••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2020, 10:24 AM   #126
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





ـــــ كـان يجلسّ فيّ هـذا الكرسيّ محـاطا بالنيران من حـوله نيرانّ قد أشعلها ديميتريّ من أجل القضاءّ على كلّ فـرد يحمل دم ماكاروف القذرّ جـعـلهم
يختفون من الوجودّ بينما كانّ نايت يقفّ أمامه ممسكاّ بأوراق الـشركةّ قد صارّ كل شيء يخص نيكولاس ملكا له بينما ديميتريّ يقف ممسكا بمسدسه
مشيرا بفوهـته نحو والده المبتسمّ بهدوء ، قد دوى صوت نـايت الحـاقدّ فيّ المكان
ـ أنني أنـفذّ قـانونك الأول من أجل القـضاء على عدوك قـم بسلبه كل ممتلكاته و كلّ ما يفتخر به ، أخبرني ألم أصبح محـترفا فيّ هذه اللعبة ؟ ألم أجد
إتقان دورك ؟
لم يجب نيكولاس بأيّ شيء بل بقي في مكانه يحتسي قـهوته السوداءّ ببطء شديد و على شفتيه ابتسامةّ هادئةّ بالرغم من أنه بالفعل فقد كل شيء يعتز
به إلا أنه يشعر بـالفخر لأنه استطاع أن يجعله مثـله فأي انتقام يتحدث نايت عنه و قد صار جزءا مصغـرا منه ؟ يقتل أيّ شخص يقف بطريقه من أجل
الوصول إلى عدوه ، فتـحدث بنبرةّ باردةّ
ـ بل فـخورا بك .. لقد صـرتّ جزءا منـي ناي و لن تستطيع الهـرب من هذا المصير مهما حاولت
ضحكّ بعد كلمـاته تلكّ بكلّ قـوةّ قبلّ أن يضعّ يده على خده و هو يرمقهما بنوعّ من السخريةّ و التهكم الشديدّ حينما لاحـظّ نـظراتّ نايت البـاردةّ كانتّ
محتقرةّ وّ شديدةّ الكره أيضاّ بها بريقّ منتصر فحتىّ لو قالّ أنه يشبهه لاّ أحد فاز غـيرهّ بينما رفع ديميتريّ مسدسه الـخاصّ و وجه فوهته نحو نيكولاسّ
قائلاّ بنبرةّ حادةّ حاقدةّ
ـ ألديك كلمة أخيرة ؟
رمقـه نيكولاسّ ببرود شديد بعد أن عـاد بأنظاره نحو نايت لا يدري لما لكن هناك شيء يجذبه نحو ذلكّ الفتى كانّ بالسادسةّ عشر من العمر حينهاّ ينـظرّ
نحوه ببرود ممسكا بأوراق ملكيته الخاصةّ و على شفتيه ابتسامةّ خفيفةّ باردة عنـدما جـذبّ نيكولاسّ مسدسه الخاصّ أخذ يديره فيّ الأرجاءّ كما لو أنه لعبة
ماّ متحدثا بخفـةّ
ـ أعتـرف بهزيمتي ناي عزيزي لك تهاني الـحارةّ فقد تـفوقت على اللعبةّ لكن لن أدع أي أحد منكما ينهي حياتي .. هي ملكي أنـا و لا أحد غيري سـ ..
عـاد يضحكّ بخفـةّ لما لاحـظّ ارتجاف يد ديميتريّ قد بدى على وشك الانهيار أجل هو يوجه المسدس نحوه لكنه يعـجزّ عن إنهاء حياته ليسّ هذا هو نيكولاس
الذيّ يريد قـتله ، نيكولاس الذيّ يعرفه رجــل ارستقراطيّ صعب الإرضـاءّ يقتل كل شخص يقف فيّ طريقه دون أي تردد حتى لو كان ذلك الشخص فردا
من أفراد عـائلته فلن يتوانى عن إنهاء حياته لكن هاهو الآن يجلس عـاجزا على ذلك ّالكرسيّ فيّ منزل يـحترقّ بالكاد يستطيعّ التنفسّ و هو يتـحدث ّعن
مدى فخره بأخيه الأصغرّ مدى حبه و كم صار نايت يشبهه لقدّ رفع رايةّ الاستسلامّ من أجله ، فنـظر نيكولاس نحو ديميتري قائلا بسخريةّ
ـ لقـد خسرت ديميتري كذلك أنـا .. لذا ' تـغيرت نبـرةّ صوته لتصبحّ حادةّ حاقدةّ للغايةّ ' لا تـرني وجـهكّ مجددا أيهـا اللقيطّ الـسافلّ
اتسعت مـلامح ديميتري بصدمةّ و سقطّ المسدس من يده بينما وضع نايت يده علىّ كتفه محاولا أن يعيده للواقعّ إذّ هـذا ما يجيده نيكولاسّ أكثر من أيّ
شيء التلاعبّ بمشاعرهمّ وقفّ نايت أمام نيكولاسّ و رفع مسدسه بدوره كانتّ ملامحه باردةّ هادئةّ خاليةّ و فـارغةّ لكيّ يتحدث نيكولاسّ بكبرياء
ـ وداعا ..
رفـعّ المسدسّ بسرعةّ و وضعه علىّ رأسه حينها صاح نايت و هو يركضّ نحوه لكنه توقفّ عندما فـآت الأوان على إيقافه قد دوى صوت طلقة المسدس
في الأرجاء ، رفـع نايت يده ببطء ناحيةّ وجهه إذّ شعر بقطراتّ الدماءّ عليه كانتّ ملامحه مصدومةّ للغايةّ فهاهو نيكولاس ينهي حياته تـماما كما فعلتّ
سكارليت والدته أيعقل أن ما حدث هنا هو عـقاب له ؟ أ لأنه سخر منها من طريقة موتها هو مات بنفس الطـريقةّ ؟ يده كانتّ ترتجفّ بقوةّ و النيرانّ قدّ
انتشرت فيّ كل مكان فاستدار للخلفّ و تحدث
ـ ديميتري .. دعـنا نغـادر .. لقد تـ
حينما وقعت أنـظاره على ديميتريّ توقف عن الـكلامّ إذ و في تلك اللحـظةّ تماما لم يعد ديميتري نفس الرجل مجددا قد كان يوجه فوهة المسدس نحوّ
أخيه نايت بأنامل مرتجفةّ مستعدا لضغط على الزناد فلم يقل نايت شيئا بل اكتفى فقط بالنظرّ إليه ، هـذا الحريق قد تسبب به ديميتري و كل الخـدم هنا قدّ
ماتّ كذلك الجـدّ و نيكولاسّ أيضاّ قد انتحر فلم يعد يوجد هنا في هذا المنزل الكبير سواهما لا أحد غيرهما ، قد انتهت اللعبةّ و قدّ فاز نايت بعدما صارّ شبيها
بنيكولاسّ فيّ كل شيء حتى في تصرفاته و أفكاره تماما كما خسرّ ديميتري بعدما سخرّ منه نيكولاس للمرة ّالألفّ قد فشل في انتقامه ، الشخص الوحيد الذيّ
كان يريد أن ينهي حياته كان يريد أن يقتله بكل شدةّ و قدّ خطط لقتله منذ البدايةّ انتحر
لما يشعر بالفراغّ إذا ؟ أ لأنه لم ينتقم أصلا ؟ صـاحّ بقوةّ و هو يجلسّ أرضاّ مستندا علىّ ركبتيه ممسكاّ برأسه كان يصيحّ بكل قوةّ كـما لو كـأنه فقدّ عقله
حينها استند نايت على ركبته أيضاّ و تحدث
ـ ديميتري تـعالّ .. يجب علينا الخـروج قبلّ أن تـ
ـ أخرس
توقف نايت عنّ الكلام و هو ينـظر إليه بدهشةّ و حيرةّ في آن واحد لم يعد يفهم ما الذي يرمي إليه ديميتري فتارةّ يرفع فوهة المسدس نحوه و تارةّ
يخفضهاّ بدى مرتبكاّ و مترددا كذلكّ خائفاّ فـقطبّ نايت حاجبيه و بإصرار وضع يده تحـتّ ذراع ديميتريّ لكيّ يسحبه خارجاّ عندما دفعه الأخيرّ بكل قوةّ
قدّ سقطّ أرضاّ بجانب بركةّ دماء والده ، تـحدث ديميتري حينها بنبرةّ حادةّ
ـ لا تـلمسني ، أو تـظن أنكّ فقطّ و بفوزك فيّ تلك اللعبة الحقيرةّ سيتسنى لكّ أمري ؟ أنـا لن أسامحك لقد أخـذتّ كل شيءّ مني أنـا .. سأقتـلكّ سأقتل
كلّ من يقفّ بطريقيّ.. أنـا لن أسامحكّ ،
لم يفهم نايتّ ما الذيّ كان ديميتري يرميّ له لكنّه أدركّ في تلكّ اللحظة أن ديميتري لمّ يعد نفسه أبداّ فنظرّ للخلفّ ببطءّ لكيّ يلاحظ تلكّ الابتسامةّ الارستقراطيةّ
المليئةّ بالكبرياءّ التي علتّ نيكولاسّ قدّ كانتّ أنظاره موجهةّ نحوهماّ كما لو أنه حيّ بدى كما لو أنه يضحكّ عليهماّ أجلّ فهو لن يتركّ انتقامه و شـأنه ،
لنّ يدعه يفلتّ هـكذاّ فـوقفّ نايتّ بـبطءّ و هو يستندّ على ركبته بعدما نظر إلى ديميتري قالّ بنبرةّ هادئةّ
ـ ديميتري لنغادر أولا بـعدها دعنـا نتحدث ..
ـ اخـرس لتغـرب عن وجهي..
كـانت نبرته قوية حاقدة مليئة بشتى أنواع الكره و البغض فـنظر إليه نايت للمرةّ الأخيرةّ قبل أن يقف كان بالفعل المنزل يحترقّ و الجهةّ الشماليةّ من
حيثما اندلع الحريق قدّ هدمت بأكملها و لم يبقى سوىّ القليل لكي يلتهمهما الحريقّ ، ألقى نظرةّ على نيكولاسّ المبتسمّ و بعد ذلك نحو ديميتريّ الذيّ يرتجف
بقوةّ و يرمقه بـنظرةّ لم يكن ليستطيع أن يخمن حجم الكره الذيّ بها ثمّ سار من جانبه لما تحدث ديميتريّ بـنبرةّ حـاقدةّ متـألمة
ـ أنـا أكـرهك .. أكرهكمّ
لم يقل له نايت شيئاّ بل ركضّ بسرعـةّ مغادرا الـغرفةّ ، كانّ يلهث بقوةّ فالتنفسّ صار صعباّ و الدخان قد ملأ المكانّ كمـا أن جثثّ الخدم أينما ذهب قدّ
وجدهاّ ملابسه مليئةّ بالدماءّ و قدّ ترك ديميتريّ خلفه تواّ ، شهد انتحـارّ نيكولاسّ و دمارّ سلالةّ ماكاروف الـعريقةّ بأكملها تماما مثلما أراد من الجذورّ
فلم يعد هناك أيّ وجودّ لها ، اندفـّع بقوةّ نـحو النافذةّ و دفع بمعصمه زجاجّ لكيّ يقفزّ هوّ بسرعةّ لما دوى صوتّ انفجارّ آخر ..
أخذّ جسده يرتطمّ بكلّ شيءّ حوله يستمرّ بالسقوطّ و الـدورانّ لما توقفّ عندما ارتطم بالشجرةّ التي خلفه تـألمّ و هو يمسكّ بمعدتهّ ثمّ جذبّ قطعةّ زجاج
منهاّ بقوةّ و هو يعظ شفته السفلىّ و نـظر إلىّ ذلكّ المنزل قدّ كان يحترقّ بأكمله لم يعد هناك أيّ وجود لأفراد ماكاروفّ ، تأوه بألمّ حينما مدّ أحدهم يده
و وضع يده أسفلّ ذراعه لكيّ يجذبه للأعلى فـنظر نايت بنصفّ عينه اليسرى نحو فـرانسواّ قبلّ أن يغمض عينيه مغمى عليهّ ،
بينـما نـظرّ فرانسوا إلىّ المنزلّ المحترق بهدوءّ قبل أن يسير بخطواتّ هادئةّ للغايةّ نحو سيارتهّ ، رأى إمرأة شقـراءّ تقف على مبعدةّ من ذلك ّالمنزل تـحمل
بينّ يديها طفـلاّ صغـيراّ لم يبدي أيّ اهتمام نحوهّا و سارعّ بالمغـادرةّ إلىّ غـاية ذلكّ الحين لطالما اعتـقدّ نايت أن ديميتريّ قد قتل فيّ تلكّ الحادثةّ معّ
نيكولاسّ و قدّ اختفى الوريث الـوحيدّ لعـائلةّ ماكاروفّ عنّ نـظرّ الكلّ ، على مرّ الـسنين أثارت هذه الحادثةّ لغـزاّ لصحافةّ و لمّ يعرف المتسبب فيّ الحريقّ
أو إن كان نيكولاسّ فعلا قد قتـلّ أم انتحرّ ــــــ
نـظر نايت نحو ديميتريّ المنـغمسّ فيّ ذكرياته لقد نمى حقده و كره العميقّ نحوه منذ حادثةّ نيكولاسّ ، فـتنهد نايتّ بقلةّ حيلةّ و نـظر إلى تلكّ الصورةّ
المعلقةّ فيّ الجدارّ كانتّ له لنيكولاسّ ، قال ديميتريّ بهدوء
ـ لو أنني قـتلته لما كنتّ قد عانيتّ، لكنت استطعت النوم مرتاحا .. لكنـتّ تركتّ كل شيء خلفي ناي ، أنـا أريد العيش مجددا إذ و حتى الآن لا زلت أشعر
أنني حبيس هذه الغرفـةّ لا أستطيع المغادرةّ كما لو أنه لم يكن يتوجب علي أبدا المغادرةّ .. نـاي
اسـتدار ديميتري نـحو نايتّ الذيّ كان يقف في مكـانه ينظر نحوه بألم إنه يشعر بمدى معاناته كيفّ لا و قد قضى معظم وقتـه مـعه لطالما اتجـه إليهّ يناديه
و يطلبّ منه أن يعقم له جروحه تشاركا حـلمّ الحريةّ معا ، كانتّ نـظرات نايت مختـلفةّ مليئةّ بالألمّ إذ لا يزالّ نادما حتى الآن لأنه لم يقنع ديميتريّ فيّ
الذهاب معه فلو فعل لما التهمت الكراهيةّ قلب ديميتري هكذاّ لما بقى حبيسا لتلكّ الغرفةّ و تلكّ الذكرياتّ ، بينما كانتّ دموع ديميتري تسقط على وجنتيه قد
تـحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ باكيةّ
ـ ناي سـاعدني ..
طلبّ المساعدةّ لو أنه أمسكّ بيد نايت فيّ ذلكّ الحين لو أنه طلبّ منه لما كانّ قد بقي حبيسّ تلك الغرفةّ لما تسلل شبح نيكولاسّ إلى ذهنه فيّ كل ليلةّ ينير
أحلامه بكوابيسّ عديدةّ لا تحصىّ حينها رفعّ ديميتري المـسدسّ من جيبه و أشـارّ إلى رأسه اتسعت عينا نايتّ بصدمةّ قدّ شحب وجهه كلياّ لم يعد قادراّ
على تفكيرّ بإتزانّ فركض مسرعا نحوه عندما وجه ديميتري فوهة المسدس نحوه لكيّ يدوى صوتّ طلقةّ ناريةّ فصرخّ نايت بألم و هو يمسكّ بكتفه لما
تحدث ديميتري بنبرةّ مرتجفة
ـ لا تـقترب خطايايّ تلوح بيّ .. ناي هو يناديني ، يطلب مني القـدوم و أنا لا أستطيعّ منـعه
نـظر أليكساندر بـخوف نحو نايت الذيّ سقطّ أرضا يمسك بكتفه ثمّ إلى ديميتريّ الذيّ يوجه فوهة المسدس الآن نحو رأسه مستعداّ للموتّ تـقدم للأمامّ
مسرعاّ و تـحدثّ بنبرةّ مرتجفـةّ
ـ ديميتري لا تفـعلّ ، أنصت إليّ .. مهمـا فعلتّ إن كنتّ مجرمـاّ أو قاتلاّ لست أهتم لذلكّ أنتّ أخي و أنا أريدك بجانبيّ أرجوكّ لتترك ّالماضيّ جـانبا
ديميتريّ ، لا تـفعل لا تـجعلنا نتـألم مجددا يكفيّ حـزنا .. أنتّ أخيّ و أنا أحبكّ أي كانتّ أخطائكّ فـأرجوك إبقى
كان يتحدث ّبنبرة باكيةّ مرتـجفةّ و دموعه تملأ وجهه بينما و بصعوبةّ حاول نايتّ الوقوف على قدميه ممسكاّ بكتفه هو ينـظرّ نحو ديميتريّ لأول مرةّ
عكستا عينيه مدىّ خـوفه كانّ جسده بأكمله يرتجفّ ، تـحدثّ بنبرةّ مبـحوحةّ
ـ أنـا هنا من أجلك ناديني فقطّ و سآتي .. فـلا تـرحل أنت أيضـا ،
نـظر نحوهما ديميتريّ كانتّ نظراته فـارغةّ لكنه بالرغم منّ ألمه ابتسمّ بلطفّ لأول مرةّ أراد أن ّيضمّ أخويهّ لصدرهّ لقدّ اكتفى من الانتقـامّ أرادّ من
كلّ قلبه أن يسامح نفسهّ أن يسمحّ لنفسه بامتلاك فرصة أخرى لكنّ هناكّ شيءّ يمنعه ، قلبه مليء بالظلامّ و خطاياهّ تمنعهّ جرائمه تـمنعهّ لقدّ فاتّ الأوان
لإنقاذّ روحه لأنه بالفعلّ قدّ سقطّ فيّ بركةّ وحلّ مليئةّ فقطّ بالظلامّ الدامسّ و تلكّ البركةّ تـجذبه أكثرّ فأكثرّ إلى ّالداخلّ ، أغلقّ عينيه و تـحدثّ بنبرةّ مـرتجفةّ
ـ سامـحني ناي .. يجب على أحدنا المـوتّ فرجال ماكاروف لا يخسرون أليسّ كذلك ؟
هـز نايت رأسه نفياّ محاولا أن يقنع ديميتريّ بالعدول فيّ رأيه لا فائدّة من الموتّ لكن و لما رأى نظرةّ ديميتري الفـارغةّ شعرّ كما لو كـأن هناكّ شيء
قدّ هوى بجسدهّ كله للأسفلّ غيرّ أنه وقفّ أدرك أن الكلماتّ لا تـفيد معه الآن فـركضّ نحوه بـخطواتّ مسرعـةّ لما ابتسمّ ديميتريّ بلطفّ شديدّ و هو يغلقّ
عينيه تـحدثّ بخـفةّ و دموعه تنهمر على وجنتيه
ـ لطالما أحببتكـما .. سامحـاني
دوى صوتّ طـلقةّ المسدسّ فيّ الأرجاءّ و للمرةّ الثـالثةّ هاهو يشهدّ فقدانّ شخصّ آخر عزيز عليه فشلّ مجددا من إنقاذه فسقطّ على الأرضّ مستندا على
ركبتيه و ذراعيه على جانبيه ينـظرّ إلى جثةّ ديميتريّ و هاهيّ للمرةّ الثـانيةّ يشعرّ بقطراتّ الدماءّ على وجههّ بينما سـارعّ أليكساندر نحو ديميتريّ لكنه
توقفّ فيّ منتصفّ الطريقّ لمّ تسعفه قدميه على التقدمّ أكثر لقدّ تـأخرا فيّ إنقاذه ، روحـه بالفعلّ قدّ تلاشتّ لم يعدّ هناكّ .. سوى الصمـتّ ،
بعدّ وهلة من الزمنّ وقف نـايت ببطءّ ثمّ اتجه نحو أليكساندرّ جعله يستديرّ معـطياّ ديميتريّ ظهره كي يتقدم هوّ بخطواتّ ثقيلةّ جدا نحوه مسحّ دموعّ
ديميتريّ و أغلقّ عينيه ببطءّ كانتّ أنامله ترتجفّ بقوةّ لمّ يستطعّ تـحملّ الأمرّ فـأحاطّ جسدّ ديميتريّ بـذراعيه عندما استدارّ أليكساندر نـظرّ إليهما بملامحّ
شاحبةّ ثمّ تـقدمّ هو بدورهّ بخطواتّ متعـثرةّ و وضع يده على كتف نايتّ الذيّ بقي على حاله تلكّ يضمه ،
ـ لنـذهب ..
كانتّ تلكّ كلماتّ نايتّ المبحوحةّ قدّ رفـعّ جسدّ ديميتري مبعـدا إياهّ عن سجنّ هذه الغـرفةّ ثمّ حمله على ظهرهّ بعد ذلكّ رفع مسدسّ ديميتريّ و وجهه نحوّ
السجادّ حيثما كانتّ تلكّ الرائحةّ القويةّ تنبعثّ لحظةّ دخوله و أطلقّ النارّ لكيّ تشعلّ النيرانّ مجدداّ هاهيّ هذه الغـرفة تـغرقّ فيّ نيرانّ للمرةّ الثانيةّ ، غـادرّ
الـغرفةّ ثمّ المنزلّ بعد ذلكّ وضع جسدّ ديميتري على الثلجّ و بجانبه كانّ يقفّ أليكساندرّ
ـ أنـا أسـفّ .. أسـف ،
قالّ ذلك نايتّ بنبرةّ مبحوحةّ هامسةّ و هو علىّ وشكّ الانهيارّ بينما علا صوتّ بكاءّ أليكساندرّ فيّ الأرجاءّ ، تـلوثتّ الثلجّ ببقـعةّ دماءّ تـلكّ كذلكّ كانّ نايتّ
للمرةّ الثانيةّ محاطاّ بدماء ديميتريّ لما دوى صوتّ انفجاّر فرفع عينيه ناحيةّ المنزل وجده قد سقطّ بأكمله كما لو أن التاريخ يعـيدّ نفسه لكن بضحيةّ جديدةّ
أشاحّ وجهه بعيداّ و عـاد ينظرّ ناحية ديميتريّ كان يبتسمّ بلطفّ شديدّ ،
ـ ديـميتري
نـاداه شخصّ ما سرعان ما أخذّ يركضّ نحوهم لكيّ يسقطّ على ركبتيه هو الآخر بذهول شديدّ لم يكن سوى أوسكارّ الصديق الوحيدّ و المقربّ من ديميتريّ
فبدأتّ دموعه بالانهمار على وجنتيهّ استدارّ ليسألّ لكنه وجدّ حالتهما أسوءّ بكثير أليكساندر يرتجفّ كـورقةّ فيّ الخريفّ بينما نايتّ مليءّ بالدماءّ كتفه مصابةّ
و نـظراتهّ باهتةّ فاكتفى هو أيضا بالصمتّ و البكاءّ بصوتّ منخفضّ عـندماّ انتقل إلى مسامعهم صّوت سيارةّ الإسعاف .. و ماّ الذيّ قد أتت لأجله ؟
فهم قدّ فقدوا روحاّ

..
.







 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:24 AM   #127
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





فيّ تـلك الليـلة كان يجلس على حـافةّ الـشرفةّ بغـرفته مغـرقا نفسه بالظلام فقطّ و لا شيءّ آخر غيرّ الظلامّ الدامسّ ملامحـه شـاحبةّ للغايةّ و نـظراته
الباردةّ صارتّ باهتةّ خـافتةّ فـارغةّ كـتفه مضمدةّ كذلكّ جزءّ من بـطنه خصـلاّت شعره الأسودّ سقطّت على جبينه كذلكّ ذراعيه قدّ سقطتا على جانبيهّ
بينماّ أسندّ رأسه للخلفّ مـغلقاّ عينيه عندما سمعّ صوتّ دقّ على البابّ لم تكنّ لديه الرغبةّ فيّ الحديثّ لكنّ الطارقّ قدّ دخل على أيّ حال غيرّ مستجيبّ
لعدم رغبتهّ لم ينظرّ نحوه فتقدم فرانسواّ للأمامّ كانّ و بذلكّ الرواق يقفّ البعضّ و لمّ يكن يملكّ معظمهم الجّرأة لدخولّ إلىّ ممـلكتهّ هذه ، تـحدثّ فرانسواّ
بنبرةّ مرتبكةّ جداّ و شديدةّ التـوترّ
ـ سيـدي هل ليّ بـ ..
تـوقفّ عن الـكلامّ غير قـادر على إيجاد الشـجاعةّ أخفض رأسه للأسفلّ في الـغرفةّ الـمجاورةّ كانت فـلورا مغشيا عليهاّ بـرفقتها ويليام ممسكا بـيدهاّ بينما
و فيّ القـاعةّ الـرئيسيةّ كان كايل ينـظرّ بكلّ هدوء إلى ضـيوفه مجبرا نفسه على الابتسامّ و هو يـنظر إلى الأعلى تـارةّ لم يكن يجدر به أن يقيم هذه الحـفلةّ
لكن لم يستطع رفض دعوة مـدراء الشـركةّ قد كان هذا بمثابةّ احتـفال بمناسبةّ تعيين الـرئيسّ الجديد لبيير كان بـرفقته على يـمينه تقفّ كلير مبتسـمةّ
بلطف مرحبـةّ بالـضيوفّ كذلك والدها روي ، فتـنهدّ فرانسوا بـأسى شديدّ و نـظر إلى سوزي التيّ تـقدمتّ لتـقفّ بجانبه عندما خـطىّ أليكساندر خـطواتّه
داخل الـغرفة كان هادئا على غـيرّ عـادته شاحبّ الملامح اتـجه ببطءّ و جلس بجانب نايتّ لما تـحدث الأخير بنبرةّ مبـحوحـةّ
ـ أين هي ماري ؟
عـظ فرانسوا على شفته سفلى و تبـادل النـظراتّ مع سوزي قدّ كانت تكتم دموعها أخفض كلاهما رأسيهماّ بـأسى و نـدم فيّ آن واحد هـما يـعلمان أنّ
نايت قدّ فـقد ديميتريّ البـارحةّ لما كان يحاول إنقاذه لكن لا مجال لتـأجيل هـذاّ ، فتـحدث فرانسواّ
ـ بـخصوص هـذا ، سيـدي .. لقد تـقصينا أثـرها و وصلـنا إلى إحـدى المـستشفيات سـألتهم عنها ، سيدي يبـدوا أن الآنسـة ماري كانت مـصابة بـالسرطان
اتـسعتّ عينيه بـصدمةّ و التفت بسـرعة نـاحيةّ فـرانسواّ حاول أن يجد فيّ ملامحه أيّ أثر للمزاحّ ربما ما قـاله كانّ مجرد كـذبةّ لكن دموع سوزيّ و شهقاتها
أثبتتّ ما قدّ سمعت أذناه تـواّ حينما انحنى فرانسواّ قائلا بنبرةّ متـألمة
ـ سيدي يـؤسفني أن أعـلمك بـأن الآنسة ماري تـوفيت إثـر عـمليةّ خطيرة قامتّ بها قد كانت فرصةّ نجاتها أقل بـكثيرّ من موتها لذلكّ .. أنـا أسـف جدا
وضع يده على جبينه قبلّ أن يـطلقّ ضحكـةّ مبـحوحةّ خافتةّ و هو يستند برأسه علىّ الـجدار الذيّ خلفه في حين وقفّ أليكساندر كيـانه بأكمله يرتجفّ
بينما تـقدمّ فرانسواّ من نايتّ ببطءّ ثمّ جذب بـرقيةّ ما من جيبّ سترته قدمها له قـائلاّ بخفوتّ
ـ لقد أعـطتني هـذا والدتها السيدة سيليا و رفـضتّ تسليمنا جـثةّ الآنسة ماري ، أنـا أسف
مـد نايتّ يده كانتّ تـرتجف لكنه استطاع أن يمسكّ البـرقيةّ حالما فتحها سقطّ شيءّ منها أرضاّ قد كان يلمعّ بضوءّ خافتّ فانحنى ليلتقطـهّ سرعان ما
اتسعت عينيه بصـدمةّ إذ كان هـذا القلادة التي أعطاها إياهاّ أحكم الـشدّ حولها ثمّ أخفضّ رأسه قبل أن يقول بنبرةّ هادئةّ
ـ ليـغادر الـجميع ..
نـظر إليه فرانسوا بـترددّ لكنه نفذّ أمره مسـرعاّ مغادرا الـغرفةّ برفقةّ سوزيّ مغلقين البـابّ خلفهما بينماّ بقيّ أليكساندر على حالته تـلكّ غيرّ مصدقّ ما سمعه
تـواّ حينماّ استند نايت على ركبته ببطءّ مغـلقاّ عينيه لولهةّ من الزمنّ قدّ مرتّ بذهنه ذكرى ليستّ ببعيـدةّ
ـــــ نـظر إليهاّ من خلف ّنظارتيه الطبيتين فدّ بدت عليه ملامح الهدوء و البرود في آن واحد مجرد ما أن وقعت عينيه عليها أدرك حالتها إنها غير طبيعية
من اصفرار وجهها إلى توترها الملحوظ ثم تجنبها النظر نحوه مباشرة فأومأ بالإيجاب لكي تضحكّ بخفة و هي تتقدم نحوه كان يجلس خلف مكتبه محاطا
برزمة كبيرة من الورق فجلست أمامه على الكرسي أو بالأحرى بمثابة أريكة مصغرة ثم ابتسمت بخفة ، لكي يعود إلى العمل قائلا بنبرة هادئة
ـ أهو كـابوس آخر ؟
التزمت الصمت لوهلة من الزمن قبل أن تومئ إيجابا فلا فائدة من إنكار ذلك أمامه فبقي ساكنا يكمل قراءة ملف آخر لكي تضع ماري رأسها على المكتب
بنوع من الإرهاق و التعب في آن واحد مغلقة عينيها حينما تحدثت بنبرة غـريبةّ نوعا ما
ـ نايت
همهم بهدوء دلالة على سماعه لندائها لكنها لم تقل شيئا فرفع عينيه نـحوهاّ لم يستطع أن يرى وجهها إذ كانت مختـبئة حلف عدةّ ملفات تمسكها بين يديها
بمثابة حاجز فقطبّ حاجبيه مستغربا بينما قاومت ماري دموعها لكنها لم تستطع فعادت تنزل على وجنيتها بقوة فقالت بنبرةّ حاولت جاهدة فيها أن تخفي
بكاءها و لأول مرة استطاعت أن تفعل ذلكّ إذ بدت نبرتها مبحوحةّ
ـ أنا فعلا أحبك
وضعتّ تلك الملفات على رأسها لكي تمنعه من رؤية دموعها في حين توقف هو عن الكتابةّ فنظر نحوها كانت ملامحه هادئةّ كعادته قدّ سقطتّ خصلات
شعره الأسود على جبهته بينما عينيه الداكنتين تنظران إليها قبل أن يتحدث بنغمة ذاتّ بحة خفيفةّ
ـ أعلم ذلك
فهزت رأسها بالإيجاب و قد ازدادت دموعها لكي تغمر وجنيتها حينما و بحركة منه أمسك الملفات لكي يبعدها عنها لكنها زادت من قوة قبضتها عليها
فتوقف عن الجذب في تلكّ اللحظة التي تركتها ماريّ فجأة كي يرفعها بعيدا عنها حينما رأى ملامح وجهها كانتّ وجنتيها حمراوتين أنفها كذلك بينما عينيها
مترقرقتين بدموعها في حين أخذت البعض تشق طريقها على خديها قالت بابتسامة صادقة ضاحكـةّ
ـ أنا سعيدة لأنك تصدقني الآن
اتسعت عينيه بدهشةّ و لأول مرةّ يفقد لسانه التعبير عن ما يجول بذهنه كما لو أن الكلمات لم تسعه ربما أو لم تكن مناسبة لما يريد التفوه به في حين
عادت ماري تضع رأسها على المكتب بإبتسامة خفيفة مجرد أكاذيب لا ليست كذلك لم تكن كذلك على الإطلاق ، أرادت حينها أن تتجه لوالدها تخبره أنها
واجهت واقعها إنها تفعل لمستحيل لتواجه واقعها بالرغم من أن الجهد الذي تبذله ليس كافيا
ـ ما نوع الكابوس ؟
ضحكتّ بخفةّ يا ليته كان مجرد حلم فقط لا إنه يعبر عن أكبر مخاوف لها من تلك الأشياءّ التي لا تريدها أن تحدث أبدا بينما قـطبّ ه وحاجبيه باستغراب
أكبر غـير أنه قد عاد لكتابة تـقريره منتظرا إجابتها و لم يطل انتظاره طويلا فقد تحدثت هي بنبرةّ مرحة نوعاّ ما لكنّ و بتلكّ اللحظة كمّ كانتّ تحملّ من ألم
ـ .. أنني لم أقل الحقيقة أبدا و ذلك آلمني بشدة لكن لا بـأس الآن ــــــــــ
ضـربّ قبـضتـه بقـوةّ على الأرضّ لما لم يدركّ ذلكّ سابقا ؟ كان يـعلم أنها تـخفيّ شيئاّ كان يدركّ من خلالّ كلماتهاّ أنها تـحاولّ أن تخفيّ شيئا عنه فـلماذاّ
لم يلقي للأمر اهتماما أكبـرّ ؟ لماذا لمّ يسـألها أكثر كانتّ لتـجيبهّ ، صــاحّ بنبـرةّ غـاضبـةّ
ـ اللـعـنة..
أمسكّ بـرأسه قـد كـان يصـرخّ بكل عـصبيةّ مردداّ هـذّه الكلـمةّ فقطّ جـسمه بأكمله يرتجفّ ملامحه شـاحبةّ و نـظراته باهتـة خافتـةّ قدّ فقدتّ وميضها ، يقـولون
عـنه أنه فـازّ يـستمرون بإخبـارهّ أنه ربحّ لكنّ أين هو انتـصاره هذاّ الذي يتحـدثون عنه ؟ أيسمى فقدان من يحب واحدا تـلو الآخر انتصـاراّ ؟ والدته رحلتّ كذلكّ
نيكولاسّ ، بيتـر و هاهو خلفه ديميتريّ يـرحلّ أيضاّ لتتبعه ماريّ .. تـحدثّ بنبرةّ أليمةّ هامسةّ
ـ أرجـوك عـوديّ ..
سوفّ يجن إن استمر على هـذّه الحال سيجن بكلّ تأكيد إنه يشعرّ كما لو كـأن هناكّ يد تسـحبهّ للأسفلّ تـحاولّ أن تـأخذّه فصـاحّ بقوةّ مجددا قدّ دفعّ مائدةّ
الزجاجيةّ بعيـداّ عنه لكيّ تسقطّ أرضاّ و يتناثرّ الـزجاج فيّ كل مكانّ قدّ كانتّ يده تنزفّ فنظرّ إلى دمائه قبلّ أن يسقطّ للخلفّ يضع ذراعه علىّ عينيهّ متـحدثاّ
بنبرةّ هادئةّ
ـ أهي لـعنة ؟ أن أفـقدّ جميـعّ من أحببتّ ، هل هـذا مصير ماكاروف أم أن شبح نيكولاس لا يزال يلاحقني ؟
اقـتربّ منه أليكساندر ببطءّ ثم جلسّ بجانبه ملتـزما الصـمتّ بينما دموعه تنهمر علىّ وجنتيه ، مصير ماكاروف حتىّ بعد موتّ نيكولاسّ لا يزال قانونه يسري
عليهمّ يجب عليهمّ فقدان كلّ ما امتلكوه سابقاّ فقدانّ جميع منّ اهتموا بهم أهو قد ماتّ فعلا ؟ فنـظرّ أليكساندر إلى نايتّ قد كان يخفي عينيهّ حينما لمحّ دمـعةّ
مليئةّ بالـحرقةّ و الألمّ قالّ بنبرةّ مبحـوحةّ هادئةّ
ـ لقدّ بتّ أجد العيـش صعبـا .. ' تـحدث بنغـمةّ صوت ضـاحكةّ ' ربما يجدر بي الموت أيضا
نـظرّ إليه أليكساندرّ بدهشةّ سرعانّ ما أحاطّ ذراعيه حولّ نايتّ و هوّ يبكيّ مـحاولا أن يقنعه بالعدول عن رأيهّ فإن فقدّ نايت أيضا هو سيجنّ لا بل هو
بالفعل على حافةّ الجنون كلّ ما يمنعه من ذلكّ هو بقاءّ نايت بجانبه فإن رحل أمله بعيـدا إن رحلّ الشخص الوحيدّ الذيّ يعتمد عليه فما الذي سيتبقى له ؟
حينها وضعّ نايت يده خلفّ رأس أليكساندر متحدثاّ ببحة
ـ أنـا أمزح أيها الأحمـقّ ..
اعـتدلّ في جلسته ببطءّ و نـظر إلى أليكساندر المتمسك به بكلّ قوة عنـدما فتح باب الـغرفةّ فنـظر نحو القـادمّ لم يكن أحدا سوىّ كايلّ الذيّ بدى مرهقاّ اتجـه
نحوهما و هو ينظرّ إلى شظايا الزجاج بـهدوءّ قبل أن يستلقيّ على الـسريرّ ، تـحدث بنبرةّ متعـبةّ
ـ لقدّ قلت لك .. أنها سترحل يوما ما لكنّ لم أكن لاعتـقد أبدا بأنها ستذهبّ بهذه الـطريقةّ
رمـقهّ نايت بـهدوءّ و لمّ يقل له شيئّا إذ أنه محق في كلماته لكن و بهذه اللحظة بالذاتّ بدتّ هذه الكلماتّ قاسيـةّ للغايةّ تحمل وقعا مؤلما ربما لأنهم بالفعل
قدّ فقدوها و بالفعل قدّ رحلتّ فيّ حين استدارّ كايل نحوه كانتّ نظراته حـزينةّ و مرهقةّ قدّ سـأله
ـ أنـت تـحبها أليس كذلك ؟
كانتّ ملامح نايت شـاحبةّ كذلكّ نـظراته الـحادةّ فـارغةّ بـاهتةّ حينماّ انتقلت إلى مسامعه سـؤالّ كايل حينها ضحكّ بـخفة و ما فائدةّ ذلك الآن ؟ وقفّ ببطءّ
و نـظر إلى ذراعه التي كانت تنزفّ طوال تلكّ المدة ثم اتجـه بخطواتّ هادئةّ نحو خـزانتهّ ، حمل حـقيبة ماّ و أخذ يضعّ ملابسه فيهاّ بعشوائيةّ لكي يعتدل
كايلّ فيّ جلسته
ـ إلى أين أنت ذاهب ؟ أنت تعـلم أن الحفلةّ مقامة بشـرفكّ فإلى أين أنت مغادر ؟
هـزّ كتفيه بلا مبالاة منذ متى هو يهتمّ بهذه الإشكالياتّ ؟ رفـعّ حقيبته و نـظرّ نحو أليكساندرّ الذيّ يرمقه بدهشةّ يريد أن يسـأله أن يطلبّ منه الذهاب معه
ذلكّ واضح جدا فتنهد نايتّ و تحدثّ بنبرةّ هادئةّ
ـ أحـتاجّ لاستعـادةّ أفكاريّ قـليلاّ .. أليكساندر أطلب من سوزي تـحضير حقيبتك نحن مسافران
لمّ يقل كايل شيئا إذ أنه حتى لو أراد فلن يستطيع إقناعه فنـايتّ بالفعل بحاجةّ إلى فتـرةّ راحةّ لاستعـادةّ نفـسهّ بعدّ فقدان كلاهماّ لذاّ اكتفى بإلتـزام الصمتّ
بينما سـارعّ أليكساندر فيّ تنفيذّ مـا أمره به نايت تـواّ إذ أنه هو الآخر بحاجـةّ للابتعاد عنّ هذا القصرّ عن كلّ شيء يذكره بها حالما غـادرّ أليكساندر ، جلسّ
نايت بإرهاق علىّ الأريكة و هو يسند رأسه للخلفّ واضعا ذراعه على وجهه يـريدها فقطّ أن تـعود هلّ هذه أمنيةّ صعبةّ ؟ لما انتقل إلى مسامعه صوتّ شخصّ
ما مجيبا عنّ أفكارهّ كما لو كـأنه قدّ قـرأها
ـ هـذا مستحيـل و أنت تعـلم ذلكّ حتى لو غـادرتّ المنزلّ و لو غادرتّ لندن بأكملها فـأنتّ لن تجدها نايتّ لقد رحـلتّ و هذه المرةّ للأبد هيّ لن تعودّ
نـظر نايت نـاحيةّ ويليامّ الذيّ قد أتى تـواّ بصـمتّ قبل أن يقفّ ممسكا بـحقيبته فـوقفّ ويليام بدوره فيّ طريقه يرفع ذراعيه علىّ جانبهما قدّ كانتّ ملامحـه
مـتألمةّ حزينـةّ لحالّ صديقه لحـالّ خـطيبته و لفقدانّ فـردّ مهم من عـائلتهمّ ، رمـقه نايتّ ببرود بعد ذلكّ تقدم خـطوةّ للأمام قـائلاّ بنبرةّ مبحـوحةّ
ـ لن تـغير رأيي ويليام ..
لمّ تغادر نـظرة الإصـرار ملامح ويليامّ فاتـجه نحوه كايلّ و وضع يده على كتفه قبل أن ينفيّ برأسه ما يحاول ويليامّ القـيام به أجلّ هوّ يتفهم خـوفه و قلقه
على نايتّ إذ أن حـالته حالياّ لا تسر أبداّ و بالكاد يستطيعون التنـبؤ بتصرفاته نـهيكّ عن هـدوءه المـريبّ لكنّ أن يبقى نايت هنا هو أكبرّ خطـأ يرتـكبونه بحقه ،
كيف ّيستطيعّ العيشّ بين جدران هذا القصر مجددا ؟ كيفّ و قدّ توفيّ اثنين من أحبائهّ في يوم واحدّ و هو لم يستطع أن ينقذ أيّ أحد منهما ،
قـال كايلّ بنبرةّ هـادئةّ
ـ أوعدني .. أنك ستـعود
التـزمّ نايت الـصمتّ بدى مصمما على الـرحيلّ قدّ سئم العيش هنا ليسّ و كل ذكرياته تـحيطّ به فيّ كل زاويةّ من أرجاءّ هـذا المنزلّ فأشاح وجهه بعيـداّ
لا يريد العودةّ لكيّ تسقطّ يد كايلّ جانبا كذلكّ تغيرت ملامح ويليامّ و قدّ صاح بـألم
ـ أو تـظن أنك الـوحيد الذيّ يتـألم لموتها ؟ أو تـظن أنكّ الـوحيد الذيّ كان ..
رفعّ قبضته لكيّ يـسددّ لكمة سريعةّ نحو نايتّ لكنه توقفّ في منتصفّ الطريقّ الجـروح تـملأ جسدّه كتفه مضمدةّ من إثر الـرصاصةّ التي اخترقته قدّ ظهرت
بقعةّ دماءّ عليهاّ كذلكّ ذراعه الأخرىّ و جرح فيّ جبينه كذلكّ شـفته السفلى إنه بحالةّ يرثى لهاّ و هو لا يعلمّ كيفّ يمد يد العونّ له عنـدماّ دخل أليكساندر
الغرفةّ قائلاّ بنبرةّ هادئة
ـ نـايت أنا جاهز
ارتدى نايت معـطفه ببطءّ بينما أمسكّ فرانسوا حقيبته ثم سـارّ بخـطواتّ هادئةّ لا يكاد أن يكونّ لها أيّ صوتّ مغـادراّ بجـانبه أليكساندرّ فيّ حين بقيّ
كل من كايلّ و ويليامّ في مكانهماّ يريدان إيقافه غير أن هذا مستحـيلّ ، عـبرّ الرواقّ ثمّ المصعدّ بعد ذلكّ سـار الاثنين وسطّ ضـيوفّ الحفلةّ الذيّن حالما رأوه
قدّ علت تصفيقاتهمّ فيّ القاعةّ لكنه لم يستدر نحوهم قطّ فعـمّ السكونّ .. وضـعّ فرانسوا حقيبتهما فيّ السيارةّ وّ اتـجه ناحيةّ المقودّ فتـحدثّ
نايت بنبرةّ مبحـوحةّ
ـ ربمـا لن أعـود




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:25 AM   #128
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




قالّ ذلك بعدما لاحـظّ كون فرانسواّ يحمل أيضاّ حقيبته الخـاصةّ قدّ بدتّ ملامحه هادئة حينما طرحّ نايت سـؤاله انحنى فـرانسواّ بصمتّ و إن كانّ مصيره
عدم العـودةّ فهو سيقبلّ ذلك بصدرّ رحبّ إذ تـحدثّ بنبرةّ جادةّ صادقةّ
ـ مـكاني مـعكّ ..
ابـتسمّ نايت قدّ اقترب منه وقفّ أمامه فـنظر إليه فرانسواّ بجديةّ تـامةّ لقد طلبت منه سكارليتّ حماية ابنها إلى آخر رمقّ له و هو قدّ فشل في مهمته
تلكّ لعديد من المراتّ لكنّ قبل أن تكون هذه مجرد مهمةّ هو صـديقه الأولّ و المقربّ لن يسمح له أبدا بذهاب بدونه حينها تـحدثّ نايت بهدوءّ بعدما ألقى
بنظرةّ للخلفّ
ـ هل أنت واثق ؟ ألست تـملكّ ما يمنـعك من الـرحيلّ ؟
نـظر فرانسواّ إلى حيثما كانّت عيني نايتّ متجهتين لكيّ يـرىّ كلير تقفّ على مبعدةّ منهم تـضمّ يديها إلى صدرها و دموعهاّ قدّ غزت وجهها لمّ تكن تـريد
منه أن يرحلّ لكنها تعجزّ عن قول ذلكّ له فـأشاح فرانسوا بـنظره بعيـداّ إذ لم يجد الإجابةّ المناسبةّ لكي يتـحدثّ أليكساندر جادةّ
ـ يجدر بك البقـاءّ ، هي بحـاجةّ لك .. لا تـقلق سـأعتني أنا بنايت
أخفضّ فـرانسوا رأسهّ بتردد واضح إنه لا يرغب فيّ تـرك نايت وحده لكن و بعدما رأى موت ماري المفاجئ أدرك أن لا شيء دائمّ ربما ستـحبه الـيومّ
ربما ستسعى خلفّه لجعله يحبهاّ لكن لم يدوم ذلكّ لا شيءّ يـدومّ كما أنه أدركّ أكثر من أيّ شيءّ أنه بحاجة إليهاّ هي الـوحيدةّ التي بكتّ من أجله ، أنقذته
حينماّ تـحدثّ بنبرةّ هادئة
ـ لا يـمكنني فعل هـذا ، لقد وعـدتّ السيدة سكارليت أنني سأحميكّ بحياتي
نـظر إليه نايتّ لقد كان واضحاّ تـردد فـرانسواّ قدّ أغلق عينيه محاولاّ أن يبعد هذه الأفكارّ التي تـجذبه أكثرّ و أكثرّ تجـعله يريدّ البقاءّ هنا معها فتـقدمّ منه
نايت بخـطواتّ بطيئةّ هـادئةّ ثمّ دفع فرانسواّ للخلفّ قائلاّ بنـعمةّ صوته الـمبحوحةّ المميزةّ
ـ أنـا آمرك بالبقـاءّ ..
رمـقه فرانسواّ بدهشةّ شديدةّ لا مجـال لاعتراض أوامر نايت إنها واضحـةّ و لاّ مجال لنقاشّ فيهاّ فـأخفضّ رأسه بـأسى بالرغم من أنه يريد الاعتراضّ
و يريد البقاءّ بجانب سيده إلا أنه لا يستطيعّ قول ذلكّ ليس و لديه الكثير من الأمور ليفعلها هناّ بلندن ليسّ و هو يعلم أن نايت ربما لن يـعود أبدا ،
حينما ضربّ نايت فرانسواّ بخفة على كتفه قائلا
ـ احمي كايل أثناء غـيابي لابد أنه سيملك الكثير من الأعداءّ..
أومـأ فرانسواّ بالإيجاب لما صعد نايت لسيـارةّ و بجانبه أليكساندر الـمبتسمّ بهدوءّ أدار مقـودّ بسرعةّ مصدراّ صـوتا مـزعجاّ و هو يـغادر أرجاءّ هذا القصرّ
للأبدّ في حين اقـتربتّ كلير منه بترددّ كان ّيبدوا فرانسواّ محطماّ لأنه خذلّ سيده فيّ عـديد من المراتّ و لأنه فشلّ في حمايةّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ أراد منه
أن يحميه فـوضعتّ كليرّ يدها على كتفه قائلةّ بترددّ
ـ إنه نـايت هو لن يهـزم بتلك السهولةّ لذا ثق به أكثرّ فهو حتـما سيعود
نـظر إليهاّ قبل أن يستديرّ نحوها ضـاما إياها لقد كان بحـاجةّ لهذا منذ وقتّ طويل ، طويل جداّ و لا يعلمّ بالضبطّ منذ متىّ و الآن بعدما أدرك ذلكّ فهو
لن يدعها تـذهبّ بينما وضعتّ كلير يديها خلفّ ظهره محاولةّ أن تـخففّ عنه وطئ حمله الـثقيلّ جدا ،
ـ أنـا أسـف
قالّ ذلك فرانسواّ بنبرةّ هامسةّ فابتسمتّ كلير و قدّ كانتّ دموعها تـنزل على خدها بكل هدوء فزادتّ من شدةّ ضمها له تـحدثتّ بنبرةّ خفيفةّ لطيفةّ
و رقيقةّ أيضا
ـ لن أقبل اعتـذاركّ إلا بـموعد ..
ضحكّ بـهدوء إذ أنها لم تغير من عادتها على الإطلاقّ ، بينما فتح ويليام بـاب الرئيسي بـقوةّ قد كان خلفه كايل يحـاول منعه لكنه لمّ يستجب لندائه كانتّ
ملامحه شـاحبةّ و لا يفكرّ بهدوء أبدا إذ لم يكن ليسمح لصديقه الـوحيد بالمغادرةّ ليسّ و هو يعلم أنه لن يعـودّ فيّ حين جـذبه كايلّ من ذراعه
قائلاّ بنبرةّ حـادةّ
ـ بحق السـماءّ ويليام ، ماذا تـريد منه ؟ لقد شهد انـتحار أخيه و مـوتّ زوجـته فيّ نفسّ اليـوم فبأي حقّ تتوقع منه أن يبقى هنا ؟
كانتّ نظراتّ ويليام مشتتةّ لاّ يفكر بـوضوح إذ أنه فكرة فقدانّ صديقه جـعلته يجنّ لا أحد شهد حزنّ نايت غيره لقد كان معـه طوالّ الـوقتّ يعلم كيفّ
عانى بمنزل نيكولاس كيفّ فقد والدته و كيفّ كان انتقامه من نيكولاسّ يدرك كيفّ كان موتّ بيتر مؤلما له و يدركّ كيفّ كان فقدان ديميتريّ الذيّ لطالما
حاول إنقاذه أشدّ ألماّ و كيفّ كان موت مـاريّ أكثرهمّ تأثيرا لقد كانت بمثابةّ الأمل بالنسبةّ له إذا استدارّ رآها تقفّ خلفه تبتسمّ له لكن الآن فحتى لو جال
العـالم بأكمله لن يجدها ، يعـلم أنه لم يتقبلّ موت ماري بعدّ و أنه سيغادر لأنه لم يعد يريد العيشّ هنا لكن حتىّ لو استدار هذه المرةّ حتىّ لو نظر للخلفّ
فهي لم تعد بهذا العالم ّبعد الآن و مهما بحثّ فلن يجدها ، تـحدثّ ويليامّ بـحدةّ
ـ لكنه يـبتعد عنا ، يجب عليه الاعتماد علينا أكثرّ فـأنا هنا من أجله لطالما كنتّ هنا لماذا بحقّ السماء لا يعتمد علي أكثر ؟ أنا أريده أن ..
ـ أنتـما تتـحدثان عن الـسيد نايت الـرجل الـذيّ دمر ماكاروف من أسفلها و رئيس شـركةّ لبيير الـجديدّ فلا تـقللا من شـأنه لأنه لم و لن يهزم قطّ ..
قـالتّ ذلكّ سوزي بهدوء و هي تتقدم منهما حينها اختفتّ مقاومة ويليامّ أدراج الـرياح بالفعل منذ متى و نايت بحاجةّ للمساعدةّ ؟ فـنايت الـرجل الذي
يعـرفونه ذو قلب جليدي لن يستسلم بتلكّ السهولةّ لكن و إن كانّ باردا فـهو لا يزالّ إنسانا ، هو ليسّ بالقلب الجليدي لكنه فقطّ يزيد كتـمان ألامه
بـطريقةّ يصعب تصديقهاّ ، تـحدث كايل
ـ دعونا نـأمل أنـه سيعود فقطّ ..

/

يجـلس على مقاعد الانتـظار و ملامحـه خاليةّ من أيّ تعبير يذكر كان يحمل بين يديه جواز سفره حينما اقتربّ منه أليكساندر ببطءّ نـظر إليه بألم و
حزن شديد إذ ليس بيده أن يبعد هذّا الألم عنهما لما نظر إليه نايت كانتّ نظراته داكنـةّ و غـريبةّ تحملّ وقعا من الألمّ و الأسى لمّ يعد يعلمّ إلى أينّ يذهب
جالّ بعينيه فيّ المطارّ قبل أن تستقرّ على جوازّ سفره مجدداّ لا يدري لما لكنّ لطالما كانتّ ماري بمثابةّ المكان الذيّ ينتمي إليه فلمّ يكن يطيلّ في رحلاته
و لمّ ..
ـ إلى أين سنتـجهّ نايت ؟
سأله أليكساندر بحيرةّ و هوّ يرى مدى سكون نايتّ المريبّ قبل أن يجلسّ بجانبه ببطء يعلم حينها وضعّ نايت ذراعه علىّ كتف أليكساندرّ و نظر إلى
تلكّ الرحلاتّ قائلاّ بنبرةّ غـريبةّ
ـ ما رأيكّ بالأهراماتّ ؟
نـظر إليه أليكساندر بدهشةّ لم يكن يتوقعّ أن تكون وجـهتهّ هذهّ لقد ظن أنه ربماّ سيعود لروسيا أو ربما لفرنسا لكنّ أن يريد الابتعـادّ هـكذاّ ؟ ربما نايتّ
لم يعد يحتمل فعلا البقاءّ هناّ و لمّ يعد يريد رؤيةّ لندن مجدداّ فأومـأ أليكساندرّ ببطءّ لكيّ يقف نايتّ متجهاّ للحجزّ لن يهتمّ إلى أين يذهبّ ما دام سيبتعدّ
عن هذاّ الألمّ و لن يهتمّ إلى أين سيتجهّ ما دامتّ هي لمّ تعد هنا لاستقـبالهّ قدّ فقد المكانّ الذيّ ينتميّ إليه مجـدداّ .. عندماّ غادرت هي هذاّ العالم

آنتهى -






 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:26 AM   #129
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




قالّ ذلك بعدما لاحـظّ كون فرانسواّ يحمل أيضاّ حقيبته الخـاصةّ قدّ بدتّ ملامحه هادئة حينما طرحّ نايت سـؤاله انحنى فـرانسواّ بصمتّ و إن كانّ مصيره
عدم العـودةّ فهو سيقبلّ ذلك بصدرّ رحبّ إذ تـحدثّ بنبرةّ جادةّ صادقةّ
ـ مـكاني مـعكّ ..
ابـتسمّ نايت قدّ اقترب منه وقفّ أمامه فـنظر إليه فرانسواّ بجديةّ تـامةّ لقد طلبت منه سكارليتّ حماية ابنها إلى آخر رمقّ له و هو قدّ فشل في مهمته
تلكّ لعديد من المراتّ لكنّ قبل أن تكون هذه مجرد مهمةّ هو صـديقه الأولّ و المقربّ لن يسمح له أبدا بذهاب بدونه حينها تـحدثّ نايت بهدوءّ بعدما ألقى
بنظرةّ للخلفّ
ـ هل أنت واثق ؟ ألست تـملكّ ما يمنـعك من الـرحيلّ ؟
نـظر فرانسواّ إلى حيثما كانّت عيني نايتّ متجهتين لكيّ يـرىّ كلير تقفّ على مبعدةّ منهم تـضمّ يديها إلى صدرها و دموعهاّ قدّ غزت وجهها لمّ تكن تـريد
منه أن يرحلّ لكنها تعجزّ عن قول ذلكّ له فـأشاح فرانسوا بـنظره بعيـداّ إذ لم يجد الإجابةّ المناسبةّ لكي يتـحدثّ أليكساندر جادةّ
ـ يجدر بك البقـاءّ ، هي بحـاجةّ لك .. لا تـقلق سـأعتني أنا بنايت
أخفضّ فـرانسوا رأسهّ بتردد واضح إنه لا يرغب فيّ تـرك نايت وحده لكن و بعدما رأى موت ماري المفاجئ أدرك أن لا شيء دائمّ ربما ستـحبه الـيومّ
ربما ستسعى خلفّه لجعله يحبهاّ لكن لم يدوم ذلكّ لا شيءّ يـدومّ كما أنه أدركّ أكثر من أيّ شيءّ أنه بحاجة إليهاّ هي الـوحيدةّ التي بكتّ من أجله ، أنقذته
حينماّ تـحدثّ بنبرةّ هادئة
ـ لا يـمكنني فعل هـذا ، لقد وعـدتّ السيدة سكارليت أنني سأحميكّ بحياتي
نـظر إليه نايتّ لقد كان واضحاّ تـردد فـرانسواّ قدّ أغلق عينيه محاولاّ أن يبعد هذه الأفكارّ التي تـجذبه أكثرّ و أكثرّ تجـعله يريدّ البقاءّ هنا معها فتـقدمّ منه
نايت بخـطواتّ بطيئةّ هـادئةّ ثمّ دفع فرانسواّ للخلفّ قائلاّ بنـعمةّ صوته الـمبحوحةّ المميزةّ
ـ أنـا آمرك بالبقـاءّ ..
رمـقه فرانسواّ بدهشةّ شديدةّ لا مجـال لاعتراض أوامر نايت إنها واضحـةّ و لاّ مجال لنقاشّ فيهاّ فـأخفضّ رأسه بـأسى بالرغم من أنه يريد الاعتراضّ
و يريد البقاءّ بجانب سيده إلا أنه لا يستطيعّ قول ذلكّ ليس و لديه الكثير من الأمور ليفعلها هناّ بلندن ليسّ و هو يعلم أن نايت ربما لن يـعود أبدا ،
حينما ضربّ نايت فرانسواّ بخفة على كتفه قائلا
ـ احمي كايل أثناء غـيابي لابد أنه سيملك الكثير من الأعداءّ..
أومـأ فرانسواّ بالإيجاب لما صعد نايت لسيـارةّ و بجانبه أليكساندر الـمبتسمّ بهدوءّ أدار مقـودّ بسرعةّ مصدراّ صـوتا مـزعجاّ و هو يـغادر أرجاءّ هذا القصرّ
للأبدّ في حين اقـتربتّ كلير منه بترددّ كان ّيبدوا فرانسواّ محطماّ لأنه خذلّ سيده فيّ عـديد من المراتّ و لأنه فشلّ في حمايةّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ أراد منه
أن يحميه فـوضعتّ كليرّ يدها على كتفه قائلةّ بترددّ
ـ إنه نـايت هو لن يهـزم بتلك السهولةّ لذا ثق به أكثرّ فهو حتـما سيعود
نـظر إليهاّ قبل أن يستديرّ نحوها ضـاما إياها لقد كان بحـاجةّ لهذا منذ وقتّ طويل ، طويل جداّ و لا يعلمّ بالضبطّ منذ متىّ و الآن بعدما أدرك ذلكّ فهو
لن يدعها تـذهبّ بينما وضعتّ كلير يديها خلفّ ظهره محاولةّ أن تـخففّ عنه وطئ حمله الـثقيلّ جدا ،
ـ أنـا أسـف
قالّ ذلك فرانسواّ بنبرةّ هامسةّ فابتسمتّ كلير و قدّ كانتّ دموعها تـنزل على خدها بكل هدوء فزادتّ من شدةّ ضمها له تـحدثتّ بنبرةّ خفيفةّ لطيفةّ
و رقيقةّ أيضا
ـ لن أقبل اعتـذاركّ إلا بـموعد ..
ضحكّ بـهدوء إذ أنها لم تغير من عادتها على الإطلاقّ ، بينما فتح ويليام بـاب الرئيسي بـقوةّ قد كان خلفه كايل يحـاول منعه لكنه لمّ يستجب لندائه كانتّ
ملامحه شـاحبةّ و لا يفكرّ بهدوء أبدا إذ لم يكن ليسمح لصديقه الـوحيد بالمغادرةّ ليسّ و هو يعلم أنه لن يعـودّ فيّ حين جـذبه كايلّ من ذراعه
قائلاّ بنبرةّ حـادةّ
ـ بحق السـماءّ ويليام ، ماذا تـريد منه ؟ لقد شهد انـتحار أخيه و مـوتّ زوجـته فيّ نفسّ اليـوم فبأي حقّ تتوقع منه أن يبقى هنا ؟
كانتّ نظراتّ ويليام مشتتةّ لاّ يفكر بـوضوح إذ أنه فكرة فقدانّ صديقه جـعلته يجنّ لا أحد شهد حزنّ نايت غيره لقد كان معـه طوالّ الـوقتّ يعلم كيفّ
عانى بمنزل نيكولاس كيفّ فقد والدته و كيفّ كان انتقامه من نيكولاسّ يدرك كيفّ كان موتّ بيتر مؤلما له و يدركّ كيفّ كان فقدان ديميتريّ الذيّ لطالما
حاول إنقاذه أشدّ ألماّ و كيفّ كان موت مـاريّ أكثرهمّ تأثيرا لقد كانت بمثابةّ الأمل بالنسبةّ له إذا استدارّ رآها تقفّ خلفه تبتسمّ له لكن الآن فحتى لو جال
العـالم بأكمله لن يجدها ، يعـلم أنه لم يتقبلّ موت ماري بعدّ و أنه سيغادر لأنه لم يعد يريد العيشّ هنا لكن حتىّ لو استدار هذه المرةّ حتىّ لو نظر للخلفّ
فهي لم تعد بهذا العالم ّبعد الآن و مهما بحثّ فلن يجدها ، تـحدثّ ويليامّ بـحدةّ
ـ لكنه يـبتعد عنا ، يجب عليه الاعتماد علينا أكثرّ فـأنا هنا من أجله لطالما كنتّ هنا لماذا بحقّ السماء لا يعتمد علي أكثر ؟ أنا أريده أن ..
ـ أنتـما تتـحدثان عن الـسيد نايت الـرجل الـذيّ دمر ماكاروف من أسفلها و رئيس شـركةّ لبيير الـجديدّ فلا تـقللا من شـأنه لأنه لم و لن يهزم قطّ ..
قـالتّ ذلكّ سوزي بهدوء و هي تتقدم منهما حينها اختفتّ مقاومة ويليامّ أدراج الـرياح بالفعل منذ متى و نايت بحاجةّ للمساعدةّ ؟ فـنايت الـرجل الذي
يعـرفونه ذو قلب جليدي لن يستسلم بتلكّ السهولةّ لكن و إن كانّ باردا فـهو لا يزالّ إنسانا ، هو ليسّ بالقلب الجليدي لكنه فقطّ يزيد كتـمان ألامه
بـطريقةّ يصعب تصديقهاّ ، تـحدث كايل
ـ دعونا نـأمل أنـه سيعود فقطّ ..

/

يجـلس على مقاعد الانتـظار و ملامحـه خاليةّ من أيّ تعبير يذكر كان يحمل بين يديه جواز سفره حينما اقتربّ منه أليكساندر ببطءّ نـظر إليه بألم و
حزن شديد إذ ليس بيده أن يبعد هذّا الألم عنهما لما نظر إليه نايت كانتّ نظراته داكنـةّ و غـريبةّ تحملّ وقعا من الألمّ و الأسى لمّ يعد يعلمّ إلى أينّ يذهب
جالّ بعينيه فيّ المطارّ قبل أن تستقرّ على جوازّ سفره مجدداّ لا يدري لما لكنّ لطالما كانتّ ماري بمثابةّ المكان الذيّ ينتمي إليه فلمّ يكن يطيلّ في رحلاته
و لمّ ..
ـ إلى أين سنتـجهّ نايت ؟
سأله أليكساندر بحيرةّ و هوّ يرى مدى سكون نايتّ المريبّ قبل أن يجلسّ بجانبه ببطء يعلم حينها وضعّ نايت ذراعه علىّ كتف أليكساندرّ و نظر إلى
تلكّ الرحلاتّ قائلاّ بنبرةّ غـريبةّ
ـ ما رأيكّ بالأهراماتّ ؟
نـظر إليه أليكساندر بدهشةّ لم يكن يتوقعّ أن تكون وجـهتهّ هذهّ لقد ظن أنه ربماّ سيعود لروسيا أو ربما لفرنسا لكنّ أن يريد الابتعـادّ هـكذاّ ؟ ربما نايتّ
لم يعد يحتمل فعلا البقاءّ هناّ و لمّ يعد يريد رؤيةّ لندن مجدداّ فأومـأ أليكساندرّ ببطءّ لكيّ يقف نايتّ متجهاّ للحجزّ لن يهتمّ إلى أين يذهبّ ما دام سيبتعدّ
عن هذاّ الألمّ و لن يهتمّ إلى أين سيتجهّ ما دامتّ هي لمّ تعد هنا لاستقـبالهّ قدّ فقد المكانّ الذيّ ينتميّ إليه مجـدداّ .. عندماّ غادرت هي هذاّ العالم

آنتهى -






 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:26 AM   #130
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الـجزء الأخيـر
من روايـة لا يجب قـول لا لـجلالته

ـ عـقد جـديد

بـعد مـرور ثـلاث سـنوات على حادثة مـوت ديميتري مـاكاروف المـأساويةّ الـرجل الذي لـم يعطى له الحب أبدا و لم يستـطع أن يـقدمه هو بدوره للغـير
ففاقد الـشيء لا يـعطيه لكن و بالرغم من ذلك استطاع في النهـايةّ أن يـرى العالم بـوجـهةّ نـظر مـختلفة بـعد أن نـزع ذلك الـحقد الـمتغلغل في قـلبه و
الذي جـعل قـيودا تـلف كيـانه بأكمله حتى لو لم يـعش إلا أنـه ربـما في آخر أنفـاسه أدرك أنه لطالما قدّ كان مـحبوبا من طـرف الأشخاص الذي لطالما
ظن أنـه كان مـكروها بالنسبةّ لهم ..
سقطتّ دمـعةّ وحيدة على وجـنته لما وقعت عينيه على صـورةّ ديميتري المـبتسم بكل سخريةّ كعادته و هو يضع يده حول كتـفه ، كـان يريد إنقاذه بشدةّ
لكن لم يتسنى له ذلك على الإطلاقّ كم هـذا مؤسف إذ أنه لطالما كان معه فتـنهد بقلةّ حيلة و اعتـدل في جـلستهّ محاولا الحفاظ على رباطةّ جـأشه ربما
يجدر به زيارةّ قبر ديميتري فقد اشتاق لصـديقه الوحيد فعلاّ ..
ـ يـا إلهي إني بالكاد أستطيـع أن أقف على قدماي ..
قـال ذلكّ بـنبرة مرهقة للغـايةّ و هو يجلس بجـانبه على الأريكـةّ لكي يستند رأسه للخلف فالتفت إليه كان الـشاب الجالس بجـانبه أشقر الشعرّ يرفعه
بكل عشـوائيةّ بعيدا عن جـبينه يربطـه بـربطةّ صغيرة بيضاء حينما وضع هاتفه في جيب سترته الـبنيةّ الكلاسيكية قائلا بنبرةّ متململة
ـ انتهـى العـرض أخيـرا ..
أومـأ ويـليام بالإيجاب قد كان مـرهقا بشدةّ لما رن هـاتفه فجـأةّ فرفعه ببطءّ متمنيا أن لا يكون هـذا مدير أعـماله يخبره بعمل طارئ آخر حينما رأى
اسمها يـعلوّ الشـاشةّ أرسلت له رسـالةّ نصية بسيطةّ فلمعتّ عينيه فـورا و اعتـدل في جـلسته لكيّ يفتحها اتسعتّ ابتسـامتهّ قد أخـذّ يضحك بـخفةّ قائلا
ـ دعـنا نـذهب لقد تأخرنا ..
قـطب أوسكار حاجبيه عندما جـذبه ويليام بقوةّ من ذراعه و هوّ يلقي تحـيةّ الوداع على طاقم العـمال بابتسـامةّ واسعـةّ جدا كيف لا و مـوعد زواجـه قد
اقتـربّ .. في حين تـأوه أوسكار بألم ممسكا بجبينه الآن إذنه قد تـم سحبه إلى جميـع المتـاجر بـرفقتهما من أجل تـذوق كعـك الـزفاف أو أطـباقّ الجانبية
أو اختيار بـاقةّ الأزهار المناسبةّ الستـائر كذلك الحـضورّ بالرغم من أن هـذا بالفعل عمل مرهقّ لكنه ممتع و هو لا يمانع فعلا بالذهابّ فابتسم بخفةّ قائلا
ـ أرى أنك سـعيد جدا .. كم هـذا جيد
ضحك ويليام و لم يقل شيئا إذ أن مـلامحه فقطّ تدل على سـعادته فأخيرا استـطاع أن يـخطوا الخـطوةّ الأولى نحو مستقبل بـاهر المستقبل الذي كان
يريده منذ البـدايةّ لما عـبس فجـأةّ قد اختفت صفةّ الـفرح منه كما لو أنها قد سلبتّ منه ، تنـهدّ قائلا بنبرةّ هادئة
ـ لو أنه فقط يـعود .. لسوف يكون كل شيء مـثاليا
وضع أوسكار يده على كتف ويليام محاولا التـخفيف عنه فـبعد حادثــةّ ديميتري و ماري اختفـى نايتّ مغادرا لندن كما لو أنه لم يوجد قطّ إذ بالرغم
من محاولات كايل الـعديدةّ في الاتصال به أو في الـبحثّ عنه إلا أنه لم يستطع أبدا إيجاده لا هـو و لا أخيـه أليكساندر ماكاروف ، يـدرك الـجميع أن
فقدان نايت لأحبائه قد تـركّ أثرا عـميقا بداخله و جرحا ربما لن يندمل أبدا .. أجل ربما أمر عـودته سيجعله يواجه صعوبةّ في نسيان ما قد حدث لكن
بالرغم من ذلكّ إلا أنهم لا يستـطيعون تـركه فقطّ هم بحـاجةّ ماسة إليه .. حينها ابتسم ويليام فجـأة قائلاّ بمرح
ـ الآن دعنا لا نفسد مزاجنا فـأمامنا الـكثيرّ من الـأمور التي نحن بحاجة لإنجازها
أكمل كـلامه بضحـكةّ فابتسم أوسكار حينما رن هاتف ويليام مجـددا أمسكهّ و نظر نـحوه لما تغيرت ملامحه للعبوس التامّ قد توقف عن الـسيرّ مجيبا
عن اتصـال مدير أعـماله الطارئ ، أخـبره بـضرورةّ حـضوره فـورا من أجل جلسة توقيع لمعـجبيه فتنهد ويليام بأسى أعـطى هاتفه لأوسكار قائلاّ
بنبرة متـذمرةّ
ـ سـوف أعود فـورا.. اتصل بـفلورا و أخبرها أننا سنتأخر قليلا
رفع يده عـلامةّ السلام ثمّ غـادر مسرعا يـركضّ إلى حيثما كان يتـوجب عليهّ الـقدوم فضحك أوسكار عليهّ قليلا قبل أن يبتسم بـخفةّ حسنـا يتوجب
عـليه الآن تهـدئةّ فـلورا ريثما يستطيـعانّ الـوصول

/

بـعد مـرور ثـلاث سـنوات كانت تـلكّ المـرأة تـقف أمام مبنى شـركة لبيير ممسـكةّ بكاميرا و دفـتر ملاحظات تـضع نظارتين طبيتين فد تـركت شعرها
البني القصير يسدل بعشـوائيةّ كذلك كانت ملابسها من معـطف خفيف للغايةّ و سروال قصير مع حذاء رياضيّ أخذت تـراقب حـراس الذين يـغزون الممراتّ
بنوع من الاستياء إذ أنها لم تستطيعّ حتى عبور الـبوابة الأماميةّ ليس و هي لا تـملك موعدا ، تنهدتّ بقلة حيلة و عـادتّ لتجلس على أحد المقاعد المنتـشرةّ
بكثرةّ ممسكةّ بكاميرا و توجهها نحوّ المارين ، حينما رأتّ فجـأة رئيس شـركةّ لبيير يـسير بـخطواتّ سريعةّ و خلفه طاقمه الـخاصّ الذي لن تستطيع اجتيازه
أبدا .. لكنها لن تستسلم أبدا ليس قبل الحصول على سبقها الصحافيّ أولا فسارت ناحيته و هي تناديه بـنبرةّ عـالية
ـ سيد كـايل .. أرجوا المعـذرةّ ، سيدي هل لي بـدقيقةّ ؟ يـا ..
تـوقف كايل عن السير ثم استدار نحوها كانتّ بالكاد تستطيع الاقتراب منه إذ أنه فرانسوا حريص على سلامته أكثر من أي شيء فـرمقها بهدوءّ قبل أن
تتغير ملامحه لكي يكسوه الـضجر هذه الفتاةّ إنه يعرفها ليسّ تماما لكن لقد بات يجدها أينما ذهب محاولة الحصول على سبق صحافيّ لكنه يرفضّ ذلك
فتحدث بنبرةّ ضجرة
ـ ألا زلت هنا ؟ لقد أخبرتك سابقا أنني لن أقابلك لذاّ هيا غادري ..
نـظرت إليه بإستياء لكنها لم تستسلم فاقتربت منه محاولة الكلام معه لما وقفّ فرانسوا أمامها و هو يشيرّ بإصبعه لها لكيّ تغادر مبتسما بينما نـظرتّ له
هي بنوع من الرعب إذ أنها تعلم تماما ما يقال عنه أو ليس هو تعـويذةّ نايت الشيطان ؟ إنه يقوم بأي شيء من أجل سيده فابتعدتّ عدة خطواتّ للخلف
مكشرةّ بانزعاج ، قائلةّ
ـ قليل من الأسئلة لن تـضر أحد ، أرجوك سأطرد من عملي إن لم أحصل على مقابلة معك
ضحك كايل بـخفة و هز رأسه نفيا حينها أخفضت الفتاةّ رأسها للأسفلّ قد شعرت كما لو أن حمل ثقيلّ قد سقط على كتفيها بالفعل سوف تطرد من عملها
و هي التيّ قد وظفت منذ مدةّ وجيزة فقطّ عندما نظرّ فرانسوا نحو كايلّ قد ضحك كلاهما فجـأةّ قال بنبرةّ مازحةّ
ـ فرانسوا المرةّ القادمة التيّ تجدها هنا احرص على إيصالها لمركز الشرطةّ
ثمّ غمـز لها بـخفة قبل أن يـغادر مسـرعا برفقته فـرانسواّ ، زمتّ شفتيها بعبوس واضحّ أكان يقول الحقيقة توا فإن كان فعلا صادقا إذن ربما يجب عليها
الاختفاءّ ليوم واحد أو أن تغير على الأقل في فترات مجيئها لكن هذا لن تكسب شيئا لو أنه فقط يوافق على مقابلتها سوف تحل كل مشاكلهاّ ، تنهدت بقلةّ
حيلة و عـادتّ أدراجها إذ أن اليوم لن ينفع أيضا ،
ـ يجدر بي أن أجد عملا آخر ..
قالت ذلك بيأس و هي تسير بخطوات بطيئة قبل أن تعود بأنظارها إلى الخلفّ يوجد العديد من الصحافيين الذين يحصـلون على موعدّ و هناك أيضا مؤتمر
سيقام من أجل افتتاح منتجع ما لكن هي غير مسموح لها بالدخـولّ حتى أخفضت رأسها ثم بدأت تبكي بطريقةّ دراميةّ للغاية و هيّ تجلس على الدرجّ ،
لطالما كانتّ تـبحث عن عـمل و الآن بعدما وجدته و استقرت أخيرا في حياتها حسنا ليس كلياّ لكن أفضل بكثير مما كانت عليهّ
هاهو يـرفضّ كايل مقابلتها إنها بالفعل تريد تلكّ المقابلةّ لأنها قدّ تؤمن ترقيتها و ربما تجعلها تتخلى عن قسم السيـاسةّ و إدارة الأعمال لكي تلتحقّ بقسم
الـزفاف لكن لا يبدوا أنها ستحصل على مرادها فإن لم تسرعّ و تـكتب مقالها عنه فهيّ بكل تأكيد سوف تطرد ربما يجدر بها البحث عنّ عمل جديد ، تنهدت
بقلةّ حيلة كي تستدير تنـظر إلى المارين قبل أن تقف رفعت حقيبتها ثمّ تحدثت بنبرةّ مستاءة
ـ تبـا يبدوا أنني سـأحاول غدا
أجل يجدر بها أن تـتسلل بين الصـحافيين.. فكرتّ قليلا لا هذا مستحيل فمع حراسـةّ فرانسوا الشديدة من المستحيل عبور البوابة حتىّ هذا إن لم يتصل
بالشرطة أولا زمتّ شفتيها بعبوس واضحّ و تكشيرة تعلو ملامحهاّ لمـا لمحت من طـرفّ عينها فتاة شقراءّ ترتدي فستانا وردي و سترةّ من قماش باللون
الأبيض كانت تـبدوا هادئةّ للغاية تسير بخـطوات بسيطةّ إلى غـايةّ البوابة الالكترونيةّ تحمل بين يديها عـلبةّ ما بدت كعلبة غذاءّ يدوية الصنع
أخذت تتـحدثّ مع الحراس قليلاّ بابتسامة تـعلوا شفتيها لكنّ سرعان ما قطبتّ بحدة و هي تنظر حولها حينها ضحكتّ الفتاةّ بخفةّ هذه المرأة التي تقفّ
هنا تتذمر هي صديقـةّ فرانسوا لم تكن تصدق ذلكّ في البدايةّ لكن و بعد ملاحظاتها اليوميةّ و زياراتهاّ الدائمةّ رأت أنه بالفعل يملك صديقةّ رقيقةّ للوهلة
الأولى من الزمنّ و تبتسم بكل لطفّ لكن حالما يفعل شيئا يثير أعصابها فتبدأ بالـشجار و أحيانا تبكيّ قليلا لكن دائما ما تـترك عـلبةّ غذاءه و ترحل في
النهايةّ ..
لم يسبق أن تحدثتّ معها إذ أن كلير بدت من الطبـقةّ الغنيةّ و بدتّ لها فيّ أول مرة رأتها متكبرةّ لكن حالما أخذت تـراقب تصرفاتها فـأدركتّ فورا أنها
عكس ما تبدوا عليه ، استـدارت كليرّ باستياءّ بعدما قدمتّ علبة الغـذاءّ إلى كيفين مغـادرةّ المبنى لما اقتربت منها تلكّ المرأة فتوقفت عن السيرّ قبل أن
تبتسمّ بإدراك و هي تشيرّ عليها قائلةّ
ـ أنـتّ .. الصـحافية ستيوارت أليس كذلك ؟
أومـأت بالإيجاب لكي تضحك كلير بخفة و هي تمد يدها إليها فأمسكتها في حين ابتسمتّ كلير مجددا إذ أن كل من فرانسوا و كايل يتحدثان عنها في
الآونة الأخيرةّ يقولان أنها تشبه ماري إلى حد ما في تصرفاتها الرعنـاءّ إلى غـايةّ بطء استيعابها للأشياءّ ضحكتّ كلير مجددا لكي تتحدث الصحافيةّ قائلة
ـ أدعى يـوجين ستيـوارت ، أنـت كلير غلوري لقد سمعت الكثير عنك تشـرفت بلقائك آنستي ..
ابتسمت كليرّ و لم تقل شيئا بالفعل إنها مختـلفةّ فتنهدت بقلةّ حيلة تدير رأسها للجهةّ الأخرى قدّ رفعت يدها تلقي بالتحيةّ على كيفين الذي عين تـواّ ثم
عـادت بأنظارها إلى يوجين المبتسمةّ بدورهاّ و قالت بنبرةّ هادئة
ـ أتـردين حـضور المـؤتمر الصحافي ؟
نـظرتّ إليها يوجين بدهشةّ شديدة قبل أن تومئ مسرعةّ و هي تمسكّ بيدي كلير بحماس أيعقل أنها ستـؤمن لها الدخول لأنها إذ فعلت فستكون منقذتهاّ
لكي تضحك كلير مجددا قائلةّ بنبرةّ لطيفة
ـ هـذا ليس من صلاحياتي لكن قد استطيعّ إقناع كايل بإدخالك فـأنا لا أريد أن يضيع جهدك هباءا
شهقت يوجين بكلّ صدمة غير مصدقة ما سمعته تـوا أهذا يعني أنه لا يوجد داعي لتقديم طلب استقالتها قبل أن يتم طردها ؟ فـسارعتّ بإحتضان كلير
شاكرةّ إياها من صميمّ قلبها بعد ذلكّ استدارتّ مغادرة راكضةّ تعثرتّ و سقطتّ لكنها عادت تقفّ و هي تركض مجددا نـحوّ مقر عملها بابتسامةّ واسعة
بينما تـنهدتّ كلير بقلةّ حيلة و رفعتّ هاتفها كيّ تتصل بفرانسوا غير أنه لا يجيبّ ، كشرتّ بحدة
ـ سـحقا لك ..
و كادتّ أن تـغلق هاتفها و تنزعّ البطارية فـدوما ما يتصل بها حالماّ يجد مكالماتها لكي يعتذرّ لكنه لا يفي أبدا بوعده لهاّ أحيانا تـشعرّ بالضجر من جديته
فيّ عمله لكن لقد كان هذا هو السببّ الأول الذيّ جعلها تقع فيّ حبه لذا هي لا تمانعّ فعلا حسناّ حاليا فقطّ لما رن هاتفها رفعت السماعةّ قائلة بنبرةّ ضجرةّ
ـ نعـم ؟؟
بينما و في الجـانب الآخر من السماعةّ كان يقف أوسكار يحمل بين يديه هاتف ويليامّ الذي قد ذهب توا لتوقيع بضعةّ ألبومات من أجل معجبيه تـحدثّ
بخفةّ قائلا و هو يرفع يده لكي يحرك خصلات شعرهّ البني
ـ مـرحبا كلير إنه أنـا .. لقد طـلب ويليام مني تـذكيرك بـموعدنا اليـوم
أصدرتّ كلير آهة إذ أنها فعلا قد نسيت ما قدّ وعدت ويليام به الأسبوع الماضيّ في حين ضحكّ أوسكار بخفةّ و هو يسير بخـطواتّ سريعة نحو سيارته
عندما تحدثت كليرّ بإحراج
ـ أشكـرك أوسكار .. إذن أين مكان اللقاء ؟
ضحك أوسكار بخفةّ و ضغط على مفتاحه لكيّ يفتح باب السيارة أوتوماتكيا قدّ جلس خلف المقودّ كان يبدوا عليه المرحّ قد غـيرّ مظهره منذ آخر مرةّ
فهاهو شعره باللون البنيّ تتخلله خصلاتّ فضيةّ نوعا ما و يرتديّ ملابس الـعرضّ كانت مبهرجة قليلاّ من سروال أسود و قميصّ طويل أحمرّ اللون به
عدةّ كتابات فضيةّ ، تـحدثّ بخفة
ـ أخبريني بمكانكّ سـوف آتي لأقلك ..
نـظرت كلير للخلف شـركةّ لبيير العـريقةّ قبل أن تتأوه بإرهاق و هي تسيرّ ببطء حينما تجدّ فرانسوا ستحرص على أن تـجعله يفي بموعدهما المرةّ القادمة
قد تحدثت بتعب
ـ أنـا أمام شركةّ لبيير ،
تـمتم أوسكار بـأنه آتي فورا و هو يغلقّ السماعةّ عندما دخلّ ويليام إلى السيارةّ مرهقا شاحب الوجه قد جلسّ في الخلف مديره سباستيان كان الاثنين
مرهقينّ للغاية ، رفع ويليام يده مشيراّ لأوسكار بالذهابّ قبل أن يغلق عينيه ليغفوا فجـأةّ كي يضحكّ أوسكارّ بخفة إذ أنهم لم ينالوا قسطا من الراحةّ منذ
يومين فالعمل هناّ و بهذه الفترةّ بالذاتّ جنونيّ حينما قال سباستيان بنبرةّ مرهقة
ـ أوسكار إن اتصل مدير الـشركةّ أخبره أننا برفقة كايل ذلكّ سيجعله يخفف من حدة غضبه قليلا
أومـأ أوسكار بالإيجابّ و هو يتنهد بقلةّ حيلة لما استدار للخلفّ وجد سباستيان يغط في النوم بدوره أيضا لم يفهم لما يجب عليه الاعتناءّ بهما فـتنهد مجددا
و أدار المقود مغادرا ..



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 07:48 PM