••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


سماء العزلة

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-24-2020, 02:05 AM   #51
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند كايت الذي كان يسير خلف عائلته في منزل جده بانزعاج شديد بينما يداعب الهواء البارد خصلات شعره قالت مايا و هي تفرك يديها ببعض: إن الجو يصبح أكثر برودة مع مرور الوقت
أمسك لاري بيدها ليضعه في جيب معطفه الأسود ليقول لها: لذلك أخبرتك أن تمسكي بيدي لكنك اعتقدت أنني أتدلل
قالت مايا: لكنك تفعل ذلك طوال الوقت
قالت ليدي: حقا أبي أنت تتصرف كما لو أنك أصغر منا سنا
قال لاري: ماذا؟ هل تقصدين بأني عجوز ليدي؟ والدك ليس عجوزا ابنتي الحبيبة أنا حتى لم أنهي عقدي التاسع
ضحكوا جميعا على النبرة الطفولية و المدعية الحزن الذي تحدث بها ليقول تيم: صحيح متى هو عيد ميلادك كايت؟
رفع كايت نظره عن الأرض التي ملت تحديقه بها لينظر إليه بهدوء و يقول: اليوم الأول من فبراير
قال بريس باندهاش: حقا؟ هذه المرة الأولى التي أسمع بها هذا الكلام
قالت ماري: صحيح لم نحتفل و لو مرة واحدة بعيد ميلاد أخي لماذا يا ترى؟
نظر الوالدين لبعضهما بهدوء يفكران في إجابة لذلك السؤال الموجه إليهما ليقول كايت بهدوء: أنا فقط لا أريد الاحتفال بذلك فأنا كبرت كما ترون
قال جيمي: أتقصد أن هذا فقط للصغار؟ إذا ربما يجدر بنا التوقف عن الاحتفال بعيد ميلاد أبي فهو كبير أيضا
قال لاري بحزن مصطنع: و ما شأني في هذا إن كان هو لا يريد الاحتفال؟ أنتم قاسون حقا يا أبنائي لا أذكر أنني ربيتكم هكذا أبدا....مايا انظري ماذا يقولون عني
ضحكوا من جديد على تصرفات والدهم المرحة ليرفع كايت بصره للسماء و هو يقول في نفسه: ذلك اليوم يوافق ذكرى وفاة أمي لا أستطيع الاحتفال به و هي غير موجودة
خيم الحزن عليه ليشعر بنظرات تيم المحدقة به بشيء من الحزن و هو يمسك بطرف معطفه ليبتسم له كايت و يبعثر شعره بهدوء ليبادله الابتسام وصلوا للغرفة المطلوبة ليرحب بهم عمهم و جدهم بمرح شديد تلاقت عيني كايت بعيني جده المبتسم لإخوته ليحدق فيهما بانزعاج شديد اقترب عمه منه ليقول بمرح شديد: لم أرك منذ فترة كايت كيف هي أمورك؟ سمعت أن زواجك سيكون قريب
قال كايت: أنا بخير يا عمي
قال الجد: ألن تلقي التحية عليّ أيضا؟
لم يجبه كايت بأي شيء ليقول لاري بقليل من الارتباك: هو متعب قليلا من العمل لذا لا توليه اهتماما كبيرا كيف هي صحتك الآن؟
قال الجد: أنا بخير كما ترى لكن المسألة لا تزال قائمة و كايت بالتأكيد فكر في الأمر
نظر لاري باستغراب لكايت الذي لم يتحدث بأي شيء ليقول: هل تحدثتما معا من قبل؟
قال الجد بتعجب مصطنع: ألم يخبرك كايت؟
قال لاري: بماذا يا أبي؟
قال الجد بابتسامة: قررت وضعه في منصبي بما أن لا أحد قبل أي الاقتراحين
نظر لاري و شقيقه لوالدهما باندهاش بينما صدمت مايا التي تعرف عن الأمر للمرة الأولى و الصغار بالكاد يعرفون ما يجري فهم يلعبون مع كيفن في ركن بعيد عنهم قال العم: أبي ألا تعتقد بأنك تستبق الأحداث قليلا؟
قال الجد: لا أعرف متى سأموت لذا يجدر بي أخذ التدابير من الآن
صمت الجميع لوهلة لينظر الجد لكايت بابتسامة نصر لتزاح فور قول كايت بانزعاج: و أنا رفضت عرضك هذا أليس كذلك؟
قال الجد: لا أذكر بأنني سمعت ذلك أبدا
شعر كايت بالغضب الشديد لتصرفاته الغير مبالية بخياراته غضبه ذاك ولد قوة كبيرة حطمت زجاج النوافذ الكبيرة الموجودة في الغرفة الملون بدأ الأطفال بالصراخ و مغادرة الغرفة مع مايا جرح الجد بشيء من تلك القطع المتناثرة في أرجاء الغرفة ليثير أعصابه أكثر و يقول: لو اخترت هذا الطريق سأجعلك تترك عملك هذا كايت
قال كايت بغضب شديد: لا أهتم لذلك افعل ما تشاء لكنني لن أصبح الرئيس التالي لهذه العائلة أبدا
قال الجد: أنت حقا أسوأ من والدتك المزعجة لا أعرف لماذا اخترتها زوجة لابني
أزعج ذلك كايت كثيرا لتتحول تلك القطع المنثورة في اتجاهه أوقفها لاري بسرعة لينظر لكايت الغاضب بشدة الغير مدرك للوضع الذي هو فيه الآن غادر الغرفة بانزعاج كبير حتى أنه لم يلتفت لنداء مايا القلقة عليه قال العم: هذه المرة الأولى التي أراه غاضبا هكذا
قال لاري: تعلم أن موضوع والدته يزعجه كثيرا لماذا حاولت زيادة غضبه؟
قال الجد و هو ينظر بانزعاج للاري: هل تريد لومي في ما حدث لاري؟ تعرف أن تربية والدته هي السبب وراء تصرفاته
انزعج لاري من كلماته لكنه لم يعبر بأي شيء ليغادر الغرفة و يلتقي بمايا التي تنظر إليه بقلق شديد رأت الغضب يتجسد في عينيه لتقترب منه و تمسك بيده علها تستطيع تخفيف ذلك الغضب العارم داخله ليقول: أحتاج بعض الوقت بمفردي مايا
قالت مايا: لن أدعك تبقى وحدك لاري ستتصرف بجنون لو فعلت
نظر إليها بعيونه المليئة بالغضب ليس فقط من والده بل من نفسه أيضا لتقابلها بعيون حانية هادئة ترغب بإزالة ذلك الغضب احتضنته بهدوء لتقول: لا عليك لاري كل شيء على ما يرام حسنا؟
وضع رأسه على كتفها عله يهدأ قليلا غادر الجد برفقة ابنه الغرفة ليسير بهدوء في الممر متجاهلا لاري و زوجته بينما توقف شقيقه لينظر إليه بهدوء و يقول: آسف على ما حدث اليوم لاري
ابتسم لاري بهدوء و قال: لا عليك لا أحد يلومك على ما حدث
بادله الابتسامة ليقفوا معا يتحدثون في شيء ما





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:16 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:05 AM   #52
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






أما الجد الذي كان يسير بهدوء في الممر الشبه خال فهذا القسم من القلعة محظور على الزوار الهدوء يسود المكان بالكاد تستطيع سماع رفرفة أجنحة الطيور توقف عن المسير لمواجهته للشخص الذي يقف أمامه يصوب مسدسه الفضي لرأسه تفاجأ لرؤية لوني تلك العينين ليقول: من تكونين أيتها الفراشة؟
لم تجبه بأي شيء و لم تتحرك من مكانها لتبعد الوشاح الأبيض عن وجهها ليصدم الجد بمن رآه يقف هناك شعر بأنفاسه تخطف منه قلبه بدأ ينبض أسرع من عقارب الثواني التي بدت كساعات في تلك اللحظات تراجعت أقدامه للخلف بخطوات صغيرة خائفة توقف حالما سمع صوت رجوع المطرقة للخلف ليقول بصوت مليء بالرعب و الخوف: لماذا تفعلين هذا؟ لا أعرف من تكونين حتى
قالت تلك الفراشة بصوت بارد يكاد يجمد قلبه: عذبت أشخاص اهتموا بي قبل أربع مئة عام لتري الآخرين مدى نفوذك قتلتهم بلا رحمة و الآن حان دورك سيد لوسيل
توسعت حدقتا عينيه لرؤية الرصاصة تغادر فوهة المسدس و تصيب قلبه بدقة متناهية بالرغم من المسافة الفاصلة بينهما وضع يده على صدره لينظر للدماء التي بدأت بالتدفق من جسده خار جسده على الأرض بهدوء لتلف الوشاح على وجهها من جديد نظر الجد بصعوبة بالغة للأشخاص الذين قدموا فور سماعهم صوت الطلقة النارية نظروا إليه بصدمة بالغة ليقتربوا منه و يرفع يده بهدوء اتجاه أحد ابنيه و يفتح شفتيه ليقول شيئا ما لكن لاري منعه ليقول لشقيقه: أسرع بإحضار طبيب لهنا سأتعامل مع هذا الشخص مايا اتصلي بالشرطة فورا
أسرعت مايا بفعل ذلك كذلك شقيقه رفع لاري بصره نحو ذلك الشخص الذي بدأ يسير بهدوء مبتعدا عن المكان ليقترب منه على وجه السرعة و يمسك بذراعه قام ذلك الشخص بتفاديه ليضرب عنقه و يفقده توازنه لكن لاري لم يستسلم له استعاد توازنه في ثوان قصيرة ليمسك بكلتا ذراعي ذلك الشخص ليسنده للجدار بقوة كبيرة و يقول و هو يلتقط أنفاسه: لن أدعك تذهب قبل معرفة هويتك أيها المجرم
انتبه لاري لنوع الشخص الواقف أمامه ليندهش من ذلك سمع كلاهما صوت أقدام الأشخاص المقتربين منهما ليختفي ذلك الشخص من المكان تماما وصل المسعفون برفقة رجال الشرطة و مايا و شقيقه اقتربت مايا منه لتقول: إلى أين ذهب القاتل؟
قال لاري: لقد اختفت منذ دقيقة
قالت مايا بدهشة: اختفت؟ فتاة؟
هز رأسه بالإيجاب ليقترب من والده الذي كان الطبيب يفحص نبضه الساكن ليقول: لقد تأخرنا كثيرا السيد لوسيل قد مات
عض لاري على شفتيه بغضب شديد بينما أنزل شقيقه رأسه لم يمضي كثير من الوقت حتى عرف الجميع بمقتل كبير عائلة لوسيل عند كايت الذي كان يجلس في غرفته متعجبا ما سمع من كبير خدمه قبل دقائق لم تظهر أي تعابير على وجهه لفترة طرق الباب لتدخل مايا الحزينة جدا نظرت إليه بهدوء و تقول: سنتجمع الليلة في مراسم دفن جدك
غادرت قبل سماعها ردا منه مضى الوقت بسرعة ليحل الليل أسرع مما توقعوا في عزاء السيد لوسيل كان عدد كبير من الأشخاص موجودون في المكان أفراد العائلة و أصدقائها و آخرون مقربون منهم لم يبقوا هناك فترة طويلة ليعود كل منهم لمنزله في منزل لاري حيث اجتمع عدد من الأشخاص اقترب روي من لاري الذي رفع بصره إليه بشيء من الانزعاج ليقول له: أقدر الموقف الذي أنت فيه سيد لوسيل لكن يجدر بنا الحديث قليلا
قال لاري: لا حديث لي معك روي
قال روي: أنا المحقق الخاص في هذه القضية و أعتقد أن هذا كافي لأخذ بعض وقتك
انزعج لاري من ذلك لينهض من كرسيه و يغادر المكان لحقت بهما أعين مايا القلقة على زوجها و الحزينة وقف لاري برفقة روي في الحديقة ليجدا كايت يجلس هناك وحده اقترب منهما ليقول: ماذا هناك؟
قال روي: مجرد إجراءات للتحقيق
نظر كايت إليه باستغراب مما قاله ليقول لاري: لخص ما لديك من أسئلة
قال روي: سمعت أنكم رأيتم القاتل لكنه أفلت
قال لاري: أجل و لمعلوماتك القاتل أنثى فراشة ما
قال روي بذهول: أنثى فراشة؟ كيف عرفت؟
قال لاري: سؤال عجيب حقا
فكر روي في الأمر قليلا ليقول: هل تستطيع إعطاء أوصاف لها؟
قال لاري: لا فقد غطت ملامحها بوشاح أبيض و قبعة بيضاء
قال روي: هذا كل شيء شكرا لوقتك
غادر لاري المكان على الفور ليجلس كايت و روي على المقاعد أسفل الشجرة الكبيرة في الحديقة ليقول: لماذا سألت كل تلك الأسئلة؟
قال روي: اكتشفت شيء خطير و أردت التأكد فقط
قال كايت: و ما هو؟
قال روي: حدثت مجموعة من الحوادث الغريبة كمقتل عائلة بكاملها أو كل من تواجد في المنزل حتى حادثة مقتل ذلك الرجل في حفلة منزلنا و مقتل جدك ورائها شخص واحد القاتلة ذاتها حتى الآن أجهل السبب لكنني واثق من الفراشة ذاتها وراء كل ذلك
صدم كايت مما قاله ليتنهد روي بهدوء و يقول: لا أعلم ما هو الأسوأ عدم وجود سبب مشترك للقتل أو عدم معرفة القاتلة بمواصفات أكثر....حقا إن الأمر محير للغاية
قال كايت: متى حدث كل هذا؟
قال روي و هو يضع يده أسفل ذقنه يفكر قليلا: لا أذكر تسلسل الأحداث بسبب كثرتها لكن على أقل تقدير عاما و تسعة أشهر بين أول جريمة التي هي مقتل عصابة إجرامية ما و مقتل جدك اليوم
صدم كايت مما سمع ليقول: عصابة إجرامية؟
قال روي: أجل أعتقد أنها كانت منظمة عالمية لقتلة مأجورين ينفذون مهام قتل خاصة لذوي النفوذ و الأغنياء و أغلب الظن أن تلك الفراشة كانت فرد منها
قال كايت: يا إلهي الأمر معقد أكثر مما اعتقدت
قال روي: أجل لهذا أحتاج مزيدا من الدلائل
صمتا لبعض الوقت ليقول روي: صحيح يمكننا سؤال الآنسة لوريجن عن الأمر
تغيرت التعابير على وجه كايت لأخرى غريبة تعجب روي ذلك ليحدق بتلك التعابير أكثر عله يفهم السبب وراءها ليقول: هل حدث شيء ما بينكما؟
قال كايت: ربما لا أعلم
قال روي: هل تتجاهلك حتى الآن؟
هز رأسه بالموافقة ليتجول الصمت بينهما من جديد ليقول بمرح و هو ينهض: إذا لنذهب و نعتذر إليها
نظر كايت إليه نظرات غباء ليسحبه من مقعده و يجره خلفه ليوقفه كايت و يقول: إلى أين أنت ذاهب؟
قال روي: إلى منزلها بالتأكيد
قال كايت: و أين يقع؟
فكر روي في الأمر قليلا ليقول: اعتقدت أنك تعرف مكانه
قال كايت بانزعاج: و لم قد أعرف مكانه؟
قال روي بارتباك: لأنك مهتم بها
قال كايت: أنا سأقتلك حقا روي
ضحك روي بارتباك شديد ليتصل على مدير أعماله




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:15 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:06 AM   #53
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند تولاي التي كانت تسير بهدوء في الشوارع حتى أوقفها شعورها بمجموعة أعين تراقبها في زوايا مختلفة سارت بهدوء لتدخل أحد الأزقة المظلمة القريبة لتخرج منها لمنطقة مفتوحة كبيرة و مهجورة ليظهر مطاردوها للعيان عرفتهم فور رؤيتهم ليتقدم منها أحدهم و هو يقول: لم أرك منذ فترة طويلة تولاي ألم تشتاقي إليّ؟
نظرات تولاي الباردة لم تتغير اتجاه تلك الفتاة التي تقف بالقرب منها و شعرها يتموج مع الرياح أشهر الرجال الذين قدموا معها مسدساتهم نحوها في آن واحدة لتقول الفتاة: لقد انتظر سيدي بما فيه الكفاية و قلت لنفسي لم لا أخلصه من عذابه و أقتلك؟
ضحكت تلك الفتاة باستمتاع لصوت إطلاق الرصاص الذي أصم كل الأصوات الأخرى رفعت يدها في الهواء مشيرة لهم بالتوقف ليرفع الجميع أسلحتهم بدأ الغبار بالانكشاف رويدا رويدا لترى جثتها هامدة على الأرض لتتسع ابتسامتها و هي تقترب منها لتختفي فور رؤيتها جثة أحد الرجال لتركلها بحذائها الأحمر ذو الكعب العالي بغضب شديد التفت بسرعة نحو صوت سقوط رجالها تتابعيا لم تطرف جفنها للحظة و هي تنظر للأمر بصدمة اشتدت فور وقوف تولاي أمامها بعينيها الملونتين لتقول بصوتها البارد الذي هز قلبها رعبا و شعرها الأسود يطير خلفها: لا تستهيني بي أبدا كاترينا موراي
قفزت كاترينا عدة قفزات مبتعدة عنها كما لو الجاذبية نفرتهما أخرجت مسدس أسود من جيب معطفها الداخلي لتصوبه نحوها و هي تقول: لن أعود خاوية اليدين للسيد زورف
تقدمت تولاي بخطوات ثابتة هادئة نحو كاترينا التي بدأت ترتعش قليلا حتى توقفت كلتاهما عن النظر للأخرى على صوت زيس و روبن اللذين ظهرا فجأة من العدم ليقترب روبن من تولاي على عجل و هو يقول: أين اختفيت لكل هذه المدة؟ لقد قلقنا عليك كثيرا
انتبه للمكان من حوله و للجثث الملقاة في كل مكان و لكاترينا التي ازدانت ابتسامة النصر على شفتيها ليقول لها: ماذا تفعلين هنا و ماذا يجري؟
قال زيس: أخبرتك أنه لا يجدر بك القدوم
قال روبن بانزعاج: أنا لم أتحدث إليك زيس
قالت تولاي: عليكما المغادرة المكان خطر هنا
قال روبن و هو يمسك بيدها و القلق باد على وجهه: سنأخذك معنا إذا
قالت كاترينا بصوت مرتفع و ضاحك: كان عليكما الاستماع إليها منذ البداية
قبل أن تنهي جملتها أطلقت تلك الرصاصة الموجهة لروبن الواقف أمام تولاي لتخترق ظهره و تصيب قلبه خار جسده على الأرض أمام عيناي تولاي المصدومتين من الموقف الذي تراه ببطء شديد لم تعد ساقيها قادرتين على حملها لتجثو بالقرب من روبن الذي ابتسم لها و قال بصوت منخفض: سعيد أنها لم تصبك تولاي
رفع يده بهدوء ليمسك بيديها المرتعشتين اتسعت ابتسامته العالقة على شفتيه قبل فقدانه آخر أنفاسه تعجبت كاترينا ردة فعلها للأمر لتقول بسخرية: لو كنت أعلم أنه ذو أهمية بالغة لديك لما طالت يداي إليه
توسعت أعينها و تسارعت نبضات قلبها على أنفاس زيس الواقف خلفها التفتت نحوه على وجه السرعة تريد القضاء عليه هو الآخر لكنه لم يعطي لها فرصة و أمسك بمسدها ليوجه نحو صدرها و يقول: لا تخافي سأدع سيدك ينظر إليك للمرة الأخيرة قبل دفنك
ضغط على الزناد لتسكن كل أطرافها و تسقط على الأرض رفع زيس رأسه لينظر لتولاي التي لا تزال على حالها مصدومة و مرتعبة لم تستطع سحب يديها من أسفل يد روبن الذي نطق بكلمات الحب لها عينيها بدأتا تفيضان حزنا على ما حدث له عقلها في فوضى تامة أفكارها مشتتة ذكرياتها السوداء و المرعبة تأخذها لفترات لا ترغب بتذكرها لم تسمع سوى صوت صراخها يعلو في المكان الهادئ وقف زيس بالقرب منها حزينا على ما ألم بها قال بصوت منخفض حزين و هو يعلم بأنها تستمع إليه: سأخذه لعائلته و أخبرهم بما جرى لذا أرجوك عودي للمنزل
حمل جثة روبن ليختفي من تلك المنطقة و تولاي لا تزال تجلس هناك تعيد شريط أحداث هذا المكان عينيها لم تغادرا الأرض لحظة واحدة و لم تطرفا لثانية شعرت بأنفاسها تختنق داخلها و الظلام الدامس يحيط بها لتعود ذكريات لا ترغب برؤيتها تود محو ذاكرتها و إعادة ترتيبها من جديد رفعت بصرها تود النظر للنجوم المضيئة في السماء لتفاجئ بسقف غرفتها يعانق عينيها لتبدأ البكاء من جديد عند عائلة لوريجن التي صقعها و هالها رؤية جثة روبن المرح و الأكثر نشاطا في المنزل سبب سعادة أغلبهم ترقد أمامهم في ذلك التابوت الأسود المنقوش بزهور متشابكة كان كيث يجثو بالقرب منه و هو يبكي بشدة و حرقة و هو يقول من بين دموعه المتألمة لفراق تؤامه: أخبرته ألا يذهب إليها لكنه لم يستمع لي قط كل هذا بسببها
اقتربت والدته منه علها تستطيع تهدئته قليلا لكنها لم تستطع فقط محاولة إبعاده من المكان كان رين يتألم لرؤية شقيقه ينهار بهذه الطريقة ليتذكر نفسه عند سماعه بوفاة راي ليقترب منه بهدوء و يقول: عزيزي كيث بكاؤك لن يعيده إلينا و لن ينسيك الحزن الموجود في قلبك
رفع كيث بصره لشقيقه و غضب عارم في عينيه ليقول: أجل هذا صحيح سأنتقم لأخي بالتأكيد سأفعل ذلك
قال الوالد بحزم: توقف عن قول السخافات كيث و دعنا ننقل جثمان أخيك
عض كيث على شفتيه لينهض من مكانه و يغادر جمعهم كما غادرت الدموع الغزيرة عيناه لحقت به مخطوبته المتألمة لحاله نقلوا التابوت للمقبرة و بقوا هناك لفترة قصيرة بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت أشرقت الشمس لكنها لم تجعل وجوههم تشرق بالابتسام كالمعتاد الحزن و السكون يخيم عليهم حتى في منزل عائلة لوسيل الهادئ على غير العادة مضى أسبوع كامل قبل أن تعود بعض الحيوية لوجوه البعض في الشركة التي يعمل فيها كايت كان يتحدث في الهاتف مع روي و هو يسير ليقف حالما رأى لوسي المنزعجة منه ليتنهد بانزعاج و يقول بصوت منخفض: أتحدث إليك لاحقا روي أتت الآنسة بيرون
قال روي: حسنا لا تنسى أن تسأل عن عنوان الآنسة لوريجن
قال كايت: أخبرتك بأنني لن أنسى توقف عن إزعاجي بهذا الأمر
ضحك روي بمرح على تعبيره ليغلق الخط و ينظر للوسي منتظرا ما ستقوله لتقترب منه بغضب واضح على تصرفاتها لتتجاوزه لم يهتم للأمر كثيرا ليبدأ السير مبتعدا عن المكان لتوقفه قائلة بغضب: ألن تعتذر إليّ؟
التفت كايت بهدوء نحوها ليسمح لشعره بالحركة قليلا و يقول: أعتذر عن ماذا؟ لم أفعل لك أي شيء خاطئ لأعتذر
غضبت لوسي أكثر و اقتربت منه لتقول و هي تشير بسبابتها نحوها: أنت مجرد وغد حقير كايت أعرف ذلك الآن لطالما كنت مهتما بها أكثر مني تأكد أنني سأجعلك تندم على قرارك هذا
أسرعت خطاها مبتعدة عنه ليتنهد بانزعاج و يكمل سيره نحو الكافتيريا رأى مدير أعماله يجلس بهدوء و هو يتصفح بعض الأخبار على جهازه اللوحي الأبيض ليجلس بالقرب منه و يقول: تغير الجدول مجددا أليس كذلك؟
قال مدير أعماله و هو يبعد عينيه عن الجهاز: أجل و قد عثرت على عنوان الآنسة لوريجن بصعوبة بعد تلقي خبر صادم حقا و أرسلته لك عبر البريد الإلكتروني
قال كايت: خبر صادم؟ ما هو؟
قال مدير أعماله: لقد استقالت قبل أربع أيام
صدم كايت من الخبر الذي سمعه ليبدأ مدير أعماله بالثرثرة حول الموضوع لكن كايت لم يكن يستمع إليه نهض من هناك على الفور ليغادر الشركة و يصعد سيارته متوجها نحو العنوان الذي أعطاه إياه وصل هناك خلال نصف ساعة بسرعته العالية صعد درجات المبنى بسرعة ليقف أمام الباب المفتوح و بعض الرجال يغادرونه و هم يحملون أثاث المنزل انتبهت له صاحبة المبنى العجوز لتقول: هل يمكنني مساعدتك سيدي؟
قال كايت: هل الآنسة لوريجن تعيش هنا؟
قالت السيدة: كانت تعيش هنا انتقلت منذ خمس أيام تقريبا
قال كايت: هل أخبرتك بمكان انتقالها؟
قالت السيدة: في الواقع أنا لم أرها منذ أسابيع طويلة قريبها الذي يعيش معها هو من أخبرني بأنهم سينتقلون لمكان بعيد عن هنا لكن لم يخبرني أين سيذهبان تحديدا
قال كايت: شكرا لك سيدتي
نزل الدرج و هو يفكر بمن يكون قريبها ذاك لم يخطر بباله سوى روبن ليشعر بالانزعاج رن هاتفه باسم والده ليرفع الخط و يقول: مرحبا
قال لاري بانزعاج واضح: ما الذي فعلته للآنسة بيرون كايت؟ والدتها هنا منذ فترة برفقتها مايا تبذل ما في وسعها لتهدئة الأوضاع معهما لكن بلا أي جدوى أخبرني بالحقيقة و لا تحاول الهرب
قال كايت بعدما تنهد: لم أفعل لها أي شيء يستحق كل هذه الضجة و أنا في طريقي للمنزل الآن
قال لاري: حالما تصل سنكمل هذا الحديث
أغلق الخط ليشعر كايت بكمية الغضب الهائل المحيط بوالده وصل لمنزله في فترة أقصر مما توقع كان والده في استقباله بنظراته المنزعجة سار معه نحو غرفة الضيوف حيث تنتظر لوسي و والدتها فتح لاري الباب لتنظر له مايا التي لم تعد قادرة على المماطلة أكثر ليقول: أعتذر عن التأخر هكذا سيداتي
جلس بالقرب من مايا بينما يظل كايت واقفا قرب الباب ليستند على الجدار نظرات والده كانت تأمره بالجلوس قبل قصفه لكنه قرر تجاهلها قالت السيدة بيرون: إذا كايت ما تفسيرك لما حدث مع ابنتي؟
قال كايت: لا علم لي بأي شيء
قالت السيدة بيرون بغضب: ماذا؟
قال كايت و هو يوجه نظراته المنزعجة نحو لوسي الهادئة و المنزلة برأسها للأسفل بنبرة ظهر عليها الانزعاج: لا أذكر أنني قمت بأي شيء سيء لك آنسة بيرون
قالت لوسي: ماذا تقصد بهرائك هذا؟ ألم تكن معجبا بتلك العارضة السخيفة بالرغم من خطبتنا؟ أم أنك تود إخباري أنني كنت أتوهم كل هذا؟ لقد تجاهلت الأمر كثيرا لكنني لم أعد قادرة على تحمل المزيد
صدم والديه مما يسمعان بينما تأخذ لوسي أنفاسها الغاضبة و هي تحدق بكايت بغضب شديد لتقول والدتها: أكنت تقوم بخداع ابنتي منذ البداية؟ و كيف تتركها لعارضة حقيرة؟
قالت مايا بارتباك و هي تحاول تهدئة الأجواء المتوترة في الغرفة: لابد من أن هناك سوء تفاهم آنسة بيرون فكايت كما ترين....
قاطعها كايت قائلا بهدوء كما لو أن الأمر لا يعنيه البتة: لا داعي لتبرري أي شيء أمي
نظرت مايا إليه بذهول مما يقول ليقف لاري و يتوجه نحوه ليقول: عليك الاعتذار للآنسة بيرون يا كايت فأنت مخطئ بتصرفك هذا
قال كايت: لن أعتذر لها لأن ما قالته شيء افترضته هي بنفسها لو كان الأمر صحيحا لرأيت الجميع يتحدثون عنه
قال لاري بحزم: أمرتك بشيء لذا قم به
لم يجب كايت بأي شيء و اكتفى بإبعاد عينيه عن عيني والده المنزعجة منه دهش الجميع من الصفعة التي تلقاها كايت من والده الذي قال: إذا لم تعتذر للآنسة بيرون الآن فانسى أنك كنت ابني يوما
سعدت السيدة بيرون لما سمعت بينما لوسي مرتبكة و مندهشة لم ترد للأمور أن تسوء هكذا علت الصدمة وجه مايا التي حاولت التدخل لكن هالة لاري الغاضبة منعتها من قول أي شيء قال كايت بانزعاج و قليل من الانفعال: لقد أخبرتك من أنني لن أتزوج أي شخص لا أرغب بأن أكون معه حتى لا يحدث ما حدث لأمي لا أريد أن أكون مثلك
غادر الغرفة و الغضب لا يزال يسري فيه أرادت مايا اللحاق به لتمنعه لكنه لم يسمح لها بذلك قالت السيدة بيرون لابنتها و هي تنهض من مكانها: انسي هذا الشاب فهو غير مناسب لك عزيزتي لوسي لنغادر
نهضت لوسي خلف والدتها و هي نادمة على ما حدث ضرب لاري يده في الحائط بقوة مرات متتالية ليفرغ الغضب الذي بداخله قالت مايا: أرجوك عزيزي توقف عن هذا ستؤذي نفسك هكذا
أسند رأسه للحائط بهدوء و يقول: هذا الولد يفقدني أعصابي كثيرا لماذا قلت شيئا كهذا؟ أنا حقا هو أسوأ أب في العالم أجمع
قالت مايا و هي تمسك بيده بلطف: لا تقسو على نفسك هكذا كلنا نخطئ
جلس لاري على أقرب كرسي لتراقبه مايا بقلق تفكر بأمر كايت و والده في منزل كيون الذي تفاجأ روي فيه بزيارة كايت بتلك الحالة الغاضبة جلس بالقرب منه ليقول بنبرة ظهرت عليها القلق الشديد: ماذا هناك كايت؟ ما الذي حدث معك لتبدو هكذا؟
قال كايت: تشاجرت أنا و أبي و قال لي أنه لم يعد والدي بعد الآن
صدم روي مما يسمع ليطلب تفاصيل أكثر فعل كايت بهدوء ينم عن عاصفة هائجة بداخله قال روي: إذا سأدع جدنا يتحدث إليه لأجلك
هز كايت رأسه نافيا ليقول: لا داعي لذلك فأنا أفضل هكذا
قال روي: هذا مستحيل كايت عليك القيام بأي شيء ترك والديك لن يفيد في أي شيء
لم يجبه كايت بأي شيء ليتنهد روي بقلة حيلة نظر لكايت بحزن فهو يعرف بأنه لا يرغب بذلك جلس بقربه دون قول أي شيء سمعا صوت طرق للباب لتدخل الخادمة برفقة والديّ روي المبتسمين لكايت لتقول الوالدة: لم نرك منذ فترة طويلة كيف هي حالك؟
أشار روي لوالديه بعدم سؤاله أي شيء لينظرا إليه باستغراب بينما يتنهد كايت و يقول: أنا بخير شكرا لسؤالك
قال والد روي: إذا أظنك ستبيت هنا هذه الليلة صحيح؟
قال كايت: أظنني سأبقى لفترة أطول
تعجبا ذلك ليهز روي رأسه بالموافقة لتبتسم الوالدة له و تقول: مرحب بك دائما هنا فأنت فرد من العائلة أيضا
أجبر كايت شفتيه على الابتسام قليلا لهما ليشرب كوب العصير الذي أحضرته الخادمة بهدوء تحدث الوالدين معه قليلا قبل مغادرتهما قال روي بمرح مغاير للأجواء الخانقة في المكان: ستبقى معي في غرفتي حتى أهتم بتجهيز غرفة لك أعرف أنك تكره المشاركة معي رغم أنني شخص لطيف تماما
نظر لكايت منتظرا غضب كايت لكن لا شيء قدم نحوه ليشعر بالحزن غادر الغرفة ليلحق به كايت بهدوء استلقى على سريره بهدوء لينام ربت روي على شعره بحنان ليغادر الغرفة التقى بوالديه في غرفتهما ليقول والده: ما السبب وراء كل هذه التصرفات الغريبة؟
قالت الوالدة: لقد بدا حزينا قليلا أحدث له شيء ما في العمل؟
فكر روي فيما سيقوله لهما ليأخذ نفسا عميقا و يخبرهما بما حدث معه لم يبديا كثير من تعابير الذهول و الاندهاش ليتنهد الوالد بهدوء و يقول: عائلة لوسيل تحوي الكثير من التقاليد و الثغرات لا أعتقد بأن الأمر سهل عليه أبدا
قالت الوالدة: أتمنى أن يبقى هنا حتى يرتاح قليلا لذا لا تزعجه روي
قال روي بمرح: أمي لطالما أحببت كايت أكثر مني سأعاني كثيرا على ما يبدو في هذه الفترة
ضحك والده بمرح شديد على ما قاله لتقول الوالدة: ربما لأنه ألطف منك بكثير
قال روي: ماذا؟ يا إلهي ما الذي سأفعله بنفسي الآن
أكمل والده ضحكاته على حوارهما ذاك ليقول: أنتما الاثنين رائعين حقا أحب الاستماع لحديثكما طوال الوقت
ابتسما له بمرح شديد ليعود روي لغرفته





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:15 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:07 AM   #54
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في الصباح بينما الجميع يستعد للذهاب للعمل أو المدرسة في منزل لاري كان الأطفال ينتظرون ظهور كايت من أي مكان فهم لم يستطيعوا إيجاده قال تيم: ربما لم يعد من العمل بعد
قالت ليدي: لا أعتقد ذلك
تنهدوا جميعا باستياء و هم يستعدون للجلوس على مقاعدهم حول طاولة الطعام دخل لاري الغرفة لينظروا إليه جميعا وجهه المتعب و الهادئ أثار استغرابهم جلس في مكانه بهدوء ليقول بريس و هو يحدق به: ماذا هناك أبي؟ تبدو بشعا للغاية
قال لاري: أجل أعلم ذلك لذا لا داعي لتؤذي مشاعري هكذا
ضحكوا بمرح شديد بينما اكتفى لاري بالابتسام لتقول ماري: هل نمت جيدا يا أبي؟
قال لاري: أجل أظن ذلك
قال جيمي: أين هي أمي؟ هل هي بخير؟
صمت لاري دون قول أي شيء ليستغربوا ذلك لم يمضي كثير من الوقت حتى حضرت مايا لتجلس معهم و هي تقول: صباح الخير جميعا لم كل هذا الهدوء؟
قال جيمي: أبي يظن نفسه بشعا هذا اليوم لذلك لابد أن شيئا ما قد حدث
حاولت مايا الابتسام لهم لكنها لم تستطع لتقول: هو متعب بسبب العمل المتواصل
نظرت للاري الذي يحدق بصحنه و هو شارد الذهن لتجلس في مكانها لتقول ماري: صحيح أين هو كايت؟ لم نستطع العثور عليه في أي مكان في المنزل
انتبه الجميع لتغير التعابير على وجه والديهم لينهض بريس من مكانه و يسرع نحو الهاتف الموضوع في طرف الغرفة ضغط أزرار الأرقام على عجل في انتظار الرد رفع أحدهم الخط ليقول: مرحبا من المتصل؟
قال بريس: هل يمكنني الحديث مع أخي؟
قال المجيب بارتباك: آه امم كايت مشغول قليلا الآن ربما يجيب عليك في وقت آخر
قال بريس: أرجوك أخبره بأن الأمر مستعجل
تنهد المجيب بهدوء ليسمع بريس صوت كايت القائل: من المتحدث؟
قال بريس: أخي أين أنت الآن؟
قال كايت: لا أستطيع إخبارك
قال بريس بشيء من الحزن: إذا متى ستعود؟
قال كايت ببرود لم يعهده: لن أعود للمنزل مجددا إلى اللقاء
أغلق الخط قبل أن يتمكن من قول أي شيء آخر وضع السماعة على الهاتف ليقول تيم الذي وقف بقربه منذ فترة: ماذا قال لك؟
قال بريس بحزن: قال أنه لن يعود للمنزل مجددا
خيم الصمت على المكان عض لاري على شفتيه لينهض و يغادر الغرفة بينما أخفت مايا تعابير وجهها الحزينة لتقول ليدي: ماذا حدث الآن أيضا؟ لماذا يتركنا أخي دائما؟
قالت ماري: نحن لا نعرف أي شيء عنه حتى ربما هو يكرهنا كثيرا
قالت مايا: هو لا يكرهكم أبدا يا أعزاءي كل ما في الأمر أنه لا يريد البقاء في هذا المنزل
قال جيمي: و لم ذلك؟
قالت مايا بحزن: والدته ماتت عندما كان صغير والدكم لم يكن يعامله بطريقة جيدة لذلك يتصرف هكذا لكنني متأكدة بأنه لا يكرهكم أبدا و سيعود يوما لأجلكم
صدموا من واقع أنه ليس شقيقهم و تعجبوا من كتمان الأمر عنهم شعروا بالحزن لمغادرته المنزل ليعود الجميع لغرفته و يرفض تناول الطعام أو الذهاب للمدرسة في مكان آخر بعيد عن هذه المدينة داخل تلك الشقة الشبه فارغة وقف زيس أمام أحد الأبواب و نظرات القلق و المرض تعلو وجهه طرق الباب بهدوء لكنه لم يسمع أي إجابة ليفتح الباب و يراها تجلس في الزاوية ذاتها تضم ساقيها لصدرها و تشدهما بذراعيها النحيلتين شعرها الغير مسرح يغطي جسدها اقترب منها ليجثو بالقرب منها و نظرات الحزن لا تفارقه ليقول لها: تولاي عليك تناول شيء ما أرجوك لا تفعلي هذا بنفسك الأمر حدث و لم يكن بيدك
لم تجبه بشيء ليتنهد حاول النهوض لتمسك بيده التي كانت ستبتعد عن رأسها نظر إليها ليرى الدموع قد جفت على وجنتيها اعتدل في جلسته لينتبه لارتعاش يديها لتقول بصوتها الذي بالكاد يظهر بعد بكاء دام أيام: حدث الأمر نفسه من قبل مرارا و تكرارا لا أريد الاقتراب من أي أحد بعد الآن أنا....أكره نفسي كثيرا
احتضنها زيس بالقوة القليلة الباقية لديه ليربت على شعرها بحنان و هو يقول: حتى لو كرهت نفسك بسبب هذا فأنا سأحبك دائما
لم تجب تولاي بأي شيء ليبتسم بهدوء فقد شعر بأنفاسها الهادئة تعود إليها هدأت نبضات قلبها المتسارعة فالنوم قد استولى عليها أخيرا حملها ليضعها على السرير بهدوء و يطبع قبلة لطيفة على جبينها نظر إليها نظرة أخيرة قبل أن يضع تلك الورقة البيضاء قرب وسادتها ابتسم بحزن و قال بصوت منخفض: لا أريد أن أزيد من حزنك و لا زيادة لوم عائلتي لك وقتي القصير المتبقي لي سأقضيه برفقتهم أتمنى أن تكوني بخير بدوني
أطال النظر لذلك الوجه النائم بهدوء رغم الدموع التي غادرت تلك العيون المغمضة مسحها بسبابته ليغادر حياتها للأبد لم تكن تولاي نائمة و هي تعرف بمغادرته تلك الدموع التي غادرت عينيها حزنا على فراقه توقفت فور تمكن النوم منها مضت الساعات الطوال ببطء حل المساء و أجواء النهار لم تتغير في منزل لوسيل ليمضي الليل أسرع من المتوقع و يحل صباح اليوم التالي فتحت تولاي عينيها بهدوء لتقابل سقف الغرفة الأرجوانية نهضت من السرير لتنظر للورقة التي تركها زيس لها فتحتها لتقرأ العبارة الوحيدة المكتوبة عليها " اهتمي بنفسك حبيبتي" رسمت ابتسامة حزينة على شفتيها لتغادر الغرفة و هي تسير بتثاقل شديد في شقتها الجديدة وقفت أمام النافذة الكبيرة في الصالون الشبه بيضاوي ستائرها الزرقاء الداكنة المزينة بأزهار بيضاء مختلفة تقدمت نحوها بهدوء لتقوم بدفعها و تخرج للشرفة البيضاوية البيضاء تطاير شعرها في الهواء بسبب الرياح العنيفة في الخارج أغمضت عينيها بهدوء و أخذت نفسا عميقا لتفتح عينيها بهدوء و تنظر لمنظر شروق الشمس من بين المباني العالية و مختلفة الأطوال لترسم تعابير هادئة على وجهها لتعود للداخل توجهت نحو الحمام لتذيب البرودة التي في جسدها مع الأحزان التي في قلبها غادرت الحمام بمنشفة زرقاء منقطة لفت على جسدها توجهت لغرفتها لترتدي ثوبا بنيا بأكمام طويلة و عنق طويلة نقش في طرفها السفلي حزام من الزهور البيضاء و كذلك أطراف الأكمام يصل لمنتصف الساق و بنطال أبيض و حذاء بني بمستوى الأرض مزين بأزهار صغيرة بيضاء سرحت شعرها لترفعه كذيل الفرس بمطاط أبيض ألصق به فراشة بيضاء ارتدت معطف أبيض بأكمام للمرفق مفتوح الأزرار و قبعة بيضاء و حملت محفظة بنية متوسطة الحجم غادرت المنزل لتغلق الباب خلفها بهدوء انتبهت للرجل الذي يصعد الدرجات بابتسامة كبيرة ليقول: صباح الخير يا آنسة لابد أنك القاطنة الجديدة
انحنت تولاي له بهدوء و هي تقول: أجل
ابتسم دون التفوه بأي شيء ليكمل صعود الدرجات نزلت درجات الطابق السادس بهدوء ثم صعدت المصعد لتنزل باقي الطوابق و تغادر المبنى بالرغم من أن ملامح الشتاء بدأت تختفي رويدا رويدا إلا أن الأجواء لم تصبح دافئة سارت بهدوء في الطرقات حتى توقفت أمام أول مطعم يقابلها دخلته بهدوء لتجده شبه خالي فالصباح في أوله جلست على أقرب مقعد لتتقدم منها النادلة و تقول: صباح الخير ما هي طلباتك يا آنسة؟
أعطتها القائمة لتختار أطباق قليلة ابتسمت لها النادلة لتعطي طلبها للطباخ لم يمضي كثير من الوقت حتى أحضرت لها طلبها لتبدأ تولاي تناوله بهدوء فكرت في بضعة أشياء قبل مغادرتها المطعم عند كايت الذي كان يجلس في شرفة الغرفة يتنهد قال روي: هل تشتاق لإخوتك لهذا الحد؟
قال كايت: قليلا
ابتسم روي لما قاله ليقول: حسنا هيا بنا لنذهب و نتناول الإفطار فأنا جائع جدا
قال كايت و هو ينظر إليه بانزعاج: لا تبدو أنك ستموت من الجوع بالنسبة لي
قال روي: لا تكن ليئما هكذا
سحب كايت من الكرسي ليقوم بدفعه خارج الغرفة سارا معا في الممر حتى وصلا غرفة الطعام التي حل الصمت فيها لرؤيتهم كايت لكن الأجواء عادت فور قول والد روي: صباح الخير كايت هل نمت جيدا؟
قال كايت بابتسامة صغيرة: لا بسبب شخص مزعج يقف خلفي
قالت الوالدة: اعذره فهذا الولد يزعج الجميع
قال روي بحزن مصطنع: أمي ما رأيك أن تأخذي كايت ابنا لك عوضا عني؟
قالت الوالدة بمرح: لن أمانع ذلك أبدا
ضحك البعض على ما قالته و على تعابير روي بينما اكتفى البعض بابتسامة و الآخر لم يحب وجود كايت بينهم جلس روي بالقرب من والديه ليجاوره كايت الذي ألقى التحية عليهم بهدوء قال الجد بابتسام: لم نرك منذ فترة كايت هل أنت بخير؟
قال كايت: أجل بخير جدي
تناول الجميع طعامه بهدوء و سكينة حتى انتهوا ليطلب الجد التحدث لوالدي روي في غرفة قريبة قال الجد: هل تعرفان ما سبب الزيارة المفاجئة لكايت؟
قال الوالد: قال بأنه يريد قضاء بعض الوقت معنا هذا كل ما في الأمر
نظر الجد إليه بنظرات حادة تعرف أنه يخفي شيئا ما عنه ليتنهد و يقول: تشاجر مع والده و أتى لقضاء عدة أيام هنا
قال الجد بعد تنهيدة صغيرة: عائلة لوسيل متفككة بشكل لا يتصور أبدا
قالت الوالدة: لا يريد لأحد معرفة الأمر
قال الجد بابتسام: بما أنه قدم لهنا سنحميه
ابتسمت الوالدة له بمرح ليغادروا الغرفة عند تولاي التي كانت تسير بهدوء و هي تتصل بشخص ما رفع الخط ليقول بصوت مرح: صباح الخير من المتصل؟
قالت تولاي: صباح الخير جينجر
تغيرت نبرة جينجر بسرعة لأخرى فرحة و هي تقول: مرحبا تولاي اشتقت إليك كثيرا عزيزتي الغالية كيف هي أحوالك؟ لم نرك منذ فترة أتمنى أن تكوني بخير
قالت تولاي: أنا بخير هل أنت متفرغة اليوم؟
قالت جينجر بمرح: عائلتينا قادمتين للزيارة هذا اليوم و سيبقون عندنا لأسبوعين تقريبا لكن بإمكانك القدوم فأنت من العائلة أيضا
قالت تولاي: لا سأحضر في وقت آخر
قالت جينجر: يود سام الحديث إليك
انتظرت سماع صوته ليأتيها في الحال قائلا: مرحبا تولاي اشتقنا إليك كثيرا
قالت تولاي: أعتذر عن الانقطاع هكذا
قال سام: لا عليك البتة نعرف أنك مشغولة
شعرت بالسعادة تنبعث منهما تحدثت إليهما لفترة من الوقت لتغلق الخط بعد ذلك توقفت أمام محل زهور لتشتري عدة باقات و تغادر سارت عدة خطوات قبل أن تختفي و تظهر من جديد أمام قبر روبن في مقبرة العائلة وقفت تحدق به لفترة من الزمن وضعت تلك الباقة الملونة على قبره و هي تقول بصوت منخفض: حدث ذلك بسببي أنا آسفة
كادت تظهر دموع حزينة في عينيها لتذكرها الموقف لتغمض عينيها بهدوء و تنهض على صوت الخطوات المقتربة منها عرفت صاحبها فور شعورها بنظراته الخانقة لها ليقول بنبرة غاضبة: ماذا تفعلين هنا؟
التفتت تولاي لكيث الواقف خلفها بعينيه الغاضبتين المتورمتين ملامح وجهه الحزينة الغاضبة أشعرتها بالذنب أكثر لتنزل رأسها و تقول: أعرف أنك لا تود رؤيتي و لا تهتم لسماع ما لديّ لأقوله لذا سأغادر
سارت في اتجاهه مغادرة المكان ليمسك بيدها و يوقفها عن الخطو خطوة أخرى بعد قال بنبرة مغايرة عن سابقتها: أنت تعرفين بأنه كان يحبك أليس كذلك؟
هزت رأسها بالموافقة ليخفف من شدة قبضته على معصمها النحيل ليقول: تعرفين بأنني أكرهك كثيرا أليس كذلك؟
هزت رأسها من جديد ليعض على شفتيه بانزعاج ليلتفت إليها و يقول: لا أريد رؤيتك مجددا هنا فقط ارحلي عنا
قبل أن ينهي جملته اختفت من مكانها ليتقدم لقبر شقيقه و ينظر للباقة التي أحضرتها عند كايت الذي كان يجلس وحيدا في حديقة منزل عائلة كيون يفكر بأحداث تلك الليلة ليتنهد من جديد أظلمت الدنيا حوله فجأة ليقول بانزعاج: أخبرني كم هو عمرك روي؟ توقف عن إزعاجي هكذا
دهش لصوت الضحكات التي يسمعها للمرة الأولى منذ فترة طويلة أبعد ذلك الشخص يديه عنه ليقول بصوته المليء بالمرح: لا أصدق بأنني أراك من جديد كايت
تعابيره المندهشة تحولت لأخرى منزعجة ليقول له: حقا أنتما أخوين مزعجين ابتعدي عني
قالت الفتاة صاحبة الشعر الأرجواني الداكن بعض الشيء الذي يصل لمنتصف ظهرها و العينين الزرقاوين الفاتحتين و هي ترجع شعرها خلف أذنيها بمرح شديد: أنت حقا لم تتغير كثيرا كايت هذا جيد
أبعد عينيه عنها ليقول في نفسه: يبدو أنني لن أجد مكانا للراحة في هذا المنزل بوجود هذين
أخذ نفسا عميقا ليزفره جلست على الكرسي القريب منه لتقول: ألم تشتق إليّ كايت؟
قال كايت: و لماذا قد أشتاق إليك؟
ابتسمت بمرح لتقرب شفتيها من أذنه و تقول بهمس: لقد كنت تحبني في يوم ما أليس كذلك؟
نهض من مكانه بانزعاج مما قالته لينظر إليها بشيء من الغضب بينما تحاول كتم ضحكتها أتى روي و هو يركض ليلتقط أنفاسه جلس على الكرسي القريب من شقيقته ليقول: يا إلهي أنت سريعة للغاية كنت أعرف أنك ستبحثين عن كايت مباشرة
قالت شقيقته و هي تعانق ذراعه: بالتأكيد سأفعل تعرف مدى حبي له
قال روي: بل تقصدين مدى إزعاجك له فقط دعيه و شأنه كاثرين
قال كايت: أفضل أن تتركاني و شأني كلاكما
نظرا إليه ليقولا معا: لا تكن هكذا كايت
تنهد بقلة حيلة ليسير مبتعدا عنهما قالت كاثرين: إذا أخي ما سبب بقاء كايت في منزلنا؟ لابد أنك تعرف شيئا
قال روي: أجل أعرف و لن أخبرك و ابتعدي عنه فهو ليس في مزاج جيد ليجاريك
قالت كاثرين: و هل أنت السبب في ذلك؟
قال روي: بالتأكيد لست كذلك و مهما فعلت لن أخبرك أبدا
نظرت له باستغراب من تكتمه الشديد ضايقتها خصلات شعرها المتطايرة أمام عينيها لترجعها خلف أذنيها من جديد و هي تقول بابتسامة ماكرة: حسنا لو لم تفعل سأخبره أنك معجب بالفتاة التي يحبها
نظر إليها بشيء من الغباء ليبتسم و يقول: لو عثرت عليها سأعطيك ما تريدين
تنهدت كاثرين باستسلام على الفور لتقول: ذلك لأنك تعرف بأنه لا توجد فتاة يحبها
ابتسم بانتصار على شقيقته نظر لكايت الذي يسير في دوائر و هو يبدو في تفكير عميق اقترب منه ليقول: الجو سيصبح أكثر برودة علينا الدخول و الجلوس بالقرب من المدفئة
قال كايت: سألحق بك لاحقا
قالت كاثرين التي لحقت بهما: سمعت أنك فسخت خطبتك من لوسي هذا جيد فأنا أكرهها كثيرا تلك الفتاة المتعجرفة
نظر روي بحذر لكايت ليراه يسرح في عالم مختلف عن عالمهم ليتنهد بارتياح و يقول بصوت منخفض: لا تذكريها مجددا بالكاد اجتزنا مرحلة الخطر
قالت كاثرين: عن أي خطر تتحدث؟
قال روي: لا يحب سماع اسمها أو أي شيء عنها لذا انتبهي في المرة القادمة
تعجبت كاثرين من ذلك لتحدق بوجه كايت الذي ينظر للسماء المصبوغة بالحمرة الشمس بدأت بالغروب أغمض عينيه بهدوء ليتنهد و يسير في طريقه لداخل المنزل سار روي و شقيقته خلفه و هما يثرثران حتى وصلوا للغرفة التي جهزت لكايت ليقول لهما: إلى متى تودان اللحاق بي؟
قال روي بشيء من الارتباك: كنت أسير خلفك بلا وعي لذا اعذرني
قالت كاثرين و هي تحاول الاقتراب منه: أما أنا أردت التحدث إليك أكثر
قال كايت: لا أريد التحدث معك بأي شيء
قالت كاثرين و هي تنفخ وجنتيها كالأطفال: لا تكن قاسيا هكذا فقط دعنا نتذكر القليل من ذكريات طفولتنا المشتركة
قال روي و هو يمسك بيدها: لا تقلق سأدعها تبقى بعيدة عنك قدر المستطاع استمتع بغرفتك إلى اللقاء
غادر الغرفة برفقة شقيقته المنزعجة من تصرفه لتقول: تعرف من بين الجميع أنني أريد التقرب منه بشدة لذا لا تقف عائقا في طريقي
قال روي بجدية و حزم: كاثرين ابتعدي عن كايت و إلا فأنت من ستتأذين أهذا واضح؟
دهشت كثيرا لاستعماله تلك النبرة معها أنزلت رأسها بحزن لتسحب يدها من بين يديه لتقول بهدوء: أنت تبدو مخيفا هكذا يا أخي
تنهد روي بهدوء ليقول: أنا أفعل ذلك لأجلك لذا تفهمي الأمر
قالت كاثرين: هذا ليس صحيح أنت تفعل ذلك من أجل كايت أعرف ذلك
غادرت الممر متجهة لغرفتها بخطواتها المنزعجة ليتنهد و يسير بهدوء متذكرا لقائهما الأول " كان روي ذو الأعوام السبع يجلس على ذلك الكرسي لتصبح قدميه بعيدة عن الأرض و هو يأرجحها بمرح شديد قالت والدته: يبدو أنك متحمس للغاية للقائه روي
قال روي بمرح: أجل
ابتسم الوالد له ليقول: سيكون هنا برفقة زوجة أبيه لذا أحسنا التصرف
قالا معا بمرح: حسنا أبي
بقوا في غرفة الضيوف ينتظرون حتى رن الهاتف لترفع الوالدة الخط و تقول: مرحبا منزل كيون
قال المتصل: آسفة على الإشعار المتأخر لم أستطع القدوم برفقة كايت لذا رجاء عرفوه جيدا عليكم
قالت والدة روي: لا عليك سيدة لوسيل سنهتم بكايت هنا
قالت مايا: شكرا لك إلى اللقاء
أغلقت الخط لتقول: يبدو أن خطتنا ستتغير مايا لم تستطع القدوم و قد وصل برفقة السائق لذا لا تخيفوه رجاء أقصدك بحديثي روي
ضحك روي بمرح لينظروا جميعا للباب الشبه المفتوح و الذي طرقه كبير الخدم ليقول: لقد حضر السيد كايت لوسيل وحده و اعتذرت السيدة عن القدوم
فتح الباب ليظهر كايت الذي يمسك بكتاب ما بقوة معانقا له و نظراته لا تكاد تفارق الأرض اقترب منه والد روي ليقول بمرح: أهلا و سهلا بك في منزلنا كايت
هز رأسه دون الإجابة بأي شيء ليدفعه بخفة نحو الأمام ليقول: هذا ابني روي هو في عمرك تقريبا و هذه كاثرين ابنتي الصغرى و هي تصغرك عامين إن لم أنسى
نزل روي من كرسيه ليمد يده للمصافحة و هو يقول بمرح شديد: مرحبا أنا روي كيون سعدت بمعرفتك كايت
صافحه كايت و هو يقول: اسمي كايت لوسيل سعدت بمعرفتك أيضا
اقتربت كاثرين منه لتقول: أنا كاثرين
صافحها بهدوء ليعيد عينيه للأرض من جديد قال والد روي: أتعرف من نكون كايت؟
لم يجب في البداية بأي شيء ليرفع نظره له و يقول: أنت شقيق أمي فرانسيس
قال الوالد بابتسامة: إذا حدثتك والدتك عنا
هز رأسه بالموافقة اقتربت منه والدة روي لتعانقه بمرح شديد و تمسح على شعره بحنان و هي تقول: لا عليك نعلم أن ما تمر به قاس قليلا على طفل صغير في عمرك و أنت قوي لتحملك هذا لذا امرح و العب كما تشاء اليوم اتفقنا؟
هز رأسه دون وعي وجنتيه محمرتان من الخجل و ابتسامة طفولية رائعة ارتسمت على محياه لتتحول الأجواء المتوترة في الغرفة لأخرى مرحة سمح الوالدان للأطفال بالخروج للحديقة فالجو دافئ و الشمس مختبئة خلف الغيوم البيضاء جلس كايت على أحد الكراسي البيضاء بينما الولدين يلعبان معا قالت كاثرين التي تلعب مع شقيقها و هي تنظر لكايت الذي يحدق بكتابه: ألا تعتقد أنه غريب أطوار قليلا أخي؟
قال روي: لا أبدا هو فقط لا يجيد التواصل مع الآخرين برأي
قالت كاثرين: هل التقيت بعمتي والدة كايت من قبل روي؟
قال روي بمرح: أجل و هي لطيفة جدا
نهض من مكانه و هو يحمل طوق الأزهار الذي صنعه من حديقة أزهار جده الصغيرة قرب سياج الشجيرات في طرف الحديقة ركض بمرح شديد نحو كايت ليضع له ذلك الطوق على رأسه و يقول بمرح: كما توقعت يبدو رائعا عليك كايت
قال كايت بإحراج: ماذا تقصد بهذا؟ تعرف بأني فتى أليس كذلك؟
قال روي: أجل أعرف ذلك لكنها تناسبك تماما أليس كذلك أمي؟
قالت الوالدة: أجل تليق بك زهرة السوسن
ازدادت الحمرة التي علت وجه كايت ليغطيه بكفيه سقط الكتاب منه ضحك الجميع على ردة فعله ليحمل روي الكتاب و يعيده إليه و هو يقول بلطف: إنه كتاب مهم بالنسبة إليك أليس كذلك؟ لا تسقطه مجددا
قال كايت: إنه هدية من أمي
ابتسم له بمرح شديد ليعيد كايت الابتسامة له" ارتسمت ابتسامة سعيدة لطيفة على شفتيه ليقول في نفسه: حقا أتمنى أن يجد شخصا يعيد البسمة لشفتيه
تنهد بهدوء ليتجه لغرفته




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:13 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:08 AM   #55
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند تولاي التي تجلس أمام قبر زيس الذي لم يفارقها عرض نفسه للخطر مرارا لأجلها ذرفت عدة دموع من أجله لتقول بهمس لن يستطيع سماعه: شكرا لبقائك دائما معي و شكرا....لأنك أحببتني بالرغم من كره الجميع لي زيس
وضع أحدهم يده على كتفها لكنها لم تلتفت إليه ليقول بهدوء: لا تحزني كثيرا فهو لن يحب رؤيتك حزينة أبدا
هزت رأسها بالموافقة لكن دموعها تأبى التوقف ليبتسم ذلك الشخص ليقول: كان أخي يحبك بجنون أثق أنك تعرفين بذلك لكنه لم يكن محظوظا كفاية ليعرف حبك له
هزت رأسها نافية لتقول بابتسامة حزينة: كان يعرف أنني لن أستطيع أن أحبه بالطريقة ذاتها
كلماتها زادت بكائها أكثر من السابق عرف لويس مدى أهمية شقيقه لديها بالرغم أنها تبكي بصمت إلا أن مشاعرها قد فاضت مضى كثير من الوقت و حل المساء لتمسح دموعها و تنهض أخيرا لتسير مبتعدة عن المكان عينيها الباردتين تودان الانتقام وقفت أمام بوابة حديدية كبيرة نظر إليها الحارسان باستغراب ليقول لها أحدهما: من أنت يا هذه؟
لم تقل أي شيء و سمحت لقواها باختراق قلبيهما فتحت البوابة لتكمل سيرها نحو هدفها قتلت كل من اقترب منها أو اعترض طريقها فتحت ذلك الباب الأبيض الكبير بقوة ظهرت ابتسامة كبيرة على شفتي ذلك الرجل السمين ليقول: التقينا مجددا عزيزتي آه ما اسمها الجديد؟ أجل تولاي لوريجن أراك بخير يا ترى ماذا أتيت تفعلين هنا؟
أخرجت تلك القلادة الزرقاء من جيبها لتلقيها عليه و هي تقول: أتيت لأعيد إليك قلادتك القذرة زورف
تحلق حولها مباشرة مجموعة من الرجال موجهين مسدساتهم مختلفة الأحجام و الألوان نحوها لم تبال بأي منهم تريد الانتقام و القضاء على العذاب الذي يلاحقها منذ فترة طويلة أطلقوا جميعا في آن واحد لتعيد تلك الرصاصات نحوهم ضحك زورف بسعادة تامة ليقول و الابتسامة لا تزال على شفتيه: لم أتوقع ألا تؤثر بك هذه الرصاصات المخصصة لقتل الفراشات يبدو أن هناك كثير من الأشياء التي لا أعرفها عنك فراشتي العزيزة
قالت تولاي: لست فراشتك و لن أسلم نفسي لك أبدا
تقدمت نحوه بسرعة لتشعر بالدرع المتين الذي يمنعها من التقدم أكثر نحوه تعرضت لبضع جروح في أنحاء جسدها اخترقت الدرع بسهولة ليتفاجئ من ذلك و يضغط زر أزرق داكن في طرف مسند مقعده لتفتح أبواب في الجدار و يخرج عدد كبير من الذئاب الهائجة هجمت عليها دفعة واحدة لتتجنبهم واحدا تلو الآخر لتقف في الطرف الآخر و تنظر إليهم بعيونها المتعطشة للدماء ليخضعوا لها و يغيروا هدفهم ليقول زورف: هذا مثير للاهتمام حقا لكن تعرفين أنهم لن يستطيعوا القضاء علي
بدأت الذئاب بالهجوم عليه ليقوم بقتلهم واحدا واحدا ليعيد ببصره لحيث كانت تولاي تقف ليصدم من اختفائها من الغرفة ككل ليقول: هل تودين لعب لعبة الاختباء عزيزتي تولاي؟ لا أمانع ذلك أبدا
توسعت عيناه على شعوره بذلك السيف الملتصق بعنقه ليسمعها تهمس قائلة: إنقاذك لحياتي لم يعني يوما أنك تستطيع العبث بها كما تشاء زورف
حركت السيف بسرعة ليتدحرج رأسه ساقطا عن منكبيه ليصل للأرض نظرت إليه نظرة أخيرة لتعود لمنزلها و تبدل ملابسها لأخرى نظيفة و تذهب للنوم مضت عدة أسابيع دون أحداث مهمة عمت الصحافة الضوضاء على أهم خبرين تصدرتهما الجرائد "اختفاء العارضة تولاي لوريجن عن الوجود" و "انفصال المغني المشهور كاي عن الممثلة الأشهر في مهنتها و اعتزاله الفن" كانت هذه الأخبار تجول في الأرجاء و على كل لسان شعرت المباني و الشوارع بالضيق من عدم وجود أي شيء جديد يبعد ثرثرتهم حولهما في صباح غائم لأحد أيام الربيع الجميل أسرعت جينجر نحو باب شقتها لتعانق الشخص الواقف بالقرب من زوجها بسعادة بالغة و هي تقول: اشتقت إليك كثيرا و جدا تولاي
قالت تولاي: أنا أيضا
قال سام: توقفي عن هذا ستموت الفتاة
ضحك بمرح على ما قاله لتبتسم تولاي ابتسامة صغيرة دخلت المنزل لتجلس على أحد الأرائك قدمت لها جينجر كوب قهوة فضي لتقول: سعيدون بزيارتك كثيرا
قال سام: جميعنا اشتاق لرؤيتك كنا قلقين بعض الشيء لكنك تبدين بخير هذا جيد
قالت جينجر: أجل حمدا لله
قالت تولاي بصوت منخفض: أنتما تبالغان
ابتسما بمرح لها تحدثا معها لبعض الوقت حتى أوقفهم صوت باب غرفة ماثيو يفتح بهدوء و يخرج هو النعاس لا يزال باديا عليه اقترب منهم ليتجه لوالدته و هو بالكاد يفتح عينيه فمه الصغير بالكاد يتسع لتثاؤبه عدلت له جينجر جلسته لتقول بمرح و هي تبعد يديه عن عينيه: انظر من أتى لزيارتنا ماثيو
لم يبالي كثيرا فالنعاس لا يزال مسيطرا عليه ضحك سام ليقول: أصبح مثلي في الآونة الأخيرة لا ينام مبكرا البتة
قالت جينجر: أخبرتك أن تتوقف عن إفساد نومه لكنك لم تستمتع إليّ
ضحك بارتباك على كلماتها لتنظر تولاي لماثيو الذي يفكر بالعودة لعالم أحلامه الجميل من جديد لتقول: سيكمل عامه الثاني قريبا صحيح؟
قالت جينجر: لقد أكمل عامه الثاني قبل عدة أيام لكننا لم نرد الاحتفال حتى تأتي
قال سام: أجل لذا سنحتفل هذا اليوم
فتح ماثيو عينيه أخيرا لسماعه لصوت غريب في المنزل وجه نظره نحو تولاي التي كانت تنظر لوالديه و هما يخططان للحفلة الصغيرة الخاصة به ليحاول الإفلات و النزول من يديّ والدته التي قالت بابتسام: إذا استيقظت أخيرا أتت تولاي لتزورك لذا ألقي عليها التحية
أنزلته على الأرض ليسير بخطوات صغيرة هادئة نحوها رفع يديه نحوها لتحمله و تقول بابتسامة صغيرة: صباح الخير ماثيو
رسم ابتسامة سعيدة مباشرة على شفتيه و يقول بتلعثم واضح في كلماته: صباح الخير
ضحك سام عليه ليقول: يبدو أنه اشتاق إليك أيضا تولاي
هزت رأسها بالموافقة ليلعب بخصلات شعرها المتدلية من على كتفها نظرت إليه بهدوء لتشعر بشيء من الحنين لماض بعيد جدا ماض يبدو كمجرد وهم أو حلم لم يكن حقيقي يوما شعر الزوجين بالحزن الذي التف حولها ليستغربا ذلك قالت جينجر بشيء من القلق: هل أنت بخير تولاي؟
انتبهت لنفسها لترسم ابتسامة صغيرة لطيفة على شفتيها لتقول: أتذكر و حسب....أريد اطلاعكما على أمر ما يخصني
تفاجأ لذلك الخبر لكنهما سعدا به أيضا فثقتها بهما باتت جلية حبها لهما لم يكن شيئا يتوهمانه حدثتهما عن حياتها شخصها و أحداث الأيام الفائتة علت معالم الصدمة على وجه جينجر الذي تغيرت الألوان فيه بينما شعر سام بالأسى و الحزن على حالها أنهت حديثها و عينيها لم تفارقا الأرض لوهلة شعرت بأنها تثقل عليهما أكثر مما ينبغي تشعر بالندم لفتح فمها بكل تلك الأمور جال الصمت في المكان لفترة طويلة منتظرا ما سيحدث تاليا هرب فور نهوض جينجر من مكانها لتعانق تولاي بحنان بالغ و هي تقول: لقد حدث لك الكثير بالتأكيد لكننا هنا معك و سنبقى كذلك أنا أحبك كثيرا
غادرت الدموع المتجمعة في عيني جينجر أخيرا لتصنعا شلالا من المشاعر المختلفة التي حلت بها اقترب سام منهما ليشارك في ذلك العناق و يقول: مهما فعلنا لك لن يعوضك عن كل ما حدث لكنك فرد من عائلتنا أيضا
ابتسم لها بمرح شديد لتبادله بابتسامة هادئة من عندها نظر ماثيو إليهم باستغراب ليبتعدا عنها و يقول سام بمرح مغيرا للأجواء المحيطة بهم: حسنا سيكون علينا التجهيز لحفل عيد ميلاد ماثيو هل ستأتين معنا تولاي؟
هزت رأسها بالنفي لتقول: هناك أمور أود القيام بها بما أنني أتيت لهنا
قالت جينجر و هي تمسح دموعها: حسنا عزيزتي لكن لا تتأخري و إلا سأشعر بالحزن
هزت رأسها بتفهم ليغادر الجميع المنزل





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:12 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سماء سالار الملحية DoLoR علوم و طبيعة 8 08-05-2022 05:07 AM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 06:16 PM