••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > قصص قصيرة


ألماسي | مُهرّج المَديـنة

قصص قصيرة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-27-2022, 07:46 PM   #1
HEAVENS

Azure Ice


الصورة الرمزية HEAVENS
HEAVENS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6098
 تاريخ التسجيل :  Oct 2020
 العمر : 22
 المشاركات : 20,842 [ + ]
 التقييم :  30800
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُحابا سقطت من السماء!
لوني المفضل : Blue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الماسي ألماسي | مُهرّج المَديـنة







@باران;


" في الفترةِ الاخيرِة ادركتُ إني فقدتُ الشعور لكن جسدي لم يفعَل؛ حينَ أخافُ لا أشعر بالخوفِ
داخلي أعني أنهُ مجرّد فراغٍ داخلي لا يمكن لأحاسيسي التفاعُل كما كانتْ سابقاً!
جسديّ مُدركٌ للخوف لذا يتصرّف من تلقاءِ نفسهِ، تعابيريَ تتغيّر وفقاً لذلك ايضاً، بينما أحادثني:
ما يكونُ هذا؟ كيف يكونُ شعور الخوف؟ هل انا خائفٌ حقاً؟ الامرُ معقدٌ لا يمكنني شرحهُ بشكلٍ
دقيقٍ لكن الشيء الوحيد الذي تأكدتهُ: ماتت روحي وجسدي لا يزالُ حياً! أظنني اصبحتُ زومبي
وهذا المُضحك بالأمر، بالموعدِ القادِم سآتي لإلتهامِ عقلكَ"

خَتمتُ الجملةَ بقهقهةٍ أهزأُ بها حالِي.

خلعَ الطبيبُ نظاراتهُ، وتقدّم بكرسيّه: "ما رأيكَ بزيارةِ مهرّجِ المدينةِ؟ يمتلكُ
حِسّ دعابةٍ رائعٍ حقاً، متأكد ستشعر ببعض الحياةِ بعدما تلتقيه!"

إبتسمتُ، ثم وجهتُ عينَيَّ صوبهُ: "هَل هذا ما تظنّه حقاً، أيها الطبيب؟"

.
أومأ ببساطةٍ، كتبَ بورقةٍ الموعِدَ القادم، مرَرها اليَّ؛ هذهِ نهاية الجَلسة. وضعتُ الورقةَ بجيبي ثمَّ هممتُ الى الخارجِ.
بحدودِ الساعةِ الرابعةِ عصراً توجهتُّ لمرآتي. بدأتُ أصطبغُ وجهي بالأبيضِ تلوتهُ بالأحمرِ، والأزرقِ،
والأصفرِ، أخيراً ألصقتُ كرةً حمراء على أنفي، وَوضعتُ الشعرَ المستعارَ الملوّن.
"مرحباً، كيفَ حالكَ سيّد مهرج؟ هل ستقومُ بعملكَ بشكلٍ جيّدٍ اليوم؟".
كانَ تعبيراً فارغاً إنتزَعتْ منهُ الحياةُ شعوره، أناخَ عليه البؤسُ بكلكلهِ فأفقدهُ روحهُ. أطبقتُ جفنيَّ
لبعضِ الوقتِ أجهز نفسي لما هو قادِم. حضرّتُ أغراضي، وركبتُ دراجتي الهوائية أحاديةِ العجلةِ
متوجهاً لمدينة الالعابِ.
وفي طريقي الى هناكَ يُلقي عليَّ سكّانُ الحي التحيةِ وهم يضحكونَ، أو يبتسمونَ. كما ترَون أنا
أحظى بشعبيةٍ جيّدة.

دخلتُ مدينةَ الالعابِ ومعي عدة بالوناتٍ ملوّنة وأنثرُ الزينة الملونة هنا وهناك. تشقلبتُ من على
الدراجةِ وصرتُ أركضُ بين الافراد رِكضةً الحصانِ بينما أخُرِجُ كُراتٍ صغيرةٍ من كُمّي وأتقاذفها.
أجتمعَ الاطفالُ وبعضُ الكِبار حولي سريعاً ليروا العرضَ الذي سأقدمهُ اليوم لهم. كمَا هم متوقعينَ
سأعيدهم للمنزل باسِمين ضاحكينَ.

بَينما أقفزُ، وأقوم ببعضِ الحركاتِ بينهم، رأيتُ طفلاً صغيراً، يعتَمرُ قبعةَ عيد الميلاد يقفُ بنهايةِ
الحَشدِ يحاوِلُ المشاهدة، تداخلتُ بينَ الناسِ وسحبتهُ لوسط الدائرةِ. قدمتُ لهُ وردةً صفراءَ ونثرتُ
زينةً تظاهرتُ إني أخرجتها من قبعته.
"عيد مولدٍ سعيد! ما أسمُ صاحبُ الحَفل؟" قلتُ بصخبٍ وأشدُ
وجنتهُ الطرية. ليجيبَ هو بخجلٍ والفَرحُ يكلِّلُ روحهُ البريئة.
“إيليِوو!" ذكرتُ إسمه بصوتٍ مضحكٍ مما جعلهُ يضحكِ ويُكشّر عن سنّهِ الأماميّ المكسور.
"إيليوو!، ما هذا الفراغُ هُنا؟ كم سمعتُ عن الثُقبِ الاسودِ لكني لَم التقِه شخصياً من قبل!"

ذُهِلَ الوَلدُ كوني صنعتُ من سنّهِ نكتةً، لكن سرعانَ ما تبددَّ الذُهول ضَحِكاً.
فيما يتعلقُ بإلقاءِ النكاتِ، فأنا سخيّ جداً وسأحولُّ كلَّ شيءٍ نكتة.
"ما لونُ إيليِوو المفضّل؟َ"
"الأذرَق!، إيليوو يحبُّ الاذرَق!"
حاولَ تقليدي بطريقة نُطقي إسمَهُ، ضحكَ البعضُ إثرَ
ذلكَ. أخذتُ منهُ الوردةَ و أستنشقتها ثم قدمتها له مجدداً ليفعل، بمجرّد أن قرّبها من وجههِ
أخرَجت ماءً أزرقَ اللون، فإصطبغَ وجههُ.
هي لحظاتٌ ليُدركَ المَقلب ثم ينفجرُ ضاحكاً كَما الاخرينَ.
"ماذا يريدُ أن يُصبَحَ إيليوو عندما يكبُر؟"
لَم يأخذ وقتاً ليفكّر بإجابةٍ، أردفَ سريعاً بنشاط: "إيليوو، يريد أن يكون مهرجاً
بارعاً يحبّه الجميع مثلكَ تماماً! لكن ماما لا تريدُ ذلك".


هَزِقتُ وأختطَّت الدموع المخالطة للصبغِ، إنزلقتْ سريعاً من على وَجنتَيّ وسقطتْ بعيداً، تقوّسَت
شفتيهِ للأسفل، رسمتُ بأصبعيَّ خطينِ تحتَ عينيهِ تلوّنا بالأزرق.
"لَقد جعلتَ مِني قوسَ قزحٍ، يا فتى! يا للسماءِ لقد أضحكتني حقاً، لا بأس
بإمكانك أن تكونَ واحداً، والدتكَ لن تكونَ موجودةً عندها!".

في نهايةِ اليومِ تمكنتُ من إسعاد الكثيرِ من الأرواحِ اليوم. كَم أرغبُ بالعيشِ كما
يفعلون..أحسُدهم...
تمشيتُ بالقربِ من متنزهٍ يطلُّ على النهرِ، انتزعتُ الشعرالمستعارَ و غطيتُ به وجهي ثم صرختُ
عالياً... عالياً جداً حتى شعرتُ أن لا شيء تبقى داخلي..
أبعدتُ الشعرَ عن وجهي وأخذتُ أتأملُ الامواجَ الصغيرةَ المُضطربةَ، أظنني أعتزمتُ أمري. أفكّرُ بزيارةِ
طبيبي للمرةِ الاخيرةِ..

تمشيتُ لشقتي الفارغةِ، الباردةِ، المُظلمةِ، أُطبِقُ بابها الحزينِ، وأجلسُ وحيداً بركنٍ من أركانها
أعتنقُّ روحي وأواسيها.
باليومِ التالي توجهّتُ للطبيبِ بلباسَ المُهرّجِ وزينتهِ..

أراهنُ أنه صُدِمَ برؤيتي، مهرَجِ المدينةِ ها هو يقفُ أمامهُ، لا بل وهو المريضُ الذي يرتادهُ منذُ
شهرينِ تقريباً.
أنهُ صانِعُ السعادةِ يعاني الحُزنَ، يا للأسى.
الذُهولُ هو كلُّ ما أستطعتُ قراءته من إستقبالهِ. رغمَ ذلكَ رحّبَ بي كالعادةِ، وطلبَ مني الجلوس
بالمقعدِ المخصصِّ الّا إني رفضتُ.

"جئتُ لأسعدكَ أيها الطبيب!" ثمّ أطلفتُ ضحكةً عاليةً فأسترسلتُ:
" تذكرُ عندما كنتُ احكيكَ عَن أمي؟ وكم كانت مَقيتةً تحتَ مسمّى المُزاح؟
دسستُ لها السُمَّ بقهوتها الصباحية...لقد غضِبَت عندما عَلِمت بمزحتي الصغيرةِ! لكنّها لَم تُمانِع
مُزَحَ أبي ورهاناتهُ على وجهها المتجمد!".


أرى حدقتيهِ تتسع وهو يتراجعُ بِضعَ خطواتٍ للخلف، أنه الخوف...أراهُ بوضوحٍ...
صحتُ وسطَ ضحكاتي الهيستيرية العالية:
"أمزح! أنا أمزح!!" ثم تركتُ العِيادة عائداُ لمنزلي.

لبستُ رداءَ القوّة وغطيتُ وَجهي بقناعِ السعادةِ..
كانَ درعُ الزيف ناجحاً حتى ملامحَ الذبولِ لم تَظهر، استسيغُ المُرَّ واقدِم الحُلو..
ثم صرتُ كالقنفذِ أرمي بالشوكِ كلَّ مَن يقترب في حين إني الضعيفُ المتكوِّر على نفسه احبسُ
ذاتي بحدودٍ وضعتها يداي. اضمُّ ركبتيَّ واعتنقُ روحي؛ اواسيها... لكني من وضع الحدود!

خَطوتُ بضع خطواتٍ متجّهاً نحو المرآةِ، التقطتُ منديلاً، رطبّته بمزيل المكياج، ثم مَرَّرتُ المنديلَ
على جانبٍ من وجهي. إلامَ سأبقى خلفَ هذا القناعِ الملوَّن؟ بينما وجهي أُصطبِغ بالأبيض
والاسود..

المكوثُ بالزاويةِ المُظلمةِ من غرفةٍ مضيئة.. مخيف.. بارد...موحش؛ لكني اعتدتهُ. إجتاحني الغضبُ،
وتغلغلَ اليأسُ اعماقي، والظلامُ انتشرَ داخلي كما ينتشرُ المرض.
مسحتُ ما تبقى من الوانٍ على وجهي ثم اخذتُ بالنظرِ للمرآةِ مجدداً، كنتُ أتمنى أنْ انصحَ
نفسيَ لكن.. لم اعد اطيقُ!
سئمتُ هذا الوجه، هذه الملامح، هذا الحُزنُ الدائم! التقطتُ اقربَ جسمٍ بالقربِ مني وحطمتُ
المرآة.

لا أزالُ اشعر بعدمِ الراحةِ..
امسكتُ بأحد قطع الزجاجِ المنثورِ؛ بالرغمِ من تمزقِ يدي الّا اني إرتأيتُ هذا الالمَ مُسلياً و لمْ
أكتفي بل مررتُ قطعةَ الزجاجِ الحادةَ على رسغي و انا استلذُّ هذا الالمَ و استطعمُ وجعهُ!
أرتسمتْ إبتسامةٌ وانا أشاهدُ الدماءَ تسيل. ضحكتُ بهستيرية، اوه يا إلهي! انا اشعرُ بالدفئ الان!
أوه انا لا اصدقُ! لم أعلم ان دمائي دافئة لهذا الحدِّ!

الدموعُ جرت دونما سببٍ، ربما أنا أشفقُ على نفسي؟
أحسُ بالخَدر، بدأتْ أطرافي تنُمِل؟
مجالُ الرؤيةِ يتلاشى، وفي غضونِ دقائقَ لم اعدْ اسمعُ سوى صوتِ قطراتِ الدمِ المُرتطمةِ بالأرضِ.
بدأتُ أميلُ لا شعورياً وكأن رأسي صار أثقل والجاذبيةُ تزدادُ من جهتهِ.

سقطتُ أرضاً، أرتطمَ وجهي بكومةِ الزُجاجِ. لا أزالُ أشعرُ بدفئِ دميَ.. حتى دموعي دافئةٌ أيضاً!
تدحرجَ الانفُ الكرويُّ الأحمر بعيداً، انعكسَ ضوءٌ ساطعٌ على احدِ قطعِ المرآةِ.. ثمَ تبددَّ الضوءُ وصارَ ظلاماً.

لمْ أعد أسمعُ شيئاً سوى طنين أذُنيَّ المُزعجِ وقطراتِ الدمِ.
هل هذهِ النهاية؟ هل يجبُ عليّ قول ُ الوداعِ؟
إن كان كذلكَ...

مُهرجُ المدينةِ لم يكن سعيداً يوماً.. وداعاً.




..................

السلام عليكم
كيفكم ال ووندر؟ عساكم بخير
اشتقت لكم و للمكان و كذا
هذه القصة شاركت بها بمسابقة للقصص القصيرة و الحمد لله كنت من الفائزين
فكرة القصة كانت فكرة لرواية، لا يزال هناك الكثيييير من التفصايل و الامور، لكن تخليت عنها
و كتبت هذه القصة
كنت افكر اسويها رواية بعد ما اسمع رايكم عنها، و ان شاء الله الرواية لو صارت بتنشر هنا
ثم لو كانت بالمستوى المطلوب و كذا ممكن تنشر ككتاب ورقي

سبق و ان كتبت نفسي قبل، لكن ما كتبت كوميديا سوداء من قبل و هذه كانت اول تجربة
بالنسبة للتصميم كان سريع وكذا تصميم حق نصف ساعة
متحمسة اشوف اراءكم

في امان الله






 
 توقيع : HEAVENS



Beauty may be dangerous but intelligence is lethal

مدونتي | معرضي
INSTAGRAM



التعديل الأخير تم بواسطة سيـرَان. ; 10-10-2022 الساعة 02:13 AM

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 06:35 PM