••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


هفوات أنانية *مكتملة*

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-2020, 09:08 PM   #1
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الثالث


البارت الثالث

ارسل لها رسالته التي تحمل في طياتها لحنًا من الشوق والعتاب كانت تقرأ كلماته ببطء وبتمعّن وعيناها مليئتين بالدموع ، ثم فاجأها بإرسال
(اخبارك؟)
(مشتاق لك موت)
فكّرت بإغلاق برنامج التواصل الإجتماعي الوات ساب دون أن ترد عليه ولكن هي بحاجة إليه ايضًا! تشعر بالخوف ...والرهبة من الأمر التي تمّر فيه وتتذوّق مرارة عجزها!؟فعدم القدرة على اتخاذ القرار لا يعني أنّك لم تقم بالاختيار في قرارت نفسك بل يُعني عدم الإقتناع فيه!!!
فهي غير مقتنعة في التخلّي عن هذا الحُب....تريد أن تنمو جذوره وتُسقى اكثر ليثمر دون ان يموت باليُبس والبؤس اللئيم! اجابته ويداها ترجفان
(بخير)
(أنت اخبارك؟)
كانت تنظر للشاشة بترقب لرده ولكنه اطال الرّد ، فتنهدت بضيق واغمضت عيناها بشتات الأمر ، ولكن فاجأها باتصاله فترددت في ان تُجيبه إن اجابت فسيفهم الأمر سريعًا من نبرت صوتها ...
ازدردت ريقها ثم قالت: هلا بندر
وضع كوب الهقوة التركية على طاولته الجانبية من الغرفة جلس على الكرسي : لا كان رديتي وينك فيه؟ لهالدرجة الاختبارات اهم مني؟ وتراها اختبارات شهرية بعد مو نهائية عشان تختفين عني كذا....

بللت شفتيها ثم اردفت بضيق: ما تبيني انجح؟ يعني.....كيف الناس ينجحون؟ مو يجمعّون درجات في الشهري وشي طبيعي لازم اذاكر ونبتعد عن بعض عشان نركز ....
لم يخفى عليه نبرتها الغير متزنة والمائلة للحزن تساءل: شيخة فيك شي؟

سريعًا اجابت لا تريد أن تُفسد هذه المكالمة بالواقع تريد أن تستلذ بهذا الشوق والحب : ارهاق المذاكرة والسهر....لا اكثر...
بندر بمزح وغرور: لا تفكرين فيني واجد عشان لا تعبين...

ضحكت بخفة: ههههههه ابو ثقتك يا شيخ...
بندر يمثل العصبية: لا تسبين اقول.....
ثم لانَ صوته ليردف: ترا ما مشت علي....قولي لي وش مزعلك....
هي غير مستعدة في أن تُثير الحرب بكلماتها ليبتعدا هكذا فجأة لذا قالت بحب: مشتاقة لك........بندر ....متى يجي اليوم اللي نجتمع فيه ......متى نعلن هالحب للجميع .....بدون خوف....بدون تردد....متى.....
بندر ابتسم لكلماتها تنهد : قريب.....السنة هذي آخر سنة لي في الجامعة وبس بتخرج بكلم ابوي بالموضوع.......صدقيني شيخة.....راح نكون لبعض...وما بفرقنا إلا الموت....

ترقرقت عيناها ، تشعر بالخوف من هذا الأمر ....تشعر أنها لن تستطع أن تُنهي تلك القصة التي بدآها لها والديها! همست بحشرجت صوتها: ان شاء الله....

بندر قوّس حاجبيه: تبكين؟.....(ثم اردف بجدية)...شيخوه خلصي علي شفيك اليوم.....والله غريب صوتك...وحتى كلماتك......من متى هالحزن وانا اعرفك كلك ازعاج.......وصراخ.....وما فيك رومنسية بعد...
بكت هنا وضحكت في الآن نفسه وهي تردف: حقيررررر....ههههههههه..(شهقة ببكاء ثم تلتها بضحكة)..ههههههههه.....اجل كيف عرفتني اني احبك؟

بندر انتبه لشهقة البكاء التي في صوتها الممزوجة بالضحك ولكن قال: قلبي دليلي يا شيخوه.....والحين اقسم لك بالله لو ما قلتي ايش السبب اللي بكاك....بجي بيتكم .....وبوقف عند نافذة غرفتك....

مسحت دموعها هنا واخذت نفسًا عميقًا تحدثت بسخرية: ها ها ها .....عشان ناصر وسعود يعلقونك على باب البيت عبرة لمن لا يعتبر....اهدى قيس بن ملوّح....ولا تكثر حن وزن......انا صايرة حساسة هالليام من الاختبارات... لاعبة في نفسيتي الله ياخذ المدعسة

ضحك هنا لأنها تحدثت بالطريقة التي اعتاد عليها ثم همس: احب جنانك ايوا الحين اقدر اسولف معك رجعي طبيعية.....
مسحت انفها سريعًا ابتسمت ستعيش هذه اللحظات رغم أنه سيلومها عليها فيما بعد ولكن لا يهم الآن تحدثت : لا وين نسولف.....انقلع نام...وراي مذاكرة....
بندر بتعجب نظر إلى ساعة يده: شالمذاكرة اللي بنص الليل خبري الناس اتراجع......بهالوقت...
مسحت على شعرها ونهضت من على السرير: عاد انا غير الناس ولا عندك مشكلة في هالشي....
بندر بتحذير: شيخوه....انتبهي ترسبين اقسم بالله...
قاطعته بانفعال: فال الله ولا فالك.....يا شين كلامك ذا....وش ارسب....علي مادة دين....سهلة والأستاذة مأشرتها.....بيمديني....بس انت سكر...وفكني....وعلى قولتك كله اختبار شهري بو عشر درجات...
بندر بلل شفتيه واردف: وانا وش يفكني من اشتياقي لك بعد ما اسكر....
شيخة بخبال : خلاص لا تسكر بحط جوالي على جنب اذاكر واسمع صوتي....يا عنتر.....
بندر بضحكة: ههههههههههههههههههههههههههههه فيك إعاقة في المشاعر أنتي....
شيخة بتذمر: لم مثّلت عليك دور العاشقة الولهانة ما عجبك وصرت تشكك فيني شي...ولم كلمتك بطبيعتي على قولتك صار فيني إعاقة ...ما عرفت لك ترا؟
بندر مستمر في الضحك على اسلوبها وطريقة حديثها: ههههههههههههههههه انا ابيك في النص.....المهم روحي ذاكري.....وحاولي تروحين وانتي نايمة على الاقل ساعة.....

شيخة بنبرة هادئة: بحاول اخلّص بدري....يلا عاد سكر....
بندر بعناد: سكري انتي.....
شيخة ضحكت بخفة: هههههه احبك بندروه.......اكلمك بكرا تصبح على خير...
ضحك بخفة على اسلوبها: هههههههههه انا اكثر شيخوه.......وانتي من اهل الخير...
ثم اغلق الخط ، وبدأت تفكر ....هي لا تستطيع أن تضحي بهذا الحُب هكذا دون سابق انذار!....سترفضه....ستخبر والدتها بردها .....وسينتهي الأمر....سيزعل والدها منها ....ولكن بالأخير سيرضى....ولكن حينما توافق هي من سيجبر قلبها الكسير؟ومن سيجمع شتات روحها !....هكذا قررت ...ثم امسكت بكتابها لتبدأ بالمذاكرة فالحديث معه ......مدها بالقوة......واعطاها القرار النهائي....بعد أن تأكدت أنها على غير استعداد في لفظ حبها المزعوم!
.................................................. .................................
لن تنسى قساوة والدها عليها، لن تنسى الذّل والإهانة اجبراهما على الفراق بسبب خلافاتهما السخيفة التي وُلِدت فجأة بينهما ! الأخ اصبح عدوًا
لأخيه....وتفرعّت الخلافات بينهما بقطع جذورها كُّليًا من موقعها الأصلي! فزادت الكراهية وزادت المسافات بينهما .....وانفصلا....حتى فلقا قلبها
بقراره الذي اثمر لها الضياع!....ولكن مرّت تلك الأيام المليئة بالمتاعب والصعاب وها هي الآن تنام في حضنه وفي دفئ حبه.....لن تنكر
اشتاقت لذلك الحي الذي احتفظ بذكرياتها ....وبطيش افعالها...وحتى حبها....حي الروشة....حمل ما بين طياته الكثير من الأحلام والآمال....لا
تريد الآن تدخله لكي لا تتذكر تلك الانكسارات والصرخات المترددة في زواياه اللامحدودة!.
...حينما تصل لا تريد ان تراه ولكن ستنجبر على رؤيته تعلم ذلك جيدًا! شدّت على حقيبتها بعدما شعرت بالاقلاع فمنذ فترة طويلة لم تقم بالسفر وتخاف من الأمر هذا !
فشدّ على يدها امير وانحنى ليهمس في اذنها: خذي نفس عميق....ما راح يصير شي....
ثم طبطب على يدها كانت مغمضة للعينين متوترة للغاية هزت رأسها برضى.....
بينما ابنتهما كانت على الجانب الآخر لهما منشغلة في الرسم ....ومستمعة لموسيقتها الصاخبة!
ولكن لم يكن الصوت عالٍ لكي لا تزعج بقية الرّكاب....كانت ترسم وجه والدتها بتمعن وبحب......قلبها يرفرف بالسعادة وهي مرحبه بهذا
الأمر....تشعر انها بدأت تنسلخ من اوهامها....وسراب صرخات والدها في ذلك اليوم!!!!
كانت طفلة تتسلل من غرفتها على صوتهما وتوبيخ والدها لوالدتها تنظر من خلف الباب بحذر تراه يصفعها على وجهها لتسقط على الارض باكية يتلفظ بأشنع الالفاظ يركلها ، يسحبها من شعرها لدورة المياة ....وهنا الكارثة ارتفع صوت والدها بصراخ وجنون مما جعل زوجته الأولى
بالتدخّل ....لا تدري ما هية الدم الخارج من تحت والدتها حينما دخلت ورأتها تتلوّى ألمًا على أرضية الخلاء....تبكي.....تنتحب....ولكن فجأة سمعت الزوجة الأولى تقول: اتصل على الاسعاف....

رفعت وجهها ونظرت لأمير الذي مدّ يده ليقدم لها علبة العصير ابتسمت واخذته منه هامسة: ميرسي...
ابتسم لها ، وسهبت في الرسمة......وصوت والدتها يزداد بالأنين....تبكي وتصرخ وتحرك رجليها بعشوائية والدم ...ينساب من تحتها بلا
توقف....فاجأة يد خبأت عيناها عن هذا المنظر وابعدتها عن المكان ليقل الأنين والبكاء......ويكن آخر مشهدٍ لها رأته لوالدتها على هذا النحو من الألم!
ابتسمت حينما بدأت ترسم الحاجبين ، وتذكرت حينما تعصب والدتها حاجبها الأيسر يتقوس اكثر من حاجبها الأيمن هكذا لا ارادي!

فيبدو شكلها مضحكًا بالنسبة إليها ....نور ادركت خلال هذه الأيّام أنّ الحياة جميلة....ولكن لا بد ان نعطي فرصة لأنفسنا لنرى جمالها وننسى الماضي بما فيه من احزان للعيش بسلام..... انهت الحاجبان ثم اسندت رأسها للوراء تريد ان تغفو قليلًا .....فالتعب تمكن منها ! فاستسلمت لرغبة النوم...

بينما أمير دخل في دوامة التفكير.....فكّر كيف سينجو من تلك العصابة .....كيف؟....تنهد....بضيق....نظر لزوجته وإلى نور...بخوف يخشى عليهم من الأمر هذا......يخشى أن يمسهم سوء بسببه.....فلو حدث لهما شيء لن يسامح نفسه طوال حياته !!...حاول ان يفكر باتزان طيلة الرحلة....وحاول أن يُجمع شتات عقله ...لكي يتعامل مع الأمر بمنطقية!

مضت الخمس ساعات بقلق ولم يستطع حتى أن يغفو لدقائق معدودة وصلا إلى مطار بيروت وقبل ان يصلا في خلال تلك الربع ساعة ارسل رسالة لصاحبة الذي انقطع عن رؤيته لسنوات عديدة واشتاق إليه فيعلم أنه هناك ينتظره الآن وأتى لرؤيته واستقباله! جلست ديانا وكذلك نور حملا حقيبتهما اليدوية ونزلا من الطائرة....مشى معهم وهو يحتضن بيده اليمنى زوجته واليسرى نور....انتظرا أمتعتهم في الوصول وما إن وصلا اكملا المشي ورأى شابًا جميلًا رغم كبر سنه وبياض شعره يلوّح بيده عقدت ديانا حاجبيها وهمست: دانيال؟

شدّ على يدها ليطمئنها،ونور ظنّت هذا الرجل يصبح إحدى افراد عائلة نور وأمير كونهما ابناء عمومة!!
اقتربا امير من صاحبه واحتضنا لفترة واخذ كلًّا منهما يطبطب على ظهر الآخر فدمعت عين ديانا....وكذلك نور....حينما رآ عيونهما التي ترقرقت بالدموع
ابتعد دانيال وهو ينظر لوجه صاحبه: يا الله شو مضى وئت طويل على هالشوفي....
ثم احضتنه من جديد وابتعد ليردف: طمني عليك؟
أمير ابتسم له وشدّ على اكتافه: بخير الحمد لله....
ثم التفت على ديانا ....ابتسمت في وجهه واحتضنها بخفة ثم ابتعد سريعًا وهو يقول: اخبارك ديانا؟
هزت رأسها برضى: بخير....انتّا كيفك؟
دانيال: نحمد لله...
ثم نظر للنور بتعجب، ففهم أمير تلك الإشار وقال: بنتنا...
ثم حكّ جبينه ليردف: بنت ديانا...
فهم دانيال فهو يعلم بالقصة ...كلها....تقريبًا....ولأنها محرجة منه فقط مدّ يده ليصافحها دون ان يحتضنها فقال: كيفك يا ئمر؟
نور احمرّت وجنتها ابتسمت له: بخير...
أمير بتعب: شو راح نظل هون وائفين(واقفين)...وصلنا على الفلا.....دانيال.....
دانيال سحب الحقيبة من يد أمير: يلا يلا....ما تغيرت كله بتستعجلنا....

نور ضحكت بخفة ووالدتها قربتها من جانبها الأيمن وهي تبتسم، وبعد ان ركبا السيارة اخذ يتحدث دانيال سريعًا عن التغيرات التي طرأت على بيروت وحي الروشة ولبنان بأكملها!....وكانت ديانا تستمع إليه وقلبها يقرع طبولًا من الإشتياق والخوف بينما نور كانت مسندة رأسها على صدر والدتها مُتعبة تريد النوم وكانت تشعر بتوتر والدتها وتسمع نبضات قلبها المزعجة!....أما أمير ينظر للشوارع التي اكدّت له صحة حديث دانيال...عن التغيرات التي حصلت....مضى وقت طويل...وجدًا....وقاسي عليه وعلى معشوقته!
دخلا الحي....واضطربت انفاسها.....وترقرقت عيناها بالدموع وحُبِست في محجرعينَيها.....ازدردت ريقها اخذت تنظر بدقة لمن حولها ....لفتت نظرها تلك الشجرة الجانبية .....فهناك الكثير من الذكريات.....هناك أوّل قبلةٍ لها....وآخر احتضانٍ عبرّا فيه عن شعورهما بالفراق.....لم يكن حولها بيوت كثيرة.....كانت في الماضي ما هي إلا معزل عن الناس والآن الناس اجتمعا حولها وافسدا منظرها البرّاق!!!

وقف أمام فلة أمير.....التي اشتراها واعتزل نفسه فيها بعد زواج ديانا....بسنتين!.اعتزل والديه والعائلة ولكن لم يستطع أن يخرج من الحي الذي يجمعهم فيه....ولكن لا اهله يدخلون عليه ولا هو يدخل عليهم....كان شعوره بدونها كالجسد بِلا روح...وكالرجل الضائع في الصحراء بلا مؤونة وبلا ماء يُساند عظامه للنهوض!
نزلا من السيارة واخذ نسيم الهواء البارد يخترق قلبهما لينتفضا من ذكريات الماضي!.....شدّت ديانا على ابنتها وهي تقول: راح ادخل...
دانيال تحدث لأمير: كل شي نزّيف(نظيف).....وفيه خادمة عم بتحضر لإلكوم الأكل....(ومد له مفتاح السيارة)....وهايده مفتاح سيارتك......خذها......
اخذها امير ثم نظر للناس اردف بتحسر: كل شي تغيّر....
دانيال فهم هذه النبرة طبطب على كتفه: وكل شي بيتعوّض امير...
ضحك بسخرية فبعد تلك المتاهات التي ظهرت مؤخرًا لن يستطع أن يُصلح العود المكسور!: ان شاء الله...
ثم اطرق متسائلًا: بيّي نزل على المصيطبة...
دانيال شتت ناظريه عنه: نحكي بعدين في هالموزوع.....
أمير تكتف اغمض عينيه ثم فتحمها وهو يقول: بعرف هو وعمي اتصالحوا.....وعم يعيشوا بالئصر(القصر) مع بعضهم...
ثم ضحك: شي بيضحك والله
دانيال طبطب على كتفه : ابوها لديانا....كتير تعبان.....وحتى من شدّت تعبو ما بيئدر يئوم ووئف (يقوم ووقف)...على رجليه....لهيك بيّك...اتصالح معوه وجبروه على العيشة معوه...خاصة بعد وفاة مرتو....وبيتمنى يشوف بنتو...
أمير بهدوء: حكيت معها بهيدا الشي...ورافضة كليّا من انها تشوفو....على العموم
صافحه وشدّ على يده وهو يقول: دانيال مشكور على كل شي....وما بدي اعزبك (اعذبك) اكثر.....ميرسي....
دانيال ضربه على كتفه بخفة: شو هالحكي هاد....حِنّا اخوة.....وما بينا ....شكر....وهيدا الكلام....وهلأ ادخل بيتك ...ريّح...ولا تشغل بالك...

هز أمير رأسه وابتسم وانصرف دانيال ماشيًا لناحية منزله القريب من هنا!
دخلا امير ونظر إلى زوجته ونور الواضعة رأسها في حضن والدتها رفع حاجبه وهو يقول: الغِرف مليانه المكان.....نور ئومي أيّ غرفة ونامي فيها.....وكمان انتي ئومي.....
نور وهي مغمضة لعيناها: ما فيني حيل اقوم ....جسمي تكسر خلاص....
ابتسم أمير وتحدث بلهجة سعودية مكسرة قليلًا: تبين احملك؟
نور اشارت له وهي ما زالت مغمضة لعيناها : تسوي فيني خير....بس اخاف(وفتحت عيناها ونظرت لوالدتها التي تلعب في خصلات شعر ابنتها)....ماما تغار...
فتحت ديانا عيناها بصدمة لتردف: وليش اغار؟
نور ابتسمت بخبث: ما بعرف...
ضحك أمير واتى بالقرب منها وانحنى ليحملها فنهضت وهي تقول: لالا..... لا تعبك نفسك احمل زوجتك ووفّر تعب حملك لي لها...

خجلت ديانا وضربت على ظهر ابنتها بخفة: شكلنا ركبنا الطيارة وطار عئلك يا مفعوصة .....
نهضت نور وهي تنظر لهما وغمزة لهما سريعًا: كأنكم كناري.....
ثم ارسلت لهما قبلة في الهواء: اترك لكم الجو يا روميو وجوليت انتوا...

حدقت فيها والدتها بتهديد أما أمير ضحك وهي هربت سريعًا للطابق العلوي وانحنى أمير ليصل إلى مستوى زوجته واصبح وجه قريبًا جدًا لوجهها تحدث: خلينا نذكر زهور الأيام.......ووردت حبنا اللي فتحت في هالمكان.....لا تفكري بشي سلبي....وئفي(وقفي)...ذكرياتك النيقتف.....وخلينا نعيش بحب من جديد....
علقت عيناها في عينيه وترقرقت بدموع: بحس جو البنان عم يخنئني...حاسة حالي رح موت....
جثل على ركبتيه وشدّ على كفيها قبلها بلطف : تزكري(تذكري)...اللي صار ما بعّدنا كتير عن بعض.....انتي طلعتي من لبنان لوحدك ...ورجعنا انا ويّاكي سوا.....رجعنا بحب جديد...وعلائة كتير ئويي(علاقة كثير قوية).....
ثم نهض ومد يده: لا تحرميني من حبنا....(ثم غمز لها)...خلينا نتذكر الأشياء الجميلة وبس.....ونخبّر نور عنها...

ضحكت في وسط الدموع التي انسابت على خديها مسكت بيده وهي تقول: مستحيل اخبر نور عنها.......ما بدي يّاها تكون متلي متهورة ومندفعة في المشاعر.....
أمير احتضنها وقبّل جبينها: وهيدا الشي اللي علئني فيكي(علقني فيك)...
اردفت بجدية وهي وتنظر لعينيه: بس ما في منّك اتنين....لو غيرك كان استئل هيدا الشي من صالحوه...عشان هيك ما بدي احكي بتفاصيل حبنا لإله ....لأنه ما فيه متلك أمير....
تفهم الأمر وفاجأها بقبلته ثم اردف: ولهان لإلك....
خجلت ديانا وشدّت على يده واتجها للطابق العلوي ! بخطوات هادئة واسندّة رأسها على كتفه ، واخذ يُطمئنها لن يحدث شيئًا يُفسد عليها مستقبل ابنتها ومستقبلهما ايضًا ، فاطمئنت وتناست ألم ذكريات الماضي

انتهى







 

رد مع اقتباس
قديم 06-10-2020, 02:47 PM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الخامس






البارت الخامس
.
.
.
.
.

بعد أن وصلت إلى المنزل ، لم تتردد في إطلاق العِنان للبكاء حتى شعرت بالدوران في رأسها ونامت نومة طويلة بعد أن بذلت كل هذا الجُهد ، هي لم تبكي لأنها أُجبرت على أن تشهد على هذه الصرخات والبكاء والدموع والشعور بالإختناق لا هي بكت خوفًا من الفقد والحرمان والموت! بكت خوفًا من أن تفقد أختها فجأة تحت ظلّ هذه الرجفات والرعشات المستمرّة

فقدت حنان والدتها في وقت هي في أشد الحاجة إليها ولن تنكر جهود خالتها في سد هذه الفجوات التي تُشعرها بالنقص ولكن الجازي كانت تُغدق عليها بالكثير من الأشياء التي فقدتها بعد هذا الزواج الذي توّج بهذا الابن الذي ظننته سيكون سببًا في موت أختها!
جميعنا سنموت في الوقت وفي اللحظة التي كُتِبت وقُدّرتْ لنا ولكن أن ترى شخصًا يعز عليك يتجرّع مرارة الموت ويحاول محاولته في النجاة منه سيكون أمرًا مرعبًا بالنسبة إليك ويعتبر فوق طاقتك في تحمله وفي تقبله ايضًا!
لا تدري كم مضى عليها وهي تنظر لتخطّف ألوان وجه اختها ولا تدري كيف لم تستطع أن تخرج من ذلك المكان حينما بدأت اختها تأن بأنين موحش وبارد وصوتها يتردد في أرجاء الغرفة المخيفة بذكر الله وباشتياق تصرخ في لحظة ضعف لوالدتها هذا الأمر جعلها تقف أمامها بلا حول ولا قوة!
شيء لا تستطيع وصفه لا بكلمات ولا حتى بأحرف لذا استسلمت لنوبة الجنون التي دخلت فيها ، استسلمت لخوفها من الموت وبكت لا تريد أن تشهد على موت اقربائها وبالأخص احبائها فهي لا تملك الطاقة الكافية في تحمل عواصفهم وأنينهم وآلامهم الذي يُشعرها بالذعر والعجز!

بعد كل هذه العواصف التي عصفت بها وبنفسيتها قرّر أخيها أن يطمئن عليها لذا دخل فجأة غرفتها فرأى جسدها يرتعش وقلبها في تلك اللحظة يرجف خوفًا من الفراق! فعلم أنها بحاجة ملحة لإبرة الأنسولين فحقنها بها ونامت دون شعور!

وبعد مضي وقت طويل جلست ، وهي تشعر بصداع عارم لرأسها نظرت لساعة الحائط المقابلة لسريرها وشهقت: ااااف نمت كل هالوقت .....

ثم نهضت من على السرير وتوجهت للخلاء استحمت سريعًا وخرجت للغرفة لتجفف شعرها وبعد أن جففته قضت صلاة المغرب والعشاء ثم خرجت من الغرفة وكان المنزل هادىء تثاءبت
ونزلت للطابق الارضي وخَطت بخطواتها ناحية المطبخ وتوقفت حينما سمعت صوت: وش هالنوم يا خيشة النوم سحبتيها نومه من العصر لذا الحين ....مستوعبة الحين الساعة تسع الليل ولا لا؟

نظرت إليها بوجه خالٍ من التعبيرات مسحت على شعرها وهي تقول: هلا شيخة.....وش مجيّبك انتي؟
شيخة نهضت لتردف مازحة: والله ما تستحين على وجهك.....هذا بدل ما ترحبين بوجودي تستنكرينه هااا......
ضحكت نوف هنا وهي تمسح على وجهها: ههههههههههههه والله مو رايقه لك يا بنت العم....تعبانة مرا....
شيخة مسكت يدها ومشت معها لناحية المطبخ: وشفيك يا حظي؟
نوف حكّت جبينها وبهدوء: اليوم اللي صار خلاني اعيش خوف ورعب.....من إني اجرب شي اسمه ولادة....
شيخة شهقت لتردف وكأنها تذكرت أمرًا: هاأأأأ.....ذكرتيني تدرين أمي لم قال لها خالد انك دخلتي مع الجازي غرفة الولادة وش سوت.....
نوف سحبت الكوب وسحبت الغلّاية لتسكب الماء الدافىء بداخله لعمل قهوة تركية سريعًا: وش سوت؟
شيخة ضحكت: هههههههههههههههه سفلت فيه وفي بندر وقامت تصارخ كيف رضيتوا تدخلونها.....وعيب .....وبكرة تتعقد البنت ومن هالكلام....وهي مستمرة في الحكي لين قال ابوك لها...... الجازي طلبتك وما رضى يرفض طلبها....
ثم قفزت لناحيتها بطريقة عربجية جدًا!: المهم وصفي لي شعورك وقولي لي وش شفتي؟
نوف رمقتها بنظرات: والله أنك رايقة .....
شيخة بفضول : تكفين عاد تعالي قولي لي ...غردي....
نوف ابتسمت بتعب: ما شفت اللي تبيني اقوله......بس شفت الموت يا شيخوه......شفت وجه أختي وكيف تصارع الموت وتبي الحياة.....واصلا كانت حريصة اني ما التفت....فما شفت شي....غير وجه الجازي...
شيخة بمزح : حسافة....
فضربتها نوف على جبينها لتردف: وربي منحرفه انتي ......بس لم طلعت حسيت بقرف ......وريحة الدم وصلت للنخاع.....وكأني استوعبت...إني حضرت معها ولادتها....
شيخة تبعت نوف بعدما أن خرجت من المطبخ وجلست على الكنبة فجلست بجانبها: اهم شي سلامة الجازي الحين
ثم انتبهت لنوف وهي تبحث عن شي ما فاردفت: وش دورين؟
نوف: الريموت....
شيخة تحدثت: ما نبي تلفزيون....وتراني صار لي وقت من جيت بيتكم وجوعانه كنت انتظرك تجلسين عشان نطلب....
نوف واستوعبت الأمر: صدق من جابك؟....ووين الباقي....
شيخة اسندت نفسها على الكنب: الكل راح للجازي....مو الكل...بس اخوانك وابوك عندها وامي.....وانا جابوني عشان اظل جنبك....وكذا....
نوف ارتشفت من قهوتها : زين جيتي.....عشان نفلها...
شيخة ابتسمت بخبث: اخيرًا طلعتي من الكآبة....
نوف كشت عليها: وربي للحين قرفانة من الموضوع بس أحاول انسى ....

شيخة : شرايك نسحب على المدرسة بكرا ونسهر مع بعض...
نوف ابتسمت: ما قول لا.....اصلا كذا ولا كذا ما بروح بكرا...
شيخة تربعت على الكنب ثم تحدثت: أي عشان نسولف.....وابي اقول لك شي....
نوف وضعت الكوب على الطاولة الزجاجية وجلست بنفس طريقة شيخة لتصبح مقابلة لها: وش صاير بعد؟
شيخة بللت شفتيها : حزّري و فزّري
نوف ضربتها على فخذها: خلصي علي ولا تمددين بالسالفة ...
شيخة مسحت على مكان الضربة: وجع وش هاليد ....
نوف أدارت عيناها كالمغشي عليه: خلصيني وجع تكلمي؟
شيخة أبعدت شعرها للوراء: بس أوعديني ما قولين لأحد لا لاخوانك ولا حتى بينك وبين نفسك....
نوف : الله واضح الأمر كبير....وش مهببه يا تبن....
شيخة عبست بوجهها: انخطبت...مو انخطبت بس ....
نوف بصوت عالي: فهمنا فهمنا والله.....طيب ليش تقولينها بزعل ....
شيخة انتفض قلبها هنا خوفًا مما هو آتٍ: انتي تعرفين ليش...
نوف بجدية: وربي انك غبية وبضيعين نفسك ....عشان الخبل اللي تحبينه ....انا ابي اعرف مَن؟ .....عشان احكم يستاهل هالحب ولا....
شيخة حكت جبينها وبتشتت وتوتر: احسن لا تعرفينه....
نوف بتهديد: بيجي يوم واعرف....بس وربي انك خبلة تنتظرين واحد بس يوعدك ولا يوفي.....وواضح ماخذك تسلية وانتي مثل الثور المنكب على وجهه....تصدقين خُرافاته وخزعبلات حبه....
شيخة بزعل: نووووووف......لا زيدينها علي وربي هو صادق....ولا يكذب بس يبي....يخلص دراسة ويجي يقدم لي....
نوف كتفت يديها: طيب قولي لي من هو....من ولده....من أي عائلة....من أي قبيلة.....كيف عرفتيه....
شيخة بتوتر : بعدين نكلم بهالموضوع بس انا مابي ازوّج غيره...
نوف اخذت نفس عميق ارتشفت من قهوتها واردفت: طيب من اللي جاي متقدم لك...
سرحت شيخة لتردف: سلطان ولد بو سلطان صديق ابوي...
شهقت هنا نوف : شنووووووووووو؟....مو من جدك؟
شيخه ارتعبت: هي وش فيك لا تموتين علينا
نوف ضربتها مرة اخرى على فخذها: يا كـ.....ورافضته....ترفضين سلطان .....ترفضين الزين.....كله.....وش يملي عينك انتي....وش يملي عينك غير التراب....
شيخة ضربتها على كتفها: وجع لا عاد تضربين من زينه عاد تراه جماله عادي ....وأقل من عادي...
شهقت نوف مرة اخرى: عميا انتي عميا كل هالزين .....وغير كذا ....وظيفة سنعة....وعيلة تشرف......وما تبينه....
وضعت شيخة يدها على خدها لتردف: أي كملي كلام العجايز بعد...
نوف ضحكت بخفة:...ههههههههههههه..... ترا بجد اتكلم ......كيف ترفضين هذا....
شيخة بتنهيدة: قلبي ما يبي الا ذاك....
صفقت بيدها لتكش عليها: مالت على قلبك وعليك....بالله حوليه علي....
شيخة ضحكت هنا: ......ههههههههههههههههههههههههههههه.....لا تخافين بحوله عليك بس خايفة والله من ردت فعل ابوي لرفضت...
نوف حركت حواجبها بمعنى (مستحيل): من الحين حلمي تمر هالسالفة هذي مر السّلام كلنا نعرف غلات ومعزت عمي بو ناصر لأبو سلطان ...لدرجة يعامله معاملة الاخو...وما ظل سفرة وجمعه إلا واشركه معنا فيها لدرجة صرنا مثل الأهل....
شيخة بخوف: قصدك يعني يجبرني عليه...
نوف شربت القليل من القهوة: والله يجوز....
شيخة ضربتها على ظهرها: زدتيني هم الله يلعـ...
قاطعتها بصرخة: وجععععععععع....وبعدين لا تلعنين......ما يجوز.....وتركي هالخبال عنك وفكري واستخيري زين....والحين قومي نسوي لنا شي ينوكل....
شيخة بملل: قلت لك نطلب ليش نحوس المطبخ؟؟؟؟
نوف بصوت عالٍ: وانا قلت نطبخ اصرف لنا....والبيت ما فيه رجال كيف بالله نطلع ناخذ الأكل من المندوب هااا....تعرفين بندر وخالد كيف مشددين علي في هالأمر....فما ابي اسوي لي وجع راس قومي نطبخ لنا باستا وناكل ....قومي بس....
شيخة بتذمر: طيب قداااااااااام

نهضوا ليتجهوا إلى المطبخ بينما في المجلس الرجالي دخلا كلًّا من والدها وأخوتها كان وجه ابيهم مكفهر وعابس جلس على الكنبة ونظر إلى ابنه
تحدث بحزم: ما تقول لي وش بينك وبين سعود ولد عمك....ما فاتني أنكم تتحاشون بعض بالمستشفى ووكل واحد ماله خلق الثاني شصاير؟ هااا.....تكلم...
خالد نظر إلى اخيه ثم اخذ نفس عميق كيف سيواجه أبيه؟ : يبه اللي بينا بس زعل بسيط......وبحلها انا....
بو خالد بعصبية: لا والله واضح شي كايد.....حتى ناصر يحاول يغطي عليكم بس ابد ما فاتني شي....وأنت تعرف شي بعد وساكت

بندر بصدمة: يبه وش دخلني....الحين.....اللي اعرفه بينهم مشكلة ومثل ما قالك بسيطة وبحلونها...
بو خالد بصوت اعلى وبنرة حازمة: دامها مشكلة بسيطة ليش مخبينها علي ما تتكلم يا خويلد...
خالد بلغ الصبر منتهاه تحدث بغضب: يبه الأخ غلط علي قدام اخوياه ورديت عليه وزعل......
بو خالد نهض واشار لهم بيده: شايفني بزر عندك تكذب علي هاااا......
بندر خشي على أبيه من هذه العصبية تحدث: يبه هدي والله الموضوع مو مستاهل...
بو خالد ضرب كتف ابنه خالد: اليوم ما تكلمون بعد بكرا اخاف تذابحون وقولون لي بسيطة! وش صاير تكلم ؟...ولا وربي....روحه لهالبعثة ما فيه يا خويلد....

فهم أنه موافق على بعثته والآن سيراوغه في قول الحقيقة لذا أخذ يتعتع بالحديث: يبه......ارجوك لا كبّر المسألة....
بو خالد رمقه بنظرات: بقول ولا شلون؟
بندر ازدرد ريقه وقوّس حاجبيه وحدّق في أخيه وكأنه يخبره بأن يعترف بالحقيقة!
خالد بيأس من ترك ابيه له: قد اخذ اوراق من سيارتي وعفّس فيها عن طريق المزح وهالاوراق حق الشريكة لقسم الحسابات ......وغيّر ارقام وحوس الورق حوس وكان سبب في خسارتنا.....
ما زال ابيه ساكت وينتظر التكملة: عاد انا طلعت من طوري وضربته وسببت له كسر بيده .....
بو خالد نظر لأبنه : يعني الكسر اللي صار له قبل ست شهور ما كان بسبب حادث على قولتكم بسيط........
خالد زفر: لا.....يبه أنت لمتني.....وفصلتني شهر عن الشريكة بسببه وانا سويت هالشي من قهري....
بو خالد بغضب : لا بارك الله فيك ولا في ولد عمك .......سواتكم سوات مراهقين .......ما فيكم غير الطيش.....والدجه....
خالد سكت ورمق اخيه بنظره وكأنه يستنجد به
فاكمل ابيهم: اصلح اللي بينك وبينه قبل لا تسافر ........محنا ناقصين مشاكل......والخسارة وعوضناها بس انت بجنونك لو ذبحته عمك يوسف وش كان رده عليك ! وكيف بتقدر تعوضه بدل ولده هاااا!......اترك عنك هالتهوّر والخبال.....والركادة زينة.....
وقبل ان يخرج قال: وأنت الثاني لا درعّم داخل بلا احم ولا دستور بنت عمك تراها هنا.....
ثم خرج
تحدث بندر: ابوي شكله يفكرني داشر...
خالد ابتسم بسخرية: داشر إلا نص....
بندر كتف يديه: لا تتمصخر علي......تو ابوي ممصخرك....المهم جد اخذ بخاطر ولد عمك .....واضح شايل عليك وبقوة وبعد....
خالد بملل من هذا الامر: كل ما حاولت اكلمه يصدني وش اسوي احب راسه يعني.....
بندر بجدية: اللي سويته فيه مو اشوي.....
خالد بعصبية وقهر: واللي سواه فيني مو اشوي بعد....ابوي عاقبني على شي ما سويته حرمني من الفلوس.....وشغلي........شهر.... شهر يا بندر ما هوب سهل والله.....عشان كذا ....راح اكمل الماجستير وارجع واستغل في شغلي....ولا منّت أحد.....
ثم خرج من المجلس
وتمتم بندر بكلمات ثم خرج هو الآخر....
ركب سيارته واغلق الباب بقوة سحب الهاتف واتصل على
اتاه الرد: هلا خالد.....
خالد قاد سيارته: انت بالبيت؟
تحدث بهدوء: لا بجي بيتكم آخذ شيخه....
خالد بحذر: لالا ناصر من بعد اذنكم خلوها تنام عند اختي الليلة....
ناصر بحيرة: ما ظنتي ابوي ما بوافق.....المهم قولي وش فيك متصل؟
خالد بلل شفتيه وضرب على مقود السيارة: ابوي عرف باللي بيني وبين سعود....
ناصر بحذر: لا قول.!!!!.....والله يا انه بيجلد اسعودوه على اللي سواه بشريكته....
خالد انعطف يمينا: لا لا لاتخاف من هالناحية......عمك حاط الغلط علي اكثر.....ويببيني اصالحه قبل لا اسافر....
ناصر توقف امام الإشارة: تسافر!....وين ؟
خالد : بكمل الماجستير....ببريطانيا....
ناصر بهدوء: اها الله يوفقك.....طيب....وش ناوي عليه...
خالد بجدية: ابي اشوفه.....بالاستراحة....الليلة.....كل ما اتصلت عليه ما يرد.....ارسل بقروب العيال......انه بنتجمع واسحبه معك ....
ناصر أخذ نفس عميق: طيب انا راح ارجع البيت الحين.....واشوف الوضع....
خالد : وانا بروح الاستراحه مع السلامة

.................................................. .................................
اثناء تجولّهم ومتعتهم في النظر إلى الطبيعة الخلّابة شعر برنين هاتفه فأجاب وهو يحاوط بيده زوجته بينما نور كانت بعيدة عنهم منشغلة في التقاط الصوّر لهما ولمن حولها ايضًا!اجاب : موافق على عرضك.....وبكرا تجي نتئابل(نتقابل) ونسلم ووتستلم...
ثم اغلق الخط ابتسم ! غدًا سيرى وجهه ...سيتعرف عليه.....سيواجه بقوة ....وسينهي هذه القصة الفاشلة!
رفعت ديانا وجهها له نظرت إليه بهدوء: شوفي مين المتصل؟
أمير قبّل جبينها وصرخت هنا نور وهي تردف: أحلى صورة التقطتها للحين....وش هالرومنسية.....
ديانا اشارت بخجل: والله طار عئلك(عقلك) بعد ما ركبنا الطيّارة....
ضحك أمير واحتضنها من الخلف وهمس في اذنها: خليها ة....
ثم صرخ: نور...صورينها وحنّا هيك وائفين(واقفين)
نور ركضت بجانبهما لتصبح قريبة منهما وبمحاذتهما قليلًا التقطت الصورة وابتسمت لهما ثم همّت بالذهاب ولكن استوقفها أمير: نور وئفي راح نرجع البيت .....
ديانا نظرت إليه واكمل: دانيال متصل علي مشان الشغل ....
نور مسحت على رأسها: والله هالمكان يجنن....بكرا خلونا نجي هنا...
ديانا امسكت بيدها : لا بدنا نروح لمكان ثاني
ثم نظرت لزوجها واردفت: شو رأيك نورح لتيري ....
امير بدأ يفكر بالأمر واخذ عقله يتشتت فقال: اذا افضيت من الشغل ما عندي مشكلة نروح....ليش لأ....
وقبل أن يركبا السيارة اشترت نور آيس كريم وانطلق بهما للمنزل ما إن اوصلهما حتى اتصل على دانيال : دانيال بدي شوفك هلأ وبسرعة.....جورج وافق على العرض بتاعي....
دانيال ترك اوراقه واطفأ سيجارته نهض: شو؟
أمير : متل ما اسمعت....عشان هيك....تعال.....بدوا بكرا نتئابل(نتقابل) ونسلموه المصاري(الفلوس)...
دانيال بتشتت: أمير بدّك تفهمني كل شي يخص جورج لأني مانّي فهمان شي....
أمير بعصبية: انت تعال ورح تفهم كل شي....
دانيال خرج من المنزل: هلأ راح اجيك....
وبسبب قرب منزلهما وصل إلى أمير وجلسا في حديقة الفيلا تحدث دانيال: شوفي فهمني بكل شي....
أمير بدون مقدمات: جورج خدعني في صفقة التجارة بالألماس......صرّح لي بنفسوا انه بئوم(يقوم) بتهريب أحجار مزيفة والماس على انها اصلية وماعرف شو بخبص....وبدو يهرب باسمي للسويد وبيعها في المزاد الكبير...خلال خمس شهور لتعويض خسارته اللي خسرها في واشنطن....وعرضت عليه انه اعوضه بمصاري بمقابل .....ننهي العئد(العقد)...
دانيال بتركيز: مشان هيك ...ئلت لي اعلن عن الشريكة والعمارة في المزاد...
هز رأسه بأسى....ثم ضرب على الطاولة التي أمامهما: طيب....انا بدئت متل ما ئلت لي.......وبعتها للشركة والعمارة....
أمير هو رأسه: بعرف بهالشي....
دانيال : كم بدك تدفع لألهوم..
أمير شتت ناظريه عن صاحبه: عشرين مليون دولار
دانيال بصدمة: شو هالجنون هايدة....لك المصاري ماوصلت لهيدا الرئم(الرقم) القياسي....
أمير بحسرة شبّك يديه ببعضهما البعض: مشان هيك بدي ابيع الفيلا....وبس اسلموه المبلغ راح ارجع على البريطانيا ....
دانيال وضع يده على كف صاحبه: شو تبيعها ما تبيعها جنيت.......راح تخسر كتير...
أمير وقف بعصبية وهو يدفع الكرسي للوراء ليسقط ولم ينتبه لتلك الأعين التي تراقبه من الشُرفة صرخ: اخسر مصاري ولا اخسر روح حبيبتي وبنته...
دنيال اشار له: اهدا اهدا امير.....خلص راح اشتريها منك.....لأنه ما فيه وئت.......
أمير هز رأسه: اوك.....بدي يّاك تجهز لي كل المصاري وبكرا الصبح راح اطلع لك حتى آخذهم.....واسلمك مفاتيح الفلا......وراح اسافر .....وهلأ روح جهز كل شي...وانا راح احجز على اوّل طيّارة....
دانيال لم يكثر الحديث، وكان خائف للغاية من أنّ جورج يوقعه في فخ اكبر بكثير من هذا ولكن سكت فأمير ليس بحال جيّد وليس متاح للأخذِ والعطاء هز برأسه ثم خرج أما أمير اجرى اتصالًا سريعًا ليخبر رجل اعماله ليقوم بحجز الطيران لبريطانيا غدًا
صعد للغرفة ورأته ديانا فسألته بتوتر: شو صاير؟
أمير دون ان ينظر إليها توجه للخلاء: ولا شي...
فهنا وقع قلبها وعلمت أنّ هناك مصيبة وكبيرة ايضًا فاردفت بخوف: الله يستر....
بينما هو دخل الخلاء....نظر لوجهه من خلال المرآة ....غدًا سيرى وجه الواقع....سيتعرف على ما هية جورج!....فهو لا يتعامل معه مباشرة.....بل رجالهم هم من يتقابلون في إيصال العقود....ببداية شراكتهم كلًّا منهما مستفيد من الآخر ومحترمين بعضهما البعض.....ولكن بعد عدّة شهور انزاح الستار الذي يُخفي ملامح الخبث مع على وجهه ذلك الرجل الشهير بسمعته .....وأمواله.....ارشح وجهه بالماء....لا يريد ان يخسر حُبه وإن كلفه الأمر أن يخسر ماله وحتى روحه هو ايضًا!....لا يريد ان يحزنها آلمًا على ابنتها .....وفي الواقع لا يريد أن يؤذي قلب تلك الصغيرة التي بدأت تبتسم لها الحياة من جديد!....لا يريد أن يُفسد متعة الأيّام على نور....فهي تجرعت الكثير وهذا يكفي!.....اخذ يزيح من على جسده ملابسه بقوة ....ووقف تحت الدش ليستحم وينفض من عقله افكاره السوداوية!

كانت في غرفتها ، تنظر لصورتهم .....فقد التقط أمير لهما (سلفي) بطريقة عائلية محفوفة بالحُب والسعادة ! فوالدتها حاضنتها من الخلف وواضعه يدها حول ابنتها لتشدها إليها بينما هي مغمضة لعينيها ومبتسمة ابتسامتها العريضة التي تدل على سعادتها في تلك اللحظة ومشيرة لرأسها بيدها اليسارة بحركة إمساك المسدس وكأنها تطلق النار على نفسها بينما أمير كان ينظر لديانا بحب وهو مبتسم تعتبر هذه الصورة مثالية بالنسبة إليها ! مررت أصابع يديها اليُمنى على وجهه أمير وديانا ....قبلّت الصورة بعمق....تشعر بالرضا والسعادة.....تشعر أنها بدأت تُدرك وتحترم هذه المعيشة.....أدركت على وجه الخصوص الاختلاف في مُحيط مليء بالتشابهات والتناظر أمر ممل....

تقبلت وجود أمير الذي اخذ مكان الأب الذي من المفترض أن يكون ليوسف لن تنكر أحاطها بحنانه وبحبه رغم ما حدث في الماضي! يعجبها اهتمامه ولكن كانت تنكر ذلك بمقت لهذه الحقائق كانت مصرّة على أن تكون ابنه ليوسف وإلا لن يأتي أحدًا مكانه ليملؤه بمعاني الأبوّة....

وتقبلت ايضًا رغبة والدتها وهروبها لحبيبها أمير...كانت تعتبر هذا الأمر أنانية ولا زالت تسميه أنانية ولكن لقّبته بالأنانية العاطفية التي لا يمكن التحكم بِها ....أخذت تعيد الأمور من جديد في عقلها ...أنانية جعلتها تعاني لفترة ولكن ....عوضوها لسنوات اطول من تلك التي عانت فيها! لذا غفرت لهما تلك الأنانية ولكن لن تغفر أنانية والدها يوسف ابدًا
وستحملّه ذنب ما حدث لها قبل سنوات عدّه!
كما أنها اقتنعت بجمالها الخليط بملامح خليجية وأجنبية في آن واحد!
تقبلت أمر تغاير لون القزحيتين الناتج عن نقص أو زيادة في صبغة الميلانين ! ولم تعد ترتدي العدسات لتوحيد لونهما! تقبلت طولها ...وزنها ....شعرها وطوله ولونه الاسود الحالك!.....أخذت تُدرك النعم التي من حولها.....
ابتسمت وشدّت على العقد الذي ترتديه
وكان عبارة عن علامة الصليب! اغمضت عينيها وضمت كفيها لناحية صدرها واخذت تدعو في سرها بأن تستمر هذه السعادة ولا تنقطع
وما إن انهت دعاؤها حتى اشارت على جبينها ويمينها ثم يسارها
هي مقتنعة في هذا الدين كل الاقتناع.....رغم انها لم تبحر ولم تُسهب فيه لا تعرف الكثير عنه ولكن اتبعتهم في تقاليدهما وعادتهما وحتى صلاتهما
اتبعت امير وديانا....لن تنكر يوسف علمها كيف تتوضأ....كيف تصلي.....كيف تقرأ القرآن....ولكن ما إن أتت هنا استعصبت عليها الأمور لفهم أمور اخرى ......خاصة بعد ان بلغت ....بعد أن بانت عليها علامات اخرى من البلوغ....شعرت بالتذبذب....ولم تعد قادرة على تملك نفسها في فهم أمور عدّه لذا اتبعت ما هو اسهل لأنه هناك من يوجهها ويصحح معلوماتها المغلوطة عن هذا الأمر!
لذا رضيت بكل شيء ، ولم تعد متذبذبة بعد الآن
نهضت ونظرت لنفسها من خلال المرآة ابتسمت برضا.....واخذت تخط الكحل في عينها ......وبدأت بالتزيّن!
.................................................. .................................

في صباح يوم جديد

كانت تنظر للسقف ، عيناها جاحظتين ومحمرتين للغاية ، ما زالت تشعر بالآلام القليلة ملّت من النظر إلى السقف والسقف ملّ من نيران عتاب تلك النظرات! ما يحدث في حياتها مخيّب للآمال ، لم يأتي لها بالأمس لم يتصل عليها ولكن اخبرها والدها أنه اتصل عليه واخبره بولادتها وتعذر من قدرته على المجيء بسبب (مناوبته) في المستشفى، شعرت في هذه اللحظة انها لا شيء بالنسبه إليه وما يحدث في حياتهما مجرّد أداء واجب لا أقل ولا أكثر! لم تكن مغفلة أدركت انه يُخفي عليها أمر، فهو يتصرف بغرابة معها ....في بعض الحين تشعر بشكه نحوها ...شك طفيف ليس عميق وليس على مجرى المعاني الخبيثة تلك!

في بعض الحين تفكر اكثر وتسقط في متاهت ماذا لو كان مجبرًا على الزواج منها....فتنفض الفكرة من رأسها الرجال لا ينجبرون على ما لا يريدونه! نزلت دموعها انسابت بِلا توقف، ابنها في الحضانة وكان من المفترض في هذا الوقت أن تتخذه فرصةً للراحة والنوم ولكنها لم تستطع!
بروده ناحيتها، وصرامة افعاله معها يجبرانها على البكاء!
فشعور المرء بكره من حوله له يُجبره على الانعزال، والحذر، وربما ينقص من الثقة بنفسه! وضعت يديها على وجهها تبعد الدموع من عينيها
ازدردت ريقها ، تريد أن تخرج من هنا، والآن وإلا ستجن!

فجأة انفتح الباب، دخل بهدوء وعيناه سقطت على وجهها الشاحب والمحمر أثر بكائها الصامت لم يخفى عليه التعب الذي يحيطها من كل جانب ...
اغلق الباب، تقدم لناحيتها ، وهي أزاحت نظراتها عنه ولفّت وجهها على الناحية المخالفة لنظراته لها!
ففهم انه غير مرحب به، اغمض عينيه وهو يأخذ نفس عميق اقترب اكثر من السرير وانحنى ليقبل جبينها ومسح على شعرها لم تبعد عن يديه سرحت بعيدًا في هذه اللحظة ماذا لو والدتها هنا؟موجودة بجانبها تخفف عنها احزانها وآلامها فعضت على شفتيها وقوّست حاجبيها لتمنع رغبتها في البكاء .....
جلس على طرف السرير واردف بهدوء وهو ينظر لتغلبات حالها: ألف الحمد لله على سلامتك......ومبروك ما جنا ....
هزت رأسها فقط دون أن تردف كلمه واحدة، وما زالت تحدّق في تلك الزاوية
بلل شفتيه وابتسم وهو يردف: طالع يشبهك مرا....
لم ترد عليه، في الواقع اشعل صمتها في داخله عصبية ولكن رقّ قلبه على حالها ونظراتها ، لن يكبّر الامر فهي في حال لا يسمح لها بالضغوطات والتشاجر اردف: راح اسميه نايف.....
هنا سريعًا التفتت عيناها عليه ورفعت حاجبها الأيسر : تسمي مَن؟
ادرك الآن أنها ستعانده ابتسم نصف ابتسامة: ولدنا....
بللت شفتيها وهي تردف : لا ......ابي اسميه عبد الله....
أحب ان يطيل الحديث معها ويستفزها قليلًا: مو على كيفك أنا ابوه....
لم يتوقع ردت فعلها حينما لم تبالي لآلام جسدها ورفعت ظهرها سريعًا من على السرير وجلست لتصبح مقابلة لوجه مباشرة وقريبه منه حدّقت في عينيه مطولًا حتى شعر بالتوتر واردفت بحزم: أنا اللي حملت وتعبت ...وصبرت على اوجاع الحمل....فأنا اللي بسميه...
ابتسم وحك ارنبة انفه سريعًا بلل شفتيه اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم أردف بهدوء: زعلانة لأني ما جيتك امس؟
شدت على بطنها حينما شعرت بالوجع ما زالت نظراتها حادة : ما يهمني اصلًا جيت ولا ما جيت....ما راح ينقّص علي شي....
ضحك بسخرية: واضح ههههههه
ثم اردف : اجل ليش مشتطّه...
اخذت نفس عميق واغمضت عينيها ثم اردفت حينما فتحتهما: وحده توها والد وش تبي نفسيتها تكون يا دكتور.....
ثم عادت استلقت ببطء وبألم تحاول تخفيفه بعضّ شفتيها قليلًا!
نهض لا يريد أن يطيل الامر معها ليصل إلى مرحلة الخِناق والتشاجر بالأصوات العالية لذا قال: راح اطلع واجيك بعد ساعتين ريحي نفسك.....

ثم انحنى ليقبل جبينها ولكن وضعت يدها على صدره لتمنعه فرفع حاجبيه مستغربًا ولكن استقام في وقفته ولينهي الأمر : ريحي اعصابك يا أم عبد لله!
ثم خرج، وهي ازدردت ريقها تشعر بالضّيق يلتهمها من كُّل جانب لا تدري ما هية شعورها بالكره الملحّة والغريبة التي فاجئتها بغته ناحيته هي لن تنكر أنها في السابق لم تحبه ولكن لم تكره رغم شرّ افعاله وكلامه!

هل نفذ صبرها وبلغ مُنتهاه ؟ هل اصبحت تُدرك أنها كانت ضعيفة وعليها أن تتجلّى من هذا الضعف وتنزع لباسه من عليها وترتدي ثياب القوة وإثبات النّفس!
ارتجفت شفتيها وعاد الضيق يُطبّق على عنقها بشدّة حتى بكت ...واستسلمت.....ثم نامت بتعبٍ وإرهاق ثقيلين على جفنيها المحمرّيين!
.................................................. .................................

بينما سيف بعدما خرج كان سيذهب لرؤية ابنه مرةً أخُرى هناك شعور يتغلغل ما بين ثنايا صدره غريب ولكنه لذيذ ، شعور الأبوّه! الفرحة والسعادة كان من المفترض ان يكون ابًا قبل سنتين ولكن .....استعاذ من الشيطان الرجيم
ثم سلك طريق الخروج من المستشفى ورفع هاتفه بعد الرنّة الرابعة لِيُجيب أخيه بقول
سيف: هلا جسّار....اخبارك.....والحمد لله على السلامة......
جسّار نظر لوالدته مبتسمًا: الله يسلمك.....وين أنت فيه يا رجل.....وصلنا أمس الساعة وحدة بالليل ...وامي ما نامت تتصل عليك ما ترد تبي تطمن وأنت ولا على بالك؟....صاير شي؟
سيف بعد ان اغلق باب سيارته اغمض عينيه بقوّة ، فهو لم ينم إلا حوالي ساعتين فقط تحدث: شقولك يا جسّار....جوالي طفى امس علي....وكنت ناسي الشاحن بالبيت....وغير أنه عندي مناوبة ....والحالات اللي مرّت علي صعبة .......تصدقني عاد توني أشوف زوجتي وولدي....
جسّار بتفهم هز رأسه: على أجر ياخوي ....بس امي انشغل بالها عليك خاصة بعد ما اتصل عليها خالي بو خالد يبشرها ...
تحدث بهدوء: لا طمنها علي.....والحين بجي بفطر معكم .....انتظروني...
جسّار اشار لوالدته: يمه تراه بيجي يفطر
ثم اردف لأخيه: ننتظرك مع السلامة
ثم اغلق الخط
أم سيف بتهلل وفرح: بقوم اسوي احلى فطور لوليدي...فطور ملكي يحبه قلبه .....
جسّار مدّ شفتيه يمثل دور المهضوم والزعلان: لنا الله .....بسوي فطور ملكي....له.....وحنا...لنا اكل خرابيط......هااا....
ام سيف ضربته على كتفه: استغفر ربك ما فيه شي اسمه اكل خرابيط....كله نعمه ....والحمد لله عليها....الله يدومها علينا...
نهض قبّل رأسها وابتسم: امزح وربي......طيب محتاجة مساعدة....
ام سيف : لا روح.....جلّس اخوانك....
جسّار اشار على انفه: على هالخشم....
ثم ركض لناحية الدرج وصعد غرفة قصي اخيه يُريد أن يتحقق من أمر مهم فهو لم ينم جيّدًا من شدّت التفكير في تلك الرسالة التي وصلته بالأمس
سمع صوت عزام مرتفعًا قليلًا فعلم أنّ عزام يتواجد في غرفة اخيه ويتحقق من أمر الرسالة التي شغلت بالهما !
فتح الباب واغلقه بهدوء
فتحدث قصي بملل: خذ لك جا الثاني يحقق بعد...
قصي جلس على طرف أخيه ليقترب منه: اشغلت بالي الله يشغلك .....اقسم بالله عجزت انام....
قصي بصدمة نهض واشار لهم: مو من جدكم مكبرين الموضوع ترا

عزام بطوالة بال ونبرة صارمة: بتقول من هذي ولا...
جسّار بتهديد: تكلم ....ولا وربي...
قصي بنرفزة: ههييييييي مجانين انتوا؟....تتكلمون معي وكأني ساره ولا موضي....
يقصد أنه رجل وليس بنت لكي يُخاطب بهذه الطريقة المستفزّة بالنسبة إليه!

ثم اكمل: من انتوا عشان تجلسون تحاسبوني هااااا....
عزام شادّهُ من ياقته: حنا ما نحسابك....حنّا خايفين عليك ....
جسّار بتأييد: نعرفك دايم تجيب المصايب لنفسك ....
قصي نفض يدي اخيه من على كتفه: ترا عمري وصل الخمسة وعشرين ما نيب بزر ......تكلموا زي الناس معي....
عزام تكتف وبنفاذ صبر: تكلم من هي ولا صاير حق ترقيم وخرابيط....نوّرنا .....تكلم....
جسّار بشك: الرسالة اكبر من ترقيم....واضح فيه شي اكبر.....قصي...تكلم....حنا خوانك....ما حنا ناقصين هم ومشاكل....من جديد....
قصي حك لحيته بهدوء اردف دون أن ينظر لهم: هذي زوجتي...
عزام بقهر ضرب بكفيه ببعضهما البعض واردف: حلو حلو.....
ثم اشار لجسّار: اسمع شوف........
ثم نظر لأخيه بصوت منفعل: مجنون انت؟....يوم انك تبي تزوّج ليش ما قلت لأمي تخطب لك......أمي بس تبي واحد يفتح معها هالسالفة عشان تفرح.....وأنت تعرفها زين هي ما هي مثل خوالي لازم نزوج الاكبر قبل الاصغر....والله لو قايل لها كان زوجتك.....ليش دمرت روحك يا الثور....
قصي باستنكار: دمرت روحي؟.....بس لأني تزوجت مسيار ......تراني لحد الحين والله العظيم ساكت لك ولأخوك ولا كلامكم مستفز ويجيب الهم....
جسّار بعصبية: ما فكرت في أمي .....ما فكرت.....في ابوي...لو دروا....انت بسواياك بتقلب هالبيت فوق تحت......تو بسم الله هدأت الأوضاع والحين انت بتقلبها عاليها سافلها.....
عزام اكمل: اقسم بالله انك أناني......امي كل يوم تفتح الموال لنا ....احد يبي يزوّج....ما نطقت ......ومسوي نفسك ما تبي....وش غيّر الحين.....هاااا...
قصي بنفاذ صبر: ما ابي اصير زي سيف.....وتنفرض علي وحدة.....أنا ما ابيها......بس عشان ارضيكم كلكم...
جسّار كاد أن يحطم وجه اخيه اشار له وهو يردف ما بين اسنانه: كلنا نعرف ليش سيف ماخذ بنت عمك.....فلا تخلط الحابل بالنابل....وأمي مافرضت عليه شي......خيّرته وهو وافق....
عزام بحده: أمي كانت تبي مصلحته....هو رضى.....فهمني يعني الحين بتقارن نفسك بسيف .....
قصي بتخبط: لا تقنعني أنه ما يهمها لا العايلة ولا القبيلة .....حتى يوم قال يبي من برا العيلة ارفضت ...تذكر ولا اذكرك.....وما خيرته على قولتك يا جسّار إلا ببنات العيلة...
جسّار اشار له بحنق: وش تبي توصل له ....تبي تبرر زواجك اللي بالخش والدس.....بسالفة سيف؟
عزام اصدمه: عساك خذت اللي تحبها؟......وتعشقها.....عشان نقول أي مثل سيف بالضبط.....
قصي اخذ نفس عميق: لا...
عزام بعصبية وباندفاع في الحديث: أجل لا تقارن نفسك بأخوك....جيب عذر ثاني كود انا وجسّار نقتنع فيه....
جسّار صرخ: تكلم.....
قصي لا يجد مبررًا لِم فعله في هذه اللحظات وإن برر لن يفهموا مقصده أبدًا !فتحدث بانفعال: تزوجت عشان احمي نفسي من وقوعي في الحرام.......وانقلعوا عن وجهي ترا وصلت لهنا(واشار لأنفه)

عزام ضحك بسخرية: لا وأنت الصاج.....تبي تبربس وتخربط على كيفك......بدون ما أحد يلومك...
جسّار اكمل على حديث أخيه: دام فكرة زواج مرّا معشعشه براسك كان تزوجة البنت اللي اخترتها علني بدل زواج هالمسيار....
قصي بحقارة: مابي ارتبط....وانغث بعيال وغيره .....
عزام بسخرية: تبي بس وقت مزاجك...وحاجتك.......
لم يردف بشي آخر فتحدث جسّار: اسلم على نفسك وطلقها قبل لا جيب لك ضنى....وتجي لأمك تعلمها عن هالزواج...
قصي : لا تخاف ماخذ كل احتياطاتي....
عزام دفه قليلًا من كتفه وهو يردف: شوف لك حل.......مالنا خلق البيت يعتفس من جديد........اعقلها وأنا اخوك....ولا تقارن نفسك بسيف....لأنه لو درى ابوي عن زواجك وبررت له بهالتبرير السخيف راح يتفل بوجهك....مانت بزر على قولتك......شوف لك حل....واخلص علينا.....قبل لا تنشب النار في هالبيت....
ثم خرج من غرفة اخيه
بينما جسّار اخذ ينظر لأخيه حتى قال قصي: حطوا ببالكم طلاق ما راح اطلق إلا لم أنا اقرر مو انتوا.......وقل لسبع البرمبه........يهجد عني عشان لا يفضحني هو.....مو هي.....
جسّار تنهد بضيق واردف: قسم بالله بتندم بعدها.....لحّق على عمرك قبل هالبلوة اللي ماخذها تمسكك من الإيد اللي توجعك....
ثم خرج من الغرفة
كرهها، وكره رسالتها التي قسمت أن تشعل النيران بينه وبين أخوته توعدها سرًّا على ذنبٍ لم تقترفه!
توجّه للدولابه لن يذهب للمدرسة اليوم كما خطط باللأمس، لا يُريد أن يرى طلابه وهو على هذا الحال ، سحب ملابسه بعشوائية والتي تتكون من جينز اسود وبذلة صفراء بخطوط بيضاء عشوائية ، ارتداها على عجلةٍ من أمره ثم خرج مقوّس حاجبيه وشادًا على شفتيه بحنق ، نزل إلى الدور السفلي أخوته كانا جالسيْن على الأريكة المقابلة للتلفاز ما إن خرجت والدته من المطبخ ورأته حتى قالت
: يمه قصي لا تطلع اخوك سيف بيجي وبنفطر سوى
تحدث دون أن يلتفت عليها وعلى تلك الانظار التي تسلّطت عليه : عليكم بالعافية عندي شغلة مهمة لازم اطلع...
قبض عزام على يده بغضب
بينما جسّار نهض ليلهي والدته عن مُحاتاة اخيه بقول: وربي جوعان يمه...
وكان سيلتقط قطعة صغيرة من البيض الموضوع أمامه فقالت بحنق بعد ان ضربته بخفة على يده: انتظر اخوك
ابتسم بخفة: واضح سيف يا عزام اليوم بياخذ كل الاضواء لعنده...
عزام ضحك بخفة: من قده صار ابو.......وجاب اوّل حفيد الحين بشِّيخ علينا وامي ما راح تقصر بتفرّق في معاملتنا معاه....
ام سيف نظرت لهما: عمري ما فرّقت بينكم لو تصيرون شيّاب وجيبون قبيلة من العيال بظل اعاملكم .....مثل ما اعاملكم الحين ولا تجلسون تفلمون علي....فرحانه فيه وبولده وصار لي شهر ما شفته.....
عزام قبّل رأسها: نمزح معك يمه...
جسّار: بتصل عليه والله تأخر وانا صدق جايع...
ام سيف ذهبت للمطبخ بينما عزام جلس على الكرسي ينتظر أخيه
.................................................. .................................
قبل أن يُقبل على هذا الأمر أخذ يفكّر مرارًا وتكرارًا في عواقبه يُريد أن يختار بنفسه دون ضغوطات دون ان يخيّر بين تلك وتلك!
كان من الصعب عليه أن يفاتح أهله بأمر الزواج ظنًا منه أن يجبروه على أحد فتيات العائلة وهو في الواقع لا يُريد ان يتزوّج منهنّ ليس بسبب قلّ الأخلاق والجمال لا ! بل لأنه يرا نفسه أخًا لهنّ وسيصعب على البقيّة فهم ذلك !
لذا قرر ان يتزوّج في الخفاء بإرادته وبدون أيّ ضغوطات اختارها واختار تلك الفتاة السهلة والذي من الممكن من اهلها القبول به!
وفي الواقع لم يكن الأمر سهل....عملية البحث عن فتاة بالمواصفات التي حددها في عقله لم تكن في منتهى السهولة
فتاة صغيرة تصغره بثمان او تسع او حتى عشر سنوات لكي تتربى على يده كما يظن ويعتبر ذلك انانية منه، بينما لا يريد منها الإنجاب وان تتناول اقراص منع الحمل بإنتظام، تمكث في شقةٍ تبعد كيلومترات طويلة عن منزله الحالي ، لا تختلط بالناس كثيرًا لن يمنعها عن الدراسة والعمل لو طال زواجهما، تقوم بواجباتها ناحيته كزوجه مطيعه!

نال مُراده، وشعر بالأسى عليها بعد أن رآها فتاة ذات السادسة عشر تملك ملامح بريئة ملائكية لن ينكر بعض الفتيات في هذا العمر تصبح شرسة فاهمة وواعية ايضًا والعكس صحيح لبعضهم! ولكن شعر انها واعية ومن الممكن ترفض هذا الزواج بعنف ولكن هي لا مستسلمة لشروطه ولهذا الزواج

يشعر انها تملك ذكاء كافي في فهم هذا الزواج ورفضه ولكن تعجب أنها قبلت به ولاحظ يغلبها الهدوء والذي جذبه إليها بسرعة

كان من الصعب إليه التقرّب منها لا يريد أن يُفسد هدوئها ،جمالها ،براءتها يشعر بالذنب لو فعل ذلك ولكن حدث ما حدث بهدوء
دون مقاومة ، دون صراخ لأنه ظنّ انها سترفض ذلك .....ولكن لم يُخفيه تلك الدموع المترقرقة في عينيها سألها ذات يوم هل أجبرتي على هذا الزواج ؟ فقالت له لا
ووضحت سبب قبولها بهذا ولكن لم يقتنع!
اتصل عليها وهو غضب أجابته قبل ان يردف بكلمة: هلا قصي......متى بزورني......
تحدث بحده: انا بالطريق .....
قبل أن يغلق تحدثت بتوتر: بس أنا بروح المدرسة ...
صرخ بجنون: لاااااااااااا تروحين
ازدردت ريقها : ماقدر امس غبت وكان علي اختبار اليوم المفروض اقدمه عشان...
قاطعها بصرخه وانفعال غير مبرر!: مُهره اقسم بالله لو جيت وما شفتك فيه....ما بتلومين إلا نفسك
كانت تظن باتصاله هذا سيتأسف على طول غيابه، سيأخذ بخاطرها بدلًا من هذا الصراخ لذا قررت أن تنتقم لنفسها منه فقالت قبل ان تغلق الخط في وجهه: بروح ....مستقبلي أهم....
فرمى هاتفه على المقعد الجانبي شتمها بصوت مسموع وزاد من سرعته ليصل ويلقنها درسًا في الآداب ليجعلها لا تكرر ما فعلته قبل ثوانٍ عدّة ، حديث اخاه عزام اشعل النيران في صدره ولم يكن حديث جسّار أقل وطئًا منه ، ومن الواضح انه سيفرّغ غضبه في تلك المسكينة التي تاقت روحها لرؤيته ليس حُبًا بل بحثًا عن معاني الأمان!
.................................................. ............................

حاول بكل ما بوسعه أن يُرضيه ، تخلّى عن كبرياؤه بالأمس واجتمعا هو واخيه بندر وأبناء عمه ولكن من الواضح سعود لا يُريد الصّلح صد عنه وخرج دون أن يستمع لقوله ودون أن يردف حرفًا واحدًا هو فعل كل ما يجب عليه فعله رغم أن أساس المشكله هو ومن المفترض عليه أن يتقدم بالإعتذار بدلًا عنه ! ولكن سيبتعد عنه كما يُريد ومتى صفح قلبه عن هذا الأمر سيرحب به بكل سرور....
نهض من على السرير نظر إلى ساعة الحائط التي تُشير إلى الساعة العاشرة ونصف نهض واتجه للخلاء ....
بينما نوف تغط في سُبات عميق بعد سهرها الطويل الذي دام إلى الساعة الثامنة والنصف صباحًا مع شيخه التي سمح لها والدها بالبقاء مع ابنت عمها فشاهدتا فلم رعب ولم يكملاه من شدّة بشاعة الأحداث وكثرة الدماء والسفك فيه!
شيخه لم تستطع الخلود للنوم ، هي الآن قريبة منه وجدًا يفصل بينهما حائط وبعض المترات عن بعضهما البعض، ما زالت تفكر خائفة من ردّت فعل الجميع من رفضها ! والدها يعزّ سلطان ووالده لا تريد ان تكون سببًا في خراب علاقتهما ببعضهما البعض تنهدّت بضيق...
نظرت لنوف الغارقة في النوم وسقطت عينها على إبرة السكر المرمية على الكومدينة سحبتها ورمتها في القمامة وهمست بحب: الله يشفيك حبيبتي....
نهضت من على السرير كانت مستلقية بجانب نوف ، فسريرها واسع ولكن على قدرٍ محدود لقبول شخص آخر فيه!
توجهت للنافذ ازاحت جزء بسيط من الستارة لكي لا تتسلسل أشعة الشمس وتؤذي نوف ....
ثم تنهدت بضيق من جديد سحبت هاتفها في وسط ضيقها تريد أن تسمع صوته جلست في زاوية الغرفة مُبتعدة عن نوف ....
.................................................. .................................
كان يُمشط شعره المبتل بعد أن خرج من الخلاء بعد استحمامه، سمع رنين هاتفه سحبه من على السرير اجاب مبتسمًا: يا صباح الورد والياسمين والسكر.....
نوف تكتفت نظرت لنوف بحذر وتحدثت بصوت واطي: اشوفك مروّق......
جلس على طرف السرير مسح على شعره المبتّل: كيف ما اروّق وانا مصبّح على صوتك ....
تحدثت بنفس النبرة : زين......شكلك بتروح الجامعة....
بندر قوّس حاجبيه: صوتك مو واضح....
شيخه نهضت متسمرّه عندما رأت نوف تنقلب على يمينها وتهذي بكلمات غير معروفة : عشان ما زعج نوف نايمة.....
بندر باستنكار: طيب ليش ما نمتي؟.....واضح أنك سهرانه....صوتكم كان واصلني للغرفة انتي وهالخبلة اللي معك....
شيخه بضيقة وبخفوت: بندر....فيني ضيقة مادري.....احس إني اختنق...
نهض بخوف: شيخوه وش فيك؟.....تعبانة....
شيخه بخوف وحذر: لا مو تعبانة......يعني نفسيتي تعبانة.....
بندر سكت لفترة ثم اردف: والله إني حاس فيك شي مو طبيعي تكلمي....
شيخه بترددد: بنـ...
وقبل ان تكمل تحدثت نوف وهي مغمضة لعينيها: شيخوه لا تهذرين فوق راسي نومي خفيف....كلمي الزفت حقك بعدين وتعالي نامي....
بندر سمع صوت اخته ضحك وهو يردف: تعرف...
قاطعته بحذر: ماتعرف من أنت .....والحين باي....اكلمك بعدين...
بندر : تمام....بتصل عليك لرحتي بيتكم وفهميني وش فيك.....
شيخه لتنهي الاتصال: اوك.....مع السلامة....
نوف جلست في وسط السرير وهي تردف: شالغراميات مع على الصبح....يا حقيرة تنتظريني بس أنام عشان تكلميه....
شيخه بخوف ورجفة من انها سمعت اسمه وهي تردفه: وش سمعتي نويف ؟
نوف رمت نفسها على الوسادة: ولا شي مع الاسف....
ثم نهضت بطريقة اخافت شيخة: ماخذه احتياطاتك يا كـ........تكلميه وصوتك مثل دبيب النمل...
شيخة تأفأفت وتوجهت لناحيتها ازاحت اللحاف وتحدثت : زحفي مناك بس خليني انبطح وأنام...
نوف ابتعدت قليلًا ثم قالت: خمدي وجع ورانا مشوار لأختي....لا تنسين....حدنا للساعة ثنتين الظهر وبنجلس....حاطه المنبه...
شيخه ولّت بظهرها عنها: زين خلاص سكتي...
نوف سحبت جزء من اللحاف : لا تفكرين فيه واجد عشان تنامين واظن بعد هالمكالمة راح تنامين وتحلمين فيه هالخايس....
شيخه بضحكة: واضح حبيبي فاقع مرارتك هذا وانتي ما شفتيه ولا كلمتيه وتكرهينه هالكره يا الظالمة....
نوف اغمضت عينيها: لأنه حيوان وما يستاهل حبك له....وبضيعك.....يا ثورة....
شيخة بنرفزة: تكفين نامي....
نوف : زين زين....
.................................................. .................................
ارتدى بذلته الرسمية بعجل نظر إلى ساعة يده ، وكانت تنظر إليه بشك وخوف وريبة لم ينم بالأمس جيّدًا وخمنّت أنّ هناك أمر فوق طاقة حبيبها الذي ساهرت عينها بالأمس!
اقتربت منه ولتخفف من توتره احتضنته من الخلف ووقفت على اطراف اصابع قدميها لتلصق خدها الأيسر بخده الأيمن : يسعد لي صباحك ....
ابتسمت وهو يحاول ان يخفي توتره الذي لم يخفى عليها لفها لتصبح أمامه قبّل ما بين عيناه واردف: وصباحك...
ديانا لفت لتهم بالخروج بقول: راح ساويلك أحلى فطور...
مسك مصعم يدها بلطف واحتضن يدها : ساويلي قهوة بس....
ديانا بحب:تامرني آمر حبيبي....
وخرجت وتلقّى هو رسالة من جورج والتي لم تكن سوى رسالة لتحديد موقعهما للتلاقي بعد عدّة دقائق.....
اتصل على دانيال ليطمئن على الأمور وطمئنه اغلق الهاتف وخرج مارًا بغرفة نور فتح الباب جزئيًا رآها تغط في سبات عميق ابتسم واغلق الباب
نزل ورأى زوجته حامله كوب قهوته اللذيذه تناولها من يدها تحدث بهدوء: ديانا.....جهزي اغراضنا راح نرجع على بريطانيا عالساعة وحده الظهر....
لم تسأل لماذا كل ما اردفت به: اوك....
أمير ارتشف من قهوته ثم اردف: اتصلت علي بالأمس جولي.....
عبست بوجهها بضيق: شو بدها.....
أمير بتنهد: بتئول(بتقول) البنت تعبانة كتيرة....
ديانا بخوف: شوفيها لسندرا؟
أمير اشار لها : اهدي بس مجرد حرارة وعشاني مأكد عليها بتئول لي كل شي خبرتني ....بس الشي اللي مخوفني بتئول في عيلة بدها تتبناها....
ديانا ضربت على فخذها بخوف: لالا هيك كتير.....
أمير ارتشف آخر رشفةٍ: كلمت مدير المستشفى ....وئلت (وقلت) إن تمت الموافقة......راح اسحب إيدي من مساعدتهم في بناء مستشفاهم يلي في لندن.....
ديانا بتركيز: أي شو ئال لك؟
أمير مد كوب القهوة وتناولته: خاف......وطمني ما راح يصير شي....
ديانا بندم على هالذكرة: الله ياخذ عيال الحرام ياللي سببوا إلنا هالمشكلي....
أمير بحذر: انتبهي جيبي سيري لنور.....بنحمد الله أنها تحسنت .....وخلصنا من هالئصة......
ديانا هزت رأسها بضعف: لا تاكل هم.....
أمير قبّل جبينها: يلا عن اذنك ما راح اتأخر بس اخلص من شغلي وراجع

هزّت رأسها بهدوء وخرج وبقيت تتذكر تلك الذكرة المؤلمة التي خلّفت ورائها نتيجة لم تتوقع ولم تكن في الحسبان، ارتعش جسدها حينما تذكرت صراخها في تلك الليلة المظلمة والممطرة حركت رأسها ترفض ذكرياتها القاسية ثم توجهت للدور العلوي!





انتهى






 

رد مع اقتباس
قديم 06-14-2020, 08:06 PM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت العاشر

.
.
.
.

السماء مازالت تمطر أملًا للقلوب المنكسرة، تُمطر أحلامًا سعيدة للأعين المُغمضة
تُمطر رحمةً وغفران لِمن رفعوا أيديهم بالدعاء سائلين المولى الرحمة والمغفرة
اكتست شوارع أكسفورد ازدحامًا من الناس بسبب خروجهم من عملهم في هذا الوقت
وكأن جميع سُكانُها خروجهم موقّت في نفس الساعة والدقيقة والثانية معًا !
منهم من انصرف إلى بيته ، او شقته أو حتى الخروج منها عائدًا إلى مدينته الأم!
ومنهم من فضّل البقاء تحت قطرات المطر والجو الغائم
هذه الأجواء ما هي إلى بداية لدخول الشتاء
أجواء مليئة بالتفاؤل والتفاني.......والاعترافات الصادقة!
كان الجميع مطمئن في هذه الأرض....يمشون بجوار بعضهم البعض
تتخبط اكتافهم وتصطدم ولكن ردّات فعلهم تحت هذه الأجواء مريحة بعيدة عن العنف والتذمّر
يبتسمون .....ينظرون للسماء....يلتقطون الصور سريعًا للاحتفاظ بالذكريات الجميلة.....العصافير عادت لأعشاشها ولم تعد تغرّد
والطيور المهاجرة ......انزاحت لمكان بعيد عن هذه الأجواء
وحتى الحشرات تخبأت خلف أوراق الشجر واغصانها الليّنة والذي يغدق عليها بحنانه الكثير!
امن وامان ويتبعه السّلام
هدوء رغم ضجيج الأصوات والسيارات المارّة
ورغم طرق أحذية الرجال والنساء والصغار على الرصيف
فجأة وبشكل غير معهود وربما أوّل مرة يحدث مثل هذا الأمر
إطلاقات نار مُخيفة ، جعلت من الناس يضجّوا بالصراخ والعويل والركض للاشيء
وهناك دخان غريب ذو رائحة نتنة ، أُلقيت عليهم بشكل عشوائي وفرقّت الجماعات
ماذا يحدث؟
هل جنّ الناس حتى يفعلوا هذا الأمر؟!
ركضوا وبدأ الصغار بالبكاء والركض بشكل عشوائي
والجميع بدأ يتخبط ببعضه ويصطدم بخوف وذعر
أتوا مجموعة رجال يرتدون قناعًا لإخفاء وجوههم
اطلقوا النار في الهواء لإخافة المدنيين
وسريعًا ما تدخلت القوات العسكرية البريطانية ......واطلقوا عليهم النار لـِأبادتهم!
واخذوا يساعدون المدنيين للوصول إلى وجهتهم سالمين
برغم تكاثر العدو عليهم بشكل مفاجئ ومخيف!
........
صوت اطلاق النار عنيف وجدًا.......وقريب من القلب والمسامع
الصوت كان قريبًا من شقته.....شعر بثقل وطنين في رأسه
فتح عيناه.....وبدأت عليهما الغشاوة اغمضهما من جديد وفتحهما سريعًا أعاد حركته بما يُقارب الثلاث مرات ....يُريد ان يستعيد وعيه وعلى.....دوّى صوت اطلاق النار بشكل متتالٍ وغير منقطع
وهنا
استوعب ما يجول حوله ورفع نفسه من على صدرها ، صُعق من صوت اطلاقات النار وبدأ يتساءل
ما بال صوت اطلاق النار؟!
وماذا حدث لهُ؟!
تذكر نور....ديانا.....وسريعًا ما التفتَ عليها ورآها ساكنة على الأرض
صرخ بذعر: نوووووووووووووووووووور

هزها بعنف ...ولم تُجيبه
أخيرًا استوعب عُظم وثقل الأمر نهض وانحنى عليها ليحملها بخفة وتصبح ما بين يديه
خرج من الغرفة ومن ثم خرج من الشقة....ورأى الناس كيف يركضون من على عتبات الدرج للذهاب إلى شققهم
قوّس شفتيه ؟!
ونزل سريعًا من عتبات الدرج متجهًا للشارع
زحمة
زحمة عظيمة من الناس التي تركض بلا وجهة مُحددة، خائفة تصرخ بذعر
واطلاق النار لم يتوقف من قبل ....لا يدري من أين؟!
ركض لناحية سيارته فتحها بعدما اخرج بصعوبة مفتاح السيارة من جيبه
ادخل نور ووضعها على المراتب الخلفية من سيارته اغلق الباب
وانطلقت رصاصة طائشة بالقرب منه ولكن تصداها بعدما خفض رأسه عنها
ماذا يحدث؟!
ركب سيارته وقادها بجنون لناحية أقرب مستشفى من هنا
ولكن الشارع مزدحم وهناك زحمة سير لا تعرف الرحمة!
تحدث: شوووووو صاير؟
رنّ هاتفه
سحبه وهو يقود مسرعًا حينما لقى فرصةً للتحرك
ثم أجاب على المتصل
وكان دانيال هو من يحدثه، مرّ وقتٌ طويل عليه لم يراه مُنذ آخر زياره له في لبنان والتي كانت من شأن جورج!
تحدث: نعم....
دانيال بذعر: يا رجل فينك انتّا......احرئت جوالي وانا بتصل عليك....
امير ازدرد ريقه انعطف يمينًا بشكل سريع حتى أصدرت كفرات السيارة صرير: شوفي دانيال؟!

دانيال بخوف: فيه مجموعة ....حاولوا قتل لويس....ومن بعدها اتصلوا الحرس الأمني الخاص فيه لجميع رجال الأعمال المشتركين معوه للتأكد من سلامتهم وخروجهم من البلد...اتصلوا فيك وما كنت ترد عليهم وخافوا ليكون صرلّك شي....واتصلوا علي بحكم كوني شريكك للاعمال الخيرية اللبنانية بظنوا انك في لبنان.....وانصدموا لم حكيت انك منّك هون...انتّا بخير امير...
أمير اقترب من المستشفى ، ازدرد ريقه من جديّة أمر تلك العصابة التي تقتنص الفرص من أجل قتل رجال الاعمال وأخذ أموالهم بالقوة دون الإفصاح عن هويّتهم اردف بعجل: بخير....بخير بحكي معك بعدين

اركن سيارته بشكل خاطئ ولم يعطي مجالًا لدانيال للرد عليه نزل .....وكان الأمن محاوط المستشفى من كل مكان .......ينتظرون فقط إشارة حتى يداهمهم العدو بأسلحتهم ....
فجأة الهيلوكوبترات أصبحت معلّقة فوق رأس مدينة أكسفورد من كل جانب حتى انها اخفت الغيوم خلفها لتمنع الناظرين عن جمال السماء والتمتّع في مشاهدة المطر
يبدو ان الحرب قامت هنا بشكل سريع!
حملها بين يديه ......نزل....صرخ في الطوارئ لنجدتها وظنوا إنها احدى المصابين من الهجوم العدواني الذي حدث من قبل عصابات مجهولة الاسم والهوية!

تلقفوها من يده وادخلوها في غرفة الطوارئ
وبقي هو في الانتظار
عقله أصيب بالشتات .....من المفترض ان يذهب قبل المغرب لاستلام جثة ديانا ودفنها ولكن مع هذه الأوضاع
تخبط كل شيء في بعضه!
نظر للتلفاز
وإلى الإعلان
خبر عاجل: في صباح هذا اليوم تمت محاولة اغتيال رجل الاعمال الخيرية لويس فكتور من قبل عصابات بريطانية متطرفة .......وحاولوا بشتّى طرقهم إثارة الشغب في أرجاء الشوارع .....وقتل المدنيين ولكن تصدّت لهم القوات العسكرية البريطانية والتدخلات الدولية المهمة لردع أعمالهم....
حاول تهدأت نفسه ......لم يستوعب أنه الآن اصبح في محض الاخطار عندما قالت المذيعة

: على المدنيين الأعزاء أخذ الحيطة والحذر والبقاء في بيوتهم حفظًا على سلامتهم إلى اشعارٍ آخر..... ونرجو منهم عدم التدخّل في الاشتباكات العدوانية.

انقطعت الإشارة وبدأت وشوشة مزعجة على التلفاز ثم اطفئوه سريعًا
يبدو أنّ تلك العصابة لديها إمدادات وأيدي كثيرة لمساعدتهم في هذه الحركة اللعينة ماذا يفعل؟

عليه أن يخرج من هذا البلد في أسرع وقت ممكن
ولكن قبل سيطمئن على نور ومن ثم سيسافر خارجًا إلى ....
إلى ....أجل ......إلى فرنسا......سيذهب هُناك...
اجرى اتصالًا سريعًا يطلب فيه
(مترجم): انقل جميع اموالي إلى الحسابات الفرنسية حالًا .......سأسافر هناك ....جهزوا الطائرة حالًا..... وارسلوا إلى مستشفى أكسفورد حراس من أجلي.....واجعل منهم يذهبوا إلى مستشفى جون رادكليف ليستلموا جثة ديانا وادفنوها ......سريعًا!

ثم اغلق الهاتف.....وفي قلبه حُرقة.......لا يعرف كيف يطفئوها
سيدفنونها قبل أن يراها .....سيدفنونها بأيديهم وبسرعة من اجل هذه الأوضاع
واختلال الامن
تبًا لهم ولأفعالهم الشنيعة !؟
هل ما يحدث له عقوبة إلهية على ما فعله بيوسف؟!
مسح على وجهه من أفكاره السوداوية بينما

رجاله بدئوا يفعلون ما أمرهم به سريعًا ولكن مسألة نقل الأموال ربما ستأخذ ساعتين أو اكثر ليس من السهولة نقل مبلغ ضخم كهذا في غضون دقائق! هو تهاون في الامر والآن سيدفع ثمن تهاونه!

تذكر امر داليا تأفف هنا ، وفتح عينيه على الآخر عندما تذكر امر سندرا
الأمر بات صعبًا واخذ يجول بما يقارب العشر دقائق الطبيب لم يخرج ليطمئنه على نور ولم يستطع الاتزان في تفكيره من اجل ابنتها
....عندما أتوا إليه حرّاسة راكضين لناحيته
توجّه إليهم وتحدث بسرعة بالغة في الخوف
(مترجم): أنا ذاهب الآن لجلب أشياء مهمة ولكن اريد منك ستيفن للذهاب إلى مكان داليا انت تعرفهُ جيّدًا
ستيفن بهدوء (مترجم): اجل سيدي
امير بقلق: حسنًا اذهب ....واجعلها تعود لديارها اليوم......فهذه الأوضاع لا تبشر بخير وربما الخطوط الجوية ستصبح بعد ذلك مزدحمة او مغلقة .......اجعلها تعود للديار مجبرها على ركوب الطيارة ....
ستيفن(مترجم) : لا تقلق سيدي سأفعل ذلك
ثم انصرف عن وجهه
اكمل امير(مترجم): ماكس ستأتي معي أما انتما ابقيا هنا واحرسا نور ولا تجعلها تخرج إلى أي مكان!
وكأنه واثق من نجاتها من كل هذا حتى اردف جملته الأخيره عليهم كالأمر
حركوا رؤوسهم بطاعة ثم انصرف أمير
وتحدث مع ماكس بهمس(مترجم): هل معك سلاحك
ماكس (مترجم): أجل وهناك واحدٌ في السيارة من اجلك
امير حرّك رأسه برضى
رغم الحزن......رغم الألم والفقد الذي يشعر به إلا أنه حاول أن يُسيطر على نفسه ويلملمّها من ضياعه
فالأوضاع اجبرته على أن يستيقظ من عاطفيّته وينسلخ من حداد الأموات!

سيذهب إلى دار الايتام لانتشال تلك الصغيرة ، يعلم حالتها الصحية غير مستقرة الآن فهي بحاجة كبيرة إلى الرعاية ولكن مُجبر على ابعادها من هنا
سمع رنين هاتفه سحبه رأى الرقم وعرف هنا أن مراد هو من يتصل به فاغلق هاتفه الآن كل ما يُريده
حماية نور وابنتها قبل كل شيء!

...وبعد التشابك....باطلاق النار من قبل تلك الجماعة ورجال الأمن ......وازدحام الناس استطاعوا الوصول وهم سالمين من كل مكروه إلى المستشفى والذي كان مغلق
ومشيّد بحصون غريبة!!

ولكن ما إن رأوه الامن حتى تحدثوا بأهمية بالغة في الأمر
(مترجم): سيدي ....لابد ان تخرج من هنا قبل....أن...
قاطعهم بخوف على تلك الصغيرة : open the door

الرجل ازدرد ريقه من حنق امير فتح الباب دخل هو وماكس
و توجّه للدور والغرفة المنشودة هو يعرف المكان وحفظ ارجاؤه وزواياه من كثرت قدومه هنا على عكس ديانا التي كانت تتجنب المجيء لرؤيتها لأنها تشعر بالذنب حيال قرارها في ابعادها عن حضن والدتها!

ذهب إلى مكتب الطبيب الخاص بها حدثه بانه سيأخذها الآن للرحيل والابتعاد عن هذه الفوضى
ولكن منعه بسبب ضعف العلامات الحيوية لديها
فهناك مؤشرات لا تطمئن بالخير عن حالتها!

ولكن صرخ امير(مترجم): اخبرتك إنني سآخذها ....هي وجولي....هل فهمت...
الطبيب بانفعال(مترجم): انت ستتسبب في موتها....امير ارجوك....الفتاة لم تستعيد صحتها ....وفكرة ركوبها للطائرة بعد عمليتها ليست بفكرة صائبة

امير عيناه مجهدتان ومحمرتين ......بالأمس أخبره لويس عن الامر كيف استعجلوا في امر قتله ؟!

هل كانوا مخططين لكل هذا من قبل عدّت سنوات
يبدوا انهم درسوا خطتهم جيّدًا للخلاص منه ومن شركاؤه حتى انهم زعزعوا الأمن سريعًا وقتلوا ما قتلوا من المدنيين واخافوا الكثير من الضعفاء!

صرخ : tell me….. do you see what happens outside?

الطبيب سكت ، استوعب رجفة امير وخوفه على الصغيرة لذا استسلم لرغبة أمير ورفع سماعته بهدوء وهو يقول: joli……..come here……in my office

ثم اغلق السماعة وانتظرا قدوم جولي
بينما امير حدثّ ماكس سريعًا ان يتصل على هنري لتحضير المكان المناسب لحمل جولي والأجهزة الطبية اللازمة في الطائرة!
وما إن دخلت جولي حتى قال امير بعجل (مترجم): جهزي نفسكِ ستذهبين معنا ومع سندرا للسفر

جولي نظرت للطبيب متسائلة وهزّ رأسه ليبرر لها قلّة حيلته
لذا هزّت رأسها بالموافقة مُجبرة على التنفيذ!

وذهب أمير لرؤية حبيبته وبعد ان اطمئن عليها وبدوا تجهيزها للذهاب إلى المطار بحرّاس أمنية دولية تكفلوا به عند الخروج من المستشفى وهي تُجر على السرير ، من الواضح انه مشهورًا وكثيرًا حتى بهم اهتموا لأمره، فهو يخرج في التلفاز من اجل تلك الاعمال التي عمل بها مع السيّد لويس
وعلّقت صورته مع العديد من رجال الاعمال الكبار في البلد في الأماكن الرسمية كونهما يحملون رسالة إنسانية للضعفاء والفقراء والمحتاجين في هذا البلد وخارجها!

أمير اشتهر بالخير ولكن ما يحدث الآن ربما خطأ من إحدى الكبار الذين لم يلتقي بهم
و يرجو من الله أن لا يصيبه مكروه ولا يصيب نور ولا حتى ابنتها!
ولكن وجود حرس من قِبل الشرطة والحكومة رسميًا سيلفت الأنظار حوله
وهذا ما لا يُريده لذا قال(مترجم): لا داعي لمجيئكم......لا اريد اثارت الشبهات من حولي...لطفًا...

إحدى رجال الشرطة تحدث(مترجم): ولكن يا سيد امير انت من ضمن المستهدفين كما اخبرنا السيّد لويس وعلينا حمايتك...حفظًا على سلامتك وسلامة الصغيرة

امير لا يُريد أن يُطيل الأمر (مترجم): اشكر لي السيد لويس...واخبره إنني بخير...وسأتكفل بأمري لا تقلقوا...رجالي لم يقصروا يومًا في حمايتي وحماية صغيرتي....وقبل كل شيء الله معنا!

هزّ الشرطي رأسه واخبر الباقي في الابتعاد
امير همس لماكس(مترجم): اركب معها في سيارة الإسعاف.....واهتم بها....سأذهب إلى الشقة وسآخذ الأوراق الرسميّة وسآتي إليكم....

ماكس بهدوء(مترجم): حسنًا

ذهب لناحية سيارته ........لا خطر عليه اخبره لويس انه أزال اسمه من النظام إذًا لن يكون مستهدفًا ولكن ما بال صورّه التي خرجت معه في كل مكان
تبًا
حقًا عليه الابتعاد ، هو خائف ليس على نفسه وإنما على تلك الأمانة التي في يده....
حاول جاهدًا التركيز في عمله الآن
أزاح من على جسده الجاكيت الرسمي.....
ازاح ربطة عنقه ....يريد أن يتحرر من نفسه
بعثر شعره ليصبح مهملًا ومبعثرًا على وجههُ
يريد أن يخفي القليل من ملامحه ، عشّقْ سلاحه ليكون مستعدًا للمواجهة في أي لحظة وانطلق لناحية شقته، وكان الشارع مزدحمًا وبعض الطرق أُغلقت في خلال ساعة فقط!
يا الله ....
تنهد من أي طريق يخرج واخيرًا استقرّ على طريق ولكن ضيّق وخشي من ألا تدخل سيارته فيه ولكن حسم الامر ومرّا من خلاله بصعوبة
عدّى عدّت شوارع مزدحمة ومضى نصف ساعة على عدم مقدرته للوصول إلى الشقة ولكن بقى شارع ما إن يتعداه سيصل ولكن الزحمة
واللعنة على هؤلاء الأنانيين!
ترجل من سيارته ، وركض بخفية من جوانب العمارات الشاهقة
تنفس سريعًا يشعر أنه في فلم اكشن مُخيف
حتمًا ما إن يروا وجهه سيقتلوه فالمستهدف كل من شارك لويس في اعماله هذا اختصار القصة!
بدأت الشكوك تطرق في باله هل فعلًا يريدون أموال اليتامى والمساكين من الاعمال الخيرية ام يعاقبون لويس من اجل شيء آخر
نفض الفكرة سريعًا من رأسه راكضًا ليقفز من الحاجز الحديدي ويصبح في الوجهة الأخرى من الشارع
اقترب من العمارة
ركض ودخل هنا، كان ماسكًا سلاحه، يتخطف ببصره لمن حوله
ما زال الناس مرعوبون ولكن لم يسمع صوت اطلاق النار
ركض لناحية الشقة بعد أن تعدّى عتبات الدرج
فتح الباب
وركض بسرعة لغرفتهما وخفق قلبه بشدة .......اليوم
يوم عنيف وقاسي على قلبه وحياته كلها .....كيف سيترك المكان الذي جمعهما فيه!
نظر لصورتها المركونة جانبًا على الكمودينة أخذها سحبها من الإطار ووضعها في مخبأ بنطاله
فتح الصندوق الحديدي واخرج الأوراق الرسمية لنور واوراق أخرى واوراق ابنتها ، ومبلغ مادي ليس هيّن
وضعها في حقيبة سوداء ومن ثم نهض
وسقطت انظاره على الصورة المتوسطة في حجمها والمعلقة على الحائط الصورة التي آخذها (كسلفي) في لبنان والتي تجمعه هو وديانا ونور
سحبها من على الجدار وفتح الحقيبة من جديد ووضعها بداخلها واغلقها ثم خرج من الغرفة القى نظره سريعة على الشقة
تنهد بضيق مُجبر على تركها ثم خرج
وركض على عتبات الدرج للخروج من العمارة
وسمع صوت إطلاق نار فتأفف كيف سيعبر الشارع الآن.....كيف؟
عاد من جديد للشقة عليه التخفي كيف ولكن....
دون شعور قادته رجلاه إلى غرفته فتح الدولاب اخرج ملابس صيفية
ارتداها على عجل ثم سحب جاكيته الأسود
والشال الصوفي معه ....
نظر إلى الحقيبة ...حقيبة سوداء رسمية كتلك التي يحملها رجال الاعمال!
فكر إن خرج ورآه العدو سيسدد هدفه لذا كل ما فعله
سحب حقيبته الرياضية الخاصة بملابس الرياضة حينما يذهب للنادي
افرق الأوراق بداخلها ووضع الصور ايضًا ثم اغلق الحقيبة
و خرج .....ركض إلى الشارع وسلاحه تحت بدلته ولكن كان ممسكًا به بطريقة لا تُثير الشكوك
الجو بدأ باردًا قليلًا والمطر يزداد والغيوم السوداء تراكمت في السماء
واطلاق النار يزيد...
اسند نفسه على جدار إحدى المحلات الخاصة بالملابس تنهد
عليه أن يقفز من الحاجز مرةً أخرى وإلا سيموت هنا....ولكن عليه أن يركض اكثر....وبشدة
بقي بما يقارب الربع ساعة لكي تهدأ تلك الإطلاقات النارية سبهم سرًا وعلانية
فرقوه عن محبوبته مجبرًا
فرقوه عن الموطن والمكان الذي جمعهما فيه
ألم يكفيهم أن الموت فرقه عنها
الآن يريدون منه ان يتفرقا حتى بالمكان ؟!
ضرب على قلبه بوجع ........برجفة حبه ....وخوفه من الفراق
سمع اطلاق نار قريب منه
فركض للناحية الأخرى التي تقربه من الحاجز.....
ولكن لم ينتبه لذلك الرجل الذي اطلق عليه النار
وهو يقفز من على الحاجز
كتم فجأة نفسه من الألم....واغمض عينيه .....لا....لن يتوقف
ركض ........إلى ان وصل إلى سيارته وعاد ادراجه سريعًا إلى الشارع الآخر والذي خفّت زحمته من الناس
وضع يده على الجرح القريب من زنده الأيمن .....تأوّه
توقف قليلًا وازاح الجاكيت من يده ...نظر للجرح لم تكن بداخله الرصاصة إنما لمست جلده فقط واحدثت جرح بسيط ولكن مؤلم لو اخترقته لكان الألم اهون عليه من هذا هكذا حدّث نفسه!

فتح هاتفه سريعًا كلّم إحدى الحراس الذين بقوا مع نور
(مترجم): هل أخذتم نور معكم
تحدث الآخر وهو ينظر إليها كجثة هامدة: آخذناها بالقوة فالطبيب لم يسمح بخروجها لسوء حالتها
قاد أمير سيارته بسرعة عندما لقي الطريق مفتوحًا(مترجم): ماذا قال لك؟
تحدث بهدوء: تُعاني من حالة صدمة وانهيار شديد .....وعلينا ألا نكدّر خاطرها ولا نجعلها تحت ضغط عنيف وإلا...
قاطعه امير بخوف وهو ينعطف يسارًا(مترجم): وإلا ماذا؟
تحدث (مترجم): وإلا من الممكن ان تصاب بنوبات تشنجية أو تدخل في حالة صرعية نفسية
أمير تنهد واكمل طريقه بصعوبة من شدّت الزحمة التي عادت في هذا الطريق(مترجم): نلتقي في المطار.......انتبهوا لها......وانتبهوا إلى الصغيرة فهي سبقتنا إلى هناك مُنذ وقت طويل....
ثم اغلق الخط.....وتابع طريقه وهو يتأوّه من جُرح زنده وقلبه
وعلى الأوضاع التي انقلبت سريعًا هنا!
.................................................. ...................

.
.
.
استيقظ من غفوته التي أصبحت كالغيبوبة فمن التعب نام لمدة لم تقل عن ثلاث أور اربع ساعات

سمع اطلاق النار....لم يستوعب ما يحدث في الخارج؟ ولم يفهم تلك الحرب التي قامة بشكل سريع ومخيف
فتح هاتفه وانهالت عليه الرسائل
وبين تلك الرسائل رسالة من رقم رسمي حكومي بريطاني
كُتب : على الأعزاء المبتعثين نرجو منكم التوجّه إلى مطار أكسفورد الدولي لإجراء عملية اخلاء سريعة للمنطقة في تمام الساعة الواحدة ظهرًا وحفاظًا على سلامتكم الالتزام بالوقت المحدد!

فتح عينيه على الآخر....هذا يعني قبل ثلاث ساعات من الآن....توتر ومسح على رأسه
هل تم أخذ الإجراءات اللازمة لنقل الطلبة والطالبات لمكان آمن أو اجبروهم للعودة إلى ديّارهم؟!
قرأ الهاشتاقات التي ظهرت مؤخرًا في تويتر وفهم كل الأمور
قرأ تغريدة أحد المسؤولين عن الطلبة والطالبات المبتعثين والتابع للملحقية البريطانية
: على الحكومة البريطانية أخذ إجراءات السلامة لجميع المبتعثين درءًا لما قد يحدث في أكسفورد ومنعًا من الخصومات مع الدول المجاورة!
فهم هُنا أنّ الأمور باتت اكثر تعقيدًا ويبدو ان ما يحدث خارجًا كان حركة شغب من قِبل مجهولين ...
خفق قلبه بشدّة وركض لناحية الدولاب اخرج أوراقه الرسمية وجواز السفر وضعهم في الحقيبة ووضع عليهم ملابسه بشكل عشوائي
اغلقها ومن ثم سحبها وخرج إلى الشارع
كان الدمار واضح على وجوه الراكضين والخائفين من الناس
خشي من ان تُصابه طلقة نار طائشة
ابعد تلك الأفكار وحصّن نفسه
سيتوجّه للسفارة السعودية الآن .......ليتمكن من العودة للديار ويكون تحت حمايتهم!
أشار إلى إحدى سيارة الأجرة واوقفها
امره للذهاب إلى السفارة .....واخذ طيلة الطريق يدعو الله سرًا ليحفظه وينجيه من كل هذه الأمور
خشي من أن يصل الخبر سريعًا لبندر او نوف ويخبرا ابيه
ويتشاغب عليه كما يتشاغب على حال الجازي
فاتصل عليهم ليطمئنهم ولكن لم يُجيبوه
ومن ثم نظر إلى النافذة وإلى الشرطة المنتشرة في كل مكان...
الطريق يستحق بما يقارب الثُلث ساعة
اخذ يتوتر.....هجوم عنيف على رجال الاعمال من قبل مدنيين في تغريداتهم يطلبون منهم الخروج ومواجهة العدو بدلًا من التخفي خلف الاسوار
يكررون
نحن في خطر بسببكم
أكسفورد احترقت في غضون ثلاث ساعات
ألم يكفيكم هذا ؟ اظهروا أنفسكم لهم!

ردت فعلهم مخيفة وهذا ما يُريده العدو يُريد وقوف المدنيين معه وعدم التعاطف مع رجال الاعمال

أي معادلة خبيثة حبكوها؟!
ولكن الأهم من هو الذي يدعمهم وهذا ما تتبحّث عنه الحكومة البريطانيّة!

والآن سيطرت على امن الشوارع قليلًا....واستطاعوا حماية الناس
وارتدع العدو في هذه اللحظة بخوف من هذا الاستعداد لتصدي ضرباتهم!

اغلق هاتفه بعد ان قرأ الاخبار والتغريدات
وتنهد مستغفرًا يُريد ان يصل إلى السفارة قبل حدوث أي شيء مزعج ومخيف لأهله!
.................................................. ................
.
.
.
ادخلوها في غرفة الطوارئ وبقيا هما ينتظران في الخارج بالقرب من الغرفة
أحدهم يستغفر متوترًا والآخر يتساءل ما بها
إلى أيّ مدى وصلت بينهما حتى يُصبح حالها هكذا؟!
أخافهم النزيف الذي انطبع على الأرض وهذا الامر أثار شكوكًا مخيفة في قلب والدها
كانت نوف تُريد الذهاب معهم ولكن اوقفها بندر بقوله: ظلي هنا عشان عبد لله يا نوووووف.....لا تحاتين موصاير لها شي

ثم ذهبا بها إلى المستشفى

لم يتحمل والدها هذا الانتظار يُريد تفريغ غضبه من الأمر تحدث ما بين اسنانه: اتصل على الزفت سيف وعطني بكلمه...

بندر نظر إلى غضب أبيه توتر واخرج هاتفه واتصل على سيف
فلم يجيبه عند الاتصال الأوّل ولا الثاني
اخبر ابيه: ما يرد
بو خالد بعصبية: حسبي الله عليه....
بندر سكت هنا واخذ يدعو الله سرًّا على ان يلطف بحالها
...................................
بينما في المنزل......اسكتت الصغير وقامت بهدهدته بين يديها حتى نام وضعته على الكنبة واردفته بالوسادات الصغيرة
بكت .....لا تستحمل ضعف اختها ولا تستحمل تذكر منظرها وهي ساقطة والدماء تسيل من بين قدمَيها
هل تعبت لأنها تتحرك كثيرًا قبل خروجها من الأربعين؟!
ام ماذا حدث بينها وبين سيف هل ضربها؟!
تفجّر قلبها خوفًا سحبت هاتفها من على الكنبة اتصلت عليه
ولم يجيبها
..............................
كان جالسًا في وحدته ينظر للفراغ ، ويعاتب نفسه على ما فعله بها
اتصالات بندر عليه اخافته من معرفة الحقيقة
ولكن اصرارهم على الاتصال به حتى أنّ نوف الآن اتصلت عليه هذا يُعني أنّ هُناك أمر مهم
بعد اتصالها الثالث أجاب
وسمع صوتها الباكي: حلّفتك بالله يا سيف.....تقول لي الحقيقة.....أنت ضربت الجازي اليوم.....سويت لها شي يضرها؟!
تعجب ...قوّس شفتيه وحاجبيه
ماذا حدث حتى بها تتهمه بضربه لها؟!
تحدث بنبرة هادئة: لا....وش صاير نوف؟
نوف شهقت لم تتحمّل الأمر....فالأمر اصبح فوق طاقتها : مادري مادري.....طاحت علينا وكانت تنزف بغزارة....ونقلها ابوي وبندر للمستشفى
اردف بذعر: وشهوووووووووووووووووو؟
ثم تساءل بعدما نهض: أي مستشفى
نوف مسحت دموعها حاولت التماسك لأنها استوعبت أنها فجعتهُ بالخبر : مادري........ما قالوا لي
خرج من جناحه راكضًا وهو يقول: بتصل على بندر لا تهتمين ......إن شاء الله موصاير لها إلا كل خير...
ثم اغلق الخط جاعلها تتآكل من كثرة الدموع والخوف على اختها وحبيبتها!
.................
نزل من جناحه وهو يركض ووجهه مكفهر ومائل للشحوب ماذا فعلت بها يا سيف؟
ركض تحت انظارهم وتساؤلاتهم ومناداتهم له
فوالدته هي من تناديف: سيف......سيف شفيك ....وش صاير؟
عزام ناداه ولكن لم يعطيه أي وجه وعندما رأى ذعر والدته هدأها قائلا: يمه لا تخافين يمكن طالبينه المستشفى لحاله صعبة....هدي...
ام سيف وضعت يدها على قلبها: ان شاء الله ما فيه شي....ان شاء الله
حقيقةً عزام توتر من وجه أخيه وحركته تلك ....ولكن بقي بجانب والدته يهدأها ويحدثها بمختلف الاحاديث لكي تشيح بنظرها عن خوفها لرؤيته هكذا!
.............................................
اتصل وهو يقود سيارته على بندر الذي ما إن سمع صوت سيف حتى مدّ الهاتف لوالده وهو يقول: انتتتت وش سويت ببنتي هاااااا وش سويت فيها يا....
قاطعه سيف بخوف: خالي وش في الجازي....
بو خالد ضرب على فخذه بتوتر: قول وش اللي ما فيها....؟
سيف بتساؤل: بأي مستشفى انتوا؟
بو خالد حاول تهدأت نفسه على سيف الحضور لكي يفهم منه كل شي
اخبره بأي مستشفى هما وبعد عشر دقائق كان أمامهم يتساءل: وين الجازي
هجم عليه خاله ماسكه من ياقة بدلته : وش سويت فيها وش سويت فيها؟!
أوّل مرة يرى خاله في هذا الحال من الغضب والعصبية خشي عليه حقيقةً امسك بيد خاله واتى بندر راجيًا ابيه ان يهدأ
وهنا خرج الطبيب تحدث بهدوء: وين زوجها؟
سيف تقدم لناحيته فقال الطبيب: حنا قدرنا نسيطر على النزيف.......وبعد الفحوصات والكشوفات اتضح انه معها نقص حاد في الهوجلوبين وتحتاج لمتبرّع بالدم...
بندر تقدم حالًا: انا نفس فصيلة دمعها اقدر اتبرع
الطبيب بأهمية: ايوا تقدر تتبرع روح مع الممرضة لإجراء التحاليل اللي تسبق التبرع
هز بندر راسه وتبع الممرضة
بو خالد بخوف: وش سبب النزيف؟
الطبيب بهدوء: قد حملت قبل كذا او...
قاطعه سيف بهدوء: هي تو والد هالاسبوع هذا كملت شهر من ولدت....
الطبيب حكّ انفه ومنعًا للإحراج: ممكن تتفضل معي ...
سيف فهم اشارت الطبيب
وبو خالد شتم ابن اخته في سرّه
ما إن انغلق الباب عليهما حتى بدأ الطبيب يستفسر عن طريق طرح اسالة جدًا حرجة ومحرجة وأخرى يسأل عنها ليتضّح له نمط حياتها الصحي..... سيف انفى كل ما توقعه الطبيب لأسالته الأولى!
لذا حسم الطبيب الأمر: واضح زوجتك جاهدة نفسها....وعليها ضغط جسدي ونفسي.....وسوء حالتها الصحية اثر عليها بشكل كبير من هالناحية....على العموم لازم تبقى عندنا تحت الملاحظة لمراقبة حالتها ....وهي بحاجة كبيرة للاستلقاء على ظهرها لفترة أطول والتغذية السليمة.....مهمة خاصة لوضعها هذا !

سيف نهض وهو يشكر الطبيب ثم خرج واخذه خاله بالأسئلة والشتم: وش مسوي فيها سيف؟.....تكلم ما عاد لي صبر.....انت قد قربت منها وهي في الأربعين؟ هااااا.
تصبّغ وجه سيف بالحمره نفس السؤال التي طرحه عليه الطبيب
أجاب دون ان ينظر لوجهه: لا......وقال الطبيب بسبب الاجهاد صار لها اللي صار.....والجازي الله يهداها ما كانت تريّح نفسها على السرير وتو نقلنا بيت ابوي وشالت أشياء ثقيلة وانا ناهيها عن هالشي بس ما تسمع لي وتعاند....

بو خالد ضربه على صدره بحنق: ما عاندتك إلا لأنها شافت المضرة منك وتبي تقهرك....وش مسوي فيها يا الخسيس.....تكلم....

ازدرد سيف ريقه، من الواضح خاله لن يهدأ له بال قبل ان يعرف بسبب خلافهما ولكن تحدث : خال.......اهدأ الحين انت ولكل حادثٍ حديث...
امسكه خاله من اكتافه تحدث بغضب: منّك متحرك من هنا قبل تقول لي وش مسوي فيها .....بنتي ما توصل هالمواصيل لشي تافه وبسيط.....قول وش مسوي لها؟

سيف اختنق بنبرة الندم
شعر بالضيق من تساؤلات خاله والحجر عليه بمسكه لكي لا يهرب من الإجابة
تنهد بضيق بقول: كسرت قلبها يا خال.....كسرت قلبها.....
بو خالد بتسرّع وانفعال: كييييـ..
وقبل أن يكمل فهم الإشارة وتوقف عن هز ابن اخته
وتردد في نطق: خنتها؟
اشاح سيف بنظره عنه.......أجل.....خانها بقلبه.....وبتمرّد افعاله عليها
متخذ القساوة مخرجًا لحمايته من كشف المستور
من كشف الحقائق....خانها ولكن بشكل آخر....بشكل مؤلم ومؤسف
لم يستطع ان يؤكّد كلمة خاله
فابتعد والدها عنه ونظر للسقف متمتمًا بالاستغفار ثم وجّه ناظريه عنه بقول: حسبي الله عليك كسرت قلبها......انقلع بيتكم......لا تدخل لها ....خل تبرد الحرّة اللي بقلبها ابعد عنها لا انا ولا هي نبي نشوفك .....روح بيتكم ولي كلام ثاني معك

سيف مسح على رأسه بحيرة وسقطت انظاره على بندر الذي أتى بجانبهما ....فأشاح بنظره عنه لا يُريد أن يوبخه الآخر ما إن يعرف بالحقيقة
ولا يريد أن يذهب إلى أي مكان قبل أن يطمئن عليها بنفسه
تحدث منفعلًا أبا خالد: قلت لك انقلع بيتكممممممممم

بندر تعجب من حال ابيه اقترب منه: يبه....هد نفسك.......الجازي بخير .....اهدأ

سيف لم يُعير خاله أي اهتمام، قلبهُ ولي اوّل مرة قاده إليها
تحرّك بجانب غرفة الطوارئ ولأنه طبيب ويملك البطاقة الخاصة لإثبات ذلك ادخلوه بهدوء
واباها يصرخ عليه بالخروج
اغمض عينيه قبل أن يتقدم لسريرها، وأخذ نفسًا عميقًا ليستنشق رائحة المعقمات .....والأدوية ....وخوفه!
وصلت إلى مسامع آذانيه
تلك النبضات الخارجة من ضجيج الجهاز الخاص لتخطيط القلب
خَجل.......خائف.......حائر......لا طاقة لهُ على ان يعاقب بها!
كسرها.......قسى عليها.....عاند نفسه وعاند الجميع لبقائه على حُبٍ عصي وعقيم!
هو لم يعاند والدته ......هو عاند قلبه من جديد...عاقبه دون ان يشعر......خذل نفسه أمام الحياة بإرادته
كان متمسكًا بطرف خيط اسود مميت من وفائه الغير معقول
ها هي تتألم....وبسببه؟!
ضغط عليها من كل جانب حتى بها تهاوى جسدها بضعف على السرير
فتح عينيه ........وسقطت انظاره على جسدها الهزيل
كانت نائمة .......نتيجة للمسكنات التي تناولتها!
فبعد الحرب التي خاضتها مع هذا النزيف ........الآن تنام باستسلام !
اُجهدت .....نفسيًا ....وحتى جسديًا من أجل ألا تحتك به وتحدثه طيلة تلك الفترة ولكن هو
تجاوز الحدود التي وضعتها له باعتراف لئيم منه
اقترب منها......وجهها اصفر.....لم يعد احمر كما تركها قبل ساعات.....
شفتيها مبيضتين....شعرها منتثر على السرير بإهمال....يدها اليُمنى موصل بها ذلك الانبوب الصغير....
والأخرى موضوعة على بطنها باهمال .......جزء بسيط من ملبس المستشفى من ناحية الصدر كان مكشوفًا ليرى تلك الملصقات الصغيرة....
فهم أم ابنه تُعاني وبشكل كبير........انحنى ليقترب منها ....طبع على جبينها قُبلة اعتذار.......وقبلة خوف....من ما هو قادم....
شدّ على يدها اليُسرى نظر إليها........ومن ثم اخذ يكتب على بطن كفها ....بعشوائية وهو يهمس
: قسيت عليك .......اعترف.......صديتك.......عذبت قلبك......مرة اقربك مني ومرة ابعدك عني خطوات طويلة....لعبت بمشاعرك بمد وجزر........كنت كاره نفسي....وكاره طريقة زواجي فيك.....وكاره وعودي اللي ما انوفت...........طاحت في انتكاسة يا الجازي بسبتي.....عجزت اسامح نفسي لم عرفت........انتي الضحية اللي ما قدرت احميها....ولا قدر امسكي نفسي من قساوتي عليها. وصرتي ضحيتي الثانية يا .....الجازي....
نظر لعينيها المنتفختين اثر البكاء وإلى رمشيها اللامعتين ببقايا دموعها
وإلى أرنبة انفها المحمرة .......قوّس حاجبيه: أي الم سببته لك؟.....أي وجع حطيته في قلبك.....اي سم....بثيته في جسمك......
قرّب وجهه من وجهها....واخذت انفاسهما تختلط ببعضهما البعض
يشعر برغبته في البكاء؟!......لا يُريد ان يخسرها.....لا يُريد ان يفتقدها.....لا يُريد ان يعاني خوفه من قساوتها في ابعاده عنها!
نزلت دمعه من عينيه.....واسند جبينه على كف يده.....اللعنة على ذلك القلب الذي لم يعي شيء مما يُحيطه إلا الآن!
هل مكتوبًا على جبينه العذاب للأبد؟!
ارتعد جسده .......غزل .....أحبها....بكل ما فيه.....حاول ان يتماسك ويُمسك بعشقه لها.....اوعدها انه لن يتخلّى عنها.....وعندما حدّث والدته عن رغبته بالزواج بها نهته عن ذلك......حتى ظنّت انه مخادع ......وسينسحب عنها بعد معرفته بمرضها وتطوره مؤخرًا....ابتعدت عنه لظنونها حوله....ولكنه اقسم لها أنه يُريدها بكل ما فيه
ولكن لم تصدقه وزاد تمسكه بها موفيًا بالوعود المنعقدة......حتى به انفعل بالحديث مع والدته لتمسكه بها ولكن .......تردّت حالتها ودخلت المستشفى ونهته والدته عن ذلك بحزم قائلة: اترك عنك البنت....البنت مو حال زواج.....البنت كل اللي تبيه منك الدعاء.....وقف جنون .....الله يرحم ضعفها.....وهوّن عليها ...ابعد عنها ....يا سيف.......ابعد وادعي لها إن كنت تحبها !

ومن هنا.....انقطع حبل الحب.....حبل العشق.....وانتهكت الوعود.....وتشتت الوفاء .......لتهب الرياح وتجمعهم تحت قساوة وعناد......لا يعرف!

اصبح هو نفسه لا يريد الحُب.....لا يريد ان يوفي لأي شخص....ليعاقب نفسه.....ويعاند الجميع

ولكن الآن ادرك أنه عاند نفسه وعاقبها بشكل مخيف ومضر
شعر بارتجاف جفنيها وشدها على يده الممسكة بيده اليُسرى
وبطريقة سريعة رفع رأسه ازدرد ريقه وبعد ثوانٍ عدّة التقت عينيهما في نقطة قريبة ولكن لم يدركا البُعد الذي بداخلها!
لم يدركا كلماتها....ولا معانيها ....ولا رجفة الخوف التي تمتزج مع الغدد الدمعية والتي تحفزها على الخروج من هذا الظلام!

كانت تشعر بالخدر.....بالتعب......بالبرد....ارتجف جسدها .....وقوّست حاجبيها ....كانت تريد ان تشيح بنظرها عنه ولكن توجعت وشدّت على يدّه دون وعي منها لتخفف من ألمها
وبكت هنا بعد ان شهقت
فقال بحنية وهو يُمسح على شعرها: اششش.....تكفين وقفي بكا......تكفين الجازي لا عاد تبكين ......دموعك تحرقني....

عضّت على شفتيها .......ملتهبة وجدًا.....قُربه يحرقها......خائن.....قاسي....مخادع.....حقير......ت ريد ان تصرخ بكل هذه الكلمات في وجهه ولكن الألم يُسكتها بعض شفتيها بقوة.....وضغط يده دون ادراك منها لتخفف من وجعها
يا الله
في شدّت عواصفها.........وشدت المها ....وبكائها الصامت ....وجسدها المهتز....وجفنيها المهتزين وعينيها التي تحدّق في عينيه بشتات.....اقتحم بردها وحرها....وخوفها وشتاتها....ورغبتها في الهروب منه.......ورغبتها في الابتعاد......بقبلته الأنانيّة......ازعجتها......ابكتها.....زادت من وجع قلبها.....زادت من نزفها.......احرقتها ........امطرت عليها الذكريات القاسية ......كل ما تتمناه في هذه اللحظة التلاشي او الموت
حقًا لا تريد أن يتلاعب بها مجددًا لم تعد تثق به ولا بأفعاله
اليوم يبكي حزنًا عليها وغدًا سيرقص فرحًا لفراقها عنه هكذا كانت تفكر وتظن !

ابتعد وكانت ستصرخ ولكن وضع اصبعه على شفتيها المرتجفتين ونهاها بقوله: تكفين........لا تصرخين .......يكفي نزفتي بما فيه الكفاية ...يكفي!
بكت وارتجفت هنا وهمست برجاء وهي تشد على عينيها مغمضة لكي تمنع صورته من ذاكرتها: اطلللللللع برا .....تكفى.....سيف......يا القاسي اطلع......اطلع.....ولا تمثل علي دور المهتم .....دور العاشق.....اطلع.....يا الخاين اطلع....

سيف بهمس وعينيه تحدّق بها وبرجفاتها: آسف يالجازي على كل شيء........اقدر اقولك الحين ....فهمت نفسي .....فهمت ليش كنت اقسي عليك......آسف يا الجازي....قساوتي عليك ....ما هي إلا عنّد لقلبي ....ما هي إلا عنّد من مشاعر كنت أخاف أواجها.....بس الحين ......انا ما واجهتها وبس......أنا غرقت فيها........اعترافي لك حدد وجهتي الصحيحة يا الجازي ولكن بطريقة غلط!...سامحيني...

انحنى قبّل جبينها ثم خرج، تاركها تبكي وتحتضن ألمها لوحدها ، اخذت تنتحب كالطفل الصغير.....ترتعش كالعصفور فوق غصن الشجرة بعد زوبعة رياح وأعاصير وامطار غزيرة!
يقسي عليها لأنه بدأ يميل لها؟!
ما أقساك أيها الوفي الخائن!
اغمضت عينيها .......شدّت على لحافها.....حاولت ألا تصرخ لأن ما إن تخرج صوت او تنفعل يزيد الم بطنها وتشعر بنزفها!
حاولت ان تهدأ نفسها بعيدًا عن اعترافاته المُقرفة
..............
بينما عندما خرج......نظر إليه خاله ....بغضب وبندر لم يعد موجودًا ربما ذهب للمنزل من اجل ان يُطمئن نوف....
تنهد بضيق ثم خرج من المستشفى
................................................

نزل من سيارته .......قلبه متحامل عليها وعلى غباؤها وشدّت عندها في اغضابه!
اغلق باب سيارته بقوة ودخل إلى العمارة
ونفسه يتسارع بغضب ووجهه محمر للغاية لا يُريد أن يكون قاسيًا عليها ولكن هي وبعندها تُثير قساوته دون ان تعلم
صعد إلى الدور.....توجّه لشقته
فتح الباب....دخل ودعا الباب مفتوحًا.....لم يغلق منه إلا جزء بسيط....وذهب إلى الصالة ونظر إلى حقيبة المدرسة وكتبها موضوعه جانبًا من على الكنب، ثم اتجه إلى غرفة النوم سحب منها المفتاح ووضعه في جيبه ومن ثم عاد بإدراجه إلى الصالة
اخرج هاتفه اتصل على الرقم التي اتصلت عليه منه !
.............
كان احمد جالسًا في حضنها تلاعبه ......ووالدته مستمرة في إلقاء الطرف والنكت حتى جعلت مُهره تدمع عيناها من كثرة الضحك سمعت رنين هاتفها نظرت فاطمة إلى الرقم وقالت: بدون اسم اظن زوجك ردي....وشوفي...
مُهره سحبت الهاتف منها بعد ان ناولتها ابنها نهضت واجابته : الو...
قصي عندما علم أنها هي من تحدثه قال بجمود: باب الشقة مفتوح تعالي انتظرك....
شعرت بحرارة شديدة تعتصر قلبها ، ونبض قلبها بشدّة لم يعطيها الفرصة في التحدث اغلق الخط في وجهها...
فتوجهت إلى فاطمة وهي تُجبر نفسها على الابتسامة قائلة: زوجي بالشقة ينتظرني....
وقفت هنا فاطمة : يا عمري.....والله ما ودي تروحين ......الجلسة معك ما تنمل....
مُهره اخذت تودعها : إن شاء الله نزور بعض في الأيام الجاية....
فاطمة سلّمت عليها: ان شاء الله .......انتبهي على نفسك
وكانت ستخرج ولكن رفعت صوتها فاطمة بقول: ممممممهره لحظة...
التفت عليها قبل أن تخرج : آمري....
فاطمة مدّت إليها الكيس : نسيتي اغراضك.......
مُهره نظرت للكيس ....والذي كان سببًا في معانتها لهذا اليوم سحبته من يد فاطمة بهدوء: مع السلامة
فاطمة : مع السلامة
وأغلقت الباب.
...................................

مُهره اخذ جسدها يرتجف، وشفتيها سُرق لونهما ليتبدل باللون الأبيض.....لا تريد مواجهته لا تريد ان ترى وجهه....
توجهت إلى الشقة....كانت ستقرع الجرس ولكن انتبهت إلى جزء من الباب مفتوح
إذًا هو بالداخل الآن ويتحرّ دخولها ليستقبلها بنار غضبه
شدّت على عباءتها ودخلت وهي تسحب قدميها بضعف وخوف
اغلقت الباب بعدما دخلت
نظرت للأرجاء ولم تراه.....
فكانت تريد أن تدخل إلى الغرفة ، رآها وهي تدخل سريعًا لغرفة النوم واغلقته
......
كانت تريد قفله ولكن لم ترى المفتاح .....وشهقت بذعر ....إذًا هو من اخذه
لكي لا يترك لها مجالًا للهروب
ولكن ما بال مفتاح الخلاء؟!
لم يترك لها مجال للتفكير والمشي لناحيته فقط
اقتحم خوفها بعدما فتح الباب حتى اندفعت للامام قليلًا....
تظاهرت بالهدوء وازاحت عن جسدها العباءة تحت انظاره
ودخلت إلى الخلاء وهو ينظر إليها بهدوء وهذا الأمر زاد رعبها
اغفلت الباب عليها
نظرت لوجهها من خلال المرآة.......لم تتحمل هذا الضغط النفسي.....شهقت بصمت ونزلت دموعها على خديها....بهدوء .....سمعت طرقه على الباب بهدوء تعجبت من هدوئه.....
ارشحت وجهها وحاولت السيطرة على رغبة البكاء: بطلع بس ثواني....
ارشحت وجهها نشفته بالمنشفة المعلّقة على الحائط....
ثم فتحت الباب...
وكان واقفًا امامها ....تنتظر أن يضربها....ان يصرخ عليها...ولكن كان هادئًا وربما هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة....
لا يدري كيف حاول أن يسيطر على نفسه ولكن يريد أن يعاقبها بطريقته الجديدة....
توجهت لناحية السرير جلست فتحت الدرج الأول من الكومدينة أخرجت علبة دواء هو يعرفها جيّدًا
أخرجت قرص واحد وكانت ستبلعه
ولكن مسك يدها وهو يقول بهدوء: فات موعدها.....لا تاخذينها إلا بكرة....
مُهره وهي لا تنظر إليه حاولت سحب يدها منه: لازم آخذها....
قصي بحده: قلت لك فات موعد آخذها....
وسحبها من يدها ورمى القرص في القمامة الجانبية....
جلس بالقرب منها نظر للفراغ وهو يتظاهر بالهدوء: ليش طلعتي من دون ما تستاذنين مني؟
مُهره بنفس طريقته تحدثت: نسيت....
قصي وكأنه قاضي في طريقة حديثه وتصرفاته!: وش شريتي من البقالة..؟
مُهره تعجبت منه نظرت إليه ، لِم هو هادئ...هذا الامر يخيفها أكثر مما يطمئنها
أعاد سؤاله: وش شريتي؟
مُهره نظرت لكفّي يديها: شيبسات وشوكلاتات....
قصي نظر إلى عينيها الخائفتين اخذ نفسًا عميقًا: امس رميت اللي بالمطبخ....
مُهره بعصبية: وعشان كذا طلعت اشتري لي غيرهم....
قصي بنفس الهدوء والنبرة: مو زين على صحتك.....صايرة بس تاكلين منهم...ولا تاكلين شي ثاني.....تبين تنتحرين.؟
ضحكت بسخرية واستخفاف وبجنون
نهضت وهي لم تحاول السيطرة على اعصابها: عاقبني بسرعة؟
قصي قوّس حاجبيه ونظر إليها بنظرات غضب وشرر
مُهره ودموعها عالقة في عينيها: عااااااااقبني.....لا تجلس تسوي فيها هادي ؟
قصي نهض اقترب منها وعادت خطوات شاسعة للخلف إلى ان اصطدمت في الشماعة وكادت تسقط عليها ولكن
التفتت عليها وأعادتها في مكانها سريعًا
قصي : تبين اعاقبك قربي؟
مُهره ....بدأت أنفاسها مسموعة لديه.....ودموعها نزلت على خديها ولكن مسحتهما سريعًا .......اسلوبه هذا بدأ يتلاعب في اعصابها ونفسيتها هي تعلم انه سيعاقبها ولكن متى ؟

كرهت نفسها...ذلها......واصرارها على العيش معه
قست على قلبها الذي سيخرج من مكانه بسبب ذعرها واقتربت منه ونظرت لعينيه وهي تحاول ان تخفي رجفة شفتيها التي تعلن عن البكاء بحركة الأطفال الصغار!

يعلم هو انّ فعله يؤذيها ويخيفها وهذا ما يُريده
اقترب منها هو الآخر....
اصبحا قريبين من بعضهما البعض
تحدث وعيناه تحدّق في عينها بحده: اذا طلعتي مرة ثانية بدون اذني .......اقسم لك بالله راح اكسر رجلك.....
مُهره لم تستطع التحدث ، نزلت دموعها لا اراديًا وهي تمسحهما من على خديها بكره وبقوة ...لا تريد أن يرى ضعفها اكثر من هكذا.....فالامر بات صعبًا بعد الآن في اثبات قوتها له!
ولكن وبسبب عواصفها ومشاعر الخوف رضخت لقوله...و
حركت رأسها بمعنى (فهمت) لم تستطع تحمل قربه .....فهي تحترق بغضبه المخبأ خلف اسوار هدوئه هذا
كانت ستخرج من الغرفة ولكن امسكها من معصم يدها قائلًا: وين رايحة......لحد الحين ما عطيتك العقاب....
مُهره اغمضت عينيها وتوقفت عن الحركة
تحدث قصي بحده: ابيييييييك.......
نظرت له بذعر وهي تقول: عاقبني في أي شي الا...
قاطعها بصرخة: خليني اكمل كلامي.....
مُهره سكتتت واكمل: ابيك تسوين لي عشاء....وبعدها راح نطلع مع بعض....
مُهره بخوف: نطلع مع بعض؟
قصي بسخرية: أي عندك مانع...
مُهره ......لا تريد الخروج بل تريد البقاء للمذاكرة.....ولا تدري بما ينوي لها...هل سيكون عقابها إلى تلك الدرجة حتى به سيخرجها من الشقة وسيبعدها عن الناس حتى لا تستنجد بهم هكذا فكرت تلك المراهقة!
: مابي اطلع معك أخاف احد يشوفنا ......وينفضح سر هالزواج..

ضحك.....وبقوة.....تركها...وشدّ على بطنه حتى ظنت انه فاقد لعقله
وخافت منه ...حقيقةً بدأت تشك في صحّة وعيه هل شرب شيئًا يُفقده عقله....هل يتعاطى؟!

انكمشت حول نفسها من هذه الأفكار

بينما جلس على طرف السرير ونظر إليها وهو يحاول السيطرة على ضحكة:.ههههههههههههههههههههه.... خليه ينفضح...
مُهره بذعر: لا....مابي......
قصي سكت لوهلة ونظر إلى خوفها: وليش ما تبين؟
مُهره بتردد: الأفضل يكون كذا بالسر....وبس......مابي ينعلن....مابي....
قصي نهض واقترب منها وليختبرها : واذا قلت لك راح اعلنه عن قريب...
مُهره فتحت عيناها على الآخر
مسكت يده: تكفى لا.....حياتك الطبيعية وزواجك الحقيقي مو معي....مو معي قصي.....تكفى لا تسويها وتعلنه تكفى لا.....تكفى لا تعاقبني بهالشي

قصي.....نظر للمعت الخوف التي تتمركز عينيها وجسدها حتى جعلته يرتجف.....حدّق في شفتيها التي تصتك في بعضهما البعض
يُريد الآن يفهم لِم لا تريد منه اعلان الزواج هل بسبب ذلك المدعو محمد فهي اعترفت له انه كان يحبها وهي تبادله الشعور هل تخطط في الطلاق منه والعودة إليه!

همس بشبح ابتسامة سخرية اخافتها: عشان ولد عمك محمد؟!

صُدمت من تفكيره.......ولعنت نفسها ألف مرة لنطقها له بالحقيقة.....خشيت من أن يداهمها بشكوكه لذا بكت بسبب رعبها منه وهي تحرك رأسها
: لااااا....والله لااااا ...اصلا لو ما زلت احبه ما كان وافقة عليك ....لا تظن فيني هالظن...

قصي ليختبرها اكثر ويرعب فؤادها كعقاب لابد ان تتجرعه وتنفي ظنونه ايضًا: وافقتي علي عشان تتحررين من عذاب وتسلّط زوجة عمك .....لكن اللي في القلب ....في القلب ....ومخفي...والحين بانت حقيقتك يا مُهره

جنّت مُهره هنا وخافت أن يقتلها على هذا الاعتراف ...وفهم ردت فعلها الآن بشكل خاطئ شدّت على كف يده وهي تبكي بجنون وتحدّق في عينيه: اقسم لك بالله ...ما احبه مثل ما تظن.......قلبي خالي....والله خالي مابه احد......خذتك عشان الأمان أي....بس ما هو من طبعي الخيانة......والله يا قصي....امي وابوي ما ربوني على الخيانة ونكر الجميل.....وقلبي مال له في ذاك الوقت عشانه بس يساعدني......أدبت قلبي قبل لا احط اسمي عند خطابة....ومستحيل ارجع هناك واصير لهم زوجة ولد....لأني أنا هربت من هالشي....مو بس هربت عشان القى أمان .....وابتعد عن التهديدات ...انا مابي ارجع لهم....مابي يزوجوني منهم ماااابي مااااااااااااااااااااااااااااااابي

وصرخت بكلمتها تلك كالمجنونة
هل يعقل أنها تخاف من زوجة عمها لهذه الدرجة حتى انها تخلّت عن مشاعر بدائية نبضت بحب محمد ؟
هل يُعقل انها عانت الكثير حتى انها تتمنى عدم الرجوع لأحضانهم
هل تحب فقط عمها والباقي لا تكرهم بل تتمنى بعدهم عنها!
هل قسوا عليها إلى هذه الدرجة ؟
تفضّل البقاء هنا ولا تعود إليهم ولا حتى تقترن بهم بعقود ومواثيق غليظة!
فهم أنه قسى عليها ونالت عقابها نفسيا ....بدلًا من أن يُمارس سطوته بالضرب والاعتداء بالجسد....فضّل هذه المرة ان يعاقبها بالحديث ومُّر الكلام
ولكن لم يخطط على ان يعاقبها في فتح موضوع اعلان الزواج
وزوجة عمها وحب المراهقة القديم!
التمس خوفها منه ، وقرأ افكارها.......تظن انه سيجعلها تعود لأهلها ......وسيعاقبها على خيانتها له....ولكن لم تفهم انه الآن يعاقبها على خروجها دون اذنه!
اقترب منها امسكها من اكتافها واجبرها على الجلوس
على طرف السرير تحدث بقصد: لهالدرجة تكرهين اهلك؟
مُهره شهقت ما بين بكائها وهي تتحدث: هأأأ....احب عمي.....خوالي.......بس فيه منهم ما اكرهم بس أتمنى بعدهم عني.......ومستحيل أوافق على أي فرد من عيلتي....
قصي : بس عشان زوجة عمك عذبتك؟
مُهره نظرت لعينين ادركته انه يستدرجها إلى الهاوية للاعترافات والتعرّف على حياتها قبل التقدم لها لذا قالت كاره نفسها: ادري اعترافاتي لك......بتخليك تعايرني...وتشك فيني.....بس حط في بالك شي واحد....صدق عمري سطعش سنة........وفي نظرك مراهقة.....بس تربية امي وابوي الله يرحمهم باقية فيني.........ومحمد ولد عمي وبس......
قصي شدّ على كف يده وحدّق في عينها الواسعتين: ما جبت الحين انا طاريه....سألتك منهارة بس عشان ...
قاطعته وهي تسحب يديها من يديه وتنظر للفراغ لتهمس: انت جالس تعاقبني بهالطريقة صح؟

قصي ...ابتسم فهمت انه يريد تعذيبها بالكلام ولكن ليس بالتدخل فيما يؤلمها....هو ليس وقح ...وفي قلبه رحمه عليها ولكن يريد ان يفهم سبب انهيارها بمجرد اردف لها بكلمة

يريد أن يستوعب ما يدور في عقلها
ابتسم: نلتي عقابك......من اوّل مادخلتي....والحين جالس آخذ واعطي معك....ابي افهم .....ليش كارهه اهلك.....وليش خايفة من إني اعلن زواجي منك...
مُهره نظرت إليه بحقد: عارف انه هدوئك بخوفني وخليني اقط خيط وخيط...
ابتسم هنا ، وهي مسحت دموعها بعنف ونهضت: بسوي لك عشا....
سحب يدها وارغمها على الجلوس همس: في احد مأذيك غير زوجة عمك....
مُهره لتنهي النقاش: أي فيه........وانتقلت لعمي .....عشان ما نيب مرتاحة بعيشتي عند خوالي...سبحان الله ما عندهم القبول فيني......مادري ليه....وزوجة عمي كملت الناقص علي.....الشخص الوحيد اللي متقبلني هو عمي وبس.....والباقي كلام فاضي...
قصي لا يدري لماذا سألها هذا السؤال: حتى محمد....
مُهره بنرفزة: كل كلمة والثانية بجيب لي اسمه........انا الحماره اللي اعترفت لك وانا استاهل شكك فيني...
وكادت ان تقوم للمرة الثانية ولكن امسك بيدها وهو يقول: محشومة.....محشومة يا مُهره........جلسي...
مُهره برجاء: قصي لا تشك فيني..........ارجع زي اوّل....تكفى.....لا تشك....ولا تحب....ولا تكره....بس لقيت فيك حنان......والحين حتى الحنان راح.......وصرت
قصي اكمل: بلا مشاعر....
مُهره بعصبية وخوف: انت اللي قلت مو انا....
قصي ضحك على ردات فعلها : هههههههههه طيب عندي سؤال واحد...
مُهره باستفسار وخوف: من ضمن العقاب؟
قصي : ترى الحين مو جالس اعاقبك....
مُهره تحدثت باضطراب: طيب.......اسال
قصي.....كان ينظر إليها....وفي قلبه حزن على حالها وانهيارها وخوفها من قبل افراد ربما قليلة وربما العكس من أهلها......واضح انها عانت اليُتم ....وعانت فقد والديها ....وتأذت في وسط من لا يرغب بوجودها كدخيلة جديدة في بيتهم!.....من الواضح لم يرحما يتمها.....ولم يعوضها .....فاصبحت تطلب بعدهم .....ولا تريد ان تنتمي لهم بأي طريقة ولكن لا تستطيع
هذا ما فهمه منها
تحدث بجدية هذه المرة: ليه ما تبين اعلن زواجنا؟
مُهره تنهدت: كذا مرتاحة......
قصي قوّس حاجبيه: شلون يعني؟
مُهره بضعف تحدثت: كذا عايلة صغيرة افضل من كبيرة.....
هو فهمها ولكن يريد منها التحدث والتخلّص من بعضًا من الحمل الثقيل الذي يتربّع على صدرها....يريد ان يعطيها مجالًا للفضفضة
يريد أن يجازيها للأيام التي كان يأخذ منها زهور أيامها وابتسامتها ولم يبالي لحزنها ....يُريد أن يكفّر عمّ ممضى.....لا يريد ان يأتي هنا ويأخذ منها كل شيء بل يريد أن يهبها كل شيء بعد الآن
لن يُصبح وحشًا كأخيه .....ولن يسمح لنفسه ليصبح ظالمًا لا يريد ان يأخذ اثمها طوال حياته !
قصي: شلون ما فهمت عليك...
مُهره حّك جبينها ونظرت لعينيه : كذا عايلة صغيرة انا وانت وبس....بدون ناس ثانية.....يعني...عشان ما يصير فيه مشاكل.....
وبصدق اردفت: على انه حياتي معك مليانه مشاكل بدون ماعرف سببها بس راضية .....مابي حمل ثقيل علي ماقدر اتحمله.....ابي كذا انا وانت وبس.......مرتاحة وحامده ربي بعد.....
قصي.....صدمته من تفكيره؟
وانشدّت خلاياه لقولها
(حياتي معك مليانه مشاكل)أي مشاكل تقصد؟
هل تقصد معاملته .....صنّفتها من ضمن المشاكل؟!
تلك المراهقة لن تكف عن اشعاره بالذنب ابدًا
قصي بواقعية: كذا انتي أنانية ؟
مُهره بفجعة: شلون انانية؟....ماظلمت احد....ولا قسيت على احد...ولا خذت مال احد بالغصب....عشان أكون انانية
هنا ضربته على الوتر الحساس
تنهّد بضعف: مستحيل تبقى حياتنا كذا ........مستحيل تبقى بس انا وانتي.....
مُهره نظرت له بعدم فهم ، اكمل: ما تدرين يمكن يجيك ولد......او بنت....
شهقت بذعر ونهضت لتصبح واقفة امامه: الله لاااا يقوله ....والحمد لله انا مستمرة في آخذ الحبوب....بس اليوم من غبائي طلعت ونسيت ماخذته....

ابتسم على كلمتها(غبائي)، يقسم انها تتحدث كطريقة الأطفال ....تشبه قليلًا حركات أخته نوف ولكن نوف تمثل هذه الطريقة حينما تريد منه شيء لينفذه او لكي تتمصلح
ولكن في الواقع انضج بكثير من أفعال زوجته الذي بدأت تطرق رأسه لتثقب ذلك المكان البعيد!
قصي نهض وامرها بهدوء: لا عاد تاخذينه خلاص....
مُهره ما زالت منصدمة ومنفعله: وشو اللي خلاص....خلنا على اتفاقنا قصي لا تنقض ولا شرط.....تكفى....
قصي صدمها من قوله: خايفة من العيلة ولا خايفة من الأمومة؟
مُهره اغمضت عينيها وهي تردف بذعر: وربي فيك شي....قصي انت شارب لك شي....
قصي ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههه لا ليش....
مُهره تحدثت وفي صوتها غنّة من شدّت بكائها : تعاقبني بطريقة مرعبة خليت كل خلية فيني تنشد....والحين تناقشني عن أمور وكأنه احنا زوجين حقيقيين .....يعني اقصد زوجين عالنين زواجهم......وواضح انك متغير اصلًا
قصي بحنية اقترب منها ووضع يده على اكتافها: شفيها لو تغيرت؟
مُهره : فيها كثير؟......مابيك تتغير....بس ابيك تصير حنون.......بس...
قصي ابتسمت لها وتحدث: مُهره......الفترة اللي عشناها مع بعض ترى مو هينة .....والحين بنكمل السنة....وحنا مع بعض...
مُهره بنص عين: يعني؟!
ابتسم اكثر على ردت فعلها: يعني شي طبيعي الانسان يتغير ويتطبع باطباع من يعاشرهم.......وتتغير وجهات نظره..........انا تقبلتك بما انتي عليه...يا مُهره....صدق بالبداية صاير اناني في قراري من هالزواج....بس الحين تأقلمت على وجودك.....وهالعشرة حرّكت شي هنا....
وأشار في قلبه.....خافت وابتعدت عنه قائلة: قصي اصحى على نفسك زواجنا......بالسر....ولا راح ينعلن....وانا بظل معك لين ...اخلص ثانوي......وبعدها خلاص بقدر اكمل بدونك....
قصي منصدم من قرارها: انانية........
مُهره بحقيقة وواقعية: انت خليتني افكر كذا.....كله مضغوط مني وخايف ينفضح زواجنا قلت لك طلقني ما رضيت........قلت خلاص لخلصت ثانوي بقدر استوعب حجم الحياة اللي انا فيها بدخل الجامعة وبطلق منك........وبشيل همي بنفسي....

قصي ذعر من تفكيرها ، ومن ظنها به
تحدث هذه المرة بحده وبعصبية هي معتادة عليها!: لا مانيب مطلقك وزواجنا راح اعلنه بالوقت المناسب وانتي زوجتي وام عيالي باذن الله......والحين روحي سوي لي العشاء...
مُهره وضعت يدها على قلبها واغمضتها وهي تقول: الحمد لله
ثم فتح عينها وهي تحدق في عينيه: الحين انت قصي.....
سترتسم على شفتيه ابتسامة لحركاتها وكلماتها ولكن منعها لكي لا يطيل الأمر
لن يحدثها الآن عن جدية امر اعلان الزواج ولا رغبته الأبدية بها
فهي متخبطة وغير متزنه في قرارها حتى بها تزوجت ورضيت بهذا الزواج سيجبرها على أن تتقبله على حقيقته بحسن تصرفه وتغير افعاله معها
قال بنفس النبرة: روحي لا تتأخرين...تراني جوعان
مُهره ركضت للمطبخ بخوف .......لا تريد أن يتنازل عن حقيقة هذا الزواج....تريد العيش معه ولكن لا تريد أن يحبها ....لا تريد ان يتمسك بها....لانه في الواقع تريد التحرر منه....والعيش لوحدها فيما بعد!
............................................
كان في غرفته قام بتصحيح أوراق طلابه ، وبعدها حضّر اسالة مراجعة لهم لقرب موعد الاختبارات النهائية نهض واتجه لطابعته طبع الأوراق ووضعها جانبًا....
تصفح بعدها الاخبار من خلال مواقع التواصل ....وشّده عناووين
(أكسفورد تحترق)
(ما هي حقيقة محاولة قتل لويس)
(رجال الاعمال البريطانيين اصابتهم اللعنة)
(لم تعد بريطانيا في سلام)
اخذ يقرأ ......عن هجوم عنيف....من قبل مجهولين بريطانيين
بإثارة حركة شغب في شوارع أكسفورد وإثارة خوف المدنيين
وتدخل القوات العسكرية لمحاولة السيطرة على الأوضاع
فالبداية ظنّ الأمر ما هو إلا حركة استنفار ومحاولة إثارة الانقلاب ضد الدولة ولكن تعمّق في القراءة
وفهم تلك العصابات تستهدف رجال الاعمال وعلى رأسهم لويس
وحركتهم تلك تحديًا لهم للخروج وإظهار انفسهم لمواجهتهم بدلًا من إخافة المدنيين ، والتجرأ على الدولة
فهم يدعون السلام......يغدقون بحنانهم وعطفهم على الفقراء.....اعمالهم الخيرية لم تتوقف على بلد معيّن
ان أرادوا اكمال انسانيتهم فل يظهروا انفسهم بدلًا من جعل الحكومة البرطانية في التدخل
فالقضية ليست سياسية بالنسبة لهم ولكن ها هي تحولّت إلى رمادها!
عضّ على شفتيها بقهر ....عندما رأى صور لجرحى ومصابين...وقتله
همس: مجانين ذول......وش ذنب هالمساكين.....
قرأ تقرير آخر ينص باختصار على نقل.....المبتعثين عن وجهة الخطر واتاحوا لهم العودة إلى ديارهم إلى اشعار آخر
بينما الجهات المختصة تؤكد على قدرتها على السيطرة على الأوضاع
وقد اعتقلت الكثير منهم وبدوا بالتحقيق للوصول إلى اكبرهم
وتصرّح بغلظة الحروف
لن تغفر خطيئة هؤلاء المجرمين وتعديهم على امن المدينة
وقتل الأبرياء فيها وستتخذ اشد العقوبات لردعهم وردع ما ينوي الشر والتخريب في بلدهم
همس هنا: حسبي الله عليهم عيال...الكـ...
واكمل القراءة إلى ان استوعب هناك فرد من عائلته يمكث في مدينة أكسفورد نهض هالمقروص: خالللللللللللد...
سحب هاتفه اتصل عليه
.
.
كان جالسًا في الانتظار .....فهم أن تم تقسيم المبتعثين لمجموعات .....وتم توزيعهم في مناطق بعيده عن هذه البلبلة.......وامهلوهم لمدة ثلاثة ايّام للعودة إلى ديارهم .....وهو كان نائم ....فتلك الرسالة وصلته قبل شن الحرب الخارجي بثلاث ساعات ولكن كان في عمق نومه .....فمن الواضح كانوا يعلمون انّ هناك حرب باردة ستقوم ولكن لم يتحدثوا بها للحفاظ على السيطرة
اكمل الإجراءات اللازمة للعودة للوطن اخبروه ان يبقى في احضانهم هذه الليلة في الغرفة المخصصة حتى يوصلوه غدًا إلى لندن ومن هناك يستطيع السفر لبلده على الموعد المحدد بسلام
سمع رنين هاتفه اخرج نظر إلى الاسم
تنهد وأجاب: هلا عزام.....
عزام بخوف واهتمام: وش صاير يا ولد الخال......انت بخير
خالد بهدوء: بخير لا تاكل هم.....
عزام : وش هالاخبار اللي تخوّف؟......السالفة مو سالفة انقلاب ....هذول بلطجية ...تبي تاكل الأخضر واليابس...
خالد بتفهم : واضح حاقدين على هاللويس....وشكله عاندهم ...ووصولها لهالمواصيل....
عزام بعدم استيعاب للامر: نعنبوهم تحدوا دولة بكبرها....ذول مو صاحين....
خالد حكّ جبينه بتعب وارهاق مما مر فيه: خونه منهم وفيهم........تلقاهم من رجال الأعمال .....نفسهم بس.....شبّت الحريقة بينهم.....
عزام بخوف: والله يجاريك منها.......انزل السعودية واسلم على نفسك......واضح الأوضاع مضطربة هناك.......
خالد : انا حاليا بالسفارة تكلمت معهم.....وقالوا بكرا اقدر اطلع من مدينة أكسفورد في الصباح عشان اروح لندن وعلى طول راح اركب الطيارة واجيكم......
عزام بخوف عليه : حسبي الله عليهم......طيب كيف الأوضاع بس أكسفورد المتضررة؟
خالد نظر للماره: أي......وسكروا المطارات....ووقفوا المترو....والباصات المتنقلة....ماحد يقدر يدخل ولا يطلع منها....بس بحكم إني طالب مبتعث بخلوني اطلع منها زي ما قلت لك.....
عزام تمتم بالاستغفار ثم قال: طيب ما فيه تدخلات امنية قدرت تتوصل لرئيس هالعصابة...
خالد نهض ليتوجه للغرفة بعدما ناوله إحدى الموظفين المفتاح وأشار له بالتقدم: إلا.....وسيطروا على وضع اطلاق النار ......بس اكيد لازم فيه قتلة وجرحى....ومصابين........وطلعوا يوجهون تهديدات لهم....والحين تقدر تقول أكسفورد صايرة هادية....
عزام بتشاغب: قلعة تقلهم السفلة....
دخل خالد الغرفة واغلق الباب
تحدث عزام : طيب خالد ......بس تطلع من اسكفورد طمني...ولوصلت اتصل علي انا بستقبلك....
خالد بقلق: عزام احد عرف غيرك؟
عزام : ما اظن والله...
خالد جلس على الكنبة: ابوي....او بندر....
عزام بجدية: لا ما اظن...
خالد تنهد: ابوي ما هوب بحمل هالخبر....يكفي عليه ضيقة اللي على الجازي...
عزام سكت هنا....لا يعرف ماذا يقول؟ أخيه سيف أوقع في قلوبهم حمل ثقيل باتجاه تلك المسكينة
ولكن قال ليُطمئن قلب خالد: لا تحاتيه هو بخير .....ولو عرف كان الكل مستنفر عليك اتصالات
خالد بارتياح: الله يصبرني للصبح بس....
عزام : الله يحفظك من كل شرورهم ......المهم اتصل علي...زي ما قلت لك.....فمان الله
خالد بتنهد: فمان الكريم.....
ثم اغلق الخط والقى بنفسه على الكنب يريد أن يغفي قليلًا ليستعد لرحلته غدًا!
.................................................. ........................
.

كان في غرفته لم يستطع النوم ، ولم يستطع السيطرة على ذكرياته هل هي فعلًا ابنته؟!
هل كذبوا عليه فقط من اجل آخذها من احضانه ؟!
تنهد
زوجته منيرة اشعلت في فؤاده شيئًا هو حاول
طيلة هذه السنوات نسيانه ولكن تناساه وعاش بسلام
تنهد: آه يا نورة آه...
ثم سحب هاتفه واتصل عليه : هلا يا بوسلطان اخبارك وانا خوك؟
رد عليه الآخر باهتمام: هلا فيك يا النسيب انا بخير بشرني عنك وعن عيالنا ان شاء الله انهم بأفضل حال...
بو ناصر بضيق: اخبارهم تسرك يا بو سلطان...
بو سلطان بهدوء: ابشرك سلطان راح ينزل من أمريكا الشهر الجاي....
بو ناصر بلل شفتيه: الله يرده لنا سالم غانم.......خلاص اجل الملكة زي ما قلت....؟
بو سلطان بحسم الأمر: أي خلاص الشهر الجاي ....
بو ناصر بضيق: حبيت اتاكد عشان نجهز لهالموضوع
بو سلطان: خلاص جهز روحك وعط الحريم خبر.....الله يوفقهم
بو ناصر: اجمعين يارب....
اغلق بو سلطان الخط
ورجع أبا ناصر لضجيج الذكريات، وصوت الندم يدوي من قاع مظلم وعميق من داخله
!
.................................................. ............
ما إن وصل حتى منعوه من الدخول إلى المدينة فعلم أنّ الأوضاع خطيرة للغاية وأعاد الاتصال على امير ! هل مات
هل توفيت ايضًا نور وسكرتيرة أخيه !
هل توفيت ابنته!
تنهد بضيق لا يعلم ما هيته؟!
هل انطوت قصتهم وانتهت ما بال ابنت أخيه
رجع بإدراجه من أكسفورد إلى لندن
والآن هو في الفندق حدّث أخيه قبل ساعة من فجعته من الاحداث وتوقعاته اخبره على ابنته الذهاب إلى الكويت حالًا
واغلق الخط وفهم جورج كل الأمور من الاخبار وانتشار ما حدث بسرعة كمرض خبيث يُريد أن يكون سببًا في موت خصيمه!
اجرى اتصالًا سريعًا لمشاري واخبره بالأمر
فاطمئن بعد ان علم أنها على طائرة العودة للديّار،
بينما إيلاف
عاشت رعبًا وذعرًا في تلك الأثناء ركبت الباص والذي سيوصلهم على مدينة مانستشر .....علمت أن هناك خطب ما.......فذعرت من شدّت حرصهم لإيصالهم قبل الوقت محدد
فلم تترد في السفر للعودة للكويت اتصلت على ابيها مشاري انها ستعود تساءل لماذا ولكن اجابته: افهمك بعدين يبه...
اتصلت على نور ....تريد أن تخبرها أنّ هناك أمر ما سيحدث عمّ قريب ولكن نور كانت تلفظ انفاس السعادة الأخيرة أمام تلك النافذة ورؤية قطرات المطر
رسلت له عدّت رسائل من ضمنها
: نور طلعي من المنطقة في شي بصير سوو لنا اخلاء....تكفين ردي علي
وارسلت أخرى: صج انج معتوها.....اكيد بعد بجاج (بكاك) نمتي يا خيشة النوم؟
وأخرى مليئة بالقلق: تكفين يا معوده لجلستي اتصلي علي
وها هي الآن على متن الطائرة تتآكل من شدة قلقها على نور...
لا تعلم لماذا لا ترد عليها ودّت لو تذهب لرؤيتها ولكن لم يتركوا لها مجالًا
حركت نقلهم كانت سريعة وجدًا ودعتها الله واستسلمت لغفوة سريعة على متن الطائرة ولم تنتبه للأنظار التي تراقبها
كان هو الآخر على الطائرة ، هناك شيء يشدّه للنظر إليها
ربما خوفها الواضح ، وعينيها التائهتين
ما ان أسندت
رأسه للخلف واغمضت عينها قال: نوم العوافي يا إيلاف
!
.........................
مُراد به فضول يُريد أن يعرف امير ونور ما زال على قيد الحياة أم توفيا؟!
مسح على رأسه وتأفأف
ما بال تلك الصغيرة التي وضعوها في دار الأيتام
لماذا هو مهتم الآن؟
لماذا.....
صرخ على نفسه بحيرة
ثم اتصل عليه آخر مره
..........................................
طيلة الرحلة كان يُراقب هدوئها وتوهّج وجهها بالحمرة.....وهزها للامام والخلف كالبندول.....بشكل مستمر....اشار للمضيفة ان تناولها الماء بعد ان وضع فيه حبّه منوّمه ليجعلها ترتاح من التفكير....
ولكن لم تفته نظراتها للصغيرة المستلقية على السرير بهدوء كانت عينيها تُراقبها عن كثب وانقطعت النظرات بعد ان شربت الماء كله في دفعه واحده
هل الابتعاد حقًّا هو الحل لبقائه على قيد الحياة!؟
لم يطيل التفكير في هذه الفكرة
ولكن قلبه مُتعب ومرهق زاد ألم جُرحه الذي ضمّدته جولي بعد ركوبه في الطائرة، اخبروه أنه دفنوها كما أمر....آه





هل اصبحتِ تحت الثرى أيتها المشاغبة؟
هل خلدتِ بسلام الآن
هل داهمتكِ الراحة
هل شعرتِ انكِ بخير
هل الهروب جيّدًا؟ هل تنصحيني به!
لماذا يا ديانا لماذا؟!
هل عليّ ان احادثك دون ان أتوقع الإجابة منّك
ماذا فعلتي ؟ بي....وبنور....اشعلتِ نار الفقد
وأطفأِتها بقلوبنا حتى تحترق بصمت فُراقك!
هل هذا جزاء الحُب؟
الانتحار وسفك الدماء
بكل برود؟!
وما بال عُشقي هل سيبقى سرمدي لا ينضب؟!
أم سأبقى احترق في تجاهله
اللعنة على قرارك في الرحيل
اللعنة على كل من كان لديه يد في اقبالكِ على الإنتحار
احبك
هكذا ولدت ....ولدت من اجل عينيكِ ومن اجل ان اعشقك
ثلاثة عشر سنة غير كافية لأسكت حنين اشتياقي إليكِ
لم اكتفي بوجودك معي
لم اكتفي من حضنكِ الدافئ من قبلاتك الحانية من لمساتك الهادئة لم اكتفي منك ولن اكتفي





مسح على وجهه.......احترق هو الآن رماد بعد رحيلها
هو رماد.....على احدهم ان يبعثره فقط ليتطاير بعيدًا في الأُفق
وفي عرض السماء يُريد الاختفاء، سمع رنين هاتفه
لم يرد ، وتم الإعلان عن هبوط الطيّار في
مطار باريس شارل دو غول
سمع الرنين من جديد، بعد الهبوط مباشرة أجاب
بحده لينهي الأمر: مُراد راح احكي معك بس مو هلأ...
مُراد بهدوء وإخضاع غريب!: اوك.....باي
واغلق الخط
إذًا لم يموتا....إذًا.....رمى نفسه على الكنب واخذ يفكر أين هم الآن
غدًا سيتجه إلى ألمانيا لن يبقى هنا فالأوضاع لا تبشر بأي خير
اغمض عينيه ونام في سباته العميق بعد رحلته المتعبة!
.................................................. ..
انزلوا الصغيرة وحرّص عليهم أمير بذهابها مع جولي إلى المستشفى الذي حدثهم لاستقبال حالتها وشدد الحراسة عليها
بينما نور حملوها ووضعوها في السيارة دون ان تدرك ما يحدث حولها بسبب نومها العميق
أشار امير لأحدهم (مترجم): كما اخبرتك هنري اذهب واخرج لي أوراق رسمية بشخصية أخرى لا اريد اثارة المشاكل هنا ولكن مضطر للتنكر......من اجل سلامة الجميع
هنري هزّ رأسه بإطاعته وذهب لإكمال الإجراءات الهامة لسلامة امير
بينما هو ركب السيارة نظر إليها ولتعبها وتنهد
تحدث ماكس والذي كان يقود السيارة الخاصة بهم (مترجم): سيدي علينا التوجّه إلى المستشفى لتضميد جُرحك
تحدث أمير بتنهد وكذب (مترجم): توقف النزيف....الجرح ليس بذلك العمق ...لذا لا داعي للذهاب إلى المستشفى ...توجّه إلى الفندق سريعًا...
سكت ماكس هُنا وتوجّه إلى الفندق المنشود
.
.
آه.....خرجت منه وهو ينظر للشوارع....تذكر .....اوّل سفرةٍ لهما بعد عقد قرانهما في الكنيسة..... حيث انهما آتى إلى هنا وقضا أجمل اوقاتهما الرومنسية .....حفظت باريس بعضًا من مواقفهما التي لا تُنسى .....باتا فيها لمدة أسبوعين فقط
ونور جعلوها تمكث في بريطانيا برفقة المربية التي تعاقدوا معها فقط لمدة فترة شهر عسلهم!
وكانت تلك الفترة قاسية على نور.....ففي تلك الفترة تقوقعت على نفسها .....حتى إنها.....لم ترى الشمس من الخارج....لم تشارك المربية اطراف الحديث رغم أن المربية التي تعاقدوا معها كانت تتكلم القليل من اللغة العربية المكسرة ولكن نور كانت .....متوحشة بنظراتها لها ....وحريصة في الابتعاد عنها.....حتى ذات يوم قررت الهروب منها وخرجت في شوار ليدز في ذلك الوقت لم يستقرّا في منطقة معيّنة وبين فترة وأخرى سكانا في مدينة من مُدن بريطانية إلى ان استقرّا في اسكفورد بسبب عمل أمير هناك!
فبعد خروجها من الشقة

بقيت بما يقارب الساعة الكاملة تجول بضياع عدم قدرتها على التواصل مع الآخرين تُريد العودة لبلدها وعندما يئست جلسة أمام ضفة نهر الآير وهذا يُعني انها ابتعدت عن السكن لمسافات شاسعة!
حتى انّ المربية أعطت خبرًا لأمير وأخذ يشتمها ويوبخها لغفلتها عنها
ولم يخبر ديانا بذلك لا يُريد بانانيته أن يُفسد جمال اجوائهما الرومنسية فأخبرها ما إن تعثر عليها تتصل عليه لتطمئنه!

فبقيت المربية تبحث بلا خريطة عنها....إلى أن رأتها ووبختها على فعلها وتصرفها الوقح وبدأت نور بعدها تتعلم احترافية البكاء الصامت والمخيف....
وبعد قضاء اجمل أسبوعين في باريس انتقلا إلى مدينة العشاق في فرنسا
مدينة آنسي وتمما فيها بقية شهر عسلهما....وانتقلوا بعد ذلك إلى روما....وبقيا فيها اسبوعًا كاملًا
ونور ما زالت كئيبة، لا تشعر بالارتياح.....وبدأت حالات الاضطراب تظهر عليها مبكرًا في هذه الأثناء!
..............................
قطع كل تفكيره وصوله إلى الفندق واستيقاظ نور من سباتها ، مفعول ذلك المنوّم لم يكن كافيًا لبقائها نائمة لفترة أطول أو ربما لأنها كانت تشرب الكثير من الكافيين في ذلك الوقت أثّر عليها الأمر، لذا جلست!
مقوّسة لشفتيها، رفعت نفسها من على المرتبة ونظرت للشارع....تشعر بثقل رأسها......والاهم أنها كانت تشعر بفراغ عظيم يختلج قلبها.....إذًا ماتت ديانا.....ماتت تلك التي خاضت حربًا من اجل حُبها العميق ....ماتت وتركتها في شوارع الغُربة اللامنتهية ....ماتت ولم تُلقي لها بالًا ولم تودعها حتّى!
إلى اللقاء يا ديانا....إلى اللقاء يا محبوبة أمير!
نزل أمير من السيارة وفتح بابها
تحدث بحنية: نزلي.....
نور نظرت إليه .....هو السبب في ضياعها.....هو أناني في حبه لها....هي ليست من ممتلكاته الخاصة حتى به يكلمها ليزداد جنونها به....كان عليه أن يوقف رغبتها في خيانة يوسف بالتحدث معه!.....هو من جعلها تُعاني آلام الفُراق والبُعد والغربة....
هو من قتل والدتها!
نزلت من السيارة ....واجتحتها رعشة برد سريعة لجسدها الهزيل...شهقت بخفة........برد باريس لا يعرف الرحمة وشدّت على الغطاء والذي يُشبه اللحاف الصوفي الموضوع على اكتافها! هذا الغطاء لم يقيها من البرد....ولكنه مُفيد في تجمّد الذكريات والمشاعر......نظرت لأمير وانتبهت لتأوّه بين فترة وأخرى وشدّه على يده فعلمت انه مصاب
ولكن ممن لا تدري؟!
تحدث بعد ان اطالت بنظرها للمكان وله : حبيبتي نور....تعي هون......خلينا ندخل برد باريس كتير قارص
اردف لها (برد باريس) لينبها لوجودهما في فرنسا
لم تُطيل الأمر دخلت معه وتوجها للمصعد واختفى عن انظارهما ماكس.....انغلق عليهما المصعد....
وتحدثت بحدة: ليش جينا هنا...؟
امير ...نظر إلى وجهها الذي بهت سريعًا وإلى الهالات البنية التي حاوطت عينيها فجأة.....وإلى شفتيها المصفرة....أيعقل أنّ كل هذا حدث لها بسرعة بسبب صدمتها؟!
يشعر أنها كبرت .....عشر سنوات .....تغيّرت نور لم تعد نور أبدًا!
تحدث باختصار: ظهرت حركة شغب ....ضد رجال الاعمال....وانجبرنا على هالسفرة
انفتح الباب واردفت نور بسخرية: خايف من الموت؟! عشان كذا هربت
لم يُجيب عليها......يشعر بتغيّر حتى نبرتها .....يشعر أنّه دفن نور التي ظهرت مؤخرًا مع والدتها لا يُريد أن يكثر عليها الحديث ولا يريد منها أن تتجادل معه اكثر
فهي ما زالت تحت تأثير صدمتها ولن يُبالي لأي كلمة تردف بها....
دخلوا الشقة......اغلق الباب.....تقدم امير لدورة المياه سريعًا يشعر بنزف جرحه يُريد ان يغير الضمادة ويعقمه
بينما هي جلست على الكنبة ....بل رمت نفسها عليها واستلقت على ظهرها وازاحت عن جسدها الغطاء!
ونظرت للسقف.....ماذا سيحل بها بعد الآن؟.....ماذا سيفعل بها أمير....لن يتحملها أبدًا....لن يبقى على ذكرى والدتها....سيتخلّى عنها كما تخلت عنها والدتها وسيرحل.....هل حان موعد العودة للديّار أم ماذا؟!

كانت تفكر بعمّق في هذه الأمور الدقيقة ....ثم انتابها شعور باهت اللون متمحور حول تلك الفتاة الصغيرة فجلست على الكنبة هنا وشبكّت كفّي يديها
لابد أنّ هناك اسرار حول حياتهم ، وهي كالجدار الاصم لا تعرف عنها شيئًا؟!
لابد أن تسأله الآن وتستفسر من تكون تلك الفتاة وكيف ماتت ديانا
بينما في الخلاء ازاح عن جسده الجاكيت.....ونظر للجرح عضّ على شفتيه بألم
واخذ يزيل اللاصق من عليه وبدله بآخر جديد اعطته إيّاه جولي في الحقيبة الصغيرة
ومن ثم ارشح وجهه وخرج نظرت هنا إليه بسرعة ووقفت: أمير
لم تعد تقول (بابا امير)
إذًا عادت نور إلى انتكاستها وربما انسلخت من نفسها وستظهر شخصية جديدة لن يتعرف عليها
تقدم لناحيتها مدّ له جاكيته: خذي.....ما جبت معي ملابس لا إلك ولا إللي والجو كتير هون بارد...
نور تقدمت لناحيته وبقيت يدّه معلّقة في الهواء: ماني بردانه...
وبحده اردفت: كيف ماتت ديانا؟
امير سكت.....وابتعد عنها جالسًا على الكنبة اسند ظهره على المسند .....اغمض عينيه .....حتى اضطربت أنفاسه بذكراها
جلست بالقرب منه اصرّت على سؤالها: كيف ماتت...
أمير بكذب فتح عينيه ونظر لعينيها ولشدّة احمرارهما: ماتت موتي طبيعية...
نور رفعت حاجبيها الأيمن بانكار شديد: اشك.....
أمير بهدوء: منّك مصدئة؟
نور بدأت حقيقةً تنسلخ من نفسها، من كونها متقبلة لأمر زواج والدتها من امير ...وحبهما السرمدي....عادت إلى تخبطها ولكن هذه المرة تخبط بشكل آخر لن يفهمه امير ولن يفهمه شخص آخر!

ابتسمت بسخرية: يمكن سافرت مع حُب جديد....لهيك ئلت إللي ماتت......يمكن عملت نفس ياللي عملتوا مع يوسف!

ما إن تحدثت باللهجة اللبنانية حتى به حدّق في تعابير وجهها الساخرة
و فهم نبرتها واهتزاز شفتيها وضّحت أنها ما زالت .....منصدمة وتريد تفريغ حزنها بطريقة قاسية عليه

نهض متحدث باللهجة السعودية: روحي ارتاحي نور....يمكن ترتاح اعصابك ....وتنتبهين على الفاظك وافكارك....

نور...ترقرقت الدموع في عينها فجأة
ولم تعد قادرة على ان تكون هادئة في هذه اللحظة صرخت: قول لي......كيف ماتت.......كيف...قد قلت لي انها تعبانه....ماتت بسبب مرضها؟.....ولا كيف ماتت.....والبنت الصغيرة من ....ليكون بنتكم وانتوا خبيتوها علي خايفين عليها مني ؟.....احس فيه اسرار في علاقتكم......وحياتي معاكم بلشت تصير واضحة ...اختصر علي.....واترك لي مجال افهم كل شي في وقت واحد....مو بالتدريج.....لا تحاول تتدرّج لي في اسراركم....

امير.....صُعق من حديثها.....كما ظن وجود سندرا معهم في نفس طيارته الخاصة اثار جنونها وشكوكها
تحدث ببرود بسبب تعبه: انتي تعرفين اني عئيم (عقيم)...كيف راح اجيب إلك إخت .....
نور مسحت دموعها ، واخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام عينيه
تفكر إذًا مَن تكون؟
هل تبناها مؤخرًا، ليرضي محبوبته ....ليربطهما شيء آخر غير الترابط الروحي الذي نشأ وبشكل خاطئ بينهما
ملّت من التفكير وملّ هو من مراقبتها لذا توجّه للغرفة: راح روح نام حتى ارتاح
اوقفته بانفعال: لا تروح قبل ما توضح لي كل شي....

هل يخبرها بكل شيء....ويرتاح....ويُشيح عن فكرة المراوغة والتمهيد.....هو متعب....وإن طال في التمهيد ...ستنصدم بين كل لحظة وأخرى....هل يصدمها في دفعة واحدة افضل؟
هل...
قطع تفكيره صوت رنين هاتفه أجاب وسمع قول(مترجم): سيدي الطفلة بخير وأصبحت تحت ايدي الطاقم الطبي...
امير بهدوء(مترجم): شددوا الحراسة عليها كما اخبرتكم...
تحدث بأهمية : لا تقلق....
ثم اغلق الخط ....تكتفت وهي تقول بتحذير: لا تمهد لي وقول كيف ماتت ومن هذي البنت....كيف مهتم لها....اذا ما هي بنتك....ولا انت متبنيها ........من تكون؟
أمير ازدرد ريقه بقول: امك ماتت موته طبيعية
نور اغمضت عينيها بيأس: أدري انك كذاب......بس بمشيها لك.....وراح اعرف عن الامر بطريقتي بس البنت من تكون؟

هل شعرت بشعور الامومة هل ....تحرك بداخلها الاهتمام لناحيتها....لماذا هي مصّرة على معرفة هويتها حتى بها أشاحت بأنظارها عن حقيقة موت والدتها؟!

ما إن سيخبرها حتى بها ستكره وربما ستكره والدتها

لذا اردف بحنية وبمصداقية: راح تكرهيني لو راح خبرك عن هويتها يا نور؟
نور بكت بضعف: راح اكرهك لو خبيت علي الامر.....
أمير بأسلوب تمهيدي للموضوع: أنتي شو حاسي؟....بقصد ....لم شفتيها شو حسيتي؟
نور...تجمّد الدم في عروقها وشعرت بقشعريرة ......وتسارعت نبضات قلبها من سؤاله
ولكن لم تطيل التفكير ولم تطيل الانغماس في مشاعر الصدمة: انت مهتم مرا فيها .....ليش؟....قول لي هي بنت مين؟

غير قادر على ان يصدمها مرةً أخرى في نفس اليوم .....لا يريد أن يسبب لها أذى .....لا يريد ان
قاطعته بصرخة : قووووووووووول
أمير بهرب من مواجهتها ولّ بظهره واغمض عينيه بقول: هذي نتيجة حُبك لبهاء الدين....

ثم انصرف عن انظارها، خائفًا من ردّت فعلها....اعترف لها لكي تُشيح بسؤالها عن كيفية موت والدتها فليس من السهل ان يخبرها عن حقيقة انتحارها ولن تتوقف ولن تكف عن طرح الاسالة عن أسباب قدوم والدتها على هذا الفعل الشنيع وهو لا يُريد أن يخبرها بكل شيء في دفعة واحدة فالحقائق مرّه ولن تتقبلها بهذا الشكل!

لذا صدمها بوجود ابنتها الآن لأنه الأمر اهون عليه من ان يخبرها بواقعية انتحار ديانا وما وراء انتحارها؟!

همست بجمود: نتيجة حبي؟!

اغمضت عينيها هنا ، عليها بالتماسك هذا الوقت ليس وقت الانهيارات الآن من الواضح أنها حياتها بأكملها ستبقى تحت او ربما في وسط هذه الانهيارات عليها ان تعتاد....وتتماسك!

ولكن لم تستطع ، وضعت يدها على قلبها وأخذت تتنفّس بصعوبة
كيف؟ هي ولدتها ميتّه اخبروها بذلك
هل كذبت والدتها عندما اخبرتها انها توفيت بسبب نقص الأكسجين ولم يتلحقاها الأطباء في الوقت المناسب؟
لماذا هل لأنها كانت تصرخ بكل ما فيها: خلوني اجهض مابي طففففففففففل ماااااااااااابي
اغمضت عينيها ورجفة بسبب الذكريات
لا لن تبكي.......لن تثور.....لن تعصف بالمكان....شدّت على قبضت يديها
تشعر بالاختناق،....بالموت البطيء......بالضيق
تريد الخروج من هنا....ليتسنى لها استيعاب الأمر
ذهبت لغرفته لم يغلقها تركها مفتوحه وينتظر انهيارها بصمت مشاعره !
عندما دخلت حاولت التماسك والتحدث بهدوء: عارفة فيه أسباب لكذبتكم علي....وفيه أشياء مخفية عني....بس الحين ما عندي الحمل......على سماعها .....لذا ما راح اسالك عن شي....يكفي اللي سمعته اليوم وصدمني....

التفت إليها يُريد أن يرى كيف اثّر الخبر عليها
ولكن رأى منها شخصًا قاسيًا على نفسه يمنع شهقاته بأخذ نفس عميق وزفره بكره شديد وحاجبين مقوسين وشفتين ترتجفان بخفة
ودموع متحجرة في محجر عينيها المحمر!
أكملت وهي تحدّق في عينيه: من الأفضل ما نكون في نفس المكان هالفترة محتاجة أكون لوحدي...

أمير نهض وبخوف من افكارها
تحدث: شو قصدك؟
نور غير قادرة على الثبات ......بداخلها الحانًا تريد ان تتفجر بالصراخ وعليها ان تهذب هذا الشعور !: عطني بطاقتي المصرفية.......راح اطلع من هنا.....
امير برفض وانفعال: ما فيكي تروحي لأي مكان دوني....
نور اغمضت عينيها بشدّة وتحدثت: امير حس فيني.....بلييييييز....

حنّ قلبه عليها ، نهض بضيق انحنى على الحقيبة الرياضية .....اخرج جزء من المال الذي آخذه
مدّ إليها ....فهمت لن يُعطيها البطاقية لكي لا تبعد عنه طويلًا ولكن رضيت بالمبلغ الذي مدّهُ إليها....اخذته وسحبته إلى جيبها
لا تريد رؤيته ......ولا تريد أن تسأله لتزيد من ضيقتها همّت بالخروج ولكن تحدث: نور....خذي جاكيتي الجو هون مو متل جو بريطانيا .....
لم ترد عليه سحبت جاكيته من على الكنبة وخرجت
ما ان خرجت تحدث مع ماكس (مترجم): ماكس نور ستخرج الآن اتبعها.....عن كثب....إيّاك ان تشعر بك.....راقبها...وإن شعرت انها في خطر تدخل في الامر......
ماكس (مترجم): لا تقلق سيدي
ثم اغلق الخط...وتنهد بضيق....إلى أي مكان ستذهبين يا نور...
إلا الهاوية ام إلى الجنون؟!
كره نفسه ومن قساوته عليها في اخبارها عن الامر نهض ونظر لوجهه من خلال المرآه ولم يتردد في ان يلكم نفسه بقبضة يده ليتطاير شظايا الزجاج من حوله ومن ثم بكى بدموع بلا صوت وارخى جبينه واسنده على يده المتكئة على الجدار !
.................................................. ................
ارتدت جاكيته فالبرد هنا شبه قارص......بكت بدموع هادئة...واخذت تمشي بلا هُدى هي أتت إلى باريس ذات مرة دون رضا والدتها وأمير
أتت بصحبة مجموعة من الفتيات التي صاحبتهم عندما بلغت سن الثامنة عشر يعني قبل ثلاث سنوات
تعرف شوارع باريس جيّدًا ، تريد الهرب.....في ظلمة هذا الليل وبرده تريد الهرب من نفسها
من كونها فاشلة في حياتها.....من انانيتها في التخلّي ...لا بل لم تتخلّى هما فهماها بطريقة أو .....لا بلا كانت لا تريدها
تخبطّت في افكارها، وتشتت.....بهاء الدين ألجم حبهما بهمجية قاتلة!....تركها ولا تعرف الأسباب......كل ما تذكره تلك الليلة الحزينة عليها ....اخبرها ان تُجمع اشيائها وتخرج بهدوء من شقته .....لا تعلم لماذا ....وعندما عاندته سحبها بعنف حتى به ضربها على وجهها لتستوعب ما يؤمرها به...وألقى بها على باب شقتهم باكية ....ومنهارة؟!
يا لي قساوة الذكريات....يا لي قباحة معيشتها....و يا لي عنادها الجبّار في الانتقام من حُب والدتها!
مشت وجرّت بخطواتها لناحية الهاوية كما ظنّ أمير.....
ماكس كان يُراقبها عن بُعد.....
تُريد ان تفقد عقلها بالجنون او بأي طريقة لكي لا تتألم .....وصلت إلى مرحلة عدم القُدرة على ترجمة ألمها ....ولا على اخراج صراخها ...ولا حتى على الانهيار
كتمت كل هذا بداخلها في غضون دقائق قليلة......والآن تريد ان تعبّر بكل ما تشعر به ولكن يُصعب عليها
توقفت قليلًا نظرت للشارع الذي يُقربها إلى الذنب العظيم .....تنظر للمارة....تنظر للوجوه المبتسمة......الحزينة...الخجلة....واللقطات الرومنسية المقرفة....وإلى الهمسات والضحكات.....وإلى جنونها!
حركت رأسها بلا ...تُريد أن تبقى واعية ولا تفقد وعيها هُنا....تريد أن تصقل شخصيتها بطريقة أخرى ....
تصقلها على كتم الاحزان......على تحمّل الخبايا .....والاسرار لأنه هناك الكثير منها ...هذا واضح!
بكت......بصوت اشبه للهمس...وركضت للمجهول.....لضعفها......وسراب عقابها....اصبحت امام الباب.....تسللت الموسيقى إلى مسامعها.....بقيت واقفة....تنظر للاسم تقرؤه ببطء.......فاتحة عينيها بصدمة
هل ستعود؟....للجنون.....للشرب....للهروب....للتدخين... .لهدم قوانين الاخلاق.....لاقتراف المعاصي.....لتجاهل العقوبة...لأخذ القاب شنيعة......
هزّت رأسها تنهي نفسها الأمارة بالسوء بهمس: بس أنا مسلمة...
ثم نهرت نفسها بهمس آخر وهي تحرك رأسها كالمجنونة حتى الناس بدوا بالهمس واللمز عن حالها: لالا انا مسحية
بكت وهي تؤكد : بس هذا ما يعني إني ...اشـــ
بترت كلمتها.......تقسم إنها لم ترى والدتها ولا حتى أمير طوال حياتها يشربا من هذا السم
لا تدري هل كانا يشربا في الخفاء؟
ولكن تقسم انها لم تراهما يومًا فاقدي عقلهما؟!
ودوما ما يوبخاها بعنف عندما يروها تترنّح شاربه منه ،وحتى انهما يضرباها !
لا تدري هل يوبخاها لأنه مضر لصحتها ام لأنه محرّم في ديانتهما
هي تعرف حكمه في الدين الإسلامي وتعرف عقوبة من يشربه لم يخفي عليها هذا الحكم ابدًا ولكن هي الآن كما قالت لنفسها هي مسيحية ولكن لا تعرف حكمه في هذه الديانة ولكن والدتها تنهاها عنه وبشدّه!
هل يعني هذا انه محرّم؟!
تريد ان تنسى .......ولكن لا تريد أن تصبح من اهل النار؟!
اخيرًا فكرّت بآخرتها.....ولي أوّل مرة.....فكرت بها.....!
ارتجف جسدها......ازدردت ريقها......لا تريد ان يتلاعب بها الناس هنا....لا تريد ان يصبح عليها الصبح وهي كالحيوانات ...لترى نفسها مُلقاه في القمامة الجانبية من هذا المكان...

مشت من هنا....وذهبت للمتجر لتبتاعه......قررت ان تشتريه.....قررت أن تقترف ذنب عظيم بكامل قواها العقلية هي مصرّه على ان تكون فاقدة!......قررت ان تعذب نفسها.....ولكن السؤال هل تعلم عن تلك الآية التي تشدد على حرمته واجتنابه
في قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90
هي تعلم انه محرم ...ولكن لم تعي انه من كبائر الذنوب.......وقد يُحرمها من الدخول إلى الجنّة !
كانت متخبطة في شراؤه أم الخروج من هنا والابتعاد....فهي لم تشربه مُنذ وقت طويل....تابت عنه.....لأنها تكره نفسها حينما تشرب !
إذًا ماذا تفعل؟....كيف لا تشعر بالألم...كيف تنسى حقيقتها....انهيارتها التي بدات تتراكم على قلبها باتت مؤلمة!
اعادت الزجاجة إلى مكانها وقررت الخروج!
خرجت ....وتعجب ماكس من تذبذبها ....علم انها ستجن في أي لحظة.....من ردات فعلها تلك....توجهت الى الصيدلية.....تريد شراء منوّم.......اجل ....ستأخذ منومًا للهروب ...اخيرًا حصلت على واحدة منها ولكن الصيدلي رفض ان يصرفها لها دون وصفة طبية فصرخت في وجهه(مترجم): ابتعني إيّاها ما شأنك بالوصفة لقد نسيتها في المنزل.....
حرّك رأسه بالنفي (مترجم): لا استطيع سيدتي....
هنا ......صرخت في وجهه بكلمات عربية لم يفهمها وفي الواقع كانت تشتمه ...رمت المال المستحق للعبة الصغيرة وسحبتها إلى مخبأ الجاكيت ثم خرجت تحت مناداته لها!
ثم عادت للضيّاع في أرجاء الشوارع .......لا تعرف أين تذهب لتؤمّن على نفسها بعد دخولها في سباتها العميق......
شهقت ببكاء من شدّت خوفها ........ومن شدّت غياب ذهنها عن التصرّف السليم.....المال الذي بحوزتها يكفي للنوم في فندق آخر غير الذي يمكث فيه امير....
لن تعود للفندق لا تريد مواجهته تريد البقاء لوحدها هذه الليلة!
لذا قررت ان تذهب إلى فندق آخر...مشت بلا هُدى إلى ان ....اقتربت من شارع الشانزليزيه ....ودخلت في زحمته ...كان هناك فندق قريب منه .....وهو فندق لو تسوبا.....لم تترد في الدخول وماكس ما زال يتبعها!
رنّ هاتفه وهي دخلت
أجاب(مترجم): أين هي الآن؟
ماكس وهو يراقبها(مترجم): في فندق لو تسوبا....
تعجب امير قطعت كل هذه المسافة ماشية يبدو أن عقلها ضاع في غياهيب الصدمة حتى بها مشت تلك المسافة الطويلة دون تعي ذلك!
ولكن الأهم ....هي لا تملك سوى المال....لن يستقبلوها مرحبين بها اوراقها الرسمية وجوازها...حتى بطاقتها الشخصية ليست بجوزتها تنهد هنا وقال لماكس(مترجم): اذهب وحل امر بقائها هناك ....فهي لا تملك سوى المال ...اوراقها الرسمية معي...
ماكس (مترجم): حاضر سيدي...
امير بتعب(مترجم): ماكس...لا تثير المشاكل.....فقط تصرف بحكمة.....
ماكس معتاد على حل مثل هذه الأمور(مترجم): اطمئن سيدي.....كل شيء سيكون على ما يرام

اغلق امير الخط وبقيت نور تحيك الخدع .....وتذرف الدموع لاستقبالها ولكن لم يقبلوا ورات ماكس ذلك الوجه المألوف عليها راته في الطائرة تحدث مع موظفي الاستقبال باللغة الفرنسية البحتة وهي تحدّق به بشرر وكره لأنه من إحدى رجال أمير
لم تتدخل في الأمر تريد فقط أن تختلي بنفسها بعيدًا عن ضوضاء الحقائق لذا دعته يقنعهم بطريقته
وبعد خمس دقائق قال الموظف بهدوء(مترجم): تفضلي سيدتي....
بما اقنعهم ؟ نظرت إليه منذهلة ولكن لم يترك لها مجالًا لتسأله ابتعد عنها سريعًا
وهي اخذت البطاقة الممغنطة من الموظّف واعطته المال بطريقة مزعجة له وتوجهة لغرفتها
وماكس بقي في اللوبي لم يبرح مكانه لمراقبتها !
.................................................. ...........
دخلت الغرفة.......وازاحت من على جسدها الجاكيت بعدما سحبت من مخبأه تلك العلبة الصغيرة ورمتها بعشوائية، تشعر بالبرد .....وبالخوف!
لا تعلم لماذا تشعر بالخوف هكذا!؟
تشعر وكأنّ روحها مسلوبة غصبًا لتنفصل عن جسدها بشكل جزئي مُخيف!
ولِم تشعر بتقلصات ووجع عارم في بطنها لِيُثير اشمئزاز معدتها
للاستعداء للإستفراغ الوهمي؟!
مشت....بتخبط و
دخلت الخلاء......نظرت لوجهها......تمعنّت في لون عينيها المتغايرة.....ولِلون شعرها الأسود الحالك التي ورثته من ابيها ...وإلى صفاء وجهها الموروث من والدتها...لعنت نفسها بصرخة .....وبعثرت بيديها الأشياء الموضوعة على جانب مغسلة اليدين
بكت.....منفعلة ....منتحبة .....منكسرة...اخيرًا استطاعت التفريغ عمّ بداخلها.....صرخت بكل ما فيها
:
اكررررررررررررررهك دياناا.....اكرهك يا أأأأأأأأأأأمير

ومن ثم جثلت على ركبتيها وخبأت وجهها عن تلك الحقائق وهي تصرخ بشدة: اكرررررررررررهك بهاء......اكرهك الله......يلعنكم....
اخذت تلعنهم ....وبشدة.......تسبهم .....بحرقة قلبها
تريد الاختباء ....تريد دفء.....تريد ....ان ...لا تدري ماذا تُريد!؟
نهضت ....ودارت حول نفسها بضياع
تشعر انّ جدران الخلاء بدات تحتضنها بقوة لتضيّق عليها حركتها لذا مزقت البدي الأسود الذي احتفظ بدموعها وشهد على اضطرابات جسدها وانفاسها!
تشعر انه يخنقها تريد ان تخرج من ذاتها لذا مزعته من على جسدها بكل قوة ......وازاحت باقي ملابسها بقساوة وعنف ...وصراخ وعويل.......ومن ثم هدأت أنفاسها المضطربة بعدما أن أصبحت تحت الدّش وشعرت بدفء الماء
اغمضت عينيها كان صدرها يرتفع وينخفض بشهيق وزفير متعبين
وضعت كفيّ يديها على الجدار والصقتهما به بشكل مؤلم
وكأنها بتلك الطريقة تُبعده عنها لكي لا يخنقها
لا تدري كم مضى من الدقائق والوقت عليها وهي تزفر عبّير الغضب من هذا الامر وعبير الحُزن من الفُقد
أخذت تتذكر ازمتها النفسية في ذلك الوقت ولكن لم تتعمّق في ذكرياتها المخيّبة للآمال
سريعًا ما نفضتها وازدردت ريقها
فتحت عينيها ونظرت لبخار الماء........كانت عينيها ضائعتين تبحث عن خيطٍ من النجاة؟!
قلبها لم يعد قادر على تلك الحمول؟
أغلقت صنبور الماء......ومشت بجّر قدميها لناحية المرآة
مسحت بيديها على المرآة لكي تُزيح ذلك الحاجز من البخار لتنظر إلى عينيها .......ودمعها واحمرار وجنتيها .....وأرنبة انفها
اخذت نفسًا عميقًا ومن ثم اغمضت عينيها
ليخالجها ألم الولادة بل توهمت ألمه بذكراه عليها!
انحنت للأمام وعضّت على شفتيها بندم على وجودها في هذه الحياة التي واجهتها بالكثير من الخُذلان!
أعادت بنظرها لنفسها من خلال المرآة أبعدت خصلات شعرها عن وجهها
حدّقت بنفسها بجنون وبحده وبكره عميق لذاتها.... ذنوبها كُثر.....لدرجة لا قدره لها على عدُّها أو إحصاؤها ......ونتيجة ذلك الذنب تواجد تلك المسكينة.....الصغيرة!
نبض قلبها بشدّة هل هي شرعية!؟
هل زواجها منه كان صحيحًا؟
لماذا بدأت تهتم من الناحية الدينية الآن؟
هل لأنها خائفة من العقوبة
تذكر.....تذكر أنّها علمت بحملها بعد ستة اشهر او تسع لا تدري بالتحديد أي رقم كان صحيح هذا يُعني ....انها حملت بها بعد عقد القران السريع....بعد تملكها لتلك الورقة التي وقعت عليها بموافقتها على الزواج به!
يعني أنّ الفتاة الصغيرة ....شرعية.......
استندت بيديها على الجدار ، فعلت كما فعلت والدتها من اجل ان تبقى محفوفة بحضن من تحبه ويحبها؟!
ولكن الفرق أنّ ذلك الخبيث خدعها، ولكن أمير لم يخدع ديانا
ولكن هي لم يرحم صغر سنها.......لم يحترم مشاعرها المتأججة لناحيته.......كانت مندفعة في مشاعرها التي تقودها إليه....احبته لأنه تقبّلها بما هي عليه .....لم يتنمّر على لون عينيها....لم يتساءل عن سبب وجودها في ذلك البلد، لم يُضيّق عليها الأُفق بالعيش على الطريقة التي تريدها أعطاها كل شيء كانت تريده واعطته روحها ! لأنها احبته....وهو احبها.....كما تظن!..ولكن انقطع حبهما فجأة دون سابق إنذار....
ارتجف جسدها ......شعرت بتسلل الهواء البارد إليها ...انكمشت حول نفسها ونظرت لمن يحاوطها
فوجدت الهدوء والسكينة وقطرات الماء المستقرة على اكتافها وحدها هي من تحتضنها الآن
مشت بثقل الاحداث تسحب روب الحمام من على تلك التعليقة المستقرة في الجدار الجانبي!
ارتدته ......حكّمته على جسدها ....ثم خرجت ......للغرفة .....ثم رمت نفسها على السرير وسحبت اللحاف على جسدها .....ثم تذكرت انها لن تنام دون تناول تلك الأقراص المنوّمة لذا انهضت نفسها من على السرير بثقل وجرّت قدميها على الأرضية الباردة بصعوبة ....سحبت العلبة التي وجدتها على الأريكة سحبت حبّة واحدة وابتلعتها دون شرب الماء
ورمت نفسها على السرير من جديد ثم
غطت في سباتٍ عميق

.
.
.
انتهى




قراءة ممتعة للجميع






 

رد مع اقتباس
قديم 06-14-2020, 10:52 PM   #4
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الحادي عشر


.
.
.
.
.



الحرب هدأت بينهما ولم يعد لها مكانًا في حضنهما!، تشعر بغرابة تصرفاته .... لم تُريحها تلك الاعترافات خائفة من أن تتعلّق في حبلٍ من السعادة وينقطع بها من المنتصف!

ما عانتهُ بعد وفاة أبويها لم يكن سهلًا وهي خائفة من العودة إلى ذلك المنفى، ورغبة الجميع في التحكم بها للتخلّص منها!

تعترف أنها وجدت نفسها ما بين أحضان أبا محمد ولكن لم يكتمل هذا الشعور ... لأنه
ما زال هُناك من يكره تواجدها بينهم لذا قررت الانسحاب منهم جميعًا بتلك الطريقة التي ظنّت انها مُريحة وللغاية!
حقيقةً هي الآن تنعم بالراحة، والطمأنينة بتغيّر زوجها ولكن في لحظات يتخللها القلق والخوف من أن يكون ذلك مؤقتًا....
.
.
.

والآن هي تنعم في نعيم النوم المُريح على سريرها بعد سهرٍ على مذاكرة ما فاتها من مواد! وحل واجبات متراكمة عليها
بسبب تأجيلها لأداؤها في نهاية الأسبوع!

كانت مُغمضة العَينين مستلقية على بطنها تحلم أحلامًا سعيدة لا تُريد ان تستفيق منها...ولكن الألم .....الألم الذي يخالج بطنها...أفسد عليها لذّت النوم...تمللت وبدأت تخُرج من فاهها تأوهات وهمهمات تنم عن انزعاجها وشدّت ألم بطنها......لذا انقلبت على ظهرها بشكل سريع دون فتح عينيها ومن ثم استلقت على جانبها الأيمن واصطدم ظهرها بشيء ما! جعلها تنزعج وتأففت......بقيت ساكنة وهي تشعر بذلك الشيء الملتصق بظهرها ظنّت انها إحدى الوسادات ولكن لم تكن هشة ابدًا!
لذا جلست بطريقة سريعة ومنزعجة ...وما زال الألم يداهم بطنها مسحت على بطنها وهي تضغط عليه! ......ثم ....ابعدت شعرها عن وجهها التفتت على المنبه وكانت الساعة تُشير إلى الساعة الثامنة والنصف
ذعرت هنا وصرخت تشعر انها فقدت ذاكرتها في هذه اللحظة : المدررررررررررررررررررررررسه....
ثم التفتت على الجنب الآخر وهي تبعد اللحاف عن جسدها
وفتحت عيناها على آخرهما بصرخه: يماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه.. ...

تراجعت للخلف وسحبت نفسها من على الفراش لتنهض ولكن لم يترك لها مجالًا امسك بيدها وسحبها إليه ، حقيقةً كان مستيقظًا طوال نومها العميق ، وشعر بانزعاجها وتأوهاتها.......ولم يسلم من ركلات يديها ولا حتى رجليها ولكن لم يزعجها ولم يحاول ايقاظها فمن الواضح إنها مُتعبة وجدًا!
ولكن بعد أن رأى ردت فعلها لتواجده هنا ضحك حتى أنه كاد يموت ضحكًا على شكلها المنفجع ...وخوفها....
سم بالله عليها ...وهو يكرر ما
بين ضحكاته: أنا قصي......ههههههههههههههه......هدي.......انا زوجك يا مُهرررررررره....هههههههههههههههه.....

رفعت نفسها من حضنه ونظرت إلى وجهه وكأنها تريد ان تتأكد من كونه قصي ذاته!
ومن ثم وضعت يدها على قلبها المضطرب واغمضت عينها لتأخذ نفسًا عميقًا ولم تبقى مطولًا على
وضعها هذا حتى بها سددت له لكمه على صدره بشكل مفاجأ لهُ: وش جيّبك هنا ؟.....كيف دخلت الشقة وما حسيت عليك......

قصي عندما رآها تريد تسديد لكمه أخرى من يدها مسكها وهو ما زال يضحك ....شدّ على يدها بخفة: جيتك بعد صلاة الفجر وكنتي نايمة وحاولت ....... قد ما قدر ما زعجك.....

مُهره وضعت كف يدها على جبينها وهي تتنفس بصوت مسموع : خلعت قلبي.....انا من غير شي انخلعت من الوقت اللي مر .....

قصي ابعد عن نفسه اللحاف : ترا اليوم الجمعة....ما فيه مدارس هدي نفسك يا آينشتاين....

التفتت عليه مرةً أخرى متجاهلة ألم بطنها والصداع العارم لرأسها
سحبت الوسادة ولكمته بها قائلة: قول ما شاء الله
ثم ضربته على وجهه بها: قول ما شاء الله....

ابعد نفسه عنها إلى ان نهض من على السرير وهو يضحك بقوة لدرجة استفزها ضحكه وصرخت : لا تضضضضضضضضضضضضحك.........ضحكت من سرك بلا قول آمين........

قصي هدّأ نفسه من الضحك واتجّه إلى ناحية الستائر وابعدها عن النافذة لتتخلل أشعة الشمس زوايا الغرفة .......وانزعجت من الضوء
اردف: والله لو ما أنتي تعبانة كان رجّعت لك هالضربات .....بس ما لومك واضح هذي لاعبة في نفسيتك.....لعب....

خجلت من تصريحه كيف عرف؟
بينما
حديثه هذا وكأنه كالتنبيه للألم شدّت على بطنها: شدراك انت ......يمكن فيني شي ثاني؟

مشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث ويريد أن يحرجها أكثر: لالا ما فيك شي ثاني....شفت الزبالة حقت الحمام......
مُهره رمت عليه وسادتها قبل أن يصل إلى السرير: انقلع عن وجهي ......لا تقرب.....
قصي اقترب منها ولم يترك لها مجالًا للهروب كانت ستقوم ولكن أعادها على السرير وقبّل خدها وهو يضحك: ههههههههههه.......الحين انتي زعلانة ولا مستحية؟

مُهره لن تنكر أنّ تغيره يُعجبها ولكن يُخيفها وبشدّة
: يا صبر أيوب......

ثم نظرت لعينيه وبرجاء: تكفى قصي ارجع مثل أوّل ما خذتني.....

قصي حرّك رأسه بنفي: مستحيل....تناقشنا في هالموضوع لمدّة أسبوع....... تقبليني بما أنا عليه.....

مُهره بنذالة وبتردد: تراك اول احسن.....كذا هيبة .....الحين أشوفك واحد مجنون ما عنده عقل....

استلقى على ظهره لتصبح هي بمحاذاته من الناحية اليُمنى
: جالسة تحاولين تستفزيني بس ما بعطيك وجه اليوم رايق ....بس لأني

ثم فاجأها عندما جلس واقترب من وجهها: شفت وجهك الصبوح...!

مُهره تأففت ومسحت على وجهها وابتعدت عنه : قصي جد كيف كذا تجيني وربي اهلك بشكون فيك....ولا وصلت فيك تجيني الفجر......بكذا انت اثبت لي رسمي جنيت وتبيهم غصب يحسون....أنك مزوّج...!

قصي اقترب منها اكثر وهو ينظر لعينيها: لا تخافين حبيبتي.......انا رسمي اطلع من بعد صلاة الفجر وامشي لين تطلع الشمس........
مُهره وضعت اطراف أصابع يديها اليُمنى على جبهته ودفعته بخفة للخلف: مسوي فيها رياضي يعني......وانا اللي مهتم بصحتي.....وفي الحركة بركة..

هزّ رأسه بعبط لها بمعنى (أي انا)

ثم لم تترك لهُ مجالًا لرغبته في تقبليها مرةً أخرى على خدها الأيمن نهضت بثقل الألم ......وابتعدت خطوة عن السرير
وانصدم عندما رأى بقعة حمراء على فراشها،
التفت عليها
بذعر: مُهره وش هذا؟

مُهره قوّست حاجبيها واخذت نفسًا عميقًا: أنت ايش تشوف يعني؟
نهض واقترب منها بخوف: دم....هذا نزيف ما هوب طبيعي......
مُهره ازدردت ريقها بتعب: لا طبيعي....طبيعي يا قصي لا دقق....بروح آخذ لي شور دافي .....وكل شيء بصير تمام....

همّت بالذهاب لناحية الخلاء ولكن تبعها وامسك بها ليردف بشك: كم شهر وهي تجيك بهالغزارة؟

مُهره تشعر بالحرقة تتسلسل جسدها نابعة من اسفلها حتى تصل إلى رأسها
بملل وبسبب نفسيتها المُتعبة تحدثت: اتركني قصي لا تدقق....
قصي بحده : جاوبيني؟
مُهره رضخت لأمره: تقريبا هذا الشهر الثالث....
قصي بعصبية وانقلب حاله سريعًا في هذه اللحظة: طيب ليش ما قلتي لي؟
ثم اردف بسخرية: اوه آسف....انا حيل بعيد عنك....وما هتم لك.....هذا اللي بقولينه لي...

مُهره ضحكت بخفة على شكله وطريقة حديثه: ههههههه الحمد لله والشكر يسأل وجاوب على نفسه!!......قصي وخر منّاك خلني اتروش انقرفت ....من نفسي....

قصي ابتعد: ادخلي تروشي.....راح اسوي لك حليب دافي وبغيّر مفرش السرير عشان بعدها تستلقين على ظهرك....

مُهره وهي تدخل الخلاء وقبل ان تُغلق الباب: ماله داعي انا اغيّره

ثم أغلقت الباب حتى أصدر صوت أما هو تنهّد بضيق على حالها وبدأ يفكر لماذا وصلت إلى هذا الحال؟
أيعقل بسبب تناول ذلك العقار؟
اقراص منع الحمل أم انها....قطع تفكيره
وهو يتحدّث بصوت عال: مُهره قد نسيتي تاخذين حبوب منع الحمل.....ولم تذكرتي خذتي حبتين؟

لم يسمع سوى صوت الماء تأفف هنا

وسحب اللحاف وابعده عن السرير، ورماه في سلة الغسيل ومن ثم توجّه إلى الدولاب وسحب لحاف نظيف وجديد وبدأ بفرشه على السرير وأخيرًا ذهب لتجهيز حليب دافئ لها وله!
.
.
.
اما هي بعد ان استحمت سريعًا لبست روب الحمام ، وخرجت
وعندما لم تجده في الغرفة مشت لناحية بابها واغفلته عليها وتوجهت لدولاب الملابس لتخرج لها (بجامة نوم ) مريحة !
كان قماشها من القطن لونها وردي فاتح وتتوسطها صورة قطّة بألوان فسفورية وفوشية تلفت الأنظار..... وتنّم عن الطفولة !

ارتدتها على عجل ، ومن ثم خرجت من الغرفة واتجهت للمطبخ .....فتحت الثلاجة .......سحبت علبة المسكن سحبت (حبه واحده ) ثم ابتلعتها دون ماء وقصي ينظر لها.....ولكن لم يعلّق على فعلها!

ثم خرجت واتجهت للصالة ورمت نفسها على السرير وقطرات الماء كانت تتصبب على اكتافها وبجامتها ولكن لم تهتم لأنها تشعر بالحرارة وتريد شيئًا ما يبرد عليها!

خرج وهو يحمل كوب له ولها

مدّ لها وهي نظرت إليه: ماحب اشرب حليب....
قصي جلس بالقرب منها ومسك يدها واجبرها على امساك الكوب: مو مجبورة تحبينه .....وضعك الحين محتاج.....
سكتت
ثم اردف: كان جففتي شعرك تبين تمرضين؟..

مُهره بانفعال شديد دون مبرر: قصي لا تهتم فيني ....لا تهتم .....سو لي مثل قبل...اتعبتني وانا اكرر عليك ....هالشي...

قصي ببرود عكس نيرانها المشتعلة، يُدرك أنّ نفسيتها في هذا الوضع غير متاحة للحديث معه وتكون اكثر حساسية في كل الأمور والأشياء لذا قال: يعني كنت ما اهتم فيك...؟
مُهره : كنت تهتم بس من بعيد لبعيد...
قصي ارتشف القليل من الحليب واسند ظهره على المسند: ولله الحمد كسرت هالحاجز اللي مخليني بعيد عنك....

مُهره بنرفزة: وانا راح ابنيه....

قصي بجدية: اتركي عنك هالموال....وقولي لي قد نسيتي تاخذين حبوب منع الحمل ورحتي بعدها خذتي حبتين تعويض...

سكتت وهي تنظر لكوب الحليب بشتات....وتحاول ان تتغلّب على الألم بِعض شفتيها بخفّة!

قصي حاول أن يتمالك اعصابه: جاوبي لأنه احتمال غزارتها معك يكون بهالسبب...

مُهره تنهدت ثم التفت عليه وهي تُرسم حواف الكوب بطرف صبعها : أي......ومن بعدها مو صايرة منتظمة معي....

قصي اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم نهض: قومي جهزي حالك بروح المستشفى....
مُهره بعناد تكتفت: ماله داعي .....لا تكبر الموضوع....
قصي بعصبية: مهره انتي تدرين وش سويتي .....سويتي اضطراب لها و هالشي له اضراره!

مُهره بنرفزة: بالله انت دكتور عشان تشخص حالتي يا أستاذ؟
قصي طوّل باله عليها بما فيه الكفاية سحب الكوب من يدها وبتهديد: خمس دقايق ما تجهزين .......وربي ما يحصل لك طيب....
خافت هنا مُهره نهضت بتعب وهي تهمس: يا شينك ويا شين اهتمامك الزفت....
ثم اتجهت إلى غرفتهما للتجهز!
.................................................
مرّ اسبوعًا كاملًا على الأحداث والصدمات والخوف والتوتر ولم يختفي ذلك الشعور اللعين من داخله
يشعر بالاهتمام للأمر لا يدري لماذا ؟
وصّد أمير له بعدم التحدث اشعل في فؤاده القلق لذا قرر أن يبحث عن الموضوع بنفسه
سافرا إلى أي وجهة ومكثا في أي مكان؟!
واخيرًا في غضون الثلاث الأيّام الأخيرة علم بمكان أمير الذي انتقل مؤخرًا في شقته الذي يملكها في شرق باريس ولكن نور ما زالت في فندق لو تسوبا وابنته في المستشفى.......علم أنّ حياة امير في خطر ومن الممكن ان يُداهم في أي لحظة ممكنة ولكن صُدم من ذكاؤه بتغيير هويته و هذا امر سيؤول به للتساؤلات التي لا مفر منها، ولكن سيحميه لفترة مؤقته!

اشاح بنظره عن مقتله..... يعلم أنّ نور وابنته في حاجة ملحّة إليه
ولكن الأهم لماذا هو مهتم لهذه الأمور؟

يشعر أنّ وقت الانتقام انقضى هو حقيقةً لم ينتقم لنفسه بل انتقم لأخيه جورج وإنما هو أداة تُحرك الاحداث حيثما أخيه يُريد، فكرة استغلال أمير عن طريق نور كانت فكرة أخيه
وهو كوسيلة اُستخدم لتسهيل الأمور ، ظهر فجأة في حياة نور ولكن لن ينكر أنه
انجذب لها بهذه السهولة وكاد أن ينخرط وراء مشاعر نابضة لم يعرف اصلها في ذلك الوقت ولكن هناك من يقف خلفه ويوقف مشاعره بمجرد تحركها في مكانها الغير مُناسب.....وتهذيبها لتتحوّل إلى رماد!

اوهمها بحبه اوجعها بفراقه ولكن لم يتوقع امر حملها ابدًا!

جورج ربح في تلك الصفقات التي تنازل أمير عنها في تلك اللحظات المؤلمة والتي مرّت على نور ببطء شديد

وفهم أنّ أخيه أراد الانتقام بهذه الشدّة وبهذه الطريقة المؤذية لتأذيت كلًّا من امير وديانا!

بسبب حبه ورغبته في الزواج منها ولكن لم يمهله القدر في الاعتراف حتى به سمع عن امر زواجها من رجل سعودي وذهابها إلى المملكة وعودتها بعد ثمان سنوات من جديد لتتزوّج محبوبها امير! كل شيء عاكس رغبته في الزواج منها ليولّد بداخله شيئًا من القهر ورغبة في الانتقام!

لن ينكر أنّ أخيه استغلّهُ في الانغماس ليعسف برأس تلك الصغيرة ويقهر والدتها عليها من هذه الناحية ويقهر أمير من رؤية محبوبته في ذلك الحال ومن ناحية أخرى كسر ظهر امير في خسارته للصفقات المالية ...ولكن امير لم يستسلم عاد يقف على رجليه بعد هذه العواصف وسدّ ثغرات خسارته بحكمته وسرعة تصرّفه
ولكن نور
من يسد ثغرات خسارتها؟!

هل يفكر الآن ....لأنه ادرك لا فائدة من هذا الانتقام
أخيه انتقم منه....اجل....انتقم منه لجعله ابًا لأبنه لا يعرف شكلها حتى؟!
هو ربح بعد تلك الاحداث لا ينكر......ربح الكثير من المال.....والراحة.....واللامبالاة.. المؤقتة! ولكن شيء ما الآن يعبث في صدره....هل هذا صوت الضمير أم صوت الابوّة؟

أم أنه أدرك أنّ أخيه جورج انانيًا بشكل كبير
ويستغله في تخليص الأمور الصعبة بطرق ملتوية سهلة عليه؟
تنهّد بضيق ...
ثم ثبّت رأسه ما بين ركبتيه واخذ يحلل الأمور من ناحية أخرى








هل احببتها يومًا؟ أم إنني انغمست في الدور أكثر من اللازم
لم اكترث ابدًا حينما أخبرني أمير إنها انجبت تلك الطفلة ولكن شيء ما تحرك بداخلي بعد ذاهبي هُناك في حركة الشغب التي ظهرت مؤخرًا
شعرت ...بالخوف أجل بالخوف .... وأريد أن اطمئن على الصغيرة وعليها..... لن أنكر أنّ استغلال جورج لي كان مفيدًا عليّ لأنه كان يمطر عليّ مالًا لم احلم به يومًا!
ولكن .......اختلفت المشاعر الآن بعد علمي بالصغيرة
هل سأراها يومًا
؟







انفتح عليه باب الغرفة ودخل أخيه نظر إليه وهو يردف: أمتّا بدنا نوخلص منّوه؟

رفع رأسه بهدوء: أقلّك غيّرت رايي ...ما راح اقتله...

جورج بعصبية أشار له: وليه إن شاء الله.....بدّك يّاه ينتئم منا....

مراد نهض وبملل ولّه بظهره عن أخيه: هسه هو مشغول بنور وبنتها.......ما عنده مجال ينتقم منا....مشغول بكيف يحميهم ويحمي نفسه.....

جورج أشار له : راح احملك مسؤولية أي هجوم منه ......وتعى ئلي ....أمتّا بدك تعطيه ورئة الطلاق...؟

مراد : راح أحدد معه موعد....
جورج خرج ...واغلق الباب بقوة وبقي مُراد يتحدث مع نفسه لينظر إلى حقيقة جوانب الأمر مرةً أخرى!
وفهم كم هو اناني في موافقة أخيه على كل هذه الأمور!
.................................................. ........
.
.
استيقظ من نومه على صوتها المزعج وهي تحمل الصغيرة وتضعه على ساقيه وهي تكرر: يلا قول خالو اجلس بسّك نوم......بسّك.......
تملل على السرير بصعوبة وشعر بوخز ألم جُرح كتفه ، لن ينسى ذلك اليوم المشئوم عليه .....بعد خروجه من السفارة وانتقاله إلى سيارة الأجرة
حدث اشتباك إطلاق نار عنيف امام عينيه ، حتى أنّ السائق تصوّب برصاصة لعينه استقرّت في منتصف جبينه جعلتهُ يشهق بصدمة مما رآه!
شعر بالخوف حينها وأخذ يتشهد ، طأطأ برأسه عندما شعره بالزجاج الخلفي من السيارة يتناثر عليه بلا رحمه...وصوت اطلاق النار مستمر وغير متوقّف!
خرج من السيارة بصعوبة واخذ يركض عائدًا إلى المكان الذي خرج منه ولكن لم يصل وقتها سليمًا أُطلقت عليه رصاصتين طائشتين واستقرتا في مناطق مُختلفة من جسده أحدهما استقرّت في كتفه الأيسر ....والاخرى استقرّت في خاصرته وهنا خرّ على ركبتيه بلا حول ولا قوّة ينظر لمن حوله بتعجب ، أتت صور عائلته في مخيّلته بشكل سريع....رأى ...والده....والدته المتوفاة وهي تبتسم .....اخته الجازي ونوف.....وكذلك أخيه بندر .....اضطرب نفسه....... داهمته غشاوة على عينيه...حاول السيطرة على رجفة جسده المفاجأة له .......ولكن ........سقط على يد أحدهم وهو يصرخ (مترجم): أُصيب الرجل!

وبعدها لم يتذكر شيء ، فتح عينيه ليحدّق في سقف شديد البياض وادرك أنه في المستشفى!

أتى احدهم ليطمئنه(مترجم): حمدً لله على سلامتك أخ خالد......لقد مرّت ثلاثة ايامٍ ننتظر إفاقتك من هذه الغيبوبة......

هنا اغمض عينيه بشدّة ، وادرك أنه أصيب وتأوّه بألم .....وبعدها اصرّ ان يخرج في اليوم الذي يليه للعودة إلى الوطن ووافق الطبيب على أن يخلي سبيله !

عاد ولكن والده وبندر وأخوتيه كانوا في حالة استنفار وخوف......علموا بما حدث له ..... وضجوا بالنحيب والبكاء لم يهدؤوا إلّا بعد وصولة قبل ثلاثة أيام !
اصرّ والده على ان يرقد في المستشفى لمتابعة حالته ولكن رفض وفضّل أن يبقى في المنزل وفي أيّام خاصة لمواعيده سيذهب للاطمئنان على جراحاته!......وبدأ والده يؤدي النذور التي نذرها لله عز وجل من اجل سلامة ابنه!
...........

.
.
تململ من ازعاج أخته وبكاء الصغير رفع نفسه من على وسادته واسند ظهره على الوسادة الأخرى وهو يحاول ان يكتم ألمه

تحدث ببحة النوم: نوف.......حمدي ربك إني مصّاوب ولا كان علّمتك كيف تصحيني .....وتجيبين هذا فوق راسي يصايح علي...

نوف ضحكت وهي تُهدهد عبد لله لتُسكته عن البكاء: ههههههههه شسوي فيك نومك ثقيل.....قوم ياخي....الساعة اربع العصر قوم صل العصر ..... عشان بعدها تتغدا وتاخذ علاجك....

وقبل أن يتحدث أكملت: وترا ابوي اليوم عازم العيلة الكريمة كلها....على سلامتك .....

وضحكت بخفة: هههههههههههه اظن هذا آخر نذر .....بأديه.......وآخر كرف لي باذن الله!

خالد بعصبية : ضحكي ضحكي طاحت سنونك قولي آمين....

نوف نهضت وهي تحمل الصغير: والله مستانسه انك مو قادر تنتقم مني وتضربني مثل اول .....

خالد تحامل على ألمه ونهض بشكل سريع دون ان يبالي لألم جرح خاصرت وكتفه يُريد أن يثبت لها قوته بأي فعلٍ متهور منه حتى بها تراجعت للوراء وهي تضحك: ههههههههههههههههههه هب عليه.....هذا وأنت مصّاوب وفيك حيل....
خالد اقترب منها وهو يمشي ببطء وأشار للباب: انقلعي برا.....
نوف اشارت لأنفها: على هالخشم.....بس بشويش على روحك....!

ثم خرجت وهي تضحك

بينما هو مسح على رأسه بضيق من الألم وتوجّه للخلاء وهو يستند على الجدار ، ليتوضأ.

همّت نوف بالدخول إلى غرفة الجازي بعد ان خرجت من غرفة خالد والتي كانت مجاورة لغرفتها ولكن سمعت صوت بندر يحدثها بهدوء: الجازي يا عين أخوك.....اليوم موعدك لازم أوديك....لا تعاندين...
الجازي كانت على سريرها مسنده ظهرها خلف الوسادات الصغيرات
تحدثت بملل: اوه بندر لا تصج راسي.....أنا خلاص بخير....والله بخير ماله داعي اروح مستشفيات....

بندر بتعقل: الجازي.....لازم نروح نسوي تحاليل مرة ثانية عشان نشوف نسبة الهيموجلبين عندك.....ونطمن على صحتك....

كانت ستتحدث ولكن دخلت هُنا نوف بمرح وهي تقول: اوه بندروه في غرفة جوجو وش صاير بالدنيا......مو انت تقول اكره ريحة الحلبة وتخلي معدتك تقلب....

فتح بندر عيناه على الآخر منصدم من حديث اخته وبانفعال: متى قلت ؟ يا البزر!

الجازي فهمت أنّ اختها تتبلّى على أخيها من اجل ان تُضيف على جوهم المرح
أكملت نوف: إلا قلته.......حتى خالد سمعك....
ثم اعطته الصغير وهي تقول بابتسامة بلهاء: خذ عبود وانا بساعد الجازي تتجهّز عشان تروح معك المستشفى....

الجازي بنرفزة بحلقت في عينين اختها: هي خير خير ..... خير يا أمنا العزيزة ؟

نوف باستهبال: يلا يا حبيبتي دامني امك العزيزة .......لازم تسمعين كلامي....لأنه البنت الشطورة تسمع كلام أمها....

بندر ضحك هنا بصوت عالي: هههههههههههههههههههههههههه شف عاشت الدور ست نويفة ههههههههههههههه.....

الجازي رمت على اختها الوسادة: انقلعي برا غرفتي...
نوف تمثل الزعل: لا خلوني....جنبكم تعبت من الكرف....تركت سينا تكرف بروحها هالمسكينة ....والله بعد هالعزايم بعطيها ثلاثة أيام إجازة.....
بندر قبّل خد عبد لله الباكي: اشعندك صايرة رحومه...
نوف بتفاخر: من يوم يومي أنا رحومه.....ما شاء الله علي
بندر بنصف عين : من مدح نفسه يبيله رفسه أخت ننويفه!!

الجازي دخلت جو سريعًا معهم: أي واضح ......مو كأنك قبل يومين تاركتها .....تشطف وتكنس...وتغسل ملابس صار لهم أسبوع ما انغسلوا بس عشان لا تحتك في ابوي......الحمد لله والشكر .....
نوف تصبغ وجهها بالحمرة من هذا الطاري: ياخي والله مانكر البنت حلوة......وجها ما شاء الله مشدود ...ومدوّر ...واحمر وعليها عيون تذبح....ياخي انا خقيت أخاف ابوي بعد يخق...عليها ولا هالتبن هالي جالس جنبك .......يشبّكها....
بندر رمى عليها وسادة سحبها من تحت رجلي اخته: انا تبن يا وجه العنز.......بعدين تعالي .....شالحكي الفاضي نشبك ونخق ...وش شايفتنا حنا؟!
نوف بملل: اوه خلونا بالمهم الحين ......قومي الجازي.....خلصينا ترا ورانا كرف ....ولزوم تروحين الحين عشان ترجعون ......قبل المغرب...ابوي اليوم عازم العيلة الكريمة كلها....

بندر بفجعة: لا قولين؟!
نوف ضحكت على ردت فعل اخيها: هههههههههههههههه أي والله.....عازم عمي يوسف....وعمتي نجلا.....
الجازي بصدمة: عمتي نجلا؟
بندر نظر إلى صدمتها لذا قال: أكيد بقول لأخته شفيك الجازي....
نوف بجدية: اتركي عنك الحين هالكلام....وقومي جهزي نفسك .....أنا بجهّز عباتك ولو حابة اروح معك بروح اجهز....
الجازي بخيبة وبتردد: لا لاتروحين اكيد ابوي بيحتاجك.....
بندر ابتسم ونهض ليضع عبد لله في سريره بعد أن غفى على يده: افهم منك موافقة تروحين المستشفى...
نوف اتجهت لأختها وسحبت من عليها اللحاف بهدوء: اكيد ما فيها كلام روح جهز نفسك....
بندر هز رأسه بالرضى : تمام....عن اذنكم

الجازي رمقت اختها بنظرات شرر : صدق صايرة امنا....
نوف ضحكت بخفة لكي لا تجلس الصغير: لكم الشرف اصير ام لكم...
الجازي ضربت اختها بخفة على رأسها: ما هو لايق عليك هالدور...
نوف مسكت يد اختها لتساعدها على النهوض: لا تكذبين...
الجازي دفعت اختها بخفة وبمزح: انقلعي ترا ما تحرولت اعرف امشي.....
وبتهديد: انتبهي على دراستك يا نوف انتي آخر سنة وادري اشغلناك بهمنا........والله لو تنزل نسبتك عن التسعينات ......ما راح يحصل لك طيب....
نوف بضحك: هههههههههه اختك ذيبة لا تحاتيني خليك بنفسك بس وانقلعي تجهزي...
الجازي بتنهد: الله يعيني عليك ......
نوف نظرت لعبد لله الغارق في النوم: لا تحاتين عبود وين ما اروح باخذه في حضني
الجازي ابتسمت ، وعندما وصلت إلى الخلاء همست بينها وبين نفسها: الله لا يحرمني منك ....
نوف أخرجت عباءة اختها والحجاب ووضعتهما على السرير سمعت رنين هاتفها سحبته من جيب بنطالها ثم قرأت الاسم(شيخوه يتصل بك)
تحدثت بصوت مسموع لمسامع اختها: الجازي باخذ عبد لله لغرفتي .....وتراني جهزت لك عباتك ......بشوفينها على السرير
الجازي وهي تغلق صنبور الماء بعد أن غسلت وجهها : طيب...
حملت عبد لله ما بين يديها وأجابت على شيخه وتوجهت لناحية الغرفة دخلت ثم اغلقت الباب وهي تردف: هلا شيخوه...
وضعت عبد لله في منتصف السرير
شيخه ، هدأت قليلًا عن اضطراباتها من موضوع الخطبة بسبب عدم تحدث الجميع عن موعد الملكة
اطمأنت قليلًا
تحدثت: هلا فيك زود.......
نوف بهدوء: صار لك فترة مقاطعتني شعندك؟
ضحكت هنا شيخة بخفة: ههههههه عندي مذاكرة متراكمة الله يسلمك والاختبارات قربّت تعرفين....يعني....
نوف بلعانه وخبث: يا خوفي مقضيتها مكالمات مع الأخ بدل المذاكرة....
شيخة سكتت، حقيقةً لم تحدث بندر مُنذ ذلك اليوم التي تحدثت معه وهي في حالة انهيار
تنهدت بضيق: لا والله صار لنا فترة طويلة ما كلمنا بعض.....
نوف بروح مرحه: ما تبون الليلة اجمعكم بالصدفة...
شيخة ضحكت واحمرّ وجهها: ههههههههههههه استغفر الله يا الخبيثة
نوف : ههههههههههههههه قسم بالله منحرفة ترا ماقصد شي موزين.......بس اخليكم تشوفون بعض من بعيد.....
شيخه بجدية: لا ما يصلح....
نوف بهدوء: كيفك......المهم بشريني عن نفسيتك ....
شيخه استلقت على ظهرها: والله دام ماحد جايب طاري الزفت سلطان انا بخير ونفسيتي عال العال....
نوف تحاول ان تتحدث بصوت منخفض لكي لا تزعج الصغير ولكن انفعلت هنا بمزح: والله من قرادة الحظ انه جا تقدم لك .....ليته جاني والله ما ارده.....بس مقيولة .....إللي يبينا عيّت النفس تبغيه، واللي نبيه عيّا البخت لا يجيبه

لم تتحمل هُنا شيخه انهارت بالضحك، ونهضت من على السرير تشد على بطنها وهي تقول: هههههههههههههههه بالله منو هذا اللي يبيك وعيّت نفسك تبغيه؟....ههههههههههههههه عليك كلام ...يذكرني بجدتي مزون الله يرحمها...
نوف ابتسمت هنا : مالك دخل......واحد.....مزيون...يبيني بس أنا مابيه لانه ما يجي ربع سلطان...

شيخة بتسليك: أي واضح واضح.....
وبجدية: ولله لو بيدي قلت له يجي يخطبك انتي....... والله لايقين على بعضكم
نوف بخبث: لا لايق عليك انتي اكثر...
شيخة بنرفزة: نويييييييييييفه....
نوف ضحكت: ههههههههههههه لبيه.....
شيخه بعصبية : اقسم بالله أنك حمـ.....
نوف : عيب عيب عليك يا بنت عمي....وش هالكلام.....المهم سمعيني....مو لاجيتي تسوين نفسك مجنونة وانا يعني الضيفة وتصيرين رسمية ترا بسحبك من شوشتك تكرفين معي في المطبخ....
شيخة رفعت حاجبيها الأيمن: وست سينا وش تسوي؟
نوف بجدية: تراها آدمية حالها من حالنا ما بتقدر تخلص شغل لوحدها خاصة في العزايم وانا لازم اساعدها وانتي لازم الليلة تساعدني ولا لاتجين....
شيخة ابتسمت ابتسامة عريضة على مزح ومرح ابنت عمها التي لها طاقة اجابية وروح قادرة على بث السعادة من حولها: شف قليلة الادب....
نوف بغرور: بعض مما عندك حبيبة...
شيخة : شخلصني من لسانك الطويل أنا....
نوف نظرت لعبد لله الذي بدأ يتملل : يخلصك مني سلطان حبيب قلبي...
شيخة بنرفزة عميقة: كلي تبن.....
نوف بأسلوب أطفال: وانتي كلي زعتر يا حُبي....تراه مُفيد للذاكرة ومنشط لها ..ويمدحونه الحين وقت اختبارات......
شيخة لتنهي المكالمة: الحمد لله والشكر ....باي باي..
نوف ضحكت وهي تطبطب على الصغير لكي يعود للنوم : تعالي تعالي ههههههههههه ماتصلتي علي وانتي خالية قولي لي وش فيك...
فعلًا شيخة اتصلت من أجل أمر، يضايقها ويُفسد عليها انتظام نبضات قلبها لذا قالت: ما ودي اجي للعزيمة بس ادري ابوي وامي ما راح يرضون اجلس لحالي بالبيت

حاولت ان تتزن في حديثها وتكون جدية في الأمر: ليش يا الخبله؟
شيخة اجتمعت الدموع في عينها: مابي اصير في مكان بندر موجود فيه
نوف بصدمة: هَم ليش جاوبيني؟
شيخة بكت هنا: أخاف....
نوف بتوتر من حال شيخه: يا ام الدميعة مسحي دموعك.....وثانيا اخوي ما هوب حولك بيجلس مع الرجال ما هوب جالس جنبك عشان تخافين وتوترين....
شيخة مسحت دموعها: مادري احس هو زعلان مني عشاني ما قلت له عن خطبة سلطان من البداية....
نوف رجعت للجنون محاولةً في تغيير جو شيخه: شرايك اصالحكم الليلة؟
ضحكت وسط دموعها وهي تردف: لا مشكورة ما نبي.....ههههههههههه....
انفتح باب غرفتها على حين فجأة ونظرت لأخيها
ثم اردفت بجدية: زين روحي جهزي نفسك وتعالي يا فهيمة وبلاش حساسية زايدة ما كرف عشان ما تجين يا حلوة.....بجين غصبن عنك...
شيخة مسحت دموعها : تمام باي....

ثم أغلقت الخط وهو تقدم لناحيتها وهو يسحب قدميه على الأرض بتحاملٍ كبير على الوجع وجلس بجانبها تحدث بأهمية: وين الجازي رحت غرفتها ما شفتها؟
نوف : عندها موعد ووداها بندر المستشفى
تحدث بهدوء: طيب نوف ابيك تفهميني وش صاير بينها وبين زوجها؟
نوف بجدية وضعت عبد لله في حضنها واخذت تهزه لأنه بدأ ببكاؤه: اسالها انت يا خالد......
خالد حاول ألا يغضب لكي لا يخيفها يعلم نوف لا تعامله بمثل معالمتها لبندر .....وتهابه ايضًا تحدثت بهدوء: قال لي بندر انها اعترفت لك...
نوف بملل: اخلص من بندر تجي انت....هي صدق قالت لي بس ما قالت لي قولي لخوانك...
خالد بجدية: لازم تقولين عشان نحل موضوعها...
نوف : اظن ابوي عرف .....سكوته وهدوؤه معها يدل على هالشي...
خالد سكت ، ثم قال: ابوي يسوي هالشي عشان لا يضايقها.....لا اقل ولا اكثر.....
نوف شدّت عبد لله لناحية صدرها لينام: الجازي لو تبي تقول بقول لكم بدون تردد....
خالد احمر وجهه من كتم غيظه وتحدث ما بين اسنانه: نوف.....يرضيك اختك تطلق؟.....قولي لي يمكن نقدر نحل الموضوع....ونوقف الامر عن نقطة بعيدة عن الطلاق
نوف بإصرار: ما هوب حسافة عليه أنها تطلق منه......من الآخر الجازي والله تستاهل اللي أفضل منه.....
خالد بغضب: ما قلتي هالكلام إلا انّ الموضوع كبير....
نوف بجدية: أي كبير....ويجرح بعد......بس ما نيب قايلته.......وتركوا الجازي ولا تضغطون عليها....يكفي ماجاها منه ولو تبي تعرف هو بيجي الليلة إلا اكيد.....كلمه وسأله

خالد نهض وتحدث بتهديد: اسمعيني عدل يا نوف......لو زنيتي براس اختك ولا شجعتيها على الطلاق......وربي لا ازعل عليك ولا اكلمك للأبد.......ولا اعرفك بعدها....

نوف وضعت عبد لله على السرير وبحساسية الموضوع: لا يا خالد........لا تهددني بهالشي....انت بتظل اخوي.....وراح اكلمك وتكلمني......مو انا ولا انت نقدر نأثر على قرار الجازي....الجازي ما قررت بهالقرار إلا انها مجروحة....من سيف.....وانا ماقدر اقولك السبب لأنها تشوف الأمر من ناحية ثانية وما تبي تخرب على ناس......
خالد بشك: تخرب على ناس؟....وش تقصدين....!
نوف لتنهي الأمر: ما عندي التفاصيل.... اسالها وريّح نفسك.....بس لا تقهرني بصد.....وكلام يخوّف....
خالد اغمض عينيه ومن ثم مسح على شعرها ليردف: تمام، لا تنسين ابرة السكر........اشوفك هالليام مشغولة فينا........لا تنسين نفسك.....عن اذنك...
ثم خرج تاركها تتنهد بعمق، هي تحاول ان تغير من تعكر مزاجهم ولكن هي من يحاول أن يغير مزاجها ويخفف عنها هذا الحمل
لا أحد!
ذهبت لناحية الكمودينة لتسحب ابرة الانسولين التي وضعتها قبل دقائق عدّه هناك سحبت الغطاء من عليها وحقنت نفسها بخفة اعتادت عليها
ومن ثم خرجت وتركت الباب مفتوح من أجل عبد لله
!
.................................................
.
.
.
لكل شيء حد وحدودها هي سراب! ما إن تتجاوزها ستتغير شخصيتها....ربما تتغير لتنغمس في جنون أو برود أو سعادة او حزن!
ولكن هي انغمست في شحوب مخيف ، وعينين فارغتين من الحياة ، وعقل شارد، وأخيرًا انتقلت إلى معنى آخر من البرود لمَ يحدث حولها .....اعتادت على الألم....وتشعر بالرضى حول غربتها الثانية!
فمجيئها إلى هُنا تعبّر عنه بغربتها الثانية فالأولى كانت في بريطانيا وحملت بين طياتها الكثير من الصعّاب والاحداث والاكاذيب
وهُنا لن تقل احداثها عن هُناك هي تؤمن بهذا الشيء الذي أرهق عينيها وجعل الهالات البُنيّة تحاوط جفني عينها .....وسلب منها النوم ...وجهها اصبح باردًا خاليًا من التعابير تشعر بصعوبة في الابتسامة في البكاء لا تدري ماذا دهاها؟
ام انّ عضلات وجهها اعتادت على حركة واحدة؟!
الدموع.....نزفت دموعًا كثيرة في أول أربعة ايّام لها في هذا الفندق .....تلك الأيّام التي قضتها مع الجدران ....ومع رعشاتها وخوفها....ولكن في اليوم الخامس قررت في الذهاب إلى التسوّق مُجبرة .....لأنها رمت البدي الأسود بعد ان مزّقتهُ في القمامة ولم يعد هُناك ما يُقيها من البرد سوى الجاكيت التي اخذتهُ من أمير
ذهبت ذات يوم للتسوّق بشكل سريع وعشوائي وعادت إلى الفندق ولم تخرج إلى هذا اليوم ....
تستيقظ كل يوم من نومها لتقابل النافذة تنظر لمن خلف النافذة ....تطلق تنهيدات عميقة من صدرها.....مضى يومان عليها وهي تُحاول أن تخرج الدموع من عينيها ولكن لم تستطع وربما هذا الأمر ينم عن صدمتها ....ولم تعد غددها الدمعية تفرز الدموع وكأنها جفت!.....الامر ليس مُريحًا بالنسبة لها ....بل أخذ طاقتها في محاولتها في إخراج الدموع ......فهذا الشي سبب لها جفافًا في عينيها....ولكن رضيت بعصيان عينيها من إفراز دموعهما!

ربما ملّا من حزنها وكآبتها ......استسلمت ....من هي حتى تقرر في اخراجهما من محجر عينيها الجميع من حولها هم من قرروا أن تعيش بالكيفية وبالطريقة التي يريدونها وحينما قررت .....هي سلبوا منها القرار بأنانية مُخيفة ....لذا استسلمت للأمر ولم تحارب!

...

حدّقت للمباني الشاهقة، للناس وتجولهم....لإصرارهم على العيش...أخذت نفسًا عميقًا.....الوحدة هُنا أفادتها في التخلّص من جنونها!......دون حواجز......للتخلّص من صدمتها بهدوء وبلا قواعد.....
نظرت لهاتفها التي اشترتهُ مؤخرًا، تُريد ان تهاتفها ولكن أجلّت الأمر كانت بحاجة لوجودها مُنذ أوّل يوم قضتهُ هنا ولكن لم تحبذ ان تكون مثلهم انانية وتزعجها بحزنها العميق وجُرحها الغائر ولكن الآن تستطيع أن تحدثها بعد ان استعادت جزءًا بسيطًا من اتزان عقلها
الغريب أنها حافظة رقمها اكتشفت ذلك عندما اتصلت عليها من هاتف المحل بعد ان اخبرته انه اضاعت هاتفها وتريد الاتصال عليه لتطمئن انه بأيدي أمينة! فاجابتها عرفت صوتها وأغلقت الخط سريعًا كل هذا حدث عندما خرجت للتسوّق....
اما الآن
وضعت كوب قهوتها المرّة كمرارة الأحداث التي مرّت عليها على الطاولة أبعدت خصلات شعرها عن وجهها
جلست على طرف السرير
ثم لم تتردد في الاتصال بها
..................................................
كانت في غرفتها في منزل خالتها، تحاول ألا تحتك بزوج خالتها ولا بأولاده ولا حتى ببناته تشعر أنّ الكون اصبح ضيقًا لا تُريد أن تكون سجينة لهذه الغرفة لا تريد ........حقيقة استقبلها والدها ليومين ولكن لم تشعر بالراحة فزوجته لم ترحب بها وقضت يوم كاملًا عند والدتها ....وايضًا لم تشعر بالراحة ولا الطمأنينة وعادت بأدراجها لمكانها المعتاد......حدثت والدها أن يسمح لها بالعيش في شقة منعزلة عن الجميع ووبخها على ذلك مردفًا
: ما عندنا بنات يسكنون في شقيق لحالهم....
فبلعت الغصّة، لا تريد كيف يهون عليه ان تنام عند خالتها وفي بيت رجل غريب عليها حقيقةً لم تفهم عقليّة والدها! ولكن كل ما تعرفه انها لن تبقى هنا مطولًا ستتحدث مع والدها ليسمح لها بنقل دراستها إلى أمريكا ستكمل دراستها هناك بدلًا من بريطانيا....
سمعت رنين هاتفها ونظرت للرقم الغريب
وارسلت رسالة سريعة تكتب فيها
(راح اكلم ابوي وبقوله بكمل دراسة بامريكا)
ثم رمت هاتفها بعيدًا عنها وأعاد الرنين بنفس الرقم
تمللت ثم اجابت: الو....
اتاها صوت بارد ، خالي من المشاعر، مبحوح للغاية لدرجة انها لم تعرف صاحبة هذا الصوت: اخبارك إيلاف...
قطبت إيلاف حاجبيها ونظرت للرقم لتتأكد: عفوًا ؟ مين معي!

هل حقًا صوتها تغير أم أنّ حياتها بأكملها تغيرّت : انا نور...

إيلاف بسعادة صرخت ونهضت من على السرير: يا معوووووده وينج انتي؟......اسبوع كامل وانا ادقدق عليج ما تردين.....قلبي قرصني عليج....صرت أحاتيج........طمنيني عنج.....؟

نور بللت شفتيها الجافتين : انا بخير.....ضاع جوالي عشان كذا تصعبت علي الأمور في إني اتواصل معاك......
ايلاف بلهفة: زين اخبارج؟ بعد اللي صار ووينج فيه الحين؟

نور نظرت للغرفة هل تخبرها أنها تعيش في غربة جديدة ووحدة عظيمة ومخاوف أخرى؟!

: تطمني انا بخير....وحاليا انا في باريس.....انتقلنا عشان اللي صار ...خاصة انه امير مستهدف ....

ايلاف بشهقة: هأأأأأأأأأأأأ.....وي الله يعينه.....زين وش آخر التطورات عندج؟
نور مسحت على وجهها وبشحوب: أحاول اتأقلم على العيشة الجديدة.......إلا صدق انتي وينك الحين رجعتي لكويت؟
ايلاف بتنهد: مع الأسف أي....
نور فهمت الإشارة: انتي ببيت خالتك؟
ايلاف : أي......احس اني بسجن....جالسة بالغرفة مثل القطو لحالي.....

نور سكتت ، حالها يشبهها ولكن بمختلف الأحزان!

أكملت ايلاف: بس راح أقول لأبوي راح اكمل دراسة بامريكا...احسن لي من هالقعده هذي
نور بتأييد: زين ما تسوين.....طيب ما فيه شي ثاني ؟
فهمت عليها ايلاف واردفت بابتسامة خجلة: إلّا.....
نور ارتسمت على شفتيها ابتسامة بصعوبة بالغة : طارق؟
ايلاف بحالمية: أي......يعني صاير حاليا بينا مكالمات .....احسه مهتم فيني حيل....
نور بجدية: واضح يحبك...
ايلاف بحيرة: بس ماعترف لي...
نور باهتمام: الولد خجول ويترجم حبه لك بافعاله وتصرفاته
ايلاف بجدية: هو اللي قال لي ....قولي لأبوك راح تكملين دراسة بامريكا...
نور بشك: وهو بروح يكمل هناك...
ايلاف : أي
نور بحذر: انتبهي على نفسك.......لا تثقين فيه ثقة عميا....وخذي احتياطاتك منه
ايلاف بهدوء: لا تخافين علي صديقتج ....ذيبة ما ينوكل حقها....

نور ابتسمت هنا مرةً أخرى وكأنّ عضلات وجهها اعتادت على الابتسامة : طيب.....ما أطول عليك مع السلامة
ايلاف بزعل: وجع لا سكرين...
نور سكتت، سمعت انفاس ايلاف ثم اردفت: ماقدر اشوي مشغولة اكلمك بعدين وسيفي عندك رقمي الجديد
ايلاف برضا: انزين....وديري بالج على نفسج...
نور : وانتي بعد مع السلامة
أغلقت الخط ثم نهضت، الهروب مفيد في بعض الأحيان ولكن لن يطول أمره بالنسبة إليها، لابد ان تواجه كل الحقائق
لذا .....قررت أن تخرج من هذه الوحدة جمعت ملابسها القليلة في الحقيبة المتوسطة الحجم التي اشترتها من اجل هذا اليوم واخذت جاكيتها الأسود التي اشرته ارتدته على عجل وسحبت هاتفها وخرجت من الغرفة
صعدت المصعد وصلت إلى اللوبي سلمت مفتاح الغرفة
ومن ثم دفعت المال المستحق لجميع الليالي التي مكثت فيها هنا
ثم توجّهت لناحية ماكس والذي كان يُراقبها طيلة المدة
يظن أنها لن تلحظ مكانه ولكن هو مخطأ ولن تنكر أنّ وجوده اشعرها بالأمان توجهت إليه وهو كان جالسًا يرتشف قهوته ويقرأ الجريدة!
علمت انه مكث في الغرفة المجاورة لها وفهمت أنه يُجيد اللغة العربية لأنها سمعته ذات يوم يتحدث مع أمير بها ولكن بطريقة مكسرة
عندما وصلت إليه سحبت الجريدة من يده وتحدثت باللغة العربية: وصلني لمكان امير...
نظر إليها لوهلة ، وبتعجب اردف : what?
انحنت للأمام ليصبح وجهها مقابل وجهه اكثر وبحده نظرت لعينيه: ادري انك تفهم عربي .......لا تسوي فيها كريزي......وقوم وصلني لعند أمير...
ازدرد ريقه وبلل شفتيه ونظر لمن حوله ثم نهض وسحب من يدها حقيبتها وأشار لها أن تتقدم أمامه....وما إن خرجا حتى فتح لها باب السيارة وركب بعدها وقادها إلى المكان المنشود
حدّقت في كل الأشياء من حولها دون أن تركّز عليها
كانت تفكر .....وكثيرًا حتى بها وصلت إلى أعماق تفكيرها المخيفة
وهي ابنتها؟!
هل ستدخل عليه وستراها في حضنه؟ هل حان موعد لقاء الألم والابنة الآن
كانت ستتراجع ولكن الجمت نفسها عن التحدث بأخذ نفس عميق مسموع لمسامع ماكس....
شبكّت أصابع كف يدها ببعضهما البعض، تذكرت الأمور الخفيّة عن ديانا وأمير
ذات ليلة، في غرفة المستشفى التي احتجزوها بداخلها، بكت بوجع نفسي مؤلم ....كانت تلك الليلة ليلة شديدة البرودة والثلوج غطّت شوارع أكسفورد بكثافة زادت من جمالها.....
كانت في شهرها السابع بطنها بدأ كبيرًا بالنسبة إليها ومخيفًا
كرهت نفسها اكثر مما قبل وقفت امام النافذة وهي ترتجف خوفًا
اضاعت عليها سنة دراسية كاملة بسبب زواجها وحملها!
واحتجازها هنا
بكت ، بكت بخوف ......خائفة من فكرة الانجاب......خائفة من كل شيء .....مجروحة من الحُب....من العشق....من الفراق الغير مخطط له بالنسبة إليها
وضعت يدها على بطنها وهي ترتجف، علمت أنها تحمل بداخلها أنثى....ربما ستكون قبيحة كوالدتها .....او جميلة كوالدها
كانت تلك الفترة تثق بقبح وجهها......صنفت نفسها من اقبح الناس على وجهه الأرض بسبب قلة ثقتها بنفسها وبسبب ما عانتها من تنمّر

.

كانت قد استرجعت جزء بسيط من هذه الثقة بعد معرفتها ببهاء الدين(مُراد) ولكن سريعًا ما هدم هذه الثقة
همست لطفلتها وهي تمسح على بطنها بشكل دائري ويدين مرتجفتين: لا تجين .......لا تجين على هالدنيا .....ما في شي حلو.......i swear....
ثم أسندت
جبينها على النافذة الباردة ووضعت كفي يدها عليها وبكت بصمت!
.
.
وها هي مع هذه الذكرى .....غير قادرة على البكاء ....غير قادرة على مجابهة الأمور.....لا تدري هل ستتقبلها ؟
في الواقع لا تريد أ تراها .....فهي على غير استعداد لهذه اللحظات.......توقف ماكس في الـ(الباركنق) أوقف السيارة نزل ليفتح لها الباب.....نزلت وشدّت الجاكيت على جسدها ...تنهدت
ثم أشار لها ماكس : السيد أمير.....هُنا...
توجهت لناحية الباب اتى بجانبها اخرج من جيبه نسخة أخرى من مفتاح الشقة وفتح لها الباب
دخلت وهو بقي في الخارج لم يدخل ما إن غلقت الباب حتى سمعته يقول: ماكس لك فينك يا زلمي تأخرت......راح روح لسندرا.....طمني كيفها لنور....
ثم خرج من الغرفة ، وفهمت انه كان يرتدي ملابسه، كان سيتحدث ولكن ما إن رآها حتى انخرس وازدرد ريقه
تغير عليها....تشعر بكبر سنة فجأة....لم يعد أمير الذي تعرفه
شعره ما بال شعره قصير للغاية ......وله شارب ماذا حدث هل يتنكر بشخصية أخرى؟ ولكن لِم هو هزيل؟
هل بسبب موت محبوبته؟!
وهي ايضًا تغيّرت عليه.......اصبحت هزيلة ...شاحبة......مهملة لشعرها الطويل المنثور على كتفيها....تنظر بنظرات لا تفسر ومشتتة.....شفتيها متقشرتين ......حاجبيها معقودين .....تاخذ أنفاسها بصعوبة لتكبح شيء بداخلها لا يعرف ما هو؟
ربما الخوف!
ابتسم لها وتقدم لناحيتها بخطى سريعة ولم يترك لها مجالًا احتضنها.....بل اعتصرها وودّ لو يدخلها ما بين ثنايا صدره
اشتمّ رائحة شعرها التي تذكره برائحة والدتها
تحدث بلهجة سعودية: نورتي المكان يا قلبي....
لم تبادره بهذا الاحتضان ولكن ودّت (لو ) يبقى هكذا مطولًا هي بحاجة إلى هذا الحضن مُنذ أسبوع
أراحت رأسها على كتفه ، واغمضت عينيها التي تأبى خروج دموعها وانغمست لرغبتها للشعور بالأمان وطوّقته بيديها وبادرته بالاحتضان
رقّى قلبه على حالها ونزلت دموعه على خديه شدها اكثر إليه وكأنه يخبرها بأنه بجانبها للأبد طبطب على ظهرها همس
: حبيبتي بتأسف على كل شيء....على كل شيء يا نور...
ازدردت ريقها ومن ثم....دفنت وجهها في صدره بعد ان ابتعدت قليلًا لمسافة معينة لتمكنها من الوصول إلى تلك المنطقة التي تقسم أنها ستجد بها جزءًا بسيطًا من والدتها ....ديانا دومًا ما تفعلها حينما تشعر بالتعب .....كانت تنظر لهما بالخفاء دون ان يشعرا
وقد لمحت ذات يوم هذه الحركة التي تفعلها والدتها وتهمس له
بحب: تعبانة لمني بين احضانك امير وخليني اغفى!

هي الآن لا تريد أن اتغفى تريد أن تشعر بوالدتها
حركتها تلك آلمتهُ ، وذكرته بها
قبّل راسها وطبطب على كتفها ثم مشى بها لناحية الصالة اجلسها بجانبه ولم يدعها تتحرك من حضنه
وهي أسندت
رأسها على كتفه بتعب، وارهاق.......هي لا تريد هذا الحضن منه ولكن لا يوجد هنا من تريده!......هو كاذب....وخائن......ولكن دومًا ما تعود إليه ......مقدّر عليها ان ترتمي في حضن من كان سببًا في ابعادها عن وطنها.....هي تنتمي إليه وهو ينتمي لحبه الذي يبحث عنه في احضانها ......هي تبحث عن الأمان ....وهو يبحث عن عشقه كالمجنون....وكلاهما يداوي جرحهُ باحتضان الآخر .......شدّت على خصره ....وهي ترتعش
همست لهُ: ابي انام
تنهد بضيق على حالها من الواضح أنها لم تنم جيّدًا طيلة تلك المدّة لذا سحب نفسه إلى زاوية الكنب وهي سحبت قدميها لتمدهما على الكنبة وتنسد رأسها على صدره اغمضت عينيها وهو أخذ يمسح على شعرها
وبدأ يغني لها بلحن هادئ وحزين:
هي وهي وهللا
سمن وعسل بالجرّا
مناكل نحنا والبوبو
نام نام يا زغير نام
نيَّمتو ما كان ينام
نام.. ألله يا عيني
إبني يا عنب الزيني
يا الله يا الله يا دايم
تحفظ عبدك النايم
تحفظ عبدك وتْجيرو
وتخلّيه نايم بسريرو

.
.

اهتّز جفن عينيها بلا دموع كانت والدتها تغنيها لها وهي بعمر السادسة والسابعة قبل غربتها الأولى عندما تأبى النوم كانت تُغنيها لها لتغط في سبات عميق لا تدري هي تنام بسبب دفئ صوت والدتها ام بسبب الكلمات!

هل يعلم أنها كانت تُغنيها لها أم ما يحدث الآن من محض الصدق التي تُزيد الأوجاع؟
لم تنهاه عن اكمالها وترديدها لمسامع آذنيها جعلته يُكملها وهي تتذكر طفولتها المحفوفة بحب والدتها وبحب ابيها يوسف......اهتزّ جسدها برغبة عارمة للبكاء ولكن عجزت من اخراج الدموع
فشدها أمير لصدره مردفًا هذا البيت: يا الله يا الله يا دايم ،
تحفظ عبدك النايم
فشدّت على جفني عينها وحاولت بشتّى الطرق للنوم ولكن عجزت من النوم .....سيطرتها باتت مستنزفة .....عاجزة .....سكت أمير واخذ يراقب ملامح وجهها .....ويمسح على شعرها بهدوء....تشبه والدتها لديها الانف ذاته.....الحاجبين ذاتهما .....حدّة الوجه ذاته.....انحنى وقبّل جبينها بلطف وكأنه يُهديها اعتذاره عن كل شيء بلا استثناء......مسح على خدها بلطف .....وبندم يأكل قلبه على إخفاء امر ابنتها عنها طيلة هذه المدّة.......سمعها وهي تأخذ نفسها عميقًا
وتردف وهي مغمضة لعينيها: اوصف لي شكلها؟
لم يفهم ماذا تقصد بالضبط لذا أكملت قائلة: اقصد بنت بهاء الدين

اوجعه قلبه، حينما اردفت بهاء الدين لو تعلم أنّ حتى اسمه كذبة
وحياتها معه اكبر كذبة لاستمالتهم عن طريقها لناحية الهوى
لجُنّت!
تنهد بضيق وازدرد ريقه مترددًا: شعرها بني غامق.......
ابتسمت بسخرية وما زالت مغمضة لعينها: على ابوها
شدّ عليها وكانه يريد مؤازرتها: عندها تغاير لون عينين .....اليمين لونها عسلي فاتح.....واليسرى بني غامق....
تحشرج صوتها هنا وهي تشد على عينها تريد إخراج الدموع ولكن بلا جدوى: يعني قبيحة مثلي....
قوّس حاجبيه بضيق، وخالجته حشرجت بكاء حاول كبحها: بشرتها حنطية مائلة للبياض....
اردفت بضيق: مثل ابوها.....اجل لعصبت بصير لونها احمر......
ارتجف جسدها بعد ان سكتت تلك الرجفة التي تنم عن البكاء
ثم نهضت من حضنه ونظرت لعينيه : هي مريضة بسببي ....عشان كنت آخذ حبوب عن الكآبة......وعن اضطرابي.....
امير بجدية ليطمئنها: لا.......
نور ازدردت ريقها: أجل ليش تعبانة؟
امير لا يريد أن يُخفي عليها تلك الأمور تحدث باللهجة السعودية: نقّص عندها الأكسجين عند ولادتك لها.....واثر هالشي على نظرها...
نور بانكسار: يعني صارت عميا؟
أمير بهدوء: لا.....ولكن صار عندها ضعف نظر حاد....واضطريت أوافق على عملية إعادة تصحيح النظر وهي بهالعمر لأنها صارت نسبة العما كبيرة.....
نور ازدرد ريقها واردفت بصوت اشبه للهمس بسبب حشرجت البكاء: والحين تشوف؟
أمير هزّ برأسه مبتسمًا وهو يطبطب على كف يدها الأيمن: أي....بس لازم تلبس نظارة....
نور سكتت، ومن ثم تذكرت أمر واردفت سريعًا: اخبار يدك؟

لن ينكر أنها تملك قلبًا طيبًا ، تملك في قلبها حنيّة لا تعرف
رغم محاولتها في أن تصبح قاسية وبعيدة كل البعد عن مشاعر الرأفة إلا انها لا تستطيع أن تنغمس لهاويتهم!
: بخير.....بدأ الجرح يلتئم وما صرت احس بالوجع.....
هزت رأسها برضى.....ثم قالت : خلاص روح لها.....
ثم نهضت لتردف: أنا بطلع اتمشى اشوي.....وبرجع....
أمير نهض ثم قالت سريعًا قبل أن تتحرك من أمامه: طلعت رقم جديد....عطني جوالك اسجله لك...
مد هاتفه لها بهدوء سحبته سجلت رقمها ثم انسحبت من نظراته ومن ضعفها امامه ثم خرجت......لتجد نفسها تتنفّس بعمق وتشهق بشهقات متتالية تنّم عن رغبتها في البكاء......وضعت يدها على قلبُها تشعر باضطراب أنفاسها .... تشعر بالخوف......بالضياع.....بالتشتت والانهيارات أمام جميع الذكريات التي تطرأ عليها في هذه الدقيقة
نظر إليها ماكس ثم اتى بقربها راكضًا
: are you ok?
حدّقت في عينيه بعينيها الجاحظتين أومأت برأسها بمعنى (أجل)
ثم ابتعدت عنه وهمّ بمتابعتها وفق امر امير ولكن شعر بكف تربت على كتفه الأيسر: اتركها.....خليها اليوم بدون مراقبة.....يمكن تئدر تتنفّس وتتخلّص من عبء احزانها....
ماكس فهم على امير حرّك رأسه بهدوء
أمير : راح روح للمستشفى اطمأن على سندرا.....وبعدها راح روح على المبنى الجديد للشركة....وانتّا هلأ روح وتابع شغلك ......لك بس ساعة حتى تخلّص شغلك وتجي لهون لا تنسى ...بخاف ترجع ديانا وما تلائي حدا هون وانا انسيت اعطيها مفتاح احتياطي للشقة!
ماكس: اوك....
ثم ركب سيارته وانطلق
أما هي تمشت ببطء على الرصيف......تحاول أن تهدأ من انفاسُها المضطربة أن تستعيد وعيها ....اخذت تنظر لمن حولها....اغمضت عينيها وامتّصت ذكرياتها المأساوية واكملت الطريق إلى ان دخلت في زحمة باريس ...بقُربها من المطاعم والكافيهات وحتى محلات الملابس.....تجوّلت حول المحلّات ودخلت في معمعة الناس وزحمتهم إلى ان قررت في الذهاب إلى اقرب
كوفي شوب .....تُريد أن تشرب قهوة تستعيد بها نفسها
وتمتص غضبها!.
حقيقةً أصبحت مدمنة على شربها .....في هذه الأوان!
مشت بخطُى هادئة ، تتنفّس بهدوء وتجول بانظارها إلى الشوارع اقتربت من الباب
سحبت الباب لتفتحه ثم خطت خطوة كبيرة للأمام حتى اصطدمت في كتف إحداهما
واردفت بالفرنسية قبل أن ترفع رأسها وهي مطأطأة به ومنحنية لسحب هاتفها الذي سقط على الأرض ولكن لم ينكسر!
: Je m'excuse

ثم وقفت بشكل سوِ ورفعت رأسها ، نظرت إلى وجهه ، واحتبست أنفاسها ...وتجمّدت أطرافها وحواسها ...لم تُرمش بعينها بقيت تبحلق في وجهه ...تشعر أنّ لسانها شّل حاولت أن تنطق اسمه ولكن عجزت....كما هو مصدوم في هذا الحال ويبحلق في وجهها كما هي تبحلق في وجهه ، شعرت أنّ الزمن توقف عند هذه اللحظة حتى بها اختنقت واحمرّ وجهها الجميع انصدموا من منظرهما المتجمّد امام الباب!
إلى ان اتى احدهم طالبًا منهما أن يتحركا ليتمكن من الخروج
فهنا استيقظت على نفسها وتراجعت خطوتين شاسعتين للابتعاد عنده وتسمح للرجل العبور وادركت شيء ما حتى إنها ابتسمت بسخرية الصدف
بينما هو تلعثم وهو يتحدث: Noor?
لم تُجيب عليه......كل ما فعلته اقتربت منه وحدقّت في عينيه بحقد : lier?(الكذاب)
ازدرد ريقهُ وابتعد حينما سمع تلك الفتاة تناديه بحب
: Tom……..where are you?......look..my love….iam trying to….
ولم تكمل حديثها، لأنها انتبهت لتجمده ونظرات نور الساخرة له! تحدثت متسائلة
: who is she?
رمقتهما نور بنظرات استحقار وسخرية ومن ثم خرجت من الكوفي بدلًا من ان تطلب منه قهوتها!

اما توم مسح على وجهه بتوتر وتلك الفتاة ما زالت تسأله من هي نور؟ ولكن لم يُجيبها واصّر عليها ان تبقى هنا تنتظره ثم خرج راكضًا....
أما نور.....ما إن خرجت حتى ضحكت بقوة وشعرت بضيق تنفّسها يعود من جديد نظرت لمن حولها وابتسمت بسخرية وعادت تضحك كالمجنونة!.....ولم تنتبه لتوم الذي يركض لناحيتها

تشعر أنها جنّت ...لماذا الجميع يبتسم؟...يفرح....يُسعد ؟...يوفّق في حياته وفي حبه وهي تفشل في كل هذا.....هل العيب فيها أم في الناس الذين يعيشون من حولها...لم تتوقف عن الضحك ....مستمرة ....في الضحك على نفسها وعلى بشاعة ما يحدث لها....إذًا توم خدعها....لم يكن مريضًا ومصابًا بالإيدز كما قال.....هذه كذبة من اجل ان يفترقا بهدوء....ويأتي لهنا...من اجل حبيبته الجديدة........نظرت للسماء وهي تضحك.....بعمق شعورها بالقهر....شعرت بيد احدهم تمسكها وتجبرها على الالتفاف لناحيتها
نظرت لعينيه وباشمئزاز: leave me!
توم بتوتر.....وبخوف من ردت فعلها (مترجم): لن اتركك...دعيني اشرح لكِ الامر....

نور واخيرًا رأت لها متنفّس لقهرها لتنفجر صارخة في وجهه(مترجم): ماذا ستقول؟.....هل ستخبرني عن شفاؤك عن المرض ام عن حبيبتك الجديدة؟

توم ازدرد ريقه وتلك الفتاة لم تستمع له بل خرجت وبقيت واقفة امام باب الكوفي ونظرت لهما حتى استشاطت غيضًا لرؤية نور
القريبة من توم وضعف توم عن الحديث أمام صراخها ولكن قررت ألا تقترب منهما!

توم حكّ جبينه(مترجم): صدقني انا لم أخنك .....احببتُك حقًا ولكن..
ولّت بظهرها عنه لتمشي ولكن مسكها من كف يدها وهو يقول بصدق(مترجم): كنت انوي الزواج بك.....ولكن لم استطع أن افعل هذا لأنكِ.....
نور تنتظر الصدمة الأخرى منه ليكمل بقساوة: لأنكِ عربية الجنسية .....وتنتمين إلى ديانة .......لن يتقبلها أي فرد من عائلتي...فخشيت عليكِ من هذا الأمر وابتعدت....لكي لا أُحدث لكِ ضررًا في حياتك!
نور نفضت كف يدها من يده وبحقد اردفت (مترجم): إذًا اتركني واذهب لحبيبتك ....انظر انها تنتظرك أيها الجبان!
ثم ركضت بعيدًا عنه وعن اعترافه الذي زاد من قهرها ومن وجعها أما هو عاد لمحبوبته التي اخذته يمنةً ويسرى بالأسالة ولكن لم يُجيبها على أي واحدٍ منهم!
....
شتمت نفسها وغباؤها ، لِم جعلتهم يتحكمون بِها ويستغلون ضعفها وحاجتها إليهم .....لم جعلت نفسها كالدمية يتلاعب بخيوطها لتحريكها كما يشاؤون ؟! وهي تمتلك خواص ربما كيمائية لا تتناسب مع خواصهم لأنها تسبب الانفجار وخواص فيزيائية عنيدة تسبب التنافر للابتعاد عنهم ! تلاعبوا بتلك الخيوط ولكن قُطّعت بسبب ما يمتلكونه من خواص لا ترغب في مجاراة خواصها ابدًا!

ولكن ما يؤلمها أنهم حاولوا بشتّى الطرق ان يتكيّفوا مع خواصها الغريبة حتى أنهم خططوا لحياتها بدلًا منها !....دمروا استقرارها وهي تحاول ان تشد بيديها الضعيفتين على بقاؤه هادئة.....

مسحت على خديها متوهمةً بوجود الدموع التي لم تنساب على خديها في الأصل....ومشت بخطى متسارعة لناحية الهاوية دون تردد ودون تفكير بالعواقب.....لا تدري بهذا الفعل تنتقم منهم أم تنتقم لنفسها! هي منعت نفسها من الإقدام على هذا الأمر لعدّة أيّام وجيزة ولكن ما حدث لها الآن اخلّ باتزان افكارها...وانصاغت وراء رغبتها .....ثم.....توجهت إلى إحدى الأماكن الملعونة .....لم تهتم لا للنظرات الحقيرة الموّجهة لها ولا إلى الاشكال المقززة التي تنظر إليهم بانكسار من حالها!....دخلت هذه المرة دون خوف.......لرغبة بداخلها وتتمناها من زمن بعيد! ......تُريد النسيان ...والمرح ولكن بطريقة......تجعل من الإنسان حيوانًا لا يعرف نفسه !
كانت الموسيقى صاخبة ومزعجة لخلايا العقل....ولكن هذا مفيد بالنسبة إليها مفيد لاخراس الذكريات وشعورها بالاشمئزاز حول حياتها وغدر الناس لها.....توجهت للكراسي الرفيعة امام تلك الطاولة ......اقتربت منهم وقبل أن تجلس
اشارت للعامل ان يناولها كأسًا، فناولها إياه في بعض ثوانٍ وقبل أن تأخذه ازاحت من على جسدها الجاكيت.......ووضعته خلف الكرسي ومن ثم جلست ......نظرت للكأس تمنعت فيه.....اشتمّت رائحته قبل ان تقربه من شفتيها اشمأزت منه وابعدتهُ عن انفها ...خفق قلبها من اقدامها على هذا الذنب العظيم....وشعرت بتأنيب الضمير وكادت ان تقوم وتهرب من المكان ولكن ...شدّت على الكأس بقوة وقرّبتهُ من شفتيها اغمضت عينها لكي لا تستمع لنفسها التي تُنهيها عن هذا الأمر ...ثم ......شربت أول سمً وأوّل مقربةٍ من الذنب في دفعة واحدة .......شعرت بمرارة ما فعلتهُ واشمأزت من مذاقه هزّت رأسها وكأنها تُنفض الذكريات جميعها من دماغها الصلب......ولم تتردد عن طلب كأس آخر حتى إنها .. اشارت له بكأس ثاني...فـ تعجب منها
متحدثًا باللغة الفرنسية (مترجم): عزيزتي ......لا تشربيه في دفعة واحدة وإلا ستخسرين عقلك سريعًا!
لم تجيب عليه حقيقة ً لا يفرق الأمر.... شربته في دفعة أو في دفعات الأمر واحد ما إن يدخل في فاهك ويعبر إلى معدتك سيفقدك اتزانك لا محالة ولكن فهمت هو خائف من أن تثير المشاكل بعد أن تشرب الكثير والكثير !
ناولها الكأس وشربته في دفعة واحدة، وهنا أدركت انها انغمست في مشاعر الهروب للذنب باندفاع مُخيف ...لنسيان ما يحدث لها من خذلان!
هي لا تريد ان تُعيد ما حدث لها قبل خمس سنوات .....لا تريد ان تتذكر اوّل رشفة من هذا الذّل لا تريد ان تُعيد الامر للوراء....ولا تريد أن تُعيد ما عانتهُ بسببه!
ولكن تشعر انّ الجميع بدآ يضغطون على اوتارها و على اوجاعها لذا هي تُريد أن تسكّن من آلامها بهذا الطريق المظلم ...والموحش.....والمؤدي للضيّاع في بئرٍ عميق سرمدي!
بدأت تشعر بالدوران......وعدم الاتزان ....والتخبط في الحديث بينها وبين نفسها ......ابتسمت كالبلهاء له و
اشارت بأن يناولها الكأس الثالث
كان سيعترض ولكن اشارت له وهي تتحدث بثقل وبلغة فرنسية صعبة (مترجم): لا تكثر الحدييييييث.....هيّا...اعطني كأسًا آخر وإلا لن ادفع لك ثمن الكؤوس الأولى!
حدّق لها بملل، تنهد وهو يشتمها ولكن ابتسمت تشعر أنّ كلمته في محلها هي كما قال ولن تتشاجر معه هي في الأصل تنظر لنفسها كما وصفها !
ناولها الكأس سحبته من يده بقوة ثم
شربته في دفعة واحدة .....ثم نظرت للكأس بهدوء وهي تبتسم كالمجنونة.........اخذت تحدثه بسخرية
: ذنبي....وذنب ديانا.........وذنب الأشقر....... والاهم ذنب يوسف!

وما إن طرأ عليها اسم والدها حتى شدت على شفتيها لتمنع رغبتها في البكاء..... ..ابعدت الكأس عنها وكأن تُبعد صورته عن بالها بهذا الفعل!.....ثم ...اخرجت من حقيبتها المال المستحق وبعثرتهُ على الطاولة بيدين مرتجفتين!
قررت الانسحاب من هذا المكان بعد أن مرّت الخمسة عشر دقيقة من بقائها هنا فضجيج الموسيقى التي من هذا النوع بدا يزعجها لذا نهضت وشعرت بدوران عارم لرأسها، ولكن لم تبالي ...مشت خطوة لتبتعد عن الكرسي وكادت تسقط ولكن تشبثت بيدها بطرف الطاولة وضحكت بخفة و بخجل! ثم استقامت في وقفتها ...و.....سحبت الجاكيت بيديها ...واخذت تترنّح يمنةً ويسرى في مشيها ...إلى أن وصلت إلى الباب ثم خرجت للهواء الطلق...!
ضحكت على حالها، وبدأت تُهذي بكلمات غير مفهومة وتمتمات غير معروفة وبلهجات ولغات مختلفة ومكسرة؟
لا تنّم إلا عن حالتها وانكسارها وشتم نفسها!
جلست على إحدى الأرصفة الجانبية واسندت رأسها على الجدار الخلفي
حدّقت في السماء الممتلئة بالغيوم
واردفت : انا حققييييييييييييرررررررررررة.....

ثم وضعت كفّي يديها على وجهها واجهشت بالبكاء ...دون دموع؟!

واخذت تشتم وتسب نفسها، مرارًا وتكرارًا ثم اخذت تعاتب والدتها بصوت مكسور : ليش جبتيني يا ديانا ليش؟

شعرت بذنبها واخذت تبرر ذلك : هم ضيعونيييييييييييي.....ضيّعت بنتك يا
وبثقل ورجفة شفتيها: يوووووووسف....

ومن ثم مالت على جنبها الأيمن تضحك بسخرية مجرى الأمور عليها : هذا مكاني الصح!!!
واعتلت ضحكتها ، واشتدّ صوت الرعد والبرق ....لتبدأ السماء بالهطول......اغمضت عينيها بشدّة ثم فتحتهما و...نظرت للسماء....للغيوم التي تحوّلت فجأة إلى سواد.....ابتسمت واخذت تكرر بيقين: عذابييي.....عذاااااابي...
.
ومن ثم ضحكت وبكت في الآن نفسه....وبعدها اتكأت على الجدار محاولةً للنهوض وما إن نهضت حتى تراجعت خطوتين للخلف مترنحة وسقطت على أكياس القمامة
واعتلى صوتها بالضحك هنا ...رغم مرارة الأمر إلا انها تشعر بالسعادة والمرح والقليل من الخوف! ....ولم تشعر بقطعة الزجاج الخارجة من منتصف الكيس والتي خمشت يدها بخفة .....حاولت النهوض مرةً أخرى .....ولكن سقطت هذه المرة على طرف الزجاجة لتخمش خاصرتها!...لأنها استلقت على الاكياس سريعًا...وهي تضحك فلم تشعر بالألم...استمرّت بالضحك... إلى أن شعرت بجنون سكرتها المشؤومة....قوست حاجبيها على حين فجأة بعد ان شعرت بحرارة تتسلل كف يدها وطرف خاصرتها الأيمن...رفعت يدها امام وجهها ونظرت للون الأحمر جرحها ليس بتلك الغزارة ولكن نزف بشكل مخيف كونها فاقدة لوعيها تشعر انه غزير فابتسمت ببلاهة وبذعر ناتجة عن الشرب: المطر صار احمر......لالا....هذا عذابييييي.....يدي......عذااابيي...
ثم جلست ....وبحلقت في يدها ومررت يدها الأخرى عليها لتشعر بوخز الألم فعضت شفتيها وشتمت نفسها من جديد
ومن ثم قررت أن تشّد على الجرح ...شدّت عليه ثم صرخت.....حتى شعرت انها بدأت تستعيد وعيها قليلًا من الألم الذي شعرت به....وبسبب برودة المكان والمطر الساقط على الجرح تشعر بالخدر في يدها ....لذا
احتضنت كف يدها لناحية صدرها.....سحبت جسدها من على الاكياس تحاول النهوض وأخيرا نجحت هذه المرة دون أن تحدث لجسدها أي ضرر ...ولكن شعرت بوخز لناحية خاصرتها لم تهتم لهذا الشعور ....مشت للأمام بثقل.........مشت عائدة للشقة .....هكذا حدثها عقلها اللاواعي...ستعود هناك....تشعر بالتعب وبالغثيان .....فالشقة ليست بعيدة ...ولكن ثقل جسدها وترنحها وسقوطها ونهوضها فجأة اخّر عليها امر الوصول.....وشدّت الرياح والمطر صعبّا عليها الأمر كعقوبة على ما فعلتهُّ
من يمد لها يد المساعدة نهرته بالابتعاد عنها شاتمته بكل اللغات التي تعرفها.....ما إن يستوعبوا مدى فقدها لوعيها حتى بهم يبتعدون هنا درءًا للمشاكل والمصاعب التي ستمطر عليهم لو اجبراها على ما لا تريده!
سقطت على ركبتيها....وهي تلهث متعبة ......تشعر بالغثيان اغمضت عينيها وتنهدّت بضيق
شعرها اصبح ملتصقًا على وجهها.... من شدّت وغزارة المطر وهطوله....ابعدته عنها بضيق ومن ثم عادت تشد على يدها لتسكت الألم.....بقيت تمشي لناحية الشقة بما يُقارب الربع ساعة
اخيرًا وصلت الشقة طرقت الباب لأنها لا تملك المفتاح وأمير نسي أن يعطيها نسخة منه !
صرخت : فتحوا...يا كـ.....فتحوا يا...
وبدأت تشتمهم ......
إلى أن ارتخى جسدها وجلست على الأرض بطريقة مفاجأة ومؤلمة لها واسندت نفسها على الباب......بدأت تُكمل هذيانها .....وارتفع صوتها بالضحك...ومرةً بالبكاء.....كل من مرّ هنا حاول ان يقدّم لها مساعدته ولكن ترفض وبشدّة ......كانت
تكرر كلمتها: عذابييي......مطر.....دم .....عذااااابي...ههههههه.....انا نورة ....ولا نور؟.....ههههههههههه......
مدّت رجليها للأمام ومن ثم ضحكت : هههههههههههههه نفس جلسة جدتي مزون.....ههههههههه...
نظرت للناس الذين ينظرون إليها بأسى، وسمعت همساتهم ولكن لم تُعير لهم أي اهتمام، قرفصت نفسها بشكل سريع ، ونظرت للسماء وما زالت تكرر: عذااااااااااااابي....عذااااااااااااااااابي.......
ثم ضحكت بشكل مخيف ومريب للنفس....واخذت تتذكر من طفولتها الشيء الكثير
حتى بدأت تهذي بأقوالها عندما تتشاجر مع اخيها : نااااصر لا تاكل بسكوتي....بعلم عليك ......ابو....
لم تكمل بسبب مداهمة الحازوقة لبلعومها .....ما إن شعرت باستعادة تنفسها حتى ضحكت.......اسندت رأسها على الباب وحدّقت في السماء وفي الغيوم ......ومدّت يديها للمطر...فتحت فاهها .......لتدع قطرات المطر تنساب بداخلها .......ثم ضحكت
: هههههههههههههههههه أمي راح تضربني عشاني شربت مطر....ههههههههههه ناصر لا تعلمها.....تكفى.........ههههه

والكثير من الهذيان والجنون.....مرّ ما يقارب النصف ساعة وهي على هذا الحال إلى حين هدوؤها بسبب غفوتها السريعة تشعر أنها ما بين الواقع والحلم ....تسمع حديث الناس...ولكن ترى الظلام......وتبتعد عن النور....منزعجة منهم ...ولكن لا تريد ان تتشاجر معهم بقيت هكذا امام الباب و لم يجرؤ احد على لمسها أو على الاقتراب منها تحدث احدهم بانه سيتصل على الشرطة ولكن من حسن حظها أن ماكس وصل إلى هنا قبل وقوع الكارثة امسك بيد الرجل لينهيه عن سحب الهاتف من مخبأ بنطاله
تحدث معه باللغة الفرنسية (مترجم): لا داعي لذلك انا سأتولى امرها.....فهي قريبتي....
ثم نظر للمجموعة المتجمهرة أمام الباب وبصوت حازم (مترجم): هيا انصرفوا من هنا ...هييييييييييييييا......

ثم اقترب منها اخرج المفتاح من جيبه فتح الباب ثم انحنى وحملها بين يديه .....هنا شهقت ديانا ....وشدّت على رقبته خشيت من سقوطها على الأرض ...شعرت انها بدأت تحلّق بعيدًا عن الناس ثم ضحكت على انتشاؤها اللعين !...اغلق ماكس الباب بقدم رجله اليسرى...
وفجأة تحدثت نور بثقل: توم ولا بهاء؟
نظر ماكس إلى وجهها الشاحب.....واشمئز من رائحتها الكريهة بسبب الشرب وبسبب سقوطها على القمامة والتصاق الاوساخ على ملابسها بكل سهولة لوجود قطرات المطر عليها
وضعها على الكنب
وابتعد عنها ولكن مسكت بكف يده لتشد عليها وتنهض بصعوبة ابتسمت له وهي تضحك: ما اصدق...........بهاء......شطلعك من قبرك؟...ههههههههههههههههههههه.......هذا عذااااااااااااابي شوف...هذا عذاااااااابي...
رفعت يدها المجروحة أمام يده ......مسك بيدها وتمعّن في جرحها فهم أنه ليس غزيرًا ولكن لابد ان يعقّم حتى لا يلتهب وينظفه لها...لذا امسكها من اكتافها وارغمها على الجلوس
تحدث بلغة عربية مكسرة : جلسي......
حركت رأسها بعند وهي تحدّق في عينيه: لالا......ابي.. ..اقولك شيء....
سكت وانتظر ان تخلص هذيانها حتى اقتربت منه وطوّقت رقبته بيديها وبقي هو صامد وجامد ينتظر الفعل الآخر منها ليتصرف
ولكن كل ما فعلته انها ضحكت بصوت عالٍ لتقول: هههههههههههه تخيّل طلع لي بنت......تشبهني بالعيون ...وتشبهك في اللون....
اغمض عينيه ، بصبر
وابعد يديها عنه واجبرها على الاستلقاء على الكنبة ، وهو يردف بحسم : نامي....
نور وكأن الأمر بدا لها مقنعًا تشعر بالتعب ....وبالإرهاق هزت رأسها موافقته على الامر القت بنفسها لتتخلّص من يديه على الكنبة ......وتوقفت عن الضحك ولكن لم تتوقف عن الهذيان تحركت بشكل سريع لتصبح بعد ذلك مستلقية على بطنها ابتعد
عنها ماكس
وأجرى اتصال سريع ، بينما هي غرقت في تذبذبها وشتاتها في وحل الذنب ......في وحل الوجهة المُظلمة.....في الركض خلف الراحة باقتراف أعظم الذنوب واشدها...
.....................................
.
.
.
بقي معها لمدة ساعة كاملة ...يحاول ان يُبهجها ....يُضحك لها سُنها...يعوضها عن كل شيء فقدته ......اشترى لها الكثير من الألعاب......والحلويات و(الشيبسات)....ولم ينسى الأهم ... شراء الملابس....
مسح على رأسها: حبيبي بدّك جيب لك شي تاني؟
هزّت رأسها باقتناع بما شراه لها
(لا)
ابتسم لها ونظر إليها بحنان: راح توعديني تاخزي كل الدواء ......
هزت رأسها (أي)
يريد منها أن تنطق بكلمة واحده ولكن عجز ، عنيدة كوالدتها نور
نظر لجولي وتحدث معها : جولي ......حكيتي مع الدكتور مشان خروجها من هون؟
جولي تحدثت بلغة عربية مكسرة جديدة: أي.....ئال....تخرج بعد .....تو ويكس...(بعد أسبوعين)
حرّك رأسه برضى ، ومسح على شعرها ورنّ هاتفه
أجاب على المتصل : اهلا ماكس
ماكس نظر إليها ، هدأت أنفاسها وغطت في سباتها
تحدث بلغة عربية مكسرة ايضًا: سيّد أمير.....نور.....جات.....البيت.....لكن.......فاقدة وعيها...
نهض امير هنا بذعر: شوووو؟.....ئصدك شارباني؟

ماكس مسح على جبينه: أجل...

امير بغضب وعصبية، هذا ما كان يخشاه طيلة الفترة ...ان تعود للادمان.....للانسحاب إلى الهاوية .....والسقوط بلا وقوف!

: اسمعني منيح ...اعمل إلها ئهوي(قهوة)....واجبرها تشربها راح ارجع أنا عالبيت.....لا تتروكها إلا لم أجي...

ماكس نظر إليها: ولكن سيدي ...الآن هي نائمة....
أمير تحدث ما بين اسنانه: اجبرها على شربها...
.
ثم اغلق الخط قبل أن يسمع رده ، انحنى ليقبل الصغيرة على جبينها ثم ابتعد ووجّه حديثه لجولي: جولي انتبهي على سندرا ولو احتجتوا أي شي اتصلي علي او اتصلي على ماكس....
جولي بهدوء: اوك...
ثم خرج وهو يشتم نفسه على عدم اهتمامه بنور رغم إنها الآن وفي هذه الحالة من الصدمة كان عليه أن يكون اقرب إليها من نفسها ومراقبتها بكل ما أتي من قوة هو اخطأ حينما قال لماكس ان يكف عن مراقبتها
ركب سيارته وقادها بجنون !
.....................................
انتظام نبضات القلب يخترق مسامع أذنيه، ورائحة المعقمات لامست جيوبه الانفية بعمق، نظر للجهاز ليطمئن على المريض تنهد براحة ، تعاون الفريق الطبي معه
ساعده على اجراء العملية بشكل مريح وبعيد عن الضغوطات
مدّ يده : مقص!
ناولوه إياه بشكل سريع
تناوله من يد المساعد وقطع الجزء الطرفي من الخيط بعد ان أتمم عملية خياطة الجُرح.....
تحدث : انقلوه لغرفة الملاحظة وتابعوا حالته إلين تستقر....
ثم خرج....أزاح من يديه القفازات......ومن على فمه الكمامة....رماهما في القمامة.....ثم توجّه للمغاسل.....غسّل يديه....ومن ثم اغلق الصنبور ....وازاح من على جسده اللباس الخاص لإجراء العمليات ورماه....ارتدى معطفه الأبيض....وخرج سريعًا متوجهًا إلى مكتبه......دخل المصعد انغلق عليه الباب.....فمسح على شعره ...يشعر بالتعب....والارهاق......فالعملية استغرقت بما يقارب الست ساعات من اجل استئصال ذلك الورم الخبيث......لا يُريد الآن سوى الاختلاء بنفسه....لن يعود إلى المنزل....سيبقى هنا لفترة من الوقت!.....انفتح الباب خرج مشى ...مقترب من المكتب وضع يده على مقبض الباب فتحه ....دخل...واقفل عليه الباب.....جلس على الكرسي.....واسند رأسه للخلف......تذكر حاله وحال زوجته.....وكيف آلت الأمور إلى هذه المشاكل اللامنتهية.....تنهد....
كيف يُرضيها؟....كيف يقنعها في ان تُشيح بنظرها عن أمر الطلاق؟
هل يستخدم عبد لله كأداء للصلح؟
نفض هذه الفكرة .....نهض بعدها متجهًا للغلايّة الجانبية مقررًا في اعداد قهوة ليستعيد بها طاقته ووعيه.....
سمع رنين هاتفه سحبه من على المكتب أجاب
: هلا عزام....
عزام وهو يقود سيارته : هلا فيك زود.......
سيف سكب الماء في الكوب.....وبدأ بخلط الكوفي بالملعقة ليمتزج بالماء: شفيك متصل؟
عزام توقف عند الإشارة: خالي بو خالد عازمنا على العشا اليوم.......ولازم تحضر...
سيف جلس على الكرسي وشدّ بيده على رأسه من شدّت الصداع: ما فيه شي اسمه لازم....
عزام : سيف...
سيف بهدوء: لا تحاول.......اصلا اليوم مشغول حدي.....وما اظن اقدر اجي...
عزام بملل: تمام براحتك مع السلامة
ثم اغلق الخط ونظر لأخيه: ما راح يجي...
جسار ضحك بسخرية: ههههههه جبان خايف يواجه خالي...
عزام انطلق من أمام الإشارة ما إن اضاءة باللون الأخضر: انا اشوف افضل له انه يبتعد هالفترة ......
جسار : وانا اشوف غلط......
عزام بهدوء: لو واجه الجازي الحين .....الجازي بتنتصر عليه .....وبتصر على الطلاق اكثر....
جسار نظر للشوارع: وانا مع بنت خالي......واللي تسويه في اخوك ..صح...ما هوب غلط...
عزام بصدمة: والله انك مو صاحي يا جسار.....وش هالقساوة اللي على اخوك...
جسار لم يرد عليه
عزام بجدية: صدق سيف غلطان....بس والله ما أتمنى انه بيته يخرب....وينهدم.....
جسرا بعصبية : البنت ما طلبت الطلاق إلا انه كسرها .......وهو اعترف انه كان قاسي معها....ولا قد شكت منه......فأنا اشوف الطلاق لحالهم انسب......
عزام توقف عن القيادة جانبًا التفت على أخيه والتفت جسار مستغربًا: ليش وقفت؟
عزام بشك: جسار وقوفك مع الجازي بهالشكل مو مريّحني؟
جسار بربكة: شقصدك؟
عزام بجدية: انت صارحني....وقول.....
جسار بنرفزة: وش أقول....
عزام بقصد مبطن: اللي جا ببالك الحين؟
جسار شتت ناظريه عن أخيه: ما في شي ببالي...
عزام ربت على فخذ أخيه وشد عليه وهو يردف: الجازي....زوجة اخوك وبتتم زوجة اخوي وبنت خالك.......
جسار التفت على أخيه وبنرفزة: واضح بديت تخرّف .........وبديت تفهمني خطأ....
عزام بانفعال: لا والله ....ما فهمتك خطأ......جسار انت اكثر واحد أنا افهمه اكثر من نفسه.......انت توأمي .....لا تنسى....

جسار هز رجله بعصبية: انت تفكر إني اكن مشاعر ناحية الجازي......؟
عزام سكت ولم يسمع جسار سوى انفاس أخيه
صرخ جسار في وجه أخيه: صدق أنك حمـــ........بس عشاني قلت كلمة الحق....اتهمتني بالباطل.؟
عزام لنهي المسألة: ما اتهمتك في شي....بس انت مفضوح......انتبه من سيف يحس عليك.....وربي لا يجرم فيك....!
جسّار انفعل : ولحد الحين مصر على افكارك الغبية....
عزام التفت عليه بشكل سريع ومخيف له: قلت لك ما نيب غشيم.........اصحى على نفسك......حتى لو تطلقت .....ما راح تزوجها......ما راح....حتى لو نفسك فيها.....
ثم اردف بسخرية باردة: الله بلاني باخوان ما عندهم عقل.....وكل واحد يغلط غلطة اكبر من حجمه......
ثم نظر إليه: وأنت غلطتك اكبر مني ومنك........صاير انت واخوك واحد ...تحبون اللي ما هوب لكم.....
جسار باستسلام : دامك فتحت الموضوع اجل اسمع...
عزام سكت ونظر إلى أخيه وعينيه تجحدان بشرر وخوف من اعتراف أخيه !
ليكمل: كنت اول وقبل لا ياخذها أخوك ....حاطها ببالي اخذها بس ما كنت احبها مثل حُب سيف لغزل مجرد رغبة فيها بالزواج لا اقل ولا اكثر وربي يشهد بعد ما ملك اخوك عليها .....ما نظرت لها إلا نظرت الأخت.......وليومك ذا....ما شوفها غير أنها اختي......واقتنعت انها مو من نصيبي....والحق ينقال...اخوك ظلمها.......وما قدرها....يوم أوقف معها واصير ضد سيف ...هذا لا يعني اني ابي له الخراب او ابيها تطلق منه عشاني ابيها لا عزام ما هوب انا اللي يسويها.....
عزام بدأ يقود : مصدقك......بس لا تقسي على اخوك.....سيف عرف أنه يحبها ......وإن خسرها ....حنّا راح نخسر اخوك!
.
.
.
.
شرب من قهوته القليل.......وأخذ يفكر هل يذهب ....ليتمكن من رؤية ابنه....وكذلك زوجته أم لا؟!
لا يستطيع ان يواجه خاله.....فهو عرف أنه خائن....
تأفف ونهض يجول في مكتبه حائر يذهب أم لا؟
شدّ على قبضة يده
ثم قال: اروح احسن.....عشان احسسها إني مستحيل اتركها .....وإني شاريها....أي خلاص....بروح!
.
.
.
.
انتهى





قراءة ممتعة للجميع

اتمنى ارى تفاعلكم معي بهذا البارت
لا تحرموني من ردودكم + تقييمكم
ولا توقعاتكم

....
كونوا بالقرب
راح احاول انزل البارت الـ12 قبل الموعد
انتظروني





 

رد مع اقتباس
قديم 06-10-2020, 03:50 PM   #5
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




الفصل السادس


البارت السادس


متوتّر، خائف من أن يفشل الأمر ويظهر أمر آخر يجهله
خشي من الغدر، الخيانة التي تمر مّر السّلام في دمه ما كان عليه أن يتهاون في طريقة تعامله بكل حِسن نيّة في تلك الصفقة التي اصبحت كالصفعة على وجه، شدّ بيديه على مقوّد السيارة قلبه يرتجف خوفاً على زوجته وابنته أجل يشعر بالأبوّه ناحيتها والخوف الشديد ممّا قد يؤذيها ، فاتصال جولي بالأمس في الوقت المتأخر وهي تردف بالأنجليزية اشعل في صدره ضيق وخوف من أجلها!
مترجم: سيّدي ابنتكم تُعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة .....أحببت أن اخبرك بهذا فقط.....واليوم هي بخير....ولكن لا تريد الذهاب إلى المعهد التعليمي للغة العربية فماذا افعل؟
خرج من الغرفة بحذر وهو ينظر لديانا اغلق الباب وتحدث بصوت واطي (مترجم): حسنًا لا داعي لها للذهاب ......فربما رفضت بسبب التعب الذي تشعر به.....جولي اعتني بالطفلة جيّدًا .......هل سمعتني....
تحدثت برسمية (مترجم): لا تقلق سيّد أمير سندرا في رعايتي وأمانتي ....لا تقلق...ولكن هُناك أمر لا استطيع أن اردعه ....فقد جاء رجل مع زوجته بالأمس ويريدان أن يتبنا الطفلة.....ولا استطع إيقاف ذلك الأمر

مسح على وجه هذا ما كان ينقصه فوق توتره زفر بغضب(مترجم): اتركِ الأمر لي.........والآن أنا مضطر لإغلاق الهاتف ....ولكن هل هناك شيء آخر؟
تحدثت (مترجم): لا.....تصبح على خير
وبعد انتهاؤه من مكالمته معها حدّث مدير المستشفى ليُنهي مسألة التبنّي تلك
صحى على صوت رنين هاتفه من موج بحر افكاره اجاب: لك فينك أمير؟
أمير انعطف يمينًا: وصلت
ثم أركن سيارته جانبًا وترجل منها لمقابلة دانيال وهو يردف: المصاري هون؟
وأشار إلى الحقيبة السوداء تنهد أمير بضيق: تأكدت من عددوهم؟
دانيال حرّك رأسه باهتمام: لا تاكول هم كاملين .....
ثم قال بتردد: أمير بدي روح معك على إني البودي قارد ......بخاف عليك منّن(منهم) بخاف بيغدروا فيك.....خيي...
أمير بغضب: لا ....لا شو تروح معي ...
دانيال بعصبية فاقت خوفه الذي تربّع في فؤاده : أمير....دخيل الله لا تخليني ماعطيك المصاري....
أمير بنرفزة سحب بخفة الحقيبة من يد صاحبه وصاح في وجه: ما بتئدر تروح معي....
دانيال مسك كتفه الأيمن : ليش؟
أمير ابعد يده عنه بصوت عال: بدّي إيّاك تبئى هون بجنب زوجتي وبنتي حتى لو صار إلي شي....بتكون انتّا موجود....افهمها بائه....

دانيال ، خفق قلبه بشدّة مسك بيد صاحبه برجاء: ما فيني اتركك لهيك وحوش.......ديانا ما بينخاف عليها راح تحمي حالها وتحمي بنتها متّل ما عملت في السنوات الماضية....دخيل الله ......خلّيني روح معك....

أمير مسح على وجه عدّت مرات رمى الحقيبة السوداء على الأرض ثم ولّه بظهره عن صاحبه وصرخ بقل حيلة وهما كانا بالقرب من الجبل وتردد صوته في ارجاء المكان ثم التفت على صاحبه بقول: اركب السيارة يلا ما بدي اتأخر...
ثم سحب الحقيبة من على الارض بكل غضب فهم دانيال شعور أمير بهذا الوقت
شعور العجز والخوف سيطران عليه ، خائف من الفقد وخائف من أن يُفتقد
لا يريد أن يتركه وهو على هذا الحال لوحده لابّد أن يذهب معه ليفهم جورج أنّ أمير لهُ قدره على أن يُبيده بوجود رجاله الذي يستنّد عليهم!
وهو سيكون إحدى رجاله في هذه اللحظة اغلق الباب وانطلق أمير بعجل للمكان الذي حدده ذلك الملعون لم يكن قريب
غضب أمير في هفوات أفكاره وضرب على المقوّد بينما دانيال التزم الصمت كعادته لا يُريد أن يخفف ولا يزيد الحمل على كاهل صاحبه نظر للطريق وتنهد الآخر بتوتر!
.................................................. .................................
اغلق باب السيّارة بقوّة وركض لناحية العمار السكنية والتي تحضن بداخلها تلك الضعيفة بجسدها وربما لحالها ! فتح المصعد دخل
ثم اغلق الباب هو يتواجدون في الطابق الثالث ما إن انفتح حتى ركض في الممر والذي لم يكن واسعًا بكفاية ثم توجّه لناحية شقته
أدار بغضب المفتاح ثم فتحه صرخ بعد أن اغلق الباب
ظّن أنه سيجدها لن تستطع أن تكسر قوانينه فهي جبانه تهابه وتخافه في الآن نفسه : مُهرررررررررررررره مُهره...
ثم أخذ يبحث عنها مشى في الممر القصير الذي يؤدي إلى غرفة الجلوس المتوسطة في مساحتها نظر إلى الشيبسات المرمية
وللقراطيس والملابس المرمية في كل جانب تعجب من هذا الإعصار ....التلفاز كان شغالّا على قناة تبث فقط السوّر القرآنية والصوت كان متوسطًا لم يكون عاليًا ولم يكن خافتًا لدرجة لا تُسمع!
ألتف ليدخل المطبخ الصغير كان مرتبًا ونظيف، ثم توجّه إلى دورت المياه اعزكم الله وهو يصرخ: مُهررررررررررررره....
عجز في أن تُجيبه لا يريد ان يلتمس معنى عدم وجودها لأنه سيُميتها لا محاله!
ذهب لغرفة النّوم ....وكانت رأسًا على عقب.....ملابسها مرمية في كل جانب......أحذيتها كذلك.....ودفاترها ...وأقلامها على السرير....
عبس بوجه.....اخرج هاتفه من جيبه اتصل على
.............................

كان جالسًا على مكتبه سمع رنين هاتفه سحبه وعندما نظر إلى الاسم تحدث بهدوء: هلا قصي......
قصي حاول أن يتمالك نفسه : هلا يا عم......اخبارك؟
تحدث الرجل الكبير في السن قليلًا: بخير أنت طمني عليك صار لك مدّه ما نشوفك .....
قصي لينهي الرسميات : بخير....ولكن يا عم ودي اطلبك طلب بسيط وخايف اكلّف عليك.....
رمى القلم من يده تحدث بأهمية : لا ما بينا كلافة يا ولدي آمر.....

قصي شد على يده وتحدث: أنا جيت الشقة ولا قدرت ألحق على مُهره راحت المدرسة وكان ببالي افاجئها بجيّتي ولا اتصلت ولا عطيتها خبر.....عشان كذا ممكن تروح المدرسة وتسوي لها استئذان...مثل ما انت عارف أنا ماقدر أروح ... وإلّا الكل بيعرف بزواجها!
سكت لوهلة ، اغمض عينيه اخذ نفس عميق وبنبرة هدوء: ابشر....يا ولدي.....الحين طالع لها....
قصي ابتهجت أساريره: ما تقصر يا بو محمد.....وسامحني كلفت عليك....
بو محمد سحب مفتاح سيارته وبحسن نيّة سيذهب لها لإعادتها لشقتها لِـ تلك المفاجأة: ما بينا يا ولدي.....
ثم سكر الخط.....وجلس قصي على الكنب وابعد ملابسها وكومة اكياس الشيبس برجليه وهو يقول: والله لا أربيك يا بنت صالح.....

وبعد خمس دقائق نهض واغلق التلفاز ....واتجه لناحية النافذة وابعد الستارة عنها لتتسسل أشعة الشمس الحارة لهذا الصيف إلى أرجاء المكان بعثر بقدمه الأشياء....
فنظر إلى كيسة (اندومي) مفتوحة ومأكول نصفه ، ثم نظر إلى كيسة شيبس بحجم كبير لـ(شيتوس) مع قطعة ليمون اصفر مُلقاه بجانبها
ولم يخفى عليه الشوكلاتات بمختلفها مرميّة على الأرض تأفأف وكوّم بيديه ملابسها الذي لا يعلم هل هي نظيفة أم لا؟ ورماها على الكرسي الهزاز لِيهتز قليلًا لن يُنظّف الوسط ....أمر تنظيفه سيكون جزءًا من العقاب الذي خطط عليه.....
مرت العشر دقائق بملل وهو يتجوّل ذهابًا وإيًابًا ما بين غرفة النوم والجلوس......وهو يسب ويشتم اخوته ويشتمها .....
تنهد: وش هالوساخه....أنا اوريك بس تعالي هيّن....
واخذ يكمل احتراقه الداخلي بالحديث مع نفسه لتمر العشر الدقائق الأخرى بصعوبة عليه
رنّ هاتفه سحبه واجاب ظنّ انّ ابا محمد اتصل لعناد زوجته من الخروج : هلا....
تحدث بعتب: أفا .....صار لي شهر ما شفتكم ولم جيت افطر معاكم تهج ويّه وجهك....
تحدث بهدوء: اعذرني يا سيف.......فجأة اتصل علي صاحبي مسوي حادث وطلعت ....
سيف ابعد كوب الشاي عن فاهه: اوه......وش صار له الحين...
عزام وجسّار بحلقّوا بأعينهما عليه بينما والدته اردفت بهمس: الله يستر....
قصي بهدوء: لا الحمد لله جات بسيطه رضوض وكسر....
سيف همس لهم بهدوء: صديق قصي مسوي حادث...
عزام وجسّار فجأة نظروا لبعضهما لبعض غير مصدقين!
ووالدتهم همست: الله يطلعه بالسلامة
سيف: بأي مستشفى هو؟
شعر انه دخل في عمق المأزق من سؤال اخيه ولينهي الحديث: اقول اجلس مع أمي ولا تجي وربي أمس تحاتيك وانا إن جيت وما شفتك اشوفك بكرا....يلا ما ابي اطوّل بدخل اطمّن عليه مع السلامة

واغلق الخط ليترك سيف يخبر أهله عن صاحبه الوهمي!

وقبل أن تكتمل العشر الدقائق الأخير كانا في الطريق تعجبت من فعل عمها ، وخرجت له دون تردد بعد ان رأت بطاقته الشخصية ، فمن الواجب عليه أن يدخلها ويتأكدوا من هويته وصلّته من الطالبة ليسمحوا له بأخذها .....تحدثت بتردد: عمي ليش استأذنت لي...
تحدث وهو مبتسم: يا بنتي انتي تعبانة صار لك اسبوع تشكين من هالحرارة.......المفروض غبتي اليوم....أنا ما جيت آخذك للمدرسة عشان تغيبين....
عقدت حاجبيه اخبرها في الصباح انه مشغول لهذا السبب لم يأتي لها !
ثم انعطف يمينًا لترى العمار وهو يردف: جبتك لشقتك عشان ترتاحين......يا بنتي......والدراسة لاحقة عليها...
تحدثت بتردد وبشك : بس انا ما فيني شي عمي...
تحدث بهدوء مبالغ فيه وممل لها وعلم أنها تتسائل عن مكالمته الأولى في الصباح: أنا جلست أحاتيك بعد ما سكرت منك المكالمة ........وبصراحة ما ظنيتك تروحين المدرسة عشان كذا جيت ورنيت الجرس ولا رديتي وخفت عليك واستوعبت حبك للدراسة وعرفت انك رحتي المدرسة ولا هان علي....اتركك...لازم يا بنتي ترتاحين يوم واحد ما يضر ....عشان كذا استأذنت لك
هنا اقتنعت قليلًا بحديثه سحبت يده وقبلتها بحنان: ما تقصر يا عمي....ربي لا يحرمني منك...
اركن سيارته بالقرب من العمار سحبت حقيبتها وقالت: انزل......عمي اشرب شاي عندي...
ونست أنّ شقتها ليست مُتاحه للضيوف بسبب سهرتها الطويلة بالأمس....!

بو محمد بعجل: لا يا بنتي خليها بوقت ثاني....بروح شغلي والحين نزلي...وروحي ارتاحي وانا عمك....
ابتسمت وفتحت الباب ....دخلت العمارة
بينما هو نظر لساعة يده لم يتبقى إلا خمس دقائق وتكتمل النصف ساعة تملل ودخل دورة المياه اغلق الباب.....
بينما هي شعرت بالسعادة بسبب خوف عمها عليها وإظهار اهتمامه لها ، وتحمد الله وتشكره أنّ المعلمة اختبرتها الاختبار الذي فاتها بالأمس في اوّل حصة لها فانزاح الهم من على صدرها ، صعدت المصعد شدّت نقابها للأسفل قليلًا لتبعده عن جفن عينيها السفلي بعد مضايقته لها انفتح الباب فشدت بيديها على الحقيبة لتجلعها أمامها ممسكة بها من يدها اليسرى وفتحتها من يدها اليمنى لتسحب مفتاح الشقة ما بين كومة الأقلام والكتب وعطرها المفضل! وما إن سحبته اكملت طريقها في الممر المؤدي للشقة
وأخيرًا الآن اكتملت الخمس دقائق وفتحت الباب وهو ايضًا فتح الباب الخلاء ليخرج
وهي دخلت واغلقت الباب فسمع صداه وابتسم بخبث
ابعدت النقاب عن وجهها وعدّت الممر لتصل إلى غرفة الجلوس ورمت حقيبتها على الكنبة وقبل ان ترمي نفسها عليها
سمعت صوته مردفًا: يا هلا والله وغلا....
ارتعبت وبحلقّت بعينيها عليه ازدردت ريقها ، ما هذه الصدفة لم تظن أنّ عمها استأذن لها من أجل قصي لم تظن بذلك أبدًا!
أما هو حقيقةً انصدم من حالها ، ضعفت كثيرًا وجهها شاحب مائل للصُفره......شفتيها متقشرتَين ومائلة للبياض الناشف! عينها محطيتان بالهالات البنيّة وبِهما نظرة إرهاق وربما حُزن!
تقدم لناحيتها وكتف يديه: صار لي ثلاثين دقيقة بالضبط انتظرك...
صُعِقت إذًا عمها يعلم انه هنا وربما متفق معه من اجل...
قاطع افكارها عندما قال بصوت شبه مرتفع: لم اقولك لا تروحين المدرسة يعني غصبن عليك لا تروحين....وتبقين في مكانك
ازدادت نبضات قلبها، حدّقت في عينيه ، شهر كامل كفيل أن يجعله يتغيّر عليها من الناحية الشكلية والمظهر الخارجي!
اصبح جسده رياضيا اكثر مما قبل، شعره لم يعد طويلًا ليغطي رقبته بينما عينيه حادتين أكثر من اللازم وذقنـ.....
لم تكمل التدقيق بعد أن امسك معصمها بقوله صارخًا: ومرة ثانية سكري الخط في وجهي ....صدقيني ما راح يصير لك طيّب

ارتعبت وسحبت يدها من يده أزاحت العباءة عن جسدها لتبقى بالزي المدرسي ورمت الحجاب على الكنب جلست على الكنب الآخر مسحت على وجهها وابعدت خصلات شعرها خلف أُذنيها وبلا نفس اردفت: قصي انا تعبانة وما فيني حيل لكلامك....ممكن تأجله؟
أتى بالقرب منها وامسكها من زندها ليصرخ: وطلع لك لسان......وترادديني......
اغمضت عيناها بشدة واردفت بهدوء بعدما أن وقفت وقابلته بوجهصا بوجه وحدّقت في عينيه: الحين انت ليش معصب...
رماها على الكنب : انتي غبية ولا تتغابين علي........
نهضت مرّة أخرى لتردف بانفعال: بس عشاني رحت المدرسة جيت طيّارة لي عشان تعاندني.....وتاركني هنا شهر لا تتصل ولا تسأل عني....دراستي أهم من اجلس هنا انتظرك تجي....
انقض عليها بيديه ليهزها بعنف: لا تخليني احرمك من دراستك.....وربي إني قادر واسويها!......وشكلك ناسية شروط زواجي....تلبين أوامري بدون عصيان وبدون مرادد...قلت لك بجي كان اختصرتيها على نفسك وقلتي ان شاء الله .....ما بروح المدرسة...
اوجعتها مسكته لها حاولت التفلّت من بين يديه ونجحت في ذلك وانهالت عليه بالكلمات بنبرة عتاب: مانسيت شروطك....بس شكلك انت نسيت أنك مسؤول عن إنسانه تعيش هنا و معلقة برقبتك...
انفعلت واحمر وجهها: تاركني هنا .......شهر.....ما تدري عني آكل اشرب محتاجة شي.......مت ...مرضت....ويوم تجيني تبيني استقبلك بالأحضان وألبي لك رغباتك.....أنا انسانة يا قصي...ما نيب جماد ما يحس.....مرضت لي اسبوع كامل....عجزت ألاقي احد يوديني المستشفى....
صرخ في وجهها وهو قابض على قبضت يديه: وعمك وينه عنك؟....هاااااااااااااا......وبعدين قلت لك روحي بيتهم قبل لا ارجع الشرقية (اشار لها) انتي رديتي علي ارتاح هنا اكثر......
مُهره اغرقت عيناها: عمي موجود ......والله يعطيه العافية ما قصر ....خدمني.......وتحملني...ولبى احتياجاتي من أكل وشرب وغيره......وحتى لم مرضت ما قصر....بس ما حبيت ازيد عليه واصير حمل ثقيل من جديد.....
قصي دفعها من كتفها: فلوسك تخدمك..... اكلك .....شربك..... وحتى دواك المفروض من فلوسي اللي عطيتك اياهم وما ظنتي قصرت عليك من هالناحية.....
بكت بانفعال شديد: عارفة.......بس صرت استحي كله اطلبه......وساعات يتعذر لأنه ولده تعبان........وقطعت ما اطلبه وصرت انا ....اروح اقضي للبيت....واروح المدرسة مشي....

غضب هنا وصرخ بانفعال: لا تجلسين لي تبربرين وتعاتبيني.....قلت لك من الآخر روحي بيت عمك ورفضتي فتحملي ما جاك.....شكلك ناسية زواجنا بالسسسسسسسر ....وما راح تشوفيني....في وجهك اربعة وعشرين ساعة......افهمي هالشي...
.
لم تجيب عليه كل ما فعلته نهضت ومرّت بجانبه تريد أن تذهب لغرفة النوم ، لتبكي براحتها لن يفهم ما تقوله ولن يقدّر قولها ابدًا ، لذا ستهرب من غضبه وستقفل عليها الباب إلى ان يهدأ لتحدثه بهدوء وليستوعب هو ما تقوله!
ولكن امسكها من معصم يدها وتحدث بغضب : وشالحوسة اللي بالشقة.....وش هالقرف.......وش مسوية ......سمعيني راح تنظفين كل شي حالًا....
وقربها منه اكثر وهو يحدّق في عينيها المحمرتين أثر الدموع: وتلبين رغبتي......
مُهره صرخت في وجهه وانهملت دموعها على خديها بِلا توقف: تعبانة.......ولا لي خلق بروح أنام ولجلست نظفت
وشدّت على اسنانها بقهر: ولبيت لك رغبتك....
شد على يدها اكثر: إلا في هالشي لا تعانديني لأنه وربي ....راح اكسر لك راسك......والحين رتبي الشقة....

سحبت يدها من يده واتجهت للغرفة وهي تصرخ: اوووه انقلع عني .....روح بيتكم جايني بشرّك ليه....

تبعها للغرفة وكانت ستغلق الباب ولكن وضع رجله وشدّها من يدها وثبتها على الحائط ليردف بصراخ صدّع رأسها منه في هذه اللحظة: صوتتتتتتتتك لا يعلا علي يا بنت صالح........لا ادفنك....

حاولت ان تبعده ولم يتزحزح من أمامها صرخت بالمثل: انقلع عني....انقلع...مو قادرة اتحمل لا قربك ولا صوتك......ليتك كملت جميلك ولا جيت لي سنة قداااااااااااااااام ......انقلع....

لم يعد قادرًا على السيطرة على غضبه ، لم تكن هكذا قبل أن يتركها لتلك المدّة التي غيرتها ، لم ترفع صوتها يومًا عليه، لم تكن هكذا متوحشة....كاره وجوده ، أحبّ أن يعاندها بالمثل وشدها لناحية صدره تحدث بفحيح موحش لقلبها ،: بتتحملين قربي والحييييييييييييييييييييين .....
فهمت قصده ارتجف جسدها ما بين يديه ، وغلبها البكاء ، بدلًا من أن يأتي ليطمئن عليها أتى لينتقم مما فعلته في الصباح، تعلم أنها إن ضعفت اكثر ستُهان هكذا كانت تفكر فدفعته وهي تبكي وتصرخ: ما راح يصير شي غصب عني...
لم يتحدث كل ما فعله أنه سيطر عليها بقوة جسده في وسط صرخاتها وضع يده على فمها بصرخة: لا تصارخين وتزعجين الجيران.......ولا تصدعيني....
مُهره ما زالت تقاوم قبضة يده من على كتفها: قصي....مانت قصي اللي اعرفه......تكفى بعد عني وربي تعبانة ........
وبضعف: خلاص بقوم ارتب الشقة ......و
قاطعها بنفس النبرة والغضب: اششششششششششششش......

وألتهما بنيران غضبه وتهوّر افعاله، لم يكن واعيًا حقيقةً لفعله وتصرفه ، يشعر بالحرقة من حديث اخوته، وزادوا عليه الأمر حينما اخبروه ما ذا لو تسلل الأمر لوالديه؟ اشعراه وكأنه طفل لا يعي لتصرفاته وغير مسؤول عنها وفي الواقع هو لم يؤدبها على حد قوله بل انتقم من نفسه ومن اخوته اللذان نبّها لأمر هو حقيقةً لم ينساه ولكن مقتنع انه لن يحدث ولن يُفسد عليهم لذة الهدوء في المنزل ، كان غاضب وهي كانت منقهرة منه
عاندته وزاد غضبه اضعاف مضاعفة ورآها فرصة لتفريغ هذا الإنهيار الذي بداخله عن طريقها! بالصراخ، والانفعال......وقتل روحها هنا
تركها وهي تكوّمت على نفسها تبكي.....ما حدث لها الآن اشعرها بالمهانة والذّل كيف وافقة عليه كيف؟ لو بقيت في منزل عمها أفضل بكثير من حالها معه....شدّة على اللحاف على جسدها الذي يرتعش خوفًا مما هو آتي لها في المستقبل ! تشعر أنّ الحرارة ستعود لتلهب جسدها من جديد الصداع والطنين بدأ يزداد.....دموعها لم تكف....شهقاتها تصل إليه ولكي يبتعد عنها بخطوات بطيئة ...دخل الخلاء واغلق الباب بقوة ...وانتقزت لصوت صداه!
.................................................. .................................
في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرًا كان المنزل في حالة نشاط، الجميع متحمّس لرؤية وجه ذلك الطفل الصغير بينما ناصر وسعود وكذلك سيف كانوا في الغرفة التي ستنام فيها الجازي خلال الأربعين يوم!
كانوا مجتهدين في تركيب سرير الطفل ووضعه جانبًا بالقرب من سرير والدته...
تحدث سعود وبعد ان استقامة بوقفته: هااا وش نويتوا تسمونه....
ناصر بتدخل سريع نافخًا صدره: اكيد على عمه ناصر... عشان يطلع مثل جمالي واخلاقي
سيف كش بيده : الله لا يقوله
ضحك هنا سعود : طارت الجبهة هههههههههههههه
ناصر وكان يحمل بيده كرتون متوسط الحجم: اسكت بس اسكت ولا وربي اكسر اغراضكم الحين...
سيف ضحك وسحب الكرتون من يده: لا يا شيخ لا تخسّرني....
سعود جلس على طرف السرير بتعب: قول عاد وش بسمونه....
سيف ابتسم له: عبد لله......
ناصر بجدية: الله يخليه لكم وان شاء الله تبلغون فيه معرس....
سيف باستعجال: المهم مشكورين على المساعدة وان شاء الله نردها لكم في زواجكم .......والحين سلام بروح اسوي اجراءات الخروج....
ناصر ابتسم: الله معاك.....
سعود بانتباه: لحظة سيف امي ترا بتروح معاك.....
سيف: أي عطيتها خبر ....وقلت لها تجهّز حالها والحين بتصل عليها .....يلا فمان الله....
ردا في الآن نفسه: فمان الكريم....
ناصر تحدث: وانا بروح اجيب أختك شيخوه من بيت عمي....
ولكن قبل أن يخرج اطرق : إلا صج سعود مستانس على اللي سويته أمس....
نهض سعود وهو يحّك رقبته ثم اردف: تراني سامحته .....بس ما زلت زعلان ....الكـ......كسر لي يدي .......
ناصر لم يحبذ ان يُطيل الحديث العقيم معه فاردف: تراه بسافر يكمل دراسته برا ويمكن ما نشوفه إلا بعد فترة طويلة فالأحسن تتقبل اعتذاره لك على أنك انت الغلطان...
كان سيعترض ولكن اشار له أخيه: أي انت غلطان ....وعمي عاقبه على شي ما سوّاه......المسكين من زود الحرّه كسر يدك بالغلط....ولا هو مستحيل ينوي لك شر بس أنت مصختها معه.....
ثم خرج تاركَا سعود يُعيد نظره للأمر من جديد رغم أنّ خالد يكبره بسنوات ليس هيّنة إلا أنه أتى بالأمس واعتذر وهو المخطأ أجل يقر بذلك ما بينه وبين نفسه ، لن يطيل الأمر ولن يطيل صدّه عن ابن عمه بعد الآن!
.................................................. .................................
خرجت من الشقة تمشي على قدميها مستعجلة للذهاب إلى الجامعة ، صدمت في أحدهم وهي تردف: سوري...
واكملت الطريق لم يتبقى على محاضرتها إلا خمس دقائق بالأمس أطالت السهر في المذاكرة !
الأمر بالنسبة إليها صعب بسبب ضعف لغتها قليلًا ، في الواقع بدأت تتطوّر ولكن ما زالت تحتاج وقت لتطويرها للأفضل لتختصر على نفسها أمر الترجمة أثناء المذاكرة!
أخيرًا وصلت والتجهت لناحية السلالم تركض مما لفتت أنظار الجميع بسبب ركضها ، تشعر بالجوع ولكن ليس هناك وقت للأكل....
صعدت من خلال السلالم للدور الثاني فهناك قاعتها لم يتبقى سوى دقيقة
أخيرًا وصلت ودخلت وجلست على اقرب كرسي متاح لها واخرجت كتابها وقلمها وكان صوت تنفسها مسموعًا فتعجب الدكتور من الأمر
وكذلك الطلاب
فتحدث: are you ok?
(هل أنتِ بخير)
هزت رأسها وهي تنطق بصعوبة: yes…….but,……can I drink water?
(أجل ولكن هل أستطيع شرب الماء)
تحدث الدكتور قبل ان يشرع في شرح درسه لهذا اليوم: sure
)بالتأكيد)
سحبت علبة الماء أو ما تسمى بـ ( مطرت ماء)من حقيبتها وهنا الطامة نسيت من أن تملئها بالماء
ضربت على جبهتها بخفة تشعر بالتعب ، جفّ حلقها تريد أن تبلله
الطالب الذي بجانبها لاحظ توترها ورأى قارورة الماء الفارغة فهمس لها
بلطف وفي يده قارورة ماء جديدة ونطق بالعربي لأنه
علم بعد ان سمعها تهمس لنفسها (صج إني غبية) وكذلك ملامحها انها ليست اجنبية!
تحدث بهمس: اختي خذي هذي جديدة ما فتحتها
نظرت له بحرج وهمست له: مشكور ماله داعي.....
لم يترك لها مجالًا وضع القارورة على طاولتها ، وابتسم قائلا: شربي بلّي ريجج(ريقك) ولا تعاندين نفسج....
نظرت له، ملامحه خليجية ولكن إلى الآن لم تخمّن هل هو كويتي مثلها أم لا؟
فانصاعت لرغبتها هي بحاجة لشربه فشربت القليل واردفت له: مشكور...
ثم ركزّت في المحاضرة وبعد مضي ساعتين اسندت نفسها على الكرسي ومدّت رجليها للأمام تشعر بالخمول، لم تنم جيّدًا
اما ذلك الشاب وضع كتابه في حقيبة الظهر وتحدث: اليوم طولّت المحاضرة .....
اعتدلت في جلستها وقالت بتوتر : أي حضرته خذ ربع ساعة من البريك.....ما كفته الساعتين اللي هذر فيهم.....
الشاب ابتسم لها : والدرس بعد يبيله....
تحدثت بتأييد: أي وايد .....
الشاب حكّ انفه بتوتر ومدّ يده: معاج طارق محمد. الـ...
ابعدت شعرها عن وجهها بتوتر ووقفت لتصافحه: إيلاف أحمد الـ....
طارق بهدوء: تشرفت بمعرفتج......
حكّت ارنبة انفها بتوتر شديد: أنا اكثر....
الشاب بهدوء : شكلج أوّل سنة اهنيه....
إيلاف اجمعت اغراضها في الحقيبة: أي اول سنة وانت؟
طارق وضع يديه في جّيب الجاكيت: انا ثاني سنة بس تو آخذ هالمادة....
سحبت حقيبتها فقال: عندج بريك؟
إيلاف فهمت يُريد ان يصبح زميلًا لها : أي .....وانت ؟....
لم تنتظره يجيب فقالت خجلى: إذا عندك تعال معاي على الكفتيريا نفطر....
طارق: عندي بريك مدته ساعة....
إيلاف بملل وبدأت تتمشى معه: مع الأسف انا عندي بريك بو ساعتين ...وصديقتي المقربة تعبانة ولا جات ...
طارق نظر إليها: شكلج ما عندج صديقات وايد ولا زملاء...
إيلاف اندمجت معه بالحديث: خلها على ربك لحد الحين احس بالضيّاع فما فكرت اصادق احد إلا لم اتعرف على المكان عدل.....
ضحك بخفة وبدآ ينزلان إلى الدور الارضي: عادي تتعودين....
إيلاف : نفس كلام نور صديقتي....وما زلت احاول اتأقلم....
ثم توجهوا لناحية الكفتيريا كل ما طلبته موكا حاره وكروسان أما هو طلب قهوة سادة وجلسا بالقرب من النافذة المطلّة على فناء الجامعة
كان سيتحدث ولكن سمع تنبيه من هاتفه فتحهُ وتأفأف
حتى قالت إيلاف: شفيك تتأفأف
طارق بهدوء: الدكتور قدّم موعد محاضرته بسبب ظرف طارىء له
إيلاف ارتشفت القليل من الموكا: أحسن لك والله .....عشان تفتك من غثاه...
طارق نهض وابتسم لها: مضطر اقوم....
ثم مد يده: اسعدت بمعرفتي فيج....
سكتت لوهلة ابتسمت له وصافحته وهي تردف: وأنا اكثر....
طارق سحب نظارته من على الطاولة: عن اذنك....
إيلاف : موفق
وما أن انصرف عنها حتى ابتسمت لطيف خياله واردفت: واضح عليه دافور يبيلي اتمصلح عنده عشان يساعدني في المادة.....
ثم اكملت اكل افطارها وطرأت على بالها نور ولم تتردد في تلك اللحظة من الإتصال عليها

كانت للتو استيقظت من نومها بطلب من والدتها لتتجهّز للعودة للديّار الذي حمل بين طيّاته الكثير من المُعاناه والأنانية!
تأفأفت كانت تتمنى لو تبقى اسبوعًا كاملًا هُنا ولكن الظروف لم تسمح لهما في البقاء
في الواقع حقيبتها جاهزة لم تُخرج ملابسها كلها سحبت السحّاب لتغلقها ثم نهضت متجه للخلاء تُريد أن تستحم لتتنشّط خلايا جسدها
ولكن استوقفها رنين هاتفها
سحبته من على وسط السرير نظرت للاسم ابتسمت ثم أجابت: هلا إيلاف....
إيلاف بحماس: هلا نور اخبارك طمنيني عنج؟ .......ياختي الجامعة بدونك ظلام ......أحس بملل تصدقين.....
نور : لا تبالغين ....إيلافوه....
إيلاف ضحكت: ههههههههههههههههه بصراحة فقدت أجمل شي كان عندي اللي هو إني الاحقج بدون ما تحسين عشان اعرف عنج اكثر...
نور مسحت على شعرها لتجعله خلف آذانيها: يعني كنتي تراقبيني...؟
إيلاف بتردد: تبين الصج!.....اي..
نور بتعجب وانذهال: طيب ليه؟
إيلاف حكّت أرنبة أنفها بتردد في نطق: سمعت عنج اشياء وايد بالجامعة ...مثل انج غريبة......وصعب أحد يتعرف عليج.......واشياء غبية بس لمَ تعرفت عليج كل اللي سمعته عنج طلع جذب....
نور لم تنكر أنّ حديثها ادخل في فؤادها حزنًا لحالها ولحديث الناس عنها
ولكن اردفت بهدوء: الناس تحب تألف اشياء مو بالواقع...
إيلاف : وانتي الصادقة
ولكي تنهي المسالة: المهم إيلاف بكرا بشوفك وللأسف راح تنشبين لي...
إيلاف بسعادة: زين ما طولتوا.....
ثم اردفت بغرور: غصبن عنج بتتحمليني.....
نور ضحكت: هههههههههههههه وربي مجنونة يلا باي بروح اتروش
ايلاف ما زالت مبتسمة: باي
دخلت الخلاء استحمت لمدة لم تقل عن عشر دقائق ثم خرجت لتجفف شعرها وبعد ذلك اتجهت لغرفة والدتها اطرقت الباب ثم دخلت
ابتسمت ديانا بعد أن رأتها ثم قالت: جهزتي كل شي؟
نور بزعل: أي.....ماما....قولي لبابا أمير يمدد هالسفرة....
ديانا نهضت من على السرير وأبعدت عن حضنها الحقيبة اتجهت لناحية والدتها وامسكت بأكتافها : ما بيئـ....
وقبل ان تكملها بلهجتها اللبنانية تحدثت باللهجة السعودية الثقيلة: ما يقدر.....لأنه هالسفرة مو مشان الترفيه .....لا هي عبارة عن سفرة عمل ....وخلص شغله هنا....
نور عاد توترها من جديد ابتعدت عن والدتها وتوجهّت لناحية النافذة وهي تردف بصدق: الود ودي ما ارجع بريطانيا أبد.....كل ذكرياتي السيئة بدت هناك......
ديانا فهمت ما تُرمقها ابنتها إليه لذا تحدثت: ما نقدر نبقى هنا يا نور.....هالبلد طلّعنا من جواتوه .....من عشرين سنة....
التفتت عليها نور وأردفت بنبرة منكسرة: وذاك البلد أكل لحمي وشرب دمي ببرود....يمه....
هي معتادة على تسمية ديانا بـ (ماما) ولكن ديانا تعرف ذلك جيّدًا ما إن ابنتها تنطق كلمة (يمه) إلا انها منكسرة ، حزينة، خائفة ولم تعد قادرة على موازنة الحياة!
اقتربت منها واحتضنتها من الخلف لتلصق ظهرها على صدرها وأحاطتها بيدها وبيد الاخرى تمسح على شعرها
وهي تقول: انسي ..... نور.....كل شيء انتهى.....افتحي لنفسك صفحة جديدة.....والأهم اعطي نفسك فرصة ثانية لهالحياة....
نور أخذت نفسًا عميقًا، وحدّقت للفراغ، تذكرت أمور كثيرة في هذه اللحظة، تذكرت الخيانة....الوعود المستحيلة....الحُب العقيم....والصرخات في قاع مجهول....وألم جعلها تتمنى الموت بدلًا من تجرعه....طأطأت برأسها قليلًا وضعت يدها على بطنها وازدردت ريقها في تلك اللحظة ....انهملت دموعها بلا توقف واهتّز جسدها ...لم تتحمّل ديانا كل هذا لذا سحبتها من يدها لتصبح أمامها وباغتتها في احتضان عميق
حتى بكت نور بلا توقف وتكرر: بليييز .....مابي ارجع....
ديانا طبطبت على ظهر ابنتها تنهدت بضيق : ابكي يا بنتي....ابكي ......بلكي ترتاحي......
وشدت عليها لتمنعها من الانهيار، والهروب وكذلك التردد في مواجهة ما تخافه.....شاركتها الإحتضان وعانقتها بحُب الأم وحنانها لتهدأ عواصفها....وتمنع سيول الانهيارات المتراكمة بداخلها!
.................................................. .................................
قبل ساعات قليلة!
في المزرعة البعيدة عن المدن وضجيجها في الريّف ما بين طبيعة جميلة أفسدتها نوايا البشر التي تُحيطها من كل جانب، خطى خطواته ناحية الوجهة التي يحيطها الرجال من كل جانب ، تقدم معه دانيال وقلبه يعزف ألحانًا كثيرة تفسّر معنى الخوف!

اقترب من الرجل الذي يجلس على كرسية أمام الطاولة الخشبية ما إن اقترب أكثر ودقّق في ملامح وجهه حتى اقشعرّ جسده وكادت رجليه تضعف لحمل ثقل جسده ولكنه تماسك!
اردف باسمه وبصوت مسموع: بهاء الدّين؟
لوّ لسانه في فمه بطريقة تنم على السخرية ثم نهض ليبان طوله وعرضه وتغيّر شكله على أمير !
تحدث بصوت عالي: جورج .....عِندنا خطّار ؟(عندنا ضيوف بالعراقي!)
خرج جورج واضعًا يديه خلف ظهره اقترب من أمير ودانيال لم يفهم صدمت صاحبه ولكن اقترب منه ليبقى بجانبه
مدّ جورج يده لأمير: نوّرتنا ...
لم يمد أمير يده ليبادله بالتصافح ، ما زال يحدّق في ذلك الخبيث الذي يقف خلف جورج كما يقف دانيال خلفه
تحدّث ما بين اسنانه: شو عم يصير؟
ثم التفت على جورج واشار له: فهمني شو عم يصير ئلت إلك(قلت لك)
جورج ببرود اشار له: تفضل لتعرف كل شي...
أمير بغضب بلغ منتهاء انقضّ سريعًا على بهاء الدّين وألكمه على وجهه وهو يقول: مو متت من ئبل(قبل) خمس سنين......ليش أنتا هون هااااااااااا؟......ليششششششششششش؟!
اقتربوا رجال جورج بأسلحتهم الموجهة لناحية أمير ودانيال الذي ابعد أمير بالقوّة عن ذلك الرجل لم يستوعب سرعة أمير في اللكم والضرب
بينما جورج أمر رجاله بصراخ: بعدوا لورا......بعدووووووووا...
نهض بهاء الدّين وهو يبصق الدم على الارض تحدث بسخرية: واضح ما عندك وكَت(وقت) تريد تعرف كل شي هسّه ولا بعد ما تسلم الفلوس لأخوي...
عقد أمير حاجبيه نظر إلى جورج دقق في ملامح وجه لم يخفيه الشبه عنه ولكن اللهجة ليست واحدة ماذا يحدث ؟
صرخ في وجه جورج: فهمني .......هادا اخوك؟
جورج بهدوء: اخوي من امي.....
دانيال لم يندهش، لأنه لم يعرف أمر الرجل الذي انطرح ارضًا على الارض بيد أمير لم يفهم شي ولكن ما إن اقترب أمير من جورج اقترب معه
تحدث أمير: كيف أخوك.....واللـ...
قاطعه بهاء الدّين بسخرية: امنا تركية......أنا ابوي عراقي وعشت بأرضها .....واخوي ابوه بناني وهم عاش على ارضها.......وكل واحد خذ لهجة ابوه.....وش الغريب!
أمير عضّ على شفتيه وهمّ بضربه ولكن اوقفه جورج وهو يصرخ: مراد بكفي .....ابعود على ورا......
أمير رمى الحقيبة السوداء امام جورج: خوذ المصاري........بس ئبل(قبل) ما امشي فهمني.....مو على أساس الخسيس ....مات من خمس سنوات ....بجرعة زايدة ....وترك نور.....بـ...
لم يستطع ان يُكمل، أدار نفسه للجهة المخالفة لهم مسح على شعره بِلا حول ولا قوّة ودانيال يُراقب تصرفاته عن قرب لم يتحمل أمير صرخ في وجه بهاء الدّين وعيناه محمرتين ووجهه محمر: هدمت كيانها ومشيت يا نذل......كيف انت عايش؟
جورج تحدث: كان مزوّر هويته الشخصية بشخصية بهاء الدّين ابن عمه اللي توفى بجرعة زايدة حقيقةً قبل سنة من الأحداث اللي صارت عليكوم......
لم يتحمل هذا الكم الهائل من الضغط اتجه لناحية ذلك الرجل شدّه من ياقته تحدث بغضب وصراخ في آن واحد: كزبت على بنتي....ضيّعت إلها شرفها.....زوّرت إلها عمرها حتى تكون بالسن القانوني حتى تتزوجها .......حطمتها.......بشرب....وسكر....وإدمان..... بالأخير رميتها بالشارع .......مشان شو؟.....بدي اعرررررررف مشان شو؟
جورج سحب أمير تحت انظار دانيال المذهول من حقيقة ما تحدث وتلفظ به امير
جورج بصراخ: عشان الصفقة تتم....!
أمير ابعد يدين جورج عنه صرخ: شو الرابط العجيب هاد...
جورج بحقد: أنت جبرتني على هادا الشي أمير....أخزت مني ياللي بحبّه.....وصرت تنافسني كتير في اعمالي.....صرت إللي مُنافس بكل شي......خليت....مُراد....ياللي جبرتوا بسافر على اكسفورد....مشان يلتقي بنور.....وبعيش معها قصة حُب وهمية......ونخليك بوئتها(وقتها).....متشوّش....وتأثر على شغلك...وتخسر في اسهمك الروسية سنة 2014 لأنك من الأساس كنت خسران بنسبة ضئيلة ما راح تأثّر في اسهمك بس حنّا زدنا عليك الهم حتى تخسر أكثر.....وهون انا رجع اسمي يلمع ما بين رجال الأعمال البارزين ياللي بقائمة لندن.....
أمير كان واقفًا يستمع بِلا عقل وبِلا تركيز أي خبث وصل إليه هذا الرجل بينما دانيال حكّ جبينه بتوتر من هذه الحقائق
اكمل جورج: صفقتنا بوقتها مربحة بالنسبة لخسارتك ياللي كسرت إلك ظهرك.....انشغالك ببنتك ما خلتك تفكر كتير بالصفقة وافقت عليها متل ما انا خططت .....وهلأ جاء وئت المكافاءة وانتا بنفسك اعطيتنا إيّاها وصدئني(وصدقني) ماراح تشوفني لا أنا ولا خيي مُراد تاني مرة.....

أمير عقله مشوّش بالذكريات، استغلوه عن طريق نور.....ومُراد استغلها لأنها كنت مضطربة في ذلك الوقت ومن السهل التحايل عليها.....دمروا حيات أحبّ الناس إلى قلبه .....لم يستطع أن ينصت أكثر لهذه الحقائق كل ما فعله ضرب جورج على وجهه وامسك سريعًا بمراد
واجتمع الرجال من حولهم وكاد احدهم يطلق النار على أمير ولكن صرخ جورج: بعدوااااااااااااا......مابدي اسمع صوت رصاص هون.....بعدووووووووا....
نظر أمير إلى عين مُراد الخبثتين شدّ على رقبته حتى انّ مراد بدأ يختنق ودانيال يتحدث: دخيل الله أمير لا تعملها وتروح فيها.....
جورج أتى بالقرب من أمير تحدث بهدوء: امير ....ما تئدر (تقدر) تغيّر أي شي حتى لو قتلت خيي.....المصاري وصلتنا......والعئد وصلكم .....خلاص امشي من هون.......
أمير شد اكثر على رقبت مُراد وهو يردف: اخذتها منّا بعمر صغير....ما كانت فاهمه إيش حُب وإيش زواج....جيت انتا...ولوثتها بأفكارك....ضربتها......عيشتها في مُر........تركتها إللي بهدية ببطنها......تعرف هيدا الشي ولا لا؟....نور كانت حامل لم تركتها بالشارع....وانتا هربت .......ولم عرفت أنك مت كتير.....تألمت لأني وئتها كان بدي أموّتك بإيدي هدول...
جورج بخوف على اخيه الذي قلب وجهه للأزرق: امير....
دانيال حاول أن يسحب أمير: امير دخيل اسموه اتركوه.....
أمير تحدث وعيناه تمطران بالدمع والاحمرار يزداد: احترت انا وإمها شو بدنا نعمل ......بتزكر (بتذكر) كم كان عمرها؟......كان عمرها 16سنة.......حِملت وهي بهاد العمر.......كنت افكر نعملها إلها عملية اجهاض لكن حذرتنا الدكتورة
وشّد على رقبته ليردف: تعرف ليش؟
صرخ جورج هنا: اميييييييييييييير.....
مُراد يحاول ان يبعد نفسه عن يديه بحركاته العشوائية
اكمل أمير: لأنها صغيرة وما تتحمل.....وحتى عملية ولادتها ....كانت كتير صعبي.....جسمها صغير......واجبروني على اني اوقع على العملية القيصيرية بتعرف مكان العملية شو عملت فيه ؟
دانيال برجاء: امير ......اصحى على نفسك اتركوه.....اتركوه....
امير ارخى قليلًا من قبضته وبدأ مُراد يكح واكمل: عملت إلها وشم حتى يخفي الجرح .....رغم العملية التجميلية اللي ساووها إلها إلا انها بشوف هذا المكان كتير بشع........
أخيرًا دانيال سحب امير وسقط مُراد على الارض وانحنى اخيه جورج ليردف: خيي....
دانيال بهمس: أمير خلينا نمشي....
أمير بصراخ : حرقوها......حرقوها يا دانيال........آه ....آه....
سحبه دانيال واجبره على ركوب السيارة
بينما مُراد حدث اخيه بقول: لازم نسافر ألمانيا علمود ما يلحقنا هالمجنون......
جورج تنهد بضيق: حذرتك كتير من أنك تتمادى معها ......
قاطعه بعدما ان وقف: قلب أخوك ما يرفض الحلوين....وهالنور......آخ...بس......عليها جمال بنات الكون كله.......
ثم سحب جاكيته من على الكرسي ثم اردف: وهسه ضروري نروح عالمطار .....قبل لا يسوي هالأمير مصيبة علينا....ترا بالموت وصلنا لهاليوم.....بعد هالتخطيطات ما نريد شي يخرب علينا بآخر الموّال....
جورج بخوف: اوك....
دانيال قاد سيارته بجنون من هذا المكان ، وأمير اخذ يبكي في السيّارة بصوت مسموع!

أنانيته اوصلت نور في اسوأ الإنتقامات ! لم يكن يعي سبب خسارته المفاجآة في ذلك الوقت ...كُل شيء انهدم أمام عينيه حتى جعله يذعر ويبحث عن سُبل أخرى تمكنّه من الصمود أمام رجال الأعمال خاصةً بعدما سحبوا أيديهم عنه ! فتشبّث في تلك الصفقة وتوارت عليه أحداث نور الغير متوقعة!
ضيّعها بأنانية قرارٍ ليس له مثيل....تجاهلها في بداية الأمر ولم يهتم لهروبها ....بل كان يُسكت ديانا بكلمات الإطمئنان دون أن يبحث عن خيط يدلّه عليها كان منهمكًا في العمل والصفقات المربحة

لتعويض خسارته التي تُعتبر عار عليه كونه رجل أعمال معروف في بريطانيا!
ما إن رأى أنه بدأ الدّم يعود لمجراه ويشد من عود ثروته حتى نظر إلى نور المحطمّة في زواج بُنيّ على باطل.....لم يعرف كيف تعرفت نور على ذلك المدعو!

ولكن عرف في وقتها انها احبته واستغل ذلك الخبيث حبها له في انتهاك عرضها وشرفها حتى لو كان تحت مسمى الزوّاج! ففي ذلك الوقت كانت تعاني من الأكتئاب وتتناول عقاقير لتخفيفه ولديها جلسات محددة مع دكتورة للأمراض النفسية لذلك مراد استطاع أن يقنعها بحبه ويحتضنها بحب كذب!
ولكن سريعًا ما غدر في ذلك الحب بعد مرور ستة اشهر عادت إلى بابهم معنّفة ترتجف بردًا وخوفًا ممّا حدث لها والطامة الكُبرى ظهرت بعد مرور اسبوعين
اكتشفت أنّ بداخلها طفل من ذلك الخائن، وحاولت عدّة مرات للإقبال على اللإنتحار وحُجِزت في مستشفى الامراض النفسية لمدة لم تقل عن التسعة اشهر وانجبت .....و....

ضرب على فخذيه بتحسّر ، ظلمها .....ولن يستطع أن يعوضها عمّ حدث!
اوصله دانيال لمنزله نزل من السيارة ودانيال لم يستفسر عن الأمر فأمير في حالة يُرثى لها وربما في هذا الوقت يُريد زوجته بجانبه لتخفف عنه لذا اوصله ثم غادر المكان بهدوء ، دون التلفظ بأية كلمة!
دخل أمير إلى المنزل وهو يجر قدميه بصعوبة على الارض كانت نور ووالدتها تجلسان في الحديقة الخارجية ما إن رآتاه حتى نهضتا واقتربتا منه
تحدثت زوجته بابتسامة: جهزنا كل شي......
نور بزعل: كان خاطري نبقى اكثر هنا
أمير كان يحدّق لنور بنظرات انكسار وخجل، كانت عينيه محمرتّين للغاية، يظن أنه كان سببًا رئيسيًا في جعلها تغوص في بحرٍ من الأحزان بلا توقف والإنخراط في طريق الزلل لفترة وجيزة من الزمن!

لأنه وبكل بساطة لم تكن اولى اهتماماته في ذلك الوقت ...بل كان يظن أنه اعطاها الكثير من وقته وبسبب صدها عنه وعدم تقبلها له جعلها تفعل ما تشاء دون مراقبةٍ منه ولكن والدتها لم تتركها يومًا لطيش افعالها ولكن لم تستطع السيطرة عليها !

نور في ذلك الوقت ليست كما هي عليه الآن! كانت عنيدة....متسلطة على نفسها للإنتقام من قرار والدتها في العيش مع أمير! كرهت والدتها لفترة وانتقمت من أمير في جعل والدتها تتشاغب عليها وتحزن عليها في اقتراف ما لا تحبذه والدتها....كـ السهر....والنوم خارج المنزل....وحتى الشرب....لنسيان ما حدث لها من تنمّر....ومن ابتعاد شديد اللؤم عن والدها!......عاشت في هذا البلد مرغمة وقامت بأفعال مخجلة للإنتقام من قرارات والدتها وأمير إلى أن وقعت في ظلال الطريق المظلم!

خرجت من حالتها العاطفية والإكتئاب الحاد قبل حوالي سنة! ودخلت في حالة عاطفية مع توم وخرجت منها دون خسائر هذه المرة! بل هي الرابحة في هذه العلاقة .....لأنها تقبلت ما هي عليه ....وتقبلت العيش مع حُب والدتها لأمير وحبهما لها! اعتادت على العيش على هذه الحياة دون ان تختار لها طريقة للعيش ولكن هذه المرة اختارت أن تعيش على حُب ودفء امير وديانا مهما حدث فهما الوحيدَين اللذين يهتمان لها هم فقط دون غيرهم! لا شيء يستحق حزنها فالجميع ابتعد عنها .....حتى والدها تخلّى عنها ولم تعد تشتاقُه!

ابتسمت في وجه بعد ان أنطق بضعف لم يخفى على زوجته: اوعدك نرجع لهون مرّة تانية

ثم هرب من ملامح وجهها وفي قلبه ألم ،ضعف ، خوف من الكذبة التي اختلقها لها بل الأكاذيب....ما إن ستنكشف يجزم أنها ستعود من جديد في قوقعة مظلمة وهذا ما لا يُريده اختفى عن انظارهما هاربًا إلى الخلاء!
بكى بِلا صوت وبِلا دموع ......يريد الهروب من جديد من هذا البلد حالًا بالًا قبل أن يكون قاتلًا !
سينتقم لها ولكن ليس الآن لا المكان ولا الزمان مناسبَين
فتح صنبور الماء ارشح وجهه واخذ تنفس الصعداء ثم خرج لرؤيتهم
.................................................. .................................

في بعض الحين لا الحُب يكفي ولا الإحتضان يكفي لتهدأت رجفات القلب وتسكين ألم الرُّوح!
بل الإعتياد على الأمر وتقبله هو من يمتص كل هذه الرعشات والآلام ....سواءًا ببطء أو سريعًا كلمح البصر.....
الإعتياد على العيش.....على البُعد....على الغُربة.....على الحُب.....على حتى الخيانة.....يجعلك تعيش بألم طفيف.....وربما مع مرور الوقت يُبهت الأحاسيس في قلبك....وينتزع العواطف من خلايا جسدك لتصبح بلا مشاعر وبِلا مبالاة للأمور التي تجري من حولك!
.................................................. .................................
بعد مرور ثلاثة أسابيع
.
.
.
.
الغُربة، إمأ أن تجعلك رجلًا كالجبل أو ذكرًا بلا معنى في الوجود!
إما ان تصقل شخصيتك وإما ان تهدمها في عواصف ملذّات الدنيا....
.................
وصل إلى اكسفورد قبل اسبوعين رتّب أموره من سكن .....ودراسة.....وتهيئة نفس لتقبل المحيط الذي سيعيش فيه.....
خرج للتسوّق لشراء ملزمات المنزل وعاد إلى الشقة
وضع الأكياس في المطبخ وبدأ يرتب الفواكة وإدخالها في الثلاجة وكذلك أدوات التنظيف وضعها في مكانها الخاص .....
ثم خرج من المطبخ ورمى نفسه على الكنب سحب الكتاب ليبدأ بالمذاكرة ولكن سمع رنين هاتفه
سحبه ما إن رأى اسمها يزيّن الشاشة حتى اردف: هلا والله بأم عبد الله....
كان ابنها في حضنها تهزه برجليه ببطء لينام: هلا فيك زود يا الغالي....بشرني عنك......اخبارك ؟....طمني عليك....
ترك الكتاب من يده واسند ظهره على للوراء: بخير.....لا تحاتيني ....أنتي طمنيني عنك وعن عبادي....؟
تنهدت الجازي: بخير....بس اشتقت لك واتصلت .....
خالد بحنان: جعلني ما انحرم منك يا الحنونة.....
ثم اردف بتساءل: صدق اللي سمعته من نوف....؟
الجازي : وش خربطت عليك نوف بعد
خالد ابتسم : رجعتي شقتك قبل لا تكملين الاربعين....
الجازي بهدوء: أي.......صدق عمي وخالتي فرحانين بوجودي بس احس فشلة اتم أكثر من كذا ....والحمد لله وضعي في التمام.....وكذا اريح لي ولحتى....
بدون نفس: سيف ...
خالد بتفهم: اهم شي راحتك.....وانتبهي على نفسك زين......إلا اخبارنوف من زمان ما كلمتها ؟
الجازي نظرت لزوجها بعد أن دخل عليها فجأة الغرفة: بخير ومطلعة عيون الخدامة ......هجدها عن هالموال لا تذبحها زين جبت طاريها وذكرت....
ضحك خالد: هههههههههههههه ليش؟
الجازي ابتسمت رغما عنها: على قولتها خايفة تلف ابوي حولها ....وصايرة تشغلها بتنظيف البيت اربعة وعشرين ساعة وتراقبها.....وما تنام إلا إذا نامت......ونام بندر بعد....
خالد انهار ضاحكًا: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله مو سهله اختي.......
الجازي نهضت وهي حاملة ابنها مبتعدة عن وجود زوجها: امانة عليك لا تشجعها على هالخبال......والله الخدم يوم يطفشون يسوون بالواحد اللي ما يتخيله اتصل عليها .....وهجد شياطينها....وخلها تشيل هالوساويس اللي معشعشة براسها .....
خالد ما زال يضحك: ههههههههههه ابشري...
الجازي وضعت الهاتف على كتفها لتشده ناحية اذنها ووضعت ابنها في سريره تحت انظار زوجها : يلا ما اطول عليك مع السلامة....
خالد : سلمي لي على سيف...
ثم اغلق الخط والتفتت على زوجها : يسلم عليك خالد....
سيف نظر إليها: الله يسلمك وسلمه....
وهمّت في الخروج ولكن تحدث: على وين؟
الجازي دون ان تنظر له: بروح اتروّش
سيف: جهزتي الشنط؟ ترا بكرا راح نروح ....
الجازي نظرت له: على إني ماني راضية نسكن في بيت عمتي.......لا اخوانك ولا أنا راح نرتاح بس جهزت كل شي....
سيف لينهي النقاش: قلت لك جناحنا منفصل عنهم ......
الجازي تأفأفت ثم دخلت الخلاء
أما هو لم يحبذ إطالة الأمر تنهد ثم رمى نفسه على السرير لينام بعد دوام
طويل.....
.................................................. .................................
الحُب.....ليس وعود تُعقد....وليس كلمات تُقال في منتصف الليل.....الحُب احتضان الرّوح وابعادها عن المفسدات......عن المشوّهات .....وعن الانكسارات المتتالية......احتضانها بشدّة وربطها برباط وميثاق غليظ....
حان موعد المواجهة!
حان موعد إبداء الرّأي
حان موعد التخلّص من رداء الخوف
ابتعدت عن حبها لفترة لم تقل عن اسبوعين لا تجيبه على اتصالاته ولا حتى عن رسائله تُريد أن تفكر بهدوء لتواجه أمر الخطوبة!
تقدمت لناحية الباب طرقته إلى ان اذنت لها والدتها بالدخول
تقدمت وهي خجلة: يمه ابي اقول لك شي
تركت والدتها ترتيب الملابس ونظرت لأبنتها بهدوء : خير يمه تكلمي.....
شيخة فركت بيديها: يمه ادري طولت وأنا افكر بس جيت اليوم اقولك رايي...
والدتها بتوجس: عن خطبة سلطان لك؟
شيخة هزت رأسها (أي)
ازدردت والدتها ريقها واقتربت من والدتها وهي تقول: اجلسي يمه....
هنا خشيت شيخة من الأمر فقالت : يمه انا مو موافقة....بصراحة احس إني مو على استعداد للزواج....
تحدثت والدتها بتردد: يمه تفكرين ابوك مارد على بو سلطان طولة هالفترة؟ هو رد عليه من زمان.....
شيخة وقفت نبضات قلبها، وبحلقت في عين والدتها بذعر: وش رد عليهم؟
نهضت من ناصر وبهدوء: رد عليهم بالموافقة....
شيخة نهضت كالمقروصة : شلووووون ؟....يعني يبي يجبرني؟؟!
ثم قابلت والدتها وجهًا بوجه وعيناها مليئتين بالدموع: يمه......تكفين لا تخلينه يجبرني .....يمه....ادري هو يعز بو سلطان وصديقه من عمر بس لا يبني سعادته من هالنسب على حسابي....
ام ناصر بقلب عطوف مسكت ابنتها من اكتافها: والله قلت له......يمه....بس ابوك يشوف سلطان مناسب لك.....وهو لو شايف غير كذا والله ما وافق عليه.......يمه ...هو
صرخت شيخة ببكاء وانهيار: قولي له شيخه مو موافقة.....والله لو تجبروني عليه لأموت نفسي....
ثم خرجت من الغرفة تركض باكية ووالدتها تبعتها تردد: شيخه.....شيخووه......
اصطدمت في صدر سعود وامسكها من معصم يديها وهو يقول: هي وش فيك عميا؟
لاحظ دموعها وشهقاتها ورأى والدتها التي تردف : يمه شيخه....ابوك يبي مصلحتك....وسلطان ما يعيبه شي...
نفضت يديها من يد سعود صارخة: بس انا مو موااااااااااااااااافقة......مو موااااااااااااافقة
ثم دخلت الغرفة واغلقت الباب بقوة
سعود بتعجب: شسالفة؟
ام ناصر بخوف على ابنتها: رافضة الزواج من سلطان وابوك عطاهم الموافقة....
سعود بصدمة: يعني بيجبرها؟
ام ناصر سكتت
سعود بعدم تصديق: والله ابوي غريب.......ما ينفع كذا .....انا راح اكلمه.....
ام ناصر بتنهد: كلمه ناصر ولا نفع.....سكر على الموضوع....بكرا تتقبل الأمر....
سعود باستنكار: والله ما عرفتي شيخة .....وش تتقبل.......هذا إذا ما رفضته في ليلة الملكة........وابوي غلطان يعطيهم الرد قبل لا يسمعها
ام ناصر: اختك الله يهديها طولت عليه....وظن انها مستحية وموافقة.....ومن زود محبته لهالسلطان عطاهم الموافقة ....
سعود هز رأسه متعجبا من فعل ابيه ثم دخل غرفته!

أما هي بكت خوفًا من أن تجهض حبها ، مسكت هاتفها بيدين مرتعشتين وارسلت له رسالة نصية قصيرة وقلبها يرفرف خوفًا من هذا الأمر!
.................................................. .................................
كان يزورها بين فترة وأخرى ، ولكن لا يجد فيها روح ....لا يجد فيها لون يدله على الحياة....كانت تلبي أوامره ورغباته دون مشاعر.....دون حضور لروحها وحتى لكيانها!....حتى أنّ هذا الأمر بدأ يزعجه ويشعره بقلّة إنسانيته خاصة بعد أن يتقرب منها دون إجابةٍ منها!

يشعر انه قتلها...اجل قتلها ......وهي لم تقاومه.....سمحت له وفي كل مرة يقترب منها تموت وتتلاشى أكثر.....يأتي يراها منكبة على كتبها
ما إن تراه تهرع سريعًا لتنظيف المكان وتلملم بعثرة الكتب والدفاتر
تتحمم....ترتدي اجمل ما لديها في الدولاب....تتعطر تأتي بجانبه
جسد بلا روح!
لا تحدثه .....لا تشاركه ألمها.....لا تعصي أوامره......مستسلمه لقوله وفعله.....تلوم نفسها على هذا الزواج .....تلوم نفسها على التسرّع في امور كهذه وأدركت شيئًا كان واضحًا مُنذ زمن ليس بعيد
عمها قبل أمر الزواج للتخلص من عبء وجودها في محيط مليء بالذكور
فذريته كلها ذكور لم ينجب الإناث!
ولكي يحميها ويحمي ابنت اخيه زوجها .....وافق على زواج السر هذا لحمايتها
ولكن هي وافقة على هذا الزواج التي ركضت خلفه بعد تلك الحادثة التي حدثت لها في منزل عمها
لم تستطع ان تخبر أحدًا عنها ولم تستطع أن تواجه أحدًا لتبرهن ما حدث لها!
هناك ظلم راكدٌ في قلبها وذعر متمكّن من احلامها!
فاستسلمت لكل هذه العواصف....والريّاح الشديدة
سمعت الباب ينغلق عرفت بمجيئة لم تنهض بقيت مستلقية على ظهرها على الكنبة .....اليوم الخميس....لماذا اتى؟
لم تنهض تظاهرت بالنوم لا تريد أن تنهض وتتعامل معه برسميات تثير اشمئزازها
تقدم لناحيتها ووضع الاكياس جانبًا تحدث
بهدوء: مهره.....مهره...
فتحت عيناها ببطء ونظرت إليه كان واقفًا بالقرب من رأسها
صراحةً ملّ من هدوئها خاصةً بعدما أن بعثر كيانها في ذلك اليوم
جثل على ركبتيه أمامها وهي جلست تحدّق في وجه بلا تعبيرات
تحدث: تعبانة؟
هزت رأسها بـ (لا)
وهمّت بالنهوض وهي تردف: بقوم ارتب الاغراض اللي جبت...
امسكها من معصم يديها وجلس بجانبها على الكنبة: لا تتهربين.....مني....ابي اكلمك...
جلست دون أن تنطق كلمة واحدة امسك بذقنها بلطف ولّف وجهها لناحيته
وجهها مليء بالشحوب، ونظرات الحزن تكتسح ملامحها وعنَيها
تحدث: تكلمي وش فيك؟.......مانتي على بعضك.....
مُهره اخذت نفس عميق واشاحت بنظرها عنه وهي تردف: ما فيني شي قصي.....
مسك يدها بلطف تشمئز منه!: شلون ما فيك شي......وانتي لا اكل مثل الناس تاكلين ....ولا حتى تكلمين.....ومنّك راضية تطلعين من هالشقة زورين اهلك او تروحين معهم في رحلة.....وتنفهين عن نفسك....
وبشك اردف: مُهره....اذا فيك شي....او مخبية علي شي خايفة من ردت فعلي......فقولي لي....
مُهر التفت عليه بعد ان القى قنبلته عليها، إذًا هو مهتمًا بها خوفًا من أنها تخفي عليه امرًا ابتسمت بسخرية : لا تخاف ما فيه شي اخبيه عليك ...

قصي مسح على رأسه وبلا صبر وبخوف من شكوكه وظنونه التي تدور في عقله كل ليلة قبل أن ينام: أنتي تاخذين حبوب منع الحمل بانتظام...
مُهره اسندت ظهرها على الكنب وكتفت يديها وببرود نظرت لوجه: أي....
قصي يحاول كتم غيظه: يعني منّك حامل؟
مُهره اقتربت منه وحدقت في عينيه بحده: لا ......ولا ابي عيال
وبنبره جافة: منك ....
استشاط غيظه امسكها من زندها راصًا عليه: انتبهي لألفاظك وافعالك ترا بدآ صبري ينفذ....
مهره نفضت يدها منه قائلة: وانا بعد نفذ صبري منك....
قصي صرخ في وجهها: وش الحل معك يعني؟
مُهره بصرخة مماثلة لصرخته: طلقننننننننننننني


.
.
.
.


انتهى


قراءة ممتعة
واعتذر عن التأخير










 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 06-10-2020 الساعة 05:40 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خالد و بندر *مكتملة* JAN روايات عامية 6 08-10-2020 09:45 PM
سلع أرواح محرمة *مكتملة* JAN روايات عامية 77 08-08-2020 11:43 PM
بنات أكشن*مكتملة* JAN روايات عامية 31 07-04-2020 07:23 PM
عَشآن الحُب!*مكتملة* AM. روايات عامية 82 06-23-2020 07:48 PM
هفوات ، خطايا ، ذنوب ورده المودة روايات الانمي_ روايات طويلة 7 03-04-2020 07:31 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 06:36 AM