المشتري ، سيد الجبابرة !

ياه! موضوعك جميل جداً، المشتري.. اكبر كوكب في مجموعتنا الشمسيّة الهائلة احسنتِ الطرح والتقديم وكذلك المعلومات الوافرة والتنسيق، انيرينا مرّة اُخرى #اورانوس تَرَبَّعَ عَلَى عَرْشِ الْجَبَابِرَةِ التِّسْعَة، كَانَ لِحُضُورِهِ خُضُوعْ ، لَيْسَ بِالْقُوَّةِ وَلَا التَّجَبُّرْ بَلْ بِـتَأَلُّقِهِ وَسُمُوّهِ فِي أَعَالِي سَمَاءِ اللَّيْلِ . "المشتري سيد الجبابرة " "

يلقب بالعملاق الغازي وهو الكوكب الخامس من المجموعة الشمسية ، عُرف منذ القِدم لدى الفلكيين ، وإرتبط بعدة أساطير حتى أطلق عليه الرومان إسم جوبيتير وهو إله السماء والبرق ويمكن رؤيته من الأرض بسطوع كبير بقدرة تبلغ 2.94 ، وهذا مايجعله الجرم الثالث من قائمة أكثر الأجرام تألقا في سماء الليل بعد القمر والزهرة . يتكون المشتري بشكل رئيسي من الهيدروجين ، ويشكل الهيليوم أقل بقليل من ربع كتلته ، وغالبا مايحتوي على نواة صخرية تتكون من عناصر أثقل . يتميز شكله "بكرويته المفلطحة" وذلك بسبب سرعة دورانه الكبيرة ويُظهر الغلاف الجوي الخارجي تمايزاً واضحا في عدة نطاقات من خطوط الطول المختلفة ، مما يؤدي إلى الاضطراب وحدوث عواصف على مستوى طول هذه الحدود ، ومن أشهر المعالم المميزة للمشتري " البقعة الحمراء العظيمة" . ويحيط به نظام من الحلقات الخافتة ، وحقل مغناطيسي قوي كما أنه يحتوي على 79 قمراً مؤكدة الوجود وبالتالي فله أكبر عدد من الأقمار ذات المدارات المستقرة ومن بين الأبرز منها العمالقة الأربعة وتلقب بأقمار جاليلو والتي إكتشفها بنفسه عام 1610 م. يتكون المشتري بشكل أساسي من مواد في الحالة الغازية والسائلة ،ويبلغ قطره عند خط الإستواء 142,984كيلومتر وكثافته 1,326غ/سم3 ، وهذا مايجلعه في المرتبة الثانية في قائمة الكواكب الغازية من حيث الكثافة بعد كوكب نبتون . يتكون غلافه الجوي العلوي من حوالي 88–92% من الهيدروجين و 8–12% من الهيليوم ، و تحتوي الطبقة الداخلية للغلاف على مواد بكثافة أعلى ، وتكون النسبة الكتلية الخاصة بها حوالي 71% هيدروجين و 24%هيليوم و 5% مواد مختلفة. كما أنه يحوي كميات ضئيلة من الميثان وبخار الماء والأمونيا ومركبات السيليكون إضافة إلى أثار الكربون والإيثان وكبريتيد الهيدروجين والنيون والأكسجين وأخيرا الكبريت والفوسفين . أما بالنسبة للطبقة الأبعد من الغلاف الجوي فإنها تحتوي على بلورات متجمدة من الأمونيا ، وخلال الفحص بالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية تبين وجود آثار للبنزين ومركبات هيدروكربونية أخرى . تبلغ كتلة المشتري ضعفي ونصف كتلة باقي كواكب المجموعة الشمسية. ويقع مركز الثقل الثنائي مع الشمس على بعد 1.068 نصف قطر شمسي من مركز الشمس. وعلى الرغم من أن قطر المشتري أكبر بـ 11 مرة من قطر الأرض، إلا أن كثافته أقل. ويبلغ حجم المشتري حوالي 1,321 ضعفا من حجم الأرض ومع ذلك فإن كتلته أكبر بـ 318 مرة فقط من كتلة الأرض.

كان من المعتقد أن المشتري يحتوي على نواة كثيفة تحوي على مزيج من العناصر ،تحاط هذه النواة بطبقة من الهيدروجين المعدني مع بعض الهيليوم، وتتكون الطبقة الخارجية في الغالب من جزيئات الهيدروجين. ولكنها مجرد معلومات غير مؤكدة حتى الآن ، فقد وصفت النواة على أنها نواة صخرية ، لكن لا تتوافر معلومات حول تركيبها وكذلك خواص المواد ودرجات الحرارة والضغوط في ذلك العمق. ويرجع عدم التيقن من صحة المعلومات إلى خطأ كان قد حدث في قياسات البارامترات، ومن هذه البارامترات معاملات الدوران (J6) والتي تستخدم لقياس عزم الجاذبية الكوكبي. كما أن درجة الحرارة والضغط بإضطراد عند التوجه للنواة يزداد ،ويعتقد أن الحرارة تصل لـ 1000 كلفن والضغط 200 غيغا باسكال في مناطق تحول طوري حيث تكون حرارة الهيدروجين خلف النقطة الحرجة ويصبح هيدروجين معدني. في حين تصل الحرارة في النواة إلى 36000 كلفن والضغط بين 3000 إلى 4500 كلفن. يمتلك هذا الأخير أكبر غلاف جوي بين كواكب المجموعة الشمسية، فغلافه الجوي يمتد حتى ارتفاع 5000 كم. وبما أنه كوكب غازي فقد جرت العادة على اعتبار قاعدة الغلاف الجوي في النقطة التي يكون فيها الضغط الجوي يعادل 10 بار أو عشر أضعاف الضغط الجوي الأرضي. ودائما مايكون مغطى بالغيوم المركبة من بلورات الأمونيا إضافة إلى احتمال وجود بيكبريتيد الأمونيوم. وتتموضع هذه السحب في التربوبوز، وتكون مرتبة على شكل نطاقات مختلفة وفق خطوط العرض، وتعرف باسم المناطق المدارية. وهذه المناطق مقسمة إلى مناطق ذات ألوان براقة، وأخرى أحزمة معتمة، و يسبب تداخل هذه الدورات المتضاربة إلى نشوء عواصف واضطرابات وتبلغ سرعة الرياح 100 متر/ثانية. ويبلغ عمق هذه الطبقات حوالي 50 كم، وتحتوي على الأقل على طبقتين من الغيوم. الطبقة السفلى طبقة سميكة ، و الطبقة العلوية رقيقة وأكثر شفافية. ومن الممكن وجود طبقة رقيقة من غيوم الماء متوضعة تحت طبقة الأمونيا، كدليل ناتج عن ومضات البرق المكتشف في الغلاف الجوي للمشتري. تعتبر البقعة الحمراء العظيمة من أكثر ملامح المشتري شهرة، وهي عبارة عن إعصار مضاد مستمر يقع على 22 درجة جنوب خط الاستواء. ومن المعلوم أنه قد تم تمييز هذه البقعة منذ سنة 1831 وربما قبل ذلك في سنة 1665. وتشير بعض النماذج الرياضية إلى أن هذه العاصفة هي عاصفة مستمرة وسمة دائمة لهذا الكوكب. وبسبب كبر هذ العاصفة فيمكن مراقبتها من الأرض باستخدام مقراب بفوهة 12 سم أو أكبر. وشكلها يشبه شكل قطع ناقص تدور بعكس عقارب الساعة وتتم دورة كاملة كل ست أيام. وتبلغ أبعاد البقعة الحمراء العظيمة 24–40,000 كمX 12–14,000 كم، وبالتالي هي كبيرة بمافيه الكفاية لتسع كوكبين أو ثلاث كواكب بقطر الأرض. ويرجع سببها إلى الإضطرابات التي تحدث في الغلاف الجوي.

هذا العملاق الوحيد في المجموعة الشمسية الذي يملك مركز كتلة ثنائي يقع خارج حجم الشمس، وعلى بعد حوالي 7% من نصف قطر الشمس.. تبلغ متوسط المسافة ما بين الشمس والمشتري حوالي 778 مليون كم أي حوالي 5.2 ضعف من متوسط المسافة ما بين الأرض والشمس. ويكتمل مداره حول الشمس في 11.86 سنة، وهذه الفترة تساوي 2/5 من الفترة المدارية لزحل، مما يشكل رنين مداري 5:2 بين أكبر كوكبين في المجموعة. يعتبر دوران المشتري الأسرع بين كواكب المجموعة الشمسية، فيتم دورة كاملة حول محوره في أقل من 10 ساعات. وينتج عن هذا انتفاخ استوائي من السهل رؤيته من خلال المقرابات الأرضية. وبما أنه كوكب غير صلب، فإن الغلاف الجوي العلوي يخضع لدوران تفاضلي. فتكون فترة دوران الغلاف الجوي في المنطقة القطبية أطول بخمس دقائق منها في المنطقة الاستوائية.