ~ بخير , هي بخير , بخير , الحمد لله , الحمد لله , يارب اش كنت حسوي لو صار لها شي , أزهار , أزهار ~ عصرها بين ذراعينه وهو يقول بصوت غريب : لا عاد تضيعين عني , حتى لو كنت سريع وما أطالع لا عاد تضيعين عني , سامعه ...
كلمة (تضيعين عني) حستها تتردد بداخلها ولها صدى غريييييييييب في زوايا قلبها , ابتسمت وغمضت عيونها لمن الناس الواقفة تطالع عليهم بابتسام وهمست بخجل : جاسم الناس تطالع ..
ضمها أكثر وهو يهمس : أزهار لا عاد تضيعين عني ..
قالت هي كمان بهمس وهي تحس بنبضات قلبها تزيد : إن شاء الله ..
بعد عنها ومد يده و رصصص على يدها المغطاة بقفاز وقال بعصبية وهو يتحرك بسرعة للدور العلوي : شغلك بعدين ..
طلعوا و أخذ الشنط وشكر الحارس ونزلوا مرة ثانية بعد ما سووا حجز بدال حجزهم اللي فات , طالعت أزهار في يده اللي ما فلتت يدها من لقيها وابتسمت وهي تقول بداخلها ~ لو دريت كان ضعت من زماااااااان ~ حتى لمن جلسوا ما ساب يدها لكنه ......... ما فتح فمه بحرف ..



*********************


الساعة 1.30 الظهر :


: ياحيوانااااااااااات , يا ملاااااااعييييييييييين فكونييييييييييييييييييييييي ..
صرخ بها وهو يجري و يضرب الجدر الإسفنجي بكامل جسده , طالع ماهر بتوتر لسامر من النافذة البلاستيكية وسأل عدنان الدكتور المشرف في مجمع الأمل بقلب معصور : ولازم ينحط في غرفة العزل هذي ؟؟
ابتسم الدكتور وقال : لا تخاف يا أستاذ عدنان هذا الإجراء وقائي عشان ما يؤذي نفسه أو غيره وهو في هالحالة العصبية , يوم يومين ونخرجه ...
قال عدنان وهو يشوف خد أخوه اللي بدأ يدمي رغم الضماد المحطوط عليه : وجراحه ..
: نعالجها كل ما هدأت حالة الهيجان اللي تجيه ..
لصق سامر وجهه وهو يهمس بصوت متوسل : ماهر خرجني , تراني بموووووت , والله بمووت , أوعدك ما آسوي شي بس فكني المكان خنننننقة ..
همس ماهر وهو يبلع غصته : سامر هذا لمصلحتك و....
صرخ سامر يقاطعه بوحشية وهو يضرب الطاقة : خرجني من هنا يالعييييييين , فكونييييييييييييييييييييييي يا عيال الكلللللللللللللللللللللب يا **** يا ****..
انتفض ماهر وبعد عن الطاقة بصدمة وهو يشوف توأمه يضرب الطاقة بجنون وعيونه متسعه وزايغة وهو يصارخ بكلمات بذيئة عمره ما سمعها منه , رجع حط يدينه على الطاقة وهو يهمس بصوت مخنوق : سامر حط يدك عند يدي ..
سحبه عدنان وهو يقول بعطف : ماهر تراه في مرحلة ما يفكر فيها بطريقة سوية ..
دف عدنان بخشونة ورجع حط يدينه على الطاقة وهو يقول : سامر أوعدك شوية وتخرج , البداية بس هي الصعبة ..
رماه سامر بنظرة غريبة قبل ما يتفل على الطاقة وهو يبتسم ابتسامة حولت ملامح وجهه لشيطان , تأمله ماهر بصدمة وهو يحس جسمه كله يرجف من ابتسامته المخيفة , ولمن أعطاه ظهره صرخ وهو يضرب الطاقة : سااااااااامر ..
لف عليه سامر وجري على الباب وضربه بكل قوته وهو يلصق وجهه في الطاقة , قال عدنان بألم وهو يبعد وجهه عن منظر أخوه : يا رب رحمتك ..
حط ماهر يدينه على وجه أخوه اللي لهاثه الحار كان يسوي بقعة بيضاء على سطح الطاقة وهو مقهور من الحائل اللي بينهم , غرقت عيونه دموع وهو يتلمس من خلف البلاستيك خده السليم الملصق في الطاقة وخصلات شعره اللي طالت , همس وهو يجاهد عشان يسيطر على رجفة شفايفه : شدة وتزول يا سامر , شدة وتزوووول ..
قالها وهو يتمسك بأطراف الطاقة عشان ما ينزلق على الأرض من قوة الألم والبكا اللي هز جسمه هز , رفع عيونه بعد لحظات بكا وشاف دمعة تسيل من عين توأمه وتسير مع انحناءة خده اللاصق في البلاستيك , طاح على الأرض رغم تمسكه وهو يهتف : شدة وتزوووووووول يا سامر ..
انحنى عدنان ووقفه وهو يقول بعتاب : إحمد ربك اللي ما مات يا ماهر ..
ورمى نظرة حزينة على سامر وكمل وهو يخفي دموع قلبه : شوفه حي وبخير كمان ..
وسنده وزحزحه بالقوة من قدام الغرفة , وهو خارج من قسم غرف العزل اصطدم كتفه بواحد من كثر ماهو مشغول بماهر المنهار , رفع راسه وشاف واحد يشع النور من وجهه الأسمر الملتحي المبتسم , قال : سامحني ما شفتك ..
ابتسم الرجال وقال بصوت عذب وهو يسند ماهر معاه : ما صار إلا الخير ..
ولمن جلسوه على واحد من كراسي المجمع اللي في الممر تلثم ماهر بشماغه وحط ذراعه على عيونه عشان ما يشوف أحد دموعه , كان صدره يهتز بسبب أنفاسه المخنوقه , ساد صمت قطعه عدنان مفسر للرجال اللي شال الملف اللي طاح منه على الأرض : عندنا مريض هنا وهو متأثر من حالته شوية ..
قال الرجال بحنان وهو يعدل غترته اللي لابسها بدون عقال : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه يا أخي , اصبر و احتسب الأجر ..
قال عدنان براحة وهو يحط يده على كتف ماهر اللي ساند راسه على الجدر: جزاك الله خير ..
ابتسم الرجال وقال وهو ينحني ويحط كفه على صدر ماهر : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفي مريضك ويزل همك وحزنك .....
كان يدعي بكلمات وصوت عذب حسه ماهر زي البرد على قلبه المشتعل من الألم والحزن , ولمن سحب الرجال كفه الدافيه حس ماهر ببروده مكان كفه , بعد ذراعه وقال بصوت مخنوق وهو يسحب أنفاس مقطعة : جزاك الله خير ..
ابتسم الرجال وتحرك وهو يقول : آجركم الله في مصيبتكم وأخلفكم خيرا منها , في آمان الله ..
طالع عدنان في الرجال اللي لحقوه 5 شباب وهم ينادون : يا شيخ عمار , يا شيخ عمار ..
استغرب مناداته لهم بالشيخ وهو شكله صغييير في السن , هو عارف إنه من نشاطات المجمع إن فيه محاضرات وندوات توعية للمدمنين ولأهلهم , التفت لهم الرجال بنفس الابتسامة الهادئة المريحة , تمسكوا فيه وواحد منهم يترجاه : تكفى يا شيخ اقعد معانا كم يوم ..
قال و الابتسامة ما تفارق محياه السمح : هو لو الأمر بيدي كان جلست , لكن انتم عارفين لازم أنزل جدة , أسبوع غايب عن الأهل ..
قال واحد ثاني : طيب تعال إلقي علينا محاضرة ثانية ..
طالع في ساعته وقال بأسف : الرحلة بعد 3 ساعات , ما يمديني محاضرة ..
ولمن ترجوه قال : اش رايكم نجلس جلسة مصارحة خفيفة , أقدر أقعد نص ساعة كمان ..
ومشي معاهم وهم يناقشونه بحماس وصخب وهو يهز راسه بتفهم ...
ابتسم عمر لعيونه المتأملة وسأل : في شي ؟؟..
خرج عدنان من ذكرياته القديمة وانتبه إنه جالس يتأمل عمر , قال بابتسامة : شبهت بك على واحد قابلته من زمان ..
ضحك حسان وقال بتريقة وهو يدق عدنان : لو طولت شويه كان شرد عمر من الخوف ..
ضحكوا الشباب عليه وقال ماهر : ما ألوم أخويه حتى أنا شبهت عليه بواحد بس ما أتذكر وين شفته , عموما المطاوعة يتشابهون نفس الثوب القصير نفس الشمغ اللي بدون عقل نفس اللحية ..
ابتسم عمر على فكرته و ماعلق , قال عبد الرزاق : ولا تنسى نفس النظرات الحاده ..
قال سامر باستنكار : عمر نظراته مهي حادة بالعكس هادية ..
ضحك عمر على كلامهم وقال بهدوء : شكرا ..
قال عبد الرزاق : هو فعلا different يعني المطاوعة دايما كشرين ومقطبين الحواجب وعصبيين ..
ما فارقت عمر ابتسامته الهادية وهو يقول : انت تقول هالكلام من واقع تجربة مع الملتزمين وأنا أفضل هالكلمة على كلمة مطاوعة ولا من واقع فكرة يرددونها الناس دايما ..
ضحك حسان وقال : صدقني هو يقول هالكلام من واقع مشاهدة طاش ما طاش , ما أظن عبد الرزاق اختلط بملتزم في حياته كلللللللها ..
قال عبد الرزاق باعتراض : المسلسلات تنقل حقيقة واقعنا بعدين انت ما شفت لقافتهم يتدخلون فيك حتى و انت في سيارتك ..
طالع الكل فيه باستنكار إنه يقول هالكلام وقال عدنان : عبد الرزاااااق ..
قال عمر باعتراض : خلوه يبدي رأيه كل إنسان حر في رأيه ..
ولف على عبد الرزاق وقال : أنا ما شفت هالمسلسلات اللي تقول عليها لكني متأكد إنه الإنسان اللي كتب هالمسلسل ورضي إن الحريم يطلعون في الشاشة سافرات ومتبرجات من دون حياء مليوووون في المية ما بيكتب شي سوي صحيح , بعدين اللقافة اللي تقول عليها هو ما تلقف إلا لأنه الله أمره إنه يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر , الله قال (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) ليش (( تأمرون بالمعروف وتنهون عن النكر )) بعدين الرسول قال (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) وصدقني أنا لو شفت أقلللللللل شي بأتكلم ما بأسكت , بس يمكن هو الله يهديه تكلم بعصبية أو غيره فأخذت منه موقف واعتبرت كل الملتزمين كشرين ...
قال ببرود : what ever أنا أشوف هالجماعة من الناس المعقدة واللي من عصر الجاهلية هم اللي مأخرين التقدم في البلد , كل شي خلوه حرام واصبر عليهم شوي ويقولون لك البيبسي حرام , ولو تشوفهم من ورى الناس إيش يسوون تلقى البلاوي كلها عندهم , أخص من الصايعين ..
كان عمر يحس بغلياااااااااان في صدره من كلماته لكن كتم هذا كله لأنه شاف فيه الإنسان المتصلب اللي لا يمكن يتنازل عن آراءه لو جبت له دلائل العالم كلها وممكن لو طال الجدل ينقلب لسباب وقح أو غيره , رفع يدينه باستسلام وقال : أنا أعارضك تمااااااماااا لكن كل حر في رأيه ..
وكمل وهو مبتسم : إن شاء الله ربي يقدرني وأكون أنا اللي بيغير هالفكرة من راسك ...
قال حسان اللي حس إن الجو مكهرب : اش رايكم نلعب كورة ؟؟
جا عبد الإله وقال وهو شايل باسرة وقال : ما تبغون نلعب أربعة ؟؟
قام عبد الرزاق وماهر وسامر بحماس , قال عدنان وهو يحط يده على فخذ عمر : كلامه يغيض ..
ابتسم عمر وقال بتفهم وهو يطالع فيهم وهم يرتبون الورق اللي وزعه عبد الإله : لابد تتغير مفاهيمه في يوم , يمكن هو فعلا قابل واحد مدعي الالتزام وشاف منه شي خلاه يكره كل الملتزمين , كثير والعياذ بالله هالأيام صاروا يطولون اللحى ويقصرون الثوب عشان يقدرون يسرقون الناس ولا يجرجرون البنات ولا يوصلون للشي اللي يبغونه مستغلين إن الناس ترتاح للملتزمين وتشوفهم ملائكة على الأرض وهو الإيمان ما وصل قلبه , بعدين خذ في بالك إن الأشياء اللي شافها برى والتقنية والتقدم اللي هناك أثرت فيه وخلته يكره بلده وربط هذا بالدين زي معظم الناس مع إنه لو فكر شويه كان عرف إنه العلوم اللي برى كلللللها كانت بسبب الإسلام اللي كان في بلادهم لفترة , الفرق إنهم طوروا هالعلم ليل ونهار وإحنا جلسنا نايمين في العسل وانشغلنا بالدنيا , شوف شبابنا دحين أكبر همهم متابعة الدش ونانسي وأليسا ..
غمز حسان وقال : يا هووو ياللي تعرف نانسي وأليسا ...
ضحك عمر وقال : عندنا واحد جديد في التحفيظ ما خلى شي ما قاله عن اللي يشوفه الله يصلحه ويهدي أبوه وأمه اللي خلوه يشوف كل هالأشياء ..
وزفر وكمل : غير عن الدش المباريات اللي ما لها نهاية والجلوس على النت بالساعات شات و بلاوي والتجمع إلى الفجر على البالوت وغيره لدرجة ما عاد فيهم حيل حتى يشتغلون , شوف في الدوائر الحكومية نسبة غياب السعوديين عن العمل كم , شي يحزن ..
لف على عدنان وكمل بحسرة : شباب هذا أكبر همهم بيقدرون يبنون عالم متطور ؟؟ ما أظن , البعد عن الدين هو سبب تخلفنا عن الركب , يعني لو اغتنموا الوقت زي ما أمر الله ورسوله في شي مفيد والله بنصير أحسن من العالم كله ..
حك حسان شعره وقال : والله إنك صادق , شوف البطالة عندنا وصلت لكم وكل ما كلمت واحد فيهم قال ما في وظايف , طيب قوم دور على وظيفة ..
قال عدنان بسخرية : لا انت ما فهمت , هم يبغون مكاتب جاهزة مكيفة لهم يجون فيها متى ما اشتهوا ويوقعون كم ورقة ويخرجون قبل نهاية الدوام وإذا قلت لواحد فيهم روح شوف لك بقالة تكون محاسب فيها ولا اشتغل في حلقة ولا غيره عشان تتكسب كم قرش قال آنااااااااااااااااااااا أشتغل شغلة زي كذا كإنه على راسه ريشة ..
ضحكوا وقال عمر : الرسل وهم خير الناس اشتغلوا بيدينهم وأكلوا من شغلهم , حداد وحطاب وخطاط وخير الرسل كان راعي ...
وزفروا مع بعض بحرقة , طالعوا في بعض وضحكوا على التوافق العجيب , كان حسان وعدنان متعجبين من عقلية عمر الحكيمة وشخصيته القوية رغم سنه , كان أصغر الموجودين من حيث السن لكن طريقة كلامه , جديته , أفكاره النيرة حسستهم كإنه فوق الثلاثين , قال حسان وهو يضربه على كتفه : عمووووووور متأكد إنه عمرك 24 ..
ابتسم عمر وقال : لسه باقي 4 شهور وأخلص 23 وأدخل 24 ..
نط عليه وهو يدخل يده في جيبه وهو يقول : وريني بطاقتك ..
ضحك عمر وسأل بعفوية وهو يسحب المحفظة ويخرج له البطاقة : ليش مستغرب ؟؟
طالع حسان في التاريخ وقال : إلا والله , من مواليد شهر شوال ..
وطالع في عدنان وقال بتريقة : إخصصصص عليك يا عدنان ولينا , عمره 23 وتزوج وانت 29 ما تزوجت ..
ضحك عدنان المصدوم من مهاجمته و قال : اللي يشوفك يقول متزوج ..
قال باستنكار : على الأقل أنا مملك , شوية و يجي الفرج وأتزوج , عمر ادعيلي أتزوج اليوم قبل بكرة ..
ابتسم عمر وهو يرجع بطاقته لمحفظته وينقل بصره بينهم وهم يتناقشون عن الزواج , حب روحهم الطيبة المرحة وحس بتوافق عجيب معاهم وبلا شعور قال : ماني متخيل إنه جاسم صاحبكم ..
وانتبه لزلته لمن طالع فيه حسان باستغراب وعدنان بصدمة , التزم عمر الصمت وهو يبعد وجهه عنهم , حس عدنان بقلبه يغوص بداخله من سمع هالكلمة وتساءل بداخله إن كان عمر سمع أو شاف من جاسم شي خلاه يقول هالكلام و قال حسان بهدوء : ترا جاسم رجال يعجبك يا عمر لكنه مر بفترة متعبة , يمكن ظروف صعبة , حتى أنا شفته متغير الأيام الأخيرة , يعني لا تحسب إنه هذا هو جاسم الحقيقي ..
هز عمر راسه متفهم وبداخل عقله ترجع له صور أزهار وهي طايحة على الأرض ودموعها المغرقة وجهها , قال بابتسامة : الله يوفقهم ..
تعالت صرخة ماهر : كبووووت , أعطيناكم كبووووووووت ..
وضرب يدينه بيدين سامر بحماس ...
وصلهم صوت عبد الكريم يناديهم من المجلس الثاني اللي جالس فيه برواقة مع أحمد : يا عياااااااال قوموا للغدا ..




*********************


في قسم الحريم :

: ما أبغى رز ولحم , أبغى من مكدونالدز ..
رمت سحر سلافة بنظرة مقهورة وقالت : ومين بيجيب لك مكدونالدز في هالمقطعة يا ست سلف ..
قالت بصوتها النحيف المدلع : any one , أنا أدق على واحد من أخواني ..
طالعت فيها باستنكار وقالت : إحنا نبعد فوق الربع ساعة عن جدة , بينزلون عشان يجبون للملكة سلافة همبرجر ..
لفت عليها سلافة وقالت : كلمي سامر هو مايرفض لك طلب لو قلتيله جيب الـmoon يجيبه لك ..
قالت بحزم : لاااااا ..
ضربت الأرض برجلها وهي تقول بغيض : I am hungry
قالت بقهر : ويعللللللللللللللللك تموتين جوع انتي وكلامك الغلس ..
قالت ريم وهي تجلس جنبهم : خلاص وصيت عبد الإله دجاج مشوي من المحطة اللي جنبنا ..
زفرت سلافة وقالت باعتراض : أبغى مكدونالدز ..
أعطتها سحر ظهرها وقالت لريم : أخصريك منها , مشكورة إنك وصيتي والله بموت جوع بس ما أحب اللحم , عمري ما أكلته ...
طالعت حمده في سلافة وسحر وريم اللي جلسوا بعيد عن السفرة وقالت : يا سيااادي ما يحبون اللحم ..
قالت حنان : ما عليك منهم يا عمه من يومهم بناتي ما ياكلون إلا الدجاج ..
قالت العنود وهي تحط تحط شطة على الرز : بطاااارى , مهم وجه نعمه ..
قرصتها حمده في فخذها وقالت : بنت عيب تقولين كذا عن ضيوفك , أهجدي ..
انتفضت العنود وحكت فخذها وهي ماده بوزها تمثل إنها بتصيح من قوة القرصة وسط ضحك البنات , قالت حنان بدفاع : لا أحد يضحك عليها ..
ابتسمت العنود وقالت وهي ترفع يدينها للسما : يااااااارب تخليلي خالتو الحلوة , والله ما يدافع عني غيرك ..
بعدين سألت بفضول : جده يعني إيه يا سيادي ؟؟ قاعدة تنادين شيوخ الجن انتي !! ..
رمتها حمده بنظرة سكتتها , قالت خولة اللي جات بعد الظهر تحت ضغط وإلحاح من بناتها وسفانة : جده الكلمة هذي ما تجوز , إحنا لازم نقول يا الله ..
قالت باعتراض : وأنا ما قلت شي , دايما يقولون يا سيادي ..
سألت خولة : مين قصدكم بأسيادكم ؟؟ عشان كذا ما تجوز ..
هزت يدها وقالت تنهي النقاش : عاد هذا كلام الأولين ما يروح من لساني ..
قالت هدى : والله يا أيام جدتي مباركة وأخواتها كان عندهم كفر , شرك أشركوا كمان , يخطون على الرمل و يشربون قهوة أبو عبيدة كل يوم اثنين , هذا من غير التخااااريف اللي كانت موجودة , لكن الحمد لله راح هذا كله ..
قالت الهنوف : أمي انتي كنت تقابلين أعمامي زمان صح ..
قالت : كل أعمامك قابلتهم وكنت كمان أرضع الجوهرة عندهم ..
صرخوا البنات باستنكار وقالت البندري بعدم تصديق : أمي من جد كنت ترضعين قدامهم !!
ضحكت وقالت : مو بس كذا كنت أرقص وسطهم لمن نجتمع و هم يطبلون و يغنون ..
ضحكت أسماء وقالت : واااااا ودحين متغطية عنهم , خالة ما يفتكرونك ؟؟
قالت هدى : إلا يفتكروني أكيد , الحمد لله اللي نجانا ربي , كنا في جهل ..
قالت العنود بتريقة : كنتم دايرين على حل شعوركم ..
قالت حمده : والله كنا زينين والدنيا بخير , بس هم صحوا الشيطان ..
قهقهوا على كلمتها وخولة بهدوءها المعتاد تحاول تفهم جدتها إنه الشيطان موجود من زمان وما نام ...



*********************



في نفس الوقت الساعة 6.30 المغرب :
في غرفة ديلوكس مطلة على البحر في فندق شانجريلا جولدن ساندز (بينانغ) :


فتحت عيونها على صوت منبه الجوال اللي سوت له غفوة لثلاث مرات , استغفرت وقامت وهي تمسح وجهها , كانت الغرفة غارقة في ظلااااام دامس , لمن انزاح اللحاف عنها و حست ببرودة التكيف المركزي تضرب في بشرتها صابتها رعشة وهي تفرك ذراعينها , فتحت الأبجورة المثبته في الجدر جنبها و لفت عليه لقيته نايم على بطنه وفمه شبه مفتوح , ابتسمت ونزلت من السرير وهي تشكر ربها إن الغرفة مفرشة عشان ما تمشي على البلاط البارد , لبست صندل الحمام ودخلته , أكثر شي كان عاجبها في الحمام لون رخامه السكري المريح للعين و اللوحة الطويلة المرسوم عليها أنواع قواقع وأكثر شي كرهته إنه ما في لي للموية كانت حاطة زبدية عشان تعبي الموية , توضت للمغرب وهي تحس دفء الموية مناقض لتيار الهوا البارد المتسلل من تحت الباب , نشفت وهي تطالع بحيرة في التلفون المحطوط جنب كرسي الحمام اللي إلى الآن مهي متخيلة اش فايدته , خرجت وانتفضت وهي تضم نفسها لمن حست برودة الهوا تقرص جلدها , قالت بصوت مرتجف : جاسم قوم الصلاة ..
ما تحرك من مكانه , هزته وهي تصحيه لكنه ما قام , لعبت في إذنه وشعره وحاولت بكم طريقة لكنه لف على الجهة الثانية وهو يلف اللحاف حولينه , جريت للدولاب لمن ما قدرت تتحمل البرودة أكثر وخرجت شرشف الصلاة ولبسته وهي تحس البروده تنخر عظامها , صلت المغرب و أول ما سلمت لفت عليه وقالت : بيفوتك المغرب , جاااااااسم ..
مشيت على ركبها وهي مافحالها تقوم , مسدت شعره وكبست ظهره وهي تهمس : جسوم يلا الصلاة , المغرب غريب , شوف الشفق بيغيب وانت لسه ما صليت , عارفه إنك تعبان قوم صلي ونام , جسووووم ..
قال بخشونة وهو يبعد يدينها : أفففففففف طيب فهمنا , خلاص سيبيني ..
لفت بوزها ووقفت , طاااااالعت فيه وبعدين هزته بقوة وهي تقول : يلا قوووووووم الصلاااااااااة وراك عصر ومغرب ..
قام فجأة وهو يرمي اللحاف بعيد عنه بعصبية , كانت عيونه محمره وشعره
الناعم متناثر يمين ويسار , ابتسمت وقالت : يلا الصلاة ..
رماها بنظرة حاااااادة , من جووا ماليزيا خلته يصلي على الوقت ما كانت تعطيه مجال لتفويت الصلاة , زنها وإصرارها كان يجيب له العصبي , قال بعصبية : مالك دخل أصلي ولا لا , أنا وربي ..
ورجع انسدح وتلحف , قالت بهدوء وهي توقف عند سجادتها عشان تصلي السنة : صح إنت وربك اللي أحب الأعمال له الصلاة في وقتها ..
وكبرت , جلس منسدح عناد فيها وأخيرا رمى اللحاف ودخل الحمام وطبق الباب بكل قوته , لمن خلصت السنة ضحكت وقالت : الله يقطع ابليسه ضحكني وأنا أصلي ..
وطالعت في باب الحمام المغلق وابتسمت , أول ما تزوجته كانت متخيلته وحححححش فضيع , قاسي , متحجر وعصبي , مزاجي و مستهتر ما عنده أي إحساس بالحب أو المسؤولية لكنها مع كل يوم تكتشف فيه شي جديد , هو صح مازال إنسان عصبي ومزاجي وحاد الطباع لكنه مو متوحش وقاسي ومتحجر , كان يغير رأيه لمن تطلب شي غير اللي هو مقرره , كانت تشوف اهتمامه براحتها في معظم الوقت , والشي اللي أسعدها أكثر إنه ما يسيب فروض الصلاة , صح يأخرها ويتكاسل عنها بسبب النوم والتعب لكن المهم إنه ما يسيبها , يمكن هو ما كان يصليها وصار يصليها عشان هو قدامها دحين لكن هذا ما يهمها حاليا , هي حتحاول تغيره , دعت وهي ترفع يدينها : يا رب ازرع حب الصلاة والقرآن في قلبه يا رب ..
انفتح باب الحمام وخرج منه وهو لاف نفسه بروب الحمام , طالع فيها بحده وقال : خييييييييير قاعدة تطالعين ...
ابتسمت بحب وهمست : لا أبدا سلامتك ..
خفق قلبه وهو يشوف شي غريب يلمع في عيونها , قامت وفصخت الشرشف وهي تقول : تعال صلي ..
~ اش اللي شفته في عيونها ؟؟ شي غريب أول مرة أشوفه ~ جلست على الكنبه المفرده الطويلة ومددت رجولها عليها وهي تفتح الدرج اللي جنب السرير وتخرج منه مصحفها , طااااااااااااالع فيها وهو يتساءل متى آخر مرة قرأ قرآن , نفض تفكيره وراح عشان يصلي ..
طالعت فيه من ورى المصحف وهي تقول بداخلها ~ يصلي وهو لابس بنطلون برمودا وروب مشنقل , ياخي انت بتقابل ربك بتكون بين يدينه مفروض تكون في أحسن هيئة , آآآآآآه الله يهديه يارب ~ قرأت وردها وراحت زينت نفسها في الحمام ولأول مرة من تزوجته لبست زمامها , غيرت ملابسها وخرجت , لقيته مخلص صلاته ولابس , استغربت إنه ما علق على الزمام لكنها ما تكلمت ولا سألته عن رأيه , هي معظم الوقت ما تلبسه عشان ما يصير في فتحة مشوهه في أنفها وفي نفس الوقت ما تتركه لوقت طويل عشان ما يندمل مكانها , من وصلوا بينانغ راحوا للفندق و ناموا من كثر التعب والانتظار في المطار بعد اللي صار لهم , خرجوا من غرفتهم الديلوكس المطلة على البحر , توها انتبهت للفندق وشكله , ممراته الضيقه نوعا ما بلونها العسلي والبيج وبساطها الكريمي الغامق , الإضاءات الموزعة على جدرانها بشكل متباعد يضفي بعض الظلام الخفيف على الممر , مشيت معاه للمصعد ونزلوا , جلست في كنب الإستقبال وراح جاسم يتفاهم معاهم عشان السيارة اللي بتوديهم لجورج تاون عاصمة بينانغ , وطبعا لأنهم في المسا قرروا يتمشون في المدينة شوية عشان يرجعون وينامون بدري لأنه لازم يروحون لحديقة الفاكهة والقرود من الصباح ...


*************************




 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدة الظلام سيدة الظلام العجيبة مدونات الأعضاء 27 08-21-2023 04:21 PM
عندما كان يُوسف ~ Night birde مواضيع عامة 3 04-14-2022 04:30 PM
إفيلا، الظلام والنُّور lazary قصص قصيرة 7 07-15-2020 05:09 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | فعالية WELKIN لوحات فنية وخط عربي 24 06-13-2020 04:46 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | المُشاركات. WELKIN لوحات فنية وخط عربي 11 06-05-2020 11:13 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 07:47 PM