03-04-2020, 07:28 PM
|
#4
|
في جوار ربها ، اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 104
|
تاريخ التسجيل : Apr 2012
|
المشاركات :
221 [
+
] |
التقييم : 277
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
"غضب في طي ذكرى"
لا أعرف كيف آل أمري لما أنا عليه، أرتدي فستانا أبيض أنتظر عريسا فرضته على نفسي ...!
أشعر بدوار و صداع شديدين...
لا أعلم إن كان فكتور سيحظر أم لا، فهو غاضب لأقصى حد مني ، مازلت أذكر ردة فعله حين أخبرته بما جرى...
لا أستطيع إدراك مشاعره، صديق يرى محبوبة صديقه ستتزوج في أيام حداده..
رفعت رأسي نحو والدتي التي كانت مدموجة المشاعر من فرح لزفاف إبنتها و حزن بمكانها الخالي في المنزل الذي استشعرته منذ اللحظة، أنا بدوري لا أنكر أني أفتقد حياتي الحرة منذ الآن ، دلال و غنج في كنف حنونين يقودان حياتي ... فمنذ اللحظة أنا مسؤولة عن بناء حياة لم أرغبها و إسعاد شخص للتو التقيته ...
هواجس تتوالى في عقلي ، لكنها لم تحتجز مكانتها بإستقرار بينما رونالد يكتسح ساحة حيرتي و حزني ...
جلست والدتي بجانبي على تلك الأريكة الفخمة تقبل رأسي و تحاول تعديل أطراف ثوبي المزركش بماسات ناصعة : لا أصدق أنَّ هذا اليوم وصل ، أنا حقا فخورة بك عزيزتي .
لم أجد كلمات مناسبة تحثني على إجابتها ، لذا قلت شيئا آخر من ناحيتي: أمي ، شكرا لكونك بجانبي.
ضحكتها الخفيفة زادت سكينة قلبي و بؤبؤيها الرمادية احتضنتي قبل ذراعيها : كاترين، أي أم لن تحظر زفاف إبنتها ..أي جملة هاته؟
أمي، حقا مبتهجة...لحنها يبين ذلك، ثوبها الأزرق الداكن ذو الخطوط الفضية أظهر رشاقة قوامها و تلك التسريحة التي رفعت بها شعرها زادتها بهاء فوق ما هي عليه...
دخل والدي و هو يرتدي بزته الفضية و خلفه فتاتين قد شقتا إبتسامة وددت لو تكون بشكل آخر...
لم أستطع مجاراة إبتهاج من حولي كما ينبغي من أي فتاة في يومها المميز...
رصصت أصابعي داخل بتلات الزهور الأرجوانية التي أحملها لأقوى على الترحيب بهما كما يجب: كريستينا، سيمري ...شكرا لمجيئكما.
تقدمت سيمري قبل رفيقتها لتحتظني ناطقة حروفها المباركة لي : مبروك عزيزتي، عسى أن تكون سعادة دائمة.
سعادة
...غشيت عيني صورة سعادتي لتمحوها ظلمة واقعي ...
اقتربت الأخرى و هي تصلح شعرها اللولبي الأشقر : يبدوا أنك تعانين من توتر شديد يا كاترين، حتى أنك لا تسلمين..خففي على نفسك، الوضع لا يستدعي كلَّ هذا الإرتباك.
أه، حقا...ظنون الناس لا تغنيك شيئا و لا تفيدك بشيء...دعها تظن ما تريد ، لأتخلص من كلمات ما لا أريد ...
لم أنتبه لما حدث من حديث قبل إنطلاق ضحكة جهورية في غرفة إستراحتي هذه، كانت ضحكة صديقتي التي جرتني للتساؤل: ماذا...؟
أجابت كريستينا بلهجتها العفوية و الصبيانية نوعا ما: لا شيء فتاتنا كانت تسأل عن فتاها...
"فتاها..!"
قلتها بتعجبٍ غير واعية لما سينتابني من شعور عند استدراك الحقيقة التي نطقتها كريستينا: أنسيتي أن سيمري معجبة بزميلك فيكتور؟..أظن بدأت تندب حظها لأننا سبقناها في المسير..
أكملت جملتها المرحة لتنطلق منها ضحكة عابثة مرة أخرى، بينما أنا شردت في فيكتور، هل سيأتي... صرخاته التي وجهها غضبا مازالت تتردد في ذهني... لم يجد فتاة بوقاحتي.. و كأن لي يد بكل ما يجري..؟!
أخرجني خجل سيمري الذي حوّر منحنى الحديث لواقع مزعج آخر : كاترين، كيف هو شكل زوجك الموقر هذا..؟
قطبت حاجبي دون إدراك مني، ففكرة أن يكون زوجي شيء يثير الغضب...قلت لها مستفسرة: ألم تريه..؟!
أومأت الأخرى بنفي و هي تعود للعبث لخصلاتها المصبوغة بمزيج الزيتي و الذهبي : لا، فهو لم يأتِ بعد..منذ الآن يخبرك أنه سيئ في المواعيد عزيزتي.
لم أكترث فعلا لتأخره و لا لتعليقها بل استرسلت في همي الجزئي حول ذلك الشاب : هو شخص يثير أعصابي...شعره أشقر و عيناه عسليتان، طويل نسبيا و عريض الأكتاف ...هزلي و يجد لكل لحظة مزحة سخيفة ، منظره لا يطاق...
قاطعتني كريستينا بشغف: يبدوا وسيما فتانا المحظوظ هذا .
شردت أفكر، أي صدق تفوهته بجملتها هذه: أي وسامة تقصدها و أي حظ أعثر من حظه...
مازلت أذكر ذلك اللقاء الذي جمعنا معا في الأسبوع الماضي ⬅⬅⬅
~~~~~~
~~~~~~
تشبثت بقلادة رونالد و كأنها الملاذ و منهل قواي حاليا ، لم أكن لأتخيل كيف سألقى ذلك الشخص المجهول...
حاولت كثيرا الهرب مما أنا فيه ، لكن .. الحارس المعين لمرافقتي يرمقني بنظراته الجامدة كل لحظة و أخرى من خلف نظارته الشمسية و كأنه يرتقب أي خطأ مني ...
زفرات غيضي، ثم استيائي لم تكن تخفى بين تلك الدقائق ، حتى وصل هو...
منظره، جعلني أشمئز من حضوري حقا...أي زوج سأحصل عليه ...
على الأقل، ليعتني بنفسه لهذا اللقاء ...
حسنا، ليس بتلك الأهمية لحاقي برونالد غصة سيكون أسرع هكذا فأنا لن أطيق طيلة البقاء معه...!
ملابسه رثة و كأنه قد لعب بالطين قبل حظوره ، و لحيته الغير مرتبة بادية بشكل خفيف تحت ذقنه المدبب ، شعره الأشقر مبعثر و بزاوية شفتيه اليسرى هناك عود سجائر يتلاعب به بينما عينه الساخرة نوعا ما ترمقني لتزيدني ازدراء من هذا الإجتماع...
أين الحمامات..أود غسل وجهي لأتيقن من استيقاظي و عدم توهم هذا الكابوس المقرف...
مدَّ كفه لي و أنا مازلت أرمقه بإستصغار ...
لفتني الحارس بجملته الحادة بأني أسأت إحترام سيده الصغير: آنستي ،إنه يمد يده للترحيب بك.
كفي...بالفعل مازالت متمسكة بما حول جيدي !!
كأني سأتخلى عن صاحبها بمد يدي لهذا اللورانس ، لا... هي مازالت تطوقني
أبعدت تلك الأفكار السلبية لأرحب به أنا الأخرى: أهلا بك سيد أندريان، أنا كاترين قلاوس .
أجابني بلسانه المتلاعب ذاك ليظهر لي صوته الناعم إن صح القول: شكرا لحظورك آنستي.
جلس مقابلي مشيرا للحارس الذي زادني تقيدا بالرحيل : أتركنا لوحدنا.
استجاب الرجل بصمت ، و بقينا نحن نحدق ببعضنا دون إبداء شيء مهم ...حتى تجرأ هو و قال لي
"قلادة جميلة، تناسبك"
أعاصير عادت للهيجان ، أ أوّل ما أسمعه من هذا الشخص آخر ما أسمعه من رونالد ...
أظنه لاحظ كفي المرتعشة و هي تمسك حافة الطاولة البيضاوية الشكل التي تفصل بيننا ، لكنه تجاهل ذلك بقولي كلمتي الصريحة : أعرف.
رمى بسيجارته بفوضوية و كأنه يتم مرحلة الهزل : آنسة كاترين، بصدق...لم وافقتي على الزواج بشخص لم تريه سابقا ..
أطلقت تنهيدتي الضجرة لأعبث بشعري مصرّحة له : ما تظن؟.. تحطيم ذاتي .
يبدوا أن إجابتي أثارت فضوله بشكل غريب ، فهو يحاول استدراج ما وراء غموض هذه الإجابة التي تلقاها: تحطيم ذاتك..!..كيف؟
أفسحت المجال لنظري للتجول بزوايا ذلك المطعم الفخم، ثم أشرت لها بسبابتي...
ستائر ذهبية و معها قماش فحمي من حرير ، السقف مليء بالكريسالات المحيطة بالزخارف المتماثلة الستائر ...
: أنظر، أنا لم أدخل مكانا كهذا سابقا ... لأننا لا نملك النقود لتضييعه بساعة هنا، و قد زاد الأمر سوءا أن والدي استدان من والدك بعض الملايين و لا يستطيع ردها...حاليا ، قد جعل أبيك زواجنا رد اعتبار والدي و التنازل عن ديونه المتراكمة ..
أنهيت حديثي مع ثبات سبابتي نحوه بينما كفي الأخرى بسطتها تحت ذقني : أوضحت الصورة؟
متعجرف فعلا...
كيف له أن يرفع قدميه على الطاولة لتقابل وجهي، أهذا تقليل من مقامي و استهزاءٌ بي ..!
هذا ما التقطه من جملته : أجل، أوضحتها...بتصريح غبي أنك طامعة بأموالي.
إعتدلت بجلستي و أنا أمد يسراي لأشرب رشفة من عصير الليمون البارد ليبرد غليلي المحترق أسى على وضعي : لا أطالب أكثر من راحة والدي ، أنا لا أريد قرشا أكثر... بل لا أريد سوى أن تكون الأسوء في تحطيمي.
لحظة
ما هذه الزلة الغبية ...زلة لساني هذه ، ما ستؤول له ..أنا أراه وسيلة تعذيبي لأشعر كأني آخذ جزاء فعلتي و موافقتي عليه...
قرب وجهه نحوي حتى شعرت بأنفاسه التي تلفحني: الأسوء في تحطيمك... ؟!... أنت فتاة مثيرة للإهتمام، لكن لا رغبة لي لتضييع وقتي بذلك... يكفي أنك حطمتي نفسك لحظورك ، فأنا لا قدرة لي على رفض طلب أبي بالزواج منك.. و واضح أنك أجبرت نفسك...
إبتعد مطلقا قهقهة أثارت عجبي و ذهولي ، فهو قد بدا لي جدّيا لوهلة ، جملته الأخيرة حوت من الصدق ما لم أستطع إنكاره: أول نقطة مشتركة بيننا...كلانا محطّمان .
هو فعلا يبدي رأيه بشكل غريب ، و استفزازي بشكل مفرط...
خاصة بختام جلستنا البسيطة و هو يرفع أحد حاجبيه الغير مرتبين بدورها : أليس..هذا إشتراكا مميزا..؟
~~~~~~
~~~~~~
حصلت فوضى عارمة لعدم حظور لورانس حتى اللحظة، لا أعرف ما غŒجري ، أنا الوحيدة المرتاحة البال هنا بينما نظرات التوتر التي تمر من أعين جميع من يحيط بي تظهر جلية ...
كانت لحظات فراغ لي ، فالجميع قد ذهب ليتحسس سر تأخر العريس،
استغللت فرصة خلوِّي بنفسي لأخرج هاتفي النقال من حقيبتي و أتجه لملف الألبومات ...
مررت بصور عديدة و كل واحدة منها ترسم في نفسي سعادة ممزوجة بحزن بأسلوبها الخاص...صور لي وحدي ، أمتطي حصانا...أتسوق مع أصدقائي ، مع عائلتي ...و صور لي مع زميلَيَّ رونالد و فيكتور...
لست بصدد التعبير عن حزني ، فلا داعي له ...ولا ثمرة ، فقد أبديت رأيي لوالدي عدّة مرات لكنه صرّح بعدم رغبته لسماع طلبي ، فقد تم الإتفاق على كلّ شيء و لا يمكن النكث به ...
تمعنت بتلك الملامح التي فارقتها منذ عشرة أيام لاغير ، ستقتلني هذه الغصة التي لا يجب أن أخرجها احتراما لرغبته هو...
يجب أن أقوى على الإبتسام...
كنت ألف عنقه بذراعي بهلع بينما هو يلوح بإصبعيه الكاميرا بإبتسامة شقية شقها حتى بانت أنيابه الناصعة، فهو كثير الإهتمام بمظهره على عكس من كتبه القدر لي ...
تلك المروج الخضراء قادت ذكرياتي للحظور ، عطلة عمل قادتنا نحن الثلاثة للذهاب لماليزيا ...
هذه الصورة بالذات لها ذكرى لن أنساها ، فقد كدت أقتل فيكتور مصورها بلحظة غضب ..!
الأيام تمضي لترسم لوحة ذكرى قد عشتها قبل عام...
~~~~~~
~~~~~~
سعيدة..
أدور و أدور حول نفسي حتى سقطت فوق ذلك العشب...
بالفعل هواء عليل و منظر جميل ...
لم أكن أتصور أن لدولة كماليزيا طبيعة خلّابة كالتي أتمعنها الآن...
ممتنة لرونالد أخذنا لهذا اىمكان حقا
هي، لحظة...
..عن رونالد و فيكتور. أين هما؟!
لا تقل لي...أني تهت بسبب حماستي و ركضي بعيدا عنهما...
وقفت أعبر الصخور الحجرية التي عبرتها في طريق مجيئي و قلبي مملوء بالتوتر..أنا حتى لا أفهم لغة أحد هنا...و هل هم يعرفون لغتي...؟!
من الأفضل أن أبعد هذه الأفكار السلبية و أبحث عنهما...
مرّت نصف ساعة...
و لا أثر لمرافقيّ !
الأجواء اشتدت حرارة مما جعلني أرفع شعري بكبلة خضراء اللون ، إن استمر الوضع هكذا سأنهار إثر هبوط في الضغط تسببها ضربة الشمس هاته التي تأبى إلا أن تطل على هذه الغابة بلفحاتها و ضوئها...
صوت ضحكات مألوفة أراحتني.. يبدوا أني وصلت لهما، يا إلهي..حتى أنهما لم يبحثان عني...!
من أرافق من الرجال أنا..يعتمد عليهما..
أبعدت الحواجز التي أمامي ,و بصدق.. لم يكن هناك حواجز إلا أغصان الأشجار طبعا ، فهي طويلة كآذان فيل أو أكويلا..و ذلك يزيد منظرها هيبة فوق ماهي عليه...
كان فيكتور يلقي بخشبة كسرها في بحيرة قربهما بينما رونالد مشتغل بصيد سمكة بيديه الخاليتين، و كلاهما يطلق مزحة أسخف من الأخرى..يا إلهي، وددت لو يسأل أحدهما عن المفقودة هنا!
انتبه فيكتور ناحيتي ليقل : كاترين، هذه أنتِ؟
ضربت جبيني بإنزعاج يائس منهما : لا، بل شبحي .
خرج رونالد من البحيرة منزلا بنطاله الجينز المزرق و أكمامه الرمادية: راحة بعد طيلة عناء، أشعر بالإمتنان للسيد راند .
ارتميت و أنا مؤيدة: أه، عطلته جاءت في وقتها.
دهشت فعلا لذراع رونالد التي أوقفتني دون مبرر مشيرا لفيكتور بالإقتراب أيضا. .
"ماذا هناك رونالد؟!"
هذا ما قلته مستفسرة علة تصرفه ، بينما هو أخرج من بنطاله هاتفه السوني مجيبا : صور للذكرى...
إبتسامة فيكتور المشاغبة لم تبشر بخير ،و هو يوجه هاتفه نحونا شعرت أن هناك ما هو خفي عني و أعينهما تتسامر به ...
لم أستطع كبت صرختي المرتعبة حين رفعني رونالد من على الأرض، هو خير من يعلم أني أخشى المرتفعات مهما كانت و لو شبرين!
بينما أنا متشبثة بعنقة بخوف أشتمه ، تم تصويرنا...!
أطلقت صرختي المعترضة لرونالد صاحب الإبتسامة المشاغبة: سحقا لك رونالد.
أما فيكتور فهو بات ينظر لإنجازهما و كأنه النصر الذي لا عوض له ، ثم قال و هو يوجه الصورة تجاههنا: صورة مثالية رون، علقها بغرفتك و اسهر بالتحديق بها.
أنزلني رونالد بعد سماعه وابل الشتائم من أحمق و غبي و نذل و .....
ليتجه نحو فيكتور يهدده بحديث مبطن: إياك و التفكير بواحدة بغرفتك..سأقتلع عيناك.
لم أستطع تجاهل ما فعلاه بي...كيف يجرئا على أخذ صورة كهذه...
ركضت نحو فيكتور ليهرب هو و أنا ألاحقه : تعال إلى هنا فيكتور، إمح تلك الصورة فورا.
لم يأبه بما أقول و لا بغضبي الثائر ، و كل ما يفعله هو مجاراة رفيقه بالقهقهة التي تزيدني غضبا و سخطا عليهما...
نجحت في الوصول له بعد مدة غيَّبتنا عن أنظار رونالد و ليتنا لم نغب عنه
كان يقف على حافة منحدر ينظر بتمعن نحو عجب الخلائق أمامه ، لأصرخ أنا وأقطع أوتار نغمة الهدوء لديه : فيكتور ..
نظر لي دون اكتراث مما جعل إستفزازه لأعصابي يزداد دون مبرر ، لا أعرف حقا لم غضبت بالأساس لشيء غبي كهذا...
غضب لأجل صورة لم ترقني ، و كأنهما قد أرادا رؤية فزعي و تمسكي برونالد ...ماذا إذن...لم غضبت حتى بت أحاول سلبه ما بيده...: إئتني به...
أما هو كان يرفع الهاتف لألا أصله بقامتي القصيرة نسبة له و يقول بشغب: عزيزتي...إنها صورة تذكارية جيدة...خاصة لرون...صدقيني لن ينساها مادام حيا...كم كنت لطيفة و أنت تتمسكين به ، كنت خائفة من أن يفلتك لكن...من يرى الصورة..
لم أسمح له إتمام جملته ، بل أغمضت عيني و دفعته صارخة: أصمت ، لا داعي لتهياتك السخيفة ...
فتحت ناظري لأتفاجئ بعدم تواجده..عرفت فورا غلطتي، يبدوا أنه سقط ...من المنحدر نحو الأسفل...!
جلست صارخة بإسمه أنضر للأسفل حيث هوى ساقطا...
و من حسن حظي أنه استطاع التمسك بصخرة بيمناه و أسمعني صوته المستفز حتى في هذه اللحظة: كاترين، ستزجين في السجن بتهمة قتلي .
مددت يدي علني أستطيع رفعه بقواي رغم أن احتمال ذلك لا يتعدى الأربعين بالمئة إن وصل : لن يحصل ذلك ، تمسك بي ..
رفع يسراه لأحاول إمساكها ، و لكن...
عجزت عن ذلك، رغم محاولتي و دوامها عجزت عن التمسك به بل شعرت أني سأهوي القاع و أنا أنظر الأسفل... فعلى كل ،نحن على مرتفع أخشاه. ...
كنت في ضياع أفكاري و أشتم نفسي لعدم تسلطي على أعصابي بسبب شيء سخيف كصورة..
بالتفكير بذلك، أستطيع رمي الهاتف الذي سقط بجانبي ليتحطم و أتخلص من الصورة المزعجة..
آه منك كاترين، فيم تفكرين الآن...؟!!
شعرت بجسد يحيطني من الخلف لينجح صاحبها بإمساك يد فيكتور، أبهجني ظهوره دون شك...
كان رونالد الذي جر فيكتور من كم قميصه الرملي ليرفعه ...
و بعد أن رفعه سارع بخطف الهاتف قبل أن يتحدث حتى ، ثم قال بإبتسامة و هو يريني الصورة : لن أتخلى عن صورة غالية كهذه...أرسلتها لنفسي.
ثم رمى الهاتف علي متما: تستطيعين محوها أيتها الغاضبة ...
عبر مني ليهمس تحت نظرات فيكتور الساخطة علي: لا تدعي أنها لا تعني لك الكثير ، فكذبتك لن تنطلي علي.
لا أعرف، أ أكون سعيدة لكونها غالية عليه ، أم حزينة لتسلط الغضب علي، أم أضحك لما يحوم حولي من حدث غريب..
مهما كان ، هي ذكرى باتت عزيزة علي ..خاصة الآن...
~~~~~~
~~~~~~
لا أعرف كم من الدقائق أعلنت مضيها و أنا أنظر لتلك الصورة، بهجة لا توصف بدت جلية على رونالد لكوني بقربه ...و لا يخفى أني كنت كذلك و إن لاحت علي ملامح الغضب ، و هو قد كشفني ...
ربما من دقات قلبي المتوترة و ربما من عدم إفلاتي لنفسي بعيدة عنه و ربما لسحر لديه لا أعرف سره...
أجهل إدراك ما مر عليه حتى تحوّل من شخص لا يضر حشرة أن يضر أعز أصدقائه رغبة في زوال ما لم يحصل عليه هو. .
الكل لو سمع الحق سوف يمقته، سواي أنا...
فأنا أيضا لا أجزم أني لن أنزعج من نجاح من عاش ما عشته ، من يتم و فقد و فقر ، ليكون غنيا موهوبا رائعا و أنا لاشيء رغم الجهد ذاته...
ترى رونالد، لو كنت مكانك هل كنت سأتنازل عن حياتي أيضا مقابل أن أثبت أني إنسان...
إنه إمتحان ربحته ، ربحته رغم شؤم النهاية التي تجعلني أحتفظ بأناتي لنفسي...
هذه الصورة ، تحدثني عن أشياء كثيرة منها، أنك لست سوى شخص كغيرك ارتكب ما ترتكبه الكثير من العقول ...
و منها، أني كنت غبية لأني لم أفهم مدى حبك الأعمى لي...
أوقفت غصتي بيدي التي حركتها حول عنقي...
هناك فراغ آخر أشعر به ، فراغ قلادته!
رغم أن هناك قلادة ثقيلة لمعانها يملئ عنقي و صدري معا ، إلا أني أشعر بالفراغ...
لقد اعتدتها، مرافقتي حتى بالنوم ...
نظرت نحوها و قد لففتها مرتين حول معصمي، يبدوا مكانها خاطئا...
تلبستني الحيرة من موقفي، هل يتوجب علي الجلوس و الرضوخ لما أنا به، أنا لا أستطيع فعلا..كلما مرت لحظة ، يقل صبري و يذهب تجلدي...
و الآن، أعلن لنفسي أني لا أستطيع الدخول في حياة لا يرغب بها لورانس و لا أنا... حتى لو كنت أنوي تحطيم نفسي ، ليس بكوني مع لورانس حاليا... ليس الآن و قلبي متعلق برونالد...
نهضت من فوري أرفع أذيال ثوبي متجهة نحو الباب الخلفي بغرفتي... سأخرج منها...لا يهمني شيء غير الخروج الآن...
الخلاص من فكرة تؤرقني ، كيف لي أن أختار حياة دونه... فيكتور محق، أنا حمقاء... أعلنت وفائي لرونالد منذ الأسبوع الأول من رحيله...
حاولت فتح الباب الناصع لكن دون جدوى ، فهو مقفل...
بدأت أبحث عن مخرج...النوافذ لا تسمح بالخروج لوجود الشبك عليها...
لا مفر إلا من ذلك الباب الأساسي..لكن كيف...
أطلقت برأسي أفكر... كيف لي أن أبتعد عن هذه القاعة المشومة لي ؟
اتخذت قراري في النهاية، سأخرج طبيعية و أستغل فرصة للخروج...مهما كان ،فزوجي المزعوم قد تأخر...و أنا قلقة عليه..
فتحت الباب لأخرج بين أنظار الجميع ، يسلمون علي و يباركون لي بينما أنا أتطلع لفرصة للخروج ، السيد أندريان ليس على ما يرام بتاتا ..ذلك واضح...زوجته تكاد تبكي لما يحصل من أمر جسيم...
الهمسات تعلوا شيئا فشيئا لتأخره ذلك النبيل!..كم ذلك مثير للعجب و الذلة معا...
لا أعرف كيف يفكر الناس من أجل ليلة زفاف ، هم ساعات و يغادرون فلا داعي لإثارة الجلبة...
سهوت قليلا مع تبريكات الحظور و همساتهم و استفساراتهم ، يا للصبر الذي تمتلكه النساء بهذه الليلة...
قطع تلك اللحظات صوت أسكت له الحيطان بزواياها ، لم أستوعب ما جرى ... هل توا تم صفع أحدهم؟؟؟
اخترقت الجموع في تلك الزاوية التي علت منها الهمسات خاوية المعنى لأرى شابا أشقر الشعر يعطيني ظهره و يده فوق وجنته...يبدوا، أنه لورانس..
و الذي صفعه والده و عيناه محمرتان غضبا ...!
غضبه، بالتأكيد أثر في لورانس... فهو قد أهين تماما أمام عروسه و الجمع الغفير هذا...
لقد أثارت تلك الصفعة مشاعر سخط لم أستطع إزاحتها...
مهما كان غاضبا، لا داعي لتصغير قدره أمام العامة...
شاب في الثامنة و العشرون يبقى مطأطأ الرأس أمام هذا العدد من البشر لتبقى له ذكرى مهانة لن تمحى قريبا..لا من ذاكرتهم و لا من نفسه هو...
اقتربت و أنا متيقنة أن تصرفي بهذه اللحظة سليما و نطقت حروفي الخاتمة لما مضى بصوت يدعي النعومة والقلق : لورانس ، هل أنت بخير؟
قراءة ممتعة
~~~~~
~~~~~
|
|
|
إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم
فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم
التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-05-2020 الساعة 01:49 AM
|