( إيفي + زهراء ) : خارق للطبيعة + رعب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجولة الثانية من تحديات " حلبة الكلمات "
المطلوب " كتابة مقطع ضمن = التصنيف : خارق للطبيعة + رعب ، الكلمة الواجب ذكرها : لعنة

لمزيد من التفاصيل : هنا





المقاطع :


[ 1 ]

رفع فأْسَه الفحميّةَ الهائِلة لتَسْتَكِينَ خلفَ أُذُنِه كأوّل حركةٍ من جسدِهِ المتشنّج ، تمتم بشيّء ما قبل أن يهوي بها على الطرف الآدمي الذي يقبع مكبّلا الى خشَبَةِ التقطيعِ خاصّتِهِ ، ابت يداه ان تستجيب لأي مشاعرَ آدميّةٍ قد تباغِتُ سرداب قلبه الميّتْ ، كان يبتُرُ عن تلك الجُثّةِ الحيّةِ اطرافَها الواحدة تلوَ الاخرى جنبًا الى جنبٍ مع ابتسامةٍ سعيدة مهووسة! ترتسِمُ على وجهِهِ المعتمِ كلّمَا وصلت اليه صرخاتُ فريستِهِ البشريّة ، همسَ مع لعابٍ لزجٍ يتناثرُ من شفَتيّهِ "انّها فقط اطرافُكِ الاربعة لا غير!" .
ظهر الارتعابُ على ملامِحٍ بالكادِ كان متواجدَةً في ذلِكَ الوجْهِ الدائِريّ المُتَعرّقِ يليها صرخَةٌ مدوّيةٌ اعتادَت الضواحي على مثيلاتها طوال السّنينِ الغابرَة .
همسَ احدُهم في وجلٍ استبانَ من نبرتِه "لقد اصبح الامر مزعِجا اكثرَ من ذي قبل..." تمتَمَ مقابلُه في اجابةٍ غير متوقعة " لكنّه ممتعٌ الى حدّ ما!" ، جحظت قزحيّتاه في اشمِئزازٍ ظاهرٍ قبل أن يتقدّم منه بخطى متعثّرة "سيكون مُمتعا اكثر مما تتصوّر عندما يصلُ اليك!" قهقه بإهتمام منعدمٍ قبل أن يفرِد جناحيّه مغادرا.
تقوّست شفتاهُ للأسفلِ بشكل فضيعٍ قبل أن يهمِسَ بصوتٍ مرتعش يناقض دواخلِلَهُ المستعرة "انّها.....اختي.."ابتلعَ غصّةً باغتت حنجُرتَهُ تنذره بقطرات حارقة على وشك التساقط على وجهِهِ ، وحالتُه تعزّز ذكرياتٍ مشؤومةٍ الى خلدِه اكثَرُ ما يؤلِمُهُ بفحواها الكلمات المقيتة التي نطَقَت بها شفاهٌ صادقة بشكل قاتلٍ
"
لقد ولدتَ فقط لتكونَ لعنةً! اظنَنت أنّ الاحشاءَ التي حملَتكَ كانت راغبةً بك؟ لا! كانت تنتحر يوما بعد اخيه وانتَ تنمو بها ، انت لا تنتمي لشخص او مكان! انتَ ولدت فقط لتلحِقَ العذاب بنفسك و بمن تسبّب بظهور امشاجِكَ برحِمِ الحياة!
انت روحٌ خاويةٌ عديمةُ الحياة ، انتَ تجرُبةٌ سحريّةٌ مقيتة للكلّ احقيّةُ تملّكِها ! "
تنهد بحسرة طويلة قبل أن يرمي بصره نحو سماءٍ سوداء نجيميّة بدتْ اقرب اكثر من اي مرّة مع خدوش كونيّة عميقة احاطت قمَرين ، اوّلهما ذو مدار أرضي بحت والآخر تسلّل بدون ان يحسّ به احد ، لقد ولد هذا القمر في يوم ولادته نفسه كما لو كانا توأمين سحريين من نتاج واحد .
لقد كان يمقُتُ نفسَه منذ ادرك من اي تكوينة هو ، كيف لا وهو تركيبة سحرية لأطراف آدميّةٍ محددة ؟ ، لقد مضى عشرون عاما منذ عرف انه الشيء الغريب الوحيد في هذا الكون رفقة ذلِك القمر ، ومع هذا لا يزال يشعر بذنب كل طرف حصل عليه من جثثِ غيرِه، هو لم ينفكّ يبكي طوال الليالي التي استطاع ان يتواجد بها على قيد الندم ، هو ملعون لا يستطيع ان يعيش كأي آدمي ولا ان يتنفس كأي كائن حيّ لكنّهُ موجود ويحسّ بكيونيّتِهِ في تجويف قلبه و بين دهاليز روحه.
كان على وشكِ ان يعزف سمفونيّةَ راحتِهِ الليلة وهذا اهداه فرصة للتفكير بمن عليّه ان يأخذ معه ، سيفضّل ان يأخذ ساحِرا جمع اطرافه المقرفة ، لكنّ موتا انقذه من آخر بين احضانِه ، اطلق ترنيمة ساخرة قبل أن يهمس "اظنّ ان من ساهم في حصولي على اطرافي بفأسه الجميلةِ اولى بأيّ احد آخر من مرافقتي~".

-


[ 2 ]


" لعنة سيزار "
كان هذا عنوان الكتاب الذي استلمته بالبريد هذا الصباح، ليست لدي أدنى فكرة عن سبب وجوده هناك ولا من أرسله لي، لكن الفضول كان كبيراً حتى أقرر الاحتفاظ به.
الساعة ‏الآن تقارب منتصف الليل ولأنني مصابة بالأرق فلم استطع النوم وقررت قراءة الكتاب بدلاً عن ذلك.

تغليف الكتاب كان سميكاً لذلك أخذت وقتاً في تمزيقه، كانت هناك رموزٌ غريبة تحيط بالتغليف إلى جانب عنوان الكتاب، ولكن الفضول لدي كان أكبر من أن أركز على ذلك.

كان فارغاً تماماً لا يحتوي على أي حرف، أي كتاب هذا الذي يكون فارغاً؟ حتى أنه خالٍ من الإرشادات أو الملاحظات عليه.

عندما أردت الاعتدال عن سريري وإعادة الكتاب إلى مكانه تعثرت ساقطة وجرحت يدي، تساقطت بضع قطرات من الدماء على الكتاب وعندما أردت مسحها وجدتها قد اختفت وكأنها لم تكن! أو امتصت من قبل الكتاب!.

لكن الغريب في الأمر عندما اجتاحتني رغبة قوية لقراءة الكتاب مجدداً، وفعلت.
كان مملوءاً بالرموز الغريبة والكتابات العشوائية بلونٍ داكن اشبه بالدماء بعد جفافها.
لم أتوقف عن قراءة ما كتب، شيءٌ ما كان يدفعني للقراءة دون توقف حتى آخر حرف رغم جهلي بالمعنى.

فور ما انتهيت أغلق الكتاب بقوة دون أن أفعل، هنا قد تسلل الخوف إلي وعندما حاولت إبعاده عني لم استطع.

أُطفِئت الأنوار وخفتت الأصوات حتى أصبحت صامتة تماماً، لم أسمع صوت الجيران في الحي أو حتى صراصير الليل.
وكأنني أصبحت داخل اللاشيء، لا أرى شيئاً أو أسمع.

همهمات عديدة أصبحت أسمعها تحوم حولي، ثم ضحكات خافتة تتسرب من بينها وتصل إلي.
حاولت التحرك ولكنني كنت عاجزة، لا أستطيع التحكم بجسدي مطلقاً..

" واحد .. اثنان .. ثلاثة .. هل اختبأتِ سونيا؟ هل أكمل العد؟ "
صوت طفل يتردد صداه حولي، كيف يعرف اسمي؟
ضحكاته تملأ المكان بينما الرعب يملأ قلبي.

" سونيا .. سونيا "
إنه يبحث عني، صدى صوته يخترق رأسي، كيف أهرب وأنا لا أستطيع الحركة؟

تعالت الأصوات حولي، أصوات أطفالٍ كثر يضحكون ويرددون اسمي.

أنفاسٌ ساخنة تلفح رقبتي، وهمهمة ضاحكة بالقرب من أذني..
" لما لم تهربي سونيا؟ "
كيف يمكنني الهرب؟ كيف أستطيع ذلك؟

" يمكنكِ الهرب سونيا، لكنكِ لم تحاولي "
لا زال يهمهم بالقرب من أذني، لكنني حاولت الهرب!.

" سونيا !! "
صراخٌ حاد اخترق سمعي،
انه نفس الصوت يصرخ بجنون باسمي، بينما تتبعه بقية الأصوات.

قليلاً حتى شعرت باليد التي تتحرك على جسدي، ساخنة جداً ..
انها تحرق كل ماتلمس، جلدي يحترق!
هذا مؤلم، توقف!

" لن أتوقف سونيا .. لما لم تلعبي معي سونيا .. لن أترككِ سونيا "
أخذ يهمهم مجدداً بجانب أذني،
بينما تلك اليد -ربما- تحرق جسدي تباعاً.

لم تترك مكاناً لم تحرقه سوى وجهي، ماذا سيفعل به؟
ليتني لم أقل ذلك!
عيني .. عيني .. عيني، إنه يدخل أصابعه الحارقة لينتزعها،
مؤلم .. مؤلم .. توقف!

حاولت الصراخ كثيراً ومازلت ..
ولكنني لا أسمع صوتي مطلقاً، أشعر بحنجرتي تتقطع..
والدماء تتدفق من فمي.

" صوتكِ لي، لذا لا داعي لاستخدامه "
اسمع صوتي يهمهم بالقرب مني.
أهو ذلك الصوت؟ أو الشيء الذي لا أعلم ماهيته؟ ماذا يحدث؟

" لقد أيقظتِ اللعنة بدمائكِ عزيزتي "
أية لعنة؟ أنا لم أفعل شيئاً!.
" إنها لعنةُ سيزار يا سونيا، لعنتي أنا "
ثم أخذ يضحك بصوتي مجدداً.

لم أعد أشعر بعيناي، إن محاجرها فارغة.
أشعر بالدماء تسيل، وبكمٍ هائل من الألم لا أستطيع احتماله..
لكنه لم يتوقف!.

هذه المرة إنها أذني .. يقضمها بأسنانه مستمتعا
اسمع صوت قضمه ومضغه لها.
هذا مؤلم .. متى سينتهي؟ .. هذا مؤلم.

" لن ينتهي عزيزتي، أنتِ في عالمي الآن ولا مجال للتخلص من ذلك "

شيءٌ ما بدأ يتضح أخيراً داخل رأسي..
لعنة سيزار! الكتاب!
ليتني أمسكتُ فضولي ولم افتح هذا الكتاب.

[/CENTER]

حبيت
تم.

احترت قليلا ولكنى اخترت نهاية
تم التصويت رغم ان كلا المقطعين
رااااائعيييييين

اجتني رغبة بالبكاء وانا اقرأ مقطع ثاني

تم