••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


شرخ في الذاكرة

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-16-2020, 09:54 PM   #1
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







ـ PART 3 ـ



Desamber 22
3:50 pm


أوقف السائق السياره أمام محل حلويات مُغلق فنزلت منها هي وصديقتها وهي تقول لسائقها الخاص: أُركن السيارة في مكان قريب فأنا سأتأخر لوقت ..
هز رأسه قائلاً: حسناً ..
إلتفتت الى صديقتها وبعدها دخلا المحل ..
رفعت صديقتها صوتها تقول: مرحباً أُمي .. لقد أتت معي صديقتي إليان ..
جائها صوت أُمها من الداخل تقول: أهلاً أهلاً جيسي .. إذاً هل تناولتما الغداء ..؟!
جلست جيسي على كُرسي مُريح وهي تقول: نعم لا تقلقي بهذا الشأن ..
جلست إليان بالكُرسي الوحيد الآخر ووضعت حقيبتها على الطاولة الصغيره التي بينهما وهي تقول: ألم يفتحوا بعد ..؟!
جيسيكا: كلا .. لقد غيرنا الوقت فأصبحنا نفتح من الساعة الرابعه حتى العاشره ..
نظرت الى ساعتها وأكملت: بقي أقل من عشر دقائق على فتحه ..
إبتسمت بعدها قامت بشيء من الشقاوه وإقتربت من إحدى الأغطية الزجاجيه وفتحته ..
ظهر الإنبهار على وجهها وهي تنظر الى قطع الكعك الصغير وتقول: إنها بكريمة الجوز المُفضلة لدي ..
نظرت الى إليان وقالت: أتُريدين واحده ..؟!
إليان بتعجب: ألن تغضب والدتُك ..؟!
غمزت جيسيكا تقول: وكيف ستعرف ..؟!
رمتها والدتها بمجموعة أكواب من ورق فأصابتها بمُنتصف رأسها ..
صرخت جيسيكا من هذه الضربة المُفاجئه وإلتفتت الى الخلف لتصرخ بغضب لكنها صُدمت برؤية والدتها تقترب منها ..
إبتسمت وأعادت الغطاء الزُجاجي على الكعك وهي تقول: كُنت أُريد فقط أن أختبر إيلي .. تسائلت إن كانت من النوع الذي قد يفعلها حقاً أو لا .. صدقيني ..
وبعدها هربت الى كُرسيها ..
إنحنت والدتها وأخذت مجموعة أكواب الورق من الأرض وهي تقول: محل والدتك صحيح ولكن هذا لا يعني أن تأكلي ما تشائين وقتما تُريدين ..!!
نظرت الى إبنتها وأكملت بصرامه: مفهوم ..؟!
إبتسمت جيسيكا تقول: حسناً مفهوم .. أعتذر عن ذلك ..
تنهدت والدتها بعدها نظرت الى إليان وقالت: كيف حالُك عزيزتي ..؟!
إبتسمت إليان تقول: بخير يا خاله .. ماذا عنك ..؟!
الأُم: بخير ..
بعدها إلتفتت تُكمل توضيب المكان وتجهيزه للزبائن ..
وضعت جيسيكا رجلاً على رجل وهي تقول: حسناً إيلي .. ماذا تُريدين ..؟!
تعجبت الأُخرى وقالت: أُريد ماذا ..؟!
غمزت جيسيكا تقول: يوم ميلادك بعد عشرة أيام .. تدللي وأخبريني عن الهدية التي تُريدينها ..
تنهدت وقالت بشيء من الملل: أي شيء سيفي بالغرض ..
مطت جيسيكا شفتيها بعدم رضى وقالت: إنه عيد ميلادك .. أوليس عليك أن تكوني مهتمه ولو قليلاً ..؟! الوحيدة التي لا تفرح بقدوم عيد ميلادها هي أنتِ ..!
إليان بشيء من الملل: وما المُميز فيه ..؟! اجتماع مع الأصدقاء وحفلة كبيره .. العديد من الهدايا والمرح وفقط .. تكرر هذا الروتين كُل سنه حتى أصبحتُ أملّه ..
كشرت جيسيكا في وجهها تقول: خسارة حماسي لعيد تمل صاحبته منه ..!
إلتفتت تنظر الى أُمها التي كانت تفتح باب المحل فبدأت تهمس لنفسها: كان عليها مُجاراتي على الأقل .. يالها من بغيضه ..
ضحكت إليان وقالت: جيسي حسناً حسناً إسمعي .. أنا أُحب حلوى الماكرون بنكهة الفُستق .. سأُسعد كثيراً لو صنعتيها لي أنتِ بنفسك ..
إبتسمت وأكملت: ولا تكوني بخيله .. إشتري لي معها شيئاً جميلاً .. كعقد صغير أو زينة هاتف من النوع الذي أُحبه ..
فكرت جيسيكا قليلاً بعدها قالت: لستُ بارعه بصُنع حلوى الماكرون .. لكن لأجلك سأجعل أُمي تُعلمني ..
ضاقت عينيها وأكملت: لذا بالمُقابل كوني مُتحمسة لعيد ميلادك فأنا قطعاً لن أحضر إليه إن شعرتُ بشيء من البرود أو الملل من ناحيتك حسناً ..؟!
إليان: هههههههههه حسناً حسناً ..

***










Desamber 25
4:30 pm


مرت عليها الأيام من دون أي جديد ..
تململت كثيراً من روتينها المُتكرر حتى وصلت الى حد الإنفجار ..
لا تُنكر بأن تلك السيدة جينيفر اللطيفه تهتم كثيراً لها وتمدها بالمال والمُساعدات المُختلفه ..
إلا أن هذا لم يعُد يطاق ..
هي ليست بحاجة المال .. أو بحاجة شراء المُستلزمات الأُخرى ..
هي بحاجة التحدث الى أحد ..
الى الخروج ..
الى التلخص من كُل هذا الرتم المُمل المُتعب ..!
جينيفر لا تأتي سوى مرة في اليومان وتكون زيارتها سريعة جداً ..
إبنها إدريان لا يأتي هو الآخر إلّا نادراً .. على الأقل لا بأس به فهو يتحدث معها بين فنية والأخرى ولكن زياراته هو أيضاً قصيره وقليله للغايه ..
وأما إبنتها الغريبه تلك لم ترها منذ ذلك الموقف ..
حتى إبنها الآخر لم تره أيضاً ..
والآن لا أحد في المنزل غير الخدم سوى تلك المُدبره المُتعجرفه ..
مهما حاولت التحدث معها ترد عليها بردود قصيره بأسلوب مُزعج ..
إنها حتى عندما تتحدث الى أحد الخدم تتدخل تلك المُدبره وتطلب من الخادمه ألا تتوانى عن عملها ..
ألا يحق لها بعد كُل هذا أن تشعر بالملل القاتل ..؟!!!

تنهدت بعُمق وقامت بخفض صوت التلفاز بعد أن جاء الفاصل الإعلاني الذي قطع عليها مُشاهدة هذا الفيلم الدرامي ..
عقدت حاجبها وإنتبهت بأنها بآخر دث بهذا الفلم لم تكن معهم وشردت بتفكيرها ..
لا .. كان من الواضح بأنه حدث مُهم يوضّح بعض العلاقات بالفيلم ..
كيف لها أن تسرح هكذا ..!
عقدت حاجبها للحضه وهي ترى إحدى الإعلانات التي تخص أحد شركات المطاعم الشهيره ..
بقيت تتأمل الإعلان حتى إنتهى بعدها همست: لا أفهم ..
إسترخت بجلستها أكثر ناظرةً الى السقف وأكملت: فقدتُ ذاكرتي .. لا أتذكر شيئاً عن عائلتي أو عِلاقاتي أو نفسي حتى .. لذا كيف لي أن أتذكر الأمور هذه ..؟! أسماء المطاعم .. الماركات .. المُدن والدول ..؟! كيف لي أن أتذكر كُل شيء ما عدا حياتي الإجتماعيه ..؟! ما عدا أهلي ونفسي وحياتي ..؟!
شردت قليلاً قبل أن تهمس: إنه أمر غامض ..
رن جرس المنزل فإعتدلت في جلستها وإلتفتت الى جهة مدخل الصالة التي تجلس فيها حيث شاهدت إحدى الخدم تذهب الى جهة الباب لتفتحه ..
بقيت تنظر الى جهة المدخل على أمل أن الحاضر هو أحد سُكّان هذا المنزل وينوي البقاء هُنا ..
فهي بحق قد ملّت ..!
عقدت حاجبها عندما شاهدت الخادمه تمر من أمام المدخل ويمشي خلفها شاب تراه لأول مره ..
من يكون ..؟!
هو ليس أحد إبنا جينيفر ..!
وقفت وخرجت من المكان ولحقت بهما ..
ما دام أنه دخل الى الداخل .. إذا له عِلاقه بأصحاب المنزل ..
أي بإختصار .... وجدت شخص قريب من العائله يُمكنها أن تتحدث معه ..
وقفت حالما وصلت الى باب غرفة الزوار بعدما دخل الشاب إليها وأغلقت الخادمه الباب خلفه ..
سألتها قبل أن تذهب: من هو ..؟!
نظرت إليها الخادمه وأجابتها: السيد فرانسوا ....
قبل أن تُكمل حديثها قاطعها صوت الشاب الذي فتح الباب لتوه يقول بإبتسامه: فرانس .. صديق إدريان ..
نظرت الخادمه إليه فأشار لها بالرحيل .. هزّت رأسها وغادرت ..
فتح الباب كُله وعاد الى الداخل فتنهدت آليس ودخلت خلفه ..
جلست على الأريكة المُقابله تنظر إليه فإبتسم لها ..
بادر هو بالكلام قائلاً: إنها المرة الأولى التي أراك فيها .. من أنتِ ..؟!
أشاحت بوجهها تهمس بداخلها: "هذا ما كان ينقصني ..! كيف لي أن أُجيبه الآن ..؟!"
عاودت النظر إليه تقول بإبتسامه: ألم يُخبرك صديقُك عني ..؟!
هز رأسه بالنفي ..
شدّت على شفتيها للحضه وكذبت بعدها قائله: إبنة صديقة جينيفر ..
إبتسم قليلاً بعدها قال: تشرفنا .. إسمُك ..؟!
أجابته: آليس ..
دُهش للحضه وإختفت إبتسامته بعدها ضحك يقول: آه .. تشرفنا مُجدداً ..
عقدت حاجبها وعندما همّت بسؤاله قاطعها يقول: أتُحبين الأغاني ..؟!
أمالت شفتيها فمن الواضح أنه يُريد إخفاء ردة فعله الغريبه تجاه سماعه لإسمها فتماشت معه وأجابته: لا ..
تعجب وقال: حقاً ..؟!
هزت رأسها تقول: لا شيء مُميز فيها ..
بعدها سألته: لما أتيت ..؟! تبحث عن إدريان ..؟!
وضع رجلاً على رجل وأخرج سيجارته يقول: أجل ..
رأشعلها وبعدها أخذ نفساً خفيفاً قبل أن يُكمل: لا يرد على الهاتف وليس موجود في منزل العائله لذا توقعته هُنا .. أو على الأقل أتوقع بأنه سيأتي الى هُنا فهو عندما يختفي هكذا أجده هُنا ..
عقدت حاجبها بعد سماعها لجُملة "منزل العائله" ..
الأمر مثلما توقعت .. هذا ليس المنزل الرئيسي لعائلتهم ..
شعرت ببعض الإنزعاج ..
منزل العائله ..؟! لابد بأنها رائع وحي بوجود العديد من الأفراد فيه ..
تُريد الذهاب الى هُناك ..
رفع حاجبها عندما لاحظ إنزعاجها فإبتسم يقول: ما الذي يُزعجك ..؟!
نظرت إليه قليلاً بعدها سألت: أنت مُغني مثله ..؟!
رفع حاجبه عندما تجاهلت سؤاله فأجابها: لا .. مُجرد صديق طفوله .. لستُ صديق عمل ..
آليس: ماذا تعمل ..؟!
ضحك وقال: هل بدأتُ أُعجبك لتسألي هكذا أسئله ..؟!
إبتسمت تقول: أجل كثيراً ..
إنفجر ضاحكاً فلقد صدمه جوابها الساخر هذا ..
إختفت إبتسامتها عندما وقعت عيناها على عِقده الحديدي الذي يلف عُنقه ..
توقفت ضحكته تدريجياً عندما لاحظ نظراتها ..
رفع يده بتوتر وبدأ بإغلاق أزرار قميصه المفتوح من الأعلى وهو ينظر حوله بحثاً عن أي موضوع يصنعه ويفتحه ..
ضحك يقول: أووه ألا تزال هذه اللوحة هُنا مُعلقه ..؟! أذكرها منذ خمس سنوات ههههههه ..
رفعت حاجبها بعدها إبتسمت ..
لا تعلم لِما إبتسمت ولكن تصرفه الخجول منذ قليل لم تتوقعه منه ..
ضنته شخصاً جريئاً بالنسبة الى كلامه المعسول معها ..
نظرت الى اللوحة التي كان يقصدها فقالت: تبدو جميله وأنيقه ..
إلتفتت الى جهته لتُكمل حديثها لكنه وقف فتعجبت قائله: الى أين ..؟!
نظر الى ساعة معصمه ثُم إبتسم وقال: يبدو بأن إدريان سيتأخر كثيراً .. تذكرتُ موعداً مهما لذا لا يُمكنني إنتظاره أكثر ..
إبتسم لها وقال: سُعدتُ بمُقابلتك حُلوتي ..
بعدها غادر وهي تنظر إليه بإحباط ..
لما غادر بسرعه ..؟! كان عليه البقاء أكثر قليلاً فمُنذ وقت طويل لم تتحدث هكذا مع أحد ..!
تنهدت ثُم إستلقت على الأريكه بشكل طوليّ وأغمضت عينيها ..
هي الآن .... في قمة إحباطها من زيارته السريعة هذه ..

في حين خرج فرانسوا من البيت ووقف أمام سيارته قليلاً ..
مد يده وقبض على قميصه حيث القلادة تحته وهمس: لقد .... كُنتُ مُهملاً ..!

***







7:40 pm


شارع فرعي يمتد ويقطع حي يُقال بأنه هادئ ..
الوصف الأمثل لهذا الحي هو .. الرُقي .. والغرور ..!
سكانه تستطيع أن ترى رُقيهم في كُل شيء حتى في أسلوب إرتداء الملابس ..
ولكن هذا الرُقي المُبالغ جعل صفة الغرور تسود عليهم ..
وبوسط هذا الحي .. وعلى رصيف هذا الشارع الفرعي .. يوجد مقهى ..
مقهى أنيق بطابع يجعلك تشعر وكأنك في عصر التسعينات بلندن ..!
الألوان الداكنه وصور أشهر مشاهير لندن مُعلقه على الجدران ..
إسطورة دراكولا .. شارلوك هولمز .. وغيرهم من مشاهر القصص الخياليه التي تداولها العالم منذ عصور ..

طوله كان يتجاوز المائة وسبعون سانتي متراً .. جسم عريض أو رياضيّ بمعنى أدق .. وبشرة سمراء تكسو وجهه القاسي ..
كُل شيء فيه رجولي بشكل تام ..! العينين الحادتين ذات اللون الأسود .. الشعر ذا اللون البُني المحروق والذي صُفف بشكل عشوائي جعله هذا أكثر إثارة وجاذبيه ..
كُل من في المقهى مُستعد على أن يُراهن بالآلاف بأن سبب نجاح هذا المقهى .. هو وجوده ..!

قدّم كوب القهوة الساخنه الى الفتاة الصبهاء التي تجلس بجوار النافذه ثُم سأل بعدها بنبرته الهادئه الجهوره: أي طلبٍ آخر ..؟!
إبتسمت إبتسامة هائم وهي تقول: هل هذا المقهى يُقدم خدمات أُخرى ..؟!
سألها: مثل ماذا ..؟!
أمالت رأسها قليلاً قائله: طلب شاب من العاملين لمُشاركة الزبائن بشرب القهوه ..؟!
تحولت نظرته الى برود تام لثواني قبل أن يُجيبها: للأسف لا ..
ضحكت بخفه وقالت: نعم أنت مُحق بقولك للأسف ..!
إنحنى وغادر فوراً ..
نظرت إليه إحدى الفتيات العاملات بخدمة الزبائن وهو يمر ..
أمالت شفتيها الصغيرتان ومن ثُم نظرت الى تلك الفتاة الصبهاء وشتمتها بداخلها قبل أن تبتسم لأحد الزبائن وتسأله رأيه ..
إمتازت بشعرٍ قصير .. قصير للغايه يجعلها تبدو كصبي أكثر من كونها فتاة وخصوصاً رفضها التام لوضع أي من مُستحضرات التجميل التي من رأيها أنها تُفسد البشرة لا أكثر ..
قصيره .. بل قزمه لا يتجاوز طولها المائة وخمس وخمسون سانتي متراً ..
نشيطه مرحه ومندفعة في كثير من الأحيان ..
إنحنت بإبتسامه بعدما أخذت الطلب وعندما إلتفتت وقعت أنظارها على النافذه ..
تنهدت وهي ترى في الشارع المُقابل فتاة ثريه تقف بهدوء تام تنظر الى المقهى ..
أمالت شفتيها بعدها دخلت الى الداخل ..
نظرت الى الشاب والذي يُعد الأكثر جاذبيه في المقهى وقالت له: ريو .. الفتيات حقاً لا يُبعدن أغينهن عنك ..
إبتسمت وأكملت: حتى الثريات منهن ..
تجاهلها وهو يأخذ القهوه من يد العامله ومن ثُم إلتفت خارجاً ليُسلم الطلب فضحكت تقول: لا تقل لي بأنك مغرور لهذا السبب ..؟! الأمر مُضحك ..
تنهدت وذهبت الى العامله تُخبرها بالطلب فإبتسمت لها تقول: ألا تكفين عن مُضايقته تيلدا ..؟!
أمالت تيلدا شفتيها تقول: وياليت هذا يُجدي ..
حملت الطلب وأكملت بإبتسامه: ولكن هذا أفضل فلو إستجاب لمُضايقاتي لمللتُ منه وتوجهت لشخص آخر كي أُضايقه هههههههههه ..
وغادرت ضاحكه ..

***




 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:48 PM

رد مع اقتباس
قديم 06-13-2020, 02:23 PM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





ـ part 8 ـ


2 January
9:40 am

الجو كان دافئاً لهذا الصباح بعكس الأمس ..
ألقى الدكتور كلمته الأخيره قبل أن يُغادر القاعة بعد إنتهاء مُحاضرته التي إستمرت لساعه والربع ..
خرج الطُلاب والطالبات بشكل متتالي بينما كانت إليان تُرتب حاجياتها في حقيبتها بكُل هدوء ..
جلست فتاة بيضاء بشعرٍ يكاد يكون كالأولاد وهي تقول: إليان أين جيسيكا ..؟! هل تعلمين لما تغيبت ..؟!
إليان: لا أعلم .. لم تُخبرني كعادتها ..
أمالت الفتاة شفتيها ثُم قالت بحماس: إذاً هل تأتين معنا الى الكافتيريا لتناول بعض الطعام ..؟!
الفتاة تُدعى سولي وهي تُعتبر إحدى صديقات إليان ولكنها ليست مُقربه مثل جيسيكا التي تُرافقها في كُل مكان ..
نظرت إليان الى الساعه وقالت: تبقى نصف ساعه عن المُحاضرة التاليه ..
أكملت بشيء من التعب: آسفه سولي لا أضن بأنه يُمكنني فالوقت قصير وأنا بحق أُريد الذهاب الى المكتبه بحثاً عن المرجع الذي طلبه منا الدكتور فيليب ..
تململت سولي قليلاً بعدها قالت: حسناً .. لكن إسمعي .. إن إنتهيتي مُبكراً فتعالي إلينا .. إتصلي وسأخبرك أين أنا بالضبط ..
تململت سولي قليلاً بعدها قالت: حسناً .. لكن إسمعي .. إن إنتهيتي مُبكراً فتعالي إلينا .. إتصلي وسأخبرك أين أنا بالضبط ..
هزت إليان رأسها تقول: حسناً ..
إبتسمت سولي ولوّحت لها وغادرت الى خارج القاعه ..
وقفت إليان وحملت حقيبتها على كتفها الأيمن وأمسكت بيدها اليُسرى كتاب المادة التي يُدرسها إياها الدكتور فيليب ..
خرجت وإتجهت مُباشرةً الى مكتبة الكُليه الكبيره والتي لا يدخلها ويهتم لأمرها سوى المُتفوقون والمُهتمون من أمثالها ..
دخلت الى المكتبه التي تتسم بالهدوء التام وبدأت تمشي بين أرفف الكتب حتى وصلت الى زاوية المكتبه حيث القسم الذي تُريده ..
فتحت الكتاب وقرأت مُجدداً إسم المرجع الذي تُريده وإسم المؤلف ..
بدأت تبحث بهدوء حتى عثرت أخيراً عليه ..
جلست على كُرسي القراءه بهدوء وبدأت تبحث عن المطلوب منها تلخيصه ..
دقائق مرت وهي تُلخص ما بحثت عنه في صفحة الكتاب المطلوب ..
أخذت نفساً عميقاً وهمست قائله: كُنتُ مُخطئه عندما لم آخذ معي كوباً من القهوه .. رأسي بدأ يؤلمني كالعادة من شدة التركيز ..
نظرت الى ساعتها فرأت بأنه لم يتبقى على موعد المُحاضرة التاليه سوى عشر دقايق ..
لم تنهي عملها بعد وفي المُقابل لم يتبقى لها سوى القليل .. إذاً لن يُمكنها تناول شيء مع سولي والبقيات ..
لا بأس ستتحمل حتى تنتهي المُحاضرة التاليه ..
عقدت حاجبها عندما سمعت صرخةٍ مكتومه جداً ..
إلتفتت الى جهِة الصوت فما كان إلا أن شاهدت أرفف كتب عملاقه ..
هل ... كانت تتهيأ ..؟!
من الصعب أن ترى أي شيء من كثرَتِ أرفف الكتب التي تملأ المكان ..
عاودت النظر الى كتابها وأكملت ما بدأت به ..
ما إن أنتهت حتى وقفت وهي تهمس: أخيراً ..
أعادت المُعجم الى مكانه بعدها وضعت أقلامها وكتابها بالحقيبه ..
مشت قليلاً مُتجهةً الى الخارج ولكنها إصطدمت بفتاةً كانت تركض وكادت أن تقع لولا أنها أمسكت برف الكتب الذي بجانبها ..
نظرت الى الفتاة وكادت أن تشتمها لركضها في مكان هادئ كالمكتبه لكنها فوجئت بمظهرها حيث كان أحمر شفاهها ملطخ بالقرب من شفتيها وتُمسك أزارير قميصها العلويه بقوه ..
دُهشت الفتاه بعدها دفعتها بعيداً عنها وذهبت بإتجاه دورة المياه الموجوده بقسم المكتبه ..
تألمت إليان عندما وقعت على الأرض بسبب دفعتها الشرسه تلك ولكن حيرتها بمظهرها الفتاه غطى على هذا ..
هل .... خُيّل لها أن الدموع كانت تملأ عيني الفتاة أو لا ..؟!
وقفت وعدّلت من هندامها ورفعت رأسها حالما سمعت صوتاً قادماً من القسم الذي كانت تركض الفتاة خارجةً منها ..
دُهشت للحضه عندما وقعت عيناها على دكتورها آرثر والصدمة التي كست ملامحه عندما شاهدها ..
تنهدت وإلتفتت مُغادره .. لقد فهمت الأمر الآن ..
لا شيء جديد فمثل هذه الأمور مُنتشره كثيراً في الكليات لذا لا داعي لأن تُصدم ..
وآرثر هذا لطالما كان يحمل مظهراً عابثاً يجعل من يراه يتوقع بأنه من هذا النوع ..
خرجت من المكتبه وهمست: تجاهلي ما حدث .. لا يهمك الأمر بتاتاً فأنتِ تريدين النجاح فقط ..
وبالفعل تجاهلته تماماً وكأن التجاهل بالفعل هو الحل الأمثل لهذه المواقف ..!

***










10:30 am

كان يجلس بهدوء تام على مكتبه وأمامه ورقة ما يقرأها ..
حالما إنتهى رفع عينيه الى الشاب القصير الذي يقف أمامه وقال: لا بأس .. إذهب الآن ورتب تلك الأمور التي أخبرتُك عنها ..
هز الشاب رأسه يقول: سينتهي كُل شيء سريعاً ..
بعدها إلتفت وخرج من المكتب ..
إسترخى هذا الشاب صاحب الشعر الأسود والذي لم يكن سوى ريكس نفسه ..
بقي ينظر في الفراغ لفتره بعدها إلتوت شفتيه بشيء من السُخريه وهو يتذكر كلام والده ليلة الأمس ..
" مشاكلك بدأت تزداد .. إنسى أمر أن أتدخل وأُخرجك من هذه القضيه "
همس بينه وبين نفسه: ليس وكأنني كُنتُ بحاجة مُساعدتك أصلاً ..!
لديه بدل الطريقة ألف طريقة لإخراج نفسه من مثل هذه القضية المُلفقه ..
هذه ليست المرة الأولى .. لقد لُفقت سابقاً ضده العديد من القضايا كالرشوة والغش التجاري وحتى غسيل الأموال وإستطاع أن يخرج منها جميعها ..
أصحبت التُهم المُلفقه هذه روتيناً طبيعياً من حياته العمليه ..
وكعادته الآن إستطاع أن يؤجل أمر القبض عليه عن طريق سُلطته التجاريه ..
سيُخرج نفسه من التهم هذه قبل أن يحين موعد إنتهاء المُهلة التي إستطاع مُحاميه الخاص أن يوفرها له ..
شخصياً .... بدأ ينزعج من تدخلات كارلوس المُستمره لتشويه سمعته وتوريطه بالقضايا ..
شخص ضعيف يملك شركة تحاول أن تصعد في السوق عن طريق توريط مُنافسيها ..
لو لم يكن ذلك المدعو بتروي حوله لأفلست شركته منذ زمن ..
هو .. منذ سنتان يتجاهل محاولاتهما الفاشله بتدميره ولكن عليه أن يضع حداً ..
لديه هدف يسعى إليه ولا يريد من أمثالهما أن يؤخرانه بلعبها الفاشل هذا ..

***











4:30 pm

إبتسمت وهي تنظر الى شاشة هاتفها ..
أصبحت تملك الآن رقم جينيفر وإبنها إدريان .. لقد طلبت منهما أن يُعطيانها رقمهما ..
على الأقل لو إحتاجتهما فسيمكنها الإتصال بدل إنتظار أن يأتيان الى المنزل ..
أجل .. الإنتظار ..
رفعت رأسها بملل وأكملت هامسه: فلقد عُدتُ بالفعل الى المنزل الكئيب لوحدي مُجدداً ..
تنهدت .. البارحه وفي العصر أيضاً أرسلتها جينيفر الى المنزل مع السائق .. لا تزال ترفض أن تبقى معهم في ذلك المنزل ..
لم تستطع أن تُعارض .. ففي النهايه هي فتاة غريبه لذا ليس عليها أن تفرض نفسها عليهم الى هذا الحد ..!
يكفي بأنهم يهتمون بها وكأنها فرداً من العائله ..
رفعت رأسها فور ما إن وصل الى مسامعها صوت تحطيم وصُراخ ..
نظرت الى نافذة غُرفتها المفتوحه بعدها وقفت وذهبت فوراً إليها ..
نظرت الى المنزل الذي يُقابل نافذتها فضاقت عيناها وهي ترى نافذة الطابق السُفلي مفتوحه غير عن العاده وإستطاعت أن ترى بأنه مطبخ ..
سمعت مُجدداً صوت تحطمٍ آخر والصوت بالفعل قادم من هذا المنزل ..
ماذا يحدث ..؟!
لقد بدأت تشعر بالقلق .. يبدو بأن شِجاراً يحدث بالداخل ..
لقد كانت تعلم بأن ذلك المنزل غير طبيعي وتصرفات ذلك الصبي غير مفهومه ..
دُهشت عندما فُتح باب المنزل الأمامي وخرج الصبي وهو يصرخ في وجه امرأة في الخمسين من عُمرها قائلاً: لن أفعل ولن تُجبريني على الإنصات ..!! سأفعل ما أُريده حتى لو أُضطررتُ الى تحطيم كُل شيء فوق رؤوسهم ..!!
تحدثت المرأة من داخل المنزل تقول بحده: مارك أُدخل بسرعه لنبدأ بالتفاهم ..!!
شد على أسنانه بغيض وقال: لن أفعل .. سأُغادر ولن أعود إلا في الليل .. ولو فتحتي الموضوع مُجدداً فلن أعود مُطلقاً ..!!!
بعدها غادر والمرأة تصرخ مُناديةً على إسمه ولكن لا مُجيب ..
بقيت آليس تُراقب هذه الأحداث بهدوء تام بعدها همست: بالفعل هذا المنزل مليء بالمشاكل ..
ما إن أنهت جملتها حتى سمعت باب المنزل يُغلق بقوه فأكملت: أُمه غاضبه جداً ..
نظرت بإتجاه الشارع وبالكاد تستطيع رؤية بعض فنافذة منزلها لا تفتح على مُقدمة المنزل ..
تنهدت وتسائلت في نفسها قائله: من المُخطئ ..؟! الأُم أو الولد ..؟! أَضن بالعاده سيكون الولد فالأطفال في عمره عنيدون .. إنهم في مرحلة المُراهقه وفي المُقابل يقع الخطأ على أمه فهي لم تتصرف معه التصرف الصحيح .. عليها أن تعي وتعرف الأساليب المُناسبه للتحدث معهم ..
إبتسمت قليلاً وأكملت: أصلح لأن أكون مُصلحه إجتماعيه أو طبيبه نفسيه ..
" سأفعل ما أُريده حتى لو أُضطررتُ الى تحطيم كُل شيء فوق رؤوسهم ..!! "
تنهدت مُجدداً وهي تتذكر جملته هذه ..
من عساه يقصد ..؟!
همست: على أية حال هل غادر المنزل بالفعل ..؟! أم أنه فقط ذهب ليجلس في مكانٍ قريب ..؟!
تذكرت بأنه كُل ليله كان يقف لفترة طويله أمام باب منزله ..
هل الأمر له علاقة بمشاكله مع والدته ..؟!
على أية حال ليس له أصدقاء في الجوار .. فلو كان كذلك لبقي عندهم حتى وقت متأخر بدلاً من الوقوف أمام باب المنزل ..
إبتسمت وأكملت: وهذا يعني بأنه أيضاً الآن لم يبتعد .. بالتأكيد هو يجلس في مكانٍ ما .. على الأقل لو حدث وكان يريد الذهاب الى أصدقائه فسيحتاج لأن يتصل عليهم أولاً ..
إبتعدت عن النافذه وأخذت جاكيتياً طويلاً سماويّ اللون وإرتدته وهي تخرج من الغرفه ..
نزلت الى الأسفل وإرتدت حذائها الذي كان بصندوق الأحذيه بعدها خرجت من المنزل ..
قطعت الساحه الأماميه وهي تقول: لا مكان مُناسب أكثر للجلوس فيه سوى الحديقة التي تقع في الجهه المُقابله ..
خرجت من المنزل ونظرة يُمنة ويُسرى قبل أن تقطع هذا الشارع الهادئ وتذهب الى الحديقه ..
لا تعلم إن كان يُسمى هذا لُطفاً وإهتماماً أم تدخلاً في شؤون الغير ..
ولكنها تُريد مُقابلته والتحدث معه ..
لن تخسر شيئاً فهي متفرغة بشكل دائم على أية حال ..
ضحكت رُغماً عنها هامسه: أصبت .. إنه هُناك بالفعل ..
إتجهت حيث كان يجلس على كُرسي خشبي تحت أحد الأشجار ومشغول بتفكيك سماعات جهاز التسجيل الذي يحمله ..
وقفت أمامه وإبتسمت تقول: مرحباً ..
رفع رأسه ونظر إليها .. لم يعرفها في الوهلة الأولى فقال: ماذا تُريدين ..؟!
وقبل أن تفتح فمها عرفها فقال بشيء من الإنزعاج: أُغربي عن وجهي قبل أن أتسبب بمُشكلةٍ كبيره معك ..!!
جلست بجواره وهي تقول: سأُغادر إن أردت ولكن على الأقل أخبرني السبب .. لو فعلت فسأُقسم لك ألا أُظهر وجهي أمامك ..
إبتسمت وأكملت: ألا تضن بأنه من حقي أن أعرف ..
إنزعج منها ولا يُريد بحق أن يتسبب بمُشكله لذا قرر تجاهلها وهو يضع السماعات على أذنه وبدأ بإختيار أحد الأغاني لتشغيلها ..
آليس: أمممم هل أستطيع أن أسمع أيضاً ..؟!
أجاب وهو يختار الأُغنيه: لا ..
بقيت تنظر إليه لفتره ليست بالقليله بعدها قالت: لا أعلم إن كُنت تسمع صوتي الآن أو لا ولكن ..... أستطيع مُساعدتك لو أردت ..
تظاهر مارك بأنه لم يسمعها وحاول قدر المُستطاع السيطرة على أعصابه فكلامها هذا يعني بأنها قد سمعت شجاره قبل قليل ..
تحدثت آليس مُجدداً وهي مُتأكده بأنه يستمع وقالت: من الواضح بأنك تُريد الهروب من المنزل وأُخمن بأنك لم تفعلها من قبل .. لا أدري إن كان السبب هو خوفك من أُمك أو لأنك لا تملك أصدقائاً لتطلب منهم المكوث في منزلهم لفتره .. ولكني واثقه بأنك بحق تريد الهروب .. لا أعلم لما أنا واثقه ولكن تصرفاتك هي من جعلتني أتوقع هذا ..
إبتسم بشيء من السُخريه وقال: لما هل حدث ونويتي الهروب من المنزل كي تتظاهري بأنك تفهمين معنى تصرفاتي ..؟!
دُهشت للحضه وبقيت تنظر إليه ..
تعجب ونظر إليها فأشاحت بنظرها عنه ببطىء وهي تقول: لا أعلم .. ولكن هل من المُمكن بأن هذا صحيح ..؟! إن لم يكن كذلك فكيف لي أن أتوقع هذا وأُجزم عليه ..!
رفع حاجبه .. هل تسخر منه أم ماذا ..؟!
همست مُجدداً لنفسها: هل لهذا السبب تعاطفتُ معه ..؟! هل لهذا السبب أوقعتُ اللوم مُباشرةً على الأم لأنها لا تُحاول أن تفهم إبنها ..؟!
رفعت يدها وأمسكت برأسها قليلاً ..
عقد مارك حاجبه وبدا له أنها لم تكن تسخر فهي تُحدث نفسها وبشكل غريب ..
ضاقت عينها وهمست: أم أني كالعاده أتخيل وأن كلامي لا علاقة له بماضيي أبداً .. يبدو بأن رغبتي في تذكر حياتي تجعلني أشك في كُل تصرفاتي وأربطها بالماضي .. علي أن أفصل بين الأمرين قدر المُستطاع ..
مارك ببرود: إن كُنتِ مجنونه فمارسي جنونك بعيداً عني ..
إلتفتت تنظر إليه بعدها إبتسمت تقول: ههههه أعتذر .. أعلم بأني بالتأكيد بدوتُ بلهاء ولكن كان عليك أن تتغاضى قليلاً ..
أكملت بعدها: فأنا إن كُنتَ لا تعلم فتاة فقدت ذاكرتها ..
إتسعت عيناه من الصدمه وقال بسرعه: حقاً ..؟!!!
هزّت رأسها بالإيجاب فبدت الدهشة على ملامحه قليلاً بعدها أمال شفتيه وقال: لهذا كُنتِ تتصرفين ببلاهه وتتحدثين معي وكأنك لا تعلمين ما حدث ..
عقدت حاجبها فكلامه غريب بعض الشيء ..
فتحت فمها لتسأله لكنه قاطعها قائلاً: وكيف فقدتها ..؟!
آليس: بحادث سياره ..
مارك: منذ متى ..؟!
آليس: قبل شهر تقريباً ..
مارك: أنتِ لستِ تلك المغروره ولا يوجد لأصحاب المنزل فتاة أُخرى فما علاقتك بهم ..؟!
ضحكت وقالت: إبنهم قام بصدمي لذا هم يعوضوني بالإعتناء بي لحين عثور عائلتي علي ..
دُهش للحضه بعدها قال: يعني أنتِ غريبة عنهم ..؟!
هزت رأسها بالإيجاب فسأل: منذ شهر ولم يجدوك عائلتك ..؟! من المفترض بأنهم بحثوا عنك في كُل مكان .. في المستشفيات وأقسام الشُرطه فكيف لم يجدوك ..؟!
هذا السؤال .... لم تستطع الرد عليه مُطلقاً ..
عندما لم يجد جواباً قال: ألم تكوني تحملي معك أوراقاً تُثبت هويتك ..؟!
سألته: أنت تحمل الآن ..؟!
تعجب وأجابها: لا ..
آليس: إذاً الأمر كان ذاته معي .. لم يجدوا شيئاً لذا قد أكون خرجت لأمر بسيط وحدث الحادث وقتها ..
مارك: إذاً من المُفترض أن يكون الحادث حدث بالقرب من منزلك في هذه الحاله ..
دُهشت من كلامه فأكمل: بالعاده الذين يخرجون لأمور بسيطه وغير بعيده عن المنزل لا يحتاجون لأخذ هواتفهم أو محافضهم معهم .. إذاً من المُفترض بأنك صُدمتي بالقرب من منزلك فكيف لم يعرفوا عن أمرك ..؟! هذا عجيب ..
بقيت تنظر إليه بشيء من الدهشه ولم تعرف بماذا تُعلق فنظر مارك إليها قليلاً بعدها قال: حسناً لا أضنهم مثلاً يكرهوك أو شيء من هذا القبيل .. لذا ما دامهم لم يجدوك بعد لذا أضن بأنك صُدمتي بمكان بعيد جداً جداً عن منزلك .. هل سألتي الطبيب أو الشُرطه ما إن كانوا قد وجدوا معك شيئاً ..؟! ربما وجدوا ولكنك لم تسأليهم وفي المُقابل هم نسوا الأمر ..! لا تُفكري تفكيراً سِلبياً ..
هزت رأسها بهدوء ولم تُعلق ولكن رأسها مليئاً بالأمور التشاؤميه ..
شيئاً كـ أنها يتيمه ..
أو أنها كانت عالة عليهم ..
أو ..... لا تعلم ماذا ..
حاولت قدر المُستطاع تجاهل التفكير بهذا الموضوع السلبي وقالت لتُغير الموضوع: في أي صف تدرس ..؟!
رفع حاجبه قليلاً بعدها قال: في سنتي الأولى بالثانويه ..
آليس: أووه قريباً مما توقعت .. ضننتُك لأول مرة في الصف الثاني ..
مارك متجاهلاً كلامها: عندما قُلتِ بأن إبنهم من صدمك .. هل قصدتي الأكبر أم المُغني ..؟!
آليس: الأكبر ..
مارك: إعتذر إليك ..؟!
تنهدت تقول: للأسف لا ..
أمال شفتيه بسخريه يقول: هذا متوقع ..
وقف وأكمل: أنا مُغادر ..
تعجبت وسألته: الى أين ..؟!
مارك: وما علاقتك لتسأليني ..؟!
أمالت شفتيها تقول: حسناً مع السلامه .. وكما أخبرتُك سابقاً .. إن كُنتَ تحتاج الى مُساعدتي فلا تتردد ..
إلتفت وغادر متجاهلاً كلامها فتنهدت وهمست: بدل من التحدث عنه تحول الموضوع وأصبحنا نتحدث عني أنا ..
صمتت قليلاً بعدها قالت: بالتفكير بالأمر .. فذلك الشاب الذي صدمني لم أُقابله سوى مرتين في شهر كامل .. حتى أُخته أضنها لا تزال تضنني أحدى الخدم ..
وقفت وقررت التمشي قليلاً في الحديقة قبل العودة الى المنزل ..

***









 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 08:00 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-16-2020, 09:56 PM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





50 pm


إرتدت معطفاً سماوي اللون وطويل يُغطي قميصها الأبيض ونصف بنطالها ومن ثُم وضعت قٌبعة الصوف البيضاء على شعرها ..
إنسدل القليل منه على كتفيها ونظرت بعدها الى وجهها قليلاً في المرآة القريبة من المدخل ثُم إلتفتت لتُغادر ..
أوقفتها الخادمه قائله: سيخرج العشاء بعد قليل ..
فتحت الباب وهي تقول: أخريه لساعه ..
وبعدها خرجت دون أن تسمع كلمه واحده ..
ضمّت المعطف أكثر على جسدها بسبب برودة الجو وإتجهت الى بوابة الخروج من المنزل بأكمله ..
إتكأت بعدها على السور الخارجي تنظر الى الطريق بهدوء ..
أو بالأحرى الى الجهه المُقابله حيث حديقة صغيره أنيقه بجوار فيلة ضخمه ..
والحديقة هذه لم تكن فارغه على الرغم من أنه الليل والمكان عباره عن حي سكني وليس مُنتزه لذا من الغريب تواجد أحدٍ فيه ..
تنهدت وهمست: سأنفجر حتماً ..! سأنفجر لو بقيت يوماً واحداً بالمنزل أكثر من هذا ..! أين جينيفر هذه كي تُخرجني من هذا الوضع ..؟! غابت هذه المرة كثيراً عن المنزل ..!
أنزلت قُبعتها قليلاً لتُغطي أُذنيها فالجو بارد بحق ..
هي تعرف هذا .. ومع هذا أرادت الخروج لعل وعسى يختفي هذا الكبت والضيق من صدرها ولو قليلاً ..
عقدت حاجبها وإلتفتت الى اليسار عندما سمعت صوتاً فشاهدت شاب يمشي على الرصيف ووقف بعدها أمام باب المنزل المجاور ..
ضاقت عيناها قليلاً بعدها عرفت بأنه نفسه الفتى الذي دائماً ما تراه يقف على باب المنزل ..
دخل من الباب القصير الخاص بساحة منزله الأماميه بعدها وقف أمام باب المنزل الداخلي لفتره قبل أن يتجه يميناً قليلاً ويجلس وهو يسند ظهره على جدار المنزل ..
تنهدت وهي تراه فمنزلهم محاط بسور قصير للغايه لذا يُمكنها بسهوله مُشاهدة كُل ما بداخل ساحتهم ..
أمالت شفتيها قليلاً بعدها مشت وإتجهت إليه ..
أسندت ذراعيها على سور المنزل وإبتسمت قائله: لما لا تدخل ..؟!
رفع رأسه فوراً مُتفاجئاً بعدها تجهم وجهه بالغضب حين شاهدها ..
شد على أسنانه قائلاً: لا شأن لك فغادري ..
نظرت إليه قليلاً بعدها إبتسمت قائله: لا ..
غضب جراء ردها فوقف وتقدم قليلاً بعدها إنحنى ليلتقط حصىً من الأرض ..
دُهشت وجلست من فورها كي لا يصل لها أي شيء ..
مالبثت إلا وسمعت صوته قريب جداً وهو يقول: فتاة حمقاء ..
ثُم أسقط الحصى على رأسها ..
لم يؤلمها كثيراً فلقد أسقطه فقط .. فرفعت رأسها وشاهدته يعود الى مكانه وهو يقول: غادري قبل أن أُصبح جاداً ..
إبتسمت تقول: يالك من طفل ..
إلتفت إليها غاضباً فدُهشت للحضه قبل أن تقول: يا إلهي إنك تملك عينان خضراوتان بريئتان حقاً ..! الغضب يبدو مُضحكاً فيها ..
إصطبغ وجهه باللون الأحمر جراء الغضب الممزوج ببعض الإحراج ..
صرخ بوجهها: غادري ..!!
شعرت بأنها أزعجته أكثر مما يجب فإبتسمت تقول: حسناً لكني آمل مُستقبلاً أن نتحدث .. أرغب بحق بالتعرف إليك ..
لوحت بيدها مُكملةً: طاب مساؤك ..
بعدها إلتفتت لتغادر فجائها صوته يقول: أما أنا فلا أُريد لذا أتمنى بألا أراك مرة أُخرى ..
ضحكت وأكملت طريقها وهي تقول بصوت مسموع: هذا مُستحيل ..
دخلت من بوابة الفيلا وهي تُراهن بأن وجهه مُحتقن من الغضب جراء كلامها الأخير ..


***










Desamber 26
6:30 am


أنهت تجهيز نفسها بشكل تام ونظرت بعدها الى ساعة الحائط فرأت بأنه بقي ساعة تقريباً على موعد أول مُحاضرةٍ لها ..
إرتدت حقيبتها التي تحمل ثلاثة على الأقل من كُتبها وبعدها حملت معطفها الأبيض على يدها اليُمنى قبل أن تُغادر غرفتها ..
نزلت من الدرج وأخذ هذا بعض الوقت بما أن غرفتها تقع في الدور الثالث ..
إتجهت الى غرفة تناول الطعام فرأت بعض أفراد الأُسره –أو بالأصح ساكني هذا المنزل- يجلسون على كراسيهم لتناول الإفطار ..
وضعت حقيبتها ومعطفها فوق أحد الكراسي وجلست بلكُرسي المُجاور وهي تقول بنبرة جامده خاليه من أي شيء: مرحباً ..
رفع أخاها الأكبر رأسه عن طبقه ناظراً إليها حيث أنها تجلس بمُقابله تماماً فإبتسم يقول: ما الذي يُغضبُ حبيبتي إيلي مع هذا الصباح ..؟!
رفعت رأسها وإبتسمت تقول: أنت ..
وضع يده على صدره يقول بدراما: لقد كان هذا قاسياً ..
تحدثت فتاة تبدو أصغر منهما وقالت بنبرة فيها شيء من السُخريه: كان عليك أن تحترف التمثيل بدل الغناء يا إدريان ..
إبتسم ونظر إليها يقول: مُستحيل ..! كيف لي أن أحترف التمثيل بوجود المُبدعه فلور فيه ..؟!
إختفت إبتسامة السُخريه من على شفتيها الصغيرتين وظهرت على ملامحها بعض علامات الغضب ..
لقد نال منها ..!!
نظرت إليان الى جهتها مُتعجبة من سكوتها .. يبدو بأن أخاها الأكبر أصابها في نُقطة ما لا يعرفها أحد ..
تجاهلت الأمر وأكملت تناول فطورها في حين تحدثت جينيفر أخيراً تقول: إد إحترم وجودي على الأقل وكُف عن مُضايقة الآخرين ..
ضحك إدريان وهو يهمس: حسناً حسناً ..
في حين وقفت فلور ذات التسعة عشر عاماً تقول لجينيفر: ياااه علي أن أشكر طيبتك فلقد أوقفتي إبنك عند حده .. يالك من امرأة غاية في الطيبه .. أنتِ ملاك حقاً ..
إدريان: هههههههههههههه غضبت ..! لقد إنفجرت غضباً ..! أُحبك فلور ..
نظرت إليه فلور بطرف عينيها العسليتين بعدها إلتفتت وغادرت ..
وقفت أمام المرآة التي تقع في نهاية الممر قريبة من المدخل الذي يؤدي الى قلب المنزل ..
نظرت الى إنعكاس وجهها هامسه: ذلك البغض إدريان ..!
تلاشى إنزعاجها قليلاً وبدأت بتصفيف شعرها الأسود .. لم تتعب كثيراً فهو قصير على أية حال .. يصل طوله من جانبها الأيمن الى حد أذنها بينما جانبها الأيسر يصل طوله الى مُنتصف عُنقها ..
عقدت حاجبها عندما لاحظت من طرف المرآة إنعكاس صورة إبن عمها ريكس وهو ينزل من الدرج ..
بقيت تنظر إليه لفتره حتى إختفى إنعكاسه من المِرآه فعادت بجسدها الى الخلف ناظرةً الى يمينها فشاهدته يتجه الى بوابة المنزل ..
أمالت شفتيها قليلاً بعدها إبتسمت وعادت الى غرفة الطعام ..
إتكأت على الباب حينما فتحته وقالت بإبتسامه ساخره وهي توجه كلامها الى جينيفر: إبنك الغالي والعزيز للغايه ريكس فضّل تناول طعام فطوره في العمل بدل الجلوس معك على نفس المائده .. إنها القصه الدراميه الخاصه بهذا اليوم ..
إنفجر إدريان ضاحكاً في حين وقفت إليان بعد إنتهائها من طعامها وأخذت حقيبتها ومعطفها وإتجهت خارج الغرفه ..
وحينما مرت من جانب فلور تحدثت ببرود قائله: أخاك الذي يصغُرك بخمسة أعوام يفوق ذكائك وعقليتك بملايين المرات ..
وخرجت بعدها ..
عضت على شفتيها بغيض بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها وإتجهت الى الدرج وهي تسمع ضحكت إدريان البغيضة تصلها بكُل وضوح ..
صعدت الدرج وهي تهمس: أعلم أعلم كان تصرفي طفولياً ..! سُحقاً حتى لو كان كذلك لا يحق لهم التعليق أو الضحك ..! لا يحق لهم بتاتاً ..!!
دخلت الى غُرفتها وأغلقت الباب خلفها بإحكام ..

***









8:50 am


مكتب فاخر مُترف وواسع للغايه ..
كان يجلس فيه لوحده ينظر الى إحدى الملفات بتركيز شديد قبل أن يطرق أحدهم الباب عليه ويدخل بعدها ..
تقدم شاب قصير يرتدي النظارات حتى بجانبه يقول: أيها الرئيس ريكس ..
ريكس دون أن يرفع عينيه عن الملف قال: ماذا ..؟!
وضع الشاب المظروف البُني بالقرب منه يقول: قام بإرسالها إلينا .. فابريان نفسه ..
رفع ريكس عينيه ونظر الى المظروف بعدها أخذه وقام بفتحه في حين أكمل الشاب: أُرسلت على البريد مساء الأمس ولم نفتحه سوى اليوم ..
صمت قليلاً وأكمل: وبصباح هذا اليوم وصلنا خبر وفاته ..
نظر ريكس إليه فأكمل الشاب: وجدته الشُرطه ميتاً في إحدى الأزقه قبل يومان وحققت بسبب وفاته واليوم أُعلن على وفاته ..
صمت ريكس لفتره بعدها قال: وماذا قالوا سبب وفاته ..؟!
حرك الشاب نظارته قليلاً وهو يقول: لم يحددوا هوية القاتل ولكن رجحوا وبقوه بأنه دخل بمُشاجرة مع بعض المخمورين أدى ذلك الى طعن أحدهم له بسكين عاديه فقد كان هُناك بعض الشهود الذين شاهدوه قبل عدة أيام و...
قاطعه ريكس: يكفى فلا يهمني أمره ..
أخرج من المظروف قرص DVD ونظر إليه قليلاً فدُهش الشاب وقال: أليس هذا ...
ولم يُكمل جملته بعدها علق قائلاً: لكن لما يُعطينا إياه ..!! لقد أرسل جاسوساً منذ ستة أشهر من أجل فقط أن يسرق هذه المعلومات فكيف يُعيدها بهذه البساطه ..!! الأمر مُريب .. هُناك سبب لذلك بكُل تأكيد فنحن نعرف فابريان جيداً .. إنه أكبر مُخادع عرفناه .. هو يراك كعدو يسعى الى تدميره بكُل الطرق فكيف يُعيد إليك ما سرقه منك ..؟!!
نظر الى ريكس وأكمل: أُراهن بأنه فخ .. من الأفضل إخبار الشرطه .. قد يعود الأمر علينا بالضرر ففابريان كالثُعبان لا يُمكنك أن تأمن له أبداً ..
وضع ريكس القرص بهدوء على المكتب بعدها نظر الى الشاب يقول: تُخبر الشُرطه ..؟! أنت تعلم بأني لا أُحب خوض مشاكل مع الحكومة أياً كان نوعها .. أنا الرئيس هُنا .. لذا أنا من يُصدر الأوامر ..
الشاب: الإحتياط واجب ..
ريكس: وأنا أقول الأمر إنتهى ..! أياك أن تُحاول تفتح فمك بأي كلمه عمّا شاهدته بالمظروف .. غادر الآن ..
نظر إليه الشاب بعدم رضى ولكنه في النهايه إنصاع لأمره وقال: كما تشاء .. المعذره ..
وغادر بعدها ..

تأمل ريكس القُرص لفتره بعدها أخرجه من عُلبته وأدخله في الحاسوب لتفقد مافيه ..
إرتسمت على شفتيه إبتسامه عندما رأى بأنه هو القُرص المسروق نفسه ..
ثوانٍ حتى إختفت وإسترخى بعدها في مقعده يُفكر بأمر فابريان هذا ..



بجهة أُخرى بعيدة بعض الشيء ..
أطفأ التلفاز الموجود في مكتبه وشد شفتيه وهو يهمس: كيف مات ذلك الجُرذ البغيض ..!!
أجابه شاب يجلس بالقرب منه يقول: كارلوس .. هل حقاً تضن بأن هُناك أحد آخر غيره ..؟!
نظر إليه كارلوس يقول: من تقصد ..؟!
تنهد هذا الشاب الذي يبدو من ملامحه بأنه شديد الهدوء وشديد الدهاء ..
في بداية الثلاثين من عمره صاحب شعرٍ أسود وعينين سوداوتين أيضاً ..
إبتسم يقول: ريكس من غيره ..
إبتسم كارلوس يقول: مُستحيل تروي .. هذا الشخص يخشى على نفسه كثيراً لذا لن يُتعب نفسه ويعرضها الى الشبهه بقتل رجل وضيع مثل فابريان ..!
تروي: لا تنسى بأن هذا الرجل الوضيع سرق منه قرص يحوي أسراراً ستُدمره لو وقع في يد شركة مُنافسه كشركتنا .. لذا سيفعل المُستحيل من أجل أن يستعيده .. وأيضاً لابد من أنه وصل إليه خبر بأننا وعدنا فابريان بمدّ شركته التي شارفت على الإفلاس بالمال كي تنهض من جديد مُقابل هذا القُرص ولهذا تحرك بسرعه وقام بقتله قبل أن تتم صفقتنا معه ..
نظر إليه كارلوس لفتره بعدها هز رأسه يقول: لا لا أضن .. حدسي يُخبرني بأن لا شأن له ..
تروي: نحن في عمل وليس في علاقة عاطفيه كي نتحدث بالإحساس بدل العقل ..!
تنهد بعدها عندما رأى عدم الإقتناع مرسوم على وجهه وأكمل: كارلوس صدقني .. هذا ما حدث .. أعلم بأن ما يمنعك عن التصديق هو لأنك تريد أملاً في الحصول على القرص .. لقد إستعاده ريكس لذا لا أمل حالياً ..
بقي كارلوس صامتاً لفتره بعدها همس: أكرهك تروي ..
ضحك تروي يقول: إنه الواقع وعليك تقبله ..
وقف كارلوس وإتجه الى النافذه الزجاجيه ..
بقي ينظر الى الأبنية التي تبدو من هذا الطابق وكأنها مجموعة ألعاب رُصّت بإتقان ..
بعد فترة من التفكير قال: تروي .. جد طريقة لتوريط إسم ريكس في قضية قتل فابريان ..
إبتسم تروي يقول: لأول مرة .. تطلب أمراً في غاية البساطة الى هذه الدرجه ..!

***










1:40 pm


في إحدى مراكز الشُرطه ..
دخل شاب يبدو في العشرينيات من عمره وهو يحمل في يده ورقة صغيره ..
جلس في الإنتظار حتى ينتهى الشرطي من من هم أمامه ..
كان مظهره عادياً ويرتدي ملابس عاديه جداً ويبدو بأنه من الطبقه العاديه من الناس ..
شعرٌ بُني عادي وعينان زرقاوتين وطول لا بأس به ..
لا شيء بتاتاً مُميز فيه سوى تلك الشامه المُميزه بالقرب من عُنقه ..
إنها تجذب أنظار كُل من تقع نظره عليه .. يبدو شكلها أقرب الى قدم غُراب لذا من يراه ... لا ينساه بسهوله على الرغم من مظهره العادي ..
بدأ يلعب بعلبة المناديل التي بالقُرب منه وهو يُلقى نظرة الى الشرطي والعميل الذي يتحدث معه ..
أمال شفتيه بشيء من التأفف وهو يهمس: أكره الإنتظار ..
إقتربت منه طفله في الرابعه من عُمرها تنظر الى يده التي كانت تُحرك علبة المنديل بطريقه مُحترفه ..
نظر إليها قليلاً بعدها إبتسم وبدأ يُريها العديد من الحركات وهي تنظر إليه بإنبهار كبير ..
أنهى هذا بوضع المنديل فوق رأسها وإبتسم لها قبل أن يُغادر ويتجه الى الشُرطى الذي أخيراً أصبح مُتاحاً ..
نظر إليه الشُرطي يقول: أي خدمه ..؟!
قدم الشاب الورقه الى الشُرطي وهو يقول: هذا الإعلان كان قبل فتره مُنتشر في شبكات الإنترنت .. عندما ذهبت الى المكان المُحدد بالإعلان قالوا بأننا لم نصدر شيئاً كهذا ..
نظر الشُرطي الى صورة الفتاة التي في الإعلان في حين أكمل الشاب: لقد قطعت أكثر من خمس مائة كيلو متراً من أجله فأنا أعرف هوية الفتاة الموجودة هُنا ولكن لا أعرف أين أذهب ..!
وضع الشُرطيّ الورقة جانباً وبدأ يبحث بالإنترنت عن رقم البلاغ هذا وهو يقول: سأبحث من أجلك ..
هز الشاب رأسه يقول: شُكراً لك ..
دقيقتين حتى رفع الشُرطيّ رأسه يقول: أعتذر .. لم أجد بلاغاً قد أُصدر تحت رقم هذا البلاغ .. يُحتمل بأن يكون هذا بلاغ مُزيف وهذه الأُمور تنتشر كثيراً هذه الأيام ..
دُهش الشاب يقول: هل أنت مُتأكد ..؟!! لكن الفتاة التي بالصوره والتي يبحثون عن هويتها أنا أعرفها جيداً .. حينما ذهبتُ الى منزلها لم أجدها فيه وهذا يعني بأن البلاغ هذا حقيقي ..!!
الشُرطيّ: لو أصدر هذا البلاغ من جهة رسميه لظهر لي في البحث لكنه لم يظهر لذا لا أضنه بلاغاً صحيحاً .. هل أنت مُتأكد بأن الفتاة في الصوره مختفيه حقاً ..؟! ما صلتك بها ..؟!
الشاب: أنا ... كُنت أحد جيرانها سابقاً ..
تنهد الشُرطي وقال: إذا ربما أخطأت وكانت قد غادرت المنزل مثلاً وليست مُختفيه كما تضن .. أعتذر منك ..
نظر الشاب إليه بشيء من الدهشه بعدها تنهد وقال: قد تكون مُحقاً .. أعتذر عن هذا الإزعاج ..
أخذ الورقه وغادر المكان مكسور الخاطر ..

***









8:20 pm


كانت ترتدي بنطالاً أسود مع سُترة صوفيه زهرية اللون ..
وكعادتها إرتدت قبعة صوف تُغطي فيه منابت شعرها الذي بدى يُصبح غريباً ويُزعجها ..
كانت تمشي في الممر القريب من الباب جيةً وذهاباً تنتظر قدومه ..
لقد أخبرتها إحدى الخدم بإن إدريان سيأتي الليله هُنا وقد طلب منهم تجهيز طعام العشاء له ..
وأخيراً سيأتي .. لن تجعل مجيئته تذهب هباءاً ..
ستُحادثه وتطلب منه أن يجد لها حلاً فهي لن تبقى لوحدها في هذا المكان أكثر من هذا ..
هي مُتأكده بأن لهذه العائله منزلاً آخراً غير هذا ..!
نعم لابد من هذا فهذا المكان يكاد يكون مهجوراً من قِبلهم ..!!

إلتفتت الى جهة الباب حالما سمعته يُطرَق وبقيت تنظر إليه بإبتسامه والخادمه تتقدم وتفتحه ..
دخل إدريان الى المنزل وتعجب حالما رآها واقفه تستقبله بإبتسامه ..!!
إبتسم نصف إبتسامه يقول: هل من المُمكن أنكِ ....
قاطعته تقول: مرحباً .. اممم هل لنا أن نتحدث قليلاً قبل أن يخرج العشاء ..؟!
عقد حاجبه بعدها تقدم وإتجه الى الدرج يقول: دعينا نؤجله الى وقت العشاء فأنا أُريد أن آخذ حماماً ساخناً ..
تبعته تقول: هيّا الأمر لن يأخذ عشر دقائق ..!
إبتسم وهو يصعد الدرج يقول: لا تكوني فتاةً ملتصقه هكذا فنحن لا نُحب هذه الأنواع ..
أسرعت في الخُطى حتى إعترضت طريقه وقالت بكُل وضوح: خذني معك هذه الليله ..!
توقف مُندهشاً من جُرأتها فهو لم يتوقعها من هذا النوع ..!
ضحك يقول: أنتِ لستِ جادّه صحيح ..؟!
آليس: أنا كذلك .. لن أنام الليلة هُنا .. خُذني معك ..
تكتف وإستند على درابزن الدرج وهو يقول: صغيرتي مهما كان فما تقولينه خطير .. لا تبيعي نفسك بهذه الطريقه ..
عقدت حاجبها قليلاً بعدها تنهدت عندما لاحظت بأنه فهم الكلام بشكل مُختلف تماماً ..
إبتسمت تقول: لم أضنك شاب شهم ..
عقد حاجبه فأكملت: ما أقصده هو أن تأخذني الى منزل العائله الرئيسي .. أعلم بأنكم تملكون واحداً ..!!
بقي ينظر إليها قليلاً بعدها إبتسم يقول: لا أعلم إن كان هذا ذكاء أو تلاعب منك أم أنه عن طريق الصُدفه ..
لم تفهم فأكمل كلامه يقول: على أية حال ماذا تقصدين بمنزل العائله ..؟!
آليس: أنت تفهم ما أقصده ..!! بات من الواضح أن هذا المنزل هو منزل ثانوي وأنكم تملكون منزلاً أساسياً تترددون عليه ..! لقد كدتُ أنفجر من البقاء وحدي هُنا .. صدقني ..!!
بقي ينظر إليها لفترة ليست بالقصيره قبل أن يقول بهدوء: أنتِ في نعمه فلا تقودي نفسك الى الهلاك ..
عقدت حاجبها فقال: ذلك المنزل من الجيد بأنك بعيدة عنه .. فهو أشبه بغابه شرسه لن تتحمل أرنبة مثلك البقاء فيه ..
بعدها تجاوزها وأكمل الصعود الى الأعلى وهي تقف في مكانها تُفكر في كلامه ..
إلتفتت ولحقت به حتى غُرفته ..
دخلت من الباب الذي لم يكن مُقفلاً ووجدته أمام خزانته يختار له بعض الملابس ..
نظرت إليه قبل أن تقول: أنت تُبالغ ..
إلتفت إليها مُتفاجأً فلم يكن يعتقد بأنها ستلحقُ به ..
آليس: مُصطلحات كهذه أراها مُبالغه ليس إلّا ..! غابه وحيوانات شرسه وأرنب ..! كُن واقعياً فكلمات كتلك لا توجد سوى بالأفلام ..
ضحك رُغماً عنه يقول: أُقدر شجاعتك هذه حقاً ..
إنزعجت منه في الحقيقه فقالت: على أية حال إنه منزل العائله وأنا بالفعل قابلتُ كُل عائلتكم بإستثناء والدك .. إليان تبدو غير طبيعيه ولكن يُمكنني التعامل معها .. ريكس مجنون لذا عليّ تجنبه فحسب .. أنت وجينيفر طبيعيين جداً وأُحب الحديث معكم .. لم يبقى سوى والدك وسأعرف كيف أتعامل معه بناءاً على نوعه .. الأمر ليس صعباً ..
أخرج له بعض الملابس وهو يقول: عمي الأصغر توفي قبل زمن لذا والدي يرعى أبناءه في منزلنا .. إنهم خمسه إن كُنتِ لا تعلمين .. إثنان حمقى تستطيعين اللهو معهم كالألعاب ولكن الثلاثة الآخرين هم أخطر مما تضنين ..
رفعت حاجبها تقول: وهل تضن بأنك تُخيفني هكذا ..؟! بالعكس لقد سعدتُ كثيراً فهذا يعني بأن منزلكم هُناك مليء بالحياة .. إزددتُ رغبة بالذهاب إليه ..
إبتسم يقول: للمرة الثانيه لم أضنك قط تملكين جرأة كهذه .. خسارة أن تذهب حالما تري طبيعية العيش هُناك .. آليس تبدين فتاة شغوفه حالمه .. أُحبك هكذا لذا إنسي أمر الذهاب الى هُناك ..
إنزعجت من رده وحالما فتحت فمها لتتحدث قاطعها يقول: والدتي لن تسمح لك مُطلقاً لذا إنسي ..
صمتت قليلاً بعدها قالت: إذاً والدتك هي من عليّ إقناعُها صحيح ..؟!
تنهد بقلة حيله وقال: العناد مُزعج على الفتيات إن كُنتِ لا تعلمين ..
إلتفتت وغادرت الغرفه فبقي ينظر الى مكانها لفتره قبل أن تضيق عينيه ويهمس: لن يمر الأمر كما توقعت ..
إبتسم بشيء من السُخريه بعدها إلتفت وإتجه الى غرفة الإستحمام ..




- PART end -



 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:49 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-20-2020, 09:16 PM   #4
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





ـ PART 5 ـ



3:20 am


بداخل هذا المنزل المُظلم ..
خطت خطواتها بكُل هدوء وحذر بين كُل تلك الفوضى التي تملأ المكان ..
خشب متوزع هُنا وهُناك .. بقايا طوب وأكياس إسمنت مُنتشر .. أثاث متحطم وألواح صور متناثر ..!
دخلت .. وتقدمت .. وتوغلت الى الداخل أكثر رُغم ظلمة المكان ..
لا شيء تراه .. كُل ما تشعر فيه هو وطئ أقدامها على تلك الفوضى التي خلفها قِدَم المكان ..
إلتفتت الى جهة يسارها عندما وصل الى مسامعها صوت بُكاء طفله ..
صوت مكتوم .. ضعيف ..... ويُشعرك بالحنين ..
تقدمت وبدأت تتسارع خطواتها وهي تتجه الى مصدر الصوت الذي يزداد في الإرتفاع شيئاً فشيئاً ..
دخلت الى إحدى الغُرف ووقعت عيناها مُباشرةً على شيء أسود مُتكور في زاويتها ..
والصوت ... نابع من تلك البقعة السوداء ..
ترددت للحضات قبل أن تتقدم وهي تقول: من ... أنتِ ..؟!
إنقطع الصوت فجأه فتسلل الخوف الى قلبها ولم تستطع أن تتحرك من مكانها ..
إرتجف جسدها للحضه عندما شاهدت تلك البُقعة السوداء تتحرك ..
بلعت ريقها وتحدثت بتردد تقول: أ أعتذر ... عن الإزعاج ..
جفُلت بخوف عندما وقف هذا الشيء الأسود وتقدم منها شيئاً فشيئا ..
حتى توقف أمامها وخرج صوت الطفلة المكتوم يقول بكُل هدوء: لماذا .... تخليتي عنّا ..؟!
رفعت رأسها وقد كان أقبح ما رأته عيناها ..

صرخت فزعه مُستيقظةً من هذا الكابوس الذي داهمها هذه الليله ..
إحتضنت جسدها بخوف وعيناها جاحضتين من الرعب ..
صرخت مُجدداً عندما خُيّل لها بأنها شاهدت ظلاً في زاوية غُرفتها ..
أغمضت عينيها بقوه تُحاول التخلص من أثار هذا الكابوس وتستعيد وعيها كاملاً ..
دقيقتين حتى عاودت فتح عينيها ونظرت الى الغرفة المُظلمة إلا من أضواء الشارع التي تدخل من النافذه الزُجاجيه ..
بقيت تنظر الى الفراغ لفتره بعدها رفعت يدها بهدوء وتحسست ضربات صدرها ..
ضرباته قويه جداً .. تكاد تخرج من مكانها وتتراقص أمامها ..
لأول مره مُنذ أن إستيقضت قبل شهر في المُستشفى تحلم بمثل هذا الحُلم المُروّع ..!
بقيت على حالها جالسة وتضم جسدها النحيل بلحافها وهي تنظر الى الفراغ بعينين كسيرتين ..
هل .. هذا الكابوس له علاقة بماضيها ..؟!
من تلك الطفلة التي كانت تبكي ..؟!
لما عندما سمعت صوت بُكائها شعرت بتلك المشاعر ..؟!
مشاعر الحنين .... والإنتماء ..
لما ..؟!
عاودت الإستلقاء على ظهرها ونظرت الى السقف المُظلم لفتره بعدها همست: كفاكِ تفكيراً فيها .. وجهها كان مُرعباً .. إنه كابوس وبالتأكيد لا علاقة له بماضيك .. كفاكِ يا آليس ..
أغمضت عيناها وتبادر الى ذهنها كلمات تلك الطفله ..
" لماذا .... تخليتي عنّا ..؟!"
عقدت حاجبها بضيق بعدها عاودت فتح عينيها وهمست: ماذا تقصد بسؤالها ..؟! لما تسأل مثل ذلك السؤال ..؟! هل حقاً ..... أعرفها ..؟!
بدأ الضيق يتسلل الى عينيها وأكملت: نبرة صوتها .. كانت حزينه .. كسيره .. ومؤلمه ..! إني حتى أشعر بالذنب رُغم أني لا أعرف أي شيء ولستُ متأكدة من ما إن كان هذا حقيقة أو مُجرد كابوس لا علاقة له بحياتي ..
إبتسمت وهمست: أُريده أن يكون ..... مُجرد كابوس ..

***







Desamber 29
10:20 am

على شُرفة غرفتها الخاصه ..
وضعت رجلاً على رجل تنظر الى المساحات الخضراء التي تُطل عليها وبجانبها طاولة صغيره ..
تقدمت الخادمه ووضعت لها كوباً من القهوة السوداء وصحناً من حلوى الكريب المحشو بالمُربى ..
بعدها إنسحبت بُكل هدوء وإحترام ..
تناولت كوب القهوه بيدها اليُمنى وبدأت بإرتشاف القليل منه وهي منغمسة بتفكير عميق يكاد يجزم كُل من يعرفها بأنه تفكير شيطانيّ ..!
أعادت القهوة الى مكانها عندما سمعت صوت دخول أحدهم الى غرفتها وتقدمه شيئاً فشيئاً من باب الشُرفه ..
قالت بهدوء: تقدمي فلور ..
بلعت فلور ريقها وخرجت الى الشُرفة وهي تقول بإبتسامه مُصطنعه: أهلاً إستيلا .. سعيدة جداً بعودتك ..
إبتسمت أُختها الكُبرى إستيلا تقول: أجل إني أرى سعادتك جيداً ..
أشارت الى الخلف وأكملت: خُذي الكُرسي وتعالي فلدينا حديث طويل ..
عادت الى الخلف وأخذت الكُرسي الآخر ووجهها تعلوه العديد من الملامح التي تدل على تورطها التام وعدم رغبتها بالتحدث ..
وضعت الكُرسي وجلست فوقه تقول: حدثيني عن سفرتك إستيلا .. هل كانت مُمتعه ..؟!
نظرت إستيلا بعينيها التي إمتازتا بالحِدة والغموض فيهما وأجابتها بهدوء: أكره هذه الحركات ..
فلور: حسناً آسفه ..
عاودت إستيلا النظر الى الأمام حيث تُطل شُرفتها على الحديقة الأمامية للمنزل المليئة بالأشجار الكبيرة المُتنوعه والتي زُرعت بعنايه تامه وبأماكن جيده للغايه ..
بقيت فلور تنظر الى أُختها التي تكبُرها بخمسة أعوام والتي على الرُغم من أنها تُعد الإبنة الثالثه إلا أن سُلطتها في هذه العائله مُخيفه للغايه ..
تمتاز أُختها ببشرة بلون البرونز والتي إكتسبتها من جلسات التشمس المُحببة الى قلبها ..
ذات جسد نحيل وقوام يُشعرك بالهيبه بطول يصل الى الـ165cm ..
شعرٌ طويل أسود أدخلت عليه خصلات حمراء أعطتها مظهراً قوياً لا يُنسى ..
على الرُغم من قوة شخصيتها وخوفها الكبير منها .... إلا أنها تفخر فيها كثيراً ..
أُختها الكُبرى هي تلك الفتاة التي يستحيل أن تخرُج من أي نقاش بخساره ..!
تحدثت إستيلا قائله: ماذا حدث في غيابي ..؟!
فكرت فلور قليلاً قبل أن تقول: لا شيء مُهم .. مُجرد بعض الإصطدامات بيني وبين ذلك المُزعج إدريان ..
إستيلا: واثقه ..؟!
فلور: لا أعلم .. أعني هذا ما طرأ في بالي ..
إستيلا بإبتسامه: حسناً فضفضي لي عن إصطداماتك الطفُوليه مع إدريان ..
فلور بشيء من الإنزعاج: هو فقط يُضايقني كُلما تحدثت حتى لو لم أكن أُوجه حديثي إليه ..! يُقاطعني ويُزعجني ويسخر مني ويستصغرني كما يفعل دائماً وبعدها يرحل ضاحكاً ..!! وكعادته عيّن نفسه ملاكاً حارساً لأُخته المغروره .. كُلما ضايقها أحد دافع عنها بإسلوبه المُستفز الحقير ذاك ..! لم أعد أُطيق وجوده في هذا المنزل مُطلقاً ..!! متى يُصبح ذلك المُغنى المشهور للغايه كي ينشغل في سفراته لحفلات توقيعه أو حفلات غنائيه في أنحاء العالم ..؟!
تناولت إستيلا بعضاً من حلوى الكريب وهي تقول: ولما تصطدمين معه ..؟! ألم أُخبرك بأن تتجاهليه ولا تُعطيه ما يُريده ..؟!
فلور: أخبرتك بأنه يتدخل حتى لو لم أكن أُوجه الحديث إليه ..!! يُريد بأي طريقة أن يُثبت بأنه هو وأخته الأقوى في هذا البيت ونحن أبناء عمه مُجرد لا شيء .. غيابك أنتِ وأخي الأكبر جعلني وحيده بجانب الأحمق ذاك المُتخاذل ..! إني أصغره بعدة أعوام فكيف يُمكنني الفوز عليه ..!!
إبتسمت إستيلا وقالت: ولكن ذاك الشيطان الصغير موجود ..
فلور بإنزعاج: بالكاد أراه .. يذهب الى المدرسه ثم الى أصدقائه ثُم يحبس نفسه في غرفته أو يبقى أمام التلفاز لساعات طويله ..! وجوده وعدمه واحد ..
ضحكت إستيلا ضحكةً قصيره قبل أن تقول: لا تنسي .. هو مُختلف ..
أمالت فلور شفتيها تقول: نعم نعم أعرف ..
عقدت حاجبها عندما تذكرت أمر ما وقالت: هيه أتعرفين ..؟! سمعتُ تلك العفريتة جينيفر تتحدث مع أخي المُتخاذل .. أتعرفين بأن ذلك المُدلل ريكس قد صدم فتاةً قبل عدة أسابيع ..!
عقدت إستيلا حاجبيها تقول: صدمها ..؟! وهل ماتت ..؟! الموضوع إنتشر أم قام عمي بالتستر عليه ..؟!
فلور: لم تمت .. بالمُقابل أنا سمعت الموضوع صُدفه عن طريق التجسس وهذا يعني بأنه لم ينتشر وأضنه مئة بالمائه أن العفريتة هي من تسترت عليه وليس عمي ..
إستيلا بلا مُبالاه: هذا يعني بأن الأمر إنتهى بعدة رضوض صغيره وتنازل من عائلة الفتاة ..
إبتسمت فلور بإستمتاع تقول: ليست الحكاية هكذا .. الفتاة قد تأذت .. لقد وصل الأمر الى أنها فقدت ذاكرتها تماماً ..
ضاقت عينا إستيلا فأكملت فلور: وأضن بأن العفريتة هي من أجبرتها أو ضحكت عليها لتجعلها لا تشتكي على ذاك المُدلل .. وبشكل غير طبيعي البته لم يأتي أي أحد من عائلة الفتاة ليبحث عنها .. وبطيبة عارمه من العفريتة الطيبه قررت الإعتناء بها لحين عثورها على عائلتها .. ما رأيُك ..؟! الأمرُ مُريب صحيح ..؟!
إلتوت شفتيّ إستيلا بإبتسامة مُختلفه وهي تقول: لا فلور .. تفكيرك سطحي .. الأمر ليس هكذا بتاتاً ..
تعجبت فلور وقالت: ماذا إذاً ..؟!
أخذت إستيلا كوب القهوه وإرتشفت منه القليل وهي تنظر الى الجو بإبتسامة غريبه تعلو شفتيها ..

***










1:40 pm

ألقى إدريان بجسده على الأريكة المخمليه في غرفة الإستيديو الخاصه بالمُهندس الصوتي الذي دائماً ما يهتم بإخراج وهندسة أغانيه ..
أطلق زفرة طويله قبل أن يقول: ذوقك سيء ..!
ضحك مُهندس الصوت والذي يُدعى فيليب وقال: ماذا ..؟! كُل مافي الأمر أنك شخصٌ مُتطلب لذا هذا ليس خطأي ..
إدريان بإنزعاج: إخرس ..
زاد ضحك فيليب أكثر وقال بعدها: ما الذي لم يُعجبك فيهم ..؟! لقد رتبتُ لك موعداً مع ثلاث وليس واحد .. فما الذي لم يُعجبك ..؟!
ظهر الإزدراء على وجه إدريان يقول: الأول فتاة ما إن رأتني حتى قالت بدون مُقدمات أن كتاباتها يستحيل أن تُعطيها لمُغني صاعد بل تُعطيها للمُحترفين فقط ..!
مط شفتيه وأكمل: والثاني وجهه كان قبيحاً .. لقد رفضتُه قبل أن أسمع نوع كتاباته .. يستحيل علي أن أُغني كلمات شخص لا أتقبل رؤية وجهه ..!
هز فيليب رأسه بيأس وقال: والثالث ..؟!
صمت إدريان لفتره بعدها قال: مغرور .. لم يرق لي .. كانت طريقة حديثه مُتسلطه للغايه .. أكره أنواعه ولو إستمررتُ بالعمل معه سينتهى الأمر بشجار لا محاله ..
تنهد وأكمل: فيليب جد لي أشخاصاً يستحقون وليس مُجرد مُهرجين ..!! أُريد أن أُنهي الألبوم فلارك المُزعج يُطاردني في كُل مكان ولا أُريد أن يصل الأمر الى أن يُجبرني هو على كلمات وألحان لا أُريدها ..!
فيليب: ماذا تُريد مني أن أفعل إدريان ..؟! أنت من ترفض وأنت من تجد عيوب لا يلتفت إليها الإنسان الطبيعي الـ...
قاطعه إدريان: الإنسان الطبيعي وليس المُغني ..! هُناك فرق ..
تنهد فيليب وقال: حسناً حسناً سأُحاول أن أجد لك شخصاً آخر خلال هذين اليومين ..
وقف إدريان يستعد للخروج وهو يقول: حاول أن تستعجل فلقد تعبتُ من مُماطلة لارك والتهرب من لقائه ..
أشار فيليب بعلامة الـok بيده فإبتسم إدريان وغادر غُرفة الإستيديو ..
مر بجوار غُرفة تدريب وتوقف حالما سمع إسمه يصدر من داخل الغُرفة المفتوح بابها بشكل موازي ..
إلتفت ونظر بهدوء بإتجاه الغرفه وهو يسمع أحدهم يقول: وهل تضن بأن المُدير سيُفرط بإدريان هذا ..؟! حتى لو كان فاشلاً ومُتطلباً لا تنسى بأنه أداة قويه وأنت تعرف ماذا أقصد ..!
رد عليه الآخر: لا يهمني أياً ما تقوله .. أنا لا أُريد سوى العدل هُنا ..! أفشل مني في الرقص وتم إختياره ببطوله رئيسيه في كليب الفرقة القادم ..!! أتُصدق ذلك ..!
ضحك شخص ثالث يقول: تُريد العدل ..؟! هههههههههههههههههههههههه أنت مُسلي ..
عاود الشاب الأول الحديث يقول بسخريه: إنسى أن تجد العدل بوجود أشخاص كإدريان وغيره .. فهُنا المصلحه تحكُم وليس القدرة والمهاره ..
فتح إدريان عليهم الباب فجفل ثلاثتهم ونظروا الى الباب ودُهشوا عندما رأوا إدريان ينظر إليهم بكُل برود ..
إنزعج أحدهم بينما الآخران ينظران إليه بهدوء ..
كانوا يجلسون بشكلٍ مُتفرق أمام كُل واحد منهم آلته المُوسيقيه الخاصة به ومن المُفترض أنهم يتدربون عليها ..
أمال إدريان شفتيه بإبتسامه ساخره يقول: العجائز فقط هم من يجتمعن ويتحدثن بالسوء عن الآخرين .. هل سمعتم ..؟! إنهن العجائزُ فقط ..
إنزعج الأول يقول: وهل التجسس في رأيك يُناسب إعلامياً دخل مجال الغناء في أضخم المؤسسات الترفيهيه ..؟!
ظهرت إبتسامة السخريه على وجهه لفتره قبل أن يقول بمُنتهى الإستفزاز: أجل .. يُناسبني .. فأنا إدريان الذي يحق لي مالا يحق لأي فرد منكم .. لذا جدوا لكم طريقة لإظهار نجوميتكم دون إستعمال إسمي ..
بعدها خرج عندما لم يستطع أحدهم التجادل معه ..
حالما أغلق الباب خلفه وقف أحدهم وخرج من الغرفة وهو يتمتم: سُحقاً له سُحقاً له ..!!
بينما إنزعج الثاني وهمس: أكره أمثاله ..! من يضن نفسه كي يحسبنا نستخدم إسمه في حديثنا من أجل أن نشتهر ..؟! مغرور تافه ..
شد على أسنانه وأكمل: لا يعرف بأن حقيقة الأمر أنه لا شيء وإنما مُجرد أداة يستخدمها المُدير من أجل أن يُحقق ما يطمح إليه ..
تنهد الثالث وقال: تجاهله .. سيُدرك يوماً ما بأن ما كان يعيشه وهم .. وحينها نحن من سيضحك لا هو ..
ضاقت عيناه وقال: سأنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ..

***











3:20 pm

مُسترخيةً على الأريكة تنظر الى السقف وهي تُدندن ببعض كلمات الأغاني التي حفضتها في الأيام الماضيه ..
لقد أخذ منها الملل ما أخذ وأصبحت تُكافح لمُحاولة تغيير روتينها هذا ..
إعتدلت في جلستها ونظرت الى الأمام قليلاً قبل أن تقف وتمشى في أرجاء المنزل ..
وضعت يديها في جيب بنطالها الأبيض الذي يصل الى مُنتصف الساق وصعدت الدرج هامسه: المرة الماضيه تمشيت في الطابق السُفلي .. سأتمشى هذه المرة بالطابق العلوي ..
تنهدت وأكملت: لأول مره لا أتمنى رؤية جينيفر .. أخشى أنني عندما أُقابلها تبتسم في وجهي بلطف قائله لا يُمكنك في حالتك هذه أن تدرسي .. سأُجن حتماً فهذا يعني بأن أيامي هذه لن يكون لها نهايه ..
فكرت قليلاً قبل أن تُكمل: لحضه .. لدي حلٌ آخر .. لو قالتها فسأطلب منها على الأقل أن تجد لي عملاً .. نعم نعم حتى لو كُنتُ أعيش في رفاهيه فأساس طلبي ليس حاجتي للمال بل للحُريه ..
إلتفتت يساراً ناظرةً الى دهليز طويل لم تدخله من قبل فهو بعيد للغايه عن موقع غُرفتها ..
أمالت شفتيها قليلاً بعدها قررت الدخول إليه فرؤية أماكن جديده هو السبيل الوحيد لإبعاد مللها ..
بدأت تمشي فيه ناظرةً الى الصور الرماديه المُشبعة بالألوان الحيويه مُننتشره على جدران هذا الممر ..
وصلت الى صالة صغيره أنيقه ذات طابع كلاسيكي بتلفاز يتوسط أرفف الحائط ..
إبتسمت وهمست: مكان لطيف ..
نظرت الى أحد الأبواب وقامت بفتحه فإذ هو عباره عن دولاب بجانب ثلاجة صغيره وهناك العديد من آلات صُنع القهوة وصُنع الرغوة وغيرها ..
يبدو كمطبخ مُصغّر ..
خرجت وذهبت الى الباب التالي وفتحته ولكن كان مُحكم الإغلاق من الداخل ..
تنهدت وأمالت شفتيها هامسه: إنه بالتأكيد يعود لأحد أفراد الأُسره بإستثناء إدريان فأنا أعرف موقع غرفة نومه .. هو للفتاة المغرورة أو الشاب الوقح ..
إلتفتت ولكن خُيّل لها بأنها سمعت صوتٌ بالداخل ..
عقدت حاجبها وعادت الى الباب .. وضعت إذنها عليه وطرقته عدة مرات ..
ولكن لم تسمع أي شيء ..
رفعت حاجبها بعدها ضحكت تقول: لا تقولوا لي بأن المنزل مسكون ..؟! أرجوكم أرحموني ..
وبعدها إلتفتت وقررت أن تُغادر فالبقاء هُنا بدأ يُخيفها وخصوصاً أن الإضاءه كانت مُخفضة تماماً ولا وجود لأي نافذه ..
خرجت من هذا الدهليز الطويل فوجدت أمامها المُربيه كانت للتو خارجةً من غرفتها الخاصه والتي كانت قريبة منها ..
حالما رأتها المُربيه إتسعت عيناها من الصدمه وقالت بسرعه: لما دخلتي الى هُناك ..؟!!!
رفعت آليس حاجبها للحضه بعدها إبتسمت وقالت: لما ..؟! ألا يحق لي الدخول ..؟!
تمالكت المُربية أعصابها وقالت: الأمر ليس كذلك ولكن هذا القِسم ينتمي لأحدهم وهو بالتأكيد لا يُريد لأحد الدخول حتى الخادمات .. الأمر لن يمر على خير لو عرف عن أمر دخولك ..
تجاهلتها آليس وتقدمت وعندما إقتربت من الدرج تفاجأت بالإبن الأكبر لهذه العائله صعد الدرج وإتجه مُباشرةً الى غرفته التي تقع في الجهة المُقابله ..
كان يبدو مُستعجلاً فهو لم ينتبه لوجودها حتى ..
ضاقت عيناها وبعدها تقدمت وذهبت الى حيث إتجه ..
إقتربت من باب غرفته فوجدته أمام أحد الدواليب يُفتش فيه عن شيء ما ..
رفعت حاجبها وهمست: عن ماذا يبحث ..؟!
إختبأت للحضه عندما عبر من أمام الباب مُتجهاً الى مكان آخر ..
نظرت مُجدداً ووجدته هذه المرة أمام دولاب آخر مليء بالأدراج ويبحث فيه أيضاً ..
إختبأت بسرعه عندما شعرت بإلتفاتته وهمست لنفسها: أتمنى بأنه لم يراني ..
ثواني مرت حتى قررت أن تسترق النظر مُجدداً لكنها تفاجأت به متكأ على الباب ينظر إليها بهدوء بالغ ..
تورطت كثيراً ولم تجد مخرجاً سوى أن تبتسم قائله: مرحبا ..
لم يرد وبقي ينظر إليها بهدوء تام فعرفت بأنه ينتظر تفسيراً ..
لم تدري ما تقول .. لأن حتى كِذبة مررت بالصدفه لن تُفيد فهي الآن بداخل جناحه أصلاً ..
قررت أن تُلطف الوضع قائله: ذوقك جميل ... في إختيار الأثاث أقصد ..
لم تجد تعليقاً فإبتسمت وأكملت: وفي ملابسك أيضاً ..
تحدث بهدوء يقول: إن كُنتِ ستستمرين بالتدخل في شؤون غيرك فأُتركي المنزل ..
تفاجأت من كلامه وفوراً قالت: أعتذر .. أعني أنا حقاً لم أقصد .. الملل جعلني أتصرف تصرفات غير طبيعيه .. لن أتجسس مُجدداً ..
ريكس ببرود: أُغربي عن وجهي ..
مطت شفتيها غير راضيه عن أُسلوبه ولكن في المُقابل لا تلومه فتصرفها حقاً مُزعج ..
هزت رأسها وقالت: حسناً كما ترغب ولكن ... عليك أن تعرف بأن الأُسلوب المُحترم يترك تأثيراً في نفس المُتلقي .. لو قُلتها لي بإحترام لخجلتُ من نفسي ولكن أنا الآن أصبحتُ غير آسفةً على تصرفي ..
أشار بنظره الى خارج المكان وكأنه يقول حسناً فهمت لذا أُخرجي ..
زاد إنزعاجها وفي هذه اللحضه رن هاتفه النقال الذي كان على الطاولة في مُنتصف جناحه ..
نظر إليها قليلاً بعدها تجاوزها خارجاً من غرفته .. أخذ الهاتف ونظر الى الشاشه التي كانت تُشير الى رقم مجهول ..
نظر الى الرقم مُطولاً بعدها رد ووضع الهاتف على أُذنه قائلاً: نعم ..
ثواني من الصمت بعدها أُغلق الخط في وجهه ..
نظر الى شاشة هاتفه للحضه بعدها دخل الى الرقم وقام بحظره ..
دائماً ما تأتيه مُضايقات من هذا النوع لذا حتى يتخلص منها يقوم بحظر كُل رقم مجهول يتصرف بمثل هذه التصرفات ..
أغلق هاتفه وعندما كاد أن يضعه على الطاوله أتت مُكالمه أُخرى من رقم مجهول آخر ..
نظر للشاشه قليلاً بعدها رد دون أن يقول شيئاً ..
ومُجدداً فترة صمت وبعدها أُغلق الخط ..
عض على طرف شفته بعدها قام بحظر هذا الرقم ..
ما إن ضغط على كلمة حظر حتى جائه إتصال ثالث من رقم مجهول آخر ..
وضعه على الصمت ورمى به على الطاولة بقوه لدرجة أنه سقط على الأرض ..
إلتفت عائداً الى الغرفه لكنه توقف عندما رأى آليس لا تزال واقفه في مكانها ..
جفُلت عندما رأت الغضب والإنزعاج واضحاً في عينيه فإبتسمت وتسحبت الى الخارج ..
أخذت نفساً عميقاً وإتجهت الى الدرج وهي تقول: وااه تلك العينين الباردتان تحولت فجأه الى عينين تشع غضباً .. ما أمر تلك المُكالمات حتى تجعله هكذا ..؟!
نزلت من الدرج وأكملت: أضنها من شخص مُزعج فعلى ما يبدو أنه يُغلق الخط حالماً يرد عليه .. أو ربما قال بعض كلمات الإستفزاز قبل أن يُغلق الخط .. آآآآه لا أعلم .. وما شأني أنا ..
ما إن إنتهت من نزول الدرج حتى إلتفتت الى الخلف عندما سمعت خطواته وهو ينزل من الدرج ..
راقبته بعينيها وهي تتسائل في نفسها ما إن كان قد عثر على ما يبحث عنه ..
أو ربما تلك المُكالمه قيل فيها شيء جعلته يُغادر ..!

خرج ريكس من المنزل وإتجه الى سيارته بهدوء وهو يهمس لنفسه: إن لم تكن هُنا فأين ..؟!
عقد حاجبه وتوقف حالما وصل الى سيارته ..
أمال شفتيه بسُخريه وهو يرى أثنان من عجلات سيارته قد تم العبث بها ..
رفع رأسه ونظر حوله قليلاً قبل أن يتجاوز سيارته ويذهب الى السائق الوحيد لهذا المنزل ..
رمى له مفاتيح سيارته يقول: قُم بإصلاحها وأعطني مفاتيح سيارتك ..
هز السائق رأسه وسلمه مفاتيح سيارته الخاصه بالأُسره ..
خرج ريكس من بوابة المنزل حيث أن السياره تقف بالخارج ..
مر من جانب حارس الباب العجوز وقال له ببرود: تفقد كاميرات المُراقبه وأرسل الفيديوهات على البريد الإلكتروني الخاص بي ..
هز البواب رأسه يقول: كما تُريد ..

***











8:40 pm

دخلت الى المنزل وقامت بنزع معطف الروز حالما أتتها الخادمه وسألتها: هل من أخبار ..؟!
أخذت الخادمه معطفها وحقيبة يدها تقول: لم يحدث شيء لهذا اليوم سوى أن الآنسه إستيلا لم تُغادر المنزل قط ..
ما إن أنهنت جملتها حتى أتتها إستيلا تمشي بهدوء وهي تقول بإبتسامه غريبه: مرحباً عمتي جينيفر .. لم أجدك بالأمس عندما أتيت لذا لم يتسنى لي مُقابلتك ..
إنحنت الخادمه وإنسحبت في حين إبتسمت جينيفر بالمُقابل وقالت: أكُنتِ تنتظرين كُل هذه الفتره في المنزل من أجل لقائي ..؟! أشكُر لك لُطفك ..
وصلت لها إستيلا وحيّتها تقول: أوه بالتأكيد .. أنتِ شخص عزيز جـــداً بالنسبة لي ..
سألت بعدها: لكن لما لم تنامي بالأمس في المنزل ..؟! أين كُنتِ ..؟!
تقدمت جينيفر من أحدى الأرائك وجلست عليها تقول: في منزل إحدى الصديقات .. سهرنا الليل في موضوع ما وعندما تأخر الوقت أصرّت على أن أبات عندها ..
جلست إستيلا على الأريكة المُقابله ووضعت رجلاً على رجل تقول بإبتسامه: وأنتِ قبلتِ ..؟! أحسد صداقتكما ..
جينيفر بإبتسامه غريبه: لا إنها لا شيء أمام رابط علاقتك بأخوتك ..
ضحكت إستيلا بعدها قالت: إذاً ... أُريد أن أصنع أمر ما .. لن تُمانعي صحيح ..؟!
جينيفر: ومن يستطيع أن يرفض طلبات الجميلة إستيلا ..؟!
إبتسمت إستيلا لفتره ولم تتحدث ..
دقايق قبل أن تقول: فقط كُل مافي الأمر أن رأس السنة الميلاديه قادم .. أُريد أن يُقام حفلة كبيره في المنزل .. ضخمه وشامله لا تُنسى ..
جينيفر بتفكير: لم نفعلها منذ خمس سنوات .. بالنسبة لي لا أرى مانعاً ولكن الكلمة الأخيره لعمك ..
إستيلا: لا تقلقي .. عمي لا يرفض طلباتي ..
نظرت إليها جينيفر لفتره قبل أن تبتسم قائله: ولكن لم يتبقى سوى يومان .. من الصعب تجهيز كُل هذا في حدود يومان فقط ..!
إستيلا: لا صعب على إستيلا ..
لم تُعلق جينيفر وإكتفت بالإبتسامه المُصطنعه ..
ضحكت إستيلا وقالت: عمتي العزيزه .. لم أُخبرك طلبي بعد .. فطلبي لم يكن الحفله فهي ستُقام في كِلا الحالتين ما دُمت أُريد ذلك ..
إبتسمت وأكملت: أُريد أن تحظر .. تلك الفتاة التي أطلقتي عليها إسم آليس ..
إختفت إبتسامة جينيفر ونظرت الى إستيلا لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول: سأسألها ولكن لو رفضت فلن أُجبرها ..
إستيلا بهدوء: لا .. هي لن ترفض .. أنا واثقه ..
إبتسمت جينيفر تقول: أتمنى أن تكون ثقتك في مكانها ..
إكتفت إستيلا أن ترد بإبتسامه بعدها وقفت وقالت: أنتِ مُرهقه ولن أُزعجك أكثر ..
إلتفتت لتُغادر لكنها توقفت ..
نظرت الى جينيفر وسألت بإبتسامه تحمل العديد من المعاني: أتسائل .... لما من بين جميع الأسماء إخترتي إسم آليس ..؟! عمتي .... لا تكوني شيطانة الى هذه الدرجه ..
نظرت إليها جينيفر بهدوء تام ولم ترد فإلتفتت إستيلا وغادرت هامسه: أتطلع للقادم بكُل شوق ..

***

















 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:54 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-20-2020, 09:17 PM   #5
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




Desamber 30
1:40 pm

على الرغم من أنها الظهيره إلا أن الشمس كانت بارده وشعاعها لا يكاد يُرى بفعل الغيوم ..
الناس يأتون ويذهبون على الأرصفه ويقطعون الشارع وأغلبهم يرتدي تلك المعاطف الثقيله بينما البعض تلك البروده المُنتشره لا تؤثر على أجسادهم البته ..
إتكأ على الجدار وهو يرتدي قُبعة تُغطي شعره الأشقر ونظارةً شمسيه هو متأكد بأن وقتها غير مُناسب الآن ..
أشعل سيجارته وهو ينظر الى الحياة الموجوده أمامه .. فهذا الشارع للمشي أكثر من أن يكون طريقاً لمرور السيارات ..
أدخل يديه في جيب جاكيته البُني الطويل ويبدو بأنه ينتظر شخصاً ما ..
نعم هذا ما يبدو ولكنه في الحقيقة لا ينتظر أحداً ..
بل إن وقوفه متكئاً على الجدار فوق أحد الأرصفه في طُرقات هذه المدينة وبين الكثير من البشر هي ليست سوى مُحاولة منه للتهرب من حياته الخاصه المليئة بالمشاكل التي لا يعرفها أي أحد سواه هو ..
نفث الدُخان ببطئ شديد من شفتيه بعدها إلتفت عن يمينه عندما شعر بفتاة إتكأت بالقُرب منه وهي منشغلة بهاتفها النقّال ..
تنهد وعاود النظر الى الأمام لدقيقتين بعدها شعر بالفتاة تُلقي عليه نظره بين فنية وأُخرى ..
نظر إليها بطرف عينه عندما جلست على الأرض تُقلب بحقيبتها الكبيره التي كانت تلبسها من كتفها الأيمن الى جانبها الأيسر ..
مع تلك الحقيبه ..! تبدو وكأنها قرويه قديمة الطراز ..
وقفت مُجدداً هامسه: خساره .. لم أحظرها معي ..
إلتفتت إليه ونكزته بيدها ..
رفع حاجبه وأنزل نظره إليها حيثُ كانت أقصر فإبتسمت وقالت: هل لك أن تُعطيني نظارتك ..؟!
رفع حاجبه بعدها إلتفت وأكمل يدخن سيجارته ولم يعرها أي إهتمام ..
تنهدت عندما تجاهلها بعدها قالت: لم أكن أعرف أن المُغني إدريان وقحاً تجاه مُعجباته ..
دُهش فهو لم يتوقع بأنها عرفت هويته .. لقد حاول أن يموّه ملامحه قدر المُستطاع بجانب أنه ليس شهيراً الى هذه الدرجه ..
هذا مالم يحسب حسابه فليس من الجيد أن يترك إنطباعاً سيئاً عن نفسه تجاه المُعجبين ..
تدارك الوضع ملتفةً إليه وقال: أعتذر لكني بحق ضننتُك تحاولين سرقتي فالسرقات من هذا النوع مُنتشره ..
إبتسمت بغباء فأعطاها نظارته الشمسيه بإبتسامة مُصطنعه ..
أخذتها وبدأت بالعبث فيها عن طريق إخراج زجاجها من الإيطار ..
دُهش وكاد أن يصرخ عليها فثمن هذه النظارة باهض جداً ..!!
أعادت له النظارة وهي تقول: ستكون مُلفتاً للنظر عندما ترتدي نظارة شمسيه في مثل هذا الجو .. هكذا ستكون كأنها نظارة عاديه ولن يدقق الكثير في وجهك ولن يعرفوا هويتك ..
حاول قدر المُستطاع كبح غضبه وهو يقول بإبتسامه: آه أشكرك ..
إلتفتت وغادرت فإرتدى النظارة وهو يهمس: سُحقاً ..! هذا ما كان ينقصني في مثل هذا اليوم ..
ضاقت عيناه لوهله وإلتفت بسرعه عن يساره ولكنه لم يجد أحداً ..
هل خُيّل إليه أنه سمع صوت آلة تصوير ..؟!
عض على طرف شفته قبل أن يهمس لنفسه: لا بأس .. حتى لو كان كذلك فمن الجيد أنني لم أتصرف بلؤم .. لا يوجد ما أخاف منه ..
إعتدل في وقفته وغادر فليس من المُريح البقاء هُنا بعد الآن ..

***















5:30 pm

إرتدت بنطال جينز أسود طويل وقميص أبيض قصير الأكمام وإرتدت من فوقه معطفاً قرمزي اللون ..
جهزت نفسها بالكامل فلقد قررت أن تأخذ بنصيحة جينيفر والخروج للتمشي أو حتى لتناول كوب من القهوه مع بعض الكعك ..
لم تنسى أن ترتدي قبعة من الصوف فلقد بدأ الشعر الأشقر يُصبح واضحاً ومُلفتاً للنظر وتسائلت في نفسها عن المدة التي قد يتطلبها عودة شعرها الى لونه الطبيعي ..؟!
لم تأخذ أي حقيبة وإكتفت بحمل هاتفها مع بعض المال في جيبها ..
خرجت الى ساحة المنزل وبحثت بنظرها عن السائق وإبتسمت عندما وجدته ..
تقدمت منه تقول: مرحباً .. هل يُمكنك أن تأخذني في جوله ..؟!
إبتسم السائق يقول: يُسعدني ذلك ولكن .. السيد ريكس لم يُعد السيارة بعد ..
إختفت إبتسامتها فوراً وتحولت ملامحها الى الصدمة العارمه ..
أي حظ هذا الذي تملكه ..؟!!!
قالت بإندفاع: ولما ..؟! لقد أخذها بالأمس ومن الأدب والأخلاق وحسن التعامل أن يُعيدها في اليوم نفسه فلماذا ..؟!!!! ما ذنبني أنا أتشوق للخروج وأتجهز من أجل هذا ثُم أُصدم بالواقع ..!!! ما ذنبي ..؟!!
لم يجد السائق ما يقوله سوى: أعتذر ..
تنهدت وقالت: ليس أنت من عليه الإعتذار ..
ظهر الحُزن على ملامحها وأكملت لنفسها: إذاً لا خروج ها ..؟!
إلتفتت عائده الى المنزل وهي مُحطمة القلب فلقد كان حماسها للخروج كبيراً بحق ..!
توقفت ونظرت الى جهة البوابه عندما سمعتها تُفتح .. ضاقت عيناها وهي ترى شاباً أسود الشعر وطويل القامه يدخل من البوابه ..
لقد عرفته .. إنه فرانسوا صديق إدريان ..
إبتسم عندما رآها واقفه فتقدم وهو يقول: مرحباً آليس .. هل كُنتِ عائدة من مكان ما ..؟!
ضحكت تقول: من المُفترض .. لكن أحد المُزعجين أخذ سيارة السائق ولم يعدها لذا قد فشلت خططي بالخروج ..
فرانسوا: ههههههههههههههههه ياله من حظ .. على أية حال هل إد موجود بالداخل ..؟!
هزت رأسها بالنفي تقول: لا .. منذ يومان لم أره ..
ظهر التعجب على وجهه وهمس لنفسه: إين يُمكن أن يكون ..؟!
نظرت الى وجهه وهمست له: هل ستذهب للبحث عنه ..؟!
نظر إليها وأجاب: لا .. سأكتفي بإرسال رساله ..
آليس بنفس الهمس: إذاً هل هُناك مكان مُحدد تنوي الذهاب إليه ..؟!
هز رأسه بالنفي فإبتسمت وقالت بفرح: إذاً هل يُمكنك أخذي في جوله ..؟!
دُهش للحضه بعدها إبتسم يقول: لم أكن أضنك واقعه في غرامي ..
قالت بمُجاراه واضحه: نعم إني لا أُطيق فِراقك لذا هل أنت مُوافق ..؟!
ضحك على ردها يقول: ههههههههههههههههههه أنتِ مُمتعه .. حسناً كما تُريدين ..
شدت على قبضة يدها بفرح تقول: جيد ..!
وبعدها تقدمته الى الخارج فدُهش للحضه قبل أن يبتسم قائلاً: فتاة مُسليه ..

مرت آليس من جانب حارس البوابه .. إبتسمت له قائله: مرحباً يا عم ..
إبتسم لها العجوز قائلاً: أهلاً صغيرتي ..
وبعدها وقفت أمام سيارة فرانسوا البيضاء ..
ثواني حتى جاء هو وضغط زر إلغاء الأمان فركبت هي بالمُقدمه وركب هو بدوره في مكان السائق ..
شغّل السياره وهو يقول: هل لديك مكان مُحدد تُريدين الذهاب إليه ..؟!
هزت رأسها بالنفي وهي تُجيب: أي مكان مُمتع سيكون كافياً ..
حرّك السياره وهو يضحك قائلاً: لا تلوميني إن لم يرق لك إختياري ..
آليس: هههههههههههههه في حالتي هذه صدقني لن ألوم أحداً ..

دقائق حتى أوقف السياره أمام أحد المقاهي الشهيره وقال: ما رأيُك بالقليل من القهوه قبل أن نتجول في أنحاء المدينه ..؟!
إبتسمت تقول: حسناً يبدو هذا جيداً ..
نزلت من السياره وأغلقت الباب خلفها وهي تنظر الى المقهى الفخم الذي أمامها ..
إلتفتت الى جهته وهو يتقدم منها وسألت: ألا يبدو باهضاً ..؟!
ضحك ومد يده فأمسكت بذراعه ودخل بها الى المقهى يقول: باهض لمن لا يملكون المال ..
همست بضحك: يالا التباهي ..
سحب لها كُرسياً فجلست عليه بعدها جلس في الكُرسي المُقابل ..
أخذت قائمة الطلبات ونظرت إليها لفتره فأتاهما النادل وقال بإبتسامه: طلباتكما ..؟!
نظرت إليه وأشارت الى طلب ما تقول: اسبريسو فقط بجوار كوكيز البُندق هذا ..
سجّل طلبها بعدها إلتفت الى فرانسوا الذي قال بإبتسامه: الطلب نفسه ..
إبتسم النادل وقال: دقائق فقط من فضلكما ..
وبعدها غادر فنظرت إليه وقالت: هل لا بأس بذلك ..؟! أعني ....
قاطعها: أجل لا بأس .. على أية حال حدثيني عن نفسك .. لما أنتِ متواجده في منزل جينيفر ..؟! هل هُناك مُشكلة ما مع والدتك ..؟!
إبتسمت وهي تهمس في نفسها: "ماذا عليّ أن أقول ..؟! أُخبره بأنها كانت كِذبه أم أستمر بالكذب حتى يكتشف الأمر مُصادفه من إدريان ..؟!"
حسناً الإستمرار بالكذب أمام صديق إدريان سيضعها بمواقف مُحرجه مُستقبلاً ..
آليس: في الحقيقة لستُ إبنة صديقة جينيفر كما أخبرتُك سابقاً ..
عقد حاجبه فأكملت: لم أكن أعلم بأن إدريان لم يُخبرك وأيضاً أتفهم سبب عدم إخباره فلستُ شيئاً هاماً .. فكُل مافي الأمر أن أخاه الأكبر سبب لي حادثاً جعلني أفقد ذاكرتي .. جينيفر قررت الإعتناء بي حتى تجدني عائلتي ..
صفّر بتفاجؤ يقول: أستغرب من إد بأنه لم يُخبرني عن مثل هذه الحادثه الهامه ..
ضحك وأكمل: آه بالآونه الأخيره إنشغلنا كثيراً لذا هذا مُتوقع ..
جاء النادل وقدم لهما طلباتهما بعدها إنحنى وغادر ..
سألها وقال: إذاً هل من جديد ..؟!
رشفت آليس القليل من الكوب قبل أن تهز رأسها بالنفي ..
تعجب بعدها قال: هل جربتي البحث عنهم بنفسك ..؟!
دُهشت من سؤاله وأجابته: لا .. لم أُفكر بهذا ..
فرانسوا: غريب .. من المُفترض أن تُجربي ..
هزت كتفها تقول: ما الفائده .. أعني أنا لا أتذكر شيئاً فكيف سأبحث ..؟!
فرانسوا: ولم تُحاولي على الأقل أن تُقابلي طبيباً نفسياً وتُحاولي إستعادة ذاكرتك ..؟!
تفاجأت لوهله فهي بحق لم تُفكر بمثل هذا الأمر مُطلقاً على الرغم من أنه طبيعي بل المُفترض أن يفعله كُل من هم بمثل حالتها ..
عندما شاهد تفاجؤها تعجب وقال: لا تُخبريني بأنك لم تُفكري بذلك أيضاً ..؟!
ضحكت بغباء وهزت رأسها فدُهش وهو يقول: أأنتِ جاده ..؟!! لما لم تُفكري بفعل هذا ..! أنتِ غريبه ..
هزت كتفها تقول: لا أعلم .. أعني ..... لا أدري حقاً ..
تنهد بيأس وأخذ الكوب وعندما رشف منه القليل أحس بمرارة كبيره ..
تغيرت ملامحه لوهله لكنه سيطر على نفسه وهو يقول بداخله: "ما كان عليّ أن أطلب نفس طلبها .. سُحقاً وتباً للمُجاملات هذه" ..
أخفت آليس إبتسامتها ببراعه عندما لاحظت ملامحه وهمست بداخلها: "إنه أحمق وظريف في الوقت نفسه" ..
تجاهلت الأمر وسألته: إذاً .... هل يُمكنك أن تجد لي شخصاً أتحدث معه في هذا الخصوص ..؟! طبيب أو مُختص فأنا لا أعرف ماذا أفعل ..
فكر قليلاً بعدها قال: إذاً تطلبين خِدمه ..؟!
غمز وأكمل: وما المُقابل ..؟!
إبتسمت تقول: سأعفيك من التظاهر بشرب القهوة أمامي ..
تفاجئ للحضه فضحكت رُغماً عنها بينما أشاح بنظره بشيء من الإحراج فهو لم يتوقع بأنها قد لاحظت ذلك ..

***















9:30 pm

دخل آندرو الى أحد المطاعم الغير مشهوره وجلس على المائدة التي حجزها مُسبقاً ..
أتته النادله فإبتسم لها قائلاً: أنتظر شخص آخر لذا أجلي أخذ الطلب ..
هزت رأسها وغادرت بلطف ..
أخذ قائمة الطلبات وأشغل نفسه في تصفح الطعام ..
عندما أتى أول مره كانت نيته بالطعام الإيطالي والكثير من الجُبن على الباستا ..
ولكن بعد رؤية القائمه أصبح يشتهي الدجاج المقلي والبطاطا ..
رفع رأسه جهة الباب عندما سمعه يُفتح لكنه أمال شفته عندما لم يكن ريكس ..
عليه ألّا يتفاجئ فهي ليست المرة الأولى التي يتأخر فيها ..
نظر الى المطعم لفتره وهمس بداخل نفسه: "إنها المرة الأُولى التي يستدعيني لتناول العشاء منذ عدة سنوات .. والأهم إنه مطعم أقل من عادي .. لا أشعر بالإرتياح من طلبه الغريب هذا فأنا أعرفه جيداً" ..
نظر الى ساعته وإطمئن أنها لا تزال التاسعه والنصف .. فغداً لديه يوم مهم في الكُليه ..
إنه يوم إختباره لطُلابه ..
أخرج هاتفه النقال ووضع السماعات في أُذنه وشغّل إحدى أغانيه المُفضله ..

مرت نصف ساعه دون أن يشعر وعندما رأى بأنها قد أصبحت العاشره شعر بإنزعاج كبير ..
دخل الى قائمة الإتصال وضغط على إسمه ..
مرت ثواني الدق دون أن يجد أي رد ..
هل هو .... يسخر منه ..؟!
عاود النظر الى ساعته وهمس: سأكون لطيفاً وأنتظر لنصف ساعه أُخرى .. إن لم يحظر سأُغادر دون أن أُعطيه خبراً حتى ..
تنهد بعُمق وبدأ ينتظر ..
عشر دقائق وإلتفت الى الباب للمرة العشرون ووجده شخص آخر دخل وليس ريكس ..
أمال شفته وعاود التأمل في إحدى اللوحات المُعلقة على الجدار ..
عقد حاجبه عندما وصلَ الى مسامعه إسم فابريان ..
أوليس هذا الشاب الذي أُعلن موته قبل ثلاثة أيام ..؟!
لم يلتفت بل ركّز مسامعه على الطاولة التي تقع خلفه حيث سمع شخصاً يقول: كُل شيء على ما يُرام .. كُل ما أُريده منك هو أن تقول بأن الرجل الذي شاهدته هو ريكس .. فقط أدلي بهذه الشهاده وكُل شيء سيكون على ما يُرام .. سندفع لك ثمن ديونك كما وعدناك ..
رد عليه رجل يبدو في الأربعين من عمره يقول بشيء من الخوف: لكن ... ماذا لو كُشفت ..؟! سيعرفون بأني كاذب .. سأُعاقب لو إكتشفوا بأني أدليت بشهادة كاذبه ..!!
مط الرجل شفتيه بعدها قال: لا تقلق .. لن يحدث هذا .. حتى لو حدث الأسوأ وإستطاع تبرئة نفسه فأنت لن تُعاقب لأنك لم تقل رأيته يقتل فابريان ..!! بل كُل ما ستقوله بأنك رأيته يخرج من ذلك المكان لذا هذا يُحتمل بأن يكون القاتل ويُحتمل ألا يكون .. هذا كُل شيء ..!
بدأ الإقتناع يُسيطر على الرجل الأربعيني حتى قال في النهايه: حسناً .. كما تُريدون ..

شد آندرو على أسنانه وأخرج هاتفه ..
إتصل على ريكس ولكن الهاتف أُغلق في وجهه ..
أغلق هاتفه بإنزعاج بعدها إلتفت الى الخلف فرأى الرجل الأربعيني يقوم من على كرسيه ويُغادر المطعم بهدوء بينما ذلك الآخر الذي قام برشوته ما زال يجلس في مكانه ويُعطيه ظهره ..
ضاقت عيناه بشيء من الغضب ..
وقف الرجل بدوره وغادر المطعم ..
بقي آندرو في مكانه للحضات بعدها لم يستطع كبح نفسه وخرج خلفه فوراً ..
حالما عبر الرجل من الطريق الضيق بجانب المطعم كان آندرو قد وصل إليه ..
لفّه مُمسكاً بياقة قميصه قائلاً بحده: من أين أنت ..؟!
تفاجئ الرجل ونظر الى وجه آندرو لكنه لم يُميزه جيداً مع هذا الظلام المُنتشر في هذا الممر الضيق ..
ولكن كُل ما فهمه هو أنه بالتأكيد سمع حواره قبل قليل في المطعم ..
تظاهر بالغباء وهو يقول: لم أفهم ..!
لكمه آندرو في وجهه بعدها ضاقت عيناه وهو يقول: فابريان قُتل وإنتهى الأمر .. لما تُريدون أن تُلطخوا إسم ريكس ..!!
إبتسم الرجل بشيء من السُخريه وهو يقول: آها .. أحد كلاب ريكس صحيح ..؟!
تجاهل آندرو سُخريته وهو يقول: ريكس لا علاقة له بقتل فابريان .. أتركوه وشأنه ..!
ضحك الرجل ضحكةً قصيره وهو يقول: تقول لي لا علاقة له بقتل فابريان ..؟!! لا أعلم ولكن .... أضنها نُكتة هذا اليوم صحيح ..!!
آندرو: حسناً كلامك يعني بأنك مُتأكد بأنه هو .. إذاً لا داعي لأن تُلفقوا له أي شيء .. دعوه وستقبض الشُرطة عليه لو كُنتَ مُحقاً ..!
أمال شفتيه بسُخريه وأكمل: ولكن تصرفكم يعني العكس ..!
أطلق الرجل ضحكةً عاليه وقال: آه أجل أجل .. هو بريء ..
إقترب من آندرو وهمس: قتَله مُباشره أو أرسل أحداً لقتله .. الأمر سيان يا عزيزي المُدافع بقوه ..
ربتَ على كتفه وأكمل: أرني جهدك وأخبر مالِكُك ريكس بأنا نود توريطه لذا عليه أن يأخذ حذره .. نحن لن نتراجع لمُجرد أن أحد كِلابه قد إستمع لجزء من خُطتنا حسناً ..؟!
وبعدها غادر وآندرو يُراقبه بعينيه الحادتين ..
همس لنفسه: لقد أخبرته بأن لا علاقة لريكس ..! لما لا يُصدقني ..؟!

***




- PART end -





 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:55 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نبش على الذاكرة Z A I N A B مدونات الأعضاء 1 05-01-2020 01:48 AM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 06:09 PM