••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2020, 10:50 PM   #16
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




ذّكرى الـخمّسينّ السنـّوية للافتتـّاح




صـّوت المـّوسيـّقى الهـّادئة الكلاسيكية قـدّ انتشر في الأرجـّاء بينمـّا و فيّ تـّلك الصـّالة الكـّبيرة حيـّث
المـأكولات و الشـّراب المجـّاني ، فّي تـّلك الطـّاولة الممـّيزة التـّي بهـّا كـّعكة صـّنعت من قـّبل أفـّضل
الطـّباخيـّن ، كتب عليـّها إحتفـّال ذكـّرى السـّنوية لـ 50 لافتتـاح شـركة لبيـر
بـعدّ أن ألقـى الجـدّ خـطـّابه إجتـّمع العـدّيد من رجـّال الأعـمّال في جمـّاعات متـّفرقة يـتّحدثون عن صـّعود
الأسـهم أو عـّقد شـّركاتّ فيمـّا بينهـمّ ، بينـمـّا كـّايل و إليـزابيـّث يتصـدّران الغـّرفة و يـّقومـّان بـّرد التـّحية
و على وجهيهمـّا أجـمّل ابتسامة و قد كـّان مـاّري و نـايت عكسـّهما ،
بالـّرغم من أن نـايتّ مـدّير العاّم لشـّركة فـقدّ كـّان منعـّزلا فـّي إحـدّى الطـّاولات المـّنتشرة بـكـّثرة ،
جـّالسـّا بكـّل كـّسـّل و عينيـّه تـّجولانّ المـّكان بـجـّانبه كـّانت مـاّري تـّقف متـّوترة ممسـكّة بكـّتفه و هـّي
خـّائفة من الهمسـّات الـتّي تـّعلوا شيء فشيء عنهمـّا غـّير أنّ نايت لّيس مبـّالي كعـّادته
فـّي الـجّهة الأخـّرى كـّان ويّليـام يـّقف مـّرحبـّا بـكّلا من السيـدّ روبّرت و الآنسة روبـّرت فقـدّ وصـّلا تـّوا
، رفـّع هـّاتفه و إتصـّل بنـّايت و حـاّلمـّا رأى الأخـّير اسـمّ ويـّليام يـنير شـّاشة هـّاتفه ابتسـمّ ببـرودّ . نظر
إلى ماري بطّرف عينه و قالّ
ـ أنـّت ، إتبعـّيني
تـمسـّكت مـّاري بـّذراعه خـّائفة بينمـّا كـّان هو يـّـتقدم بـكّل ثـّقة نـحو المـّنصة التـّي قـّام جـّده تـّوا بشـّكر
الحـّضور على متـّنها .
أمسـكّ مـّيكّروفون فنـّظر إليه جميـّع الضيـّوف دون استثناء ، شـدّت مـّاري قّبضتها على ذراعه و هـّي
تـّرى هـذّه النـّظـّرات ، معظمها حـّاقدة و الـكثـّير منهـّا سـّاخرة لكّنها لا تـّخلوا من الخـّوف و الـّرعب
فرّغما من أنهمّ يكرهونه إلا أنّ قّلوبهم تقدّح خوفّا فقطّ بمجردّ نظرة منه ، قـّـال بـّنبرة مبـّحوحة هـّادئة
ـ أودّ شـكّر جميـّع ضّيوفنا الكـّرام على حضـّورهمّ لافتـّتاح الخـمسينّ و بمنـّاسبة هـذّه الـذّكرى الـّسعيـدّة
قـّررت إعـّلان خـّطوبتـّي رسميّآ أمامكمّ من الآنسة مـاّري روبرت
صـّفق الكـّل من هـذّه النبـأ الغـّريب مـطّلقـّين أحـّر التهـّاني ، فتـقدّم نايت من مـاري المـّنصدمة ثـمّ وقّف
أمـّامها و قـّام بـتّقبيـّل خـدّها بـكّل رقـّة بـعدّ أن أمسكّ خصّرها ، كـّان يّعـلم أنهـّا سـّوف تنصـدّم و قدّ تنـهّار
حـّتى ، قـّال بـحدة
ـ تـماسكي ، مـاذا بـك ؟
لـمّ تـكّن مـّاري مندّهشة بـّسبب إعـّلان الخـّطوبة المفـاجئ أكثـّر من تفـاجئها بـقدوم والدهـّا و أختها إلى
هـذه المناسبة ، كـّانت مـّلامحّ وجهيهـمّا شـّاحبة و لمّ تـّختلف عنهمـّا أيضـّا لكّن تـّذكرت أنهـّا ليسـّت
بموقف يسمـّح لها بـّتفـكّير فابتسـمت بلطّف مصطّنع حينهـّا قـّام نايت بتركها
نـّزلا من المنـّصة و هو يشـعّر بنـّظرات تـحـّرق ظّهره فالتفت نصـّف دورة و رمـّق كـايل بسخرية لاذعة
ثـم ابتسـمّ بكـّل بـّرود و قـّام بـّوضع يدّه حـّول كـّتف مـّاري .
بينمّا شـّهقت فـّلور و كـّادت أن تـّقوم بذهاب نـّاحية أخـّتها لولا وقـّوف ويـّليام المفـاجّئ أمـّامهمـّا و
على شّفتيه ابتسـّّامه هـادئة ، قـّال بـخـّفوت
ـ أنـّا لم أطـّلب منكمـّا الحـّضور لتـّخريب حـّفلة الخـّطوبة أو ذكرى الـ 50 لكـّن سـأكون ممـّتنا إنّ فقـطّ
وقفـّتما بـجـّانب ماري في هذه اللحـظة .
شـدّت فـلور على قّبضتهـّا و هي لا تـّصدق أن تـلكّ الشـّابة الواقفـّة هنـّاك هي أختهـّا ، تـّبدوا مخـّتلفة
و بشـدّة ، ابتسـّامة التـّي ارتسمـّت على مـلّامحهـّا أو خـّطواتهـّا الواثقـّة ، حـّولت نـظرها إلى الشـّاب
الواقفّ بجـّانب أختّهـّا ، غـّير مـّعـّقول .
هـذّا هو خـطّيبهـّا ؟ السيـد نايت أل لبيـّر المـّعروف بـأنه أقـّسى من الجـّليد ؟ ذّلك التـّي حـّاولت أحدّى
العارضـّات المشـهورات نيـّل قـّلبه لكـّنه رفّضها و باحتقار أيضـّا، مستحـّيل فـماري لنّ تستـطيع أبدا
الفـّوز بـحـّب شخصّ مثـّله، هّي لنّ تستـطّيع أبـدّا أنّ تـّنزع الجـّليد الذّي يـّغلف قـّلبه
أختهـّا الخـّأئفة و الغـير واثقـّة من نفسهـّا تـّبدوا مخـّتلفة تمـّاما الآن ، أليست هّي من تـّمنت أنّ تصبّح
على هـذه الحـّال ؟ أن تصبـح ماري تـّعتمد على نفسها أكثـّر و بعدها لنّ تقلق بشـأنها ، لكـّن لما و بهذه
اللـحظة بدت أمنيتها عديمة الجدوى ؟
تدّاركتّ شرودها فرمشّت بعينيهاّ لتعودّ إلى الواقّع ، رمقّت ويّليام المبتسمّ بغّضب ثمّ كّزت على أسنانها
محاولة الحفاظ على أعصابها و هي تحدثه بلهجة شديدة التهديد
ـ و من أنتّ لتـّقف وسـطّ شؤوننـّا العـّائلية ؟ فقطّ غـّادر قـّبل أن أقـّوم بصّنع خـّريطة في مـّلامح وجهكّ
الجميـّلة هـذه
ويليـام بـضحكة
ـ لا أعـّلم إن كـّان مـا قـّلته تـّوا يفّترض به أن يكـّون مديحـّا أو شتمـّا لكنّ أنـّا واثـّق أننيّ لن أتـحـّرك من
مـكانّي الآن ، إنّه يعـجبني
ـ حسنـاّ ابـقى هنـّا أنا من سوف يغـادر
كـّادت أن تّرحل لولا أنّ سيدّ جوناثـان أمسـكّ بذراعهـّا ، كـّان يـّنظر إلى مـّاري بـعدّم تصـدّيق لكـّن هـذّا لن
يـّغير شيئا ، كونهـّا على مقـّربة من الزواج بـّملياردير لنّ يغـّير كونهـّا فـّرد غـّير مرغـّوب فيه ، قـّال
ببرود
ـ كـفى فـّلور ، إن تـّقدمت خـطّوة واحـدّة نـّاحية تـّلك الحقّيرة فـأنّا لا أعـّرفك بـعدهـّا لـذاّ دعينـّا نـّرحل
بـهدوء كمـّا أتـّينا
ـ لكـّن والدّي ، إنّ مـاري ليسـّت .. هـذّه لّيست مـّاري أقسمّ لك ، دّعني فقط ّ أتـحدّث معها سوفّ لن أفّعل
شيئا غـّير الكـّلام معها فقط .
ـ فـّلور ، من تـّخلى عنـّا تخلينا عنه نحنّ أيضـّا ، و أنا الذّي كنت أتسـاءل من أينّ لها جميع هـذه النقّود ؟
قـطّبت فـّلور بعدم رضـى ثم غـادرتّ مع والدهـّا و هي تـّرمق ويـليـام بحقـدّ واضـحّ ،

/

كـّانت مـّاري تـّجلس على نفـّس الطـّاولة سّابقـّا ، تـنـّظر نـّاحية كـّلا مـّن والدهـّا و فـّلور اللذان يتحـدّثان
مـّع ويليـّام ، إلى حيـّن مغـّادرتهمـّا لابدّ أن لنـّايت يـدّ بهـذّا فـهو لاينفكّ مفاجئتهـّا ، نـظّرت إلى يـدّها حيّث
زّين اصبعها خـّاتم جميـّل مرّصع بالألماس الخـّالصّ ، ما الذّي أقحمت نفسها به ؟
ـ نـايت ، أريـد منكّ شرحـّا مفصـّلا لمـا يحدث و لا تحـاول الـ
قـطّبت عندمـّا لمّ تـجده بجـّانبهـّا و فجأة انتابها الذّعـر كـأن قـّوتها التّي كانت تتسلح بها قدّ اختفت ،
وقفـّت بسـّرعة ثـمّ نـظرت إلى السـّلالم حـّيث أشـّار قـّلبها و رأته .. أسـّرعت فيّ سّيرهـا لكّي تـّلحقه
صّعدت السـّلالم و عـّبرت الـّرواقّ ، فـّي تـّلك الزاوية المـظلمة كـّان يقّف نايت و لمّ تـكن ماري لتلحظه
لوّلا نبـّرته الحـادّة المـّبحوحة ، هو بـّرفقة شخّص مـّا .. كـاّدت أن تـناديه لولا أن شخصـّا ما أمسـكّ بها
لتصبـّح هي أيضـّا فيّ ركنّ ،
كـّانت تـّصرخ بـّصّوت مـكّتوم و هي تـّقاوم بكـّل ما تـّمتلك من جـّهد لولا أن ذّلك الخـاطّف همـّس في
أذنهـّا بانزعاج
ـ إخـّرسي سحـّقا ، لا أستطيـع سمـاّع شيء
رّفعت ماري عـّينيها الزجاجيتين و اللتان في هذه الدقيقة كانتا تعكسان مدى خوفهـّا الشديد ناحية كـاّيل
فقدّ كـّان هو الأخر ممسكـّا بها بكـّل إحكـاّم و يّضع يدّه على فـّمها بينمـّا يبدوا عليه التـركيز ، قـطّبت و
قـّامت بضّربه بواسطة كوعها في معدته فـتأوه بـألم و تركها ، تحدثت ماري بهمس غاضب
ـ ما الذي تظن نفسك فاعلا بالتنصت على خطيبي ؟
ـ اخرسيّ سحقـاّ لقد فوت كـّل الحـديث ثـمّ من هـذّا الذّي يحـّاول التنصـّت على خـطيبك ؟ أنـّا فقـطّ
أريدّ مـّعـرفة ما الذّي كانا يتحدثان عنه بكـّل هذه السرية
ـ أجّل و هـذا لا يـّعد تنصـّتا يـّالك من كـّاذب
زفّر بـّغيض و دّفعها إلى الجـدارّ ثـم اقـتّرب قـّليلا فـّصرخت مـّاري بـسـّعادة مصـطنعة و هّي تنـاّدي
نـّايت بينمـّا رمقهـّا كايل بكل غـّيض
ـ نـّايت عـزيزي لقدّ بحثت عنكّ في كـّل مـكان ،
ابـتّعد نايت عن الظـلام فظـّهر رفـّيقه ، كـّانت إليزابيـّث بجمالها المـّبهر و الخـّيالي تـّقف على مقربة
شديدة منـّه و على قدّ بدا عـّليها الانزعـاج ، التفت ماري ناحية كايل مستغربة خـّروجه من الـركّن
فقـّال هو بضـجّر هامسا لمـاري
ـ تبـّا إليـزابيـّث ، لقـدّ ظننـّتها شخصـّا آخر
نـّايت ببـرود
ـ مـاري ، مـا الذّي تـّفعلينه هنـّا ؟
كـّانت لا تـزال مستغـّربة من تـّواجدّهم معـّا ، نـّايت و إليـزابيث و هـّي مـّع كـّايل ، تـقـدّمت بإتجـاّه
نايت و هي تـّقول بتـّردد
ـ ما الذّي كـّنت تتحـدّث معه مع السيدّة إليزابيث ؟
نـظّر نايت ناحية إليزابيث المنزعجة بّبرودّ ثمّ أجـّابها بلهجة جـّافة ، فإنّ كانّا لوحدّهما لمّا كان لّيعير
سـّؤالها اهتماما لكنّ وجودّهما بجّانبّ كاّيل و إليّزابيثّ أجبّره على الكّلام
ـ لا شيء مـّهم ، فقـطّ عنّ مـدى تـّفاجئها بالخـّطبة فهـّي كـّانت تّـريدّ أن تـّقيم الحفـّلة بنفسهـّا أليـس كـذّلك
؟
رّفعّت عّينيهـّا بتشـّامخّ و حـّركتّ شّعرها الحّريري الـطّويل بكّل غـّرورّ قـّائلة
ـ ما الذّي تـّقوله أنت ؟ طـّبعـّا لا . أنـّت فقـطّ خـّربت ذكـّرى السنوية لافتتـاّح بإعـّلانك لـخـّطوبتكّ
هـذّا مـّا قـّلته
ابتسـم نايت بـسخرية
ـ أنـّت الا يّـمكنـكّ المجاملة ؟ فـأنا لا أريدّ لخـطيبتي أن تأخذ انطباعا سيئا عن الـعائلة بـعدما
أصبحت فرّدا منها
شّعرت ماري بجوّ من الحقدّ و الكره يّعمّ المكّان فـإقتربت من نايت و أمسكّت بذّراعه بلطّف شديد
لتقّول بنبرتها المازحـّة
ـ لقـدّ ظننـّت أنـكّ تـركـّتني و رحـّلت
تحـدثت إليزابيث بحقد
ـ لا تـقلقي عـزيزتي فـّلن يستغـرق الأمر الكثير من الوقت قبل أن يقوم بالتخلص منك سّريعـا ،
هـذّا ما هو نـايت ماهر في فـّعله ، رمي النـّاس بـعيدا و خصـوصـّا الريفيون منهمّ
كـّايـل بهدوء
ـ إليـزابيث دّعينـّا من هـذا الجـدال العـقيـمّ فـّهذا لّيس بالـوقتّ المنـّاسب و الـضـّيوف في الأسـّفل
ينتـظرون كمـاّ أن جـدّي يـتّوقع منـّك تـّفسيرا
نـايت بسخريته اللاذعـةّ
ـ منـذّ متى و انت تستخدمّ عقلك ؟
تـحول الأمر من مـجّرد كـّلام إلى عـّراكّ فهـا قدّ تـّقدم كـّايل من نـّايت بـعد أن دّفع مـاري لـتّسقطّ أرضـّا ،
حـّاولت إليـزابيث أن تـّبعد كـّايل لكنهـّا لم تستـطّع فإبتعدت بدورهـّا خـائفة من أن تتـّلقى لكـّمة من لكـّمات
كايل المتـّهورة بينمـّا أمسكّ نـّايت قـبضة كـايل بـهـدوّء قـّبل أن تصـّل إلى وجـهه ،
عـادّت إليـزابيـّث بـعدّ أن رأت الأمور تـّخرج فـّعلا عن السيـطّرة و لن يتـّوقف كـّايل هذه المرة عنـدّ
إمساك ياقة نايت فقط فتشجّعت قّليلا و وقفـّت أمـّام فـّردي لبيّر المشهورينّ بحدة المزاجّ بكّل جـرأة ثـمّ
قـّالت بحـدّة
ـ أتريدان أن تـّصل هذه الأحداث إلى الصـّحف غـدا ؟
ارتبـكـّت ماريّ و وقفـت هي الآخرى أيضـا لكّن لمّ تتقـدّم ، لأنهـّا ببسـاطـّة لّيست فـّعلا فـّرد بهـذه العـّائلة
و كمـّا قـّالت إليزابيث هي ليسـّت سوى مجـّرد فـّتاة مؤقتة لـذّا
بينماّ ظهر ويّليام فجـأة خـّارجّا من إحدى الـغّرف فـرأى الشـجـّار ليتجـه إلى حيـّث يـّقف الأربـّعة و
قـّبل وصـّوله ابتـعدّ كـّايل عن نـّايت و كـذّلك فـّعل الآخر ، زفـّر بـّغيض من تّصرفـّات كايل غـير مدروسـّة
و قـّال بـصـّوت عـّالي مـّرح محـّاولا إخفـاض الجـوّ المشحون
ـ أهـلا بـمـاري و نـايت أهـلا ، كـّيف لكمـّا أن تـّخفيـا هذه النبـأ السـاّر عني أنـّا صديقكمـّا الوحيد ؟
نـّظرت إليه مـّاري براحة شديدّة ففقطّ و بوجودّ ويّليام تشعرّ بالـراحةّ ، نـّظر إليها جـارها متسـائلا
عنّ عينيها الخـّائفتين ثمّ قـّال بإبتسامة لطيّفة وسيعة مصّفقا بكلتا يديه
ـ ما الذّي تفعلونه هنا جميعا و الموسيقى المدهشة في الأسّفل ، دّعونا نحتّفل
ابتسمتّ ماريّ بسعادة لأنهّ يحاّول تلطّيف الجـّو فاقتربت من ويليام و وضعت ذراعها بذراعه مرتبكة
لكنها حاولت التمثيل فقـّالت باستياء
ـ أرأيت يـّا ويليام ؟ لقدّ أعّلن خطوبتنـّا و هو يّرفّض حتّى أنّ يّشاركني الـّرقّص ألا يستحقّ العـّقاب ؟
ركـزّ نـايت نـظره نـّاحية مـاري متمـّعنا فّي حركاتها فهي تـّقن دورهـّا لـدّرجة جـّعلته يّشعر بالـذهـّول ،
و هو الـذّي ظـّن أنهـّا سوف تـّبقى مـّرتبكة طـّوال الحـّفلة و فـّعلا هي كـذّلك لكّن على الأقـّل نـجّحت في
إخفـاءه . تـقـدّم منهـّا ثـمّ وضـّع يدّيه حـّول كـّتفيها مـّبعدّا ذراع ويـّليام و مـّقربـّا إياها منه كـادّ أن يقبلها
لولا أنها وضعت يدها على فمهـّا و ابتـعدت عنه ، قـال نايت بغـيض
ـ ماذا بـك ؟ إنه عـربون اعتذاري ؟
أحمرت وجنتيها من الخـجـّل و تـحـدّثت بلهـجة صـّاخبة و غـيّر متـزنة
ـ ماذا ؟ ما الذّي تـّقصده ؟ من قـال أنني كنت غـاضبة ؟ أنـّا
ركـضت مسرعة إلى الأسـّفل فتنهـد نايت بـبـرود ، من قـال أنها كانت تـجيد التـمثيل ؟ لـمسة واحدة منه
كـفيلة بجّعلها تفقـد الوعـّي ، تـحدّث بـبـّرود شديد إلى مـّاري التي تـّركض في الرواق غـّير مـّلتفة للخـّلف
ـ انتـظري ، هـّل أنـت واثقـة أنك لسـّت غـّاضبة ؟
صـّرخت بـإحـّراج
ـ لا
بـعدّ أن إختـّفى نايت و مـاري من أمـّام أنـظار الـثـلاثة ، تـغـّيرت ملامحّ ويـليـام الودّية و الـلطيفة إلى
أكـّثر جـدّية و صـّرامة ، كـّان يـّقف مستنـدا على الجـدّار الّذي خـّلفه و هو يـنـظر إلى كـلا من إليـزابيث
المنـّفعلة و كـاّيل الهـادئ عـلى غـّير عادته ، استقـام فّي وقفـّته و سـّار من جـّانبهمـّا عـائدا إلى الحـّفلة
بينما هو يـّقول بـّلهجة غـّامضة محـذرة
ـ إنّ نـايت جـّاد فـّي عـّلاقته مـّع مـاري لـذّا إليـزابيـّث ، كـّايل كـّفا عن اللـّعب بـذّيلكمـّا حوله فـأنـّا و
هذه إنّ أرادّ النّيل منكمـّا المـّرة لنّ أوقفـّه

/

كـّانت السـّاعة تشـّير إلى العـّاشرة و النـّصف تمـّاما قدّ أخـذّ خـادمي القـّصر جميـّع الضيـّوف نـّاحية
قـّاعة الطـّعـام ، حـّيث أنه فـّي قـّاعة كـّبيرة جـدّا وجـدّ طـّاولات مستـديرة عليهـّا أغـطّية باللـون الأحمر
ألأجوري و مـّّزهرية بهـّا زهـّور الأوركـيد النـّادرة و قدّ أخـذّ الخـدم كـّل شـخص إلى الطـّاولة المخصصة
إليه بجـّانب الشـّركة المتـّعاقد معهـّا و تـمّ تـجّنب وضـّع الشـّركـّات المتـّعادية بجـّانب بعضهـّا البـّعض .
جـّلست مـّاري مـّع كـّل من نـّايت و إليـزابيـّث ، كـّـايل و ويـليـام ، سيـدّ آل لبيـر و والدّ كـايل تـّوماس
مـّع صدّيق الجـدّ الـعزيز ألبرت .
كـّانوا يتـّناولون عـّشائهم بـهدوء و هـمّ يسـتّمعون إلى حـدّيث جـدّ و سيدّ ألبرت حـّول ذّكريـّات طـّفولتهمّ
أمـّا ويـّليـام الـجّالس على يسـاّر مـاري كـّان يـّريها و بـطرّيقة مضحكة و خـّفية أي شـّوكة تستـّعمل أو
أّي مـّلعقة فـكـّانت تـّنـظر إليه بـتّمعن و تـّقلده
سيـدّ تومـاس ينـّاقش أحـوال العـمـّل مـّع كلا من نـّايت و كـّايل ، أمـّا إليـزابيث فقـدّ كـّانت مـجّرد
مسـتّمعة لجميـّع أحـادّيثهم الجـّانبية ،
تنهدّت مـّاري بـّضجر و وضـّعت الشـّوكة جـّانبا بـّعد أن استعصى عليها حملها بالطريقة الصحيحة
التي أخبرها عنها ويـليام ثـم تـحدثت بملل واضح و هي تزمّ شفتيها
ـ إن لمّ أأكل فستحـّل المشـّكلة ، ويـّل دعنـّا من هـذا
ـ مـّاري مـاذا بـّك ؟ إنه لـّيس بالأمـّر المـّستحيل كـّل مـّا عـّليك فـّعله هو إمسـّاك الـّشوكة جيدا
على الـطّريقة التي أخبرتّك بهـّا توا و سـّوف ينـجح الأمّر ، هـّيا حاولي
حـّاولت مجـددّا رفـّع الـشوكة ثـمّ حمـّلت قـطّعة لحم بـهـّا كـّادت أن تـّقضمها لولا أنهـّا سقـطّت على
فستانها لترتعبّ بشدة فحاولت أن ترجّعها إلى الصحّن لكنها سقطّت أرضـّا بالقّرب من قدّم إليزابيث ،
رمقـّت ماري حينهـّا ويـّليـام بـغّيض فأبتسم هو بـكل ودية ،
مـاري بـبرودّ
ـ حقـّأ ؟
ضحكّ ويـليـام بـقـوة فالتفت إليه الكـّل بينمـّا ماري محـّرجة ، ضـّربته بكوعهـّا في معـّدته فـتوقف
عن الضـحكّ و كـحّ قـليـّلا ثـم قـّال باعتذار بـّعد أن وجدّ أنه محـط أنـظارهم
ـ نـكتة طريفة ،
رمقـته ماري بـإحراج كبير ثـّم وقفـّت بـخجـّل و انحنت بـكّل لبـّاقة .. قـّالت بـإحـّراج شديد
ـ عـذّرا
كـانت تـسير باستقامة و هي تضع ابتسـامة لطيـفة على شفتيها فمـّن يـّرها لـن يصـدق إنها مجرد فتاة
من العامة ، حيـّن اختفت عن أنـظارهم نـّزعت حـذائهـّا و ركـّضت نـاحية الحـمام بينـّما الـخـدّم
يـّرمقونها بكـّل استغـراب
تـّوقفت فجـأة فزادّهم استغـرابـّا، اقتربت من إحدى الفتيات الخادمـّات و قـّالت بابتسـامة بـلهاء
ـ عـذرا ، أين حـمام ؟
ـ من هنـّا سيـدتي ، دعـيني أرشـدّك
سـّارت بـّرفقتهـّا و هـّي تتـألمّ و تنـّظر تـّارة إلى الـطّريقّ و ثـاّنية إلى قـّدميهـّا اللـّتان قـدّ تورمـّتا من ارتـداء الحـذّاء ذو الكـّعب العـّالي

/

كـّان ويـّليـام لا يـزالّ مبتسـّما و هو يـّحتسي القـّليل من النبـّيذ ، فـّرمقـّه كـّايـّل بسـّخرية ،
إنـّه لا يتـّوقف أبـدّا عن الـضحـّك عـّلى شفـّتيه دومـّا و مـّهمـّا كـّان المـّوقف ابتسـامة عـّريضة ،
قـّال بـجفـّاء
ـ مـا الأمـّر ويـّليـام ؟ أخـبّرنـّا لمـّاذا أنـّت بـمزاجّ سـعيـدّ هـكـذاّ ؟ أيـّعقل أنـكّ قـدّ أنهيت اللـحّن
القـّادم و المـّوعود ؟
ـ لـحنّ ماذا ؟ آهـّ تـّقصّد البـّيانو لا لـمّ أنهـّيه بـّعد فـهـذا لـّيس سهـّلا ، لـكّن لمـّاذا تّبدوا مـهتما
بـمزاجّي سيـدّ كـّايل ؟
ـ لا شـّيء إنـّي و فقـطّ قـدّ اعتراني الفـّضول
ويـّليـام بـّودية : حـّقـا ؟
قـّاطعـّت إليزابيث حديثّ زوجّهـّا كـّايل و هـّي تـّضع مـّلعقة من الحسـاّء فيّ فـّمه بينمـّا ابتسـّم هو
بـكـّل هيـّام و قـدّ تنـّاسى كـّلامه ، فنـظّر إليهمـّا الجـدّ بفـّخر من هـذّه العـّلاقة السميـكّة و الودّية ثـمّ
قـّال بمـّزاح
ـ عـّلى الـّرغم من أنكمـّا قدّ تـّزوجتمـّا قـّريبـّا لكـّن أنـّا فـّعلا أتمنـّى وجودّ حـفيدّ
غـّص كـّايلّ و أخـذّ يكـّح بـّقوة فـمـدّ له والدّه القـّليل من الماء ليـّشربه دّفعة واحـدّة ، قـّال بإحـّراج
شديدّ و ذّعر فّي آن واحـدّ
ـ ما الذّي تـّقصده جـدّي ؟ أنـّا لسـّت مسـّتعدا لأكونّ أبـّا الآن
ضحكّ الجـدّ بيتـّر بـّخفوتّ و غـمـّز نـّاحية كـّايل
ـ منّ يـّحضر لّي حفـيدّا أوّلا سـّوف ينـّال نصيـّب الأسدّ ، لذّا
كـّايل بتلاعـّب : حقـّا ؟ إذّا لابدّ أن يكونّ أنـّأ
جـدّ بيتـّر بـسخرية : أجـّل ، أجـّل
ضحكّ الكـّل على مـّزاحّ جـدّهمّ حيّن لمـّح نـّايت وجـّود جـّلبة صـّغيرة بيـّن الخـدّم و ارتباك فيّ
عمـّلهمّ فوّقف بـهدوّء و هو يمـّسح بكـّل لبـّاقة فـّمه ، قـّال ببـّرود
ـ عـذّرا سـأذّهب للبـّحث عن مـّاري فلابدّ لنـّا أن نحـّاول جاهدين
و سـّارّع بالـّرحيـّل بينمـا لـّم يستـّوعب أحـدّ أنّ نـّأيت قدّ قـّال لتـّوه مـّزحة فـهـذّا ليّس من شيمه أبدّا ،
ضحك ويليام بتوتر لرؤيته ملامح الجميع الجامدة من الصدمة
ـ انه يمزحّ ، يـمزح لـمّّ يمر على خطبتهمـّا سوى سـّاعة ها إنه يمزح

/



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 10:51 PM   #17
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





فـّي غـّرفة بيضـّاء نـّاصعة البـّياض تـحتـّوي على مـرآة كبـّيرة كـّانت ماري أمـّامهـّا واقفـّة و هي تـمسكّ
طـّرف السـّفلي لثـّوبها غـّالي الثمنّ بين يدّيهـّا و هـّي على وشكّ البـكـّاء من شـدّة الإحراج ،
نـظّرت إلى المـرأة بواسـطة عينيهـّا الزجـّاجيتينّ البنيتيـّن ، شـهقـّت بـّرعبّ عندمـّا لمـحتّ طـّلاء أزرّق
عـّلى شعـّرها فأفسدّ التسريحـّة بـأكملهـّا بينمـّا هنـاكّ بـّضعة منه على ثـّوبهـّا فجـّعله يبـدوا كمـّا لو كـأنه
ممسـّحة .
بـدأت بالأنيـّن ، كيـّف لهـّا ان تـّخرج الآن للـحفـّلة ؟ بل ما الذّي سـتّقوله لنـّايت الذّي سـّعى جـّاهداّ لتـّغيير
مظهرهـّا ؟ يـّاله من إحـّراج كـّبير . فجـأة طـّرق بـّاب الحمـّام ثـمّ تـّهاوى إلى مسـّامعهـّا صوتّ نايت
الهـادئ
ـ مـّاري ، هل أنت بالدّاخل ؟ لقدّ أخبـّرتني الخـادمة أنكّ ترفضينّ الخـّروج ، ما الأمـّر ؟
و كـأن أسوء كوابيسّها قدّ تـحّقق فأخـذّت تشتمّ الخـادمة بهمسّ و هيّ تحـّاول العثـّور على شيّء مـّا
أو حـّل ، قـّالت له بنبـّرة عالية و ارتبـاك
ـ لا شيءّ إنهّ لا شيّء
قـطّب نـايتّ ثـمّ قـّال بشكّ
ـ إنهّ لا يبدوا كـّلا شيءّ بالنسبـّة إليّ
فتحـّت صنبـّور الميـّاه و أخـّذت تمسـّح بـّقعة كـّبيرة من الطـّلاء لكـّن و لأنهـّا ترتدّي الكـّعب العـّالي و
لأن الماء و رغـّوة الصـّابون قـدّ تـّسربت إلى الأرضّ فسـقطّت بكـّل قوة ليـصدّر صوّت عمـّلاق ،
شـحبّ وجـّه الخادمتين من الصدّمة و كـذّلك نـّأيت فـأمـّرهم بإخـّلاء المنـطّقة فـّورا و منعّ الضـّيوف
من الدّخـّول ، كـادّ أن يفتحّ بـّاب الحمـّام لولاّ أن مـّاريّ صدته في الجـّهة الأخـّرى ، قـّالت بإحـّراج و تصـّرخ
ـ لقدّ قـّلت أننـّي بخـّير ،
ـ مـّاري لقدّ بتّ الآن تثيرينّ أعصابيّ فابتعـدّي عن البـّاب فوّرا و دعينّي أرى ما الذّي يحدّث بحّق
الجحيمّ
ـ لا
تنهـدّ ثـمّ دّفع الباب بكّل قوته فسقطّت مـّاري للخـّلف ، نـظّر نايت حـّوله بدهشة .. الأرّض مليئة بالصابون
و هنـاكّ طـّلاء أزرقّ فّي الجـدّران أمـّا ماريّ فكـّانت في حـّالة يّرثى لها ، أمسكّ رأسهّ ثمّ قـال بأسى
ـ ما الذّي فعلته ؟
استقـامتّ مارّي فيّ جلستها ، ثمّ قـّالت بتـّوتر و إحـّراج
ـ لقدّ ، لقدّ .. لقدّ جذّب انتباهي عـّلبة صـّغيرة فّي أعـّلى رّف فحـاّولت استراقّ النـظّر إليهـّا ، و بينمـّا أنا
أحـّاول سحّبها نحوي سـقطّ إناء الطـّلاء علي ، فـحـّاولت أن أجدّ شيئا أنّظف نفسي به .. فأخذّت مناديل
ورقّية و عنـدّما أخذّت رفّضت الآلة التوقف عن إخراج المناديل فـحـاّولت إطفائها لكـّنها سحـّبت الثـّوب
بـطّريقة سحـّرية لا أعـّلم كـّيف فتـّمزقّ ، لمّ يكنّ ذنبيّ صدقـاّ أنا آسفة نأيت
نـظّر إليهـّا فطـأطأت ماري رأسها شعورا بالعــّار ، ضحكـّت الخادمتينّ بصوتّ خافتّ بينمـّا رسمّ نايت
على شفتيهّ ابتسـامة هـادئة ثـمّ أمسكّها من ذّراعهـّا ، قـال بحدّة
ـ لا أريد رؤية أحد المصّورين المتطفلينّ و لا الضيوف أيضـّا ، هـّل تسمعان إلى ما أقوله ؟ أمنـّا الطـّريقّ
ناحية غـّرفتّي
أومـأتا بالإيجاب و اختفتا عن أنـظاّره ، نـزعّ سترته و وضعهّا على كتفّي مـاّري التّي أنـزلت رأسها
للأسـّفل أكثـّر و هي تعتـذّر مجددّا بمشـّاعر صادقة
ـ أنـّا آسفة فـّعلا نايتّ لم أكـنّ أقصدّ
تنهـدّ و سحبّها مّعه ناحّية غـّرفته ، أغـّلق البـّاب خـّلفه بإحكام ثـمّ اتجـه إلى غـّرفة صغيرة أخرىّ ،
خـرجّ مجددّا حـامّلا بينّ يديه فستـانّا بسيطّا ذوّ لونّ أزرّق داكّن قـّصير يّصل إلى ما فّوق الـركبتينّ
و معهّ حـذّاء بنفّس موديل الفستان ، وضعهما على سـّريره الكـّبير ذو الغطاء الأسودّ ثـمّ قـال بـبـّرود
ـ إنّ الحمـّام جـّاهز ،
ركضـّت مسـّرعة منفـذّة أوامـّره ، و بـعدّ ربع ساعة أخـّرجت رأسهـّا من البـّاب و هيّ تخبئ جـسدهـّا
بكل إحتشـامّ ثمّ قـالت بـتوتر و ارتباك معّ تلعثم في كلماتها
ـ نـايت هلا تفضلت و مددّت ليّ الملاّبس ؟
كـّان جـّالسـّا على أريكة بيضـّاء فـّاتحـّا حاسوبه المحـّمول عـّلى بيانـّات و مخـططـّات ، يضـّع نـظارتيه
و يبدّوا مرّكزا فيمـّا يـفّعل ، فخـّرجت بكـّل بطء تـّسير على أطـّراف أصـاّبعها و هي تضـّم رداء الحماّم الواسعّ ،
أخـذّت الفستـّان ثمّ
استـدّارت مسـّرعة لكنهـّا سقطّت متعثـّرة
نـظر إليه نايت بطّرف عينهّ ثمّ قـّال بسخّرية
ـ هـّل لديكّ مشكلة في التوازن أم ماذا ؟
وقفّت مسـّرعة و ركضـّت نـّاحية الحمام ثمّ أغلقت الباب خّلفها ارتدّت الفستان على عـجّل و كذلك
الحـذاءّ، بعدمـّا خـّرجت وجـدّت خـادمتينّ ينتـظّرانهـّا لتسريحّ شعرهـّا من جديدّ ، قـالت بـارتبـاك
ـ نـّايت ألن نتـأخر هـكذا عن الحفلة ؟ ربما يجدّر بنا العودة
ـ ما رأيك أن تغلقي فمكّ و تـّقومي بمـّا أمرتكّ به يكفينـّا متاعب
صمتتّ رغمـّا عنهـّا ثمّ استدارت ناحية الخـادمتين لتجّلس على الكرسّي بكل انصياع ، بينمـا أخذّت الفتـاة
ذّات الشـّعر الذهبّي تـّقوم بتّسريحّ شعرهـّا أمـّا الأخـّرى ذّات القـّامة الطويلة و شـّعـّر الأسود القصيـّر جدا
بوضـّع لمساتّ راقية من الماكياج على وجههـّا .
بـعدّ نصّف سـّاعة عنـدّ انتهاء تجهيزهـّا مجددّا ، سـّارت بـّرفقته فّي ذلك الـّرواق الطـّويل إلى تـلكّ
السـّلالمّ نـّاحية مكـّان تواجدّ الضيـّوف .
أثـّناء سيـّرهمـّا الهـادئ و الخـّالي من تـّجاذب أطـّراف الحـدّيث ، كـّانت ماريّ و خلال هـذه المدّة تتمـاسكّ
كيّ لا تـّذّرف دموعهـّا فيتهمهـاّ بالضّعف ، ألا يفهم كمّ أن هـذا صعبّ عليهـّا ؟ أن تـكونّ وسـطّ أناسّ لا
تعـّرفهم و أن تـّضطر لتمثـّيل و أنّ تـّرى عائلتهـّا الوحيدة و المتبقية لها تـّرحـّل كـأنهّا ليسّت فردا منهّم ؟
ألا يـدّرك أنهّ هو الـوحيـدّ الذّي تـّستطيـّع الوثوق بهّ و الاعتمـّاد عليه ؟ أن تستمـدّ القوة منه ؟ كيـّف له
أن يعـّاملها بهـذه القـّسوة ؟ ،
سـقطّت دّمعة يتيمـّة و وحيـدّة فسـّارعت بمسـّحهـّا و هي تـّرسمّ ابتسـامة لطّيفة على شفتيهـّا قـّبل أن
يـدّخـّلا إلى تـلكّ الغـّرفة المـّليئة بالنـّاس ، تـلكّ الغّرفة التّي وضـّع فيها الجميـّع أقـّنعة ، و قـدّ رحـّل
معظم الـّضيوف فـّلم يّبقـّى سـّوى المقـّربين قـّالت بهمّس و هّي تقـّترب من مـكـّان جلوّس عـّائلة آل لبيـّر
ـ أدرّك أننّي لستّ خيـّارك الأول لكـّنكّ هنـّا معـّي ، لذّا هـّلا تـّصرفتّ كمـّا لو كأنكّ فـّعلا تـّحبني ؟
نـّظر إليهـّا نـّايت ببـّرود ، ثـمّ وضـّع يده حـّول كـّتفهـّا و اقتـّرب منهـّا .. قـال بـلهجة جـّافة و حـادّة
بينمـّا مـّلامحّ وجههّ تـّدل على الاستمـّتاع و المودّة
ـ إنّ قـّلت شيئـّا آنسـّة روبـّرت فـأنت تـّنفذينهّ دون نقـّاشّ ، اعتـّبري نفسـكّ بكمـاء هـذّا أفـّضل
جـّلسـّا بجـّانب بعضهمـّا البـّعض مبتسـّمينّ بكـّل لطـّف ، أمـّامهـّا كـّلا من كـّايـّل الذّي يـّضع يدّه حـّول
خصـّر إليـزابيّث التـّي تـّهمّس بشيء مـّا في أذنهّ بينمـّا همـّا يّرمقـّانهمـّا بنـظّراتّ سـّاخرة و حـّاقدة ،
قـّال الجـدّ فـجـأة محدثّا نـّايت
ـ أنـّت لا تـّخبرنّي أنكّ صدّقت مـّا قلتهّ و أجـّبرت هـذه المـّسكينة على فـّعله ؟
التفتّت إليهّ مـّاري و وجّنتيهـّا مـّتوردّتين من الخـجـّل كـّعادتهـّا عندّ تبـّادل الحـدّيث مع كبـّار في السـّن ،
و قـّالت بـتسـّاؤل و فضـّول
ـ عنّ مـاذا جـدّي ؟
رّفع ناّيت حـّاجبّه متذّكراّ ، ثمّ رّسمّ على شّفتيهّ ابتسـّامة سـّاخرة كـأنهّ من الصـّعب تّصدّيق أنّ فتاة مثّلها
سّوف يحدّث شيّء كهـذّا معهـّا فـّقـّال ببرودّ
ـ إنهّ لا شيء ، جـدّي أنـّت تـّعلم أنّ هـذّا ليّس من صفـّاتي
قـّهقه الجـدّ بصـّوت عـالّي غـّير مصـدّق أيـاه فقطّبت مـّاري و نـظّرت إلى ويـّليام ثمّ سـألته فإكتـّفى
بابتسـامة بسيطة و هو يـّقول ضـّاحكا
ـ ما قـّصة تـّغييركّ لمـّلابسكّ مـّاري ؟
إحمـّر وجههـّا كـّامـّلا و تـّلعثمتّ في كـّلمـّاتهـّا ليّضحك ويليام بصوت عاليّ جدا فـّوضع نـّايت يـدّه
على رأسهـّّا و أنـزله للأسـّفل قـّائـّلا بإنزعـّاج تـّام
ـ أنتّ تـّوقفي أن الإحمرارّ عندّ كل كـّلمة ،
ـ مـ مـ مـا الذّي تقصده أنا أنـّا إنهّ فقط الجـّو .
ضحكّ الكـّل لأنّ وجههـّا قد إزداد احمرارا فـكّشر نـّايت بـّغير رضي و وضعّ يده على خـدّها كـأنه يقومّ
بنـّزع ذّلك اللونّ الوردّي منه فشـّهقت عندّما سـّرت رجـّفة بجسدهـّا و قـّالت بـاندّفاع
ـ ما هذا ؟ يدّك بـّاردةّ كالجـّليدّ هـّل تعاني من حمـّى ؟ دّعني أرى ؟
ـ إننـّي بـّخير ، تـّوقفيّ
نـّظر إليهـّما الجـدّ بابتسـامة ، إنهمـّا يتصـّرفانّ بـعـّفوانية الآن .. يبـدوا أنّ نـايتّ فـّعلا قـدّ مضى
في حـّياته ، تنهـدّ بـّراحة يسـّعده أنه أوفى بـّوعده ،

/




 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 10:52 PM   #18
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




ـ تـّفتـّح بـّرعمّ الحـّب ـ




إحـدّى لـّيـاليّ الخـميـّس كـّانـّت السـمـّاء و بهـذّا اليـّوم مـليـئة بـالنـّجوم المـّنيـّرة بينـمّا إختـفى القـمـّر
وسـطّ غـّيوم لنـدّن و ضـّبابهـّا ،
فـّي تـّلك الـشـّقة الصـّغـيرة للآنـّسة روبــّرت مـّاري و التـّي تـّعـّرفّ حـّاليـّا بـّلقب الأمـّيرة مـّاري آل لبيـّر
لأنهـّا استـطـّاعت كسـّر الـجـّليد الـذّي يـحتـّويه قـّلب نـايـّت ، لكـّن و بـالـّرغم من أنهـّا نـجـّحت فـّي
مهمـّتها في نـظّر الإعـّلام و التـّي يـّظن بـّعض رجـّال الأعـمال الـذّين سـّبق لهم و أن تـّعـاملوا مـّع نـايت
ـ أنّ هـذه الشـّابة خـطّيبته تسـتّحق الحـّصول على جـّائزة و شـكـّر لأنهـّا قـدّ استطّاعت أن تـّلين قـّلبه
الصـّارم و بهـذّا قـدّ يـّسهل عـّليهم التعـّامل معه .
لكـّن هنـاكّ وجـهة نـّظر أخـرى ، خـائبة كالعـادّة .. فـّمعـظم عـّامة الفـّتيات يـّظن أنّ مـاري لا تـناسّب
أمـيرا مثـّاليـّا مثـّله و هو يستـحّق الحـّصول على شـاّبة ذات طـّموحـّات عالية لا فـّتاة عـادّية تـّعمل
كـنادلة فّي المـطّعم
و كـاّن هـذّا نـّقـّاش المـوجودّ في الـجـّريدة بـّعنوان كـّبير و عـّريضّ ـ سنـدّريـلا الغامضة تـّتسـلل إلى
القـّصر ـ
لـمّ يـنـّل هـذا اهـتمام مـاري لأنهـّا تـّعلم أن كـّل هـذّا مـجّرد تـّمثيل و لـّيس من المـمكنّ حصـّولهـّا على
قـّلب نـايت ، لـذّا سـّوف تـّدع الأمـّور تـّجري مـّجرى الـّريّاح و سـّوف تـّذهب إلى أينمـّا قدّ تـأخـذها
قـدّميهـّا أو بالأحرى إلى أيـنّ يـأمـّرها الملكّ .
كـّانت مـّاري جـّالسة على الأريـكّة تـقـّرأ روايـّة رومـّيو و جـّوليـّت للمؤلفّ المشهور شيكسبير،
بـكـّل هـدوء و استـمتاع ثـمّ تـّذكرت فـجـأة مـّوقفهـّا مع نـّايت فـّي الحـّفلة عنـدّما انحنى بكـل طـّوله
نـّاحيتها لّيقبلها على جّبهتهـّا بكـّل شـّاعرية
وضـّعت يـدّها على مكـان القـّبلة ، فتـذّكـرت المـّرة الأولى التـي قـّابلته فيهـّا .. عنـدّ انحنائه للمـرة
الأولى و تقـّبيلهـّا بكـّل شـّاعرية أمام الجميـّع مدّعيـا أنهـّا خطيبته ،
هـزت رأسهـّا نفيـّا و قـدّ أحمر وجههـّا بالكـّامل ، كـّيـّف لهـّا أن تـّفكر به بـهذه الـطـّريقة الشنيـّعة ؟
إنهـّا ليسـّت قـّصة حـّب حقـيقية لـكّن لا تـستـطّيع منـع نفسهـّا
ضحـكـّت و هـّي تـّجتـّاح بـخيـّالهـّا ، إنّ كـان نـايت فـّعـلا يـحبهـّا ؟ و إن كـّانت هي فـّعلا سنـدريـّلا
الـحقيقية ؟ أن يحـّبا بـّعضهما بّعضـّا بكـّل جنونّ ، كـروميـو و جـّولييت
شـّعرت بالحمـّاس و قـدّ انتابتها رغـّبة مفـّاجئة في رؤيـّته فـحـّملت هـّاتفهـّا و أرسلت له نصـّا قصـّير
و مـّرحا يـّعبر عن شـّخصيتهـّا
ـ نـّايت أنـّا بـحاجة ماسة لمـّقابلتكّ لدّي شيء مـّهم أريدّ أخبـّارك به ـ
وصـّلتها رسـّالة فـرفعت هاتفهـا و فتحتهـّا ، كــّان المـّرسـل نـايت .. و هـو يـّقول بـكـّل اختصار
[ قـّابـليني غـدّا عـّلى السـّاعة الثـّانية عـّشر عنـدّ الكـّلية ، مـّلاحظة إرتـدّي شيئـّا أفـّضل من مــّلابس
المـّتوسـلين الـتيّ تـملكينهّا ]
قـطّبت و قـدّ اختـفت جمـّيع أحلامهـّا أدراجّ الـريـّاح ثـمّ تمتـّمت بـّغيض و هـّي ذاهبة لتأكد من
مـّلابسهـّا
ـ و منّ قـّال يــّحبه ؟ هـّه كـّتلة جـّليد متـّحركة

/

فـّي غرفة كـّبيرة ، ذّات نـّافذة أخـذّت مسـّاحة الجـدّار بـأكملهّ أغـّلقت بـّواسطة ستـّائر سـّوداء محـّكمة
منـّعت ذّلك الـضّوء القـّليل التـّي تمنـّحه لندّن لسكـّانهـّا منّ التسلل، أمـّام ذّلك المـّكـّتبّ الـزجـّاجي بّه
حـّاسوّب محـّمولّ كـّانت شـّاشته تـّنيـّر فّي الـظّلام
عـّينيهّ الحــّادتينّ ركـّزتـّا عـّلى تـّلك الصـّورة الجـّميلة التـّي أخـذّت تـطفـّوا على الشـّاشةّ بكـّل عـّنفوان
و حـّرية ، ليـّس كـقـّلبه المقـّيد بـّسـّلاسّل و الأغـّلال .
تنهـدّ بأسّى و وضـّع يـّده على عينـّيه ليمنـّعهمـّا من اخـتّلاسّ النـّظر ، بينمـّا شـدّ على قـّبضة يـدّه اليسر
ليستـجمـّع القـّليل من الشـّجاعة .
كـّانت مـّلامحّ وجـّهه التـّي دوما ما بدّت للعيـّان غـّامضة و بـّاردة ، كـاّنت هـذهّ المـّرة متـّألمةّ و حـّزينة
لـّدرجة الثـّمـّالة ، التـّعاّسة التـّي غـّزت قـّلبه لـّم و لنّ تـّختفّي مهما طـّالت السـّنين . فـّي النهاية
استسـّلم لـّرغبته القـّوية و وضـّع أصـّابعه الـطـّويلة أمـّام الصـّورة ثمّ قـّال بنـّبرة مـّبحوحةّ و أليـمةّ
تحـّاكي نغمة النـّاي ،
ـ أخـّبرنيّ ما الذّي يجّب عليّ فـّعله ؟ و أنـّت التـّي تـحـّاولينّ مغـّادرة هـذّا القـّلب بكـّل سهولة ؟ أنـّت
التـّي كـّل شيء بالنـّسبة ليّ ،
صـّمت قـّليلاّ نـّادمـّا على هـذه الهـّفوة التـّي استسـّلم لهـّا بكـّل سهولة ، فـّوقّف و سـّار بخـطـّوات ثـّقيلة
نـّاحية النـافذّة ثـمّ أبـعدّ الستـّار لـّيرى تـلكّ السمـّاء المـظّلمة الممـّتلئة بالغـّيوم الدّاكنة فـدّوى صـّوت
الـّرعدّ في مـّكتبه الفـّارغ و المـّوحش فجـأة
لقدّ انحـّنت السمـّاء بـّعلياهاّ تـّواسيه على حـّاله و تـكبـّر الإنسـّان بـّالرغم من صـّغره على مشـّاعره
. ابتسـّم بـخفـّوت ثـمّ قـّال بنبـّرة هـادئة
ـ كـّنت سـعـيدّا عنـدّما كـّنت الفـّتاة الوحيـدّة لّي و أنـّا الرجـّل الوحيـدّ لكّ ،
كشـّر عن مـّلامحـّه البـّاردة و اختـّفت تـّلك الولهـّة الصـّغيرة التـّي أنـّارت عينيهّ للحـظة ،
و أخـذّ المـطّر يـّسقطّ بغـّزارة ، فعـادّ يحـدّث نفـّسه مجـددّا بحقـدّ و كـّره عمـّيق
ـ كمّ أكـّره نفـّسي التـّي رمـّت بـّعيدّا ، الـتّي أحبـّتكّ .

/

جـدّران بيضـاّء خـّالية من أّي جمـّال ، و نـافذّة كـّبيرة إحتـّلت الجـدّار تـطـّل على حـدّيقة جميـّلة أنساب
عبق زهـّورهـّا إلى دّاخل الغـّرفة ،
فيّ وسـطّهـّا وجـدّ بيـّانو أبيـّض اللونّ بلّ شديدّ البيـّاض ، جـّلس على مقـّعد الذّي أمـّامه ذلكّ الشـّاب ذو
الشـّعر الذّهبي الذّي تـّركه دّون ربـطّة هـذه المـّرة ، يضـّع أصـّابعه الـطّويلة على مفـّاتيحّ البيـّانو ،
غـّلق عينيهّ ذّات لونّ العّشب بكـّل هـدوء ثـمّ صـدّر صـّوت جـميـّل جـدّا ذو نـّغمة رومـاّنسية هـادّئة و
نــاعمة حـّزينة . قـدّ ظـّهرت لكـّنته الانجليزية
ـ أحـّاول أنّ أمحييك بـواسطّة هـذّه الـدموع المتـّسـاقطة ، لكـّي أستـطّيع أنّ أغـّادر جـّانبك ،
تـّوقف فجـأة و هو يـّضع رأسه على بيـانو مصـدّرا صـّوتا فـّضيـّعا ، تـأففّ بـغـّيض ثـمّ صـّرخ قـّائـّلا
ـ أحـّتاج إلى إلهـّام ، تبـّا .. الكـّلمات غـّير متنـّاسقة و المـّوسيـّقى كـذّلك أيضـّا ، كـّيف ليّ أنّ أصـدّر
الألبـّوم التالي بـحّق السـماء ؟
تـّنهـدّ بـعدّم رضـى دّام لدّقائقّ ثـمّ وقفّ بمـّرح و هو يحـّمل ستـّرتهّ ، قـّال بـابتسـّامة لـطّيفة زّينت
شـّفتيه
ـ أنـّا جـّائع ،

/

ّ الفـّتاة الأخـّرى ـ الآنـّسة فـّلور روبـّرت ـ التـّي عـكـّس أختهـّا تمـّاما فـهـّي الآنّ جـّالسة فـّي مكـّتبهـّا
و بيـّن يـدّيهـّا عـدّة أوراقّ تـحـّتاج إلى إطـّلاع عـّام أخـّير قـّبل أن ترسـّلها إلى المـدّير .
تـّعـّرف فـّلور روبـّرت بأنهـّا شـابة وقـّحة بيـّن زمـّلائهـّا و لأنهـّا تـّستمـّر بـّقول الـحقـّيقة دّومـّا دون
مـّجاملات و دّون إدراكّ للعـّواقب و لأنهـّا أيضـّا مجـتّهدة تـّتقن أعمـّالهـّا فـهّي تـّرقت فـّي ظـّرف شـّهر
إلى مـّكتب مسـّاعدة المــدّير الرئيسية .
تـّقدمـّت منهـّا الشـّابة الوحـّيدة التـّي تستـطـّيع تـّحمل مزاجها العـّصبي و تـّصـّرفاتهـّا الـصـّبيانية و
التـّي هـّي صـدّيقتهـّا الوحـيدّة منـذّ أيـّام الابتـدائية، ثـمّ قـّالت بـّهـدوء
ـ فـّلور سيـدّ جيمس يـطـّلب منـكّ إرسـّال أوراّق الآن
ـ مـاذّا ؟ سـحقـّا لقـدّ أخـّبرته أننـّي سـأرسـّلها عنـدّما أنتهـّي من قراءتها ؟ لمـاذا هـّو لحـّوح لهـذه
الـدّرجة ؟
ـ آ دأ أليـّس هـذا واضحـّا ؟ لأنه المـدّير طـّبـّعا
ـ حسـّنـّا حسنـّا أنـّا ذاهبة
وقفـّت و هـّي تـحمل الأوراقّ بينّ يديهـّا ثـم طـّرقت مـّكتب المـدّير جيمس ، وضـّعتها أمـّامه و غـّادرت
بـدونّ أن تتـّفوه بـكلمـّة ، بينمـّا قـطّب سيدّ جيمس من تـّصرفـّها الوقـّح لكـّنه تـجّاهله فـّلا يهـمه هـذا مـا
دامتّ تـّكمـّل عملـّها المـكـّلف به فّي وقته و بأحسن صـورة .
عـّادت تجـلسّ عـلى كرّسيـهـّا ، لحـظة مـّا رنّ هـّاتفهـّا النقـّال . رفـّعته دون أن تـّنظر للاسم ثـمّ قـّالت
بـبـّرود و هـّي تـنظر إلى أظافـّرها
ـ أخيـّرا اتصلت ، كـّنت أتساءل متـّى ؟
ـ عـذّرا آنسـّة روبـّرت أظـنكّ تـّنتـظرينّ اتصالا مهـّما أسـّف لأننـّي قـطـّعت عـليكّ ، لكّن أنـّا بحـّاجة
لمنـّاقشة مـّوضوع مهمّ مـّعك
انتـظرت لدّقائق قـّبل أن تقـّول بـحّقد و هي تـكـّز أسنانها
ـ ويـليـام ؟ ويـليـام دويـل ؟ هـّل أنا محقـّة ؟
تنهـدّ ويـليـّام في الجـّهة الأخـّرى و هـو ينـظر نـّاحية نـايت الجـّالس على مكـّتبه و يـّرمقه بـنـّظرات
حـادة تـّلحّ عليه بإكـّمال الحـدّيث
ـ أجـل إنهّ أنـا
ـ أنـّت أيهـّا الحـقير كـّيف تـّجرأ على أن تـقّوم بـّدعوتنـّا هـكذا ؟ دون إخـّبار أحـدّ بالأمر ؟ من تـّظن
نفـّسك ؟ أيها الحـّقـّير عـديم التـّربية و الأخـّلاق
أبـعدّ ويـليـام الهـّاتف عن أذنه و هو يسمـّع سيـّل من الشـّتائم تـنـطّلق نحـّوه و تـّنعته بكـّل صفـّات ،
فتـّقدم نايت منـه و أخـذّ الهـّاتف .. تـحدّث بنبرة حـّادة مبـّحوحة عـمّيقة
ـ أنـا نايت أل لبيـّر ، آنسـة فـلور روبـرت أريـد منـّاقشة موضوّع مهـمّ مـعكّ
تـّوقفت فـلورا عن الشـّتم ثـمّ أغـّلقت البـّاب و استنـدّت عليهّ ، قـّالت بـهدوء
ـ ما الـذّي تـّريده ؟
ـ ما أريده واضحّ جـدّا ، إنهّ تـعاونكمّا ما أحتـّاجه فـأنا و مـاري خـّطيبين مـّعروفينّ عـّالميـّا و أن
تـّكون خـطيبتي مـّنبوذة من طّرف عـائلتها لهـو أمّر لا أريده
ـ ما الذّي تقصده بمنبوذة ؟ مـاري أختي و أنـّا أحبهـّا أكـثـّر من أيّ شخص بهـذا الـوجودّ ، لكـّن أن
تـّحبهـّا انت فـهذا أمر مستـحيل
ـ فـلور ، ماري خـطيبتي و أظن إن كـّنت أحبهـّا أم لا فـهذا عـائدّ إلي
ـ اسـمّع لا تـّظن و لا لـوهلة أننّي أصـدّق تـمثـّيليتك الـسخيفة بخـّصوص هـذه الخـّطبة المـّزيفة ،
أنـّا قـدّ لا أعـّرف التفـّاصيـّل لكـّن أنا واثـّقة إن مـّاري أختـّي التي أعـّرفها من المستـحيل أن تـّرتبـطّ بـشخص مـّثلك
ـ حقـّا ؟ و ما الـذّي يجـّعلك تـّظنين هـذّا ؟ آنسة روبرت ؟
ـ أظـن أنـكّ أنـّت من أعـطّاها الـ 500 مـليون دّولار ، ألـيس كـذّلك ؟ أخـّبرني ما الذّي تـّريده منهـّا ؟
ـ مـّا أريده لـّيس من شـأنكّ ، كـّل مـّا أمر بـه الآن هـّو تـّعاونك أنت و والدكّ خـّلال حـّفلة الـزفـّاف
الـتّي سنـّقيمهـّا ،
ألجمت الصـدمة لسّان فـّلور و لمّ تستطـّع ان تـّتخـّيل و لو لـلحظة أنّ يـتّم زواجّ ماري الـطّفلة من
هـذّه الـكـّتلة الجـّليدية ذو القـّلب القـّاسي ، قـّالت بارتجـّاف
ـ مـ مـا الذّي تـّقصده ؟
ـ مـّا قـّلته و لنّ أعـيده، أخـّبروني كمّ تـّريدون و أنا مستـّعد لدّفع مقـّابل تـّعاونكم و حضـوركمّ حـّفل
الـزفـّاف و إن لم تـفّعلوا فـ
ـ أنـّت كيـّف تـجـرؤ أن تتـحدث معـّي بهـذه الـطريقة الوقـحة ؟ أنـّا لـّست فقيرة جدا لكـّي أريدّ مـّالك
أمـّا بالنـّسبة لتـّعاوننـّا فـأنت لـّن تـّحصل عليه و لنّ تـّحصل أيـّضا على بـّركتي كـأخـّت لزوجـّتك
أيضـّا ، سـأحـّرص على أنّ لا يـّتم هـذا الـزواج بـكّل تـأكيد
ـ حقـّا ؟ أريـدّ أن أراكّ و انت تحـّاولين ؟
ـ صـدّقني مـّاري لنّ أسلمـّها لـّك و لو عـّلى جـّثتي
صـّرخت فـّي وجـههّ بـكـّل عّصبية ثـم أغـّلقت الهـّاتف و رمـّته على الجـدّار بكّل عـنّف ، بينمـّا ابتسـم
نايت بهـدوء و هـّو يجـّلس على الأريكة واضعـّا قدما على الأخرى بكـّل راحة ، قـّال ويـليـام له بـّغيض
ـ هـّل أعجـّبك ما فّعلته ؟
ـ طبـّعا لقـدّ تـّخلصت على القـّليل من الـملل الذّي أصـّابني ، لكـّن حقـّا أفـرادّ عـائلة روبـّرت فـّريدون
من نـّوعهم
كـّان ويـليـام يـّسند رأسه على كـّوعه و هـّو يـّرمق نـايت مستـّغـّربـّا منه ، قـّال بـتـّعجب
ـ كلمـّا أظنّ أنني و أخـّيرا تـّمكنـّت من فـّهمك فـأنـّا أجـدّ نفسيّ جـّاهلا مـّرة أخـّرى ،

/

رّن جـّرس ذّلك المنـّزل الكبيـّر عـدّة مـّرات من قـّبل رجـّل ربمـّا في منتصـّف الأربعينّ يحمـّل بينّ يدّيه
ظّرف متـّوسط الحـجمّ ، يرتـدّي بـذّلة رسمّية قـدّيمة نوعـّا ما بكـّل إهمـّال ،
فجـأةّ فتحّ البـّاب على يـدّ خـادّمة فأقتحم ذلك الـرجّل منـزّل كالإعصـّار و الغـّضب بـادّي على مـّلامحّه ،
أخـذّ ينـادّي بصّوت عـّالي و حـادّ
ـ روّي ، روّي
آتى من الغـّرفة المقـّابلة الـرجّل المـدعو روّي يمـّيل للبـدّانة و قدّ غـزى الـشّيب شّعره ،
نـظّر باستغراب إلى هـذّا الـذّي اقتحم منـزله عنوة و قـال بتسـاؤل
ـ جوناثان ما الأمـّر ؟
كـّانت مـّلامح جونـاثان غـّاضبـّة جـداّ ممـّا جـّعل روّي يتساءل أكـثر فـأكثـر عن السّبب ليـّقول
جـّونـاثـّان بـحدّة و عصبية راميـّا المـّلف في وجـه صديقه
ـ كـّيف لكّ أن تـّفعل هـذّا بي ؟ كـّيف لكّ ؟ لقدّ صـدّقتكّ و أعطـّيتكّ الثقـّة المـطّلقة أفها هكذا تـّجازيني
يـّا صديق العـمر ؟ هـكذا ؟
ـ مـا الذّي فـّعلته ؟
ـ و مـا الذّي لمّ تـّفعله ؟ كـّيف لكّ ألا تـّخبرني أنّ آرثر رجـّل متـّزوجّ ؟ و هو يـّخونّ زوجـّته أيضـّا ؟
كـّيف لكّ أن تـّغفل عن ذكّر هـذا لّي ؟ و أنـّا الذّي كـّنت أريدّ تـّركّ ابنتي فّي عهـدّتك ؟
ـ صدّيقي أنت تـّسيء الفـّهم فآرثر لّيسّ متـّزوجـّا فـّعلا هو قـدّ تـّزوجّها من أجـّل أن تحّصل على
الجـّنسية الأمريكية و هو مسـّتعد أيضـّا لطـّلاقّ لذاّ لم أرى أن الأمـّر يسترعي كل هـذا الاهـتمـّام
ـ أرجـّوك كـّف عن الكـذّب ، لقـدّ وثقـّت بكّ و أردّت أنّ أرتـّاح بـتـّزويج أبنتي و الاطمئنان عليهـا لكـّن
أنـّت .. أنـّت كـّيف لكّ أن تـّفعل هـذا بي ؟ كيـّف ؟
ـ أنـا أسفّ جون لـمّ أكنّ
قـطّب جـّونـاّثان و هو يـنـظر إلى صـديقه الذّي غـدّره ، ثـمّ اتجـه إلى الخـارج و هو يقـّول بـكـّل هـدوء
ـ عـّقدنـّا قدّ انتهـى و كـذّلك صـدّاقتنـّا
بـّعد ذّهاب جـّوناثان ، قـّام روّي بفـّتح المـّلف بكـّل فـّضول .. وجـدّ صـّور عـدّيدة لابنه آرثر ليسّ مع
فتـّاة واحـدّة أو اثـّنين .. بـّل الكـثّـير و معـّظمّهم كـّان مخـّللا للحيـّاء ،
احمر وجـه السيّد روّي و وضـعّ يده على قـّلبه بـكّل ضـّعف ، أخـّرج حـّبة دّواء من عـّلبة موجودة
فّي سترتهّ و تنـّاولهـاّ على عـجـّل ،
ثـمّ جـّلس على دّرج و تنهـدّ بكـّل أسى و ذّل على مـاّ أوصله ولدّه

/



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 10:53 PM   #19
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




عنـدّما يـّلتقي الإنسان بتوأم روحـّه ، الـّشخص الذّي يـّفتّرض أنّ يبـّقى مـّعه طـّوال حيـّاته و أنّ يحـّب و يعـّشقه .. أنّ
يستـمّر مـّعه للأبدّية فـّهل سيـّتركّه يـذّهب ؟ هـّل سـأتـّركه أنـا يذهب ؟ جـّوابّي واضحّ .. و على الـّرغم من وضـّوحه
سـأقـّول لكمّ لا ، لنّ أتـّركه يـرّحل مهمـّا كـّلفّني الأمـّر ، سـأبقى بجـّانبه و سـأكتفي بـحّبه ..
ـ أذّن آنسـة روبـرت مـاري ، هـل أنت واثقـة من أنّ سيـد نايت آل لبيـر هو تـوأم روحـكّ ؟ الشـخصّ الذّي انتظرته طـوال
حيـّاتك ؟
بـكـّل سـّعـادة سـأقـوّل نـّعم ، إنّه فـّارس أحـلامّي الذّي انتـظرتهّ يومـّا بـّعد يّوم .. الـّذي خـّزنتّ قـّلبي لّه فّي انتـظاره ،
الـذّي سـأكونّ ممـّتنة إنّ قبـّل بـحـّبي اللا مـحدّود له .. أنـّا أحبـّه
ـ حقـّا و مـّنذ مـّتى ؟
إّن أردّتم أنّ أكون صـّادقة ، مـّن اليـّوم الذّي التقـت عينـّاي بـّعيـنيه حينهـّا شـّعرت بأحاسيس و لأول مـّرة انتابتني ،
شـّعرت أنه الـوحيـدّ المنـّاسب لّي
ـ إذّن أنـّت تـّحبينه ؟
فتـّحت مـاري عينيهـّا بـّذعـّر و أخـذّت تنـظر حـّولها و قـدّ شحـّب وجـهها كمـّا لو كـأن الـدّم قدّ سحبّ منهـّا ، وضـعّت
يـدها على دّقات قـّلبهـّا السـريعة ثـمّ وقفّت بـشـكّ و هي تـّنظر مجـددّا في أركـّان الغـرفة .
إتـجهت إلى المـطّبخ ثـمّ شـّربت كـأس مـّاء و جـّلست على الكـّرسي ، كـّانت في نـدّوى صـّحفية تـسـأل فيهـّا عن
عـّلاقتهـّا بـّنايت و هي أجـّابت و بكـّل صـدّق أنهـّا تـّحبه ، تحّب كـّتلة الجـليدّ المتـّحركة تـّلك ، أخـرجـّت لسانها بقـّرف
قـّائلة
ـ كـّابوس، كـّابوس .. يـّاله من كـابوّس أنـّا أحـبّ شيـطّان مـّثله ؟ مستـحيّل بـّل في سـّابع المستـحيـّلات و لنّ أفـّعـل
سـأنـتظر الـشخّص المنـّاسب . أجـّل المنـاّسب
ضحكـّت بهسـّتيرية ثـمّ تّوقفت فجـأة سـحّبت شـّعرهـّا بعنّف عنـدّما انساب إلى فكرها صـّورة نـايت المبتسم بسخـّرية
لاذعـة و هو يـّعلق على موّقفهـا الآنّ ، قـالت بحدّة
ـ مستـحّيل، أنـا لا أحبـه
عـّادت تجـّلس على الكـّرسي متهـجمة المـّلامحّ ، وضـّعت يديهـّا على وجههـّا ثمّ سحبـّت خـدّيها بكـّل قوة و هيّ
تـقـول محـدثة نفسها مجددا بكـّل واقـّعية
ـ أجـلّ مستحيـّل بـطة سوداء مثـلي لنّ تحظى ببجـّعة ،الأمر مفـهوم ؟
انسـاب الاكتئاب إلى قلبهـّا فسـارعت إلى معلقة الملابسّ و ارتـدّت معـطّفها الأحمـّر و وشـّاحهـّا مع حـذاّء المنـزلي
المنفـوّش على شـكّل أرنـّب ، فتـحّت بـّاب شـّقتها و إتجـهت إلى شـّقة التّي بجـّانبهـّا ، رنّت الجـّرس قـّليلا فخـرجّـت
السيدّة فرانسيسّ منـّزعجة و هي ّ تـّقول غـّاضبة
ـ ماذّا ؟ مـاذا ؟ مـاذّا ؟
ـ أسـّعد صـّباحكّ سيدّة فـّرانسيسّ ، كمـّا تـرّين سيدّتي أنـّا لا أستـطيّع النـّوم و لأننّي لا أستـطّيع قـّررت أنّ أصـّنع كـّوب
شيـكـّولاطـّة سـّاخن يـدّفئني لأن التـدفئة لا تـّعمل ، لكـّن و كمـّا أرى فـأنـّا لا أمـتلكّ الـشيـكولاّتة لذا من فـّضلك هـّلا أعـطيتني ؟
قـطّبت سيدّة فـّرانسيّس بـكّل عصبية ثـمّ صـّرخت بهـّا غـّاضبة و هّي تـّلوحّ بيدّيها بينما ماري تـّحاول تفـاديهـّا
ـ و ما شـأني أنا ؟ ها ما شـأني بـحّق السمـّاء ؟ ألانك لا تستـطيعين النـومّ توقظِ جـّيرانكّ ؟ ثـمّ إن لمّ تـجدي
الشـيكولاتة كما تـدّعين لما لا تـحضري شيئا أخـر ؟
ضحكـت مـّاري ببـّلاهة و هـّي تمـدّ يدّيهـّا فزمـّجرت سيدة فرانسيسّ بـحقدّ و أغـّلقت البـاب في وجههـّا بكّل قوة ثـمّ
فتحـّته و أعطّتها عـّلبة و قـّالت بحدة
ـ بحّق السمـاء لا تـّعودّي لتـطّرقي باب شقتي عنـدّ الثـّالثة صبـّاحـّا مجددّا و إلا أقـّسم أننّي سـأطّردكّ من المبنى ؟
ـ إذّن لا بـأس بالـّرابعة صـّباحا ؟
صـّرخت سيدّة فرانسيس بـجنونّ و دّخلت إلى شـّقتها تشتمّ كـّل ما فيّ طّريقهـّا ، فضحكـّت مارّي بخـّبثّ و هيّ
تمسـكّ العـّلبة كما لو كـأنهاّ شيء ثـمّين يـأتمنّ بحـّياتها الخـّاصة ، إتجـّهت إلى بـّأب الشـّقة التي أمـّامهـّا ثمّ طـّرقته
بكـلّ هدوء تـّضع على شفتيهـّا ابتسامة بسيطة فـخـرّج ويـّليـام مـّرتدّيا بنـطّالا و قميصّا بإهمـّال ، عـّينيه مغـّمضتين و
بالكـّاد يستـطّيع فتحهمـّا قـّال بـتسـاؤل
ـ ما الذّي يحـدّث ؟ لقدّ سمـّعت صـّراخا منـذّ قليل ؟
ـ ويـّليـامّ عـزيزّي أتمـتلكّ قليّل من السـكـّر ؟ أريدّ تـّحضير القـهوة لكّن لا أمتـلك السـكّر و السوبرّ ماركت بـعيدّ جدا
ـ آه أجـّل تفـّضلي، أحضـريه بنفسكّ
أومـأت بـكّل لطّف ثّم اتجـهـّت إلى مـطّبخه بينمـا أكـّمل هو طـّريقه نـّاحية غـّرفته ليّعود إلى النـوم مجـددّا ، وجـدّته
فـأخذّته و كـّادت أن تـّعود لولاّ أنها قـّررت فـتّح الثـلاجة .. وجـدّت تلكّ الحـّلويات المـغـّرية التّي دومـّا ما يقومّ ويليـام
بتقـديمهـّا فقـالت بصّوت عـالي نسبّيا
ـ ويـّل هل أستـطيع أخـذّ حبـة من تـّلك الحـّلوى التي تصـّنعها ؟
لّم يجّبها ويـليام لأنّه كـّان يغطّ في نومّ عـمّيق فابتسمـّت مـاري بـمكـّر و هيّ تردد في نفسها أن الصمـّت من عـّلامات
الـّرضى فـأخذّت الصـحنّ بـأكمله و سـّارعت بالـركض إلى شّقتهـا ضـاحكة

/

فّي ذّلك القـّصر العـمّلاق حـّيث لا يـّكتفي المـّراسـّلون عنّ نبّش أحـّوال أصحـّابهمّ فـّتراهمّ يحـّاولونّ التسـّلل لعـّلهمّ
يجـدونّ مقـّالا صحـّفيـّا يجـّعلهمّ يكـّسبونّ المـّال أو يشتهـّرونّ ، كـّانت عـّائلة آل لبـّير العـّريقـّة تـجّلسّ فّي طـّاولة
مستـدّيرة تتـّناول فـّطـّور الصبـّاح و الصمـّت سـّائدّ بينهمّ كالعـادّة
الجـدّ بيـتر رئيّس شـّركة لبيـر التـّي تسيّر السـّوق بـّرفعة أصبـع و التـّي تـّمتلك كـّمية عـظيمة من الأسهـمّ لربمـّأ تفـيّ
بشـّراء جـزيرة ، يـّعرّف عنه بالقـوة العـّارمة و حـدّة الذّكاء يجـّلس باستقـامة يـتنـّاول حسـّاء
سيـدّ تـومّاسّ ابنـه الـوحيدّ المتبـقي على قـّيد الحيـاة و والدّ كـايل ، يـّمسكّ شـّركـّاتهمّ فّي ألمانيا و لا يـّعودّ إلا نـادّرا
، يتصـّفحّ الـجريدّة باهتـمام
كـّايـل و ابتسـامته السـاخرة المـّوجهة إلى ابنّ عمته كالعـادّة ، لاعـب بيسبول شـهيـّر قـّاد فـريقه للفـّوز لكـنهّ أعتزل
حـّاليـا من أجـّل تسيـر أعمـال العـائلة و أنّ يكونّ اليـدّ اليـمنى لوالدّه و جـدّه .
إليـزابيث دو لاسيـر ، زوجـّة كـايّل بـرازيـلية الأصـّل و عـّارضة مـشهورة أيضـّا فـكـّانت هيّ تتصـّفح مـجـّلة بكـّل اهتمـام
نـايـّت آل لبـير ، ابـن إيليـنا آل لبيـر .. دّرسّ إدارة الأعمـّال و تـّخرجّ فيّ سـنّ الثـامنة عـّشر بـّعد حـيازته على الدكتـوراه
، يـّعـرف بشيـطّان و ذّلك لـحـدّة ذكـاءه كمـا أنه يـّعتبر الـيدّ اليمنى للجـدّ و الذّي يشـبههّ لحـدّ كبيـر فّي تصـّرفاته ،
حـّاليـّا خـطّيبته مـاري روبـرت فـتاة من العـامةّ
فجـأة أمسـكّ رئيسّ الخـدّم ذّلك الرجـّل المـّريب الذّي يتنصـّت من خـّلف شجيـّرات صـّغيرة زرعـّت أمـام شـّرفة غـّرفة
الأكـّل لتـّوحي بمنـّظر خيـّالي ، رمـّق رئيس الخـدّم المـّراسل الذّي يـكـّتب حـّول أفـّراد هـذه العـائلة فّي دّفتره الخـّاص
ثّم قـّال بـلهجة متـّعالية ذات لـكنة بـريطـانية
ـ أيـها السيدّ تـّعال مـّعي من فـّضلك لننـّاقّش أمـّر من يـّوصلك إلى الشـّرطة بـتّهمة تعـدّي على مـّلكية الغـّير و
محـّاولة نشـّر الإشاعات ،
قـطّب الـصـحـّافي بانـزعـاج ثـمّ رفـع آلة التصـّويـر و ضـّغط على الـزر ليـأخذّ عدة صـّور لأفـّراد العـائلة ثـمّ يـّركضّ مسـّرعـا
هـّاربـّا فحـّاول رئيّس الخـدّم أن يـّركض خـّلفه لكنّ كبـّر سنه لم يسـّاعده ، أمـّر الرجـّال بالإمساك به عـّبر اللاسلـكّي
بينمـّا هو يـّلتقط أنفـّاسه و يشـتمّ بلـّغته كـّل صـّحفي سببّ فيّ سوء عـّيشه
قـطّب سيدّ تـوماسّ و وضـّع نـظارتيه جـّانبـا قـائلا بتسـاؤل
ـ أسمّع أحـدّكم ضـوضـاء الآن ؟
أجـاّب الكـّل بالنـّفي فابتسـم هو بهـدّوء معـّلقا على نفـسه
ـ يبـدّوا أننّي كبـّرت بالسـّن يـّا والـدّي
ابتسـمّ الجـدّ بينمـّا أيدّه كـايّل عـلى أنهّ فعـلا قدّ كـّبر بالسـّن و يـجّدر الحصـّول على القـّليل من الـّراحة فـوافقـّت
إليـزابيث زوجـّها و هـّي تـّنصحّ حمـاها برحلة استـجـمامية يـّريح فيهـّا عـّقله ، وقفّ نـّايت بعّد أن وضـّع المنـّشفة
جـّانبـّا ثـمّ إنحنـى بـّلبـاقة و كـادّ أن يـّرحل لولّا سـؤال كـّايل الـسـاّخر
ـ مـاذا بـكّ نـايت ؟ ألم يـّعجّبك موضوع الحـدّيث و قـررت الـذهاب ؟
نـظر إليه نـايت بـطـّرف عينيهّ التيّ احتـدّتا بشـكـّل خـطّير ، فقـدّ كان مـّزاجه منعـدّما هـذّا الصبـّاح و لا تـّنقصه
تـّعليقـّات كـاّيل السـاخرة ، ردّ بـنفـّور لتـظهر نـّبرته المـّبحوحة التـّي تنبـأ بـمـدّى غـّضبه
ـ لدّي عـمـّل لأديـره .
سار بـخـطوات واثقـّة و سـّريعة فقـّالت إليـزابيث فجـأة
ـ نـايتّ سـأذهب لـزيـّارة مـاري إنّ لم تمـّانـع .
تـّوقفّ و عـّاد ينـظّر إليهم ، لقـدّ سـهر البـّارحة فـّي مكـّتبه و لمّ يـّعد إلا صـّباحـّا من أجـّل عـّادات الجـدّ الذّي تنصّ
على تـّواجد أفـّراد العـائلة فيّ وجبـّة الصـّباح و المسـّاء ، قـّـال بـّحدة
ـ مـا شـأني أنـّا ؟ بـحّق الجـحيم هـّلا ..
أمسـكّ رأسه فـوّقف الجـدّ بيتـّر بقـّلق و كـذّلك إليـزابيث الـتّي تقـدّمت منهّ فوضـعت يـدّها على جـّبهته و التـّي
سّارع نـّأيت بإبعـادّها ، قـّال بهـدوء
ـ عـذّرا .
ثـمّ رحـّل مبتعـدا

/

أمسكـّت فـلور بـّعلبة القـّهوة الفـّارغة ثـمّ نـّظرت إلى تـّلك المـّياه التـّي وضـّعتهـّا في وعـاء على المـّوقد المشـّتعل ،
زمـّت شـّفتيهـّا بـغّيض و قـّامت بـّرمي العـّلبة لتـّخرج الحـّليب من الثـّلاجة و تـّشربه لكـّن لم تـجدّ قطـّرة واحـدّة فيه ،
شـتمـّت بانزعاج و جـّلست عـلى المنـضدة قـائلة بأسى
ـ أن تـكونّ فقـيرا لهو أمـّر مـزعجّ بكـل تـأكيدّ ، يـا تـرى هـل مـاري و بـزواجهـّا من ذّلك المتـّعجرف هـّل يـا تـرى تخـّلصت
من هـذه الأشيـاء المـزعجـة ؟
تـقدّم والدّها و جـّلس على الكـّرسي حـّاملا بينّ يديه جـّريدة يـّقرأ العـّناوين ، قـّال باهتمام نـاحية فـلور التي تحـدّث
نفسهـا
ـ مـّاهي هـذه الأشياء ؟
استـدارت فـلور لوالدّهـاّ ، كـّانت بنـيته ضـّعيفة و قـدّ فقدّ قـليّل من الـوزّن ربما لكثرة التفكير بأمورهـمّ التي رفّضت أن
تعـتدّل ، قـالت فجـأة
ـ أبّي سـأذهـب لتـحدث مع مـاري ، أظن أن زواجـهّا من ذّلك الرجل خـطأ عـظيمّ و لابدّ لنـّا من جـّعلهـا تـدّرك هـذا
جيـدّا
تنهـد سيدّ جوناثان ثـمّ قـال بـلهجة غـير قـابلة لنـقاش
ـ حسنـّا أذهبي ، لكـّن و بـّخروجكّ من هـذا الـبيت تـأكدي أنكّ لن تـّعودي إليه أبـدا
وقفّ و وضـّع الجـّريدة جـّانبـّا بقـّوة على الطـّاولة ثـمّ استـدار مـّبتعـدا و هو يقـّول بـحـدّة
ـ إّن تـحّديث عنّ تلك الـوضيـعة ممـّنوع .
بـّعد رحيـله إرتـدّت فـلور معـطّفها و هي تـّعلق بـكّل بـّرود على كلمـّات والدّها الصـّارمة ثـمّ خـّرجت من المنـزلّ ،
إلى العـمـّل و فـكّرة زيـارة مـّاري لا تـّزال تـّدور بـرأسهـّا

/

فّي منـّزل مخـّتلف عنّ عـائـلة غـلوري المـحطـّمة و المتشتتة أو قـّصر الكـّبير لأفـرادّ عـائلة ال لبيـر المـّالكة و التّي
يسـّعى أفـّرادهـا نـحو الثـّروة ، هـذّا المنـّزل كـّان متـّوسط الحـجّم يـّعم بالـدفء و الحـّنينّ لـكّنه عـلى وشـكّ التـّخلي
عن جميـّع هـذه الأحـّاسيس .
فـذّلك الشـّاب ذو الشـّعر الـبني كـّان يـّقف بـكّل خـزي و يتـحدّث بكـّل هدوء نـّاحية ذّلك الـرجّل الذّي يبـدوا فّي
منتـّصف الخـمّسين من العـمّر و الذّي كـّان الغـّضب قـدّ توصّل إلى أعماق أعـماق قـلبه فقـّال بـحدة و عصبيـة
ـ لقـدّ قـّلت لكّ أرحل و أنـا لن أعـيدّ كلامّي مـّرتين ، أرحل و أختفي من أمـّام وجـّهي لا أريدّ رؤيـتك و لا سمـّاع صـّوتك
حـّتى امسـّكته زوجـّته من ذّراعه و هّي تسـّحبه للجـّلوس على الأريكـّة كّي يـّهدأ أعـّصابه لكّن لا
يبـدوا أنّ ما تـّفعله يسّـاعد على الإطلاق ، قـّال آرثـّر بـغـّضب بـّعد أن سـأم من التـّوسل الذّي لا يـّفيده
ـ أنـّأ لمّ أخطـأ ، لمـّاذا بـّحق السمـاء أضـطر من الـزواجّ بـتـلّك القبيحة ذات اللسان الطويل
المـتّعجرفة و أنـّا آرثر غـلوري ؟
ـ و ما الخـطأ فّي ابنـة سيدّ روبـّرت ؟ ما الخـطأ بهـّا ؟ إنهـا أفـّضل منـكّ فهيّ تتـحمل مسـؤولية
أفعالها و لا تـّهرب من المصـّائب تـّزويجكّ إيـاها لكـّان من أعـظم الأخطـاء التي أوشكـّت على
القـيام بها
ـ ما الذّي تقـصده يـا والدي العـزيز ؟ هـلّ أنت تـّفضلها علي أنا أبنك الوحيـدّ ؟
وقفّ سيد روي غـّلوري بـّعصبية ثـمّ أمسكّ آرثر من يـّاقته و هو يقـّول بـّصراخ حـّاد جـّعل زوجـّته تـّرتجـّف
ـ أيهـّا الابن العـّاق عـديم الفـائدة ، أرأيـّت الـصّور التي أرّسلت إلى صـدّيقي جـّونـاثان ؟ أتـّلك صـّور
يفـّترض بي أن أفتـّخر بهـا ؟ و أنا الذّي كـنت أمتـدحه أمـّامك يـّال العـّار الذي ألّحق بي يـال العـّار ،
ابنـي مـّع لّيس فتاة واحـدّة و إنمـّا العـشرات
ـ لقدّ قـّلت لكّ أنهمّ مـجّرد صدّيقـّات فـّلماذا تـّكبـّر المـّوضوع ؟
ـ سحقـا لا أريدّ سمـاع أعـذارك الواهيةّ ، لا تـعد إلى هـذا المنـزل إلا و أنت نـّادم على ما فـعلته ،
قطـّب آرثـر بغّضب ثمّ صـّعد السـّلالم متـفّاديـّا أخته كلـير الواقفـّة بصـّدمة ، إتجـه إلى غـّرفته و أخـّرج جميـّع ثيـّابه
ثمّ وضـّعها في الحقـّيبة و حمـّل حـّاسوبه النقـّال مـّع كـّتبه ثمّ سـّارع بالذهاب و هو يستمـّع لمـحات من
نقاش والدّته مع روي فـّأغلق البـاب خـّلفه بكل قـّوة معـّلنا أنـّه لنّ يـعود موجـودا بينّ أفراد أسرته بـعد الآن
ـ ما الذّي تفعله روّي ؟ هل ستـسمح لابننا الوحيد أن يـّغادر هـكذا بـينما أنت تـنـظر إليه ؟ هل قسي قـّلبك على
أبنائك ؟
تنـهدّ روي ثـمّ مسـّح دموع زوجـّته المنهـّارة قائلا بحـنان
ـ عــزيزتيّ أنـا لا أقـسو عليه ، أنـّا فقط أحـاول أن أرشده لـطّريق الصـّحيح ، لقدّ أصبحّ غـّير مبـّاليّا لمـّا حـوله و
لا يـهتمّ سوى لمـتّعته الخاصة ، أريدّه أن يّصبح رجـّلا نـاضجـّا
ـ لكن ليس بهذه الطريقة روي ، أنا لا أريد لابني أن يبتعد عني
ـ أنـا أعلم عـزيزتي ، لكنـكّ رأيت تـّلك الصـّور المشينة و رأيت أيضـّا تـّصرفه اللامـباليّ حـّول الأمـّر
و عـّدم اعتذاره لّي و رفّضه طـّلب الصفّح من سيدّ جوناثان ، هـّل تظنين أنّ هـذا لائق ؟
تنهـدّت سيدّة تينـا ثـمّ أومـأت بالنـفي و غـادّرت إلى المـّطبخ لكّي تـحّضر القـليل من الشـّاي كّي يـعدّل
أعصـّاب زوجها و تـّطلب منه مجددا إعـادة آرثـر إلى المنـزل ، حـّـتى لو كـان مخـطئ و حـّـتى لو أنّ
طريقته في العـّيش مستهترة و مليئة بالأخطـاء لكنه يبـّقى ابنها و لنّ تـّسمح بـّرحيله عنها

/

بـّعد انتهـاء المحـّاضرة غـّادرت مـاري القـّاعة متـّجهة إلى المـّطعم ، و كـّانت هـذا مـّجرد روتيـّن
عـّادي لحـّياتهـّا الـيوميـّة لكـّن مـّؤخـّرا ، روتينـّها الذّي اعـّتادت عليهّ بدأ بالتـّغير تـّدريجـّيا .
فـّي طـّريقهـّا نـحّو المـطّعم وجـدّت كليـّر غـلوري تـّقف أمـّامها مـّانعة إيـّاها من الـتقدّم و وجـّهها
محتـّقن بالغـّضب و
السـخطّ ، عـّلى غـّير عـّادة كليـّر فهيّ لم تهتمّ اليـوم بـأناقتهـّا و لا اشـّراقتهـّا الدائـّمة ، تـّوقفت عن
السـّير ثمّ رسمـّـت ابتسـامة لـطّيفة على شفتيهـّا و هي تـّّرحب بكـّلير بصـّدر رحـبّ
ـ صـّباح الـخيّر كـّلير ، لـما لمّ تـأتي بـاكـّرا لقدّ كـّانت مـحاضـّرة أستـاذّ مـاثيوّ جميـّلة جـدّا
أمسـكـّتها كـليّر من يـّاقتهـّا فـتفـاجـأت مـّاري لكّن لمّ تـبعدّ يدها ، صـّرخت كليـّر في وجههـّا بكـّل عـّصبية
ـ أتـدّعين الجـهّل أم مـاذا ؟ أحـٌّقا لا تـّعلمين السبب ؟
سـّقطـّـت كـّتب مـّاري على الأرّض عنـدّما تـّلقت صـّفعة قـّوية من كـّلير جـّعلتها تـّرتد ّ إلى الخـّلف ،
فإجـّتمع الطـّلاب حـّولهمّ و هو ينـّظرون بـّفضـّول بينمـّا قـّالت مـاري بـّتوتّر
ـ ما الذّي تقـّصديه ؟ أنـّأ لم أفـّعل شيئا ثمّ يـجّدر بـكّ الاعـتذار
كادت أن تـّنقض عليهـّا كليـّر لكـّنهـّا أحكمـّت على قبّضتهـّا محـّاولة السيـطّرة على أعـّصابهـّا
و هـّي تـّقول بحـدّة
ـ لقـدّ قـّلت لكّ مـّسبقـّا و بـوضـّوح أنّ أخـّي لا يـريدّ الـزواجّ بـأختـكّ أليّس كذلك ؟ و طـلبت منكّ
و بـّوضوحّ شديدّ أن تـّحاولي إيجـّاد حـّل لذّلك العـّقد السـّخيف لكـّن ما الذّي بحـّق الجـحيمّ فـّعلته ؟
لمـاذّا أرسلـّـت تـّلك الصـّور إلى والدّي ؟ ألا تـّعلمين أنه طـّرد آرثر بـسببّ أختـكّ المتـّرصدة
المـجنونة ؟
تنهـدّت مـارّي و هي تـحـّاول استيعاب كلمـّات كليـّر فقالت بـهدوء
ـ أنـّا حقـّأ لا أعـّلم عن مـاذا تتحـدّثين ؟ ثـمّ لا تـّقولي عن أختـّي أنهـاّ متـّرصدة أنـتّ تـّعلمين جيدا
أن لا عـلاقة لهـّا بالأمـّر و كلّ هـذّأ بسبب الـدّين
ـ أرجـّوك لا تـّرتدّي قـّناع الحمـلّ الـودّيع فـكلّنا نـّعلم عن دناءتك ، نـّعلمّ أنّك تـّبتزينّ نايت إل لبير
كّي تصّبحي خـطّيبته
كمـّا أعـّلم أنّ أخـتكّ المجنونة تسـعى لنيـّل من أخيّ بـعدّ أن رفَّض اعترافها منـذّ سنين و نـّعلم
أيضّا أنـّا والدّك مقـّامر كبيـّر يحـّاول التّخلص من ديّونه عبـّر بّيع بناته كمـّا لو كـأنهنّ سـافلات ،
قـطّبت مـّاري ثـمّ انـحنت لتـّجمع كـّتبهـّا غـّير مبـّالية لثـّورة غـّضب كليـّر لكـّن الأخيـّرة لنّ يشفع
لهـا الكيـّل إلا عنـدّما يـّعود أخيهـّا الحـّبيب إلى المنـزّل و لسببّ مـّا تـّظن أنّ من صـّنع هذه
المشـّكلة يستـطّيع حلـّها ، و لأنّ المشـكّلة من صـّنع عـّائلة روبـّرت فّهم من يستـطّيعون حّلهـّا ،
وقفـّت مـّاري ثـمّ قـّالت ببـّرود
ـ إذا أنهـّيت كـلامـكّ أنـّا مغـادرة
اتجـّهت إليهـا كليـّر و دّفعتهـّا مجددّا فسقطت الكـّتب مجـددّا ، ابتسمت ماري بـلطّف ثمّ قـّامت
بـدّفع كلـيّر و هي تـّقول بوداعة
ـ عـّزيزتي لا تـّضعي اللومّ على أختي من فـّضلك كمـّا لو كـأنّ أخيكّ مـّلاك خـّالي من الأخطـّاء
فـّهو زيـّر نسـاء و أخـّـتي لنّ تتّشرف بالـزواجّ منه فكـّما أنّ حـّبه فّي المـّاضي أكبر خطأ
صـّرخت كـّلير بـّعصبية ثمّ اندّفعت نـّاحية مـّاري فّي قـّتال شـّرس للفـّتيات ، حـّاول البـّعض التـّفرقة
بينهمّ و إبعادهما عن بّضعهما لكـّن و لمـّزاجّ كلـير الحـّاد فلمّ يستـطّع أحـدّ فعل شيء ،
شدّت كليـّر شعـّر ماري القـّصير بكـّل قّوة نـّازعة بّضعة خّصلات بينمـّا تحـّاول ماري الدّفاع عن
نفسهـّا و هّي تمسكّ كتفـّاي كليـّر مبعدّة إياها .
أخـذّ البعّض يلتقـطّ الصـّور و الفيديوهات بواسطة هواتفهم ، لكـّن فجـأة أتى شابين بعد أن طّفح الكيـّل
بهمّ و فـّرقوا بينهمـّا، أمسـكّ أحدّهم بمـاري و الأخر بكـّلير التّي تكـّاد تجّن قـالت بعصبية و هيّ في ذروة
غضبها
ـ أيتهـّا السـّافلة لا يكـّفيكّ اقتـّراضكّم منـّا المـّال بّل و تـّريدونّ التفـّرقة بيننـّا
لمّ تـّرد مـّاري و قدّ كـّانت في حـّالة مـّخزية جـدّا ، وجههـّا مليء بالخـدوّش و الدّم يسيـّل من شّفتيهـّا بينمـّا شـّعرها مبعثر
فّي كل اتجـّاه و فستـّانها الـّريفي البسيطّ قدّ مـّزق من الأكمـّام و الأسـّفل أيضـّا ، افلت ذّلك الرجـّل لأنهّ لم يـرى
داع من إمساكها فانحنـّت بهـدوء و هّي تقـّول بـّنبرة قـّريبة للبكـّاء
ـ أنـّا أسفه فعلا شديدّة الأسف لأننّي لا أستـطّيع فعـل شيء ، و لأن هـذّا قدّ حدّث بسبب عـائلتّي ،
أيمكنكمّ محـّو تلكّ الصّور و الفيـديوهات ؟ أنـّا لا أريدّ أن أسبب المشـاكّل لخطّيبي من فـّضلكم
ابتسمت كلـّير و نـّزعت هاتفّ أحـدّهم من يدّه ثمّ قـّالت بتـحدّي ناحية ماري
ـ أرى أنكّ خائفة من تسـّرب المـزيد من الاشـاعات حـّولك أليس كذلك ؟ إذّن مـا رأيكّ أن تقـومي بحـّل
تلك المشـكلة لّي و إلا ستـجدينهـّا في الصـّحف غـدّا
ارتبـكّت ماري و هيّ خائفة من ردّ فعل نايتّ ، فانحنـّت مجددّا و هيّ تـّقول بتوسّل و رجاء شديد
ـ أرجـّوا لا ، سـأفـّعل كل شيء سـأحـّاول لا بـّل سـأعيدّه فقطّ أرجوكّ لا تـّدعي هـذا يّصل إلى الإعلام
فجـأة و وسطّ هـذه الـضوضـّاء ، أتى منقذّها .. و الـّشخص الوحيـدّ الذّي تمـّتلكّه بـجّانبها ، كـّان يسيـّر
بـكّل كـّسل و لا يـّخلوا وجـّهه من نـّظرته السـّاخطة و الحـادّة في آن واحـدّ ، على فـمهّ ابتسـامة
سـّاخرة و يـّضع يدّيه فّي جّيب معـطّفه بكـّل ثقة و غـّرور ، مـلامحه المتعـّجرفة و الاستقـّراطية تـّلك
الذّي لا يمتـّاز بها أحدّ سـوى عـّائلة المالكة ، عـّائلة آل لبير
وّقف خـّلف مـّاري ثـمّ رفـّع مسـّتوى وجههـّا إليه ، ألجمت الصـدّمة لسـّانها فقـّال هو بحـدّة
ـ حـاذّري من انحنائك آنسة ماري فـّليس الكـّل يـّفـّهم سّببه ،
تمـّتمت مـاري بـدّهشة
ـ مـا مـا ما الذّي تفعله هنـّا ؟
ابتسمّ نايت بسـخّرية شديدّة ثمّ رفـّع يدّه فـأتى العـّديد من رجـّال يـّرتدون بذّلة سوداء لّيسرعوا نـّاحية
أولائكّ الشبـّاب و الفتيات اللواتي يـّحملونّ هواتفهمّ النقـّالة و قـّاموا بنـّزعها مـّع حـذّف جميـّع ما حدّث
، و إمسـّاكهمّ كيّ لا يهـّربوا .
وضـّع نـّايت رأسه على كـّتف مـّاري و ذّراعيه حـّولهـّا ، مبتسمـّا بكـّل بـّرود و هو ينـّظر إلى كـلير التّي
لا تـّزال واقفة فّي مكـّانها مندهشة ممـّا يحدّث حولهـّا و كّيف قدّ تـّغيرت الأحوال فّي ظرف ثـّانية ، قـّال بـضجـّر
ـ هـّل أنت لا تقرئين الصـّحف ؟ ألمّ أنكّ لا تـّشاهدين التلفـّاز ؟ أولمّ تـّعلمي أنّ هـذه الآنسة الواقفة هنـّا
أمـّامكّ هي خـطّيبتي ؟
تـّلعثمت كليرّ في كـّلامهـّا و حـّاولت الردّ لكـّن رّمقهـّا بنظّرة متـّعالية خطيـّرة و مـحذّرة ، أكـّمل حـدّيثه بـبـّرود
ـ و بمـّا أنّها خـطّيبتي فهي تعّتبر فـّردا من عـائلة آل لبّير لذّا معـّاملتكّ الهمجيةّ و الحـّيوانيةّ هـذّه
لنّ يتـّم غّض النـظّر عـّنها بـّل كونّي واثقـّة أن هـذّا لن يـّعبر مجـّرى الريـّاح ، سـأحّرص على جـّعل
حيّاتكّ جحيمـّا لا يطـّاق و بّل ستتـمنين الانتحار سـّتصـّابين بالجـّنونّ و لأننّي فّي مزاجّ جيدّ فـأنّا أقوّل
لكّ إنّ لمّ تنحني و الآن و فـّورا راكـّعة على ركّبتيكّ لكّي تـطّلبي منهـا السمـّاح سـتـّصابينّ بكّل تـّلك
الأمور التّي قدّ سبّق و ذّكرتها
ارتجـّفت كـّلير من شدّة الصدّمة و سـقطّت على الأرّض كمـّا طّلب منهـّا و كـأنّ أوامرّه غـّير قـّابلة
للـّرفض ، تلعثمت و ألجم لسانها فحاولت ماري التّملص من ذّراعاي نايت لتجّعلها تّقف مجددّا لكنّ صـّوت نايت الهـّامس
جـّعلها تّرتجّف هي الأخرى
ـ كّوني طّفلة مّطيعة قـّبلّ أن أسحـّقكّ الآنّ ،
كـّيف لها أن تتـّركها و هّي كـّانت بمـّكانهـّا و شـّعرت تمـّاما بأحـّاسيسهـّا في هـذه اللـحظة ،
أن تـنحني بكـّل ذلّ ،عـّقدت العّـّزم و أفلتت من ذّراعيه ثمّ اتجهت إلى كليرّ و جّلست مّثلها ، قـّالت بابتسـامة متـّوترة و لطّيفة
ـ أنـّا آسفة لمـّا حدّث لأخيكّ بّسببنـّا لكـّن أرجـّوكّ لا تـّدعي الحّقد يـّعمي طـّريقكّ فـّكلانـّا متشـّابهتينّ ،
جميـّعنا نـّهتمّ لأفـّرادّ عائلتنـّا و كلانـّا نـّحاول أنّ نبقيهـّا متـّماسكة لذّا أرجـّوكّ لا تسيئي الـظّن
قـطّب نـّايت ثمّ إتجـّه إلى مـّاري و رفـّعها عن الأرّض لتـّقف على قدّميهـّا ، قـّال ببـّرود و نبـّرة
مـحـذّرة لمّ يلمحـّها سواها
ـ دّعكّ من محـّاولاتّ كيـّوبيدّ الفـّاشلة في زّرع الحـّب و دّعينـّا نـّغادّر لقدّ تـأخـّرنا بمـّا فيه الكفـاية
أجـّابته مــّاري بانصياع تـامّ ،
ـ حسنـّا ،
استـدار نـّاحية كليّر الـّتي قدّ شـّقت دّموعها خـطـّا رقّيقـّا على خـدّها ، ابتسمّ بسخـّرية ثـمّ قـال ببـّرود
ـ لنّ أنسى هـذّا ،
أمسكّ مـّاري من ذّراعهـّا و سحّبها مـّعه بينمـّا تـكّفل أولائكّ الـرجال بجميـّع الطـّلاب الذّين رأوا
الحـادّثة و جـّعـّلهمّ يصـّمتون للأبدّ بـطّريقته الخـّاصة و بـعدّ أنّ صـعد نـّايت و مـّاري فّي سيـّارته
خـّلف رجـّاله فّي سيـّاراتهمّ ربـّاعية الدّفع كبيـّرة الحـجمّ ،
جـّلست مـاري بكـّل تـّوتر في المقـّعد الأمـّامي بـّجانبه ، كـّان وجـّهها شـّاحبـّا و مـّلابّسها رثـّة كمـّا
أنهّ تـوجدّ بـّضعة قـطّرات دّماء تسيـّل من شفتيهـّا أمـّا عن حـّال قـّلبهـّا فـّكان مّضطّربـّا بشدّة و تنفّسها
أصبّح مسـّموعـّا خـّائفة بّل مـّرتعبة منّ نـّايت ، قـّالت بارتباك
ـ أنـّا آسفة فـّعلا بـّل لا أنـّا شديدة الأسـّف أنـّا
ـ أغـّلقي فـّمكّ
نفـذّت الأمـّر بدون تـّرددّ لبـّضعة دقّائقّ ثـمّ قـالت بتسـاؤلّ لا يـّخفوا من التـّوتر و قد نسيت تماما أمر
الرسالة التي أرسلتها
ـ نـايت لمـاذا أتيت ؟ لّيس كمـّا لو كـأن وجـّودكّ غـّير مّرحب بـّه بّل بالعـّكّس أنـا أتمنى أنّ تكونّ
حـّولي دومـّا ، لّيس بـهذه الـطّريقة أعنـّي أننـّي تفـاجـأت .. أجـّل هـذه هي الكلمة
ضـحكـّت فـرمّقها بـحدّة أكمـّلت حدّيثهـّا و الذّنب قدّ طـّغى على كيـّانها بـأكمـّله ، أنّ تـجّعل نـّايت فـّي
ورطـّة و أن تسببّ الشـائعات لهّ لهو أمـّر لن تـسـّامح نفسها على فـّعله
ـ أنـّا لم أقصدّ ذّلك يـّا نايتّ ، أنـّا فـّعلا لمّ أكنّ أعـّلم عنّ مـاذا تتـحدّث هي بالضـبطّ و فجـأة وجـدّت
نفّسي على الأرض فيّ عـّراكّ معهـّا و الكّل يّصور مـّا حدّث ، و أنـّا ممـّتنة لوجـّودكّ في تلكّ اللحـّظة و
إنقـاذّك لّي لا بـل أنـّا شديدة الامتنان لكّن ما طّلبت من كليـّر فـّعله شيء أنـّا اختبرته و أن تـّكون هي
فيّ موقـّفي ، لمّ أردّ ذلكّ .. لّيس بهـذه الـطّريقة تـّحل الأمور
لمّ يـّلتفت نـّاحيتهـّا قطّ كـأنهّ لم يسمـّعها أو أنّ صوتها لمّ يصّله ، فقـّالت له بـّرجاء و هيّ تضّع
يدّيها أمـّامه
ـ أنـا فـعلا لمّ أقصدّ هـذّا ، أنـا آسفة نايت أرجواكّ قـّل شيئا
أوّقف السيـّارة جـّانبـّا بـطّريقة خـطّيرة جـّعلتهـّا تدّرك كمّ هو غـّاضبّ الآن و أنّ الـكّلام مـّعه فّي
هـذه اللـحظة يجـدّر به التـأجّيل فقـّال ببحـّة و حـدّة
ـ تـّقولينّ لّيس بـهذه الـطّريقة تـّحل الأمـّور ؟ إذّن مـّا الذّي كـّنت ستـّفعلينه إنّ لم أتي ؟ هـل كـّنت ستـّلعقينّ أحـذّيتهمّ
جميـّعا طـّلبّا لمـحوّ الـصـّور ؟
شـّعرت بّشـّيء حـادّ يـّغرزّ في قـّلبهـّا كمـّا لو كـأنهّ خنـجّر ، بدأت دّموعهـّا فّي السقـّوطّ أنّ يجـّعلها بـهذا
الانـحطـّاط لأمـّر موجـّع لحـدّ الثّمالة و مّـؤلمّ لدّرجة الهلوسة ، فقـّال ببـرودّ و هو يـّلف وجهه للجـّهة
الأخرى
ـ إنّ كنت مـّعتادة على القيـّام بمُّثل هـذه التّصرفات سـّابقّا فأنسيها لأنكّ خطيبتي الآن ، و لا أّريدّ مّثل هـذه
السلوكيات المشينة و المـذّلة و المنـحطة
مسحّت مـّاري دّموعهـّا بانكسار شديدّ ثمّ قـّالت
ـ أنـّا أسـّـ
قـّاطـّعها صـّارخـّا بحدة و هو يـّلكـّم المقـّودّ بكّل مـّا يمتلكّ من قـّوة جّعلتها تـّجفّل عدة مـّرات
ـ لا تـعتـذّري سحقـّا، لا تـّعتذّري
شـّحب وجههـّا كما لو كـأن الـدّم قدّ سحّب منهّ بـّل كـما لو كـأنهـّا رأتّ شبـحّا حـّولهـّا ،
أنّ يصـّرخ نـّايت البـّارد و الهـادّئ عـّليهـّا فـّلابدّ أن طّفحّ به الكـّيل منهـّا ، أنّ تّضعـّه دّومـّا فّي مواقفّ
صّعبة ، لابدّ أنهّ يـتمنى الآن لو أنهّ لمّ يقّابلهـّا و لمّ يـّعرفهـّا في حيـّاته قطّ ، استـدّار عـائدّا أخـذّا إياها
إلى منـّزلهـّا الصغير




 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 10:55 PM   #20
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




أسهمّ كيّــّوبيـدّ العـّالقة



صبـّاح يـّوم المـّواليّ ، كعّادة إليـزابيّث استقضت بـّاكّرا و أخـذّت حمـّاما منـعشـّا ثمّ ارتدت فستـّانا جميـّل
من تصـّميمّ شـانيل ثـمّ وضـعّت كريمـّات على بّشرتهـّا المـّائلة لسـّمرة طّبيعية ، بـّعد كـّل هـذّا إتجـّهت إلى
ذّلك السـرير حيّث يـّنامّ زوجـّها و رّبتت على كـّتفه بـكّل حنـّانّ ثـّم همسـّت فّي أذّنه بـّصّوت رقـّيق أنثوي
مـّثير
ـ عـّزيزي استيقّظ حـّان مـّوعدّ ذّهابكّ إلى العمـّل
ـ دّعيني أنـّام قـّليلا فقطّ ،
ـ لا أستطـّيع فإنّ أردّنـّا سّحق نايّت يجّب علينـّا العمـّل بجـدّ ، ألّيس كذّلك ؟
زفـّر كـّايلّ بـغـّيض و وقفّ متجـّها بخـطّوات متـّكاّسلة كيّ يـغّسل وجـّهه أو مهمـّا كـّان ، لقدّ كـّان الجـّو
جميـّلا و المـزاجّ رائـّعـّا فقطّ لو لمّ تذّكـّر اسمّ نايتّ على لسـّانها ، تبّا كمّ سـّيرتهّ تـّلهب النـّيرانّ فيّ قـّلبه
لمـّا يجبّ عليـّه العمـّل دومـّا ؟ و لمـّا يجّب عليهـّا مـّقـّارنتهّ به دومـّا ؟
تنهدّ و رشّ المّياه على وّجهه مـّراراّ كيّ يستفيّق جيـدّا ، حسـّنا ما منّ مـّفر فإنّ أرادّ كّسب ثـّقة جـدّه و
أعضـّاء مجـّلسّ الإدّارة فـّسوفّ يـّحصّل على المنـّصبّ منّ بـّعد جـدّه ، و إنّ أرادّ أن يّفعل ذلكّ يجبّ عليهّ
أن يبـّعدّ ذلكّ الوغدّ من طـّريقه

/

فيّ أحدى ضـّواحي لنـدّن مـدّينة الضـّبابّ ، حيـّث يـّوجدّ ذلك المـّبنى عـّتيق الـطّراز منّذ الـخمّسينيـّاتّ كـّانتّ
ضـّجة تـّصدر منهّ بـكلّ فـّوضى فـمـّا إنّ مـّر شّخص من أمامهّ حـّتى أعـّربّ عن استغـّرابهّ ، فـكيّف يّكون
هـذّا الضجيجّ و جميـّع سكـّانه كبـّار و الآهمّ أن مـّالكته سيدّة فرانسيسّ إمرأة المـّجتمع الـّراقية
لكـّن كيـّف لراحـّة و أنّ يـّعرف المبنّى أبـّوابها حينّ تكونّ مـّاريّ تعـّيش فيه، تـّلك الشّابة ذّات عشـّرين و
تصـّرفاتّ طـّفلة فيّ العـّاشرة منّ عـّمرها فقدّ كـّانتّ تتكئ على بـّابّ شّقتها و تـعـّقد ذّراعيهّا إلى صـّدرها
رافّضة فـكرّة إدّخالّ أيّ أحدّ
بينمـّا و فيّ الجـّهة المقـّابلة كـّان ويـّليام دّويلّ جـّارها يّضع يـّدّق الجـّرسّ بشكـّل مستمـّر و بجـّانبه يـّوجدّ
نـّايت ذّو المـّلامح الـحادة و الوجـّه الشـّاحبّ فـّبعدّ معـّرفته مـّا حـدّث من قّبلّ نـّايتّ أرادّ أنّ يصـّلحّ
الـّوضـّع بينهمـّا فقـّال ويّليام بنبرته اللـطيّفة
ـ مـّاري عـزيزتيّ من فـّضلكّ دعينـّا نحـّل الأمرّ بـطّريقة سّلمية ، لقدّ أتى نايتّ خصّيصّا لـرؤيتكّ
رمـقهّ نايتّ بـحدّة ، كيّف لهّ أن يكـذّب و هو أمـّامه ؟ من أتى لـرؤية مـّن ؟ تنهـدّ بضجـّر و استنـدّ على
الجـدّار الذيّ خـّلفه بـكلّ إرهـّاق فّي الجـّانب الآخر كـّانت ماري جـّالسة فيّ الأرّض تضمّ ركبتيهـّا إلى
صدّرها و قدّ أحمر وجهها كـّاملّا كمـّا أنّ عينيهـّا منـّتفختينّ بشدّة و تـّظهر هـّالاتّ سوداء تحّت جّفنيهـّا ،
تّوجدّ أيضا بقّعة بّنفسجيةّ بخـدّها ، كـّان منـّظرها كمـّا لو كـأنّها شخّص قدّ رمي فّي منتصّف اللّيل من
حـّانة بـعدّ أن تسّبب في إزعـّاج الزبائنّ ، رّفضت أنّ تقابله لمنـّظرها الأليمّ أولاّ و لأنهّا خجلة من ماّ حـدّث
سـّابقّا ثّانيا ، قـّالت بّصوت عـّالي
ـ أعـّلم جيـدّا أنه لمّ يـأتي من أجلّي إنهّ غـّاضبّ مني
نـّظر ويّليامّ بـاستيـّاء كيّ يتسللّ الندّم إلى قـّلبهّ لكنّ نايت تجـّاهله تمـّاما و بـخـّطوات كـّسولة كـّاد أن
يـّرحلّ لولا ذّراع ويّليام التي رّفضت تـّركه فـّرد عليهاّ بنبرة سـّعيدةّ لا تـّلاءم المـّوقفّ تماماّ
ـ لاّ بـالطّبع لاّ إنهّ يشـّعر بالذّنب و قدّ آتى شّخصيـّا لرؤيتكّ و تأكد بـأنكّ بخير
ابتسّم نـّايت بّسخريةّ لاذّعة ، هو يّشعر بالذّنب ؟ فـتـّحدثّ بصّوته المـّبحوحّ الهـّادئ ذوّ لهـجّة متـّهكمة
ـ أجـّل جـدّا
فتحـّت سيدة فرانسيس بّاب شقتها و خـّرجت و قد كانّت تـرتدي معطّفا اسود اللون جميـّل و قبـعة لطّيفة
بنفّس اللونّ ، عندمـّا رأت كـّلا من سيدّ ويليام و سيدّ نايتّ يقفـّان خـارج شّقة مـاري تـّقدمت منهم بفّضول
ـ ما الأمـّر؟
ابتسمّ ويليـّام بلبـّاقة شديدّة محّييـا إياها ثـمّ قـّال بـلهجة مـّرحة و مشـّاكسة
ـ أحـّاول القيـّام بـدّور كيـّوبيدّ بينّ شجـّار المتحـّابين هـذّا ، لكّن لا أستطّيع أن أرمّي بسهمي إنّ كانت
مـاري ترفّض فتـحّ البـّاب ، أليس كذلك ؟
ضحكّت سيدّة فرانسيس ثمّ أخرّجت مفـتاّح الثـّاني لشـقة و سلمـّته إلى ويليـامّ ثـمّ قـّالت بنـّبرة لطـّيفة تحدّث
فيهـّا شابينّ و سـّرعان ما انقلبت إلى عّصبية بمجّرد توجيهها الكلام إلى ماري
ـ يـّاله من أمـّر نبيلّ تـّحاول القيـّام به ويـّليامّ لو لم أكـّن مستعجـّلة لدّعوتكم إلى فنجـّان شاي لكنّ للأسفّ
، مـــاري أيتهـا المتسـّولة حـّاولي الخـّروج من جـّحركّ ذلك قـّليلا و التسوقّ كيّ لا تـأتي إلينـّا فّي
منتصّف الليّل لتـطّلبي أشياء خيـّالية ،
ودّعتهما بلطّف ثمّ زمـّجرت بغّيض و رحـّلت بينمـّا تـّقدم ويـليامّ و فتحّ البـّاب بكـّل سهولة ، عندّما شـّعرت
ماري بالنورّ يتسلل إلى مخبـأهـّا قـّامت من أرضية المـطّبخ و طّلت برأسهـّا بـّاحثة عن النـّور لمـّا وجدّت
كـّلا الشـّابين يقـّفان أمـّامها ، صـّرخت بّرعب ثمّ كـادّت أن تسرع هاربة إلى غرفتهـّا لولا أنّ ويليـّام
أمسكـّها من خصّرها و ثّبتهـّا على كـّرسي ، قـّال بدّهشة و هو يـّنـظر إلى وجهها
ـ إنهـّا كالخـّريطة ، تـّبا أكل هـذّا من فـّعل تـلكّ الفتاة ؟
شّـعّرت مـّاريّ بالخـجّل و قدّ تـّوردّت وجنتيهـّا إحـّراجاّ ، فـقّامتّ بتـّغطيّة وجههاّ كمّ هوّ سّخيـّف مـّوقفهـّا
الآن لذّا صـّاحتّ
ـ لاّ
كتـّم ويّليامّ ضحكـّته ثمّ ردّ عليهاّ بكلّ خبـّث
ـ إذّن أهيّ من فـّعل نايت ؟ كـّنت أعّلم أنهّ مخيـّف لكّن ليسّ لهـذّا المستوىّ و أناّ الذيّ كنـّت أتساءل عن
سّبب عـّدم فـّتحكّ البـّاب
أومـأّت مـّاريّ نفيـّا ، ثمّ قـّالت بكلّ اندفاع و حمـّاس بينمـّا وقـّوف نـّايت إلى جـّانبّها لا يـّزالّ ثـّابتـّا فيّ
طيـّاتّ ذّكريـّاتها
ـ لا إطـّلاقّا بلّ هو منّ سـّاعدنيّ ليتـكّ رأيتّ ملامحّ زمـّلائيّ أقّسم أنّ قـّلوبهمّ قدّ تـّوقفت عنّ العـّمل لوهلـّة
، كـّان بمثـّابة فـّارسّ
صـّمتت بذّعر عنـدّما لمـّحتّ ابتسـّامة نـّايتّ السـّاخرة و كـّادّت أنّ تّرحلّ لولا إمسّاك ويّليامّ معصمهـّا
فـّجعلها تـّعودّ لتـّجلّس بمكـّانهاّ مـطّيعة ، قـّالّ بكلّ مـّرحّ
ـ نـّايت من فـّضلكّ هـّلا أحضـّرت ليّ علبـّة الإسـّعافّات الأولّية منّ شّقتي ؟ إنهّ فيّ الدّرجّ الثّانيّ بجـّانب
رحـّل نـّايت متمتّما ببّضعة شّتائمّ ، إنهّ يـّعلمّ تـّماماّ أيّن مـّكان العـّلبة لذّا لا داّعيّ لجميـّع هـذّا الشـّرح
المفّصل و فيّ حينّ خـّروجّه اختفت هـّالة المـّرح منّ حـّول ويّليامّ و قدّ أظهرتّ عينيهّ مـدّى قـّلقه الـشدّيدّ
و خـّوفه فـوضـّع يدّيهّ على وجّنتيّ مـّاريّ بكلّ لطـفّ و تـّحدثّ بـّلهجةّ هـّادئة خـّافتةّ و قـّلقة
ـ هـّل أنتّ بخير ؟
ضحكـّت مـّاريّ بخجـّل و وضـّعت يدّها على رأسهاّ بكلّ تـّوتر ثمّ ابتـّعدتّ قـّليلاّ عنهّ قـّائـّلة بّمرحّ و سـذّاجة
ـ بالطـّبع و لمـّا لا أكـّون بـّخير ؟ أنـّا بـأفّضل حـّال و أنـّا ممتـّنة فـّعلا لـوجودّ نـّايت فيّ تـّلك اللحـظّة فـّلولاهّ
لمـّا كـّنت أعـّلم لمـّا قدّ أّفـّعله لقدّ أنـّقذنيّ فـّعلاّ
تـّنهدّ ويّليامّ ثمّ أبـّعدّ يـدّيه ، كـّانّ بالفـّعل قّلقـّا فـّهي فـّتـّاة كـّالـزجـّاج تـّمامّا إنّ دّفعتّ انكسرت إلى أشّلاء و
لاّ شيءّ قدّ يـّعيدّها إلى طّبيعتهـا لذّا هو فـّعلا ممتّن لـوجودّ نايتّ فـّقـّال بـنبرة جـدّية
ـ مـّاريّ أنـّأ أعّلم جيـدّا أنّ كـّونكّ خـطّيبة نـّايتّ ليسّ بالسـّهل على الإطـّلاق و أعـّلم أنّ نـايتّ لّيس
بالشّخص اللـطّيف أبدّا الذّي قدّ يمـدّ يـّده لّيسـّاعدّ أحـدّا لكنّ من فّضلكّ هــّلا بـّقيت بجـّانبه ؟ هـّلا أكـّملت
هـذّه المـّسرحيةّ معـّه ؟
رمشّت باستغراب شديدّ منّ كـّلامهّ الغـّـّامض فّلما هيّ قـدّ تتـّخلى عنّ نـّايتّ ؟ ألّأجّل كـلامه ؟ بالطـّبع لاّ
فـّهي لّيستّ بجـّاحدة للمـّعروفّ و أيّضـّا هنـّاك شيّء أخـّر يمنعهّا من تـّركه ، لذّا أجـّابتّ بـّكلّ هـدوءّ و
جـدّية
ـ لنّ أرحـّل حتّى يطـّلب هو منيّ الابتعاد
قـطّب بكـّل استنـكـّار ، هيّ لا تفّـهمّه .. لا تفـّهمه على الإطـّلاقّ فّليسّ هـذّا مـّا يـّعنيه أبدّا ، أتّى نايتّ حـّاملا
العـّلبة بكلّ ضجّر ثمّ رمـّاها على وّيلّيام بكلّ بـّرودّ ، ليجّلس على الأريكـّة حيّنها رفّع ويّليام حـّاجبه
باستياء ، كيّف له أن يتصّرف بهذه الطـّريقة الفـّظيّعة بـّعد كل الذّي قـّاله ؟ لذّا حمـّل هاتفّه و تـّظاهرّ
بالـّرد قـّائّلا بكلّ سـّعادة
ـ حبّيبتيّ لقدّ كّنت فّي انتـظاّر اتصالك ، أنّا متـّفرغّ الآن ..
ثمّ وقفّ و هوّ ينـظرّ حوله ، على شـّفتيه ابتسـّامته المشـّهورة التيّ سـّحرتّ قّلوبّ الفتياّت ثمّ ذّهبّ
مسـّرعاّ بينمـّا زفّر نايتّ بغيضّ ، أوراّقه مكشـّوفة تماماّ لكنّ لنّ يّفعل ماّ يريدّ
بـّعد مّرور خمسّ دقّائقّ على رحيّل ويّّليام الّشخص الذيّ يّخلقّ جواّ من المـّرح و الـّراحة للجميـّع شدّت
ماّري قّبضتّيها بكلّ تّوتر ثمّ اقـّتربت منّ نـّايت مـتّرددّة و وقفـّت أمامه ، ثمّ أنزلّت رأسهاّ متـّجنبة احتـّكاكّ
نظّراتهماّ و همسـّت بـهدوء
ـ أنـّا آسفة ، لكـّننيّ هـكذّا .. أنـّا فـتّاة استغرقت ثّمانيةّ عشّر عـّاماّ كيّ تجمـّع الشجـّاعة الكـّافية لمغـّادرة
منـّزلهاّ و عـّامينّ لكيّ أسترجّع أختيّ لكنّ لمّ أستـطعّ ، أناّ ذلكّ النـّوع من فتيـّات اللواتّي يهربنّ عندّما
تتفـّاقمّ الصّعاّب من حـّولهنّ ، أنـّا جبّـانة و لستّ فخـّورة لقّول هـذاّ لكنّ هذّه هيّ أنـّا ، و بالـّرغم منّ
طبـّاعي المستأصلة فـأننيّ أحـّاول و بشـدةّ أن أكونّ قـّوية مثـّلك لا أهـاّب شّيئا ، أحـّاول بشدّة أنّ لا
أحـّرجكّ لذاّ أرجوّك أعـ
تنهـدّ ، كيّف هيّ تتجّنب نـظّراته و تنـزلّ رأسهـّا بكلّ ترددّ ؟ إنهّا بالفـّعل جّبانة و ضـّعيفة الشّخصية ، إتجـّه
إلى المـطبّخ و أحضّر علبةّ الإسعافات الأولية فـأشّار لهاّ بالجّلوس ، لتـطّيعه دونّ تـّردد ، فّردّ بـّهدوءّ لأولّ
مـّرة كـّان قدّ حـدّثهاّ بهذهّ النبرة الهـّادئةّ و بمـّزاجّ مـّعتدلّ سـّاكنّ
ـ لـّستّ أهـّابّ شيئـّا و إنمـّا أواجـّه مـّخاّوفيّ
وضـّع ضـمـادّات على شـّفتيهـّا و بالقـّرب من عينهـّا حّيث تّقع تـلكّ البّقعة البنفسجية ، لقدّ بـدّا مـّركزا و
بشدّة فّي عـّمله ، فقدّ كـّان يّضع تـلكّ الضمـادّة بـّرفق شدّيد على وجههـّا لذّلك تـّوقفت عن التنـّفس كّي لا
تـّزعجـّه ، إنتهـّى فـأخـذّت شـهيقـّا طـّويـّلا ثـمّ ضحكـّت و قـّالت بّفضولّ
ـ بالنسّبة ليّ فـأناّ أخـّاف والدّي أوّلا و الحشـّرات ، تجمـّع الناّس و الأماكنّ الضيـّقة و المرتفعة أيضـّا ،
ماذا عنكّ نايت ؟
ابتسمّ بهدوءّ و فـركّ المـّرهم على خـدّها، فـاحتدّت عينيهّ و ازداد غموضّهما فاستغـّربت مـّاري من تـّغّير
ملامـّحه ، ردّ ببـّرود يّشابه الصّقيعّ
ـ بّشر الذّين يعتـذّرون و الذّين يتـّظاهرون بالـطّيبة أنـّا أكـّرههمّ
لماذا قدّ يقول شيّئا مّثل هـذا ؟ بّشر الذّين يعتـذّرون ؟ شّهقتّ بذّعر و أمسكّـت يدّه بكلّ خوفّ ثمّ أشّارت
على نفسهـّا قّائلة
ـ أنـّا ؟
قّطبّ بإستنـكاّر منّ نـظّراتها التيّ تتـّوسل لهّ كيّ يّقول لا ؟ فنـزعّ يدّه من حضّنها بجـّهد و وقّف مستعـدّا
لرحيّل لكنهـّا سّارعت و سحّبته منّ قميصه فّاختـّل تّوازنه و سقطّ الاثنين أرضّا ، كـّحتّ ماّري محـّاولة
التنّفس بينماّ أمسكّ نايتّ رأسهّ بّكل ألمّ ،
فتحّت مـّاريّ عينيهّا بصدّمة عنـدّما رأتّ وجـّه نايتّ القـّريبّ منهـّا ، بينمّا فتحّ هو عينهّ اليمنى بكّل كسـّل ،
لمـّا و دومـّا عنـدّما يكونّ بجـّانبها تـّحدثّ أمورّ مثّل هـذّه ؟ لابدّ أنها الكـّارما أو شيّء من هـذّا القّبيل فردّ
بحـّقدّ على سـّؤالهاّ سـّابقّا
ـ أجـّل ،
ضحكـّـتّ بتوتّر ، إلى متـّى سوفّ تستمـّر بـّتّصرفّ هكـذّا ؟ يـّال الإحـّراج لكنّ ليسّ لدّيها تـّلك القـّوى
العّظيمة التّي تسمـّح لهاّ بإسـّقاطّ نايتّ لذّا وضـّع يدّها على جّبينه بـّعدماّ لاحـّظت تلكّ الهّالاتّ السّوداءّ
تحّت عينيه و التّي بالكـّاد ظـّاهرة ثمّ شـّهقتّ ، كـّان بـّارداّ كالجليدّ تمـّاماّ فـّقـّالت بـّقلقّ
ـ هل أنـّت مـّريّض ؟
شّتمّ بخـّفوت و هو يحـّاول الجـّلوسّ مـّبعدّا جسّده عنهـّا ، أيّ وضـّع هـذّا الذّي يتحـدّثان بهّ ؟ فّي حينّ أنّ
مـّاري لمّ تـّباّلي أبدّا و لمّ تـّحمرّ وجـّنتيها كـّعادّتها بلّ استقـّامتّ فّي جـّلستهاّ مستنـدّة على ركّبتيهّا كـّفتاة
مـطّيعة و انـحّنتّ قّليلّا ، يّاله منّ سـّخف فـّهو قدّ أتى منّ أجلّها لرؤيتهـّا و الاطمئنان عليهـّا بينماّ هيّ لمّ
تـّهتمّ أبدّا و أمـطّرته بـأسـئلتهاّ الغـّبية
ـ أنـّا أسّفة
أدّار وجّهه للجـّهة الأخرىّ ، ألمّ يـّقل لهّا أنهّ يكـّره الأشخـّاص الذّين يـّعتذرونّ أكثّر شيءّ في الـوجودّ
فـلماذا بـّحق السمـّاء هيّ تعتـذّر الآن لكنهاّ أكمـّلت حـدّيثها غـّير مبـّاليةّ بـتهجمّ مـّلامـحّه
ـ لقدّ أنقـذّتني سّابقّا و أناّ لم أقّل شكـّرا و لقدّ عـّالجتني و أناّ ثـّانية لمّ أقّل شكـّرا ، فّي الحـّقيقةّ نّـايتّ
أنـّا
قـاطّعهـّا بـّنبرتهّ المتـّهكمة و الـجـّاحدّة
ـ أجـّل و كـأننيّ أهتـمّ، دّعيناّ من الكـّلام فـّكلمّا تـّفوهتّ بـحّروف أكثّر كلمـّا وقّعت مصـّائّب أكثـّر
زمت مـاري شفتيها بانزعاج تام و لمّ تـّقل شيئـّا ، لطـّالمـّا كـّانت وحـيدّة فّي شقتهـّا حّيث تـّبقى هنـّا لأيـّام و
أسـّابيـّع دونّ لمحة من نـّور ، تـّبقى هنـّا لوحـدّها فتكـّتفي سيدّة فـّرانسيس بالاطمـّئنان عليهـّا أحيـّانـّا لكـّن
الآن و منـذّ أن دّخل نـّايت لحيـّاتهـّا لقدّ تـّغير كـّل شيء
لقدّ صـّارت تتحدّث أكـّثر ، تـّخرج أكثـّر و تبـّتسمّ أكثـّر .. قدّ لا يـّعلم هو لكّن ما قـدّمه لهـا أكثـّر ممـّا
يتخـّيله هو فكّيف تستـطّيع هي تـّركه بعـدّ كل هـذّا ؟ ويّليامّ لا يـّعلم فـّعلا ما الذّي يتحـدّث عنهّ ، ابتسـمتّ
بلطّف و صـّفقت بيدّيهاّ بمرحّ و فـّرحـّة ،
لاّ يـهـمّ إنّ كـّان والدّها يـّرفّضها و أختهـّا تخـّلت عنهـّا ، كـذّلك فـّعلت والّدتها .. لا يـّهم إنّ لمّ يكنّ لدّيها
أصدّقـّاء مـّادامّ نـّايت بـجـّانبها فـّهي سـعيدّة ، هـذّه اللحـظاّت التيّ يـّقضيـّانها مـّع بّعضهما فّي الحـدّيث أو
حتـّى فيّ الشجـّار بـالنسبةّ لهـّا
لا تـّقدرّ بثّمن
بينمـا كـّانت مـّاري منـّشغلة فّي الابتسـّام و التـّفكيّر كـانّ نـّايت قـدّ وقفّ و نفـّض الغـّبار عن مـّلابسه ثمّ
أحـّضر معـطّفها الأحمـّر الذّي دومـّا مـّا تـّرتدّيه و رمـّاه عليهـّا فـأمسكـّته بـّدهشة ليـتحـدّث بـّنبرة مـّاكرة
و خبيـّثة
ـ الآن دّعينـّا نـزورّ آل لبيـّر الأحبـّاء
يـّعيشّ البّعضّ فيّ الحيـّاة كـّعابّر سّبيلّ يـّسيـّر إلى حيّث تـّشير بـّوصلته أو إلى أينّ يـقـّول قـّلبه فـيّلتقيّ
بـأنـّـاس فيّ رحـّلتهّ ، أولائكّ النـّاسّ مخـّتلفونّ فيّ أرائـّهمّ و بتصـّرفاتهمّ ، لا يستـطيّع التنبؤ بتـحركـّاتهم ،

/

كـّان سيدّ رويّ يجـّلس منكسّا على كـّرسيهّ واضـّعا رأسه بينّ ذّراعيهّ و قدّ أهلكهّ التفـكيّر و أتـّعبهّ ،
فقـدّ كـّان يـّنـظرّ إلى شـّاشة الحـّاسوبّ حيثّ قدّ ظهـّرتّ فيهّ ابنته المحبّوبة كلّير تـّقومّ و بكلّ غـّباءّ فيّ لوم
مـّاري على أخـطاّئه هو
كيـّف لهـّا أنّ تكونّ بهـذّا السـّخف ؟ فمـّا دّخل مـّاريّ في طـّرده لآرثر ؟ إنهـّا مـّجردّ فتاةّ ضـّعيفةّ لا تـّقدّر
على إيذّاء نـملّة، كمّ هو متـّعب فـّعلا تـّربية أبّنائه
فـّرفعّ عينيهّ العـّسليتيـّن نـّاحيةّ ذّلك الـرجّل ذوّ العـّضلاتّ ، كـّان أسّمر البّشرة و ذّو شـّعر أسودّ مـّبعّثر
يـّرتدّي بذّلة عـّمل رّسمية ، فقـّال لهّ سيدّ رويّ بـّهدوءّ
ـ أنـّا لا أعّلم كـّيفّ أعتـذّر ، رجـّاء أوصـّل أسّفي الشديدّ إلى سيدّ نـّـايتّ لبيّر و أخـّبره أنّ هـذّا التصـّرف
لنّ يّمر بـّسهولة سـأحرّص على معـّاقبتها
انحنـى فـّرانسوّا اليـدّ اليمنـّى لنايتّ بكلّ لـّباقةّ ثمّ عـّادّ للـوقّوف باستقامة ، تـّحدّث بـّنبرة هـّادئة مبـّحوحـّة
ـ أرجـّوا أنّ تتـّحكمّ فيّ سّلوك أطفّالك أكّثر لأنّ سيدّي قدّ غـّض البّصر هـذّه المـّرة فقطّ لاحــّترامه الشديدّ
لكّ
أومـأ سيدّ رويّ بكلّ خـجلّ و إحـّراجّ متـّوعدّا فيّ دّاخله على أنّ تنـّال كلّير تمّاما مـّا تـّستحـّقه ، كيـّف لهـّا
أن تتـجـرأ على العـّبثّ مـّع مـاري و هيّ الآن خـطّيبة ذّلك الشيطّان ؟ طـّوالّ سنـّوات عـّمله حـّاول تـّجنبّ
قدّر المستـطّاع الاحتـّكاكّ به لكنّ خّـربتّ ابنته كلّ شيء ، ألا تـّعلمّ ما الذّي هـّو قـّادر على فـّعله ؟
فجـأةّ تـذّكر صـّور آرثرّ ، تـّلك الـّصور التيّ كـادّت أن تسببّ لهّ بـأزمـّة قـّلبيةّ أو ربمـّا بالمـّوت حـّتى فـّرفّع
عينيه سّريـّعا إلى فـّرانسوا الذّي قدّ تـأهبّ لرحيـّل و قـّال بـّصدّمة
ـ أيـّعقل أنكمّ أنتمّ من أرسـّلتمّ تـّلك الصـّور إلى سيدّ جـّونـّاثان ؟ والدّ مـّاري ؟
ابتسـمّ فـّرانسوّا ببـّرودّ مخـّيفّ ، أليسّ ذّلك واضحـّا و جـّاليا للعـيّان ؟ فــأخذّ ذلكّ الحـّاسوبّ من مـكّتب
رويّ و وضـّعه فيّ حـّقيبتهّ ليـّرد عليهّ
ـ تـّلكّ كـّانتّ مجـّردّ ملاحـظّة بسيـطّة كيّ لا تـّعبثّوا مـّع آنستنـّا الصـّغيرة، ... يومـّا هنيـّئاّ سيدّي

/

وضـّعت تلكّ الشـّابة ذّات الشـّعر الأحمـّر الطـّويل يدّيهـّا على ركّبتيهـّا و هي تلهثّ منّ شدّة التـّعب و تنـّظر
نـحو تلكّ البنـّاية البالية و التي تشّبه منـّزلهمّ في دّرجة القدّم ،
تـرتدّي معطـّفا و وشـّاحـّا مع نـظّارتينّ تـغـطّي فيهـا مـّلامحـّها و كّي لا ينتبه لهـّا أحدّ، لكّنّ هي لا تـّعلم
و أنها و بارتدائها لمثّل هـذه المـّلابّس فهي تـّجذّب الشكوكّ من حـّولها،
اختبأت خـّلف الجـدّار جيدّا عنـدّمـّا لمحـّت شـّابا طـّويلا ذو شـّعر أشـّقر يـّخرج من المبـّنى ، وقّف فّي
الأسفـّل و وضـّع سمـّاعات على أذّنيه ثمّ شـّغل المـّوسيقى بـّصوت مرتـّفع ، همسـّت الفـتاة بـّغيض
ـ ويـّليـامّ دّويـّل ، الرجـّل الذّي يتدّخل فّيما لا يـّعنيه دومـّا ، ما الذّي يـّفعله شخّص مثله هنـّا ؟ ظننته من
المشـّاهيـّر .
مـّر فتى صـّغير أمـّامهـا يـرتدي الزى المـّدرسي و يـأكّل حـّلوى فـأمسكـّـته من يـّاقته ليندّّهش ، كـادّ أن
يصّرخ لولا أنهـّا قـّالت بغيض
ـ هششش أنـّا لن أختطّفك ، اسمـّع أريدّ منكّ أن تخـبّرني ما الذّي يـّفعله ذّلك الشـّاب هنـّا ؟ أتعرفه ؟
نـظّر الفتى إلى ويـليـامّ المنـدّمج مع الأغنية ، ثمّ عـّاد بـعينيه نـّاحية فـّلور و قـّال بـمـّلل
ـ أنـّت هي المـرأة العـّاشرة التي تـأتي لتسـأل عنه لكـّن أؤكـدّ لكّ أنه لنّ يهتمّ بكّ فـقدّ سبّق و أتت
له نسـاء أجـّمل منكّ و رفّضهن ،
قطّبت فـّلور بـّعصبية شدّيدة ثمّ قـّالت بـعنّف و هي تـّهزه يمينـّا و شمـّالا
ـ و لمـاذّا أهتمّ بأخرّق مثله ؟ أتـظنني بتـلكّ البـّلاهة و الغـّباء لأقّع فّي حّب متعجّرف مثله ؟ لا يـّعقل ،
هـّل أنت تـظن أنني مـتّرصدة ؟
زّّفر الفـتى بـّغيّض و قدّ بدأ رأسه بالدّورانّ فـنـّزع يدّيهـّا عن يـّاقته و نـّفضّ ملابّسه باهتمام شديدّ قـّائـّلا
ـ لا أعـلمّ لست أنا من يسـأل عنه يا آنسة
شـّتمتّ فـلور بـّغضب بـعدّها رسمـّت ابتسـامة لطّيفة مصـطّنعة على شفتيهـّا و هي تـّربت على كـتّف الفتى
ـ حسنـّا شكـّرا لكّ على لا شيء ، سـؤال أخـّير لكّ هـّل لا زاّلت مـاّري روبـّرت تعّيش هنـّا بهـذا المـبنى ؟
ـ أجـّل فّي الطـّابقّ الثّاني أظّن الشـّقة الأولى على الـيمينّ ، أتعرفينها يـا آنسة ؟
دّفعته جـّانبـّا و هيّ تـّقول له بغيّض بينمـاّ عينيهـّا مركزتين على ويـّليام
ـ و ما شـأنك أنت ؟ أليّس لدّيك مـدّرسة ؟
قـطّب الفتى و رحـّل تـّاركـّا إياها، بينمـّا هنـاكّ شيء وحيـدّ فّي بـاله .. لمـاذّا سكـّان هـذا الـحّي بـهذه
الغـّرابة ؟ و لمـّا هو لا يـزال يـّعيش هنـّا ؟ و لمـّا جميـّعا يمسكونه هو ليـسألونه عـّوض أصدّقاءه ؟ لقدّ
فكّر جدّيـّا فّي كسّب بـّعض المـّال مقـّابل سردّ القـّليل من المعـّلومات عن جيـّرانه ، أنّ يكونّ مخبـّرا فّي
هـذّا الحيّ لأمرّ ممتـّع
تنهـدّت بـّغيّض ثمّ سـّارت عـائدّة لأن وجـودّه قدّ يـّعرقلّ خطّتهـّا ، لا بـأس سـتّعودّ مجددّا عندمـّا لا يـكون
ويـليـام هنـّا

/

فّي مقـهى عـادّي ، حيُّث يـوجدّ القـّليل من الزبـّائن لأنّ الـيوم لا يـزال فّي بـدّايته
كـّان يجـّلس على إحدى الكـّراسيّ في إحدى الطـّاولات المنتشرة بـكثّرة شـّاب ذو شـّعر بـّني بجـّانبه فتـّاة
تشبـّهه ، لقدّ كـّناّ كـّلا من كلـّير و آرثـّر عـّائلة غـلوري .
تنهـدّ آرثـّر بـتفكـّير عمـّيق ، الآن بـعدّما طـّرده صدّيقه الـوحيـدّ من ذّلك النادّي الذّي كـّان مـلجـأه الوحيـدّ
و الذّي كـّان يـنـّام فيه طـّوال الأيـّام المـّاضية فـإلى أينّ يلجـأ الآن ؟ رفـّيقـّاته معظمهن يمـّلكنّ صديقـّا
و كليـّر أخته لنّ تستـطّيع إيـوائه فـّهي لا تـزالّ تـدّرس بالجـامعة ّ و لا تـّمتلك مـّالا كثـّيرا لتـّعطي إيـاه ،
فجـأة طـّرأت فيّ بـّال كليـّر فـكّرة عندّما كـّانت تمسكّ بكـّتفهـّا الذّي ألمـّها بـعدّ ّذّلك العـّراك الطـّويل ،
ضحكتّ ثمّ قـالت بمكـّر و حقدّ
ـ آرثـّر أنت تتذّكر مـّاري أليس كذلك ؟ أختّ مترصدّتكّ المجنونة
نـّظر إليهـّا آرثر بواسطّة عينيه العّشبيتين و المّلل يتـأكّله ، كّيف لا و الحدّيث يدّور حـّول فـّتاتي روبـرت ،
فقـّال بضجـّر و هو يـّحرك المـّلعقة فّي ذلكّ الكـّوب المليء بالقهوة
ـ كيـّف لي أنّ أنسى ؟ غـّيري دّفة الحدّيث فـأنـّا بالكـّاد أصبحّت أتـحمّل سيـّرة أسميهما الآن
لمّ تهتمّ لطّلبه و لمّ تسمـّع إلى ما قاله حتّى بـّل أكملت ما بجّعبتها من كـّلام و نبـّرة الحقدّ قدّ طغتّ على
صـّوتها
ـ مـّاري يـا آرثـّر ، مـّاري تلكّ الفتاة الجبانة التيّ كـّانت دومـّا مـّا تختبئ خـّلف فـلور أصبحـّت اليـّوم
خطيبـّة الـرسمية لنـّايت آل لبيـّر ، ذّلك الـرجّل النـّابغة الذّي تخرجّ في السـادّسة عشّر من عمـّره و
استـّولى على جميـّع مـّلكيـّات دوغلاسّ
قطّب آرثّر و قدّ بدّأ الأمرّ يسترعي اهتمامه ، كيـّف لاّ و نايتّ هو الموضوع ، كشـّر عن أسنـّانه المصـطّفة
و البيضـّاء ثمّ تحدّث بفضّول قـّليل
ـ كيـّف نـّالت تلكّ الحمقـّاء من عـّبقري مثله ؟ هل أنت واثقة أنّ هذه لّيست إشـّاعات ؟ لأننّي أشكّ بهـذّا
فـّعلا
ـ لاّ ، صدّقا لا ، لقدّ رأيت بـأمّ عيناي و هو يدّافع عن مـّاري عندمّا حـّاولت أنـّا أنّ أصلحّ مـّا أفسدّته أنت
، لكّن هـذّا لّيس مـّا أنـّا بصددّ قـّوله ، أنـّا أريدّ أن نستغـّل تلكّ الغـّبية جيدّا مـّا دمنـّا في هذه الفـّوضى
بسبب والدّها
ـ أنتّ محقّة ، العبّث معهـّا سهلّ جدّا كـأخذّ الحـّلوى من فـّم طّفل لكّن نـّايت لّيس كذّلك ، هوّ إن أرادّ سوفّ
يمحي عائلة غـّلوري من وجه الكـّرة الأرضية كـأنهاّ لمّ توجدّ قطّ
صمّتت كليّر قّليلاّ و قدّ عـّادت بـذّاكرتها إلى الخّلف ، حيثّ ما أمـّرها نايتّ بالركوعّ أرضـّا و هي نفـذّت
أوامره بـّغير إرادّتها ، كـأنها مجّبرة على تـّنفيذها فقـّالت بـرجاء
ـ لكّن آرثّر ، لقدّ تسببت فـّلور بطّردكّ من المنزل و حّرمانكّ من جميع أموالكّ أفـّلا تـّريدّ ردّ الاعتبـّار
لكّرامتكّ ؟ بحّق الجحيمّ إنهمّ مجـّرد فقـّراء فلمـّاذا أنت خـّائّف منهم لهذه الدرجة ؟
تهـّات عينـّاه فّي الـواجهة للحـظّات و هو يـّراقب المـّارة ، و على شـّفتيه ابتسـّامه لا تـكادّ تـظهّر ، أختهّ
قلقة عليهّ و لدّيها الحّق بذّلك فـهو اعتاد العيشّ الرغيدّ و بدونّ أموال والدّه فـّلا يستـطّيع تـّدّبر أمره كمـّا
و أنّ جميع أصدّقاءه يتـّهربونّ منه و رفيـّقاته معظمهنّ نسـّاء متزوجـّات و لّسن مستعـدّات لجعـّله يدّخل
بيوتهنّ هكـذّا ، قـّال بهدوء
ـ أنتّ لا تـّعلمين من هو هـذّا الذّي تتحدّينه يا كـلّير
تغّيرت ملامحّ كـّلير للحـّظات متـّرددة ثمّ ضّربت بقّبضتها على الطـّاولة و هي تقـّول نـّافية
ـ لاّ ، أنـّا أريدّ النيـّل منهمّ جميـّعا كّيف لنـّا الاستسـّلام و نحن لمّ نجّرب بـّعد ؟ دّعنـّا نفـّعل ما باستطاعتنا
لإسقاط عائلة روبرت لقدّ سئمت فـّعلا من التصـّاقهم كالجرار فّي أسفّل أقدّامنا
رفّع يدّيه دّلالة على أنه اقتنع بكـّلامهـّا فابتسمـّت بسـعادّة و حمـّلت هاتفـّها لتتصّل بحّبيبهـّا ققد اشتاقت
اليه ، تنهدّ آرثّر و أخذّ يفكّر عمـّيقا ، إنهّ ليسّ بالشخص الحقـودّ لكنّ إن تعدى أحدّ على ممـتّلكاته فهوّ
هالكّ لا محـّالة . يمكنّ القول أنّه ردّ دينّ .. ردّ الاعتبـّار لذّاته المـذّلولة و المحـطّمة التّي أخذّتها عائلة
روبرت منه




 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 03:47 PM