••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


عندما عبروا حدود الظلام *مكتملة*

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-2020, 07:27 PM   #1
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

عندما عبروا حدود الظلام *مكتملة*





* ،





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 08-21-2020 الساعة 06:53 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2020, 07:27 PM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



er]


رواية / عندما عبروا حدود الظلام
للكاتبة عاشقة امها


اقتباس:


رواية أحببتها فشاركتها معكم أتمنى ان تستمتعوا بقرائتها




وسط الماء ..
وتحت جنح الظلام ..
بين زمجرة الريح ..
وضوضاء العويل ..
عانقها ذلك الألم ..
ألهب عقلها بمئات الخيالات ..
جمدت ..
مشاعرها اختنقت ثم تبعثرت ..
شدها نحوه ..
لفها ببرودة كقمم الجبال ..
همس في أذنها ألاف العبارات ..
اضطربت ..
أحزانها غرقت ثم طفت ..
ثلاثة عدد الأيام ..
ومدى العمر تبقى الأحزان ..
ارتدي عباءة الإيمان ..
وتجلدي بالصبر..
يا جرحا نازفا يحكي الإهمال ..
يا قلبا نابضا يرفض الاستسلام ..
يا قبلة طبعت على جبين الآلام ..

((هي ليست ملاكا على صورة بشر .. ))






[/center]


 

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2020, 07:30 PM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بسم الله الرحمن الرحيم


إهداء لمن علمتني حلاوة الصبر , حلاوة الحياة ..
لمن زرعت في قلبي معنى الحب , معنى الوفاء ..
لمن رسمت على شفتي كل أنواع البسمات ..
لمن أغرقت عيني بدموع الضحك ملايين المرات ..
لمن فَقْدُها سلب من عيني وأعين الكـثـيـر ألوان الحياة ..
إليك يا سبب وجودي في هذه الدنيا بعد الله ..
إلى أمي يرحمها الله ..
.
.
.
إليك أهدي روايتي العاشرة .. ~ عندما عبروا حدود الظلام ~
وبما أن الجميع يعلم أن اسم الرواية له النصيب الأكبر من القصة أردت حقا أن أذكر أنني احترت كثيرا في اختيار اسم هذه الرواية ولأول مرة , ربما لأنها أول رواية تنشر على الشبكة العنكبوتية , توارد في ذهني الكثير من الأسماء ..
~ ومضة برق ~
~ ابتسامات تخترق الدموع ~
~ صرخات قد تلامس الأسماع ~
وقررت لفترة طويلة أن أسميها ~ عندما تموت الأزهار ~ ..
وأنوه أن تركها بلا عنوان كان أمرا واردا ولكني تساءلت بشدة هل يمكن للأم ألا تسمي وليدها ؟؟؟ وعندما رأيت استحالة ذلك سميتها أخيرا ..
.
.
.
كانت هذه مقدمتي قبل أن تخبرني قريبتي المتابعة بشغف للمنتدى والتي عرضت عليها أجزاء من قصتي أن هناك قصة تدور تقريبا عن نفس فكرة قصتي ألا وهي قصة (( الغريبة )) للكاتبة ((غيوم الشوق)) , وحقيقة استغربت هذا الشبه العجيب , ولا أفقد قصتي حماسها لمن سيقرأها إذا قلت أن فقدان الذاكرة هو العامل المشترك بينهما لأن هذا سيوضح من بداية القصة ..
وتحت نصح الكثير أُقترح علي أن أغير فكرة القصة ولكني أعتقد وليس شرطا أن يكون اعتقداي صحيحا أن لكل كاتب أسلوبه في معالجة قصته وأنا أتمنى أن لاتفقد قصتي بريقها بسبب بعض التشابه الغير متوقع ..
شاكرة لكم حضوركم ...
.
.
.
.
الفقيرة إلى رحمة ربها
& عاشقة أمها &



(( عندما عبروا حدود الظلام ))

الفصل الأول : حياة جديدة ..

وسط الماء ..
وتحت جنح الظلام ..
بين زمجرة الريح ..
وضوضاء العويل ..
عانقها ذلك الألم ..
ألهب عقلها بمئات الخيالات ..
جمدت ..
مشاعرها اختنقت ثم تبعثرت ..
شدها نحوه ..
لفها ببرودة كقمم الجبال ..
همس في أذنها ألاف العبارات ..
اضطربت ..
أحزانها غرقت ثم طفت ..
ثلاثة عدد الأيام ..
ومدى العمر تبقى الأحزان ..
ارتدي عباءة الإيمان ..
وتجلدي بالصبر..
يا جرحا نازفا يحكي الإهمال ..
يا قلبا نابضا يرفض الاستسلام ..
يا قبلة طبعت على جبين الآلام ..

((هي ليست ملاكا على صورة بشر .. ))



يوم الاثنين 8 / 1/ 1427هـ
في مستشفى تبوك :

: حالتها صعبة جدا , انقلها من باب الطوارئ , بسرعة ..
عيونها كانت مفتوحة تتأمل كل شي حولينها وصوت اصطكاك أسنانها مسموع بوضوح من قوة الرجفة و النفضة اللي في جسمها , طالعت في الطبيب اللي يصارخ عشان يستعجلون بإخلاء الممر ورجعت ثاني تطالع في الرجال الملتحي اللي ماسك يدها ويضغطها بقوة وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
طالعت في الأضواء المعلقة على السقف الأبيض وهي تلمع شويه وتختفي وغمضت عيونها تستمع لصوت عجلات السرير تتردد في أذانيها من البعيد بشكل غريب مختلط بأصوات الناس وصراخ الطبيب وصوت عذب يدعي وصوت أبواب معدنية تنفتح وتنصك وبعد ماوقف السرير اللي حسته يغوص بها في مكان بلا أبعاد فتحت عيونها و شافت نفسها في غرفة مليانة أضواء ورجال متلثم معاه إبرة و ظلااااااااااااااااام ..
: اش اسم المريضة ؟
: ما أدري ما لقينا معاها اوراق هوية وما فتحت فمها بكلمة من انتشلناها ..
: لا تقول هذي وحده من الناجين , مو معقول ..
: إلا , سبحان الله انكتب لها عمر جديد ..
: طيب ما في أحد من أهلها يدور عليها ..
: للأسف ما في أي خبر إلا الآن ..


*************************


(( هي ليست ضعيفة تدعي القوة ..))


يوم الثلاثاء 9 / 1/ 1427هـ :
في نفس المستشفى :
: الكشف والفحوصات المبدئية تدل على فقدان ذاكرة , لكن ماأدري مؤقت ولا لا ..
: لاحول ولاقوة إلا بالله ..
: صراحة ياعم أبو عصام زين اللي فقدت الذاكرة بس , ما توقعت تكون حية وواعية لهذا الوقت , البنت فعليا لها ثلاث أيام بدون أكل أو شرب وباذلة مجهود خارق وسط برد جمد أطرافها , الحمد لله الله ستر عليها , عندها حاليا صدمة عصبية حادة جدا جدا يمكن هي سبب فقدان الذاكرة أو العكس , أعطيناها مغذيات ومهدئات ومحاليل والله يوفق , المهم ما دريت عنها شي ؟؟..
: والله ما أدري عنها أي شي يادكتور , زودنا الشرطة بصورتها من ساعة ما لقيناها وإلى الآن ما درينا عنها شي , ولدي عصام راح يشوف الشرطي اللي جا ..
تقدم عصام من أبوه والدكتور وقال : أبوية الشرطي يبغى يكلمك ..
وقف الشرطي متردد وهو ينقل بصره بين الأب وولده بعدين قال : والله ما أعرف اش أقولك يا عم علي , اللي صار شي ما يتخيله عقل , مختصر الكلام البنت ما عاد بقي لها أهل , ماتوا كلهم في الحادثة ..


************************


(( هي ليست حرة لترسم مصيرها ))

في فيلا واسعة وفخمة في حي المروة بجدة :
يوم الثلاثاء 16 / 1/ 1427هـ بعد الغدا :

أحمد : واحد منكم بيتزوجها رضيتم ولا انرضيتم ..
عبد الرزاق بعصبية : أمي عاجبك كلام أبوية اللي ما يخش العقل ..
جاسم بهدوء : عبد الرزاق احترم ألفاظك ..
أشر عليه عبد الرزاق وقال بضيق : إذا كان عاجبك الموضوع ليش ما تتزوجها انت سيد جاسم مو انت الكبير و انت اللي تعرف أخوها , أنا أبغى أتزوج بكيفي والبنت اللي أنا أختارها , طاق الـ29 ولسه ما تزوجت ولا خطبت ..
حس حاسم بضيق من كلام أخوه فقال بعصبية : أخوها ما أتذكر منه إلا إني شفته مرة وحده في جواز عبد الله قبل سنة , بعدين مالك دخل فيني طاق الـ29 ولا الـ40..
شهقت أم جاسم وقالت : جاسم , عبد الرزاق أحشموا أبوكم قاعدين تهاوشون قدامه ..
تدخلت الجوهرة لأول مرة وقالت بضيق : أميييييييييي والله حرام اش ذنبهم أخواني في اللي يصير , صح البنت يتيمة ومالها أحد غيرنا بس ..
لف عليها عبد الرزاق وقال بوقاحة : أقول انتي اسكتي ما بقي إلا انتي تتكلمين ...
خاطبه جاسم ببرود وقال : لا تعصب وتحط حرتك في الضعيفة , هذي مهي طريقة تخاطب فيها أختك الكبيرة يا متعلم ..
وقف عبد الرزاق وقال بصوت عالي وهو يأشر بيده : إنت بالذاااااات لا تتكلم ..
وكمل بتريقة وهو يمط كلامه بطريقة المستبعد : بتدبسني في المجنونة بننننننت وللللللللد خاااااااااااااااالة جدتك وما تبغاني أعصب ..
تنهد جاسم وقال : أبوية خلاص أنا بأتزوجها ..
اختلطت صرخة الجوهرة باستنكار مع صوت أمه : جاااااااسم ..


*****************************


(( هي ليست نسمة هواء رقيقة تعبر بخفة حيث لا تستطيع ملاحظتها ))

بعد شهر في نفس الفيلا :
يوم الخميس 16 / 2 / 1427هـ بعد صلاة المغرب :


انفتح الباب بكل قوته : السلااااااااااااااااااام عليكم ..
لف أبو جاسم على باب المجلس وابتسم بحب لمن شافها وقال : هلا , هلا والله بأحلى بنت في الدنيا , هلا وغلا بـ أزهار ..
جرت أزهار على أمها وضمتها وهي تقول : فديتك ماما وحشتيني ..
طااااااااااااالع فيها أبوها وقال : نعم , هذا وأنا اللي مرحب بك مو هي ..
ضحكت هي وأمها وقالت : أووووه لك الحشيمة يابابا بس هذي الماما ما أقدر عليها ..
وقامت له وقبل ما تضم أبوها جاهم صوت مزعج يقول : يا سلااااااااااااااام , وخري عن أبوية لو سمحتي ..
نطت أزهار وضمت أبوها قبل ما توصله العنود وقاموا يتصارعون مين يضمه ..
: أبويه يا الدب ..
: بابا يا عمود الكهرب ..
: يععععععع طالعي بس كيف تقولينها بابا , اسمه أبويه ..
: روحي يالبدوية يا ثقيلة الدم , بابا و أنا حره ..
ضحك أبو جاسم وهو يطالعهم وقال وهو يضمهم الثنتين : بس كلكم بناتي , لا ترجون راسي ..
قالت أم جاسم : قوموا عن أبوكم ذبحتوه ..
تصنمت أزهار في مكانها وسرحت فجأة , الكل طالع فيها بترقب , و شويه لفت عليهم وقالت بضحكة : أروح أجيبلكم عصير برتقال من يديني الحلوة , سويته اليوم العصر ..
ضحك الكل عليها ومن خرجت قالت العنود وهي تتنهد : واااااااي والله قلبي عورني حسبتـ...
قطع كلامها رنين التلفون , رد عليه أبو جاسم وقال بعد ما سمع الصوت : هلا والله بجاسم , كيفك يا ولدي ؟؟ متى بتجينا ؟؟..
وسحبت منه أم جاسم التلفون بعد ما رجته وهو يتكلم من كثر لهفتها على ولدها البكر ..
***
قالت سيتي بحماس : يوووووووو أزهاااااااااااااااااار اس هادا ؟؟ هادا شغل مررررررره هلووووو ..
ضحكت أزهار هي تثبت شرايح البرتقال على طرف الكاسة وتحط مراوح العصير اللي اشترتها من محل أبو ريالين ..
شالت الصينية ومشت للمجلس , لمن دخلت وسمعت اسم جاسم بسررررررعة حطت الصينية على الأرض وقالت : ماما تكفييييييييين أبغى أكلمه والله وحشني ..
ضحك جاسم وقال لأمه : مين اللي وحشتها لها الدرجة ؟؟ العنود ولا الهنوف ؟؟
ما سمعت الأم سؤاله من التردد والحيرة اللي شغلتها وشغلت الكل ما عادا أزهار اللي أخذت السماعة من أمه وقالت : جاسم ..
حس جاسم بشي يلتوي بداخله , قال بهمس : العنود ؟؟
ضحكت وقالت : حراااااااام عليك تشبهني بأم الصوت النشاز هذي , أنا أزهار , مسرع ما نسيتني يالدب ..
بلع جاسم ريقه وهو يحاول يستوعب اللي يصير , أزهار من بين كل أخواته هي اللي تكلمه بعد هالإنقطاع الطويل , وفوق هذا كله تكلمه بطريقه ما تخيلها ..
: جسوم يالوحش أنا قاعدة أكلمك ..
هذا هو صوت زوجته اللي ما يتذكر ملامحها بشكل واضح , سحب نفس وقال : هلا أزهار كيف حالك ؟؟
سكتت بصدمة وبلا مقدمات رمت السماعة على العنود و طالعت فيهم بحيرة , قالت أم جاسم وهي تضمها : بسم الله عليك , اش فيك ؟؟ اش صار ؟؟
قالت بصوت خافت وهي تطالع في يدينها اللي ترتجف : صوته غريب , هذا مو جاسم ..
ضمتها الأم أكثر , رفعت العنود السماعة وقالت بسرعة لمن سمعت جاسم ينادي أزهار : هلا جاسم , لا بخير نكلمك بعدين , هااااا , طيب ..
سحبت التلفون وخرجت من المجلس وعيونها معلقه على أزهار اللي صارت شاحبة وهي في حضن أمها اللي قاعدة تقول : يمه هذا جاسم , اش فيك ؟؟
هزت أزهار راسها وقالت : لا مو جاسم , مو أخوية , كيف ما ميزت صوته ؟؟
ضمتها أم جاسم أكثر وقالت بألم : يمكن لأنك ما سمعتي صوته من زمان , ويمكن بسبب التعب اللي صابك الفترة اللي فاتت ..
غمضت أزهار عيونها وقالت جوة نفسها الكلام اللي ودها تصارخ به على العالم لكنها تخبيه عشان ما تخوف أمها وأهلها (( يا ناااااااااس ليش أحس نفسي غريبة عنهم وما قيد عشت معاهم , أحس كل شي جديد عليه , وأحيانا أحس بخوف يزلزلني من داخلي , ياااااااااارب استر , يارب ارحمني , هذا إيه اللي فيني ؟؟ ليش ما أتذكر طفولتي , ليش ما أتذكر أي شي يمضي عليه الوقت , مو معقوله هذا كله فقدان ذاكرة من الصدمة اللي صابتني بعد الحادث , مو لدرجة إني أنسى أخواني وأصواتهم , حتى عبد الرزاق صار لي نفس الموقف معاه , حسيت صوته غريييييييب عني , حتى بابا وماما غريبين والله خايفة , اش اللي فيني ؟؟ ))..



*******************************


غمض جاسم عيونه ورمى نفسه على السرير وهو يزفر بقوة , لف عدنان عن كمبيوتره وقال : أذكر ربك ..
ورجع يطقطق الأزرار , لف عليه جاسم بعد ما قال الشهادة وقال بعد فترة صمت مايقلق سكونه إلا صوت ضغطات الأزرار : كلمتني ..
ساب عدنان شغله ولف الكرسي الدوار بالكامل ودف نفسه إلين سرير جاسم وقال بحماس : مييييييييين ؟؟ لا تقول زوجتك ..
تأفف جاسم وقال وهو يسحب المخده ويضربه : طيب بلاشي هذي النظرة المتحمسة لأني ماني فايق لك ..
ضحك عدنان وقال وهو يرجع له المخده برمية : والله متحمس , ليش ما أتحمس , أبطال قصتي الجاية إن شاء الله إنت وأزهار..
أعطاه جاسم ظهره وقال : والله من جد فايق , روح لمنتداك وقصصك يالمؤلف العظيم ..
سكت عدنان شويه وهو يفكر إنه يمكن تضايق بسبب عقدة الذنب بعدين قال بصوت هادي : اش فيك متوتر ومعصب ؟؟ أنا عارف إنها أول مرة تكلمك بس ما أظنها كانت محادثة صعبة لها الدرجة , في النهاية البنت حتتذكر كل ماضيها وبتعرف كل التضحيات اللي سويتوها عشانها ...
: البنت خافت ورمت السماعة لمن كلمتها وقالت إنه هذا مو أخويه جاسم , صوته غريب وما أعرف إيه ومن ذاك الكلام وهلم جرا ..
: قصدك إنها بدأت تتذكر وتحس ؟؟
: الله أعلم ..
:الله يستر إن كان بدأت تتذكر ..
: كم مر على الحادث ؟؟
: ما أدري بس اللي أعرفه إنه مر شهر بالتمام من يوم انصفقت على راسي ووافقت على اللي يصير دحين ..


*****************************


(( هو ليس مجبرا ليسير حسب أهواء الآخرين ..))

قبل شهر في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة :
يوم الثلاثاء 16 / 1/ 1427هـ في الليل:
: جاسم ولدي أنا عارف إنه اللي أطلبه صعب ..
نزع جاسم بصره عن الشبح المسجى على السرير ومثبته فيه عشرات الأسلاك وقال لأبوه الواقف عند باب الغرفة : خلاص أبويه ما عليك مني , أنا رجال , كل الدعوة توقيع على ورق وإذا ما ناسبني الوضع أخرج منه بسهولة , وبصراحة بعد ما فكرت في الموضوع البنت يتيمة وفاقدة الذاكرة ومالها أهل , أتحسن فيها وأدخلها في عايلة أنا عارف إنها تتمنى تسوي فيها خير لوجه الله أحسن من إنها تنحط في جمعية خيرية ما ينعرف مصيرها بعدها ..
طالع فيه أبوه بإكبار وقال : من يومك كبير في عيني يا ولدي ودحين زاد قدرك أكثر ..
ابتسم جاسم ورجع طالع في أزهار وقال : زين إنها عايشة وأحسن إنها فقدت الذاكرة , والله لو وحده عاشت اللي عاشته كان انجنت ..
تنهد وجلس يتأمل جسدها ووجهها المتشوه من النفخ اللي فيه ~ أزهار اش الإسم الغريييييب هذا ؟؟؟ , عمرها 25 سنة ولسه ما تزوجت , ليش ؟؟ يا ترى كيف شخصيتها هالبنت ؟؟ الله يعينك يا أبوية على ماجاك , اش بتسوي لو كانت شينة أخلاق ~ , ناداه أبوه عشان يخرج وهو يقول : أخرج عن البنت يا جاسم , تراك لسه ما تزوجتها ..
تنهد ورماها بنظرة أخيرة وخرج وهو يقول لأبوه بمزحه عشان يقنعه إنه مسوي هالشي برضاه : النظرة الشرعية حلال ..


***************************


(( هو ليس هوائيا تحكمه عواطفه ..))

في الفيلا :
يوم الجمعة : 19 / 1 / 1427 هـ :

بعد ما وقع على عقد الزواج اللي صارت مشاكل تدخلوا فيها الكثير عشان يتم و أكثر من الكثير عشان ما يتم وبعد عرضها على مسؤولين في القضاء والدولة ..

حط جاسم يده على كتف أخته وسأل : الجوهرة اش فيك زعلانه ؟؟ أبوية يبغاني أتزوجها عشان هو يقدر يقابلها ويرعاها , خلي الوضع يهدى بطلقها وأتزوج اللي أبغاها , وهي حتظل تقابل أبويه ..
طااااااالعت فيه الجوهرة وقالت بشك : يعني متأكد إن الموضوع مو هبقة طنت في راسك بعد ما حزنت عليها وأشفقت في لحظة تهور..
ابتسم وقال : لا إرتاحي إحنا عسكر ما عندنا كاني و ماني , 1+1 = 2 , وبعدين من متى أخوك يسوي شي ما يقلبه في دماغه مية مرة ؟؟
: الله يحفضك و يحرسك , ريحتني والله ..
قال بثقة يبغى يغرسها في قلبه قبل قلب أخته : فكري فيها كويس , أنا بكرة رايح الرياض وما حأجي على سيرة , وعبد الرزاق خلاص سافر فرنسا ومابيرجع إلا بعد سنة , يعني البنت بتاخذ وقتها في الراحة معاكم ..
تنهدت بضيق وقالت : الله يسهل وتنقل , والله جدة مي شي بدونك ..
: الله يقدم اللي فيه خير , أهم شي خلي بالك على الأهل زين .



***********************


وقبل هذا الوقت بأكثر من أسبوعين :
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 6.30 الفجر في إحدى الفنادق في تبوك :
: والله متحممممممممممممممممممسة , متى يجي الليل ؟؟ ..
مسك عمير المخدة ورماها على وجه أزهار كعادته وهو يقول : ترااااااااااك طفشتينا , لك شهر غاثتنا بهالحماس ..
ضربت المخدة وجه أزهار ضربة مباشرة خلت عمر يقهقه وهو يقول : حللللللللللوة أبو مصعب , ضربة مباشرة ..
طالعت فيهم أزهار لمن رفعوا يدينهم وصفقوها بخمسة انتصار وقالت : هاهاها ما يضحك , والله لا أشتكيكم لعموري لمن يجي ..
قال عمر بتريقة : أنا هنا ..
لفت بوزها و قالت : عموري عمار مو إنت ..
قال عمير وهو يلف على أخوه اللي أكبر منه : كلنا ندلع عموري , مو عموري ؟؟..
قال عمر وهو ينسدح على فخذ أمه اللي قاعدة تقرأ أذكار الصباح : للأسف أمي وأبويه الله يرحمه من قلة الأسامي سمونا هالأسماء ..
ابتسمت بهدوء ومسحت على شعره من دون ما تشيل عينها عن كتاب الأذكار ورفعت بصرها أول ماسمعت صوت المفتاح في الباب مختلط بدق الباب ..
فزت أزهار وراحت تجري على الباب ..
أول ماصك عمار الباب ولف شاف خيال ناط عليه يحضنه , ابتسم وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ردت السلام ورفعت وجهها وابتسمت له وهي تقول : هلا باللي له الخافق يهلي , وحشتني ..
انمحت ابتسامتها لمن شدت يد خشنة شعرها المتوسط الطول من ورى وشهقت وهي تقول : آآآآآآآآآي عميييييييييييييييييير ..
كانت عارفة من دون ما تلف من اللي يععععععشق يشد شعرها و يناكشها بأذية ..
سلم على أمه و عمر وجلس وحط التميس والفول اللي جابه قدام أمه وهو يقول : الله يصلحهم ..
قال عمر وهو يقوم عن فخذ أمه ويستنشق بقوة : والله يبغالهم فرش عشان يهجدون , الله يالريحة ..
ابتسم عمار ابتسامته الهادئة وقال : خليهم مشتاقين لبعض , لهم أسبوعين ما تضاربوا ..
ضحك عمر وقال : والله لو تشوفه الأسبوعين اللي فاتت بعد ما رحتم الأردن قاعد ياكل في نفسه أكل مو لاقي أحد يضاربه ..
قالت أمه وهي تشوف الإثنين راجعين وهم يضحكون : والله حتى أزهار كل ما شافت شي حلو تحسرت وقالت ياليت عمر و عمير معانا ..
جلست أزهار وقالت وهي تغمز لعمر : عمور والله فاااااااااااتتك المناظر الحلللللوة هناك ..
تنهد وحط يده على قلبه وهو يقول بتريقة : آآآآآآآآآآآخ ياقلبي , ربي عرف الشوكة وسود راسها , الجامعة ما أعطتني إجازة إلا تو ..
جلس عمير يستغفر وهو يدق أزهار اللي قاعدة تحط الفطور بعد ما فهم قصدها بالمناظر , ضحكت و قامت تحكي عمر وعمير بحماس عن كل شي شافته هناك رغم إنها ما خرجت كثير بسبب مرابطتها في المستشفى مع أمها ..
طبيب أمها اللي يعالج ركبها و الإنزلاق الغضروفي اللي في عمودها الفقري نصحهم يسوون عملية لأمهم عند طبيب في مصر دلهم عليه واتفق معاه على كل الإجراءات ولأنه عمر أخذ إجازة قرر يطلع لهم ويتقابلون في تبوك عشان يسافرون بحرا من هناك على مصر لأنه أوفر في الفلوس اللي يعانون من قلتها حاليا ...


**************************



يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 4 العصر في ميناء ضباء التابع لمنطقة تبوك :
قبل وقت الإقلاع :

أول ما تحركت سيارة الأجرة اللي نزلتهم في ميناء ضباء وشافت أزهار السفن على أرصفة الميناء قالت بفرحة : ياااااااااااي أول مرة أدخل ميناء , شكله يهبببببببببببل , متى نركب السفينة ؟؟..
ضربها عمير على راسها وقال يقلدها بتريقة : رخي صوتك يالمطفوقة , متى نركب السفينة ؟؟ ..
طالعت فيه بضحكه وقالت : مو عشانك خايف من السفينة تقوم تتريق عليه ..
قال بكبرياء : من قال إني خايف ؟؟ وليش أخاف ؟؟ شايفتني بزر ..
تنهدت وقالت وهي تجر شنطتها : ما أدري من إيش خايف , يمكن يمكن لأنك ماتعرف تسبح ..
ضحكوا عليهم لمن بدأوا يتناقرون , بعدها جلسوا منتظرين إلين خلص عمار أوراقهم وتحركوا للرصيف اللي فيه السفينه , حست أزهار بالإنشراح وهي تشوف اللون الأبيض والأزرق المميز للسفينة , كان شكلها مهيب بطوابقها المتعدده والناس المنتشرين على سطوحها وهم يطالعون من الحواجز , حست بشعور مختلط من الحماس والفرح , هذي أول مرة في حياتها تركب عبارة , ابتسمت وهي تقرى اسم العبارة (( عبارة السلام 98 )) لفت على عمار وقالت : عموري , حلو اسم العبارة مرة , هي عبارة مصرية صح ؟؟ ..
قال بهدوء وهو يدف كرسي أمها المتحرك : هي حاليا ملك لشركة مصرية لكنها على ما أعتقد أصلها إيطالية ..
قالت فرحانه بالمعلومة الجديدة اللي حتقولها للبنات : يا حركتاااااااااااااااات , أتاريني ماني هينة راكبه عبارة إيطالية ..
كان الرصيف مزدحم بالناس أكثرهم من الجنسية المصرية , قال عمير : ما شاء الله هذولي كلهم مصارية , ليه ؟؟
قال عمر : اش بك راجعين من حج و إجازة ..
قالت أمه بمزح : الله يخليك لا تجيب سيرة الحج عشان ما نرجع لنفس الموال ..
قال عمير وهو يلف بوزه : أجل تحسبوني ناسي القهر اللي في قلبي ليش ما خليتوني أحج ..
قال عمر : يالغييييييييييرة , ترى والله دعيتلك يوم عرفة , و إنت إن شاء الله لاحقها السنة الجاية ..
طالع عمير في السفينة اللي لاحت له من فوق زحمة الناس وقال بتوتر : أدري أعيش للسنة الجاية ولا لا ؟؟ والله السفينة شكلها ما يطمن ...
وحس بالإحباط لمن قاموا يضحكون عليه ...
كان فيه مدخل واحد كبييييير للعبارة عشان كذا طلبوا من الركاب يطلعون أول لأنهم بيشحنون السيارات والشاحنات والحقائب بعدهم ..
كانت أزهار تمشي مع عمر وهي تلف يمين ويسار تحاول تستوعب المناظر قد ما تقدر , شهقت بخفة لمن شافت بوفيه وقالت : أكلللللللللللل ..
سحبها عمر عشان تكمل مشيها وهو يقول : بعدين , ما تفكرين إلا في بطنك ..
استغربت لمن شافت الناس متزاحمين على سطح السفينة و تساءلت جوتها عن سبب عدم جلستهم في غرفهم , طلعت عدد من السلالم ما حسبتها ومشيت في ممر يدوب يكفي لشخصين , ولمن وصلت لغرفتهم هي وأمها و عمير وشافت ضيقها عرفت سبب هروب الناس للسطح , جلست على السرير المهترئ وعرفت إنه أكيد هذا كله بسبب الأسعار الرمزية للرحلة , لكن هذا ما حبطها ولا قلل حماسها لأنها عارفة إنهم لازم يوفرون الفلوس عشان عملية أمهم اللي ماعاد تقدر توقف وتمشي من كثر الوجع ..
شوية كذا جات أمها اللي بالقوة تعاونوا أخوانها وجابوها على كرسيها المتحرك وعلى طول نقلوها السرير و سدحوها عشان ترتاح ..
مسكت جوالها بعد مالحفت أمها واتصلت على أول رقم في القائمة , ولمن جاوبها البريد الصوتي قالت بطفش : مشاعل تراني بأفجر البريد الصوتي اللي ذابحتني فيه , من حلات الصوت عاد عشان أسيبلك رسالة كل شوية , أنا في العبارة وما حتتحرك إلا الساعة سبعة وحنوصل 2.30 بإذن الله , ادعيلي ..
قال عمر وهو يرتب الشنط : اش عندك انتي ومشاعل هذه كل شوي معطيتها تقارير عن تحركاتك ..
لفت بوزها وقالت : صحبتي الروح بالروح ...
وقف عمار جنبها وسألها باهتمام : حتى اليوم ماردت عليك ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تلعب في الجوال بطفش : ماسمعت صوتها من زمان , شكلها مشغولة لأنه زواجها مابقي له شي ..
قال بمحبة : شيلي البوز اللي مادته , إذا وصلنا مصر بالسلامة أخليك تدقين بجوالي , وإن شاء الله نرجع قبل زواجها ..
طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله لايحرمني منك ياعسل ..
قال عمير بتريقة وهو يدق عمر : وترى وددددها تقول لك الله يفكني منك يابصل ..
ضحكوا عليها لمن بدأت تنكر وهي تضرب عمير بمزح , ولأن انتظار شحن الآليات حيطول ترجت أخوانها يخرجونها تمشى شويه , ووافقوا الكبار بعد جهد إنها تخرج مع عمير وقت الإقلاع عشان تشوف البحر , لكنها أصرت عشان تبغى تشوف على قولتها البحر تحت ضوء الشمس , وعمير اللي ما أحد سمعت إعتراضاته كان وده يكفخها ليش خلته يخرج وسط هالزحمة ..


*************************



يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 8.30 في الكبينة :
الساعات الأولى من الكارثة :


رفعت أزهار راسها عن الكوتشينة اللي ماسكتها في يدها وشمت الهوا وهي تقول : أشم ريحة شياط ..
ضحك عمير وقال وهو يرمي ورقة : أقول اسحبي و انتي ساكته , مو عشانك مهزومة تشردين ..
لعبت كم دورة ولمن زادت الريحة شمت مرة ثانية وقالت : والله أشم شي ..
قامت أمها عن سدحتها وقالت : صادقة أزهار أشم شـ...
اندق الباب وانفتح على طول ودخل منه عمر وهو يقول : في ريحة حريقة غريبة ..
نقزت أزهار وقالت : يا ماما , والله قلت لعمير ماصدقني ..
قام عمير وطالع بتوتر في عمر وهو يقول : يمكن حرق في البوفيه ولا المطبخ ..
وصلتهم أصوات مختلطة عالية , صك عمر باب الكبينه وقال وهو يفتح الشباك الصغير : عمار راح يشوف اش فيه , كملوا لعبكم ..
قال عمير وهو يلم الكوتشينة : نكمل بعد ما نشوف اش فيه ؟؟
قالت أزهار وهي تضحك على شكل عمير المتوتر : يعني اش بيكون فيه ؟؟
اندق الباب ودخل عمار وهو يقول بابتسامة : السلام عليكم ..
وضحك لمن شاف عيون أخوانه ثابته عليه وقال : اش فيكم مارد السلام إلا أمي ..
قالت أزهار : اش ريحة الحريق هذي ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : القبطان يقول ريحة شكامانات وإن شاء الله مافي شي ..
قال عمير بخوف : علينا شكمانات دخاخينها وريحتها واصلة للغرف , هذي شكمانات العمالقة ..
ضحكت أزهار من قلبها وقالت : حلوة شكمانات العمالقة ..
وسكتت وقالت ببراءة : إلا واش هي الشكمانات اللي تقولون عليها هذي ؟؟..
قال عمر وهو يسحب عمار برى : مالك دخل خليك في لعبك انتي و اياه ..
وبعد ما صك الباب لف على عمار وقال : عمار استحاله هذي شكمانات ..
قال عمار بعد تفكير : يمكن شي ثاني بس القبطان ما يبغى يخوفنا ..
لف عمر يمين ويسار الناس كانت تروح و تجي في الممر وناس تدخل غرفها وناس تخرج والكل يناقش موضوع الريحة الغريبة قال بعصبية : مافي أحد يعرف نسأله اش صاير !! وين الملاحين ؟؟ ليش سايبيننا عمي كذا ما ندري عن شي ؟؟ ما شفت أحد منهم من طلعت السفينة ..
رص عمار على عضده وهو يقول بهدوء : أقعد سبح واستغفر أحسن لك بدل العصبية اللي ما بتفيدك وخلينا ندخل كبينتنا أحسن من الوقفة في الممر..
فك الباب وقال لعمير : عمير إحنا في الكبينة إذا إحتجتوا شي قولوا لنا ..
بعد فترة صمت طويلة :
طالعت أزهار في عمير بعد ما حست ريحة الحريق كل مالها تزداد وقالت : تتوقع داسين عننا شي ؟؟..
قال عمير وهو يخرج بشويش عشان أمه نايمه : خليك جالسة هنا أروح أشوف وأجي ..
مسكت فيه وقالت بخلعه : عميرو على وين ؟؟
قالت أمه اللي انتبهت لأصواتهم : عمير على وين ؟؟
فلت كم ثوبه من أزهار وقال وهو يعدل قبعته : أشوف الوضع وأجي على طول ..
لبست أزهار عبايتها بسرعة وهي تقول بحماس : بأروح معاه ..
قالت أمها وهي تحاول تقوم بتعب : أزهار لا تخرجين ..
قالت أزهار : بروح لعمار وعمر في الغرفة اللي جنبنا وأجي على طول ..
أول ما خرجت مشيت شويه في الممر وهي مهي عارفة أي غرفة هي غرفة أخوانها , وشهقت لمن شافت مجموعة رجال متزاحمين في الممر وهم يصارخون بعصبية يبغون يروحون للقبطان , وقبل ما تتحرك راجعة حست بيد تمسكها , لفت بخوف ..
: اش مطلعك من الغرفة ست أزهااااااار ؟؟..
تنهدت براحة وقالت : عمر , كنت أدور عليكم ؟؟ عمير خرج من ..
فتح عيونه على آخرها وقال بعصبية : خرج ؟؟ خرج وييييييييييين ؟؟
: ما أدري قال آآآآآآآآآآآ ..
صرخت بقوة لمن حست بكوع يضربها على ظهرها , ضمها عمر وقال بصوت جهوري : بشويش لو سمحتم , ما انتم شايفين حرمة واقفة ..
وسحب أزهار ودخلها الغرفة وقال : لا تخرجين سامعة , الوضع ما يسمح ..
وقال لأمه اللي طالعت فيه بترقب : أمي أجيب عمير وأجي ..
نزعت أزهار نقابها وفكت الطرحة وهي تقول بخوف : مااااااااماااااااااا ..
ضمتها أمها وهي تقول بهدوء : إن شاء الله مافي شي , قومي إقري قرآن اشغلي نفسك ..



**************************


وقف عمار مع حشود الرجال الثايرين عند باب كبينة القيادة وهم يصارخون على القبطان وقال للصعيدي اللي جنبه : مو أحسن نروح نلبس ستر النجاة بدل الوقفة اللي ما تفيد عشان نعرف الوضع اللي مهم راضين يشرحونه بالضبط ..
قال الصعيدي بلهجته القوية : الوضع واضح يا بيه دا العبارة بدخن من أدام و عمالين يكدبوا و يؤلوا حريق بسيط في المطبخ ومسيطرين عليه ..
سمع بوضوح واحد سعودي يقول : ساعة شكمانات وساعة حريق في المطبخ , تكذبون على مين ؟؟
جا واحد من وسط الزحمة يصرخ : حريييييييييييق حريييييييييييق في الشاحنة تحت , حرييييق ..
لمن كثر الهرج والمرج وبدأت الأصوات تعلى وتختلط مع ضربات على كبينة القيادة سحب عمار نفسه ونزل على طول للغرف , انصعق لمن شاف الدخااااااااان الخانق و الناس متزاحمه في الممر عشان تخرج , حريم على رجال من مختلف الأعمار , حشر نفسه وسطهم يحاول يمشي عكسهم عشان يوصل للغرفة , كان كل مايتقدم خطوتين يرجع ثلاثة , قال واحد ما عرف جنسيته مر من عنده : ارجع ارجع الدنيا تحترق ..
حس بقلبه ينقبض لمن لاحظ سحب الدخان تملى المكان بشكل منذر بالخطر القريب , قام ينادي بصوت عالي حاول قد ما يقدر يخليه يعلى على صوت الجموع الخايفة المختلطة ببكى الأطفال : عـــــمـــــر , عمـــيـــــر ..
لصق في حافة الممر وقام يزحف بكل قوته ..


**************************



نزلت أزهار مصحفها وقالت بخوف : ماما الدنيا هايجة والدخان فضييييييييع ..
ما نزلت أمها عينها عن مصحفها , لفت أزهار بوزها وقالت : ياليت عندي برودك وهدوئك ..
انفتح الباب بقوة خلتها تفز بخوف , و انفجعت لمن شافت عمر قدامها حالته حالة وثوبه مقطعة أزراره
قالت أمها بخوف : عمر ..
قال بهدوء قد ما يقدر وهو يسحب شنطة صغيرة من شنطة السفر : بسرعة لازم نخرج من هنا ..
طالعت أزهار في الناس المتقاتلة برى وشهقت لمن طاح رجالين من قوة التدافع جوة الغرفة , قال عمر وهو يسحبها ويلبسها عبايتها : بسرعة مو وقته ..
قالت أمه وهي تلبس عبايتها : اش فيه ؟؟ عمير وينه ؟؟
دخل عمار في هذي اللحظة وهو يشاهق من كثر ما انفاسه منقطعة وتبادل نظرة معبرة مع عمر اللي رمى له الشنطة الصغيرة ومسك أزهار وهو يقول : الجوازات , يلا نخرج , عمير برى أكيد ..
فجأة وصلهم صوت صراخ فضيع مختلط بصوت ناس يقولون حريقة , بسرعة حريقة ..
عمر بحكم قوته الجسدية اللي تنافس عمار , جلس على الأرض من دون تردد وقال لأمه بسرعة : أمي إمسكي بسرعة , الكرسي مستحيل يمشي في هالزحمة ..
حست أزهار بضربات قلبها تسرع وهي تشوف عمر يشيل أمه بكل قوته وعمار يقوله : إمشي قبلي وأنا وأزهار وراك عشان ما أخلي أحد يدفك بسرعة ..
خرج عمار وفرد يدينه بسرعه قدام الناس وخلى عمر يخرج , وصرخ بازهار المتنحة : أزهاااااااار ..
ضمت شنطتها الصغيرة لصدرها بقوة كإنها حبل النجاة و جريت له ضمها بقوة وخلاها تمشي قدامه وهو يصد الناس الجارية بظهره عشان ما يدف أحد عمر اللي بدأ العرق ينزل من جبينه من كثر الحرارة والمجهود اللي باذله ..
كانت أزهار تمشي بخطوات غير متوازنة بسبب الزحمة محشورة بين عمار اللي رافع عبايتها عشان مايدعسها وأمها المشيولة على ظهر عمر اللي كان صوت لهاثه يوصلها من شدة المجهود الخارق اللي يبذله , كانت مشاعرها مختلطة , خوف من اللي يصير ممزوج بعدم تصديق و ترقب فضيع وتخمينات مخيفة للمستقبل القريب , وكان في بالها شي واحد يتردد ~ هذا ممكن يصير لكل الناس , في الأفلام , في الروايات , لكن مستحيل يصير لي , أكيد أنا في كابوس ~ قال عمار لمن شاف الدنيا تهوج أكثر : ارفعي غطاك عشان تشوفين ..
قالت بإصرار : لا ..
فجأة التدافع اللي خلاها تصدم في جدار الممر بقوة وهي مهي شايفة اش اللي جاها خلاها تتأكد إنها مهي في كابوس , مستحيل الكابوس يخليها تتألم بهالشكل ومستحيل يخليها ما تصحى وهي تشوف عمر قدامها يطيح ومعاه أمه , صرخت وهي تحاول تمسك أمها : مااااااااماااااااا لاااااااااااااااااااااا عمــــــــــــر ..
صرخ فيها عمار وهو يسحبها بقوة ويلصقها في الجدار : لا تندقيييييييييييين ..
ووقف مكانه ماسك في داربزين الممر بقوة وهو فارد يده وهو يصرخ : عمر قووووووووووووم , عمـــــر ..
شهق عمر بقوة وهو يصرخ : أميييييييييييييي , سامحيني يا أمي ..
كانت أمه تحاول تكتم أنينها المتوجع عشان ما تخوفهم وهي تقول بصوت خافت : ما فيني شي ..
كانت الدموع بتتفجر من عيون أزهار لكنها كتمتها بقوة لأنه مو وقته تصيح و تبهذلهم , شوية شافت ثلاثة رجال صعايدة واقفين مع عمار مسوين حايط صد وواحد فيهم يصرخ : بسرعة شيل الحجة , بسرعة ..
عمر شال أمه بمساعدة أزهار وتحركوا بسرعة و الرجال الثلاثة ماشيين معاهم , لمن طلعوا الدرج وخرجوا لسطح السفينة توقعت أزهار إنه الفرج , لكن تحطم كل شي فيها لمن شافت زحمة النااااااس وتخبطهم في بعض وسط ظلام الليل و بخار الحريق واضح في السماء , قال عمار : لا حول و لا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , يا رب استر , يا ربي رحمتك وسعت كل شيء ..
قال عمر وهو يتنفس بصعوبة وبصوت مسموع : عمار وين نروح ؟؟
صرخت أزهار لا شعوريا لمن حست بميلان في السفينة ومسكت في عمار وهي تقول : بنغرق ..
وبدأت صرخات الحريم تعلى وأصوات بكى الأطفال يزيد , تخلت أمها لأول مرة عن هدوءها وهي تطالع يمين ويسار وهي تقول بصوت خايف يميل للصراخ : عمير وينه ؟؟ عمير ولدي وينه ؟؟ تراه ما يعرف يسبح , أخوكم ما يعرف يسبح ..
قال عمار وعقله يدور بلا هوادة في تفكيرات عميقة : إن شاء الله إنه بخير ..
وتبادل نظرة مع عمر كانت تقوله بخوف ~ أمي ما تعرف تسبح , و رجولها ما تساعدها , وعمير ما ندري وينه , وأزهار لا يمكن تعرف تسبح في هذا الموج القوي ~ وكان عمر يصرخ جوته ~ والله عارف , الله يستر , لازم نتصرف بسرعة يا عمار مو معقولة بنقعد واقفين كذه ~ شافوا الناس كلهم يتحركون نحو جهة اليسار بحسب أوامر الملاحين اللي طلعوا فجأة عشان يوازنون السفينة اللي بدأ ميلانها يزيد نحو جهة اليمين اللي الدخان يخرج منها كإنها بركان ثاير ..
قال عمر بأمل : عمار شايف السفينة البعيدة اللي تأشر لنا هناك ..
لف عمار يطالع لمؤخرة السفينة فشاف سفينة بعيدة مو واضح منها إلا أضواءها بسبب الظلام, وكان شكلها كإنها تأشر لهم ..
قال عمار : إن شاء الله إنها جاية للمساعدة , شفتيها يا زهره ..
من يوم نادها باسم الدلع عرفت إنه يحاول يبث فيها العزيمة وعدم الخوف , ابتسمت وقالت وهي تهز راسها : شفتها ..
تحركوا مع المتحركين و تحاشروا جهة اليسار والصخب كل ماله يزيد رغم محاولات القبطان والملاحين تهدئة الجو ...
تحرك عمار بعد لحظة صمت سادت بينهم وقال بحزم : وين ستر النجاة ؟؟ الناس لبسوا ستر النجاة ورجعوا فكوها وأكثرهم ما عنده ستر , خلوكم هنا بأروح أجيب ستر و أشوف فين عمير مرة وحده ..
لقي واحد قاعد يوزع ستر على الناس فراح له عشان يساعده وهو يدعي من قلبه إنه يلقى عمير ..
كانت أزهار ماسكة في حاجز الدور الثاني من السفينة وجنبها عمر اللي ماسك في الحاجز بيد وباليد الثانية مثبت أمه وراه , طالعت أزهار تحت و انفجعت لمن شافت الناس كإنهم في الحج متحاشرين ويصارخون وهم يركبون قوارب النجاة , كانوا بلا شعور يتصارعون زي الوحوش على القارب , لفت على عمر وقالت وهي تهزه : عمر قوارب النجاة , لازم نركب قوارب النجاة ..
وصرخت لمن شافت ناس ينطون من الدور الثاني على الدور الأول من الحدايد والحبال كله عشان يوصلون لقوارب النجاة , وحست بالخوف يملى قلبها لمن شافت رجال يدف الثاني اللي طاح من قارب النجاة على البحر عشان يركب مكانه لصقت في عمر وهي دوبها تستوعب إن الموضوع فعلا غرق , طالعت بألم في الناس اللي معاهم أطفال وعجايز , هذولي اش بيسوون لا غرقوا , شافت عمار جاي من بعيد ومعاه سترتين نجاة , حست بشوية انتعاش تلاشى مع تعالي أصوات الصراخ والنواح لمن مالت السفينة بعنف خلى توازن عمر يختل وتنفلت أمها منه , صرخت بكل قوتها وهي متشبثة بالحاجز : مااااااااااامااااااااااااااا ..
و حست بقلبها ينقبض لمن شافت أمها معلقة بيد عمر اليسار اللي مسكها بقوة وهو لاف الحاجز بيده اليمين , سمعت صراخ الناس يزداد بشكل مرعب لفت لعمار وانصدمت لمن لاحظت إنه مختفي على مد بصرها وشافت بنت عمرها سنة تهوي من بين يدين أمها و تتزحلق على أرضية سطح السفينة مع ناس كثير وتخرج من وسط حدايد الحاجز الثاني للمجهول , صرخت أمها وفلتت نفسها وراحت ورى بنتها وزوجها يصرخ باسمها وهو ضام ولد عمره 5 سنين تقريبا مايت صياح , سمعت صوت غريب فرفعت راسها عن الهول اللي تشوفه وانصعقت لمن شافت لأول مرة دموع عمر الغزيرة تبلل لحيته وهو يقول بصوت مخنوق وهو راص على أسنانه : امسكي فيه يا أمي الله يخليك , ماعاد أنا قادر أمسكك , الله يخليك لا تفلتيني , لا تفلتيني ..
ومع ميلان السفينة أكثر وأكثر كانت يد أمها تنزلق من يده شويه شويه , كان ودها تساعد تسوي شي , لكن السفينة صايرة كإنها زحليقة , و قبل ما تتحرك شافت يد أمها تنفلت وتتزحلق على الأرضية مع ناس كثير وتصدم في الحاجز صرخت بطول صوتها وهي بتنط وراها : ماااااااااااااااماااااااااااااااااااا لاااااااااااااااااااااااااا ...
صرخة عمر وهو ينادي أمه بحرقة طغت على صوتها وهو يفلت يده ويرمي نفسه ورى أمها , غمضت عيونها لمن شافت أمها تنزلق من وسط الحاجز قبل ما يوصل لها عمر اللي نط يلحق بها , كانت تبغى تلحقهم تسوي شي لكن الخوف خلاها متعلقة في الحاجز وهي تصيييييييح و قبل ما تدرك اش يصير مالت السفينة بزاوية حادة صرخت أزهار وهي تمسك في الحاجز اللي صارت شبه متدليه منه من شدة الميل , كان الصراخ وصوت الأشياء اللي تنزلق وتتكسر حوليها يزيد من رعبها وهي تطالع في يدينها العرقانه من كثر الخوف وهي تتفكك ببطء مميت , انفلتت من الحاجز في لحظة غير متوقعة و في غمضة عين لقيت نفسها تسبح وسط اللا مكان قبل ما تصدم في شي قاسي ولين سمعت له أنين قوي و حست بأجسام ثانية تصدم فيها قبل ما ترجع تطيح وسط الظلام , فاقت من الظلام الغريب لمن حست بشي بارد يلفها من كل جانب , برودة موية البحر الأحمر فوقتها وخلتها تستوعب هي فين وقبل ما تتمالك أعصابها شهقت فدخلت الموية المالحة في خشمها وفمها و حسستها بخنقة خلقت عيونها تجحظ ولمن أخذت تضرب بيدينها الموية عشان تطلع للسطح حست العباية تلف حولينها ...



*******************************


في الفيلا في الزمن الحالي :
يوم الثلاثاء 21 / 2 / 1427 هـ في الليل :

: كذااااااااااابة , بيجي ؟؟ متى ؟؟
قالت العنود بحماس : هذا الربوع إن شاء الله ..
صرخت الهنوف : يعني بكره , وااااااو ..
سكتتها البندري وهي تقول بضيق : على إيش متحمسات يا خياتي ؟؟ ناسين النباتات الشائكة اللي هنا ..
تضايقت الهنوف اللي بطبعها حسااااااسة وحنونة من كلمتها بقوة وقالت : بندري حرااااااام عليك اللي تقولينه , متى بيحن قلبك على المسكينة اللي ماسوت لك شي ..
قامت البندري بعصبية وقالت : أزهااااااار مسكينة , لا والله مهي مسكينة , متنعمة بخير ما لحقته في حياة أهلها , فيلا وأهل وزوج قد الدنيا ..
قالت العنود بعصبية : أصصصصصصصصص صكي حلقك يوم ماتعرفين تتكلمين زي البشر , حسك عينك تسمع أزهار اللي تقولينه , خافي الله فيها حاسدتها على إيه !! يتيمة وفاقدة الذاكرة ومالها أحد يا حقودة ..
فار دم البندري فصرخت : نــــعــــم , اش تقولين ست عنودوه ؟؟ ..
ضحكت العنود باستهزاء وقالت بطريقة استفزازية : سوري كلام الملوك ما ينعاد ..
دخلت الهنوف وسطهم قبل ما يتشابكون وقالت بصوتها الهادي : بسك إنتي وإياها , إحترموا وجودي ..
طلت أزهار براسها من ورى الباب وقالت : سلام , اش فيكم ياحلوييين صوتكم واصل لآآآآآآآآآخر البيت ..
قالت البندري : فيلا مي بيت ..
ضحكت أزهار وقالت : أوكيييييي واصل لآخر الفيلا ..
قالت الهنوف تبغى تغطي على الجو لأنه العنود وجهها محمر إلى الآن من العصبية : فرحانين عشان جاسم بيجي بكره ..
تحمست أزهار وقالت : والله , كويس لأني أحس إني ماني فاكره منه شي من كثر غيابه , وهذا يعني كمان إنه الجوهرة بتجي بكرة يااااااااااااي , وحشتني هي والكلبوزة بنتها ..
وسكتت لمن شافت تشميقة العنود للبندري قبل ما تخرج وهي تسحب أزهار من يدها ..
كانت أزهار رغم عدم معرفتها للسبب تلاحظ الضيق وعدم المحبة اللي في عيون أختها البندري اللي هي آخر العنقود ..
ولمن شافت العنود اللي تصغرها بسنة تنفخ من الزعل ضحكت وقالت : عنودي اش فيك تنافخين كنك ثور ؟؟
قالت العنود بضيق : من دخلت حاسب وهي شايفه نفسها علينا , والتراب كنه ما أحد دخل حاسب وعاش في فيلا غيرها بنت الشربتلي ..
قالت أزهار : هاااااااااا حدك عاد كله ولا زوجي الشربتلي لا تجيبين سيرته على لسانك ..
رمتها العنود بنظرة قطعتها قبل ماتقول : إنتي مرة الشربتلي , عز الله راح فيها الضعيف , أمه داعية عليه اللي بياخذك ..
ضربتها أزهار وهي تقول : ماني ماليه عينك يا عمود الكهرب جاملي على الأقل ..
ضحكت العنود وقالت : روحي مشلا زمامك يا بنت الخيام ..
لمست أزهار زمام أنفها وقالت : زمامي ..
وجريت ورى العنود اللي شردت وهي تصرخ : تعاااااااااالي مافي أحد يسب زمامي وينجو من بطشي يا إشارة المرور يالعصلا ..



***************************


جدة , طريق المطار :
يوم الأربعاء 22 / 2 / 1427 هـ العصر :

: يالله إنك تحيه , يالله إنك تباركن فيه , يالله إنك تحميه ..
ضحك جاسم وقال وهو يلف على ولد عمته : حسانو اش فيك صايرة لهجتك لهجة جدتي أم أحمد ؟؟
ضحك حسان وقال بلهجة جدته : كثر المخاواة ياوليدي , ياغير قاعدن عندها غصبن علي أخذ علومها ..
: الله يقطع شرك يالشيطان .
: أقول , كم بتقعد هنا انت ووجهك ؟؟
: خميس وجمعة وبسافر السبت ليش تسأل ؟؟
: بأحسب كم ساعة بتتنفس من هوا جدة وتضايقني فقط لاغير ..
ضحك جاسم من قلبه وقال : حساااااااااان ..
: يانــــعــــــم ..
: والله افتقدتك ..
ابتسم حسان وقال : وأنا ما افتقدتك أبد ..
طالع فيه جاسم وقال : طيييييييييب أوريك , هيا إحلم بأختي , ملكة ما في لو تموت , إن ما شيشت راس أبوية عليك ..
ساب حسان الدركسون وقال بصرخة : لاااااااا إلا الملكة , والله اشتقت لك مووووووت بس تكفى لا تأجل الملكة , والله ما عاد فيني صبر ..
صرخ جاسم وهو يمسك الدركسون : يالمجنووووون , بأجوزك خلاص بس إمسك الطارة لاتسوي فينا حادث ..
: إحلف بتكلم أبوك اليوم وتقنعه ..
: والله بأكلمه , أصلا أنا مو جاي إلا عشان هالموضوع ..
مسك حسان الدركسون وقال : أشوه ..
ضربه جاسم على كتفه وقال : مالت هذي كلها صرعة على الجواز ..
قال حسان بضحكة : خلاص شيبنا طقينا الـ29 , وأنا ما عاد فيني صبر خلاص , قد إيش معلقين الموضوع ..
ركن السيارة قدام البيت وقال : يلا انزل مع السلامة , لا أشوف وجهك قبل ما تجيب الموافقة على الملكة , يلا ضف وجهك لو سمحت ..
ولمن رماه جاسم بذيك النظرة , ابتسم له ابتسامة واااااااااااااااسعة , ضحك جاسم وصك الباب وودعه وهو مستغرب منه , هو بطبعه جامد بشكل عام قدام الناس لكن حسان يخليه يضحك غصبا عنه ومن قلبه كمان , يمكن لأنهم روح في جسدين ويمكن لأنهم مولودين في نفس اليوم , هو أخذ طباع وحسان أخذ عكسها , جاسم جامد وثقيل بحكم عمله في العسكرية وحسان كريكره ~ كثير الضحك ~ ومزوحي , ويشتركون في كونهم رجال يعتمد عليهم الكل حتى رجال العايلة اللي أكبر منهم في السن ..



*************************



فتح الباب بالمفتاح ودخل وهو يقول بصوت جهوري : يا أهل البيت , السلام عليكم ..
وعدى الممر اللي على يمينه ويساره صالتين كبار مفتوحة على بعض ووقف في الصالة الداخلية اللي فيها درجين من الجنبين يودون للدور الثاني , فزت أمه من شافته وجريت له بفرحة , حط شنطته على الأرض وراح لها بسرعة , ضمته بكل قوتها وهي تصيح كعادتها , ضحك وقال : يعني لازم منها الدموع ..
: غصب عني من بعد الحادثة وأنا غير أتفزع من نومي والود ودي لو أطير لك الرياض ..
سلم عليها ولف على أبوه اللي واقف مكانه , راح له وسلم عليه وجلس جنبه وأمه على الجنب الثاني ..
دخلت ميري غرفة البنات وقالت بهدوء : بابا جاسم تحت ..
: كذااااااااااابة ..
صرخت بها العنود وهي تنط وراحت تجري بسرعة مع الدرج و معاها أزهار اللي تحس نفسها مشتاااااااااقة لأخوها , شي جوتها يصرخ إنها محتاجة له , محتاجة لحنانه ووراهم الهنوف تمشي بهدوء وهي تقول : بشويش لا تتكرفسون على وجيهكم ..
سمع جاسم صوت جري على الدرج , قال بضحكة : أكيد هذي الخبلة عنود , لكن مين اللي معاها ..
الهنوف بطبعها عادية وخجولة لا يمكن تجري كذا , والبندري ثقيلة ما تنزل له أول مايجي ..
صرخت العنود وهي تجري وتضمه بكل قوتها : جسوووووووووووومييييييييييييييي , هلا حبيبي والله اشتقت لك مرررررررررره ..
مارد عليها من صدمته بالشخص اللي كان وراها , شعر غجري , عيون حاده لونها غريب , زمام على الخشم ...
طاااااااااااالعت فيه أزهار بصدمة , و حست بشي يقبض قلبها ~ مو أخوية , هذا مو أخوية , مو أخوية , لااااااااااااااااااااااااا ~ حطت يدها على راسها وهي تحس بصداع وغثيان شديد مسكت الدرابزين باليد الثانية , قالت أمها بخوف وهي تمشي لها : بسم الله على بنتي , أزهار اش فيييييك ؟؟..
وبسرعة مسكتها هنوف بشويش وهي تناديها بتساؤل : أزهار ؟؟
قالت أزهار بهمس وهي تحس الدنيا ظلاااااااااام : عمار , عماا.....
وانفلتت من تحت يد الهنوف وطاحت على الأرض مغمي عليها , صرخت الهنوف بصدمة وهي تصك فمها بيدينها وصرخت العنود وهي تجري لها : أزهاااااااااااااار , يمه أزهار اش فيها ؟؟ اش فيها ؟؟
قال أبوها وهو يهديهم : ما فيها شي , جاسم شيلها حطها على الكنبة ..
تردد جاسم بعدين راح وشالها بكل قوته وحطها على الكنبة وبعد على طول وهو صااااااااااامت ما يتكلم , قالت أمه بخوف وهي تمسد شعرها : يا ربي استر , يا ربي استر , شكلها اتذكرت شي ..
قال أبو جاسم بقلق : عمار هو أخوها الكبير..
ما علق جاسم لأن الأفكار تاخذه و توديه ولف على الهنوف وسلم عليها وهو يهديها لأنها جالسة تبكي من قهرها لأنها ما قدرت تمسكها , قالت العنود بخوف : ماجات لها هذي الحالة إلا أول يوم دخلت فيه البيت ..
تأوهت أزهار وهي تفتح عيونها , الكل تصنم بترقب , وهي طاااااااااااالعت فيهم وقت طويل وسألت بابتسامة : اش فيكم كنكم مايت لكم أحد ؟؟
ضربتها العنود بكل قوتها وهي تجلس فوق بطنها وهي تقول : ترااااااااااااب في وجهك فجعتينا ..
جلست تضحك وهي تحاول تبعدها عن بطنها وهي تقول بصوت مخنوق : يالعصلا تراك كتمتيني , صح نحيفة بس عظمك ثقييييييل , قومي عني ..
ولفت على البقية وقالت وهي تغمز بمزحة لمن شافت الخوف في عيونهم : حلو الواحد يختبر غلاته مو ؟؟..
ضربتها الهنوف وقالت : يخص عليك خوفتيني وحسستيني بالذنب لأني ماقدرت أمسكك قبل ما تطيحين ..
قامت وهي تقول : أكيد صار شي ؟؟ أغمي علي مرة ثانية ؟؟
قالت أمها : شوية بس والحمد لله ..
طالعت في جاسم وابتسمت وقالت : جسوم , آسفة لأني خلعتك و انت توك جاي ..
وقامت على طول ورفعت يدينها بتضمه وهي تبتسم , حس قلبه وقف عن النبض للحظة فابتعد على طول عنها وقال بحزم : ما أحب أحد يضمني ..
لكنه طنشته ولفت يدينها حولين خصره بشكل طفولي وهي تسند راسها على صدره وهي تقول : ماني , زييي زي العصلا عمود الكهرب , والله اشتقت لك يادب ..
حس نفسه غلط و مو طبيعي وبنت غريبة عنه تضمه وهي معتبرته أخوها , بعدها بخشونة وقال : خلاص قد إيش ؟؟
ضحكت أزهار وقالت بطريقة مضحكة وهي تطالع فيه بنص عين : تستحي هاااااااااااااا ؟؟ يا عيني على أخوية ..
مات الكل ضحك على الموقف اللي انحط فيه جاسم اللي جلس في أبعد مكان عن أزهار وهو يتطمن على أحوال العايلة …


**************************

انتهى الفصل الأول بحمد الله ....


ملاحظة مهمة جدا جدا جدا :


استخدامي لحادثة عبارة السلام لم يقصد به إضافة شهرة للقصة أونحو ذلك إنما قصدت به مناقشة قضية (( الإهمال )) وتوابعها ...
كثيرة هي تلك الأخطاء صغيرة التي نقترفها ونظن أنها تافهة لصغرها وهي كما الحصاة الصغيرة التي نلقيها في بركة واسعة من الماء تنتج لنا دوامة صغيرة حولها سرعان ماتتعاظم وتتعاظم حتى تجدها قد وصلت إلى أطراف البركة على شكل ضربات ..

تتابعون في الفصل الثاني من عندما عبروا حدود الظلام : تصارع المجهول ..

.... شهقت وهي تسبح بصعوبة عشان تعطي الأمواج ظهرها....
...... نشرنا في كل الجرايد عن الحادث والاسم وماجونا إلا....
......... قال بعصبية : أقوووووول ضفي وجهك وأخرجي ....
........... صرخت البندري : ما تحكمنا ستي أزهار ....



 

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2020, 07:31 PM   #4
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بسم الله الرحمن الرحيم

عدت من جديد والعود أحمد بإذن الله
.
.
.
.
لكل من تابعني أو سيتابعني لاحقا
.
.
.
.
الفصل الثاني : تصارع المجهول ..



اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبها
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..

أخبريها أنها يوما تلاقي ربها
بلا حساب أجرها ستلقاه
بلا ندم...

افرشي بالإيمان دروبها
بالحب
بالأمل..

ارسمي بها بسمة على شفاهها
افتحي عينا أغمضها اليأس ..

اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبها
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..


يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 10 مساء :
عند حلول الكارثة :

قعدت تتخبط لمدة ما تعرف مداها وعقلها يصرخ ~ بعدي العباية واسبحي انتي تعرفين تسبحين , اسبحي , اسبحي , اسبحي ~ ومن وسط فوضى المشاعر سمعت صوت عمار يصرخ من بعيد : خليك على ظهرك , أزهاااااااااااااااار , اسبحي على ظهرك ..
كان عمار يسبح بصعوبة بسبب هيجان الأمواج رغم إنه لابس سترة وماسك الثانية , قامت أزهار تكحكح لمن بدأ عقلها يتغلب على خوفها ويذكرها إنها تسترخي و جسمها طبيعي بيطفو , ما قدرت تسترخي بسبب الكحكحه والصدااااع اللي يفتك براسها من أثر دخول الموية وبسبب الملوحة اللي تحرق أنفها وحلقها وجوفها لكنها قدرت تسبح خفيف , كانت كل مارفعت راسها بتشوفهم تجيها موجه تصدم وجهها وتغرقها , شهقت وهي تسبح بصعوبة عشان تعطي الأمواج ظهرها , كانت الموجة ترتفع إلى فوقها وتغمرها فجأة ببرودة قشعرت بدنها , الموية بدأت تدخل أذانيها بسبب طرحتها الملفوفة على راسها انتفضت لمن حست بمسار الموية الباردة جوة إذنها , دقها واحد فلفت بسرعة وطالعت علها تشوف أخوها , و انصدمت لمن شافت جسم طافي على بطنه لشخص مجهول , صرخت برعب وهي تسبح مبتعدة عن الجسم , لكنها تجمدت لمن شافت جسم ثاني شكله لطفل ما يتجاوز 8 سنين قدامها , سبحت يمين ويسار و حست بقلبها ينعصر لمن شافت الأجسام الطافية اللي بدأت تخرج من العدم حولينها , صرخت بطول صوتها : عمااااااااااار , عمـــــــر , مااااااااااااااامااااااااااااااااااااااا ..
مسكتها يدين قوية من أكتافها وبلا مقدمات بدأت تغوص , حاولت تفلت من هذا الشي المتشبث وهي تحس روحها بتطلع من الخنقة , انقطاع النفس وخوفها من إن العباية تلف حولينها مرة ثانية خلاها تقاتله بشراسة وهي قاعدة تسبح للسطح , رفعت راسها وشهقت بقوة وهي تسحب نفس لكن قبل ما تكمل نفسها غاصت مرة ثانية بسبب يدين الشخص نفسه , عرفت إنه واحد غرقان و مو لاقي غيرها يتشبث فيه , قاومت تحت الموية وتلوت إلين قدرت ترجع للسطح مرة ثانية , وبسرعة بعدت عن المتشبث اللي انصدمت لمن لقيته رجال عجوز , كان يضرب الموية بيدين نحيلة يائسة وهو يصارخ و يرجع يغوص , حست بجمود , كان الموج يرفعها ويخفضها ويضرب فيها لكنها كانت متصنمة وعيونها متسعة على آخرها وهي تطالع في العجوز اللي حلاوة الروح ما خلته يغرق ويموت بسرعة , كان يغوص ويطلع و يغوص ويطلع , كان من المستحيل عليها إنها تساعده لأنه حيغرقها معاه حست بقلبها ينعصر عصر وهي عاجزة عن تقديم شي له , ولمن شافت مقاومته تضعف ومعدل صعوده لسطح البحر يتناقص غمضت عيونها بقوة والأمواج تضربها ببرودة ماحستها من كثر ماهي متألمة للعجوز , ولمن سمعت صراخه ومحاولته المستميته سبحت بسرعة نحو اللا مكان وهي تحاول تلقى عمار اللي اختفى صوته , كان الشي الوحيد المضيء في هذا الليل هو هيكل السفينه المشتعل اللي بدأت تغوص بشكل مرعب , وسط الظلام ما كانت عارفة المكان اللي هي تسبح فيه و لا هي متذكرة فين عمار , كان ودها تصارخ عشان تسكت أصوات الناس اللي ينوحون واللي يستنجدون واللي ينادون بأسماء , كانت تحس أصواتهم تدوي في أذانيها وتفقدها الشجاعة اللي تحاول تتمسك بأطرافها , غمرتها موجة عاليه وغطستها , حست الموية تغلفها وتحجزها بعيد عن المناظر والأصوات , سبحت عاموديا وهي ماسكة أنفاسها , ولمن خرجت للسطح رجعت الضوضاء , مسحت وجهها وهي تلف يمين ويسار علها تشوف أخوها , صرخت بفرح عميق لمن لمحت عمر على بعد مترين تقريبا منها : عمر , عمر , أنا هنا , عمر ..
و انصدمت لمن شافته يغطس جوة البحر قبل ما يرجع للسطح مره ثانيه وهو يصرخ : أمي لااااااا , يارب أتوسل إليك , أمي , أمي , أمييييييييييي ..
ورجع يغطس مرة ثانية , حست أزهار بالأصوات كلها تتلاشى وما بقي إلا صوتها يصرخ جوتها ~ مستحيل , أكيد هذا كابوس , أنا متأكده إنه كابوس , أمي غرقت , أمي غرقت , أمي ماااااااتت ~
سبحت بكل قوتها وهي تصرخ : مااااااااماااااااااااا , ماااااااااااامااااااااااااا ..
لمن طلع عمر وهو يشهق بقوة من قل النفس صرخت وهي تقاوم الموج : ماما فين ؟؟
لف عمر عليها و انعكس وهج النار وأضواء السفينه اللي وراها على وجهه وشافت نظرته غريييييبة , فتحت فمها بتتكلم لكن غطستها موجة ثانية و هذي المرة يدين أخوها رفعتها بقوة , كحت بقوة وهي تمسح وجهها وسألت بسرعة : عمور ماما فين ؟؟ الله يخليك لا تقول غرقت ..
قال عمر بصوت مخنوق واضح فيه البكى : أزهار , الغريق شهيد إن شاء ..
كانت أجسامهم ترتفع وتنخفض مع كل موجة , الصدمة شلت أطرافها للحظة , طرفت بعيونها اللي حرقها الملح وقالت وهي تمسح عيونها : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وسبحت على ورى تبغى تبعد عنه لمن استوعبت كل شي وهي تصرخ : لااااااا , تكفى عمر لاتقولها , مستحيل اللي يصير , إنته تكذب عليه ..
هذه المره قال بصوت جهوري : الغريق شهيد , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت بعدم تصديق : لاااااااااااااااااااااااا , لااااااااااااا ..
ضمها بقوة وهو يصرخ : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , أزهار إن لله ما أعطى ولله ما أخذ , فين إيمانك ؟؟...
تشبثت فيه بقوة وهي تصرخ : ياااااااااااااااااااا رب , اللهم لا اعتراض ماااااااااااماااااااااااااااا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ماااااااااااااااااااااامااااااااااااااااا..
كانت صرخاتها تختلط بآلاف الصرخات اللي شقت عنان السماء المظلمة ..



****************************


وبعد هذا بأيام يوم الأربعاء 10 / 1 / 1427 هـ
في مركز الشرطة في تبوك :

: بشرنا الله يبشرك بالخير ..
الضابط وهو يطالع في علي أبو عصام وولده عصام اللي نقلوا أزهار للمستشفى لأن سيارات الإسعاف ماكفت عدد اللي لقيوهم في جزيرة النعمان : والله كان ودي بس زي ما تعرف هذي الأمور تاخذ وقت , من بعد مالقينا جثمان أخوها والجوازات اللي معاه , دورنا على أحد يعرفهم أو أي أحد له صلة لو بسيطة لكن مالقينا , نشرنا في كل الجرايد عن الحادث والاسم وماجونا إلا أصحاب أخوانها المتوفين اللي اعتبرناهم شهود و إن شاء الله يطلع لنا أحد من معارفها , كل اللي عندي الآن مبدئي لقيناه من السجلات المدنية ومن بعض الشهود , التحريات اللي سويناها تقول إن البنت (( أزهار عبد الله محمد الـ... )) عمرها 25 سنة متخرجة من الكلية , يتيمة تقريبا من سنين , أبوها وأمها زي مايبدو لنا مالهم أهل يعني مقطوعين من شجرة , اللي في الحادث معاها هم أمها و أخوانها الثلاثة , واحد أكبر منها ( عمار ) 30 سنة يشتغل في الاتصالات و اثنين أصغر منها (عمر) 22 سنة زي ما وصلنا من معلومات دوبه أول ترم معيد في الجامعة وواحد أصغر منها (عمير) 19 سنة ثانوية عامة ..
دق الباب واحد من الجنود وأعلن إن الطبيب الجنائي وصل , أمره إنه يدخله , جاهم الطبيب ووقف صامت شوية بعدين جلس وقال : الفحوص اللي أجريناها على الجثث تدل على إنه الأم اللي لقينا جثتها طافيه مع بقية الجثث , غرقت بسبب تيبس في عضلات رجولها وظهرها وأصغر الأولاد الذي أظنه اسمه عمير مات محروق داخل السفينة أو إنه مفقود لأنه جثمانه مالقيناه ..
وسحب نفس وقال : وشكله أخوها عمر لقي نفس المصير لأنه مو من ضمن الناجين ولا من ضمن الجثث الطافية ..
غمض أحمد عيونه بقووووة وهو يستغفر و يدعي وربت جاسم على كتفه وهو يقول : كمل يا دكتور ..
قلب الضابط الأوراق والصور المرفقه بالملف اللي قدامه وكمل الدكتور : الفحص الطبي اللي أجريناه على الأخ الكبير عمار دلنا إنه توفى بسبب نزيف شديد سببته عضات سمك القرش .....
غطى أحمد وجهه وهو يستغفر بضيق , سكت الطبيب شوية وكمل لمن طلب منه الضابط يكمل : و البنت حاليا فاقدة للذاكرة ..
حنستناها إلين تتعافى و نسلمها بعد كذا للدار إذا ما جا أحد من معارفها ..
خرج علي من عند الضاب وهو يضرب كفينه ببعض وهو يقول بحسرة : لا حول ولا قوة إلا بالله , الله يصبرها , لاحول ولا قوة إلا بالله ..
رص عصام يد أبوه المتأثر وقال بهدوء : ولا يهمك يا أبوية , أنا بأتصل على خالد صاحبي يشتغل في الإتصالات وبأطلب منه يعطيني لسته بأرقام كل من له اللقب نفسه وبأتصل عليهم وأسألهم إن كانوا يعرفون عبد الله محمد الـ ... , لا تشيل هم ..
: والله تسوي خير ياولدي في المسكينة ...



*****************************



جدة , الوقت الحالي :
يوم الأربعاء قبل صلاة العشاء في المستشفى :

قلب الطبيب النفسي (( مطلق )) ملف أزهار وقال وهو يتكي على مكتبه : إنت عارف يا أبو جاسم إننا بعد ما فاقت أزهار وهي ما هي متذكرة شي سوينا تصوير للأوعية الدماغية وأجرينا أشعة مقطعية على المخ وكمان أشعة كهربائية على الدماغ حتى اختبار القوة النفسية والعقلية أجريناه وبعد التشخيص طلع اللي تعاني منه أزهار شي يسمى (( فقدان الذاكرة النفس جيني )) وضحاياه عادة يفقدون فجأة كل الذكريات عن حياتهم السابقة ، بما فيها إحساسهم بهويتهم الشخصية . وطبعا هذا الفقدان الكلي للذاكرة جاها بعد تعرضها للضغط الشديد والصدمة العصبية لكن لازم تعرفون إنه نادراً ما يكون دائم , يعني ممكن اليوم تتذكر أو ممكن بعد أسبوع أو حتى شهور , لكنها لابد تتذكر . وخذ في بالك إنه ذكريات 25 سنة مستحيل تروح , لكن عقلها حاليا مسوي عليها غطى , وممكن للحظات ينقشع شوية من الغطى أو أكثر بسبب ذكريات مشابهة أو لحظات عاطفية متنوعة ولمن ينقشع هذا الغطى وتخرج بعض الذكريات المرتبطة بالموقف العقل اللي أهمل هذي الذكريات يصيبه توتر ويحاول يغلقه مرة ثانية وهذا اللي يسبب لها خوف كبير وغثيان ويعالجه بالإغماء أو الصراخ أو أي حالة خارجة عن المألوف ..
طالع أبو جاسم في جاسم بتوتر فسأل جاسم : طيب هذا ما فيه ضرر عليها ..
طالع الطبيب المختص بحالة أزهار وقال : من هذي الحالات البسيطة لا , لكن الخوف لو انقشع الغطى وما استطاع العقل إنه يتدارك الموقف وظلت الذكريات تندفع لها ..
سأل أبو جاسم بخوف : اش ممكن يصير يعني ؟؟
طاااااااالع فيهم الطبيب وقال : الله يستر , ما أحد داري اش ممكن يصير ؟؟ احتمال كبير ما تتحمل اللي حتعرفه و...... الله يستر , لكن أتمنى لو أشوفها في أقرب فرصة , تراها بدأت تتهرب من جلساتها لها فترة ماجات ..
خرجوا من المستشفى وأبوه يقول بصوت كسير : يا ربي استر , يا ربي ما أبغى أخسرها , والله إنها ضعيفة وبنت حلال , ياليتك تشوفها وهي تجري لأمك تدهن لها رجولها صبح وليل وتكبسها وكيف تسوي لي القهوة من بعد الفجر قبل ما أروح العمل وما تخليني أخرج إلا وأنا متقهوي ومروق , أنا وأمك كنا مفتقدين هالشي , أخواتك ما يقصرون لكنهم الله يهديهم لاهين في دراستهم وما يحسون إن الآباء لا كبروا يبغون أحد يراعيهم و يدلعهم , أمك لو يصير لأزهار شي بتلحقها من كثر ماهي متعلقة فيها , ويومي وهي تترحم على الأم اللي عقبتها , و انت تعرف إنه أمك عاشت يتيمة مالها أهل فعشان كذه حنيتها ومحبتها زايدة لأزهار..
قال جاسم وهو رافع حواجبه ويفتح باب السيارة لأبوه باحترام : أووووووف لها الدرجة أزهار غالية عليكم , تراني بديت أكرهها ..
ضحك أبوه وقال وهو يدخل السيارة : بتسوي سوات أختك البندري وبنت عمتك عهود , يوووووووه لو تشوفهم حاطين دوبهم دوب الضعيفة ..
قال بتريقة : من يومهم الثنتين مسوين إرهاب في العايلة ..
وبعدين قال : أبوية ..
قال أحمد بضحكه : عارف اش بتكلمني فيه , حسان .
قال جاسم بجدية : أبوية والله الرجال مل , طيح العمامه عند رجولي في المطار قدام الله وخلقه عشان أكلمك في الملكه ..
تنهد أبوه وقال : الشور شور البنت بعد أمك ..



****************************


على سفرة العشا :

الأم : اللي تشوفه يا أبو جاسم ..
الأب بفرحة : على بركة الله , أكلم مريم بكره وأتفق معاها ..
عقدت العنود يدينها قدام صدرها وقالت : ياسلاااااااااااااام , أنا ماني موافقة , لسه ما خلصت إمتحاناتي تصدعون راسي بملكة و ما أدري اش شكله , خلاص أنا آخر سنة ليش ما تصبرون ..
طالع الكل فيها بصمت قطعته أزهار وهي تقول : هي إنتي إشارة المرور ماخذة مقلب في نفسك ..
مسك جاسم ضحكته وهو يطالع في وجه العنود المنقلب وأزهار تكمل : لا يكون على بالك إنتي العروس , إذا الهنووووووووووف موافقة ما اعترضت تعترضين حضرتك ليه , بعدين من زود المذاكرة اللي عندك يا دكتورة , زين اللي بنخليك تحضرين الملكة أصلا , ياللقااااااااافة ..
: أزهارو إحفظي لسانك يالدب و انتي تخاطبيني ..
شهقت أزهار وقالت : آآآآآآآآآنا مرت عبد الله بن عبد العزيز تخاطبيني بهاللهجة ..
انشرق جاسم بالشاهي ولف عليها وهو يطالعها بدهشة , وقالت العنود بتريقة : هااااااااهااااااااو كثري منها هذي زين إذا كان يعرف إنه في وحده خبلة في السعودية وبالذات في جدة اسمها ورود ..
طالعت فيها وهي تقول بدلع : أزهااااااااااار والنعم ..
: والتراب ..
ضربتها الهنوف على فخذها وهي تقول : احترمي ألفاظك قدام أمك وأبوك وأخوك الكبير ..
حكت العنود فخذها وقالت : قولي , لا قولي إنك ضاربتني مقهورة ليش أقلهم أجلواااااااآآآآآآآآآي ..
قرصتها الهنوف ووجهها محمر من كثر الخجل من أهلها اللي طالعوا فيهم وهم يبتسمون , قالت أزهار : إلا زيديها زيديها ..
وقامت من السفرة وشردت لمن شافت العنود تقوم بتلحق وراها , طالعت فيهم البندري وقالت بقرف : يا مخص حركات البزران على الكبار , هبالة ..



************************


عائلة (( أحمد علي الـ..... )) :


أحمد : الأب متقاعد من العسكرية ويشتغل في شركة خاصة ..
هدى : الأم ربة منزل حاصلة على ثانوية عامة .
جاسم : 29 سنة نقيب في القاعدة الجوية ..
الجوهرة : 28 سنة , معلمة رياضيات متزوجة ولد جيرانهم ولها بنت اسمها ريناد ..
عبد الرزاق : 26 سنة مبتعث إلى فرنسا عن طريق الشركة اللي يشتغل فيها ..
الهنوف : 25 سنة متخرجة من قسم إدارة و اقتصاد غير موظفة .
العنود : 24 سنة آخر سنة جامعية لها في قسم كيمياء ..
البندري : 20 سنة أول سنة تخصص قسم حاسب آلي بعد السنة العامة ...
أزهار : 25 سنة متخرجة من قسم رعاية وطفولة غير موظفة ..


****************************


دقت الباب كذا مرة لكن ما أحد رد عليها , فتحت الباب وهي تقول : جسوووووووووم تراني دخلت ..
وراحت لحد سريره وقامت تهزه وهي تقول بحنان : جاسم , جاسم , جسوم حبيبي قوم الفجر أذن يا دوب تقوم تتوضأ وتصلي السنة , جاسم ..
فتح جاسم عيونه بضيق وهو وده يكفخ المزعج اللي يقومه , وأول ما شاف وجه أزهار المنحني عليه , فز من سدحته وقام بسرعة وهو يقول بعصبية : اش دخلك غرفتي ؟؟
طااااااااالعت فيه بحيرة بعدين قالت وهي تبتسم : دقيت الباب ما سمعتني عشان كذه دخلت , أذن الفجر له ربع ساعة , خفت تقوم الصلاة و انت ما صليت السنة ..
كلامها كان غريب عليه , ما يتذكر متى آخر مرة صلى فيها الركعة الأولى مع الجماعة خلي عاد يقوم عشان سنة الفجر , طاااااااالع فيها بحيرة , جلست على طرف سريره وقالت وهي تكبس رجله من فوق اللحاف : يلا قوم بلا كسل ..
سحب رجله باستنكار وقال بعصبية : أقوووووول ضفي وجهك وأخرجي من غرفتي بسرعة ..
قامت على طول وخرجت من الغرفة وهي مصعوقة من طريقته , عمره ما كان كذه , اش صار له ؟؟ كان طول عمره يقعد منسدح ومتململ إلين تكبسه وتزن على راسه وبعدها يقوم , جلست على كنبة الصالة السفليه وتكومت على نفسها وهي تحس بغصة غريبة تخنقها ...
دفن جاسم وجهه في المخده وهو مغمض عيونه بكل قوته ~ وجعععععععع ليه قلبي يضرب كذا , كله منها الزفت , قال تصحيني للصلاة قال ~ عدل سدحته وتلحف ببطانيته وهو يتأفف , جلس عشر دقايق تقريبا وبعدها رمى البطانية بيأس وقام توضأ وصلى , وبعد ما انتهى خرج من غرفته ونزل يبغى يدور على شي يشربه : أففففففف , مصحيتني من عز نومي , خبلة والله ..
وقف في نص الممر لمن سمع صوت , وحس بخوف لمن ميز صوت بكى غريب , مشي إلين وصل للصالة الداخلية و اتصنم لمن شافها متكورة على نفسها وتبكي من قلب , بلا شعور تقدم منها بسرعة وهو يقول : أزهار , اش فيك ؟؟
رفعت راسها ورمته بنظرة معاتبة طعنته طعنه ماتوقعها , نظرتها كانت معبره , ورجعت دفنت وجهها بين ذراعينها وهي تقول بصوت مخنوق : ولاشي ..
وقف في مكانه ~ اش لك دخل فيها ؟؟ خليها تولي , ناقص إزعاج إنت ~ , ولمن جا بيخرج و يطنشها قالت له : ما كنت كذا قبل ما تروح الرياض ..
لف عليها بتساؤل وكملت هي : طول عمرك تحب أصحيك للفجر وعمرك ما صرخت عليه وطردتني من غرفتك زي اليوم ولا ........
وسكتت طوييييييييل بعدين قالت بصوت مخنوق : ولا يمكن إنت فعلا كنت كذا من زمان ما تحب أحد يصيحيك , أنا ماني متذكره شي , كل شي عندي مبهم , ما أدري ليش حسيت إنك ما تمانع إني أصحيك وإني دايما أكبسك و....... ماأدري ..
عرف إنها قاعدة تخلط بين الذكريات وعلى طول جات صورة عمار في باله , ما تذكر إلا وجهه المنتفخ و ذراعه المفقوده والقطع العرضي الكبير اللي قاسم ظهره بالنص , حس بشي باااااااارد يعصر قلبه , تقدم منها وجلس على نفس الكنبه وهمس : آسف كنت تعبان مره وما حسيت باللي أسويه ..
طالعت فيه وبعدين ابتسمت , حس قلبه يرجف من ابتسامتها , ابتسم وقال : رضيتي ست أزهار ..
مسحت دموعها وقالت بفرح : الله لا يحرمني منك جسومي ..
قام على طول واعتذر منها وراح للمطبخ وهي تلاحقه وتثرثر وما فكته إلا لمن نزل أبوه وراحوا مع بعض للمسجد , ولمن رجعوا من الصلاة لقيوها حايسة بين العنود والبندري تقوم فيهم قبل الإشراق و الهنوف وأمهم يضحكون على إصرارها على قومتهم لصلاة الفجر ...



*************************



(( هي صامتة ثائرة كبركان خامد ))

يوم الخميس 23 / 2 / 1427 هـ :
بعد صلاة الظهر في أطهر مدينة على ظهر الأرض :

تأملت الكعبة المتشحة بالسواد وقرأت عيونها الخطوط الذهبية اللي تطرزها بالكتابات بشغف , طولها هيبتها كل شي فيها كان يخلي قلبها يخفق وسط صدرها بروحانية ..
: خاله مسااااااااااااااااااعل ..
غطت مشاعل وجهها ولفت على ولد أختها حسن وقالت بهمس : كم مرة قلتلك لاتناديني باسمي ..
وقرصته في إذنه بقوة خلته يصرخ وهو يقول : توووووووووووووبه ..
: مشاعلو تراك ذبحتي ولدي بالضرب ..
تمنت لو إن الأرض تنشق وتبلعها من كثر الفشلة لمن سمعت صوت زوج أختها حنان , قال حسن بفرحة وهو يجري لأبوه ويمشي معاه وهو ماسك يده : والله قرصتني في إذني بقوة , وضربتني على بطني بوكس ورفستني برجلها ..
حطت مشاعل يدها على راسها وقالت بهمس لأختها اللي تضحك : الله أكبر على الكذب والتأليف وقدام الكعبة كمااااااااااان , هي ترى لو استمر إلين يكبر كذا بيدخل النار من أوسع أبوابها ..
دقتها أختها وهي تقول : استغفري , على كيفك تحطين في النار ..
استغفرت مشاعل ورمت الكعبة بنظرة أخيرة مودعة وهي تقول بداخلها ~ ياربي لا تحرمني من الحرم والراحة اللي أحسها فيه يارب ~ وحست بدموعها تغرق غطاها وهي تصرخ جوتها ~ يارب استجب دعائي , يارب استجب دعائي ~ ..
مشيت للفندق بصمت وهي تحس بالضيق والقلق كله يرجع يهاجمها بشكل أكبر من السابق , دخلت غرفة الفندق وسمعت أمها تقول لأخوها بضيق : قلت لكم اسألوا الشيخ يعني اسألوا الشيخ ..
وسمعت بندر يقول : أمي الله يهديك قلت لك الشيخ قال ما عليها عدة , البنت بكر ما دخل عليها زوجها عشان تعتد بعد الطلاق ..
: طيب قلتله إنها جلست معاه أسبوع ..
تنهد بندر وقال : إيوه وقال عادي لا عليها عدة ولا شي مادام ما دخل عليها , بعدين إحنا مو مسافرين بها برى المملكة , كلها يومين والحمد لله قضيناها وراجعين جدة خلاص ..
: أنا خفت إنه علينا ذنب ولا شي ..
غمضت مشاعل عيونها بقوووووووة وهي تتنفس بعمق وبعدها رسمت ابتسامة على وجهها وقالت بمرح : السلام عليكم , يلا جاهزين للرجعة ..
كانت تتكلم مع أمها وأخوها و جوتها صوت يصرخ ~ مو لازم تضحكين عشانهم , بيني ألمك , بيني حزنك , يحق لك انتي لك أسبوع مطلقة من الإنسان اللي حبيتيه , صيحي , صرخي , سوي شي ~
لكنها ظلت مبتسمة وهي ترتب الشنطة وتلم الأشياء من الغرفة وتساعد أخواتها وأخوانها , وأول ما ركبوا السيارة وانطلقوا لجدة , تكلمت كم كلمة مجاملة لأخواتها ورجعت تطالع من قزاز السيارة ودموعها متجمدة في عيونها , كان المفروض إنها في الطايف دحين تتمشى معاه زي ما اتفقوا , وبعدها يروحون للمدينة كم يوم ويمكن أبها كمان كان حيكون لها نصيب في شهر عسلها , لكنها بدل من هذا كله متحاشرة مع أهلها في سيارتهم الصغيرة راجعين لجدة للمدينة اللي ولدت فيها وكبرت فيها , للمدينة اللي عاصرت طفولتها وشبابها , أفراحها وأتراحها , كانت صرخات تضج بداخلها لكنها ما قدرت تتجاوز شفايفها واكتفت بتفتيت قلبها من جوة ..
ما حست إلا وهي قدام بيتهم وغصة مريرة في حلقها , ساعدت في شيل الأشياء وشافت أمها وهي تسلم على زوج أختها وتشكره على اللي سواه معاهم , سحبت أقدامها سحب للبيت ولهت نفسها في تنظيف البيت وتجنبت قد ما تقدر مواجهة أمها , تجنبت لوقت طويل إنه عينها تجي في عين أحد من أهلها , دخلت غرفتها المشتركة مع أختينها (( هاله و أحلام )) وطالعت في أرجاءها وتذكرت غرفة نومها الوااااااسعة الحلوة في بيت زوجها اللي كان من المفروض يكون بيتها الآن , هزت راسها وصرخت بداخلها : مو معقول يا مشاعل بتقعدين تتذكرين هذا كله كل مادخلتي ..
وقامت تنظف بهمة , ركعت جنب سرير هاله المهملة وقامت تصلح فراشها , تصنمت لمن شافت تحت السرير وحده من الهدايا اللي تعبوا وهم يلفونها واللي وزعوها على الناس وقت زفتها اللي مازال صوت الدقاقة يرن في أذانيها إلا الآن , جلست على ركبها وسحبتها وجلست تتأملها و تتأمل المكتوب على البطاقة المعلقة فيها ..
(( بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير ناصر ومشاعل ))
حطت الهدية في حضنها ورصت عليها وهي تتذكر النكت اللي كانوا يقولونها وهم يلفونها والضحكة والسعادة اللي ماليتهم , سندت راسها على حافة السرير و ماقدرت تمنع دموعها اللي نزلت زي الشلال , همست بصوت غارق بالألم و الحنين : أزهار وينك ؟؟ ما دريتي اش صار فيني ؟؟
و تعالت بعدها صرخاتها الداخليه ~ أزهااااااااااار والله محتاجة لكلامك لحضنك لصوتك لقوة إيمانك , أزهااااااااااااااااااااااااااااار , ناصر طلقني , طلقني وجوازه بعد 25 يوم , والله حرام يتزوج بعد شهر من طلاقنا والله حراااااااااااااام , ياااااااااااااااااااااااارب ارحمني من اللي أنا فيه , يااااااااااااااارب ~ ...
مسحت هاله دموعها وصكت الباب بشويييييييييش عشان ما تنتبه لها مشاعل الغارقة في عالم ثاني ....



*****************************


عائلة (( محمد عبد الله الـ.....)):

محمد : الأب متوفى من 7 سنوات ..
سعاد : الأم ربة منزل أمية ..
عبد الله : 28 سنة متزوج من بنت عمه وعنده بنتين ..
حنان : 28 سنه متزوجة واحد مو من العائلة وعندها ولد وبنتين ..
مشاعل : 26 سنة مطلقة تشتغل مدرسة في مدرسة أهلية ..
بندر : 24 سنة معاه شهادة ثانوي ويشتغل محاسب في مكتبة جرير أثناء انتظاره للوظيفة الحكومية ..
هاله : 22 سنة متخرجة من الثانوي وقاعدة في البيت ..
معاذ : 20 سنة يدرس تمريض في كلية متخصصة ..
أحلام : 18 سنة ثانوية عامه أدبي ..


********************************


عصر الخميس :

خرج جاسم من غرفته اللي في الدور الثاني على أصوات عالية جايته من الصالة العلوية ..
صرخت البندري : ما تحكمنا ستي أزهار ..
قالت الهنوف بهدوء : انتي ليش مكبرة الموضوع ؟؟ أزهار ما قالت لأبوية وأمي لاتخرجون ..
قالت البندري : مو حضرتها قالت ماني خارجة روحوا انتم عشان كذا بطلوا ..
طالع جاسم في أزهار اللي جالسة ببرود جنب العنود اللي تقلب في قنوات الدش وقال : اش فيكم أصواتكم مخترقة الجدران ؟؟..
قالت البندري بتأفف : أبوية بطل يتغدى برى بسبب أزهارو ..
قامت أزهار وقالت بحدة : أنا حرة ماأبغى أخرج ..
وراحت للغرفة التي تشاركها مع الهنوف , قالت البندري ودمعتها على خدها : والله حرام كله منها منحرمين من الخرجة , لنا كم ماخرجنا من البيت والله زهق , الكل يداريها ويطاوعها , اش ذنبنا ننحرم عشانها ..
قال جاسم : وهي حضرتها ليش ماتبغى تخرج ؟؟
قالت الهنوف بتردد بسبب لهجة أخوها الباردة : ما أدري , خرجت مرة وحده قبل أسبوعين وشوي ورفضت بعدها تخرج وصراحة أمي قالت لاأحد يضغط عليها ..
بخطوات واسعة راح لغرفتهم وهو يقول : لاأحد يجي ..
دق الباب ودخل , لقيها جالسة على سريرها وهي حاضنة مخدتها , قال بلا مقدمات : قومي إلبسي بنخرج نتمشى ..
رفعت راسها وطالعت فيه بصدمة وقالت : يمه فجعتني ..
قال بحزم وهو يحس بغيض غريب يجتاحه لأنه هذي البنت دخلت عرض في العايلة وقامت تتحكم في الكل : قووووومي إلبسي , إنتي عارفة أبوية وأمي ماحيخرجون من دونك وانك تحرمين الكل بسبب أنانيتك ..
وخرج وهو يصفق الباب بكل قوته , قال لأخواته : يلا إجهزوا بروح أكلم أبوية وأمي ..
نطت البندري بفرح وراحت تجري عشان تلبس عبايتها , لفت العنود على الهنوف ونطت من مكانها وراحت لأزهار لقيتها تلبس عبايتها بصمت , قالت العنود بضحكة : عرف يقنعك ..
هزت أزهار راسها بدون ما تطالع فيها عشان ما تشوف الألم في عيونها ..
البيت صار رجة من كثر ما البنات رايحات وجايات يجهزون لطلعة بر بعد المطعم اللي بيتغدون فيه , نزلت أزهار لمن قالت العنود من تحت : أزهااااااااااااار ترانا راكبين السيارة , بسرعة تعالي ..
وقفت قدام المراية وطالعت في عبايتها المخصرة وطرحتها المطرزة بكلفة سوداء ناعمه زي التطريز الموجود على الأكمام وآخر العباية , وتأملت عيونها من ورى اللثمة تنهدت بضيق و ماقدرت تحرك رجولها من مكانها ..
: اش فيك ؟؟
رفعت راسها وطاااااالعت في انعكاس صورة جاسم بصمت , كان قاعد يعدل شماغه لمن لاحظ إنها مازالت واقفه وعيونها عليه , قال بجفاء : خييييير ..
سألته بشكل مفاجئ : عادي عندك أخرج كذه ؟؟
انصدم من سؤالها ومن نبرة صوتها الغريبة فقال : كيف ؟؟
نزلت راسها على طول وقالت بحرقة : أحس نفسي غلط , مو معقولة هذا حجابي , يمكن تقول عني مجنونة ولا مضروبة على دماغي لكن أنا متأكدة هذا مو حجابي , هذا قلة حيا , صدري وخصري كلها باينه , أحس نفسي , أحس نفسي ......عريانه ..
ورفعت راسها وقالت بصوت مخنوق : الرجال كلهم كانوا يطالعون فيه المرة اللي فاتت ..
حس ببروده تنخر عظمه لمن سمع كلماتها وزادت البروده لمن شاف عيونها غرقانه دموع وهي تقول : جاسم الله يخليك والله متضايقة , ما أدري اش فيني , لا تخليني أخرج كذا , والله حرام , أنا متأكدة إني ما كنت أخرج بهالعباية , أصلا بعيد عنها تكون عباية ..
ما عرف اش يقول , حس لسانه انربط , انعقد , حس بدمه يغلي جوة شرايينه من الخجل والقهر , كيف ما لاحظ و ما فكر من قبل بشي زي كذا ؟؟ كيف سمح لأخواته بالخروج بزي هذا الحجاب اللي يحتقره على البنات الثانيات ؟؟ كيف غفل عن هذا الشي ؟؟ و مين يجي ينبهه !!!! بنت غريبة لقطوها من البحر ..
خرجهم من صمتهم صوت بوري السيارة , قال بعد ما تنحنح عشان يصفي حنجرته المسدوده : البسي عليها طرحة عريضة إذا لقيتي وتعالي لأن الكل برى يستنى , وبعدين يحلها حلال ..
هزت راسها بعناد وقالت : ماني خارجة كذا ..
قال بضيق لمن أزعجه صوت البوري : وإذا وعدتك أوديك محل العبايات تختارين العباية اللي تريحك ..
قالت بفرحة : والــــلــــه , الله لا يحرمني منك يا أحلى أخو في الدنيا ..
وراحت جري لغرفة الملابس وهي تنادي على الشغاله , استند على الجدار وهو مو مصدق اللي صار له ويضحك في نفس الوقت على (( أحلى أخو في الدنيا )) , غمض عيونه وهو يحاول يوقف عقله عن الدوران في موضوع العباية وتحقق له هذا الشي لمن حس بيدها تلمس كتفه , لف عليها بهدوء عشان ماتلا حظ صدمته , ابتسمت له وقالت بصوت حلو : اش فيك جسومي ؟؟
عقد حواجبه لمن حس بنبض قلبه اللي ما يدري ليش صاير يزيد بكثرة هذه الأيام وقال : أقول تراني أعطيتك وجه بزياده , انقلعي قدامي يلا ..
ضحكت وهي خارجة تلف الطرحة اللي جابتها ..
ركبت سيارة أبوها وهو ركب سيارته ولحق بهم , راحوا لمطعم تغدوا فيه وبعدها راحوا للبر لوحدهم لأنه جاسم راح لموعد مع أصحابه وجلسوا فيه إلى بعد العشاء ورجعوا البيت وهم تعبانين ..



***************************

ضحى الجمعة :

فتح عيونه دفعة وحده لمن حس أصابع تلمس كتفه , وطالع في البنت المبتسمة قدامه , ولمن لاحظ إنها أزهار قام بسرعة وهو يقول بضيق : استغفر الله العظيم ..
ولف عليها وقال بعصبية : لا عاد تدخلين الغرفة , أنا ما أحب أحد يدخل علي وأنا نايم , فااااهمة ..
تمالكت صدمتها وقالت وهي تلف بوزها : مالت عليك , ليه ساعة أصحيك , أبغاك تقدم بيضة على الأقل هذي الجمعة , قلت خليني أصحيه بنعومة , لكن نااااااس مهي متعودة على دلع , العسكرية خلتك لوح , شكله ما يبغالك إلا سطل موية يا حضرة النقيب ..
وأعطته ظهرها وخرجت وهي تكمل : قوم تراه ربع ساعة وتفوتك البيضة وتدخل الملائكة المسجد وما تكتب اسمك ..
ولمن صكت الباب حط يده على صدره وهو يسب ويلعن , رمى اللحاف وخرج من الغرفة , لقي أمه في الصالة وأبوه جاهز بيروح المسجد وأزهار تحط العوده على لحيته , قال بعصبية : قسما بالله لو دخلت وحدة من بناتك غرفتي وأنا نايم وبالذات الزفت اللي عندك والله لا أحش رجولها حش ..
ورجع للغرفة وسمعوا صوت طبقة الباب ..
رفعت أزهار حاجبها وقالت : عشنا وشفنا , يحمد ربه اللي فيه أحد مهتم ..
ولفت بغيض لأبوها وأمها لقيتهم مايتيين ضحك , مطت شفايفها وقالت : والله لا أوريه إلا الصلاة محد يتهاون فيها , والله لأقعد له ..
وعقدت حواجبها وقالت : ما أتذكر إنه كان كذا , شكله الصحبة اللي مصاحبها , ولا هو كذا من زمان , شكلي قمت أألف ..
قالت أمها بسرعة لمن شافتها تسرح سرحانها العميق اللي يجيها بعض الأحيان : أزهار قومي أخواتك ..
رفعت راسها كإنها صحيت من حلم عميق وقالت : ها , طيب , أصلا أنا أتذكر شي عشان أعرف هو كان كذا ولا لا ..
وباست راس أبوها وجريت للدور الثاني , قال أبو جاسم : لو تدري إنها زوجته , اش تتوقعين ردة فعلها ؟؟..
قالت هدى بخوف : ما أدري , بس بدري على هالكلام ..



*****************************



على الغدا الكل كان حولين السفرة , طالعت أزهار في جاسم قام لف وجهه عنها بضيق , قالت وهي تقطع السمك وتحطه لأمها وأبوها : بعض ناااااااااس حاطين نفسهم زعلانين يتغلون بس يموتون حرة لأني ما براضيهم ..
انفلتت العنود ضحك من قلبها , ضربها جاسم على راسها وهدى قالت : لا تضحكين وفي ففمك أكل بتنشرقين , جاسم لا تضربها تنشرق علينا دحين ..
قالت العنود : بعض الناس هذولي مبوزين عشان ناس حلوييييين كبوا على وجههم موووووية ..
طاااااااالع فيها جاسم بنظرته اللي تسكت , بلعت العنود ريقها وهمست لأزهار : يمه منه , ما في ديموقراطيه , حتى إبداء الرأي ممنوع ..
قالت أزهار بتحدي وهي تطالع في عيون جاسم مباشرة : في الحق الواحد لازم يبدي رأيه بدون خوف ..
قال جاسم : ما برد عقلي لوحده زيك ..
ضحكت وقالت بدلع : واااااي و مين اللي قبل ما يروح الصلاة كان بيضربني لو ما حلفت عليه أمي ..
قام جاسم من السفرة وهو ينفظ الأكل من يده , تغير وجه أزهار وأبوها يقول : جاسم تعال , اذكر الله ..
قالت البندري وهي تقوم : لازم تنغص على الواحد أكله ست أزهار ..
حست أزهار بشعور غريييييييييب مخيييييييييييف حست إنها ما تعرف هذولي الناس وإنها غريبة وسطهم , خرجت من هالإحساس الفضيع القاتل اللي معظم الأوقات يلفها ويغرقها في عالم ضبابي أسود لمن قالت أمها : ما عليك هو مزاجي كذا ..
جلست أزهار تمثل إنها تاكل معاهم عشان ماتسد نفسهم وبعد ما شالت السفرة حطت أكل جديد سخنته وشالته لغرفة جاسم , دقت الباب كذا مره بشويش وأخيرا قال جاسم : ما أبغى أحد ..
قالت أزهار وهي تحس قلبها مقبوض : عمار افتح البـ..
وقفت عن الكلام وهي مصعوقة من الإسم اللي قالته , وأخذ عقلها يدور بسرعة رهيبة يحاول يلقى رابط لهالإسم في حياتها , فز جاسم من سريره اللي منسدح عليه وهو يرمي الجوال أول ما سمع اسم عمار وفتح الباب على طول , لقيها واقفة و معاها صينية أكل مزينتها وحاطه مع الأكل كاسة عصير برتقال شكلها توها عصرته , طالع فيها لقي دموعها على خدودها , لمن التقت عينه بعينها حس بالضياع اللي هي فيه , ابتسمت وقالت بضحكة مصطنعة وهي تبعد عيونها عن نظره : ما أدري اش فيني حسيت فجأة برغبة بالصياح , شفت من كثر تفكيري فيك غلطت في اسمك , لا يروح فكرك بعيد ترى خويه اسمه فادي لبناني كاشخ مو عمـ...ـار ..
انخنق صوتها وهي تنطق اسم عمار , جلست على الأرض وحطت الصينية جنبها وغطت وجهها وهي تصيييح ...
غصب عنه سبحت ذاكرته لورى ..


***************************


صوت رنين التلفون في الصالة العلوية أزعج العنود اللي قاعدة تشتغل على الماسنجر فصارخت بطول صوتها : يا جماعة أحد يرد على التلفوووون ..
سكت التلفون ورجع دق فقامت وهي تتأفف بعد ماقفلت الشاشة , فتحت باب غرفتها وخرجت للصالة وردت بعصبية : نعم ..
وصلها صوت رجال يقول السلام , ردت عليه بأدب وهي مفتشلة من نعم حقتها , سأل بأدب : لو سمحتي هذا منزل أحمد علي الـ.....
: إيوه منزله بس أبويه مو موجود دحين ..
: طيب ممكن تعطيني رقم جواله ؟؟ في موضوع مهم أبغاه فيه ..
: لحظة ..
غطت السماعة لمن شافت أمها خارجة من غرفتها وهمست : أمي واحد يبغى رقم جوال أبويه أعطيه إياه ؟؟
قالت أمها بحزم : لا , أكيد واحد يبغى واسطة ..
تناقشت مع أمها بالإشارات بعدين حطت السماعة في إذنها وهي ضاربة البوز وقالت بتردد : آسفة ما أقدر أعطيك إياه بدون إذن ..
سمعت الرجال يزفر وهو يقول بصوت أعلى : والله الموضوع ضروري وما يتحمل التأجيل ..
حسته لصقة بزيادة فقالت بحزم : آسفة ما أقدر ..
والرجال قاعد يحلف إن الموضوع مهم شافت أبوها طالع من الدرج فقالت : خذ أبوية ..
وناولت أبوها السماعة وقالت وهي راجعة غرفتها : واحد لصقة ..
كان أبوها رغم عدم ثراؤه الفاحش إنسان طيب وله علاقات قوية عشان كذا معظم الناس تطلب وساطته في أشغالهم وأشياء كثيرة , رد أحمد وقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا ..
: أخ أحمد أنا اسمي عصام علي الـ..... من تبوك..
: والنعم , ياهلا والله أخوي كيف أقدر أخدمك ؟؟..
: دلني عليك فلان بن فلان , واحد من جماعتك ..
حس أحمد ببعض الضيق , هو يحب الخير للناس ويحب يخدمهم ويتوسط لهم لكن في حدود , الكل عارف إنه مستحيل يتوسط لواحد مايستحق الوظيفة , ويحرص كل الحرص إنه ما يقدمه على المترشحين للوظيفة اللي أحسن منه في الشهادات والخبرة ..
تابع عصام كلامه وهو يقول : والله ما أعرف الطريقة المناسبة لنقل الخبر ..
قال لمن حس بالقلق يلفه : خير يا أخ عصام ..
: انت عارف أكيد حادثة عبارة السلام المصرية ..
: بلا شك ..
: يؤسفني إني أبلغك إنه قريبك عامر بن عبد الله بن محمد بن عامر كان في العبارة هو وأهله ..
غطى وجهه بيد وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كمل عصام بصوت متعاطف : عظم الله أجرك فيه وفي أخوانه وأمه ..
قعد على أقرب كنبه له وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
قامت هدى من مقعدها بسرعة ووقفت عند الكنبة اللي جالس عليها زوجها وحطت يدها على كتفه وهي تدس خوفها , ما كانت تعرف اش اللي صاير لكنها حبت تواسيه لمن سمعت الكلمة وشافت وجهه المسود من الفجعة ..
شافته يخرج قلمه بيد مرتجفة وهو يدور على ورقة وهو يقول : إيوه , لا شي أكيد جايين إن شاء الله على أول طيارة لتبوك , أول ما أوصل أتصل على جوالك , جزاك الله خير ياولدي , الله يصلحك ويخليك لأهلك , وكيفها البنت دحين ؟؟ لاااااااا حول ولا قوة إلا بالله , جزاك الله خير , جزاك الله خير في أمان الله ..
أول ماصك السماعة غطى وجهه وهو يذكر الله ويستغفر , كانت هدى بتموووووووت وتعرف اش الموضوع ومين البنت هذي وأسئلة كثيرة مالها نهاية لكنها كتمت هذا كله جوتها وهي تروح تجيب كاسة موية , ناولتها له وجلست جنبه وهي تذكره إن كل شي قضاء وقدر , بحكم خبرة سنين زواج كانت تعرف إنه الأسئلة في هذا الوقت حتزيد ضيقه , وسكتت لبرهة وخلته إلين يهدى , لف عليها وقال بضيق : عارفة ولد خالة أمي عبد الله بن محمد الله يرحمه اللي مات من فوق 15 سنة ؟؟
هزت راسها وهي تقول : الله يرحمه ..
: زوجته وأولاده كانوا في العبارة اللي غرقت قبل كم يوم ..
شهقت وهي تحط يدها على صدرها وهي تحوقل , ولمن حكى لها كل الكلام اللي قاله له عصام بدأت تبكي بألم ..
طلع جاسم الدرج مع الهنوف ووقف لمن شاف أبوه ماسك يد أمه اللي تصيح ..
: أميييييييييي ..
قالتها الهنوف بخلعة وهي تجري لأمها بعد ما حطت صينية القهوة على الطاولة القزاز ..
: أمي حبيبتي اش فيك ؟؟ ليش تصيحين ؟؟ أبويه اش فيها أمي ..
خرجت العنود لمن سمعت الأصوات العالية برى وانصدمت لمن شافت جاسم و الهنوف حولين أبوها الصامت وأمها اللي تصيح , حست إن الموضوع فيه شي كبييييييييير , وبدأ أبوهم يشرحلهم الموضوع بأبسط طريقة ممكنة وهنا كانت صدمته ...
صحي من ذكريات المستشفى والمشرحة اللي تبعت سفرهم لتبوك وبلا شعور نزل لمستوى أزهار وهي تصيح جنب بابه وضمها بقوووة كان يضمها ضمة مواساة , ضمة عزاء ما قدمها لها أحد بسبب الغيبوبة اللي كانت فيها , مو معقول إنه مجرد ذكر اسمه على لسانها يبكيها وهي ناسيته تماما , تمنى لو إنه عرف عمار هذا اللي كان فاني حياته عشان أمه و أخوانه بشهادة الجميع , لا يمكن ينسى عدد المعزيين اللي حضروا الصلاة عليه وعلى أخوانه وأمه , ولا يمكن ينسى الرجال المتلثمين بغترهم من كثر الصياح على عمار ..
بعدته عنها وهي تمسح دموعها وهي تقول : آسفة مسوية فيلم هندي هنا ..
وضحكت وهي تخبي عنه دموعها اللي مهي راضية توقف وقالت : شفت كيف كيدنا عظيم , بدل ما أراضيك خليتك تراضيني ..
طاااااااالع فيها ورجع ضمها وهمس بلا تفكير : نراضيك مليون لو تبغين بنت عبد الله ..
ضربته على كتفه ودفته وهي تقول ويدينها على خدودها : هيييي زودتها تراني أستحي , بعدين أنا بنت أحمد ..
ضحك من قلبه لمن شاف خدودها محمرة , ضربته وقالت : حمار لا تضحك والله مستحية ما أتريق ..
تنهد وهو يحاول يتمالك المشاعر الغريبة اللي يحسها ~ اش الشعور الغريب اللي أحسه ؟؟ مختلف عن شعوري لـ....... ~ هز راسه وقال وهو يرد الضربة : تراني معطيك وجه بزياده , لا عاد تمدين يدك ولا أكسرها لك سامعه ..
ووقف وهو مطنش يدها اللي مدتها عشان يساعدها , لفت بوزها ووقفت ودنقت راسها وهي تلعب في يدينها وهي تقول : آسفة , ماكان قصدي أزعلك ولا أقل أدبي , والله كنت أمزح معاك ..
ورفعت الصينية وناولتها له وهي تقول : خذ بالعافية ..
أخذ الصينية ودخل غرفة وصك الباب برجله , وقف متنح لدقايق وهو يصرخ جوته ~ جاسم اش كنت تسوي ياااااااااااأبله , أنا ضميتها ليه , شفقه أكيد شفقه , والله تحزن ~ ..


**************************

في المساء كانت بتتشقق أزهار من الفرحة لمن قالها جاسم إنه بيوديها لمحل العبايات زي ماوعدها , وأصرت العنود والبندري يروحون معاها , اشترت أزهار عباية على الراس ونقاب وأصرت عليها رغم تريقة البندري اللي أجبرها جاسم تغير عبايتها لوحده سادة مافيها أي زينه , واستغرب الكل لمن أصرت العنود إنها تشتري نفس عباية أزهار , وبعد كذا أخذهم على مطعم طلبوا منه عشاء ورجعوا للبيت عشان يتعشون مع الهنوف اللي ماراحت معاهم بسبب تدريسها الرياضيات لبنات جيرانهم ...


*****************************


يوم السبت العصر :

دخل حسان المجلس وجلس وهو على الكنبه وسحب نفس طوييييييييل , دخل عليه جاسم وهو يسأل : اش فيك ؟؟
قال بصوت حالم : أشم ريحة الحبايب ..
: إيوه ريحة شغالتنا وهي تبخر المجلس ..
قطب حسان حواجبه وقال : هادم اللذات حتى الخيال مستكثره عليه , روح جيب شنطتك بسرعة الطيارة بتفوتك , فكنا من شرك ياأخي , ماتصدق قد ايش أحس براحة إنك ما عاد بتحاربني على هوا جدة بعد ..
وطالع في ساعته وقال : ساعة تقريبا ..
: أوريك يالنذل , عشانك ظمنت الملكة فارد ريشك , إن ماقصيته لك ماأكون أنا جاسم ..
قال وهو يهش يده وهو مهو مهتم بتهديد جاسم : أخلص واللي يرحم والديك , أخلص تراني ماني فاضي لك ..
رماه جاسم بخدادية لكنه تفادها وهو يضحك له غياض ..
أول مادخل الصالة قابلته الهنوف وهي تقول : خلاص بتروح ؟؟
قال بتريقة :جاية تودعيني ولا تسمعين صوت الحبيب ..
شهقت بخجل وشردت من قدامه , قالت العنود :أحلىىىىىىىىىىى حركة حلللللللللوة ..
قال باستفزاز : مالك دخل ..
قالت بالفصحى : مقبولة منك أخي العزيز حاليا ولكن لاتحاول تكرارها مرة أخرى .
سلم على أمه وقال : الله يعينك أم جاسم على ما ابتلاك ربي , بنات تحف ..
جات أزهار وهي شايلة شنطته وقالت : لا تغتاب تراك كذا تاكل لحم جيفتنا ..
قالت أم جاسم : الله يقويك يا بنتي ..
قالت العنود بدلع وهي تحرك حواجبها من ورى أزهار : ست أزهار اصرت ما تخلي الشغالة تحط يدها في الشنطة , هي رتبت لك كل شي ..
لفت عليها أزهار وقالت : اش تسوين ؟؟ والله ما تجين ورايا إلا وعندك مصيبة ..
قالت العنود ببراءة كاذبة : يااااااااا بخت المظلوم بالجنة ..
أخذ جاسم الشنطة وخرج بسرعة وهو يودعهم , لحقته أزهار وهي تقول بصوت مخنوق : جاسم ..
لف عليها و انصعق لمن ضمته وهي تقول بهمس : بتوحشني ..
ما قدر يفتح فمه بحرف , بعدت عنه وقالت : أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ..
حس برجفة في جسمه من كلماتها , أول مرة يحس إنه رايح وهو مثقل بشي غريب , قالت وهي تطالع فيه بتمعن كإنها ترسم صورته في ذاكرتها : انتبه لصلاتك واحرص ما تفوتك الجماعة ولا تنسى القرآن والأذكار , كل وتغطى زين ولا تسهر و ادعيلي ترى دعاء المسافر مستجاب وووو بس ..
سحب نفسه وخرج , ودع أبوه اللي جالس مع حسان وخرج , كان عقله يدور في دوامه ~ الكلام مو موجه لك , الكلام موجه لعمار أو عمر أو عمير , آآآآآآآآآآآه بتهلكيني يا أزهار , يا ربي اش هالضيق اللي صايبني ؟ ليش أحس بهالثقل ؟؟ كإني شايل جبل على أكتافي ~ احترم حسان صمته وما كلمه إلين ودعه عند البوابة لأنه عارف إنه لو يبغى يفضفض له بيفضفض له لكن شكله يبغى يفكر أكثر بالموضوع ..


**************************

الشرقية (( الظهران )) :
ليلة الأحد في الشقة :

: لاااااااااا من جد صايبه شي , والله لو إننا في فيلم مصري كان قلت الرجال يحب , جسوم اش فيك يارجال ..
انتبه جاسم من شروده ولف على عدنان وقال : نعم , اش فيه ؟؟
ماتوا الشباب ضحك عليه وقال عدنان : ماقلتلكم والله صايبه شي ..
قال جاسم وهو يقوم من الكنبه : تعبان من السفر وبروح أنام عن إذنكم ياشباب ..
قال عدنان : شباب اعتبروا الغرفة غرفتكم , دحين جاي ..
كملوا الشباب البالوت ولحق عدنان بجاسم , دخل الغرفة وهو يحس قلبه يصم أذانيه من قوة ضرباته صك الباب وقال : جاسم خير , وجهك مو عاجبني من يوم جيت , الأهل فيهم شي ..
هز جاسم راسه وخلع بلوزته وفنيلته وقال وهو ينسدح على سريره : لا مافيهم شي بس حاس إني تعبان ومتضايق ..
ارتاح عدنان لمن ماحس جفى في صوت جاسم وعرف إن الموضوع متعلق بأزهار بس ماحب يتكلم ووضع جاسم كذا , طفى نور الغرفة وخرج بعد ماقال : الله يطمن قلبك ويبعد الضيق عنك ..
لقي واحد من الشباب ماسك محموله , نط بسرعة وهو يصرخ : حسسسسسسسسسك عينك تمسكه ..
وسحب المحمول والكل ينغز فيه إنه أكيد عنده شي ولا مايخاف عليه كذه , طنشهم وقعد على الكنبة لوحده وحط المحمول على فخوذه وهو يفتح المستندات المخفية , طالع في الملفاة المتلقاة فتح صورة محدده وكبرها وهو يحس بخوف يهزه , طلعت صورة بنت حلوة مبتسمة , صك الصورة وحذفها بدون تردد وهو مهو متخيل إن هذي صورة البنت اللي كانت تلاحقه لفتره طويلة على الماسنجر وتفتح معاه مواضيع سخيفة مالها داعي , والأدهى من هذا كله هي طلعت مييييييين ؟؟
فتح المحادثة اللي سوا لها حفظ وقراها للمرة العاشرة , كانت كلها كلام فاضي ماله معنى حاول هو فيها يسايرها عشان يشوف هي ليش تلاحقه , تعلقت عيونه بالسطور الأخيرة ..

حورية بحر جدة : اسمي الحقيقي العنود أحمد الـ..... أنا أخت جاسم صاحبك , وصراحة أنا معجبة فيك جدا عشان كذا أخذت بريدك المسجل في جوال جاسم ..
مهندس مخبول صاحبه عسكري مكروف : انتي كذااااااابة ..
حورية بحر جدة : واش مصلحتي من الكذب ؟؟ ومن فين أعرف اسم صاحبك وأعرف اسم أخته ؟؟ مستعدة أرسل لك صورة لي مع جاسم بس فيها أخواتي وصراحة أنا أغااااار ماأبغاك تشوف صورهم ..
مهندس مخبول صاحبه عسكري مكروف : إذا كان كلامك صحيح لووووووووو سمحتي أختي صكي المحادثة وأخرجي من النت الآآآآآآآآآآن ..
حورية بحر جدة : زعلان ..
مهندس مخبول صاحبه عسكري مكروف : أخرجي من النت , أنا لايمكن أخون صاحبي وفي أهله كمان ..
وصل لنهاية المحادثة وهو يحس دمه يغلي ويفور كإن اللي قراه صار توه ماكإنه له يومين , ماتخيل للحظة إنه قاعد يكلم وحده وصاحبه الروح بالروح يطلع أخوها وجالس معاها في نفس البيت , حس نفسه خسييييييييييس حقييييييير رغم إنه مابادلها أي كلام يخجل منه , كل اللي سواه إنه كان يسألها ليش تلاحقه ومن فين جابت بريده , تنهد وحذف المحادثة وقفل الجهاز ولمن وقف مدد جسمه بكسل وهو يقول : يلاااااااااا اطلعوا من الصالة بنام ورانا عمل بكرة ..
تذمروا كلهم وقالوا إنهم مهم خارجين إلا لمن يخلصون من اللعب , حك شعره ودخل غرفته وهو شايل المحمول حقه وهو يقول : لاخرجتم قفلوا الباب ..
قال واحد منهم : أصلا لو سبناها مفتوحة وجا حرامي بينخلع ويشرد ..
وقال ثاني وسط ضحكهم العالي : أقول انقلع نام ذليتنا اللي يسمعك يقول الثلاجة متروسة أكل يخاف تنسرق , الفار يأنف إنه يجي شقتكم يالجيعانين ..
طنشهم ودخل غرفته المشتركة مع جاسم وصك الباب , حط المحمول على الطاولة ورمى نفسه على السرير وهو يحاول يبعد صورة العنود عن عقله وهو مقهووووووووور من نفسه على اللي صار ..


*************************

تمغطت العنود وهي جالسة على الكنبة و طلعت صوت مزعج وهي تفرد يدينها على الآخر , دقتها أزهار اللي منبطحة على بطنها تقرى مجلة وقالت : بنت تعوذي من إبليس اش هالصوت ..
قالت بصوت ممطوط وهي شوية وتطيح من الكنبه من كثر ماهي ماطه نفسها : طاافااااااااااااااااش زااهاااااااااااااااااااق مااالاااااااااااااااااااااااااال..
ضحكت الهنوف اللي قاعدة على الأرض تخيط تنورتها اللي انقطعت وقالت أزهار وهي تقلب المجلة : قومي إقري قرآن أو صلي ركعتين ..
رفستها بطرف رجلها بخفة وهي تقول بتريقة : إحلفي ست أزهار ..
: آسفة الحلف مو لعبة ..
: أنا ماقصدي إحلفي بمعنى إحلفي أنا قصدي استهزاء فيك ..
قالت أزهار بهدوء : إحلفي معناها إحلفي فلا تألفين لها معنى ثاني ..
قهقت الهنوف بصوت عالي وهي تشوف ضيق العنود و قالت : تستاهلين , محد قالت تجادلين أزهار ..
جلست العنود على الأرض وقالت وهي مصرة تفهم أزهار : هذي كلمات شبابية , زي سرى و كلجه وغيرها ..
هزت أزهار راسها وهي مركزة في قراية الموضوع , سحبت منها المجلة وقالت : يادب قاعدة أكلمك بعدين من زين مجلة حياة هذي اللي مايته عليها ..
اعتدلت أزهار جالسة وسحبتها منها وهي تقول : أولا تعجبني , ثانيا فيها مواضيع هادفة بدل الهبالات التي تقرينها في المجلات الثانية ..
: والله مهي هبالات ..
: يعني بتقنعيني أخبار الممثلين والمغنيات والبرامج والمسلسلات الهابطة ووليام وهاري وطختهم شي مفيد ..
ضحكت العنود وقالت : واش معنى وليام وهاري سميتيهم بالاسم ؟؟ ولا عشان أمهم حلوة ومهمة غرتي ..
تنهدت بضيق وقالت : لاتتريقين , كل مافتحت وحده من مجلاتك لقيت خبر عن حبيبة واحد فيهم وخبرعن انفصال الثاني المتخلف اللي يتمنى التوفيق للجنود البريطانيين في العراق , ولا كله كوم ومواضيع أغلفتك ..
ونعمت صوتها وهي تقول بتريقة : الخيانة الزوجية كيف تواجهينها , الحب الأول هل يبقى في الذاكرة , صديقتي تحاول سرقة صديقي..
ورجعت قالت : كلها مواضيع مالها معنى , على الأقل مواضيع مجلتي من الواقع اللي نعيشه وتناقشه بطريقه حلوة غيييييييييييييييير مبتذلة وركزي على كلمة غير وخاليه من الأفكار العلمانية و ..
: يوووووووو ياأزهااااااار..
: هذا اللي عندك يـ...
دق التلفون مقاطع نقاشهم , طالعوا الثنتين في بعض ونطوا يتسابقون مين اللي تلحقه أول , خرجت البندري من غرفتها وقالت بقرف وهي تشوفهم يتضاربون قدام التلفون : الحمد لله والشكر ..
مسكت العنود السماعة ومدت لسانها للبندري وقالت : ألوووووووو ..
و بوزت وهي تقول : آآآآآآآ هلا كيف حالك أم مبارك ؟؟
قاموا البنات يضحكون من قلبهم على قدر العنود اللي طيحها في جارتهم أم مبارك اللي تتكلم أحيانا بالساعات على التلفون بدون كلل أو ملل ..



******************************




 

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2020, 07:33 PM   #5
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
.
الفصل الثالث : الماضي و حدود الظلام ..

أغمض عينا ..
ارسم حلما لونه ..
اكتب شعرا ..

اسكن قصرا ..
اصنع مجدا يا هذا ..
طر في كل سما ..

أنت كما أنت ..
مازلت عبدا يا صاح ..
ستظل كذا ..

فاصنع خيرا ..
واهجر ظلما ..
جاهد معصية تغريك ..

تلثم فمك ..
تلمس قلبك ..
تهمس لك بكل دلال..

فأنت كما أنت ..
إنسان فان ..
ستهجر دنيا تناديك ..

ستدفن يوما ..
ستحاسب على كل خطيئة ..
ستتمنى لو كنت هنا ..


يوم السبت 20 / 1 /1427 هـ
في المنطقة الشرقية (( الظهران )) :

: جاسم يلا تأخرنا ..
أشر له جاسم بيده يعني روح وألحقك وهو يهمس : خلاص نتقابل هناك , مع السلامة يا قلبي ..
زفر عدنان وقال : لا تقول لي هذي الخويه ..
حط جاسم جواله في جيب بنطلونه الرسمي وقال وهو يعدل قبعته : مالك دخل ..
: جاسم ..
قاطعه جاسم : واللي يرحم والديك ياعدنان ماني فايق لمناقشتك مع الصباح ..
قال عدنان وهو يلحقه : العرض دين يا جاسم ..
: طيب فهمنا ..
وقف عدنان وسط الصاله وهو يطالع فيه من ورى بضيق , كان وده يعطيه كف يفوقه من السراب اللي هو فيه , كيف قدرت بنت حقيرة بايعة نفسها تقنع رجال زي جاسم إنها تحبه وهو يحبها ومايقدر يستغني عنها , فين عقله ؟؟
لف جاسم لمن وصل باب الشقة وسأل : اشبك وقفت ؟؟ ما بتجي معايا ؟؟..
رماه عدنان بنظرة باردة وهو يقول : غصب عني بجي معاك, ترى سيارتي في الورشة إن كان نستك سواليف الخويه ..
ابتسم جاسم وغمز له وهو يهمس بلهجة مراضاة : يا حلاتك وانت معصب ..
ضحك عدنان وقال : الله يعينك على ماابتلاك , امشي وانت ساكت ..
ولمن ركبوا السيارة سأل عدنان باهتمام : اش أخبار الأهل ؟؟
تنهد جاسم وقال : زينين , أبويه اتصل علي اليوم الفجر يقول البنت فاقت من الغيبوبة ما أدري الصدمة اللي كانت فيها , وصوته كان ماش وهو يكلمني , حسيته متضاااايق وتعبان ..
: لا تلومه , والله مسؤولية كبيرة الله يعينه ويعطيه الأجر على اللي يسويه ..
: من ناحية الله يعينه الله يعينه , البنت مايعرف عنها غير اسمها , مو متحمس في موضوعها أحد قد العنود كل يوم ناطة مع أبوية المستشفى عشان تشوفها ..
ابتسم عدنان وقال في نفسه وهو يتذكر أخته : هذي شكلها زي سحر خبله ومطيورة ..
: ليش تبتسم ؟؟
قال بعصبية وضيق من موضوع الخوية : والله ما دريت إنه أصدر قرار منع الإبتسام سيد جسوم ..
: ياالله تسكنهم مساكنهم , تراني ما ذبحت أمك عشان تعاملني كذا ..
ضحك عدنان من لهجته وقال : والله ما قصدت أقولها بهاللهجة ..
: عارف إنك لو في يدك ماغنوم كان طخيته فيني ..
زاد ضحكه وهو يقول : والله لا ..
وقف سيارته قدام مبنى الشركة اللي يشتغل فيها عدنان وقال وهو يفتح له الباب ويخرجه : أقول اسكت تحسبني ما انتبهت قاعد تسأل عن الأهل عشان تحسسني بالذنب من موضوع الخويه , تراني فاهمك زين , عشرة عمر , يلا انقلع من سيارتي أخرتني عن الدوام , والله لو وقع الرائد مطر قبلي بأذبحك ..
قال عدنان اللي كان فعلا قاصد يحسسه بالذنب وهو يصك الباب ويلوح له : أشوفك نهاية الدوام , بالتوفيق ..
شخط من قدامه بدون مايودعه , بعد الدخان اللي قدام وجهه وهو يقول : أوريك شغلك بعدين يالنذل ..
و دخل الشركة …

*********************

جدة , حي الربوة :
في شقة في الدور الثالث :

(( إن الهاتف المطلوب لايمكن الإتصال به الآ.....))
رمت مشاعل الجوال على سريرها وهي تقول : حرام عليك يا أزهار اللي تسوينه فيني حتى جوال عامر مقفول ..
دخلت هالة الغرفة وهي تقول : بنت , الحناية لها ساعة تستناك ..
قالت مشاعل بحزم : قوليلها تجي بكرة ..
: مشاااااااااااعل الجواز بعد بكرة متى يمديك ..
قالت بصوت مخنوق : هي وعدتني تجي تتحنى هنا معايا ..
تنهدت هالة وقالت : أنا ماكنت بأتحنى لكن عشان ماتصنقر الحناية ليش قاعدة بلا شغلة ولا مشغلة بروح أتحنى وانتي دقي على أزهارو ..
رمت لها بوسه في الهوا وهي تقول : الله لا يحرمني منك ياعسل ..
: ادهني سيري , ادهني سيري , والله لا أوريك شغلك انتي والدب الثانية لا جات ..
: خليها تجي بس ..
: الله يقدم اللي فيه الخير ..
مسكت مشاعل جوالها ودقت على بريدها الصوتي واستمعت للرسائل المحفوظة من أسبوعين , وسمعت صوت الصافرة وبعده صوتها الدافي المرح يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , نونه أنا أزهار أدق عليك من جوال عموري لأنه جوالي حبيبي المبجل مو دولي , حاطه فيها مؤدبه ماتردين على أرقام غريبة يالدب كنت بأسمع صوتك , كيف حالك وحال نصور القلب ؟؟ أنا في عمان الجـو جنااان , وبعض ناس هنا يخبلون , حبييـ...
وانتهت الرساله , فتحت الرساله الثانيه اللي وقتها بعد الرسالة اللي قبلها بدقايق وبعد الصافرة على طول وصلها صراخ أزهار : تراني أكره الهبالات اللي في بريدك هذا يعني بالله كيف واحد يحط رسالته في هذا الوقت القصير , المهم لاينقطع مرة ثانية , حبيت أطمنك علي وعلى ماما وصدقيني كنت مؤدبة وماطيرت عيوني كثير , ياويلك لو تزوجتي قبل ما أجي , إن شاء الله بأجي جدة قبل يوم حناك , انتبهي لنفسك , أووه ويمكن نروح لمصـ.....
ضحكت نسرين كإنها تسمع الرسالة لأول مرة وقالت : الله يقطع شرها الخبلة ..
واستمعت للرسالة الثالثة الغير واضحة بسبب الشبكة واللي بعد الرسالتين بيومين : مشاعل تراني بأفجر البريد الصوتي اللي .......... , من حلات الصوت عاد ...... رسالة كل ....... وما حتتحرك إلا ........ ..........
... ..... بإذن الله , ادعيلي ..
تنهدت و دقت على رقم بيتهم وجلس الخط يرن ويرن بلا مجيب , غطت وجهها وهي تحاول تحبس دموعها اللي بدأت تهدد بالنزول , من يوم انخطبت قبل سنة ونص وهي متواعده مع أزهار على يوم الحنا , مستحيل ما تجي , أو على الأقل تتصل وتعتذر لوماقدرت تجي , أكيد صار شي , أمها تعبت بعد العملية أو....... ماتت ..
قامت من مكانها قبل ماتتجنن وهي تستعيذ من الشيطان الرجيم ومن الأفكار البشعة اللي بدأت تزورها , دق جوالها بنغمة مخصصتها لناصر اللي ملكت عليه من ست شهور , ماكانت تبغى ترد عليه وهي في هالحاله لكنها اضطرت لمن دق عليها للمرة الثانية , وصلها صوتها وهو يقول بحب واضح مع كل نبرة : سلام لأحلى ما خلق ربي بشر ..
حست بالدموع اللي قاومتها ترجع مرة ثانية تهددها وهي تقول بخجل : وعليكم السلام , هلا ناصر ..
: ياربي ست شهور وإلا الآن ماتغير اسمي إلا الآن , بعد بكرة زواجنا , أعطيني دفعة , قولي نصور , نويصر , نصصيرو , حبيبي , قلبي , حياتي اللي يناسبك , الخيارات كثيرة يا طويلة العمر ..
ضحكت من قلبها وقالت بدلع : بعد بكرة مو بعيد إن شاء الله ..
تنهد وهو يقول : اش بيصبرني , المهم تحنيتي ؟؟
سكتت للحظة بعدين قالت : لا ..
: ليه ؟؟
ماجاوبته وهي تسكت بتفكير , وبعد لحظة سألت بشك : ناصر إنت متصل ليه ؟؟
بان الإرتباك وهو يقول : حبيت أسمع أخبارك ..
لوت بوزها وقالت : ناصر , مين متصل عليك وقايل لك ؟؟..
ضحك وقال : ماشاء الله على حرمتي , ساحرة مايفوتها شي , هالة قالت إنك متضايقة عشان صحبتك ماجات إلى الآن من السفر ..
نزلت دموعها وهي تقول بصوت مخنوق : خايفة صار لها شي ..
قال ناصر بسرعة : افتحي باب المجلس أنا عند الباب , مع السلامة ..
طالعت في الجوال بصدمة ورجعت طالعت في نفسها في المراية وهي تتأكد من شكلها , طول عمره متهور هذا الرجال , وين جاي البيت والدنيا زحمة , مسحت عيونها وخرجت من الغرفة , تجنبت تقابل أحد وهي رايحة لمجلس الرجال , فتحت الباب بعد ماسحبت نفس طويل , ابتسم أول ماشافها ودخل وصك الباب وهو يقول : ذكريني متى زواجنا ؟؟
دنقت بخجل من دون ماتجاوبه , ضحك وقال : لو شافتني خالتي بتقطع رقبتي ..
ولمن مارفعت راسها قال بمزح ممزوج بالحنان : شعولة زعلانه , خلاص يا عمري راضي بناصر حاف إلى يوم الزواج ..
غطت وجهها بيدينها وهي تصيح من قلبها , لف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : إن شاء الله مافيها إلا العافية , تفاءلوا بالخير تجدوه ..
قالت بصوت مقطع وهي ناسية خجلها من كثر الألم اللي تحسه : عمرها ماقطعتني هالمدة كلها , وحتى لو ماتقدر تكلمني تعطيني رنه , أخاف صار لأمها شي ولا لها وأنا ماني دارية ..
مسح شعرها وهو يقول : إدعي لها , مالك إلا الدعاء , ماتدرين يمكن تبغى تفاجئك في يوم زواجك , يلا ياقلبي لاتصيحين , والله دموعك غالية يامشاعل , انتبهي تراني بدأت أغار من أزهار هذي وبمنعك منها بعد الزواج ..
انتبهت لنفسها فبعدت عنه على طول وهي تمسح وجهها بكسفة , قال : خلاص قلنالك راضين بناصر حاف ..
وبعد تردد قال : لازم أمشي دحين , تامريني بشي يالغلا ..
ابتسمت له وقالت : شكرا , انتبه لنفسك و آسفة على الإزعاج تعبتك ..
قاطعها وهو يتأملها بحب : تعبك راحة ..
ولمن جا بيخرج قالت بهمس : ناصر ..
لف عليها ناولته ظرف مزخرف بحيا , رفع واحد من حواجبه وقال بتريقة تحبب : لا تقولين لي هذا رد على رسالتي اللي أرسلتها من أربع شهور ..
حطتها في يده بسرعة وفتحت الباب , قال وهو يفتحها : ماني رايح بأقراها ..
شهقت وصرخت وهي تصك الرساله : لا الله يخليك ..
واستحت وبعدت عنه وهي تهمس : إقراها لوحدك ..
: هنا ..
: لوحدك ..
قال برجا : طيب بس أول كلمة ..
فكرت وقالت بابتسامة لمن تذكرت إنها كتبت البسملة أول وبعدها السلام : وعد أول كلمه ..
قال : وعد ..
وفتح الرسالة وقال بابتسامة واسعة : زوجي الحبيب ناصر ..
تلون وجهها وهي تقول بخجل وصدمة : هذي مهي أول كلمة ..
قال وهو يطوي الرسالة : هذي أول كلمة طاحت عليها عيني , ماكذبت يا...... زوجتي الحبيبة ..
ردة فعلها كانت ضربة على كتفه قبل ماتشرد من قدامه , ضحك وقال قبل مايخرج : أحلى ضربة ..


*********************

(( هي ليست حرة لترسم مصيرها ..... ولكنها تحاول رسم مصير آخر ))


يوم الأحد 21 / 1 /1427 هـ
في مستفى الملك فهد بجدة :

: فرضتوها علينا فرض ودحين إلا تبغونا نزورها , ماني داخلة عليها أنا جاية بس مسايرة لأبوية ..
لفت البندري وجهها وكملت بتأكيد : لا يمكن أدخل معاكم ..
قالت أمها وهي تقوم من مقاعد الانتظار : براحتك , أخواتك بيدخلون ..
قالت العنود بحماس وهي تتبع أمها : من زمان ودي أشوفها , أصلا لو علي كان رجيتها وصدعت راسها من أمس ..
طالعت الهنوف في أختها الصغيرة وقالت : بندري حبيبتي البنت ماسوت لك شي عشان تعادينها ..
: هنوف فكيني من محاضراتك , من جات والكل ماعنده سيرة إلا هي , روحي شوفيها أكيد بتموتين نفسك تشوفينها ..
تنهدت وقامت وهي تقول : الله يحنن قلبك عليها ..
لقيت أمها واقفة جنب الباب والطبيب يقول بإلحاح : ولا حرف واحد عن الماضي يا أم جاسم فاهمة ..
***
رفعت أزهار السرحانه راسها عن المخدة وهي تعدل طرحتها البيضاء اللي أعطتها لها الممرضة بعد ما ألحت عليها وجلست معتدلة وهي تطالع في الحرمة اللي داخله ورى الطبيب مطلق , ابتسم مطلق وقال : السلام عليكم , كيفك اليوم يا أزهار ؟؟
ماردت عليه بسبب انشغالها باللي وراه , كان قلبها ينبض بقوة من التوتر والخوف , لاحظ مطلق مؤشرات قلبها تزيد فقال وهو يحط يده على يدها القابضة على اللحاف بقوة : أزهار ..
لفت عليه بعيون زايغة ورجعت تطالع في الحرمة وهي تقول بصوت مبحوح ومحشرج : مين هذي ؟؟
قال بحزم عشان تسمعه وهو يمسك يدها ويرصها بحزم : هذي وحده تقرب لك ..
وأشر لهدى وهو يقول : أم جاسم تعالي قربي ..
حس بيد أزهار تعصر يده عصر من شدة التوتر وهي تقول باستنتاج : هذي أمي ..
خلاها تصدق اللي قالته بدون مايجزم وهو يبعد عنها وهو يقول : اسيبكم لوحدكم ..
فتحت هدى وجهها بخوف بعد ماخرج الطبيب , طاااااااااالعت أزهار في الوجه وهي حاسة بصدمة مرعبة لأنها ماميزت الوجه اللي كانت تنتظره من الصباح على أمل يرجع لها ذاكرتها اللي قالولها الأطباء إنها فقدتها , حست الظلام اللي داخلها ويلفها من فاقت كل ماله يزيد , أمس شافت الرجال اللي اسمه أبو جاسم واللي قالها بحنان ودفء وهو يضمها مادام إنك ناسية كل شي اكتشفينا من جديد واعتبريني أبوك , غمضت عيونها ورصت شفايفها بقوووة وهي تتمنى لو تنزل دمعه وحده بس تحكي لهم وضعها دموعها هجرتها , حست يدين هدى تضمها بحنان وهي تقول : والله حاسة باللي تحسينه يا بنتي , والله حاسة ياحبيبتي , هذا قضاء الله وقدره ..
يمكنها فاقدة الذاكرة لكن صوت هدى لمس قلبها وحست نفسها مرتاحة له , يا إنها تعرفه من زمان أو عقلها هيأ لها هذا الشي عشان يلقى متنفس للخوف اللي بيذبحها , لفت أزهار وضمت هدى وهي تقول بصوتها اللي ماتعافى من تعبه : أمي ما أتذكر شي , حتى انتي ماأتذكرك , ماني متذكره شي ..
ضمتها أكثر وهي تهمس : بتتذكرين إن شاء الله ..
اللي ذابحها أكثر من دموعها اللي مانزلت حتى وهي في حضن أمها شعور البرود اللي ملأ أوصالها , ليش ماتصيح وتخرج كل اللي في صدرها ليش الإحساس معدوم عندها ؟؟
شوية كذا وقالتلها بتدخل الهنوف والعنود اللي المفروض إنهم أخواتها , الاسمين ماكان لهم معنى عند أزهار اللي طالعت فيهم بفضول , ابتسمت الهنوف بتوتر وقالت : كيف حالك أزهار ؟؟ أنا هنوف ..
قالت العنود وهي ترفع نقابها وهي تتقدم من السرير : كذا الوحده تسلم على أختها ..
ونطت على أزهار تحضنها بقووووووة وهي تقول بفرح حقيقي : أخيييييييييييرا شفتك صاحية يادبه , من بعد الحادث وهم مانعيننا نشوفك إلا من ورى القزاز .عشان كذا ما جابني أبوية .
وبعدت عنها وضربتها على كتفها وهي تقول : كيف حالك يابنت ؟؟ والله خوفتينا عليك وصيحتينا وقلبتي بيتنا وحياتنا فوق تحت ..
لأول مرة من صحيت ابتسمت أزهار وهي تحك كتفها وهي تقول : ماني بخير كسرتي كتفي يالدب انتي ..
خلعت العنود عبايتها وقالت وهي تستعرض نفسها : هذا الجسم الفنان وتقولين دب ..
تأملتها طويله نحيفه وجهها مسمسم يدخل القلب وشعرها زي سواد الليل يوصل لآخر ظهرها لكن الشكل ما أعطاها أي ومضة في ظلام عقلها , ضحكت أزهار من قلبها وقالت : الحقيقة شبه عمود كهرب ..
استغربت ضحكتها وشافت الذهول عليهم كمان , جالت ببصرها عليهم وهي تفكر إنه هذولي أمها وأخواتها وهي تحسهم زي الضيوف اللي تشوفينهم لأول مرة لكن ……. ركزت نظرها على العنود اللي قالت بصوت مهزوز وابتسامة حلوة والدموع تلمع في عيونها : الله يديم هالضحكة , أحلى ضحكة سمعتها في حياتي ..
بلا مقدمات حست أزهار بدموعها تنزل زي الشلالات من عيونها لأول مرة من صحيت وهي تقول بصوت كسير : عنود سامحيني ما أتذكرك , ما أتذكر أحد حتى نفسي , اش اسمي ؟؟ مين أهلي ؟؟ كم عمري ؟؟ فين درست ومين صديقاتي ؟؟..
وصرخت بحرقة وهي تشهق بكى ويدينها تعصر اللحاف بقهر : ما أتذكر شي , أحس نفسي مخنوقة وخايفة ..
صاحت الهنوف من قلبها وحضنتها العنود وهي تقول بثقة : مو لازم تتذكرين , مو مهم , خليك زي ما انتي لا تتذكري ولا شي إن كان هذا بيسوي فيك كذا , إن شاء الله إحنا حولينك ومابنخليك لوحدك ولا لحظة ..
دخلت الممرضة ونبهتهم إن الوقت المحدد لزيارة أزهار انتهى , سلموا كلهم عليها وجلست هدى جنبها توصيها على صحتها قبل ماتخرج , طالعت في الباب بمشاعر مضطربة ما كانت تبغاهم يروحون قبل مايقولون لها كل شي عن نفسها وعنهم , اش اللي وصلها لهالحالة , ولمن دخل مطلق عدلت طرحتها و حست بخجل فضيع من اللي سوته قبل شوي وهي تنزل راسها وتدخل يدينها تحت اللحاف , سحب مطلق الكرسي وجلس عليه على يسار سريرها وهو يقول : ها أزهار , اش شعورك بعد ماشفتي أهلك ؟؟ ارتحتي ولا لسه خايفة ؟؟
هزت راسها فقال وهو يمسك الملف اللي ناولته له الممرضة : أنا ما أسألك عشان تهزين راسك , تكلمي , أبغى أسمع صوتك ..
حمر وجهها وهي تقول بهمس : ماحسيت شي ..
قرب منها عشان يسمعها وهو يقول : معقوله ولا شي ..
بعدت أزهار عنه وهي تقول : شوية خوف ..
ابتسم وقال : يعني زي خوفك مني دحين ..
ماردت عليه وهي تدنق أكثر , كان عارف إنها مستحية مو خايفة , أمس رفضت تقابله من دون حجاب و خبرته الممرضة إنها سألتها إذا كان ممكن تكشف عليها طبيبه بداله , ابتسم وقال : أزهار يعجبني حيائك لكن أنا طبيبك النفسي يعني لازم تقولين لي اش تحسين بالضبط عشان نقدر نعالجك ولا ماتبغين تتعالجين ..
قالت بهمس : أبغى طبيبه إذا كان هذا ممكن ..
ابتسم وقال بهدوء : عندنا الدكتوره منى لكن عندها إجازة إلا شهر خمسة ..
قطبت حواجبها بعدين قالت : إحنا في شهر كم ؟؟
كتب ملاحظات بسرعة وهو يقول : إحنا شهر واحد بالهجري محرم سنة 1427 متذكرة السنة ..
هزت راسها بلا , رجع يسألها أسئلة كثيرة كانت أكثر إجابتها بلا فحست بإحباط شديد رغم كلام مطلق المتفائل ..


*********************


يوم الأثنين 22 / 1 /1427 هـ
ليلة الثلاثاء في قاعة رهام للأفراح :


: صبيه في الكاستين ..
: وإذا انتبه أحد ..
: تبغين ناصر ولا لا ؟؟ إذا تبغينه حطيه ..
.
.
طالعت في كاسة العصير وهي مستحية تشربها قدامه , ابتسم ناصر اللي ماد لها يده وقال بهمس : شعولة يدي انكسرت , اشربي ..
شربت شوية من العصير وهي بتموت خجل ليش شاربتها من يده وقدام أهله وأهلها , قالت أخته وهي تعطيها الكاسة : دورك ياعروسة ..
حست الكاسة ثقيييييييلة وهي ترفعها له , مسكها عشان يساعدها وشرب منها وسط غطاريف أهله , وشوية قام عشان يزفونها وقال قبل مايخرج وهو يضغط يدها : مبروك يا شعوله , أنا أسعد إنسان اليوم ..
ابتسمت له بخجل وهي تهمس : الله يبارك فيك ..
انفتحت ستاير الشرفة المطلة على القاعة أثناء موال الدقاقة ووقفت مشاعل تطل منها على الناس اللي يصفقون ويغطرفون , كانت الرؤيا ضبابية قدامها من الخوف والتوتر , ولمن بدأ الدق ووصلها صوت الطيران القوية تحركت للممر والدرج اللي تنزل منه وهي تدعي إنها ماتزل وتطيح قدام الخليقة , وأثناء مشيها البطئ حاولت تدور بين الوجوه اللي تلمحها عن أزهار ~ أزهار أنا قاعدة أنزف لناصر وانتي منتي معايا , أزهار وينك ؟؟ ~ كانت توزع للناس ابتسامة لصقتها لصق على شفايفها , وبعد وقوفها الطويييل في المنصة والناس اللي جات تسلم وتبارك قالتلها هالة إنه جا وقت خروجها , هنا بدأت دموعها تنزل , احتضنت أمها واخواتها وودعتهم وهي تتذكر أبوها المرحوم اللي كان حيكون أسعد رجال بزواج حبيبة قلبه مشاعل , من يومها وهي تعرف إنها المفضلة عند أبوها وكاتمة أسراره , مسحت دموعها وهي تلبس عبايتها وطرحتها قبل ماتخرج لسيارة أخوها عبد الله المشرعة , عبدالله و بندر أخوانها وصلوها إلى باب شقتها وودعوها هناك وهم يوصونها على نفسها وعلى ناصر , ومن خرجوا وانصك الباب وراهم جلست على الكنبة وهي تنفجر بصياح ماتوقعته , جلس ناصر جنبها وقال بخوف : مشاعل حبيبتي ليش هذا البكى كله , بكرة أوديك لهم تشوفينهم , لاتبكين ياقلبي ..
كانت حاسة بخنقة وضيق ماأحد ممكن يتصورها , كان ناصر يتمنى لو يضمها أو يمسح على شعرها لكنه ماقدر شي منعه من إنه يواسيها , قام من مكانه وتحرك رايح جاي جنب الكنبه وأخيرا قال : أسيبك تههدين , بأروح أغير وأجي ..
دخل الغرفة وصك الباب وهو يفك أزرار ثوبه بضيق وهو يستغفر , رمى شماغه على السرير ودخل الحمام بسرعه وفتح الصنبور وطرطش الموية على وجهه , جلس يغسل وجهه قرابة خمس دقايق ولسه التعب والضيق اللي صابه فجأة ماراح ..
سحب المنشفة وخرج من الحمام ورمى جسمه على السرير وهو يغطي وجهه بالمنشفة ...
مسحت مشاعل أخر دموعها اللي وقفتها بالقوة وقامت من مكانها وهي تسحب نفس عمييييييق وتطلعه بشويش عشان تسترخي عضلات جسمها المشدودة , كانت مستغربة من هذي الإنفعالات هي صح خجلانه بس مو لهالدرجة يوصل الخجل ..
انفتح باب الغرفة وخرج منه ناصر اللي ابتسم وقال بحنان : كيفك ياعروسة ؟؟
رجعت الدموع لعيونها رغم كل الطاقات اللي بذلتها عشان تمنعها وغصب عنها غطت وجهها ورجعت تصيح بصوت عالي , تقدم ناصر ووقف قبل مايوصل لها وقال : أدخلي الغرفة ونامي ريحي شوية شكلك تعبانه ..
دخلت الغرفة ورمت نفسها على السرير وهي تصيح من قلبها ..
مرر ناصر يده في شعره وجلس على الكنبة وهو يقول : لاحول ولا قوة إلا بالله ..


*********************


بعد صلاة يوم الجمعة 26 / 1 /1427 هـ :
في المستشفى :

بعد أيام عانت فيها أزهار من كثر الأشعة اللي سووها و سحب الدم والإختبارات اللي خضعت لها شفويا وكتابيا أثناء الجلسات اللي اضطرت لها مع الدكتور مطلق سمحوا لها إنها تخرج , كان أبوها وأمها والعنود يزورونها يوميا أما الهنوف والجوهرة زاروها مرتين بس , ومن كلام العنود عرفت أزهار إنه عندها أخويين وأخت رابعة ماقدرت تجي , أزهار ما أخذت في خاطرها لأنه مشاعرها نحوهم مبهمة , هي إلا الآن ماتعودت على أمها و أبوها فكيف باقي العائلة ..
لبست أزهار العباية اللي جابتها لها أزهار وحست بضيق حاولت ماتبينه لأهلها اللي مهي عارفه كيف تعاملها معهم سابقا والعكس ..
: أزهار اشبك ؟؟
لفت أزهار على العنود وهزت راسها وهي تقول : ولا شي ...
قالت أمها باهتمام : تعبانه شي يابنتي ؟؟
كتمت زفرة كانت بتطلع من صدرها وهي تهز راسها بلا وهي تستغفر بداخلها , دخل أبوها وقال : جاهزات , الدكتور بيدخل شويه ..
تغطوا كلهم حتى أزهار لبست نقابها اللي هو كمان ماعجبها , سلم مطلق وقال : كيف نفسية مريضتنا ؟؟ متحمسة للخروج من المستشفى ؟؟
ابتسم لمن ماجاوبته وقام يشرحلها مواعيد الأدوية اللي تاخذها ونبهها إنها لازم تحضر الجلسات اللي حددها لها وختم كلامه وهو يقول برقه : انتبهي لنفسك يا أزهار , في أمان الله ..
قالت بهمس مختصر : شكرا يا دكتور ..
شبكت العنود ذراعها في ذراع أزهار بعد ماراح الطبيب وقالت بحماس : يلا البيت ..
ابتسمت أزهار وقالت بتردد : يلا البيت ..
طول الطريق والعنود تثرثر في أشياء متنوعة وأزهار تستمع لها بانصات , كانت تحس في العنود شي مألوف ماتدري اش هو بالضبط لكن الألفة هذي تزداد لمن تمزح معاها العنود وتبدأ تضاربها , كانت أملها يزداد مع كل لحظة إنها حتتذكر شي لمن توصل للبيت اللي عاشت فيه وبالذات لغرفتها , أكيد كل إنسان له رابط خاص مع أشياءه الخاصة , دخلت السيارة من باب الجراج الكهربائي ونزلت أزهار منها وشافت الحديقة المبلطة بحجارة فخمة بلون غبار الورد , حست بانتعاش لمن شافت الأجزاء المزروعة من الحديقة مليانه فل و أزهار , قالت أمها وهي تمسك يدها : تعالي ندخل ..
طلعت درجات بسيطة تودي لباب خشبي له نافذتين قزاز لها شبك حديد مزهر , فتحت الباب الخدامه الأندونيسية اللي سمعتهم ينادونها بسيتي , ابتسمت للخدامه وهي تقول : كيف حالك سيتي ؟؟
واستغربت ارتباكها وهي تقول : كويس الهمد لله ..
شافت المجالس الواسعة بستايرها الممدوده من السقف لأرض الغرفة و اللوحات المأطرة بالخشب الذهبي والسجاجيد الكبيرة المتلائمة مع الكنب الفاخر فحست بانقباض في قلبها وشعرت برغبة إنها تشرد من هذا البيت , دخلت لصالون أوسع من اللي قبل , عيونها دارت بسرعة في المكان , كنب , رفوف مليانه تحف , تلفزيون شاشته أقل شي 45 بوصة , درج متفرع لدرجين داربزينه غريب , ممرات من اليمين واليسار , نجفات كرستال كبيرة , خدامتين غير سيتي ..
: أزهار , أزهار ..
كانت أزهار تسمع صوت العنود كإنه جاي من بير سحيقة وسمحت وشوشة مزعجة في أذانيها وضباب قدام عيونها , سدت أذانيها وهي تقول : ازعاج ..
زادت الأصوات وتوقفت فجأة ...
صرخت العنود بخوف لمن مالت أزهار وطاحت على الأرض مغمي عليها وركعت جنبها وهي ترفع راسها بخوف وهي تصرخ : أزهار , أزهار .. شهقت أمها وجريت لهم وصفعتها بشويش على خدها وهي تقول بخوف : أزهار , أزهار , أحمد اتصل على دكتورها بسرعة وقله البنت أغمي عليها , سيتي جيبي مويه بسرعة , أزهار حبيبتي , أزهار سامعتني ..
نزلت الهنوف من الدرج بسرعة وهي تقول بخوف : اش صار ؟؟ اش فيه ؟؟
وطلت البندري براسها من الدور الثاني وقالت بتنهيدة : بدأنا المشاكل أففففف .


*************************

في شقة ناصرومشاعل :

قال الشيخ وعيونه مثبته على الأرض : انتم الإثنين والحمد لله مؤمنين بقضاء الله وقدره وإني لا أزكيكم على الله ولكن إن شاء الله أحسبكم من الصابرين , فالذي تمرون به بلاء عظيم , أسأل الله أن يشفيكم منه ..
كان الصمت هو سيد المكان بعد كلام الشيخ , طالعت مشاعل من ورى غطاها لناصر اللي جلس على الكنبة الثانية اللي جنبها وهم الإثنين مقابلين للشيخ اللي له يومين يقرى عليهم من بعد ماعرفوا حقيقة النفور اللي كان بينهم ونزلت عيونها من رفع ناصر راسه ولف عليها , كان معظم دموعها من غزارتها تطيح من دون ماتمر بخدها , وغصب عنها انفلتت كم شهقة منها , قال الشيخ بصوت أبوي حنون : عليك بالصبر يا أخت مشاعل , أعلم أن ماتمرين به صعب جدا و لكن اعلموا والكلام موجه لك أيضا يا ناصر أن الله ما ابتلاك إلا لأنه أحبك وما حرمك و أخذ منك إلا ليعطيك , وأجر الصابرين لايخفى عليكم , أجرهم عند الله بلا حساب , فاصبري واحتسبي لعل الله يعطيك من بعد الضيق مخرجا ..
كلماته كانت زي البلسم على قلب مشاعل المجروح , ولمن دخل أخوها عبد الله المجلس خرجت , قال الشيخ : هذي موية مقري عليها , اشربوها , وإن شاء الله فيها الشفاء ..
شال عبد الله كاسة الموية لأخته اللي جالسة في الصالة مع أمه وزوجته وطالع ناصر في كاسة الموية اللي في يده وقال : بسم الله الشافي المعافي ..
شرب الموية كلها وهو يدعي جوة قلبه إن الله يزيل البلى اللي انحط له هو و مشاعل, بعد فترة حس بغثيان مفاجئ وقبل مايستوعب اللي يصير قام يطلع كل اللي في بطنه , ماكان حاس بيدين الشيخ اللي قام يمسد ظهره بحنان وهو يقرى بصوت عذب كل اللي كان حاسه إنه روحه بتطلع من جوفه ...
سألت مشاعل وهي تطالع في عبد الله بعد ماشربت الموية : ناصر شرب منها كمان ؟؟
: إيوه , الشيخ قال السحر اللي انعقد لك إنت واياه سحر مسقي وهو أصعب أنواع السحر , لكن إن شاء الله القراية والموية المقري عليها تخففه ..
ولمن راح عبد الله المجلس قامت أمها تصيح وهي تغطي وجهها بمسفعها , ابتسمت مشاعل وقالت بصبر وهي تضم أمها : أمي حبيبتي الله يقدم لنا اللي فيه الخير , الله يقول أنا عن حسن ظن عبدي بي ..
قالت لمى زوجة عبد الله : عمتي الله يهديك وين إيمانك يئستي من رحمة ربي ..
قالت أمها : والله مايئست , وأنا عارفة الكلام اللي تقولونه زين لكن غصب عني مقهورة جوة قلبي , حسبي الله ونعم الوكيل على اللي سوا فيكم كذا , حسبي الله ونعم الوكيل ..
تغير وجه عبد الله لمن شاف حالة ناصر كان شبه دايخ وهو جاثي على ركبه على أرضية المجلس ويدينه ذبلانه والشيخ ضام راسه لحضنه , راح على طول على الحمام وجاب المنشفة وحطها في حضن ناصر اللي لحيته وثوبه كلها تعدمت , سأله الشيخ : كيف أختك ؟؟
هز راسه وقال : ماصار لها شي ..
سكت الشيخ بعدين قال : عبد الله جيب له ثوب جديد , إن شاء الله إنه طلع السحر اللي في بطنه ..
راح عبد الله على طول وقال لنسرين الجالسة بصمت حسسه بالإختناق : مشاعل هاتي ثوب لناصر ..
قالت بخوف : ليه ؟؟ صار له شي ؟؟
ولمن شافته مايتكلم مسكت ذراعه وهزته وهي تقول : ناصر صار له شي , عبود تكلم ..
قال باختصار : شوية تطليع وقف دحين لاتخافين ..
راحت تجيب الثوب وهي تفكر وتربط زبعد ماراح أخوها حست إنه اللي في زوجها أكيد من أثر القراية , لكن لي هي ماصار لها نفس اللي صار له ..
تعاونوا وسدحوه على الكنبه بعد ماغسل وجهه بالقوة ولبسوه ثوبه , وبعدها جلس الشيخ على الأرض وبدأ يقرى بصوت وهو حاط يده اليمين على بطن ناصر , مسح عبد الله الأرض وشال المنشفة والثوب وحطها في الحمام ورجع جلس على وحده من الكنب وهو يستغفر ويتنهد بتعب ...


*************************


فتحت عيونها وتأملت السقف المزخرف بالجبس بحيرة ولفت على جنب , كانت الغرفة شبه مظلمه بدد ظلمتها أبجورة حلوة على شكل دلفين محطوطة على طاولة صغيرة جنب السرير , قامت أزهار بخوف وطالعت يمين ويسار , الغرفة كانت واااسعة وفيها سرير ثاني مرتب قدامه مكتب صغير يشبه المكتب المقابل لسريرها , الغرفة لها بابين وتسريحة وطاقة كبيييرة وطوييييلة تفصل بين السريرين , قامت من السرير وانتفضت لمن حست ببرودة السيراميك تحت رجولها , عصرت مخها بتتذكر هي فين , وبعد لحظة تفكير رجعت لها الصور السابقة , أمها وأبوها , الدكتور والمستشفى , أخواتها والبيت , انتفضت لمن انفتح الباب اللي على اليسار ودخلت منه الهنوف اللي شهقت بخلعة لمن شافتها قاعدة وسط الظلام , ابتسمت أزهار وقالت : فجعتك ؟؟
فتحت الهنوف الأزهرا وقالت بابتسامة حلوة : عادي , إن شاء الله ارتحتي في نومك ياعسل ..
: اش صار ؟؟
قالت وهي تجلس جنبها : ولا شي خطير , أغمي عليك بسبب التعب وشلناك للغرفة ..
فكرت أزهار بعدين سألت فجأة : ليش أحسكم كلكم رسميين معاي إلا العنود ؟؟
ارتبكت من السؤال المفاجئ وأنقذها دخول العنود اللي صرخت : صحيتييييي أخيييييييرا , يلا ناكل تراني ماااااايته جوع وماتغديت كله عشان أتغدى معاك ..
: ليه ؟؟ الساعه كم ؟؟
ابتسمت لها العنود ابتسامه طفوليه مبينه كل أسنانها وهي تقول : الساعة 12 الليل ..
شهقت أزهار وهي تنط واقفة وتصرخ : كذاااااااااابة , الصلاااااااااااة , ماصليت لا عصر ولا مغرب ولا عشى , ليه ماصحيتوني ؟؟ ياربي أستغفرك وأتوب إليك ..
وتأففت وهي تتحرك لوسط الغرفة وهي تقول : الحمام , وين الحمام ؟؟
أشروا لها مع بعض على الباب اللي على اليمين وضحكوا لمن دخلت بسرعة وهي تطبق الباب بكل قوتها , قالت الهنوف وهي تطالع في باب الحمام المصكوك : صراحة ماتوقعت صرختها عشان الصلاة ..
هزت العنود راسها وقالت بابتسامة : ولا أنا , صراحة شكلي بأستمتع مع أزهار , وناااااااااااسة , ياليت أبوية خلاها تجي غرفتي وخلى البندورة المزعجة عندك ..
قالت الهنوف وهي تخرج سجادة وشرشف صلاة : ياويلك لو سمعت البندري ..
قالت بلا اهتمام : خليها تطق راسها في الجدر وترى جدران غرفتنا كثيرة يعني بتشبع ..
: الله يقطع شرك ...
وقفت أزهار متنحة وسط الحمام , ليش حسته حلو وأنيق وواسع بزيادة ؟؟ وليش شافت إن البانيو يوسع قبيلة ؟؟ تأملت وجهها في المراية وهي تقول انتي مين ؟؟
وتعوذت بداخلها لمن تذكرت إنها في الحمام , توضت وذكرت مع الوضوء إنه الممرضة أعطتها زمام ذهب أبيض وقالتلها إنه حقها , خرجته من جيبها ولبسته كان له كريستاله حلوه بلون السما لمسته وهي تطالع في المراية بذهن مشوش , وخرجت لمن حست بالتعب من التفكير اللي يوديها دايما لطرق مسدوده ..
لقيت السجادة مفروشة فوق الزولية المناسبة للون الغرفة وفوقها الشرشف والبنات مهم موجودات , لبسته وصلت فروضها وبعد ماخلصت انسدحت فوق السجادة وهي تفكر بالمستقبل بعد ما يئست من التفكير في الماضي , هل حتظل فاقدة للذاكرة كذا طول حياتها ولا بتسترجعها زي ما أكد لها الدكتور مطلق ؟؟ عائلتها مصدومة ولا متضايقة ولا اش شعورها من اللي صار لها ؟؟ كيف حتعيش وتتصرف معاهم ومع الناس اللي ماتدري هم اش حيقولون ؟؟ هل لها جدة وخالات وعمات لازم تقابلهم وتتصرف معاهم و على أي أساس ؟؟
بكت بصمت وغمضت عيونها وهي تهمس بحرقة وعذاب : يااااارب , رحمتك وسعت كل شئ , يارب ارحمني مما أنا فيه , اللهم لا منجى وملجأ منك إلا إليك , اللهم أنت تعلم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس , يارب ارحمني ..
كتمت صوتها اللي بدأ يعلى وهي تغطي وجهها بالشرشف وتقول : ياااااااارب , يااااااااارب ....
دخلت العنود وقالت : زهوره خلصتـ...... أزهار ..
جريت بخوف لأزهار المرمية على السجادة وهي بشرشفها ولفتها وهي تقول : أزهار اش فيك ؟؟
ولمن شافتها غااااااااايصة في نوم عميق زفرت براحة وضربتها على كتفها وهي تقول : تراب فجعتيني يا كيس النوم ..
وقامت تصحيها وحطتها على سريرها اللي مشيت له مترنحة ولحفتها وخرجت بعد ماطفت النور وهي تقول : تصبحين على خير ...


************************

في مطعم ...... في الدمام :

قالت بصوت ناعم حزين : لازم تروح دحين ..
ابتسم وقال وهو يطالع في ساعته : بكرة ورانا دوامات ..
ورجع طالع فعيونها المكحلة اللي فتنته من ورى لثمتها هذي ثالث مقابلة لهم وإلى الآن ماشاف وجهها , يحب هدؤها ورقتها , يعشق صوتها بالذات لمن تناقشه بثقة وبكلام منطقي يحمل في طياته ثقافتها العميقة , همس لمن لفت وجهها عنه بزعل : والله ماودي أنهي هالجلسة الحلوة ياليلى لكن عدنان بيفجرني لو تأخرت لأنه طلب مني أطبع له تقرير ومعتمد عليه فيه , يادوب أروح وأطبع وأنام لي شويه قبل العمل ..
قامت من مكانها المقابل له وقالت : أجل خلاص أمشي أنا كمان ..
تردد قبل مايمسك يدها ويسحبها للمقعد اللي جنبه , شهقت وطالعت فيه بصدمة وهي تقول باستنكار : جاااااسم ..
هذي أول مرة يلمسها فيها , ابتسم وقال وهو يثبتها في الكرسي بيده : ياروحه ..
دنقت راسها بخجل فسألها وهو يحس نبضات قلبه تتسارع : زعلانه ؟؟
هزت راسها بلا فسألها بهمس : تحبيني ؟؟
بعدت يده و قامت من مكانها وهي تقول : سخيف إنت عارف الجواب ..
وعدلت لثمتها اللي تحركت وهي تقول : مع السلامة ..
وقبل ماتخرج من ورى الساتر المحطوط قالت : لاعاد تعيد حركتك هذي ..
ابتسم وودعها بعيونه اللي راقبتها إلين خرجت من المطعم وركبت سيارتها اللي جالس فيها سواقها , حاسب على الأكل وخرج وأول مادخل سيارته شغل على الـ f.m وأول ماسمع الأغنية اللي يحبها اتصل عليها وقلها تحول على القناة وتسمع الأغنية اللي مهديها لها ..
كان يدندن بالأغنية وهو يدخل الشقة اللي يتشاركها مع اثنين غير عدنان و المؤلفة من غرفتين نوم تتوسطهم صالة ومطبخ ومجلس صغير منعزل ولها حمامين , حمام جنب غرفة هاني وأيمن وحمام قريب من المجلس , لقي عدنان قدامه في الصاله جالس قبال التلفزيون والمحمول في حضنه قاعد يكتب فيه , قال السلام ولمن رد عليه عدنان بهمس ماوصله قال : السلام لله , اش مصحيك لهالوقت ماقلت بتنام عشان بكرة عندك اجتماع مهم إنت اللي بتقدمه ..
قال بصوت جامد : يعني مفتكر حكاية الإجتماع !! زين ..
عرف جاسم إنه نبرة صوته هذي معناها استعداد لحرب كلامية ماكان فايق لها فدخل الغرفة من دون مايناقشه لأنه عارف وجهة نظر عدنان اللي لا يمكن تتغير ..
زفر عدنان وقال من بين أسنانه : الله يحرقها من بنت ..
ورجع استغفر وهو يذكر نفسه إنه صاحبه اللي يعزه ويغليه هو جزء من اللي يصير واللوم مو كله على البنت , خرج جاسم من الغرفة بعد ساعة وهو شايل ظرف بيج رماه على عدنان وهو يقول : بالتوفيق , بأروح أنام ..
فتح عدنان الظرف وخرج الأوراق , ابتسم لمن طلعت التقرير اللي طلب منه يطبعه من الكتاب على برنامج وورد وقال بصوت عالي : شكرا ..
ورجع لشغله وهو يدعي الله إنه يفك صاحبه من البلوة اللي هو فيها ويغفر له ذنوبه , طلعت له نافذة ماسنجر..
حورية بحر جدة : صباح الخير ..
قال بضيق : أنا ناقصك يابنت الناس تراك جبتيلي الصداع ..
صك النافذه وطنشها مارد عليها , رجعت نافذه ثانية ..
حورية بحر جدة : صاحي لهذا الوقت ليه ؟؟ ماعندك دوام بكره يا مهندس ؟؟..
قفل النافذه وحط الحالة غير متصل وكمل شغله وهو يقول بحرقة : ماعاد في بنات صاحيات , انعدم الحياء الله يستر علينا وعلى المسلمين ...


*******************

تأففت العنود وهي تصك جهازها ودفنت راسها بين يدينها , سحبت البندري اللي جالسة على سريرها سماعات لاب توبها اللي في حضنها وسألت : اش فيك ؟؟
رفعت العنود راسها وحكت شعرها بقهر وهي تصرخ بعدين لفت على أختها وقالت : ولا شي ..
شمقت البندري وهي ترجع سماعاتها و تقول : الحمد لله والشكر على نعمة العقل ..
قالت العنود وهي تقوم من مكتبها : خلينا العقل لك يالعبقرية ..
وخرجت للصالة في نفس اللحظة انفتح باب غرفة الهنوف وخرجت منه ومعاها أزهار , قالت الهنوف بابتسامة : صحاها الجوع ..
قالت العنود بحماس وهي تسحب أزهار من يدها وتجرها للدرج : تعالي نحط لنا أكل ..
تبعتهم الهنوف وهي تقول : عنود شوية شوية على أزهار ..
جلست أزهار متربعة فوق الكرسي الخشبي وهي دافنة يدينها في حضنها من البرد وعيونها تتابع أخواتها باهتمام وهم يدورون في المطبخ عشان يجهزون وجبة محترمة على قولتهم لها , ابتسمت على مناوشاتهم اللي ماتنتهي ولاحظت إنه العنود رغم إنها أصغر من الهنوف إلا إنها هي المسيطرة على المكان , هل شخصيتها تشبه العنود ولا الهنوف ولا البندري اللي ماشافتها إلى الآن ؟؟ سألت فجأة : وين البندري ؟؟
توقفوا الثنتين عن الحركة وقالت العنود بسرعة : نايمة ..
فكرت أزهار بعدين سألت : ليش كلكم أسماءكم تبدأ بأل ماعدا أنا ..
وبدأت تعدد على يدينها : الجوهرة , الهنوف , العنود وحتى البندري ..
قالت العنود بتريقة : احمدي ربك اللي نجيتي من هذه التسمية , أمي لو عليها كانت بتسمي العالم كله بأسماء تبدأ بأل ..
: بس أزهار اسم غريب مره ..
قالت الهنوف لمن تذكرت : أظنه على اسم وحده من جداتك ..
دعست العنود رجلها فتداركت وقالت بسرعة : جداتنا , أزهار أجيبلك لك روب يدفيك , شكلك بردانه ..
قالت أزهار وهي تفرك ذراعينها : شكله عشان دوبي صاحيه من النوم , ماعليك أنا أحب البرد ..
وسكتت بعدين ابتسمت وقالت بفرح : أنا أحب البرد صح ؟؟
هزوا راسهم بإيوه يوافقونها بلا تردد , ذبلت ابتسامتها وهي تقول بعيون سرحانه : أحس نفسي بلا شخصية , أنا اش كنت أحب أكل ؟؟
قالت العنود وهي تحط ورق عنب وتبولة ومناقيش وجبنة وحلاوة طحينية وفول وحمص و مخلالات : ذوقي واعرفي , شوفي الجانب الحسن في الموضوع , ابتكري الشخصة اللي تعجبك وطبقيها ..
دقتها الهنوف وهي تقول : عنود اش هالكلام اللي ماله طعم ..
ضحكت أزهار وقالت بمرح وهي ترمي التفكير في الماضي وراها : فكرة حلوة , ناوليني العيش عشان أبدأ أختار أطباقي المفضلة ..
غمزت العنود لأختها الكبيرة اللي قاعدة تصب الشاهي والحليب ومسكت جهاز التحكم وفتحت التلفزيون وهي تجلس جنب أزهار على الطاولة , رفعت أزهار راسها وطالعت في التلفزيون باستغراب , كانت العنود تنقل القنوات بسرعة وتجمدت يدها لمن شافت لقطة من فيلم كان البطل والبطلة فيها في وضع مشين وهي تقول بتريقة : الهنوف طالعي ..
شهقت أزهار بقوة وقالت الهنوف وهي تبعد نظرها : عنود ياقليلة الأدب حولي القناة ..
انشرقت أزهار من قوة شهقتها وقامت تكح ورى بعض , جريت الهنوف وناولتها كاسة موية وهي تقول : بسم الله عليك ..
ودقت العنود ظهرها وهي تقول : اش فيك يالخبلة ؟؟ اشربي الموية ..
شربت أزهار شوية من الموية ودموعها تنزل من قوة الشرقة وبعدين مسحت دموعها وهي تقول بصوت مخنوق : فجـ...
وقامت تكحكح وتتنحنح إلين سلكت حلقها وكملت بصوتها المخنوق : فجعتني اللقطة , استغفر الله هذا إيه ؟؟ قررررررف ..
ضحكوا الثنتين من قلب على تعابير وجه أزهار المتقزز ..



*********************


بدأت الأيام تمر بسرعة بعد ماقررت أزهار في أعماق قلبها إنها تعيش يومها وتتطلع لمستقبلها , خاصة إنها وجدت إنه أسئلتها الكثيرة اللي تطرحها على عائلتها تبقى بلا جواب أو يجاب عليها بطريقة مبهمة وعذرهم الوحيد إنه أوامر الدكتور مطلق الحازمة كانت تنص على هالشي ..
: اليوم لمن جلسوا يتذكرون رحلتهم لحديقة الحيوان اللي رمى فيها القرد قارورة موية صحة على العنود , وجلس كل واحد يوصف ردة فعله سألتهم أنا
اش سويت سكتوا كلهم ..
طااالع فيها مطلق للحظة بعدين سأل : وبعدين ؟؟
زفرت وهي تطالع في شبح أبوها الجاس على مقعد بيعد نوعا ما عنهم وقالت : ولا شي قالت العنود إني ما كنت معاهم كنت مع أمي في البيت ولمن سألتها ليش راحوا من دوني واش السبب اللي ماخلاني أروح قالت ماكنت في عقلك ذاك ..
ابتسم لردود العنود المبهمة وقال بلهجة اللي يقرر واقع وهو يكتب ملاحظاته كعادته : وانتي حسيتي وقتها إنك منبوذة وغريبة عنهم وغصب عنك بدأتي تحاولين تجبرين عقلك على التذكر ..
كان عارف إن العلاج الأنسب لفاقدي الذاكرة هو تذكيرهم بكل الأشياء والأماكن والأشخاص اللي أحبها ومساعتهم على القيام بالنشاطات اللي كان متعود عليها , لكن شخص مجهول زي أزهار اش ممكن يذكرونها به ؟؟ صعب التعامل معاها عشان كذا أصر مطلق إنه محد يجاوبها على أي سؤال مهو متأكد مليون في المية من صحته ..
اتضايقت من ابتسامته ومن معرفته لدواخلها بالرغم إنه من المفروض إنها ترتاح إنه في أحد فاهم شعورها فسألت بضيق : دكتور أنا كيف فقدت الذاكرة ؟؟ ماأحد راضي يجاوبني , يمكن لو قلتلي أتذكر شي بسيط , أنا تعبت ..
حدق في عيونها وقال فجأة وبسرعة : غرقتي ..
الكلمة صفعتها بقوة لأنها ماتوقعته يجاوبها , وبعد ماتمالكت نفسها قالت بهمس : غرقت ؟؟ فين وكيف ؟؟
قال بهدوء وهو يوجهها بعيد عن الأسئلة بطريقته : لمن قلتلك غرقتي انصدمتي ليه ؟؟
فكرت شوية بعدين قالت : ما أدري ليه كنت معتقدة إنه بسبب طيحة ولا حادث أهم شي إنه ضربة على الراس ..
ابتسم وقال : لمعلوماتك فقدان الذاكرة مو مرتبط بالصدمات الجسدية بس , بالصدمات النفسية كمان , ضغوط العمل , الخوف الشديد , عوامل كثيرة تؤدي له ..
فتحت فمها بتسأله ليش قلها لكنها سبقها وقال وهو يصك الدفتر : عارف إنك بتدورين عليها في الكتب , في الأنترنت , لازم يجيك فضول انتي منتي صغيرة تكتفين بكلام الطبيب , عشان كذا أنا قلتلك , بعدين ماشاء الله عليك نفسيتك كل مالها تتحسن وهذا شيئ مطمن عشان كذا أعطيتك جواب ..
ماحبت تقوله إنها دورت في الأنترنت لكن الموضوع كان متشعب ومعقد ودوخ لها راسها وما أعطاها إجابات شافية لأسئلتها , قامت من كرسيها وطالعت في ظهر مطلق اللي قاعد يتكلم مع أبوها , كانت عارفة إنها أسوأ مرضاه , وإنه يتعب معاها كثير , فهي أصرت تقعد ببرقعها أثناء الجلسة و مارضيت تجلس معاه من دون أبوها , عدلت طرحتها ونقابها ووقفت بصمت ورى أبوها اللي صافح الدكتور, ولمن قال : نشوفك على خير بعد أسبوعين ياأزهار..
فكرت إنها استحت وماقدرت تقول له على ملابسها اللي ماتعرف ليه تكرهها وتحسها مهي مناسبة لذوقها , هذا الشي مو طبيعي أكيد , قررت إنها تقوله هذا الشي في الجلسة الجاية لو قدرت , قالت بهمس وهي مقدرة محاولاته المستميته لمساعدتها و لكسب ثقتها : شكرا يا دكتور ..
ابتسم وقال : على إيه ؟؟ واجبي , يلا بالتوفيق ..
سألته : طيب الحبوب ؟؟
قال : نفسي أعرف ليش تكرهينها , خففنا لك الجرعة لحبة في المساء , داومي عليها إلين أطلب منك بنفسي إنك تسيبينها , صدقيني ياأزهار مالها أي مضار بإذن الله ..


*********************


: أزهار يلا الله يخليك ..
طالعت أزهار في عبايتها المعلقة وأخيرا لبستها غصب عنها , ركبت سيارة
أبوها الجيب , البندري حلفت ماترجع ورى في آخر مقعد وهي تقول : نقص علي أرجع ورى , خلوا أزهار ترجع ورى ..
ضربتها العنود بطرف يدها وهي تقول : أزهار اكبر منك يالوقحة , خلاص أنا أرجع ورى ..
وقبل ماتصك المقعد ركبت أزهار ورى لأنها ماتبغاها تقعد لوحدها , وطول الطريق وهي تطالع في الشوارع بمشاعر مختلطة , ولمن وصلوا للمول قالت أزهار : هذا عزيز مول اللي صدعتي راسي تبغين تتسوقين فيه ؟؟
نزلت البندري وهي تقول : ما أظنها قيد جات هنا ..
قالت الهنوف بهمس : لاتسمعك ..
قالت العنود بغيض : والله لو إني مني ورى كان بالجزمة على فمك ..
انتبهت أزهار وسألت : اش فيه ؟؟
مع أمها اللي قالت : عنود اش هالكلام ؟؟ شوفوا لو ماسكتي انتي واياها ترى أرجع البيت دحين ..
نزلوا بصمت تخترقه همهمة العنود اللي باين إنها قاعدة تسب من قلبها , ضحكت أزهار وقالت بهمس : عنودي انتي ليه زي البس والفار مع البندري ..
قالت : لأنها غبية وعبيطة ومتكبرة وماتدخللي من زور ..
طالعت أزهار في البندري اللي لابسة عباية عليها رسمة فراشة بالكريستال في ظهرها أكبر من الفراشات اللي في الأكمام والطرحة , البنت هذي إلى الآن مافهمتها , كلامها جاف وبارد مع الكل مو بس معاها لكن نظراتها لها دايما متعالية , أحيانا تحس كإنه في عداء خفي بينهم , من خروجها من المستشفى ماحاولت البندري تسلم عليها أو تسألها عن حالها , انتبهت من شرودها لمن لمست يد الهنوف كتفها وهي تسألها : أزهار اش فيك ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت وهي تتأملها : ولا شي ..
عبايتها على الكتف عادية سادة بدون أي شي ملفت وطرحتها طويلة نوعا ما تدل على شخصيتها الهادية , كانت الهنوف انسانة منعزلة نوعا ما حالها حال نفسها , حتى في غرفتهم المشتركة راسها في مجلاتها أو كتبها , ماتتكلم كثير لكنها تشارك بكلامها الموزون لمن يطلب أحد شورها , عموما تعتبرها أزهار الأخت الكبيرة الحنونة كاتمة الأسرار ...
: أزهااااااااار..
لفت أزهار يمين ويسار وهي تدعي إنه ماالتفت أحد عليهم بسبب صوت العنود العالي , مشيت لها وقرصتها وهي تقول : أولا لاتناديني باسمي وثانيا رخي صوتك يالمتخلفة في سوق احنا مو في البيت ..
حكت العنود مكان القرصة وقالت : طيب كنتي رايحة وأنا أبغى أوريك لبس عجبني ..
قالت بهمس وهي تشوف شابين يبتسمون لهم : طالعي اش سويتي ؟؟ راسمين لنا ابتسامة معجون الأسنان ..
كتمت العنود ضحكتها وهي تقول : بقي اللمعة اللي تطلع في طرف الأسنان ..
دفتها للمحل وهي تقول : فايقة , امشي بطني مغصتني منهم ..
: ياخوافة ..
دخلوا للمحل واشترت العنود اللبس اللي دخل مزاجها رغم اعتراضات أزهار اللي شافته مو مفهوم راسه من رجله , ولمن خرجوا لقيوا الشابين قاعدين متكين على الجدار اللي جنب المحل , قالت أزهار : الله يقطع شرك لصقتيهم فينا ..
طنشتهم العنود وهي تمشي للمحل الثاني , حست أزهار نفسها تحت رحمة عيونهم الليزرية اللي صلختها من عبايتها وعرتها , ولمن دخلوا المحل وقفت أزهار قدام المراية في المحل وتأملت شكلها , العباية خلتها رزه وأعطتها منظر أحلى مية مرة من منظرها لو مشيت بملابسها , واللثمة حلت عيونها رغم إنها مهي مكحلة , ويدينها بانت أبيض وأنعم بسبب الكلفة , حست بضيييييييييق يخنقها , دحين لايمكن تلوم الشابين الواقفين ينتظرونهم برى , الجيعان إذا شاف أكل لابد يمشي وراه , كان ودها ترجع البيت في غمضة عين , غصة مريرة تجمعت أعلى حنجرتها وخنقت أنفاسها , ولمن نادتها العنود بعفوية وهي ناسية كعادتها إنها في سوق تمالكت نفسها وزحزحت رجولها من مكانها , كانت تمشي ورى العنود زي الشبح , ماقدرت تشوف لا ملابس ولا شي حتى الأكل اللي طلبوه من المطعم نا مدت يدها له , والكل حس بالتعب اللي هي فيه فرجعوا بعد الأكل وسط احتجاجات البندري اللي ماخلصت أشياءها على قولتها ..
من وصلت البيت طنشت مناداة العنود اللي تبغاها تشوف الملابس بعد ماتقيسها وفصخت العباية ورمتها في الدولاب وانسدحت على سريرها وهي تصرخ بداخلها ~ ليه أحس نفسي غريبة على ذاتي المجهولة , ليه ملابسي أحسها ماتناسبني ؟؟ البناطيل , البديهات حتى التنانير أكرهها , ياااااااااااااااااارب افرجها , ياااااااااااااااااارب ساعدني ~ ..
ولمن جابت لها الهنوف دواها , بلعت الحبة ورجعت انسدحت وهي شاكرة لهنوف عدم سؤالها عن ضيقها ..


*********************


ابتسم ناصر وقال : شعولة ..
لفت مشاعل وجهها له وهي تقول : هلا ..
تقدم منها وهو يقول بحنان : اش رايك نخرج نتمشى شوية نغير جو ؟؟..
مسكت دموعها وحاولت تتجاهل المشاعر الغريبة اللي بداخلها وهي تقول بهدوء : فكرة حلوة ..
ولمن قامت ولبست عبايتها قال بفرح : أستناك في السيارة ..
جلست تستغفر وتدعي ربها يبعد عنها الضيق والتعب مو عشانها عشان ناصر اللي دوبه اللي فاق من بعد التطليع والسخونة اللي جاته , نزلت وهي تحس مشاعرها تتزايد بشكل فضيع ولمن وصلت للسيارة وفتحت الباب ماعاد قدرت تقاوم , قالت بصوت مخنوق : ناصر سامحني ..
وصكت الباب وطلعت على طول , وقفت عند باب الشقة وهي تصرخ بداخلها ~ ليه يامشاعل ؟؟ هذا ناصر , هذا زوجك وحبيبك اللي كنتي تموتين في الأرض اللي يمشي عليها , ناصر أحـــبـــــك , والله أحبك من كل قلبي لكنها مهي راضية تطلع من بين شفايفي , ناااااااااااااصر ~ حست بيده على كتفها تهديها قبل مايفتح الباب ويدخلها , أول مادخلت وشافت ملامح الألم والحزن على عيونه قالت بهمس : ناصر طلقني ..
لف عليها بصدمة وهو يقول : نــــــعـــــــم ....
قالت ببرود : طلقني , حياتنا لو استمرت كذا بنكره بعض ..
هز راسه وقال : مشاعل أكيد انتي تمزحين ..
ولمن شافها جامدة وماقالت شي يأكد له صدق كلامه قال : مستحيل , أنا أحبك ومستعد أسوي أي شي بس مانتطلق ..
كلمة أحبك انحفرت في قلبها وفجرت الدموع من عيونها وهي تنهار على الأرض وهي تقول : إذا كنت تحبني صدق طلقني , أنا ماني قادرة أعيش في هالوضع , تخيل شعوري كل يوم وأنا ماني مستحملة وجودك في نفس الغرفة اللي أنا فيها , يجيني ضيق وغثيان وكتمة وحتى لمن أضغط على نفسي يجيني شي يقبض روحي , تخيل تعيش مع الإنسان اللي تحبه وفي نفس الوقت ماتبغاه يلمسك ولا يقرب منك ولا تبغى تسمع صوته , أنا عايشة في جحييييييم , إذا كنت تحبني طلقنييييييي ...
صوت نحيبها وكلامها اللي يشرح معاناتها خلى الدموع تنزل غصب من عيونه , نزل وضمها وهو يبكي من بكاها , كان يبكي حبهم وأحلامهم اللي بنوها ست شهور , كان يبكي ألم وحزن على حالهم اللي صارت وأكثر على حال حبيبة قلبه اللي بين يدينه قريبة منه يحبها وتحبه لكن قلبها يصرخ ألم وجوفها يحترق وجع , بعدته عنها وقامت وراحت للغرفة وصكت الباب , اتصلت على أخوها عبدالله وطلبت منه من بين دموعها إنه يجي ياخذها دحين من بيتها , وبعد ماصكت السماعة راحت واستندت على الباب , ولمن سمعت صوت بكى الإنسان اللي ملك عليها قلبها , طاحت على الأرض وهي تبكي وتصرخ بداخلها ~ ياااااااااااااااااارب , يارب هون علي فراقه , يارب هون عليه فراقي , يارب اسعده ويسير له الخير , ياااااااارب احفظه ووفقه , ناصر , والله أحبك ~ ماتدري كم مر من الوقت قبل ماتسمع صوت جرس الباب , وسمعت دخول أخوها وناصر يترجاه : عبد الله يخليك اقنعها , أنا لايمكن أطلقها ..
وسمعت أخوها وهو يقول : خليها ترتاح شوية في البيت عندنا وإن شاء الله خير ..
لبست عبايتها اللي طاحت على الأرض وقت دخولها ولفت طرحتها وخرجت وهي مهي شايلة إلا شنطتها الصغيرة , لفت وجهها عشان ماتشوف ناصر اللي قال : بيننا اتصال يامشاعل ..
ماردت عليه خرجت مع أخوها وهي تحس براحة داخليه من بعده سببت لها ألم مبرح ماعمره حست به حتى في وفاة أبوها , أبوها اللي ماعاش هاللحظة الأليمة ~ أبويه حمد لله اللي ماشفت حبيبة قلبك وهي تتعذب , الحمد لله اللي مت وانت ماشفتني حية وميته في نفس الوقت , استغفر الله العظييييييييييم , أزهار وينك ؟؟ وينك عشان تقولين لي اش أسوي ؟؟ اش الحل ؟؟ أزهار لايكون موتي وأنا ماأدري ؟؟ أزهااااااااار~



***********************

(( هي ليست ضعيفة تدعي القوة ...... بل هي قوية بما يكفي ))



الساعة الواحدة صباح يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
أثناء غرق السفينة :

~ انت اللي قتلت أمك , انت اللي قتلت أمك , لو مسكتها زين , لو حاولت أكثر كان ما غرقت , استغفر الله العظيم , عمر لو تفتح عمل الشيطان , انسى وخلك قوي عشان أزهار ~ طالع عمر في ساعته الفسفورية اللي ضد الموية واللي وضحت له إنه لهم ساعتين يسبحون وبعدين طالع في وجه أخته اللي سكتت أخيرا وهو مهو عارف الموية اللي على وجهها هي من بحر ولا من الدموع , كانت برودة الموية تنخر عظمه نخر ويدينه ورجوله اللي يحركها باستمرار يحسها تنتفض من التعب والصدمة , قال وهو يمسك يد أزهار : زهورتي بردانه ..
كان ودها تنكر وتقول له لا عشان مايخاف لكن شفايفها كانت ترتجف غصب عنها , غمضت عيونها وسدت أذانيها تبغى الصراخ اللي حولها يختفي , كان عويل الناس وصراخهم يطحن قلبها طحن وهي تفكر بعامر وعمير اللي مهم عارفين هم فين , حيين ولا ميتيين , كانت العباية طافية على سطح الموية, قال عمر وهو يرفعها عنها : فصخيها لو غرقتي بتختنقين ..
كانت ثقيييييلة بسبب الموية , لمها وحطها على أكتافها ولفها بها نص لفه عشان تدفى وقال : أزهار تقدرين تسبحين إلين قارب النجاة اللي هناك..
هزت راسها وقالت وهي تحاول تخترق حجب الظلام وتشوف القارب اللي يقول عليه : ما أبغى القارب , طالع الناس كيف تتقاتل عليه ..
فعلا كان يشوف ناس تسبح للقارب بجنون وتتمسك فيه واللي في القارب يمنعونهم منه بسبب الزحمة وعشان ماينقلب القارب , وفجأة انقلب القارب وسط صراخ راكبيه , شهقت أزهار وهي تقول : عمر انقلب القارب ..
سحبها وهو يسبح مبتعد عن القارب خوف يمسك أحد مايعرف السباحة فيهم ويغرقهم , طالع يمين ويسار وصرخ بصوت جهوري : عمااااااااااااااااار , عمــــــــير , عماااااااااااااااااااااااااااااااااار ..
كان صوته رغم علوه يتلاشى وسط الصرخات الثانية , بلع البحر آخر بقايا السفينة اللي كانت شامخة قبل كم ساعة , صوت ارتطام آخر الأجساد المتساقطة بسطح البحر امتزج بصوت تحطم بقايا الأشياء اللتي على سطح السفينة المختلط بأنين حديدها الصدء , وحين اختفى آخر معالم السفينة زادت حدة الأمواج وجات قوة جذب غريبة من تحت أقدامهم , مافاقت من صدمة المنظر إلا وهي داخل البحر ويد عمر ترص يدها بقووووووووة وهو يحاول يسحبها للسطح , ولمن رفعها يادوب شهقت ورجعت غرقت كان من المستحيل عليها تسبح وسط هذا الموج و الجذب كله , رفعت نفسهل بالقوة وصرخت لمن حست نفسها بتسحب عمر معاها للقاع : عمر سيبني ..
: لااااااااااااا ..
صرخ بها وهو يسحبها له بكل قوته , كانت تضرب يدينها في الموية بلا تركيز من الخوف وهي تشاهق من الخنقة , بالقوة سند ظهرها على صدره و لف ذراعه على رقبتها ورصها بشويش وهو يلهث ويقول بحزم : خلاص وقفي , لاتتحركين أنا ماسكك ..
جمد جسمها من سمعت كلمته ترن في أذنها وسابت جسمها يطفو بدون ماتحرك عضلة , كانت الموية تضرب في وجهها وتخنقها أحيانا وأحيانا تحس نفسها بتغوص لكنها ماقدرت تتحرك , استسلمت ليدين أخوها وهي تحس بتعب وإرهاق ماله حدود , سبح عمر وحاول إنه يكون مع الموجه عشان ماتغرقه هو وأزهار وهو ينادي على أخوانه عل وعسى واحد فيهم يسمعه , ولمن شاف ميت لابس سترة نجاة طافي على بعد مترين قدامه قال بصوت مقطع : أزهار تقدريت تسبحين شوية ..
هزت راسها من دون ماتتكلم وسبحت بعيد عنه شوية , جدف بيدينه بقوة ومسك الرجال ولفه على ظهره وانصدم لمن تذكر إنه هذا واحد من الصعايدة اللي ساعدوه و أمه , ارتجفت شفايفه وقاوم دموعه وهو يفك السترة وهو يقول : سامحني , يارب سامحني , يارب انت أعلم بحالي ..
كان الموقف مايتحمل وجود المشاعر , يا ياخذ السترة من هذا الإنسان اللي توفاه الله أو تغرق أزهار من الأمواج , أزهار نفسها كانت تبغى ترحم أخوها من اللي هو فيه وتقوله لاتاخذ السترة لكن عضلاتها اللي تئن سكتتها ووضحت لها إنه ممكن تخونها وماتتحرك بعد كم ساعة , وإلين تجي السفن اللي بتساعدهم محد يدري كم من الوقت بيمر , فك السترة وسحبها وبدأ جسم الصعيدي يغووووص , مسك عمر بيده وهو مو قادر يسيبه , رمى السترة لأزهار وقال بصوت متماسك مناقض لقلبه المنهار : إلبسيها بسرعة ..
لبستها بصمت وهي تحس ببرودة داخلية تحتل قلبها اللي تسارعت دقاته من قوة انفعالاتها , رفع جسم الصعيدي لسطح الموية وظل ماسكه إلين طفى , هنا تحرك مبتعد عنه وهو يترحم عليه ويدعيله , كانت أزهار تحس وضعها أحسن بكثييييير السترة رافعتها فوق مستوى الموية بشوية ومعطيتها مجال تتنفس براحة من دون ماتضرب الأمواج وجهها كل شوية ..
: إلحقونيييييييييييييييي , ولدي بيغرق , نورة , إلحقونيييييييييييييييييي ..
كان صراخ الرجال الهستيري يقطع القلب وهو يسبح بسرعة , التفتت يمين ويسار إلين شافت من وسط الظلام شبح حرمه تجاهد في السباحة وهي شايلة شي , سبح عمر لها بعد ماقال : الحرمه شايلة نونو لا تتحركين من مكانك ..
صرخت بخوف : عمـــــر لاااااااااا ..
راقبت المشهد من مكانها وهي تدعي إنه ربي يرحمهم , الحرمة ناولت ولدها للرجال اللي سبق زوجها وعمر واختفت , ابتلعها البحر زي ماابتلع المئات قبلها , صوت بكى البيبي خرق قلبها وزاد وجعه لمن شافت أبوه يسحبه من الرجال ويضمه وهو يصرخ بهستريا وهو يتلفت ويحاول يغطس ناسي إنه ولده معاه : نـــــورة , نـــــورة ...
اختلطت صرخاته بصرخاتها وهي تنادي عمر اللي غطس ورى الحرمة ..
مرت دقيقة , دقيقتين وصارت عشرة وعمر ماطلع من جوة البحر, تعلقت عيونها بالرضيع اللي يصيح وهو يحرك يدينه فوق كتف أبوه اللي يصرخ باسم زوجته وهو يجاهد يبقي راس الرضيع فوق السطح , كان يغطس ويرجع ويغطس ويرجع , صرخت بكل قوتها وبشكل هستيري لمن حست بالأمل ينسل من روحها : لااااااااااااااااااااااااااا عـــمـــــــــــر لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا , لاتسيبني لوحدي الله يخليــــــك , عـــمــــــــــر, عــمــــــر لااااااااااااااا , لاا تسيبني لوحدييييييييييي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
صرخت وصرخت وصرخت إلين ظلمت الدنيا حولينها ....


********************


تم بحمد الله الفصل الثالث ..

تتابعون في الفصل الرابع من عندما عبروا حدود الظلام :عندما عبروا جدود الظلام ..


......... لمس جاسم شفته المقطوعة وقال وهو يحاول يخلي صوته مرح : ضربني عدنان ....
......... صرخ فيه عدنان وهو يدفه للجدر اللي جنب الباب : لا تقول شي , ما أبغى أسمع منك شي ......
......... فلتت أزهار يدها منها وتقدمت من باب الغرفة , فتحته بشويش واتصنمت لمن شافت المنظر اللي قدامها .....
........ قال بصوت طلع من حنجرته همس حزين وهو ناسي يسلم : أبو جاسم .....
.
.
.
.
.
ودمتم في رعاية الله

أختكم في الله

& عاشقة أمها &


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدة الظلام سيدة الظلام العجيبة مدونات الأعضاء 27 08-21-2023 04:21 PM
عندما كان يُوسف ~ Night birde مواضيع عامة 3 04-14-2022 04:30 PM
إفيلا، الظلام والنُّور lazary قصص قصيرة 7 07-15-2020 05:09 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | فعالية WELKIN لوحات فنية وخط عربي 24 06-13-2020 04:46 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | المُشاركات. WELKIN لوحات فنية وخط عربي 11 06-05-2020 11:13 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 05:41 PM