••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


السجين "2"

روايات الانمي_ روايات طويلة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-2022, 12:22 AM   #11
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً














ذكريات


أمام القبر وقف وحيداً ، تشيعها روحه الموجعة ، ولهيب فؤاده أشعل كيانه حتى أحاله فتاتا، انهمرت دموعٌ قاومها طويلاً من أجلها ، كي لاتتألم لألمه وحزنه .

لم تعد أنفاسها تشاركه ذرات الهواء ذاتها ، مما جعل احتوائها صعباً ، لم تعد روحها تقاسمه متاعب الحياة فتجعلها أسهل ، لذا أصبح طريقه معتماً .

لم تعد هناك تسامره تحادثه ، لذا .. التزم الصمت الموحش ، وأصبحت الغربة موطنه .

لامست أصابعه ترابها البارد ، وباختناق نطق يعاتبها : أيتها العزيزة ، كيف هان عليكِ ابنكِ ، أخبرتكِ أني لن أسامح نفسي إن متِ بسببي ، طلبت منكِ مراراً أن أساعدكِ ، أمي .. لقد اعتدت دلالك ، و الآن أنا .. أواجه العواصف وحدي دون أن أعرف ماعلي فعله ،حين رحل أبي .. بقيت متجلداً لأجلكِ ، لقد كنتِ هنا لمواساتي ،الآن أشعر كأنما فقدت كليكما معاً بلحظة واحدة ..

مسح على قبرها ينظره بمحبة ودموعه غسلت خديه : لابد أنكما اجتمعتما أخيراً، وكم سأنتظر بلهفة موعد لقائي بكما ، لاتقلقا .. سأكون قوياً حتى ذلك الحين ، إني أتناول طعامي بانتظام حتى .. وإن لم أشعر بطعمه أبداً ، أحاول أن أنهض رغم أني لم أعد راغباً بفعل أي شيء ، أريد البقاء معكما فقط ، لأقرأ لكما الآيات فتطمئنا بها ، لأدعو لكما ، لأبث شكواي وألمي ..

نفض التراب من يديه، ونهض وهو يودعها تاركاً روحه بين ذراتٍ احتضنتها : وداعاً أمي .. لترقدي بهناء وراحة ، سآتيك بأحبتكٍ قريباً ، أدرك كم أحرقك الشوق لهم ، سينطفيء لهيبك قريباً لتنعمي بالسلام الأبدي .

.................................

عاد للمنزل المظلم الخاوي ، والذي أصبح بلا حياة ، قلب ناظريه في أرجائه يتذكر طيفها حانياً دافئاً ، هنا كانت تخيط وتحيك ، وهنا كانت تطهو له طعامها الشهي ، وهناك كانت تخلو بدعائها وصلواتها ، بردائها الأبيض .. لتكون ملاكاً نيراً يضيء عالمه .

فتح الحقيبة البنية العتيقة التي حوت الخيوط الملونة ، وماعملت عليه من قطع منها ما أتمته ومنها مالم تنهه بعد .

حمل من بينها سترة حمراء جميلة ، تأملها بتحسر وهو يتذكر كلماتها وابتسامتها الدافئة .

" لن أقوم ببيع هذه السترة ، أحببتها كثيراً ، ستكون هديتي لحفيدي الأول أو لحفيدتي هي تناسب كليهما .

_ هذا يعني أن هذه السترة ستبقى في الحقيبة لسنوات طويلة .

_ وإن يكن ، لن يرتديها أحد سوى حفيدي ، عدني بذلك .

ابتسم ضاحكاً وأجابها بمحبة : أعدكِ أيتها الملكة ، سيرتديها هو واخوته من بعده حتى ."

أغمض عينيه يشمها يملأ رئتيه بعطرها الشافي ، تأملها ملياً قبل أن يضعها في حقيبته الصغيرة ، وبدأ ينتقي من القطع ماله وإياه ذكرى خاصة ، ليضعه في حقيبته كي لايفقده .

أغلق الحقيبة وتوجه إلى حيث كانت تجلس تكتب رسائلها وذكرياتها ، ذلك الكنز الثمين الذي لايمكنه التفريط به ، تأمل خطها الجميل ، والذي بدا في آخر الصفحات متعباً مختلفاً .

جمع الرسائل في صندوق وضعه كذا في حقيبته ، وجلس يقرأ مذكراتها كما لو كان يعيش تلك اللحظات والمشاعر معها من جديد .

............................

مرت السويعات ولم يزل كما كان يعيش لحظاتها مع ذكرياتها الحبيبة مذ توفيت ، بحلوها ومرها ، وإذ بصوت سيارة قريبة توقفت قريباً من منزله .

اضطرب فؤاده وشعور اختلج صدره بأنهم قد عادوا بعد سفرهم الطويل والذي استغرق بضعة أشهر ، من كانوا بمثابة العائلة لهم ، ورغم كل شيء لم يكن سواهم يهتم به وبوالدته ، وكم هي موحشة تلك القرية دونهم .

نهض مسرعاً يفتح الباب ، يتأملهم بغصة وقد بدأوا بانزال أمتعتهم ، الأم تساعد زوجها وابنها كذلك ، والأب يوبخهم كعادته دون أن يكترثوا له ، بينما الفتاة بدت هادئة على غير عادتها .

تقدم نحوهم بتردد ورغم البركان الذي يحتجزه بداخله حاول أن يبدو هادئاً مبتسماً مرحباً: حمداً لله على سلامتكم .

التفتوا له أجمع بمشاعر مختلطة ، فالفتاة نكست رأسها متألمة ، بينما السيدة تأملته حائرة قلقة ، والرجل وابنه رحبا به بحرارة : شكراً بني كم تسعدني عودتنا أخيراً كيف حالك ؟

_ واضح أبي ،الفتى لم يأكل شيئاً مذ رحلنا على مايبدو ، مابك آدم تبدو كجثة حية .

حاول أن يبقي ابتسامته الذابلة دون أن يجد لكلماته سبيلاً ، بينما نطقت السيدة وجلة : دعك من مزاحه المبتذل ، إنك تقلقني مابحالك هذه بني ، كيف اصبحت أولجا؟

اختفت ابتسامته وارتعشت شفتاه ، ولم يعد يقدر أن يقاوم أكثر ،أخيراً هناك من يذكرها ، من يريد مواساته وسيشاركه عزائها، ورغم أن الكثير جائوا لتعزيته إلا أن هؤلاء كانوا بالنسبة له ولأمه العائلة التي حرما منها .

دون أن ينطق عيونه شرحت كل شيء ، ودموعه التي غسلت خديه حكت آلامه الدفينة ، اعتقنه الشاب مواسياً بينما شهقت السيدة فزعة وأسرعت نحو المنزل تتفقد السريرالخالي وأرجاءه المعتمة .

_ ياعزيزتي أولجا ،لم أستطع أن أودعك حتى ، كيف رحلتِ سريعاً هكذا وتركت هذا المسكين وحده .

اقترب الأب يعزيه بينما الشابة ظلت تتأمله ذاهلة موجعة ، وقد ازداد همها هماً ، ودون أن تنطق انضمت لوالدتها الباكية تهدئها وتخفف عنها .

............................

أيام مضت بهدوء ثقيل منهك ، رغم أن وجودهم بجانبه خفف الكثير مما يحمل بقلبه من ألم ، طرق الباب فنهض يفتحه على عجل : مرحباً فيليب ، تفضل .

_ إن وقت الغذاء قد حان ياأخي ، تعال وشاركنا .

_ حسنٌ إني قادم .

حمل معطفه بينما نطق الشاب وهو ينظر الحقائب بحيرة : هل تنوي السفر لمكانٍ ما آدم؟

أغلق معطفه وهو يجيبه بينما يخرج من المنزل : أجل .. سأترك المنزل قريباً.

..........................

_ مالذي تقوله بني كيف تفعل هذا ؟ أين ستذهب وحدك وكيف ستترك كل شيء خلفك ، إنك أمانة عندي لذا لن أتركك أبداً .

هكذا صرحت السيدة بعد أن شرح لها ابنها الوضع بينما يتناولون الطعام ، بينما أخفض الشاب رأسه يستمع باحترام ، وبتردد أجابها وفي أحشائه لهيب يحاول اخماده : لابد من ذلك ، أريد أن أنفذ وصية والدتي ، أرادت كثيراّ أن تعود لوالدتها وأسرتها ، لم يقدروا على توديعها ولقائها ، يجب أن يعرفوا ماجرى لها ، على الأقل ليستطيعوا زيارة قبرها .

بتألم أجابته بلا حيلة : إنك محق يابني ، كم هو صعب ما ينتظرك ، ورغم أني أحب بقائك معنا لكن عائلتك هي الأحق بذلك ، ليفرغوا اشتياقهم وليستعيضوا بك عن الراحلة ، فلابد أن ألمهم لايفوقه ألم .

مستدركاً نطق الرجل يشاركهم : على ذكر ذلك ، لقد أعطيتمونا عنوان منزلهم .

_ آه جيدٌ أنك ذكرتني ! لم أستطع إرسال الرسالة بني ، كان المنزل خالياً ، قيل أنهم تركوه منذ أحدعشر عاماً .

بدت معالم الخيبة على وجهه فأعقبت وهي تحاول إبهاجه : لدي فكرة مذهلة ، سنعود بعد أيامٍ قلائل إلى المدينة وسنصحبك معنا ، سنجد منزلهم حتماً وهكذا سأكون مطمئنة أكثر .

_ أحقاً؟! شكراً لكِ سيدتي أنا حقاً ممتن لكِ.

_ يسعدني أن نكون قادرين على المساعدة ولو قليلاً ، سنفرغ من التحضير للزفاف ونعود على الفور للمدينة معك .

أجاب بحيرة متسائلاً: الزفاف؟!

قبضت الفتاة على الملعقة بقوة وقد أخفضت رأسها متألمة ، وسرعان ماتركت المائدة لتعود لغرفتها بأسى باكية ، التفت ينظرها متعجباً فشرحت الأم بتردد : لم أستطع إخبارك بعد الخبر المؤلم ، لقد تمت خطبة زويا من أحد أقاربها ، العمة اختارتها له ولم نستطع الرفض ، إنها لاتزال صغيرة ، كما أنها كما تعلم ...

_ زوجتي ليس من اللائق التكلم بهذا بعد الآن ، لايمكننا رفض أوامر العمة ، حاولي إقناعها قبل ذهابنا لايجب أن تراها هكذا ، ستغضب حتماً وتكون النتائج سيئة .

سكتت محتجة غاضبة بينما تكلم آدم مبتسماً: مبارك لكم ، أرجو أن تعيش بسعادة .

_ أعلم أن هذا صعب ، ولكني أتمنى أن تحضر الزفاف قبل رحيلك ياعزيزي .

_ أمي ! ماهذا الطلب الغريب ، لا تزعجي الفتى رجاءاً.

_ لا فيليب ، هذا أقل مايمكنني فعله لشكركم ، سأكون حاضراّ بينكم بإذن الله ، لو كانت أمي لاتزال بيننا لسعدت لأجلها كثيراً وبذلت ماتستطيع لحضور زفافها ، إنها تحبها كثيراً.

_ ياابني العزيز شكراً لك من كل قلبي ، مهما باعدتنا المسافات فقلوبنا ستظل تذكرك بكل الخير .

أومأ ايجاباً بامتنان ومحبة : لن أنسكم مهما حييت ، شكراً لكم من أجل كل شيء .

...............................

حان اليوم الموعود ، وقد حُزمت الأمتعة ووضعت في السيارة تأهباً للسفر ، وقف يودع منزله الذي جمعه بأغلى الأحبة ، يستذكر السنون الخمس التي جمعتهما معاً يتقاسمان فيها قطعة الرغيف وكأس الشاي الساخن .

وراء الباب المفتوح أطلت سوداء الشعر بوجه غشاه الحزن ، مترددة نطقت وعيونها تتأمل ذهبيتيه تنظرانها بتفهم : أيمكنني الدخول .

أومأ لها بالإيجاب : ولكن دعي الباب مفتوحاً .

تقدمت منه خطوات حتى أصبحت قريبة منه وقد جمع ماتبقى من حاجياته في الحقيبة الصغيرة ، انتظرت حتى انتهى وقد تشابكت أصابعها تضمهم تارة وتبسطهم أخرى .

_ مباركٌ لكِ ، أرجو لكِ السعادة من كل قلبي .

نطق بذلك فجأة فانتفض قلبها واعتصر ، رفعت عينيها تنظره ونطقت بخيبة : إنه خبر مفرحٌ لك حتماً ، لقد تخلصت مني .

أومأ بالنفي وبابتسامته الهادئة أجابها : لست لئيماً لأفكر بهذه الطريقة ، كنت دائماً ولا أزال أراكِ أختاً لي ، ولن يتمنى الأخ سوى السعادة لعائلته .

_ لكني لم أنظر لك بهذه الطريقة أبداً ، أنا .. أحببتك من كل قلبي ، أحقاً لايعني هذا لك شيئاً ، هل حقاً لاقيمة لمشاعري ؟

تنهد بعمق وجلس على الكرسي قبالتها ، سكت قليلاً قبل أن يجيب : زويا .. أخبرتكِ مسبقاً ، لازلنا صغاراً ومشاعرنا لاتزال غضة ، ستتزوجي عما قريب ، وستجدي كم هو نقي وطاهر وعذب ذلك الحب ، حقيقي وصادق ، لابد وأنك التقيتِ خاطبكِ واجتمعت به ، إن لم يستطع قلبكِ تقبله فبإمكانك الرفض ، وإن شعرتِ بالارتياح فلا أظنه سيعارض أن تتمي تعليمكِ وأن تمضي نحو مستقبلك .

صمتت هنيهة مفكرة ثم أجابته وهي تنظر للبعيد : للحق .. إنه شخص مثقف ولطيف ، محب ويبدو لي راقياً ، اسمه لويس .. يعيش مع جدته وأخ له بعمري ، يكبرني بست سنوات ، قال أنه سيصحبني لموسكو حيث سيتم كلاً منا تعليمه بأفضل مايكون ، لكن .. هذا يعني أني سأبتعد عن قريتي ، صديقاتي .. عائلتي .. وأنت.

عادت تنظر له وقد اجتمعت الدموع بمقلتيها ، وبنبرة حانية لملم شتاتها بعد أن بعثرها : قد نجبر أحياناً على ترك أحبتنا والبعد عنهم لفترة ، لكننا حتماً سنجد طريقة لنجتمع بهم ، ولابد أن والديكِ لن يتركاكِ وحيدة ، أما أنا .. فلا أعلم حتى أين من الممكن أن أعيش ، أين سيكون مسكني الجديد ، لست أعلم شيئاً ، سوى أن إلهي حتماً سيختار الأفضل ، حتى وإن كان الأسوأ بالنسبة لي .

تأملت ذهبيتيه الساحرتين بتألم ، وإذ بصوت والدتها تناديهما فوقت الرحيل قد حان ، نهض يحمل حقيبته الخاصة وترك الأخرى على السرير وهو يخاطبها : لن أتمكن من حمل كل شيء ، لذا سأترك هذه هنا ، إن استطعتم ابقائها عندكم سأكون شاكراً ، وإن استطعتم بيع مافيها فسيكون ذلك أفضل .

أومأت له إيجاباً وهي تمسح دموعها : هل ستحضر الزفاف حقاً ؟

_ أجل ، سأفعل ، وسأمضي بعدها لأجد عائلتي .

_ سيكون وداعاً مؤلماً، سأشتاقك كثيراً .

ظل بصمته وهو يحمل حاجياته خارج المنزل ، وتبعته بعد حين ليقفل المنزل ويغادره دون عودة ينطق بألمٍ وغصة :

_ وداعاً أيتها الذكرى الحبيبة ، وداعاً أيها الدفء الذي لن يعود .






 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-14-2023 الساعة 11:31 AM

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كوّن كلمة "صابون" و زحلق العضو اللي تريده 🧼 سيـرَان. تسالي و ألعاب 480 03-29-2024 01:49 AM
𝐌𝐈𝐒𝐓 | " طريقة إبراز لون واحد فقط من الصورة ". Lavender دروس وملحقات الفوتوشوب - Adobe Photoshop 6 11-03-2022 11:54 PM
ألماسـي | صيدليه العلاج بالثوم | The Garlic. " قاموس متجدد". MiMi صحة وصيدلة 17 08-06-2022 09:57 AM
𝐁𝐋𝐎𝐆𝐒 | " قسم المدونات ". MELODY مدونات الأعضاء 2 02-24-2021 09:03 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 07:35 PM