••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


شرخ في الذاكرة

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-15-2020, 09:52 PM   #1
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

شرخ في الذاكرة





التحيه والسلام قبل كُل بداية وختام ..
عُدتُ إليكم برواية ثالثه بعد نجاح روايتيّ السابقتين / وإكتشفت أني لقيطه & شظايا شيطانيه ..!
آملة .. بل واثقة بأن الثالثه ستكون مُختلفه ومُميزه والحكم في الأخير سيكون لكم ..





**

























ظلام ..
لا أرى شيئاً سوى الظلام ..
ولا أسمع سوى طنين غريب مُتناسق ..
أشعر بصعوبة في التنفس .. أشعر بصداع يُمزق رأسي تمزيقاً ..
أشعر بآلام غريبه في شتى أنحاء جسدي ..
حاولتُ تحريك يدي حتى ....
حتى ماذا ..؟!
لماذا أردتُ تحريكها ..؟!
يا إلهي .. هُناك شعور غريب يجتاحُني ..
شعور لا أفهمه .. ولا أستطيعُ إستيعابه ..
عقدتُ حاجباي وشعرتُ بشيءٍ غريب مُعلقٌ فيها ..
لم أفكر بالأمر كثيراً .. فتحتُ عيناي ومن ثم أغلقتُها بسرعه ..
إشعاع فضيعٌ أصابها .. ضوء ساطع ..
فتحتُها مُجدداً ومن ثم أغلقتها ..
وبعد ثواني فتحتُها مرةٌ أخرى وبدا كأن عيني إعتادت على هذا الضوء ..
كُل شيء أبيض .. ورائحه كاتمةٌ تسللت الى أنفي ..
نظرتُ عن يساري فرأيتُ رجلاً يرتدي معطفاً أبيض اللون يُمـ..
لحضه .. هذا المعطف ..!
أوليس هو الزي الخاص للأطباء ..؟!
أطباء ..؟!!!
جلستُ بسرعه وأنا في أوج صدمتي ..
صرختُ ألماً فإلتفت اليّ الرجل قائلاً بسرعه: عزيزتي هذا خطر .. إستلقي فالخياطة ستُفتح ..
ساعدني على الإستلقاء مُجدداً وأنا مُتعجبه من جملة *الخياطة ستُفتح* ..
ماذا يقصد ..؟!
إبتسم الرجل لي قائلاً: الحمدُ لله على سلامتك .. ضننا بأنك ستموتين .. إرتاحي الآن ولا تُجهدي نفسك أو تتحركي بطريقةٍ حاده كما فعلتي قبل قليل ..
هززتُ رأسي ومن ثم سألت: هل هذا ... مشفى ..؟!
هز رأسه وقال: لقد كانت حادثه مؤسفه لكن الحمد لله على سلامتك ..
ومن ثم خرج من الغرفه تحت أنظاري المُتعجبه ..
أنا حقاً في مشفى .. لكن لماذا ..؟!
عقدتُ حاجباي بتفكير وبعدها ...
إتسعت عيناي من الصدمه ..
ماذا ..!!
ما هذا الذي يحدث ..؟!!
خلخلتُ أصابعي في شعري وشددتُها وأنا غير مُصدقه لما يحدث ..
هذا .... هذا ...
لا شيء ..
لا شيء بتاتاً ..
ولا أي شيء ..
بدأت الدموع تنساب من عينيّ لأسباب لا أعرفها ..
كل شيء فراغ ..
مهما حاولتُ فلا أجد سوى الفراغ ..
مهما حاولتُ أن أتذكر ما حدث فأنا لا أستطيعُ تذكر أي شيء ..
ولا حتى شيء بسيط ..
ما هذا ..؟!
لما ..؟!
لما الفراغ يعم كامل رأسي ..؟!
لما لا أستطيع تذكر أي شيء ..؟!
صحوتُ على صوت إمرأه تقول: عزيزتي ..
رفعتُ رأسي ونظرتُ إليها بعينيّ الدامعتين ..
ثواني مرت وأنا أنظر إليها بدهشه ..
إنها ... جميله ..
إنها إمرأةٌ شقراء جميله ..
إبتسمت لي هذه الشقراء تقول: عزيزتي .. ما إسمُك ..؟!
فتحتُ فمي لأرد لكن ...
إسمي ..؟!
هززتُ رأسي بصدمه ..
لا أعرفه ..
إسمي لا أعرفه ..
للحضه شعرتُ بأني سأُجن ..
كيف يحدث لي هذا ..؟!
لما لا أعرفُ إسمي ..؟!
إنه إسمٌ فحسب فلما لا أستطيع تذكره ..
تذكره ..؟!
التذكر ..!!
نعم .. المسأله ليست مسألة لا أعرف ..
بل لا أتذكر ..
إتسعت عيناي من الصدمه عندما بدأتُ أستوعب ووقتها سمعت صوت ذلك الطبيب يقول: للأسف فلقد فقدت الفتاة ذاكرتها ..
رفعتُ عيناي المصدومه نحوه ..
فقدتُ ذاكرتي ..؟!
فقدتُها ..؟!
إلتفتت المرأة الى جهتي تقول بصوتٍ حزين: يالا الأسف ..
جاء من خلفها صوتٌ هادئٌ ساخر يقول: إذاً لا عمل لدينا معها ..
لففتُ رأسي الى ناحية الصوت فوجدتُ شاباً في مُقتبل العمر ..
على الرغم من ملامحه الوسيمه إلا أن نظرته المرعبة التي كان يرمقني بها جعلتني أتسمر في مكاني من الخوف ..
إلتفتت المرأةُ الشقراء إليه قائله: ريكس .. فلتصمت ..
ضاقت عينا ريكس للحضات ومن ثم خرج من الغرفه ..
بقيت أنظر اليهما متعجبه ..
من هما ..؟! هل يعرفانني ..؟!
هل هما من عائلتي ..؟!
لا أضن هذا .. إنها جميله .. وهو وسيم ..
إنما أنا ....
أنا ماذا ..؟!
إلتفتت إليّ المرأة الشقراء مُجدداً قائله: إسمعي عزيزتي .. أنا إسمي جينيفر .. والدة ذلك الشاب قانونياً ..
فتحتُ عيناي من الدهشه ..
هل هي أُم ..؟! إنها تبدو صغيره ..
تبدو وكأنها في بداية العشرين من عمرها ..
شقراء .. ملامحها ناعمة وتمتلك جسم مُتناسق ..
فُستانها الأبيض القصير يبدو غالياً أيضاً ..
تلك الحقيبة الرماديه .. مُذهله جداً ..
هززت رأسي بعدم تصديق وصحوت على سؤالها تقول:عزيزتي هل أنتِ معي ..؟!
نظرتُ إليها قائله: أجل ..
إبتسمت وقالت: أُريد الإعتذار عما حدث ..
قلتُ متعجبه: ماذا ..؟! عن ماذا ..؟!
تنهدت المرأه وقالت:إبني ريكس هو من تسبب بهذا الحادث .. طيشه وتهوره كادا أن يقتُلانك لولا وصول الإسعاف في الوقت المُناسب .. لديك كامل الحق في الشكوى لو أردتي .. إنه حقك ولن أُحاول منعك لذا ....
قاطعتُها قائله: لا لا .. لا بأس .. المُهم أني بخير ..
تعجبت وسألتني: هل من عادتك أن تتنازلي هكذا ..؟! إنها حياتُك لذا عليك تقديرُها جيداً ..
تعجبتُ من كلامها ..
تبدو على حق .. لكن بدا وكأنها تُريد مني أن أُقدم شكوى ضد إبنها ..
إنه إبنها فلما تُريدني أن أُسبب له المشاكل ..؟!
لكن من بعد كلامها هذا عرفتُ بأني لا أقرب لهما أبداً ..
هززتُ كتفي قائله: بالنسبة لي فأنا لا أُريد أن أُسبب المشاكل .. إستدعوا لي عائلتي فربما كان لها رأي آخر ..
نظرت إليّ بحزن ثم تنهدت قائله: لا نعرفها .. لم يجدوا معك أي شيء يُثبتُ هويتك .. ولم يصل الى الشرطة أي بلاغ عن فقد أحدهم بمثل مواصفاتك على الرغم من أنك هُنا مُنذ عشرة أيام ..
فتحتُ عيني بدهشة من كلامها ..
هُنا منذ عشرة أيام ..!!
لا دليل معي يدل على أهلي ..!!
لا يوجد بلاغ عن فتاة بمواصفاتي ..!!
هذا الأمر نوعاً ما ... مُرعب ..
مُرعب لدرجة الجنون ..!!
وهاقد بدأت عيناي تذرفان الدموع مُجدداً لا إيرادياً وكأنها مُعتادةٌ على ذلك ..
ضممتُ غطاء السرير على نفسي والخوف بدأ يسري بجسدي ..
أنا الآن .. فاقدة لذاكرتي ..
وأهلي .. لا خبر عنهم ..
الأمر مُخيف لدرجة أني بدأتُ أوسوس ..
هل أنا .. في الحقيقه .. فتاة وحيده ..؟!
هل لدي عائله ..؟!
إن كان نعم فأين هم عني ..؟!
عشرة أيام مرت من دون أي خبر ..!
تقدمت المرأة الشقراء جينفر مني وبدأت تمسح على شعري قائله: لا تقلقي عزيزتي .. سأكون معك حتى تجديهم ..
شعرتُ برجفةٍ تسري بجسدي وبدأتُ فوراً بالبكاء ..
وضعي مُخيف .. مُخيف جداً ..
لا أحد حولي ..
لا أعرف مع من أتكلم .. لا أعرف بمن أثق ..
لا عائلة لدي تكون سنداً لي في مثل هذا الموقف ..
لا أخٌ أو أُختٌ يسردون عليّ قصص من الماضي ..
ولا أم تمسح على رأسي كهذه المرأه ..
شعرتُ بلوعة غريبه في معدتي ..
وبدأت أشعر بمرارة في حلقي فعرفت فوراً أني على وشك التقيؤ ..
وضعتُ يدي على فمي فعرفت المرأة مابي فقامت فوراً بنزع الأسلاك عني ..
لقد كانت هُناك أسلاك أيضاً في رأسي .. هذا يُفسر سبب شعوري بوجود ثقل فيها ..
وما إن أنتهت حتى ذهبتُ الى دورة المياه مُسرعة بالرغم من الآلام الشديده التي أحسستُ بها في جسدي ..
لولا أن الباب كان قريباً لسقطتُ على الأرض بلا شك ..
أفرغتُ جميع مافي بطني بينما ما أزال أشهق من البكاء ..
خمس دقائق مرت حتى إنتهيت وغسلتُ وجهي جيداً ..
خرجتُ وإتجهتُ الى سريري وأنا أترنح من التعب ..
كانت تلك المرأة الشقراء جالسةً على الكُرسي تنظر الى الأرض ..
ما إن أحست بي حتى نظرت إليّ وعيناها تتغللها بعض الدهشه ..
تعجبتُ من دهشتها لكني مع هذا تجاهلتُ الأمر وجلستُ على السرير ..
هزت المرأة الشقراء رأسها قائله: أنتِ ....
نظرتُ إليها وقُلت: ماذا ..؟!
بقيت صامته لثوان حتى قالت: ألستِ فتاة مُقعده ..؟! لقد كُنتِ على كُرسي مُتحرك عندما صدمك إبني ..
إتسعت عيناي من الدهشه على كلامها ..
مُقعده ..؟!
كلا .. أنا أمشي وبشكل طبيعي ..
لا أشعر بأي خطب غريب في رجلي عدا بعض الآلام الطفيفة الموجوده بكامل جسدي ..
ماذا تقصد بكلامها ..؟!
هل كُنتُ حقاً على كُرسي مُتحرك ..؟!
لكن لما ما دُمتُ بخير ..؟!
يستحيل أن تُشافى رجلي في عشرة أيام وهذا يعني بأني سابقاً لم أكن مُقعده ..
إذاً .. ماذا يعني هذا ..؟!
لِما كُنتُ على الكرسي ما دُمتُ بخير ..؟!
لماذا ..؟!
بدأ الجنون يزداد شيئاً فشيئاً في رأسي ..
سُحقاً ..
وددتُ لو مُت ما دمتُ سأصحو وأسمع كُل هذا ..
سحقاً .. سحقاً ..




لا أعلم شيئاً عن حياتي السابقه ..
ولا أعلم شيئاً عن حياتي القادمه ..
في ذلك اليوم الذي صحوتُ فيه سمعتُ أشياء جعلتني أُجن ..
كانت أشياء غريبه .. وحدثت أشياء غير مُتوقعه ..
لم أكن أعلم شيئاً عن الأمور الفضيعة التي سأواجهها ..
ولم أكن أعلم بأن ما واجهته في ماضيّ أكثر فضاعه ..
الماضي المُبهم .. المختفي بسبب ضياع ذاكرتي ..
والذي لو حدث وتذكرته فسيكون شرخٌ في الذاكره ليس إلّا !
شرخٌ سأتمنى لو أني لم أتذكره البتّه ..!

***







 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:19 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-15-2020, 09:57 PM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







- Part 1 -






18 desamber

سبعة أيام ..
سبعة أيام مرت مُنذ أن إستيقضت ..
وسبعة عشر يوماً منذ حدوث الحادث لي ..
تشافت بعض جروحي وتم فك الخياطه بعدما تثبتت ..
بعض الرضوض لا تزال في جسدي وسترحل مع مرور الأيام ..
زارتني تلك الشقراء جينيفر أربع مرات تقريباً لتطمئن عليّ ..
إنها لطيفه ولقد أحببتُها لدرجة أني تسائلت هل أمي بمثل لطافتها ..؟!
لكني أترك هذه التساؤلات بسرعه فهي تجذب تساؤلات أُخرى كـ
من أنا ..؟! هل أُمي على قيد الحياة ..؟!
هل أملك إخوه ..؟! هل أنا يتيمه ..؟!
لذا أُحاول تجنب التفكير في هذا لأن التفكير أشبه بجحيم بالنسبة لي ..
واليوم .. هو يوم خروجي من المشفى ..
يوم الرُعب الحقيقي ..
فأنا حتى الآن لا أعرف الى أين أذهب ..
كلفت تلك الشقراء الطيبه مُحامياً للبحث خلف من أكون ..
وزعوا نشراتٍ لي وصور في الإنترنت ..
وحتى الآن لم يأتي أي بلاغ ..
تسائلت كثيراً عنهم .. لما لم يأتوا لإخذي ..؟!
صوري في كُل مكان .. لابد من أنهم رأوني فلما لم يأتي أي أحد ..؟!
حتى لو صديقه .. جار .. بواب ..
أي أحد ..؟!
لكن لا أحد ..
إستيقظتُ من أفكاري على صوت تلك الشقراء اللطيفه ..
كان صوتها يصل إلي بالرغم من أنها واقفه خارج الغرفه ..
من تُحدث ..؟!
لكن ... غريب أنها أتت في يوم خروجي ..
هل لأنها تُريد توديعي ..؟!
وااه .. إنها تفعل الكثير لفتاة غريبه ..
عقدتُ حاجبي عندما بدأ صوتي الداخلي بالتحدث ..
* كلا .. هي فقط ترد الدين ففي النهاية إبنُها من تسبب بإدخالك المشفى وفقدانك لذاكرتك *
ظهر الإستنكار على وجهي .. ياله من صوت داخليّ مُتغطرس ..!
إنها لطيفة وعادلة بالفعل .. إنها حتى أصرت على أن آخذ حقي ولكني رفضت ..
تنهدتُ وأكملت ترتيب سريري وبعدها جلستُ على الكُرسي أنتظر الطبيب ..
دقائق قليله مرت حتى دخل وهو يحمل ملحوظاته معه ..
إبتسم لي قائلاً: وقُمتي بترتيب سريرك أيضاً ..؟! واااه الفتيات أمثالك نادرات هذه الأيام ..
إكتفيتُ بإبتسامة شُكر على مدحه اللطيف ..
بدأ بالكتابه في دفتر ملحوظاته وهو يقول: حسناً ستخرجين الآن لكن عليك تغيير الضُمادات التي على خاصرتك مرة كُل يومين وسأكتب لك الطريقة التي يجب أن تتبِعيها وهُناك بعض المضادات الحيويه والمُسكنات عليك أخذها في مواعيدها بدون تأخير وخصوصاً المضادات .. لو شعرتي بالتوعك فإذهبي الى المشفى أفضل من أخذ مُسكن عادي من الصيدليه .. هناك مرهم جروح وعليك دهنه على الرضوض المنتشره بجسدك مرتان في اليوم .. إستمري على الحال حتى تختفي فهمتي ..؟!
هززتُ رأسي فقطع الورقه من الدفتر وسلمها لي قائلاً بإبتسامه: وأخيراً الحمد لله على خروجك من المشفى سالمه ..
إبتسمتُ له وبعدها وقفتُ وخرجت من الغرفه ..
وجدتُ السيدة الشقراء جينيفر واقفة مع رجل في الخمسينات من عمره ويبدو بأنهما يتجادلان نوعاً ما ..
ما إن رأتني جينيفر حتى إبتسمت قائله: عزيزتي فلتنتظري قليلاً لأني أُريد محادثتك حسناً ..؟!
هززتُ رأسي بإبتسامه ووقفتُ بمكان بعيد بعض الشيء حتى يأخذان راحتهما في النقاش ..
نظرتُ الى مرآة مُعلقه في الممر وإبتسمت هامسه لنفسي: أنا جميله صحيح ..؟!
وضعتُ خصلة من خصلات شعري البُني خلف أُذني وأكملت: شعري ليس طويلاً وفي الوقت ذاته ليس قصيراً .. يقولون بأن الشخصيات تُبنى على حسب الشكل الخارجي .. في هذه الحاله ماذا تكون شخصيتي ..؟!
رمشتُ بعيني البُنيتان قائله: خساره .. تمنيتُ لو كان لي لون عيون مُميز .. على أية حال ... لا أعلم لكن لا يوجد عيوب بشكلي وفي الوقت ذاته لا توجد مُميزات .. ملامح عاديه .. إذاً هل كنتُ فتاة عاديه بشخصية عاديه ..؟!
تنهدتُ .. أنا حقاً لدي فضول شديد لأعرف نفسي القديمه ..
أي نوع من الفتيات كُنت ..؟! ما الأشياء التي كُنت أحبها والأشياء التي كُنت أكرهها ..
ما هي أحلامي .. طُموحاتي ..؟!
وفي الجانب الآخر أتسائل أي نوع من المخاوف كنتُ أملك ..؟!
حسناً في السبعة الأيام التي بقيتُ فيها مُستيقظه عرفتُ عدة أشياء عن نفسي ..
تقديراً لشكلي فأنا في العشرون من عُمري ..
أزن 45 كيلو غراماً .. قليل صح ..؟!
طولي حوالي المائة وستة وخمسون سانتي متراً ..
هههههه على الرغم من أنه نوعاً ما قصير إلا أني إكتشفتُ بأن تلك الشقراء اللطيفة أقصر مني قليلاً لكنه غير واضح بسبب حذائها المُرتفع ..
نعم قد أخبرتني بأنها في الثامنة والثلاثون من عُمرها ..
يااه .. هذا حقاً غير واضح ..
إنها جميله .. جذابه .. شعرٌ أشقر غجري حتى الكتف وجسد مُتناسق وعينان كزرقة البحر ..
وجه لطيف وبشرة بيضاء ناعمه ..
نظرتُ الى شكلي العادي جداُ .. أنا حقاً أغبطُها ..
لا .. لا لا لا بأس .. ففي النهايه إكتشفتُ بأني جميله ..
نعم تقريباً ثلاث ممرضات قد رأيتهن والكُل يملك وجهاً قبيحاً جعلني أُدرك بأني جميله ..
عقدتُ حاجبي وهمستُ لنفسي: وجهاً قبيحاً ..!! واااه ما بال هذه الكلمات السيئه والمغرورة التي أتفوه بها ..؟! مسألة القُبح والجمال ليس شيئاً يخترنه بل هو مصير يلتصق بهن منذ الولاده ..
إلتفتُ الى الشقراء اللطيفة عندما سمعتُها تُناديني ..
أشارت إلي فتقدمت منها وأنا أبتسم بداخلي ..
على الرغم من أنها أخبرتني بأسمها إلا أني ما أزال أصفها بالشقراء الجميله ..
وقفتُ أمامها فقالت لي بإبتسامه: هل كتب لك الطبيب الأدويه ..؟!
هززتُ رأسي فقالت: حسناً والآن أين ستذهبين ..؟!
رديتُ عليها قائله: الى الأسفل لكي يُعطوني الأدويه ..
سألتني: وبعدها ..؟!
سكتُ قليلاً قبل أن أُجيب: الى مركز الشرطه كما إقترح علي الطبيب من أجل أن يأخذوا معلومات عني وإن لم يتعرف علي أحد أُسجل في .... في شيء نسيتُ أسمه وبعدها لا أعلم ماذا سيحدث .. لكن قال الطبيب بأنه ربما يرسلوني الى دار للأيتام أو للعمل كراهبه مُستجده في مكانٍ ما ..
قطبت جينيفر حاجباها وأبعدت خصل شعري عن وجهي وهي تقول: ياللأسف .. فتاة صغيرة وجميلة مثلك تعيش هذه الحياة الصعبه ..؟! شبابك سيضيع والسبب هو نحن .. أشعر وكأننا طُغاة ..
رددتُ عليها بسرعه: كلا كلا .. فما حدث قد حدث وكان سيحدث لي على أية حال فهو القدر لذا لا تُبالي ..
وبعدها نظرتُ الى الأرض وأنا أبتسمُ بداخلي ..
لقد قالت لي قبل قليل جميله ..!
هذا ... أسعدني للغايه ..
جينيفر بإبتسامة: عزيزتي ..
رفعتُ رأسي لها فقالت: إسمعي .. هذا ريكارد .. إنه المُدير لأعمال أُسرتنا .. ههههه لا يغرك شكله فهو قد تجاوز الخمسين .. أياً كان ما تريدينه فهو سيُلبيه لك كإعتذار عما فعله إبني بك .. فقط قولي له ماهو طلبك عزيزتي ..
إندهشتُ من كلامها وشعرتُ بالحرج ..
هي حقاً حقاً لطيفة للغايه .. لطيفة لدرجة أنها .... تجعلني أشعر بالبُكاء ..
شيء بصدري يؤلمني ..
إنها لطيفه .. حنونه .. طيبه ..
إرتجفت شفتي وبدأتُ أشعر بحرقة في عيني ..
بدأتُ أشعر بضيق في التنفس .. بحرقة غريبه في قلبي ..
أهو .... الإشتياق ..؟!
فتحتُ فمي بغير وعي قائلة بصوتٍ مُتهدج: أُريد أُماً ...
ومن بعد كلمتي هذه بدأت الدُموع تنساب من عيني للحضات حتى أدركتُ الموقف الذي أنا به ..
رفعتُ يدي وبدأتُ بمسح دموعي غير مُصدقة بأني تفوهت بهذه المشاعر علنياً ..
تفوهتُ بها حتى قبل أن أُدركها ..
إنحنيتُ مُعتذرة وإختفيتُ من أمامهما مُسرعة قبل أن أسمح لهما بإيقافي أو حتى النطق بأي كلمه ..
دخلتُ الى أقرب دورة مياه وبدأتُ بغسل وجهي بالماء وبعدها أغلقت الصنبور ..
نظرتُ الى وجهي في المرآه .. عيناي حقاً حمراوتان ..
* أُريد أُماً *
ضاقت عيناي بألم .. نعم ..
أكثر شيء أحتاجه ليس المال أو الطعام أو المسكن ..
أنا حقاً ... أُريد أماً .. وأب وأخوه وعائله ومكان أنتمي إليه ..
أريد وطناً وذكريات وبيئة أعرفها وتعرفني ..
فتحتُ صنبور الماء لأغسل وجهي فهاهي الدموع مُجدداً تنساب على وجنتي ..
غسلتُه جيداً وأقفلت الصنبور ..
رفعتُ رأسي للمرآة فإندهشت عندما رأيتُ إنعكاس تلك الشقراء ..
إلتففتُ الى الخلف بتفاجؤ فإذ هي تنظر إليّ بعينان حزينتان ..
تقدمت مني فإرتبكتُ ولم أعرف ما أفعل ..
إتسعت عيناي بصدمة عندما إحتضنتني بهدوء هامسة في أُذني: فلتبكي عزيزتي ..
تقوست شفتاي ولا إيرادياً أجهشتُ بالبُكاء الشديد ..
أنا خائفه .. أنا حقاً خائفه ..
لا أحد لي في هذا العالم .. ولا أعرف أي شيء عن نفسي ..
أشعر بالخوف ..
لا أعلم أين أذهب ولمن أشكي ..
لا أعرف ماذا أفعل وبمن أثق ..
لا أدري ماذا ينتظرني وكيف سأواجهه ..
هذا مُخيف .. مُخيفٌ جداً ..!

**







7:15 pm

فُتحت تلك البوابة البيضاء الضخمه ودخلت السيارة التي تقلنا من خِلالها بِكُل هدوء ..
إتسعت عيناي وتقدمتُ أكثر من نافذة السياره أنظر الى هذه الساحة الفخمة على الرغم من مساحتها الصغيره والتي كانت تقبع خلف تلك البوابه ..
المكان .... مُبهر ..!
الأشجار مقصوصة بإتقان والأزهار المُتنوعه بألوانها والمُتناسقه بترتيبها تنتشر في المكان ..
يااه .. أتمنى لو أنزل فقط لألتقط لنفسي صورة وسط هذه الأزهار .. أُحبها ..
أُحبها ..؟!
لا أعلم لما لكن منذ أن رأيتُها شعرتُ بأني أُحبها ..
زادت دهشتي أضعاف عندما وصلنا الى المنتصف حيثُ تلك النافورة المُميزه والمُبهره التي تُضيء من داخلها بعض الإضائات التي تتراوح ما بين الزهري والبنفسجي بدرجاتهما ..
توقفت السياره فرفعتُ رأسي الى الأعلى أنظر الى هذه الفيلا الكبيرة الضخمه صاحبة الأربعة أدوار ..
شكُلها مُذهل وجميل .. لونها أبيض ناصع والزُجاج الكثير الذي يدخل في تصميم الفيلا كان نظيفاً ويعكس لمعة القمر الذي قد أصبح بدراً هذه الليله ..
إلتفتُ إليها أقول بعدم تصديق: هل هذا هو منزلك ..؟!
إبتسمت لي تقول: هل أعجبك ..؟!
أجبتُ بكُل إنبهار: إنه جنونيّ حقاً ..!!
إكتفت تلك المرأة الشقراء بإبتسامه وقالت: فلننزل إذاً ..
نزلت فنزلتُ بكل حماس ودُرتُ حول نفسي أنظر الى كُل هذه الأشياء المُبهره حولي ..
هذه المرأه بالفعل تبدو غنيه ففيلتها مُذهله مُذهله لدرجة البُكاء من شدة الإذهال ..
ضحكت في نفسي بعدها لحقتُ بها عندما أشارت لي بأن أتقدم ..
مشيتُ بجانبها وخلفنا ريكارد مُدير أعمال الأسره كما قالت لي ..
فتحت الباب وفور دُخولها تقدمت خادمه فاتنة المظهر وأخذت الحقيبة ومعطف الريش من الشقراء اللطيفه وإختفت عن أنظارنا ..
إلتفتت إلي تقول: هذا هو منزلي .. وكما وعدتُك .. سأعتني بك ليومين حتى أجد لك مكاناً مُلائماً لتعيشي فيه .. ريكارد سيتكفل بالبحث لذا .... يُسعدني أن تكوني إبنتي الرابعه حتى تجدي أُسرتك ..
شعرت بالخجل من كلامها اللطيف ..
إبنتي ..؟!
إنها لطيفه حقاً .. لطيفة لدرجة لا أعلم كيف أردُ لها لطفها ..
وحتى أُغير مجرى الموضوع المُحرج سألتُها: الرابعه ..؟!
إبتسمت لي وتقدمت قائله: أجل فأنا أملك ثلاثة أطفال ..
تبعتُها أقول: الشاب الذي صدمني أحدهم صحيح ..؟!
هزت رأسها قائله: إنه الأكبر .. يليه إبني إدريان ثُم صغيرتي المُدلله .. للأسف لا أحد منهم في المنزل الآن كي أُعرفك إليهم لكني سأُعرفك بماري ..
دخلت الى غرفة المعيشه فدخلتُ خلفها ونظرت الى الغرفه بإبتسامة لم أستطع إخفائها ..
إنها جميله .. الأرائك بيضاء يتخللها بعض الرسومات الفنيه بعدة ألوان من الألوان البارده ..
المدفأه تتوسط الجدار المُقابل وعليها لوحة كبيره تبدو وكأنها كانت رسماً يدوياً لأفراد الأُسره ..
لفتت إنتباهي فتقدمتُ منها ونظرت الى الصوره ..
رأيتُ تلك الشقراء تقف بجانب رجل يبدو مظهره صارماً بعض الشيء وملامحه قاسيه وأمامها شابان يبدو أحدهم في نهاية المرحلة الإعداديه تقريباً والآخر في بدايتها أو ربما في نهاية الإبتدائيه وفتاة صغيره تقف أمامهم جميعاً بإبتسامة لطيفة على وجهها ..
هل هُم أبنائها ..؟! بالتأكيد ولكن نظراً الى أعمارهم فتبدو الصورة قديمه ..
لكن ...
صحوتُ من سرحاني عندما تذكرتُها وإلتفتُ إليها أقول بإحراج: آسفه .. إني أنظر الى أشياء قد لا يجب علي رؤيتها ..
ضحكت تقول: ماذا ..؟! أنتِ حقاً لطيفه .. لا بأس لا بأس لم تُعلق إلا لكي تُرى ..
إبتسمتُ لها ثُم تقدمتُ وجلستُ بجانبها فقالت: بعد قليل ستأتي ماري وسأُعرفك عليها .. إنها المُربية في المنزل وهي من يعتني بأبنائي منذ طفولتهم وحتى الآن .. هههههههه هي الأُم الثانية لهم ..
ما إن أنهت جُملتها حتى فُتح الباب ودخلت امرأة في أواسط الأربعينات من عُمرها ترتدي ملابس عاديه وملامحها بشوشة بعض الشيء ..
إبتسمتُ لها في حين قالت جينيفر بإبتسامه: كان هذا سريعاً ماري ..! هل كُنتُ مُتفرغه ..؟!
ردت ماري: ليس تماماً لكن كُنت قريبه من الغرفه لذا حضرتُ بسرعه ..
أشارت جينيفر إليّ وقالت: حسناً أردتُ أن أُعرفك الى هذه الفتاة .. ستبقى عندنا لفترة من الزمن لذا أرجو منك الإعتناء بها وكأنها طفلةً لي حسناً ..؟!
إلتفتت تلك المُربيه ونظرت إليّ بهدوء قد أخافني قليلاً بعدها إبتسمت لي قائله: أهلاً صغيرتي .. سُررت بمعرفتك .. أنا أُدعى ماري ..
إبتسمت .. ماذا .. لقد كانت حقاً لطيفه ..
جينفر بتفكير: حسناً لا أستطيع الإستمرار هكذا ..
نظرتُ إليها فنظرت هي أيضاً إليّ وقالت: عليّ أن أجد لك إسماً .. لن نستطيع الإستمرار على مُناداتك بدون إسم .. سيكون هذا غريباً صحيح ..؟!
إبتسمتُ لها قائله ببعض الأحراج: أضن ذلك ..
جينيفر: لا تتذكرين إسمك .. إذاً هل هُناك إسماً ما تُحبين أن نُناديك به ..؟!
هززتُ رأسي نفياً فأنا حقاً لا أملك أي فكره عن هذا الأمر ..
لذا سأجعلها هي من تختار ..
بقيت تنظر الى ملامحي لفتره وكأنها تُريد أن تجد إسماً يُلائمني بعدها قالت: آليس .. ما رأيُك به ..؟! كقصة الفتاة اللطيفه ببلاد العجائب .. جميل ..؟!
إبتسمتُ لها قائله: أحببته ..
ضمت يديها ببعضها ونظرت الى ماري تقول: حسناً مُنذ الآن هي آليس .. أخبري ريكارد بذلك كي يُخرج لها هوية وأوراق جديده بهذا الإسم ..
فتحت ماري شفتاها وبدأت بالتعليق في الأمر وتبادلتا الحديث وأنا أنظر الى الأرض بهدوء شديد ..
إبتسمتُ إبتسامةً مؤلمه ..
إنها حتى قررت أن تُخرج لي هويةً جديده ووثائق رسميه ..
لطيفه لدرجةٍ تجعلني أُحبها أكثر من عائلتي التي لم تسأل عني ولا لمره ..
هذا مؤلم ..
رفعتُ رأسي حالماً سمعتُ إسمي الجديد فإبتسمت لي جينفير تقول: هههههه إستدعيتُك لثلاث مرات .. يبدو بإنك لم تعتادي الإسم بعد ..
إبتسمتُ هامسه: هههه ربما ..
جينيفر: حسناً إذهبي مع ماري وهي ستُريك غرفتك الجديده ..
وقفتُ قائله: حسناً ..
جينيفر: خُذي راحتك في النوم لو أردتي .. سنُوقظك حالما يأتي موعد العشاء ..
هززتُ رأسي لها مُبتسمةً ومن ثُم إلتفتُ وغادرتُ مع ماري ..
بقيتُ أمشي خلف ماري التي كانت هادئة على نحو غريب أثار فضولي ..
أعني لقد كانت تتحدث ببشاشه مع جينيفر وفجأه أصبحت هادئه جداً ..
تنهدتُ وبعدها بدأتُ أنظر حولي ..
إبتسمتُ بهدوء وكم تمنيتُ لو أن والداي يملكان فيلةً بهذه الفخامة والجمال ..
فتحت لي ماري باباً وقالت: إستقلي هذه الغرفة لهذه الفتره .. والآن نامي جيداً ولو أردتي شيئاً ما فأخبريني ..
تعجبتُ وقُقلتُ لها: هذه الغرفه .... لمن ..؟!
نعم .. إنها بالتأكيد لأحد ما بالنظر الى أنهم لم يقوموا لي بتجهيز أي غرفه ..
يستحيل أن تكون الغرفه لأبنة صاحبة المنزل لأنها لا تزال تعيش هنا بكُل تأكيد ..
إبتسمت ماري تقول: غرفة قديمه لأحد أفراد الأُسره قبل أن يقوم بتغيير حُجرته ..
هززتُ رأسي بتفهم بعدها دخلتُ وأغلقت الباب خلفي ..
لم أُشعل الأضواء ولم أُلقي أي نظرةٍ على الغرفه فأنا بحق أشعر بتعب شديد ..
إستلقيت على السرير وماهي إلا ثواني حتى غطيتُ في نومٍ عميق ..

***










9:30 PM
في إحد مكاتب شركات الترفيه الشهيره ..

إبتسمت بموده ناظرةً الى عينيه الناعستين مُباشرةً وهمست: رُبما يحدث ذلك مُستقبلاً ولكن ليس الآن ..
نظر إليها لفتره قبل أن يبتسم بتكلف قائلاً: هذا جيد ..
دخل الى المكتب رجل في الثلاثين من عُمره يرتدي نظارةً طبيه ونظر الى الشاب بعينيه الصغيرتين الحادتين قبل أن يقول بهدوء: هل أتيت ؟!
الشاب دون أن ينظر إليه أجاب بسخريته المعروفه: ليس بعد ..
جلس الرجل على كُرسيه ووضع الملف على المكتب ناظراً إليهما بهدوء بالغ قبل أن يبتسم قائلاً للفتاه: كاتي .. كيف كانت جلسة التصوير ..؟!
إلتفتت إليه قائله: لم تكن مُريحه ..
إستند الشاب بظهره على الأريكة مُطلقاً ضحكةً مرحه وهو يقول: بالتأكيد ليست كذلك فأنا لم أكون موجوداً فيها ههههههههههه ..
إبتسمت له ثُم وقفت حاملةً حقيبتها .. أرسلت اليه قُبلةً بالهواء ثُم إتجهت الى الخارج قائله: أراكم غداً ..
وأغلقت الباب خلفها ..
نظر الشاب الى الباب لفتره ثُم إلتفت الى الرئيس المسؤول عليهم قائلاً بإسلوبه الساخر المُعتاد: في ماذا طلبتني ..؟! لقد فوّت عليّ سهرةً برفقة أصدقائي ..
نظر الرئيس بهدوء الى هذا الشاب صاحب المظهر المُستهتر والذي كان لا يزال في بداية العشرين من عمره ..
تنهد ثُم أخرج صورةً من الملف ورماها على المكتب ..
أمال الشاب شفتيه بعدها قال: ماذا أيضاً ..؟! قُل لي ما فيها فأنا لن أُحرك جلستي من أجل رؤيتها ..
الرئيس بهدوء: أُلتقطت لك بالأمس في إحدى البارات الغير رسميه .. وبدوتَ فيها بشكلٍ مُخزٍ للغايه ..
ظهر الإمتعاض على وجهه وأدار رأسه بعيداً فأكمل الرئيس: أنت تعرف صورةً كهذه إن إنتشرت فماذا سيحدث ..
ضاقت عيناه وأكمل بشيء من الحده: إدريان كم مرةً عليّ التستر على مشاكلك التي أصبحت في إزدياد !! أعمالُك هذه ستجلب لشركتنا الكثير من المشاكل !! متى تفهم بأنه مُنذ ظهورك الأول على المسرح يعني بأنك قد أصبحتَ مشهوراً وأصبحت كُل تحركاتك تحت الأضواء ؟! أتريد أن تُشوه سمعتك بهذه السُرعه ؟!!!
إلتفت إدريان إليه وقال بشيء من اللا مُبالاه: حسناً فهمت .. سأكون حذراً المرة القادمه ..
ضاقت عينا الرئيس من هذا الرد المُستهتر بعدها وقف وغادر المكان قائلاً بهدوء: أتمنى بأنه كذلك ..
هدأ المكتب بعد خروج الرئيس لفتره بعدها وقف إدريان وتقدم بهدوء وأخذ الصوره ..
نظر إليها قليلاً بعدها كوّمها ثُم رماها بإتجاه سلة المُهملات ..
إبتسم بسخريه قائلاً: ماذا إذاً ؟! لا تقل لي بأنك تريدني أن أحبس نفسي في المنزل ؟! ما دُمتَ تستطيع التغطية على مشاكلي فإستمر في ذلك دون شكوى ..
إتجه الى الباب هامساً: مُزعج ..

***








 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:20 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-15-2020, 10:01 PM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي








10:30 PM

تقلبت في السرير على جهتها اليُسرى ونظرت بهدوء الى تلك النافذه التي كان يصدُر منها القليل من الضوء في هذه الغرفة المُظلمه ..
همست لنفسها: لقد إستيقضتُ منذ مده والوقت كما أرى أصبح ليلاً .. ألم يحن وقت إيقاظي على العشاء ..؟!
تنهدت وأغمضت عينيها مُكمله: هل حان وقته أم بعد ..؟! مللتُ من البقاء وفي الوقت ذاته من المُحرج الخروج من الغرفه والتجول في منزل لا يعود لي ..
بعد ثواني همست: كم الساعة الآن ..؟!
بقيت على حالها لخمس دقائق تقريباً بعدها جلست وأبعدت اللحاف عن جسدها النحيل ..
لقد تعبت .. إنها مُستيقظه منذ ما يُقارب الساعه ولم يأتي أحد ..
إنها حتى لا تسمع صوت أي أحد وكأن المنزل مهجور ..
هل تخرج ..؟!
أوليس الأمر فيه شيء من الفظاظه ..؟!
لا تعرف حقاً ..
حسناً .. الخروج والنزول الى الأسفل لا تضن بأنه تصرفٌ فظ صحيح ..؟!
وقفت وأطفأت التكييف .. نظرت الى النافذه قليلاً بعدها تقدمت منها ..
فتحتها بعدها إبتسمت عندما هبت بعض النسمات البارده على وجهها ..
نقلت عينيها في أرجاء المكان ..
هذه المنطقه تبدو جيده والهدوء يسيطر على أهلها ..
المنازل مُتفاوته .. مابين المنازل المتوسطه الى الفلل الكبيره .. أكثر ما يُميزهم هو الترتيب والتقسيم والتخطيط الجيد لها ..
نافذة هذه الغرفه تبدو بالجهه الجانبيه لهذه الفيلا ..
تنهدت بعدها عقدت حاجبها ونظرت بإتجاه المنزل الذي أمامها ..
أنواره الأماميه مُطفأه ولكنها تستطيع مُشاهدة صبي يبدو بأنه لم يتجاوز العشرين بعد ..
يقف بهدوء في ساحة المنزل مستند على الجدار وهادئ المظهر تماماً ..
نظرت إليه مُتعجبه وهمست لنفسها: مابه ..؟!
إلتفتت الى الخلف حالما سمعت صوت طرق باب الغرفه فقالت: نعم ..
جائها صوت المربيه تقول: العشاء قد جهُز ..
إبتسمت وردت: حسناً أنا قادمه ..
أغلقت النافذه بعدها تقدمت وفتحت باب الغرفه ..
تعجبت عندما لم ترها .. هل ذهبت بهذه السُرعه ..؟!
خرجت وأغلقت الباب خلفها ومن ثُم إتجهت الى الدرج وبدأت بالنزول منه وهي تنظر في أنحاء المكان ..
تصميم هادئ للغايه ولكنه مُلفت للنظر ويُعطي شعوراً بالجمال والأريحيه ..
تقدمت من الطاوله الموضوعة بجانب الأريكه التي تقع بالجهة اليُسرى من الدرج وتحسست التُحفة الزُجاجيه التي فوقها ..
إبتسمت تقول: لطيفه .. وأنيقه ..
عقدت حاجبها وإلتفتت الى الخلف لجهة الباب عندما سمعته يُفتح ..
لا تستطيع الرؤيه جيداً من مكانها بسبب تصميم الفِله الذي يوحي بالعشوائيه ..
من يكون ..؟!
يبدو شاباً أشقر الشعر وطويل القامه ..
رفعت حاجبها عندما رأته يتحدث مع مُدبرة المنزل ..
أين كانت هذه التي إستدعتها على العشاء وإختفت بعدها ..؟!

تركها الشاب وتوجه الى الدرج وهو يقول: كلا لا أُريد فلدي موعد مع أصدقائي و....
توقف حالما وصل الى الدرج ونظر إليها لفتره متعجباً ..
من هذه ..؟!
جائت مُدبرة المنزل من خلفه تقول: الفتاة التي صدمها أخاك ..
رفع إحدى حاجبيه بعدها صفر وإقترب منها مُبتسماً قائلاً: أتقصدين الحمقاء ..؟!
ظهر الإستنكار على وجهها من نعته لها بالحمقاء ..
ما السبب ..؟! إنها الضحيه فلما عليها هي أن تكون الحمقاء ..؟!
لم تستطع قول شيء فقط الوقوف مكانها والنظر إليه وهو يقيمها بعنيه الزرقاوتين تلك ..
من كلام المُدبره يبدو بأنه الإبن الثاني للشقراء ..
ماذا كان إسمه ..؟!
نعم .. إدريان ..

تحدثت أخيراً تقول: لا أحب أن ينظر إليّ أحدهم هكذا ..
رفع حاجبه بعدها إستوعب الأمر فضحك قائلاً: ههههه إنها مُمتعه ..
ربت على كتفها مُكملاً: آسف آسف لا تغضبي .. فقط أردتُ أن أحفظ شكلك فأنا أنسى كثيراً .. وأيضاً من الطبيعي أن أُحملق فيك قليلاً فأنتِ وجه جديد .. أعني الأمر طبيعي ..
إلتفت الى المُربيه قائلاً: لكن لما هي هُنا ..؟!
المُربيه: قررت السيده الإعتناء بها حتى يتم العثور على أحد من أهلها ..
رفع إدريان حاجبه قليلاً وبعدها إلتفت ونظر إليها قائلاً: آها ..
إبتسم وأكمل: مرحباً بك يا ....
عقد حاجبه قليلاً فساعدته المُربيه قائله: بما أنها لا تتذكر شيئاً فلقد أسمتها السيده بآليس ..
نظر الى آليس لفتره ليست بالقصيره بعدها إبتسم بغرابه وأكمل مُخاطباً المُربيه بينما عينيه لا تزال على آليس: ماري ... حسناً سأتناول العشاء هُنا كما طلبتي .. جهزي طبقاً لي ..
المُربيه: كما تُريد أيها السيد الصغير ..
إنحنى بعدها بطريقة مسرحيه وهو يشير بيده اليمنى الى المنزل قائلاً: مرحباً بكِ يا آليس في ملاذنا ..
إعتدل واقفاً بعدها إلتفت ومن ثُم صعد الدرج وآليس تراقبه حتى إختفى ..
بقيت صامته لفتره متعجبه من كلامه وتصرفه الغريب ..
ملاذ ..؟!
ماذا يقصد ..؟!
بعدها إلتفتت الى المُربيه التي كانت مُتجهة الى المطبخ وقالت: لو سمحتي ..
إلتفتت المُربيه إليها تقول: نعم ..؟!
آليس: اممم ماذا يعمل ..؟! أقصد مظهره جيداً .. جيداً للغايه .. هل هو عارض أزياء ..؟!
هزت المُربيه رأسها قائلاً: كلا .. هو مُغني .. ومُمثل في بعض الأحيان ..
بعدها إلتفتت وغادرت فعاودت آليس النظر الى الدرج وهي تقول: مُغني إذاً .. لابد وأن له شعبيةٌ كبيره .. إنه وسيم جداً ..
تنهدت ثُم جلست على الأريكه فهي بحق لا تعلم الى أين ستذهب ..
تلك المُربيه تُهملها كثيراً .. هذا مُزعج ..

دقائق مرت حتى رفعت رأسها عندما سمعت صوت أقدامه وهو ينزل من الدرج ..
توقف حالما وصل وقال لها: لما أنتِ هُنا ..؟! ألن تتناولي العشاء ..؟!
آليس: ها .. بلى ..
أشار برأسه قائلاً: إذاً تعالي ..
وذهب فوقفت وذهبت خلفه ..
دخل الى غرفة طعام واسعه بها طاولة زُجاجيه طويله وحول الـ8 كراسي .. واحد في المقدمه والأخر في المؤخره وأربع على كُل جانب ..
جلس على الكُرسي الأول فتقدمت وجلست على الكُرسي الذي يُقابله في الجهة اليُسرى ..
نظرت الى عدد الكراسي وتسائلت في نفسها عن العدد الكبير هذا ..!
إنها تملك ثلاث أبناء فقط .. لم تتحدث عن ذلك ولكن لو كان زوجها موجوداً فمجموعهم هو خمسه فلما الكراسي الثلاث الأُخرى ..؟!
للضيوف لو حضروا ..؟! ربما ..

إبتسم ينظر إليها وهي تتأمل المكان بعينيها العسليتين العاديتين للغايه ..
لا شيء جذاب فيها .. تبدو في غاية البساطه ..
نحيلة الجسد وذات قوام عادي .. قصيرة بعض الشيء ويضن بأن طولها لا يتعدى المتر والنصف ..!
شعرها قصير يتدلى بإنسيابيه على كتفيها الصغيرتين ..
الشيء الوحيد الذي يبدو غريباً ومُميزاً هو الجو حولها ..
إنه غريب ومن الصعب فهمه ..
إبتسم ..
لم يمض حتى عشر دقائق وهاهو شعر بأمور كثيره بشأنها ..
هل المنزل أخيراً سيكون مُمتعاً ..؟!
تحدث قائلاً: آليس ..
نظرت إليه دون أن تُجيبه فبقي ينظر الى تعابير وجهها لفتره قبل أن ترتسم تلك الإبتسامة المائله على شفتيه قائلاً: فقط أحببتُ أن أنطق بإسمك ..
تعجبت من كلامه الغريب وتصرفاته الأغرب ..
على أية حال هي لا تشعر بالراحه .. فهذا الشاب يحملق إليها أكثر من طعامه الذي لم يأكل منه سوى لقمتين تقريباً ..
إبتسمت قليلاً وقررت تغيير الوضع قائله: أخبرتني مُربية المنزل أنك مُغني .. أتزال في بداياتك أم أنك مشهور ..؟!
أرجع ظهره الى الكُرسي وقال: لما ..؟! ألم تسمعي بي من قبل ..؟!
هزت كتفها تقول: لا أعلم .. وعلى أية حال أضن بأني لا أُحبها .. أقصد الموسيقى ..
تعجب قليلاً بعدها قال بإبتسامه: إذاً أنتي لستِ رومانسيةً على الإطلاق ..! الموسيقى غذاء الحُب .. والحياة من دونها خطأ فادح ..
آليس: اممم أهي كذلك ..؟!
إبتسمت وأكملت: إذاً أسمعني شيئاً فقد أُغيّر رايي فيها ..
تقدم بجسده الى الأمام وهمس بإبتسامه: والمُقابل ..؟!
تعجبت وقالت: أتطلب مُقابلاً ..؟!
هز رأسه قائلاً: بالطبع .. إني حتى لا أُغني على المسارح دون مُقابل .. صوتي ثمين ..
آليس: حسناً إذاً لا داعي لأن تُغني .. إعزف لي لحناً هادئاً وجميلاً على البيانو الذي رأيته في طريقي الى هُنا ..
نظر إليها لفتره بعدها ضحك وقال: برأيك أن العزف لا مُقابل له ..؟!
رفعت حاجبها قائله: صوتك ثمين كما تقول لذا لا تستعمله .. فقط إعزف لي .. الموسيقى لا تقتصر على الأصوات البشريه فحسب ..
إبتسم بعدها وقف وقال: أتعلمين .. قررتُ ألا أطلب مُقابلاً لهذه المرة فقط .. ما رأيك غداً تذهبي معي الى الإستديو وتراقبيني وأنا أُسجل أغنيتي الجديده ..؟!
إتجه الى الباب مُكملاً: كوني جاهزه في الغد ..
وبعدها خرج فتنهدت وقالت: لم يدعني أُعطي رأيي ..! ماذا لو كان هذا الأمر يُضايق الشقـ.. أقصد والدته ..؟! عليّ أن آخذ رأيها أولاً صحيح ..؟!
شعرت بأحدهم يُراقبها فإلتفتت الى الباب ووجدت مدبرة المنزل تقف بهدوء وتنظر إليها بنظراتٍ غريبه ..
عقدت حاجبها بتعجب فإختفت تلك النظرات المُريبه من وجه المدبره وقالت: أنهيتي طعامك ..؟!
نظرت إليها أليس لفتره بعدها قالت: آه ... تقريباً ..
وقفت وأكملت: شُكراً على الطعام فلقد كان لذيذاً ..
المدبره: الطباخ من قام بطبخه ..
بعدها خرجت فرفعت آليس حاجبها وهمست: أليست فضّه بعض الشيء ..؟!

***









12:30 AM


كانت ليلة بارده أشبه بالصقيع على الرغم من عدم وجود أي ثلج فيها ..
الشوارع شبه فارغه إلا من بعض المُشاة ..
ترتدي معطفاً ثقيلاً بلون الدم القاني يصل الى منتصف فخذها ومزينه أطرافه بريش حريري أبيض اللون وناعم الملمس ..
لفّت وشاحاً قطني أبيض اللون على عنقها النحيلة البيضاء وتغطي أُذنيها بسماعة لتحميهما من هذا البرد القارص ..
خدّها توردا من شدة البرد وعيناها الزرقاء كزرقة البحر كانت ضائعه هائمه تنظر الى ذاك المحل الذي يفصل بينهما شارع صغير ..
ليست جميلة وحسب .. بل كانت آية في الجمال تُجبر المارين على سرقة بعضٍ من نظرات الإعجاب إليها ..
شدّت بيديها التي تُمسك بهما حبل حقيبتها غالية الثمن ثُم همست بصوتٍ لا يسمعه سواها: سُحقاً ..!!
شتمت بكُل ضجر وزاد إنعقاد حاجبيها دليل ضجرها الغريب المُتناقض لنظرتها التي كانت تشع ألماً غريباً ..
تحركت ساقها النحيلة العاريه المُزينة بخلخال ناعم يُناسب كعبها المرتفع للحضه ثُم أعادتها مكانها بتردد واضح ..
شدّت على يديها بقوة أكبر وشتمت مُجدداً: سُحقاً له ..! سُحقاً لذلك الفقير المُزعج .. سُحقاً للجميع ..!!
أشاحت بوجهها وأكملت تمشي على الرصيف بسرعة تُناقض هيئتها الناعمه التي توحي بالهدوء والثراء الفاحش ..
توقفت حالما وصلت الى نهاية الطريق الذي كان يفتح على شارعٍ عام وأخرجت هاتفها النقّال وأرسلت رسالة الى سائقها الخاص تطلبه المجيء لأخذها ..
بدأت تنتظره وهي تعض على شفتيها بإنزعاج تام غير قادره على تفسير أي شيء ..
إنها جميله .. بل لا أحد يُضاهيها بجمالها ..
جسم متناسق وكأنه فُصّل تفصيلا وطول متوسط يُلائم قوامها .. شعر أشقر حريري يصل الى منتصف ظهرها وعينان زرقاء إنجذب إليها الآلاف ..
لا تزال في العشرين ولكن عدد المتقدمين لخطبتها تجاوز الخمسين ..
إنها ساحره قادره على جذب جميع أنواع الرجال إليها ..
ضربت الأرض بكعبها العالي هامسةً بحنق: إذاً ما بال ذاك الأحمق الفقير التافه ينظر إليّ وكأني لا شيء ..!! لما يُقلل من تقديري ومقامي ..!! هو اللاشيء وليست أنا ..
إختفى حُنقها تدريجياً وهمست بضعف: فلما أنا من ينجذب الى ذاك اللاشيء ..؟! لما ..؟! هذا ليس عدلاً ..
توقفت السيارة السوداء أمامها مُباشرةً ونزل السائق منها فاتحاً لها الباب بكُل ذوق وإحترام ..
نظرت الى سائقها لفتره بعدها سألته: هل أنا جميله ..؟!
تفاجئ السائق من سؤالها ورفع رأسه إليها غير مستوعب ..
لم يجد منها أي تأكيد على سؤالها لذا أجابها بكُل تقدير: أنتِ إمرأه كامله .. أنتِ آية بالجمال يا سيدتي ..
ظهر الإنكسار في عينيها بعدها ركبت السياره ..
ركب السائق بدوره وحرك السياره متجهاً الى المنزل ..
أسندت برأسها على المقعد المُريح ونظرت الى الطريق وهمست بهدوء: سائقي أيضاً فقير ويراني كما يراني الجميع .. بأني آية في الجمال .. إذاً لما ذاك الشخص مختلف ..!! لما هو وحده مختلف عن البقيه ..؟!
لا تعرف الإجابه ..

***







19 Desember
6:00 AM




مرآة طويله وكبيره في زاوية غرفة نومه عكست جسده الضخم ذات الـ180sm طولاً بمنكبين عرضين وبشرة قمحيه ..
تأمل مظهره الأنيق المُرتب وهو يرتدي بذلة رسميه سوداء اللون بربطة عنق حمراء أنيقه ..
إبتسم يستعرض غمازتيه المحفورة بإتقان على كِلا خديه وهمس لنفسه: أبدو وسيماً كالعاده صحيح ..؟!
كان مُحقاً .. يمتلك تلك الملامح الحاده الوسيمه والمظهر القوي الأنيق والذي بسهوله يتيح له فرصة دخول عالم الأزياء من أوسع أبوابها ..
إلا إنه لا يحب هذه الأمور رغم إنه يغتر كثيراً بمظهره .. لقد إكتفى بشهاداته التي عمل بها بكُل جد وإجتهاد طوال أعوام دراسته السابقه جعلته الآن يحتل مرتبة جميله كمُعيد في إحدى الجامعات الشهيره في المدينه ..
صفف شعره البني الناعم الى الخلف ليعطيه مظهراً أكثر رجوليه بعدها إبتسم برضى وهو يُقيم مظهره بعينيه العسليتين ..
إلتفت الى مكتبه وإرتدى ساعته الذهبيه وحمل هاتفه ومفاتيحه قبل أن يأخذ حقيبته أخيراً مُستعداً للذهاب الى الجامعه في أول يوم في هذه السنة الجديده ..
لقد أنهى بالفعل سنة كامله وهذه سنته الثانيه في التدريس بهذه الجامعه التي لطالما حلُم بالتدريس فيها ..
خرج من شقته المتواضعه في هذه العمارة الكبيره ثُم نزل الدرج كنوع من أنواع الرياضه ..

خلال عشر دقائق فحسب كان يترجل من سيارته متجها الى داخل أبواب الجامعه ..
منزله - أو بالأصح شقته - قريبه جداً منها حيث الذهاب إليها لا يستغرق حتى عشر دقائق .. لقد كان سعيداً حينما عثر على مكان جميل ومُناسب الى هذا الحد ..
إنفرجت أساريره بإبتسامه مُشرقه حالما بدأ الطُلاب يلوحون له بالسلام والطالبات يُرسلن أشواقهن وتحياتهن إليه ..
لديه شعبيه كبيره على الرغم من أن درّس لسنة واحده فحسب ..
تجمعت حوله مجموعة فتيات درّسهم السنة الفائته فبادرته إحداهن تقول: ياله من صباحٍ جمييل .. لا تصدمنا وتقول بأنك لن تُدرسنا لهذه السنه ..؟!
الأُخرى: هيّا لدينا مادةً قريبة في المحتوى من المادة التي تُدرسها .. يُمكنك أن تُدرسنا إياها صحيح ..؟!
ضحك ضحكة صغيره وهو يقول: يؤسفنى أن أمحي إبتسامتكم هذه بقول لا يمكنني ..
عبسن وقالت إحداهن: كيف لي أن أُحب الجامعة بعد الآن ..؟!
الأُخرى وهي تُمثل الملل: يالها من تعاسه .. سأسحب ملفي ..
الثالثه بشيء من الندم: كان عليّ حمل الماده .. كم أنا بلهاء ..
ضحك رُغماً عنه بصوتٍ عالي على ردات فعلهن العجيبه وهو يقول: يالكن من مُشاكسات ..
إبتسم وغمز: إجتهدن فرُبما ستكن في يومٍ من الأيام رفيقات عملٍ لي ومن يدري ..
صرخن بحماس وهو يتجاوزهن والإبتسامة لا تُفارق شفتيه ..
وقعت عيناه على فتاة ما فتوترت ملامحه فوراً بعدها أشاح بوجهه وأكمل طريقه فقاطعه صوت وصول رِسالةٍ على هاتفه ..
ألقى نظره فوجدها من * الغبي جداً * !!
إبتسم بعدها تنهد يقول بملل مُصطنع: ماذا يريد ..؟! شيء لا يُعجبني بالتأكيد ..
دخل الى الغرفة الكبيره التي تحوي مكتبه مع أربعة مكاتب أُخرى وقال بإبتسامه بشوشه: صباح الخير ..
رد الرجل الأربعيني الذي يبدو عملياً بنظارته الطبيه يقول: أهلاً آندرو .. ضننتك ستتغيب في اليوم الأول ..
جلس آندرو يقول بتعجب: لما ..؟!
ضحكت إمرأة في بداية الخمسين تلف شعرها القصير الأشقر الى الأعلى وقالت: إنك شاب مُهمل ومُتلاعب لذا هذا هو التصرف المُتوقع من أمثالك ..
ضحك وقال: هههههههه سحقاً لي .. ما كان عليّ تخييب ضنكم ..
تعالت ضحكاتهما فدخلت في هذا الوقت فتاة صبهاء في نهاية العشرين وحالما رأت آندرو ظهرت إبتسامه كبيره على شفتيها العنابيتين وتقدمت تتمخطر وتقول بصوتها الناعم: أهلاً آندي .. عرفتُ بأنه أنت حالما رأيت تجمهر الفتيات قبل قليل ..
نظر إليها وإبتسم ضاحكاً يقول: تجمهر ..! كانوا أربع فحسب .. إنك تُبالغين ههههههه ..
وقفت أمام مكتبه وأطلقت ضحكتها الصغيره وهي تقول: يالك من متواضع .. أربع حولك فحسب بينما البقيه أعينهم عليك من قريب وبعيد .. ألا يُسمى تجمهراً ..؟!
إبتسم يقول: حسناً ما دامت هذه فلسفتك ..
ربتت على كتفه تقول: هههههه على أية حال مرحباً بك مُجدداً .. خِفتُ أن تنتقل الى مكان آخر بعد المُشكلة الكبيره التي حدثت السنة الماضيه ..
إمتقع وجهه بينما أكملت: أتطلع لسنة جميله معاً ..
ضحك بتوتر يقول: وأنا أيضاً ..
غادرت مُتجهه الى مكتبها الذي لا يفصله عن جانب مكتبه الأيسر سوى عشرون سانتي فحسب ..
جلست ووضعت رجلاً على رجل وبالكاد فعلت فتنورتها كانت أضيق مما يجب ..

إلتفت الى هاتفه حالماً وصل إلى مسامعه صوت إشعار من إحدى برامج التواصل التي لديه فتذكر بأنه لم يفتح بعد رسالة *الغبي جداً* ..
إسترخى في كُرسيه الدوّار ودار به قليلاً وهو يدخل الى الرسائل ..
رفع حاجبه وهو يقرأ هذه الجملة القصيره الآمره ..
-لا تذهب الى عملك هذا اليوم وتعال إليّ-
إبتسم إبتسامه جانبيه ساخره وهو يقول: حقاً ..؟! وبصيغه آمره ووقحه كشخصيته تماماً .. لكن لحضه هل يضن بأني سأستمع إليه ..؟! لستُ عاملاً لديه ..
رمى هاتفه بلا مُبالاه وهو يقول: لن يموت لو لم أذهب .. وأيضاً سيكون هذا جيداً حتى يعرف المرة القادمه كيف يطلب بإحترام ..

هذا ما قاله .. لكنه خلال نصف ساعه كان بالفعل قد غادر الجامعه متجهاً إليه ..

***











3:30 PM



نفخت وجنتيها بشيء من التأفف وإحتضنت رجليها الى صدرها أكثر وهي تهمس بملل: ما العمل ..؟! لما لم أرفض وقتها ..؟!
تنهدت بعمق وهي جالسة فوق سريرها وإلتفتت تنظر الى النافذة التي قامت مُسبقاً بفتحها على مصراعيها وتأملت تلك الشمس البارده بعينينها العسليتين ..
أمالت رأسها بهدوء على رُكبتيها وعيناها لا تزال تتأملان تلك الشمس التي على الرغم من ذُروة الوقت إلا أن شعاعها كان بارداً ..
سرحت بخيالها وهمست تقول: أهلي .. ماذا يفعلون بمثل هذا الوقت ..؟! أتُراهم يتأملون الشمس مثلي ..؟! أم أنهم تحت تراب الأرض أمواتا ..؟!
سالت الدموع على وجنتيها ..
لم يكن الإشتياق لهم هو السبب .. بل هذا من تأثير الشمس الذي بقيت تتأملها ضوئها بدون أن ترمش ..
إعتدلت في جلستها وبدأت بتجفف دموعها وهي تقول: آآه من الخطأ تأمل الشمس كُل هذا الوقت .. إنه يؤذي العين ..
طُرق الباب فأرجعت رأسها بسرعه على المخده قبل أن يُفتح وتُطل منه مُدبرة المنزل تقول بتساؤل: آنسه ..؟!
تظاهرت آليس بالنوم فهمست المُدبره مُجدداً: آنسه ..
لم تُجبها وإستمرت بتظاهُرها فأمالت مُدبرة المنزل شفتيها وعندما أرادت العوده وإغلاق الباب أوقفتها يد شاب عاود فتح الباب يقول: ماذا هُناك ..؟!
إلتفتت المُدبره الى جته تقول: السيد إدريان ..؟!
تعرق وجه آليس رُغماً عنها في حين أجابت المُدبره على سؤاله سابقاً تقول: الآنسه نائمه .. أضنها مُتعبه فهي لم تنزل لتناول الطعام قائله بأنها تشعر ببعض التعب ..
رفع إدريان حاجبه بعدها دخل الغرفه يقول: وهل المُتعَب ينام في غرفة حاره هكذا ..؟! زجاج النافذه مفتوح وأشعة الشمس ملأت المكان ..
إلتفت الى جهة آليس مُكملاً: ومع هذا هي تتلحف بالبطانيه .. أهي مجنونه ..؟!
تقدم منها يقول: هيه آليس .. ما نوع تعبك ..؟!
لم تُجبه وقررت إستكمال تظاهرها بالنوم ..
وضع يديه في جيبه وهمس: قالت لي بالأمس بأنها ستذهب معي .. يبدو بأنها لن تستطيع ..
نقل نظره في الغرفة قليلاً بعدها عقد حاجبه وإلتفت الى المُدبره بطريقةٍ حاده يقول: لما هي في هذه الغرفه ..؟!!!
نظرت إليه المُدبره ماري بهدوء قبل أن تُجيب: وما الخطأ ..؟! كُف عن ذلك عزيزي ..
شد على أسنانه قليلاً بعدها ظهرت تعابير اللا مُبالاه على وجهه وخرج هامساً: فليكن .. لا أهتم ..
بقيت ماري واقفةً في مكانها لفتره بعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها ..
فتحت آليس عينيها وهمست: نعم جيد .. إستطعتُ تجنب الخروج معه ..
تنهدت وجلست وعاودت ضم قدميها الى صدرها مُكمله: لا أعلم لِما .. لكني بحق لا أُريد الخروج .. أعني .. نعم هو مُغني ومشهور كما يبدو ولكن ... لا اعلم .. الوضع مُربك بالنسبة لي .. اشعر بأني مُقيده ولا أستطيع فِعل أي شيء .. هل لأني أعيش الآن في منزل أحدهم ..؟! رُبما ..
رفعت عينيها تنظر الى الأمام فأمالت شفتيها ونظرت في أرجاء الغرفة قائله: ثُم ما حكاية هذه الغرفه حتى أبدى ذاك الشاب عدم رضاه في مكوثي فيها ..؟!
إبتسمت إبتسامة صفراء وهمست: نعم .. بالتأكيد لديهم العديد من الأسرار والمشاكل .. كُل العوائل هكذا ..
سمعت صوت سيارةٍ قد تم تشغيلها للتو ..
مدت رجليها ونزلت من فوق السرير ونظرت عبر النافذه ..
إنها لا تفتح على مُقدمة المنزل لكن من مكانها تستطيع رؤية تلك السيارة البيضاء مفتوحة السقف موقوفةً بداخل ساحة المنزل بالقرب من زواية المنزل ..
رأت الشاب وهو يُغلق باب السياره ويضع أغراضه بجانبه ..
رفع رأسه الى جهة نافذتها فصُدمت وعادت بجسدها الى الوراء بسرعه .. ثواني حتى سمعت صوت تحرك السياره ..
أخذت نفساً عميقاً بعدها إلتفتت ونظرت الى الغُرفه ..
تقدمت وفتحت الدولاب الكبير فعقدت حاجبها عندما رأته فارغاً تماماً ما عدا بعض العلّاقات المتساقطه في أرضية الدولاب ..
أغلقته وفتحت الذي بجانبه والذي يحوي على أرفف للملابس التي تحتاج الى طي ..
رأته هو أيضاً فارغاً ما عدا منشفة صغيره وسماعات للهاتف وقديمه وهناك بعض القطع البلاستيكيه هنا وهُناك ..
رفعت رأسها لأعلى الرف فوجدت صندوقاً خشبياً قديماً ..
حاولت اللحاق به ولكنه كان بعيداً ..
أمالت شفتيها بإمتعاض بعدها تعجبت وهمست لنفسها: وما شأنك لتُفتشي فيما ليس لك به شأن ..؟!
تنهدت وأغلقت الدولاب بعدها عاودت الجلوس على سريرها ..
نظرت الى الأباجوره العمليه التي بجوار سريرها فوق كومدينةٍ صغيره ..
مدت يدها وفتحت الدرج الأول فوجدت كرتون منديل .. أغلقته وفتحت التالي فوجدت دفتر وبرواز صوره ..
سحبت البرواز ونظرت الى الصوره التي بداخله فكانت لطفل في السادسه من عُمره متجهم الوجه يجلس على كُرسي يكبره كثيراً ..
إبتسمت وهمست: لطيف .. يُشبه إدريان كثيراً .. أُراهن بأنها صورته عندما كان طفلاً ..
أعادت الصوره وسحبت الدفتر وقلّبت فيه فرأت العديد من الرسومات الطفوليه القديمه ..
بدأت تُقلّب الصفحات بهدوء والإبتسامة على شفتيها تنظر الى هذه الرسومات اللطيفه ..
كانت لطيفه وطفوليه للغايه .. رسمة لدُب وحوله العديد من النحل ..
ورسمةٌ أُخرى لغزال يعبر النهر .. وثالثه لطيور بين الشجر ..
كفكره فهي أفكار جميله ولكن الأداء كان سيئاً ..
هذا طبيعي لطفل ..
عقدت حاجبها بتعجب عندما رأت رسمة تبدو لأرنب مُضجّع بدمائه ..
قلبت الصفحه وإذ بصورةٍ أكثر غرابه لساحرةٍ طائره على مكنسة صفراء وحولها العديد من الخفافيش بأعين حمراء ..
فتحت الصفحة التاليه فإذ هي لشبح أبيض بفتحتي عين سوداء والظلام الحالك من حوله ..
ماذا ..؟! الرسومات تزداد غرابه ..
أغلقت الدفتر وهي تنظر في أرجاء الغرفه وهمست لنفسها: أُخمن بأنها كانت حُجرة إدريان عندما كان طفلاً لهذا بدى غير راضٍ بإستعمالها ..
أعادت الدفتر وبرواز الصوره ثُم أغلقت الدرج قائله: هيّا كُفي عن التدخل بأمورهم الخاصه ..
تنهدت وهمست: على أية حال إنه اليوم الثاني وكُل ما رأيته هو ولدها إدريان .. أخبرتني بأن لديها آخران .. أين هُما ..؟! حتى هي منذ يوم أمس لم أراها ..! وهل لديها زوج أم ماذا ..؟! المنزل مهجور بحق ..!
فُتح الباب في هذه اللحضه فصُدمت وإلتفتت إليه ..
دخلت الى الغرفة إحدى الخادمات وإبتسمت عندما رأت آليس قائله: سمعتُ بأنك مُتعبه لهذا أحظرتُ بعض الشوربه الساخنه بجانب كوب ماء وحبتا مُسكن ..
ضحكت آليس قائله: ههه نعم مُحقه .. أشعر بتعب شديد وقد كُنتُ للتو عائدة من دورة المياه ..
جيد .. إستطاعت أن تُبرر سبب أنها مُستيقظه وليست نائمه كما كان ينبغي ..
تقدمت الخادمه ووضعت الصحن قائله: أرى ذلك .. يبدو بأنك لم تتعافي جيداً من الحادث ..
إعتدلت في وقفتها وإبتسمت مُكمله: تفضلي وتناولي طعامك عزيزتي ..
إبتسمت لها آليس حتى خرجت الخادمه من الغرفه ..
تنهدت آليس ونظر الى الطعام لفتره قبل أن تهمس لنفسها: على ذِكر الحادثه .. هُناك أمر يشغل بالي ..
صمتت قليلاً بعدها قالت بشيء من الإستنكار: هل حقاً لم يجدوا معي أي شيء ..؟! حتى لو كان مُجرد ورقة أو منديل ..!!

***










5:30 PM


على الرُغم من أن الشمس شارفت على الغروب وإشعاها البرتقالي منتشر بالأرجاء إلا أن هذا المكان ....
لا تدخله نقطة ضوء واحده ..!

مشي بهدوء ورزانة تامه على رُخام الصالة الواسعة المظلمه والتي كانت تُشبه الشطرنج بألوانها ..
حجر رُخام أسود بجانب آخر أبيض بجانب واحد أسود يليه أبيض آخر وكأن المكان حقاً لم ينقصه سوى بيادق اللعب بجانب الفُرسان الحامون للملك والوزير ..!
وقف أمام تلك المكتبة التي حُفرت بالجدار بشكل جذاب ومُتقن قد كلّف الكثير بالتأكيد ..
أرفف قد صُفّت فيها أنواع من الكُتب وخاصةً الكُتب الأدبيه وكُتب الفنون ..
وأرفف أُخرى قد إزدانت بالدُمى الصغيره ثقيلة الحجم منها الراقص ومنها الأنيق ولكن الأغرب كانت دُمى عجيبة الشكل ..
أحداهن على شكل عنكبوت متعلقة شباكه به وأُخرى دمية ترتدي فستان زاهي لكن الدمية ما كانت سوى هيكل عظمي فقط .. ودمية أشبه بأرنب مفقوء العين والعديد من هذه الأنواع التي تدل على غرابة مالكها ..
والرف الأخير كان مليئ بالصناديق منها صناديق المجوهرات الفخمة وصناديق الموسيقى وصناديق أشبه بحصالة نقود وصناديق زُجاجيه تكشف ما بداخلها والعديد منها التي كانت مصنوعة على الطِراز الروسي العتيق ..
وآخر الرف في الجهة اليُسرى كانت توجد عدة دُمى الباتريوشكا القديمه ..
كُل مافي هذه المكتبه كان يبدو قديماً وكأنه يعود الى بدايات القرن التاسع عشر ..
مالك هذا المكان بالتأكيد يمتلك شخصيه غريبه ..

أمسك بأحد الصناديق المستطيله والتي كان حجمها يقدر عشر سانتي مترات طولاً وخمسة إرتفاعاً ..
حملها وإتجه الى أريكة وجلس عليها واضعاً الصندوق على الطاولة الزجاجيه الصغيرة التي بجانبه ..
وبيده الأخرى كان يُمسك طوال الوقت بكيس كرتوني وضعه بجانب الصندوق وبدأ بإفراغ ما فيه ..
نظر بهدوء الى المحفضة التي كانت ملطخة بالرمال بعدها أخرج منديلاً قُماشياً من جيبه وبدأ بتنظيفها بهدوء ودقه ..
فتحها وسقطت عيناه على بطاقة الهويه التي تعود لفتاة في العشرين من عُمرها ذات شعر قصير وبُني اللون وعينان هادئتان عسليتان وعميقتين للغايه ..
نظر الى صورتها مُطولاً بعدها أكمل تنظيف المحفضة من الداخل وحالما إنتهى فتح الصندوق ووضع المحفضة فيه بهدوء ..
أخذ قلادةً كانت من محتويات الكيس الكرتوني ولكنها لم تكن مُلطخة بالرمل وحسب .... بل ببعض قطرات الدم أيضاً ..
نظفها بهدوء .. وواجه بعض الصعوبة فقطرات الدم عُمرها ثلاثة أسابيع تقريباً لذا لم يكن من السهل إزالتها .. وفعلاً لم يستطع من إزالتها كُلها ..
فتح القلادة ونظر الى صورة الطفل الذي بداخلها والذي كان يُشبه الى حد ما الفتاة نفسها التي في المحفظه .. وبعدها بدأ بتنظيف القلادة جيداً من الداخل أيضاً ..
وضعها بجانب المحفضة بترتيب تام ثُم ألحق بهما بعض الأوراق بعدما وصل الى الغرض الأخير والذي كان صورة فوتوغرافيه ..
نظر بهدوء إليها حيث أنها بالتأكيد تعود الصورة لفتاة معها بعض من أصدقاء دراستها ..
تأملها لفتره وخصوصاً الى شاب كان فيها وبعدها ......
حالما إنتهى من تنظيفها وضعها بالصندوق وأغلقه بعدها بإحكام تام ..
وقف بهدوء وتقدم من الأرفف وأعاد الصندوق الى مكانه وكأنه لم يُحرك قط ..
حمل كيسه الفارغ وغادر المكان الذي بالكاد يعرفه آخرون غيره ..
غادر .. غير آسفٍ على فِعلته ..
فِعلته التي حتماً ستوصل حياة هذه الفتاة ....
الى الهاويه ..






- Part End -





 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:21 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-15-2020, 10:04 PM   #4
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






ـ PART 2 ـ



1:40 am

تحت السماء المُظلمه ..
أسوار حديدية مُرتفعه ومُدبدبة من الأعلى تُحيط بهذه الحديقة المليئة بالأشجار الشائكه ذات الأوراق الجافه والتي نجحت ببراعه في إخفاء ذاك المبنى المُستطيل الشكل والذي يبدو أشبه بكراج ضخم للسيارات ..

بداخل المبنى ..
الحديد والصناديق المتعددة الأنواع والأحجام مُنتشره هُنا وهُناك تُغطيها الأتربه وبعض آثار مرور الفئران والقطط ..
عود ثِقاب بدد الظُلمه وإقترب من فمه ليُشعل سيجارته الثالثه على التوالي ..
رماه أرضاً بعدها لينطفئ من فوره أمام هذا الرجل المُتهالك على هذا الكُرسي الخشبي الوحيد في المكان ..
بدأ يُدخن سيجارته ببطئ وعيناه تُراقب هذا الرجل المُقيد بإحكام والذي يبدو بأنه لم يستعد وعيه بعد ..
أطلق بعدها تنهيدة طويله وهو يهمس: تأخر أكثر مما يجب ..

إنعقد حاجبيه وفتح عينيه للحضه ولم يرى أمامه سوى رجليه ..
ماذا ..؟! ماذا حدث ..؟!
بدأ يستعيد ذاكرته شيئاً فشيئاً ..
خروجه من العمل ... ذهابه الى الملهى .. تناوله للكثير من الشراب .. مُساعدة أحد له للذهاب الى السياره بعدها ....
إتسعت عيناه من الصدمه ..!
رفع رأسه ونظر الى الشاب الطويل الذي يستند بكُل هدوء على العامود الذي أمامه ..
إنه الشاب نفسه .. صاحب العينين السوداوتين والشعر الأسود الطويل الذي يربطه بإهمال الى الخلف وتلك الأقراط الفضيه التي تملأ أُذنه اليُسرى ..
زاد إتساع عينيه وإكتسح الرُعب ملامح وجهه ..
إنها نهايته ..!!
إنها نهايته بكُل تأكيد ..!
إنتفض جسمه بكُل رُعب عندما وجّه الشاب نظره إليه ..
إبتسم الشاب وأبعد السيجاره عن شفتيه هامساً: إستعدت وعيك ..؟!
تصبب العرق من جبينه وهز رأسه بالنفي لا إيرادياً ..
لقد فهم الوضع الذي هو فيه .. فهمه بكُل سهوله ..
وهذا الوضع هو الأسوء ..!
نهايته بالتأكيد قد حلّت ..
رفع الشاب حاجبه وبعدها إلتوت شفتيه بإبتسامه ساخره وهو يقول: أفترض بأنك عرفتني ..؟!
بلع الرجل ريقه وحاول قدر الإستطاع أن يستجمع شجاعته وثقته وهو يقول: أنت .... من طرف ريكس ..!
ضاقت عينا الشاب بخُبث وإبتسم قائلاً بهمس: ذكي ..
إرتعش الرجل بخوف فقد حصل على تأكيد لشكوكه التي لم يتمنى حدوثها ..
بعدها رفع الشاب قدمه ووضعها على رُكبة الرجل الذي تآوه من الألم ..
وضع الشاب يده على ركبته ونظر الى وجه الرجل هامساً: ألديك شيئاً لتقوله ..؟!
بلع الرجل ريقه وهو ينظر الى الشاب الذي على الرُغم من ملامحه الجذابه إلا أنها حاده للغايه ومن السهل صنع وجه مخيف بها كالذي يراه الآن ..
إبتسم الشاب يقول: أنا أملّ بسرعه .. وعندما أملّ أتصرف تصرفات متوحشه ..
جمع الرجل شجاعته وتحدث بصوته الذي لم يستطع إخفاء نبرة الإرتجاف منه: لو تأذيت فلن تنجو لا أنت ولا ريكس أبداً ..!! لذا أنصحك بأن تجعل الأمر ينتهي عند هذا الحد ..
ظهرت علامات التعجب على وجه الشاب وهو يقول: "عند هذا الحد" ..؟! ولكني لم أبدأ بعد ..!
إضطرب الرجل أكثر ولكن تهللت أساريره فجأه عندما أتته هذه الفكره وقال بسرعه وبإبتسامة إقناع: كم دفع لك ..؟! سأدفع لك أكثر صدقني .. سأدفع خمس آلاف دولار .. لا بل عشره .. سأُضاعفها الى عشرون لو أردت ..
إبتسم الشاب وهمس: أنت تعرفني يا عزيزي .. خمس آلاف دولار ليست ثمن قتل ذُبابة حتى بالنسبة لي .. أتُريد أن تشتريني بمبلغ أعلى مما دفعَه ريكس ..؟!
إتسعت إبتسامته وأكمل: قدّم لي مائة ألف دولار ..
إتسعت عينا الرجل بصدمه فأكمل كلامه بسخريه: أوليس هذا ثمنٌ بخس مُقابل حياتك ..!
تجمدت الدماء في عروقه .. مُقابل حياته ..؟!!!
هل هذا يعني .....؟!
أطلق صرخة ألم دوى صوتها وصداها في هذا المكان الكبير والمُغلق حالما غُرزت سكين حاده في كتفه الأيسر ..!
بدأ يتحرك بشكل شبه مجنون من شدة الألم فأخرج الشاب سكينه ولوح بها بجانبه لتسقط قطرات الدماء على الأرض ..
قال بعدها بهدوء وبرود: أين لُعبتك التي تُخبئها ..؟!
لم يستطع الرجل أن يُجيبه على الفور فلقد كان الألم شديداً وأرهق هذا حتى قُدرته على الكلام ..
قال بعد ثواني بنفس متقطع: بالخزانه رقم 67 .. قسم الأمانات .. بالمكتبه المركزيه التي تبعُد ... شارعين عن المصنع ..
إبتسم وهمّ بفعل أمرٍ ما لكنه تراجع ..
إستقام واقفاً وأخرج سيجارته وبدأ بإشعالها وهو يُسند ظهره على العامود الذي خلفه ..
أخذ نفساً عميقاً بها ثُم نفثها بكُل هدوء ..
تحدث بعدها قائلاً: زميل لي في عالم الجريمه .. مر بموقفٍ مُشابه لموقفنا هذا .. بل كان أكثر أهميه بكثير .. أخبرتُه رهينته عن مكان تلك الملفات التي تعني النهاية بالنسبة له لو خرجت للعامه .. قام بقتلها فوجودها حيه خطر كبير على حياته ..
نظر إليه الرجل وهو لا يزال يتنفس بشكل مُتقطع ويقول بداخله: "وما شأني أنا بقصصك هذه !!!"
أكمل الشاب غير آبه بنظرات الرجل: إتجه مُباشرة الى المكان المحدد وهو يتنفس الصُعداء فأخيراً سيرتاح بعد قلق دام لسنة كامله فتلك الملفات حقاً حقاً كانت تعني النهايه .. ولكن .... كانت رهينته تكذب ..
دُهش الرجل في حين راق للشاب دخوله في الأحداث فأكمل: لقد تم قتل الرهينه .. الرجل بالفعل مات .. كذب عليه وجعله في معمعة لا نهاية لها .. فلا أحد مُطلقاً يعرف عن مكانها سواه هو والذي بذكاء قرر الكذب بما أنه لا مناص من الموت على يديّ هذا المُجرم .. مرت على هذه القصه العديد من السنوات وزميلي هذا ما زال يبحث كالمجنون عن تلك الملفات ولم يستطع أن ينام براحه ولا لليله ..
توقف عن سرد قصته بعدها إبتسم وقال: هذه القصه لا علاقة لها أبداً بما يحدث هُنا ..
إمتعض وجه الرجل ببعض الإستياء المصحوب ببعض علامات الألم الواضحه على وجهه في حين قال الآخر: كُل مافي الأمر أني منذ سماعي لهذه القصه وأنا لا أقتُل رهينتي أبداً قبل التأكد من وجود ما أُريد في المكان الذي أخبرتني به ..
إعتدل في وقفته وتقدم من الرجل ..
إنحنى بعد أن سحب نفساً عميقاً من سيجارته وقال بإبتسامه: لهذا لك فترة وجيزه للتفكير بحياتك حتى أتأكد من الشريط الذي أُريده .. بعدها سآتي لأُلقي عليك تحيةً أخيره ..
ونفث بعدها الدُخان في وجهه وإعتدل واقفاً وتعلو شفتيه إبتسامه ملتويه وخبيثه وهو يستمع الى سُعال الرجل ..
إلتفت وخرج من المكان مُتجاهلاً صراخ الرجل وهو يُلقي عليه وابل من العروض المُثيره والتي إنتهت بترجيه لتركه يعيش ..
ولكن هذا الترجي لم يطول فلقد أُغلق الباب وإنقطع صوته تماماً ..

***











20 Desember
4:20 pm


إنتهت من إرتداء ما أُعطي لها من ثياب ..
بنطال جينز طويل وضيق رماديّ اللون وقميص أبيض أنيق من الشيفون مع وشاح خفيف لفّته على عُنقها ثُم أخرجت خُصلات شعرها القليله والقصيره من تحته وأسدلته بكُل أريحيه ..
إرتدت القبعة الصوفية الرمادية اللون التي غطت مُقدمة رأسها وأُذنيها ولم يتبقى من شعرها سوى تِلك الخُصلات التي لا يتجاوز طولها حد كتفيها ..
تنهدت وتقدمت من المرآة لتُلقي نظرةً عامه على شكلها ..
حدثت نفسها قائله: يبدو بأن هذه الملابس تعود لإبنتها التي حتى هذا اليوم لم أُقابلها قط .. قالت بأنها تملك ثلاثة أبناء وعلمتُ من حديثها بأنها مُتزوجةٌ أيضاً وزوجها على قيد الحياة .. فلما إذاً لم أُقابل سوى إدريان هذا ..؟! أين البقيه ..؟! هل من المُمكن بأن والدهم مثلاً قرر السفر فذهبوا معه بينما بقي إدريان من أجل عمله ..؟!
هزّت كتفيها بعدها توقفت عن التفكير بالأمر وبدأت تنظر الى نفسها ..
لأول مرة تستوعب بأن آخر مره وقفت لتتأمل مظهرها كان في آخر يوم لها بالمُستشفى ..
أخذت تُفكر بالأمر بشكل أعمق .. ما السبب الذي دعاها تنسى هذا ..؟!
إنها مُتفرغة دائماً ولا عمل لها سوى النوم والأكل فلما ..؟!
هل السبب يعود لأنها قبل أن تفقد ذاكرتها كانت تكره مثل هذه الأمور الخاصة بالفتيات كالتزيين المُستمر وتأمل الوجه كُلما تم المُرور بالمرآه ..!
فترة صمت حلّت عليها قبل أن تبتسم وهي تقول لنفسها: كُفي عن المُبالغه وربط كُل تصرف بشخصيتك السابقه ..
أخذت المعطف السُكري الذي يصل الى منتصف فخذها وإرتده وهي تخرج من الغرفه ..
نزلت الى الدرج فهذا اليوم سوف تذهب مع الشقراء الجميله جينيفر للسوق ..
أصرت عليها جينيفر بالنزول الى السوق وشراء كُل ما تحتاجه من ملابس وأدوات تزيين ومُكملات أُخرى ..
قالت لها بأنك قد تمكثين أكثر ولابد بأن تسدي حاجتك من كُل شيء ..
إبتسمت وهمست لنفسها: إنها طيبه للغايه .. أحسد إدريان والبقيه على أُمٍ مثلها ..
خرجت فإذ بجينيفر كانت للتو قد إستقلت السياره فتقدمت وجلست في الخلف بجانبها وهي تقول: أعتذر على تأخُري ..
إبتسمت لها جينيفر تقول: لا لم تتأخري قط ..
صعد السائق وجلست بجانبه إحدى الخدم والتي ستتكفل بحمل المُشتريات في السوق ..
تحركت السياره وخرجت من سور المنزل وشقت طريقها الى المكان المقصود ..

ألقت آليس نظرة خاطفه الى جهة جينيفر وهي بحق مُنبهرة من جمالها وأناقتها في كُل شيء ..
من يراها لن يُصدق بأنها تملك ثلاثة أبناء أصغرهم يدرس بالجامعه ..!
تسائلت في نفسها هل زوجها أيضاً يبدو صغير السن أو لا ..؟!
هل عندما يذهبان مع بعضهما يضنونهم الماره متزوجان أو أب يخرج مع إبنته ..؟!
إبتسمت ضاحكه على التخيل الأخير بعدها تسائلت عن إبناها الآخران ..
إدريان كان بغاية الوسامه وقد ورث كُل الصفات الجيده من والدته - هي أصلاً لا تملك أي عيب - !
تسائلت عن شكل إبناها الآخران ..؟! هل هما بمثل جمالها أم أن الجينات الجيده لم تُحالفهما حظاً ..؟!
نظرت الى جينيفر قليلاً بعدها قالت: امم لم أُقابل بقية العائله .. إدريان فقط من رأيته .. فماذا عنهم ..؟! هل هُم مُسافرون ..؟!
إبتسمت جينيفر تقول: ماذا ..؟! مُستحيل .. هذان الإثنان الوحيدان الذان لا يُمكنهما السفر بسهوله ..
أبعدت الخصلة الشقراء التي سقطت على وجهها وأكملت: إبنتي الصُغرى طالبةٌ جامعيه وهذه سنتها الأولى في تخصصها الجديد لذا لا يُمكنها السفر بل التركيز على الدراسه لكي تثبّت الاساسيات العامه بقسمها .. والآخر هو الإبن الأكبر لذا هو منشغلٌ كثيراً مع والده في إدارة شؤون العمل ..
هزّت رأسها بتفهم ولكن لم تستطع منع فضولها فقالت: وهل هذا سبب كافي لتغيبهم الطويل عن المنزل ..؟!
ما إن أنهت جملتها حتى إستوعبت بأنها لم تستعمل الكلمات المُناسبه لتسأل سؤالها ..
بل إن الكلمات التي إختارتها ... جعلتها تبدو وكأنها سُخريه أو إستنقاص ..!
ظهرت الصدمه على وجهها بعدها تداركت الأمر بسرعه تقول: لا لم أقصد أن أسأل بهذه الطريقه الوقحه .. أعتذر و...
قاطعتها جينيفر تضحك وتقول: أنتي مُمتعه ..! لا بأس لا ألومك فالأمر بحق يبدو غريباً بالنسبة لك ..
توقفت السياره وترجل السائق منها فاتحاً الباب فنزلت جينيفر وهي تقول لها: سأشرح لك الأسباب لاحقاً فلدينا مشوار طويل لهذا اليوم ..
إبتسمت آليس وهي تتأملها قبل أن تهمس لنفسها: طيبه ومُتفهمه .. أتمنى لو تكون أُمي ... أُماً رائعه مثلها ..
تنهدت بضيق ونزلت هي الأُخرى من السياره بعدها دخلتا الى هذا المُجمع الضخم والذي يحتوي على شتى أنواع مراكز الملابس والمُستلزمات الأُخرى ذات الماركات العالميه الشهيره ..
دخلت تنظر حولها بإنبهار فكُل شيء هُنا مُلفتاً للنظر ..!
الأضواء المُختلفه حيثُ لكُل جهة ألواناً خاصةً بها لتُعطيها مظهراً مُميزاً أو لأنها الأضواء التي تُمثل ألوان ماركتهم ..
هذا غير عن تلك اللوحات الضخمه المنتشره والمليئه بالإعلانات الجذابه ..
فهُنا إعلان مُثير لعطر نسائي وهُناك إعلان لشركة أفلام تستعرض فيها أحد أهم أفلامهم الناجحه وهُناك ....
توقفت تنظر الى هذه اللوحه الإلكترونيه التي تستعرض صورةً لفتاة تُعلن عن قُرص غِنائي ..
لم تستطع منع نفسها من عدم الوقوف .. الفتاة جذابه ..!
عيناها ساحرتين ذات لونٍ أخضر عميق وشعرها قصير جداً بلون أسود قاتم يتخلله خصلتين أو ثلاث خصلات زرقاء ..
على الرغم من وجهها الصغير إلا أنها تمتلك جاذبيه كبيره ..
جينيفر: ماذا تفعلين ..؟!
إستيقضت آليس من تأملها الطويل ونظرت الى جينيفر تقول: آه أعتذر .. جذبتني هذه الفتاة فنسيت نفسي ..
نظرت جينيفر الى الفتاة فإبتسمت تقول: آه إنها كاتالين .. آيقونة جمال مؤوسسة WRPG الترفيهيه .. مُغنيه ومُمثله وعارضه ..
أكملت قبل أن تُكمل مشيها: بالمُناسبه هي في ذات المؤسسه التي ينتمي إليها صغيري إد ..
عقدت آليس حاجبها قليلاً بعدها لحقت بها عندما إستوعبت بأنها تقصد إدريان ..
بقيت تمشي بجوارها وهي تقول: مُغنيه ومُمثله وعارضه ..! يالها من مواهب من الصعب أن يجمعها الفنان مرةً واحده ..
جينيفر: نسيت أن أضيف بأنها تُجيد الرقص لذا هي من تؤدي الرقصات في كليباتها ولا تحتاج الى راقصات رئيسيات سوى بعض المُساعدات .. إنها نادره والكثير من المؤسسات ترغب حقاً بضمها إليها .. ولكن من ظفر بها هي WRPG ..
هزت آليس رأسها وهي تنظر الى اللوحة التي إبتعدوا عنها كثيراً ..
في إعلانها عن قرص الموسيقى ... هل يُخيّل لها بأن تلك الفتاة غامضه وكئيبه أم أنها الحقيقه ..؟!
لا تدري .. رُبما في هذا الإعلان حرصت المؤسسه على تُعطي هذا الطابع ليتناسب مثلاً مع أغاني الألبوم الذي تُعلِن عنه ..
إضطُرت بعدها التوقف عن التفكير في هذا الأمر بعدما دخلوا الى أول محل ملابس وإنشغلت بعدها كثيراً ..
لأكثر حتى من أربع ساعات ..!

***











5:55 pm


شركة WRPG الترفيهيه ..
جلس على الأريكة الكبيره بداخل الإستديو وزفر بتعب بعد أن أنهى لتوه تسجيل مقطع من أُغنيته الجديده ..
تقدمت منه إحدى الفتيات وناولته كوب ماء فأخذه وشربه على دُفعات ..
نظر الى الرجل البدين الذي يجلس أمام العديد من الشاشات المليئه بالتردادات الصوتيه وسأله: كيف كان ..؟!
إبتسم الرجل وعدّل من نظارته الطبيه يقول: لقد كان أدائك أفضل من الأمس بكثير .. عليك أن تكون هكذا دائماً إدريان حتى لا تُتعب نفسك بإعادة التسجيل أكثر من عشرات المرات ..
ضحك إدريان وقال: لا أُتعب نفسي أو تقصد لا أُتعبُك ..؟!
ضحك الآخر بعُمق يقول: ذكي كعادتك وهذا ما أُحبه فيك ..
سحب إدريان عُلبة مشروب للطاقه من على الطاوله ورشف منه قليلاً قبل أن يسأل: كم ستأخذ وقتاً حتى تُصبح الأُغنية جاهزه ..؟!
تكتف الرجل قليلاً بتفكير قبل أن يقول: بالوضع الطبيعي رُبما يومان ولكن يُمكنني إنهاؤها مُبكراً لو كُنتَ مُستعجلاً ..
تنهد إدريان يقول: لا لا عليك فلدي تسجيل أُغنيتان أُخرتان قبل أن يكتمل الألبوم .. وأنا حقاً أُعاني من هذا ..
عقد الرجل حاجبه يقول: من ماذا تُعاني ..؟! كُل شيء مُتوفر في الشركه .. وإن كُنتَ تقصد الإجهاد فيُمكنُك أخذ قسطاً من الراحه فعلى أية حال نحن لم نُحدد بعد موعد إصدار الألبوم للعامه لذا لا حاجة لأن تضغط على نفسك ..
هز إدريان رأسه يقول: ليس هذا ما أقصده ..
إمتعض وجهه وأكمل بإنزعاج: بعد إصداري لإلبومين أصبحتُ مزاجياً وصُلب الرأس أكثر مما يجب .. مهما بلغت عدد كلمات الأغاني التي عُرضت علي سواءاً كُتّابها من داخل المؤسسه أو خارجها فأنا لا يُمكنني الإقتناع بأي واحده منهن ..!
خلخل يده في شعره مُكملاً بإنزعاج: ولارك المُزعج يضغط عليّ كثيراً بقوله ككلمات مثل كفاك دلالاً أو كُن جدياً والكثير ..! لما لا يُمكنه فِهم مزاجي ..؟!
تنهد الرجل وقال: لما لا تأخُذ من كتابات لورا ..! أغانيها ذات إحساس عميق ..!
أمال إدريان شفتيه يقول: أراها مُمله ..
الرجل: إذاً ماذا عن كلمات فابريان ..؟! إنه يستخدم العديد من المُصطلحات الدارجه بين أواسط الشباب وهذا ما يجعلها الأقرب لهم ..
أمال شفتيه وأجابه: نعم كلماته جميله ولكن تناسُقها يُزعجني ..
الرجل: إذاً جان ..؟!
إدريان بملل: كلماته تجعلني أشعر بأني أقرأ نثراً أو نصوصاً في كُتب الأدب ..!
مط الرجل شفتيه يقول: لارك مُحق .. أنت مُدلل وكُل أعذارك تدل على هذا ..
إدريان بملل: إني لا أشتكي كي تقف في صفه ..! ساعدني يا رجل ..
تنهد وقال له: لو أنك تترك التسكع المُستمر وتُركز أكثر على عملك لما زاد تفكيرُك المُتمرد هذا .. حسناً لا بأس سأبحث لك عن كاتب أغاني جديد ومُميز .. هل هذا جيد الآن ..؟!
إبتسم إدريان يقول: لهذا أُحبك وأُحب التسجيل عندك على الرغم من وجود من أهم أفضل منك في المُؤسسه ..
ضاقت عينا الرجل يقول: تُجازيني بسخريه ..؟! أهكذا تردُ الجميل ..؟!
ضحك إدريان يقول: يكفيك أني أُحبك ..
قطع حديثهما فتحُ الباب ..
صفر الرجل البدين يقول: أميرتُنا في مكان عملي ..! ياله من تشريف ..
إبتسمت إبتسامه خافته تكادُ لا تُرى وتقدمت مُصدرةً صوتاً عاليا بكعبها الأسود حتى وقفت أمام إدريان والذي إبتسم يقول: ماذا هُناك كاتي ..؟!
وضعت يديها خلف ظهرها تقول: أُحب عندما تُناديني بهذا الإسم ..
إبتسم ووقف فرفعت رأسها الذي بالكاد يصل الى كتفيه في حين إنحنى مُقترباً من أُذنيها وهمس: أنتي مُتفرغةٌ هذه الليله ..؟!
أمالت رأسها قليلاً تقول: آه كثيراً جداً .. لكن إن كان لديكَ شيئاً مُهماً أستطيع تأجيل أعمالي من أجله ..
إلتوت شفتيها بإبتسامه وهي تنظر الى عينيه بطرف عينها وسألت: لذا هل أنت مُصر للغايه ..؟!
إبتسم مُظهراً نابيّ أسنانه وهمس: خبيثه ..! سأنتظرك بسيارتي عند العاشره ..
بعدها تفاداها وخرج فإبتسمت في حين تنهد الرجل البدين وعلق: أحسدُ إدريان على علاقته مع فتاةٍ جميلةٍ مثلك يا كاتي ..
إختفت إبتسامتها فوراً ونظرت إليه بهدوء ولكن بعينين تشُعان حدةً وغضباً ..
إرتعش مُتفاجئاً من نظرتها هذه ولم يعلم ماذا يفعل فهو لا يضن بأنه أخطأ بكلمةٍ واحده ..
إستدارت بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها بقوةٍ تُناقض مظهرها الهادئ والرقيق ..
بلع ريقه وهمس: هل قُلتُ ما يُغضبها ..؟! وااه عليّ تحذير إدريان من التعمق بعلاقته مع هذه المُضطربة الشخصيه ..!
إبتسم بعدها وهمس: سُحقاً لها ..! كيف لها أن تكون بهذا الجمال حتى وهي غاضبه ..؟!


أخرج إدريان هاتفه وتوقف في مُنتصف الممر الواسع والذي يُطل عن يساره على جدار زُجاجي كبير يُطل على المدينه ..
أمال شفتيه مُتعجباً من إتصالها فرد مُجيباً: أهلاً إليان ..
جاءه صوت أُخته التي تصغره بثلاثة أعوام تقول: إد لا تذهب الى منزل ماما لهذه الليله .. أُريد الإختلاء فيه لوحدي ..
رفع حاجبه وإبتسم مُستفزاً: هل تُعاني أُختي من صدمةٍ عاطفيه يا تُرى ..؟!
إبتسمت وردت على إستفزازه قائله: إنها أنا من تُصيب جميع الرجال بصدمات عاطفيه لذا هذا مُستحيل ..!
ضحك إدريان وعلق قائلاً: أُحبك وأنتي تُجيبينني بهذا الشكل ..
إبتسم بعدها وغمز قائلاً: إيلي حبيبتي .. هل تعرفين فتاةً بمثل شخصيتك كي أُواعدها ..؟!
أجابته بنبرةٍ فيها بعض الإستنكار قائله: مثلي ..؟!! إد لما لا تكفُ عن طلب المُستحيل مني ..!! أنا لستُ بساحرةٍ كما تعلم ..!
ضحك قائلاً: صدقيني أنتِ كذلك ..
إليان: وعلى أية حال ألا تملُ من علاقاتك الكثيره ..؟! كيف لك أن تمتلك ذاكرةً لتحفظ جميع الفتيات هكذا ..؟! أحسُدك ..
إبتسم يقول: عليّ ألا أجعل وسامتي تضيعُ هبائاً ..
تنهدت قائله: أنواعك من الشباب هم آخر نوع أُفكر بالإرتباط به .. على أية حال كما أخبرتُك .. لا تأتي هذه الليله الى المنزل ..
وأغلقت بعدها الهاتف فتنهد ونظر الى شاشة هاتفه يقول: كعادتها وقحه .. هههههه أُحبها وهي كذلك ..
وضع الهاتف في جيبه وأكمل طريقه ولكنه توقف قليلاً وقال: صحيح .. إيلي لا تعرف بعد بأمر الفتاة التي تقطن في منزل والدتي ..!
إبتسم بعدها وهمس: يااه يالها من خساره .. سيفوتني العرض المُبهر الذي ستفعلُه صغيرتي إيلي ..

***




 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:43 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-15-2020, 10:06 PM   #5
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






5:10 pm

روتينها أصبح أكثر من مُجرد روتين مُمل ..
وصل الى حد كونه قاتلاً ..!
منذ أن حظرت لهذا المنزل وهي تجلس تأكل تمشي وتنام فيه فقط لا غير ..
مرة واحده خرجت للتسوق مع تلك الشقراء وبعدها لا شيء ..
إنه أشبه بكونه مهجور فأولادها تكاد لا تراهم ..!
بل إن صاحبة المنزل نفسها تكاد لا تراها البته ..!
ماهذا المُجتمع المُمل ..؟!
أصبحت لا تُطيق البقاء فيه أكثر ..
تنهدت بعُمق وهي تجلس على أحد الأرائك المتواجده بالقرب من مدخل الباب وبيدها هاتف محمول جديد كانت قد إشترته لها تلك الشقراء قبل فتره ..
منذ أن فتحته وحتى الآن وهي فقط تدخل الى مُتصفح اليويتوب تُقلب فيه ..
الحسنة الوحيده هُنا هو أن سرعة الإتصال لديهم رائعه ..
أوقفت المقطع المُضحك الذي كانت تراه عندما شاهدة مُدبرة المنزل تمشي مارةً من أمامها ..
نادت عليها قائلاً: لحضه ..
إلتفتت إليها المُدبره وقالت بهدوء: نعم ..؟!
أمالت آليس شفتيها فبحق هذه المُدبره تُزعجها كثيراً ..
إسلوبها مُحترم ولكن من الواضح أنه مُبطّن بالكثير من الوقاحه ..!!
إبتسمت وقالت: هلّا سألتُك بعض الأسئلة إذا سمحتي ..؟!
المُدبره بهدوء: تفضلي ..
مطت شفتيها .. هاهي تفعلها مُجدداً .. تتحدث بإحترام مُبطن بوقاحه ..
حاولت تجاهل هذا وهي تقول: الإبن الأوسط فنان لهذا أستطيع أن أقول بأنه من الصعب عليه أن يكون دائماً في المنزل .. لكن ماذا عن الآخران ..؟! الإبن الأكبر والإبنة الصُغرى ..؟! ما عملها حتى لا أراهما سوى مرة واحده فقط ..؟!
بقيت المُدبرة تنظر إليها لفتره فهمست آليس بداخلها: "إن تجاهلتي الإجابه فلن أغفر لك ..!! هيّا فأنا أُحاول أن أكون لطيفة معك فقط من أجل السيدة جينيفر" ..
المُدبره بهدوء: الإبن الأكبر يعمل في إحدى فروع شركات والده .. والصُغرى في سنتها الثانية من الجامعه ..
رفعت آليس حاجبها تقول: أعرف هذا الأمر ..!! لكن فترة عملهما ودراستهما تكون في الصباح فلما لا يأتيان في المساء وينامان هُنا ..؟! ما الذي يمنعهما ..؟!
المُدبرة: إذا .. هل تُريدين مني إرغامهما على الحضور هُنا كُل يوم ..؟!
تفاجأت آليس وقالت بسرعه: لا ليس هذا ما قصدته ..
المُدبره: حسناً .. أستميحك عُذراً ..
بعدها إلتفتت وغادرت .. تنهدت آليس وهمست: تُزعجني بحق ..
فتحت هاتفها وعاودت إكمال المقطع وهي تُكمل: لن أسألها عن شيء مُطلقاً ..
إنتهى المقطع الذي من المُفترض أن يكون مُضحكاً وهي لم تبتسم حتى ..!
رمت الهاتف بجانبها بملل بعدها وقفت وقررت الخروج الى الحديقة تُراقب غروب الشمس فهذا أفضل ..
فتحت الباب وخرجت مرتديةً حذائاً منزلياً زهري اللون يُناسب لون فستانها الهادئ الذي يصل الى مُنتصف ساقها والذي كان من أحد الملابس التي إشترتها لها جينيفر بالأمس ..
تكتفت تمشي بالحديقة .. لم تكن كبيره ولكن في الوقت ذاته لم تكن صغيرةً أيضاً ..
كانت مُرتبه .. مليئة بأنواع من الشُجيرات والورود التي تم الإعتناء بها جيداً ..
ومن بينها صخور وُضعت للمُشاة تمر بشكل سلس بين كُل هذه الأنواع ..
وبالجهه اليُمنى للحديقة كانت الأرضية مستويه لعبور السيارات حتى وصولها أمام باب المنزل مُباشرةً ..

إبتسمت وهمست لنفسها: المكان مُبهر .. للحضه أتمنى أن أملك منزلاً كهذا حقاً ..
تنهدت بعدها أكملت: كيف كان منزلي ..؟! هل هو جميل هكذا ..؟! أم أني أنحدر من أُسره فقيره ..؟!
وهاهي التساؤلات عادت لتغزو تفكيرها مرة أُخرى ..
مهما حاولت أن تتجنبها تأتيها من حيث لا تعلم ..
هزت رأسها مراراً لتُبعد هذه التساؤلات التي تُقلقها كثيراً وقالت لتُغير الموضوع: ألا يملكون بعض الحيوانات الأليفه ..؟! كالقطط أو الكلاب مثلاً ..؟!
شعرت بإنزعاج كبير عندما أتاها تساؤل في رأسها يقول / هل كُنت أملك حيواناً أليفاً من قبل ..؟!
لما يحدث هذا معها ..؟!
إنها تُحاول تجاهل التفكير بشأن حياتها قبل أن تفقد ذاكرتها فلما لا تستطيع ..؟!
هذا يُتعبها حقاً .. هي لا تُريد ولكن لا يُمكنها ذلك ..!
توقفت عن المشي تدريجياً وهمست لنفسها بشيء من الدهشه: ولكن ..... لما أنا لا أُريد ..؟! لما أرفض التفكير في حياتي الى هذه الدرجه ..؟!
لحضة سكون مرت عليها وهي تتأمل تساؤلها هذا ..
نعم .... لقد أحسّت بهذا ..
بأنها تملك رغبة كبيره بداخلها تجعلها لا تُريد التفكير في ماضيها ..
لما هي أصلاً تملك هذه الرغبه ..؟!
هل السبب حقاً هو الخوف من الإشتياق ..؟!
أو الخوف من طبيعيه حياتها السابقه التي قد تصدُمها ..؟!
نعم .. هذان هما سبباها ..
هذا هو الشيء الذي تخشاه .. الخوف من الإشتياق والخوف من معرفة طبيعة حياتها السابقه ..
بالتأكيد هذه هي الأسباب فهذا طبيعي ..
أي شخص في مكانها سيخاف من هذان الأمران ..
أجل هذا طبيعي .. جداً ..
إتسعت عيناها من الصدمه عندما أحست بدمعة حارقه تشق وجنتيها ..
رفعت أصابعها لتتحسسها ..
لا ..
هذا ... ليس طبيعي ..
هذا ليس هو سببها الحقيقي ..
إرتجفت شفيتها وشعرت بقشعريرة تهز خلاياها بقوه ..
جثت على رُكبتيها وضمت نفسها بيديها ..
هذا الشعور مُخيف ..!
شعور الخوف .... شعور عدم الإحساس بالأمان ..
لما يجتاحها هذا الشعور ..؟!
لما هو يُضيق عليها الخِناق الى هذه الدرجه ..؟!
هذا مؤلم .... جداً ..
: أبي ..!!

إنتفضت للحضه وكأنها إستيقضت من كابوس ما عندما جائها صوتُ شخص يُناديها ..
إلتفتت الى الخلف فإذ هو الحارس العجوز الذي رأته من قبل يحرس البوابه ..
بقيت تنظر إليه بعينيها الجاحضتين قبل أن يُعيد سؤاله مُجدداً يقول: هل أنتِ على ما يُرام ..؟!
بلعت ريقها بعدها إبتسمت بتوتر وهي تقول: أ أجل ..
هز رأسه بإبتسامه حنونه بعدها عاد الى مكانه ..
تبعته بنظرها وهو يبتعد ..
هل كان قلقاً عليها ..؟!
يبدو هذا فلقد ترك مكانه من أجل الإطمئنان ..
وقفت بهدوء ونظرت بعدها الى راحة يديها ..
ذاك الشعور الذي إجتاحها لثواني .... إختفى ..
بقيت تتأمل يديها لفتره قبل أن تهمس: لما هو ..؟! لما هو من بين الجميع ..؟!
ضاقت عيناها بحزن وأكملت: لما ناديتُ على أبي بدلاً من أُمي ..؟!

إنتفضت رُعباً جراء صوت عالي صدر بالقُرب منها ..
إلتفتت الى جهة الصوت تقول: يا إلهي ..!! لقد أخافني هذا ..!
تقدمت من جدار المنزل الجانبي حيث الصوت كان قادماً من منزل الجيران على ما تعتقد ..
نظراً الى المكان .. فالصوت قادم من الجار الذي دائماً ما ترى على بابه صبي يقف أغلب الليالي ..
ما الذي يحدث ..؟!
وصلت الى الجدار الذي كان أطول منها .. تلفتت حولها بحثاً عن أي شيء لتصعد فوقه فشاهدت صف من جرّات خزف فيها بعض أنواع النباتات وعلى ما يبدو فلقد أتت هذه الدُفعة ليتم زراعتها ولكن لم يحدث هذا بعد ..
تقدمت منها وصعدت فوق إحداها مُحاولة تجنب إيذاء النبته فإستطاعت الوصول الى نهاية الجدار ..
تمسكت بنهايته ورفعت جسدها قليلاً فعقدت حاجبها عندما رأت لوحةً كبيره مكسورةٌ في منتصف ساحة منزلهم الصغيره ..
ماذا حدث ..؟! لا أحد موجود سوى اللوحة المكسوره ..؟!
تنهدت بعدها تركت الجدار لتنزل ولكن رجلها لم تأتي سوى على طرف الجرة فإختل توازنها وسقطت أرضاً ..
جلست بسرعه فتنهدت براحه عندما لم تنقلب الجرة معها ..
بعدما إطمئنت للتو شعرت ببعض الآلام ..
وقفت ونظرت الى ملابسها ..
عقدت حاجبها تقول: يا إلهي لقد تمزق من عند الصدر نتيجة الإحتكاك بالجدار ..! إنه جديد ..
شعرت بأنها قد تبكي وهي تُكمل: وثمنه كان باهضاً ..!!! أُراهن بإنه أثمن من حياتي حتى ..!

***








7:30 pm

إسترخى على أريكة صالته المتوسطة الحجم بعد أن أحضر لنفسه علبة مشروب غازي والقليل من المأكولات الخفيفه ..
أخذ نفساً عميقاً وفتح دفتره الكبير الخاص بتلخيص مُحاضراته ..
اليوم كانت المُحاضرة تدريبيه وكُل مجموعه قامت بشرح ما أعطاهم إياه الأسبوع الماضي ..
والآن هو يملك ملفاتهم .. قيّم أدائهم اليوم في الصف وبقي الآن يُقيم تحضيرهم ليُعطيهم الدرجة النهائيه ..
قلّب في الملف الأول لبعض الوقت بعدها كتب في دفتره الأخطاء التي إرتكبوها والتي أيضاً لم يكتبوا عنها ..
أخذ الثاني ثُم الثالث وبعده الرابع ..
أخذ بعدها نفساً عميقاً يُريح نفسه فلقد أنهى أربع مجموعات في نصف ساعه ..
وهذا كثير .. لقد تعب حقاً ..
نظر عن يمينه حيث بقي هُناك سبع ملفات أُخرى ..
أمال شفتيه بعدها عاود الإسترخاء وأخذ جهاز التحكم وبدأ يُقلّب بين القنوات ..
أمال شفتيه للحضه بعدها رمى برأسه الى الخلف وأغمض عينيه ..
هو ..... يرغب بالنوم ..
رن الجرس فمط شفتيه وبدى الإنزعاج على وجهه وهو يهمس: لم تمر ثانية على قول رغبتي ..!
تجاهل الرن فهو إما عجوز العماره يطالبه بدفع إيجار الشقة مُقدماً فلقد إعتاد ذلك العجوز على أن يأخذ الإيجار قبل موعده بثلاث أو أربعه وبعض الأحيان عشرة أيام ..
وهذا مُزعج ..
وربما الطارق هو أحد الجيران فلقد إعتادوا الإطمئنان عليه بين فتره وفتره ..
سيتجاهلهم .. لا رغبة لديه بإستقبال أي أحد ..
فهو مشغول كفاية بمشاريع طُلابه التي لا تنتهي ..!
لو الأمر بيده لما أعطاهم مثل هذه الواجبات ولكن لا يمكنه ذلك ..
عقد حاجبه فلقد إنتبه لتوه أن رن الجرس قد توقف ..
يبدو بأنه مل ..
أغمض عينيه مرةً أُخرى ليأخذ غفوةً قصيره ولكن قبل حتى أن يُتم غمض عينيه رن هاتفه ..
لقد ضاق به الأمر ذرعاً بحق ..!!!
إنها مُجرد غفوه فلما يبخلون بها عليه ..؟!
سحب هاتفه ونظر الى الإسم الذي كان / "الغبي جداً" ..
نظر الى الإسم لفتره بعدها ضحك ضحكة تدل على تورطه وهو يهمس: لا تقولوا لي بأنه هو من كان يرن الجرس ..؟!
أخذ نفساً عميقاً وكأنه يستعد لما هو آتٍ بعدها وقف وذهب بإتجاه الباب ..
فتحه ومثلما توقع .. إنه هو أمامه مُباشرةً ..
إبتسم في وجهه يقول: مرحباً ريكس .. مرة فترة لم تطرق فيها جرس منزلي .. متى كان آخر مره ..؟! قبل ثلاثة أشهر ..؟!
أبعده ريكس من أمامه ودخل ..
ترك حذائه عند الباب ومرّ بهذا الممر القصير قبل أن يصل الى الصالة حيث كان يجلس آندرو قبل قليل ..
نظر الى كُل تلك الملفات والدفاتر على الطاوله بعدها إلتفت وجلس على أريكة منفصله ..
دخل آندرو الذي أغلق الباب خلفه وتقدم يقول: تُريد شرب شيء ما ..؟!
هز ريكس رأسه نفياً وهو يقول بهدوء: لما لم ترد على الباب ..؟!
إبتسم آندرو وجلس على الأريكة المُجاوره يقول: ضننته أحد الجيران وأنا بحق منشغل بما فيه الكفايه ..
نظر ريكس الى ملفات الطُلاب لفتره قبل أن يقول: أما زلت مُصراً على مُزاولة التدريس ..؟!
آندرو وهو يُرتب الملفات جانباً: مهنة مُمتعه .. ولقد إعتدتُ عليها بالفعل ..
نظر الى ريكس وغمز مُكملاً: وراتبها جيد بالإضافة لوجود الكثير من الحسناوات هُناك ..
ريكس بهدوء: وهل يعلم أخاك ..؟!
إنقلب وجه آندرو للحضه بعدها عاود النظر الى الملفات وهو يضعها جانباً وأجاب: ليس وكأنه سيهتم .. دعنا لا نتحدث عنه ..
أنهى ترتيبها فإسترخى بعدها يقول: على أية حال ما سبب هذه الزيارة المُفاجئه ..؟!
إبتسم ريكس بشيء من السُخرية يقول: وهل حدث وأن أعطيتُك موعداً ..؟!
ضحك آندرو يقول: نعم نعم مُحق ..
وقف بعدها يقول: لا يُعجبني الوضع .. أخبرني ماذا تُريد أن تشرب ..
ريكس: أي شيء ساخن ..
هز آندرو رأسه وإتجه الى المطبخ ..
خلال دقائق كان قد أنهى تحضير بعض الشاي الأسود وقدم لريكس كوباً قبل أن يأخذ هو كوباً آخراً ويعود للجلوس في مكانه ..
ريكس: لقد تمت سرقتي ..
شرق آندرو في رشفته بعدها نظر الى ريكس يقول: ماذا تقول ..؟!
رشف ريكس الشاي وهو يقول ببرود: لقد تمت سرقتي ..
لم يستطع آندرو أن يستوعب الأمر .. ربما لأنه قالها بشكل مُفاجئ وعرضي ..
هز رأسه وسأل: ماذا تقصد ..؟!
ريكس بنفس البرود: لقد تمت سرقتي .. ألا يُمكنك أن تفهم جملة بسيطه كهذه ..؟! الأطفال يستطيعون ..
إنزعج آندرو لكنه تجاهل سخريته وهو يقول: حسناً فهمت فهمت .. لكن أي سرقه وماذا سُرق ..؟! إشرح لي ..!
ريكس: قبل ساعه وأنا مُتجه الى السياره .. إصطدم بي فتى صغير مُتعمداً فسقطت الأغراض التي كُنتُ أحملها ..
آندرو بدهشه: وما الذي سُرق ..؟! لا تقل لي أنه ملفاً لصفقة ما أو محفضتك أو ....
قاطعه ريكس: بل قلمي ..
بقي ينظر إليه آندرو للحضات ..
مط شفتيه وشعر بالإنزعاج وهو يقول: سُحقاً لك ..!!!
نظر إليه ريكس ببرود فأكمل آندرو: لا تتحدث بمثل هذه الطريقة قط ..!! جعلتني أقلق على لا شيء ..!! كُف عن هذه التصرفات المُزعجه ..!!
ريكس: وهل أصبحت غلطتي الآن ..؟! أنت من ضن الأمر كبيراً ..
صمت للحضه بعدها أكمل: قلمي هذا كان غالي الثمن إن كُنت لا تدري ..
بدأ آندرو بشرب الشاي وهو بحق مُنزعج ..
فهمس: ليته سرق محفضتك أو أوراقاً مُهمه ..
ريكس بهدوء: وهذا ما حيرني ..
عقد آندرو حاجبه ونظر إليه يقول: ماذا تقصد ..؟!
ريكس: لقد سقطت محفضتي بالفعل .. ولكنه أخذ القلم فقط وهرب ..
آندرو بتعجب: لكن لماذا ..؟! اللصوص بالعاده يسرقون الأشياء التي تُفيدهم ..!! هم يسرقون بحثاً عن المال فبماذا قد يفيدهم القلم ..!!
ريكس: أخبرتُك .. إنه غالٍ ..
آندرو بإنزعاج: لا يهم إن كان غالياً أو لا .. الفتى لن يعرف ثمنه .. المُشكلة ....
قاطعه ريكس: القلم أغلى من محتويات المحفضه ..
لم يفهم آندرو وعندما أراد التحدث عقد حاجبه بعدها قال بدهشه: أنت لا تعني .....
ريكس: الفتى لم يسرق القلم إلا وهو يعرف هذا ..
آندرو بعدم تصديق: مُستحيل ..!! إذا هو ليس مُجرماً عادياً ..!! ماذا فعلتَ بعدها ريكس ..؟!
ريكس ببرود: لا شيء ..
إنفعل آندرو يقول: هل تركت الأمر يمضي فحسب ..!!! الفتى يعرف الكثير عنك .. إنه يعرف حتى محتويات محفضتك ..!!! ألا يعني هذا أن الأمر خطير ..؟! لما تركته يهرب هكذا ..؟!! ياله من تصرف أحمق ..
ريكس: وهل أُطارده لأجل قلم ..؟!
آندرو: بل لأجل نفسك ..!! حتى لو كان مُجرد فتى فبالتأكيد خلفه .....
قاطعه ريكس: من الواضح أنه تهديد غير مُباشر .. تهديد بأننا نعرف الكثير عنك حتى أننا نعرف ثمن أشيائك الخاصه ..
إبتسم بخبث وأكمل: لذا هل تُريد مني التصرف بجُبن وخوف وأُلاحق الفتى وكأن تهديدهم أثّر بي ..؟! دعهم يتخبطوا بتخيلاتهم .. دعني أشغل تفكيرهم بتوقعات كـ"هل فهم وتجاهلنا" أو "هل ضنها مُحاولة سرقة عاديه" أو "هل سرقتنا هذه فشلت بتحقيق مُرادها" أو العديد من التوقعات ..
نظر إليه آندرو لفتره بعدها إبتسم وإسترخى في جلسته وهو يقول: دائماً تتفوق عليّ بتفكيرك ..
رشف ريكس آخر قطرة من الكوب وهو يقول: هذا دليل أنك سطحيّ ..
إنزعج آندرو مُجدداً فصديقه هذا لا يستطيع أن يُنهي أي حوار دون أن يتخلله العديد من السُخريات ..
تجاهل الأمر مُجدداً وهو يقول: ومن تعتقد خلف هذا ..؟!
ريكس ببرود: لا أهتم .. ولن أُحاول معرفة من ..
آندرو: لا أرى من الجيد أن تجعل الأمر ينتهي هكذا .. من الأفضل أن تكون مُلمّاً بكُل شيء حتى تستطيع أن ترد لهم أي هجوم قد يحدث من أي نوع كان ..
ريكس: وأُضيّع وقتي عليهم ..؟! أنت لستَ جاداً ..
تنهد آندرو يقول: أُحب ثقتك العالية بنفسك .. وفي نفس الوقت أخافها كثيراً ..
نظر ريكس إليه يقول بهدوء: هيه آندرو ..
عقد آندور حاجبه وبدأ بالقلق من نبرة صوته فقال: ماذا ..؟!
ريكس: حضّر لي كوباً آخر ..

***










10:30 pm

أنهت لتوها تناول طعام العشاء ..
وكالعاده تناولته وحدها دون وجود أي أحد من أهل المنزل ..
لا الأم جينيفر .. ولا أولادها إدريان وريكس وأليان ..
بإستثناء الإسمين الأخيرين الذين لا تُريد مُقابلتهما فلقد تمنت أن تُقابل جينيفر أو إدريان ..
لقد بدأت تشعر بالملل ..
لا .. بل شعرت بالملل حتى كادت أن تنفجر عروقها من شدته ..
صعدت الى غرفتها كالعاده لتُكمل روتين حياتها مُجدداً ..
جلست على السرير وبدأت تُأرجح رجليها وهي تهمس: إن إستمر الوضوع على هذا الحال فسأموت بلا ريب ..! أفضل أن أكون مُشردة في الشوارع على البقاء في المنزل كأميرة محبوسه ..
صمتت لفتره بعدها إبتسمت وهمست: كالأميرة رابونزل ..
وقفت ومشيت في الغرفة وهي تسرح بخيالها: أبقى كُل يوم لمدة ستة عشر عاماً حبيسة هذه القلعة التي لا أبواب لها .. تأتيني المرأة العجوز كُل يوم و .....
ضحكت وهي تتخيل جينيفر تلك المرأة العجوز وأكملت: تمر الأيام ويزداد شغفي للخروج ..
وقفت أمام النافذه ونظرت منها تقول: حتى يأتي اليوم الذي يأتي فيه الأمير الوسيم على ....
توقفت عن تخيالتها وإختفت الإبتسامة عن وجهها وعبست عندما وقعت عينيها على فتى المنزل المُجاور وهو يقف بهدوء في مكانه المُعتاد ..
سحُقاً .. لقد أفسد عليها تخيلها ..
إلتفتت وعاودت الجلوس على السرير وأرجحت قدميها مُجدداً تقول: إستيقضي أنتِ الأُخرى .. الملل فعل بك الكثير لذا توقفي ..
بدأت تنخفض سرعة أرجحتها لقدمها حتى توقفت تماماً وهي تنظر إليهما بهدوء تام ..
نعم ... لقد نسيت هذا ..
الأمر الذي أشغل تفكيرها كثيراً وهي في المشفى ..
وضعت يدها على رُكبتها وهمست: لقد صدمتني السياره عندما كُنتُ على كُرسي مُتحرك .. هذا ما قالوه لي .. والعجيب أن الطبيب أخبرني بأن قدمي لم تتعرض للكسر خلال السنة الأخيرة على الأقل .. إن كان سبب جلوسي على الكُرسي هو الكسر فهذا مُستحيل فالطبيب أخبرني بأن قدمي لم تُكسر .. وإن كان سبب جلوسي على الكُرسي هو الشلل فإذا من المُفترض أن أكون مشلولة حتى الآن .. فإذاً .... لما كُنت على كُرسي متحرك في حين أني لا أحتاج إليه مُطلقاً ..!! لا يُمكنني أن أفهم ..
وقفت وإتجهت الى المرآه ..
نظرت الى إنعكاس وجهها وهي تهمس: ما الذي كان يحدث لي قبل أن أفقد ذاكرتي ..؟!
بقيت تتأمل نفسها لفتره بعينين حزينتين قبل أن تتسع هذه العينين من الدهشه ..
تقدمت أكثر من المرآه وهي لا تُصدق ما تراه ..
مدت يدها وأعادت شعرها كُله الى الخلف ..
نعم .. لم تُلاحظ هذا فآخر مره وقفت لتتأمل وجهها كان قبل إسبوع تقريباً ..
شعرها .. بالأحرى منابت شعرها ..
إن لونه أشقر ..!!
شعرها لونه بُني محروق .. ولكن ... منابت شعرها الآن ..
باللون الأشقر ..!!
هزت رأسها نفياً وهي تهمس: ما معنى هذا ..؟!
الأمر لا يحتاج لتفكير أبداً ..
فهو واضح .. تماماً ..
شعرها في الحقيقة هو أشقر اللون ..
ولكنها قبل أن تُصدم قامت بصبغه باللون البُني ..
لكن لما ..؟!
اللون الأشقر يبدو جميلاً فلما قامت بتغييره الى لون مُمل كاللون البُني ..؟!
هي لا تفهم .. مُطلقاً ..!




- PART END-






 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:46 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نبش على الذاكرة Z A I N A B مدونات الأعضاء 1 05-01-2020 01:48 AM


الساعة الآن 03:09 AM