في تلك الحديقة الخلفية الواسعة المزدانة بشتى أنواع الأزهار الملونة الجميلة و الأشجار تحفها من كل مكان على تلك الطاولة الزرقاء المستديرة جلست تلك السيدة التي داعبت الرياح شعرها الأرجواني الداكن بابتسامتها الجميلة تحدق بالأطفال الجالسين على الأرض و هم يستمعون لقصتها بإنصات و حماس رسم على وجوههم لتغلق الكتاب عند سماعها صوت ينادي الأطفال اقترب منها ذلك الرجل ليلتقط أنفاسه المتسارعة ثم يبتسم و يقول: أنتم هنا لقد كنت أبحث عنكم هيا دروسكم الخاصة سوف تبدأ الآن لذا أسرعوا للداخل
تذمر الأطفال و رفضوا الذهاب لتقول لهم السيدة: لا تفعلوا هذا بمعلمكم لذا أسرعوا بالذهاب
نهضوا ليسيروا في اتجاه مدخل الحديقة البيضاوي الكبير ليساعد الرجل السيدة على النهوض لتقول له: شكرا لك
قال المعلم بابتسامة: عليك الاهتمام بصحتك لأجل طفلك القادم سيدتي
ابتسمت له لتدخل لغرفتها بعد ساعات قليلة أصبح المنزل في حالة فوضى و توتر و الحركة السريعة ازدادت ليأخذوا تلك السيدة للمشفى بعد فقدانها للوعي مضت ساعات النهار الأخيرة في ترقب شديد حتى وصل الخبر الذي انتظروه طويلا في تلك الغرفة الكبيرة المطلية باللون الأزرق السماوي و ستائرها البيضاء المزخرفة التي تحجب النافذة العملاقة في الغرفة ليفتح الباب بعد أن طرق ليقول الرجل الذي ارتدى بدلة سوداء منحني الرأس: السيدة إيف قد أنجبت فتاة منذ دقائق قليلة
الجميع ينظر إليه بأعينهم الواسعة و نظراتهم المصدومة رسمت الدهشة على وجوه الجميع ليقول أحد الرجال: و كيف هي حالها؟
قال رئيس الخدم: حالتها سيئة للغاية و قد لا تبقى فترة طويلة على قيد الحياة
التمعت بعض العيون بمختلف التعابير البعض حمل الدموع في عينيه و الآخر السعادة بينما ثالث لم تهتز شعرة منه ليقول كبير العائلة: سوف نجلبها للمنزل و نعتني بها بأنفسنا
انحنى رئيس الخدم و غادر الغرفة ليغلق الباب ليدوي صوته في الغرفة الهادئة تفرقوا بعدها عائدين لغرفهم طالبين الراحة من عناء هذا اليوم في صباح اليوم التالي في غرفة إيف التي تحلق الأطفال حول سرير الطفل الأزرق الداكن منقوش باللون الفضي و هم ينظرون إليه بمرح شديد ليقول أحدهم: عمتي إنها لا تشبهك بتاتا
قال آخر: أظن أنها تشبه العم توماس أكثر
قالت إيف: حقا؟ لم أعرف ذلك
قالت إحدى الفتيات: أأستطيع حملها خالتي؟
قالت إيف بابتسامة: بالتأكيد
حملتها الفتاة بحذر شديد و هي تنظر للطفلة النائمة بين ذراعيها بحنان شديد كان الجميع ينظر إليها بمرح شديد حتى غادروا الغرفة دخل كبير العائلة ليقول: صباح الخير إيف
نهضت من السرير لتنحني له و تقول له: صباح الخير سيد وارس
قال كبير العائلة: بعد كل هذا الانتظار تنجبين فتاة لا نفع منها مثلك كما توقعت من شخص رث مثلك
أمطرها بكلماته السيئة كالعادة آلم قلبها الحزين و غادر الغرفة نظرت لطفلتها التي حملتها و الدموع تكاد تسقط من عينيها لتقول بصوت هامس: يجب عليّ أن أكون أقوى لأجلك صغيرتي
تلك الابتسامة الحزينة زينت شفتيها مرت أسابيع قليلة لتعود إيف للمشفى نتيجة سوء صحتها المتدهورة كان الجميع في انتظار خبر ما حتى عادت للمنزل بعدها بساعات لتنحني لهم و تقول: آسفة لأنني جعلتكم تقلقون عليّ
قال كبير العائلة: لماذا قد نقلق على قمامة مثلك؟ لا تغتري بنفسك كثيرا
غادر المكان ليقول لها أحد الرجال: طفلتك هذه مزعجة للغاية لا تكف عن البكاء أبدا
صعدت إيف نحو غرفتها لتنظر لطفلتها التي كانت تصرخ و تبكي لتشعر بالحزن الشديد يحيط بهما لتنظر للصورة الموضوعة على الرف لتقول: لماذا ذهبت و تركتنا توماس؟
كانت صورة زوجها العزيز تشعرها بالألم أكثر فمنذ أشهر غادر المنزل في رحلة عمل لكن لم يعرف عنه أي شيء بعدها أعادت طفلتها إلى سريرها لتجلس على طرف السرير و تنام بعد عام كامل كانت إيف تجلس على طرف سريرها تحدق بسرير طفلتها النائمة ليبدأ التفكير بأخذ حيزا من وقتها حتى أفاقت على صوت طرق الباب العنيف لتفتحه و تنظر للسيدة التي وقفت هناك و الانزعاج يحيط بها لتقول: كيف تجرؤين على تجاهلي هكذا؟ أنت حقا لم تتعلمي أبدا كيف تتصرفين بطريقة مهذبة لا أعرف لما قام توماس المغفل بالزواج منك على كل أريدك أن تهتمي بكيفن و جوليا عند مغادرتي
قالت إيف: لكن ليليان تحتاجني بقربها
قالت السيدة: لم أسمعك جيدا ماذا قلت؟ و قمت بتسمية قذارة مثلها ليليان؟
غادرت السيدة دون أن تسمع كلمة اعتراض أخرى لكلماتها حملت ليليان النائمة لتسير بها لغرفة الطفلين و أفكارها تسرقها من العالم المحيط بها وضعت قدمها في المكان الخاطئ لتنزل الدرج لتبدأ نبضات قلبها بالتسارع أغمضت عينيها خائفة مما قد يحصل لتشعر بتلك الذراع القوية التي أمسكت بها لتمنعها من السقوط التفتت لصاحبها الذي كان بشعر أزرق قاني طويل و عينين عسليتين واسعتين قال: لقد كان هذا خطير للغاية
انتبه للدموع التي التمعت في عينيها الأرجوانتين الفاتحين ليرسم ابتسامة لطيفة على وجهه و يقوم بمعانقتها مخففا ذلك الحزن ابتعد قليلا لينظر لليليان التي كانت تلهو دون معرفة ما يجري حولها ليقول: يبدو أنها سعيدة لأنك بخير صحيح ماذا سميتيها؟
قالت إيف: ليليان
قال الشاب: اسم جميل للغاية يناسبها كثيرا ورثت جمالك بالفعل
ابتسمت له لتقول: ألم تعرف عن توماس أي شيء مارتن؟
صمت ليفكر في كذبة تبعد عنها التفكير بشقيقه التؤام ليعاود الابتسام و يقول: لا ليس بعد لقد وعدتك بأنه حالما أصل إليه سوف أخبرك أولا لذا لا تقلقي
ربت على رأسها و غادر المنزل ليصعد سيارته الزرقاء الداكنة ليقوده بتلك الطريقة المتهورة للمشفى الذي اتصل عليه وصل إليه في أقل من نصف الوقت المفترض ليقول له الطبيب: أواثق بأنه شقيقك سيد وارس؟
قال مارتن: أتيت لأتحقق ذلك
دخل مارتن برفقة الطبيب لتلك الغرفة الهادئة لينظرا للشخص الذي كان يحدث الممرضة و علامات القلق في وجهه التفتت على صوت الطبيب لينظر لمارتن بصدمة لتظهر ابتسامة الارتياح على وجهه اقترب منه مارتن ليمسك الشاب بيده و يقول: سعيد لأنني استطعت رؤيتك مجددا مارتن
ابتسم مارتن له بسعادة فهو كان ينتظر رؤيته بفارغ الصبر كان الشعور بينهما متبادل تحدثا مطولا و استمتعا بوقتهما حتى قال توماس: أخبرني كيف هي إيف؟ لم تحدثني عنها منذ أن أتيت بالرغم من أنني توقعت بأنك سوف تفعل
صمت مارتن قليلا يفكر فيما يقوله فخلال الأشهر التي رحل فيها حدثت الكثير من الأمور عرف توماس بأن شيئا ما قد حدث من الجو الذي ساد عليه ليقول مارتن: لا أستطيع إخبارك بأي شيء لذا فلتنتظر حتى عودتك للمنزل سوف أحضرها غدا معي
قال توماس: لا داعي لذلك سوف أخرج من هنا قريبا لذا سأقوم بمفاجأتها
نظر مارتن لابتسامة تؤامه الأصغر منه ليشعر بشيء من الألم في صدره نهض ليغادر الغرفة عائدا للمنزل مضى الأسبوع و النصف أسبوع في ذلك المساء كانت إيف تغادر الحديقة و هي تلاعب ليليان بأصابعها نظرت لاصطفاف الجميع أمام الباب و تهامسهم المرح أثار فضولها لتقول في نفسها: يبدو أن ضيوفا مميزين آتون الآن سوف أصعد لغرفتي
فتح الباب ليجمدها ذلك الصوت الذي لم يتوقف عن الرنين في أذنيها صوت أحبته و أحبت صاحبه التفتت من فورها لتنظر لصاحب الابتسامة التي لا تزال موضوعة في غرفتها كان مارتن ينزل الدرجات ليتوقف و ينظر إليها ابتسم بمرح ليقترب منها و يحمل ليليان لتنظر إليه قال لها: ألم تكوني تنتظرين عودته؟ اذهبي إليه
ابتسم لها بمرح شديد لتذهب لحيث يقف محبوبها الذي طال انتظاره ارتمت بين أحضانه متناسية كل من و ما حولها ليعانقها هو أيضا متجاهلا النظرات المنزعجة من تصرفاتهما الطفولية ليقول لها: لقد اشتقت إليك كثيرا إيف
قالت إيف: أنا أيضا اشتقت إليك كثيرا
أوقف جوهما المليء بالحب و القلوب المتطايرة في الرجاء تنهيدة كبير العائلة ليقول: عليكما أن تحترما المكان و الأشخاص المحيطون بكما قصص حبكما السخيفة ضعوها خارجا الآن
ابتعدت إيف عنه لتشعر بالذنب لتصرفها الطائش فهي تعلم بأن كلامه كان يقصدها هي قال كبير العائلة: أريدك في حديث ثم افعل ما تشاء
ذهب توماس خلف كبير العائلة بينما تفرق الجمع اقترب مارتن منها ليقول لها: ألست سعيدة بعودته؟
قالت إيف: لديّ شعور سيء اتجاه هذا الأمر
قال مارتن: تفاءلي بالخير كل شيء سيكون على ما يرام
ابتسم لها ليضع ليليان بين يديها عادت لغرفتها و ذلك الشعور لا يغادر فؤادها سلب منها ابتسامتها و نفسها حتى طرق الباب ليدخل توماس بابتسامته المرحة ليقول: لا أذكر بأن غرفتك كانت بعيدة هكذا
انتبه لسرير الطفل الذي كان يستمتع بوقته ليقترب منه و ينظر إليه رفعه لينظر إلى تقاسيم وجهه البشوشة ليبتسم و يقول: إنها لطيفة للغاية حقا كما أنها جميلة جدا يا إلهي إنها ظريفة جدا جدا لقد وقعت في حبها من النظرة الأولى ابنة من هي؟
نظر لإيف التي لم تقل أي شيء انتبه لشرود أفكارها ليقترب منها و يجلس أمامها لتنظر إليه و تقول: متى أتيت لهنا؟
قال توماس: ما الذي يشغل تفكيرك أكثر مني؟
نظرت إليه يحمل ليليان التي كانت تلعب بأصابعه لتقول: يبدو أنها قد أعجبت بك تماما
قال توماس: لقد وقعت في حبها أخبريني ابنة من هي؟
نظرت إيف إليه لتبدأ الابتسامة بالاختفاء من شفتيها أنزلت رأسها بشيء من الحزن تفهم الأمر و قام بمعانقتها ليقول لها: لا عليك إيف سأكون دائما بجانبكما
نزلت دموعها بدون استئذان ليشعرها بحنانه الذي اشتاقت إليه كثيرا تحدثا معا لاحقا ليقول لها: إنها حقا تشبهك كثيرا جميلة مثلك تماما
قالت إيف: توقف عن المزاح لقد قال الأطفال بأنها لا تشبهني أبدا
قال توماس: حقا؟
قالت إيف: لقد قالوا أنها تشبهك كثيرا
نظر إليها بشيء من الدهشة ليبتسم لاحقا و يقول: إذا أسميتها ليليان؟ إنه اسم جميل يليق بها كثيرا
قالت إيف: أتعتقد ذلك؟
قال توماس بمرح: بل واثق من ذلك تماما
ابتسمت له بمرح شديد ليفعل المثل تذكر فجأة كلام جده له شعرت إيف بتغير أجوائه ليزيد ألم الشعور السيء الموجود في قلبها لتقول له: لقد حدثك عني أليس كذلك؟
صمت توماس و لم يجب على سؤالها فهو يشعر بالألم ذاته أحزنه أكثر رؤية دموعها البلورية و هي تقول: عرفت منذ البداية أن شيئا سيئا سيحصل لقد أخبرتك من قبل بأنه ليس من المفترض أن أقبل عرضك ذاك أنا حقا جالبة للحظ السيء أنا شخص سيء للغاية
قال توماس: لا تقولي هذا إيف فأنا أحبك و لن أتخلى عنك لأي سبب
أمسكت إيف بوجهه بين يديها لترغمه على النظر لعينيها الغارقتين في الدموع و ابتسامتها التي تكاد تشق قلبه لأجزاء مجزءة لتقول: فقط دعنا نذهب توماس سنكون بخير وحدنا و كذلك أنت
قال توماس: لا تقولي شيئا كهذا سوف أبكي حقا
ابتسمت له بمرح شديد لتحمل ليليان بين يديها و تبتسم له بمرح نهضت ليفعل المثل و عيناه تكادان تسبحان في بحر دموعه المتألمة لتقول: لن نلتقي مجددا توماس سيكون هذا وداعنا الأخير
أراد أن يمد يده ليوقفها لكن لم تعطيه فرصة لذلك جثى على ركبتيه متألما حزينا غاضبا باكيا و ثائرا هالته تلك سببت زلزال عنيف عرف أفراد العائلة بأن توماس هو السبب أسرع مارتن لغرفة إيف لينظر لتوماس و الغرفة ليعرف ما جرى على الفور اقترب منه ليقول له: توماس اهدأ قليلا هكذا سوف تدمر المنزل
أمسك به ليعيد إليه وعيه الذي فقده بسبب رحيل محبوبته التي سلبت حياته فقد وعيه بعدها ليأخذه لغرفته بقي بقربه لدقائق معدودة ليفتح عينيه و ينظر إليه ليقول: إيف أين هي؟
قال مارتن: عليك أن ترتاح الآن لذا لا تجهد نفسك بالتفكير كثيرا
قال توماس: إذا لم يكن ذلك حلما مزعجا؟
تلك الهالة عادت إليه مجددا ليقول مارتن: عليك أن تهدأ الآن توماس سوف أبحث عنها عندما أجدها سأخبرك حسنا؟
قال توماس: أنت لن تقوم بخداعي أليس كذلك مارتن؟
أمسك مارتن يده بكلتا يديه ليعطيه تلك الابتسامة المطمئنة ليغادر بعدها يسير في ذلك الممر الطويل و العريض الذي زين جدرانه بلوحات زيتية و سجاد أزرق قاني أطرافه نقوش ذهبية غريبة وصل لغرفة جده الذي كان يبدو سعيدا لسبب ما ليقول له: أكنت تريد أن يصل لهذه الحالة حقا يا جدي؟ تعرف بأنه سوف يقضي علينا جميعا
قال الجد: لم تفسد فرحتي عليّ؟ لقد كانت مصدر شؤم لعائلتنا لا أعرف كيف تزوجها حتى
قال مارتن: لقد قلت بأنك لن تتدخل في حياته كما فعلت معي لماذا تفعل هذا الآن؟
قال الجد: كيف تجرؤ على الحديث معي بهذه الطريقة أيها اللقيط؟ لو لم أنظر إليكما لما عرفتما الدنيا و ما فيها لحسن حظكما أنني طيب كفاية لأخذ بمتشردين مثلكما و أجلبكما لعائلة مثل عائلة وارس أنت حقا ناكر للجميل
جثى مارتن على إحدى ركبتيه ليقول له: أرجوك سيد وارس أرجوك أن تدع أخي و شأنه لا أتحمل رؤيته في وضع كهذا
نظر إليه كبير العائلة باستحقار شديد ليعطيه ظهره مدعيا التفكير في الأمر صدمهما تلك الهالة المخيفة للغاية لينهض مارتن و يسرع ناحية غرفة توماس ردعه عن ذلك ليحاول الوصول إليه بشتى الطرق لينجح في ذلك قام بصفعه ليفيق من كل هذا لتبرق الدموع في عينيه ليقول له: عليك أن تتمالك نفسك توماس كيف تريدها أن تعود و أنت ضعيف هكذا؟ لن تستطيع حمايتها هكذا
قال توماس: أنا لا أستطيع تحمل كل هذا بدونها لن أستطيع
قال مارتن: اهدأ قليلا توماس لا تكن ضعيفا الآن ألا تريدها أن تعود إليك؟ لذا توقف عن هذه التصرفات الطفولية
نزلت الدموع من عينيه ليستند على كتفه وضع مارتن يده على رأسه مخففا عنه أعاده لسريره ليجلس بقربه ممسك بيده لينام مرت عشرة سنوات هادئة حتى ذلك اليوم الذي غير مجرى حياة العائلتين التقى مارتن بإيف المحدقة في السماء المظلمة بحزن شديد اقترب منها لتوقفه بصوتها القائل: لا فائدة من الحديث مارتن كل شيء قد تهدم منذ بداية لقائنا لذا لا تحاول رجاء
قال مارتن: أنت لا تعرفين مقدار ما يعانيه توماس...
أوقفت كلماته تلك الدموع الحمراء التي سالت من عينيها متأخذة وجنتيها مسارا لها التفتت إليه ليرى الدماء التي غطت جسدها أمسك بجسدها المتألم قبل أن يقع أرضا لتتقابل أعينهما المتحاورة ليقول لها: لماذا تفعلين هذا؟ هل تريدين تركهما وحيدين متألمين هكذا؟
قالت إيف: أعرف أن هذا التصرف قاسي من قبلي لكنه الطريقة الأمثل لحل هذه الأمور لا أريد أن يتألم أي شخص آخر مثلنا هكذا
ودعت روحها جسدها البارد ليرتاح في جوف هذه الأرض التي حملت ذكرياتها مر يومان فقط على اختفاء مارتن و القلق يقتل توماس لمعرفة في أي طريق ذهب شقيقه الوحيد فتح باب غرفته ليراه يجلس هناك تعجب الهدوء المحيط به ليقترب منه و يفاجأ بتلك الدماء التي لطخت ثيابه و الصدمة التي علت وجهه جعلت قلبه ينبض بجنون وقف أمامه ليجبره على النظر إليه ليقول له بقلق شديد: ماذا حدث لك مارتن؟
تأمل مارتن وجهه لفترة ليعيد ناظريه للأرض و يقول: لم أستطع فعل أي شيء لأوقفها أنا آسف أخي
قال توماس: ما الذي تهذي به؟
نظر إليه بتلك النظرات الحادة الحزينة ليقول: إيف قد ألقت لعنة على عائلتينا
نبضات قلبه تكاد تكسر الرقم الطبيعي لها و عينيه توسعتا بصدمة لم يعد لها أي عدة ضاعت نفسه في داخل ذلك الحزن العارم المخيف لم يحاول مارتن منعه من فعل أي شيء فضميره يؤنبه على ترك شقيقه يعاني هذا الألم كله يعاتبه لأنه تعرف على عائلة وارس تلك الليلة عرفت بالليلة القرمزية المؤلمة على مر ثمان قرون مضت من وقتها
لن أقوم بوضع الكثير من الأسئلة كبداية لهذه القصة لكن توقعوا ذلك في الأيام القادمة بالتأكيد أريد تعليقاتكم على هذا الجزء الأولي للقصة في انتظار ردودكم الجميلة