••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2020, 10:18 AM   #121
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الجزء الـسابع و الخمسون

~ ْ المـصير 2 ْ ~

ماكاروف هذاّ اللقبّ كانّ لتوماس قيصرّ روسيا من دمّ عـّريق نقيّ تلاهّ أسلالهّ إلىّ غـّاية وصولّه إلى نيكولاس بـّالرغم من أنهّ عـرفّ بّدهائهّ
خبـّثه و مـّكره الشديدّ أيضاّ حـّبه للمالّ عـّرف عبرّ الـّزمن بوسامتهّ الغير اعـتياديةّ التيّ جعلت معظمّ نساءّ عـّائلات العـّريقة تقعّ فيّ شباكّ
غـراّمه اللواتيّ كن هـّدفه منذّ البـّداية و لمّ تكن سكارليتّ لبير سوىّ واحدّة من هؤلاء النـّساء كانتّ فتـّاة سّاذّجـّة غـّريبة ذاتّ ابتسامةّ دافّئة تسرّ
الناظرينّ لقـّائهماّ كان فيّ إحدىّ الحفـّلات العـّديدةّ التيّ حضرهاّ نيكولاسّ لترفيه على نفسّه ، يقفّ بـّحلته السوداءّ فيّ إحدىّ الزواياّ راسماّ على
شفـتّه ابتسـّامة جـذّابة بينماّ عينيه تـّحومانّ فيّ القـّاعة لانتقاء الأجملّ من أجلّ الليلةّ ، شعـّره الأسودّ الذيّ تساقطّ على جبهتهّ معطياّ إياهّ منـظراّ
غامضاّ جـذاباّ أنفه المسّلول و قّامته الطـّويلة إلىّ غـّاية جسدّه العـّضلي .. وحيـّدا كيّ يعطيّ فرصةّ لأي فريسة بالتـّحدث معهّ أياّ بإعطاءّ منـظر
الـّرجل الوسيمّ الهـّادئ اللا مباليّ تململّ قدّ سئمّ الانتظارّ عندّما فجّأة شعرّ بشيء يرتطمّ به من الخـّلف بكلّ قوةّ جعـّلته يتمايلّ محاولا الحفاظّ على
توازنهّ قدّ فلت من بين لسانه شتيمةّ سريـّعة .. استـّدار رامقاّ ذلكّ الشخصّ بعينين حـّادتين قدّ فقدّ هدوءهّ لما سقطتّ أنظاره على تـّلك الفتاةّ الوقحـّة
ربما ّكانت تـرتديّ فستاناّ أزرقّ اللونّ غامضّ واسعّ منّ نهايةّ خصرهاّ و شعرهاّ مـّرفوع للأعلىّ على شكلّ وردّة بسيطـةّ نـظرتّ إليه بعينيهاّ
الزرقاوتين ثمّ ابتسمتّ بارتباك شديدّ و هي تنحنيّ قائلةّ بّوجه محمرّ
ـ أنـّا آسفة سيديّ .. لمّ أقصدّ أن أرتطمّ بكّ أعذرّ وقاحتي من فـّضلك
نـظرّ إليهاّ لوهلة من الزمنّ إذّ لم تثرّ اهتمامه لم تكنّ روسيةّ بلاّ شكّ لكنتهاّ انجليزية بحتـّة أيضاّ منـظرهاّ الشـّاحب و عينيهاّ الزرقاوتين زم شفتيه
بعبوسّ و هو يستديرّ لمراقبةّ الحـّفل قدّ بدى عليهاّ الضجرّ فوقفت بجانبهّ و هي تـّقول بفضولّ
ـ أنـا أدعى سكارليت لبير ماذا عنك سيدي ؟
رمـّقها ببرودّ قبلّ أنّ يتجاهلها و هوّ يرتشفّ القليلّ من كأسهّ ليست نوعه المفضلّ بالرغم منّ أنها جميلةّ لكنهاّ لا ترتقيّ لمستوىّ نوعه على
الإطلاقّ لمّ يحبذّ يوماّ الإنجليز و لا يريدّ أي عـّلاقة معهم حتىّ لو كان الأمرّ مجردّ عبثّ لكنّها استمرت بالحـّديث و هي ترسمّ ابتسامةّ خفيفة
على شفتيهاّ
ـ أتعلم سيديّ بأنه ليسّ لائقاّ ان لا تخبرني بإسمكّ ؟ ذلكّ لؤم
أرادّ أن يبتعد عنهاّ لكن موقع الذيّ هو فيهّ أفضلّ مكانّ لمراقبةّ مكثفةّ للحفلّ فهو لم يأتي من أجل علاقة عابثة فقطّ بل لمراقبةّ التحالفات التيّ
تجريّ وسطّ الضجيجّ وّ قائمة الحضور الذيّ كلفه والده بهاّ ، أجابه بنبرةّ لا مبالية لعلهاّ تصمتّ
ـ أدعى نيكولاس ..
أصدرتّ آهة تدلّ على سماعهاّ له ثمّ جالت بعينيهاّ هيّ الأخرى بين أوجه الحضور كانتّ ملامحهاّ رقيقةّ تعـّلو شفتيها ابتسـّامة لطيفةّ فجأةّ أمالت
رأسهاّ قليلاّ ناحيتـّه قدّ كانت وجنتيهاّ محمرتين بشدةّ لقدّ كان واضحاّ إعجابهاّ به و لمّ تستطع إخفائهّ بينماّ كان أمرّ عدم مبالاة نيكولاسّ واضحاّ
أيضاّ ، لقائهماّ الأولّ بتلكّ الحفـّلة وقوعهاّ بغـّرامه تركّ كل شيءّ من أجلهّ التفات نيكولاسّ إليهاّ ابتسامته المميزةّ لهاّ نـظرته الخاصةّ كانّ بدايةّ
لرحـّلة مليئةّ بشتى أنواعّ الانتقـّام ..
بـدايةّ تـعارفهما مـعرفـةّ آنسـة سكارليت وريثـةّ ثروةّ لبيير و الـفتـاةّ المـدللةّ لأخيهاّ و والدها لسيد نـيكولاس ماكاروف الـرجل الذي لا يـعرف
المستحيلّ و تـلكّ الـعلاقةّ التي جمعتهما حب من طرف واحد تـركتّ حبـه يتسلل إلى كيـانها كذلك هو تـركها تـحبه مثلما تشـاءّ وّ القدر لم يعد
هنـاكّ أيّ كلام أكثر ..
ابتسـمّ ديميتري ببرود على تلكّ الذكرى الذي لطالما سردها نيكولاس على مسامعه ساخـراّ من فتاة بلهاءّ مثلها ، تنهـدّ بقلةّ حيلة لما يتـذكرّ ذلك
الآن ؟ لطالما شـعرّ بالشفقةّ لا الأصحّ قولا بالسعادةّ لأن سكارليت قدّ أنجبت نايتّ أخيه الذيّ عانى نفسّ معاناته لكنّ كل شيء تغير لما قرر نيكولاسّ
وضع تلكّ اللعبة الصغيرةّ لإرضاء غـروره و كبريائه فجعلهماّ يتنافسان من سيحطم الآخر أولا ..
ـ أنـا لن أخسـرّ ديميتري ..
ضحكّ بـخفةّ حينما تـذكرّ كلماتّ نايت الـجادةّ للغايةّ كان حينها يبلغّ من العـمرّ التـاسعةّ بينما كان هو فيّ الـثالثة عشر من العمر لما نايت هربّ
من مسكنّ والدته و أتىّ لنيكولاسّ طلبّ منه إعطائه فرصةّ لإثباتّ نفسهّ و لجـعل نيكولاسّ يعترفّ به كابن له أمام المـجتمعّ ، يقفّ أمام هـذّه الغـرفةّ
ممسكاّ بقميصه المبللّ من المطر نـظراته الـحادةّ الداكنةّ و بنبرتهّ المليئةّ بالتـحديّ و الـغضبّ
تلكّ الكلماتّ كانت موجهة لنيكولاسّ لجعله يتخلى عن استبداده قدّ شعر ديميتري حينها بالسعادةّ ربما لأن و بوجود شخصّ آخر سيستطيع أن يقفّ
على قدميه أمام نيكولاسّ يضعه عندّ حده و يقولّ كفى لأوامره المستبدةّ لألعابه الـمريضـةّ ، لمّ يكن أحد يرغب فيّ وجود نايت أكثرّ منه هوّ و اهـتمّ
به طوالّ فترةّ بقائه بالرغم من أنه لم يظهر ذلكّ قط ..
الـذكرىّ الأولّى ربماّ تلكّ التي جعلتهّ يغير من نـظرتهّ للعالمّ قدّ تـركتّ أثرا كبيـراّ على كل من عـقله و قلبهّ لمـاّ رأىّ سيرينا المـرأةّ التي أحببها بأقصى
درجاتّ العشقّ قدّ كانتّ المصدرّ الأولّ الذيّ يستمدّ منه قوتهّ و شجـاعتهّ حينماّ رأىّ خيانتها معّ والده لا شخص آخر بلّ والده تـلكّ المرةّ تـمردّ على
كلّ شيءّ فقدّ كل شيءّ و سئمّ من كل شيءّ فـقررّ الـرحيلّ بلا عـودةّ لم يعد يأبه بأوامرّ نيكولاسّ قدّ كانّ يحملّ حقيبته متجها إلى مكـتبهّ ، كـادّ أن
يطرقّ البابّ عندما انتقل إلى مسامعه صوتّ نيكولاسّ الحادّ الهادرّ
ـ أيهـا الـلقيطّ كيفّ تتجـرأ على مخـالفةّ أوامري ؟ أنـا نيكولاسّ ماكاروف تقفّ فيّ وجهي ؟ أنا الذيّ جعـلتكّ تقفّ على قدميكّ بعدما كنتّ من حثالةّ
المجتمعّ تـعيشّ على تلكّ الدنانيرّ التيّ تكسبهاّ سافلتكّ منّ عشاقهاّ تأتيّ و تـقولّ ليّ أنا .. لا ؟
دوىّ صوتّ ضـربةّ قويةّ جعلتّ قلبهّ يتوقفّ عن العملّ من الصدمةّ فمدّ يده لكيّ يفتحّ البابّ قليلاّ لكن يده المرتجفةّ لم تساعدّه على الإطلاقّ فوقفّ
فيّ مكانه يرتجفّ كورقةّ فيّ الخريف و هو ينظر ّإلى أخيه الذيّ سقطّ أرضاّ قدّ كانتّ هناكّ دماءّ على وجهه الشاحبّ فيّ حين كانّ نيكولاسّ يمسكّ
ما كان يسميه بسوطّ التأديبّ عـندما تـحدثّ نايت بنبرةّ هادئةّ
ـ ضربكّ لن يغير من رأييّ فلا تـزال الإجابةّ نفسها
كانتّ نـظراته الـباردةّ أكثرّ ما يثيرّ غـضب نيكولاسّ يجعله يفقدّ أعصابه فيّ كثيرّ من الأحيانّ فـرفع ذلكّ السوطّ مجددا و ضـربه بقوةّ على ظهرهّ
بينما لمّ ينبس الأخيرّ بأيّ حرفّ و اكتفى فقطّ بالنظرّ إليه و الابتسامّ بكلّ سخريةّ و تـهكمّ قدّ كان و عوضّ البكاءّ يضحكّ بنبرةّ صوته الـمبحوحةّ
فيزيدهّ غضباّ حينماّ كان يقفّ ديميتري خلفّ البابّ ، أعـاد حـقيبته تلكّ إلى غـرفتهّ و وضعّ يده علىّ جبينه قبلّ أن يبكيّ بصوتّ مكـتومّ لأنه يـعلمّ
بدوره يـعلمّ أن لا مفرّ ..
دمـاء ماكاروف الملوثـةّ تجري فيّ عـروقه مجرى قلبه و عـقلهّ كيـانه بأكمله اسمه مرتبـطّ به كذلك مصيره ، بقيّ على حالته تلكّ يجلس فيّ الأرضّ
ساكنا بجانبه الأيسر مسدسه الصغيرّ و على جانبه الأيمنّ حقيبته رفعّ ركبته و أسند رأسه عليهاّ حينما فتحّ الباب فجـأةّ فيّ ذلك الصمتّ و السكونّ
مصدراّ صوتاّ خافتاّ نـظرّ إلى القـادمّ لكي يرى نايت يتقدمّ بخـطواتّ بطيئةّ لما اقترب مسافةّ كافيةّ منه جلسّ على الأرضّ مثله ثم تـحدث بنبرةّ باردةّ
ـ عـقّم لي جرح ظهري لم أستطيعّ أن أعقمه بنفسيّ..
نـظرّ إليه ديميتري بهدوءّ قبل أن ينفذّ ما طلبه منه رفع قميص نايت للأعلىّ و ركز عينيه علىّ ظهره كانتّ الجروح تـملئهّ عمـيقة مليئةّ بالدماءّ
فـتنهدّ بقلة حيلةّ ثمّ وقفّ اتجه إلى الحمام و جذبّ دلوا معّ منشفةّ صغيرةّ و أخـذّ يمسحّ جروحه ببطء لما تـحدث نايت ببرود
ـ لما لم تـرحل ؟
ضحكّ ديميتريّ ببحةّ إلى أينّ ؟ حتى و إن استطاعّ اجتـيازّ جدران هذا المنزلّ و غادرّ فأين المفرّ من قبضةّ نيكولاسّ ؟ هو سيجده أينما كانّ سيقتلهّ
لاّ بل سيعذبهّ تماما مثلما كان يفعل حينما يخطـأّ ، فيّ حين نـظرّ إليه نايتّ بهدوءّ و قالّ بنبرةّ جادةّ
ـ أنـا سـأبقى هنا ، سآخذ كل ما يملك ..
توقفّ ديميتريّ عن مسحّ جرحه و لم يقل شيئا لطالما كانت هذه كلمات نايتّ لطالما ألقاها فيّ وجه نيكولاسّ سآخذ كل ما تملكّ سأجعلكّ تتمنى المـوتّ
على المصيرّ الذيّ ستقع فيهّ و لطالماّ تلقى والدهما كلماتهّ بضحكةّ متهكمةّ و هوّ يبتعدّ عنهماّ بخطـواتّه الواثقةّ الـسريعةّ ، نـظر إليه نايتّ بحدةّ و رفعّ
يده وضعها على كتفّ ديميتريّ ثمّ قالّ بنبرةّ هادئةّ مبحوحةّ
ـ كن معي ..
نـظرّ إليه ديميتريّ لوهلةّ من الزمنّ قبلّ أن يـبتعدّ عنه وقفّ ثمّ اتجـه بخطـواتّ بطيئةّ ناحيةّ شرفتهّ كانتّ نـظراتهّ لاّ تعبر عن أيّ شيءّ بالكاد استطاعّ
نايت أن يفهمّ ما يجول بباله لكنه فوراّ تنهدّ بقلةّ حيلةّ و هوّ يقفّ حينما تـحدثّ ديميتريّ بنبرةّ باردةّ
ـ سأنتقمّ من كل شخص يحمل دم ماكاروف و أنـت معنيّ بكلامي هـذا ناي ..
تـوقف ديميتري عندّ هذّه اللحظةّ و تـنهدّ ببرودّ لو أنه وافقّ لوّ أنه ضمّ يده بيدّ أخيه لربما اختلفت الأوضاعّ الآن لكنّ ليس بيده حيلةّ هو يريدّ القضاءّ
على كلّ فردّ من أفرادّ ماكاروفّ يريدّ جعلهمّ يذوقون الألمّ نفسهّ و يـريدّ الانتقامّ من نيكولاسّ أجلّ هو يريدّ فعلا ذلكّ لكنّ .. قطبّ حاجبيهّ و نـظرّ إلى
التلفازّ حيثّ كانتّ هناكّ صورةّ لنايتّ و كايلّ أيضا قدّ تناولّ المذيع الحديثّ حول من الأحقّ بالمنصبّ
ـ رجـال ماكاروف لا يخسرون لأيّ أحد ..
قالّ ذلك متهكماّ قبل أن يقفّ مغادرا تـلكّ الغرفةّ حاملاّ هاتفه المحمولّ بين يديهّ و هوّ يقوم بعدةّ اتصالاتّ قبل أن يرسم ابتسامةّ خفيفةّ متهكمـةّ على شفتيه ،

/

قـاعـة كبيـرةّ الحجم يتوسـطها طـاولةّ مستـديرةّ نـوعا ما جـلس عليهاّ العـديد من رجال الأعمـالّ و مدراء جميـعّ فـروع شركةّ لبيير فيّ أنحـاءّ الـعالم
من بـاريس و لندن أيضا أمريكا و الـغير .. بهاّ شـاشة واسعـة للعرضّ و ترأس الـطاولةّ على الجـهةّ اليمنى كـايل الذيّ يحمل بين يديه ملفـا ما و على
غـير عـادته البشوشةّ المبتسـمةّ كان جـاداّ للغـايةّ يـقـرأّ ذلكّ المشروعّ الذيّ يريد طـرحه كان متـوتراّ للغايةّ بالرغم من أنه استعدّ لهذه اللحظةّ مسبقاّ
و بجـانبهّ تقفّ سوزي بينمـا و فيّ الـجهةّ الأخرىّ تـماماّ مقابلاّ له كان يجلـسّ نايت ينـظر إلى الأوراقّ التي أمامه بـبرودّ و هوّ يحرك قلمه بكلّ عشوائيةّ
و ينـظرّ فيّ حين آخر إلىّ ذلكّ الـرجلّ الذيّ قرر افتتاحّ الاجتـماعّ بحدةّ يريدّ منه أنّ يكمل تـرهاته التيّ يتفوه بهاّ دون جدوى عندما انتقل إلى مسامعهّ
صوت رجلّ يهمسّ للذيّ بجانبه
ـ ألن تـأتيّ السيدةّ إليزابيثّ ؟ أو ليستّ هي من قررتّ موعد الاجتـماع ؟
رمـقهما نايتّ بسخريةّ شديدةّ هاهم حلفائهاّ يـعربونّ عن قلقهمّ لعدم مجيءّ سيدتهم هـؤلاءّ الخـونةّ أول ما سيفعله بعد انتهاءّ الاجتـماعّ هوّ تصريحهمّ
من خدماتهمّ و طردهمّ سيحرصّ على أنّ لا يتلاعب أحد مجددا بـأفرادّ لبيير أو يظنونّ بـأنهما غافلانّ عن تحركاتهم الخفيةّ ؟ فتـحدثّ بنبرةّ باردةّ
ـ جـورج بـحق الجـحيم تـوقفّ عن الكـلامّ و لننتقلّ إلى الأهم ..
تنحنح جورج بإرتباك و أعلن فـورا عنّ إنهائه لتقديمه كيّ يقف بجانب سوزي متـوترا التيّ ربتت على ظهره بخفـةّ محاولةّ أن تـزيحّ عنه توترهّ فيّ
حين ضحك كايلّ بخفةّ موافقا إياهّ
ـ أنـا أيضا مللتّ من كل هـذه المقدماتّ ..
ابتسـم نايتّ متهكما و هوّ يوجه أنظاره إلى كلّ الـرجال الذينّ يتهامسونّ حوله إذ لطالما لم تنل تصرفاته إعجابهم و اكتفـى فقطّ بـرفع يده مشـيراّ بتحـيةّ
ساخرةّ للغايةّ بينما رمق كـايلّ هؤلاء الذين يتساءلون عن مـكـانّ إليزابيثّ ببرودّ كم أثار ذلكّ غضبهّ لمّ يعد عـدد حلفائها كبيراّ إذ ما إن قورن عـددهمّ
إلى بقيةّ المدراءّ فهم يشكلونّ الأقلية بنسبةّ 35 من المـائةّ لكن ذلكّ لا يشفع لهمّ انحيازهمّ لها و أراد فعـلاّ أن يتخلصّ منهمّ فوقفّ لولاّ أن نايتّ أشارّ
له بـهدوءّ أن يعودّ لمقعده إذ هـذا ليس بالوقت المناسبّ لمعالجة هذه المشكلةّ فعاد كايل يجلسّ بمضض ، فتـحدثّ جورجّ مجددا بارتباك
ـ أيهـا السادةّ الـكرام أرجـوا منكم اخـتيار الـشخص الأنسبّ لـمنصب الـسيد بيتر لبيير الـراحل ، كما تـرونّ هناك أقلام الكترونيةّ بجانبها لوحةّ أيضاّ
أرجوا منكم كتـابةّ إسم المنـاسبّ ، سوف تـظهر النتائجّ في الشـاشةّ بالـتوفيقّ
بلـعّ كايل ريقهّ بتوتر مـلحوظ في حين اسند نايت رأسهّ على ذراعهّ بتململ و عينيه مـوجهتينّ نحوّ تلكّ الشـاشةّ عـندماّ وقف أحدّ رجال الأعـمالّ قـائلاّ
بنبرةّ هادئةّ
ـ أرجـوا المعـذرةّ لكنّ لدينا بعض التسـاؤلاتّ التيّ نحن بحـاجةّ لأجوبتها قبل الإقدام على أيّ قرار
نـظرّ كلا من نايت و كـايل إليهّ كيّ يـومأ كلاهما بالإيجاب إذ أنه من حـقهم الإجـابةّ على استفساراتهمّ فالقرار الذيّ هم مقدمون عليه ليسّ بالقرار السهلّ
لكيّ يـوجه ذلكّ الـرجل أنـظاره نحوّ نايت الذيّ كان يبتسمّ بـبرودّ و ما تلكّ التسـاؤلاتّ إلا عنه ، فتحدثّ الـرجل مجددا بـهدوءّ
ـ سيـد نايت أصحيحّ أنكّ تنمي أو بالأحرى هل أنـتّ فعلا ابن الـسيد نيكولاس مـاكاروف ؟
أجـاب نايتّ إجـابةّ مختصرةّ مقتضبةّ بنـعمّ لكيّ تعـم الـدهشةّ فيّ أرجاء الغـرفةّ و قد تعـالتّ أصواتهمّ فهناكّ من يقـول أنه كانّ يعلم ذلكّ منذ البدايةّ
و هناكّ من يقولّ أنه قد قابل نيكولاس ماكاروف في الماضيّ و كم يشبـهه نايتّ لدرجة لاّ تصدقّ و البعضّ من رفضّ ذلك و اعتقدّ أنها مجرد إشاعةّ
إلى غايةّ أن أثبت نايتّ صحتهاّ وقفّ رجل آخر لكي يتحدث بدهشةّ
ـ و هـل أخـاك السيد ديميتري مـاكاروف حيّ فـعلا ؟ أهو خـلف تـلك الحرائقّ و الانفجاراتّ التي تحدث بالـحفلاتّ ؟
رمـقه نايتّ ببرود قد بـدى أنه غـير راضيّ بمجرى الأحداثّ كان ذلكّ واضحا من نـظراته الـحادةّ المـهددةّ بينما وقفّ كــايلّ بدوره مرتبـكا إذ يدركّ
أن من المواضيعّ المـحظورة التيّ لا يتوجبّ أبدا تحدثّ عنهاّ أمام نايتّ هو هـذاّ الموضوعّ بالذاتّ فـتنحنحّ بخفةّ و كاد أن يجيبّ عندما تحدثّ نايت
بنبرته الباردةّ المتهكمةّ
ـ لا أرى أن هـذا السؤال يمتّ بأيّ صلة لقرار الذيّ سوف تتخذه ..
احمـر وجهه بأكمله و عـاد يجلسّ في مكانه ملتـزما الصمتّ في حين ظلتّ نـظرات نايتّ الحادة موجهة نحوه أن يتجـرأ و يسـأله عن ديميتريّ كم
بلغ فـضولهم ، أصدرّ آهة تـدلّ على عدم رضاه و لم يقل شيئاّ لكي يتحدث شخصّ آخر
ـ مـاذا عن أملاك مـاكاروف ؟
نـظر نـايت نحو ذلكّ الـرجلّ بـعينين بـاردتين جـدا قبل أن يبتسم متـهكما هاهم الآن يسـألونه عن أملاك مـاكاروف أهم يتسـاءلون ما إن صـار رئيس
شـركةّ لبيير إن كان قد يدمجّ كلتا الشـركتين و يضعّ جميع أسهمه لكيّ تـزداد بل تتضخم أرباحهم ، تـحدث نـايت بنبرةّ متهكمـةّ ساخرة
ـ نـحن الآن ننـاقش مصيـرها و من يعلم قد يتم وهبها جميـعا إلى الجمعيات الخيريةّ
شحـب وجه الـرجل كليا متأسفا فقط لفكرةّ أن هذه الأملاكّ قد توهب بأكملها إلى ما يسمى بالجمعيات الخيـريةّ فبواسطتها يستطيـعونّ صنـع إمبراطورية
دائمـةّ من كل كميةّ الأموالّ تلك في حين أخذ نايت يحركّ قلمه بلا مبـالاةّ فهم لن يحصـلوا على تلكّ الأجوبة مهما فعـلوا بينما وقفّ أحد الرجالّ المتحالفين
معّ إليزابيثّ قائلاّ بنبرةّ متسـائلة
ـ أيـن هي السيدة إليـزابيث ؟ أو ليست هي من حدد موعد الاجتماع ؟
حينها ضـحك كـايل بصوت عـالي فأخـذ الـكل ينظر نحوه بإستغـراب بينما حاول هو أن يوقف ضحكه الجنوني هـذا بإمساكه لمعـدته فاستطاع كـتمه في
حين تقدمت سوزي إلى الأمام لكي تتحدث بنبرةّ بـاردة للغـايةّ
ـ سـوف نـجيب عن هـذا بعد الاجتماع ..
ثم عـادت لمكانها بعدما ضربت كايل بخفـةّ على كتفه تـطلب منه التزام الصـمتّ بصوتّ لا يكاد أن يكون مسموعا في حين زفر ذلك الـرجل بكل حـدةّ
كي يعودّ إلى مقعده غير مقتنع بإجابة سوزي المختصرةّ بينما تـنهد المدعو جورجّ بأسى حينما تـحدث كـايل بابتسـامةّ خفيفةّ للغايةّ
ـ الآن أيها السـادةّ نـرجوا مـنكمّ التـصويت للأفضل ..
نـظر بـعض الـرجال الذين كـانوا يتسـاءلونّ يحاولون الحصول على القليل من الأجوبةّ إلى غـيرهم أجل لقد شكل اعـتراف نايت اللا مبالي لأصله دهشـةّ
إذ ليس هناك أي رجل أعمال لم يسمع قبلا بـنيكولاس ماكاروف ذلكّ الـرجل الذيّ صنع طـريقته الخـاصةّ و عـالمه أيضا لديه ابنـه و الذيّ هو أيضا يسلك
نـفس الطريق نحو عـالم الأعمال بينما تسـاءل الجزء القليل عن مكان إليزابيثّ لم يتجرأ أيّ أحد منهم قول أي كلمةّ قدّ مرت فترةّ صمت قصيرةّ قبل
أن يمسكّ الكل بـقل


 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:18 AM   #122
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الجزء الـسابع و الخمسون

~ ْ المـصير 2 ْ ~

ماكاروف هذاّ اللقبّ كانّ لتوماس قيصرّ روسيا من دمّ عـّريق نقيّ تلاهّ أسلالهّ إلىّ غـّاية وصولّه إلى نيكولاس بـّالرغم من أنهّ عـرفّ بّدهائهّ
خبـّثه و مـّكره الشديدّ أيضاّ حـّبه للمالّ عـّرف عبرّ الـّزمن بوسامتهّ الغير اعـتياديةّ التيّ جعلت معظمّ نساءّ عـّائلات العـّريقة تقعّ فيّ شباكّ
غـراّمه اللواتيّ كن هـّدفه منذّ البـّداية و لمّ تكن سكارليتّ لبير سوىّ واحدّة من هؤلاء النـّساء كانتّ فتـّاة سّاذّجـّة غـّريبة ذاتّ ابتسامةّ دافّئة تسرّ
الناظرينّ لقـّائهماّ كان فيّ إحدىّ الحفـّلات العـّديدةّ التيّ حضرهاّ نيكولاسّ لترفيه على نفسّه ، يقفّ بـّحلته السوداءّ فيّ إحدىّ الزواياّ راسماّ على
شفـتّه ابتسـّامة جـذّابة بينماّ عينيه تـّحومانّ فيّ القـّاعة لانتقاء الأجملّ من أجلّ الليلةّ ، شعـّره الأسودّ الذيّ تساقطّ على جبهتهّ معطياّ إياهّ منـظراّ
غامضاّ جـذاباّ أنفه المسّلول و قّامته الطـّويلة إلىّ غـّاية جسدّه العـّضلي .. وحيـّدا كيّ يعطيّ فرصةّ لأي فريسة بالتـّحدث معهّ أياّ بإعطاءّ منـظر
الـّرجل الوسيمّ الهـّادئ اللا مباليّ تململّ قدّ سئمّ الانتظارّ عندّما فجّأة شعرّ بشيء يرتطمّ به من الخـّلف بكلّ قوةّ جعـّلته يتمايلّ محاولا الحفاظّ على
توازنهّ قدّ فلت من بين لسانه شتيمةّ سريـّعة .. استـّدار رامقاّ ذلكّ الشخصّ بعينين حـّادتين قدّ فقدّ هدوءهّ لما سقطتّ أنظاره على تـّلك الفتاةّ الوقحـّة
ربما ّكانت تـرتديّ فستاناّ أزرقّ اللونّ غامضّ واسعّ منّ نهايةّ خصرهاّ و شعرهاّ مـّرفوع للأعلىّ على شكلّ وردّة بسيطـةّ نـظرتّ إليه بعينيهاّ
الزرقاوتين ثمّ ابتسمتّ بارتباك شديدّ و هي تنحنيّ قائلةّ بّوجه محمرّ
ـ أنـّا آسفة سيديّ .. لمّ أقصدّ أن أرتطمّ بكّ أعذرّ وقاحتي من فـّضلك
نـظرّ إليهاّ لوهلة من الزمنّ إذّ لم تثرّ اهتمامه لم تكنّ روسيةّ بلاّ شكّ لكنتهاّ انجليزية بحتـّة أيضاّ منـظرهاّ الشـّاحب و عينيهاّ الزرقاوتين زم شفتيه
بعبوسّ و هو يستديرّ لمراقبةّ الحـّفل قدّ بدى عليهاّ الضجرّ فوقفت بجانبهّ و هي تـّقول بفضولّ
ـ أنـا أدعى سكارليت لبير ماذا عنك سيدي ؟
رمـّقها ببرودّ قبلّ أنّ يتجاهلها و هوّ يرتشفّ القليلّ من كأسهّ ليست نوعه المفضلّ بالرغم منّ أنها جميلةّ لكنهاّ لا ترتقيّ لمستوىّ نوعه على
الإطلاقّ لمّ يحبذّ يوماّ الإنجليز و لا يريدّ أي عـّلاقة معهم حتىّ لو كان الأمرّ مجردّ عبثّ لكنّها استمرت بالحـّديث و هي ترسمّ ابتسامةّ خفيفة
على شفتيهاّ
ـ أتعلم سيديّ بأنه ليسّ لائقاّ ان لا تخبرني بإسمكّ ؟ ذلكّ لؤم
أرادّ أن يبتعد عنهاّ لكن موقع الذيّ هو فيهّ أفضلّ مكانّ لمراقبةّ مكثفةّ للحفلّ فهو لم يأتي من أجل علاقة عابثة فقطّ بل لمراقبةّ التحالفات التيّ
تجريّ وسطّ الضجيجّ وّ قائمة الحضور الذيّ كلفه والده بهاّ ، أجابه بنبرةّ لا مبالية لعلهاّ تصمتّ
ـ أدعى نيكولاس ..
أصدرتّ آهة تدلّ على سماعهاّ له ثمّ جالت بعينيهاّ هيّ الأخرى بين أوجه الحضور كانتّ ملامحهاّ رقيقةّ تعـّلو شفتيها ابتسـّامة لطيفةّ فجأةّ أمالت
رأسهاّ قليلاّ ناحيتـّه قدّ كانت وجنتيهاّ محمرتين بشدةّ لقدّ كان واضحاّ إعجابهاّ به و لمّ تستطع إخفائهّ بينماّ كان أمرّ عدم مبالاة نيكولاسّ واضحاّ
أيضاّ ، لقائهماّ الأولّ بتلكّ الحفـّلة وقوعهاّ بغـّرامه تركّ كل شيءّ من أجلهّ التفات نيكولاسّ إليهاّ ابتسامته المميزةّ لهاّ نـظرته الخاصةّ كانّ بدايةّ
لرحـّلة مليئةّ بشتى أنواعّ الانتقـّام ..
بـدايةّ تـعارفهما مـعرفـةّ آنسـة سكارليت وريثـةّ ثروةّ لبيير و الـفتـاةّ المـدللةّ لأخيهاّ و والدها لسيد نـيكولاس ماكاروف الـرجل الذي لا يـعرف
المستحيلّ و تـلكّ الـعلاقةّ التي جمعتهما حب من طرف واحد تـركتّ حبـه يتسلل إلى كيـانها كذلك هو تـركها تـحبه مثلما تشـاءّ وّ القدر لم يعد
هنـاكّ أيّ كلام أكثر ..
ابتسـمّ ديميتري ببرود على تلكّ الذكرى الذي لطالما سردها نيكولاس على مسامعه ساخـراّ من فتاة بلهاءّ مثلها ، تنهـدّ بقلةّ حيلة لما يتـذكرّ ذلك
الآن ؟ لطالما شـعرّ بالشفقةّ لا الأصحّ قولا بالسعادةّ لأن سكارليت قدّ أنجبت نايتّ أخيه الذيّ عانى نفسّ معاناته لكنّ كل شيء تغير لما قرر نيكولاسّ
وضع تلكّ اللعبة الصغيرةّ لإرضاء غـروره و كبريائه فجعلهماّ يتنافسان من سيحطم الآخر أولا ..
ـ أنـا لن أخسـرّ ديميتري ..
ضحكّ بـخفةّ حينما تـذكرّ كلماتّ نايت الـجادةّ للغايةّ كان حينها يبلغّ من العـمرّ التـاسعةّ بينما كان هو فيّ الـثالثة عشر من العمر لما نايت هربّ
من مسكنّ والدته و أتىّ لنيكولاسّ طلبّ منه إعطائه فرصةّ لإثباتّ نفسهّ و لجـعل نيكولاسّ يعترفّ به كابن له أمام المـجتمعّ ، يقفّ أمام هـذّه الغـرفةّ
ممسكاّ بقميصه المبللّ من المطر نـظراته الـحادةّ الداكنةّ و بنبرتهّ المليئةّ بالتـحديّ و الـغضبّ
تلكّ الكلماتّ كانت موجهة لنيكولاسّ لجعله يتخلى عن استبداده قدّ شعر ديميتري حينها بالسعادةّ ربما لأن و بوجود شخصّ آخر سيستطيع أن يقفّ
على قدميه أمام نيكولاسّ يضعه عندّ حده و يقولّ كفى لأوامره المستبدةّ لألعابه الـمريضـةّ ، لمّ يكن أحد يرغب فيّ وجود نايت أكثرّ منه هوّ و اهـتمّ
به طوالّ فترةّ بقائه بالرغم من أنه لم يظهر ذلكّ قط ..
الـذكرىّ الأولّى ربماّ تلكّ التي جعلتهّ يغير من نـظرتهّ للعالمّ قدّ تـركتّ أثرا كبيـراّ على كل من عـقله و قلبهّ لمـاّ رأىّ سيرينا المـرأةّ التي أحببها بأقصى
درجاتّ العشقّ قدّ كانتّ المصدرّ الأولّ الذيّ يستمدّ منه قوتهّ و شجـاعتهّ حينماّ رأىّ خيانتها معّ والده لا شخص آخر بلّ والده تـلكّ المرةّ تـمردّ على
كلّ شيءّ فقدّ كل شيءّ و سئمّ من كل شيءّ فـقررّ الـرحيلّ بلا عـودةّ لم يعد يأبه بأوامرّ نيكولاسّ قدّ كانّ يحملّ حقيبته متجها إلى مكـتبهّ ، كـادّ أن
يطرقّ البابّ عندما انتقل إلى مسامعه صوتّ نيكولاسّ الحادّ الهادرّ
ـ أيهـا الـلقيطّ كيفّ تتجـرأ على مخـالفةّ أوامري ؟ أنـا نيكولاسّ ماكاروف تقفّ فيّ وجهي ؟ أنا الذيّ جعـلتكّ تقفّ على قدميكّ بعدما كنتّ من حثالةّ
المجتمعّ تـعيشّ على تلكّ الدنانيرّ التيّ تكسبهاّ سافلتكّ منّ عشاقهاّ تأتيّ و تـقولّ ليّ أنا .. لا ؟
دوىّ صوتّ ضـربةّ قويةّ جعلتّ قلبهّ يتوقفّ عن العملّ من الصدمةّ فمدّ يده لكيّ يفتحّ البابّ قليلاّ لكن يده المرتجفةّ لم تساعدّه على الإطلاقّ فوقفّ
فيّ مكانه يرتجفّ كورقةّ فيّ الخريف و هو ينظر ّإلى أخيه الذيّ سقطّ أرضاّ قدّ كانتّ هناكّ دماءّ على وجهه الشاحبّ فيّ حين كانّ نيكولاسّ يمسكّ
ما كان يسميه بسوطّ التأديبّ عـندما تـحدثّ نايت بنبرةّ هادئةّ
ـ ضربكّ لن يغير من رأييّ فلا تـزال الإجابةّ نفسها
كانتّ نـظراته الـباردةّ أكثرّ ما يثيرّ غـضب نيكولاسّ يجعله يفقدّ أعصابه فيّ كثيرّ من الأحيانّ فـرفع ذلكّ السوطّ مجددا و ضـربه بقوةّ على ظهرهّ
بينما لمّ ينبس الأخيرّ بأيّ حرفّ و اكتفى فقطّ بالنظرّ إليه و الابتسامّ بكلّ سخريةّ و تـهكمّ قدّ كان و عوضّ البكاءّ يضحكّ بنبرةّ صوته الـمبحوحةّ
فيزيدهّ غضباّ حينماّ كان يقفّ ديميتري خلفّ البابّ ، أعـاد حـقيبته تلكّ إلى غـرفتهّ و وضعّ يده علىّ جبينه قبلّ أن يبكيّ بصوتّ مكـتومّ لأنه يـعلمّ
بدوره يـعلمّ أن لا مفرّ ..
دمـاء ماكاروف الملوثـةّ تجري فيّ عـروقه مجرى قلبه و عـقلهّ كيـانه بأكمله اسمه مرتبـطّ به كذلك مصيره ، بقيّ على حالته تلكّ يجلس فيّ الأرضّ
ساكنا بجانبه الأيسر مسدسه الصغيرّ و على جانبه الأيمنّ حقيبته رفعّ ركبته و أسند رأسه عليهاّ حينما فتحّ الباب فجـأةّ فيّ ذلك الصمتّ و السكونّ
مصدراّ صوتاّ خافتاّ نـظرّ إلى القـادمّ لكي يرى نايت يتقدمّ بخـطواتّ بطيئةّ لما اقترب مسافةّ كافيةّ منه جلسّ على الأرضّ مثله ثم تـحدث بنبرةّ باردةّ
ـ عـقّم لي جرح ظهري لم أستطيعّ أن أعقمه بنفسيّ..
نـظرّ إليه ديميتري بهدوءّ قبل أن ينفذّ ما طلبه منه رفع قميص نايت للأعلىّ و ركز عينيه علىّ ظهره كانتّ الجروح تـملئهّ عمـيقة مليئةّ بالدماءّ
فـتنهدّ بقلة حيلةّ ثمّ وقفّ اتجه إلى الحمام و جذبّ دلوا معّ منشفةّ صغيرةّ و أخـذّ يمسحّ جروحه ببطء لما تـحدث نايت ببرود
ـ لما لم تـرحل ؟
ضحكّ ديميتريّ ببحةّ إلى أينّ ؟ حتى و إن استطاعّ اجتـيازّ جدران هذا المنزلّ و غادرّ فأين المفرّ من قبضةّ نيكولاسّ ؟ هو سيجده أينما كانّ سيقتلهّ
لاّ بل سيعذبهّ تماما مثلما كان يفعل حينما يخطـأّ ، فيّ حين نـظرّ إليه نايتّ بهدوءّ و قالّ بنبرةّ جادةّ
ـ أنـا سـأبقى هنا ، سآخذ كل ما يملك ..
توقفّ ديميتريّ عن مسحّ جرحه و لم يقل شيئا لطالما كانت هذه كلمات نايتّ لطالما ألقاها فيّ وجه نيكولاسّ سآخذ كل ما تملكّ سأجعلكّ تتمنى المـوتّ
على المصيرّ الذيّ ستقع فيهّ و لطالماّ تلقى والدهما كلماتهّ بضحكةّ متهكمةّ و هوّ يبتعدّ عنهماّ بخطـواتّه الواثقةّ الـسريعةّ ، نـظر إليه نايتّ بحدةّ و رفعّ
يده وضعها على كتفّ ديميتريّ ثمّ قالّ بنبرةّ هادئةّ مبحوحةّ
ـ كن معي ..
نـظرّ إليه ديميتريّ لوهلةّ من الزمنّ قبلّ أن يـبتعدّ عنه وقفّ ثمّ اتجـه بخطـواتّ بطيئةّ ناحيةّ شرفتهّ كانتّ نـظراتهّ لاّ تعبر عن أيّ شيءّ بالكاد استطاعّ
نايت أن يفهمّ ما يجول بباله لكنه فوراّ تنهدّ بقلةّ حيلةّ و هوّ يقفّ حينما تـحدثّ ديميتريّ بنبرةّ باردةّ
ـ سأنتقمّ من كل شخص يحمل دم ماكاروف و أنـت معنيّ بكلامي هـذا ناي ..
تـوقف ديميتري عندّ هذّه اللحظةّ و تـنهدّ ببرودّ لو أنه وافقّ لوّ أنه ضمّ يده بيدّ أخيه لربما اختلفت الأوضاعّ الآن لكنّ ليس بيده حيلةّ هو يريدّ القضاءّ
على كلّ فردّ من أفرادّ ماكاروفّ يريدّ جعلهمّ يذوقون الألمّ نفسهّ و يـريدّ الانتقامّ من نيكولاسّ أجلّ هو يريدّ فعلا ذلكّ لكنّ .. قطبّ حاجبيهّ و نـظرّ إلى
التلفازّ حيثّ كانتّ هناكّ صورةّ لنايتّ و كايلّ أيضا قدّ تناولّ المذيع الحديثّ حول من الأحقّ بالمنصبّ
ـ رجـال ماكاروف لا يخسرون لأيّ أحد ..
قالّ ذلك متهكماّ قبل أن يقفّ مغادرا تـلكّ الغرفةّ حاملاّ هاتفه المحمولّ بين يديهّ و هوّ يقوم بعدةّ اتصالاتّ قبل أن يرسم ابتسامةّ خفيفةّ متهكمـةّ على شفتيه ،

/

قـاعـة كبيـرةّ الحجم يتوسـطها طـاولةّ مستـديرةّ نـوعا ما جـلس عليهاّ العـديد من رجال الأعمـالّ و مدراء جميـعّ فـروع شركةّ لبيير فيّ أنحـاءّ الـعالم
من بـاريس و لندن أيضا أمريكا و الـغير .. بهاّ شـاشة واسعـة للعرضّ و ترأس الـطاولةّ على الجـهةّ اليمنى كـايل الذيّ يحمل بين يديه ملفـا ما و على
غـير عـادته البشوشةّ المبتسـمةّ كان جـاداّ للغـايةّ يـقـرأّ ذلكّ المشروعّ الذيّ يريد طـرحه كان متـوتراّ للغايةّ بالرغم من أنه استعدّ لهذه اللحظةّ مسبقاّ
و بجـانبهّ تقفّ سوزي بينمـا و فيّ الـجهةّ الأخرىّ تـماماّ مقابلاّ له كان يجلـسّ نايت ينـظر إلى الأوراقّ التي أمامه بـبرودّ و هوّ يحرك قلمه بكلّ عشوائيةّ
و ينـظرّ فيّ حين آخر إلىّ ذلكّ الـرجلّ الذيّ قرر افتتاحّ الاجتـماعّ بحدةّ يريدّ منه أنّ يكمل تـرهاته التيّ يتفوه بهاّ دون جدوى عندما انتقل إلى مسامعهّ
صوت رجلّ يهمسّ للذيّ بجانبه
ـ ألن تـأتيّ السيدةّ إليزابيثّ ؟ أو ليستّ هي من قررتّ موعد الاجتـماع ؟
رمـقهما نايتّ بسخريةّ شديدةّ هاهم حلفائهاّ يـعربونّ عن قلقهمّ لعدم مجيءّ سيدتهم هـؤلاءّ الخـونةّ أول ما سيفعله بعد انتهاءّ الاجتـماعّ هوّ تصريحهمّ
من خدماتهمّ و طردهمّ سيحرصّ على أنّ لا يتلاعب أحد مجددا بـأفرادّ لبيير أو يظنونّ بـأنهما غافلانّ عن تحركاتهم الخفيةّ ؟ فتـحدثّ بنبرةّ باردةّ
ـ جـورج بـحق الجـحيم تـوقفّ عن الكـلامّ و لننتقلّ إلى الأهم ..
تنحنح جورج بإرتباك و أعلن فـورا عنّ إنهائه لتقديمه كيّ يقف بجانب سوزي متـوترا التيّ ربتت على ظهره بخفـةّ محاولةّ أن تـزيحّ عنه توترهّ فيّ
حين ضحك كايلّ بخفةّ موافقا إياهّ
ـ أنـا أيضا مللتّ من كل هـذه المقدماتّ ..
ابتسـم نايتّ متهكما و هوّ يوجه أنظاره إلى كلّ الـرجال الذينّ يتهامسونّ حوله إذ لطالما لم تنل تصرفاته إعجابهم و اكتفـى فقطّ بـرفع يده مشـيراّ بتحـيةّ
ساخرةّ للغايةّ بينما رمق كـايلّ هؤلاء الذين يتساءلون عن مـكـانّ إليزابيثّ ببرودّ كم أثار ذلكّ غضبهّ لمّ يعد عـدد حلفائها كبيراّ إذ ما إن قورن عـددهمّ
إلى بقيةّ المدراءّ فهم يشكلونّ الأقلية بنسبةّ 35 من المـائةّ لكن ذلكّ لا يشفع لهمّ انحيازهمّ لها و أراد فعـلاّ أن يتخلصّ منهمّ فوقفّ لولاّ أن نايتّ أشارّ
له بـهدوءّ أن يعودّ لمقعده إذ هـذا ليس بالوقت المناسبّ لمعالجة هذه المشكلةّ فعاد كايل يجلسّ بمضض ، فتـحدثّ جورجّ مجددا بارتباك
ـ أيهـا السادةّ الـكرام أرجـوا منكم اخـتيار الـشخص الأنسبّ لـمنصب الـسيد بيتر لبيير الـراحل ، كما تـرونّ هناك أقلام الكترونيةّ بجانبها لوحةّ أيضاّ
أرجوا منكم كتـابةّ إسم المنـاسبّ ، سوف تـظهر النتائجّ في الشـاشةّ بالـتوفيقّ
بلـعّ كايل ريقهّ بتوتر مـلحوظ في حين اسند نايت رأسهّ على ذراعهّ بتململ و عينيه مـوجهتينّ نحوّ تلكّ الشـاشةّ عـندماّ وقف أحدّ رجال الأعـمالّ قـائلاّ
بنبرةّ هادئةّ
ـ أرجـوا المعـذرةّ لكنّ لدينا بعض التسـاؤلاتّ التيّ نحن بحـاجةّ لأجوبتها قبل الإقدام على أيّ قرار
نـظرّ كلا من نايت و كـايل إليهّ كيّ يـومأ كلاهما بالإيجاب إذ أنه من حـقهم الإجـابةّ على استفساراتهمّ فالقرار الذيّ هم مقدمون عليه ليسّ بالقرار السهلّ
لكيّ يـوجه ذلكّ الـرجل أنـظاره نحوّ نايت الذيّ كان يبتسمّ بـبرودّ و ما تلكّ التسـاؤلاتّ إلا عنه ، فتحدثّ الـرجل مجددا بـهدوءّ
ـ سيـد نايت أصحيحّ أنكّ تنمي أو بالأحرى هل أنـتّ فعلا ابن الـسيد نيكولاس مـاكاروف ؟
أجـاب نايتّ إجـابةّ مختصرةّ مقتضبةّ بنـعمّ لكيّ تعـم الـدهشةّ فيّ أرجاء الغـرفةّ و قد تعـالتّ أصواتهمّ فهناكّ من يقـول أنه كانّ يعلم ذلكّ منذ البدايةّ
و هناكّ من يقولّ أنه قد قابل نيكولاس ماكاروف في الماضيّ و كم يشبـهه نايتّ لدرجة لاّ تصدقّ و البعضّ من رفضّ ذلك و اعتقدّ أنها مجرد إشاعةّ
إلى غايةّ أن أثبت نايتّ صحتهاّ وقفّ رجل آخر لكي يتحدث بدهشةّ
ـ و هـل أخـاك السيد ديميتري مـاكاروف حيّ فـعلا ؟ أهو خـلف تـلك الحرائقّ و الانفجاراتّ التي تحدث بالـحفلاتّ ؟
رمـقه نايتّ ببرود قد بـدى أنه غـير راضيّ بمجرى الأحداثّ كان ذلكّ واضحا من نـظراته الـحادةّ المـهددةّ بينما وقفّ كــايلّ بدوره مرتبـكا إذ يدركّ
أن من المواضيعّ المـحظورة التيّ لا يتوجبّ أبدا تحدثّ عنهاّ أمام نايتّ هو هـذاّ الموضوعّ بالذاتّ فـتنحنحّ بخفةّ و كاد أن يجيبّ عندما تحدثّ نايت
بنبرته الباردةّ المتهكمةّ
ـ لا أرى أن هـذا السؤال يمتّ بأيّ صلة لقرار الذيّ سوف تتخذه ..
احمـر وجهه بأكمله و عـاد يجلسّ في مكانه ملتـزما الصمتّ في حين ظلتّ نـظرات نايتّ الحادة موجهة نحوه أن يتجـرأ و يسـأله عن ديميتريّ كم
بلغ فـضولهم ، أصدرّ آهة تـدلّ على عدم رضاه و لم يقل شيئاّ لكي يتحدث شخصّ آخر
ـ مـاذا عن أملاك مـاكاروف ؟
نـظر نـايت نحو ذلكّ الـرجلّ بـعينين بـاردتين جـدا قبل أن يبتسم متـهكما هاهم الآن يسـألونه عن أملاك مـاكاروف أهم يتسـاءلون ما إن صـار رئيس
شـركةّ لبيير إن كان قد يدمجّ كلتا الشـركتين و يضعّ جميع أسهمه لكيّ تـزداد بل تتضخم أرباحهم ، تـحدث نـايت بنبرةّ متهكمـةّ ساخرة
ـ نـحن الآن ننـاقش مصيـرها و من يعلم قد يتم وهبها جميـعا إلى الجمعيات الخيريةّ
شحـب وجه الـرجل كليا متأسفا فقط لفكرةّ أن هذه الأملاكّ قد توهب بأكملها إلى ما يسمى بالجمعيات الخيـريةّ فبواسطتها يستطيـعونّ صنـع إمبراطورية
دائمـةّ من كل كميةّ الأموالّ تلك في حين أخذ نايت يحركّ قلمه بلا مبـالاةّ فهم لن يحصـلوا على تلكّ الأجوبة مهما فعـلوا بينما وقفّ أحد الرجالّ المتحالفين
معّ إليزابيثّ قائلاّ بنبرةّ متسـائلة
ـ أيـن هي السيدة إليـزابيث ؟ أو ليست هي من حدد موعد الاجتماع ؟
حينها ضـحك كـايل بصوت عـالي فأخـذ الـكل ينظر نحوه بإستغـراب بينما حاول هو أن يوقف ضحكه الجنوني هـذا بإمساكه لمعـدته فاستطاع كـتمه في
حين تقدمت سوزي إلى الأمام لكي تتحدث بنبرةّ بـاردة للغـايةّ
ـ سـوف نـجيب عن هـذا بعد الاجتماع ..
ثم عـادت لمكانها بعدما ضربت كايل بخفـةّ على كتفه تـطلب منه التزام الصـمتّ بصوتّ لا يكاد أن يكون مسموعا في حين زفر ذلك الـرجل بكل حـدةّ
كي يعودّ إلى مقعده غير مقتنع بإجابة سوزي المختصرةّ بينما تـنهد المدعو جورجّ بأسى حينما تـحدث كـايل بابتسـامةّ خفيفةّ للغايةّ
ـ الآن أيها السـادةّ نـرجوا مـنكمّ التـصويت للأفضل ..
نـظر بـعض الـرجال الذين كـانوا يتسـاءلونّ يحاولون الحصول على القليل من الأجوبةّ إلى غـيرهم أجل لقد شكل اعـتراف نايت اللا مبالي لأصله دهشـةّ
إذ ليس هناك أي رجل أعمال لم يسمع قبلا بـنيكولاس ماكاروف ذلكّ الـرجل الذيّ صنع طـريقته الخـاصةّ و عـالمه أيضا لديه ابنـه و الذيّ هو أيضا يسلك
نـفس الطريق نحو عـالم الأعمال بينما تسـاءل الجزء القليل عن مكان إليزابيثّ لم يتجرأ أيّ أحد منهم قول أي كلمةّ قدّ مرت فترةّ صمت قصيرةّ قبل
أن يمسكّ الكل بـقل


 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:19 AM   #123
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







وضـعت يدها على الـمرآة التي أمامها تـنظر إلى ملامحـها الشـاحبةّ بغير تـصديق كـما لو أنها تنـظر إلى شخص آخر غـيرها و لم تعد تتعرف
على نفسهاّ بعد الآن في حيـن أخذتّ تـكح بـقوةّ لم يعد مفـاجئا كميةّ الدماء التي فقدتها حينما تـقبلت أخيـرا مرضها كـجزء منها أو ربـما تـركتّ
المـرضّ يأخذ جسدها ، فلم تـعد خـائفـة كمـا كانتّ في البـدايةّ مـدتّ يدها لتفتح الـحنفيةّ و تغـسل وجهها مراراّ و تـكرارّا تـطلب بصمتّ و تـدعوا
بكل رجاءّ أن تتمكن من الـوقوف على قدميها حتىّ نهاية الـيومّ
سـمعتّ طرقا على البـابّ فـتنحنحتّ محـاولة ّاستعادة القليلّ من قوتهـا قبلّ أن ترسم على شفتيها ابتسـامةّ مشـجعةّ لقد قـاومتّ طـوال الوقتّ فما
الذيّ يمنعها من الصمودّ أكثر ؟ إنها بكل تأكيد لن تستسلمّ فـهذا الـيومّ يعني لها الـكثيرّ كم انتـظره نايتّ كم قـاومّ لأجلّ هـذا المنصبّ و سعى لإثبات
نفـسه للجميعّ لذلكّ ستقف على قدميها و تسـانده ،
ـ مـاري هيـا بسرعةّ سوف يتم الإعلان قـريبـا عنّ رئيـس الشـركةّ..
كان ذلك صـون أليكساندر الـمتحمس فـتنهدتّ و نظرت إلى المرآة لآخر مـرةّ قبل أن تستدير مبـتعدةّ ، فتحتّ البـاب مبتسمةّ فأمسك أليكساندر
يدها مسرعا و أخذ يسحبها إلى إحدى القـاعاتّ التي كانا ينتظرانّ فيها بـرفقةّ فـلورا و ويليامّ كذلك كليـر جميـع الأشخاصّ الذين سـاندوا بطريقةّ أو
بأخرى الطرق التي اتخـذها كل من كـايل و نايت حينما وصـلتّ وجدتّ كلير وحدها تقف في وسط الـقاعةّ هـادئةّ للغايةّ فـتحدث أليكساندر بنبرةّ
متسائلةّ مستغـربةّ و هو يبحثّ عن كل من فلورا و ويليامّ بعينيه فيّ القاعةّ
ـ كـلير أين ذهب ويليـام ؟ سوف يتم الإعلان عن النتائج قـريبا
استـدارت نحوه كلير و نـظرتّ نحوهما لوهلة الأولى من الزمنّ توقفت نظراتها على ماري الشـاحبةّ بدتّ مندهشة من منـظرهاّ لكنها أولتّ ذلك لكونها
قلقةّ على نايتّ فسرعان ما التفتت إلى أليكساندر كي تجيبه بنبرةّ هـادئةّ
ـ لقد أتى فـرانسوا و أخذ ويليام من أجل تـحضير مـؤتمر عاجل كما يبدوا للإعلان عن رئيس الشـركةّ بشكل رسمي و فـلورا ذهبت برفقته
أومـأ أليكساندر بـالإدراك و هو يبتعد عنهما لكيّ يجلس في إحدى الأرائكّ و كذلك فـعلتّ ماري حينما تقدمت منها كليرّ بدت مترددة إذ لربما تزيد من
قلق ماري بسـؤالهاّ ففضلت عدم فعل ذلك و هي تجلس بجانبها ملتزمةّ الصـمتّ حينما تـحدثتّ ماري بنبرةّ هـامسةّ
ـ كـلير ..
التفتت إليها كليرّ دون أن تقول شيئا تنـظر نحوها حينما ابتسـمت ماري بهدوءّ كانت نـظراتها مختلفةّ و ملامحها كذلكّ بدت كم لو كـأنها حـزينةّ و
مستـاءةّ على وشكّ البكاءّ ربما لكنها و في نفسّ الوقت تملكّ ابتسامةّ لطيفةّ رقيقةّ للغاية و هادئةّ مطـمئنة للغايةّ قد تحدثت بنبرتهاّ و هي تسألهاّ
ـ أتصدقين بـوجود عـالم به نهـايات سعيـدةّ ؟
كم بدى سـؤالها غـريبا و عـجيبا فـأمالتّ كلير رأسها قليلا ناحيتها محـاولة أن تستوعب سـؤال الأخيرةّ قبل أن تتمكن من أن تجيبها لاحظتّ تغيرّ
المفاجئ على ملامح ماري بدت شـاحبةّ أكثر تـمسكّ بطرف فستانهاّ بكل قوةّ وقفتّ و تحدثتّ بنبرةّ مبـحـوحةّ
ـ كـلير اعتني بـأليكساندر إلى غـايةّ عودتي من فـضلكّ ..
فتحتّ كلير شفتيها لكي تتحدث فما الداعي لإبقاء عينيها على أليكساندر ما دامتّ هي هنا ؟ أجل بالطبع سـتفعل لكن لم تفهم الغايةّ من ذلك في
حين ابتسـمتّ ماري بلطف شديد قبل أن تخطوا بضعةّ خطواتّ إلى الـخارجّ حينها تـحدثّ أليكساندر بعدما رفع عينيه من هاتفه الـمحمول
ـ ماري إلى أين أنت ذاهبةّ ؟ سوف يتم الإعـلانّ عن النتائجّ بعد فترةّ قليلة ..
نـظرت إليه لوهلة من الزمن قبل أن تبتسم بلطف ثم أخبـرته أنها ستعـدل ماكياجها لربما ستضع أحمر شفاه هذّا ما قالته بـضحكةّ حينما استدارت
معطية إياهما ظهرهاّ و بخـطواتّ هادئةّ غـادرتّ الغرفةّ ، أغلقت البابّ خلفها تنهدت بثقلّ شديد و سـارتّ مغادرةّ عندما لمحتّ العـديد من الصحافيين
يتجهونّ إلى قـاعةّ ما حيث يفترضّ أن يقام المـؤتمر الصحافيّ و يعلن فيه رسمياّ عن رئيس لبيير حينما تلاشتّ مقاومتها أدراجّ الـرياح و لمّ يعد
هناكّ سوى الألم الذيّ أحتل كل كيانهاّ ..
تتـألم بشدةّ تشعرّ بـأن جسدها لم يعد ملكها و طـعم الدماءّ في فمها إنها تـقاوم لطالما كانتّ تـقاوم مثلما كان يفعل والدها طـوال رحلته مع هـذا الـمرضّ
يقـاوم بكل ما يملكّ من شجاعـةّ يرفض الاستسلامّ لهذه الأعـراضّ و لطعمّ الدماءّ و لـرائحةّ الـموتّ أيضا تلاشى كل شيء من أمامها و لم تعد ترى سوى
الظلامّ فقط حينما مـدتّ يدها للأمام محاولة التمسكّ بأي شيءّ بينما يدها الأخرى تحاول الوصول إلى هاتفها لما ضحكتّ فجـأةّ قدّ ترددتّ ضحكاتها فيّ
الأرجاءّ هاهي و لما بدأت عينيها فيّ رؤية الـظلامّ تلمح شـبحّ والدها يقفّ أمامها شاحبّ الـملامح بدوره لكنه يقفّ دون مساعدةّ أحد همستّ بـحسرةّ
ـ يـا ليتني أمـلك جزءاّ من..
قبل أن تستطيع إنهاء كلماتها تهاوى جسدها على الأرض بدتّ شـاحبةّ جدا و تكح بكلّ قوة أيضا دمــاءا و لم تـبدوا واعيةّ بما حولها لما تـقدمّ هو
كان يـركضّ مسرعا عندما وقعت عينيه عليهاّ حينما وصلّ وضع يده على رقبتها يجسّ نبضات قلبها و على معصمها أيضا ، نـزع معـطفه و وضعه
حول جسدها النحيل ثم رفعها كيّ يركض مغـادراّ الـشركةّ ..
نـظرا لتـوافد الـصحافيون بكثرةّ للقاعةّ و لإشـرافّ فرانسوا عليهاّ فلم يكن الأمرّ صعبا عليه عبور كل تـلكّ الطريقّ كيّ يصل إلى سيـارته ، فتح البـابّ
الـخلفيّ و وضعها ببطءّ لكيّ تمد تـلكّ المرأةّ يديها و تمسكّها كانتّ دموعها تغزوا وجههاّ و لمّ تستطعّ التوقف ّعن البكاءّ بينما عادّ ذلك الـرجلّ لكي
يجلسّ خلفّ المقودّ قائلاّ بـسرعةّ
ـ تـبا يجب علينـا أن نسـرعّ.. نبضات قـلبهاّ انخفضت
بكتّ المـرأةّ بصـوتّ عـاليّ و هي تضعّ يديها حولّ وجه ابنتهـاّ المليءّ بدمائهاّ و حاولتّ أن تمسح تلك الدماءّ بطرفّ أناملهاّ بينما دموعها تتساقطّ
على وجنتيهاّ هي تـفقد شخصا آخر عـزيزا عليهاّ ، كم بدتّ فيّ هذه اللحـظةّ ماري شبيهةّ بـوالدها بالـرغم من أنها لم تـدركّ هي بنفسهاّ ذلكّ حتىّ
للحظةّ الأخيرةّ لمّ تـدركّ ذلكّ ..
ـ سيليـا تـبا سيليا استجمعي شجـاعتكّ بحق السماء
لم تـجبه بل اكتفت فقطّ بضم ابنتهاّ لها قد تـذكرتّ ملامح ماري الهـادئة لما زارتّ قبر والدها جوناثانّ كانت شاحبةّ و صـامتةّ تخفي أمرّ مرضهاّ عن
الكل و تبتسمّ بكل لطفّ لها سـألتها ماّذا بك ماريّ لماذاّ تغيرت هكذاّ ؟ فلم تـجد إجابةّ تشف غليلها و إنماّ الصـمتّ المحيطّ فقطّ حينماّ استدارت ماريّ
نحوها كانتّ هادئةّ فيّ تلك اللحظةّ تكاد تقسم أنها رأتّ جوناثان يقفّ أمامها لا ماريّ ، قدّ تـحدثتّ حينها طفلتها بنبرةّ جادةّ و ابتسامةّ خفيفةّ
ـ أنـا.. لربما لن أعـيش طـويلاّ ، أنـا مصـابةّ بـالسرطان .. لدي ورم خبيث من الصـعب استئصاله و إن فعلت فلن أنـجوا لذلك أمي و لذلكّ الـوقت
هلا .. وقفت بجانبي ؟ أنـا .. لا أريد الـموت وحـيدةّ
ازداد صوتّ بكائها و هي تـهزّ رأسها نفـيا لا تـريد أن تفقد شخصا آخر يكفي جوناثان .. نـظرّ إليها بطرفّ عينه ثمّ أدار المقود بكل قـوةّ لكيّ يقطعّ
إشـارةّ حمراءّ بسـرعةّ تـجاوزتّ الحد المسموحّ به منذّ زمن ، تـفادىّ أزمة الـسير تـلكّ بـتوتر شديد و هو يلقيّ فيّ كل ثـانيةّ نظرةّ نحوهماّ قدّ لاحظ
أن ماريّ بدى جسدها يزداد شحوباّ بمرور الـوقتّ مما جعـله يفقدّ تركيزه في كثير من الأحيانّ و يكاد أن يرتطم بسيارةّ ما لولا أنه تفاداها فيّ آخر لـحظةّ ،
مـدتّ سيليا يدها و أمسكتّ بيد ماريّ المرميةّ جانبا محاولةّ أن تجعلها تشعرّ بتواجدها لكنّ كانّ كل ذلكّ بلاّ فائدةّ و هي تشعر بجسدها يزداد بـرودةّ بينما
أنفاسهاّ تـختفيّ شيئا فشيئاّ فصاحتّ سيليا بـبكاءّ
ـ بـحق السماء أسـرعّ .. إنها تـحتضر
بـلعّ ريقه بصعوبةّ و زاد فيّ سـرعته قبل أن يستديرّ مجددا لما لمحّ وجهته المحددةّ نـظرّ إليه ثمّ ضـغط على الكابح بكل قـوةّ ارتطمّ رأسه بالمقودّ بينما
تماسكتّ سيليا و هي تضمّ ماريّ حينما خرجّ الرجلّ ، أشـارّ لفـرقةّ طبيةّ كانتّ تـقفّ على مبعدةّ منهم فـسـارعّـوا إلى الـركضّ نحوهم جالبين سـريرّ ناقلاّ
.. أخـذوهاّ بحرصّ و عـنايةّ و وضعوها عليهّ لكيّ تضعّ الممرضةّ أنبوبّ الأوكسجينّ على فمّ ماريّ بينما تـحدثّ رجلّ ما على ما يبدواّ أنه طبيبّ المكلفّ
بـهذّا قائلاّ بحدةّ
ـ ما الذي كنت تفعله ؟ كان يفترض بك أن تجـلبها منذّ أربع و عشرين سـاعةّ ..
اعتـذرّ الرجل فـوراّ بتوتر شديدّ في حين وضعتّ سيليا يدها على فمها محاولةّ أن تمنع شهقاتهاّ بينماّ غادرّ الطـبيبّ برفقةّ أعضاء المـشاركينّ فيّ
العـمليةّ ، أخفضتّ رأسها للأسفل ليسّ بيدها حـيلة هي بالكاد قادرةّ على التوازن تـنظر إلى أينما كانت ابنتها منـذ وهلةّ و الدموع تسقطّ على وجنتيها
دون توقف، وضـع ذلك الـرجل يده على كتفها قائلاّ بنبرةّ هادئة
ـ سيليا ليس الآن ، هي لا تـزال بحـاجة إليك ..
أومـأت بالإيجاب ثم رفـعت أنظارها للأعلى كاتمـةّ دموعها لتنج ابنتها فقط هـذا ما هي بحاجة إليه قبل أن تسرع في خـطواتها ممسكا بيدها زوجـها
و هما يركضان بـسرعةّ بينما كانت كـلمات الـطبيب تترددّ في ذهنها ، عـمليتها خـطرةّ و معـظم المصابين بنفـس مرضها يفضـلون عيشّ حيـاتهم
على الخـضوعّ إلى هذه العـمليةّ فحتى لو نجا المـريضّ إلا أن احتـمالية نجاته تماما مثلما كانّ تعادل الصفرّ و حتى لو أن العـمليةّ نجحتّ فـالورم
لن يختفي بتلك الـسهولةّ هم لن يستطيعـواّ نزعه كلياّ إذ يتبقى هناكّ أثـار له يجب عليهاّ و فور إنهـاء العـمليةّ الـخضوع للعلاج الكيماوي ..
ـ أنـا لا أريـد المـوت أمـي ..
حالما وصـلتّ وجدت سيليا أن جسد ماري يختفي خـلفّ ذلك البـابّ قد أغلق بإحكـام سوف تـخضع إلى تلك العـمليةّ الآن من الصعب عليها تـصديقّ
هذا أنها ربما ستفقد ابنتها ربما لن تراها مجددا فـجمعتّ كفيها و استندتّ على الجدارّ لتجلس أرضا تـدعو بـصمتّ و رجاءّ

/

فـتحتّ الأبـوابّ المـؤدية إلى قـاعةّ الاجتماع قد انـطلق أصواتّ التصفيقّ العـاليةّ كـذلكّ عـباراتّ التهانيّ فـوقفتّ كلير مسـرعةّ كذلكّ فعل أليكساندرّ
و تقدم كلاهما أكثرّ للأمام عندما منعهما رجال فـرانسوا من التقدم أكثر حرصا على سلامتهما ،
خـرج نـايت أولا بـرفقته كـايل على يمينه و سـوزي خلفهما بدى نايت مبتسمـا بخفةّ على شيء قاله كايل في حين كانت سوزي تضحكّ حينما
وقعت أنـظارهم على كلير و أليكساندر تـوقفّ نايت عن السيرّ كانتّ ملامحـه و للمرةّ الأولى يوجدّ عليها شيءّ غيرّ البرود ذلك الشيء المسمى
بالسعادةّ ربما تـخطى أليكساندر الـحراسّ مسرعا و هو يقفّز لـيحتضن نايتّ بقوة بينما اتجـهتّ كلير بخـطواتّ مسرعة نحوهماّ لكي تهنئ كلّ من
كايل و نايتّ معـا ،
عـادتّ سوزي تـضحكّ بخفةّ و أحـاطتّ ذراعيهاّ حول أليكساندر لتحتـضنه بكل قوةّ تمنتّ لو أن هذه السعادةّ تـدوم للأبدّ لو أنها تستطيعّ فقط تحقيقّ
هذّه الأمنيةّ قدّ شدتّ من قبضتهاّ فيّ حين تنهد كايلّ بقلةّ حيلةّ قائلاّ بحقد
ـ لا أصدق أنني خسـرتّ ، ما الذي رآه الـمدراءّ فيك على أي حـال ؟ ..
ضـربه أليكساندر على قـدمه وّ هو ينظر إليه بتحذيرّ لكي يرمقه كايلّ بحدةّ و قبل أن يدرك أليكساندر ما الذيّ يحدث رفعه كايلّ عن الأرضّ يدور
به في الأرجاءّ بينما الأخيرّ يصرخّ برعبّ قـائلاّ
ـ ما الشيء الـجيد فيك لكي تفوز ؟
رفـع نايت حـاجبه قبل أن يبتسم بكل متهكمـاّ و ساخرا حينها اندفع كايل نحوه ليضع ذراعه حول كتفه يقوم بـدفع رأسه للأسفلّ عبر رفع قبضته
محركا خصلات شعر نايت الأسود فيّ كل اتجاه بقوةّ جعلت الأخيرّ يكشرّ بانزعاج في حين كان بعض رجـال الأعـمال ينـظرون إليهم بدهشةّ غير
مصدقينّ مدى تحسنّ العـلاقةّ بينهماّ ، تـحدثّ نايت بـنبرةّ مبحـوحةّ و هو يزيحّ ذراع كايل بانزعاج
ـ أين هي مــاري ؟
نـظر أليكساندر للخلفّ فقد ظن أنها و بحلول الآن تكون قد أتتّ إلا أنه لم يجدها فيّ أي مكان لكيّ يقطب حاجبيه بـنوعّ من الاستغـرابّ كاد أن يتحدث
لما تـقدم فـرانسواّ فجـأةّ إلى الـغرفةّ همسّ بشيء ما لنـايت الذيّ نـظر إليه بهدوءّ قبل يتحدث بنبرةّ باردة
ـ كــايل لنذهب إلى المـؤتمر ..
تنهـد بقلةّ حيلة فلاّ رغـبة له الآن في رسم ابتسـامةّ مكلفة على شفاههّ مجيبا عن أسئلة الـصحافةّ الـفظة و الـوقحةّ إن صحّ القول فـهم لا يحترمون
خصوصياتّ أي أحد و ربما سيثيرون غـضبه لكن عليه التحمل إذ بعـد اليوم سيأخذ مرحـلةّ جديدة سوف يساعد نايت في إدارة هذه الـشركةّ و سوف
يعيد أمجادها تماما مثلما كانتّ لما كان جدهم قائدها ، أومـأ بالإيجابّ و خـطى الاثنين طريقهما للأمـامّ خلفهما سوزيّ الممسكةّ بـأليكساندر و فـرانسواّ
الذيّ يحرص على تفقد كل خـطوةّ يقومون بهاّ بينما تـوقفتّ كلير عن السير و هي تنظر للخلفّ حيثما كان من المفترضّ لماري أن تـعودّ
إنهـا قـلقةّ لا بل شديدة الـقلق فـماريّ لم تكن تبدوا بصحةّ جيدةّ نهيك عنّ كلماتها الـغريبةّ فـبخطواتّ مترددةّ حزمتّ أفكارها و عـادتّ أدراجها لكيّ
تتفقدها لما أمسكها شخصّ ما من يدها نـظرتّ للخلف لتجـد فـلوراّ تنظر إليها مستغـربةّ ، قـالتّ
ـ كلير ما الذي تفـعلينه ؟ الكل ّسوف يذهب للمؤتمر ..
تـرددتّ كلير أكثرّ إذ تـشعر كما لو كـأن هناك شيئا يقودها للبحثّ عن ماريّ لكن و في نفس الوقت هيّ لا تريدّ ربما لأنها خـائفةّ من أنّ تكتشفّ شيئاّ
هي مترددةّ بشأنه ، كتمتّ أنفاسهاّ قبل أن تتحدثّ بهدوء
ـ ماري لم تعد بعد و أنا ذاهبة للبحثّ عنها ..
نـظرتّ فـلورا بدورها إلى حيثما كانتّ أنظار كلير موجهةّ قد شـعرتّ كما لو كـأن ضـربةّ ما قدّ هوتّ بقلبها إذّ حالا داهمتها تـلكّ الذكرياتّ حول اختفاءّ
ماري وّ انتقـامّ ديميتريّ فابتسمتّ بتوتر محاولةّ أن تنفيّ هذه الذكرياتّ كما لو كـأنها لم تحدثّ قطّ و أمسكتّ بيد كليرّ قائلةّ
ـ سـوف أطلب من فرانسـوا البحث عنها ذلكّ سيكون أسرعّ هيا بنا
قـالت ذلك نـافيةّ بضحكةّ كل افتراضيةّ خطرت على بالهاّ فإلى أين يعقل أن تذهب ماريّ فيّ ظل هذه الضوضاءّ ؟ كما لو كـأنها تستطيعّ التحركّ فهم
محاصرون من قبلّ الصحافةّ و رجالّ فرانسواّ فيّ كل مكان ، أومـأتّ كلير بالإيجابّ و تبعتهّا ..
حينمـاّ فتحت الأبوابّ كان نايت يتـجهّ بخـطواتّ هادئةّ مرتدياّ بذلةّ رسمية قدّ نزعّ ربطةّ عـنقهّ ، خصلاّت شعره الأسودّ سقطتّ على جبينه كالعـادةّ
و نـظراته الـحادةّ الداكنةّ بينماّ هناكّ على شفتيه ابتسامةّ صغيرةّ مرحباّ فيها بالحـضورّ خـلفه كانّ يسير كـايلّ يلوحّ بـخفةّ وّ قدّ غـمزّ بخفةّ لما وقعت
أنـظاره على أليكساندر ،
وقفّ خلف المنـصةّ قدّ أخذتّ تلكّ الصورّ تلتقطّ فيّ كل ثـانيةّ له و لكايلّ المبتسمّ على يمينه يقفّ فرانسواّ يعطيّ الإشارةّ لرجاله فيّ حالةّ ملاحظته لأيّ
حركةّ غريبةّ بينماّ و على يسار كايلّ كانتّ سوزي بدتّ تبحثّ بنظراتها حينما وقعتّ على كليرّ و فلوراّ استغربتّ قليلاّ و استدارتّ لكيّ تتحدثّ مع
فرانسواّ بهدوءّ
ـ أنا لا أرى الـسيدةّ ماري ، أتـعلم مكانها ؟
نـظر إليها نايت بطرفّ عينه ثمّ عـاد بأنـظاره إلى فرانسوا الذيّ رفع هـاتفه المحـمولّ الموصولّ بكلّ الكاميراتّ قدّ طلبّ من رجاله التبـليغّ إن كان
أيّ أحد منهم رأى السيدة ماريّ فيّ حين تنهدّ نايتّ قبل أن يبتسمّ ببرودّ قد علته نـظرته الارستقراطيةّ تلكّ في حين تقدم كايل للأمام ممسكاّ بالميكروفون
بعدّ رؤيته لعدم تجاوبّ نايتّ للإعلامّ و ابتسمّ بخفة قـائلاّ بلهجته الـمرحةّ
ـ أولاّ أود أن أقدمّ لكّم جـزيلّ الـشكر لـحضوركم أيها السـادةّ الكرام و أود أنّ أعلن لكمّ بدون أي تـأخيرّ عن رئيس شـركة لبيير القــادمّ نـايت لبيير ..
عـلا الـضجيجّ فيّ المكان و أخذّ الكل يصفقّ بحماس فيّ حين وقفّ نيكولاسّ بكلّ فرحةّ مصفقاّ بكل سعادةّ بينماّ تـقدمّ نايت إلى جانب كايلّ بعد أن رمقّ
فرانسواّ بنظرةّ باردةّ ثمّ تـحدثّ بنبرةّ هادئةّ
ـ شكراّ جـزيلاّ لدعمكم لنـاّ طـوال هذّه الفـترةّ .. ـ أكمـل هامساّ ساخرا ـ بالرغم من أنّ ذلك لم يحدثّ قط
تنهـد بهدوءّ محاولا الحفاظّ على رباطةّ جأشه فيّ حين ضحكّ كايل بخفةّ على كلماتهّ إذّ أن الإعلام فعلاّ هو الـسببّ خلف معظم مشاكلهمّ و الكلّ يعلمّ
الجميعّ من بهذّه القاعةّ يدركّ عدم حيزّ الصحافةّ على رضا نايتّ فهو لمّ يقم أبداّ بقبولّ جلسـةّ مقابلةّ أو أي شيء من هذاّ القبيلّ فيّ إحدى السنواتّ
كان من الصعبّ عليهمّ التقاطّ صـورةّ له بينماّ عـاد الصحافيونّ إلى أسئلتهمّ تلكّ ،
ـ سيدّ نـايت ما هـو شعورك الآن و أنتّ على مقعدّ الـسلطة ؟ ، أخبـرنا السيدّ كـايل هل أنت موافق على قـرار الـمجلس ؟ مـاذا عنّ شـعورك ؟ ألستّ
تستحق المـنصبّ أنت أيضا ؟ ما هي مخططاتكما القادمة ؟ إن كـان السيد بيتر حيـا هل كان سيوافق على قرار المجلس ؟ سمعـنا عنّ حـادثةّ السيدة
إليزابيثّ هل هي صحيحـةّ ؟ يبدوا أنه ..
الـكثيرّ من تلكّ الأسئلةّ أدتّ بهما للضجرّ فالبعضّ قد تمادى فيّ تساؤلاته لكن بالرغم من ذلكّ أجاب كايلّ عنهم بكل رحابةّ صبرّ بينما اكتفى نايتّ
بإجاباتّ مختصرةّ مقتضبةّ حينما تـقدم أحدهمّ من أليكساندر الجالسّ فيّ المقدمةّ يراقبّ ما يحدثّ بابتسامةّ ثمّ وضـعّ ورقةّ ما بيدّه قبل أن يـغادرّ مسرعاّ
لما أمسكّه أحدّ رجال فرانسواّ ، فيّ حين نـظرّ أليكساندر إلى الـرسالةّ بإستغراب عندها قطب حاجبيه و أشـار لحارس بأن يتركه يذهب ثمّ وقف هو
بهدوءّ و اتـجه بخـطواتّ سريعةّ مغادرا القاعةّ و هو ينظر إلى تلكّ الكلماتّ الصغيرةّ التي احتلتّ القطعّة الصغيرةّ من الورق ..
ـ اتبعني ..
حالماّ وقف خارجا في الـرواقّ مـد ذلكّ الـرجلّ له هاتفا ما فأمسكه أليكساندر بترددّ لابد أن المتصل هو ديميتري لا شكّ بذلك لكنّ لما يريده هوّ ؟ ربما
لأنه لا يستطيع الوصول إلى نايت فيّ ظل هذه الأجواءّ ، تنهدّ أليكساندر مستجمعا رباطةّ جـأشه ثمّ ضغطّ على السـماعةّ كي ينتقلّ إلى مسامعهّ
صوت ديميتريّ البـاردّ بلكـنته الـروسيةّ
ـ هل نـايت بجانبك ؟
أجلّ بالطبع و لماذا قد يبحث عنه ديميتري ؟ فـهو بالكاد يطيقّ الـحديث معه إذن لماذا قد يريده ؟ تنهد أليكساندرّ مستاء من نفسه لأنه رفع آماله قـليلا
لا بل كثيرا أراد أن يشعر بأن ديميتري يهتم به و لوّ حتى قليلا لكن أمنيته تلكّ مستحيلة الحدوثّ فتحدث بنبرتـهّ الهادئةّ
ـ لا لكن يمكنني أن أوصل رسـالتكّ إن كنـت تـريد ذلك
ابتسم ديميتري بـبرود و نـظرّ من حوله جـدرانّ الغـرفةّ المـطلية باللون الذهبيّ و الأحمرّ إلى جـانبّ السجادّ و الأريكةّ كلّ شيء متناسقّ قدّ عاد تماما
كما كان سابقا فحكّ جبينه مجيباّ إياه
ـ أريـده هو .. أعطيني إيـاه
تـنهدّ أليكساندر و لم يجد ما يقـوله كم كان هـذا مؤسفا حينما شعر بيدّ شخص ما على كتفه استدار للخلف و نـظرّ إلى نـايت الـذي مد يده نحوه يطلب
منه أن يعطيه الهاتف لما انتقل إلى مسامعه صوتّ ضجيجّ فيّ القاعةّ ربما لأن الصحافيين اعـترضوا على مغـادرةّ نايت مسرعاّ فلم يتسنى لهم طرحّ
الأسئلة عليهّ بينما أخذّ كايل يهـدأ الأوضاعّ قائلاّ بأنه يتـوجبّ عليهما فعلا المغادرةّ إذ لم تنتهي جميعّ أعمالهم ، فيّ حين أخذّ نايت الهاتفّ قائلاّ بنبرةّ
باردةّ مبحوحـةّ
ـ ما الذيّ تـريده ديميتري ؟
حالما انتقل صوتّ نايت إلى مسامعه ضحكّ ديميتريّ دائماّ ما يسارع إلى الإجابةّ عن اتصالاتهّ أينبعّ ذلكّ عنّ حب ربما ؟ بينما نظر أليكساندر إلى نايتّ
الهادئّ ثمّ تـحدثّ بنبرةّ مستغـربةّ
ـ نـايت يتوجب عليكّ العودةّ
حـركّ نايت خصلاتّ شعر أليكساندرّ بعشوائيةّ و هو يسيرّ للأمام لكيّ يتبعه بصمت لما سمعّ صوتّ شخصّ ما فيّ القـاعةّ فابتسمّ لا إرادياّ إذ كان ذلك
صوتّ ويليامّ الذيّ دخل تـواّ إلى الغـرفةّ من أجلّ التخفيفّ من حـدةّ مغادرةّ نايتّ اللا مباليةّ و هو يضحكّ بكلّ خفةّ بجانبه كايلّ المستنكرّ لما يحدث ،
تحدثّ ديميتري بنبرةّ متلاعبةّ ساخرةّ
ـ أردتّ أن أحرص على تهنئتكّ بنفسي ناي ، تهانينا الحـارةّ فقد حققتّ كل أهـدافكّ .. سيسعدّ والدنا بإنجازاتك
لمّ يجبه نايتّ بأيّ شيءّ بينما ضحكّ ديميتريّ بكلّ قوةّ فأيّ نكتـة هذّه والدهم لنّ يفرحّ بأيّ أنجازّ قدّ يصلون له لاّ بلّ لن يفرحّ بأيّ انجاز سوفّ يصل
له هوّ لكنّ نايتّ شيءّ آخر هوّ الابن المفضلّ لنيكولاسّ بالرغم من أنه لمّ يطـعه قطّ إلاّ أنه استطاعّ بطريقةّ أو بأخرى أن ينـال إعجـابهّ فـقلبهّ فحبـه لهّ ،
تحدثّ نايت بنبرةّ هادئةّ
ـ أعـتقدّ أنه قدّ حان الوقتّ .. أليس كذلكّ ؟
ابتسمّ ديميتريّ بخفوتّ و هو يحركّ المسدسّ بين أناملهّ عابثاّ قبلّ أن يوجه فوهته نحوّ صورةّ ماّ معلقةّ فيّ الجدار كانت لنيكولاسّ أغلقّ عينهّ اليسرى
مستمتعاّ ثمّ قالّ بضحكةّ
ـ أجـلّ أنـا أنتـظركّ عزيزي فيّ مكـاننا المعتـادّ .. لا تتأخر
أغلقّ السماعةّ و هوّ يضحكّ بكلّ قوة حينماّ نـظرّ نايت إلى الهاتفّ ببرودّ هاهوّ قدّ وصل كلّ شيء إلى نهايتهّ كل معـركةّ إلى نهايتهاّ الخاصةّ وّ قدّ حان
وقتّ ظهورّ منتـصرّ واحدّ لاّ شخصينّ لا ثلاثةّ فقطّ واحدّ ، أغلقّ عينيهّ لوهلة من الزمنّ محاولاّ التـركيزّ ثمّ نـظرّ إلى أليكساندرّ الذيّ يرمقه بقلقّ قبلّ أنّ
يتنهدّ بنوعّ من الـضجرّ كادّ أن يـعود أدراجـهّ عندماّ سمعّ صوتّ خـطواتّ راكضةّ مسرعةّ خلـفهّ فاستدارّ بإستـغرابّ حينما رأىّ سوزيّ تركضّ نحوه تتعثرّ
بخـطواتهاّ خلفهـاّ كلير و فـرانسواّ حينماّ وصـلواّ تـحدثّ نايت بنبرةّ منـزعجةّ
ـ ما الذيّ تفعلانه ؟ أليسّ من المفترضّ أن تـراقبا المـؤتمر الـ ..
كانتّ كلماتهّ أو بالأحرىّ أوامره واضحةّ لكنّ لم يكنّ يبدوا أنّ فرانسواّ أو سوزيّ قد استمعا إلى ما قاله تـواّ يدركانّ أن ما حدثّ سيجـعله يثورّ غضباّ لاّ
بلّ سيقتلهما فـوراّ فهاهما يفشلانّ فيّ حمايتها للمرةّ الثالثةّ حينهاّ لمّ يستطعّ فرانسواّ احتـمالّ الأمرّ احتـمالّ فشلّه لكيّ يجلسّ على الأرضّ قائلاّ بنبرةّ
مبحـوحةّ
ـ سيديّ أنـا أسفّ أنـا.. أرجـوك أنهي حيـاتيّ فذلكّ أرحم ليّ من رؤيةّ فشليّ
نـظرّ إليه نايتّ بهدوءّ قبلّ أن يستديرّ متنهدا فيّ حين جلست كليرّ على ركبتيها و هي تضعّ يديها علىّ كتف فرانسواّ محاولةّ أن تخففّ من وطأة الأمرّ
عـليهّ بينماّ تـرددتّ سوزيّ كثيراّ و لمّ تستطعّ التحدثّ حينماّ قالّ نايت بنبرةّ صـوته المبحوحةّ
ـ هـلّ حدث شيء لماري ؟
كتمتّ سوزيّ دموعهاّ إذ أنها فشلتّ بدورها فيّ حماية ماريّ كيفّ تستطيعّ أن تختفيّ لاّ بل أن يأخذهاّ ذلكّ الرجلّ وسطّ كلّ أولائكّ الحراسّ وسطّ مراقبتهمّ
و فيّ ظل حمايتهم أيضاّ حينها أخفضّ كل من فرانسواّ و سوزيّ رأسيهما قائلاّ بنبرةّ شديدةّ الأسفّ و الألمّ
ـ أنـا أسـفّ / آسفة سيدي لم أستـطع حـمايتها
اتـسعتّ عينا أليكساندر بدهشةّ و صدمةّ شديدةّ سرعانّ ما أمسكّ بيدّ نايتّ كـأنه يترجاه علىّ نفيّ ما قالاه تواّ لكنّ و حينما وقعتّ أنظاره علىّ نايتّ
ازدادت صدمتهّ إذّ بدتّ ملامحّ الأخيرّ بدورّه مصدوماّ ربماّ شاحبّ الوجه قدّ تغـيرتّ نظراته الـباردةّ لتحتويّ شيئاّ لم يستطعّ أليكساندر حينها تفسيرهّ
أكانّ قلقاّ أمّ شيئاّ ما ؟ وضعّ يده على جبينه ثمّ رفع خصلاتّ شعره الأسودّ بـهدوءّ قبل أن يستديرّ مغادراّ قائلاّ بنبرةّ باردةّ
ـ سوفّ أسافر إلى حين عـودتي أريد منـكم إيجـادها و إن لم تـفعلا ..
رمـقهما بـنظراتّه البـاردةّ التيّ سرعان ما تغيرتّ بدورهاّ كانتّ تحتويّ غضبا شديداّ بلّ هادراّ لا يمكن وصفهّ إنها ليستّ المرةّ الأولىّ لاّ الثانيةّ بلّ
الثالثةّ إلىّ متى سيستمر إهمالهم ؟ و هوّ الذيّ يأمرّ بحمايتهاّ أكثرّ من أيّ شيءّ آخرّ ، تـحدثّ بنبرةّ مـهددةّ شديدةّ التحذيرّ
ـ إن لم تفـعلا فلا تتعبا أنفسيكما بالـظهور أمامي مجددا ،..
كانتّ أوامره واضـحةّ فلم يـعد هناك أي مجال للخـطأ تـبا كل ما طـلبه منهما هو حمـايتها إذ و في كل المواقفّ في أيّ شيء يصادفونه فـإن حمايتها
هو الأولويةّ القصوى إذن لماذا يستمر بفقدانهـاّ بإستمرار ؟ لما و هو شديد الحـرصّ على حمايتها ؟ حينها أمسك أليكساندر بيده فـنظر إليه نايتّ بحدةّ
لكنه سرعان ماّ غير ملامحـهّ لكي ّتـكون أقلّ حدة و بروداّ لما تـحدث أليكساندر بتوتر
ـ أنـا سـأذهب مـعك .. إنني فرد من عـائلة ماكاروف أيضا و .. أنـا أريد إنقاذ ماري لذا .. اسمح لي بمرافقتك
تـركه يرافقه سيعرقل تـحركاته أكثرّ كما أنه لربما سيوقعه فيّ مشاكل أكبر لكن بالرغم من أنه لا يريد تعريضه للخـطرّ إلا أن أليكساندر جزءّ من عائلة
ماكاروف لديه دمائهم تنهدّ نايتّ قبل أن يستديرّ مغادرا حينها تـبعه أليكساندر بخـطواتّ سريعةّ بعد أن ألقى نـظرةّ خافتةّ للخلفّ رأى فرانسواّ منحنياّ بالكاد
يستطيع أن يرفع رأسه ندما كذلكّ سوزي فلم يجيبا علىّ أوامر نايتّ سوى بصوت خافتّ لم يسمعّ قطّ ، يريد أن يبقى لكنه يعلم جيدا أن بقائه لن يفيد
أحداّ لذا من الأفضلّ له الذهاب و رؤيةّ ديميتريّ سيضعّ حدا له سيطـلبّ منه بكلّ صدقّ أن يعود معهما ربما أن يسمحّ له بمناداتهّ ربمـا من أجل أن
تتحسن الأمورّ أن يصبـحوا أفضـلّ ..



آنتهـى -





 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:22 AM   #124
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







وضـعت يدها على الـمرآة التي أمامها تـنظر إلى ملامحـها الشـاحبةّ بغير تـصديق كـما لو أنها تنـظر إلى شخص آخر غـيرها و لم تعد تتعرف
على نفسهاّ بعد الآن في حيـن أخذتّ تـكح بـقوةّ لم يعد مفـاجئا كميةّ الدماء التي فقدتها حينما تـقبلت أخيـرا مرضها كـجزء منها أو ربـما تـركتّ
المـرضّ يأخذ جسدها ، فلم تـعد خـائفـة كمـا كانتّ في البـدايةّ مـدتّ يدها لتفتح الـحنفيةّ و تغـسل وجهها مراراّ و تـكرارّا تـطلب بصمتّ و تـدعوا
بكل رجاءّ أن تتمكن من الـوقوف على قدميها حتىّ نهاية الـيومّ
سـمعتّ طرقا على البـابّ فـتنحنحتّ محـاولة ّاستعادة القليلّ من قوتهـا قبلّ أن ترسم على شفتيها ابتسـامةّ مشـجعةّ لقد قـاومتّ طـوال الوقتّ فما
الذيّ يمنعها من الصمودّ أكثر ؟ إنها بكل تأكيد لن تستسلمّ فـهذا الـيومّ يعني لها الـكثيرّ كم انتـظره نايتّ كم قـاومّ لأجلّ هـذا المنصبّ و سعى لإثبات
نفـسه للجميعّ لذلكّ ستقف على قدميها و تسـانده ،
ـ مـاري هيـا بسرعةّ سوف يتم الإعلان قـريبـا عنّ رئيـس الشـركةّ..
كان ذلك صـون أليكساندر الـمتحمس فـتنهدتّ و نظرت إلى المرآة لآخر مـرةّ قبل أن تستدير مبـتعدةّ ، فتحتّ البـاب مبتسمةّ فأمسك أليكساندر
يدها مسرعا و أخذ يسحبها إلى إحدى القـاعاتّ التي كانا ينتظرانّ فيها بـرفقةّ فـلورا و ويليامّ كذلك كليـر جميـع الأشخاصّ الذين سـاندوا بطريقةّ أو
بأخرى الطرق التي اتخـذها كل من كـايل و نايت حينما وصـلتّ وجدتّ كلير وحدها تقف في وسط الـقاعةّ هـادئةّ للغايةّ فـتحدث أليكساندر بنبرةّ
متسائلةّ مستغـربةّ و هو يبحثّ عن كل من فلورا و ويليامّ بعينيه فيّ القاعةّ
ـ كـلير أين ذهب ويليـام ؟ سوف يتم الإعلان عن النتائج قـريبا
استـدارت نحوه كلير و نـظرتّ نحوهما لوهلة الأولى من الزمنّ توقفت نظراتها على ماري الشـاحبةّ بدتّ مندهشة من منـظرهاّ لكنها أولتّ ذلك لكونها
قلقةّ على نايتّ فسرعان ما التفتت إلى أليكساندر كي تجيبه بنبرةّ هـادئةّ
ـ لقد أتى فـرانسوا و أخذ ويليام من أجل تـحضير مـؤتمر عاجل كما يبدوا للإعلان عن رئيس الشـركةّ بشكل رسمي و فـلورا ذهبت برفقته
أومـأ أليكساندر بـالإدراك و هو يبتعد عنهما لكيّ يجلس في إحدى الأرائكّ و كذلك فـعلتّ ماري حينما تقدمت منها كليرّ بدت مترددة إذ لربما تزيد من
قلق ماري بسـؤالهاّ ففضلت عدم فعل ذلك و هي تجلس بجانبها ملتزمةّ الصـمتّ حينما تـحدثتّ ماري بنبرةّ هـامسةّ
ـ كـلير ..
التفتت إليها كليرّ دون أن تقول شيئا تنـظر نحوها حينما ابتسـمت ماري بهدوءّ كانت نـظراتها مختلفةّ و ملامحها كذلكّ بدت كم لو كـأنها حـزينةّ و
مستـاءةّ على وشكّ البكاءّ ربما لكنها و في نفسّ الوقت تملكّ ابتسامةّ لطيفةّ رقيقةّ للغاية و هادئةّ مطـمئنة للغايةّ قد تحدثت بنبرتهاّ و هي تسألهاّ
ـ أتصدقين بـوجود عـالم به نهـايات سعيـدةّ ؟
كم بدى سـؤالها غـريبا و عـجيبا فـأمالتّ كلير رأسها قليلا ناحيتها محـاولة أن تستوعب سـؤال الأخيرةّ قبل أن تتمكن من أن تجيبها لاحظتّ تغيرّ
المفاجئ على ملامح ماري بدت شـاحبةّ أكثر تـمسكّ بطرف فستانهاّ بكل قوةّ وقفتّ و تحدثتّ بنبرةّ مبـحـوحةّ
ـ كـلير اعتني بـأليكساندر إلى غـايةّ عودتي من فـضلكّ ..
فتحتّ كلير شفتيها لكي تتحدث فما الداعي لإبقاء عينيها على أليكساندر ما دامتّ هي هنا ؟ أجل بالطبع سـتفعل لكن لم تفهم الغايةّ من ذلك في
حين ابتسـمتّ ماري بلطف شديد قبل أن تخطوا بضعةّ خطواتّ إلى الـخارجّ حينها تـحدثّ أليكساندر بعدما رفع عينيه من هاتفه الـمحمول
ـ ماري إلى أين أنت ذاهبةّ ؟ سوف يتم الإعـلانّ عن النتائجّ بعد فترةّ قليلة ..
نـظرت إليه لوهلة من الزمن قبل أن تبتسم بلطف ثم أخبـرته أنها ستعـدل ماكياجها لربما ستضع أحمر شفاه هذّا ما قالته بـضحكةّ حينما استدارت
معطية إياهما ظهرهاّ و بخـطواتّ هادئةّ غـادرتّ الغرفةّ ، أغلقت البابّ خلفها تنهدت بثقلّ شديد و سـارتّ مغادرةّ عندما لمحتّ العـديد من الصحافيين
يتجهونّ إلى قـاعةّ ما حيث يفترضّ أن يقام المـؤتمر الصحافيّ و يعلن فيه رسمياّ عن رئيس لبيير حينما تلاشتّ مقاومتها أدراجّ الـرياح و لمّ يعد
هناكّ سوى الألم الذيّ أحتل كل كيانهاّ ..
تتـألم بشدةّ تشعرّ بـأن جسدها لم يعد ملكها و طـعم الدماءّ في فمها إنها تـقاوم لطالما كانتّ تـقاوم مثلما كان يفعل والدها طـوال رحلته مع هـذا الـمرضّ
يقـاوم بكل ما يملكّ من شجاعـةّ يرفض الاستسلامّ لهذه الأعـراضّ و لطعمّ الدماءّ و لـرائحةّ الـموتّ أيضا تلاشى كل شيء من أمامها و لم تعد ترى سوى
الظلامّ فقط حينما مـدتّ يدها للأمام محاولة التمسكّ بأي شيءّ بينما يدها الأخرى تحاول الوصول إلى هاتفها لما ضحكتّ فجـأةّ قدّ ترددتّ ضحكاتها فيّ
الأرجاءّ هاهي و لما بدأت عينيها فيّ رؤية الـظلامّ تلمح شـبحّ والدها يقفّ أمامها شاحبّ الـملامح بدوره لكنه يقفّ دون مساعدةّ أحد همستّ بـحسرةّ
ـ يـا ليتني أمـلك جزءاّ من..
قبل أن تستطيع إنهاء كلماتها تهاوى جسدها على الأرض بدتّ شـاحبةّ جدا و تكح بكلّ قوة أيضا دمــاءا و لم تـبدوا واعيةّ بما حولها لما تـقدمّ هو
كان يـركضّ مسرعا عندما وقعت عينيه عليهاّ حينما وصلّ وضع يده على رقبتها يجسّ نبضات قلبها و على معصمها أيضا ، نـزع معـطفه و وضعه
حول جسدها النحيل ثم رفعها كيّ يركض مغـادراّ الـشركةّ ..
نـظرا لتـوافد الـصحافيون بكثرةّ للقاعةّ و لإشـرافّ فرانسوا عليهاّ فلم يكن الأمرّ صعبا عليه عبور كل تـلكّ الطريقّ كيّ يصل إلى سيـارته ، فتح البـابّ
الـخلفيّ و وضعها ببطءّ لكيّ تمد تـلكّ المرأةّ يديها و تمسكّها كانتّ دموعها تغزوا وجههاّ و لمّ تستطعّ التوقف ّعن البكاءّ بينما عادّ ذلك الـرجلّ لكي
يجلسّ خلفّ المقودّ قائلاّ بـسرعةّ
ـ تـبا يجب علينـا أن نسـرعّ.. نبضات قـلبهاّ انخفضت
بكتّ المـرأةّ بصـوتّ عـاليّ و هي تضعّ يديها حولّ وجه ابنتهـاّ المليءّ بدمائهاّ و حاولتّ أن تمسح تلك الدماءّ بطرفّ أناملهاّ بينما دموعها تتساقطّ
على وجنتيهاّ هي تـفقد شخصا آخر عـزيزا عليهاّ ، كم بدتّ فيّ هذه اللحـظةّ ماري شبيهةّ بـوالدها بالـرغم من أنها لم تـدركّ هي بنفسهاّ ذلكّ حتىّ
للحظةّ الأخيرةّ لمّ تـدركّ ذلكّ ..
ـ سيليـا تـبا سيليا استجمعي شجـاعتكّ بحق السماء
لم تـجبه بل اكتفت فقطّ بضم ابنتهاّ لها قد تـذكرتّ ملامح ماري الهـادئة لما زارتّ قبر والدها جوناثانّ كانت شاحبةّ و صـامتةّ تخفي أمرّ مرضهاّ عن
الكل و تبتسمّ بكل لطفّ لها سـألتها ماّذا بك ماريّ لماذاّ تغيرت هكذاّ ؟ فلم تـجد إجابةّ تشف غليلها و إنماّ الصـمتّ المحيطّ فقطّ حينماّ استدارت ماريّ
نحوها كانتّ هادئةّ فيّ تلك اللحظةّ تكاد تقسم أنها رأتّ جوناثان يقفّ أمامها لا ماريّ ، قدّ تـحدثتّ حينها طفلتها بنبرةّ جادةّ و ابتسامةّ خفيفةّ
ـ أنـا.. لربما لن أعـيش طـويلاّ ، أنـا مصـابةّ بـالسرطان .. لدي ورم خبيث من الصـعب استئصاله و إن فعلت فلن أنـجوا لذلك أمي و لذلكّ الـوقت
هلا .. وقفت بجانبي ؟ أنـا .. لا أريد الـموت وحـيدةّ
ازداد صوتّ بكائها و هي تـهزّ رأسها نفـيا لا تـريد أن تفقد شخصا آخر يكفي جوناثان .. نـظرّ إليها بطرفّ عينه ثمّ أدار المقود بكل قـوةّ لكيّ يقطعّ
إشـارةّ حمراءّ بسـرعةّ تـجاوزتّ الحد المسموحّ به منذّ زمن ، تـفادىّ أزمة الـسير تـلكّ بـتوتر شديد و هو يلقيّ فيّ كل ثـانيةّ نظرةّ نحوهماّ قدّ لاحظ
أن ماريّ بدى جسدها يزداد شحوباّ بمرور الـوقتّ مما جعـله يفقدّ تركيزه في كثير من الأحيانّ و يكاد أن يرتطم بسيارةّ ما لولا أنه تفاداها فيّ آخر لـحظةّ ،
مـدتّ سيليا يدها و أمسكتّ بيد ماريّ المرميةّ جانبا محاولةّ أن تجعلها تشعرّ بتواجدها لكنّ كانّ كل ذلكّ بلاّ فائدةّ و هي تشعر بجسدها يزداد بـرودةّ بينما
أنفاسهاّ تـختفيّ شيئا فشيئاّ فصاحتّ سيليا بـبكاءّ
ـ بـحق السماء أسـرعّ .. إنها تـحتضر
بـلعّ ريقه بصعوبةّ و زاد فيّ سـرعته قبل أن يستديرّ مجددا لما لمحّ وجهته المحددةّ نـظرّ إليه ثمّ ضـغط على الكابح بكل قـوةّ ارتطمّ رأسه بالمقودّ بينما
تماسكتّ سيليا و هي تضمّ ماريّ حينما خرجّ الرجلّ ، أشـارّ لفـرقةّ طبيةّ كانتّ تـقفّ على مبعدةّ منهم فـسـارعّـوا إلى الـركضّ نحوهم جالبين سـريرّ ناقلاّ
.. أخـذوهاّ بحرصّ و عـنايةّ و وضعوها عليهّ لكيّ تضعّ الممرضةّ أنبوبّ الأوكسجينّ على فمّ ماريّ بينما تـحدثّ رجلّ ما على ما يبدواّ أنه طبيبّ المكلفّ
بـهذّا قائلاّ بحدةّ
ـ ما الذي كنت تفعله ؟ كان يفترض بك أن تجـلبها منذّ أربع و عشرين سـاعةّ ..
اعتـذرّ الرجل فـوراّ بتوتر شديدّ في حين وضعتّ سيليا يدها على فمها محاولةّ أن تمنع شهقاتهاّ بينماّ غادرّ الطـبيبّ برفقةّ أعضاء المـشاركينّ فيّ
العـمليةّ ، أخفضتّ رأسها للأسفل ليسّ بيدها حـيلة هي بالكاد قادرةّ على التوازن تـنظر إلى أينما كانت ابنتها منـذ وهلةّ و الدموع تسقطّ على وجنتيها
دون توقف، وضـع ذلك الـرجل يده على كتفها قائلاّ بنبرةّ هادئة
ـ سيليا ليس الآن ، هي لا تـزال بحـاجة إليك ..
أومـأت بالإيجاب ثم رفـعت أنظارها للأعلى كاتمـةّ دموعها لتنج ابنتها فقط هـذا ما هي بحاجة إليه قبل أن تسرع في خـطواتها ممسكا بيدها زوجـها
و هما يركضان بـسرعةّ بينما كانت كـلمات الـطبيب تترددّ في ذهنها ، عـمليتها خـطرةّ و معـظم المصابين بنفـس مرضها يفضـلون عيشّ حيـاتهم
على الخـضوعّ إلى هذه العـمليةّ فحتى لو نجا المـريضّ إلا أن احتـمالية نجاته تماما مثلما كانّ تعادل الصفرّ و حتى لو أن العـمليةّ نجحتّ فـالورم
لن يختفي بتلك الـسهولةّ هم لن يستطيعـواّ نزعه كلياّ إذ يتبقى هناكّ أثـار له يجب عليهاّ و فور إنهـاء العـمليةّ الـخضوع للعلاج الكيماوي ..
ـ أنـا لا أريـد المـوت أمـي ..
حالما وصـلتّ وجدت سيليا أن جسد ماري يختفي خـلفّ ذلك البـابّ قد أغلق بإحكـام سوف تـخضع إلى تلك العـمليةّ الآن من الصعب عليها تـصديقّ
هذا أنها ربما ستفقد ابنتها ربما لن تراها مجددا فـجمعتّ كفيها و استندتّ على الجدارّ لتجلس أرضا تـدعو بـصمتّ و رجاءّ

/

فـتحتّ الأبـوابّ المـؤدية إلى قـاعةّ الاجتماع قد انـطلق أصواتّ التصفيقّ العـاليةّ كـذلكّ عـباراتّ التهانيّ فـوقفتّ كلير مسـرعةّ كذلكّ فعل أليكساندرّ
و تقدم كلاهما أكثرّ للأمام عندما منعهما رجال فـرانسوا من التقدم أكثر حرصا على سلامتهما ،
خـرج نـايت أولا بـرفقته كـايل على يمينه و سـوزي خلفهما بدى نايت مبتسمـا بخفةّ على شيء قاله كايل في حين كانت سوزي تضحكّ حينما
وقعت أنـظارهم على كلير و أليكساندر تـوقفّ نايت عن السيرّ كانتّ ملامحـه و للمرةّ الأولى يوجدّ عليها شيءّ غيرّ البرود ذلك الشيء المسمى
بالسعادةّ ربما تـخطى أليكساندر الـحراسّ مسرعا و هو يقفّز لـيحتضن نايتّ بقوة بينما اتجـهتّ كلير بخـطواتّ مسرعة نحوهماّ لكي تهنئ كلّ من
كايل و نايتّ معـا ،
عـادتّ سوزي تـضحكّ بخفةّ و أحـاطتّ ذراعيهاّ حول أليكساندر لتحتـضنه بكل قوةّ تمنتّ لو أن هذه السعادةّ تـدوم للأبدّ لو أنها تستطيعّ فقط تحقيقّ
هذّه الأمنيةّ قدّ شدتّ من قبضتهاّ فيّ حين تنهد كايلّ بقلةّ حيلةّ قائلاّ بحقد
ـ لا أصدق أنني خسـرتّ ، ما الذي رآه الـمدراءّ فيك على أي حـال ؟ ..
ضـربه أليكساندر على قـدمه وّ هو ينظر إليه بتحذيرّ لكي يرمقه كايلّ بحدةّ و قبل أن يدرك أليكساندر ما الذيّ يحدث رفعه كايلّ عن الأرضّ يدور
به في الأرجاءّ بينما الأخيرّ يصرخّ برعبّ قـائلاّ
ـ ما الشيء الـجيد فيك لكي تفوز ؟
رفـع نايت حـاجبه قبل أن يبتسم بكل متهكمـاّ و ساخرا حينها اندفع كايل نحوه ليضع ذراعه حول كتفه يقوم بـدفع رأسه للأسفلّ عبر رفع قبضته
محركا خصلات شعر نايت الأسود فيّ كل اتجاه بقوةّ جعلت الأخيرّ يكشرّ بانزعاج في حين كان بعض رجـال الأعـمال ينـظرون إليهم بدهشةّ غير
مصدقينّ مدى تحسنّ العـلاقةّ بينهماّ ، تـحدثّ نايت بـنبرةّ مبحـوحةّ و هو يزيحّ ذراع كايل بانزعاج
ـ أين هي مــاري ؟
نـظر أليكساندر للخلفّ فقد ظن أنها و بحلول الآن تكون قد أتتّ إلا أنه لم يجدها فيّ أي مكان لكيّ يقطب حاجبيه بـنوعّ من الاستغـرابّ كاد أن يتحدث
لما تـقدم فـرانسواّ فجـأةّ إلى الـغرفةّ همسّ بشيء ما لنـايت الذيّ نـظر إليه بهدوءّ قبل يتحدث بنبرةّ باردة
ـ كــايل لنذهب إلى المـؤتمر ..
تنهـد بقلةّ حيلة فلاّ رغـبة له الآن في رسم ابتسـامةّ مكلفة على شفاههّ مجيبا عن أسئلة الـصحافةّ الـفظة و الـوقحةّ إن صحّ القول فـهم لا يحترمون
خصوصياتّ أي أحد و ربما سيثيرون غـضبه لكن عليه التحمل إذ بعـد اليوم سيأخذ مرحـلةّ جديدة سوف يساعد نايت في إدارة هذه الـشركةّ و سوف
يعيد أمجادها تماما مثلما كانتّ لما كان جدهم قائدها ، أومـأ بالإيجابّ و خـطى الاثنين طريقهما للأمـامّ خلفهما سوزيّ الممسكةّ بـأليكساندر و فـرانسواّ
الذيّ يحرص على تفقد كل خـطوةّ يقومون بهاّ بينما تـوقفتّ كلير عن السير و هي تنظر للخلفّ حيثما كان من المفترضّ لماري أن تـعودّ
إنهـا قـلقةّ لا بل شديدة الـقلق فـماريّ لم تكن تبدوا بصحةّ جيدةّ نهيك عنّ كلماتها الـغريبةّ فـبخطواتّ مترددةّ حزمتّ أفكارها و عـادتّ أدراجها لكيّ
تتفقدها لما أمسكها شخصّ ما من يدها نـظرتّ للخلف لتجـد فـلوراّ تنظر إليها مستغـربةّ ، قـالتّ
ـ كلير ما الذي تفـعلينه ؟ الكل ّسوف يذهب للمؤتمر ..
تـرددتّ كلير أكثرّ إذ تـشعر كما لو كـأن هناك شيئا يقودها للبحثّ عن ماريّ لكن و في نفس الوقت هيّ لا تريدّ ربما لأنها خـائفةّ من أنّ تكتشفّ شيئاّ
هي مترددةّ بشأنه ، كتمتّ أنفاسهاّ قبل أن تتحدثّ بهدوء
ـ ماري لم تعد بعد و أنا ذاهبة للبحثّ عنها ..
نـظرتّ فـلورا بدورها إلى حيثما كانتّ أنظار كلير موجهةّ قد شـعرتّ كما لو كـأن ضـربةّ ما قدّ هوتّ بقلبها إذّ حالا داهمتها تـلكّ الذكرياتّ حول اختفاءّ
ماري وّ انتقـامّ ديميتريّ فابتسمتّ بتوتر محاولةّ أن تنفيّ هذه الذكرياتّ كما لو كـأنها لم تحدثّ قطّ و أمسكتّ بيد كليرّ قائلةّ
ـ سـوف أطلب من فرانسـوا البحث عنها ذلكّ سيكون أسرعّ هيا بنا
قـالت ذلك نـافيةّ بضحكةّ كل افتراضيةّ خطرت على بالهاّ فإلى أين يعقل أن تذهب ماريّ فيّ ظل هذه الضوضاءّ ؟ كما لو كـأنها تستطيعّ التحركّ فهم
محاصرون من قبلّ الصحافةّ و رجالّ فرانسواّ فيّ كل مكان ، أومـأتّ كلير بالإيجابّ و تبعتهّا ..
حينمـاّ فتحت الأبوابّ كان نايت يتـجهّ بخـطواتّ هادئةّ مرتدياّ بذلةّ رسمية قدّ نزعّ ربطةّ عـنقهّ ، خصلاّت شعره الأسودّ سقطتّ على جبينه كالعـادةّ
و نـظراته الـحادةّ الداكنةّ بينماّ هناكّ على شفتيه ابتسامةّ صغيرةّ مرحباّ فيها بالحـضورّ خـلفه كانّ يسير كـايلّ يلوحّ بـخفةّ وّ قدّ غـمزّ بخفةّ لما وقعت
أنـظاره على أليكساندر ،
وقفّ خلف المنـصةّ قدّ أخذتّ تلكّ الصورّ تلتقطّ فيّ كل ثـانيةّ له و لكايلّ المبتسمّ على يمينه يقفّ فرانسواّ يعطيّ الإشارةّ لرجاله فيّ حالةّ ملاحظته لأيّ
حركةّ غريبةّ بينماّ و على يسار كايلّ كانتّ سوزي بدتّ تبحثّ بنظراتها حينما وقعتّ على كليرّ و فلوراّ استغربتّ قليلاّ و استدارتّ لكيّ تتحدثّ مع
فرانسواّ بهدوءّ
ـ أنا لا أرى الـسيدةّ ماري ، أتـعلم مكانها ؟
نـظر إليها نايت بطرفّ عينه ثمّ عـاد بأنـظاره إلى فرانسوا الذيّ رفع هـاتفه المحـمولّ الموصولّ بكلّ الكاميراتّ قدّ طلبّ من رجاله التبـليغّ إن كان
أيّ أحد منهم رأى السيدة ماريّ فيّ حين تنهدّ نايتّ قبل أن يبتسمّ ببرودّ قد علته نـظرته الارستقراطيةّ تلكّ في حين تقدم كايل للأمام ممسكاّ بالميكروفون
بعدّ رؤيته لعدم تجاوبّ نايتّ للإعلامّ و ابتسمّ بخفة قـائلاّ بلهجته الـمرحةّ
ـ أولاّ أود أن أقدمّ لكّم جـزيلّ الـشكر لـحضوركم أيها السـادةّ الكرام و أود أنّ أعلن لكمّ بدون أي تـأخيرّ عن رئيس شـركة لبيير القــادمّ نـايت لبيير ..
عـلا الـضجيجّ فيّ المكان و أخذّ الكل يصفقّ بحماس فيّ حين وقفّ نيكولاسّ بكلّ فرحةّ مصفقاّ بكل سعادةّ بينماّ تـقدمّ نايت إلى جانب كايلّ بعد أن رمقّ
فرانسواّ بنظرةّ باردةّ ثمّ تـحدثّ بنبرةّ هادئةّ
ـ شكراّ جـزيلاّ لدعمكم لنـاّ طـوال هذّه الفـترةّ .. ـ أكمـل هامساّ ساخرا ـ بالرغم من أنّ ذلك لم يحدثّ قط
تنهـد بهدوءّ محاولا الحفاظّ على رباطةّ جأشه فيّ حين ضحكّ كايل بخفةّ على كلماتهّ إذّ أن الإعلام فعلاّ هو الـسببّ خلف معظم مشاكلهمّ و الكلّ يعلمّ
الجميعّ من بهذّه القاعةّ يدركّ عدم حيزّ الصحافةّ على رضا نايتّ فهو لمّ يقم أبداّ بقبولّ جلسـةّ مقابلةّ أو أي شيء من هذاّ القبيلّ فيّ إحدى السنواتّ
كان من الصعبّ عليهمّ التقاطّ صـورةّ له بينماّ عـاد الصحافيونّ إلى أسئلتهمّ تلكّ ،
ـ سيدّ نـايت ما هـو شعورك الآن و أنتّ على مقعدّ الـسلطة ؟ ، أخبـرنا السيدّ كـايل هل أنت موافق على قـرار الـمجلس ؟ مـاذا عنّ شـعورك ؟ ألستّ
تستحق المـنصبّ أنت أيضا ؟ ما هي مخططاتكما القادمة ؟ إن كـان السيد بيتر حيـا هل كان سيوافق على قرار المجلس ؟ سمعـنا عنّ حـادثةّ السيدة
إليزابيثّ هل هي صحيحـةّ ؟ يبدوا أنه ..
الـكثيرّ من تلكّ الأسئلةّ أدتّ بهما للضجرّ فالبعضّ قد تمادى فيّ تساؤلاته لكن بالرغم من ذلكّ أجاب كايلّ عنهم بكل رحابةّ صبرّ بينما اكتفى نايتّ
بإجاباتّ مختصرةّ مقتضبةّ حينما تـقدم أحدهمّ من أليكساندر الجالسّ فيّ المقدمةّ يراقبّ ما يحدثّ بابتسامةّ ثمّ وضـعّ ورقةّ ما بيدّه قبل أن يـغادرّ مسرعاّ
لما أمسكّه أحدّ رجال فرانسواّ ، فيّ حين نـظرّ أليكساندر إلى الـرسالةّ بإستغراب عندها قطب حاجبيه و أشـار لحارس بأن يتركه يذهب ثمّ وقف هو
بهدوءّ و اتـجه بخـطواتّ سريعةّ مغادرا القاعةّ و هو ينظر إلى تلكّ الكلماتّ الصغيرةّ التي احتلتّ القطعّة الصغيرةّ من الورق ..
ـ اتبعني ..
حالماّ وقف خارجا في الـرواقّ مـد ذلكّ الـرجلّ له هاتفا ما فأمسكه أليكساندر بترددّ لابد أن المتصل هو ديميتري لا شكّ بذلك لكنّ لما يريده هوّ ؟ ربما
لأنه لا يستطيع الوصول إلى نايت فيّ ظل هذه الأجواءّ ، تنهدّ أليكساندر مستجمعا رباطةّ جـأشه ثمّ ضغطّ على السـماعةّ كي ينتقلّ إلى مسامعهّ
صوت ديميتريّ البـاردّ بلكـنته الـروسيةّ
ـ هل نـايت بجانبك ؟
أجلّ بالطبع و لماذا قد يبحث عنه ديميتري ؟ فـهو بالكاد يطيقّ الـحديث معه إذن لماذا قد يريده ؟ تنهد أليكساندرّ مستاء من نفسه لأنه رفع آماله قـليلا
لا بل كثيرا أراد أن يشعر بأن ديميتري يهتم به و لوّ حتى قليلا لكن أمنيته تلكّ مستحيلة الحدوثّ فتحدث بنبرتـهّ الهادئةّ
ـ لا لكن يمكنني أن أوصل رسـالتكّ إن كنـت تـريد ذلك
ابتسم ديميتري بـبرود و نـظرّ من حوله جـدرانّ الغـرفةّ المـطلية باللون الذهبيّ و الأحمرّ إلى جـانبّ السجادّ و الأريكةّ كلّ شيء متناسقّ قدّ عاد تماما
كما كان سابقا فحكّ جبينه مجيباّ إياه
ـ أريـده هو .. أعطيني إيـاه
تـنهدّ أليكساندر و لم يجد ما يقـوله كم كان هـذا مؤسفا حينما شعر بيدّ شخص ما على كتفه استدار للخلف و نـظرّ إلى نـايت الـذي مد يده نحوه يطلب
منه أن يعطيه الهاتف لما انتقل إلى مسامعه صوتّ ضجيجّ فيّ القاعةّ ربما لأن الصحافيين اعـترضوا على مغـادرةّ نايت مسرعاّ فلم يتسنى لهم طرحّ
الأسئلة عليهّ بينما أخذّ كايل يهـدأ الأوضاعّ قائلاّ بأنه يتـوجبّ عليهما فعلا المغادرةّ إذ لم تنتهي جميعّ أعمالهم ، فيّ حين أخذّ نايت الهاتفّ قائلاّ بنبرةّ
باردةّ مبحوحـةّ
ـ ما الذيّ تـريده ديميتري ؟
حالما انتقل صوتّ نايت إلى مسامعه ضحكّ ديميتريّ دائماّ ما يسارع إلى الإجابةّ عن اتصالاتهّ أينبعّ ذلكّ عنّ حب ربما ؟ بينما نظر أليكساندر إلى نايتّ
الهادئّ ثمّ تـحدثّ بنبرةّ مستغـربةّ
ـ نـايت يتوجب عليكّ العودةّ
حـركّ نايت خصلاتّ شعر أليكساندرّ بعشوائيةّ و هو يسيرّ للأمام لكيّ يتبعه بصمت لما سمعّ صوتّ شخصّ ما فيّ القـاعةّ فابتسمّ لا إرادياّ إذ كان ذلك
صوتّ ويليامّ الذيّ دخل تـواّ إلى الغـرفةّ من أجلّ التخفيفّ من حـدةّ مغادرةّ نايتّ اللا مباليةّ و هو يضحكّ بكلّ خفةّ بجانبه كايلّ المستنكرّ لما يحدث ،
تحدثّ ديميتري بنبرةّ متلاعبةّ ساخرةّ
ـ أردتّ أن أحرص على تهنئتكّ بنفسي ناي ، تهانينا الحـارةّ فقد حققتّ كل أهـدافكّ .. سيسعدّ والدنا بإنجازاتك
لمّ يجبه نايتّ بأيّ شيءّ بينما ضحكّ ديميتريّ بكلّ قوةّ فأيّ نكتـة هذّه والدهم لنّ يفرحّ بأيّ أنجازّ قدّ يصلون له لاّ بلّ لن يفرحّ بأيّ انجاز سوفّ يصل
له هوّ لكنّ نايتّ شيءّ آخر هوّ الابن المفضلّ لنيكولاسّ بالرغم من أنه لمّ يطـعه قطّ إلاّ أنه استطاعّ بطريقةّ أو بأخرى أن ينـال إعجـابهّ فـقلبهّ فحبـه لهّ ،
تحدثّ نايت بنبرةّ هادئةّ
ـ أعـتقدّ أنه قدّ حان الوقتّ .. أليس كذلكّ ؟
ابتسمّ ديميتريّ بخفوتّ و هو يحركّ المسدسّ بين أناملهّ عابثاّ قبلّ أن يوجه فوهته نحوّ صورةّ ماّ معلقةّ فيّ الجدار كانت لنيكولاسّ أغلقّ عينهّ اليسرى
مستمتعاّ ثمّ قالّ بضحكةّ
ـ أجـلّ أنـا أنتـظركّ عزيزي فيّ مكـاننا المعتـادّ .. لا تتأخر
أغلقّ السماعةّ و هوّ يضحكّ بكلّ قوة حينماّ نـظرّ نايت إلى الهاتفّ ببرودّ هاهوّ قدّ وصل كلّ شيء إلى نهايتهّ كل معـركةّ إلى نهايتهاّ الخاصةّ وّ قدّ حان
وقتّ ظهورّ منتـصرّ واحدّ لاّ شخصينّ لا ثلاثةّ فقطّ واحدّ ، أغلقّ عينيهّ لوهلة من الزمنّ محاولاّ التـركيزّ ثمّ نـظرّ إلى أليكساندرّ الذيّ يرمقه بقلقّ قبلّ أنّ
يتنهدّ بنوعّ من الـضجرّ كادّ أن يـعود أدراجـهّ عندماّ سمعّ صوتّ خـطواتّ راكضةّ مسرعةّ خلـفهّ فاستدارّ بإستـغرابّ حينما رأىّ سوزيّ تركضّ نحوه تتعثرّ
بخـطواتهاّ خلفهـاّ كلير و فـرانسواّ حينماّ وصـلواّ تـحدثّ نايت بنبرةّ منـزعجةّ
ـ ما الذيّ تفعلانه ؟ أليسّ من المفترضّ أن تـراقبا المـؤتمر الـ ..
كانتّ كلماتهّ أو بالأحرىّ أوامره واضحةّ لكنّ لم يكنّ يبدوا أنّ فرانسواّ أو سوزيّ قد استمعا إلى ما قاله تـواّ يدركانّ أن ما حدثّ سيجـعله يثورّ غضباّ لاّ
بلّ سيقتلهما فـوراّ فهاهما يفشلانّ فيّ حمايتها للمرةّ الثالثةّ حينهاّ لمّ يستطعّ فرانسواّ احتـمالّ الأمرّ احتـمالّ فشلّه لكيّ يجلسّ على الأرضّ قائلاّ بنبرةّ
مبحـوحةّ
ـ سيديّ أنـا أسفّ أنـا.. أرجـوك أنهي حيـاتيّ فذلكّ أرحم ليّ من رؤيةّ فشليّ
نـظرّ إليه نايتّ بهدوءّ قبلّ أن يستديرّ متنهدا فيّ حين جلست كليرّ على ركبتيها و هي تضعّ يديها علىّ كتف فرانسواّ محاولةّ أن تخففّ من وطأة الأمرّ
عـليهّ بينماّ تـرددتّ سوزيّ كثيراّ و لمّ تستطعّ التحدثّ حينماّ قالّ نايت بنبرةّ صـوته المبحوحةّ
ـ هـلّ حدث شيء لماري ؟
كتمتّ سوزيّ دموعهاّ إذ أنها فشلتّ بدورها فيّ حماية ماريّ كيفّ تستطيعّ أن تختفيّ لاّ بل أن يأخذهاّ ذلكّ الرجلّ وسطّ كلّ أولائكّ الحراسّ وسطّ مراقبتهمّ
و فيّ ظل حمايتهم أيضاّ حينها أخفضّ كل من فرانسواّ و سوزيّ رأسيهما قائلاّ بنبرةّ شديدةّ الأسفّ و الألمّ
ـ أنـا أسـفّ / آسفة سيدي لم أستـطع حـمايتها
اتـسعتّ عينا أليكساندر بدهشةّ و صدمةّ شديدةّ سرعانّ ما أمسكّ بيدّ نايتّ كـأنه يترجاه علىّ نفيّ ما قالاه تواّ لكنّ و حينما وقعتّ أنظاره علىّ نايتّ
ازدادت صدمتهّ إذّ بدتّ ملامحّ الأخيرّ بدورّه مصدوماّ ربماّ شاحبّ الوجه قدّ تغـيرتّ نظراته الـباردةّ لتحتويّ شيئاّ لم يستطعّ أليكساندر حينها تفسيرهّ
أكانّ قلقاّ أمّ شيئاّ ما ؟ وضعّ يده على جبينه ثمّ رفع خصلاتّ شعره الأسودّ بـهدوءّ قبل أن يستديرّ مغادراّ قائلاّ بنبرةّ باردةّ
ـ سوفّ أسافر إلى حين عـودتي أريد منـكم إيجـادها و إن لم تـفعلا ..
رمـقهما بـنظراتّه البـاردةّ التيّ سرعان ما تغيرتّ بدورهاّ كانتّ تحتويّ غضبا شديداّ بلّ هادراّ لا يمكن وصفهّ إنها ليستّ المرةّ الأولىّ لاّ الثانيةّ بلّ
الثالثةّ إلىّ متى سيستمر إهمالهم ؟ و هوّ الذيّ يأمرّ بحمايتهاّ أكثرّ من أيّ شيءّ آخرّ ، تـحدثّ بنبرةّ مـهددةّ شديدةّ التحذيرّ
ـ إن لم تفـعلا فلا تتعبا أنفسيكما بالـظهور أمامي مجددا ،..
كانتّ أوامره واضـحةّ فلم يـعد هناك أي مجال للخـطأ تـبا كل ما طـلبه منهما هو حمـايتها إذ و في كل المواقفّ في أيّ شيء يصادفونه فـإن حمايتها
هو الأولويةّ القصوى إذن لماذا يستمر بفقدانهـاّ بإستمرار ؟ لما و هو شديد الحـرصّ على حمايتها ؟ حينها أمسك أليكساندر بيده فـنظر إليه نايتّ بحدةّ
لكنه سرعان ماّ غير ملامحـهّ لكي ّتـكون أقلّ حدة و بروداّ لما تـحدث أليكساندر بتوتر
ـ أنـا سـأذهب مـعك .. إنني فرد من عـائلة ماكاروف أيضا و .. أنـا أريد إنقاذ ماري لذا .. اسمح لي بمرافقتك
تـركه يرافقه سيعرقل تـحركاته أكثرّ كما أنه لربما سيوقعه فيّ مشاكل أكبر لكن بالرغم من أنه لا يريد تعريضه للخـطرّ إلا أن أليكساندر جزءّ من عائلة
ماكاروف لديه دمائهم تنهدّ نايتّ قبل أن يستديرّ مغادرا حينها تـبعه أليكساندر بخـطواتّ سريعةّ بعد أن ألقى نـظرةّ خافتةّ للخلفّ رأى فرانسواّ منحنياّ بالكاد
يستطيع أن يرفع رأسه ندما كذلكّ سوزي فلم يجيبا علىّ أوامر نايتّ سوى بصوت خافتّ لم يسمعّ قطّ ، يريد أن يبقى لكنه يعلم جيدا أن بقائه لن يفيد
أحداّ لذا من الأفضلّ له الذهاب و رؤيةّ ديميتريّ سيضعّ حدا له سيطـلبّ منه بكلّ صدقّ أن يعود معهما ربما أن يسمحّ له بمناداتهّ ربمـا من أجل أن
تتحسن الأمورّ أن يصبـحوا أفضـلّ ..



آنتهـى -





 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:23 AM   #125
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الـجزء الثـامن و الخـمسون

~ رجال مـاكاروف لا يخسرون ~

أحـلام هيّ التي بنـتها بـرفقةّ أمالها في كل فـترّة قضتها من حياتها حتـى الآن كل خـطوةّ خطتها للأمام اعتـبرتّ نفسها قدّ خـطتّ بالقربّ من أمنياتها
غـير أن كل شيء تغـير و نـظرتها المتـفائلةّ المليئةّ بالأمل قدّ اختـفتّ كـذلكّ أحلامها حينما اصطدمت بالـواقع و تـغيرت جميـعّ أحلامها فلم تتخـطىّ أكثر
من رغبتها فيّ العـيشّ للغد فقطّ و عندما تـضعّ رأسها على وسادتها ستستيقظّ غدا و أن تـبقى مثلما كانتّ قبلا مـبتسمةّ تـتبعه بضحكـةّ معتـرفةّ له
بحبـهاّ مرارا و تـكراراّ في حين يجيبها هوّ فقطّ بالصمتّ أحيانا بأنه بالفعل يعـلمّ ذلكّ لكنّ مرفقا كـلماته الهادئةّ بابتسامةّ خفيفةّ ..
أليكسـاندر يمسك بيدها يـضحكّ على إجابة نايت المـختصرةّ و كايل بجـانبهم يسير بخـطواتّ متململة قدّ سئم فعلا من حيـاته الـوحيدةّ كما يدعيّ فقرر
أنّ يرتبط بأول فتـاةّ يراها فيّ حين فـرانسواّ يسرع نحوهم ممسكا بكـومةّ من الأوراقّ بجـانبه سوزيّ تساعده هيّ تـؤنبه على طريقة سيره الـسريعةّ ،
فـلورا تقف على مبـعدةّ منهم تحتضن ذراع ويليامّ الذيّ كان يضحك على شيء قالته ربما و كلير بجانبهما تـحاولّ أن تجعل فلورا تـلتزم الصمتّ قليلاّ ،
السيدة فـرانسيس تحذرها من تصرفاتها الصبيانيةّ و السيد بولّ ينظر إلى إحدى النبتاتّ بتمعنّ و هو يسـأل الـخادمةّ حول طريقةّ اعتنائها بهاّ ..
هـذّه هي عـائلتها لطالما كـانوا كـذلكّ لطالما كان انتمى قلبها إلى ذلك المكان مهما ابتعدتّ عنه ، كم تمنتّ لو أنها تـملكّ فـرصةّ أخرى للعيشّ مجدداّ حينها
هل ستـتبعه مجددا ؟ هلّ كانتّ ستوقع ذلكّ العقدّ ربما ستفعل لأنهاّ عاشتّ أفضلّ أيام حياتها بين جدران ذلك المنزل ،
نـزلتّ دمـعةّ بسيطةّ فقطّ تـسللتّ على وجنتها اليمنى قدّ كانت تـضعّ أنبوب الـتنفسّ ذاك بالكاد تـستطيعّ الـحركةّ لا إنها لاّ تستطيعّ نـظرتّ إلى والدتها التيّ
تـبكيّ بـصوتّ مسموعّ للغـايةّ فيّ تلك الغرفةّ البيضاءّ الـفـارغةّ إلاّ منهما و صـوتّ نبضاتّ قلبها فيّ ذلكّ الجهازّ بجانبها فـحركتّ يدهاّ ببطءّ كي تقتربّ منها
والدتها مسـرعةّ أمسكتهاّ و احتضنتهاّ فـتحدثتّ ماريّ بصوتّ مبحوحّ متقطعّ
ـ العـملية .. هل نـجحت ؟
هـزتّ السيدةّ سيليا رأسها نفيـا بالرغم من أنها لم تسمعّ قط كلماتها إلا أنها استطاعتّ أن تعلم ما يجول ببالهاّ كيف لاّ و دموعها تنهمرّ بشدةّ على وجنتيهاّ
و هيّ ليسّ بيدها أيّ شيء ، تـحدثتّ بنبرة ّمرتجفـةّ
ـ لقد قـال الطـبيبّ أنه و بحـالتكّ هذه فلن يستطيـع القيام بالعـمليةّ خـطورةّ فشلها أكبرّ من نجاحها لذاّ قـام فقطّ بإنعـاشكّ إلى حين عـودةّ نبضات قلبكّ إلى
حالتها الـطبيعيةّ ..
رفـعتّ عينيها إلىّ ذلك الـجهازّ أجل لقدّ عـادت نـبضاتهاّ للعـملّ مجدداّ فلمّ تستطعّ سيليا التحكمّ في نفسها أكثرّ لكيّ تحتضنهاّ بقوةّ حينماّ جلبتها إلى هناّ
كانتّ شاحبةّ بالكادّ تعتبرّ حيةّ لذلكّ أضطر الطبيبّ لتأجيلّ العـمليةّ إلى غـايةّ تحسنّ عمل قلبها قليلاّ و هاهي تفتحّ عينيها مجدداّ ليستّ بحالةّ أفضلّ ربما
أسوءّ مما كانتّ عـليهّ لكن رعـايةّ المستشفىّ جعلتّ من ألمهاّ أقلّ بدرجاتّ ،
ـ نـايت ؟
بصوت مـرتجف نـادتّ باسمه فإزداد ألم سيليا أكثر على ابنتها و ابتعدتّ عنها قليلاّ مشيحة وجههاّ بعيدا حينما دخل ذلكّ الـرجلّ بالأحرى زوجها نـظرّ
إليهما بهدوءّ كانتّ ماريّ مستلقيةّ على السريرّ محاطةّ بكم عديدّ من الأجهزةّ و بجانبها سيليا لما عـادتّ ماري تسـأل بصوتّ مبحوحّ لكنه أقوىّ قليلاّ
فاقترب منهاّ ذلكّ الرجلّ ثمّ أمسكّ بيدها قـالّ بنبرةّ لطيـفة
ـ لقد فـاز ..
تـلاشتّ تلكّ القوةّ في قبضتها و سقطتّ يدها مجددا على السريرّ لكيّ تغلق عينيهاّ حينها وقفت سيليا مسرعةّ و نـظرتّ إليها لاّ تبدوا بخيرّ لم تكن أبدا
بخير فـعادتّ لتجلس بجانبها ممسكةّ بيدها لكيّ يقترب منها زوجهاّ وضعّ يده على كتفهاّ و لم يقلّ شيئاّ فلا شيءّ يستطيعّ أن يخفف عنهاّ ..

/

بـعد مـرور يـوم على تلك الأحداث كان هو يقف أمام ذلك المنـزل الذي أحتوى معظم ذكريات طفولته مراهقـته في الماضي مرتديا معـطفا أسوداء مع
سروال جينز و وشاح يقيه من هـذا البرد خصلات شعره السوداء الحريريةّ و عينيه الباردتين المليئتين بتلكّ النظرة الارستقراطيةّ العاليةّ بجانبه كان
يقف ذلكّ الفتى بالحادية عشر من العـمر يمسك بين يديه بقطـةّ صغيرة قدّ وجدها تحوم حول الباحة الخلفيةّ فأحتضنها بخفةّ إلى صدره و لم تبديّ تلك
القطـةّ أي اعتـراضّ فأخذ يربت عليها بلطف شديد حينما تحدث نايت بنبرةّ هادئةّ مبـحوحةّ
ـ أليكساندر إبقى خلفي ..
أومـأ أليكساندر بالإيجاب و وضع القـطةّ أرضا قبل أن يجول بعينيه فيّ المكان كان مهـجورا نصفه مهدم جراء حريق قـديمّ لم يكن يبدوا أن ديميتري
وضع أي رجال و لاّ أي خـطةّ فما الذي يريده ؟ هز رأسه نفيا محاولا إبعاد هذه الأفكار عنه و تـبع نايت بخـطوات مرتبكةّ في حين فتحّ الأخير البابّ
ببطء لكي يصدر صوتّ ضجيجّ مزعج للغـايةّ ، حالما وقعت أنـظاره على المنزلّ اتسعت عينيه منّ كمية الذكرياتّ التي انهالت عليه فخطى عـدةّ خـطواتّ
للأمام و نـظر إلى صـورة كبيرة احتلت القاعةّ
الـجد الجـالسّ على الكرسي بكل كبرياء يرمق من أمامه بنـظرةّ متهكمةّ ساخرةّ و بجانبه يقف ابنه الوحيد نيـكولاس مـاكاروف ذو شعر شديد السوادّ
و عينين داكنتين بشدةّ بشرةّ شـاحبةّ و عضلاتّ بارزةّ مع ابتسـامةّ متلاعبةّ تغزوا شفتيه كان يضع يده علىّ ظهر الكرسيّ بينما يقفّ نايت على يساره
ينظر إلى الأمام بـبرودّ قد خلت ملامح وجهه من أيّ تعبير بدتّ فارغة للغايةّ كـأن لا حياةّ فيها ، و على الجانب الأيمن يقف ديميتري مبتسـما بكلّ مرح
كان حينها فيّ السادسة عشر من العمرّ فتنهد نايت بّبرود و سار للأمام قليلا عندما لاحظ أن أليكساندر لا يزال يقف مشدوها أمام الصورةّ ، تـوقفّ نايت
عن السير و تـحدث بنبرةّ مبحوحة
ـ ما الأمر ؟
هـز أليكساندر رأسه بشدةّ لكنه لم يستطع أن يكتم دموعه فـأخذ يمسحها بكلّ قوة إنها المرةّ الأولى التي يرى فيها نيكولاس فلم يسبق له أن رأى وجهه
على الإطلاقّ إذ لم يسمح له ديميتري أبدا بذلكّ ، إذنّ لابد أنه يشبه والدته ما كان اسمها مجددا ؟ إنه بالكاد يذكره فكلّ ما يطلقه ديميتري عليهاّ هو لقب
واحد فقط ألا و هو السـافلةّ حينها اقترب منه نايت و وضع يده على رأسه محركا خصلات شعره الأشقر بعشوائيةّ
ـ أنـظر إلي ..
أخفض رأسه للأسفل لا شيء يـؤلمه لدرجةّ الـجنون يجعله يتمنى الموتّ أكثر من حياته ، إنه بالكاد يعرف عـائلته فلا والده اهتـم بشـأنه و لا والدته إنه
بالكاد يتذكر اسمها ، من الصعب أن يكون المــرء محروما من كل شيء يفتقد أهم أساسيات الـحياةّ و لقيطا لا أحد يريده حينها رفع نايت يده و قام بّضربه
بكل خفةّ على جبينه لكي يرفع أليكساندر رأسه نحوه ، قال نابت بنبرةّ هادئة
ـ أتـريد العـودة ؟
هـز رأسه نفياّ بقوة قبل أن يمسح دموعه بكم قميصه فوقف نايت بعدما كان يستند على ركبته و سار إلى الأمام كي يمسك أليكساندر بتوتر يده فيّ حين تابع
نايت التقدم ، الآن بعدما صـعدا السلالمّ يوجد رواقّ طـويلّ داكن به غـرفّ عديدةّ نـظر نايت إلى إحداها ببرودّ قبل أن يتقدم غير مبالياّ حينما وصل إلى بـاب
ما كان مميزاّ مرمما و محتفظا برونقه الخاص ، دفـعه نايت قليلا لكي يفتحّ ببطءّ أخذ نفسا عميقاّ محاولا أن ينزعّ تلك الذكرياتّ من ذهنه ثم دخلّ
ـ مــرحبا بعزيزي ناي ..
وجه نـظراته نحو ديميتري الذيّ يجلس على ذلكّ الكرسيّ الذي كان فيما مضى ملكا له لنيكولاسّ قد بدتّ الغـرفةّ جديدةّ كما لو كـأنها لمّ تـحرق قطّ ، الكـتابّ
الذيّ يمسكه بين يديه المـكتب و الـمدفأةّ كلّ شيءّ قدّ انبثقت رائـحةّ غـريبةّ للوهلةّ الأولىّ قطبّ نايت حاجبيه مستغـرباّ لكن لم يدمّ استغرابه طويلاّ إذّ عـاد
يركز نحو ديميتريّ المبتسمّ بسخريةّ شديدةّ و يحمل بين يديه مسدسه الخاصّ يلعبّ به باستهزاء فـنـظر نايت بطرفّ عينه إلى أليكساندر الذيّ فهم ما يرمي
إليه فورا و اختبأ خلفّه حالياّ فقط ، تـحدث نايت بنبرةّ باردةّ
ـ . نـقطةّ البدايةّ هيّ النهاية أليس كذلك ؟
ابتسم ديميتري بكل تـحدي و هو يعتدل فيّ جلسته لكيّ يضع يديه على ركبته يبقى يلعب بمسدسه فيّ الأرجاءّ حينها تـنهد نايت بضجر لطالما كـره ذوقّ
ديميتري فيّ القيام بالأشياءّ إذ أنه يهتم بأدق التفاصيلّ و أتفهها أيضاّ فهاهو يعود به إلى حيثما غـادر مسبقا ، تحدث ديميتري بنبرةّ متهكمةّ
ـ إذن ما رأيك ؟ هل أجدت تـرميم الغـرفةّ ؟ لقد عـملت مطولاّ عليها
رمـقه نايت بنظرةّ باردةّ مستهجنةّ حينها أطلقّ ديميتري ضحكاته فيّ الأرجاءّ بقوة يعلم جيدا مدى كره نايت العـميقّ و الشديد لهذا المنزل كيفّ لا و قد
كان يردد فيّ كل يوم يقضيه بينّ جدرانه على مسامعّ الكل أنه سيقضي على نيكولاسّ سيـأخذ أعز ممتلكاته و سيجـعله يتمنى الموتّ أيضاّ ،
قال نايت بّتهكم
ـ تـبدوا كالجحيم لي ..
رفـع ديميتري حاجبه قبلّ أن يبتسم بنوع من السخرية و التهكم في آن واحد ثمّ هـز كتفيه بعدم مبالاة لرأيه لكيّ يتحدث بنبرةّ ضاحكـةّ مليئةّ بالمرارةّ
ـ أ لأنها تذكرك بـذلك الضرب المبرح الذي كنت تتعرض ؟
نـظر إليه نايت بكل حـدةّ قبل أن يبتسمّ هو الآخر ببرود ذلك الضربّ الذيّ كان يعترضّ له لم يكن سوى مجرد وسيلةّ فقط للوصول إلى غـايته فإن كان يريد
القضاء على ماكاروف إذن يفترض به أن يتسلل إلى الداخل و يقضي عليهاّ من جذورها لاّ من الخارج فقطّ بالرغم من أن ذلك الضربّ كان مبرحا أيضاّ إلا
أنه و حينا يتذكره تنتابه سخريةّ إذ و حينما كان يضرب كان يعلم أنه نيكولاسّ قد فقد أعصابه و أنه لا يستطيع الاستغناء عنه ، أجابه ببرود
ـ بل لأنها بالفعل مـكب قمامةّ ، إذن .. هل أنت هنا للم شمل العـائلة مجددا ؟
زم ديميتري شفتيه عابسا و لم يقل له شيئا عندما ابتعد أليكساندر عن نايت قليلا إذ لم تعد هناك ضرورة للاختـباءّ خلفه فلا يبدوا أن ديميتري ينوي على
أي شيء خطيرّ حينما ابتعد عنه نظر ديميتري بسرعةّ نحوه كانتّ نظراته حادةّ حاقدةّ و مليئةّ بالكره تجعل كيانه بأكمله يرتجف فأخفض رأسه سريعا ،
عندها تحدث ديميتري بحدةّ
ـ لم أكن أعلم أن الـلقطاء مدعون للحفلة أيضا ..
ارتـجفّ أكثر و تـراجع بضعة خطواتّ للخلفّ كاد أن يسقط أرضاّ بعد أن تعثر بالسجادة لولا أن نايت أمسكه ببرود مانعاّ إياه من التراجـعّ أكثرّ و تـحدث
بنبرةّ باردة
ـ جميـعنا لقطاء أو لأن سيرينا هي والدته فـذلكّ يجعله مختلفا ؟
ضـربّ ديميتري الـطاولةّ التي أمامه بكلّ قوةّ جعلت أليكساندر يجفلّ الآن قد صار يعلم اسمّ والدته أكان سيرينا يبدوا جـميلاّ لكن نـظراتّ ديميتري الناريةّ
منعته من التعمق أكثر فيّ أفكاره فيّ حين صاح ديميتري بكلّ عصبية
ـ لا تـنطق باسم تلك السافلة أمامي نايت
رمـقه نايت ببرودّ و لم يأبه أبدا لانفعالاته بل اكتفى برسم ابتسامةّ ساخرة تعـلوا شفتيه لن يتغير ديميتري مهما طالّ الزمن إذ لا يزال وقع اسم سيرينا يجلب
له العديد من المـآسي و الكثيرّ من الذكرياتّ ، تـحدث نايت بنبرةّ هادئة
ـ أنت تـعلم جيدا بأن رفـضك للقيام بمهامه جـعله يتلاعب بها فقط لسيطرة عليكّ مجددا فلماذا تلقي عليها كل اللوم و أنت مشتركّ بدفعها أمامه ؟
صـاح ديميتري بـقوةّ كاد أن يكون مجـنوناّ عينيه فتحتا على وسعهما نـبضاتّ قلبه تسارعتّ وّ ملامحه الشاحبةّ تدل على مدى وطء و شدةّ هـذه الذكرى عليه ،
ـ أخـطأ فتـذهب لتـنام معه ؟ أرجـوك قل شيئا أكثر واقعيـةّ.. لو كانتّ تـحمل ذرةّ من الحب ليّ لما تركتني فيّ أول خـطوةّ فقطّ لأن نيكولاس ماكاروف طـ ..
توقف ناي لا أريد خوض هـذا الجدال معك ،
أنهى كلامه بـنغمةّ صوت مليئةّ بالألم فتنهد نايت بقلةّ حيلةّ و نظرّ بدوره إلى أليكساندر الذيّ بدى هادئاّ للغايةّ مخفضا رأسه للأسفلّ و يحكم الشد على قبضته
إنها ليست المرةّ الأولى التيّ يتحدث فيها ديميتري هـذاّ و مقارنةّ بما كان يقوله فـكلماته الآن لطيفةّ للغايةّ لكنّ و بالرغم منّ ذلكّ هو لا يزالّ يتألم بدوره كلما
تـحدثّ عن والدتهّ ، قـال نايت بنبرةّ هادئة
ـ إنهـا طـريقةّ لعـبه فـهو سيأخذ كل ما تملك هـذا هو قانون نيكولاس ،
لم يجـبه ديميتري بل أشاح وجهه بعيـدا عنه أي قانون يسمح له بأخذ الأمل الوحيد الذيّ يتشبث به ؟ و أيّ عـدالةّ هذه تسمح له بمعـاقبته لخطأ واحد قدّ
اقترفه ؟ لأنه أراد الحـريةّ فقطّ ، عـاد ينظر إلى نايتّ الهادئّ ثمّ ابتسم بألم هوّ كذلكّ ، قـال بـبحةّ
ـ أنـا أريد قـتله بـيداي هاتين ناي أريد أن أقتله ..
نـظر إليه نايت بهدوءّ ثم ابتسمّ بقلة حيلةّ لم يكن بوسعهما قتله فيّ النهاية سـر موت نيكولاسّ أن لا أحد منهما قد قـتله ، أجل استطاع هو أن يأخذ بثـأر
منه فسحب منه ثـروته مـاله و كبريائه بأخذه لكل ممتلكاتّ ماكاروف بإختلاسّ أسهمه و جـعله يفلس لكن لم يقتله كذلك لم يفعل ديميتريّ لا أحد منهما
استطاع أخذ حياته منه .. أغلق ديميتري عينيه متـذكراّ




 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 11:43 PM