نسمات رقيقة

لن يسخر من رقتك ...إلا قاسٍ أحاطت به قسوته
و لن يُقدّرها فيك... إلا من فاقك في رقته .
فلا تلتفت لتعليقات الاخرين الجارحة
و لا تكترث لتلميحات البعض المُسيئة
فكُل وعاءٍ ينضح بما فيه
و حسبك ... أنك عرفت ... حقيقة ما حواه .

في هذه الحياة
كل شيء قابل لأن يتغير
فلا ضمان ..و لا ثبات لحال بعينه
لأن الثبات الحقيقي لا يُقاس بمثيله إنما يُقاس بالتبدلات
إذ...
كيف يتضح أننا ثابتين على دين الله
متمسكين بعقيدتنا
إن نحن لم نتعرض لامتحان تغير الأحوال !!

هل يمكن للثقة إن فُقدَت مرة أن تعود مجدداً ؟!
و ربما أفَضّل أن أصيغ السؤال على النحو التالي
هل يمكننا أن نمنح الآخرين أكثر من فرصة ؟!
و الحقيقة أن الاجابة تعتمد على أمرين أساسيين :

أولهما مدى نضج شخصيتنا و سعة صدورنا
فكلما كان الانسان مقدراً و مستوعباً للطبيعة البشرية
كلما سلّم بأن ما من انسان معصوم
فقد يكون الخطأ الذي
افقدنا ثقتنا باحدهم كان مجرد زلّة لظرف ما
و ليس بالضرورة أن يتكرر الامر
فإن كان المخلوق يخطئ بحق خالقه
ثم إن صدقت توبته ...يتوب عليه...بل و يُقربه إليه
فكيف بنا نحن البشر مع بعضنا البعض !!

ثانيهما حجم الضرر الذي تسبب فيه الخطأ الذي أفقدنا الثقة
و هل هو طبع في الشخص أم هو سلوك طارئ عليه ؟!

فهناك أخطاء يمكن تجاوزها و لا ضرر جسيم ترتب عليها
و هناك أخطاء أخرى قد تكون قاتله
ضعفنا البشري و عدم كمالنا يجعلنا
نجد صعوبة بالغة في نسيانها أو تجاوزها.
بحيث يصبح الشك هو المهيمن على المشهد
و هنا لا يكلف الله نفساً إلا وسعها .

و التجربة هي خير مُعلّم
كم من ثقة تامة....تحولت لثقة جُزئية ...بعد كبواتها !
و كم من ثقة جزئية ...تحولت لتمام ثقة....بعد ثباتها !
و أعود و أعوّل كما العادة
على بصيرة قلبك
كم...و كم...ستكون مُعينة لك في هكذا أحوال
فالله عز وجل
يعلم ما كان ...و ما هو كائن ....و ما سيكون
أبقِ نفسك في رحابه
لتلتقط حواسك الاشارات الصحيحة التي تعينك
على مزيد اقتراب...أو... الفرار بنفسك.