••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2020, 09:01 PM   #1
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بـعد مرور أسبـوع آخـّر

كـّـانت جـّالسة في مقـهى قـريب من المـركّز التجـّاري ، تـّشرب قهـوة سـوداء سـّاخنة لتنشـطّ عقلـها قـليلا فلقدّ
مـّر يـومين لمّ تستـطّع النـوم و هي الآن مـّواصلة لثـمانية و أربعين سـاعة فـمنّ الطـّبيعي أن تـظهر تـلك الهـالات الـسوداء
تحـّت عينيهـّا أمـّا وجهها فـكّان شـاحّبا للغاية
، تنهـدّت بشرود و هي تـحركّ المـلعقة
فـلورا رفـّضت أن تستقـبل إتصـالاتها و لمّ تجّب أيضـا على رسـائلها ، إنهـّا خـائفة .. خـائفة جـدّا من إتـمام هـذا العـّرض
، لأن فـلور ستعاني بكّل تـأكيد فـعائلة غـلوري لنّ تقبل بهـّا و هي لنّ تـهنئ في عيشهـا أيضـّا
مـّاري تـّرغب و بـشدّة في الذهـّاب و إنقـاذها من بينّ بـراثـن والدهـّا لكنّ و في نفـّس الـوقت هي مـّـرتعبة و
بـغاية الـرّعب من مقـّابلته مجددا ، ما الذّي سـتفـعله ؟
لا تـملكّ المـال لسـدادّ الـدين و لا الجـرأة لمـّقابلة والدهّا مجـددا ، هـذه هي مـّاري الـطّفلة التّي دومـا مـا
إنّ تتفاقم الأمـور حتى تفـّر هـاربة تـاّركة كلّ شيء خـّلفها و هـذا مـا اعتادت فـلور على قـوله لهـّا .
وضـّعت رأسهـّا على الـطّاولة محـّاولة الحـّصول على بّعض الهـدوء ، لكـّن و من أينّ تـأتي الـسكينة و الطمأنينة
عنـدّما تـوشكّ فـلورا على رّمي نفسها في الهـاوية و بكّـل برودة أعصاب أيضا . فـمـّرت نصّف سـاعة و هي عـّلى حـّالتها تـلكّ ، مـغّلقة عينيهـا
صـّوت سـقوط شيء و ضحكّ إنتقل إلى أذنيهـّا ممـّا جـّعلها تـنزعجّ قـليلا ففتحّت عينيهـا الواسعتين لتنـظر إلى هـذا الشـخّص
الذّي يتسبب بكـّل هـذا الإزعاج ، كـّان شـّابا ربمـّا في نهاية العـّشرينيـات يـرتدي بـذّلة رسمية بـكّل إهمـال ، شـعّره البني مصّفف
بعـناية و يبدوا من النـظرة الأولى أنهّ زيـر نسـاء لأن و بجـاذبيته هـذه يستـطيع الحـّصول على كل شيء فهاهي النـادلة الأكثر جمـّالا
في المقهى تقتّرب منه محـّاولة
أخـذّ رقمّ هـاتفه و هـا هو يـجيب نـدائها بغـمزة من عينيه اللتين بلّون العـّشب ، همسّ بشيء ما في أذنها فأخذّت تـضحك بكّل راحة
و غـادّرت مـّبتعدة
، سمـّعت صـديقه يـّقول بـإحـباط
ـ تـّبا لا أمـتلك المـّال الآن سـّوف أعـطيك المـّبلغ عنـدّما أتقاضى راتبي الشـهري ،
ـ هـذّا لكّي لا تتحـداني في المـّرة القـادمة لأنني لا أهـزمّ ، إنّ أردّت فيمـكنني إعـطائكّ رقمـها فهي تبـدوا سـهلة المنـال على أية حـّال .
ـ من يـرى تصّرفاتك المـستهترة لنّ يصـدّق أنكّ سوف تتـزوجّ، إنــكّ فـعلا مخـادّع كايل ألا تـخاف أن تـّعلم خـطّيبتك ؟
ـ لا بـأس ما دمتّ ألم أقلّ نذور الزواج ّبعد .
وقفّت مـاري أمـامهّما فجـأة و الغـّضب يـعتريها ، إنهـّا غـّاضبة لأنهّ يـذكّرهـا بآرثر الذّي يـّرغب و بالنـّيل من أختهـّا فـلور ، لكّن على
غـّير النـادلة فهي لمّ تـذهب إليه بقـدميهـّا من أجّل إعـجاب بـّل لهـدّف أسمى و غـّاية أسمـى أيضـّا ، وجـهت إصـبعها نـاحية
المـدّعو بكايل و قـّالت بـعصبية شديدة
ـ أنـت ، من تـّظن نفـّسك لتـّلعب بقـلوب النسـاء ؟ أتـظن أنه لـدّيك الحـّق لفـّعل ذلك بـمجّرد أنك ّ تمتلك الـقليل من الجـاذبية ؟
أيهـا الأخـرق عـديم الإحسـاس لتشـكّر الله أننّي لا أعـّرف خـطّيبتك فـّلو كـّنت لذهبت و أخـّبرتها فـورا لتتـركّك،
لا أصـدّق أن شـخّصا مثـلك مقّبل على الزواج . هه مـّغفل
وقف كايل بـهدوء و هو يّصر على أسنـانه رافضّـا فقـدّان أعـصابه ،
جـذّبها من يـاقة قـميصهـا ليـظهر قـصّر قـامتها إلى العيـان ، قـال بـحدّة
ـ لا أظنـك تـّعلمين مع منّ تـتحدثين يـا طـّفلة لذّلك يـجّدر بـكّ الاعتذار و المـغادّرة على الـفور مـا دمـّت لا أزالّ محتفـّظا
بآخر ما تـبقى من هـدوء
زمـّت مـّاري شـفتيها بعـّصبية و دّفعته على الطـّاولة فـّسكب الـعصير فـوّق مـلابّسه التّي تبدوا باهظة الـثـمن
، وّضعت أصبعها أمام عينها ثـم أخـرجّت لسـانها بكّل سخرية كأنها تـّثبت له بأنهـّا فـعلا طـّفلة

ـ مـغفل أخـّرق ، إنّ رأيتك مـّرة أخرى مع زوجتكّ فـسوف أحـّرص على إخبـارها أيهـّا الأبله عـديم الإحسـاس .
استدارت إلى الخـّلف و ركـّضت بأقـصى ما تـمتلك من قـّوة ، حـّالمـّا إستعاد كايل تـوازنهّ صـّرخ بـّحـدّة و هـّو يـّراها قـدّ
إبتعـدت كثيرا عن مـناله
ـ أيتهـّا السـافـّلة ، تـأكـدّي أنني لن أتـرككّ تـنجين بـّفعلتك
إختبـأت مـّاري خـّلف زقـاق في زاوية حـّيث لا أحـدّ يستـطيع لمحّها ، جـّلست مـهـدأة نبضات قلبهـا المـجنونة مستـّغربة من
فـّعلتها الغـّير اعتـيادية تـلك . زفـّرت بغيض كل هـذا بسبب فـّلورا ،
/
وسـطّ تـلك الـغّـرفة المـّظلمة حـّيث لمّ يستـطّع نـور الصـّباح الـتّسـلل بـالـّرغم من تـلك ّ النـّوافذّ الكـّبيرة التـّي إحتـّلت مـّعظم الجـدّار
، فـّي ذّلك الـّسرير كـّان نـائمـّا و أنفـاسه المـضـطّربة هي الـوحيـدّة التـّي تـّدل على وجودّ كـّائن حيّ قـدّ يعيش بـهذا الـسكون المـخيف ،
شـّعره الأسـود الحـّريري قـدّ التصّق بـجبهته من شـدّة تّعـّرقه أمـّا وجـّهه فـكّان شـاحّبا لا أثـّر لـدّم به ، يبـدّوا و كـأنه يلفظ أنفـّاسه الأخيـّرة
بجـّانبه جـّلس شـّاب يـمسكّ بين يـّديه منـّشفة يـّضعها بكـّل إحـكام على جـّبهته و هو يتـأسف على حـّالة التـّي وصـّل
إليهـّا صـدّيقه الـوحيد ، إنهّ يـتألمّ لكّن لا يستـّطيع مسـاعدته سوى بـوجودّه جـانبه و هّل هـذا يـنّفع في حـّالته ؟
أمسـكّ الـشّـاب المـّريض بـطّـرف الـّسرير ثـمّ جـّلس بـما تـّبقى من قـّوة لديه ، فـأسّرع صـدّيقه نـاحيته و هو يثّبته بـعدّ أن وّقف
، قـّال بـنبرة قـّلقة
ـ ما الذّي تـظن نفسكّ فـاعلا في حـّالتكّ هـذه ؟
ـ إبتعـدّ عـني ، سـأذهّب إلى الـعمـّل
ـ هـل أنـت مـجّـنون ؟ لا لنّ أتـركك ، العـمـّل ؟ سـوف تـخّر سـاقـطّا ما إن أنـزعّ يدي من على كـّتـفيكّ و تـّقـول العـمّل ؟ لا مسـتحيل لا
ـ أنـّا لمّ أطـّلب رأيـكّ ،
ـ أريـدّ مصـلحـتكّ و أنـت أدرى بـذّلك فـلا تـجّعلني أستـعـمّل العـنّف لتستـّلقي هـذه المـّرة على الـسـرير إلى الأبد .
رفـّع مـعطّفـه الأسـودّ ثـمّ وضّـع وشـاحه حـّول عـنقه و إرتـدّي حـذائه بكل صـّعوبة ، نـّظر بـواسـطّة عينيه الـحـادّتين الـدّاكنتين
نـّاحية صـدّيقه و ابتسـمّ بـكّل بـرود ، فتـحّ بـاب الـشّقـة و خـّرج وسـطّ تـلك العـّاصفة الــثـلجية ، ضـّاربـّا مـّرضه و الجـّو عـّرض الحـائط
اصطدمت بـه فـتاة كـّاد أنّ تـسقطّه لولا أنه تـماسكّ في آخر لحـظة ، اعتـذّرت بأسـف حقيقي ثـمّ ركـّضـت إلى الأعـلى بينمـّا
أكـّمل هو طـّريقه نـاحية الأسـّفل غـير مـّعير مـا قـّلق صديقه أي إهتمـام


أحـّم ـ أحمّ
أبـّغى تـّعليقـّات بـّليـز و تـّوقعـّات شويـّتين





 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 09:12 PM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




الـ 500 مـّليون دّولار




صـّوت الـموسيـقى النــّاعمة فيّ وسـطّ ذلكّ الـليـّل كـّانت بـمثـّابة سيـمفونية لجمـّيع الحـّضور
جميـعهم باستثناء مـاري فـلمّ تعدّ أذنيهـّا تـّلتقـطّان شيئـا بـعدّ تـلك الـجمـّلة المـريبة الـتّي سمعتهـّا ،
و كـأنهـّا قدّ غّابت عنّ عـّالمهـّا فـّلم تستـطّع فـّعل شيء سـّوى البـّقاء في مكـّانهـّا بـّلا حـّراك ،
فجـأة فـتّح بـّاب الـغـّرفة و أنيـّر المكـّان لتظـّهر إليـزابيثّ التـّي مـا إنّ رأتّ وضـّع مـّاري المـّريب
حـّتى شـهـّقت بـصدّمة ، بجـّانبـّها كـّايـل و مـّعه رجـّل كـّبير في الـسنّ تـبدوا عليه الـصّرامة و
الـجـدّية
أمـّا مـاري فـمّا إنّ رحـّلت الـظّلمة التّي كـّانت تحـجّب عنهـّا رؤية صـاحّب هـذّا الـصّوت إستـدّارت
نـاّحيته و عينيهـّا قد أغـّرقت بـالدموع كعـّادتها ، لمّ يـكّن يـّفصل عنهّا و عنّ هـذا الـشـّاب شيء
ذّو شـعّر أسـودّ لامـّع إنسـدّل على جبّهته بـكّل عنفوان و حـّرية أمـّا عينيهّ كـّانتـّا مـّلتفـّتان بـّغموضّ
موقّد كـانتّا حـادّتين جـدّا و خـطّيرتـّان بينمـّا مـّلامحّ وجهه تـنـطّق بالـّرجوّلة و الجـّاذبية تـدّل على
الإنـزعـاّج و مـّاري فـّوقه يـدّيها على صـدّره و لا يـّبعدّ عنه بشّبر واحـدّ حيثّ أنّ أنفـاّسه الـباردّة تـّلفحّ
وجنتيهـّا ،
لابدّ أنّ الـله قدّ عـّاقبها لتـّفكيرها الـمنـحّرف في فـّضح آرثـّر و لذلكّ هي قـدّ وقـّعت في هـذه المـصيـّبة ،
سـمّعت صـّوت إلـيزابيثّ و هي تـّقول بـغّضب
ـ مـا هـذا الـذّي تـّفعـلانه ؟ نـّاي أخـّبرني ما الذّي تـّفعله لـّيـلة زفـّافي ؟
وضـّع نـّاي يـدّه حـّول خصـّر مـاري و جـذّبها نـاحّيته أكـّثر فـأّصبح وجههـّا غـّير ظـّاهر لـكّن
إليـزابيـّث لمّ تـنسى الفـتّاة التّي إصـطحّبها عـدوهـّا ، قـّالت بـصدّمة أكـّثر
ـ مـاري روبرت ؟ أنـتّ رفـيقة ويـّليـام ما الذّي تـّفعلينه بـحّق الـجحيم رفـّقة نـايت ؟
تنهـدّ نايتّ بـكـّل بـّرودّ ثـّم استقـّام فيّ جلّسته و نـّزع خـّصلات شـّعر مـّاري العـّالقة بـّزر قـمّيصه ،
فّي مـّعظم الأحيـّان إنّ سـأل نـّايت شيئـّا فـّهو لنّ يـجّيب و سـّوى يـّجدّ السـّائل فقطّ الصـمـّت كـّإنـذّار
لتـّدخله فيّما لا يـّعنيه لكّن .. لكّن هـذه المـّرة ابتسـمّ نايتّ بجفـّاء و قـّرر الإجـّابة بـكـّل لا مـّبالاة
و عـدّم اهتمام
ـ هـذّه خـطيبـّتي أنـّا و طـّلبت من ويـّليـام إحـّضارها مـّا دمنـّا قدّ قررنـّا أنّه لا يـمكّن لأحدّ اكتشاف عـلاقتنا بعد
وقـّف و جـذّب مـاري من ذراعهـّا لتـّقف هي أيضـّا ، كـّانت آثـار الصـدّمة واضـحّة على وجوههم
جميـّعـا دون إستثـناء و حـّالمـا تـداركـّت مـاري الـموقّف قـّالت محـّاولة الـتوضيح
ـ لا إنّـه أنـّا
عـمّ السـكونّ عنـدّمـّا انـحنى نـّايت بـطـّوله نـّاحيتهـّا و امتـّزجتّ شفتيهمـّا فّي قـّبلة عـمّيقة و
رومـّانسية جـّعلـّت ثـّلاثتهمّ تـّلجمهمّ الصـدّمة و يصّبحونّ عـّاجزينّ عن التـّعبير ،
و فّي نفـّس اللـّحظة دّخل ويـّليام إلى غـّرفة نـّايت بـّعدّ أن استعصى عليه إيجـادّ مـّاري ليبهّت
وجهه هو الآخـّر من الدّهشة ، قـّال الـرجـّل العـجوز بـحدة مستـدّركا الـوضّع
ـ دّعنـا من هـذه المـهـّزلة ، كـّايل إليـزابيثّ إنـزلوا إلى الأسـّفل فـضيوفكمـّا في إنتـظاركّم أمـّا
أنت يـّا نـّايت فـلي حـدّيث آخـّر مـعك .
خـّرج العـجوز و تـّلاه كـّايل الذّي يصّحـّب إليـزابـيث مـّعه بـعـنّف بـعدّ أن رفـّضت تـّرك المكـّان إلا
و هّي تـّعلم ما الذّي يحـّاول نايت الـوصّول إليه ، أغـّلق ويـّليـام الـبـّاب خـّلفه ثـمّ تـقدّم نـّاحيتهمـّا
حـّيث كـّانت تـّقف مـاري المـشدوهة ، نظــّر إلي نايت و قـّال بـهدوء محـّاولا الحّفاظ على آخر
مـا تـّبقى من أعــّصابه
ـ نـّايت أخـّبرني بـّصراحة ما هـذّه المـسرحة الـهزّلية التـّي قدّ قدّمت بـتّمثيلها تـّوا ؟
و رفقـّة من ؟ رفـّقة مـّاري صـديقتي
جـّلس نأيت على الكـّنبة حـّيث كـّان مسـّتلقيا قـّبلا غـّير مـّعير إي إهتمـام لإنفـجّار ويـليـام الذّي
نـادرا مـّا يحـدّث و وضـّع قـدّما على الأخـّرى ، قـّال بـلا مـّبالاة
ـ لا عـّليك يمـكّنك الـحصـّول على واحدة أخرى الـّليـلة كالـعادة
سـدّد ويـّليـام قـّبضته نـّاحية نـّايت الذّي تـفـاجئ لكّن هـذا لمّ يمـّنعه من صدّها أو التـّخلص من بـّروده ،
أمـّا ويـّليـام فـقـّال بـّعصبية بـّالغة و هو يّشير نـاّحية مـّاري التّي لمّ تستوعب شيئـا بـعدّ
ـ جـّميعهن لـكّ لـكّن هـذه لا ، إلا هـذّه .. إنهـّا فـّتـاة بـريئة فـلمـّاذا قـّمت بـحق الـسماء
في إقـحامهّا بـخططك الـغّبية ؟ أفـّق أيـهّا الأبـّله أفقّ من عـّالم أحـّلامكّ
ـ سـأسـامحكّ هـذه الـمّرة فـقطّ لأنّ الـصدمة آثـّرت عليكّ
صـّرخ ويـّليام بـّقهر و كـادّ أن يـّضربه لوّلا أنّ مـّاري أمسكّت بـقـّبضته ، وقفـّت أمـام نـايت
و نـظّرت إليه بـكّل تـّصميم و تـمعنّ
ـ كمّ ستـدّفع ؟ مـّقابل أنّ أصبحّ خـطيبتك الـوهمية كمّ ستدّفع ؟
صـدّم ألجـّمت لسـّان ويـليـام بينمـّا ابتسم نـايت بـّسخرية ، جميـّعهن متشـّابهـّات ..
أمسـكّ بكـأس النـبيذّ و إرتشف القليـّل ثـمّ قـال ببحة
ـ كمّ تـّريدين ؟
ـ 500 مـّليون دولّار و الآن
رمـّى نـّايت الـشيكّ عليهـّا بـعدّ أن كّتب الـّرقم بـلا مـّبالاة فـأمسكّته و هي تـشدّ عليه ،
لا بـأس مـا دامّ هـذا يـعني التـّخلص من الـعـّار الذّي يـّلاحّق أختـّها فـلا بـأس بأنّ تـّجثو على ركبّتيها
و تـطّلب المـّال ، لا بـأس ، قـال ويـليام بصدمة
ـ مـاري
ابتسمت مـاري و هي تـّعلمّ أنه و بـهذه اللـحظة قـاّمت ببيـّع كـرامتـّها و عـزّة نفسهـّا لكن ما
الذّي قـدّ تـّفعله غـّير ذلك ؟ لقـدّ حـّان وقتها هي لـّتضحي من أجـّل العـائلة ، قـالت ماري بـبلاهة
ـ لا داعي لتـعجـّب ويـّلي فـأنـّا فقطّ أنفـذّ وعـدّي ، بالمنـّاسبة لمّ نتـّعارف بـشكّل لائـقّ ..
أنـا أدعى مـاري روبرت جـّارة ويـّليام كمـّا ترى ، مـاذا عنك ؟
ـ نـايت آل لبير
حـّالمـّا قـال نـايت إسـمّ عـائلته اتسـعت عينيهـّا من الدهـّشة و الـصدّمة ، عـائلة آل لبـّير إنهـّا تلك
العـائلة المـّالكة ذّات الدّم العـّريق و النـّبيل تـّمتـلكّ البـنوكّ العـّالمية و تسيـّر السّوق و التـّي تمـّتلكّ
العـدّيد من المشـّاريّع المذّهلة و الفـّخمة ، الـتّي ثـّروتهـّا لا تـّقدر بالأرقـّام ،
أفـّراد عـّائلة جميـّعا مـّعـّروف عنـهمّ بالشدّة و الصـّرامة ، سمـّعت شائعات عنّ نايتّ منهـاّ
من يقـّول أنّ نـظرة من عينيه سـتـؤدي بـكّ إلى الجـحيم و الآن هي تتجـاذّب أطـّراف الحـدّيث معه
بـكّل سهولة كمـّا لو كـأنهّ ليس شيء يـذّكر ، ابـتسمّت بسـعادة و قـالت بدون أي شـعور
ـ تـعـال لتـّقـابل والدي ، سيـجّن بكل تـأكيد
أمسـكّ ويـليـام رأسهّ غـّير متـّقبل لمنحـى الأحـدّاث و إسـتلقى ببـطء على الكـّنبة المـقـابلة لهمـّا ،
لمـاذا أحـّضرها إلى هنـا ؟ ما الذّي ستقوله سيدة فرانسيس عنـدّما تـّعلم بهـذا ؟ لـقدّ أخـذّها فقطّ
لتـّخرج من تعاستها و تشـّارك الـعالم أخـّباره لا أنّ تـخطّب من نـايت ، إنّ كـان شخصّا لطيّفا لكـان
هـذا ليّسره لكنّ نـايت نـقيض الـلطـّافة بـأكملها ، هو صـدّيقه و لا يتـحمّله في كـّثير من الأحيــّان إذن
مـاذا عن مـّاري ؟
مـاّري الـفـّتاة اللـطّيفة ما الذّي قـّالته تـوّا ؟ كم تـّدفّع ؟ 500 ملـيون دولار ؟ لتشـّارك من في هـذه
المسـّرحية الفـّاشلة التّي ألفها ذلك الـغـّبي ؟ قـّال بـأسى
ـ لا أصـدّق ، أحتـاج إلى طـبيب نفـساني
ضحكـّت مـّاري بـتّوتر و هي لا تـعّلم مـاذا تـّفـعّل الآن ؟ تـّريد أن تـّركض مـّسرعة إلى
والدّها لكّنها خـّائفة من نـايت ، جـّلست على الكـّرسي ثـمّ تنحنـحّت قـليـلا .. قـّالت بـّصدق
ـ أنـا آسفة ويـليـامّ لمّ أكن أريـدّك أن تخـطئ الـظّن بي لكّنني و في هـذه الـفّترة بـحاجة عـّارمة
للمـّال و لا يـهمّ كـّيف أجـّمعه ، لـذّلك أريـدّكمّا ألا تـظنا بـي سـوءا فـأنـّا لـّست كمـّا في ذهنـكّ
على الإطلاق ،
ـ مـاري ؟
/
في نـّفس الـليـلة تـّوقفت سيـارة أجـّرة أمـام مـنزل روبرت لتـّخرج مـّاري منهـاّ و هي تـحمـّل
بين يدّيهـّا حـقيبتين سـوداوتي الـلونّ ، رّنت الجـّرس ثـمّ إنتـظرت قـليلا و قـّد عـّلت نـّظرة الـعزم
مـلامحّها ، فـتّح الـباب لـتـّظهر فـلورا بجّسمها الهـزيل و شـحّوبها الـغّير طبيعي
تجـّاهلتها مـّاري نـّظرا لقـرار والدّهما الـصّارم بـعدّم رؤية بـّعضهما الّبعض من الآن
فـّصاعدا و إنّ تـجّرأت إحداهمـّا فـستـدّفع الأخرى الـثّمن غـّاليـّا هـذّا مـا وضحّه خلال كـّلامه
الفّترة الـسابـّقة ،
دّخلت إلى المنـزل و نـادّت والدّها ، أتـى من الطـّابق الـعـلوي و على وجهه الـضـجّر و الـعبوس ،
رمـّت مـّاري الحـقيبتين في الأرضّ و قـالت بـتصميم
ـ 500 مـليون دولار ، الآن أعـدّ أخـتي إلي
رمقـّها سيدّ جوناثان ببـرودّ ثـمّ نـزل لفـّتح الـحقيبتين لابدّ أنهـّا تـمزحّ فلا يمـكّن لأي أحـدّ أن
يـجمع 500 مليـون دولاّر خـلال ثـلاثة أيـّام لكنّ مـا إنّ فتحهمّا حتى سـقـطّت ذراعيه جّانبـا
و هو لا يـزال منـّدهشـّا
ـ إنـّه مـال حـقيقي ألـيس كذلك ؟ لـّيس مـزورا ؟ لـيس مـسّروقـا ؟
نـظّرت إليه مـاري بـكّل حقـدّ ، لـّقد سلبهّا الشعور بدفء العـائلة و سـّلبهـّا حقّها في العـّيش بجـّانب
أختهـّا أمـّا الآن فـشبابهـّا و أحلامهـّا جميعـّا ، حـتى و إن بـكّى دمـّا لنّ تسامحه ، قـالت بإحتـّقار
ـ نـعمّ ليس مـّسروقـا فـلا تـّخف
ـ كيـّف حصّلت عليه ؟
ـ ليـّّس مهمـّا ، المـهم أنّ ديـونّ سـتّدفع و الـصفقة مـّلغـاة أمـّا أخـتي فستعودّ معـي
و أنـّت من الآن فـصـاعدّا ممـنوع عليك الـحدّيث أو الكـّلام معـها كمـّا وعدّت تـماما . هيـا فـلورا
كـّانت فـلورا تـّقف منصـدّمة من كّمية المـّال المـّلقـاة في منـّزلهم الـصّغير هـذا ، ما الذّي قدّ فـعلته
مـّاري لـتحّصل عليه ؟ ، استقضت من صدّمتها عندمـا وجدت مـاري تسحبهـّا معهـا ، صـّرخت فجـأة
ـ اتركيني
تـّوقفت مـاري عن سـحّبها و استدارت لتـنظر إليهـا حيثّ كـانت فـلورا مـّرتعبة و خـائفة ،
ليّس بـّسبب المـال لكّن لشيء آخـر تكتمـّه في قـّلبها بينمـّا كان جونـاثان يـّراقب إبنتيه
بـقلة حـّيلة فـأكـثر ما يـهمه هو المـّال و وعـدّه هو مـجّبر على تنفـيذه لـذّا لا حـّيلة له ، قـالت
فـّلورا بـتصميم
ـ سـأبقى هنـا
تـركّت مـاري ذراعّ أختهـّا بـعدّم تصـدّيق جميـّع ما عـانته في طـّريقها لجّلب المـّال هي لمّ
تقدّرها و لمّ تـحـاول الذّهـاب معهـا ، أكمـّلت فلورا كـلامها بـّتوتر و هي تـّرى ملامحّ ماري المـتـألمة
و المصدومة
ـ أنـا لا أستطيع المغـادّرة آسـفة مـاري فـّعلا ، لقدّ إعتدت العيش هنـّا و لا أريدّ الـرحّيل إفـهميني
أرجوك ، أنـا أنــا لا أستـطيع
ابتسمت مـاري بـهدوء ، رغـمّ كـل شيء هي لا تـزال مـكـّروهة من قـّبل عـائلتهـّا ..
لقدّ حـّاولت مـّرارا و تـكرارا أن تـّثبت نفسها كـفّرد من عـائلة روبرت ، منـذّ نشـأتها لكنّ الآن
و هي تـّراهم يـنظرون نـاّحيتها بـعدّم تصديقّ و يتـفادّيان عينيهـّا ، كيـفّ ستشعر ؟ ،
دّمعت عينيهـّا ثـمّ رحـّلت بـدون كـّلام . و هـذه المـّرة للأبد دون عـودة
فتحـّت البـّاب و أغـّلقته خلفها بـكل هـدوء ، تـّقدمت فّي خـطّواتهـّا قـّليـّلا ثمّ تـّوقفت .
ضحكـّت بـّخفوت و الدّموعّ قدّ أغرقتّ عينيهـّا الزجـّاجتين فـّظهـّر ألمها، قـّالت بهمسّ
ـ حـّتى أنتّ يـّا فـّلور ، حـّتى أنـّـت تـّخليتّ عنّي
أكمـّلت طـّريقهـّا بدون وجـّهة ، كيـّف سيكـّون إحسـّاسكّ عنـدّما يتـّخلى عنكّ جميع أفـّراد عائلتك ؟
عنـدّما تـّفعل المسـّتحيل من أجـّل سـّعادتهمّ ، عنـدّما تـّضـّع حيـّاتكّ أنت على المحـكّ لأجـّلهم لكّن
فيّ النهـّاية همّ يـّرمونـكّ كمـّا لو كـأنّ وجودّك أو عـّدمه سيـاّن .
/



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 09:12 PM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






كـاّن جـّالسـا في غـّرفة المـعيشة على الأريكة يـشاهد فلمـّا كوميـدّيا و هو يـأكّل رقـائق الشيكـولاطة
بينمـّا هـو مـّبحـّر في ذّكريـاته ،
ـ قـّبل يوميـّن ، في مقـهى عـامّ كـعـادّته كـان ينتـظر حـّضور صـدّيقه ليستمـّع منه إلى تفسيـر
مـعقول بـعدّ حـادّثة الحـّفلة التّي لا تـزّال لـغـّزا للجميـّع و بينّ يدّيه كـّانت صّحيفة اليومّية حـّيث كـّتب
بـلونّ كـّبير في الصّفحة الأولى ـ كشـّف عن عـّلاقة نـايت آل لبيـر بـإحـدى الفتيات المـحـّليـات ـ قـطّب
بـانزعاج فدوما ما تـّبالغ الصحافة في سّرد الأحـداّث ، سـحّب نـايت الكـّرسي و جـّلس كـعادّته بثـّقة و
كبـّريـاء ، تنهـدّ ويـليـام ثمّ قـال بـهمس و هو يـّلوح بالجريدّة أمامه
ـ لتـبدأ الـشّرح يـا سيدّ
ـ لمـا لا تـبدأ أنت أولا ؟ أعنـّي ويـّليـام ما سـّبب إنتقـّالك لحّي قـذّر مثـل ذاك ؟
نـظر إليه ويـليـام بـّغيض ، لا يـّحب أن يـتـدّخل أحدّ في خصوصيـّاته و لا أنّ يـسـأله أحدّ عن سبب
أفـّعـاله و نـّايت يـّعلم هـذّا جيـدّا لكّنه يـحـّاول إثـارة أعـصابه و إبـعـادّه عن الموضوع الـحقيقي ،
ـ كمّ مـرة أخبـّرتك أن لا تّضع جـرذانكّ حولي ؟
ابتسمّ نـايت ببـرودّة و رفّـع يدّه ليـطّلب من ذلك الـنـاّدل كـّوب قـّهوة سـوداء بـلا سـكّر سـاّخن كـّمّ
يستمتـّع عنـدّما يـّفقد ويـليـام أعـصـابه ، قـال بـبحـّة
ـ لـيسّ أنت من وضـّعت جـرذاني الـصّغيرة حـّوله و إنمـّا حـّول فـتاتي الـصـّغيرة ذات الـ 500 مـليون
دولارا
ـ مـاري ؟ أتـقصدّ مـاري ؟
رمـّقه نـايت بـحدّة و هو يـّرتشف الـقليل من الـقهوة ، ابتسم ويـليـام بـبسـاطّة دلالة على استدراكه
لسؤاله الغبي فـأكمـّل نـايت حـدّيثه
ـ تـلكّ الـطـّفلة لقدّ أخـذّت 500 مليونـّا و وضّعتهـا في رعـّاية والدّها لتّخلصه من ديونـّه يـّالها من مثـّال
يـحتـذّى به ،
رمقه ويليام بكل دهشة و صـدمة ، لـدّيهم دّيون بـقيمة 500 ملـيون دولار ؟ لـوّ أخبـّرته لكـّان سعيـدّا
في إعـطائها الـمـّال و بـدّون مقـابل أيضـّا فـلمـاذّا لجـأت لنـايت ؟ عنـدّما رأت الـفرصة المنـّاسبة طـّلبت
منه المـّال مقـّابل تـمثيلية سـخيفة حتى الآن لا يـّعلم الـغاية منها ، تـذّكر كـلمات مـّاري عنـدّما كـّانت
تتـحدّث عن فـارس أحلامهـّا كـّيف سوف تتـمسكّ بـه و لنّ تتـركه الآن مع هـذه الخـطّبة المزيفة كـّيف
ستـحصّل على حـّبيب أول ؟ تنهـدّ و نـظّر إلى نـايت ، قـال بـيـأس
ـ حـتى لو ، نـايت أنـتّ على وشـك إدخـال مـاري في حـّرب هي لا تـّقدر عليهـا لذّلك أرجوك أبـحّث عن
إمـرأة أخـرى تـكون أكـّثر قـوة و أكـّبر مـقدّرة في التـحمـّل و الـصّبر
ـ فـّات الآوان على ذلكّ بمــّا أنني تـحدّثت مع جـدّي بـخصوصّ هـذا المـّوضوع ، كمـّا أنّها مـجّبرة على
التـحمل سواء أرادّت ذلك أم أبـتّ لا يحـّق لها التـّفوه بـأي شيء بـعدّ تسديدي ديونهـّا
ـ نـايت إعـتّبره تّبرعـا خيـّريـا فـكلانـّا نعـلمّ أن مـّبلغـا كـهذا لا يـعني شيئـا لكّ
رمـّقه نـايت ببـرودّ حـتى لو إستـطاع فـّلن يـّفعل ، فسـّبق و قدّ إقتحـمـّت حيـاته و لنّ تـخرجّ بنفس
الـسهولة التـّي دّخلت بهـّا ، وقـّف و قـّال بهدوء
ـ لدّي عـمّل لذا أكـّلمك لآحقـا
/
بـّعـد مـرور يـّومين على إنتهـاء حـّفلة زفـّاف كـّايل و إليـزابيث الأسطـّورية
بـعدّ انتهاء جميـع محـاضراتهـا لهـذا الـيـّوم إتجـهت إلى مقـر عـملهاّ ، ليـس بالأمـر المـذّهل فـعـملها
يتـمّثل بـكونهـّا نـادلة لأحـدّ المـطاعـمّ الـعـادّية ، قـّررت بـعدّ تـفكير عـميق أنهـّا لا تـستطيع إنتـظارّ
عـامين من أجـّل تـخرجّها و تـوظيفهـا كـمعـلمة للغـة الـفّرنسية لتـبدأ بـتسديد الـ 500 مـليون لهـذّا رأت
أنّ تـجمّع و لو الـقليل من المـّال ابتداء من الـبارحة
إرتـدّت ملابسهـا الرسمية المـكّونة من قـميّص أبيـّض بأكمـام و تـنورة سـوداء لحـدّ الـركبة حيثّ أن
مـالكّ المـطّعم يحـّاول تـقـليدّ الأسـلوب الإيـطالي ـ الـفّرنسي بـطّريقة لا يـفّهمها الـعـاملون و لا حـّتى الـزبـائن .
نـظّرت إلى اللـوحة الـكبّيرة التي تـّعـلو المـكـّان كـّان قـدّ كتب عليهـّا بـخـطّ كبير منسّق و جمـّيل مـطّعم
بـاستا الـمبتسمة ، وقفّت هي بالـخـاّرج حـّاملة عدّة منشـورات تـوزّعها على المـّارين بمنـّاسبة
الكريسماس القـريبة يـّقيم السيدّ باولو أطـّباقـا جديدة و تـخفيضـّات ،
ـ يـال حيـاتي التعيسة
رأت أحـدّ رجـّال مـارين بدا مـّريبـا لها يـرتدي معـطّفا أسود بالكـّامل و يـّضع نـظارتين بالرغمّ من أنهّ
فـصل الـشتـاء ، قـطّبت و رمـّقته بـكل إستغـّراب حـتى دّوى فـجأة صوت فلاّش كاميـرا ممـّا جّـعلها
تستـّغرب أكـّثر ، لمـّا يـلتقطّ لها صورة بالـرغم من أنها ليّست بذلك الجمال المدهش ؟
أتى رجـّل آخر و قـام بإلتقـاطّ صورة ،نـظرت إلى المـطّعم ثّـم عـادّت بـنظراها إلى أولائك المصـورين
حـّتى وجدّت أن عـددهم قـدّ تضـاعف ، ابتسمت ماري بفّرح و هي تـركّض عائدة إلى الدّاخل
ـ سيـدّ بـاولو ، سيـدّ بـاولو
خـّرج سيدّ بـاولو من الـمطّبخ و هو مقـطّبا حـاجّبيه دلالة على انزعاجه من صـّوتها العالي الصـاّخب ،
وقـّفت مـاري أمـامه و قـالت بسعادة
ـ سيدّ باولو هنـاك العـديد من الصحفيين الذّين يـلتقطون صّورا لمـطّعمك سـوّف تصبحّ مشهورا .
خـّرج بـاولو مسـّتغربـا يتفحّص الأمر و بـّرفقته عديد من العـامّلين ، حـّالما فـّتحوا الـباب دّخل العـديد
من الصـحافيين متـدافعين فيما بينهمّ حتّـى وصـلوا أخيـرا إلى مـاري الـواقفة بكـّل حيـّرة ، إنّ كـانوا
هنـا من أجّل المـطّعم فـلماذا تجاهلوا السيد بـاولو ؟
ـ آنسة مـاري روبرت ما هي عـلاقتك بنايت آل لبير و كيـّف إلتقيتما ؟
ـ هـل صحيح أنّكما مخـطوبان و منذّ متى ؟
ـ كـّيف رضى سيـد نايت آل لبير بـتـكوين عـلاقة غـرامية مـعكّ أنـت شـابة ذّات المستوى المعيشي
الـمحدودّ و الفـقير ؟
ـ هـّل قـمت بابتزازه ؟ إغـّوائه ؟ ما الذّي فـّعلته كيّ تـّحصّلي على مقـّعد الذّي كافحتّ من أجـّله أفـّضل
النـّساء ؟
نـظّرت إليهم مـّاري بـعدم استوعـاب للحـظات ثـمّ ابتسمت بـإرتـباك بينمـّا هي تـهز يدّيها أمـامهـّا ذات
الـيمين و الـشمـّال دلالة على الـتوتر ، قـالت متلعثمة
ـ لا .. أعني أنـا ، حسنـّا .. نـايت هو كمـا تـعلمون ، إنـهّ ذلك .. أجـّل نوعـّا ما .
استـدارت و ركـضت بـأقصى ما تمتلك من قـّوة نـاحّية المـخـّرج الـخاّص بالعـمال فـوقّف سيدّ بـّاولو أمـّام الـمخّرج
رفقّة العمـّال مـّانعّا إيـّاهم من التـّقدم و قـد ّ صـّرخ بـّلكنة إيـطالية حـادّة نـّاحية ماري
ـ اسـّرعي بالمغـّادرة
لكـّن ذّلك لمّ يمنعـّهم من إيجـّاد طـّريقة أخـّرى خـّرجت إلى زقـاق مـظلم و خـّلفها الـعديد من
الـصـحافيين ، تـّسلقت سـلمّ الـطوارئ و صـعدّت إلى الـسقف ثـمّ أخـذّت تـركّض مسرعة و هي تـّنـظر
خـّلفهـا لم تـستـطـع أن تـضلل أحـدّا ،
نـّظرت إليهمّ ، كـّان عـّددهم يـّفوق العشـّرة و جـّميعهمّ يـحمـّلون أوّراق و قـّلم أمـّا الأقلية فكاميـّر
ا كبيـّرة تسـّاعد على تصـّوير كـّل شيء .
بـّلعت ريـّقهـّا بـّصعوبة و هيّ تتخـّيل ردّة فـّعل نـّايت مـّا إنّ تـّمّ أخـذّ مقـّابلة بـدونّ عـّلمه ؟ قدّ يسـحّب
المـّال و قـدّ يـّقومّ بشيء أسوء من هـذّا فـّهو ليّس بالشخًّص الـلطّيف . همسّت بّقلق عـّارم
ـ سّوف يّقتلنّي
فجـأة أعترى العـّزم مـّلامحـّها و هّي تنـّظر إلى الأسـّفل ، ابتسـمّت بتـحدّي و عـّادت تنـّظر نـّاحية الصّحافيينّ ،
لـّن تـّدع الـ 500 مـلّيون دّولار تـّضيعّ من بينّ يديّها حـّتى لو عـّنى ذّلك القـّفز من الـطّابق الثـّالث .

انتهـّى الشـّابتر ـ أتمنـى يـكونّ في المسـّتوى ـ



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 09:14 PM   #4
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




لقـّاء بـوالدّي في القـّانون





فـّي تـّلك اللـحظة انـّتاب مـّاري تفكـّير جـّنونّي بالقفـّز ، من الطـّابق الثـالث نـّاحية الأسـّفل غـّير مـّعيرة
عـّواقب أّي اهتمام يكفيّـها فـكـّرة أخذّ الـ 500 مـّليونّ دولاّر من بينّ يدّيهـّا و يكفـّها فـكّرة تـّخلي نـّايت
عنهـّا و ضيـّاع فـّرصتهـّا في تسـّدينّ دّيون والدّها ،
عـّقدت العـّزمّ و قفـّزت بـّجنـّون و هـّي تصـّرخ ممسـّكة بـطـّرفة فستـّانهـّا ، لتـّسقطّ على حـاّوية القـّمـّامة
فـأسّرعت بالوقّوف و الـّخروجّ سـّعيدة لأنهـّا نـّجت من المـّوت الـحتـّمي ، لكـّن و بـعدّ خـّروجّها تـّعثرت
بقّشرة مـّوز فيّ الأرض فـّسقطّت على وجـّهها بـكـّل قـّوة ، سمـّعت أصـّوات المـّراسـّلين و همّ يـّتذمرونّ
بـكـّل أسى
ـ لا مسـتحيل.. المقـابلة الحّصرية
ـ كيـّف تـمّ هـذا ؟ آنسة مـاري هل كـّنت تـمارسين ريـاضة الجمـّباز في صـّغرك ؟
وضـّعت مـّاري يدّها على قـّلبهـّا و هـّي جـّالسة على الأرّض لا تـّقوى قـّدميهـّا على رفـّعهـّا ، فجـأة أتـّى
رجـّل مـّا من الخـّلف و قـّام بـّحمـّلها من خصـّرها مسـّاعدا إيـّاها على الوقـّوف ثـمّ اختفيا خلف زاويـّة
فّي زقـّاق مـظّلم ،
ـ تـّبـا لقدّ إختفت ، لننقـسمّ هيـا لنّ أدّع مقـاليّ يـرحّل عني بهذه السـهولة
تنهـدّت ماري بـراحّة بـعد أن رحـلوا ، استـدارت هي تـشكـّر منقـذها لكّن الكـلمّات أبت أن تـّخرج ، لـمّ
يـكنّ سوى كـايل .. الشـّاب الذّي لا تـّرغب أبدا بـاللقـاء به مجددا ، قـال بـهمسّ
ـ كـنت متـأكدا أنني أعـّرفك ، فتـاة المـقهى سـأخبر زوجتـك أليس كذلك ؟
رمقـته ماري بنفور و أبـعدّت ذراعه عنهـّا مبتعـدّة بـعدّ أن تـمتمت بـبضعة كلـمّات شـكّر لكـّن كايل لمّ
يـتركّها و شـأنها بّل صـّار يسير بجّانبهـا و على فـمه ابتسـامته الخـبيثة المعهودة
ـ أردّت أن أتـأكدّ بنفسي من خـطيبة نـّايت بـعيدا عن الإشـاعات
ـ أهـا ؟ إذّن بـعدّ تـأكـدّك أيمـكنكّ الـرحيل ؟ لأنه لـدّي عمل مـهم كمـّا تـّعلم
تـّوقف كـايـل أمـامهـّا و نـّظر إليها من الأسـفل إلى الأعـلى ثـمّ هـز رأسه نفيـّا دلالة على أنه لا
يصـدقهـّا ، نـايت من المـستحيل بـل من سـّابع المـستحيلات أن يـتـخـذّها كـخطيبة لأن ذّوقه لا مثـيل له و
هـذه الفتـاة تـبدوا كالـمتسولين تـماما ، قـال بـشكّ
ـ مـتى إلتقيتمـّا ؟ و كيـف تـمّ الـلقـاء ؟
ـ لـست مـضّطرة لأن أجـّيبك ،
ـ أنـّا ربـما لا لكّن مـضـطّرة لـقول الـحقيقة في النهـّاية ، كمـّا أنني لمّ أتي لأراكّ فقـطّ بل لأخـذّك مـعي
أيـضـّا ، فـقدّ طـّلب الـجدّ بـحضـّوركّ شخصيـّا
ـ حقـّا ؟ أنـا لا أصـدّقك
ـ و أنـا لا أصـدّقك أيضـّا بـهذا نـحن متعـادلان لـذّا تـعالي مـّعي
تنهـدّت مـاري و القـّلق يـعتريهـّا، كـّايل بذات لا تـستطيع تصـديقه .. بـعدّ مشـاحناته مع ويـليام قـدّ يكون
هـو الـعـدّو الذّي يـجّب عليها الإحتـراس منه لكّن مـادامّ هـذا طـّلب الـجدّ فـلا تـستطيع الـّرفض ،

استـنتـجّ من خلال صـمّتها أنـها مـوافقة لذّلك سـّار أمـامها و هي خـّلف بـكّل بـطء ، إتجـها إلى سيـارة
سـوداء مـركّونة قـريبـّا و مـضللة أيـّضا .

/

تـلكّ الـليـلة كـّان الـقـّصر مـّظلمـّا على خـّلاف يـّوم الـحـّفـلة لـمّ يـكّن هنـاك أي أثـّر للحيـّاة بـهّ خـّالـيـا و
مـوحشّـا ، مـرّعبـّا و مخـّيفـا حـّيث يـعيش أفـرادّ أسـرة أل لبير
أشـهـّر عـّائـلة عـّرفـتها لـنـدّن و أمريـكـّا بـأكـّملها ، يـتولى الجـدّ قيـادّتها و تـّسير الـسوق كمـّا يشـاء و
إبنيـه أيضـّا . بـّلعت مـاري ريـّقهـا بـّتوتر ثـم إنـحنـتّ لـتفـركّ ركـّبتيهـّا ، تـقـدّم كـايـّل منهـّا و نـظّر إلى
سـاقيهـا قـال بـسـخرية
ـ بالمنـاسبة الـقفـّزة لـّيست سيـئة أبـدا ، حينـمّا رأيـّتك أكـادّ أقـسمّ أنكّ كـّنت تـطيرين
ـ هـذّا ليس مضـحكـّا لقـدّ كـنت في مـّوقف حـّرج فـعلا و كّان عـقلي فـّارغـّا لذّلك لمّ أحّـاول أن أفـكّر
أبـدّا فـأسـّرعت بالـقفـز
ـ مـجنـونة
نـظّرت إليه مـاري بـغـّضب فضـحكّ ، أخـّرج مـنـديله من جيبّ قـميصه و مـسحّ بـقعة الـوحّل على
وجـهها ثـمّ مشـطّه الـخّاص و قـام بـترتـّيب شـعـّرها الأشـّعث قـليلا ، إن رأى الـجدّ مـّاري في هـذه
اللـحظة فـحتمـّا سيـصّاب بسـكتة قـّلبية ، تـبدوا فـعلا كالـشحـاذين
تـّبعته و هـذه المرة لمّ تلتـفت لتـلكّ الـتحف الأثرية الثـمينة أو تـلكّ اللـوحات الـمشهورة، نـظّرت بقـّلق
نـاحّية أحـدى الـغـّرف في الـطّابق الـثاني حيـّث كـّان يسـّمع صـوت خـطواتهما الـهادئة ، قـّالت بـتوتر
ـ كـايل ، سـأنـادي نـايت
ـ لا فـجدي يـّرغب في رأيتكّ لـوحدكّ
ـ لكّـن ، أريـدّ نـايت
تـّوقف أمـّامهـّا فـظهر طـّوله الفـّارع ، إنحنـى نـاحيتها و وضـّع ذراعيه حـّول كـّتفيها حيّث لا تـّبعدّ عنهّ
سـوى سنتمتـّر أو ثلاثة ، كـّان شـّعره مـّرفـوعـّا بـكّل أنـّاقة للأعـلى فتـّظهر عينيه النـاعستين و
الـخبيثـتين ، قـال بهمـّس سـاحّر
ـ ألا أكـفيكّ أنـا ؟ لمـّا لا تــتّركي نـايت و تـأتي إلي ؟
وضـّعت يديهـّا على وجههـّا بـخوف عنـدّما إنحنى أكثـّر لكـّن سمـّعت صـّوتـا آخـّر ، أنثوي و ذّو نـعومة
صـّارخـة تّضع مـّاري جـّانبا
ـ كـايل ، تـّوقف عن المـزاح مع الفتاة الصـغيرة
ضـحكّ كـايل و إقترب من إليـزابيثّ ثـمّ أحتضنها بـخّفة ، نـظرت إليهـمّا ماري بـعدّم تصديق كـّيف لها أن
تـّرى زوجها يحـّاول تقبيل إمـرأة أخرى و لا تـزاّل مبتسـمة ؟ تـأففت مـّاري بـّضيق من وجودهـّا
بجانبهـّما و اسـتغلت انشـغالهمـّا ببعضهما البعض لتـّدخل إلى نفس الغـّرفة التي كـّان بها نايت سـّابقا

لمّ تـستـطّع أن تـّرى شيـئا فـالظلام دامّس و الـبرودّة تعّم الأرجاء كمـّا لو كـأنّ هذه الـغّرفة ليست جـزءا
من هـذا الـقّصـّر ، اقـتربت ببطـّء و وّضـعت يديّها على الأريكة .. خـائّفة من نايت لكّن مـّرتعبة من
الـمواجهة لوحـدّها ،
سحـّب ستـائر نـافذة التـّي تمتدّ من أعلى الجـدار إلى أسـّفله و ظـّهر ذلك الـقمـّر الذّي ينـّير سـماء فـأنـّار
بـدّوره القـليّل من أرجـاء الـغـّرفة ،
كـّان واقفـّا بـعيدّا عنها لمّ يشعر بدخولهّا و يـطّغى حوله هـّالة من بـرودة و تعاسـّة بـطّريقة مـّا ، عينيـّه
الحـّادتين قـدّ خفتّ خـطّرهمـّا و همـّا تراقبـّان لمـّعان الـنـجّوم بينمـّا تـّقوس حـاّجبيه قدّ اختفى فكـّان
وجهه تبـدوا عليـّه ملامـّح حـّزن عـمّيق ، شـّعره الأسـودّ الحـّريري انسـّدل على جّبهته بينمـّا بضعة
خصـّلات تتّراقّص مع الـّريـاح كـأنهّ أميـّر من العـّصور الـوسطّى .
حينهـّا تسـّللت أفـكاّر عـدّة إلى رأسهـّا ، لمـا يعيـش وحيـدّا ؟ لمـّا هو هكـذا ؟ ما سبّب حـّزنه ؟ استـدار
بـهدوء و بـّرودّ قدّ عـاّدت نـظّرته الـخطيرة إلى عينيهّ ، قـّال بـهدوء
ـ ما الذّي تـّردينه ؟
ـ نـايت ، سيـدّ نـايت .. لقدّ أحضـّرني كـّايل لأنّ سيدّ آل لبيـر يـريـدّ مقـابلتي و أنـّا لا أعـّرف كيـّف
أتـّصرف
تنهـدّ و تـقدّم نـّاحيتهـّا و عنـدّما وصّل فتّح في نفّس اللـحظة بـّاب غـّرفته بكل قـّوة ليـّظهر كـايّل الذّي
يبـدو عليه الـغّضب ، لمّ يتـّوقع وجودّ نايت هنـّا بالمنـّزل فـهو لا يـعودّ إلا نـادّرا ، نـظّر إلى مـاري التّي
اختبـأت خّلف نايت . زفّر بـغّيض
ـ جـدّي يـّريدّ رؤيـة ماري لذا دّعني أخـذها
رمقـّه ببـّرود ينـّافس الصـقيع في شدّته ثـمّ إرتـدّى قـميصه بـعدّم إهتمـام و أمسـكّ بيدّ مـاري ، كـادّ أن
يـمّر لولا أنّ كايل وقف في طـّريقه و هو يـّقول بحدّة
ـ ألم ّ تسمّع ؟ هل أنت أصمّ ؟ لقدّ قـلت لكّ أن جـدّي يـريدّ رؤية مـاّري و لوحـدّها
تقـدّم نـايت ناحيتهّ ثم همس بشيء في أذنه جـّعل كايل يـجّفل ، نـظّر إليه بـحقدّ و استدار عـائدّا من حّيثما
أتى ، سـّارا في رواق طـّويل ثـم تـّوقف عندّ المصـعدّ ، ضغـطّ على زّر مـّا و فـّتح ليدّخل الاثـنين ،
ـ نـايت هـّل هو مـّوافق مبـدئيا ؟
لم يجب كعادته فهو قليل الكلام لا يتحدث إلاّ للحاجة ، فتـح المصـعدّ فظـهر رواق طـويل و عـّريض يمتـدّ
إلى غرفة وحيـدّة فقط ، اتجـه إليها نـايت و دّخل خـّلفه ماري
مكـّتب كبيـر و تـحّف فنية مع مكـّتبة واسـعة و تشـمل جميع الميـادين ، في كرسي جـّلس عليه رجـّل
تبدوا عليه صّفـات الصـّرامة و الحـكّمة ، لهّ أنف سليل كالسيـّف و بـّشرة بيضـّاء لمّ تـخلوا من
التجـّاعيد مـّع طـّول فـّارع ظـّهر عليه و بالـرغم من جلوسه

تـقدّم نـايت ناحيـّته و لمّ يكنّ مبـاليـّا بهـالة الكـّبرياء و الجدّ التي طـّغت على المكـّان بـأكمله ، جّلس
على أريكة منفردّة ثـمّ قـال ببرود
ـ لقدّ سمـّعت من كـايلّ أنك طـّلبت رؤية خطيبتي ، فهل هنـاك خطـّب ما ؟
ـ أريـدّ رؤية خطيبة إبن ابنتـي فـهل يستدعي ذلك خطبـا ؟
رمـقه نايت بحـدّة و قـدّ صـّار رفـّضه التـام لهـذه المقـابلة واضحـّا تمامـّا فـبادّله جـدّه نـظرات بنفس
الحـدّة و الخـطّورة ، اقـتربت مـاري بـتوتر عـاّرم و هي تـّنفض الغـّبار عن ملابسهـّا ، انحنـتّ بلبـاقة
للجـدّ و هي تمسـكّ بفستانهّا من الجـّانبين ، و قـّالت بإرتبـاك
ـ مرحبـّا أدعى مـاري روبرت و إنـّه لشّرف لي لقـّائك وجهـّا لوجه سيـدّ آل لبير
ـ بالـطّبع سيكونّ شـّرفا الآن دّعنـا من التـمّلق و لنـتّحدث بجدية ، نـايت أريدّ تصّريحـا شاملا لمـّا يحدث
هنـّا
اتجـهـّت ماري لنايت و وقفـّت بجانبه ، لابدّ أنهّ غير راضي بهـا كـخطيبة لنـايت فتحـدُّث الأخير بـهدوء

ـ لقدّ نفـذّت مـّا أمرتنّي به ، و هـذّا لا يحـّتاج إلى شـّرح
سيدّ آل لبير : أجـّل و أنـّا سعيـدّ لذّلك لكـّن لّيس بـهذه الـطّريقة المفـاجئة ّ أنّ تـّختـّار فـّتاة من الـعدّم
لتـّكون كـّنتيّ و حـّاملة اسمّ آل لبيّر ، نايت إذّا كـنت تفعل هـذا من أجـّل كايل و إليـزابيث عنـدّها أنـّت
جبـان فـعلا لتنسـّاق خلفهما
أحكم نايت الإمساك بقبضته لدّرجة ابيضاضها و قـدّ ظهـرت عـليه ملامـحّ الـغّضـب و السـخـطّ الشديد ،
كيـّف لا و جـدّه يّصفه بالجبـّان ؟ قـال بـحدّة
ـ لنّ أنسـاق خّلف تصّرفات الأطفـّال طبـّعا أو تـظنني بهـذا الانحـطاطّ و البـلاهة ؟ أنـا أردّت أنّ تـكون
مـاري خطيبة لّي لأننّي أريدّ شخصـّا بجانبي و كـّان الوقت قدّ حان للانتقـال إلى المرحلة التالية من
علاقتنـّا
تنهـدّ بقلة حيلة ثمّ نـظر إلى ماري ، كـانت تبدوا لطـّيفة من اللمحة الآولى و عـّثة الملابس كمـّا أنّه
يبدوا عليها نوّع من الغـباء ، قـال لها فجـأة
ـ إن كـّنت تّـريدّ مني تصـدّيق أنكمـّا فـّعلا تـّعرفـّان بعضكمـّا قـّبلا فأجيبيني كيـّف التقيتما ؟
تـّعلثمت مـاري في كـّلامهـّا و كـادّت أن تـّرد لولا أنّ نايت قدّ سبقها في ذلّك ،
ـ في نـادّي ليلي ، كـّنت بّرفقة ويليـامّ و كـّانت هي نـادّلة قدّ سكبت عن طريق الخـطأ كـّأس نبيذّ على
سترتيّ
ـ حقـا ؟
ـ نـعمّ ، أردّت الإنتقـام منهـّا بـطريقتي الخـّاصة فقمـّـت بطـّردها من جميـع الأماكن التي أرادت العـمل
بها أمـّا هي فلمّ تستسـلمّ فكـاّنت تحـاول بإستمـرار و هـذّا ما جذبني نـاحيتهـّا
ـ آهـا ؟ إذّن كيـّف لك يا ماري آن تحبي شخصا أراد الإنتقام منك ؟
ارتبكـّـت ماري ثـمّ قررت أن تجيبه دونّ خوف أو قـلق
ـ ليسّ تمـاما ، كـنت أكرهه في البـداية لكّن وجـدّت نفسي أنـجذّب ناحيته دون أدراكّ مني حتى وقـعت في
شبـاكه
احمرت وجنتيها من الخـجّل و تـلعثمت في كلماتهـّا ، ممـّا جعل الجـدّ ينهي و لو حتى القليل من شكوكه ،
طريقة لقائهما قدّ تكون صحيحة لأن هذه هي تصّرفات نايت و كبريائه العاليّ أمـّا حبّه لهذه المدعوة
بماري فقدّ يكون كذبا ، قال فجـأة
ـ هل تحبها أنت يا نايت ؟
أجابه بهدوء و برود : أن أحبهّا هو شيء يخّصنا نحن الاثنين فقط ، المهمّ هو أننّا مرتاحين مع بعضنا
البـعضّ ،
تنهد الجد بيتر بقلة حيلة و أشـار بيده فوقف نايت و معه ماري ليغادّرا ، جملته تلك ، أجل هذا هو نايت
و لم ّيتغير ، أمسكّ رأسه و هو يهزه يمينا و شمالا ثـم قال بتعب
ـ لمّ يكن تربية أبنائي بصعوبة تربية أحفادهم

/

فيّ قـاعة واسـعة المساحة ، كـانّ يقف الأستـاذّ حـامّلا الميكـروفون بيدّ و يكـّتب بواسـطة الأخرى على
اللـوحة شـارحّا أسس الشـّعر الفـرنسي ، من أجـّودّ الأشـعار الذّي عّرفها العشـاق

في خـّلف تمـاما كـّانت ماري مـّرتدية فستانـّا أبيضّ بسيطّ مـع ستّرة من قمـّاش خفيفة ذات اللونّ
الـوردّي ، شـّعرها البني القـّصير رفـعّت نصفه على شـكّل وردّة و تّركتّ النصف الأخر حّرا ، بجـّنبهـا
زميـلتها كليـّر الشـابة الأكّثر جـّاذبية ،
انتهت المحـاضرة فـرّفعت مـاري دّفترها و أقلامهـّا لتـّضعهم بدّاخل حقيبتهـا الصغيرة ، تـّوقفت فجـأة و
قـّالت بإستـدراك
ـ آهـ كلير هـّل يمكنني إستعارة حاّسبك المـحمول ؟ لقّد نسيتّ أن أنقـّل بضعة ملاحظـات ؟
كـاّنت كلير مستعدة لرحيـّل لكّن تـحدّث ماري معها جّعلها تتوقّف قليلا و تـؤجـّل موعـّدها ، تنهـدّت و
وّضعته أمـّامهـّا ثم قـالت باستفسـار
ـ مـاري ، لقدّ قـال آرثـر أنـه رآكّ في حفـّل زفـاف كايل آل لبير و إليـزابيث هل هـذا صحيح ؟
ابتسمـت ماري بـلطّف و لمّ تـكّن عينيهـّا على ملامحّ كليـر ، فقدّ كـّانت منتبهة جـدّا لنّقل كيّ لا تخـطأ
لأنهـّا لا تمتـلكّ القلم المصـححّ ،
ـ نـعمّ ،
جـّلست كليـر أمامهـّا و ودّعت موعدّهـّا بلا مبـّالاة ، لابـأس سـّوف تـعوّضه غـدّا أو الليـلة لكّن مـّاري
نـادّرا مـا تـّبقى في الجـامعة بـعدّ المحـاضرات و هذه هي فّرصتهـا كّي تسـألها عن مـدّى صحـّة
الإشاعات و الأقـاويل المـوجودّة في الصـحّف المحلية
ـ حقـّا ؟ كيـّف إستـطّعت الدخول و أنـّت مفـلسون ؟ فحـّتى نحن عـائلة الغـلوريّ لمّ نستطـّع الحصـّول
على دعّوة و آرثـر دّخل فقطّ لأن من إصطحّبها معه قدّ دّعته ليكون رفيقـها ؟
تـّوقفت ماري عن الكتابة و نـظرت إلى كليـّر ، قـّالت بهدوء
ـ بـذّكر هـذّا ، ألم تقـولي يـا كلير أنّ لآرثـر رجـّل مـّرتبطّ و هو متّزوج ؟
كليـر بإرتبـاك : أحقـا ؟ نعـمّ و تلـكّ هي
تنهدّت ماري ، قدّ تكون حمـقاء في معـظم الأحيـّان و بـلهاء في أسـاليبّ الحيـّاة لكنهـّا ليست بذّلك الغباء
لتصّدقّ كذبة واضحـة مثّل هذه ، إنّ كـّانت هي و أخيهـا لا يّرغبان بأختهـا هي فـيجّب عليهما قّول ذّلك
مبـاشّرة دّون اللجوء إلى طّرق ملتوية ، سّمعتها تقّول مجددا
ـ دّعينـّا منـّه ـ لمّ تـخبريني كيّف إستطّعت الدّخول ؟
أغـّلقت الحّاسوب المحمول و وضّعت أشيـائها بداّخل حقيبتهـّا ، كـّان واضحّ من خلالّ نظراتهـّا أنهـّا
إكتشـّفت كذّبة كليـّر ، قـّالت بخفـّوت
ـ أتعـّرفين نايت آل لبير ؟
ـ نـعمّ و من لا يـّعرفه ؟ مـاري لا تخبريني أنـّه هو من أعـطاكّ دعوة ؟
رمّقتهـا باستهـزاء ، هلّ يصّعب عليهـا أن تـّصدّق بـأنّ فتاة مثلهـّا فقـيرة و لّيس لهـا أيّ خّبرة مسّبقة قدّ
تـّعرفت بشـّاب مثـّله ؟ ابتسمـّت بلطّف و قـّالت بوداعةّ
ـ إنـّه زوجي المستـّقبلي
وقّفـت كلير بصـدّمة ، هـذّا غـّير معـّقول .. لقد ّقـرأت في ّالصحـف أن لنـايت خطيبـةّ خّفية تـدّعى ماري
روبـرت لكّن أن تـكون هي مـاري ، مـاري التّي تعرفهـا لهو أمر مستحيـّل ، كيـّف لفتاة مثّلها محدودّة
الإمكانيات و الجـمّال أن تتّعرف بّشخص مثله ؟ ، و مـا إنّ ألتفت لتـّستفسر مجـددا منها كـّانت الأخرى
قدّ رحـّلت
/
فيّ إحـدى المـّلاهي الليـّليةّ ،
كـّان هنـاكّ شـّاب ذّو شـّعر بنّي نـّاعم مصّفف بكـّل أنـّاقة للأعـّلى مـّع عينينّ ناعستينّ تجـّذبـّان الكثـّير و
الكـّثير من الفتيـّات ، يـّرتدّي بنطـّالا أسودّ مع حـذاّء ريـّاضي و قميّص خفـّيف جـدّا أبيّض اللونّ لتظهـّر
عـّضلاته ،
يمسـكّ بيدّ سيجـاّرته الأخيـّرة و الأخرى كـأّسـّا ، كأّنّ مـّثـّالا لرجـّل اللا مبالي .. تـّقدمّ منهّ صدّيقه و
صـّافحـّه بحـّرارة ثـمّ قـّال بـلهجة مشـاكسة
ـ مـّا رأيكّ بالمـلهى الذّي افتتحته ؟ أهـّو رائـّع أم مـاذا ؟
ـ جميـّل لكنّ ينقـّصك الـزبـّائن
ضحكّ مـدّير بّصوت عـّاليّ ثمّ وضـّع يدّه على كـّتف ذّلك الشـّاب و غمـّز لهّ قـائـّلا
ـ أعـّلم و لهـذّا استدّعيت المـّثيـّر آرثـّر ، هـذّه مهمتكّ أنـّت
ضحكّ الأخيـّر بغـّرور و قـّال محدّثا صدّيقه
ـ دّع هـذّا ليّ إذّن ،



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 09:16 PM   #5
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




ـ المسـّرحية و الـدّمى ـ




نـّور تلفـّاز المـّوضوع ّ على قـنـّاة بهـّا فيـلمّ رومـانّسي أمـّامه تـلكّ الـشـّابة تـأكّل المـثلجـّات
و الحمـّاس بادّي على ملامحّ وجهها الطـّفولية
لـمّ تستـطّع النـّوم و تّفكيـّر في مستقّبلها المجـّهـول يؤرقـهّا ، تـورطّهـا مع عـائلة آل لبير جّعلهـا تـحّرم ّ
من الـراحـّة و كلّ ما يجـّول في رأسهـّا هو متـّى الـخـطّوة التالية ؟ مـتّى يأمرهـّا نايت بـّفعل شيء مـّا
؟ لذّلك قـّررت أنّ تـّقوم من على سريرهـّا و تتـجّه إلى التـلفـّاز أنيس وحدتهـّا
و بالـرغمّ من أن قـّصة الفلمّ رائـعة تمّس جـوانّب عدّة من الحـّياة فـمـّاري لمّ تلقي لهـّا بالا و عـكّس
مـلامحّ وجهها المتـحمّسة كـّانت دّقـات قـّلبهـّا تنبـّض خـّوفـّا ، إنهـّا ماريّ الفتاة التّي بـٌّقت ثـمانية عشـّر
عـامّا تستـجمّع شجـّاعتهـّا لتغـادّر المنـّزل لكنهـّا طّردت منه و عـّامين محـّاولة تـّوضيح لكـّنهـّا طّردت
مجددا منـّه ، و هـّل يعقل أن تـّستطيع مجـّاراة مهمـّا كانت خـطّة نايت ؟
قـطّبت حـّاجبيهـّا و هي تـأخـذّ قضمة أخرى ، لاّ طّبـعا لا .. تـّعلم ذلكّ و هو يـّعلم هـذّا لكـّنها لا تستـطّيع
الاستسـّلام الآن خصـّوصـّا بـعدّ أخـذّهـّا الخمسين مـّليون دولار لتسـديدّ ديون والدّها و في النهـّاية فـّلور
لمّ تـأتيّ لتعيّش معهـّا ، إنهـّا مجـّرد غفـّوة أخرى تسـقطّ بهـا
فـكّرت قـليـّلا ، لا لـّيست غـّفوة و لا خـطـأ في النهـّاية هي خـّلصت والدّها من الدّين و بالـرغمّ من أنهـّا لا
تـحّبه فهي لا تـّكرهه أيضـا ، هيّ بكل بسـاطة لن تستطيع التـّخلص من رابـّطة الدّم التّي تجمّعهمـّا .
وّقفت و إتجـّهت إلى الـّشرفة المـّوجودّة في صـّالة الاسّتقـّبال ، كـّان بهـّا وّردّ جمّيل الـرائـّحة قّررت أن
تقّوم بـّزرعه عنـدّما أدّركت أنهـّا لا تستطيّع تحمل مسـؤولية تّربية حّيوانات أليّفة ، جـّلست فّي ذّلك
الـكّرسي الـهزاز الّذي وّضع عـليه ملاءة قـدّيمة صّوفية ثّـم رّفعت قـّدميـّها على سّور الـشّرفة و أغـّلقت
عينيهـّا فتـراءت لها ّ صـّورة نـّايت عنـدّ نـّافذة غـّرفته و القـمّر قـدّ أسدّل ستـّار ضـّوءه عليه فإبتسمت
بـحالمية كعـّادتها
ـ وسيـمّ و جـذّاب جـدّا
ـ من هـّو هـذّا ؟
فّتحت عينيهـّا بدهشة و استـدارت مّسرعة مسـّتقيمة في جّلستهـّا إلى حّيث مّصدر الصـّوت ، رأتـّه يـّقف
بكـّل ثقـّة و بـّرود ، يـّرتدي معـطّفا متوسطّ الـطّول رمـاّدي اللـّون مـّع قـمّيص أسـودّ خّفيف و وشـّاح
بـنّفس لونّ المـعطّف مع سـّروال جينز أزّرق و حـذّاء ريـّاضي، تحّت عينّيه تـّوجدّ هـّالات بّنفسجية قّليلة
أخّفاها بخّصلات شّعره التّي انسدلت على وجهه كالعـّادة ، سـحّب كـّرسيـّا و جـّلس ثـمّ نـّزع القفـّازات من
يـدّيه و هو يقـّول بـبحّة و خـّفوت
ـ قـّهوة سـوداء مـّع مـّلعقة من الـسكّر
ـ آ حـاّضر
أسّرعت إلى المـطّبخ و حـظرت القـّهوة سـّريـعّا بينمـّا هنـاكّ سـؤال يـدّور في رأسهـّا ، كيـّف دّخل إلى
شّقتهـّا و هي متـأكدّة من أنهـّا أغلقتهـّا بالمفـّتاح ؟ هـّزت كّتفيهّا دلالة على عدّم الإهتمـّام ، لّيس هو
الشّخص الأول الذّي يدّخل بدّون إستئذّان ،
وضـّعت كـّوب القـّهوة أمـّامه على تّلك الطـّاولة الصّغيرة ذّات الـزينة و إعتـذّرت لتـأخّرها ، جـّلست أمـّامه
على الكّرسي الهـّزاز و رّفعت قـدّميهـّا لمّستوى صّدرهـّا محّتضنة إياهمـّا أمـّا عينيهـّا فكـّانتا تـّراقّبان
بـفّضول نـايت
كّيفية إمسـّاكه بالفنجـّان ، طـّريقة إرتشـّافه القـّهوة ، نـّظرته ذّات الكـّبريـاء العـّالي ، كـّل شيء به مـثـّالي
ـ مـّا رأيكّ ؟
رّمشت مـّرارا و تكـّرارا ثـمّ قـّالت مـّتعـّلثمة : أرجـّوا المـعذّرة ؟
ـ ألّست كّنت تتفّحصنني تـّوا ؟ أردّت أخـذّ تـّقييمك
إحمـّرت وجّنتيهّا من الإحـّراج و أطـّرقت بنـظراتهـّا للأسـّفل بينمـّا هي تـّلعب بـأنامّلها دّلالة على تـّوترها
فـّرمقهـّا نايت بغـّيض ، هـّل هي بـّلهـاء ؟ أمّ هو قـّال مـدّيحا تّوا ؟ زّفر ثـمّ قـال ببـّرود
ـ لا يـهمّ ، لقدّ أتيت لأنـّاقش بّضعة أمور ، أوّلهـاّ هيّ هـذه التـمثّيلية .. لا أعـّلم كّم ستـّدوم و لا كيّف
سينتهّي المـطّاف
لمّ تـّعلم مـاريّ لما شـّعرت حيّنها بنوّع من عدّم الاطمئـّنان فـأخذّت تتحدّث بصـّورة متوتـّرة و خاّئفة
ـ ما الذّي تقّصده ؟ هـّل لا تعـّلم حقـّا ما هذه المـدّة التّي يجّب فيهـّا أن نـّلعّب دّور المتحـّابين ؟ أقـصدّ مـاذّا
إنّ اضطررنا للقّيام بهـذّا إلى الأبد ّ ؟ أو مـاذّا إذا تـّم كّشفنـا ؟
ـ لمّ يـحدّث ، لأنـكّ سوف تـّقـومينّ بإحـتّراف التـمّثيلّ و إتـّقان دّوركّ لدّرجة المثـّالية
تقـدّم منّهـا ثـمّ إنحنى بـكّل هدوء لمّستوى وجههـّا ، عينيه داكـّنتينّ تجّولانّ بكـّل بّرود حـّولها منّ
ابتسـامّتها المـّرتبكة إلى حـّاجبيهـّا المـّعقودين بكـّل تـسـاؤلّ إلى نـّظرتهـّا الخـّجولة ، وّضع يدّيه حـّول
كـّتفيهـّا وجـذّبها فيّ تـلكّ اللحـّظة سـّارعت ماّري للإبتعاد متـذّكرة ما حدّث في المرة السـابقة .
كـّيف أخذّ منهـّا قّبلتهـّا الأولى بدّون مشـّاعر .. كـّان يّرمقهـّا حينهـّا كمـّا لو كـأنهـّا و المـّزهرية واحدّ لا
يحـّركان بـّقلبه نبّضـات ، بينمـّا كّان هو يـّحاول أنّ يّجّرب رّدة فعلهـاّ فقط قـّال نـايت بّسخرية لاذّعة و
شدّيدة اللهجة
ـ قّبلة و أنت خـّائفة ؟ مـاذّا إنّ تمـادّيت أكثـّر هل سيـّغمى عليك ؟
أجـّابته مـّاري بـغّضب محّتقن كّيف لا يكّسوها الـغّضب و هو يهّين أحـّلامهـّا ؟ أمنيـّاتها التّي تخص
فـّارسّها ؟
ـ لا أنت مخـطئ ، القـّبلة لّيست مجـّرد قـّبلة .. إنهـّا تـلكّ اللـحظة التـّي تتـّولدّ فيهـاّ أشـّواقكّ تـلكّ الـثـّانية
التّي يـطّغوا فيّها حـبكّ على كّل كيـّانكّ فـتـّقوم بّتقبيـّل حبيبـكّ بـكّل رقـّة ، كـّل عـّشق و غـّرام لمشـّاركته
أحاسيـسكّ ، لجـّعله يـؤمنّ بأنّ قلبكّ لمّ يـعدّ ملككّ .. ليّصدق أنكمـّا صّرتمّا كيـّانا واحـدّ
إستنـدّ على الشـّرفة و هو يـّقابلهـّا ، إنهـّا تلهُّث كـأنهـّا قـامت بمجهـّود عـظيمّ .. شـّفتيها تّرتجفـّان و
تـوشكّ على البـكّاء فقطّ لأنهّ قـال أنّها لا تعنّي شيئـا ، أكـمّلت حديثّها بـتّوتر
ـ لا يمكنـكّ تقبيـل من تشـاء سـّاعة من تشـّاء ، و أنتّ تصّف قـبـلتّنا الأولى كمـّا لو أنكّ قبلتّ كّلبـا ازدرى
لعابه على ثيابكّ
ابتسـمّ بخـّفوت و همـّس قـّائـلا
ـ لقـّولكّ كلامـّا كهـذّا أنت مجـنونة و إنّ صـدّقت بـتّراهات مثـّل هذه فسّينتهي بكّ المطـّاف بـّميتة وحيـدّة
تعيسـّة ،
إنعكّس من خّلال عينيهـّا الزجـّاجيتن الصـدّمة الواضـحة و التّي حـّاولت إخفـائهـّا ، شـدّت بواسـطّة
قّبضتهـّا على فستـانّها و هيّ تقول بتّصميم
ـ لا أنـت مخـطأ ، أنـّا لنّ أمـّوت وحيـدّة .. سـأجـدّ شـخّصا أحبـّه و حـّين أفـعّل لنّ أتـركّه يغـّفوا عن نصـّب
نـظّري ، سـأقـاتّل من أجّل حبي أنتـظّر و سـتّرى
ضحكّ قـليـّلا إنهـّا متّرصدة و لوهـّلة ظنـّت ماّري أنهّ هو المـطّلوب ، من كـّانت تبحّث عنه لكّنهـّا استعادتّ
واقعهـّا عندمـّا رأتهّ يتجـّه إلى الصـّالة ، تـّبعته
ـ معتقـداتكّ و أنـتّ حرة لكّن لا تـّفسدي مخـططّي
ـ أجـّل أعـلمّ ، الآن أنا أوفّر روحيّ القـتالية من أجـّل حـّربكّ لذّلك لا تـّقلق لكـّن نـّايت .. مـا سبب هـذّه
التمثـيلية ؟
أجـّاب ببـرودّ و هو يـّهم بالـرحّيل : لّيس مهمـّا معـّرفتكّ بسببّ
ـ إنتـّظر لمّ ينتهي نقـّاشنا بـعدّ ،
أمسكته من ذراعه مانـعة إياه من الذهاب إلى أيّ مكـّان ، فـتّوقف و نـظّر إليهّا منتـظّرا ما ستـّقوله ،
عـّلت التصـّميمّ مـّلامحهـّا و هي تقـّول بجدّية
ـ أعتـقدّ أنني أستـحّق إجـّابة واضحـّة ، نـايت هلا أخبرتنيّ من فـّضلك ما سبب الذّي جـّعلك تـّقومّ بصنـّع
هـذه التمثيـّلية ؟
تّردد للحـّظاتّ ثمّ تنهـدّ و قـّال بـهدوء بينمـّا عـّقله مبحر فّي ذّكريـّاته
ـ إنهّ سـّر
فتـحّ البـاب مسـّتعدا و خرّج فإرتـدّت ماّري معـطّفها الأحمـّر و حـذّائهـّا مـّع وشـّاح خفيفّ بّسرعة مـذّهلة
و أغـّلقت الشـّقة خّلفهـّما ، فّرمقهـا نـّايت بغّيض و سـّارع في خـطّواته .. أمسكـّته مـّاري من ذّراعه و
إحتّضنتهـّا فيرى النـاّظر أنهـمّا فـعّلا حّبيبينّ و هـذّا ما لمحّته سيدّة فرانسيسّ عندّمـا كـّانتّ خـّارجة هي
أيضـّا حـّاملة حّقيبتهـّا و بّرفقتها كلا من السيدّ بول و ويليـامّ ، قـّالت بدّهشة
ـ يـا ألاهي هـّل هـذّه فعلا أنت مـّاري ؟ لا أصـدّق بـعدّ سنواتّ من فقدّان الأمـّل تجـّدينّ شابا و شديدّ
الوسـامة أيضـا ؟ ظننّت أنّه سينتهي بكّ المـطّاف في دّار المسنين بـعدّ عـجّزكّ عن العّيش لوحدّك
إحـمّر وجّه مـارّي من الـخجّل و تـّوردّت خدّيهـّا باللـونّ الـوردّي ، تـركّت ذّراع نايتّ و لمّ تلاحـظّ نـّظرات
الغـّامضة بينّ الصدّيقين ، قـّالت بإحـراج
ـ سيدّة فرانسيسّ توقفي عنّ هـذّا ، لقدّ أخبرتكّ سابقـا أنني أنتـظر الـرجّل المنـّاسب أم نسيت ؟ ثمّ لماذا لا
ينفك الجميع ذكر دار العجزة ؟
ـ أعـلمّ ممتـطّيا حصـّانه الأبيـّض و حـّاملا وردّة الأوركيد هـائمـّا الكـّرة الأرضيـّة بـّاحثـّا عنـك ، كلنـّا نعـلمّ
ابتسـمّ نايتّ بسخـّرية لمّ ليلمحـّها سوى ويليـام المـقطّب بشّرودّ ، إنهـّا لمّ تخبره هو فقـطّ بمواصفـّات
فـّارسهـّا و إنمـّا جميـعّ من تـّعرفه ، أو ليسـّت بلـهاء ؟ اقـترب من سيدّة فرانسيسّ و إنحنى بخفـّة مـّعرفـّا
عن نفسه
ـ أسـعدّ صبـاحكّ سيدّتي ، أدعـى نـّايت أل لبيـّر و أنـا خـطّيب الآنسة مـّاري روبرت .. تشـّرفت بـلقـائكّ
شـّهقت سيدّة فرانسيّس من الـدّهشة ، لّيس لأمّر الخـّطبة بّل لمـدّى لبـّاقة هـذا الشـاب الواقفّ أمامهـّا ،
كــّان جـذّابـا بـوقفـتهّ الواثقـّة و نـّظرة الكبـّريـاء مـّع شـّعره الأسودّ الحريري اللامـّع كسـوادّ الليـّل تمـّاما
، يـذّكرها بـالرجـّال الارستقراطيين قـدّيمـا فهـّو و بـطّريقة مـّا يـّتـركّ هـّالة من الجـاذّبية و النبـّل تـحومّ
حـّوله ، قـّالت بلا إستوعاب
ـ حقـّا ؟ لو كـّنت ثـلاثّّين سـّنة وراء لمـّا تـّركتكّ تـذّهب بسـّهولة ،
ضحكّ نايتّ بوداعـّة مصـطّنعة و هو يقبـّل يـدّها ثـمّ سـحّب ماري من كّتفيهـا و قـّال بابتسامة بـسيـطّة
ـ للأسـف يـا سيـدّتي فـأنـّا مـّرتبطّ ، الآن أرجـّوا المـعذّرة لقدّ وعدّت أن أخذّها لمـطّعم فـاخّر تـعويضـّا على
ما فاتنـّا
ـ أجـّل ، طبـعا .. أعـذّر سخـافتي
تـقدّم الاثـنينّ و خـّلفهـمّا ويـّليـام ، إتجـّه الثـلاثّة إلى سيـّارة سـوداء مـّركونة مـضللة .. فصـعدّ ويـليـامّ
خـّلف الـمقّودّ بـعدّ إنتـزاعه المفـاّتيح من أصـّابع نـّايت الذّي جـّلس بجـّانبه ، تـّوقفت مـّاري بـتّرددّ ،
خصـّوصـّا عندّما لمحـّت نـّظرات ويـّليـام الغـّير طـّبيعية فقـّررت أنّ تـأجّل أسـئلتهـّا إلى مـّرة أخرى ،
قـّالت بـتّوتر
ـ آ لقـدّ تـذّكرت أنهّ لدّي مـحـّاضرة الـيّوم بـعدّ سـّاعة لـذّلك أنـّا أعـتّذر ،
رمّقهـا نـّايت بـّبرودّ شديدّ ثـمّ إلتفت نـّاحية ويـّليـامّ الذّي يكـّاد يـّنفجّر من الغـّضب ، و قـّال بـّسخريته الـدّائمة و اللاذّعة
ـ و منّ كـّان يـّنوي أخـّذكّ مـّعه ؟ أنـّت من عـّزمت نفـّسك ،
نـّظرت إليهّ مـّاري بـّغيض ، هو منّ كـّان يـتّحدث عن إحتـّراف التـمثـّيل حسّنا يـّاله من ممثـّل بـّارعّ ،
قـّالت ببـّرود هي الآخرى مـحـّاولة تـّقليدّه
ـ لا تـّظن أنكّ تخّلّصت منـّي، لنـّا لقـّاء أخـّر ، وداعـّا ويـّليـام
و حـّالمـّا أنهـّت جـّملتهـّا أدّار ويّليـام المقّود بـطـّريقة عـّنيفة فـأطـّلق المـحركّ صـّوتـّا مخّيفـّا ، عـّاد
للخـّلف ثـمّ إنـطّلق مسّرعـّا بـّسرعة خـّيـّالية جـّعلت مـّاري تـشّهق مـّرتعبةّ ، هـّزت رأسهـّا يميـّنا و شـّمالا
ـ تّسك تـّسك تسـكّ يـّالهمّا من صـدّيقينّ ، أنـّا أتساءل إنّ كـّان ويـّليـّام بـخّير؟

/

فّي ذّلك السـرير الـّضخم عـّليه عـّدة وسـّائدّ و غـّطاء أحمـّر أجوّري حّيث كـّان كـّايل نـّائمـّا و قـدّ إختـّفت
مـّلامحـّه الخـّبيثة التّي كـّان دومـّا مـّا يحـّملها ، فجـأة أنيـّر ضوء الغـّرفة مّسببـّا له الإزعـّاج ، قـطّب و
صـّرخ بـغّضب
ـ إليـزابيـّث أطـّفئيه
تقـدّمت مـّنه إليـزابيـّث، ـ الشـّابة التّي تـّوجدّ صـّورتهـّا على غـّلاف مـّجلة المّوضوعة فّوق الطـّاولة
الزجـّاجية ـ وّضعـّت يدّهـّا على كـّتفه و هـّزته بـّقوة بينمـّا كسى الانزعاج وجههـّا الجمـّيل ، قـّالت بـّحدة
ـ استيقظ إنهـّا العـّاشرة و أنـّت لا تـّزال نـّائمـّا
قـطّب و إستـدّار إلى الجـّهة الأخرى فتـأففـّت إليـزابيثّّ بـغّيض شـدّيد ، إتجـّهت إلى تـّلك المـّزهرة التـّي
حّصلا عليهـّا كـّهدية فـّاخرة من قـّبل مـدّير مـّجموعة هيـّون و نـّزعت الأزهـّار غـّير آبهة بـمدّى عبقّ
رائـحتهـّا ثـمّ أفـّرغت مـّياههـّا على كـّايل
شـّهق بـّقوة و استقـّام فيّ جـّلوسهّ ، و بـّحركة مفـاجئة كـّان يـّضع يـدّه حـّول رقـّبة إليـزابيّث كـّايـّل يـّعرف
بـالعصّبية الـشدّيدة و كمـّا أنّ جمـّيع منّ يـّعرفه يـّتجّنب إغـّضابه و يّسعى للحّصول على رّضـاه فـكّيف
لزوجـّته أنّ تـّفعل مـّا فّعـلته ؟ ، قـّال بـّصراخّ
ـ أتـّقي الشـّر يـا إليـزابيـّث ، إتقـيه قـّبل أنّ أقـّوم بـّقتلك و الآن
وضـّعت إليـزابيثّ يـدّيها حـّول رقـّبته هيّ الأخرى و احتضنته بـخـّفة فهـدأ ، ابتسـمّت ببـّرود قـّائـلة
ـ عـّزيزي أعـّلم أنـكّ غـّاضب بشـأنّ الـّصور لكّن لقدّ أخـّبرتكّ أن هـذّا هو عـّملي و لا خيـّار أخر لـّي ، و
أنـّا أسـّفة لأننّي رمـّيت المـّياه عليـكّ فـقدّ كـّنت أنـّا أيضـّا غاضّبة لأنـكّ قـّمت بـتجّاهلي ، أنـّا أسـّفة
عـّزيزي أعـدّك أننّي لنّ أكّررهـّا
تنهـدّ كـّايل و أبـّعدها عـّنه ثـمّ إتجـه إلى الحمـّام ، أغـّلق البـّاب خـّلفه بـّقوة .. و عنـدّما تـأكدّ أنهـّا لا تّـراه
ابتسـمّ بـلطـّف ثـمّ قـّال يـّحدثه نـّفسه
ـ تـّظنينّ أننّي لا أعـّلم لـكّنكّ مخـطـئة ، لـّو أنّ هـذّا القـّلب لا ينـّبض بـأسمـكّ و لو أنّ هـذّه الـعّروق لا
تسيـرّ بـأنفـّاسكّ لكـّان لّي حسـّاب آخـّر مـّعك ..

/

فيّ إحدى الحدائقّ المـّليئة بقطـّرات النـدّى و همسـّات القـّليل من الأطفـّال الذّين يـّلعبونّ هنا و هنـاكّ ، لمّ
يكنّ يوجدّ الكثيـّر من الأشخـّاص و هـذّا مـّا سـّاعد السيدّ جوناثان في أخذّ راحتـه معّ صديّق عـمّره
روبـّرت ، متـّناولا تـّلك السيجارة بينّ يدّيه ، فقـّال روبرت بهدوء و هو يـحاول أن يطمئنه
ـ يـّا صديقّي ، ألّيس الوقت منـّاسبـّا لدّخولكّ الى المستشفى ؟
رمقّه سيدّ جوناثانّ بحدةّ لّيبتسم روبرت و هو يـّهز رأسه نـّفيـّا ،
ـ لا ، لا تـّرمقني بتـلكّ النـظراتّ أنـّا أقـّول الحّقيقة ، أريدّك أن تـّهتمّ بـّعلاجّك فقطّ
ـ روي أنا لا أستطيـّع لدّي الكثّير من الأعمـّال و عّلاجّي هو آخرّ همّ بّنسبة لّي ، كمـّا أنهّ توجدّ مشـكّلة
ماري لإصلاحها ،
ـ أنـّا سـّوف أهتمّ بكّل شيء ،
قطّب سيدّ جوناّثان و هو يـّفكر ، ثمّ ارتشف نفّسا عميقـّا من سيجـّارته الأخيرة و رمـّاها أرضـّا بـّعدهـّا
قـّال بجدية
ـ لا ، هذه مشـّكلتي و هـذه عـّائلتي ، صدّقني روي أنـّا ممتـّن جدّا لـّوقوفكّ بجـّانبي طـّوال الوّقت و السيـّر
فيّ خطّطّي لكّن آن الأوانّ ليّ أنّ أتولى الأمـّور بـّنفّسي على الأقّل لهـذه الفتـّرة ، قـّبل أنّ تشـاهدّ عيناي
هـّاتين نـّهايتهمـّا
تنهـدّ روبـّرت بـّقـّلق و ضـّم صدّيقه بخـّفة بـّعد أن تـّلاشت العـّبارات من فـّمه لحـظة ذكر جون المـّوت ،

/

كـّان نـّايت جـّالسـّا فيّ مقـعدّه بـكّل راحـّة و الـّبرودّ ظـاهر على وجههّ ، يـّضع يدّه على حـّافة النـّافذة و
يـّراقـّب الـطـّريق كـّيف تـحتـّك عـّجلات السيـّارة بـهـّا مـّخلفة آثـار واضحـة ، تنهـدّ بـضجـّر عـندّما زادّ
ويـّليـام فيّ سـّرعة فإلتفت إليه لآنه تـّجاوز الحـدّ و قدّ يصـطّدمـّا بأي شـيء و بـالـّرغم من أنهّ لا يمـانـّع
فـّعلا المـّوت لكّن قـّرر الكـّلام
ـ مـّا الذّي يـّزعجـكّ لـدّرجة جّعلنـّا نموت مـّعا ؟
تـّوقف ويـّليـام و قـدّ ضـغطّ على الكابح فصدّر صـّوت مـّخيفّ و دّارت السيـّارة مـّرارا و تـكـّرارا قـّبل أنّ
تستـّقر فيّ وسـطّ الطـّريق ، رمقـّه ويـّليـام بـّغضب ثـمّ ابتسمّ فـجأة و وضـع يدّه على كـّتف نـّايت ضـّاغطـّا
بـّقوة
ـ عـزيزّي نـايت أل لبيـر إنّ كـّنت تـّريدّ مني خـّدمة فـّيمكنكّ الـطّلب و سـأكونّ سـعيدا لتّلبيتهـّا إن كـّنت
أستـطّيع ، لا أنّ تـأمـّرني بـّفّعل مـّا تـّريد و بالـطّريقة التـّي تـّريدهـّا وقتمـّا تـشّاء و لا يـحّق ليّ الـّرفض
ـ آه إذّن هـذا مـّا يـّزعجـك ؟
ـ بالـطـّبع لـّيس هـذّا مـّا يـّزعجني فـانـّا مـّعتـاد على وقـّاحتـكّ و إنعـدّام أخـّلاقك لّكن الأمـّر الذّي لمّ أقبـّل به
هوّ مـا طـّلبته بالـحدّ ذاته ، أخـّبرنيّ ما الذّي تـحاّول فـّعله لعـّلني أعـّذرك و أكونّ يـدّك الـيّمنى ؟
قـطّب نـّايت و نـّزع يـدّ ويـّليـامّ من عـّلى كـّتفه ثـمّ زفـّر بـغـّيض ، أحـدّ الأشيـاء الـتّي يـمّقتها هو تـّفسير
تـّصرفـّاته للآخـّرين ، فـإحتـدّت عـّينيه بـشكـلّ واضـحّ و أخـذّت هـّالة الخـطّر من حـّوله تـّنتشـّر أكـّثر قـّال
بـحـدّة
ـ إنّ لمّ تـّرد فـّلا بـأس أستـطّيع عـثورّ على شـّخص آخـّر
ـ هـذّا لّيس مـّا أعنـيه ، تّـبا لكّ تـّفسر الأمـّور على منـّحاكّ .. كـّل مـّا أقوله أننّي أحتـّاج تـّفسيّرا فـأناّ قلق
عليكّ و أنــّت تـّدركّ أنّ مـّا تـّفعله هو الخطـأ بعـّينه لذّلك أّريد منك التـّراجـّع قـّبل فـّوات الآوان
كـّز نـّايت على أسنـّانه بـعـّصبية ثـمّ قـّال بـهـدوء رغـمّ أنّ مـّلامحـّه و حّركاته عـكّس ذلك تـمّاما
ـ ويـليّام أنـتّ قـدّ تـخـطّيت حـّدودّك إخـّرس
حـّرك ويـّليـام الـسيـّارة عـندّما لمـّح شـّاحنة قـّادمة من بـّعيد و سـّارع بالإبتعـّاد ، شـدّ على المـّقودّ
بـإنـزعـّاج و تـّحـدّث مـجّددا
ـ إستـمـّعّ إلى مـّا أقوله بـحـّق السمـّاء نـّايت ، أنـّت تـّلـّعب بـجّانب الهــّاوية و لـّيس لـوحـدّك بل بـّرفقة
مـّاري .. إنهـّا طـّفلة و لا تـّدركّ ما أقـحمـّت نفّسهـّا بـه و أنـّت تـّستعـمّلها كمـّا لو كـأنهـّا دّمية تّحركهـّا
مـّثلمـّا تـّشاء ، إنّ كـّان بشأن الـ 500 مـّليون دولار فـأنا مسـّتعد لدّفعهـّا عـّوضـّا عـّنهـا لذّلك أتـّركهـّا و
عـّائلتهـّا
ـ لّست مـّهتمـّا بالـنقّود و أنـّت تـّعلمّ أمـّا بالنـّسبة لهـّا فـلقدّ قـّامت بـتحديدّ ستّعرها بـّنفسها و قـّامت هّي
ببـّيع نفـّسها لّي لذّلك لّيس لهـّا الـحق فيّ قـّول لا ، كمـّا أن هـذّا لا يـّعنيكّ
ـ نـّايت أرجـّوك إفـهمنـّي ، أنـّت صـدّيقي الـّوحيدّ و الـّفرد الـوحيـدّ المتـّبقي من عـّائـّلتي أنـّا فـّعلا لا أريـدّ
أن أخـّسرك بـّرغبة انتـّقام الـتّي تـّغمركّ
ـ ويـّليـام بـحّق الـجحيـمّ إنّ لم تـخرس و الآنّ فـسّوف أحّرص عـّلى أنّ يـّكون أخـّر مـّا تـّراه هو فـّوهة
مسـّدس المـّوجهة نـّاحية قّلبك
رمقـّه ويـّليـام بـأسى و قـدّ ظـّهر الـوجـّه الحقـّيقي لنـّايت ، كـّان و بـهـذّه اللـحـّظة لا يـّقوى على التـّنفّس
أمـّا بـّشرته فقـدّ إزدادت شـّحوبـّا كمـّا لو كـأنهّ رأى المـّوت بـّعينيه ، حبـّات الـعّرق قـدّ شّقت طـّريقـها
نـحوّ ذقّنه ، ابـتسمّ ويـليـام و قـّال بـخـّفوت
ـ حسنـّا ، لا داعـّي لكّل هـذّا الإنفـّعال نـّايت أنـتّ تـّعلم جيـدّا أننّي مـعّك في كـّل خـطّوة تـّخطوهـّا و أنـاّ
مسـتّعد للمـّوت إنّ كـّان هـذّا يـعنّي سـّعادتـكّ فقـطّ ، فقـطّ أنـّا قـّلق عـّليكّ
أجـاّبه نـّايت ببـرود بعد أن وجه نـظراته إلى الأمـّام ،
ـ أنتّ كـّثير الـّقلق بـدّون أي شيء يـّذكر ،
ـ أعـّلم ، ألا يـحّق لي ؟ خـّصوصـّا و أنـكّ قـدّ بـدأت الـّتصـّرف بـغـّرابة ، فقـطّ عـدني أنـكّ لـن تـّذهب إلى
التـّهلكة ؟
ـ أجـّل أجـّل كمـّا تـّشاء فقـطّ إخّرس و قـدّ أنـّا جـّائع
ابتسـم ويليـام بـودّية و قـامّ بـضـّرب نايت على خصـّره فـتأوه الأخـير من شـدّة الألمّ و شتم بـحدّة ليضـحكّ
ويـليـام أخيـّرا ثـم قّال بـلهـجة مـّازحة
ـ هـذّا لأنكّ جـّعلتني أصّاب بالـجّنون


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 11:05 AM