الاحلام - كما تُعرّف هي سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم،
وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها، توجد كثير من النظريات
التي تفسر حدوث الأحلام، من قِبل علماء مختلفين - فيقول سيجموند فرويد
أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لأشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة
خاصة التي يكون أشباعها صعبا في الواقع، ففي الأحلام يرى الفرد دوافعه
قد تحققت في صورة حدث أو موقف! المثل الشعبي القائل "الجوعان يحلم بسوق
العيش" خير تعبير على هذا، ولكن غالباً ما تكون الرغبات في الحلم مموهة أو مخفية
بحيث لا يعى الحالم نفسه معناها، ولذلك فأن كثير من الأحلام تبدو خالية من المعنى
والمنطق شبيهة بتفكير المجانين على عكس أحلام اليقظة التي تكون منطقية جدا.
ودراسة الأحلام وجدت لها آثار على الألواح الحجرية التي ترجع إلى سومر أقدم
حضارة عرفتها البشرية، واعتقدت بعض الشعوب القديمة مثل الإغريق أن الأحلام
عموما هبة من الآلهة لكشف معلومات للبشر وزرع رسالة معينة في عقل الشخص النائم.
ᴇxᴘʟᴀɴᴀᴛɪᴏɴꜱ
"انت تنظر إلى طفل ويُخيّل إليك انه حمامة بيضاء، وملاك بريئ
نقي طاهر الذيل، ولكن فرويد له رأيٌّ آخر: إنه يقول ان طفلك شيطانٌ
لعين، حيوانٌ تلوثه الرغباتُ والغرائز؛ الغيرة، الأنانيّة، الرغبة في التحطيم
والتلذذ بالبكاء والقسوةِ والجنس.. كل هذه الاُمور في دمه"
والطفل في نظر فرويد مخلوق جنسيّ يتلذذ بفمه في أثناء
الرِضاع، ويتلذذ بجسده العاري ويفرح برؤية نفسه عارياً، ويأخذ
في تحسسّ جسده بنشوة، ويتجه بغرائزه إتجاهاتٍ غير مُهذّبة، لا
يعرفُ فيها الحلالَ من الحرام، فهو يتجه بحبه نحو أمه ويعشقها ويغارُ
عليها من أبيه، بل هو يحقد على أبيه ويتمنى ان يقتله - عُقدة اوديب
ثم يصطدم بالواقع، بصغره وتفاهته وقلة حيلته وحاجته الدائمة للرعاية.
يحاول الفرار من مشكلته بالتشّبه بالبالغين، سيجارةٌ ومواعظُ وشاربٌ مزيّف
يحدث كل هذا في عقله الباطنيّ دون ان يستشعره، هذه بذرةٌ ينشأُ بها الضّمير،
ثم يخرج من نطاق عائلته إلى الشّارع، يخرجُ من انانيّته ويدخل في علاقات
حُبٍ مع افرادٍ من ابناءِ جنسه، مع اشباههِ من الاولاد، ثم يضل الى سن البلوغ
وترتكز لذّاته في اعضائه التناسليّة، فيتجه بحبه إلى الجنس الآخر، ويصطدم
بكومٍ هائل من الاُمور؛ شريعة، عادات، تقاليد، عرف، اخلاق، حلال وحرام!
تحصل صدمةٌ لديه، يدفن من أثرها كل رغباتهِ غير المشروعة في عقله الباطنيّ.
وتظلُّ هذه الرغباتُ صاحيةً لا تموتُ، بل هي مدفونةٌ في العقل! تتمطى بين وقت وآخر
في أثناء النوم، لتعيش حلماً طويلاً غريباً، وهذه هي نظرية الأحلام عند فرويد. الأحلامُ - هي بعث للرغبات الحرام المدفونة في النفس من أيام الطفولة، وقضاءٍ
للحاجاتِ التي حُرمنا منها بحكم الأخلاق والدّين والآداب الاجتماعية، وتحقيق لما
لا يمكننا تحقيقهُ في الواقع، وما لا يليقُ أن نفكّر فيه في يقظتِنا ونحنُ بكامل وعينا!
بل إن الأحلامِ كُلها تحقيق لرغبةٍ عُليا، هي حراسةُ النوم، فَبدلا من أن نتيقظ لأن حلقنا
جفّ من العَطش، نحلم بأننا نشرب ونشرب حتى نرتوي، و بهذه الحيلة نحتفظ بنومنا.
"الحلم إذن هو قضاء رغبة؛ وهي عند فرويد ليست
أي رغبة وإنما رغبة طفولية، غالباً رغبة جنسٍ، مخجلةٌ، مُزرية"
وكما أسلفت، آراء العلماء تختلف فَعلى سبيل المثال؛ كارل يونج
كان يعتقد امراً مُغايراً فرويد، حيث يعتقد ان الحلم هو عودةُ للماضي
وإلى الطفولة بتخريبها وهذيانها! يعتقد يونج أن الحلمُ إشارةٌ للمستقبل،
وإلهامٌ من الملأ الأعلى - الأحلامُ هي تفكيرٌ، وهي ليست دائماً لإشباعِ
رغباتنا كما يقول فرويد، فأين وجه إشباع الرّغبات في الأحلام المرعبة
والكوابيس، إننا لا نرغب في الرُّعب، ولا في الألمِ.
يقول كارل يونج: "قد يمكن القول بأن الحلم هو واجهة، غير أنه يترتب علينا أن نتذكر
بأن واجهات معظم البيوت لا تضللنا أو تخدعنا، ولكنها على العكس تتوافق
مع مخطط البيت، وهي كثيراً ما تنم عن تصميمه الداخلي، ونحن نقول بأن
للحلم واجهة كاذبة فقط، لأننا لا نستطيع قراءته، وليس علينا أن نذهب إلى
ما وراء ذلك النص في المقام الأول، وإنما يتحتم علينا أن نقرأه".
ويقول يونغ أيضاً: "إن الحلم يعطي صورة للحالة الداخلية للفرد، بينما العقل
الواعي ينكر بأن هذه الحالة موجودة، وهو إذا ما اعترف بوجودها، فإنه يفعل
ذلك مكرهاً، فنحن عندما نصغي إلى أوامر العقل الواعي، فنحن في حالة شك
دائم، والحلم يأتي كتعبير عن عملية نفسية غير إرادية وغير مسيطر عليها من
وجهة نظر واعية، وهي إنما تمثل الحالة الداخلية للفرد كما هي عليه في الواقع".
أحلام اليقظة تصنف على أنها أحلام بمستوى الوعي بين النوم واليقظة،
وتشير الدراسات إلى أن فترة حدوث أحلام اليقظة لدى الإسنان تتراوح
ما بين 70 و 120 دقيقة يومياً، ويحدث ذلك خلال ساعات الإستيقاظ عند
السماح للخيال الخاص بالشخص أن يحمله بعيداً.
غالباً ما تقع عندما يترك الأنسان العنان لخياله ويسرح بعيدا وينفصل عما
حوله من الأشخاص والأحداث والزمن ليبدأ المخ في خلق مستوى وعي منفصل
تماماً عن محيطه وواقعه.
False awakening - احلام الصحوة الكاذبة
هل فكرت يوماً أنك استيقظت من النوم، وذهبت لممارسة روتينك
اليومي صباحاً: الاستيقاظ، وتنظيف الأسنان، وتناول وجبة الإفطار
والذهاب إلى العمل، إلى أن تستيقظ مرّة اخرى! وتدرك أن ما حدث للتو
هو مجرد حلم.
Nightmare - الكوابيس
الكابوس هو حلم مزعج يسبب الاستيقاظ مع الشعور بالقلق والخوف،
وتكون الكوابيس استجابة للصدمات في الحياة الحقيقية، وهذا النوع من الكوابيس
يندرج تحت فئة خاصة تسمى كابوس ما بعد صدمة الإجهاد.
قد تحدث الكوابيس أيضا لأنك قد تجهل أو ترفض قبول وضع حياة معين،
وتبيّن البحوث أن معظم الناس الذين لديهم كوابيس مستمرة يكون لديهم تاريخ
عائلي من المشاكل النفسية، وهؤلاء الناس قد فكروا أيضاً بالانتحار، فالكوابيس
هي مؤشر على الخوف الذي يحتاج إلى الاعتراف والمواجهة، وهو وسيلةٌ من
اللاوعي لتستيقظ وتنتبه.
Recurring dream - الاحلام المتكررّة
الأحلام المتكررة تتكرر مع اختلاف بسيط في القصة أو الموضوع في كل مرة،
وقد تكون هذه الأحلام إيجابية، ولكن في أغلب الأحيان هي كابوسية في المحتوى،
والأحلام قد تتكرر لأن الصراع -الذي هو مبيّن في الحلم- لا يزال دون
حل أو لا يزال مُتجاهلاً في حياة الفرد الواقعية، فبمجرد إيجاد حل لهذه المشكلة
فإنّ الأحلام المتكررة ستتوقف.
Epic dreams - الاحلام الملحميّة
أحلام ملحمية هي ضخمة جداً، مقنعة بحيث لا يمكن تجاهلها، ولا تزال
تفاصيل هذه الأحلام معك لسنوات، كما لو كنت قد حلمت بها مجرد الليلة
الماضية، وهذه الأحلام تجعلك تشعر بأنك عرفت شيئاً مذهلاً عن العالم.
Successive dreams - الاحلام التقدميّة
الأحلام التقدميّة تحدث الأحلام التقدميّة عندما يكون لديك سلسلة
من الأحلام التي تستمر على مدى ليال، بحيث يستمر الحلم الذي
توقفت عنده في الليلة السابقة، وهذه الأحلام هي الأحلام التي تساعد
على حل المشكلات وتساعد على استكشاف الخيارات المختلفة والطرق
المختلفة للمشكلة.
كتاب الأحلام: هو كتاب من تأليف الدكتور مصطفى محمود تحدث عن الأحلام
وفلسفتها وبعض نظريات علم النفس الخاصة بها، والفرق بين الحلم والوهم،
الكتاب مُقسّم الى اربعة اقسام؛ الأحلام - الحب - القلق - الوهم، كل قسم يختلف
عن القسم الآخر، يطرح موضوعاً جديداً، ستستفيدون منهُ كثيراً
معجم تفسير الأحلام كتاب من تأليف محمد بن سيرين وعبد الغني
النابلسي أعدهُ و ورتبهُ معجميا باسل البريدي، الكتاب عبارة عن معجم
لتفسير الأحلام يحتوي على أكثر من 3000 كلمة مفتاح، يجمع هذا الكتاب
بين الجديد و القديم، إذ أنه خلاصة لكتاب تفسير الأحلام عبر العصور وذلك
لإستيعابه التام لجميع الأمور.
من أشهر الكتب العربيّة في تفسير الاحلام - موجود على شكل موقع ايضاً.
تفسير الأحلام: هو كتاب بقلم المحلل النفسي سيغموند فرويد، يُقدّم
الكتاب نظرية فرويد في اللاوعي فيما يتعلق بموضوع تفسير الأحلام،
كما يناقش أيضا أولا النظرية التي عرفت فيما بعد باسم عقدة أوديب.
قام فرويد بتنقيح الكتاب ثماني مرات على الأقل.
قال فرويد عن هذا العمل "بصيرة مثل هذه تقع في يد المرء مرة في العمر"
من اشهر الكتب حول الاحلام على الإطلاق
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وها قد عدتُ بموضوع جديد
رغم انه غير فخم وغير متكلف، وبسيط للغاية.. لكن احببت زيارة
قسم الجدّة اروى، وبالطّبع اخترت موضوع الأحلام لإنه يجذبني ويُثير
اهتمامي دائماً، اتمنى الموضوع نال اعجابكم، وشعرت بسلاسة بالقراءة.
عذراً على قصر الموضوع - لكن عندي امتحانات وما إلى ذلك، كحم كحم
في أمان الله ورعايته..