••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


سماء العزلة

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-24-2020, 01:25 AM   #1
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً

star سماء العزلة






مساء \ صباح الخير كيف حالكم أعضاء و زوار منتدى عيون العرب الكرام؟
سأضع بين يديكم الرواية التي انتهيت منها منذ فترة قصيرة فقط قد تملون منها لطولها لكنني أعدكم بأنها مليئة بأحداث مشوقة خاصة لمن يحبون الغموض أتمنى من كل قلبي أن تنال إعجابكم و ألا تخيب آمالكم الآن سأكتب لكم بطاقة تعريفية عن الرواية

عنوان الرواية: سماء العزلة
تصنيفها: غموض، خارقة للطبيعة، ربما قد تجدون بها بعض الرومانسية و الكوميديا
عدد الفصول: لا أعلم تماما لكنني أثق بأنها ستتجاوز الأربعة عشر فصلا
موعد نزول الفصل الجديد: كل جمعة أعتقد
طول الفصل: مناسب كفاية لإشباع فضولكم أو لزيادة حماستكم أكثر

حسنا أعتقد أنني كتبت ما يكفي لمعرفته في البطاقة لذا فلنبدأ الآن قراءة أول فصلين للرواية معا و أتمنى أن ينالا إعجابكم

-

الفهرس:

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر

الفصل الرابع عشر

الفصل الخامس عشر

الفصل السادس عشر

الفصل السابع عشر

الفصل الثامن عشر

الفصل التاسع عشر

الفصل العشرون

الفصل الواحد و العشرون

الفصل الثاني و العشرون

الفصل الثالث و العشرون

الفصل الرابع و العشرون

الفصل الخامس و العشرون

الفصل السادس و العشرون

الفصل السابع و العشرون #2

الفصل الثامن و العشرون

الفصل التاسع و العشرون

الفصل الثلاثون #2

الفصل الواحد و الثلاثون #2

الفصل الثاني و الثلاثون #2

الفصل الثالث و الثلاثون #2 #3

الفصل الرابع و الثلاثون #2

الفصل الخامس و الثلاثون

الفصل السادس و الثلاثون

الفصل السابع و الثلاثون #2

الفصل الثامن و الثلاثون

الفصل التاسع و الثلاثون

الفصل الأربعون

الفصل الواحد و الأربعون

الفصل الاثنان و الأربعون

الفصل الثالث و الأربعون

الفصل الرابع و الأربعون

الفصل الخامس و الأربعون

الفصل السادس و الأربعون

الفصل السابع و الأربعون





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 01:54 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 01:25 AM   #2
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






الـــــقـــــــصـــة....The story:
الفوضى تعم تلك الغرفة المتوسطة الحجم الملابس ملقاة على الأريكة الزرقاء القديمة و الأواني الفضية في أرجاء الغرفة الستائر البيضاء ممزقة بمخالب حادة اللوحات المعلقة على الجدار محطمة و مائلة الثريا المعلقة في سقف الغرفة تساقطت بعض أجزائها و تناثرت على أرضية الغرفة الباب مخلوع من مكانه مقسوم لأجزاء كثيرة وقفت قرب الباب تلك الآنسة المصعوقة من رؤية هذا المنظر عينيها الخضراوتين الداكنتين توسعتا لأقصى ما يمكنها قلبت عينيها في أرجاء الغرفة ليبدأ قلبها بالنبض بسرعة خارقة غادرت المكان لتصعد الدرجات القديمة بسرعة وصلت للطابق الثاني لتفتش في أرجاء الغرفتين عن شخص ما لكن لا يوجد أحد نزلت الدرج و فكرها يسبقها للمطبخ لتجده فارغ أيضا التقطت أنفاسها الهاربة منها لم تستطع قدماها النحيلتين من حملها أكثر لتسقط على الأرض المليئة بالأتربة و الموحلة أغمضت عينيها لبعض الوقت تحاول التفكير في مكان قد يذهبون إليه لكن بلا فائدة ترجى ليصيب قلبها الهلع الشديد و تقول: يا إلهي إلى أين ذهبتم جميعا؟ أرجوكم كونوا بخير
شدت قبضتيها الصغيرتين لتتساقط دموعها عليهما سمعت أصوات خطوات كثيرة مسرعة مبتعدة عن المطبخ التفتت لترى الممر خالي تماما نهضت لتسير بهدوء في ذلك الممر الخشبي القديم كباقي أجزاء المنزل وصلت لبداية الدرج لترى مجموعة الأشخاص الذين تبحث عنهم بقلق شديد يحاولون الهرب لتتوقف أقدامهم عن الحراك فور سماعهم صوتها يغادر حنجرتها مناديا لهم التفتوا جميعا إليها و ذلك الذعر يملؤ وجوههم تفاجؤوا لتلك الدموع التي ملئت عينيها لتقول لهم بهدوء: تعالوا إلى هنا أيها الأشقياء
مدت ذراعيها لهم لينزلوا الدرجات بهدوء و يقتربوا منها قامت بمعانقتهم بسعادة و تقول: اعتقدت أن شيئا سيئا قد حدث لكم حمدا لله أنكم بخير
شلت ألسنتهم و هم ينظرون إليها بعيون تشعر بالذنب نهضت الفتاة من على الأرض لتنفض ذلك الغبار عنها و تمسح الدموع العالقة في عينيها لتبتسم و تقول: إذا ماذا حدث هنا؟
نظرت إليهم منتظرة إجابة منهم الصمت يلف المكان ينتظر معها بملل ليقطعه أخيرا صوت تلك الطفلة صاحبة شعر أسود يصل لأسفل عنقها و عينيها ماثلتا عيني تلك الفتاة قائلا: لقد كان روي و جوي يتشاجران في الغرفة و أحدثا تلك الفوضى حاولنا إيقافهما لكن المنزل كله تحاول لساحة قتال
نظر الجميع إليها بشيء من الانزعاج لتتنهد تلك الفتاة بقلة حيلة لتنظر إليهم بشيء من الحدة و تقول: حسنا لقد سمعت أكثر مما ينبغي أريد منكم الاصطفاف حالا
بدأ الرعب يتملك أجسادهم التي بدأت تتحرك وحدها ليقفوا حسب أعمارهم كانوا ستة أشخاص أربع فتيات و صبيان بدأ المكان ينتفض لرؤية عينيها الجادتين و الغاضبتين وقفت أمامهم لتقول بهدوء: بما أن ما حدث بسبب جوي و روي أعتقد أنه من الأفضل قيامكما بكل أعمال المنزل وحدكما
قال الشابين المطابقين لبعضهما صاحبي شعر رمادي و عينين أرجوانيتين واسعتين بنبرة منزعجة: هذا غير عادل أبدا
قالت الفتاة: لقد قلت "أعتقد" أليس كذلك؟ جميعنا سنهتم بذلك.... أنتما غرفة الجلوس ستكون مهمتكما روز و ليلي أنتما ستهتما بغرفتكن تولاي و استر اهتما بغرفة الفتية سأقوم أنا بالباقي
قالت استر: لكن ألن يكون متعبا أن تقوم بباقي العمل وحدك لافي؟
ابتسمت لافي لها بمرح شديد ليباشر الجميع بالعمل انتهوا من تنظيف المكان و ترتيبه حضرت لافي لهم بعض الوجبات الخفيفة ليتناولوها قبل خلودهم للنوم نظرت إليهم بتلك العيون الحانية لتبتسم لهم بهدوء تلك الابتسامات السعيدة و الأحاديث المرحة التي تملأ جوانب هذا المنزل الموحش تدفئ قلبها أفاقت من شرودها على صوت جوي القائل: لافي لن يكون لديك عمل غدا أليس كذلك؟
قالت لافي: بلى لم السؤال؟
قال روي: لقد مللنا البقاء في المنزل
تفاجأت من كلماتهما و النظرات الراجية موافقتها من الجميع عدا تولاي التي لا تبدو مهتمة كعادتها لتبتسم لهم بمرح شديد و تقول: أنا موافقة لكننا لن نذهب لمكان قرب المدينة حسنا؟
اتسعت ابتسامات الجميع شعورهم بالسعادة وسع المنزل الضيق عليهم تلك الابتسامات الجميلة أشعرتها بالسعادة نهضت لتحمل تلك الأطباق و هي تقول: حسنا جميعا هيا عليكم الخلود للنوم لنستطيع الذهاب
نهضوا جميعا بمرح شديد و هم يتحدثون في الأمر صعدوا الدرجات ليتوجهوا لغرفهم اهتمت لافي بتنظيف تلك الصحون و وضعها في المكان المخصص لها صعدت الدرجات بهدوء و تأكدت من خلود الجميع للنوم رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها لتعود لغرفة الجلوس استلقت على الأريكة الطويلة لتغطي نفسها بتلك البطانية الرقيقة السوداء لتحدق بالسقف بهدوء أغمضت عينيها لتنام و تجول في عالم الأحلام أخذتها تلك الأحلام لذكرى ليست ببعيدة " أحاط منزلهم عدد كبير من أهالي المدينة الذي يحملون مشاعل نارية و يصرخون طالبين مغادرتهم كانت لافي في غرفة الفتيات تحتضن شقيقاتها و شقيقها الخائفين و الباكين قال جوي: ماذا يحدث بالخارج أختي؟ لم هم غاضبون هكذا؟
قالت روز: أرجوك دعيهم يتوقفوا
قالت ليلي: أختي أنا خائفة جدا
قالت لافي بابتسامة محاولة تهدئتهم: سيكون كل شيء على ما يرام والدينا في الخارج سيهتمان بالأمر ما رأيكم أن أروي لكم قصة؟
بدأت برواية قصتهم المفضلة و أطرافها ترتعش ابتسامتها تلك تكاد تتحول لدموع نام إخوتها وسط رعبهم من تلك الأصوات في الخارج نزلت الدرجات بهدوء لترى والدتها تقف بالقرب من الباب المحطم و تعابير حزينة تملؤ وجهها اقتربت منها لتقول لها: ماذا يحدث أمي؟ أين هو أبي؟
التفتت الوالدة إليها لتنزل لمستواها و تبتسم لها بمرح و تقول: أين هم إخوتك لافي؟
قالت لافي: لقد ناموا جميعا حتى تولاي
قالت الوالدة: هذا جيد أنت أخت كبرى رائعة لافي
ربتت على رأسها بمرح شديد لتقول لها: اسمعيني لافي أنا و والدك لن نبقى معكم دائما لذا عليك الاهتمام بإخوتك جيدا مهما حدث عديني بذلك
قالت لافي: أمي أنت تخيفينني ماذا يحدث هنا؟ لم لم يعد أبي بعد؟
قالت الوالدة: عزيزتي والدك.... والدك لم يعد معنا بعد الآن لقد أخذوه منا
نزلت تلك الدموع الحزينة المتألمة من عينيها أنزلت رأسها حتى لا تريها تلك التعابير المثيرة للشفقة هدأت قليلا لتقول: والدتك لن تستطيع البقاء معكم وحدها لذا عليّ اللحاق بوالدك
قالت لافي و الدموع تغادر عينيها: لماذا تتركينا وحدنا أمي؟ أرجوك لا تفعلي
مسحت الوالدة دموعها بإبهامها و الابتسامة الحزينة تزين شفتيها الورديتين لتهمس لها: أنا آسفة لافي لا يمكنني تحمل هذا وحدي" وقعت أشعة الشمس المشرقة على وجهها لتستيقظ رفعت رأسها عن الوسادة بهدوء لتضع أصابعها النحيلة على وجنتيها المحمرتين لتشعر بتلك الدموع التي تسير عليهما مسحتها بهدوء لتبتسم بحزن شديد نهضت من الأريكة لتتجه للحمام غسلت وجهها و غادرته بدأت بترتيب الأشياء لنزهتهم الصغيرة أيقظت إخوتها و اهتمت بهم لتقول: حسنا هيا بنا
قالت روز بمرح و هي تمسك بيدها: لافي إلى أين سنذهب؟
قالت لافي بمرح: سنذهب للبحيرة فهذا الجو مناسب تماما
قالت استر: هذا رائع سألعب كثيرا بالماء
ابتسمت لافي لها بمرح شديد غادروا منزلهم ليسيروا معا بتلك الابتسامات السعيدة حتى وصلوا لوجهتهم تلك البحيرة البيضاوية الواسعة الجميلة انعكست عليها أشعة الشمس الذهبية الخضرة المحيطة بها و الأزهار الملونة المتنوعة المتناثرة على جنباتها الشلال الطويل المكون لها يجعلها كما لو أنها منظر من قصة خيالية وضعت لافي السلتين البنيتين الكبيرتين على الأرض العشبي الناعم و ذلك القماش البني الكبير لتقول: بإمكانكم فعل ما تريدون لكن لا تبتعدوا كثيرا
توزعوا للقيام بما يحلو لهم جلست لافي تراقبهم يلعبون و يمرحون كما يحلو لهم لفت نظرها تولاي الجالسة بقربها لتبسم لها و تقول: ماذا هناك تولاي؟ ألا تريدين اللعب معهم؟
أغمضت عينيها الواسعتين اللتين تكادان تملآن وجهها الصغير لتهز رأسها بقوة كافية لتحريك خصلات شعرها السوداء كالدياجي نافية إجابة على سؤال شقيقتها ابتسمت لها بمرح لتقول: لماذا؟ ألا تشعرين بالملل أنت أيضا؟
هزت رأسها مجددا لتربت على رأسها بمرح لطالما كانت هادئة و منعزلة عن البقية عينها الخضراء و الأخرى العسلية كانت ترهبهم في البداية لكنهم اعتادوا على ذلك عادت بعينيها للبحيرة حيث كان الشابان يتراشقان بالمياه بمرح شديد لتقول لهما: لا تبللا نفسيكما حتى لا تصابا بالمرض
قال جوي: لم لا تشاركينا لافي؟
قال روي: سيكون هذا ممتعا حقا
ابتسمت لهما بمرح شديد و تقول: تابعا اللهو من دوني أنا بخير هنا
ابتسما لها بمرح شديد أتت روز و استر إليها و هما تحملان طوقان من الأزهار الملونة وقفتا أمامها لتقولا بمرح شديد: هذه لك أختي لافي
وضعتاه على رأسها لتبتسم لهما بمرح عانقتهما بسعادة بالغة جلستا معها لتعطيهما بعض الشطائر التي أعدتها لتستمتعا بتناوله قالت استر: سيكون من الجميل لو بإمكاننا القدوم لهنا دائما
قالت روز: أجل سيكون ذلك ممتعا
قالت لافي: أعتقد ذلك أيضا لكن المكان هنا خطر للغاية فهذه البحيرة خاصة بالجنيات
قالتا معا بحماس: الجنيات؟
قالت لافي: أجل و كما تعرفان نحن و الجنيات لا نتوافق لكنني أخذت إذنا منهم لذلك لا بأس
قالت ليلي التي أتت بعد استمتاعها باللعب بالماء: هل تستطيعين التحدث إليهم؟ أيمكننا رؤيتهم؟
قالت لافي: أود ذلك حقا لكنهم حقا لا يحبوننا ربما في وقت آخر اتفقنا؟
قال روز: سيكون هذا مشوقا للغاية
قالت ليلي: تولاي لم لا تلعبين معنا؟
نظرت إليها بهدوء و قالت: لا أريد اللعب
ابتسمت لها لافي و قالت: حسنا لنرى ربما تولاي تحب الجنيات سأحاول معهم
قالت استر: جوي و روي تعاليا سترينا أختي الجنيات
خرجا من الماء ليجلسا معهم و الحماس يملؤهم جميعا ابتسمت لتلك الوجوه المتحلقة حولها لتغمض عينيها تأخذ ذلك النفس و تزفره بهدوء وضعت يدها اليمنى على صدرها لتحرك شفتيها هامسة بلحن أغنية ما تحركت الأعشاب بعكس اتجاه الرياح الهادئة تغير لون الأزهار التي أحاطتهم كما اختفت تلك الشمس الدافئة ليحل محلها قمر فضي جميل فتحت عينيها لتنظر لأشقائها المنبهرين بالمكان من حولهم ابتسمت لهم بلطف لتقول: هذا هو شكل البحيرة الحقيقي
قال التؤامين: هذا رائع للغاية
قالت ليلي: المكان جميل للغاية
قالت استر بحماس: إذا أين هم الجنيات؟
وضعت لافي سبابتها أمام شفتيها أغمضت عينيها ليفعل الجميع المثل فتحتهما لتقول بصوت هامس: بإمكانكم فتح أعينكم الآن
فعل الجميع ذلك بهدوء لينظروا للمكان من حولهم ليروا تلك الأجساد الصغيرة التي تحمل أجنحة رقيقة على ظهورها تجول في المكان قال روي بهمس: هذا رائع للغاية لم أتوقعهم هكذا أبدا
قالت روز: هذا لطيف للغاية
اقترب أحدهم من لافي التي كانت تبتسم باستمتاع لرؤية السعادة تطفو على وجوه إخوتها انتبهت لتواجده قريبا من يديها ليقول لها: أخبرتني أنك ستحضرينهم للبحيرة و ليس لهنا
قالت لافي بصوت هامس: أنا آسفة لقد أرادوا رؤيتكم بشدة
تنهد بانزعاج لينظر إليهم يتفحصون المكان دون إزعاجهم ابتسم بهدوء حتى لفت نظره تولاي التي لم تهتم بالنظر لما يحيط بها صدمه رؤية لون عينيها ليقول: من تكون هذه الفتاة؟
قالت لافي: أختي الصغرى تولاي إنها لطيفة أليس كذلك؟
قال ذلك الجني الكبير في السن: هذه الفتاة فأل سيء عليكم الابتعاد عنها
دهشت لافي من كلماته الموجهة لأصغر أفراد عائلتها نظرت لتولاي التي كانت تحدق بالأرض دون اهتمام كعادتها نظرت لباقي أشقائها لترى علامات السرور تعلو وجههم لتقول: أبإمكانهم الحديث قليلا؟
قال الجني: حتى لو أنني رئيس المجموعة لن أستطيع منعهم من أي شيء قد يقومون به لكم
قالت لافي بشيء من الحزن: أتفهم الأمر شكرا لك مجددا
ابتسمت له بلطف شديد ليبادلها الابتسامة و يتركهم نظرت لافي إليهم لتقول بهمس: علينا المغادرة قبل اكتشافهم وجودنا
قالت ليلي: لنبقى قليلا بعد
قالت لافي: أود ذلك حقا لكن لا يمكننا
تنهدوا بحزن لفراق هذا المكان الجميل أغمضوا أعينهم لتهمس بلحن مختلف هذه المرة ليعودوا للمكان الذي كانوا فيه قال جوي: لقد كان هذا ممتعا بالرغم من قصره
قالت لافي: بالتأكيد هو كذلك
قالت استر: من المؤسف أننا لا نتفق معا
قالت روز: فكرت في ذلك أيضا
ابتسمت لهم بمرح ليكملوا نزهتهم الجميلة في ذلك المكان حتى الظهيرة شعروا بالتعب ليستلقوا جميعا و يحدقوا بالسماء الصافية الجميلة ليقول جوي: لقد تذكرت رحلتنا مع أمي و أبي لقد قضينا وقتا ممتعا
تذكروا جميعا والديهم اللذينرحلا دون توديعهم تركاهم وحيدين في عالم شاسع كاره لهم ظهرت الدموع في أعينهم جميعا لتقول لافي: لا تنسوا أبدا أننا لا نزال معا و سنبقى معا مهما ساءت الأحوال
قالت روز: أجل سنبقى معا إلى الأبد
قالت استر: هذه مدة طويلة لكن أجل سنبقى معا
ابتسمت لافي لهم بمرح شديد و تغني لهم تلك الأغنية التي اعتادت والدتهم غنائها لهم طوال الوقت استمعوا إليها و الأشواق إليهما تزداد مع كل كلمة أنهت تلك الأغنية لينتهي يومهم السعيد معها تلبدت السماء بالغيوم الداكنة لتنهض لافي على الفور و تقول بعجل: انهضوا علينا العودة للمنزل حالا
قالت ليلي: ماذا هناك أختي؟
قالت لافي: سأخبرك لاحقا جوي احمل تولاي و روز روي خذ ليلي و استر معك
قال التؤامين: لكن ماذا هناك؟
نظروا للبحيرة التي تجمدت فجأة ليظهر انعكاس لشيء ما عليها حملت لافي السلتين لتقول: هيا أسرعوا
فعل التؤامين ما طلبته منهما شعر الجميع بالرعب لرؤية ذلك الشيء الأسود الذي يشبه الظل يحمل منجلا حادا يطاردهم في تلك الغابة المسافة القصيرة أصبحت طويلة للغاية توقف الجميع على صوت لافي التي التقطت أنفاسها بهدوء لتقول استر بخوف: ما هذا الشيء الذي يطاردنا أختي؟
قالت ليلي: إنه مخيف للغاية
قال روي: هل من الممكن أن يكون روليث؟
قالت لافي: أجل هو كذلك لذلك علينا الإسراع
أخرجت الدبوس الوردي الذي كان يرفع شعرها للأعلى لتمرره أمام شفتيها و تلقيه في الهواء ليطفو عليه تعجبوا استخدامها لقوتها بالرغم من تحذيرها المستمر لهم بعدم فعل ذلك لتقول و هي ترتدي خاتم بنصرها المعدني الأزرق نقش عليه رموز و عبارات غريبة في سبابتها: اتبعوا دبوسي سيرشدكم للمنزل أنا أعتمد عليكما أخواي
قال روي: أستبقين هنا وحدك؟
قالت لافي: أجل لذا أسرعوا سأعود للمنزل حالما أنتهي
قالت روز: كوني بخير أختي
ابتسمت لهم بلطف ليغادر التؤامان المكان متبعين ذلك الدبوس التفت لافي للاتجاه المعاكس لهم لتسير مبتعدة عن طريقهم قدر الإمكان حتى أوقفها الروليث بمنجله المخيف لتقول: تبا لك لقد أفسدت وقتنا الممتع ستدفع ثمن ذلك
قربت الخاتم من شفتيها لتضعه بينهما و تسحبه بعيدا عنها ليظهر ذلك الرمح الأزرق قلبته في الهواء عدة مرات لتشكل تلك الحلقة الزرقاء المفرغة فوقها تحركت في اتجاه الروليث لتظهر صواعق مخيفة و تضربه في المنزل حيث وصل التؤامين برفقة شقيقاتهما قالت ليلي: أنا قلقة على لافي
قالت استر: أختي فتاة قوية ستكون بخير
قالت روز: ربما يجدر بنا العودة إليها
قال روي: لا لن نفعل لقد طلبت منا العودة للمنزل
قالت ليلي: هل سنتركها هناك وحدها؟
قال جوي: لا نستطيع العودة حتى لو أردنا فالروليث شيء خطير للغاية نحن لسنا بمستواه و لا نستطيع التحكم بقوانا بعد أقصى ما يمكنا فعله هو التحول
شعروا بقلة الحيلة بقوا في غرفة المعيشة بانتظار عودة شقيقتهم الكبرى لوقت طويل






 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 10:37 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 01:26 AM   #3
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






حل المساء و بدأت الأمطار بالتساقط القلق هز منزلهم الخشبي القديم وقف التؤامين على صوت شيء يرتطم بباب المنزل توجهوا هناك برفقة الفتيات ليروا جسد شقيقتهم المجروح بشدة ملقى على عتبة بابهم حملها التؤامان لغرفة المعيشة ليساعداها على الاستلقاء على الأريكة فتحت عينيها لتبتسم لهم و تقول: جميعكم بخير لم يتأذى أيا منكم صحيح؟
قال روي: لا تقلقي بشأننا عليك أخذ قسطا من الراحة
قالت استر و الدموع تجري على وجنتيها: هذا بسببنا نحن من طلبنا الذهاب لهناك
مدت ذراعها لها لتقترب منها و تأخذها بين أحضانها و تربت على رأسها بلطف و تقول: لا تلوموا أنفسكم فهذا لم يكن خطأ أي منكم
نظرت لجوي الذي أخفى وجهه عنهم لتبتسم بمرح و تقول: لماذا تبكي جوي؟ الأمر ليس غلطتك حسنا؟ أتريدني أن أقوم باحتضانك أيضا؟
قال جوي بصوته المليء بالحزن: لا تمازحيني أنا بخير و لا أحتاج لأي شيء
رفعت رأسها لتطلب منه القدوم جلس بجانبها لتحتضنه بمرح شديد دموعه لم تتوقف عن الهطول ضحكوا عليه بمرح شديد لتشاركهم لافي ذلك بقوا بجانبها حتى اختفت تلك الجراح التي تعرضت لها تماما كما لو أنها لم توجد من قبل رفعت شعرها من جديد لتقول: إذا ماذا تريدون على العشاء؟
قالت استر: سأساعدك على إعداد العشاء
قالت روز: أنا أيضا سأفعل
قالت ليلي: أود ذلك أيضا
ابتسمت لهن بمرح شديد لتنظر لتولاي التي لم تنطق بأي شيء سحب روي وجنتيها بمرح شديد ليقول لها: لم أنت هادئة هكذا؟ أليس من المفترض أن يكون الطفل الأصغر الأكثر مرحا؟ هذا مزعج حقا
قال جوي: دعها روي سوف تجعل وجنتيها مطاطيتين
ضحكا بمرح شديد لتقول تولاي: سأذهب للنوم
قالت لافي: لا يمكنك فعل ذلك قبل تناول العشاء لا تدعاها تنام
اتسعت ابتسامة شريرة سعيدة على وجهيهما ضحكت لافي بهدوء و غادرت الغرفة برفقة شقيقاتها للمطبخ نظر التؤامان لتولاي الهادئة تمسك بكتاب قديم غلافه الجلدي يكاد يتلف عيناها لم تتحركا من موضعهما قط اقتربا منها بهدوء شديد ليختبئا خلف الأريكة نظرا لبعضهما بمرح واضعين يديهما على فم بعضهما كاتمين ضحكتهما أخذا نفسا عميقا لتتغير هيئتهما لذئبين قطبيين جميلين فرائهما الأبيض الناصع شابه لون أرجواني فاتح التفا حول الأريكة محاولين إخافتها بمظهرهما أصابهما الذهول لاختفائها من مكانها ليعودا لهيئتهما التفتا حولهما في الغرفة ليقولا: إلى أين ذهبت؟
سمعا صوت صفحات الكتاب تقلب ليرفعا بصرهما للأعلى ليجداها تجلس على الثريا بهدوء تجمدت تعابير وجههما المصدومة أنزلت عينيها إليهما لتقول بهدوء: أنتما تفعلان ذلك دائما هذا مزعج
اختفت من هناك لتعود للأريكة من جديد عادت لافي للغرفة لتفقدهم لتفاجئ بالجو الهادئ في الغرفة نظرت للتؤامين اللذين ينظران إلى تولاي بشيء من الذهول لتقترب منهما و تقول: ماذا هناك؟ أحدث شيء ما؟
نظر جوي إليها بوجهه المتجمد ليذوب ذلك الجليد تدريجا و يقول: استطاعت تولاي الانتقال أخيرا
قالت لافي بمرح و هي تنظر إليها: هل هذا صحيح؟ يسرني سماع ذلك هل باستطاعتك فعل ذلك من جديد؟
هزت رأسها بالإيجاب لتختفي من على الأريكة لتظهر بالقرب منها ابتسمت لها لتربت على رأسها و تقول: هذا جيد لقد أحسنت لكن استخدميه وقت الحاجة فقط حسنا؟
قبلت جبينها بمرح شديد لتغادر للمطبخ من جديد بتلك الابتسامة المرحة وصلت هناك لترى شقيقاتها أنجزن ما طلبته منهن لتبتسم بمرح و تقول: ستكون طاهيات رائعات بالتأكيد دعننا نكمل
قالت استر: حقا؟ هذا رائع
قالت روز: أريد أن أكون مثلك أختي
قالت لافي: ستكونين أفضل مني بالتأكيد
ابتسمت لهن بمرح شديد لتكملن إعداد العشاء تلك الضحكات السعيدة و الأخطاء الصغيرة أشعرت لافي بالدفء و السعادة فهذه اللحظات قضتها مع والدتها من قبل أنهين إعداد العشاء ليرتبن الأطباق على الطاولة البنية الخشبية القديمة الموجودة في إحدى زوايا الغرفة جلس كل منهم في مقعده الخاص تناولوا طعام العشاء وسط أحاديثهم المرحة لتقاطعهم لافي بقولها: غدا سوف نذهب للمدينة
نظروا إليها جميعا بذهول شديد مما قالته لمحت لافي أنواع المشاعر و التعابير التي علت وجوههم لتتنهد و تقول: ما حدث اليوم لم يكن شيئا بسيطا فذلك الشيء بدأ يطاردنا لسبب معين بالتأكيد و أنا أجهل السبب لذلك سنذهب للمدينة لأخذ احتياطاتنا
قالت روز: ماذا سنفعل هناك؟
قالت لافي: سنذهب لرؤية السيد كورنيه ليخبرنا بالأمر كما أن جوي و روي سينهيان عقدهما الأول غدا سنحتفل بذلك معه
نظرت إليهما بحنان ليبتسما لها بمرح شديد أنهوا عشائهم ليغطوا في نوم عميق على أوتار لافي الموسيقية الذهبية كانت تجلس في غرفة المعيشة الباردة وسط تلك الأمطار الغزيرة و صوت الرعد المخيف أضواء البرق اللامعة تفكر فيما قاله رئيس الجنيات و مطاردة الروليث أغمضت عينيها لتطلق تلك التنهيدة العميقة و تحدق بالسماء الملبدة بالغيوم لتقول بصوت خافت: لقد توفي أبي و أمي في يوم عاصف كهذا
تحركت أصابعها على تلك الأوتار من جديد لتغني مع تلك الألحان الأغنية التي لطالما أدفئت جوانب هذا المنزل مر الليل سريعا لتشرق الشمس من خلف تلك الغيوم التي بدأت بالانقشاع أخفت لافي تلك الأوتار لتنهض و تغادر الغرفة استحمت و ارتدت تنورة بيضاء واسعة طويلة و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة أطرافها وردية داكنة رفعت شعرها بدبوسي شعرها الوردي لتصعد للأعلى طرقت باب الفتية لتقول: روي و جوي استيقظا علينا المغادرة
سمعت صوت أقدامهما في الغرفة لتبتسم و تذهب لغرفة الفتيات أيقظتهن واحدة تلو الأخرى طلبت منهن الاستحمام سريعا ارتدين ثيابهن المتماثلة المنقطة بالأبيض بألوان مختلفة روز ترتدي ثوبا أحمرا و استر ثوبا أصفرا و ليلي ثوبا ورديا و تولاي ثوبا أرجوانيا سرحت شعرهن بمرح بينما هن يشعرن بالنعاس لتقول استر و هي تتثاءب: لم يجدر بنا الذهاب في مثل هذا الوقت المبكر؟
قالت لافي: لا نريد جذب الانتباه لنا لا يوجد أشخاص كثر خارج بيوتهم في مثل هذا الوقت
قالت روز المستلقية على السرير الخاص بها: لا أريد الذهاب المكان هنا دافئ و مريح
أغمضت عينيها لتعود لدنيا أحلامها لتجلس ليلي فوق ظهره بهدوء و تقول: لا تنامي يا كسولة
قامت بتحريك أصابعها الهادئة على جسدها بهدوء لتقوم بدغدغتها ضحكت روز بشدة لدرجة أن دموعها بدأت في مغادرة عينيها قالت لافي: حسنا هذا يكفي هيا بنا لنغادر
أعطت لكل منهن معطفا أبيضا طويلا بقبعة واسعة مزين بنقوش وردية مختلفة غادرن الغرفة لترى الصبيان قد انتهيا لتعطيهما معطفهما الأبيض بحبل أرجواني حول العنق لتقول: حسنا سنغادر الآن مهما حدث لا تخلعوا هذه القبعات حتى نصل....تولاي إن تعبت من المشي لا بأس بإخباري بذلك
هزت تولاي رأسها بالإيجاب لتبتسم لها بمرح غادروا المنزل ليسيروا بهدوء وسط تلك الأشجار الطويلة وصلوا للمدينة لتقول بصوت هامس: خذوا حذركم من الآن
قال جوي: لا يوجد الكثير من الأشخاص
قالت ليلي: هذه المرة الأولى التي أدخل فيها المدينة
ابتسمت لهم لافي بمرح ليسيروا وسط تلك الأبنية مختلفة الأطوال و الألوان الغريبة عنهم توقفت لافي أمام إحدى الأبنية المتوسطة الطول تحوي لافتة كتب عليها اسم صاحبها لتقول بمرح: ها قد وصلنا لمحل السيد كورنيه حيث تعمل أختكم
نظروا للمكان بفضول شديد ليدخلوه خلفها كان متجرا متوسطا لبيع الملابس و الأقمشة خرج رجل أربعيني من غرفة كانت في زاوية مخفية عن الأنظار بابتسامة واسعة تزين وجهه ليقول: صباح الخير مرحبا بآل لوريجن جميعهم
اقترب منهم بهدوء ليقفوا بالقرب من لافي التي كانت تبتسم لهم بمرح و هي تقول: صباح الخير سيدي أتمنى بأننا لا نزعجك
قال السيد كورنيه: بالتأكيد لا مرحبا بكم دائما هنا في أي وقت
نظر إليهم بتلك الابتسامة الحانية وقعت نظراته على التؤامين ليقول بمرح: إذا هذان هما سيدا الحفلة سعدت بلقائكما جوي و روي
صافحاه بهدوء أخذهم لدرج خلفي معدني لولبي صعدوا للطابق الثاني ساروا في ممر معدني ليفتح لهم باب أبيض عريض دخلوا جميعا الغرفة التي كانت واسعة كقاعة لتدريبات الدفاع عن النفس وضعت أريكتين بيضاوين على الطرف الأيمن من الغرفة بينهما طاولة مربعة زجاجية طلب منهم الجلوس هناك لانتظاره قالت روز بمرح: يبدو السيد كورنيه شخصا لطيفا للغاية
قالت لافي: هو كذلك بالفعل
قال روي و هو يفحص المكان بعينيه: لسبب ما لا أستطيع الوثوق به
قال جوي: أجل هناك شيء مريب بشأنه
نظرت لافي إليهما بابتسامة هادئة ليتوقفا عن شكوكهما لتحرك شفتيها قائلة: أعرف ذلك أيضا لكن هلا أبقيتما الأمر سرا؟
هزا رأسيهما بموافقة لتبتسم لهما بمرح شديد دخل السيد كورنيه برفقة سيدة تحمل أكوابا بيضاء مزينة بأزهار صفراء متداخلة و أطباق صغيرة ماثلتها وضعته على الطاولة لتقول: صباح الخير
قالت لافي: صباح الخير سيدة كورنيه
قالت السيدة كورنيه: آه يا إلهي إخوتك يصغرونك بفارق كبير
قالت لافي بابتسامة: أجل سيدتي ألقوا التحية عليها
نهضوا جميعا لينحنوا لها برسمية بالغة ابتسمت لهم بمرح ليعاودوا الجلوس جلس السيد و السيدة كورنيه قرب التؤامين ليقول: حسنا يبدو أنها حالة طارئة
قالت لافي: هي كذلك بالفعل لقد قام الروليث بمطاردتنا بالأمس و ذلك لم يحدث قط من قبل
قال السيد كورنيه: هذا حقا غريب إذا المطلوب؟
قالت لافي و هي تنظر لإخوتها بعدما تنهدت: أعرف بأنه ليس الوقت المناسب لذلك لكن يجدر بهم التحكم بقواهم فلو تكرر الأمر مجددا لا أعتقد بأنني سأكون قادرة على حمايتهم
سكنت الأجواء المحيطة بهم و ملأ الحزن وجوههم أنزلت رأسها بحزن لترسم ابتسامة حزينة على شفتيها ليقول السيد كورنيه: أتعرضت لإصابة خطيرة أخرى؟
قالت لافي: ليس تماما لكن الإصابة الأولى لم تشفى تماما بعد
تنهد السيد كورنيه بيأس ليقول: حسنا لا بأس سأفعل ذلك لليوم فقط
نظر إليها بتلك الابتسامة لتهز رأسها موافقة بالإيجاب نهضت السيدة كورنيه لتقول بمرح: إذا يجدر بنا مراقبة المتجر لهذا اليوم لافي
نهضت لافي لتغادر برفقة السيدة شعرت بأنظار إخوتها تتجه نحوها رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها لتلتفت نحوهم و تقول: ستكونون بخير مع السيد كورنيه لا تقوموا أبدا بإزعاجه أهذا واضح؟
أجابوا بتلك الابتسامات بالموافقة لتغادر برفقة السيدة كورنيه نزلتا الدرج بهدوء لترسم السيدة كورنيه ابتسامة غريبة على شفتيها و تقول: لابد أنه من الصعب الاعتناء بهم وحدك صحيح؟ ألم تفكري يوما بتركهم وحدهم و الفرار أيضا؟
قالت لافي بوجه خالي من المشاعر و نبرة باردة: آسفة سيدتي لم أسمع ما كنت تقولينه
عضت السيدة كورنيه شفتيها بانزعاج شديد لتكملا السير بصمت دخلتا المتجر لتقوم لافي بترتيب بعض الأشياء قبل فتح المكان دخل الزبائن الأوائل لترحب بهم بابتسامتها الجميلة دخل شاب بشعر أشقر داكن طويل بعض الشيء عينيه العشبيتين ظهرتا من خلف تلك العدسات الدائرية المتوسطة جال بعينيه في أرجاء المحل يبحث عن شخص معين رسمت ابتسامة دافئة على شفتيه فور وقوع نظره عليه اقترب منه بهدوء ليقف خلفه منتظرا اللحظة التي سيلتفت فيها طال انتظاره لبضع دقائق ليقترب من أذن ذلك الشخص و يهمس بصوت خافت: صباح الخير جميلتي لافي
فزعت لافي من ذلك لتلفت إليه على الفور و تنظر إلى عينيه مباشرة ابتسم لها بهدوء لتقول: لقد كدت أن تخرج قلبي من مكانه جون
قال جون بمرح: لابد أن يحدث ذلك فأنت تحبينني صحيح؟
قالت لافي: لم أخبرك بذلك كما أنني مشغولة الآن
تنهدت بهدوء لتبتعد عنه و تكمل عملها بهدوء اختلست إليه النظر لتراه يتحدث مع السيدة كورنيه في شيء ما تحولت نظراتها الحذرة لأخرى قلقة من تلك الأصوات التي تسمعها من مكان خارج المبنى في الطابق العلوي حيث كان الجميع يتدرب على بعض الأشياء التي طلبها السيد كورنيه منهم نظر للتؤامين المتحولين ليبتسم لهما و يقول: يبدو أنكما الأفضل من هذه الناحية و تولاي أنت هي الأسوأ بالتأكيد
قالت روز: أرجوك لا تقسو عليها فهي لا تزال طفلة
قال السيد كورنيه: أعدائكم لن يميزوا ذلك لذا من الأفضل أن تصمتي و تكملي التدريب
ظهرت أنيابها مع زمجرة منزعجة ليبتسم لها بلا مبالاة عاد لينظر لتولاي الجالسة على الأريكة تنظر للأسفل بلا أي اهتمام أو مبالاة بهم لينزعج منها و يقترب منها سحبها من يدها بقوة لتنزل عن الأريكة نظر الجميع إليه بتلك العيون المنزعجة من تصرفه ليقول: وفروا هذا لوقت لاحق عليكم إتقان كل شيء خلال هذا اليوم لا أعرف لما طلبت مني تلك السخيفة فعل ذلك
قالت استر بغضب: لا تقل هذا عن أختنا
قال التؤامان: أتريد أن تموت مأكولا؟
التوتر و الانزعاج ملأ الهواء الموجود في الغرفة الجدران بدأت بترقب ما سيحدث تاليا أفزعهم جميعا صوت بكاء تولاي النادر ليترك السيد كورنيه يدها فور دخول لافي القلقة بأنفاسها المسروقة منها لتركض في اتجاه تولاي لتجثو بقربها و تأخذها بين أحضانها و تقول لها: ماذا هناك عزيزتي تولاي؟ أأنت بخير؟
لم تجب عليها تولاي اكتفت بالبكاء فقط تحلق إخوتها حولها محاولين إبهاجها لتهدأ قليلا حملتها لافي من على الأرض لتلتفت إليه بنظراتها الحادة المنزعجة ليتعرق جبينه خوفا مما قد يحدث انتبهت لافي لتصرفاتها لتنحني و تقول: أنا آسفة لم أعي ما أفعله سنغادر الآن
حمل الجميع معاطفه ليغادر خلف لافي المنزعجة بشدة كما البقية التفتت للتؤامين لتقول لهما بابتسامة: أعرف أنكما غاضبين جدا لكن أذنيكما
تعابيرهما الغاضبة تحولت لأخرى مستعجبة حاولا إخفاء آذانهما الذئبية لكن الغضب مسيطر عليهما لم يكونوا مرتاحين أثناء سيرهم وسط الطرقات فتلك الأنظار المتوجهة نحوهم و الأفواه التي لا تتوقف عن التحدث عنهم بسوء أشعرت الفتيات بالخوف و عدم الارتياح لتقول ليلي: أختي أريد العودة للمنزل
قالت لافي: سنفعل عزيزتي لا تهتمي لهم
قالت استر: لكنهم ينظرون إلينا أنا خائفة
ابتسمت لافي لهن بشيء من الحزن لتنظر للشخص الذي كان ينادي اسمها و هو يركض من بعيد توقفت ليقترب منهم و يلتقط أنفاسه لتقول له: ماذا تريد جون؟
قال جون: رحيلك المفاجئ عن المحل سبب لي الرعب
قالت لافي: لا وقت لديّ لك....هيا بنا
نظر جون إليهم باستغراب ليبتسم لاحقا و يسير بالقرب منهم دون قول أي شيء شعروا جميعا بالتضايق من وجوده لتقول روز بهمس: إلى متى ينوي اللاحق بنا؟
قالت استر بانزعاج: ألا بأس بحفر مخالبي به؟
قال جوي: صه أنتما الاثنان بإمكانه سماعكما
كتم جون ضحكاته على تصرفاتهم الظريفة ليكمل المسير غادروا مجال المدينة لتتوقف لافي و تقترب منه و تقول: أنا لا أهتم إن بدأت تظهر عنك شائعات سخيفة أو بدأ الناس بكرهك لكن دعنا و شأننا
ابتسم جون لها ليقول: أتفهم مدى حرصك على إخوتك لافي لذلك لا بأس
تنهدت لافي بقلة حيلة لتنظر لإخوتها و تقول: أتودون منه القدوم معنا؟
نظر جون إليهم بتلك النظرات الراجية عفوهم في انتظار قرارهم ليوافقوا على أخذه معهم لمنزلهم الصغير تنهدت لافي بقلة حيلة لتنظر إليه بشيء الانزعاج لتكمل سيرها و يفعلوا المثل وصلوا لقمة التلة البعيدة عن المدينة ليدخلوا منزلهم المخبئ وراء كثافة الأشجار المعمرة العملاقة أخذت لافي شقيقتها لغرفتها لتضعها على السرير و تقول بمرح: أتشعرين بتحسن الآن تولاي؟
هزت رأسها موافقة ليرتاح بالها لتنهض و تقول و هي تمسح على شعرها بحنان: سأقوم بإعداد العشاء الآن حالما أنتهي سآتي إليك حسنا؟
هزت رأسها مجددا لتبعثر شعرها قليلا نزلت الدرجات لتصدر صريرا مزعجا ليختفي على أصوات ضحكات إخوتها برفقة جون اقتربت من الغرفة لتراهم يتحلقون حوله يستمعون لقصصه المضحكة بالرغم انزعاجها لقدومه كل هذا الطريق لهذا المنزل المحمي من قبل البشر الذين يضايقونهم لكن شعرت بالدفء يغمرها لرؤية السعادة تلون جنبات منزلهم حالما ارتسمت تلك الابتسامة الحانية على شفتيها التقت عينيها بأعين جون المشغول بالحديث إليهم وضعت تعابير منزعجة لتذهب للمطبخ ابتسم جون بلطف لتقول ليلي: لم تبتسم وحدك هكذا؟
قال جون: لأنكم ظرفاء جدا و أيضا لم تخبرني لافي قط بأنها أخت لأولاد مثلكم
قال روي: كيف تعرفت على أختي؟
قال جون: اممم كيف أخبركم بالأمر؟ حسنا حتى أكون صادقا معكم و لا أخفيكم شيئا كنت أشعر بفضول شديد ناحيتها خاصة و أن تلك النظرات الحاقدة تراقبها طوال الوقت تصادفت طرقنا كثيرا فوالدي لديه متجر قريب من المتجر الذي تعمل به
قالت روز: لم تخبرنا أختي بشيء كهذا من قبل
قال جون: لأنها تكرهني بالتأكيد
قال جوي بنبرة مغايرة للأجواء المرحة: أختي لا تكره أحدا أبدا
نظروا جميعا إليه ليروا تلك النظرات الحزينة تعلو وجهه تفهموا الأمر ليطغى الحزن و الهدوء على المكان لم يفهم جون السبب فقط نظر إليهم محاولا معرفة السبب دخلت لافي الغرفة و هي تحمل بعض الأطباق في يديها لتقول بابتسامتها الجميلة: لم كل هذا الهدوء المفاجئ؟ أحدث شيء ما؟
وضعت الأطباق على الطاولة لتنظر إليهم وقعت عينيها على جون الذي كان يحدق بشيء من الاندهاش إليها لتقول بقليل من الانزعاج: ماذا هناك؟
قال جون بابتسامة: لا شيء تبدين كأم أكثر من شقيقة لهم
قالت لافي: لا أظن ذلك....ليلي و استر هلا أحضرتما باقي الأطباق؟ جوي و روي اهتما بترتيب المكان ريثما أتفقد تولاي
نهض كل منهم لمهمته التي أعطتهم إياها لتصعد الدرجات و تدخل غرفة الفتيات لتجد تولاي نائمة في سريرها بعمق لتبتسم لها و تقبل جبينها بهدوء عادت لغرفة الجلوس لتراهم قد أنهوا مهامهم اجتمعوا حول الطاولة ليبدؤوا بتناول الطعام قالت روز بمرح: أليست أختي طاهية بارعة جون؟
قال جون بابتسامة سعيدة: بلى هي كذلك إنه ألذ طبق أتناوله في حياتي كلها
لم تهتم لافي بتعليقه ذاك و تكمل تناول طعامها بهدوء ليقول جون: إذا ما هو ترتيبكم في العائلة؟ بالتأكيد لافي هي الأكبر من يليها؟
قال التؤامان بمرح: نحن
قالت روز: بعدهما أختي استر ثم أنا ثم ليلي و الفارق بين كل منا سنتين
قال جون بمرح: أعماركن متقاربة حقا ماذا عن أصغر فرد في العائلة؟
قالت لافي: هي تولاي و الفارق بينها و ليلي عقد
كاد الطعام الذي تناوله للتو أن يتوقف في حنجرته لينظر إليها بشيء من الاندهاش ضحكوا عليه بمرح شديد لتقول ليلي: صحيح أنها صغيرة لكنها تتصرف كالكبار تماما
قالت استر: إنها حقا تزعجني في بعض الأحيان لكنني أحبها كثيرا
ابتسمت لافي لها بمرح شديد لتقول: الفارق بيني و التؤامان ثلاثة عشرة سنة
هذه المرة أخرج جون الماء الذي كان يشربه ليسعل بعدها بهستيرية لينظر إليها بصدمة بالغة ليضحكوا بمرح أنهوا تناول طعامهم لتغسل لافي الأطباق بينما يلعب أشقائها برفقة جون جلست معهم لبعض الوقت قبل انصرافهم للنوم كان جون على وشك مغادرة المنزل لتقول له: شكرا لقدومك للمنزل لقد أسعدتهم بتواجدك هنا لكن لا تفعل ذلك مجددا
قال جون بمرح و هو يغلق إحدى عينيه بلطف: إن كانوا قد سعدوا بتواجدي فسأتي للزيارة مجددا بالتأكيد
تنهدت لافي باستسلام لتقول: هل تستطيع العودة وحدك؟ ربما يجدر بي الذهاب معك
قال جون: لا تقلقي بشأني أنا أحفظ الأشياء من المرة الأولى لن يكون من الصعب عليّ مغادرة المكان
ابتسمت له بلطف ليقترب منها و يطبع قبلة حانية على جبينها لتتوسع حدقتا عينيها و تضع يدها اليمنى موضع القبلة ليقول لها: أنت أخت عظيمة حقا لا أستغرب مدى حبهم لك البقاء معكم جعلني أتمنى لو أكون فردا من عائلتكم
ابتسم لها بمرح ليتركها تقف أمام ذلك الباب بذهول الابتسامة التي اتسعت على شفتيه لم تستطع وحشة ذلك المكان في هذه الظلمة من محيه توقف أمام إحدى الأشجار على صوت تلك الفراشة الزرقاء المضيئة كالنجوم في عتمة الغابة ليهلع من الصوت الصادر منها القائل ببرود: سأرشدك لطريق أسرع لافي قلقة ألا تدرك المدينة قبل العاصفة القادمة
ارتاح لسماع اسم الفتاة التي وقع قلبه في حبها منذ اللحظة الأولى ليتبع تلك الفراشة التي لم تنطق بأي شيء آخر حتى أوصلته لبر الأمان اختفت فور دخوله للمدينة ليكمل طريقه وحيدا لمنزله الكبير دخل المنزل ليستقبله كبير الخدم الكبير في السن بتلك التعابير القلقة التي أظهرتها تجاعيد وجهه أكثر و يقول: أين كنت طيلة هذا الوقت سيدي؟
فتح جون شفتيه ليخبره بقصة كاذبة لأحداث لم تحدث ليوقفه صوت جهوري منزعج: أكنت ترافق تلك الفتاة الحقيرة من جديد؟
نظر جون لوالده الذي كان ينزل الدرج بعصاه الحديدية التي يستند عليها بهدوء و نظراته المنزعجة تخترق عيني ولده الذي اقترب منه بهدوء بابتسامته الواسعة الهادئة ليقول له: مساء الخير أبي إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت؟
قال الوالد: أجب عن سؤالي أولا
قال جون: لا أعرف عن أي فتاة تتحدث أتقصد كاثي ابنة صديقي الشاعر أم ليندا ابنة المحافظ أم دورثي شقيقة اللورد لوري؟ آه عرفتها ماري ابنة الايرل جان جوزيف
تلك التعابير المرحة على وجه جون لطالما أزعجت والده حينما يتحدث إليه بجدية ليضرب بعصاه الأرض بقوة لتصدر صوتا عاليا دوى في المكان مع صوته الغاضب العالي: تعرف أنني أتحدث عن ابنة الوحوش تلك أكنت معها أم لا يا جون؟
محيت تلك التعابير المرحة من وجهه لتحل محلها واحدة حزينة خاضعة لذلك الغضب ليقول بهدوء: أجل لقد كنت معها لكنها ليست كما تعتقد أبدا لا أفهم لم الجميع يكرهها لكونها شخص مختلف فقط هذا سخيف للغاية يا أبي
أنهى تلك القطعة من أفكاره التي لطالما أراد البوح ليتلقى ضربة من تلك العصا على وجنته اليمنى لتطرحه أرضا و تترك أثرا واضحا على وجنته التقت عينيه بعيني والده الغاضبة و المنزعجة منه تماما ليقول: أنصحك بعدم الذهاب لرؤيتها مجددا فقريبا لن تكون هي و لا مجموعة الوحوش تلك على قيد الحياة
توسعت حدقتا عينيه المصدومتين مما سمعه من والده الذي ارتسم ابتسامة سعيدة على شفتيه ليقول لكبير الخدم: لا تدعه يغيب عن نظرك أبدا لديّ اجتماع بما سنفعله بهذه الوحوش
انحنى له كبير الخدم ليغادر الباب البني الكبير و يغلقه بقوة اقترب كبير الخدم من جون المتجمد في مكانه ليقول له: سيدي عليك الاهتمام بهذا الجرح و إلا تورم أكثر
نهض جون محاولا مغادرة المكان ليعترضه كبير الخدم و يقول: لا أستطيع السماح لك بالمغادرة سيدي لقد سمعت ما قاله السيد
قال جون: دعني أذهب عليّ إخبار لافي بذلك عليّ فعل ذلك قبل فوات الآوان
قال كبير الخدم: لن تذهب لأي مكان سيدي لو ذهبت لرؤيتها مجددا قد يطردك المحافظ من المدينة تعرف بأنه محظور الاقتراب منهم علينا حماية أنفسنا منهم
توقف جون عن المقاومة لينظر لكبير الخدم الذي ظهر على جسده المرتعش الخوف بشيء من الاستغراب لينزل برأسه بإحباط شديد و يسير متقدما من الدرج الطويل ليقول بصوت هادئ: لا تنسى أبدا أنها قد ساعدتك يوما
صعد الدرج للطابق الأول ليتوجه لغرفته و يهتم بذلك الجرح عند لافي التي كانت تنظر للسماء الملبدة بالغيوم السوداء و المطر الغزير الذي يكاد يكون بحيرة جديدة في المكان شعرت بأطرافها ترتعش من البرد لتنهض من على الأريكة و تصعد لغرفة الصبيان فتحت الباب بهدوء لتخرج من الخزانة البنية القديمة مجموعة أغطية شتوية لتغطي الصبيان بها و تحمل الباقي لغرفة الفتيات لتغطيهن بها ابتسمت لهن بهدوء لتنزل الدرج بخطوات رقيقة حتى لا يصدر ذلك الصرير عادت لأريكتها لتسمع صوت طرق خفيف على النافذة الشبه محطمة لتنظر لذلك الزائر الغريب فتحت النافذة ليدخل ذلك الهواء العنيف مع المطر للغرفة تبللت المنطقة القريبة من النافذة لتغلق النافذة فور دخول ذلك الزائر نظرت لتلك المنطقة لتتنهد بعمق و تقول: لم أنت هنا وسط هذه العاصفة العنيفة؟
التفتت لذلك الجني الذي كانت أجنحته لم تبتل لتفهم الطريقة التي وصل بها لهنا تفاجأت التعابير القلقة على وجهه لتقول: ماذا هناك؟ أحدث شيء ما؟
نظر إليها ذلك الجني بقلق شديد ليقول: لقد طلب مني الرئيس تحذيرك هناك شيء خطير قادم في الطريق لا يعرف أين أو متى لكنه يريد تحذيرك كما أنه قد طلب منك الابتعاد عن تلك الفتاة صاحبة الأعين الغريبة
قالت لافي: تولاي؟ مستحيل أن أفعل ذلك لأختي الصغرى
قال الجني: هذه الفتاة تحمل خطرا كبيرا عليكم و تركها الطريقة الوحيدة للتخلص من الخطر القادم
قالت لافي: حتى لو كان ذلك صحيح لن أترك أختي أبدا
قال الجني: لهذا أنتم أغبياء لا تفهمون أبدا ما يجري حولكم تلك الفتاة سبب مقتل والديك و أظنهما كانا يعرفان بالأمر أيضا على كل لن أتحمل أي سخافة أخرى ستقولينها
اختفى من أمامها بعد أن أثار الجرح القديم في قلبها الخافق بسرعة رفعت بصرها للأعلى بصدمة عميقة لتجلس على الأريكة أشرقت الشمس خلف تلك الغيوم السوداء الكثيفة لتنظر لافي إلى السماء من نافذة الغرفة أثناء وضعها تلك الكعكة الشهية على الطاولة لتتنهد بهدوء و تقول: لا بأس أيضا بحفلة داخل المنزل
سمعت صوت صرير الدرج لتسرع في مغادرة الغرفة حتى لا تفسد مفاجأتها نظرت للشخص الذي يخطو على الدرج بهدوء و خطواته الصغيرة بهدوء التقت أعينهما لفترة لتنتبه لافي لتلك الملامح الغريبة التي وضعتها على وجهها لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير تولاي لقد استيقظت أبكر من العادة ما السبب يا ترى؟
لترفع يديها اللتين كانتا تمسكان بورقتين ورديتين و مجموعة أقلام تلوين لتستغرب ذلك في البداية لتفهمها أخيرا و تبتسم بلطف شديد و تقول: هدية للتؤامين؟ أنت لطيفة للغاية
هزت رأسها بلطف لتنزل الدرج و تدخل الغرفة لتضع الورقتين على الطاولة و تبدأ بالرسم و التلوين ابتسمت لها بمرح لتصعد لغرفة الفتيات بخطوات خفيفة و هادئة لتوقظهن و تقول: هيا لتضعن هداياكن على الطاولة
نهضن بسرعة لتخرج كل واحدة منهن هديتها و ينزلن الدرج بهدوء كما فعلت لافي وضعن الهدايا على الطاولة لتقول استر: سنذهب لنوقظهما الآن
قالت لافي بمرح: اذهبن جميعا سأهتم ببعض الأشياء هنا
أمسكت ليلي بتولاي لتأخذها معهن ضحكت لافي بهدوء على تصرفهن صعدن الدرج بحماس شديد ليفتحن باب الغرفة بقوة صعدن على سريرهما لتقوم ليلي و روز بالقفز عليهما بمرح شديد و هما تقولان: استيقظا أيها الكسولان هيا
قامت استر بدغدغة باطن قدم روي بمرح شديد لينهض و يفرك عينيه بنعاس شديد وقفت تولاي بالقرب من موضع رأس جوي النائم ليفتح عينيه بهدوء على الإزعاج من حوله التقت عينيه الناعستين بعيني تولاي الباردتين لينهض و هو يصرخ فازعا فتح روي عينيه الناعستين على صرخة شقيقه لتبدأ الفتيات الضحك عليه بمرح شديد انضم إليهن روي ليلتقط أنفاسه الهاربة منه محاولا تهدئة قلبه الخافق بسرعة ليقول: أرجوك تولاي لا تفعلي هذا مجددا سأموت حقا لو فعلت ذلك
لم تجبه تولاي بأي شيء سوى ابتسامة مرحة صعقوا لرؤيتها لكنهم تبسموا أيضا ليقول روي: إذا ما سبب كل هذا الإزعاج منذ بداية الصباح؟
قالت روز: لقد غادرت لافي لمكان ما حينما استيقظنا
قالت استر بنبرة حزينة: و لا يسعنا تحضير الإفطار وحدنا
قال جوي: بطونكن الخاوية جعلتكن تقتلني رعبا هكذا
ضحكوا من جديد لينهضا من السرير و ينزلا الدرج برفقة شقيقاتهما طلبت الفتيات منهما التوجه لغرفة الجلوس ليقول جوي: هل أصبحت غرفة الجلوس هي المطبخ؟
قالت استر: هناك شيء نريد أن نريكما إياه
قال روي: و ما عساه أن يكون؟
قالت ليلي و هي تدفعه بمرح: فقط اذهبا
قال التؤامان: حسنا لا تكن متسرعات هكذا
دخلوا غرفة الجلوس ليتفاجئ الجميع من تلك الفقاعات المتوسطة التي انفجرت ببريق لامع فور دخولهم انهمرت قصاصات ملونة في أرجاء الغرفة لتقول الفتيات بمرح شديد: كل عام و أنتما و بخير
نظرا إليهن بذهول شديد بينما تلك الابتسامات الدافئة تقابلهما اقتربت لافي منهما لتعانقهما بمرح شديد و تقول: آسفة اضطررنا لتأجيل عيد ميلادكما....كل عام و أنتما بخير جوي و روي
قبلت جبين كل منهما لتطلب منهما التقدم للطاولة نظرا لتلك الكعكة الاسفنجية الشهية المغطاة بالشوكولاته الداكنة زينت أطرافها بأزهار مختلفة بالكريمة الملونة وضعت الرقم 11 المصنوع من الشوكولاته البيضاء و شموعها زرقاء داكنة ظهرت علامات موسيقية ملونة حولهما ليسمعا لحن أغنية جميلة نظرا للافي المبتسمة بمرح شديد و هي تغني برفقة الفتيات بسعادة أطفئا تلك الشموع لتعلو أصوات الصفقات المرحة في أرجاء المنزل ليقولا بمرح: لقد كانت مفاجأة رائعة
تقدمت روز منهما و هي تحمل صندوقين خشبيين صغيرين حفر عليهما اسمهما بخطها الجميل لتقول بمرح: هذه هديتي لكما
قال جوي: ما هذا؟
قالت روز: افتحاه أولا
فتح كل منهما صندوقه لتخرج منه مجموعة من الدعسوقات الجميلة ليطرن في الغرفة قليلا قبل مغادرتهن من النافذة لتظهر قلوب خشبية ملونة نظرا إليها بابتسامة سعيدة لتظهر استر و ليلي من خلفهما بمرح شديد لتقول ليلي: لقد شاركتني استر لصنع هذه الهدية لكما
قدمت كل منهما الوشاح الذي قامت بحياكته أحدهما كان رمادي و الآخر أرجواني فاتح ليبعثرا شعرهما بمرح و يقولان: شكرا لكما
ابتسمتا لهما بمرح شديد نظرا لتولاي التي اقتربت منهما بهدوئها المعتاد لترفع رأسها و تضع ورقتين أمامهما نظرا إليها ليجدا لوحة لكل منهما و كتب فوقها "عيد ميلاد سعيد" أعادا النظر إليها ليعانقاها بمرح شديد و يقولان: شكرا لك تولاي أنت رسامة بارعة
ابتسمت لهما بمرح شديد لتقول لافي: حسنا فليجلس الجميع لتناول الكعكة
جلسوا في أماكنهم لتبدأ لافي بتقطيع الكعك بمرح و هي تهمهم بلحن أغنية يحبونها كثيرا وزعت قطع الكعك لتقول: آسفة هذا العام لم أفعل الكثير لكما لكن العام القادم بالتأكيد سأفعل
قالا معا: كل ما يهم أننا معا
ابتسمت لهما بمرح شديد لتخرج صندوقين أسودين من جيب تنورتها الطويلة لتضع واحد أمام كليهما فتحاه ليظهر الخاتمين الأرجواني و الرمادي المشابهين لخاتمها صرخات حماسهما ملئت المكان فقد كانا ينتظران هذا اليوم طويلا ابتسمت لهما لتقول: هذه الخواتم تميزنا كأبناء مميزون لساحرة و متحول كما أنها تقوي جانبنا السحري أكثر لذا اهتما به جيدا
قالا معا بمرح: بالتأكيد سنفعل
تناولوا الكعك بمرح وسط أحاديث و ألعاب أبهجت يومهم بعد غروب شمس ذلك اليوم اجتمعوا حول لافي التي كانت تروي لهم قصة تدفئهم في برودة تلك العاصفة الماطرة انتبهت للأعين الناعسة و الأخرى النائمة لتبتسم بلطف و تقول في نفسها: ليت أيامنا كلها تبقى هكذا
التفتت لتولاي الواقفة بقرب النافذة تحدق في القمر المختبئ خلف الغيوم الكثيفة الماطرة بغزارة لتقول لها: ألا تشعرين بالبرد تولاي؟ تعالي لهنا
هزت تولاي رأسها نافية لتكمل تحديقها في ذلك القمر ابتسمت لافي بهدوء حتى صدمها تلك الأغنية التي صدرت من تولاي نهضت لتقترب منها و تمسك بكتفيها لتقول لها: أين سمعت هذه الأغنية تولاي؟
نظرت لعينيها الواسعتين التي تسحبها لعالم غامض مظلم لم تجبها على سؤالها بل أكملت غناء تلك الأغنية شعرت لافي بنبضات قلبها تحطم المعدل القياسي رئتيها بالكاد تحوي أكسجينا كافيا الرؤية بدأت تظلم شيئا فشيئا مدت يدها لشقيقتها لكنها فقدت الوعي قبل ذلك نظرت تولاي للجميع مستلق في مكانه نائم بابتسامة لطيفة على شفتيه تجاوزت الجميع لتصعد للغرفة عند جون الذي كان يفكر في طريقة يغادر بها غرفته المشددة الحراسة أوقفه حديث حارسي الباب ليقترب منه و يسمع ما يقولان بوضوح قال الحارس الأول: لقد سمعت بأنهم سيذهبون لصيد الذئاب غدا مساء
قال الثاني: أجل لقد تأجل الموضوع بسبب عاصفة هذه الليلة
قال الأول: أتمنى لو باستطاعتي الذهاب معهم
قال الثاني: أجل سيكون من الجيد لو حصلنا على بعض الفراء منهم لأجل الشتاء الطويل
ركل جون الباب بغضب ليصمتهما و يرمي بجسده على السرير ليفكر في حل سريع ليصل به إلى لافي عض شفتيه بانزعاج شديد ليغمض عينيه ليرتاح قليلا استيقظ على صوت صراصير الليل لينظر للسماء ليرى الفجر قد بزغ منذ دقائق نهض من سريره ليرتدي حذائه و يغادر غرفته بهدوء شديد نظر للحارسين النائمين بقرب الباب سار في الممر بحذر شديد وصل للباب الرئيسي بنجاح ليفزع على صوت خطوات بطيئة تقترب من الدرج وقف خلف عامود أخضر فاتح كاتما لأنفاسه مغمضا عينيه خائفا من اكتشاف أمره سمع صوت ذلك الشخص و هو يقول: لا أعرف لم سمحنا لهم بالبقاء على قيد الحياة حتى.... هذا سخيف للغاية هذه المرة لن أترك أي منهم حيا
عرف صاحب الصوت الذي دخل قسم الخدم لسبب ما أسرع في الخروج من المنزل ليركض بأسرع ما يمكنه وصل لتلك التلة مع شروق الشمس صعده بأنفاسه المتقطعة ليرتاح عند لافي التي استيقظت نهضت من الأرض لتمسك برأسها المتألم لتتذكر آخر لحظاتها لتبحث عن تولاي في أرجاء المنزل لكن بلا فائدة لم تجدها ليدب الرعب في قلبها القلق عليها سمعت طرق الباب المتكرر ليضيء الأمل في وجهها اقتربت من الباب لتفتحه بتلك الابتسامة اللطيفة لترى جون يقف هناك محاولا التنفس بطبيعية انتبهت للجرح المتورم على وجنته اليمنى لتقول له: كيف حصلت على هذا الجرح جون؟ يا إلهي إنه بحالة سيئة للغاية
دخل برفقتها ليجلس على أقرب درج لتنظر للجرح بقلق شديد ليقول لها: لا تقلقي بشأن ذلك هناك أمر أهم مني
نظرت إليه باستغراب شديد لينظر إليها بجدية بالغة: عليكم مغادرة المنزل حالا و الذهاب لأي مكان هذه الليلة سيأتون لأجلكم
فهمت لافي الأمر لتنزل رأسها بحزن و تقول: سأفعل حال عودة تولاي لا أعرف أين هي
اقتربت ليلي منها و هي تفرك عينيها بنعاس اقتربت منها لتحملها بين يديها و تقول: أتودين الذهاب لسريرك؟
قالت ليلي: لا لقد حلمت حلما غريبا
قالت لافي بابتسامة: حقا؟ و ما هو؟
قالت ليلي و هي تنزل من بين يديها: لقد حلمت أننا جميعا كنا مع أمي و أبي نجلس أمام تلك البحيرة الجميلة التي زرناها من قبل
توسعت حدقتا عينيها بصدمة لتنظر إليها ليلي باستغراب ابتسمت لها لتقول: إنه مجرد حلم لا تهتمي له عزيزتي هيا اذهبي و اغسلي وجهك
ذهبت ليلي للحمام لتفعل ما أمرتها شقيقتها به نظر جون ليديها اللتان بدأتا بالارتعاش لتكتفهما بهدوء ليقول لها و هو يعانقها: ماذا هناك لافي؟ لا تبدين بخير
قالت لافي بصوت خافت: ذلك الحلم سيصبح حقيقة لا أريد ذلك
قال جون الذي أمسك بها محاولا تهدئتها: إنه مجرد حلم كما قلت لم كل هذا القلق؟
قالت لافي: أنت لا تفهم ليلي ترى المستقبل و رؤيتها مع والدينا يعني....
أنزلت رأسها لتتساقط دموعها على الأرض لم يفهم جون المشكلة بحد ذاتها لكن تلك الدموع قد أحزنته كثيرا ابتعدت لافي عنه لتمسح دموعها أيقظت إخوتها لتطلب من الفتيات تحضير الإفطار معها فكرها كان مشغولا بتولاي التي لا تعرف مكانها بعد أنهين إعداد الطعام ليضعنه على الطاولة قال جوي: متى أتيت لزيارتنا جون؟
قال جون بمرح شديد: منذ وقت قصير مفاجأة جميلة أليس كذلك؟
قالت استر بمرح: أجل إنها كذلك
قالت روز: لافي أين هي تولاي؟
قالت لافي بابتسامة مرحة: إنها في الأعلى تقرأ كتابها المفضل تعرفينها عندما تدخل عالم كتبها
قالت ليلي: الآن تذكرت أمرا غريبا
نظرت لافي إليها بقلق لتسأل بتردد: ما هو ليلي؟ أهو متعلق بذلك الحلم؟
قالت ليلي: أجل لم تكن تولاي موجودة معنا لسبب مجهول
توقف قلبها عن النبض للحظة لتبتسم لها و تكمل تناول طعامها بهدوء وسط المرح و الضجة لم تستطيع تخيل أن وقتهم معا سينتهي قريبا و ستترك أصغر فرد وحيدا في عالم كاره لهم نهضت وسط تعجبهم دون التبرير توجهت لخارج المنزل لتتنشق هواء الصباح العليل أغمضت عينيها لوهلة لتسمع صوت يناديها لم تجبه اكتفت فقط بالسير في تلك الذكريات القديمة الخاصة بوالدتها توقفت أمام ذكرى ولادة تولاي"غادرت الوالدة المنزل صباحا برفقة الوالد تاركين عناية المنزل لها سارت الوالدة بهدوء و علامات التعب تعلو وجهها لتنظر للوالد الممسك بها من خصرها بابتسامة صغيرة غيرت تعابير وجهها و هي تقول: بإمكاني الذهاب وحدي عليك البقاء برفقة الأطفال
قال الوالد: لا عليك لافي بقربهم هي لم تعد طفلة صغيرة
قالت الوالدة بمرح: حقا هي قد كبرت أحيانا أشعر بأنني أعتمد عليها كثيرا
ابتسم الوالد لها بمرح ليصلا للمدينة البعض كان يبتعد عن طريقهما و الآخر كان يحدق بهما بحقد شديد وصلا لعيادة وسط المدينة استقبلهما الطبيب على عجل ليقول: لا أريد لأحد رؤيتكما تدخلان هنا
قال الوالد: آسفان لإزعاجك ندرك تماما ما تقصده
قالت الوالدة و هي تنحني له بصعوبة: آسفة لجلب المشاكل لك
أخذها الطبيب لغرفة خاصة لفحصها ليغادر الوالد للعمل كانت الوالدة في حالة صعبة للغاية ليقول لها الطبيب: لا أستطيع إنقاذ حياتكما عليك الاختيار
قالت الوالدة بصوتها المنهك و المتعب: لا أهتم لنفسي دع الطفل يعيش
أمسك الوالد بيدها بحنان لتشد قبضتها حوله فقدت الوالدة وعيها بعد خروج الطفل ليصدم الوالد كثيرا تعابير الطبيب زادت الأمور سوءا لينطق بتلك الكلمات التي لم يرد سماعها: للآسف الطفل ميت
انهار الوالد لسماع ذلك نقل الخبر بدوره للوالدة حالما استفاقت لتشعر بحزن شديد غادرا العيادة و دموع الوالدة تأبى التوقف كانت تسير بمساندة الوالد الحزين مثلها توقفا في أحد الأزقة ليقول لها: هل أنت بخير؟ أتريدين التوقف هنا؟
هزت رأسها نافية و دموعها لا تتوقف عن الهطول رفعت بصرها للسماء المظلمة لتجذبها تلك الشرنقة السوداء المتوسطة الحجم تشع بطريقة غريبة في زاوية درج الطوارئ المعدني توقفت تلك الدموع على توسع عينيها المصدومتين لتقول: عزيزي انظر لهذا
رفع بصره هو الآخر ليدهش من وجود تلك الشرنقة و بذلك الحجم هناك صعد الدرج بهدوء ليشق الشرنقة ليفاجأ برؤية تلك الفتاة صاحبة الشعر الأسود الداكن القصير أخرجها من هناك لينزل بها لتقول الوالدة: أتعتقد بأنها لا تزال بخير؟
قال الوالد: أجل هي فراشة متحولة و تبدو فريدة من نوعها
حملتها الوالدة لتقول: من الخطر تركها وحدها هنا لنأخذها للمنزل معنا
قال الوالد: أجل سنفعل لكن ماذا سنخبر الأطفال؟
فكرت الوالدة في الأمر قليلا لتحرك يديها عليها و هي تمتم بتعويذة ما ليتغير شكلها لطفل حديث الولادة و تحملها بهدوء لتقول: هكذا لن يكون الأمر بالمشكلة الكبيرة صحيح؟
أجبرت نفسها على الابتسام وسط تلك الدموع ليعانقها الوالد بهدوء" فتحت لافي عينيها بهدوء لتقول بهمس: تولاي....ليست فردا من العائلة؟
تذكرت ما قاله رئيس الجنيات لها و الرسالة الغريبة التي أوصلها و الأغنية لتنزل رأسها بشيء من الحزن عبث الهواء بشعرها عله يقلب مشاعرها الحزينة تغير مجرى الهواء لينذرها بالخطر المحدق بهم نظرت للمكان من حولها لترى جماعة كبيرة من الروليث خلف الأشجار القريبة من المنزل غادر التؤامين المنزل بقلق شديد ليقولا: لافي ماذا هناك؟
رأت ذلك الروليث يقترب سريعا منهما لتسبقه و تقف في وجه ذلك المنجل الذي كاد يطيح برأسيهما أصيبت في ظهرها لتقول لهما: ادخلا للمنزل عليكما حماية الآخرين
قال جوي: أختي لن أتركك وحدك هنا
دفعتهما بالقوة لداخل المنزل و أغلقت الباب لتبصق تلك الدماء من فمها و تتحول لذلك الذئب الكبير لتقف أمام الباب بتحدي لهم داخل المنزل كانت الأجواء مضطربة للغاية قالت ليلي و دموعها تغادر عينيها: ماذا يحدث أخي؟ أين هي لافي؟
قال روي: فقط ابقين هادئات ستكون الأمور على ما يرام
قالت استر: أختي لافي وحدها هناك في مواجهتهم
قالت روز: لنذهب لمساعدتها
قال جوي: لن نغادر المنزل أبدا
ظهر في عينيه القلق و الخوف على شقيقته بعد مضي وقت قصير اختفى ذلك الخطر الذي كان يلفهم منذ دقائق اقتربوا جميعا من الباب الذي فتح بقوة ليصدموا من رؤية تلك الجراح الكثيرة و العميقة على جسد لافي الممددة على الأرض بإرهاق حملها جون برفق شديد ليضعها على الأريكة انتبهوا للجرح العميق في معدتها أسرعت الفتيات بإحضار بعض الأدوية و المناشف و الماء ليحاولوا وقف ذلك النزيف الشديد نجحن في ذلك بعد عناء طويل جلسن بالقرب منها لتفتح عينيها بصعوبة و تقول بابتسامة لطيفة: شكرا لكن لقد أحسنتن عملا حقا
رفعت بصرها لجوي الذي كان يشد قبضته تساقطت قطرات الدماء منها كما حال شفتيه طلبت منه الاقتراب منها لكنه رفض ذلك و أنزل رأسه ليخفي تلك الدموع عنهم كان جون جالسا في زاوية الغرفة بصمت يراقب الرابطة العميقة بينهم لحظات صمت طويلة عبرت في تلك الغرفة لكنها اختفت في المساء على صوت مجموعة من الأشخاص يصرخون مطالبين مغادرتهم للمنزل طرقوا الباب بعنف شديد لتنهض لافي من مكانها و تسير بهدوء مغادرة الغرفة طلبت الفتيات منها الجلوس بالرغم من خوفهن التفتت لافي إليهن بابتسامة حانية لتعانقهن بلطف و تقول: أنتن أخوات رائعات حقا آسفة
ابتعدت عنهن لتنظر لأعيهن الباكية لترسم ابتسامة أخيرة على شفتيها نظرت للتؤامين لتقول: أعتمد عليكما
غادرت الغرفة بتثاقل لتصل للباب فتحته ليبتعدوا عن الباب بفزع شديد تقدم من بينهم والد جون الذي رسم ابتسامة شريرة على شفتيه ليقول: لقد سئمنا وجودكم هنا غادروا مدينتنا
قالت لافي بتلك النبرة المنزعجة المتألمة: أتيتم مجددا لأخذ عائلتي مني؟ لن أسمح لكم بفعل ذلك أبدا
أشهر والد جون تلك البندقية الطويلة أمامها لتعض شفتيها بانزعاج شديد تغير شكل عينيها ليطلق النار عليها حتى لا تكمل تحولها جثت على ركبتيها ليسند جسدها على طرف الباب قال الوالد و هو يشق طريقه داخل المنزل: لا تتركوا فردا واحدا على قيد الحياة تحركوا
دخلوا المنزل و هم يحملون تلك البنادق و المشاعل تفرقوا لمجموعات توجهت مجموعة لغرفة المعيشة ليروا ذلك الذئب الواقف في وسط الغرفة و يزمجر بانزعاج في وجههم اتخذ الخطوة الأولى و تقدم لمهاجمتهم دب الخوف في قلوبهم للحظات اختفى على صوت الطلقات النارية الصادرة من الأعلى حاول الذئب مغادرة المكان لكن بلا فائدة فقد تمت محاصرته تماما ألقوا المشاعل من حوله ليحترق المنزل الخشبي القديم كله في مكان بعيد عن كل هذه الأحداث في وسط تلك الغابة المظلمة التفتت تولاي للخلف لترى ذلك الدخان المتصاعد من حيث ما غادرت توسعت حدقتا عينيها بصدمة بالغة جثت على ركبتيها لتتساقط تلك الدموع الحزينة على الأرض العشبية التي شدتها بقبضتيها الصغيرتين لتصرخ بأعلى صوتها حزنا على المأساة التي سببتها تورمت عيناها الواسعتان لم تعد حنجرتها قادرة على إخراج أي صوت آخر سمعت أصوات أقدام تسير بسرعة في اتجاهها نهضت من مكانها لتحاول الابتعاد قدر الإمكان عن تلك الخطى السريعة و الأصوات الآمرة بالبحث عنها جسدها الصغير لم يتحمل كل هذا الجهد الذي حل به وضعت قدمها على صخرة زلقة لتتدحرج من ذلك المنحدر المخيف وصل جسدها المجروح للأرض لم يستطع التحرك مع غزو الألم لأعضائه كلها سمعت صوت يقول: هناك بقع دماء هنا
أجبرت تولاي جسدها على الحراك لبضع مترات أخرى لتختفي خلف كومة الشجيرات المتراصة بالقرب من بعضها لم يستطع جسدها تحمل كل هذا المشآق ليعطي لنفسه استراحة مع إغلاق عينيها



 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 09:15 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 01:27 AM   #4
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً




يا مرحبا بكم و ها قد وضعت الفصلين الأولين للرواية
أتمنى أن تستمتعوا بهما قدر الإمكان حتى يوم الجمعة بإذن الله تعالى
أعرف أنهما طويلين جدا لكن لا تعتادوا ذلك حتى لا يخيب أملكم
و الآن أقول إلى اللقاء دمتم في حفظ الرحمن


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 01:28 AM   #5
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






صوت خطوات سريعة و أنفاس ساخنة ظهرت في تلك الأجواء الباردة الظلمة تحيط بذلك الممر الضيق بين بنايتين طويلتين توقف صاحب تلك الخطوات الهاربة أمام ذلك الجدار الحجري المشوه برسومات مضحكة تسارعت أنفاسه و نبضات قلبه أكثر التفت لصوت سقوط حاوية نفايات معدنية رأى ذلك الشخص الذي اتخذ السواد له عنوان ظهرت فقط عينيه العسليتين أخرج ذلك المسدس الفضي المتوسط الحجم نقش عليه نقوش أرجوانية متداخلة لتتوسع حدقتا ذلك الهارب الخائف ليفتح شفتيه المرتعشتين ليقول: سأخبرك بكل شيء لكن لا تقتلني رجاء لقد كان السيد كوري وراء كل شيء لقد طلب مني فعل كل ذلك لأجله لم أكن لأستطع فعل ذلك بدونه أرجوك لا تقتلني عائلتي تحتاج إليّ
لم يهتم ذلك الشخص كثيرا بالكلمات التي غادرت شفتيه ضعظ الزناد لتخرج تلك الرصاصة من فوهة ذلك المسدس لتستقر داخل جمجمته تزلجت جثته على الجدار لترسم خطا من الدماء نظر إليه بكل برود ليدخل مسدسه في حافظته الأرجوانية الداكنة اختفى من ذلك المكان تماما اكتشف الجثة أحد المارة ليتصل على الشرطة التي أحاطت المكان بالسيارات و استجوبت جميع من ساروا بالقرب من المكان وقف أمام الجثة ذلك المحقق المنزعج ليقترب منه مساعده و يقول: سيدي الأمر كما اعتقدنا إنها رصاصة الظلال
عض على شفتيه بانزعاج شديد ليبتعد عن موقع الجريمة و يدخل سيارته أغلق الباب بقوة ليتصل على شخص ما و يقول: الأمر قد تجاوز الحدود علينا إيقاف هؤلاء الأشخاص عند حدهم
قال الشخص في الخط الثاني: أعرف ما تشعر به لكن لا يمكننا فعل شيء لمنظمة كبيرة لا نعرف أيا من أفرادها على كل أنهي ملف هذه القضية سريعا
أغلق الخط بانزعاج شديد ليضع رأسه على مقود السيارة بغضب و يقول في نفسه: تبا لكم سأجدكم بالتأكيد و سأقبض عليكم جميعا
طرق نافذة سيارته بشكل متتابع ليرفع بصره لصاحبها رأى سيدة تبتسم له بمرح ضعظ على زر قريب منه لتنزل النافذة بهدوء و يقول: ماذا تريدين الآن أيتها المحققة شيري؟
قالت شيري: رأيتك مكتئبا للغاية فأتيت لإبهاجك جاي
قال جاي: لا أعرف كيف تكونين مبتهجة في مثل هذه الأوقات
قالت شيري: أنت حقا تبذل ما في وسعك لحماية الجميع لكن لا تفرط في ذلك فزوجتك بالتأكيد تريد عودتك قطعة واحدة
قهقهت بمرح شديد ليرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه اقترب مساعد جاي من السيارة ليقول: لقد وجدنا هاتف الضحية و يبدو أن آخر متصل به كانت فتاة تدى كاثرينا موريس
قال جاي: هل حاولتم الوصول إليها؟
قال المساعد: أجل لقد فعلنا و أخذنا عنوانها أرسلت ظابطي شرطة لهناك
قال جاي: هذا جيد لو حصلت على أي نتيجة أخبرني بها فورا
غادر مساعده مسرعا ليتحدث قليلا مع الطبيب الشرعي لتقول شيري: لدي شعور سيء حيال هذا الأمر جاي
نظر إليها باستغراب دون التعليق على كلماتها غادرت لتكمل تحقيقاتها بينما عاد هو للمقر الرئيسي ألقى التحية على بعض من مر بهم دخل مكتبه المتوسط الحجم جلس على كرسيه لينظر للقرص المدمج داخل الظرف البلاستيكي أخرجه باستغراب ليضعه على حاسوبه فتح محتوياته ليتعجب من وجود فيديو واحد فقط فتحه لتتوسع حدقتا عينيه بصدمة بالغة ذلك الفيديو قد تم تصويره منذ وقت قصير داخل منزله جثة زوجته على الأريكة الزرقاء بلا رأس نهض بسرعة من مكانه ليتجه لمنزله و هو يحاول تكذيب ما رأه وصل للمنزل ليفتح الباب بقوة تباطأت نبضات قلبه و أنفاسه جثى على ركبتيه أمام ذلك المنظر الفظيع في غرفة المعيشة محيت كل المشاعر من داخله تبقت الكراهية و الحقد فقط لأولئك الأشخاص شعر بذلك الحديد البارد الملتصق بعنقه ليسمع صوت يقول بسخرية: لقد حاولنا تحذيرك مرارا لكنك قررت تجاهلنا و هذه هي النهاية جاي ويليس
ضغط الزناد لتتنشر الدماء في أرجاء المكان رسمت ابتسامة راضية على شفتي ذلك الشخص المجهول الذي غادر المنزل بثقة في مكان ما بعيد عن الأنظار في تلك الغرفة البيضاء الواسعة وجدت أرائك بيضاء متوزعة في أرجاء الغرفة توسطتها طاولة زجاجية بيضاوية متوسطة الحجم عليها آنية أزهار حملت باقة كبيرة من اللافندر الأرجواني فتح الباب الزجاجي ليدخل ذلك الشخص بابتسامته المنتصرة الواثقة بحث قليلا في أرجاء الغرفة ليجد الشخص الذي بحث عنه في أرجاء المكان ليقترب منه و يضع تلك البطاقة البيضاء التي رسمت عليها زهرة أرجوانية كبيرة على الطاولة البيضاء و يقول: وجدتك أخيرا ليليان
التفتت تلك الفتاة صاحبة الشعر الأشقر الداكن الطويل و العينين الزرقاويين لتبتسم له بلطف و تقول: لقد انتظرتك طويلا لويس هل كانت المهمة صعبة للغاية؟
قال لويس و هو يقبل وجنتها بمرح: بالتأكيد لا فقط أن ذلك المزعج لم يحضر مبكرا كيف لي أن أتأخر عن مخطوبتي الحبيبة هكذا؟
جلس في الجهة المقابلة لها لتبتسم له بسعادة تحدثا معا لبعض الوقت حتى دخل مجموعة من الأشخاص الغرفة لينظرا إليهم باستغراب عمت الغرفة الهادئة الفوضى و الانزعاج الشائعات و الأحاديث ملئت الأرجاء شعرت الجدران بالانزعاج الشديد من كل هذه الفوضى المفاجئة نهضا من مكانهما ليقتربا من تلك المجموعة الأكثر من مزعجة لتقول ليليان: ماذا هناك؟ لم كل هذا الإزعاج فجأة؟
قالت إحدى الفتيات: ستحل كاثرين روسيك منصب الرئاسة غدا
نظرا إليها بصدمة من الخبر الذي سمعاه توا فتح الباب على مصرعه لتدخل سيدة بابتسامة متعجرفة أزعجت الناظرين اقتربت من حيث ذلك التجمع لتعقد يديها خلف ظهرها رافعة رأسها للأعلى لتنظر لوجوههم واحدا تلو الآخر لتقول: سيكون من الرائع العمل معكم ابتداء من اليوم أتمنى أن تكونوا على قدر ما سمعت عنكم
تلك الضحكة المغرورة جعلت النظرات الحاقدة تخترق جسدها لم تهتم لهم كثيرا أوقف لحظاتها المستمتعة صوت خطوات هادئة دخلت الغرفة جلس صاحب تلك الخطوات على الكرسي الأبيض المفرد البعيد عنهم اقتربت منه تلك السيدة لتطرق بحذائها ذو الكعب العالي الأرض دالة على انزعاجها الذي بدأ يشتد مع كل دقيقة تجاهل أعطاها ذلك الشخص لها لتقول بغضب: أنت ألا ترينني هنا؟
رفع ذلك الشخص عينيه عن الكتاب ذو الغلاف الأزرق الداكن لتظهر ملامح وجهه الأنثوي البارد عينيها العسليتين الواسعتين حملتا برودا قاتلا شعرها الأسود المرفوع كذيل الفرس الطويل ارتبكت السيدة لتلك النظرات الصامتة التي اخترقت قلبها لتعيد عينيها بهدوء للكتاب من جديد دون التفوه بكلمة واحدة جعلت السيدة تغضب أكثر لتقول: أنا أحدثك لذا لا تتجاهليني هكذا
انحنت للأمام قليلا لتضع أصابعها على أطراف الكتاب بغية أخذه منها لتشعر بذلك المسدس الفضي يصطدم بجبينها توسعت حدقتا عينيها كما فعل الجميع الغرفة امتلئت بالاضطراب و الخوف لتزيح أصابعها عن الكتاب ليختفي ذلك المسدس قالت السيدة بانزعاج و خوف طغى على صوتها: أنا لن أدعك تفتلين بهذا
غادرت الغرفة و أطرافها ترتعش من شدة الخوف لتعض شفتيها و تقول في نفسها: سأجعل حياتك جحيما لا يطاق
رسمت ابتسامة شريرة واسعة على شفتيها صباح اليوم التالي في مكتب المحققة شيري التي كانت تشاهد ذلك القرص التي عثر عليه في مكتب المحقق جاي أنزلت بشاشة حاسوبها المحمول بسرعة فور رؤيتها جثة زوجته واضعة تعابير متألمة حزينة لفقدان زميل عمل و صديقة مميزة طرق الباب المفتوح ليدخل مساعد جاي نظرت إليه لتقول: أوجدتم دليلا؟
قال المساعد: لا سيدتي بحثنا عن بصمات أو آثار اقتحام لكن لا شيء
قالت شيري: هل استجوبتم الجيران؟ أي أحد؟
قال المساعد: أجل لقد فعلنا لكن لا أحد منهم شاهد أو سمع أي شيء
قالت شيري: هذا غير معقول كيف دخل القاتل إذا؟ كيف لم يترك أي بصمة أو دليل خلفه؟ من يقدر على فعل شيء كهذا؟
زفرت بانزعاج شديد لتضع رأسها على كفيها متشابكتي الأصابع أغمضت عينيها لتتذكر جثتيهما و تعض شفيتها بانزعاج شديد ليقول المساعد: بالنسبة لأدوات الجريمة
قالت شيري: هل عثرتم عليها؟
قال المساعد: لا سيدتي لكن السيد ويليس قد أصيب برصاصة الظلال في عنقه بينما زوجته قطع رأسها بشيء حاد يشتبه كونها سيفا أو منجلا
رفعت رأسها لتنظر إليه باستغراب من نوع الرصاصة لتقول: رصاصة الظلال؟
قال المساعد: أجل إنهم الأشخاص الذي كان السيد ويليس يبحث عنهم اشبته بكونهم منظمة سرية مؤلفة من قتلة محترفين و لهم رصاصة خاصة تميزهم
قالت شيري: سمعت شيء كهذا من قبل لكن كيف عرف اسم المنظمة؟
قال المساعد: إنه مجرد اسم وهمي وضعته الشرطة لا أحد يعرف أي شيء عنهم فهم....
قاطع حديثه صوت طرق باب خفيف مع صوت يقول: يقتلون ضحاياهم و لا يتركون أي دليل خلفهم
التفتا لصاحب الصوت الساخر ليصدما من رؤية ذلك المسدس الأسود اللامع اقترب أكثر منهما ليقفل الباب خلفه بهدوء نهضت شيري لتخرج سلاحها و توجهه نحو ذلك الشاب الذي انفجر ضاحكا بسخرية على الموقف ليضرب الجدار القريب منه باستمتاع شديد لتقول شيري: من تكون يا هذا؟ و كيف دخلت لهنا؟
قال الشاب: ألا تعقتدين بأن هذا ليس الوقت المناسب لأسئلة؟ المهم سيكون من الممتع اللهو مع فريستي الجديدة على كل هذا تحذيرك الأول صدقيني أنا لا أستمتع بإعطاء الناس فرص كثيرة
استدار الشاب ليقترب منه المساعد و يحيطه بذراعيه ليبتسم الشاب بمكر و ينحني ليقلب المساعد للأمام رفع سبابته ليحركها بطريقة نافية تصرفه فتح الباب ليغادر أسرعت شيري باللحاق به تفاجأت لعدم رؤيتها له في ذلك الممر الشبه الخالي نظر إليها أحد المارة ليقول لها: ماذا هناك أيتها المحققة؟
قالت شيري: ألم أترى شابا يسير هنا منذ دقائق قليلة؟
قال الرجل: لا لقد كنت أجلس في نهاية الممر منذ نصف ساعة و لم أرى أحدا
صدمت شيري و المساعد الذي لا يزال متألم من تلك السقطة على رأسه رأى الرجل ذلك النزيف ليأخذه لغرفة الاستراحة و يضمد ذلك الجرح السطحي في مكان بعيد عن مركز الشرطة كانت تلك الفتاة تسير في الطرقات و هي تسمع الأصوات المزعجة من حولها أصوات الناس المارين بقربها و أبواق السيارات المزعجة في ذلك الزحام الخانق و أعمال البناء في الجهة المقابلة تضايقت كثيرا من كل هذا وقفت قليلا أمام مبنى بني داكن من القرميد ذو طوابق ثلاث نظرت إلى لوحة بيضاء رصت عليها أحرف كبيرة بنية تشكل "Lottie Cafe" رسم بالقرب منها كوب قهوة توقفت عينيها عن التحديق بالمبنى بعد مغادرة مجموعة من الأشخاص منه لتحدق بالأرض لفترة لتكمل سيرها الهادئ في ذلك الطريق تنبهت للخطوات القريبة الملاحقة لها لتقف مع جموع الناس أمام الإشارة الحمراء تلك الخطوات توقفت في انتظار الإشارة تغير لون الإشارة لتسير بهدوء معهم لتتوقف في منتصف ذلك الشارع المزدحم العريض و تلتفت سريعا للشخص الذي تجمدت أقدامه لتلاقي أعينهما تلك العيون الباردة جعلت قلبه يرقص من الخوف حاول إخفاء تتبعه لها بإكمال سيره متجاوزا له لتمسك بيده اليسرى و تدفعه للأرض ألصقت وجهه بأرضية الشارع الساخنة التي تزداد حرارتها مع زيادة تعرضها لشمس الظهيرة الحارقة اقترب رجلي شرطة منها ليقول الأول لها: ماذا هناك يا آنسة؟
قالت الفتاة: لقد حاول سرقة حقيبتي
قال الثاني: حسنا دعيه يذهب يا آنسة سنهتم نحن بالأمر
أبعدت يديها بهدوء عن الرجل الثلاثيني المتألم ليقترب منه رجال الشرطة و يرفعاه عن الأرض نظرت له بهدوء تحاول تحديد هويته لتغادر بعدها وسط جموع الناس أكملت سيرها المنتظم الهادئ حتى وصلت المبنى الأزرق الداكن ذو الطوابق الأربع صعدت الدرجات بهدوء لتصل للطابق الرابع أخرجت مجموعة مفاتيح لتفتح الباب الأبيض دخلت الشقة الواسعة ذات الغرف الأربع الواسعة أغلقت الباب لتضع معطفها الأسود في مكانه قرب المعاطف الأخرى توجهت لغرفة نومها لتبدل ثيابها و ترتدي بنطال أزرق بنجوم بيضاء متوسطة الحجم و قميص طابقه تماما رفعت شعرها للأعلى و وضعت عليه دبوس شعر أسود تدلى منه أربع نجوم ملونة بدرجات الأزرق غادرت الغرفة لتتجه للمطبخ و تحضر وجبة خفيفة لتتناولها رن هاتفها الذهبي الموضوع على طاولة المطبخ المربعة البيضاء نظرت إليه طويلا قبل الإجابة لتحمل الهاتف و تضعه بالقرب من أذنها لتسمع صوت المتصل يقول لها: لديك مهمة جديدة تناسبك تماما عليك الحضور مساء لمكتبي فورا
أغلق المتصل صاحب الصوت الأنثوي المتعجرف الخط لتنظر إليه و تقول: سأجعلك تندمين على قرارك هذا
غرزت الشوكة في اللحم المقدد لتضعه بين فكيها بهدوء قرع جرس بطريقة مزعجة لتنهض و تفتح الباب لترى ذلك الرجل القصير و البدين يضع وجها منزعجا ليقول لها: أخبرتك أن تغادري المنزل و قلت بأنك ستفعلين ذلك كان قبل ثلاثة أشهر السكان يتشاءمون منك
قالت الفتاة: ثلاثة أشهر؟ سأنتقل هذا المساء
قال الرجل: هذا أفضل بكثير لو أشرقت شمس الغد و أنت موجودة تأكدي أن الشرطة ستتدخل في الأمر
استدار ليخطو خطوات مبتعدة عن المكان ليلتفت مجددا و يقول: سأتي لتفقدك في العاشرة يستحسن لك ألا أراك هنا
نزل الدرجات المقابلة لباب شقتها لتغلقه بهدوء أكملت تناول طعامها بهدوء في المساء في ذلك المكان السري كان الجميع في انتظار قدوم شخص ما وسط ذلك الضجيج الذي أصدره صوت حذاء بكعب عالي تعابير منزعجة بدأت تعلو وجه صاحبها ليفتح الباب و تدخل تلك الفتاة لتقول السيدة بانزعاج شديد: لم تأخرت كل هذا الوقت؟
نظرت الفتاة إليها بلا مبالاة لتقترب منها في انتظار المهمة التي أبلغتها عنها لتقول السيدة: بما أنني أصبحت رئيسة المقر سأجعلك تهتمين بطلباتي الخاصة أقصد خادمتي الخاصة
نظرت الفتاة إليها من قدميها لرأسها لتقول: كاثرين روسيك القيادة العليا تطلبك و ترغب في حضورك فورا
أبعدتها عن طريقها لتجلس على الكرسي المفضل لديها في المكان ثار غضب كاثرين لتسير بتلك الخطوات الغاضبة و المنزعجة مغادرة الغرفة اقتربت ليليان منها لتقول لها: عليك الحذر منها فقد عرفت لفترة طويلة بمكرها
لم تهتم الفتاة بالحديث إليها ليقول لويس: لا تهتمي لها عزيزتي فهي تدرك ما تفعله
نظرت الفتاة إليه لتعيد بنظرها للكتاب الجديد الذي أحضرته معها ليغادرا و يتركاها عند المحققة شيري التي كانت تقرأ الكثير من الملفات و الأوراق عن القضايا التي لا تزال أدلتها غير موجودة في غرفة كتب على بابها "سري للغاية ممنوع الدخول" لتتنهد و ترجع رأسها للخلف فالتعب قد نال منها فهي تبحث في هذه الملفات منذ زيارة الغريب لمكتبها طرق الباب ليدخل مساعد جاي و هو يحمل كوبي قهوة ساخنة ليضعه بالقرب منها و يقول: ربما يجدر بك العودة للمنزل الآن
قالت شيري: لا أستطيع عليّ معرفة ما يجري حول هؤلاء الأشخاص و لو معلومة بسيطة
قال المساعد: لقد حاولنا إمساك أي فرد منهم لكنهم دائما يسبقوننا بشوط
قالت شيري: ربما هم يختارون ضحايهم وفق آلية معينة لا يمكن أنهم يفعلون ذلك بعشوائية ثم كيف يعرفون بشأن كل ما يحدث في مراكز الشرطة؟ هل لهم جواسيس هناك؟
تنهدت بيأس لترشف رشفة بطيئة من كوب القهوة كان المساعد ينظر إليها بهدوء يراقب تصرفاتها نهض ليقول: سأتي لتفقدك لاحقا لكن حقا يجدر بك الذهاب للمنزل
ابتسمت له ليغادر و يغلق الباب بهدوء خلفه ليرسم ابتسامة خبيثة على وجهه و يقول بصوت منخفض: يبدو أنك تسرعين في طريقك للموت سيدة لوكيج
ضحك بهدوء و شر أثناء سيره ليجلب انتباه الجميع إليه مضى شهر مليء بالجرائم الغير محلولة و شيري تطارد كل الأدلة الموجودة للعثور على أولئك الظلال لكن بلا فائدة ترجى في إحدى الليالي الباردة الماطرة غادرت شيري مكتبها و هي تودع الجميع وصلت عند الباب الرئيسي لمقر الشرطة ليوقفها ذلك الشخص الذي يحمل مظلة كبيرة داكنة اللون اقتربت منه بهدوء ليرفع المظلمة عن وجهه الذي تصلبت تلك الابتسامة الساخرة عليه و هو يشير بمسدسه لرأسها ليقول: لقد أخبرتك من قبل لا أحب إعطاء فرص كثيرة
توسعت عينيها المصدومتين من اختراق تلك الرصاصة لقلبها خار جسدها على ذلك الدرج لتتدحرج منه لتصل لنهايته لم يمضي الكثير من الوقت حتى رأى تلك الجثة مجموعة من رجال الشرطة المغادرين المكان أسرعوا بالاتصال على الشرطة من مكان قريب خلف المبنى كانت تلك الأعين تراقب الموقف بابتسامة سعيدة ليقول صاحبها: هذا جزاء تدخلك سيدة لوكيج
التفت ليغادر المكان ليصطدم جبينه بفوهة مسدس مألوف بالنسبة إليه توسعت حدقتا عينيه ليقول ذلك الشاب بابتسامة مرحة: سعدنا كثيرا بالتعامل معك وداعا
فرغ الرصاصة الأخيرة في رأسه ليسقط في مكانه غادر ذلك الشاب بابتسامة سعيدة لانتهائه من هذه المهمة عند الفتاة التي كانت تقف في منتصف تلك الغرفة الواسعة جدا ذات الإضاءة الخافتة مقابلة لقيادة منظمتهم العليا شخصين يجلسان في كرسيين أبيضين الإضاءة الخافتة لم تجعل ملامحهم واضحة قال أحدهما صاحب الصوت الأنثوي الرقيق: ما فعلته مع كاثرين كان طائشا للغاية
قال الآخر صاحب الصوت الذكوري الهادئ: هذا و أنت أفضل العملاء هنا
لم تبالي كثيرا بالإجابة عليهما لينزعجا من ذلك الصمت لف المكان ليخرقه صوت خطواتها المقتربة منهما و نظراتها الحادة كالسيف الأفكار خلف تلك العاصفة المقتربة منهما أصابهما بالرعب أسرعت في خطاها لتخرج سيفها الفضي الطويل حاد النصل مقبضه الأسود اخترق جسد السيدة المذهولة من الموقف لتخرجه بسرعة و تقسم ذلك الرجل لنصفين تلطخت بدمائهما لتعود الخروج من ذلك المكان لتسير في ممر طويل مليء بالأبواب رأت مجموعة من الحراس يقتربون نحوها بسرعة لتقطع تلك المسافة الفاصلة بينهم بسرعة الريح قضت عليهم جميعا بضربة واحدة أفقدتهم حياتهم أكملت سيرها الهادئ لتغادر ذلك الممر وقفت أمام تجمع من العملاء لتنظر لتلك الوجوه المستعدة للهجوم في أي لحظة اختفت من أمامهم ليصابوا بذهول شديد بحثوا عنها في أرجاء ذلك المكان الواسع لكن بلا فائدة ترجى في مكتب كاثرين الخائفة بعد سماع هذه الأخبار السيئة لم يتوقف عرق جبينها عن التساقط لحظة واحدة و هي مختبئة أسفل مكتبها سمعت صوت الباب يفتح بهدوء لتغمض عينيها متمنية ألا يجدها ذلك الشخص كانت الغرفة مظلمة ليتقدم ذلك الشخص بهدوء رفع سيفه المغطى بالدماء ليقسم طاولة المكتب الخشبية لنصفين لتظهر كاثرين بأطرافها المرتعشة لتقول: سأفعل أي شيء لك فقط لا تقتليني أرجوك أي شيء سأفعله لك
اقتربت من قدميها لتقبلهما بتوسل لإبقائها على حياتها ابتعدت عنها حالما شعرت بذلك النصل يخترق جسدها البدين أخرجته الفتاة بلا مبالاة لتغادر ذلك المكان التفتت لتنظر لذلك المكان الذي بدأ بالاحتراق من العدم لتقول في نفسها: لن يتوقف الأمر هنا
أكملت سيرها عائدة لمنزلها في الطرف الآخر من المدينة وصلت لمبنى بدا عليه القدم بالرغم من جماله صعدت الدرجات لتصل للطابق الثاني دخلت شقتها ذات الغرف الثلاث توجهت مباشرة للحمام لتغسل جسدها من كل هذه الدماء القذرة التي لطخت جسدها النحيل ذو البشرة البيضاء لفت جسدها بمنشفة بيضاء طويلة مزينة بأزهار و فراشات وردية طابقته المنشفة الصغيرة التي لفت شعرها بها نظرت للمرآة لدقائق قليلة لتتوجه لمطبخها الصغير حضرت لنفسها كوب حليب محلى بالعسل جلست على الكرسي البني لتسند ظهرها عليه رشفت رشفة واحدة من الحليب لتشعر بالراحة تسري في جسدها المنهك أغمضت عينيها بهدوء لتسقط تلك الدموع الحزينة من عينيها أنهت كوبها لتغسله و تذهب لتنام على سريرها الأبيض و الأسود في مكان آخر بعيد عن المدينة وصلت تلك الأخبار للمقر الرئيسي لتلك المنظمة الخفية في غرفة الاجتماعات ذات الطاولة المربعة الطويلة تحلق حولها مجموعة من الرؤوساء المنتشرين حول العالم أو الأحرى من تبقى منهم قالت إحداهن: إلى متى سيستمر كل هذا؟
قالت أخرى: علينا فعل شيء ما لإيقاف هذا الشخص
قال أحدهم: حتى الآن لم نعرف من يكون وراء كل هذا
قال آخر: تبا ربما يجدر بنا أخذ احتياطاتنا من هذه المجموعة
نظروا جميعا لذلك الشخص الجالس في منتصفهم يطرق الطاولة بقلمه الذهبي حل الصمت لدقائق قبل أن يقاطع وجوده و يقول: إنه مجرد شخص واحد من يفعل كل هذا علينا الإمساك به قبل أن ينهي حياتنا جميعا وجهته التالية بالتأكيد ستكون إيطاليا فهناك تقع أكبر تجمع لمنظمتنا عليكم أن تكونوا حذرين
قالت إحدى رؤساء المنظمة في إيطاليا: أتود التضحية بنا أيضا للإمساك بهذا الشخص المجنون؟
قال آخر: لن أوافق على هذا أبدا لن أدع حياتي تذهب أمامي
ضرب الطاولة بيده بقوة ليصمت تلك الثرثرات التي بدأت في الظهور ليقول: لن أدعها تقضي عليكم بالتأكيد فنحن سنخسر أكثر
رسم على وجهه ابتسامة خبيثة ليعرفوا بأن لديه خطة ما أوقف قلوبهم صوت الضجة القادم من الباب الكبير أمامهم ليفتح على مصرعيه لينهضوا جميعا على جثث الحراس التي لطخت دمائها الأرضية البيضاء لينظروا لذلك الشخص الواقف خلف الجثث يحمل سيفا طويلا حاد النصل اقترب منهم بهدوء ليقول: هل اعتقدتم حقا بأنني سأضيع فرصة رائعة كهذه؟ بالتأكيد لن أفعل ما فعلتموه حتى الآن لن أسامحكم عليه أبدا
أسرع في خطاه ليجعل رؤوسهم تتطاير في الهواء تدريجيا وصل لقائد هذه المنظمة و مؤسسها ليضع السيف على عنقه و يقول: قتلت عشيرتي كلها بلا أي سبب يذكر سأجعلك تندم على ذلك
أبعد السيف عن عنقه ليقطع يده من الكتف أظهر تعابير متألمة على وجهه لينظر لذلك الشخص بحقد شديد ليرفع السيف من جديد و يلتف من خلفه ليصنع جرحا عميقا في ظهره و قطع ساقه اليمنى ليسقط جسده على الأرض وقف ذلك الشخص أمامه ليميل برأسه قليلا لليمين ليرفع ذلك السيف عاليا ليسقطه سريعا على رأسه الذي تدحرج ليصدم بالنافذة الزجاجية الداكنة عينياه العسليتين التمتعا في تلك الظلمة وجهه ذو البشرة البيضاء قد لطخ بالدماء تماما سار بعيدا عن المقر المحترق خلفه ليشعر بشيء من الرضا خلع تلك الثياب السوداء ليظهر ملامحه الأنثوية و شعره الأسود الطويل المرفوع كذيل فرس مسحت تلك الدماء عن وجهها اقتربت من تلك الحقيبة السوداء الملقاة على الأرض و أخرجت جاكيت أزرق فاتح بأكمام متوسطة تناسب مع بلوزتها البيضاء المطبوع على طرفها السفلي أزهار زرقاء اللون متوسطة و صغيرة الحجم على التوالي و بنطالها الأزرق الداكن أخرجت هاتفا من جيب بنطالها الخلفي لتلقيه على الأرض و تحطمه بحذائها الأسود الرياضي تابعت السير بهدوء لتنخرط مع الناس في الطريق العام رفعت رأسها للسماء الخالية من النجوم و الغيوم تلبدت عليها لتحجب الهلال الفضي أخذت نفسا عميقا لتكمل سيرها توجهت للمطار عائدة لبلدها صعدت الطائرة لتستغرق الرحلة فترة طويلة وصلت المطار لتنظر للساعة الرقمية الكبيرة المتدلية من السقف لتقول بصوت منخفض: الثامنة و النصف صباحا سأستغرق للعودة لمدينتي ساعتين و نصف من هنا بالقطار
تنهدت بتعب لتكمل سيرها مغادرة لأقرب محطة قطار أخذت تذكرة لأقرب رحلة لمدينتها كانت بعد ساعة جلست على مقاعد الانتظار التي كانت مكتظة بالناس في مثل هذا الوقت مضى الوقت بهدوء حتى لفت أنظار الجميع أصوات شجار و مطاردة بين شرطي و شخص ما يحتضن حقيبة عمل سوداء بشدة يركض بأسرع ما يمكنه في اتجاهها أخرجت ساقها من أسفل المقعد لتمده قليلا لم يمضي الكثير من الوقت حتى تعثر به ذلك الرجل ليسقط أرضا بقوة أسند الشرطي جسده للأرض ليقييد يديه بالأصفاد و يرفعه نظر للفتاة ليبتسم لها و يقول: أخيرا أمسكنا بهذا اللص و الشكر يعود لك يا آنسة
لمحت الابتسامة التي أخفت معنى ما خلف شفتيه لم تهتم بالنظر إليه أو الرد عليه نهضت من مقعدها حالما سمعت الإنذار باقتراب القطار لتتجاوزه و تقول بهمس: خدعة قديمة لن تنطلي عليّ
نظرا إليها باندهاش و انزعاج شديدين وصل القطار لتصعده بهدوء جلست على أقرب مقعد مواجهة للنافذة الزجاجية المطلة على الرجلين الواقفين هناك بلا مبالاة أغمضت عينيها قليلا لتسمع صوتا حزينا من ذكرياتها البعيدة و المبعثرة يناديها صاحب الصوت لم تظهر ملامحه جيدا لكن الدموع التي نزلت على وجنتيه أثناء تحريك شفتيه بكلمات غير مسموعة لم تفارق ذهنها قط فتحت عينيها بهدوء على صوت الإنذار بوصولهم لوجهتهم نهضت لتغادر القطار خطواتها الهادئة سارت في اتجاه منزلها رائحة البحر القريب من منطقة سكنها ملئت الهواء لتسير بهدوء على الرصيف قليل العرض المليء بالمارة المنحدر من مرتفع بسيط حيث يقع مسكنها في قمته وصلت لمبنى أخضر فاتح يشعرك بالطمأنينة لمجرد رؤيته دخلته لتصعد للطابق الثاني حيث كانت شقتها مع ثلاث شقق مختلفة أخرجت المفتاح الأسود المعدني من جيب بنطالها الأمامي الأيسر فتحت الباب بهدوء لتدخل و تغلق الباب خلفها خلعت حذائها عند الباب لتحمله و تضعه في مكانه في تلك الخزانة البيضاء الطويلة القريبة من الباب لتخرج خفيين أزرقين داكنين لتسير بهدوء في الممر القصير المؤدي للصالون المربع المتوسط الحجم المحدودة بالغرفتين الكبيرتين من الطرفين و الحمام القريب من غرفة الجهة اليسرى و المطبخ الصغير المطل عليه لتجد أشيائها التي نقلتها لهنا قبل أيام متراصة أمام أريكتها البيضاء بدأت بتحريك بعضها للغرفة اليمنى لتفتح بابها الأبيض و ترى سريرها الأسود قد ركب في تلك الغرفة مقابلا لخزانة ملابسها البيضاء المتوسطة الحجم اقتربت من النافذة لتفتح ستائرها الزرقاء الداكنة التي طبع عليها أزهار مختلفة ألوان باللوم الرمادي الفاتح لتسمح بضوء النهار يتجول في الغرفة فتحت النافذة لتترك الحرية للهواء بالتجوال في الغرفة أثناء عملها فتحت الصناديق لتخرج ملابسها و تعلقها في الخزانة بترتيب و تنسيق حسب ألوانها و تصميمها ثم وضعت الشرشف الأبيض على السرير لترتب الوسائد الثلاث عليها اثنتان مربعتان من الأطراف توسطتهما واحدة دائرة الشكل و اللحاف الأبيض و الأسود وضعته بطريقة مرتبة عليه أكملت باقي عملها في أرجاء المنزل من تنظيف و ترتيب حتى انتهت قبل غروب الشمس بدقائق قليلة استحمت بماء دافئ لترتدي بنطالا أسودا يصل لمنتصف الساق و بلوزة واسعة مخططة من أعلى الأيسر لأدنى اليمين بالأبيض و الأسود طرز عليها أشكال هندسية رباعية متداخلة على الطرف الأيسر العلوي بأكمام طويلة واسعة تضيق بعد المرفق سرحت شعرها و رفعته كذيل فرس ارتدت حذائها الأبيض الرياضي لتغادر المنزل نظرت للسماء التي بدأ اللون البرتقالي بمغادرتها لتعلن عن قدوم المساء سارت بهدوء نحو السوق المركزي لتشتري بعض ما ينقصها في المنزل من آواني و مواد غذائية أنهت تسوقها لتقف بالقرب من باب المتجر تفكر بطريقة تحمل كل هذه الأشياء للمنزل أوقفت سيارة أجرة ليأخذها لمنزلها الغير بعيد عن المكان وصلت لهناك ليساعدها السائق في حمل بعض الأشياء لمنزلها شكرته على المساعدة لتزيد على ثمن إيصالها دخلت المنزل لتدفع الصندوقين المتوسطي الحجم بالإضافة لمجموعة الأطباق التي اشترتها للمطبخ رتبتها في أماكنها بدأت بتحضير شيء خفيف لتناوله قبل إكمال التسوق بعد استراحة قصيرة أنهت الاستراحة لتغادر المنزل مجددا ذهبت للمركز التجاري لتشتري هاتفا جديدا و تلفازا بحثت عن عمل لوقت قصير لتجده عادت لمنزلها و هي تعبث قليلا بهاتفها الجديد اصطدمت كتفها اليسرى بشاب أطول منها يرتدي نظارة سوداء شمسية في هذا الليل و قبعة معطفه التي غطت ملامحه ليهمس قائلا: فراشة جميلة وحدها هنا هذا مثير للغاية
التفتت فورا لذلك الشخص الذي اختفى وسط المارين على ذلك الرصيف بعينين مصدومتين حاولت العثور عليه من بينهم لكنه ذاب تماما بينهم أسرعت في اتجاه منزلها لتدخله و تغلق الباب على نفسها جلست عند تلك العتبة الصغيرة تحاول تهدئة قلبها المندهش و أنفاسها المخطوفة لتقول في نفسها: كيف عرف ذلك؟ لم يعرف أحد ذلك من قبل؟ هل يتعقبني؟ لا يعقل ذلك أبدا لم يتعقبني أحد من سنوات يا إلهي من يكون هذا الشخص؟ و ماذا يريد مني؟
أخذت نفسا عميقا لتنهض و تتجه للمطبخ غسلت وجهها لتحضر شرابا دافئا و تشربه تحاول تصفية ذهنها أنهت ذلك الكوب لتغسله و تذهب للفراش لتنام




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 09:17 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سماء سالار الملحية DoLoR علوم و طبيعة 8 08-05-2022 05:07 AM


الساعة الآن 09:19 AM