••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


براعم زهرة الكرز.. الجزء الأول

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-2020, 10:28 PM   #11
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً






الظلمة في طريقها نحو النور
مستلة ذلك السيف الحاد لتقطع به كل خيط ذهبي يحاول الوصول
إلى قلوبنا المتلهفة له ، وكل ماحولنا ينبأ بالدمار القريب
لكن
هناك شمعة مضيئة صغيرة بداخلنا، زهرة تأبى الذبول
تعطر روحنا وتبث فيها الأمل
فهل سنقوى على خوض الصراع ومجابهته
أم أننا سنهار وستحل علينا

" لَعنَة الغُراب "




حركت شفتيها لتتحدث لكن صوت الباب قاطعها بينما
كان يُطرق بقوة
جلس فلورنس بسرعة وجلا دون أن يتمكن من اخفاء ذعره
بينما صوبت ناظريها نحو الباب بريبة..
وسرعان مانهضت وخرجت من الغرفة متجهة نحوه
تنفست بعمق محاولة طرد الأفكار السيئة قدر ماتستطيع لتفتح الباب
وإذا بها ترى مازاد من حيرتها ومخاوفها
فما عساه يكون ؟




حرك بصره متأملاً إياها من رأسها وحتى أخمص قدميها
نظراته المريبة تلك والإبتسامة المخيفة التي ارتسمت على شفتيه
جعلت قلبها ينتفض خوفاً
رفعت يدها لتلك الخصلات المتناثرة على وجهها وأبعدتها بتوتر واضح
بينما ازدادت ابتسامته اتساعاً بينما يقول بهمس : يالك من محظوظ أيها البريطاني .. لديك زوجة كالملاك
لم تنبس ببنت شفة مفكرة في كلماته الوقحة تلك
وماهي إلا هنيهة حتى رفعت طرفها له بحدة ونطقت أخيراً
بنبرة جافة : هل من خدمة تطلبها سيد تشوي ؟
ظل تشين يحدق اكتفى بصمت وعيناه لاتزالان تتأملانها حتى غلف الغضب قسماتها ..
وما إن همت بالحديث إذ بشخص يبعدها عن الباب ويتقدمها
- خيراً ؟
التفتت بسرعة ما إن سمعت نبرته تلك مدركة على الفور غضبه
وقد كان يحدق بتشين بنظرات حارقة كما لو كان يود قتله
اقتربت منه وأمسكت بذراعه هامسة له : عزيزي ..
قاطعها آمراً : جهزي ملابسي .. سأذهب وتشين الى الحقل
أومأت بالإيجاب وغادرت مسرعة وقلبها يضطرب بخوف شديد
بينما أعاد فلورنس ناظريه لتشين ونطق وهو يحاول السيطرة
على غضبه : ماذا كنت تفعل ؟
تشين بابتسامته الباردة الواثقة : لاشيء .. أتيت لمرافقتك للحقل .. خشيت أن تفضحنا إن ذهبت بمفردك ..
فلورنس بهدوء : لاتقلق .. لن ألقي بنفسي في الجحيم أبداً
أكمل محدثا نفسه" ولن أسلم نفسي وعائلتي لك بعدما أيقتنه
من دنائتك أيها الحقير
"
أشار الدخيل بعينيه السوداوين نحوها : زوجتك تنتظرك
التفت حيث كانت تقف آريا بارتباك وخوف تحاول إخفائهما
نظر لها فلورنس وقلبه يشتعل غضباً بصمت حالما أدرك نظرات
تشين الوقحة و الجريئة لها
توجه لها وأمسك يدها بعنف ثم أدخلها للغرفة ودخل معها
نظرت له بخوف ونكست رأسها على الفور وهي تضم يديها لبعضهما بارتباك شديد
أمسك ذراعها بقوة وقال بهمس غاضب : ماذا قال لكِ قبل أن آتيكما
ارتعش جسدها وظلت بصمتها بخوف وقد تحجرت الدموع بمقلتيها
هز ذراعها بعنف وهو يهمس بغضب أكبر : تحدثي
انهمرت دموعها وقالت بخوف : لا .. شيء .. سألني عنك .. و .. و..
- قولي الحقيقة !..

انسابت الدموع من مقلتيها بغزارة وقلبها يرتعش بشدة في جوفها
تنهد بعمق محاولاً السيطرة على نيران الغيرة التي اشتعلت
بقلبه وتوجه الى حيث وضعت الثياب ثم استبدل ملابسه
بسرعة توجه بعدها نحو الباب ورمقها بنظراتٍ غامضة
بينما كانت لاتزال منكسة طرفها ودموعها على وجنتيها
همس لها : لاتفتحي الباب قبل أن تسألي عمن خلفه في المرة القادمة .. فأنا حقاً .. أخشى عليكِ آريا
رفعت عينيها الباكيتان له وهي تنظر له نظراتٍ حائرة ..
ثم ابتسمت باطمئنان وأومأت ايجابا طائعة
- آسفة .. أعدك .. لن اكررها مجدداً
ربت على رأسها بهدوء وهو ينظر لها نظراتِ تخفي الكثي
نظراتٍ لم تفهم معناها لكنها آلمت قلبها بشدة واخترقته
كما لو أنها تنذرها .. بلعنة على وشك الحدوث
دلف بعدها إلى خارج الغرفة بينما هي لاتزال تتأمله بحيرة شديدة



مسحت عينها بكفها الصغيرة وهي تنهض من فراشها البارد وتوجهت
لخارج الغرفة حاملة دميتها المهترئة
نظرت لوالدتها التي كانت تقف أمام الموقد تطهو بشرود وقد غلف
القلق والخوف معالم وجهها
اقتربت منها بضع خطوات وقالت ببرائتها المعهودة :
- ماما أريد طعاماً .. جائعة
بدا وكأن آرياكو لاتسمعها فاقتربت أكثر وقالت بضجر وهي تشد
طرف ثوبها : ماماا جائعة
التفتت لها آرياكو باستياء :
- هارو !! كم مرة حذرتكِ من التصرف بهذه الطريقة الفظة؟!
نفخت هارو خديها باستياء طفولي :
- ماما ماذا فعلت الآن .. أنا جائعة وأنتِ لم تسمعيني حتى
استدارت لها قاطبة حاجبيها باستنكار ووضعت يديها على خصريها :
- لم أسمع ماقلته تواً .. أوليس كأنكِ تجاوزتِ حدودكِ أيتها الصغيرة
الشقية .. إنكِ حقاً بحاجة للتأديب ..

- تأديب !! .. كل هذا لأني جائعة ؟
هذا ماقالته هارو بتعجب وتذمر لتزيد من استياء آرياكو التي
نفذ صبرها فأمسكت بيدها بقوة وساقتها نحو الجدار
أوقفتها أمامه ونظرت لها بحزم وهي تقول :
ارفعي يديكِ وساقكِ ولاتبرحي مكانكِ وإلا ضربتكِ بالعصا
تنهدت الطفلة بيأس وضجر وقالت بتململ :
ماما .. أنا جائعة .. مالخطأ الذي فعلته الآن لتعاقبيني ؟
عقدت آرياكو يديها أمام صدرها وهي تنظر للطفلة باستنكار واستياء :
لاتعرفين بما أخطأتِ ؟ تعاملين والدتكِ كالخادمة ..
حتى أنكِ لم تلقي تحية الصباح علي .. إضافة إلى تلك النبرة الآمرة
التي تطلقينها وإجاباتكِ الغير مهذبة التي تنطقين بها
باستمرار حالما تحدثت .. أنتِ لاتعرفين معنى اللباقة حتى ..

كانت هارو تحرك قدميها بتململ وهي تلعب بدميتها متجاهلة
ماتقوله والدتها وإذا بجسدها يرتعش إثر تلك الصرخة الغاضبة التي
أطلقتها آرياكو : لاتتجاهليني حينما أحدثكِ ..
لقد ازدادت وقاحتك أيتها الطفلة المشاكسة

نظرت لها هارو بخوف بينما أمسكت آرياكو العصا وبدأت بضرب
هارو على ظاهر قدميها من الخلف فأخذت تصرخ وتبكي بشدة
مما جعل هانا الصغيرة تستيقظ اثر سماعها لصوتها وتخرج ناعسة
من غرفتها وحالما رأت غضب والدتها وعقابها اختئبت فوراً خلف
الباب وأطلت برأسها متعجبة خائفة



- كما أوصيتك فلورنس .. لاتبدي لهم أنك خائف أو مرتبك وإلا فُضح أمرنا
أومأ له فلورنس بالإيجاب وتوجها للحقل حيث كان يقف الفلاحين أمام نائب الرئيس " كازومي "
والذي انتظر حتى اكتمل عددهم فبدأ يقول بعد حديث مطول دار بينه
وبين كبار القرية
{اذاً .. تعلمون جميعاً لما اجتمعنا هنا .. يؤسفني قول هذا .. لقد احترقت المخازن بأكملها .. وسرقت الأموال ..

واختفى تاماكي ..المسؤول عن المخازن والحقول .. كل مااجتهدنا
لجنيه خلال هذا العام .. لقد احترق وأصبح رماداً ..إنها كارثة
حلت بقريتنا لم يسبق لها مثيل خلال الأعوام العشر السالفة ..
أشعر أن بالأمر مكيدة ما ..لكننا لم نتأكد من ذلك بعد ..
وحتى نعرف ونكتشف حقيقة هذه الحادثة الغريبة ..يجب أن نتعاون جميعاً لمساعدة القرية وتعويض ماخسرناه ..الشتاء على الأبواب
وبدون ما اذخرناه في المخازن لن نتمكن من سد احتياجاتنا ..
لذلك سنقوم بشراء الطعام من المدينة ..وحتماً ستكون أسعاره
باهظة للغاية . لذلك نأمل تعاونكم ومساعدتكم ..فكل مانفعله
ونبذله من جهود ستعود حتماً على القرية بالنفع قبل ان ننتفع
منها نحن }

أكمل كازومي خطبته تلك وبدأوا بجمع التبرعات والمساعدات
ممن يمكنه تقديمها ..بينما كان هناك أعين خفية تراقب مايحدث
مترقبة أي خيط قد يدلها على الفاعل ..متفرسة وجوه الفلاحين
تستسقي منهم أي بادرة تدلهم على هدفهم المنشود .. !
تنفس فلورنس بعمق وقلبه يأبى أن يهدأ من خفقانه المستبد .. وتقدم حالما حان دوره نحوه معاون كازومي والذي رمقه بنظرة آمرة
بمعنى أفرغ مابجيبك وقدم المساعدة للقريةرفع فلورنس رأسه
وبتردد قال : أعتذر .. لايمكنني المساعدة .. فمالدي من مال بالكاد
يكفي لسد احتياجات عائلتي

أجابه كازومي ساخراً : معك حق .. انه لايكفي لمساعدة قريتنا التي لاتنتمي إليها صحيح ؟.. إنما يكفي لتزويد جيوش العدو بما يحتاجون من مال وعتاد لقتالنا ..
نظر له فلورنس بدهشة مستنكراً مايقول بينما أكمل كازومي آمراً :
أفرغ جيبك أيها البريطاني القذر !
قبض فلورنس يده بقوة وهو ينظر لكازومي وذكرياته ترتسم في
عقله بينما قلبه يعتصر ألماً
- منذ متى وأنتم تعاملونني بهذه الطريقة كما لو كنت غريباً عنكم ؟!
.. لقد عشت هنا .. اليابان بمثابة موطني الثاني ..لكنكم جميعاً في
الآونة الأخيرة تنظرون لي باحتقار كما لو كنت المسؤول عن هذه
الحروب والمناوشات السياسية التي تدور بين زعمائنا وزعمائكم ..
ماشأني وماشأن عائلتي لنمسي ضحايا هذه الحرب الجائرة ؟!
أوتراني حملت سلاحاً لقتالكم ؟! هارو تنتظر منذ مدة طويلة الحلوى
التي وعدتها بها .. هانا تنتظر بلهفة موعد انضمامها وشقيقتها لبقية الأطفال .. لتكون تلميذة مثلهم .. وزوجتي .. لاتحلم بأكثر من حياة
هادئة تكفينا لنمضي قدماً سعداء ..نعيش حياة بسيطة رغيدة هانئة ..
لما تفعلون بنا هذا ؟

نظر له كازومي وهو يبتسم ابتسامة جانبية خبيثة وهمس له :
لن أتعجب ان كنت خلف مايجري في هذه القرية من كوارث .. سيد فلورنس .!
أشار بعدها لتشين بأن يتقدم وكان هذا الأخير ينظر لفلورنس بغضب
مكبوت هامساً بداخله :
" تباً لك فلورنس .. أقسم انك من سيفتضح أمرنا بسببه .. يجب أن أتخلص منك قريباً ..فأمثالك تقودهم شخصيتهم المسالمة الساذجة لقول
الحقائق المهلكة دائماً .. لن اتركك حتى ذلك الحين ..سيكون هذا اليوم
آخر يومٍ تمضيه بأحضان عائلتك
"



حل المساء واختفت الشمس خلف الأفق مخلفة تلك الظلمة الحالكة برحيلها ..بينما ظهر القمر من بين الغيوم راسماً بعض الضياء في العتمة ..
يختفي حيناً ويبدو حيناً آخر
فُتح الباب أخيراً منذراً بعودته للمنزل ..
لم يقل شيئاً واكتفى بأن خلع حذائه العتيق واجتاز عتبات المنزل
الصغيرة ليدخل بعدها الى غرفة المعيشة قلب ناظريه في أرجائها
حتى وقع بصره على آرياكو التي كانت تجلس أمام الطاولة الصغيرة
والتي احتوت على بعض الأطباق المغطاة .. وعلى جانبها كانت تجلس هانا بصمتها المعهود
اقترب نحوهما وقال بحيرة : مابكم ؟ إنها المرة الأولى التي يبدو
فيها المنزل بهذا الهدوء .. ثم أين هارو ؟

نظرت له آرياكو وعلى وجهها علامات البرود والاستياء : مرحباً بعودتك ..
كيف كان يومك ؟

أجابها وهو يجلس مطلقاً تنهيدة متعبة :
لاشيء جيد البتة .. ماذا حضرتي لنا من عشاء ؟
فتحت الغطاء لتكشف عن طبق الأرز مع الخضار وبجانبه إبريق الشاي
تنهد بضجر والتفت لها وهو يقول بسخط :
ودائماً هذا هو عشائنا ؟ سئمت هذا لما لاتقومي بطهي شيء آخر لنا
أجابته بهدوء : مثل ماذا ؟
- اللحم أو السمك أو الدجاج .. بيض أي شيء آخر مللت هذه الأطباق
أخذت طبقه وبدأت بملئه بالرز وهي تقول :
ومن أنّا أحضر لك هذا الطعام عزيزي .. تعلم أن هذا كل مانملكه
تنهد بعمق وهو يتذكر ماقاله كازومي له في الصباح وتمتم بغيظ :
لتأتي أيها الحقير وتشاهد حالنا هذه قبل أن تتفوه بتلك الترهات
نظرت له بتساؤل : أحدث أمر ما ؟
أجابها وهو يأخذ عيدان الطعام ويهم بالأكل :
بل قولي مالذي لم يحدث .. بت منبوذاً الآن لأنني بريطاني الأصل ..
وكأنني لم أتحمل العيش بهذه الحال التعسة طوال السنين الثمان الماضية

صمتت لوهلة ثم قالت وهي تنظر له بجدية :
نادم على زواجك بي والعيش هنا ؟!
نظر لعينيها ملياً بغضب مكبوت ثم قال وهو لايزال ينظر لهما :
لست متفرغاً لشجار آخر سيدة آرياكو
ابتسمت مصدرة صوتاً لضحكة قصيرة ساخرة :
هه .. يبدو أن رفيقك الجديد ذو تأثير عظيم ليغيرك بهذا الشكل
ترك فلورنس أعواد الطعام على المائدة وتنهد بعمق ثم نظر لها :
مالذي تريدين أن تصلي له الآن ؟
بقيت تنظر له بصمت وهدوء غاضب حتى التفتت بعد ثوانٍ لهانا
وأشارت لها بالعودة لغرفتها فاستجابت بسرعة طائعة ودخلت
الغرفة وأغلقت الباب ثم التفتت للخلف وأسرعت نحو شقيقتها التي
كانت مستلقية على الفراش
- هارو هارو .. بابا وماما غاضبان
نظرت لها هارو بوجهها الباكي المستاء :
سأخبر بابا عما فعلته بي أمي انظري .. هذا مؤلم
نظرت هانا لقدمي شقيقتها اللتان احمرتا وبدت آثار العصا واضحة
عليهما ثم قالت بخوف : مؤلم .. جداً ؟
اومأت هارو بالايجاب :
أكل هذا لأني أردت تناول الطعام ... أنا جائعة ..
أمي لاتحبني لقد حرمتني من الطعام طوال اليوم
هانا ببراءة : أنتِ السبب .. طريقتكِ في الحديث مع أمي سيئة وغير لبقة بتاتاً
هارو بغضب : بل أمي امرأة متوحشة وسيئة .. أبي أفضل منها بكثير
واذا بهما تسمعان صوت صراخ والدهما يعلو تبعه صوت والدتهما الغاضب
هانا بخوف : يتشاجران !!
اعتدلت هارو في جلوسها بقلق وتوجهت كلتاهما نحو الباب وفتحتاه
قليلاً وهما تراقبان مايحدث



قبل وقت قصير :


التفت لها ما إن دخلت الطفلة الغرفة وقال بغضب مكبوت :
إلاما تسعين آرياكو؟
أغمضت عينيها لبرهة محاولة تهدئة غضبها ثم فتحتهما والتفتت له من جديد : ماصلتك بالمدعو تشين ؟
رفع أحد حاجبيه مستنكراً ثم عقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول
بنبرة ساخرة :
منذ متى وزوجتي الحبيبة تتدخل بشؤوني الخاصة وتختار أصدقائي أيضاً ؟
أجابته بثقة : منذ الآن .. طالما لايمكنك إيقاف نفسك عن الوقوع في الخطأ فسأفعل وسأوقفك قبل أن تلقي بنفسك وبنا إلى الهاوية
اتسعت عيناه بدهشة لما سمعه ثم عقد حاجبيه بغضب ونهض وهو يقول :
تماديتِ آريا .. تماديتِ كثيراً .. بعد كل ماأفعله وأعانيه لأجلكم هذا كل
ما ألقاه منكِ ؟!! ألا يكفي انني تحملت هذه الحياة العفنة والمعيشة
القاسية .. الاذلال والاهانات والجوع والتعب والمعاناة .. وقد كنت مدللاً
في عائلتي .. كنت أعيش مرفهاً والآن ماذا !!

نظرت له بألم وحزن تخفيهما بينما أكمل بغضب :
انظري كيف أصبحت يداي .. يداي اللتان لم تمسا التراب يوماً أنهكتا
ثمان سنين في العمل والحفر واختلطتا بالقذارات والأسمدة واسودتا
بسبب أدوات الزراعة المتعبة الثقيلة ..برأيكِ كل هذا لمن ؟! ..
أليس لأجلكِ .. لأجلك ضحيت بكل شيء جميل عشت معه وتخليت عن
أحبتي وعائلتي .. لأمضي كل هذه السني أقاسي وأتحمل الآلام
والمعاناة وكل مالم أعتد على عمله يوماً .. وفي النهاية أنا من سيقودكم للهاوية صحيح ؟! كم هذا عظيم منكِ زوجتي الحبيبة ..
شكراً لثقتكِ .. شكراً لتقديركِ ..

قاطعته وهي تصرخ بحزن وأسى : فلورنس يكفي ..
انهمرت الدموع التي احتجزتها طويلاً بينما تقول :
" أعلم كل هذا .. أعلم كم أفنيت عمرك وضحيت لأجلي ..
أنا أحبك حقاً فلورنس .. أنت .. لست زوجي وحسب .. انك أول وأجمل حب عشت حياتي لأجله ..أنا حقاً خائفة من أن أفقدك ..
أشعر بأنك بت تبتعد عني أكثر فأكثر .. وكلما ازدادت المسافة بيننا ..
أشعر أني أوشك على خسارتك .. والهلاك قريب للغاية مني .. أرجوك
لاتتخلى عنا .. من أجلنا كن بخير.. أرجوك ..عدني أن يكون كل شيء
بخير وأطفأ هذه النيران التي أضرمتها بقلبي
"
أشاح بوجهه وهو يستمع لحديثها والحيرة تملأ قلبه .. واذا بعينيه تقعان
على تلكما الطفلتين اللتان تختبئا خلف الباب ، تنهد بعمق محاولاً
السيطرة على غضبه ولملم شتات نفسه ثم أشار لهما باالاقتراب نظرت
كل منهما للأخرى ثم سارتا بتردد نحو والدهما ..والذي ماان وصلا له
حتى عانقهما بحنان وأخذ يخلل أنامله بشعرهما
- هل تناولتما عشائكما صغيرتاي ؟
أجابته هارو باندفاع : لا بابا .. أنا لم أتناول طعام الافطار ولا الغذاء ولا العشاء .. جائعة
نظر لها بدهشة : ولما لم تفعلي ؟!!
نظرت لها هانا مشيرة بالنفي بقلق محاولة ردعها عن الحديث بينما لم تلتفت لها هارو وأكملت تقول باحتجاج
- ماما حرمتني من الطعام وضربتني بالعصا بشدة انظر لساقي
نظر فلورنس بقلق لساقها ولآثار العصا بها ومسح عليها بأنامله بدهشة :
ولما فعلت هذا بكِ ؟!
هارو بتذمر وشكوى : فقط لأني قلت .. أنني جائعة
نظرت لوالدها بخوف حالما شاهدت الغضب يعلو قسمات وجهه بينما ينهض التفت بعدها لآرياكو التي كانت تنظر لهارو متوعدة بغضب
واذا بكفه تعانق خدها بقوة راسمة أثراً واضحاً لصفعته التي خلفت ورائها جرحاً عميقاً بقلبها وصدمة كبيرة .. لم تكن لتتوقع حدوثها يوماً ما !!



خلصنا اخيراً احس انو البارت طويل كتير
بتمنى يعجبكم ياحلوين ^///^




الوَاجِب :

• تطورت علاقة الزوجين نحو الأسوأ فهل ستزداد الأوضاع بينهما سوءاً ..
أم لاتزال هناك بادرة أمل تلوح في الأفق لغدٍ أفضل ؟

• لاتزال الحادثة طي الكتمان .. والشكوك الآن تدور حول فلورنس الذي
لم يستطع كتمان غضبه ونقمته لما يحدث بينما تشين يهدد ويتوعد
بالخلاص منه .. فمالذي بانتظاره وهل سيقع حقاً في الهاوية كما تنبأت
له آرياكو ؟

• هارو تزداد عناداً وشقاوة وتسبب ثغرة أكبر بين والديها .. وهانا تفتقد
الشعور بحب والدها .. مالذي يخفيه الغد لهاتين الطفلتين .. ومالدور
اللتان ستلعبانه في الأحداث ؟





وتستمر الحياة عناداً وتجبراً وقسوة حتى يكاد الماضي
أن يكون مجرد حلم جميل في ليلة قمرية عابرة
فهل سيتكرر هذا الحلم أم انه سيغدو حقيقة يوماً ما ؟




 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~Edith ; 04-04-2020 الساعة 02:21 PM

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2020, 11:48 PM   #12
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً



LIGN=CENTER]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][COLOR=black]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[FONT=Simplified Arabic][CENTER]
[B]





في الماضي .. يحل المساء علينا فننتظره بلهفة وشوق


في الماضي .. كان ضوء القمر يجمعنا يرقب ابتسامتنا السعيدة وضحكاتنا المفعمة بالحياة


في الماضي .. كانت اليراعات تحوم حول مصابيحنا الصغيرة وتتراقص على نغماتنا
الساحرة


في الماضي ... كان المساء لنا .. ملكنا


حيث نمضي أجمل الأوقات معاً


عائلة سعيدة حارسها القمر



أعين بريئة .. اتسعت بدهشة لذلك المشهد المهول


منظر لم يروه أو يألفوه مسبقاً


ضمت كل منهما يد الأخرى بخوف وحيرة وهما يترقبان تلك القنبلة التي توشك على
الانفجار


أما هو .. فتوقف مفكراً لوهلة .. متسائلاً حائراً في أمر نفسه


نظر ليده بذهول ثم لها وقد بدت واجمة تجسدت الصدمة في ملامحها جلية


تراجع بضع خطواتٍ للخلف


حتى قادته قدماه نحو المخرج بخطواتٍ مسرعة


هي .. التزمت الصمت ولا شي سواه


تملكها بعد أن توقعت كما توقع البقية أن تنفجر باكية


أو أن تعاتبه وتبدأ بالصراخ عليه وتأنيبه


لكنها صمتت ... كمرآة كسرت وتهشمت في لحظة واحدة


مر شريط ذكرياتها سريعاً في ذاكرتها


تلك الصفعة .. تعني لها الكثير


فحبيبها ذاك كان قد عاهد نفسه على ألا يمس شعرة منها بسوء


ابتسمت تلقائياً حالما تذكرت ذلك اليوم .. حينما أهداها زهرة الجوري الندية


وحينما أمطرها بكلماته المعسولة التي لطالما أخجلتها وأسعدتها في آنٍ واحد


حتى تشعر بأنها ملكة هذا العالم .. وحدها ولا سواها تشاركها مكانتها تلك


تنهدت بثقل كبير وقد اخفت ابتسامتها مجدداً خلف ستار الماضي


والدموع تحجرت بعينيها .. آملة أن تجد ولو بصيص أمل .. يعيدها للماضي الجميل


مسحت بأناملها ماتقاطر من دموعها ونهضت بهدوء وقد ادارت طرفها نحو ابنتيها


واللتان أرهقمها الانتظار فغفت كلاً منهما على الأخرى بمنظر طفولي جميل


ابتسمت بحنان واقتربت منهما معانقة اياهما كأنما تبحث عما فقدته بداخلهما ..

بأحضانهما الدافئة المفعمة بالحنان والبراءة النقية


ظلت على تلك الحال لفترة تعاتب نفسها وتلومها على مافعلته بصغيرتها ... وتراجع أخطائها


نعم .. أخطئت كثيراً .. انني استحق ماجرى لي .. كنت بحاجة حقاً لما يوقظني من غفلتي وجهلي


نظرت نحوهما مجدداً بندم وأسى .. ثم قبلت جبين كل منهما وحملت هانا لغرفتها


بينما أيقظت هارو بلطف وحب ... فتحت الأخيرة عينيها بنعاس وتعب وماان رأت أمها

حتى شهقت بفزع وأغمضت عينيها منتظرة العقاب


ابتسمت أرياكو باشفاق وأسف ثم عانقتها ومسحت على شعرها برفق


- تناولي طعامكِ حبيبتي قبل أن تخلدي للنوم


نظرت الطفلة لوالدتها بدهشة هنيهة .. ثم أومأت بالايجاب بسعادة وقبلت خد والدتها بمرح : ماما أحبكِ


قالتها وأسرعت للمائدة بعدها وبدأت تتناول الطعام بشراهة وأرياكو تتأملها بابتسامة هادئة محبة


صوت حذائه العتيق يعانق تلك الحشائش الذابلة قطع سكون المساء


كان يسير على غير هدى .. ليس يعلم أين يقصد


توقف في منتصف ذلك الحقل الواسع وذكرياته هناك لا تنفك تهاجمه بشراسة مؤنبة اياها مازقة أحبال قلبه تعتصره بها


الضياع وحده هو ماتملكه في ذلك الوقت .. الشعو

ر بالوحدة .. الغربة .. الاختناق .. والنهـاية


لقد أنهى كل شيء جميل بعدما سيطر الانتقام على قلبه لفترة قصيرة !


جلس على الأرض بأسى وشد على الأعشاب بقبضته المتعبة


" مالذي جرى لك فلورنس .. لما غدوت هكذا .. أشعر انني أدور في دوامة لانهاية لها ..

كيف أصبحت بهذه الحال .. ولما غدوت .. وحيداً هكذا .. أم انني كنت كذلك دون أن أدرك .. أرياكو .. أنقذيني .. أشعر بالضياع حقاً "


رفع رأسه يراقب تلك السماء الحالكة السواد وقد ابتسم ساخراً بأسى :


حتى أنت هربت هذه الليلة أيها القمر .. ألا يمكنك مواساتي قليلاً .. مضى زمن مذ

اجتمعنا تحت سقفك .. متى سنفعل هذا مجدداً ؟ متى ؟


تنهد بثقل وهو ينكس رأسه ويتمتم بضياع : متى .. متى ؟


نهض بعدها وعاد يسير في طرقات القرية وحقولها كما لو كان جسداً خاوياً لاروح فيه


سيطرت عليه آلامه واستحوذت على كل بذرة أمل تملكت قلبه سابقاً


وفجأة .. وجد قدماه تقودانه نحو ذلك المنزل المعتم ... والذي لم يتصور أن يقصده يوماً ما ... ويطرق أبوابه



ربتت على طفلتها بعدما دثرتها .. وماان غفت حتى بقيت قليلاً تتأملها بشرود


نهضت بعدها وعادت لغرفتها تتأمل فراش زوجها الخالي ..


جلست بجانبه ومسحت بكفها عليه بشوق


رغم أنه كان معها منذ سويعاتٍ قليلة .. الا انها اشتاقت لأن تشعر بوجوده كالماضي


وللحياة التي كانت تدب به فيبعثها لمن حوله بابتسامته المشرقة ومرحه وشقاوته

وتصرفاته الطفولية التي لطالما أحبتها


ابتسمت والحنين يمزقها ودموعها استسلمت وعانقت خديها


تنهدت بعمق ثم نهضت وهي تمسح دموعها وارتدت وشاحاً يدفئها .. ثم خرجت من منزلها بعدما ارتدت حذائها


سارت في الطرقات باحثة عن أي أثر له والخوف قد تسلل لقلبها واتخذ مكانه منه


مضى الوقت واليأس قد بدأ يتسلل لقلبها شيئاً فشيئاً ..

ولم يكن بامكانها الابتعاد أكثر عن المنزل وترك طفلتيها وحيدتين


عادت خائبة بقلق وأسى .. وجلست تنتظره امام عتبات منزلها العتيقة


آملة أن يعود سريعاً .. فيطفأ ذلك الجحيم الذي يحرق قلبها



-
اوه .. انظروا من لدينا .. فلورنس ؟! وفي هذا الوقت من الليل ؟! عجباً ماذا حل بكِ .. هل طردتك جميلتك ؟!


أغمض فلورنس عينيه في محاولة ليستجمع هدوئه .. لايعلم حقاً لما قد لجأ لشخصٍ قذر كتشين ...


كل مايعرفه .. أن قلبه وقدماه قاداه الى هذا الطريق .. فتح عينيه قاطعاً حبل تلك الأفكار التي داهمته على حين غرة


وقال ببرود وهو يدخل : بل رأيتك في أسوأ كوابيسي .


ضحك تشين ساخراً وهو يغلق باب المنزل ... رمق فلورنس بنظرة تخفي الكثير بينما كان الأخير يخلع حذائه ويجتاز عتبات المنزل ...


ابتسم بمكر مجيباً له : شكراً لهذا الكابوس اذاً .. وأكمل مخاطباً نفسه :


" فقد جعل الأمور سهلة للغاية بقدومك بنفسك لي وفي مثل هذا الوقت .. هه أظنه يوم حظي "



- اذاً فلورنس
لم تخبرني مالذي جرى معك لتأتيني بهذا الوقت


كان ذلك ماقاله تشين وهو يقدم طبق الطعام لفلورنس الذي كان شارد الذهن


أجابه وهو لايزال ينظر للفراغ متكئاً على الجدار وقد ارخى احدى ساقيه وأسند ذراعه للأخرى :
لاشيء .. سوى أنني أدركت مكاني الحقيقي في هذا العالم


- ههه ياه كم هذا مبكر .. اللتو تعرفه .. وماذا اكتشفت اذاً ؟


نظر له فلورنس بهدوء وقال وهو يمسك كأس الماء : اكتشفت أنني .. غريب عن هذا المكان .. أني لا انتمي له


ابتسم تشين برضاً دون أن يعقب على كلامه بينما ارتشف فلورنس بعض الماء وأعاد الكوب لمكانه


نهض بعدها وارتمى على الفراش الذي جهزه له تشين وتدثر جيداً وهو يقول : أريد النوم بعد اذنك .. سنتحدث غداً


تشين بابتسامة خبيثة : بكل سرور


نهض بعدها وخرج من الغرفة .. رمق فلورنس ذلك الباب بنظراتٍ تخفي الكثير


نظراتٍ صيرته وحشاً مخيفاً يخبأ في جعبته حيلاً خطرة لايمكن لأحدٍ التنبؤ بها


وخبأ ذلك الهدوء الذي يسبق العواصف المهلكة .. فمالذي يترقبه ويخطط له ؟!



مرة أخرى .. تدلى عنقها وهي مغمضة العينين .. ففتحتهما بذبول ونعاس محاولة المقاومة


واعتدلت في جلوسها من جديد وهي ترمق بعينيها الناعستين فراشها الذي لازال بارداً
ارتدت وشاحها من جديد وسارت خطواتٍ نحو الباب


فتحته وسارت نحو الخارج .. ترقب ذلك الطريق الطويل ... منتظرة أن يمثل طيفه أمامها ولو للحظة


أفرغت بعضاً من ثقل قلبها بتنهيدة قوية ثم عادت للداخل وأغلقت الباب
وقفت هنيهة كما لو أنها تذكرت شيئاً ما ..


فأعادت فتح قفل الباب ونظرت له مجدداً بارتياح فهكذا سيتمكن زوجها من الدخول حتى لو سرقها النوم من عالمها


عادت لغرفتها وأنزلت الوشاح عن كتفيها ثم وضعته على الفراش .. وبقيت تفكر قليلاً بأسى


واذا بصوت باب غرفتها يفتح بهدوء ... التفتت وهي لاتزال مبحرة بأفكاره معتقدة أن ذلك الوافد هو احدى طفلتيها


واذا بها ترى ظلاً غريباً طويلاً ..


رفعت طرفها تدريجياً وعيناها تتسعان بدهشة .. حتى وقع بصرها على ذلك الرجل الذي كان يبتسم بخبث


ظلت تنظر له بذهول غير مصدقة مايجري .. كيف دخل لغرفتها .. كيف تمكن من فعل هذا ..


وكيف تجرأ على المجيء بكل وقاحة في هذا الوقت .. كيف لم يخشى أن يكون فلورنس في المنزل


هاجتمها كل تلك التساؤلات حتى كادت تتمنى الموت في تلك اللحظة واستغاثت به قائلة بصوت مختنق : فلورنس .. لما تركتني


بينما اقترب الآخر بخطواتٍ واثقة كما لو أنه يدرك تماماً أن زوجها لن يجيئها مهما حاولت


مما جعل الخوف يتملك قلبها أكثر فأكثر .. تراجعت للخلف في محاولة يائسة للهرب منه


بينما مد يده ليمسك يدها فأبعدتها بسرعة وهي تصرخ : اتركني وشأني اخرج من هنا اخر....


أغلق فمها بيده بسرعة بينما يده الاخرى تقبض على يدها بقوة .. وهمس بمكره المعهود : زوجكِ رحل للأبد .. أنتِ وعائلتكِ الآن ملكي .. آرياكو


بذهول كانت تطالعه غير مصدقة لما يجري .. وكأنما دخلت كابوساً فضيعاً


لحظات من الخوف والجزع .. لحظات كما الموت حلت عليها


سبقت تلك العاصفة التي هبت دونما رحمة تقتلع كل شيء حولها


فجأة .. تناثرت دماء لم تعرف مصدرها .. وسقط ذلك الرجل الذي كان للتو أمامها جثة بلا حراك


بينما هي لاتزال بذهولها لم تسكن بعد نبضات قلبها عن الهذيان


لاوقت للراحة أو للهدوء .. فذلك الشخص الذي أتى من العدم بدأ ينهال على عدوهت بضربات مخيفة جنونية


بذلك المعول القديم .. والذي غطته الدماء


لم تتمالك نفسها بعد ذلك المنظر البشع .. وتلك الاحداث المرعبة ... بدأ الدوار يداهمها بقسوة .. وسرعان ماخرت على الأرض بلا حراك


بينما بدأ يضحك بنصر بعدما أنهى ماخطط له في لحظات جنونية لم يكن فيها عقله ملكاً له


وتهاوى بعدها على الأرض وهو يلهث بتعب ويرمي مابيده وهو يتمتم :
اللعنة عليك تشين .. اللعنة عليك .. لقد قتلتك أخيراً .. أخيراً تخلصت من لعنتك أيها الغراب .. أخيراً تحررت .. تحررت من سجنك أيها الحقير ..


تلك القهقهات تحولت فجأة لشهقات أطلقها دونما ادراك ..


أسند رأسه لكلتا يديه وشرع في البكاء بحرقة صامتاً .. محاولاً اخفاء صوته مع سكون الليل


بينما ظهر القمر من بين الغيوم .. ليشهد على الجريمة الثانية ... في اوساكا ..



هل سيكون هذا ماستشهده منذ اليوم


آلامنا ودموعنا


لست المسؤول عما يحدث


انه القدر داهمني بخناجره ليطعنني ويقتل ابتسامتي


ماذنبي ان كنت أحارب لأعيش


والعالم يرفضني


سامحني أيها القمر


ستكون منذ اليوم .. الشاهد الوحيد .. على انهياري !






- جريمة أخرى تحدث .. وهذه المرة فلورنس هو من ارتكبها بمفرده أمام عيني زوجته .. فكيف سيحل الصباح على كليهما ؟


- خطر تشين قد زال .. ولكن لا يزال هناك ماهو أخطر .. كيف سيتجاوز فلورنس ماحل عليه وهل سيكتشف أهل القرية الأمر ؟


[B]- هانا وهارو .. بعيداً عن كل مايجري .. ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟ وكيف سيكون مستقبل هاتين الطفلتين ؟
[/ALIGN][/]


 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~Edith ; 04-04-2020 الساعة 12:00 AM

رد مع اقتباس
قديم 04-04-2020, 12:13 AM   #13
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً





امتزج ذلك الدخان الساخن من شرابها بالهواء الذي داعب خصلات شعرها القصير

وهي تحتوي الكأس بين يديها بينما عيناها تبحران في الماضي

متأملة أشجار الكرز التي غدت كئيبة مثلها تماماً

همس وهو يربت على يدها بحنان وعطف : أما آن لحزنكِ أن ينجلي ياصغيرتي ؟

أجابته وهي تكتم شهقاتها المتألمة : كيف أفعل .. والماضي يهاجمني بذكريات لطالما حاولت نسيانها .. لا أستطيع الا أن أراه المتهم الأول .. جعلني أعيش كابوساً لا نهاية له .. عذبها طويلاً .. جعلنا نعاني ... أنا أمقته .. أمقته بشدة .. الموت لـ...

قاطعها مؤنباً برفق : كلا .. لاتقولي هذا .. كان ذلك قدركم .. من يعلم قدر ماعاناه هو الآخر .. يبقى والدكِ بعد كل شيء .. لاتكرهيه هكذا .. فلابد أن هذا يؤلمها

انهمرت دموعها بحرقة من عينيها ماان ذكرها .. فقالت بصوت تخنقه العبرات : أحبته كثيراً .. من كل قلبها .. لم تنسه يوماً ..

عاد ينظر لها بعطف وصمت كأنما يستحثها على افراغ مابصدرها من ألم

لكنها توقفت عن الحديث واكتفت بأن أجهشت بالبكاء مجدداً

فما كان منه الا ان يحتويها بين ذراعيه وفي أحضانه







صوت خطواته قطع الصمت وهو يغادر الغرفة

بينما رمقه الآخر بنظرات حاقدة شيطانية

كل منهما يخطط للأمر ذاته

انما .. من سينتصر ؟!

دخل غرفته وانتظر قليلاً حتى يأخذ المخدر الذي وضعه في الشراب مفعوله من جسده

ثم عاد للغرفة وتوجه نحو فراشه بحذر

كان يعلم بأنه لم يشرب الكثير

وبأن قدر ماتناوله لم يكن كافياً ليدخله ذلك السبات العميق

انما هو كافٍ لجعله لايقوى على المقاومة

بخفة وضع الوسادة فوق وجهه وضغط عليها بكل قوته

وكما توقع استفاق عدوه وبدأ يحاول المقاومة فزاد من ضغطه على الوسادة

همس بشر وحقد : لكم تمنيت تمزيق جسدك وقتلك بما تستحق أيها البريطاني .. يؤسفني انني مضطر لقتلك بسلاح سخيف كهذا .. حقاً هو أمر مؤسف

سكنت حركته تماماً فنهض تشين عنه بابتسامة انتصار

وقبل أن يخرج انحنى عليه ليتأكد من موته

فعلت ثغره ابتسامة مطمئنة وألقى الغطاء على وجه فلورنس الشاحب

هم بالمغادرة بينما يخطط لخطوته التالية

لكن كفاً متعبة أمسكت ساقه توقفه عن الحراك

التفت ليراه يفتح عينيه بذبول وهو يسعل مقاوماً بتحدٍ لمع بعينيه

ابعد ساقه عن قبضته بقوة وركله وهو يقول بحقد : لم تمت بعد .. يبدو أنك تفضل الطرق الأصعب ..

ابتسم الآخر ابتسامة شاحبة وخاطبه بثقة : أنا .. أم .. أنت ؟

تسائل بداخله عما يقصده ذاك الذي نعته بالمجنون

وهم بركله ثانية لكن الأخير ابتعد بعزم وهجم عليه وقد استعاد بعضاً من قوته

بدأ العراك بينهما لفترة .. عراك صامت عنيف نهايته هي الموت !

فلورنس والذي استنفذ طاقته ولم يعد بمقدوره الحراك أكثر ضعف عن القتال

مما أعطى خصمه الفرصة للنيل منه لينهيه تماماً

القى به بقوة على تلك المكتبة الخشبية الممتلئة بالتحف والصحون الفخارية

اصطدم بها فسقط جسده على الأرض بينما تساقطت الأواني عليه مخلفة جروح متفرقة بجسده المتعب

قطرات الدماء التي ملئت تلك البقعة وسكون جسده

أكدا له موته المحتم ..

تراجع للخلف فهذه المرة لايمكنه اخفاء جريمته

أسرع نحو غرفته ونظر يميناً وشمالاً محاولاً ايجاد خطة سريعة للهرب

اخذ حقيبة النقود المسروقة وخبئها بحرص تحت بعض الملابس التي أقحمها في الحقيبة

ثم هرول نحو الخارج وقبل ان يخرج تماماً القى نظرة أخيرة نحو فلورنس

ثم أكمل طريقه هارباً ..

عبر الجسر المجاور للحقل بخفة وهو ينظر يمنة ويسرى مختبئاً من أي ظل يلحظه

كان المكان المظلم خالياً حينها

لكن ما أذهله وأرعبه هو الطيف الذي توجه للحقل في مثل هذا الوقت

حتى اتضحت له الرؤية وبدت له .. بوجهها الذي كسى الخوف تفاصيله

بينما بدا أنها تبحث عن شيء مهم للغاية بحيث حرمها لذة الرقود في تلك الساعة

استدرك فوراً .. انها تبحث عن زوجها .. والذي قتله تواً

ابتسم بمكر وقد داهمته فكرة شريرة جديدة

انتهى دوره في هذه المكان على كل حال .. فلما لا يحظى عليها كذلك قبل الرحيل

هذا مادار في خلده قبل أن ينطلق خلفها ..

ويبدأ بخطة وحشية أخرى يستتم بها جرائمه التي بدأت في ازدياد



بدأت الدماء تسيل من جسده بينما عدوه غادر تاركاً اياه يموت ببطء

لوهلة هاجمته كوابيس مخيفة وهو معلق بين الموت والحياة

عاد به شريط الذكريات سريعاً لكل الأيام الماضية التي عاشها

والده واخوته .. عائلته وقصره الكبير الفاخر وحياته المرفهة

حبيبته التي غدت زوجته وطفلتيه الوحيدتين الصغيرتين

منزله العتيق وحياته الهادئة الريفية

التحول الفضيع بعالمه .. أجل تقلبات مستمرة تداهمه بتحولها المستمر

هل يفارق كل هذا الآن

هل يتركهم خلفه جميعاً

وحدهم !!

صورة ارتسمت أمامه فجأة ... لايعلم لما داهمته .. لكنها حتماً انبئته بالخطر القادم

" آريا حبيبته مع ذلك المعتوه تشين .. تقف أمام الباب .. يهمس لها"

حدسه كرجلٍ وكزوج .. بأن هذا الشخص .. يحاول فعل أمر خاطيء دنيء

تحركت أصابعه المرتعشة آنذاك

أحكم قبضته تدريجياً وفتح عينيه بذبول

رغم كل ماألم به.. نظر للأمام بعزم وقوة .. يجب أن ينقذها .. لايمكنه أن يرحل هكذا

تاركاً اياها طعماً بين يدي عدوه

رفع يده لذلك الجرح النازف برأسه

و نهض بمحاولة يائسة للتوازن

استرخى قليلاً ريثما يستعيد بعض قوته

ثم نظر للخارج وسار من جديد يستند على أقرب حائط يراه

خرج من المنزل الموحش تاركاً بصماتٍ من دمائه في كل مكان يسير فيه

سار نحو منزله .. ودقات قلبه تتسارع شيئاً فشيئاً .. وغضبه كذلك بازدياد كلما اقترب أكثر

وحقاً .. صدقت توقعاته .. نحو خصمه الذي حفظه تماماً

هاهي ذي حقيبته بجوار باب منزله الخلفي .. في ذلك الممر المؤدي الى

- غرفتي!! .. غرفتي أيها الحقير القذر !! .. انها حتماً نهايتك .. تشين اللعين ..

فجأة .. شعر بقوة أربعين رجلاً تتسلل الى داخله

متجاهلاً كل آلامه وجروحه .. نظر حوله باحثاً عن سلاح يشفي غليله

هو ذا .. ذات السلاح الذي دفن به ضحيته السابقة ..

لا يوجد ماهو أكثر ملائمة لقتله به .. واطفاء نيران غضبه المتأججة بداخله

أمسكه مصبغاً مقبضه بالدماء التي ملئت كفيه

ودخل الغرفة يجره خلفه ...

وهاقد لاح غريمه له يقف أمام فتاته .. زوجته .. أمام كبريائه ورجولته

لم ينتظر منه أن يتقدم أكثر .. لم يتهمل أن يشاهد ماسيحدث

بل ان قوة اخرى تسللت لأعماقه ليبدأ هجومه ذاك بلا تفكير

بلا سيطرة من عقله

لحظات كانت كالجنون ..

انتهت بعاصفة قوية تلاها سكون .!

سكون مخيف قاتل ..

ونور القمر .. كان الوحيد الذي أضاء تلك البقعة

عله يجد بصيص أمل لذلك المنزل الذي فقد السعادة والرخاء

انتهت ضحكاته المنتصرة بشهقاته المتألمة .. بأنينه ونحيبه الصامت

عادت الآلام لجسده لتهاجمه بعنف ..

أسند يديه على الأرض وشعر بنفسه يهوي

تماسك قليلاً حالما تذكرها .. مالذي جرى لها الآن

لقد شهدت كل ماحدث .. أجل كانت هنا ..

رفع طرفه نحوها بسرعة ليراها ملقاة على الأرض بلا حراك

زحف نحوها ومد يده المتعبة لوجهها الشاحب

همس بدفء وخوف : آريا .. حبيبتي .. استفيقي .. أأنتِ .. بخير ؟

جلس بجانبها ووضع رأسها بحجره وأخذ يحاول ايقاظها وقد تملكه الذعر

بعد لحظات من الصمت الثقيل فتحت عينيها المتعبتين الباكيتين

نظرت له والدماء تغطيه .. كادت نبضات قلبها ان تتوقف

انعقد لسانها حتى شعرت أن لاقدرة لها على الحديث

بينما همس مطمئناً : انتِ بخير .. حمداً لله

علت شفتيه ابتسامة متعبة .. لكنها حوت الكثير

ابتسامة حقيقية غابت عنها لفترة فلم تعد تلحظها

بدا القلق واضحاً على قسمات وجهه المرهق

ماان استعادت تلك المشاعر وعرفته ..دمعت عيناها بأسى

وأخذت تبكي بأحضانه مفرغة آلامها وخوفها

ربت على ظهرها مطمئناً اياها .. وهمس بحب : كل شيء .. بخير .. لاتخافي .. أنا معكِ .. أميرتي

أميرتي !!

تردد صدى تلك الكلمة بأعماقها مراراً

تلك الكلمة التي لم يقلها منذ فترة طويلة .. كم كانت بحاجة لها حقاً


لتستعيده مجدداً .. وتستعيد روحها معه ..

كل مافعلته حينها .. انها زادت من عناقها له واغمضت عينيها باطمئنان

فتحت عينيها على اثر تأوهه الذي حاول جاهداً أن لايبديه

ابتعدت عنه بهلع ونظرت لوجهه .. الدماء كانت تغطيه

لم تكن دماء تشين وحسب

بدا الخوف جلياً عليها بينما همست وهي تضع يديها على خديه : مالذي .. جرى لك .. ماكل هذا .. رباه .. مالذي حدث لك

انهمرت دموعها دون مقاومة بينما همس لها هو الآخر : لا تقلقي .. بخير .. أنا .. بخير

مددته على الفراش القريب بسرعة دون أن تنسى أن تلزم الحذر بذلك كي لاتؤلمه أكثر

كان عليها الآن أن تستجمع قواها فلديها الكثير من العمل


بدأت بمداواة جراحه ودموعها لاتنفك عن الانهمار بينما همس بتعب : هناك .. ماهو أكثر أهمية .. مني ..

نظرت له بدهشة واستنكار بينما أكمل يقول بجدية : ماحدث .. الليلة .. لايجب أن يعلمه .. أحد سوانا

استدركت مايعنيه فنظرت صوب جثة تشين المشوهة وفزع قلبها من جديد

ادارت بصرها له مختنقة بآلامها وحزنها وعاتبته بهمس : لما .. فعلت هذا ؟

نظر لعينيها بحنان وقال وهو يضم يدها بيده : سنتحدث عن كل شيء لاحقاً .. ثقي بي وحسب .. أعلم ماتعانيه الآن .. وآسف .. آسف حقاً لذلك .. ولو أن الأسف وحده لن يكفي أنا أعلم .. انما .. أنا بحاجة لكِ الآن .. لقوتكِ .. استعيديها لأجلنا .. لأجل ان .. تنقذينا آريا .. تعرفين مايجب فعله .. صحيح ؟

كانت تستمع له وهي تبكي بصمت وألم .. هذه المهمة هي الأصعب .. هي بحاجة الآن

لأكثر من القوة .. بحاجة للشجاعة والصبر .. كيف لها ان تمتلك كل هذا

لكنها الآن .. الوحيدة القادرة على فعل ذلك .. هي المكلفة بحماية عائلتها في هذه اللحظة

نهضت بعزم ومسحت دموعها .. نظرت للدماء وللجثة .. شعرت بالضعف مجدداً يتسلل لقلبها فقالت بألم : لايمكن .. لايمكن أرجوك

نظر لها بأسف .. فهي مهمة صعبة بالفعل على أن تقوم بها وحدها

نهض من فراشه بثقل محاولاً التماسك فأسرعت نحوه وأسندته : لايمكنك الحراك أكثر .. لا أريد ان افقدك

همس لها بابتسامة دافئة
وهو يضع يده على خدها : ولن أدعكِ تعانين كل هذا بمفردكِ .. لا أريد أن افقدكِ أيضاً

ابتسم كليهما رغم تلك الآلام التي اجتاحت قلبيهما قبل جسديهما

وبعد لحظاتٍ من الصمت بدءا العمل على دفن الجثة

- أين سندفنه .. ان حفرنا في الخارج قد يرانا أحدهم

- لذا سندفنه هنا !

- ماذا تقول ؟!! في غرفتنا !

- أجل .. لا حل آخر .. سندفنه في القبو

قال ذلك ورفع الغطاء الخشبي الموجود في زاوية غرفتهم ذات الطراز التقليدي

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تراه يبدأ برفع الجثة المخيفة المضرجة بالدماء

أشار لها بمساعدته فسارت نحوه بتردد وقد تسلل الرعب لقلبها

قررت أن لاتنظر بينما تمسك بساقيه وترفعه مع فلورنس

وبعد وقت عصيب استتموا دفنه بتلك الغرفة الصغيرة أسفل غرفتهم

خرجوا منها وأغلقوها باحكام ..

نظر فلورنس لآريا التي كانت ترتعش كطائر مبلل

اعتنقها وأخذ يحاول أن يبث الاطمئنان بقلبها

نظرت له وقد تجمعت الدموع بمقلتيها بينما هي تحتجزها في محاولة لاظهار أنها بخير

وقالت بصوت مرتعش : لنكمل .. قبل .. أن تشرق الشمس

أومأ لها بالايجاب وهو ينظر لها آسفاً

ثم بدءا بمسح بقع الدماء وغسلها بحذر كي لايسمعهم أحد

بدلوا الشراشف وملابسهم الملطخة بالدماء .. والقوها في القبو كذلك

وحتى آثار الدماء خارج المنزل .. حاولوا جاهدين اخفاء مايقارب منزلهم منها

لتبدو كما لو أنها تنتهي عند الجسر مبتدئة بمنزل تشين



كانت تلكما العينان البندقيتان الخائفتان ترقبان السقف بشرود

الرعب الذي تملك قلبها وأيقظها من أحلامها الوردية

صوت تسلل لأذنيها أجفلها وأشعرها بالظلمة تحيط بها

بهمس مرتعش خاطبت شقيقتها وهي تحركها بخوف : هارو .. هارو

بينما كانت الأخيرة في سباتها العميق وقد بللت الوسادة بلعابها

نظرت هانا للغرفة الموحشة ثم عادت تهز شقيقتها من تحت الغطاء وهي تقول وعينيها على وشك الامطار :

هارو أرجوكِ .. استيقظي هارو

برجاء والحاح ظلت تناديها حتى استفاقت بضجر وقالت بصوت مبحوح اتضح عليه النعاس :

ماذا تريدين .. مزعجة انتي

أجابتها هانا بسرعة كما لو كانت تطلب منها النجدة : المنزل مخيف .. خائفة جداً

نظرت لها هارو باستسخاف واستدارت مواجهة لها بظهرها

- انتِ طفلة حقاً هانا

دمعت عينا تلك الصغيرة وهي تعود لتهز شقيقتها قائلة بخوف : أريد أن أذهب للحمام

- اذهبي .. ماشأني أنا ؟

- لكني خائفة

- هفف .. هانا اغربي عن وجهي أنا نعسة

هكذا أجابتها هارو قبل ان تدثر وجهها بالغطاء وتعود لسباتها من جديد

نظرت هانا للغرفة المظلمة وقلبها الصغير يرتعش خوفاً

لم تحتمل أكثر فنهضت وهي تغلق عينيها وأسرعت خطاها حتى وصلت للباب

فتحته وخرجت بسرعة من الغرفة .. حيث لاح بصيص من نور القمر أضاء باحة المنزل الداخلية الصغيرة

وجهت بصرها ناحية الحمام وأسرعت نحوه

فجأة .. استوفقها ذلك الصوت المرعب من جديد

صوت أنين مفزع.. أعاد الهلع والذعر لقلبها

نظرت نحوه فوجدته يصدر من غرفة والديها

اعتراها القلق لوهلة .. وبتردد أجبرت نفسها على الذهاب الى هناك

متناسية حاجتها الملحة للحمام ..

وقفت خلف الباب تستمع .. وكما توقعت هاهو الصوت يعلو ويصبح أكثر وضوحاً

رفعت نفسها لتقف على أطراف قدميها وهي تمد يدها نحو المقبض

حركته لتفتح الباب بهدوء قليلاً

وفوراً لاح لها في زاوية الغرفة طيف مظلم مرعب

كان قد أعطاها ظهره المدمى ولم يبدو منه سوى شعره الكثيف الأسود الحريري

نظرت له ملياً غر مدركة لهويته .. كل ماشعرت به

دقات قلبها المتسارعة التي تكاد تخرج من جوفها

والتي تزايدت أكثر حالما حرك رأسه مستديراً لها لينظر بعينيه المخيفتين

أغلقت الباب فوراً حينها وقلبها يرتعش بشدة وكذا قدميها اللتان بالكاد أسعفتاها للركض عائدة نحو غرفتها

رمت نفسها فوراً تحت لحافها الأبيض وجسدها يرجف خوفاً

شعرت بها شقيقتها فنظرت صوبها بتململ وضجر : مزعجة أنتِ .. ماذا الآن ؟ بللتِ ملابسكِ ؟

سمعت بكاء شقيقتها الخائف وقد اقتربت منها أكثر وتعلقت بها وهي تتمتم : الحمام .. أريد .. الحمام

أجابتها ببرود : اذهبي مايمنعكِ ؟

نظرت لها بعينين ممتلئتين بالدموع وهي ترتعش : شبح بالمنزل .. مخيف جداً .. أريد أمي

بكت بشدة وهي تتعلق أكثر بشقيقتها التي كانت تحدق بها بتعجب

لم تر يوماً أختها بهذا القدر من الخوف .. هي لاتنكر أنها الأخرى بدأت تشعر بالخوف أيضاً

بعد فترة .. قررت أخيراً ايجاد حل للرعب الذي أورثتها اياه شقيقتها فلم تعد قادرة على البقاء في الغرفة

- هانا .. وجدتِ الشبح حقاً ؟

- ام .. أنا .. أنا .. رأيته

- مخيف ؟

- جداً

- كيف كان ؟

- لا أعرف .. شعره .. أسود .. فقط .. وعيناه .. مرعبتان

صمتت كلتاهما لوهلة حتى قالت هارو أخيراً بخوف

- هانا

- نعم

- لنذهب وننم مع أمي وأبي

- لكن الشبح هناك .. في غرفتهما

هكذا أجابت هانا بسرعة وخوف بينما قالت هارو بعد تفكير :

الأشباح لاتظهر ان كنا اثنتين .. وان كنا مع ماما وبابا لن يقترب منا

أقنعتها اجابت شقيقتها فأومأت بالايجاب بعد تفكير

نهضت كل منهما تمسك بيد الأخرى

وسارتا بحذر وهما تضيئان الأنوار في كل مكان تسيران فيه

حتى وصلتا للغرفة

وضعت هارو يدها على المقبض بينما الأخرى تمسك يد شقيقتها بقوة

فتحته بتردد شديد ودقات قلبيهما تكاد تسمع

فتح الباب .. وكان المكان هاديء تماماً

قالت هارو ببعض الاطمئنان : رأيتِ ؟ خاف منا

اجبرت هانا نفسها على رسم ابتسامة تخللها الخوف بينما تقول : نعم

واذا بهما تسمعان صوت الأنين خلفهما تماماً

صرخت كل منهما فزعاً وأسرعتا لفراش والديهما فدفنا نفسيهما بداخله بسرعة وهما تصرخان وتبكيان بهلع




عادا للمنزل والشمس تبدي أوائل خيوطها

دخلا من الباب الخلفي كي لايلحظهما أحد فما هي الا دقائق حتى يبدأ الجميع بالاستيقاظ من سباتهم

همست له وهي تجتاز العتبات الخلفية وتفتح باب غرفتها : يجب ان تستحم الآن

أومأ لها بالايجاب بتعب شديد وقدماه بالكاد تحملاه على الوقوف

واذا بهما يفاجئان بطيف صغير على فراشهما ويسمعان أنيناً وبكاءاً أفزعهما

صمت كليهما بذهول وخوف

بعد لحظات من الهلع همست آريا بدهشة : لحظة .. انها .. هارو

توجهت لها مهرولة ثم انحنت عليها وهمست بقلق : مالخطب صغيرتي

نظرت لها الطفلة بعينيها المغرورقتان بالدموع ثم عانقتها بسرعة وشرعت بالبكاء

رمق فلورنس آرياكو التي كانت تنظر بدورها له بتساؤل وقلق

جلس بجانبها يضع يده على خاصرته بتعب : مالخطب حبيبتي هارو

قالت بين شهقاتها : خائفة

نظر كلاهما لبعضهما مجدداً ثم لها .. حينها همست آرياكو لها : من ماذا صغيرتي

أجابتها وهي لاتزال تخفي وجهها بأحضانها : رأينا .. شبحاً مخيفاً

- ر..أيتِ .. أنتِ ومن ؟!

- وهانا ..

- وأين هي الآن ؟

أشارت هارو الى الغطاء المكور بينما نظرت آريا الى حيث أشارت متوقعة وجود هانا تحته

نظرت لها بأسف ثم لفلورنس الذي بدا نادماً قلقاً

خاطبها بهمس : اتعتقدين انهما شاهدتا شيئاً

أجابته بحزن عميق وخوف : لا أعلم حقاً .. ستكون كارثة لو حدث .. أنا لهما تحمل ذلك

اعتنقت طفلتيها بأسى وفلورنس يتأملهم بحيرة

" كل مايجري بسببي .. دون أن ادرك .. ها أنا أقود عائلتي للهلاك .. ماذا عساي أن أفعل الآن ؟! "

ارتمى على الفراش وكذا فعلت آرياكو

وبينهما طفلتيهما يحاولان بث الأمان في قلبيهما الصغيرين

غنت آرياكو أهزوجتها الجميلة التي تعشقها صغيرتيها بلحن دافيء :

ساكورا ساكورا
مارس مشمش مشرق ساطع،
تمتد على تل وواد،
تزهر رشيقة وسلمية
مثل الحجاب الحريري لملاك
ساكورا ساكورا
كم أحب أن أراها
أزهار الكرز، أزهار الكرز،
غطت الريف،
بقدر ما يمكن أن نرى.
هل هو ضباب، أم سحب؟
عبق في شمس الصباح.
أزهار الكرز، أزهار الكرز،
الزهور في إزهار كامل.

بصوتها العذب الحاني .. جعلت أعينهم البريئة تغفو بسلام واطمئنان

ليس هما وحسب .. بل حتى فلورنس الذي أعيته تلك الليلة القاسية

غفى كطفل صغير ..وقد احتواهم بذراعه

وماهو الا وقت قصير حتى كان يهذي أثناء نومه كما لو كان يرى كابوساً

حاولت فهم شيء مما يقوله فلم تستطع الا ان تلتقط : سامحيني .. آريا .. سامحوني .. جميعاً

ابتسمت وعينها تقطر بدموع متألمة ..

وأكملت أهزوجتها بحنين وأسى :

عبر سماء الربيع،
بقدر ما يمكن أن نرى.
هل هو ضباب، أو سحب؟
عبق في الهواء.
حان الآن، إزهار الكرز
دعونا ننظر في الماضي!
في الماضي الجميل
هناك حين كنا
نرقب الحياة ونرقب الزهور
من بعدما ذبلت
لم تختفي ..
وستظل
تزهر من جديد
وسيعود الربيع من بعد الشتاء
سيعود الربيع ..









يحل الخريف .. وبعده الشتاء

محملاً ببرودة تطغى على ماتملكه قلوبنا من دفء

نحن بحاجة لبعضنا البعض

بحاجة لأن تمد يداك قلبي بالقوة والدفء

كن بجانبي

ولاتفلت يدي أبداً

لكي يحل الربيع على قلبينا

كن معي



احم احم اخيراً خلصنا

البارت كان طويــــــــــــــــــل مهيك

وللعلم أنا كنت مخططة لأحداث أكثر كلها تخص الصباح ومجهزة أحداث لنهاية هاليوم

بس لما اجيت اكتب وكالعادة طلعت أحداث ماتوقعت انها بالكتابة رح تحتل كل هالكم

الهائل من الأسطر .. المعذرة أطلت عليكم كتير

بتمنى يعجبكم البارت حاولت جاهدة أن لااخطيء مع العلم أني عم اكتب البارت والأنوار كلها مطفية بالليل كمان وأنا نفسي مرعوبة هيهيهيهي

عالعموم ننتقل للواجب نعست بدي نام هههههه

- رأيكم البارت - انتقادات - نصائح - أجمل مقطع - أسوأ مقطع

- فلورنس غدا مصاباً لايقوى على الحراك كثيراً .. هل سيتمكن من النجاة .. ومن مواجهة أهل القرية ؟!

- آريا وتلك الليلة العصيبة .. كيف ستواجه مشاعرها بعدها ؟

- الطفلتان شاهدتا شيئاً عجيباً .. فكيف سيؤثر ذلك على حياتهما .. وماتفسير ماحدث ؟

- عرفتم قبساتٍ من حياة فلورنس السابقة .. وحياته الحالية .. توقعاتكم حولها

- بات من الواضح أن معظم مداخلي تتعلق بهانا في المستقبل .. ماسر كراهيتها الشديدة لوالدها .. ومالذي سيفعله ليحدث بها هذا .. تخميناتكم وتوقعاتكم

والى اللقاء في فصل جديد

أعتذر للتأخير والاطالة

+

ملاحظة أخيرة بعرف بدي كم كف

أغنية الساكورا اللي قالتها آريا للمعلومة فقط

هي أغنية تقليدية شعبية مشهورة في اليابان

وهي تعبير لبلادهم وهي الأغنية الرئيسية لهم في الاجتماعات الدولية والمناسبات

مع بعض الاضافات التخريفية مني هع

والى اللقاء .. حفظكم الله

[/ALIGN][/]


 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith



رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 06:07 AM   #14
imaginary light
ذهبية | مشرفة مميزة


الصورة الرمزية imaginary light
imaginary light غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 80
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,667 [ + ]
 التقييم :  84123
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



مرحبا فلوري
كيف أنتِ؟:e-r_029:
وصلت بسرعة مو بالله؟



~
ياله من غراب منحوس- وقح- تعيس- شن ذاك
كيف يجرؤ ؟! منذ بداية الفصول الثلاثة هذه تفنّنتِ في جعلي أكرهه!
و حين تعلّق الأمر به كان قلبي طوال الوقت مع آريا و فلورنس

تسلم يده البطل-رغم استيائي الشّديد منه-لكن عراكه مع الغراب جعلني أحترمه. فبعد كلّ ما واجهه صمد ولحق بالغراب"مصرّة ع لاسم"
ولقّنه الدرس الذي يستحقه أي غراب "يستمر الإصرار"تعيس مثله!

لكنّني طبعًا لم أحترم فلونس قبل كل ذلك,

حين كان منفجرًا بآريا مرة يمنّنها بحبّه لها,و مرة يصفعها
-و بعد أن كانت قد بكت و لانت تجاهه و هي تخبره أنّها تحبّه-
أفهم غضبه منها لعقوبتها القاسية إضافة إلى توتّره من الأساس

لكن مع ذلك لا داعي للضّرب!و على ذكر ذلك
استأت أيضًا من آريا "قضيناها استياء
"
فرغم أنّي أفهم أنّها تريد تأديب هارو,لكنّ الصّغيرة ببساطة لا تفهم
فعلا تظنّ أنّها عوقِبَت بس لأنها قالت جوعانه
ما بيكفي ضربتها كمان حرمتها الأكل
و في الآخر هانا لم تتركها لشأنها
و المسكينتان ارتعبتا من هذا الشبح...شين ؟؟


بكلّ الأحوال تناسى الزّوجان المشاكل التي زادت الهوّة في علاقتهما
فالجريمة الجديدة التي تورّط بها فلورنس هي الطّامة الكبرى.
كم حزنت على آريا حين كان يريدها أن تتولى امر الجثّة بمفردها
حقًّا فلورنس ؟!
لا ألوم هانا فما فعلته و ستفعله...
~
*تتنفّس بعمق
ماذا أقول؟
الإثارة و تصاعد الأحداث
تصوير المشاعر و الانفعالات و المجريات
كيف أوصلتِ لنا الغضب و الصّدمة و الحزن و الوَحشة
كيف تهادَتْ حروفك ناعمة قمريّة تارة,و تارةً أخرى تصلّبتْ دمويّة قاتِمة
ولم تنسَي إلى جانب كل ذلك إضفاء الأجواء اليابانية

من تصميم البيت و تلك الأهزوجة الحلوة
ف...ماذا أقول بعد؟!


تابعي لا تتأخّري أيتها السّاكورا الجميلة


 
 توقيع : imaginary light


“إنّ الـفـكـــرة الـنّـبـيلــة
غـالـبــًا لا تحـــتــاج للــفهـم
بـــل تحــتـــاج للإحــــســــاس”
~


imaginary light/ zenobya

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 05-17-2020 الساعة 06:20 AM

رد مع اقتباس
قديم 04-11-2020, 01:27 PM   #15
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً



عزيزتي أميرة الحروف وسيدة الكلمات
مرحبا بك.. كنت سريعة وكنت متباطئة.. انتظرت مجيء، بعض الضيوف
ولكن لا أحد جاء وأتوقع أن اكتفي بك الآن
شكرا لكلماتك المفعنة حماسا كما ظ±ردت تماما
سعيدة لأني أوصلت لك هذه المشاعر بالفعل سعيدة وفخورة
تشين سيستمر مع الحكاية غرابا حل بشؤمه عليهم فدمر حياتهم
صير الظلام بين الزوجين.. وأمسى للأطفال عذابا وحرمانا
كوني قريبة فالتتمة قادمة.. قريبا جدا
شكرا مجددا لك لأنك لم تتخلي عن هذه العائلة.. وشهدتي آلامهم معهم


 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إفيلا، الظلام والنُّور الجزء الثاني lazary قصص قصيرة 4 06-03-2020 11:42 PM
الأثر الأول لنا darҚ MooЙ مسابقات وندر لاند 48 03-07-2020 11:38 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 02:35 AM