السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ كيف الحال، أعضاء وزوار؟
إن شاء الله بخير وماتشكون من بأس
جبت لكم رواية منقولة ومكتملة بقلم الكاتبة #سيرين بوسيدون *تحية لها*
روايتها جداً جميلة ما شاء الله، شخصياً حبيتها لما قرأتها في بدايات عام 2014
أنصح بها في حال كانت جديدة عليكم، الشخصيات والأحداث راااائعة
إذا كنت متابعها سلفاً شاركنا رأيك بها وتقييمك لها
جُل الأمور تبدأ من لحظة إعتراف طالبة الثانوية "كلوديا" إلى
الطالب الجامعي "إدوارد"، إعتراف بالحب عن طريق رسالة...
لكن "إدوارد" يمزق الرسالة دون القراءة... ما توقعاتكم للأحداث؟
هل ستكون هنالك فرصة ثانية أم الأمر ينتهي ها هنا؟
تابعوا حوادث الرواية فهي تستحق المتابعة
ماذا اكتب وكيف ابدا الموضوع .. لا استطيع التفكير بأي كلمة مناسبه
الامر صعب جدا .. لم اتوقع ان تحتاج رساله غراميه لكل هذا التفكير .. لقد تعبت حقا
افكر منذ ساعه ولم اضع اي حرف على هذي الورقه ..
كانـت كلوديا تفكر بصوت مرتفع وهي تحدث نفسها .. امسكت رأسها باحكام وصمتت للحضه
قبل ان تعاود الحديث مع نفسها كالمجانين
- لن اكتب سوى كلمة واحده .. لن استطيع خط رساله جميله مهما حاولت.. سوف اكتب له فقط
( أني احبـك ) ..فقط
وهذا فعلاً ما حدث .. كتبت الكلمه ووضعت اسمها في اخر سطر واغلقت الرساله بسرعه قبل ان تغير رأيهـا ..
بدا خطها سيئ للغايه ولاكنها لم تهتم .. لم تعد تريد التفكير اكثر
مضى على هذي الفكره اسبوع وفي كل ليله تحاول كتابة رساله لم تنجح
لانها كانت تشعر بان كل رساله خطتها كانت تافهه ومضحكه جداً ..
اخذت احدى الظروف الموجودة على الطاوله ووضعت الرساله فيه ثم كتبت عليه ( أدوارد )
ونضرت له مطولاً وهي تفكر .. ماذا ستكون ردة فعله ؟
هل سيتقبل الرساله .. هل ستحدث هذي المعجزه في حياتها ويبادله الشعور نفسه
سخرت من افكارها وقالت بصوت مسموع
- حسنا . ادوارد سوف يمزق الرساله اولاً ثم يرميها في القمامه ولن يأبه لها ابداً .
ان كانت تعرف هذا لمى تكتب الرساله اذن ..؟
- كي اقنع نفسي بان ادوارد هو المستحيل بعينه
كانت تفكر بالأسأله ثم تجيب عليها .. تعودت منذ صغرها ان تتحدث مع نفسها بصوت
مسموع واحياناً تنسى نفسها فتتحدث امام صديقاتها
كن يتعجبن في بادء الامر ولاكن بعد مرور فتره تعودن عليها وعرفن ان هذا شيئ
طبيعي بالنسبه لها .. حاولت مراراً التخلص من هذي العاده ولاكنها لم تنجح .
وضعت الظرف في حقيبتها وفكرت انها بالتأكيد لن تجد فرصه مناسبه لتقديم الرساله له غداً
ولاكنها سوف تاخذ الرساله معها على كل حال .. هكذا انهت هذي المهمه اللتي اخذت الكثير من وقتها
وطاقتها ..
سمعت بعد هذا امها تناديها للعشاء فقفزت من على الكرسي وركضة للمطبخ
حيث جلست على الطاوله وامها تضع اطباق الطعام امامها
بدأت الاكل قبل ان تجلس امها .. فهي كانت جائعه جداً
- هل انهيتي واجباتك ؟
نضرت كلوديا لأمها وقالت - نعم .. حسنا تقريباً
- لم تقومي بكتابتها اليس كذلك ؟
- حسنا امي سوف افعل ذالك بعد العشاء
جلست امها على الطاوله امامها وقالت بصوت حزين
- كلوديا الى متى تريدين ان تبقي هكذا ؟
- ماذا تقصدين بـ هكذا امي ؟
- انتي تعرفين ما اقصد .. اقصد الى متى ستبقين غير مهتمه بدراستك . انهى السنه الاخيره لك في الثانويه وانتي لا تهتمين
- امي سوف انجح .. كما انجح في كل سنه سوف انجح
- في كل سنه .. هذا ما يفرحك .. تنجحين في كل سنه وتكونين من العشره الاواخر هل هذا جيد لكِ؟
- لا احب الدراسه وانتي تعرفين هذا .. ولا استطيع فعل شيئ لهذا .. لقد قلت لك ان اترك وابدئ عمل مـا ولاكنك ..
صرخت الام بسرعه قبل ان تكمل كلوديا جملتها
-لقد قلت الف مره انك لن تعملي قبل انهاء الدراسه الا تفهمين ؟
- حسنا حسنا .. لقد فهمت .. دعيني أأكل الأن
صمتت الام وهي مستائه جداً من تفكير ابنتها بالدراسه وعدم مبالاتها في تحصيل اختصاص جيد
ولاكنها تعرف ان الوقت قد فات لجعل كلوديا تحب الدراسه .. لقد اهملت هذا الجانب كثيراً في ما مضى ولم تصر على كلوديا
يوماً ان تقوم بواجباتها ولا ان تكون مجتهده في دراستها .. كان جل اهتمامها كيف ستأمن مصاريف حياتهما بعد ذهاب زوجها ..
وهكذا بدت كلوديا تهمل كل شي وكرهت الدراسه بشدة لانها لم تكن ناجحة فيها ..
كانت تحصل على علامات سيئ جداً منذ الابتدائيه حيث ان امها كانت تمضي وقتاً طويلاً في العمل ولم تكن معها كثيراً
في تلك المراحل .. ولم يكن هناك احد بجانبها ليعلمها .. روزا تشعر ان كل ما يحدث مع كلوديا في المدرسه
هو بسببها ولهذا السبب هي لا تصر كثيراً على ابنتها في عمل شيئ لا تحبه ..
بعد الانتهاء من الطعام قالت روزا لابنتها عندما همت بالوقوف
- انتضري كلوديا .. لدي شيئ اريد التحدث بشأنه معك ..
نضرت كلوديا مستغربه لامها وقالت - ماذا هناك ..؟
وجلست بعدها لتنتضر ماذا ستقول امها
قالت الام بعد تفكير - سوف ننتقل من هنا ..
عقدة كلوديا حاجباها - ماذا .. ؟
- المطعم اللذي اعمل فيه سوف يقفل وهكذا فعملي قد انتهى هناك ..
ليس لدي ايضا مال كاف لدفع اجار هذا المنزل فكما تعرفين ان اجاره مرتفع بعض الشيئ وحتى اجد عمل جديد
يجب ان نغير سكنن..ويبدو الامر صعباً
- حسناً ..
هذا فقط ماقالته كلوديا
- اليس لديك شيئ تضيفيه ..؟
سألتها امها ..
- لا .. لا اعرف ماذا اقول ولاكن الم يكن يجب عليهم ان يخبروك باقفال المطعم قبل فتره اطول ؟
- لقد فعلو .. وانا لم ارد اخبارك بالأمر كي لا تنزعجي .. ولاكن عندما وجدت ان امر ايجاد عمل صعب جداً
وانني لن اتمكن من دفع اجار الشهر القادم قررت اننا يجب ان ننتقل
- انا موافقه امي .. صحيح ان هذا المنزل هو اغلى شيئ في حياتي حيث انني امضيت كل سنواتي هنا
ولاكنه ليس اغلى منك .. سوف اقبل بالعيش حيث تجدين منزل تستطيعين دفع اجاره
-لقد وجدت
استغربة كلوديا ونضرة لامها بأستفهام - بهذي السرعه ؟ ايـن ..؟
- حسنا .. انه ليس منزل .. بل هو .. ملحق
- ماذا يعني هذا ؟
- اعني انه ملحق لمنزل لأحدى صديقاتي .. قالت انهم لا يستخدمونه وسوف تقوم بتأجيره لنا
- ملحق .. اي انه قطعه من منزلهم .. ولاكن امي اليس من الصعب ان نسكن في منزل اناس أخرين؟
- لا..لا .. الامر ليس كذلك
كانت الام مرتبكه عندما تحدثت عن امر الملحق ولم تفهم كلوديا لما هذا التوتر كله
تابعة قائله - انه ملحق لمنزلهم صحيح ولاكنه بناء وله بابه الخاص وهو منعزل عن منزلهم .. انه فقط بجواره
- حسنا امي .. هل رأيته .. ان كان كما تقولين فلا مانع لدي .. فما دمنا سندفع الاجار
-بالطبع هو كذلك .. سوف يعجبك جدا .. وسترتاحين فيه جداً .
عند موافقة كلوديا اختفى التوتر من على ملامح روزا وبدت مرتاحه ..
حسنا ربما ضنت اني لن اتخلى عن هذا المنزل بسهوله وهذا ما اربكها في فتح الموضوع
هذا ما فكرة به عندما القت على امها تحية المساء وذهبة لتنام ..
دخلت كلوديا غرفتها و بقيت واقفه قليلا تنظر للحقيبه وهي تفكر هل من الصواب اعطاء ادوارد هذي الرساله
سوف تعطيها له ولن يحدث اكثر من ما يحدث الأن .. فهي تريد ان تقول له بما تشعر به حقاً نحوه .. هي تحبه
بشده منذ اول مره رأت فيها كان مختلف عن الجميع وكان هو الوحيد اللذي ترك فيها هذا الاثر .
مع انه لم يهتم بها يوماً ولم يبد عليه انه يراها اصلاُ ..
هكذا نامت وهي تفكر بأدوارد ونسيت تشغيل المنبه ..
في الغرفه المجاوره كانت روزا تجلس على السرير وهي تضع رأسها بين راحتيها وتفكر
في كلوديا .. ماذا ستفعل ان علمت حقيقة الامر .. كلوديا صاحبت مفاجأت ولا يمكن التنبأ
بما تفكر به .. لها في كل موقف رأي مهما كان الموقف متشابه ..
كانت الام قلقه جداُ ولم تكن تعرف هل ما تفعله صحيح ام خطاُ .. ولاكن مهما حاولت
فالمسأله خرجت عن سيطرتها وهي اعطت الموافقه و لن تعود عن ما قالته ..
سوف تتفهم كلوديا ذلك بالتأكيد .. لقد كان رحيل زوجها السابق صدمه كبيره وهي لن تتحمل
صدمة اخرى بكلوديا مهما حدث .. سوف تتمنى ان تسير الامور على خير ما يرام
خرجت الى الشرفه لترى ان المطر بدأ بالهطول .. لقد كانت زخات المطر بارده جداً وكان
نزولها على جسد روزا مميت .. فهي تكره المطر .. تكرهه منذ ذالك اليوم اللذي فارقت فيه زوجها
كلما امطرت كانت هي تتذكر ذالك اليوم اليائس اللذي حطم عالمها كله
ذاك كان بداية النهايه .. ولاكن الأن الامر مختلف بالنسبه لها .. سوف تنسى ..
سيغسل هذا المطر كل شيئ مرت به سابقاً .. سيمحي كل العذاب اللذي قاسته
سوف يمحي ذكرياتها عن ذلك المجرم اللذي عشقته ..
وفي حياتها القادمه لن تفكر بشيئ من ماضيها البائس وسترمي كل ما مرت به في هذا الفضاء الواسع
فهو يستطيع حمله دون ان يتعذب بعكسها هي ...
عادت الى سريرها وهي مبلله كلياً وارتمت في احضانه ودموعها تتشابك مع قطرات المطر اللتي غسلت وجهها
قالت وهي تدفن رأسها في الوساده اللتي تبللت كلياً
- هذا أخر يوماً سأبكي فيه عليك .. لن اتذكرك بعد الأن مهما حدث .. ارجوك لا تعد لأحلامي .. وكف عن تعذيبي ..
نامت بعد هذا كله ودموعها تبلل وسادتها ..
دخلت اشعت الشمس لتزعج نوم كلوديا اللتي وضعة الوساده على عينيها
وحاولت عدم الاستيقاض ..
ابعدت بعد ذلك الوساده قليلا لترى ان الساعه قد تجاوزة السابعه
اي انها تأخرت على موعد استيقاضها المعتاد
فقفزت بسرعه من على السرير ودخلت الحمام .. ارتدت ملابسها بسرعه
بعد ذلك ورفعت شعرها الاسود بأهمال ثم خرجة بسرعه لتجد ان امها لم تستيقض بعد
ولم يجهز الفطور .. لقد كانت متأخره بما فيه الكفايه وان اكلت لن تستطيع اللحاق بالحافله
لهذا سوف تستغني اليوم عن الفطور ..
جرت نحو موقف الحافله ولحسن حضها ان الحافله كانت ستسير لو انها لم تؤشر لها بالتوقف..
ركبت بسرعه وبحثت عن مقعد فارغ فوجدت ان صديقتها سارة قد حجزت لها واحداً
جلست بجوار صديقتها وهي تلتقط انفاسها بصعوبه
- لقد ضننت انكِ لن تأتي اليوم
- نسيت تشغيل المنبه وامي لم توقضني ايضاً ..
- أأه .. حسناً جيد انك لحقتي بنا في اخر المطاف
تحدثتا كثيراً ولاكن كلوديا لم تخبر ساره بموضوع انتقالهما ولا بترك امها للعمل
مع ان العادة تقتضي ان تقول كلوديا كل ما يحدث معها لساره مهما كان صغيراً
وصلتا اخيراُ للمدرسه وبدأت كلوديا يوماً دراسياً ممللاً كما تسميه دائماً ..
انتهت الحصص الثلاث الاولى وكانت كلوديا تشعر بالجوع الشديد
فهي لم تأكل شياً هذا الصباح ..
الان وقت الطعام سوف تذهب مع صديقتاها فيفيان وساره لمطعم الجامعه
ففي ثانويتهم ليس هناك مطعم ويسمح للطلاب لهذا السبب بشراء الغداء من الجامعه
لم تعرف كلوديا لماذا ولاكنها سحبت الرساله خفيه عن صديقتاها وخبأتها في جيب سترتها
عند ذهابهم للجامعه ..
لقد كان قلب كلوديا يدق بشده كلما اقتربو من الجامعه ..السبب في ذلك ان
ادوارد يدرس في هذي الجامعه .. انه في السنه الاخيره وتخصصه هو التجاره
لا عجب في هذا فـ هو ايضاً يعمل في شركة والده وان كانت الشائعات صحيحه
فـ هو مدير لشركه ما .. انه رائع .. كلما فكرة فيه تجد نفسها تبتسم بغباء وهذا الامر يحرجها جداً
لقد اعجبت به منذ اول مره رأت فيها .. انه وسيم للغايه بل يكاد يكون اوسم رجل رأته كلوديا في حياتها
لقد استغربت في ما مضى انه في السادسه والعشرون من عمره وهو في السنه الثالثه في الجامعه
بينما يقول الجميع انه الاكثر تفوقاً في فصله على الاطلاق ولم تترك الامر يمر هكذا بل سألت
حتى عرفت انه ترك بعد اول سنه جامعه له وغاب ثلاث سنوات حيث كان يعمل مع والده
وعاد ليكمل ما تبقى له منذ ثلاث سنوات ..
انه كبير بعض الشيئ .. وتصرفاته تجعل منه اكبر مما هو عليه .. فـ كلوديا لم تره ابداً يبتسم
ولم تره ايضاُ يتكلم كما يتكلم الشبان عادتًاًُ .. انه جامد وغير مبالي دائماً .. وفوق كل هذا
هو متغطرس لابعد الحدود .. ولاكنها تقول لصديقاتها دائماً ان من حقه ان يتكبر ويكون مغروراً فـ هو الافضل في كل شيئ ..
وصلتا للجامعه ودخلتا مباشرتاً للمطع حيث كان هناك طلاب كثيـرون جداً ..
ذهبة ساره لتطلب لهن ثلاث وجبات بينما راحت فيفيان وكلوديا يبحثان عن طاوله فارغه ..
عندما وجدا طاوله فارغه استأذنت كلوديا من فيفيان بالذهاب للحمام ..
ذهبت للحمام وهي تبحث بنظرها عن ادوارد علها تلمحه من بعيد ولاكنها لم تجده ..
- يبدو انه ليس هنا ..
هذا ما قالته عندما دخلت للحمام ..عند خروجها من الحمام كانت تضع يدها في جيبها وهي تمسك
بالظرف اللذي يحوي كل حماقتها وتهورها .. سارت خطوتان قبل ان تتوقف وهي تنظر له ..
انه هناك امامها بالضبط .. يستند على الحائط وبيده كتاب يقرأه..
كانت ملامح وجههِ هادئه جداً .. لم تره بهذا الشكل من قبل
لقد كان قلبها يدق الى درجة انها شعرت به يخرج من بين ضلوعها ..
امسكت الرساله بقوه وخافت من تفكيرها المتهور ..
هل ستعطي هذا الرجل الرساله ..يجب ان تتأكد .. فـ هو لا ينتمي الى هذا الجو ولا الى عالمها الصغير
هو مخيف بالنسبه لها .. سيكون افضل لو احبته من بعيد .. هذا ما فكرت به قبل ان تجر نفسها
لتتقدم نحوه .. كانت تشعر بخدر في اطرافها وبمغص وتحاول السيطره على نفسها كي لا ترتعش..
ايقنت انها ان فوتت هذي الفرصه ستندم كثيراً .. لهذ السبب تقدمت نحوه
لم يرفع نضره لها حتى وصلت واصبحت امامه مباشره ..
عندها فقط رفع نظره وليته لم يرفع .. كانت نظرته في بادء الامر عدائيه وبعدها انقلبت الى
عدم اهتمام .. حاولت اخراج الرساله بصعوبه ومدتها له
لم تقل كلمة واحده .. لقد حاولت ولاكنها كانت تحرك شفتاها فقط ولم يخرج صوتها ابدا
نظر شضراً للرساله الممدوده امامه ورفع عيناه لينظر لها بأنزعاج
هي الان حقاً خائفا .. ماهذي النظرات العدائيه .. لما يتصرف بهذي الطريقه
فليأخذ الرساله وينهي الامر .. ماباله .. لقد بدى الامر يصبح اصعب .. احست ان هذي الثوان كأنها ساعات
كانت نظراتها نحوه متوسله وكأنها تطلب منه ان يأخذ الرساله وينهي الأمر ..
ولاكن شيأ مماا ارادته لم يحدث ..
طال الامر بها حتى قفزت للخلف متفاجأ عندما ضرب ادوارد الرساله بعنف ليسقطها على الارض ..
بقيت صامته وهي تنظر للرساله الملقاه وبدت الدموع تتدفق بغزاره الى عيناها
كانت نظراتها نحوه متوسلة وكأنها تطلب منه أن يأخذ الرسالة وينهي الأمر ..
ولأكن شيء مما إرادته لم يحدث ..
طال الأمر فيها حتى قفزت للخلف متفاجئه عندما ضرب ادوارد الرسالة بعنف ليسقطها على الأرض ..
بقيت صامته وهي تنظر للرسالة الملقاة وبدت الدموع تتدفق بغزاره إلى عينيها
كان هناك مجموعه من الطلاب اللذين انتبهوا للوضع ويقو يتفرجون على
ما يحدث باستغراب .. هذا كان أسوا كابوس يمكن أن تكون كلوديا تخيلت حدوثه .. الطلاب المتفرجون في ازدياد
وهي ألان لا تستطيع التفكير بشيء .. لقد توقف عقلها عن التفكير
هذا شعور مروع .. لم تنظر لأحد من الطلبة ولم ترفع نظرها أيضا لإدوارد ..
ملأت الدموع عيناها وحجبت الرؤية عنها .. تريد الخروج من هذا الوضع بسرعة
استطاعت توقع أي شيء من ادوارد إلا أن يكون بهذي الحقارة
هل يحاول إذلالها .. لماذا ..؟ هو لا يعرفها أصلا .. هي لم تحاول التكلم معه من قبل حتى ..
لم تزعجه ولم تقترب منه من قبل .. لما إذن ..
أفاقت من تفكيرها عندما شعرت بهي يضع الرسالة في يدها ..
رفعت عيناها الدامعتين له وهي مصدومة .. نظر لها قليلا قبل أن يستدير ليذهب وهو يقول بنبره خاليا من اي شيئ
- توقفي عن إرسال هذي التفاهات .. لقد بدأت تزعجني حقاً..!
تفاهات ..؟ بقيت ألكلمه ترن في أذنها ..ما هذا الجحيم .. نظرت له وهو يسير مبتعد حتى وصل لأخر الممر واختفى بين الطلاب ..
هي ألان تريد العودة للبيت .. لغرفتها .. لا شيء أخر.. ولأكن هذا صعب
لن تستدير لتنظر للطلاب المجتمعين خلفها ..لن تتحمل نضرتهم .. لماذا يجب أن يحدث هذا لها
هي لم تفعل شيء يستحق كل هذا .. هل الاعتراف بالمشاعر جريمة .. كان يستطيع رفض الرسالة
بدون هذا كله ..
أجفلت حين شعرت بيد على كتفها فاستدارت بسرعة لتلتقي بنضرة شفقه على حالها
وكان يبدو على الفتاة أللتي أمسكتها أنها تريد المساعدة ولأكن كلوديا لم تترك لها مجال .. استدارت
بسرعة لتهرب من عيون الطلاب أللتي كانت مسمره عليها ..
عندما وصلت لباب ألجامعه الخارجي توقفت لتلتقط أنفاسها وهي تفكر لو أنها تعود كي لا يقلقا سارة و فيفيان عليها ولأكنها لن تستطيع .. لا يمكنها الكفاف عن البكاء .. أكملت طريقها نحو الثانوية
وكان الجميع ينظر نحوها .. مسحت دموعها عند باب الثانوية وحاولت التقاط أنفاسها علها تستعيد بعضاً
من هدوئها .. دخلت متجهه نحو فصلها وهي تنظر للأسفل طوال الوقت ولم تتجرأ على رفع عينيها ابدآ .. انتشلت حقيبتها بسرعة وهرولت نحو الخارج ..
شعرت بالأمان عندما أصبحت بعيده قليلا عن ألجامعه والثانوية .. كان الأمر مروعاً برمته وهي لن تستطيع إكمال اليوم في المدرسة ابدآ .. الآن سينتشر الخبر بسرعة
والجميع سوف يعلم .. هذا سيئ جداً .. سوف يسحرون منها بالتأكيد غداً .. عادت الدموع لتملأ عينيها بعد تفكيرها بوضعها الحالي ..
بقيت تسير في الخارج وهي لا تعرف إلى أين تذهب .. لن تستطيع العودة للبيت سوف يدفع هذا أمها للاستغراب والتساؤل عن سبب عودتها مبكراً .. وان عادة ألان
لن تستطيع إخفاء دموعها وصدمتها عن أمها .. يجب أن تهدئ قبل آن تعود للبيت .. ضلت تسير قليلا قبل أن تجلس على كرسي في إحدى الحدائق ألعامه ..
كان هناك الكثير من الأطفال اللذين يلعبون ويمرحون وصرخاتهم تملأ المكان .. بعضهم كان يلعب ويضحك والبعض الأخر كان يتذمر من أشياء تافهة جداً ..
ولأكن هذي هي الطفولة .. ليتها تعود طفله ولا تفكر بما سيحدث غداً .. رفعة رأسها وهي تحدق للسماء الصافية وكانت تشعر بتعب شديد من شدة البكاء والجري في ممرات المدرسة ..
- كل هذا حدث بسببي .. كان يجب أن أفكر قبل أن أخطو هذي الخطوة الحمقاء .. حسنا أعلن إنني حقاً فتاة غبية
ولأكن ألان يجب أن أهدئ واكف عن الدموع ..
كانت تحدث نفسها ولأكن بصوت غير مسموع وبدأت تمسح دموعها وهي تقف كي تعاود السير لمحطة الحافلات ..
وصلت أخيرا للمحطة ولأكن مع ذلك فهناك نصف ساعة متبقية على وصول الحافلة لذا جلست على مقعد الانتظار وعاودها التفكير بموضوع الرسالة ..
تذكرت فجئ كلام إدوارد لها (( كفي عن إرسال هذي التفاهات )) بحق الجحيم ماذا كان يقصد
أنها أول تفاهة ترسلها له .. لما يقول لها كفي وفوق كل هذا قال أن الأمر بدا يزعجه ..
كيف بدأ الأمر يزعجه وهي لم تقل له شيء من قبل .. انه إنسان مريض .. يحرجها ويجرحها بتلك ألطريقه لمجرد رسالة ..
كان يستطيع رفضها بكل سهوله .. الأمر سوف يجرحها بالطبع ولأكن على الأقل ليس ما فعله ألان ..
بدا الأمر صعب من ناحية أخرى أيضا .. ماذا سيقولون عنها غداً .. وبالتحديد لين الحقيرة ماذا سوف تنشر من إشاعات .. لن تكتفي بما حدث فقط
سوف تحاول جعلي سخريه لباقي العام مهما حدث ولاكني لن اترك لها ألفرصه .. تلك البائسة ..
استندت على الحائط وهي تفكر كيف ستوقف لين عند حدها وغفت بدون أن تشعر ..
كانت بين النوم وال يقضه عندما شعرت بيد تلمسها وتوقظها .. وقفة بسرعة وأسقطت حقيبتها من شدت الفزع .
نضرت حولها لتجد ثلاث فتيات ينضرن لها بسخرية ..
-ماذا هناك ..؟
قالت كلوديا بعدائيه واضحة ..
يبدو أن هذي الشقراء الجميلة أللتي تقف وسط الفتاتان هي من لمستها ويبدو أنها ليست جيده أيضا ..
نضرت الفتاة الشقراء لكلوديا باشمئزاز من رأسها حتى قدميها وابتسمت ابتسامه شيطانيه
- يبدو أن مراهقتنا الصغيرة ما تزل مصدومة من ردت فعل فارسها .. هل تعرفين انك حقاً حمقاء ولأكن جريئة جداً أيضا
بدا صوت الشقراء بالعلو شيء فشيء ..
- كيف استطعت تخيل أن ادوارد يمكن أن يقبل اعتراف حقير منك ..
علت بعد هذا ضحكه بشعة جدا من فمها أللذي كان جميلاُ عندما كانت صامته ..
وضحكن رفيقتيها معها أيضا .. الأمر ألان يبدو غريباً جدا بالنسبة لكلوديا ولأكن لما تقول هذي الفتاة هذي الكلمات الجارحة
بقيت كلوديا تنضر لهن باستغراب علها تتعرف على واحده .. ولأكن هذا لم يحدث هي لا تعرف الفتيات هؤلاء ويبدو أيضا إنهن اكبر منها سننا
لماذا يسخرونه منها إذن .. ماذا فعلت لهن .. بدت الدموع تتدفق إلى عينيها ولأكنها حاولت السيطرة على نفسها وعدم البكاء إمامهن ..
صرخت بوجه الفتاة الشقراء بعصبيه
_ ماذا تريدين مني .. ولما أنتي فرحه جداً بما حدث ..؟
بقيت الشقراء تحدق فيها بحقد ولأكن كلوديا لم تتحمل أكثر فسارت مبتعدة عنهم حتى وصلها أخر ما قالت
الشقراء و أللذي جعلها كالحجر لا تستطيع الحراك ..
_ اسمعيني جيداً .. ادوارد خطيبي ولن اسمح لكي بالاقتراب منه مره أخرى
خطيبي .. خطيبي .. بقيت ألكلمه تتردد في إذنها..
جيد أنها كانت تعطيهم ظهرها فلم تستطع بذالك الشقراء ملاحظة ملامحها البائس ..
هذا ما فكرت بهي كلوديا وهي تحاول الابتعاد عن هذا المكان .. فكرت أن تقول شيء قبل ذهابها ولأكن
لم يخطر أي شيء ببالها .. فحملت حقيبتها وجرت مبتعدة عن كل شيء ..
ركضت مطولاً وهي تبكي بشده .. لم تعرف لماذا أحزنها جداً أن يكون لإدوارد خطيبه..
هل كانت تتوقع أن تكون بينهم قصت حب حقيقية .. هل يمكن أن تكون بهذا الحمق ..
توقفت بعد مسافة طويلة عن المحطة وقررت أن تذهب للبيت سيراُ فهي لن تعود إلى المحطة مهما حصل
ومهما كان فبيتها أصبح اقرب لها من المحطة بعد الطريق أللذي ركضت ..
وهي تسير نحو البيت كانت تفكر بخطيبة إدوارد وكم هي جميله .. أنها تبدو من طبقه راقيه وغنية جداً
مثل ادوارد بالضبط .. حسنا هم متشابهان في كل شيء ليس في المال فقط ..
يملكان نفس الأخلاق وعدم المبالاة لمشاعر الآخرين .. سيكونان مناسبان جداً ..
أحزنها التفكير بهم على إنهما ثنائي جداً وبدت تمسح دموعها أللتي لم تتوقف ..
ولأكنها لن تكون حمقاء مره أخرى .. وحتى لو أرادت ذلك فإدوارد لن يترك فتاته الجميلة الغنية تلك
ليلتفت لها .. هي الحمقاء أللتي لا تعرف شيء من هذي الدنيا ..
وصلت أخيرا للبيت بعد عناءٍ طويل مع دموعها وتفكيرها المتعب .. وقفت أمام الباب لتمسح وجهها جيداُ
ودخلت بعد ذالك المنزل ..
كان المنزل هادئ جداُ ونضيف .. يبدو أن أمها خرجت ولم تعد بعد .. هذا أفضل شيء يحدث
لها في هذا اليوم الفظيع .. على الأقل لن تضطر لشرح منضرها أمام أمها ..
ذهبت بتثاقل نحو غرفتها وأغلقت الباب ورمت الحقيبة أرضا ..
أخذت ملابسها من الدولاب وتوجهت للحمام لتغتسل .. صدمها جداً منضرها في المرأة
تخيلت أن تكون الدموع قد سببت لها منضراً مريعا ولأكن ليس إلى هذا الحد
كانت تبدو كالشبح وعيناها محمرتان من الدموع .. تبدو مخيفا جداً .. هذا ما فكرت بهي
لم تعد تستغرب نضرات المارة لها .. كانوا ينضرون لها ويؤشرون عليها بأصابعهم وهم يتحدثون ..
_ أفضل شيء أن أمي لم تكن بالمنزل .. وإلا لكانت ارتعبت من منضري
ابتسمت بمرارة قبل أن تدخل لتغتسل ...
ارتمت على السرير وهي تلف المنشفة حول رأسها .. وتغطي فيها وجهها ..
لن تعاود البكاء..
سوف تنسى ما حدث وعند ذهابها غداً للمدرسة سوف تتصرف وكأن شيء لم يكن
وان حاول احد التحدث أو السخرية لن ترد عليه .. هذا فقط ما ستقوم بهي
وسوف يمر الموضوع .. وسينسى الجميع كما ستنسى هي ..
إدوارد سوف يكون شيء لم يكن أساسا .. لن تفكر بهي مجددا .. وان رأته سوف
تدير وجهها للجانب الأخر كي لا تنضر له .. أما فيفيان وسارة سوف تشرح لهم الموضوع فيما بعد..
أمسكت بطنها وهي تشعر بالجوع .. تذكرت أنها لم تأكل شيء منذ الصباح
لذا وقفت من على السرير وتوجهت للمطبخ .. صنعت لها وجبه وعندما وضعتها على الطاولة وبدأت الأكل
دخلت أمها المنزل .. بدت كلوديا مرتاحة بعد القرارات الصغيرة أللتي اتخذتها في غرفتها
وابتسمت لأمها وهي تجلس على الطاولة معها..
بدت روزا منشغلة في التفكير بعمق ولم تنضر لكلوديا حتى ..
قالت كلوديا باستغراب – ماذا هناك أمي ..؟ و صحيح .. أين كنتِ ..؟
رفعت روزا نضرها لأبنتها وقالت وهي تحاول أن تكون غير متوترة – لقد كنت ابحث عن عمل ..
_ ما بك أمي ؟؟ منذ أن تركتي العمل وأنتي دائماً شاردة الذهن .. ليس هناك داع للقلق
سوف تجدين عملا بأسرع وقت صدقيني ..
_ أوه .. نعم عزيزتي بالطبع هذا ما سيحدث .. كنت أفكر قليلا فقط
لم يقنع هذا الأمر كلوديا ولأكنها لم تصر على أمها أكثر .. يبدو أن تفكير أمها فيها يجعل الأمر صعب
وهي حزينة لهذا .. على الأقل هذا ما ضنت انه يحصل ..
عاودت روزا الحديث بعد برهة من الصمت ..
_ صحيح .. نسيت أن أخبرك أن تبدئي بحزم أمتعتك من اليوم .. سوف ننتقل بعد يومان
_ ماذا .. ولأكن بقي على نهاية الشهر أكثر من أسبوعان .. الم تقولي انك دفعتي اجأر هذا الشهر..؟
_ نعم هذا صحيح .. ولأكن المالك لهذا المنزل وجد شخص يريد شراء البيت وقال انه سوف يعيد نصف اجأر هذا الشهر لنا ..
_ ولأكن هذا ليس من حقه ..
_ كلوديا .. لقد طلب مني بلطف ولم أرى أن هناك ما يمنع .. لا تكوني لئيمه هكذا
الشقة الجديدة جاهزة .. ونحن لن نحمل من هذي الشقة إلا إغراضنا الشخصية فالأثاث ليس لنا ..
سوف تأتي غداً شاحنه لحمل الأشياء للمنزل الجديد كوني جاهزة .. ولا داعي لذهابك للمدرسة غداُ
_ حسنا .. سوف ابدأ من الآن ..
كان ما قالته روزا لكلوديا مفرح جداً .. أنها لن تضطر للذهاب غداً للمدرسة وان تكون أمها من طلب هذا
هو شيء رائع .. سوف تذهب لجمع وحزم إغراضها لتنتقل للبيت الجديد ..
_ حسنا على الأقل هناك شيء جيد حدث اليوم ..
عند حلول المساء ألقت نضره على هاتفها أللذي كان مغلق فوجدت خمس رسائل وإحدى عشر اتصالا
من فيفيان وسارة .. ولأكنها لم تجب عليهم وأغلقت الهاتف مجدداُ .. لم يكن مزاجها يسمح لها بالحديث عن ما حدث
اليوم .. وهكذا أكملت يومها بعدم التفكير بأي شيء أخر سوى الانتقال ..
_ الآن انتهى كل شيء .. هذا ما قالته بعد يومان من العمل الشاق في حزم أمتعتها هي وأمها..
لقد أصبح البيت ألان غريباً عنها .. بعد أن حملوه كل إغراضهم أللتي كانت تميز منزلهم
للشقة الجديدة .. سوف ينتقلون إلى هناك بعد عودتها من المدرسة مباشرتا .. لم تكن تريد الذهاب للمدرسة
ولأكنها لم تقل هذا لأمها لأنها تعرف أن روزا لن تسمح بهذا أبدا .. لقد تغيبت يومان وهذا كاف جدا بالنسبة لأمها..
سيضن الجميع ألان إنني كنت اهرب من مسألة الرسالة .. ولأكن هناك بعض الصحة في ضنهم وهذا لن يهم ..
لقد غير يومان الأجازة تفكيرها وأراحاها جداً ..
كانت متأخرة عن الحافلة لذا عند دخولها الحافلة الأخرى لم تكن سارة موجودة هناك ..
أراحها الأمر بعض الشيء فلقد وجدت أنها لم ترد الحديث عن الأمر بعد ..
عند دخولها الثانوية كان بعض ألطلبه ينضرون لها باستغراب عند مرورها قربهم
وكان البعض يتهامس عليها .. تصنعت عدم المبالاة ودخلت لفصلها ..
يبدو أن الدرس الأول فاتها لان الصف كان فارغاً .. وضعت حقيبتها في مكانها وجلست تنتظر سارة فيفيان
ولم تستدر عندما سمعت خطوات تدخل للصف وبقيت تلعب في هاتفها المحمول ..
صدمها صوت لين لم تتوقع أن تكون هي من دخلت .. ولم تكن مستعدة لها بعد .. لين تكرهه كلوديا
يشده لأنها كانت الفتاة المميزة في فصلها بسبب خفة دمها وقلبها الطيب .. وكان الأمر هذا يجعل كرهه لين الفتاة
الغنية المتعجرفة أللتي لا تحض بصداقات إلا عن طريق إعطاء المال يزاد .. وبين لين وكلوديا كان هناك مشادان
كلاميه دائمة وأبديه .. ويبدو أن هذي هي فرصة لين لكي تثأر الآن ..
قالت بصوت ساخر – اااه .. لقد جاءت العاشقة أخيرا .. هل استطعت أخيرا تقبل رميك بتلك ألطريقه الرائعة من قبل إدوارد ..؟
ضحكة بعدها بقوه حتى أجبرت كلوديا كي تستدير لتواجهها .. وقفت كلوديا تنضر لها بغضب ولم تستطع قول أي شيء
_ ماذا ..؟ أليس ما أقوله حقيقة ..؟ أنا اسأل فقط ولم اقصد أن أجرحك أبدا .. فأنا اعرف أن جرح ادوارد مازال طرياً
_ توقفي ليـن ..!
قالت سارة بحده وهي تدخل الفصل بصحبة فيفيان ..
_ اتركي كلوديا وشأنها .. اعتقد انك سمعتي ما طلبته المدٌرسة جوليا ولا داعي لأخبارها بشي صحيح ..؟
نضرت لين لهن بحقد واستدارت لتخرج من الصف ..
كلوديا كانت مصدومة الآن .. لقد أسعدها أن لين تركتها وشأنها لأنها ألان لن تستطيع أن
تقول لها أي شيء .. ليس لديها ألقدره على الحرب الكلامية مع لين ..
مقالته سارة غريب .. ما أللذي طلبته المدٌرسة جوليا .. الأمر يبدو سيئا جدا
_ لقد قلقنا عليك جداً لان لم تجيبي على الهاتف ..
_ حمدا لله انك بخير ..
احتضنت سارة و فيفيان كلوديا وبدأ إنهما كانتا قلقتان جدا عليها ..
بعد أن طمأنتهما أنها بخير جلست وسألت بخوف
_ ماذا تقصدان بطلب ألسيده جوليا ؟
نضرت سارة لـ فيفيان ولم تقل شيء لذا تحدثت فيفيان عنها
_ لقد طلبت .. جوليا .. من الجميع أن لا يتكلم احد بموضوع الرسالة
_ وكيف عرفت هي بموضوع الرسالة ..؟
سألت كلوديا بيأس ..
_ حسنا .. منذ أن حدث الموضوع وحتى الأمس كان الجميع يتحدث بهي .. لذا تسبب الوضع بشجار بين لين
وسارة .. وتدخلت جوليا فعرفت السبب .. وأمرت أن يكف الجميع عن التحدث بالموضوع ..
كانت سارة تنضر للأسفل و فيفيان محرجه جدا من كلوديا ولأكنهما استغربا عندما ضحكة كلوديا
_ حسناُ مع أن الوضع محرج جداً .. ولأكن هكذا أفضل .. شكرا سارة
_ انأ أسفه بحق كلوديا . ولاكني لم استطع منع نفسي عندما رأيت أن ليـن تنشر الموضوع للجميع
_ لا عليك .. أنا من يجب أن يعتذر .. ويجب أن أشكرك أيضا ..
_ لا داعي .. ولأكن هل تريدين إخبارنا بشيء الآن ؟
فهمت كلوديا إنهن يردن الحديث عن غبائها ولأكنها لم ترد ذالك وبالذات ليس في الفصل
لذا طلبت منهن عدم ذالك .. _ لا .. ليس الآن على الأقل ..
_ كما تريدين .. المهم انك بخير الآن ..
... عند انتهاء اليوم الدراسي وعندما توقفت الحافلة أمام منزل كلوديا رأت سيارة فخمه جداً تقف بباب بيتهم
ولم تعرف لمن هي .. تجاهلتها ودخلت للمنزل لترى أمها بانتظارها أمام الباب ..
_ لقد تأخرتِ .. أين كنتِ ؟؟
قالت لها أمها وهي منزعجة..
_ لم أتأخر الحافلة فقط تأخرت قليلا .. ولأكن لما ؟
_ قلت لكي في الأمس أننا سننتقل اليوم للبيت الجديد .. إلا تذكرين
_ بلا .. ولأكن لم اعرف أن علي الإسراع .. وفوق هذا ماذا تفعل تلك السيارة الفخمة أمام المنزل ؟
_ لقد أرسلتها صديقتي كي توصلنا .. هيا بسرعة تعالي
لم تترك روزا المجال لكلوديا بالاستفسار أكثر وهكذا سحبت ابنتها وجلستا في المقعد الخلفي للسيارة أللتي
لم ترى كلوديا مثلها من قبل ..
_ أمي هل صديقتك تلك غنية جداُ ..؟
استغربه روزا سؤال ابنتها ولأكنها لم تجب سوى بهز رأسها علامة نعم
نظرة كلوديا للسائق أللذي كان يبدو وكأنه من فلم قديم لعائله غنية .. ملابسه لا تشبه ملابس الأناس ألان
لم تعرف كلوديا أن هناك خدم مازالوا يرتدون هذي الأزياء القديمة ..
نظرت بعد هذا للشارع أللذي كانوا يسيرون فيه .. انه شارع لم تره من قبل وهو بعيد عن منزلهم ..
يبدو وكأنه في بلد أخر .. فالمنازل فيه لا تشبه أبدا المنازل أللتي اعتادت كلوديا على رؤيتها ..
أنها كبيره جدا وفخمه للغاية وأمام كل منزل مساحه كبيره فيها برك سباحه وتحف كبيره وطاولات وأشياء
كانت كلوديا تراها فقط في التلفاز ..كان المنظر رائع بالنسبة لها .. الشمس كانت تغيب وهذا كان يضفي على القصور هذي
لمستاً سحريا خاصة .. بعد طريق طويل توقفت السيارة أمام مكان كبير لم يكن يبدو منزلا .. كان هناك بوابه كبيره جدا
وفي داخلها سلالم طويلة تتعبك فقط بالنضر لها .. نزلت كلوديا وأمها من السيارة وسارة السيارة بطريقها بعد ذلك ..
وقفتا أمام البوابة وبقيت كلوديا مصدومة من حجم هذي البوابة .. نظرت بعد هذا لأمها ووجدتها تضغط على ارقام موجوده
في وسط البوابة وعندما انتهت فتحت البوابة ..
ابتسمت كلوديا وقالت بمرح – يبدو انك تعرفين هذا المكان جيداً ..
ارتبكت ألام وقالت – حسنا .. نوعاً ما
ودخلت بعد هذا تتبعها كلوديا ..
_ أمي لا استطيع تخيل نفسي أتسلق هذي السلالم كلها ..
_ تحركي كلوديا أنها طويلة ولأكن هذا فقط الآن ..
لم تفهم ماذا كانت تقصد أمها ولأكنها بقيت تفكر.. أن كانت ستعيش هنا فهي ستموت بعد أسبوع بسبب هذي السلالم
ضحكة بعد هذا وبدأت في صعود السلم ..
بعد عناء طويل وصلتا للمكان المطلوب وهما تتنفسان بصعوبة ..
_ حسنا .. لو لم تكوني أمي لقلت انك جئت بي إلى هنا لتعاقبيني .. هذي السلالم قاتله حقاُ
ابتسمت لها روزا بفرح وسارت إمامها .. سارت كلوديا خلف أمها وهي مصدومة من هذا المكان الغريب
والذي لم ترى بروعته من قبل .. انه ممتلئ بالزهور .. هناك طريق يؤدي إلى باب كبير لقصر رائع لم تتخيل كلوديا دخوله شيء مثله في حياتها .. ولأكنها توقفت في منتصف الطريق لتنضر إلى الإزهار أللتي كانت تملئ المكان .. بحيث انه ليس هناك مكان للسير فيه بينها غير هذا الطريق .. كانت هذي أروع حديقة رأتها كلوديا في حياتها.. يبدو أن ساكنين هذا المنزل يعشقون الأزهار أكثر من أي شيء أخر في الدنيا .. الأمر صعب عليها ألان
كل شيء هنا رائع وتحتاج لوقت طويل كي تتأمل هذا الجمال كله ولأكنها قررت ترك هذا لوقت أخر
وذهبت لأمها الواقفة أمام باب القصر .. طرقت الباب وبعد برهة فتحت فتاة شابه الباب لتنظر لهم بابتسامه لطيفه جداً
وقالت بلطف أكثر – تفضلا سيداتي .. السيدة بانتظاركما ..
من ملابسها فهمت كلوديا أنها الخادمة .. حزنت كثيراُ لان هذي الفتاة تبدو بسنها أو اكبر منها بقليل وهي جميله ولطيفه
ومع هذا تعمل خادمه .. سارتا في ممر طويل وجميل حيث فيه تحف وأشياء جميله جدا وبدأت كلوديا تشعر أنها
في احد القصور للعصور الوسطى .. وكأنها دخلت عالم للسحر .. أخيرا يبدو إنهما وصلتا لقاعه كبيره حيث هو المطلوب منهم الجلوس فيها.. لم تنتبه كلوديا للمرأة أللتي كانت تجلس على احد المقاعد الكبيرة والتي كانت تجعل منها صغيرة الحجم ..
لفت انتباه كلوديا سفينة كبيره في الطرف الأخر من الغرفة فتقدمت لتقف أمامها .. لقد كانت السفينة كبيره جداً ويبدو أنها من الفضة
وفيها زخرفات بأشياء تلمع تبدو كأنها الماس أو شيء من هذا .. ابهرها منظر السفينة فلم تستطع سوى التحديق فيه
حتى جاءها صوت أمها ..- كلوديا الم تكتفي بعد من النظر ؟؟
استدارت لأمها وصُدمت عندما وجدتها تجلس بجوار السيدة أللتي انتبهت لوجودها للتو ..
فسارت نحوهم وهي محرجه جداً ..
_ أسفه حقا لم انتبه ..
تكلمت ألسيده صغيرة الحجم أللتي كانت تبدو اكبر من أمها ولأكنها تملك وجها نبيلا جدا
_ لا عليك صغيرتي ..
نظرت لروزا بعد هذا وسألت بابتسامه هادئة جداً
_ أنها فعلا كما وصفتها .. اعتقد أن كلوديا هو فقط ما يناسبها منذ أن كانت طفله
استغربت كلوديا هذا الحديث ونظرت لأمها مستفسرة ..
قالت روزا للسيدة – حسنا كميليا اعتقد أن هذا صحيح بعد كل ما حدث ..
وبعدها أشارت لكلوديا بالجلوس قربها ففعلت ذلك
_ هذي هي صديقتي كاميليا .. حسنا هي من أعطاك اسمك .. لقد رأتكِ فقط عندما كنتِ طفله
أنها اقرب صديقاتي وأغلاهم .. سوف نمكث في الملحق الخاص بمنزلهم .. القي التحية
_ مرحبا سيدتي ..
قالتها بحرج فهي لم تعتد على هذي الأجواء أبدا .. وكانت تريد أن ينتهي الوضع لتذهب لبيتهم الجديد ..
أن ألسيده كاميليا مختلفة جداُ عن ما كانت تفكر بهي .. هي سيدة يبدو عليها النبل .. وكأنها من سيدات المجتمع الراقي سابقاً..
حسنا اسمها كاميليا انه اسم زهره واسمي أيضا اسم زهرة وهي من أعطاه لي .. يبدو أنها سبب تلك الحديقة خارجاً ..
سيدة مجتمع راقي مولعة بالزهور .. هذا جيد للغاية ..
تكلمت ألسيده كاميليا قليلا مع كلوديا قبل أن تأخذهم هي وروزا أحاديث الماضي وأحاديث عن أشياء لا تعرف عنها كلوديا
لذا بقيت تنظر للغرفة أللتي كانوا يجلسون فيها وهي صامته ..
أتت الخادمة الصغيرة مجدداً لتقدم لهم القهوة والحلوى .. وخرجت بعدها ليدخل احدهم لغرفت الضيوف من الباب أللذي
يقع خلف مقاعدهم .. كانت كلوديا ستتخيل أن يدخل أي شخص ممكن لهذي الغرفة سواه
_ أمي .. هلي بلحظه ..؟
وقفت كلوديا بسرعة من هول الصدمة أللتي لم تكن تتوقعها حتى بأحلامها .. اثأر هذا استغراب أمها والسيدة حيث إنهن نظرن لها
بتعجب من ردة فعلها الغريبة .. استدارت بسرعة لتلتقي بتلك النضرات الفارغة نفسها
لقد مر طيف تعجب على عينيه ولأكن هذا لم يدم سوى ثواني .. ثواني لا أكثر قبل أن يعيد النظرة القاتلة أللتي لا تفارقه ..
نظرت اللامبالاة بأي شخص .. وكأنه الوحيد أللذي يستحق الاحترام في العالم ..
شعرت الآن فقط أن هذا هو الجحيم بعينه .. لم تستطع سوى الحملقة فيه وهو لم يفعل شيئا سوى التقدم ليتكلم مع أمه
هذا كابوس بالتأكيد .. لا يمكن للقدر إن يكون ضدها إلى هذي الدرجة ..
إدوارد في هذا المنزل وفي الغرفة هذي أللتي تجلس فيها هي ..لم تستوعب المسألة ..
بدأت تفكر ما ألذي أتى بهي إلى هنا .. هل يعقل أن يحدث هذا .. والآن .. بعد ما حدث بينهم ..
شعرت الآن فقط أن هذا هو الجحيم بعينه .. لم تستطع سوى الحملقة فيه وهو لم يفعل شيئا سوى التقدم ليتكلم مع ألسيدة كاميليا ..
هذا كابوس بالتأكيد .. لا يمكن للقدر إن يكون ضدها إلى هذي الدرجة .. هي تريد الآن الاستيقاظ من هذا الكابوس المرعب ..
ولأكن هذا لا يمكن حدوثه لان الشيء أللذي يحدث أمامها الآن هو حقيقي مائه في ألمائه .. كانت مصدومة للغاية
فلم تكن تشعر بوضعها أللذي اثأر استغراب أمها والسيدة كاميليا اللاتي بدأن ينظرن لها مطولا ..
ولأكن هو لم يكن مستغرباً من شيء .. لما ..؟ هل وجودها شيء طبيعي هنا ..؟ ما باله وكأنه شيء لم يحدث
على الأقل ليُظهر بعض الانزعاج ..
ندهتها أمها ولأكنها لم تنتبه لذا أمسكت بيدها وحركتها فانتفضت بسرعة ..
_ كلوديا .. مآبك ما أللذي حدث ..؟
قالت روزا هذي الكلمة فأعادت كلوديا لعالمهم و كم كانت محرجه من وقفتها كالبلهاء وهي تحدق بإدوارد ..
أشاحت بسرعة بوجهها عنه ووهي تشعر بالتوتر الشديد .. ماذا ستقول لأمها والسيدة كاميليا
اللتان ينتظران منها سبباً لصدمتها الكبيرة ..
_ أهلا بكِ سيدة روزا .. مر وقت طويل .. كيف حالك ..؟
لقد أنقذها .. هل فعل هذا متعمداً لأنه شعر بحرجها الشديد أم انه فقط انزعج من الانتظار ..؟
لا يهم المهم أن هذان المرأتان أبعدتا نظرهن عنها وتحول الحوار مع إدوارد ..
انه يبدو مختلف قليلا مع أمها .. لم يبتسم ولأكن على الأقل هو محترم ويتكلم معها بسلاسة .. يبدو انه يعرفها
من قبل .. لو أن أمها تكلمت مره واحده عن صديقتها هذي وابنها لكان الحال مختلف الآن .. لو أنها تعرف أن الملحق أللذي
سوف يمكثون فيه هو لعائلة إدوارد لما قبلت بهي مهما حدث .. ولكن ماذا ستفعل الآن ..؟ كيف ستشرح الوضع لأمها ..
وهي لن تستطيع العيش بملحق عائلة ادوارد حتى لو لم تلتق بهي .. هذا يشعرها بالإذلال حقاً ..
عادت أفكارها لهم عندما شعرت أنهم يتحدثون عنها .. أشارت أمها نحوها وهي تكلم إدوارد ..
يبدو أنها تقدمها له .. يا ألهي هل يجب أن تلقي عليه التحية .. هي لا تريد . .
جاء صوته فجئ عميقا وهو ينطق باسمها .. لقد عشقت اسمها حقاً بعد أن خرج من بين شفتيه ..
_ كلوديا .. أليس كذلك ..؟
نظرت له بسرعة بعد أن نطق اسمها وكأنه يتأكد ..
قالت أمها بابتسامه - هذا صحيح .. هل كاميليا من أخبرتك ..؟
كلوديا كانت تنظر له تارة ولأمها تارةً أخرى .. لقد استغربت أن يعرف اسمها
ولأكن ما قالته أمها كان أفضل تحليل قبل أن يجيب هو عن سؤال روزا
_ لا ليست كاميليا من اخبرني .. فابنتك تدرس في الثانوية المجاورة للجامعة أللتي ادرس أنا فيها ..
استغربت إجابته .. كيف عرف اسمها .. هو لن يسأل عنه بالتأكيد ..
فكيف عرفه ..؟
_ كلوديا ما بالك عزيزتي ..؟ هل هناك شيء ..؟
نظرت لهم وقررت أن تتمالك نفسها حتى تذهب للبيت الجديد وسوف تفكر هناك بكل شيء على راحتها
_ لا .. لا شيء أمي .. اشعر ببعض التعب لا غير ..
ثم أجبرت نفسها على الابتسام ..
قالت السيدة كاميليا بقلق – هل تشعرين بالجوع ..؟ أم انك مريضه ؟
شعرت كلوديا بالخجل من قلق السيدة عليها خصوصا أمام إدوارد أللذي نظر لها بارتياب وبعد هذا
استأذن منهم وخرج .. لم تره يقول لأمه شيء بالرغم من انه جاء إلى هنا ليحدثها ..
حسنا ليس هذا الوقت لتفكر بمسائل ادوارد .. يجب أن تعود لطبيعتها قبل أن تشك أمها أن هناك شيء
هذا أن لم تكن قد شكت وانتهى الأمر .. جلست كاميليا وروزا وانتظرتا كلوديا كي تجلس هي الأخرى أيضا..
عندما جلست نظرن لها وسألتها أمها بقلق – كلوديا هل هناك شيء تخفينه عني ؟
كانت السيدة كاميليا أيضا تبدو قلقه كأمي .. أنها حقاً إنسانه رائعة ..
هي لا تشبه ابنها أبدا .. كيف يمكن أن يكون لأحدٍ أما مثل السيدة كاميليا ويكون بتحجر إدوارد ..؟
بعد تفكيرها هذا وهي تنظر نحو السيدة كاميليا قالت لأمها بابتسامه متوترة
_ لا ليس هناك شيء .. حقاً اشعر ببعض التعب .. لقد جئتِ بي من المدرسة مباشرتا إلى هنا
أريد فقط أن ارتاح قليلا .. هلا ذهبنا ..؟
شعرت بالحرج بعد ما قالته .. بدت كأنها منزعجة من الوضع ويبدو أن السيدة كاميليا
شعرت بتأنيب الضمير إذ أنها
ابتسمت لها وقالت بهدوء – أنا أسفه عزيزتي إذ إني لم انتبه على انك تعبه ... لقد أخذنا الحديث
انا و امك و نسينا انك تحتاجين للراحة ..
_ لا عليك كاميليا .. ليس الأمر سيء لهذي الدرجة .. أراك لاحقا .. سوف نذهب الآن ..
كلوديا ابتسمت بود للسيدة ووقفت كي تسير امام أمها ..
ولاكن لم ينتهي بعد حديث السيدة كاميليا إذ أنها قالت قبل أن يخرجا
_ روزا لا تنسي ان تأتي مع كلوديا للعشاء .. سوف ننتظركم ..
نظرت كلوديا لأمها متوسلة ان ترفض ولأكن الأم لم تفعل ذلك بل ابتسمت وقالت
_ حسناً لن ننسى ..
وخرجت بعد ذلك خلف ابنتها أللتي كانت تسير بسرعة وهي تشعر بالتوتر الشديد
_ كلوديا انتظري لما أنتِ مسرعه .. ليس من هذا الطريق ..
توقفت كلوديا واستدارت لتواجه أمها – من أين إذن
نظرت روزا لها متفحصه وقالت بحده – تعالي خلفي بسرعه
سارت كلوديا خلف امهـا وهي مستغربه من الطريق اللذي ذهبا منه .. لم يخرجا من الباب الخارجي
رغم ان البيت أللذي سيسكنون به هو ملحق .. إذن يجب ان يكون في الخارج ..
بعد طريق طويل وممرات كثيرة هناك باب خلفي لهذا القصر العجيب .. اللذي مهما نضرت له تجد
شيء جديد لم تكن قد رأيته سابقاً ..
خرجت روزا وتبعتها كلوديا لممر خارج القصر .. كان في أخر هذا الممر باب لبيت لم يكن بالتأكيد هو الملحق
لأن هذا البيت كان بحجم بيتهم السابق تقريباُ ولأكنه أجمل منه بكثير ..
بنائه رائع ولا يمكن ان يكون ملحق فقط .. ولأكن كان هو البيت اللذي سيسكنون بهي
فلقد فتحت امها الباب في المفتاح اللذي كان بحوزتها ودخلت امام كلوديا ..
تبعتها بعد ذلك لترى ان هذا المنزل من الداخل رائع جداً .. انه اجمل من منزلهم السابق بكثير ..
كيف يكون أجاره اقل .. ماللذي يحدث هنا ..؟
استدارت لأمها اللتي جلست على احدى الأرائك الموجوده في زاوية المنزل
وقبل ان تبدء تساؤلاتها حول المنزل سألتها روزا بحده – ما اللذي حدث لكِ ..؟ لا تقولي لا شيء .. لم تكوني طبيعيه ابداً
بقيت صامته للحضه ولم تعرف بما تجيب امها ولاكنها قررت ان مسأله ادوارد قد انتهت وهي لن تقول لأمها شيء
وهي الان تريد ان تفهم ما يحدث داخل هذا القصر اللذي لا ينتمون له ابداُ هي وامها ..
_ لم يحدث لي شيء .. لقد قلت انني متعبه فقط واستغربت وجود ذلك الرجل هنا فقط
_ ذلك الرجل تقصدين أدوارد .. لما استغربتي وجوده .. بل لما صُدمتي ان اردنا ان نقول ما حدث لكِ حقاً ..؟
_ لم اصدم .. استغربت فقط اننا سنعيش لديهم ..
_ سأقول انني اصدقك مع اني اشعر بانك تخفين شيء ما ..
_ امي دعينا من هذا الان .. اريد ان افهم كيف تستطيعين دفع اجار هذا المنزل ولا تستطيعين دفع اجار منزلنا
لا افهم ما اللذي يحدث هنا .. هذا المكان .. يا ألهي اشعر انه يحتاج لملايين الدولارات لدخوله فقط ..
هل طلبت منك السيدة كاميليا ان نعيش هنا على حسابها ..؟ انتي لا تدفعين لها اجار هذا المنزل اليس كذلك ..
ان كان الأمر كذلك لما لم تقولي لي ..؟
_ هل انهيتي تفاهاتك ..؟
لقد صدمت هذي الكلمة كلوديا للغايه .. لما تبدو امها غاضبه جداً منها ..؟
لم تقل شيء سيء هي تسأل فقط .. ربما كان صوتها عالياُ ولاكنها ما تزل متأثره بالكارثه اللتي حلت بها
لا يمكنها ان تعيش في منزل ذلك الوحش وفوق هذا كله تعيش عندهم لانهم لا يملكون المال ..
هذا فضيع .. فضيع جداً .. يجب على امها ان تقول شيئاً ..
_ نعم .. ان كنتي ترين ان ما اقوله تفاهات فقدمي ما لديك ..
وقفت روزا امام ابنتها وكانت نضرتها بها شيء من الغضب
_ اولا تكلمي معي باحترام فأنا امك على كل حال ..
لقد اصابت هذي الكلمه كلوديا بالخجل .. هذي هي المره الأولى اللتي ترفع فيها صوتها على امها
يجب ان تترك هذا النقاش الان وتذهب لتستريح قبل ان تقول شيء تندم عليه فيما بعد
نظرت قليلا لأمها تنتظرها ان كانت ستقول شيء ولاكن روزا لم تقل شيء بل بقيت مشيحة بوجهها عن كلوديا
_ سأذهب لأستريح
لم تجب روزا على هذا القرار اللذي بدى هروباُ من الوضع وذهبت روزا لغرفتها..
بينما قررت كلوديا الخروج والوقوف امام المنزل .. كانت تريد استنشاق بعض الهواء فهي تكاد تختنق من كل هذا ..
عندما خرجت كان المساء قد حل والسماء مليء بالنجوم من هذي البقعة العالية ..
ان المنظر مبهر .. بدت تتمشى في الحديقه اللتي تفصل بين الملحق والقصر .. كانت تختلف عن حديقة الزهور في الجهه الاخرى
فهذي حديقه عاديه .. هي كبيره وفيها اشجار كثيره ولاكن هناك مساحه كبيره للسير فيها .. يبدو انها تستعمل للرياضه
لان هناك في اطرافها ادوات للتنس وكرة قدم واشياء رياضيه اخرى ..
جلست في وسط الحشيش وبعدها القت برأسها للخلف لتنضر للسماء ..
بدت تفكر بحريه اكثر .. الان فقط اقتنعت ان أدوارد يسكن هنا .. ادارت وجهها لتنضر الى قصرهم ..
_ يبدو ان الامر سيكون صعباً .. امي لديها شيء هنا .. هي تخفي شيء عني
ولاكني اشعر انها خائفه من شيء ما .. ماذا عساه يكون هذا الشيء ..؟
انها مشكله لا.. استطيع التفكير هكذا انا مشوشه تماما ..
اما الكارثه الاخرى اللتي لا اعرف ماذا افعل بها هي أدوارد اللذي لا اعرف ماذا يفكر الان ..
هل يمكن ان يفكر انني جئت الى هنا للحاق به ..؟ لا يعقل فأن أمه بالتأكيد قد اخبرته بموضوع امي .. هذا ان كان
قد اهتم بالموضوع وسأل اصلا .. لم استطع ان انظر بوجهه ومجرد القاء التحيه مستحيل
كيف سأستمر بهذا .. لا ... لايمكن ان افكر بهذي الطريقه
لست سعيده ابدا برؤيته مجددا .. لا اريد ان اشعر هكذا يا الهي ارجوك ساعدني ..
احست بحركه من بعيد فنهضت بسرعه و استدارت لمصدر الصوت .. كان هو.. انه أدوار قد خرج للتو من الباب الخلفي ايضاً
يبدو ان هذا الباب هو الاكثر استعمالا هنا من تلك السلالم القاتله ..
كان يتكلم مع احدهم على الهاتف وكان صوته عالياً ويبدو ان هناك مشكله اذ انه قال بعصبيه
_ أنا أتن حالا لا تفعلوه شيئا قبل وصولي ...... اسمع لا تقل لأبي شيء ... لقد قلت لك لا تقل .. نعم ليس هناك داعي ...
سأتولى انا الأمر .. حسنا هذا جيد ...
وبعدها اغلقه وهو يفتح باب السياره السوداء الكبيره .. لم ينتبه لها ولم يستدر لينظر حوله .. يبدو مشغولا جدا
ولاكن يبدو اكثر انه هكذا دائماً .. لا ينظر سوى للشيء المهم له .. حرك السيارة بعد هذا و عندما استدار بها ليخرج من البوابه لمحها
كانت تتابعه بنضراتها .. فـ نظر لها بعدم اكتراث ثم خرج من البوابه واُغلقت بعد خروجه .. بقيت تنظر للبوابه المغلقه وهي
تفكر كم هي حمقاء اذ انها وقعت بحب اكثر الرجال جاذبيه واكثرهم تحجر ..
لما هو هكذا .. بدت تفكر بصوت مسموع – اعتقد انه سيكون شيء لا يقاوم لو انه ابتسم .. اتمنى ان اراه ولو مره واحده وهو يبتسم ..
هزت بعد هذا رأسها بسرعه وجرت نحو الملحق ..
_ لا يجب ان افكر هكذا ... انا حمقاء .. ان اردت نسيان كل شي وانتشاله من داخلي يجب ان اكف عن التفكير هكذا
كالمراهقين ..
دخلت بعد هذا وبحثت في البيت عن امها .. لم تكن بأي مكان في المنزل وكانت غرفتها مغلقه .. يبدو انها لم تخرج منها بعد ..
فذهبت لتعتذر لها عن ما قالته .. قبل ان تدق الباب سمعت امها تتكلم. .. يبدو انها تتحدث لأحدهم في الهاتف ..
كلوديا لم تسمع جيداً ما قالته امها ولاكن لفت انتباهها اسمها فأقتربت لتسمع مع من تتحدث امها ...
قالت روزا للمتصل – ليس اليوم .. انها في مزاج سيء .. نعم لقد حدثت بعض الاشياء وهي منزعجه بعض الشيء ....
لا افضل ان تلتقي بها اليوم .. نعم هذا ما اراه .... شكراً لتفهمك ...
وانا ايضاً .. وداعاً ...
_ ماذا يحدث الأن .. ماهذا الغموض اللذي تلفه امي حولها ..؟ مع من يجب ان التقي ..
لا استطيع ان اسألها لانها سوف تغضب ان علمت اني كنت اتسمع عليها .. ولاكن مع من كانت تتحدث
سمعت امها تقترب فأبتعدت مسرعه عن الباب وتصنعت انها تدخل للتو .. عندما فتحت روزا الباب وكانت كلوديا امامها
اشاحت بوجهها عنها واتجهت للمطبخ .. ملأت كأسا بالماء وشربته .. عندما انزلت الكأس
احتضنتها كلوديا من الخلف و بدت تقبلها ..
_ امي انا حقا اسفه .. اسفه جدا جدا جدا .. لقد كنت غير مؤدبه حقا .. ارجوكِ امي سامحيني ..
لم تجب روزا وابعدت يدا كلوديا عنها وخرجت من المطبخ .. صرخت كلوديا خلفها ..
_ امي ان لم تسامحيني من سيبقى لي .. ارجوكِ لا تفعلي هذا .. لا اتحمل الجلوس في المنزل هكذا وانتي غاضبه ..
_ اذا كان رضائي عليك يهمك لهذي الدرجه لما بدأتي تتفوهين بتلك الحماقات ..
لقد قلت لك انني سوف ادفع اجار هذي الشقه اذن سأدفعه .. ولست انا من تقبل ان تجلس عاله على صديقتها ..
لقد جرحتني كلمتك ان كنتي تشعرين ..
_ امي ارجوك هذا يكفي .. انا اسفه .. لقد تفوهت بأشياء لم افكر بها ..
_ حسنا انتهى الامر الأن .. لقد تأخرنا على كاميليا .. انها تنتضرنا على العشاء الان حتماً ..
اذهبي لتغير ملابسك لنذهب .
_ قولي لي أولا .. هل قبلتي اعتذاري .. الم تعودي غاضبه مني الان
_ نعم لم اعد غاضبه .. هيا اذهبي سوف نتأخر
_ حاضر ..
خرجت الكلمه بدون اقتناع منها .. ولاكنها لن تعيد ما فعلته مع امها .. يبدو انه هناك اتفاق بين روزا وكاميليا في كيفيت
دفع السكن هنا .. لانها واثقه انه ما قالته امها هو ما تفكر به حقاً .. هي لن تقبل بالسكن بالمجان حتى لو
كان ذلك عند اعز صديقاتها ..
فكرت ايضا ان أدوارد خرج الأن ولن يكون على العشاء .. لا شيء يمنع من ان تتعشى اليوم مع السيده كاميليا ..
فلقد احبتها جدا حقاً ..وتريد ان تكون اكثر لطفاً معها مما كانت عليه ...
ذهبت لغرفتها لتأخذ حماماً سريعاً وغيرت بعده ملابسها .. عندما خرجة من الحمام بقيت تنظر لغرفتها الجديده ..
كانت جميله وانيقه .. مجهزه من كل شيئ .. انها اجمل من غرفتها السابقه .. هذا مضحك للغايه .. من يصدق
انهم انتقلو الى هنا لعدم قدرتهم على دفع اجار شقه لا تكاد تكون بنصف كمال هذي الشقه ..
ارتدت ثوبا ناعما له اكمام طويله بينما هو قصير بعض الشيء .. كان اسود وهي تحبه جداً لانه يظهر
بشرتها البيضاء الصافية الشيء الوحيد أللذي ورثته من امها .. اذ ان ملامحها مختلفه جدا عن امها ..
فهي تمتلك عينان كبيرتان ولونهما اسود
كسواد الليل مع شعر اسود ناعم مسترسل بسلاسة على أكتافها
بينما كانت لروزا عينان صغيرتان بلون السماء الصافيه وشعر يكاد يكون بلون الذهب ..
كانت تقول لها دوماً انها حصلت على كل ملامحها من ابيها وانها لم تأخذ منها سوى لونها .. فهما لا يتشابهان بتاتا .
لقد كان الجميع يقول لهن انهما يبدوان من دولتين مختلفتين ..
خرجت بعد هذا لتجد امها تنتظرها امام الباب وقد ارتدت ثوب ازرق جميل يجعل منها اصغر سناً واجمل ..
لم تنتضر روزا كلوديا حتى تصل لها لقد سارت امامها للقصر ولم تكن قد سامحت كلوديا كليا .. يبدو
انها تريد منها ان تتعلم هذي المره وتكف عن التصرف بتسرع وبدون مسؤليه دائماً ..
فتحت الخادمه الباب لهن بعد ضغطت روزا عليه .. استقبلتهن كالعاده بابتسامتها اللطيفة المشرقة وحيتهم للداخل
بقولها ان الجميع في انتظارهم .. شعرت كلوديا بالتوتر بعد ان فهمت ان السيدة كاميليا ليست بمفردها بل
يوجد اشخاص جدد معها .. وهي ليست بمزاج جيد للمجامله ..
لم تكن تتخيل يوماَ انها سوف تتعرف على عائلة أدوارد .. – حسنا ان عدنا لما هو مستحيل فأنا لم اتخيل يوما انني سأعيش بهذا القرب
من ادوارد .. لو ان هذا حصل قبل تسليمي للرساله ربما كنت سأكون الاسعد في هذي الحياة ..
هذا ما كانت تفكر به قبل ان يدخلون لقاعة الطعام اللتي لا تبدو ابداُ شيئا عاديا .. ان اردت وصفها فأنا متأكده اني لا استطيع ..
ابتسمت لنفسها بعد هذا على حماقاتها ودخلت خلف امها لتجلس مع الثلاثه اللذين كانوا يجلسون على الطاولة ...
كان هناك رجل سمين بعض الشيء يملك ملامح هادئه ويبدو انه رب هذي العائلة اذ انه يجلس في الوسط ..
يبدو مختلفاً عن ادوارد كلياً ..ولاكنه يشبه الرجال السياسيون و الاثرياء اللذين يضهرون على شاشات التلفاز ..
يا ألهي من اين جاء ذلك الولد .. لا يشبه امه ولا ابوه .. حسنا يجب ان اعترف انه حقاً
مميز .. هزت رأسها كي تكف عن حماقاتها وتعود لما هي فيه .. القت امها التحيه وبدت بتعريف كلوديا على الرجل المسن
اللذي وقف ليصافح كلوديا بأبتسامة سرور وكأنه التقى بشخص عزيز عليه .. ابتسمت كلوديا ايضا والقت عليه التحيه
مع تعريفه بأسمها مع ان امها قد فعلت هذا .. لم تعرف لما فعلت هذا و لاكنها رأت ان هذا مناسب للمكان اللذي هم فيه .
_ انها لا تشبهك ابداُ روزا .. هي تملك وجهاً مميزاً .. كوجهه بالضبط ..
صمتت امي بعد جملت السيد مايكل وبدى هو وكأنه غاب في ذكرياته .. هو يقصد بكلامه ابي ..
هل يعرفه يا ترى ..؟ يجب ان يكون يعرفه بما انه شبهني عليه ..
جلس بعد هذا ليشرب كوباً من الماء يعود لطبيعته بينما
القت كلوديا التحيه بعد هذا على كاميليا وهي تلقبها بالسيدة كاميليا .. فقالت لها وهي تبتسم – نادني بعمتي فقط .. ان لم يكن يزعجك ..
بينها وبين نفسها – اما انني المجنونه هنا او ان هذا العالم لا يمت لي بصله .. لم اكن لأتخيل ان امرأة بمركزها تطلب مني ان اناديها عمتي
هذا مضحك .. لو ان ادوارد هنا ليسمعني .. رما كان سيسخر مني ..
_ لا .. ابدا سيدتي .. ااه .. اقصد عمتي ..
يبدو ان الامر صعب على كلوديا .. بدى عليها الحرج الشديد وهي تنطقها .. كانت امها قد جلست بقرب كاميليا وهي استدارت لتلقي التحيه على الشخص المتبقي من العائله .. يبدو انه الاصغر هنا .. كان ينظر لكلوديا بأرتياب وهي ايضا لم تكن نظرتها لطيفه جدا اذ انها استغربت
طريقته في رمقها .. مدت يدها بعد هذا لمصافحة هذا الولد اللذي لا يكاد يتجاوز عمره العشر سنين .. ولاكن لم تأت من عنده أي استجابه للوضع .. قال السيد مايكل لأبنه – جون .. ماهذا التصرف
هنا شعرت كلوديا بالحرج الشديد .. كانت ستعيد يدها وتترك هذا الطفل الاحمق وشأنه لو انه لم يمد يده في اخر لحضه
لمصافحتها .. ولاكن كانت تحيته باردة وكان يرمق كلوديا بحقد .. هي لم تكتفي بالصدمه بل ابتسمت له ابتسامت النصر
وهي تريد ان تقهره .. لم ينتبه عليهم احد لان الكبار بدؤ بالحديث الان ..
هذا الولد اسمه جون .. اخ ادوارد الصغير .. يبدو للوهله الاولى مختلف عن ادوارد فملامح هذا الولد
مازالت طفوليه ويوجد فيه شيء من البراءه مع انه تصرفاته لا تتسم بالبرائه ابدا .. بس يتصرف وكأنه حاقد على كلوديا
وليس انه هذي هي المره الاولى اللتي يلتقيان فيها .. هذان الولدان غريبان
وكأنهما تربيا بعيدا عن السيدة كاميليا وزوجها السيده مايكل .. هذا لا يهمها ...
عندما رأت الطعام شعرت بالجوع الشديد .. هي لم تأكل شيء منذ ان عادة من المدرسه .. يا ألهي كم هذا اليوم مرهق ..
لقد حدثت فيه اشياء لم تحدث لكلوديا طوال حياتها كلها ..
بدء الجميع بالاكل و كان هناك تدخل احاديث بين الحين والحين .. بعندما انتبهوا من الطعام قاموا كما طلبت منهم السيدة للحديقه
كي يشربو الشاي .. جيد انهم يملكون هذي العاده .. امي معتاده على شرب الشاي بعد كل وجبه وانا ايضا اعتد على هذا الشيء معها ..
بعد شرب الشاي تحدثوا قليلا وشاركت كلوديا بالحديث حيث ان السيد والسيدة بدئ يسألانها عن دراستها وهذي الامور
وكانت محرجه جدا عندما كانت تجيب .. بالطبع لم تجب على كل شي كما هو .. فهي لم تستطع
اخبارهم كم تكره الدراسه وكم هي سيئه فيها .. امها كانت تشارك بالحديث قليلا وبعدها تسرح بفكرها
وهي مشغولت البال تماما .. جون الصغير طلب ان يذهب للنوم بعد العشاء مباشرتا وهذا ما بدى مستغربا من قبل اهله
ولاكنهم القوا عليه تحية المساء وذهب هو بدون ان ينظر لكلوديا حقا .. اثار هذا سخطها .. ما بال اولاد هذي العائله يكرهوني ..؟
هذا ما فكرت به وهي تنظر لجون .. عند انتهاء هذا التعارف اللذي تبين في النهايه انه اسعد السيد والسدة جدا كما قالا ..
وكما قالت السيدة كاميليا او كما طلبت مناداتها العمه كاميليا انها سعيده جدا بالتعرف علي وهي سعده اكثر بأقامتي معهم ..
احرجني كلامها فهي لطيفه جدا وشخصيه رائعه ..
عندما عادتا للملحق كانت كلوديا تعبه جدا وكانت تريد النوم بسرعه ولاكنها تذكرت فجأ شيء فعادت لأمها ..
_ امي ..
_ ماذا هناك ..؟
_ كيف سأذهب غدا للمدرسه .. لن اتذكر مكان موقف الحافلات اللذي كنت اقف فيه مهما حدث ..
وحتى لو تذكرت فالطريق طويل جداً الى هناك ..
_ لقد نسيت ان اخبرك .. غداً ستذهبين مع السائق الى المدرسه وعندما تعودين سأدلك على اقرب موقف للحافلات هنا ..
_ حسنا هذا جيد .. تصبحين على خير
_ احلام سعيده حبيبتي .. لا تنسي المنبه ..
_ حاضر ..
وذهبت لغرفتها وهي تشعر بتعب شديد جداً فنامت فور استلقائها على السرير بدون ان تفكر بشيء ..
كانت روزا تجلس على الاريكه وبيدها الهاتف ويبدو انها تنتظر مكالمه ما ..
بعد لحضات من الانتظار جائتها المكالمه .. اخذت الهات لغرفتها واغلقت الباب واجابت ..
_ مرحباً ..
_ اهلا دانيال ..
_ مابالك تبدين في حال سيئه ..؟
_ لا ليس هناك شيء .. فقط عن كلوديا ..
_ حسنا لا تفكري بالامر كثيرا .. فتاتك ما تزل صغيرة ويجب ان تتفهمي انها سوف تخطأ كثيرا قبل ان تعي ما يحدث ..
_ تجعل الامر يبدوا سهلن جدا .. ولاكن ما يحدث مختلف ..
_ ماذا تقصدين بـ ما يحدث ..؟
_ حسنا .. اشعر ان كلوديا لم تتقبل السكن هنا .. لا اعرف لما ولاكن هذا ما يحدث ..
و شيء اخر ..
_ ان تكون لم تتقبل بعد السكن فهذا شيء طبيعي لفتاة في عمرها .. لقد تغير عليها كل شيء فجأ وستعتاد قريباً ..
ولاكن ماهو الشيء الاخر ..؟
_ دانيال .. لا استطيع ان اخبرها بالموضوع حالياُ ..
لم يقل كلمة .. ربما لم يكن عنده رد على ماقالته ولاكنها سمعته يتنهد بعمق فقالت بسرعه ..
_ سوف اخبرها حالما ارى ان الوقت اصبح مناسب .. كلما اقترب الموضوع اخاف اكثر ..
لا استطيع القيام بهذا .. ابنتي لن تتقبل المسأله ..
_ لما تضعين هذي الاحتماليه قبل ان تسأليها حتى .. عزيزتي روزا دعي عنك هذي المخاوف
_ انت لا تفهمني .. ان اخبرتها بالأمر ورفضت .. لن يكون الرفض فقط ما ستقوم به .. سوف تكون صدمه لها
لم تسمح بحدوث ذلك من قبل .. اعرف رأيها بالمسأله ..
_ كان هذا في ما مضى عندما كانت صغيره .. الان الوضع مختلف .. هل تفهمين ..؟
_ حسنا .. نعم ولاكن ... ارجوك ليس الأن ..
_ دعيني التقي بها اولاً ومن ثم سنرى .. ولاكن اسمعي لن انتظر اكثر
_ نعم .. اعدك ..
_ سوف آتي غداُ لزيارت اختي .. سوف اراك هناك
_ حسنا .. اراك غداً اذن ..
_ سأشتاق لكِ .. وداعاً ..
_ وداعاً ..
لقد ارتبكت .. لم تعرف ماذا تقول .. انها تتصرف بشكل لا ارادي معه .. لا تستطيع بعد
استعمال هذي العبارات معه .. تشعر بالحزن على هذا فلقد استحمل منها الكثير ..
استلقت على سريرها وهي تتنهد – اعتقد انه تحملني اكثر من اي شيء اخر ..
نامت بعدها بدون ان تغير ملابسها حتى ..
رن جرس المنبه فأيقض كلوديا من نوم ٍ عميق .. بدت تتثائب وهي تعبه جدا تحاول النوم اكثر مده ممكنه ..
رمت اللحاف بعد هذا عنها بقوه واستيقت لألا تتأخر .. فمن المعيب ان تجعل السائق ينتظرها
حتى لو كان هذا عمله .. كانت سعيده وهي تغير ملابسها وتجهز نفسها .. شعورها كانت جيد
فهذي هي المرة الاولى لها اللتي يقلها للمدرسه سائق خاص .. كانت تشعر انها ابنه لأحد الاغنياء ..
بدت تضحك على نفسها وهي تقول – لا ضير من هذا الاحساس مره واحده ..
خرجت بعد هذا وهي تحمل حقيبتها .. كان الهواء في الخارج باردً بعض الشيء فعلى كل حال اقترب فصل الشتاء
وبدى الجو يصبح ابرد .. خصوصا من هذي المنطقه العاليه .. لفت الشال حول رقبتها طالبه للدفء .. وسارت للمكان اللذي يضعون فيه السيارات كي تستقل سيارتها الخاصه كما تفكر ..
لقد رأت السياره من بعيد .. انها رائعه .. سوداء وتبدو كما لو انها صنعت للتو ..
نظرت حولها فأنتبهت ان السيارات في هذا الموقف كلها سوداء .. هناك واحده فقط حمراء .. تبدو جميله بينهم ..
صدمها رؤيت الشقراء اللتي هاجمتها في ذلك اليوم البائس وهي تخرج من تلك السيارة .. تذكرت انها ادعت في ذلك اليوم
انها خطيبة ادوارد .. كانت مصدومه فلم تتوقع رؤيتها هنا .. لقد نسيت موضوعها تماماً ..
لمحتها الفتاة الشقراء من بعيد ولاكنها لم تصدم بل بقيت تنظر لكلوديا بأزدراء ..
اثار هذا الوضع استغراب كلوديا .. لم تأبه بوجودها ولم تصدم .. اليس وجودها شيء عجيب جداً في منزل ادوارد
لما اذن هذي الفتاة تبدو طبيعيه .. سارت متجهه نحو سيارت ادوارد اللذي وصل للتو لسيارته
ولم تكن كلوديا قد رأت عندما خرج من البيت .. نظرت لهم قليلا قبل ان تستدير بسرعه لتتحرك نحو السيارة اللتي تنتظرها منذ مدة ..
نادتها الشقراء من بعيد بأسمها فأستغربت كلوديا الامر واستدارت لترى ماذا تريد ..
كانت قد جلست بجوار ادوارد في السيارة .. وكانت تبدو جميله جداً بملابسها الانيقه واللتي لا تدل على الذهاب للجامعه ..
قالت بصوتها اللذي حولته لنبره ناعمه جداً اثارت خوف كلوديا منها ..
_ هل تريدين ان نوصلك لمدرستك ..؟
لما تتصرف بهذي الطريقه .. وهو .. لما يبدو غير مهتم لم يلتفت لها حتى ..
كان يمسك بالمقود بتعب .. انه يبدو مرهقاً جداً .. يبدو انه تأخر بالامس في العوده من الشركه ..
الا يستطيع الاعتذار عن ايصالها .. ام انه لا يريد التغيب عن الجامعه ابداُ ..
تصنعت ابتسامه قويه و اشارت لها بعدم الركوب .. وقالت
_ شكرا لكِ .. هناك من يوصلني ..
وركبت السياره بسرعه وهي تحاول تهدئت نفسها .. سارت سيارتهم بسرعه .. لقد قلب مزاجها تماماً
رؤيتها لهم سوياً .. هذا مؤلم جداُ لها .. لن تتحمل ان تراه بأستمرار معها ..لم يلتفت لها حتى ..
كان يستطيع ان يلقي تحية الصباح على الاقل .. بدأت تفكر بالشقراء اللتي مه .. انها فتاةُ حقيره لما يحبها ..
الأنها جميله فقط .. ام لانها من عائله غنيه .. هل هو من قال لها عن وجودهم هنا لذا لم تستغرب الأمر بتاتاً ..؟
نسيت ان تلقي التحيه على السائق فأعتذرت بخجل وقالت _ انا اسفه حقاً .. لقد كنت شاردت الذهن ولم القي التحيه ..
يبدو انه استغرب حديثها معه .. كان رجل في الاربعينيات كما يبدو .. ليس من اتى بهم الى هنا في ذلك اليوم
يبدو ان هذي العائله تملك خدم كثيرين .. قال بأبتسامه لطيفه – لا عليك صغيرتي .. انك لطيفه حقاً ..
اسعدها ما قاله .. انه شخص طيب جداً .. بدأت تتحدث معه قليلا قبل تصل الى المدرسه ..
كان لطيفاً جدا وبدأ يسألها عن دراستها وهي بدورها اخبرته انها لا تحب الدراسه لانها فاشله كبيره فيها ..
وان الامر لو عاد لها لكانت تركتها منذ زمن .. كان يضحك عليها احيانا و يقوم بنصحها احيان اخرى .. استمتعت معه في السياره
وعاد لها مزاجها الطبيعي .. لاكن رؤيتها لـأدوارد مع تلك الشقراء كان يزعجها جداً ..
بينما فكرت وهي تنزل من السياره ان عليها ان تتقبل الامور .. فأدوارد خطيبها وهي ليس لها شيء ..
لا يحق لها حتى ان تغار عليه .. ومن خطيبته .. هذا مضحك جداً ..
عادت للواقع عندما ناداها السائق .. – متى تنتهي دروسك . كي آتي لأخذك ..؟
_ في الثالثه .. شكرا لك ..
ودعته بعد هذا وسارت نحو مدرستها .. لقد طلبت منه ان ينزلها
بعيدا عن المدرسه كي لا يراها الطلاب وهي تنزل من السيارة .. لم يكن لها شرح لما
اصبح لها سائق خاص ولم تكن تريد ان تقول لأحد انها تسكن مع ادوارد ..
وصلت للمدرسه وكانت تعج بالطلاب اذ انه الدروس لم تبدأ بعد .. سارت نحو فصلها وكانت سارة وفيفيان هناك
بدأن الحديث وسؤالها عن حالها .. تحاشت بكل طاقتها الحديث عن ادوارد وكل ما اتى شيء عنه
تغير الموضوع .. كانت تعرف ان صديقاتها يردن ان يعرفن ماذا حدث ولاكنها لم تكن
مستعده لشرح الوضع فهي لا تريد تذكره اصلا ..
بعد يوم دراسي طويل خرجت لنفس المكان اللذي انزلها السائق فيه واللذي
طلبت منه اخذها منه .. لم يكن هناك .. استغربت فلقد تأخرت بعض الشيء وكان يجب ان يكون قد حضر ..
بقيت واقفه تنتظر وصوله وهي تلعب بهاتفها .. تأخر جداً .. مر 15 دقيقه .. ماذا حدث لمى لم يأتي بعد
استندت على احدى الاشجار واغمضت عينيها قليلا وهي تستمع لحديث عصفورين على الشجره ..
بقيت على هذا الضوع حتى قفزت من الهلع وهي تسمع من يصرخ عليها ..
_ اركبي هيا ..
جائها صوته فلم تصدق وجوده هنا .. كان يجلس في السيارة الضخمه نفسها وهو ينظر لها بعصبيه بالغه
ما الأمر ماللذي فعلته الأن .. لما هو غاضب هكذا .. ولما يطلب منها الركوب معه ..
_ ماذا هناك ..؟
عندما اجابت بهدوء وبدون ان تتحرك من مكانها اشتد غضبه عليها وصرخ ..
_ تحركي والا تركتك هنا .. لن يأتي احد ليأخذك .. هيا ..
كان غاضباً جدا .. فلم تستطع سؤاله عن رالف سائق السيارة اللتي احضرتها للمدرسه ..
ركضت بسرعه وركبت بجواره وحرك السياره قبل ان تضع حزام الامان حتى فتحركت للأمام
وضربت رأسها .. لم تكن الضربه موجعه ولاكن اخافتها سرعته .. شعرت ان هناك شيء ما لهذا جاء ليأخذها