نسمات رقيقة

لا تستنزفوا ود الطيبين ،
لأن غضبهم لن تستطيعوا احتوائه .

ما أجمل الشخصيات التي تشعر بالآخرين،
يرون دقائق الأمور،
ويلاحظون التغييرات الصغيرة،
هم المبادرون لإسعاد الآخرين،
إنسانيتهم عالية،
ما أقلّهم،
يعانون بصمت،
ولا يشعر بهم أحد،
ولا ينتظرون شكرًا من أحد،
يعيشون عالمهم الداخلي،
معاييرهم عالية،
وقلوبهم كبيرة، وصبرهم أكبر.

في النفوسِ ... قلق لا يفنى إلا بالتمعن في ألطافِ الله ..
وفي القلوبِ ... كرب لا يبعد إلا باليقين التام بسعةِ رحمة الرحمن ..
وفي الأيام ..
ضربات مؤلمة وآلآم مُتفرقة لا يكمدها إلا الأُنس بالدعاء والطمأنينة بالمناجاة .
لا هلاك لقلب ... غمره اليقين بأن الله سيدبره أحسن تدبير .

‏ما أشد حُبّنا لما نُحب !

‏لا نعرف في الحب مواربة،
ولا يشوب الحُب في قلوبنا مَيل،
نحن إن أحبَبنا صَدَقنا،
وأخلَصنا، وخَلُصنا، وحَرِصنا، وغِرنا، وارتَوَينا،
واحتَوينا الضّعف ليقوى،
والقوة لتَنبُت،
وإنّ سكّان الفؤاد،
لَيُحَفّون بدُعاء الغيب،
ويُظَلّلون بعين الحرص،
ويرافَقون في كل سجود

رعى الله الأحبّة حيث حلّوا
‏لهم في القلب مرتحل وحِلُّ .

يشعُر المرء بالامتِنـان كُلما وجد من يهتّم لتفاصيله الصَّغيرة،
تلك التي لا يُمكن لأحدٍ أن يُلاحظها