••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


عندما عبروا حدود الظلام *مكتملة*

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-21-2020, 06:09 PM   #66
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي








يوم الأربعاء 3 / 10 / 1427 هـ ..
الصباح في الرياض :
في فيلا سلطان :


: إذا محفلة عليكم البنية ومتعبتكم أنا أتزوجها ..
كبح عبد الكريم ضحكته ولف على أبوه اللي قال هالكلمة بعد ما سمع حكاية فيصل ووسام اللي كان يتناقشها مع عبد العزيز وتأمله بصمت , قال سلطان وهو يهز عصاه : اش فيك تطالعني , مو عاجبك الكلام ..
ضحك عبد الكريم وقال : أنا ماقلت شي ..
ابتسم عبد العزيز ودنق على أخوه وهو يهمس : أبوي من جده يتكلم , وسام !! حاط عينه على وسام ..
هز عبد الكريم راسه وهمس : لا بس هو يبغى يتضارب مع أمي ومو عارف كيف يستثيرها بطت كبده ببرودها ..
ضحك عبد العزيز وهو يطالع في سلمى اللي جلست تحرك الراديو تدور على إرسال واضح لقناة القرآن , مد سلطان عصاه ودقها في الراديو وهو يقول : هي , أكلمك أنا , اش رايك في وسام ؟؟
قربت سلمى الراديو من إذنها و قالت بدون ماتلتفت له : الله يسهل لك دربك , دربك أخضر إن شاء الله ..
طالع فيها سلطان بغيض وبدأ ينغز خصرها بالعصا وهو يقول : يعني أتوكل على الله ..
زفرت وبعدت شويه إلين صارت بعيدة عن مستوى عصاته ورجعت تقلب في الراديو , مسكوا ضحكهم وقالت أم عادل وهي تضحك : أبوي وسام ما بتقبل بك ..
قال وهو ينفخ صدره : ليش أنا اش فيني , مو ناقصني شي , خير ومال وعيال ..
قالت سلمى ببرود مستفز : ناقصك شباب ..
لف عليها سلطان وبدأ يناكشها , قالت أم عادل وهي تزفر : أخيرا نولته أمي اللي يبغاه من أصبحنا ..
ضحك عبد الكريم وقال : زين , بعد شويه بيهدأ إلى آخر اليوم ..
قال عبد العزيز : صراحة , ماقيد شفت أحد بصبر أمي ..
جات أم أيمن أصغرهم وهي شايلة صينية القهوة , جلست وقالت بمزح وهي تصب القهوة : طلع أبويه حرته أخيرا , يوم أشوفهم أقول الحمد لله اللي مات زوجي وما وصلنا لهالسن عشان مايعذبني زي مايعذب أبويه أمي ..
نقل عبد الكريم بصره بين أم عادل المطلقة وأم أيمن الأرملة براحة , الهدوء مستتب بينهم من فترة , خفت المشاكل اللي بينهم من بدأ الأولاد يكبرون , ساقه تفكيره منهم لنجلاء اللي رفضت تنتقل بيت أبوها بسبب هالمشاكل , من تطلقت أم عادل وجات البيت صارت تعصب على أقل كلمة , وماتبغى أحد يكلم أولادها الخمسة اللي رماهم أبوهم عليها بلا اهتمام وهو عارف إنها لا هي موظفة ولا عندها دخل تصرف منه , وكانت تصب غضبها على أصغر أخواتها اللي سبقتها لبيت أبوها بسنتين بسبب وفاة زوجها اللي ما خلف لها وراه إلا أيمن وإسراء ~ الآن لازم أتصرف مع نجلاء لازم , يا تجي بيت أبويه وتتحمل ولا تسكن في الملحق اللي عندي , أو أتفق مع عبد العزيز و أخرج المستأجر اللي في عمارته و أسكنها مكانه أو ... آآآآآآخ لو يتحقق اللي في بالي نص هالهم اللي في راسي ينزاح و ...~
: خالي ..
رفع راسه لأثير وقال بابتسامة وهو يمد يده ويقوم : هلا بنتي ..
منعته من الوقوف و سلمت على يده وراسه وهي تقول : إرتاح , اش أخبارك ؟؟
هز راسه وقال : الحمد لله , إنت كيف حالك ؟؟ ماشاء الله صاحيه من بدري ..
ابتسمت وقالت بتلعثم وتردد وهي تختلس النظرات لأمها : أبويه جاي عشان ياخذنا , بنروح أنا و تغريد ويمكن تلحقنا غدير وعيالها إذا رضي زوجها ..
التزمت أم عادل الصمت وهي ترفع فنجانها وتشرب منه بهدوء , قال عبد العزيز : ماشاء الله , الله يسعدكم يارب ..
وسألها عبد الكريم : أخوك عادل ما بيروح ؟؟
هزت راسها بلا وقالت : متفق على خرجة مع الشباب , حتى طارق بيحط حرمته عند أهلها و بيروح معاهم ..
هز راسه لمن تذكر اللي سامر وماهر اللي خبروه بالطلعة اللي بيخيمون فيها برا الرياض و قال بابتسامة : لا جا قوليلي عشان أسلم عليه ..
هزت راسها بحماس وخرجت , لفت أم عادل على عبد العزيز وقالت باستنكار : تسلم عليييييييييييه , عبد العزيز شوف اش يقول أخوك ..
قال عبد الكريم بهدوء ولطف و هو يذكر نفسه إنها أكبر منه : مافيها شي , صلة الرحم واجبة , مادام هو قاطع إحنا نكون أحسن منه , بعدين أنا كنت أبغى أفرح أثير , شفت كيف فرحت , لا تحسسينها إنه جية أبوها وخرجتها معاه غلط , مالها ذنب في عدم تفاهمك إنت وزوجك ..
زفرت وقامت , قال سلطان اللي انتهت مضاربته لمن قامت سلمى وخرجت للحمام وهي تتوكأ على عصاتها : أختكم هذي ناشف راسها , لها سنة من تطلقت وإلى الآن معصبة وتنافخ , الرجال أحسن منها لقي رزقه وتزوج ..
قالت أم أيمن بتعاطف : أبوية الطلاق مو سهل خاصة على الحرمة , والله مو سهل ..
قال بحدة : لو هي صبرت ماكان صار هذا كله ..
زفرت وهي تلف وجهها وهي تقول بحدة : هذا اللي دايم تقولونه , اصبري واصبري إلين تموت الحرمة وتطق , إحنا الحريم مظلومين والله ..
ابتسم عبد العزيز وقال بضحكة : والله محد مظلوم في هالدنيا غيرنا إحنا الرجال اللي متحملين غثاكم يالحريم ..
شهقت وقالت : نــعـــم نــعـــم ..
ضحك عبد الكريم وقال وهو ينقل بصره بينهم : عبد العزيز , حسناء اش فيكم ؟؟ بترجعون على بعض دحين , ترى محد مظلوم في هالدنيا ..
قال سلطان وهو يأشر على سلمى اللي توها وصلت للباب بسبب بطء حركتها : والله مو مظلوم غيري اللي صابر على أمكم لو أدور لي وحدة صغيرونه ترد لي شبابي و ............
هشت سلمى بيدها وهي تقول : الفكه من جحا غنيمة ..
: اش تقوليييييين ؟؟ ماسمعتك , هي , يالعجوز تعالي ..
سدت حسناء أذنيها وهي تهمس لأخوانها اللي يضحكون : بأتجنن ..


***************************


الظهر في جدة :
في بيت صالح :

زفرت وقالت وهي تكتم غيضها : جي جي حبيبي إنت تعرفين إنه مابيدي شي , الحقيقة عبدالإله مو حق بنات يعني ما يهمونه البنات ولا يحب يتكلم معاهم كيف أضبطه لك ..
وصلها صوت جيهان المغنج وهي تقول : سوري حبيبي الدنيا أخذ وعطاء , أخوك في مقابل جاسم ..
قالت عهود : بس أنا أعطيتك 400 ريال حق الحجاب اللي بتسوينه , سويه ولك علي أحاول قد ما أقدر ..
: لا يعني لا , واحد بواحد ..
كان ودها تصرخ في وجهها وتصك السماعة بعد ما تسبها لكنها كانت عارفه إنه جيهان ممكن تطلع هذا كله من عينها , كبحت مشاعرها قد ما تقدر وقالت بهدوء مصطنع : أحاول بس ما أوعدك بعد اللي بأسويه شي لأنه ورقتي الأخيرة في هاللعبة ..
وصلتها ضحكة جيهان اللي قالت : أوكيشن , استخدمي ورقتك الأخيرة وأوعدك إني أسلمك الحجاب اللي تبغينه , لا تتأخرين علي , تشاااااااو ..
صكت عهود السماعة وهي تقول من بين أسنانه : شوووك في جهنم يالكلبة يالـ ### ..
وقامت وهي تقلب الفكرة في راسها من جميع النواحي ولمن حست إنها حبكتها وصاغت كل أركانها ابتسمت وقالت : أخيرا ..
وتحركت بسرعة لغرفة أمها ...


**************************


العصر في الرياض :
في بيت عبد العزيز :


: الرجال قال إنه ماتعرف على المعتدين عليه وانتهت القضية قبل ما تبدأ , ليش معصبة ...
صرخت : أنا ما يكفيني مشاكل من عايلتك الزفت يجيني ولدي مشوه دحين عشان وحده شحادة ..
هتف صقر باستنكار : أمييييييييييي ..
وصرخ عبد العزيز وهو يفز من مكانه : صكي حلقك ..
وقفت قدامه و قالت بعصبية وهي تأشر على سطام : ماني صاكة حلقي , شوووف , شوووووف ولدي كيف صار وجهه , وبكرة رايحين نعايد أهل خطيبته , اش أقول لأمه , معليش ولدي كان يدافع عن البنت اللي رفضته من جارها اللي حاول يتحرش فيها ..
قال عبد العزيز بتحذير : احفظي لسانك و لا تخليني أسوي شي ما يعجبك ..
قام سطام بسرعة ووقف عندهم وهو يحرك يدينه , كانت اليمين تتحرك بصعوبة وبطء من شدة الألم رغم الرباط الضاغط اللي لفوه له في المستشفى , ولمن شافهم متجاهلينه وأمه تقول باستفزاز : يعني اش بتسوي يعني , من تزوجتك وأنا ما ألقى غير المشاكل من أهلك , أتحدى لو ماكانت هذي اللي يدافع عنها الكل هي ورى كل هالمصايب ولا الرجال ما يتجرأ لو ماشاف تشجيع ..
صرخ عبد العزيز : عاااااااااااااااااليه ..
وأشر سطام بعصبية وهو مقهور إنه محد يستمع له , قال صقر باستنكار : أمي سطام صادق اللي تقولينه يعتبر قذف , وسام ماسوت شي ..
قالت باستهزاء وهي تلف على سطام : إنت أسكت , مابيني وبينك كلام اللي مسوي في نفسك كذا على وحده ولا افتكرت فيك ..
وكملت ببرود : بعدين اش دراكم , مو هم ثلاث حريم في بيت وماعندهم لا حسيب ولا رقيب ....
رفع عبد العزيز يده وهوى بها على وجه مرته , صرخ صقر : أبويه لاااااااااا ...
وقبل ما توصل كفه لوجهها كانت يد قوية تقبض على معصمه , التفت عبد العزيز لسطام اللي قبض عليه بيده المصابة وانصدم لمن شافه يمسح وجهه ودقنه بيده الثانية يترجاه , قالت باستنكار : بتضربني يا عبد العزيز , أنا تضربني عشان وحده زي وساااااام , أنا نفسي أعرف اش السحر اللي مسويته هالبنت فيكم , لكن والله مالي قعده عنك بعد اللي سويته ..
وتحركت خارجة من الصالة وصقر يلحقها وهو يقول : أمي , أمي اصبري , أمييييييي ...
وقف عند باب الصالة وهو يطالع في أمه اللي طلعت الدرج بسرعة , زفر وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ولف بيرجع وانصدم لمن شاف أريام ضامه ساري لصدرها عشان مايشوف اللي يصير وجنبها أريج , قال : إنتم هنا ..
قالت أريج بعصبية : مامن حقه أبويه يسوي كذا في أمي عشان حيا الله وحده زي وسام ..
قال باستنكار : أريييييييييييييج , اش هالكلام ؟؟ اش حيا الله هذي , البنت ماسوت لك شي عشان تتكلمين عنها بهالطريقة , بعدين أبويه تنرفز من كلمتها اللي قصدت فيها عمتي نجلاء مو عشان وسام ...
طلعت أريج ورى أمها وقالت أريام بتساؤل : أمي بتخرج من البيت من جد ..
بعد ساري عنها و همس : عادي ويعني , هذي مهي أول مرة تطلع فيها ..
طالعوا فيه باستنكار فقال : أنا ماني صغير زي أول عشان ما أفهم اللي حولي ..
قالت أريام بألم : ساري ..
قال بعصبية : بعدين اسمي ساااااااالم مو ساري أفففففففففف , الله يلعنها من عيشة , حتى العيد عندكم نكد ...
وتحرك وهو يكمل : البلاي ستيشن أصرف من مشاكلكم اللي مالها أول ولا ثاني ...
زفر صقر وقال : الله يسامحك يا أمي ..
قالت أريام تحاول تلقى لها عذر : الأم ما يهون عليها تشوف ولدها مضروب عشان وحده بنت خاصة وهي رافضته ..
قال بحزم : مهي هذي الحكاية أنا لو شفت بنت تتعرض للي تعرضته وسام بأدافع عنها حتى لو كانت غريبة خلي عاد وحده من الأهل , أمك مافكرت بهالشي فكرت بنفسها وباللي بيقولونه الناس لا انتشر الخبر بس , يعني لو وحده فيكم اللي تحرش فيها واحد ما بندافع عنكم ...
قالت باعتراض : صقر لا تقول هالكلام ..
قال : ليييييه ؟؟ ليه ما أقوله ؟؟ عشانه الحقيقة , أمك طول عمرها وهي رافعة خشمها وشايفة حالها على أهل أبويه ..
قالت باستنكار : صــقــــر ...
تابع بغيض : أريام خلينا صريحين , أمك متعبة أبويه اللي يحاول قد ما يقدر يرضيها , موعاجبها شي ودايم الدوم تخلي من الحبة قبة , تختلق مشاكل من لاشيء , ماعمرها حاولت تضغط على نفسها ولا تصبر على شي , نفسي يمر يوم من دون ما أسمع تعليقاتها الجارحة لسطام وتأففاتها رغم إنه كل شي متوفر عندها , نفسي أحس مرة إنها أم تهمها مصلحتنا , شوفيها اش مسوية في أريج , تشيش راسها على ماهر وأهله من دحين , من ملكوا وهم في مشاكل وهي سبب طلقتها الأولى ..
كانت أريام تعرف هذا كله لكنها ماحبت التصريح به بشكل علني كذا عشان كذا قالت تسكته : خلااااااص , ما أبغى أسمع أكثر , مهما كان هذي أمك ومفروض ما تتكلم عنها بهالطريقة ..
تناهى لهم صوت اصطكاك مفاتيح ببعضها مختلط بصوت صفير رايق , دخل أسامه وهو يلعب بميداليته ولمن شافهم واقفين قدام بعض وقف عن التصفير وقال : أمسينا وأمسى الملك لله , اش عندكم ؟؟
ولمن سمع صوت زعيق أمه مختلط بتوسلات أريج , ابتسم وقال : حماااااس , مضاربة جديدة وثالث يوم العيد , صراحة تطور , خسارة فاتني المشهد ..
لفت عليه أريام وقالت باستنكار : أساااااااااامه ..
ولفت على صقر لقيته مبتسم شبه ابتسامة جانبية وهو رافع واحد من حواجبه بسخرية , قال أسامه وهو يطالع للدرج : دحين تنزل ومعاها شنطتها لإنهاء المشهد الأول من الفصل , ترارارااااا..
وبدأ يلحن مقطوعه موسيقيه حماسيه وهو يحرك يدينه بطريقة مسرحية , ضحك صقر وقال وهو يأشر براسه على أخوه : شفتي إني صادق ..
وزفر وكمل : ما أقول غير الله يعوضك الجنة يا أبو سطام , الصابر والشاكر في الجنة , هو صابر وله الجنة إن شاء الله لكن أمك في شكك إنها شاكرة ...
نزلت عاليه وهي شايلة شنطة صغيرة وهي تقول : والله مالي قعدة بعد مارفع يده , الكل شاهد إنه كان بيضربني , أنا تحملت من أبوكم كثييييييييير ..
قالت أريج برجاء وهي تقبض على عباية أمها : أمي الله يخليك استهدي بالله , مو كل ماصار شي خرجتي , هذا مو حل ..
قال أسامه بلا اهتمام وهو يدور الميدالية بسبابته : أشغل السيارة , لساعها حارة ..
قالت أمه : تحرك واقف ليه ..
ولفت على صقر وقالت بعصبية : خلوا وسام تنفعكم ..
زفر وهو يطالع فيها وهي خارجة , قالت أريج من بين دموعها : بس , هذا اللي استفدنا منه من ورى هالبنت , كنا بخير , حتى التمشاية اللي كنا مخططين لها تفركشت ..
طنشها ودخل لأبوه اللي كان جالس وهو دافن وجهه بين يدينه وسطام جالس جنبه وهو حاط يسراه على كتف أبوه اليمين ..
قال بداخله ~ الله يسامحك يا أمي , الله يسامحك يا أمي , من طفولتنا وإحنا نعيش هالمنظر , إلى متى ؟؟ إلى متى ؟؟ ~ زفر وقال : أبويه بعد إذنك بأروح أخرج أخواني شويه ..
وراح لهم و بالقوة أقنعهم يخرجون عشان يشمون شوية هوا ويمرون على محل ألعاب وبلاي استيشن عشان يشتري ساري بعض الأشرطة بعيديته ..



****************************


بعد المغرب في جدة :
فيلا الدكتور حامد :


كان يحس أطرافه كلها تنتفض وهو جالس بثبات مصطنع قدام حامد , ابتسم حامد وقال : يا هلا والله بالطيب ولد الطيب , يا هلا ومرحبا ..
~ ما أدري ليه أحسه يخوف أكثر وهو هادي ورايق ~ قال عبد الإله وهو يتناول القهوة من مراد : من هلا ما ولا , هلا فيك يا عم ..
ابتسم مراد وقال وهو يحط الدلة على الصينية : تو ما نور بيتنا , اش البركة اللي حلت علينا , يومين ورى بعض تنورنا ..
حس بإحراجه وتوتره يزيد وهو يقول : منور بأهله ..
لف حامد على ولده وقال : مراد روح لأمك وقولها تجهز العشا ..
كتم عبد الإله شهقته وقال وهو يحس بالعرق يندي جبينه : الله يهديك يا عمي , ما يحتاج تكلفون على نفسكم ..
ابتسم حامد و قال وهو يرجع جسمه ويريحه على ظهر الكنب : ولو , بعدين إحنا بنحط من أكل البيت محنا متكلفين و جايبين شي من برا , بعدين فرصة تتعرفون إنت والعيال ..
قال مراد وهو يتحرك : لو يدري سند يموت غيض ليش جيت وهو مو في ..
ابتسم عبدالإله وهو يتذكر إنه سند من مرة حامد الثانية , ولمن اختفى مراد عبر الباب قال بداخله ~ يلا يا عبد الإله , هذا الوقت المناسب اللي تتكلم فيه ومافي أحد غيركم , هيا تكلم ~ لكنه حس لسانه معقود وهو مو قادر يكسر فرحة حامد بشوفته وهو ينقل له إنه مايقدر يتقدم لبنته , الكلام اللي جهزه واللي راجعه مئات المرات قبل ما يتشجع ويجي بيت حامد طار من عقله , كان يحس عقله صفحة بيضاء ..
: عبد الإله ..
رفع عبد الإله راسه بسرعة وقال : سم ..
ابتسم حامد وقال بلطف : جاي عشان الموضوع اللي كلمتك فيه أمس ..
سكت عبد الإله ونزل راسه بإحراج شديد ورجع رفعه بحزم وقال بهدوء : والله يا عم حامد أنا عارف إني لو بأدور الدنيا مابأناسب ناس زيكم , ماشاء الله عليكم كل يتمنى يناسبكم وطيب أصلكم يشهد به الجميع و متأكد مليون إنه بنتك لو مهي غاليه عليك وتستاهل كل خير ما كان ..
و سكت لمن شاف اتساع ابتسامة حامد وخاف إنه فهم الموضوع بشكل ثاني , وقبل ما يفتح فمه عشان يكمل قال حامد بهدوء : أنا فخور و سعيد جدا بمعرفتي لشاب زيك يا عبد الإله , أنا قلت لك إني معجب في عصاميتك وكفاحك والآن أضيف لها أدبك ..
وكمل وهو يطالع في فنجان قهوته وهو يدوره : لو واحد غيرك كان طنش الموضوع وحط كإنه ماصار شي , لكن إنت ..
رفع راسه وكمل : معني نفسك وجاي عشان تخبرني بعدم رغبتك بـ ...
قال عبد الإله يقاطعه : عن إذنك يا عم لكن الموضوع مو حكاية عدم رغبة , هو في وحدة في بالي ..
ابتسم حامد وقال : الله يوفقك للي فيه الخير , سامحنى اللي حطيتك في هالموقف , كان مفروض أسألك إن كنت معزم على وحده لكن هالسؤال راح عن بالي لمن قلت إنك تقدمت لوحده ورفضتك ..
حس عبد الإله براحة مالها حدود وهو يقول : صدقني لو غير كذا كان ما ألقى أحد أحسن منك أناسبه ..
غمز له حامد وقال : الله يعيني من بكرة أدور عريس ثاني ..
وكمل : ماتوصيني على أحد ..
ضحك عبد الإله و التزم الصمت , دخل مراد ووراه أخوه عزام اللي سلم على عبد الإله وهو يهلي ويرحب , قال مراد : دقيت على سند وقال مسافة الطريق وجاي ..
وبعد دقايق , دخل سند وهو يقول : سلااااااااااااام عليـ ...
وانقطع سلامه لمن ضرب فنجان القهوة في راسه قبل ما يطيح ويتكسر على سطح السيراميك , فتح عبدالإله عيونه على اتساعها بصدمة وهو يشوف حامد يقوم من مكانه وهو يسأل بعصبية : كم كانت سرعتك يالكلب ؟؟
قال سند وهو يحك مكان الضربه : 90 ..
: كذااااااااااب ..
ابتسم وقال باعتراف : 100 ...
مسك فنجان ثاني لكن مراد سحبه منه وهو يحمحم ويقول : أبويه عندنا ضيوف ..
لف حامد وقال : عبدالإله مو ضيف ..
وتقدم من سند اللي غمض عينه بكل بساطة وتلقى ضربه من يد أبوه على ذراعه , خرج حامد وهو يقول : عبد الإله إعتبر البيت بيتك , وشغلك عندي يالكلب , إن ماسحبت منك مفتاح السيارة ما أكون أنا حامد ..
ثواني صمت تلاها موجة ضحك بين الأخوان الثلاثة , تقدم سند وسلم على عبدالإله وهو يقول بضحكه : مادرى عني كنت مطير 120 ...
صفر مراد تصفيرة طويلة و قال عزام : أما لو نطقت هالرقم عند أبويه كان صلينا عليك العشا ..
قال مراد : ياخي لا عاد تعيدها لمصلحتك , لو انفقع عليك كفر كان رحت فيها , أبويه حكيم لو سحب منك المفتاح , إنت دومك مطير ..
ضحك عبد الإله لمن بدأوا يتناقشون كإنه رمي الفنجان والضرب شي عادي من يوميات الحياة , كان يحس براحة كإنه ثقل جبال كانت على أكتافه وانزاحت , لفته في تصرفاتهم علاقة المحبة والمودة بينهم رغم إنهم من أمين مختلفتين ورغم عنه قارنهم بعبد الرحمن وأخواته , كإنه كل منهم في كوكب رغم إنهم من نفس الأم والأب , ما انتبهوا إن الوقت مر إلا لمن وصلتهم صرخة حامد وهو يقول : يا عيااااااااااااااال الصلااااااااااااااااااااااة ..



**************************


يوم الخميس 4 / 10 / 1427 هـ :
بعد العصر بوقت في الرياض :
في شقة نجلاء :


: أمي إنت ليش معارضة رفضي لخالد ..
زفرت نجلاء وقالت : وسام قلبي , خالد أحسن خيار لك , صدقيني ما بتلقين زيه ..
قالت بألم : قصدك إنك منتي موافقة على الخيار الثاني ..
نزلت نجلاء راسها وقالت : ما قصدت كذا ..
طالعت فيها وسام للحظة و سألت : إلا , ليش مصرة على خالد أجل ؟؟
قالت بهدوء : خالد رجال والنعم فيه ..
همست : قصدك أكبر مني في حين سامر أصغر مني لأنه حتى سامر رجال والنعم فيه ..
وقامت من مكانها وقالت : أصلا أنا معارضة على هالطريقة من أول لكنكم إنتم اللي أصريتم , أنا ما أبغى لا خالد ولا سامر , خالد متزوج وسامر أصغر مني ..
قالت نجلاء وهي تجلسها : إنت ليش زعلتي ؟؟
لفت على أمها وقالت بحزم : أمي , خالد إنسي إني آخذه , أفضل إني آخذ واحد أصغر مني ولا آخذ واحد متزوج وأكون الثانية ..
قالت نجلاء باعتراض : واش فيها الثانية ؟؟ أصلا إنت في سنك هذا لا يمكن يتقدم لك إلا واحد أصغر منك أو واحد متزوج لأنه مافي رجال بيوصل الـ 33 وهو ما تزوج ..
قالت باعتراض : مطلق , أرمل , ممكن لكن متزوج لااااا , إنت تقولين هالكلام , أنا ماني متزوجة وأعرف اش شعور الحرمة لو أخذ عليها زوجها الثانية , بعدين إنت ماتشوفين اللي يصير دحين , ماعاد في رجااااااال , رجل حقيقي بمعنى الكلمة مافي , العدل عندهم ممحي , مو موجود في قواميسهم , يجيك الرجال يا يطير بالثانية كإنه مو شايف خير وينسى زوجته الأولى ويخليها تحقد وتكره وتغار وممكن ينهدم هالبيت على كل من فيه حتى أولاده ولا العكس , من اللي تسويه الأولى يطلق الثانية حتى لو كان معاها عيال و ينسى إنه هو اللي أقدم على هالخطوة بإرادته , يطش الثانية بطول يده وتقعد تتحسر الحرمة لو إنها ظلت بلا زواج كان أحسن لها من إنها ترجع لأبوها مطلقة ومعاها طفل..
قالت نجلاء : أنا عارفه إنك طيبة و ما بتدخلين على طمع ومابتحاولين تسرقينه من زوجته زي مايسوون بعض الحريم ..
قالت باعتراض : اش دراااااااك ؟؟ ممكن بعد ما أتزوجه أخاف تأثر عليه مرته ويطلقني فأحاول إني أعلقه فيني وأنسيه اسمه مو بس حرمته , أمي محد يعرف اش بيصير , صحبتي في المدرسة تقول والله إني ما تخيلت نفسي بأسوي اللي أسويه , تقول ودي أكون الوحيدة اللي في قلبه , أموووووت غيرة من مرته وأولاده , هذا ومرته الأولى متزوجها من فوق العشر سنين , وتضاربت مع معلمة ثانية كل يوم تصيح من الظلم اللي لاقيته من زوجها اللي أربع وعشرين ساعة يقارنها بزوجته الثانية , يعني دخلت تبغى تتستت على قولتكم ودحين ماهمها لو خربت بيت الحرمة , أنا ما بأغامر , بعدين اش يضمن لي إنه خالد ما بيطلقني لمن تهجره هند من زعلها ولا غيره ..
قالت نجلاء باعتراض : وتقعدين في البيت بدون زواج ..
قالت بحزم : لا صرت في أواخر الثلاثينات ذاك السااااااااع أوافق على واحد متزوج , لكن دحين لااااااا ..
وقامت وهي تقول : وخلاص قولي لخالي أنا رافضة الخيارين , خلوها على الله ..
قالت نجلاء : توك تقولين إنك موافقة على سامر ..
لفت وقالت باعتراض : أنا ما قلت كذا , قلت أفضضضضل أتزوج أصغر مني ولا آخذ واحد متزوج , بعدين هو أصغر مني بـ ست سنين كمان مو سنة ولا ثلاث زي سطام لمن تقدم ذيك المرة عشان أتغاضى ..
وتلعثمت وهي تكمل : و أصلا .. مين قال .. إنه سـ .. سامر بيوافق على وحده أكبر منه و ..
سكتت للحظة وهمست بعدها : صار لها زي ما صار لي ..
حست بالرعب من فكرة إنهم يشرحون له اللي صار لها وياخذها شفقة و ... قالت بحدة : إنسوا , إنسوا كل اللي صار ..
وحست بخنقة الدموع فكملت بوجع : حرام تظلمونه وتظلموني معاه , كنت مرتاحة قبل ما تدرون بشي , والله كنت مرتاحة ..
وخرجت من الغرفة بسرعة , ونجلاء تقول بصوت عالي تذكرها : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...
و طالعت في باب غرفتها اللي خرجت منه وسام وهي تحس قلبها يتقطع عليها , هي ماهي معترضة على سامر لكنها كانت تفضل خالد , زفرت وهي تقول بحسرة : لو إني دريت قبل ما يخطب سطام كان ...
واستغفرت وهي تذكر نفسها إنه لو تفتح عمل الشيطان وهي تقول بداخلها ~ يمكن مالها خيرة مع سطام , إي صح , آآآآآنا كيف نسيت عاليه ؟؟ الحمد لله اللي ربي رحمها من أم زوج زيها , حبيبي أخويه ربي مبتليه بزوجة زي هالحرمة , نجلاء لا تغتابينها , قولي الحمد لله على كل حال وبس ~ قامت ودورت على جوالها ولمن لقيته ضغطت رقم عبد الكريم و رجعت فصلته وهي تفكر أكثر بألطف طريقة ممكن تقوله فيها إنه وسام رافضه مبادرته هذي ..



***************************



في نفس الوقت في جدة :
في بيت حمدة :


: سمعتي اش صار ؟؟
همست سمية في إذن الخنساء : إيوه سمعت , شوفي مرة خالي تتكلم مع جده ..
: شتسووووووووووون ؟؟
انتفضوا لمن حطت سفانة يدينها على أكتافهم وقالت سمية وهي تحط يدها موضع قلبها : خاله فجعتيني ..
ضحكت سفانة على عيونهم اللي بتخرج من محاجرها من شدة الرعب وقالت أسماء بهدوء : لو ماعندكم شييييييي ماكان خفتم , اعترفوا اش عندكم ؟؟
قالت الخنساء بتلعثم : ولا شي قاعدين ..
رمتها سفانة بنظرة شك وهي تأشر بيدها وهي تقول : اعترفي ياقلبي , اعترفي اش عندك , خرجي المصيبة اللي سويتوها عشان نحاول نتداركها في أسرع وقت ممكن أنا وأسماء ..
ضحكت سمية وهمست : والله ماعندنا مصيبة ..
وكملت بهمس أكثر انخفاضا وهي تأشر على أم عبد الرحمن : مرة عمي عندها مصيبة وجدتي مهي راضية عنها ..
طالعوا بحيرة في حمدة اللي ماسمعوا هي اش تقول لكنهم عرفوا إنها معصبة من ملامحها , هزت الخنساء راسها وهمست : مرة عمي جايا تقول لها إنه عبدالإله يبغى يخطب صحبة عهود وتطلب الإذن منها , فاكرتها , ذيك اللي حضرت زواج البندري الله يرحمها و .....
اختفت كل الأصوات فجأة وماعادت تسمع إلا ضربات قلبها اللي ضخت الدم بقوة في عروقها , كانت تشوف شفايف أختها تتحرك لكنها ماتسمع أي حرف تقوله , ماكانت صدمتها من خطبة عبد الإله بقدر ماهي مصدومة من البنت اللي اختارها ~ مستحيل يكون هذا ذوقه , من العنود بكل أدبها لجيهااااااااااااااان ~ كانت تقاوم إنها تخرج من المكان بسرعة وتجري لغرفتها , أجبرت كل خلاياها على الخضوع لها وهي تصرخ بداخلها ~ سفانة لو خرجتي دحين بيشكون , كوني طبيعية , كوني طبيعية , هو حر , هذي حياته وهو حر فيها , إنت من زمان كنت تقولين إذا تزوج الله يسهل له , لكن جيهااااااااان , ليييييييييه ياعبد الإله ليييييييييييييييييه ؟؟ من زينها هالبنت , من شكلها ولبسها وطريقتها باين إنه وينها ووين الأدب , الأدب ينرسم على جبين البنت من بعيد , اش جاب العنود لجيهان , اش هالتناقض العجيب في الذوق ؟؟ ~ ..
: الشهادة لله البنت جميلة جمااااااااااال مو طبيعي ..
التفتت سفانة لسمية اللي قالت هالحملة واللي وافقتها عليها الخنساء وهي تقول : مع إنه ماعجبني لبسها بس صراحة جسمها جنااااااااااااااان ماشاء الله ..
قال أسماء بهدوء رغم إنها ماتحب تدخل في مثل هالنقاشات : إحنا لا لبسنا عريان وبينا السيقان وتغنجنا بنطلع أحلى مليون لكننا حشيمات الحمد لله ومخبين نفسنا عن عيون اللي يسوى واللي مايسوى , بالله لو وحده لبست عريان وقصير وبينت مفاتنها بتجذب الأنظار ولا وحده لابسه لبس طويل ساتر , شي أكيد المفسخة ..
ولمن شافتهم يطالعون بعدم استيغاب قالت بحدة : يعني بالمختصر جمالها عادي وطبيعي مو بالشكل اللي صورتوه لكن الرتوش الخارجية هي اللي أظهرته , فهمتوا قصدي ؟؟..
فكروا شوية بعدين قالت سمية : صراحة ما أنكر إنه التفسخ كان له دور في جمالها و ...
قطبت حواجبها وقالت بتريقة : يعني نتفسخ ونتعرى عشان يشوفونا الناس حلوين ..
ضحكت الخنساء وقالت أسماء بعدم تصديق : شوفوا الغبية , دحين إنت فهمتي من كلامي إني أشجع على التعري , يالخبلة الأكل المكشووووووف كل يطالع فيه ويتجمع عليه حتى الذبااااااان , لكن الأكل المغطى هو اللي الكل يبغاه فهمتي ..
أخيرا فتحت فمها وقالت بلهجة حاولت تصبغها بالهدوء : هذاك أول اللي يدورون على الأخلاق دحين الشباب مايبغون إلا بيضا وغنجاء زي نانسي وشعرها ناعم طويل زي أليسا وجميلة ودلوعة زي ما أدري مين , تغير تفكيرهم تماما من الأشياء اللي يشوفونها ..
كانت تقول هالكلمات وهي ماهي مصدقة إنه عبد الإله من هالنوع ~ اش اللي قلبه فجأة ؟؟ اش اللي غيره ؟؟ ~ , زفرت أسماء وقالت : والله إنك صادقه ياخاله , ماعاد يهمهم إلا هالأشياء الله المستعان ..
: اش اللي يهمهم ؟؟
التفتوا على خولة اللي دخلت مع أمها واللي توهم رجعوا من غدا في بيت جيرانهم , قالت الخنساء : عبدالإله خطب جيهان صحبة عهود ..
دقتها أسماء وهي تقول بحزم : اشششششششششش , لسه ما سمعنا هالكلام بإذننا , كذا تطلع الإشاعات ..
: لا مهي إشاعات ..
التفتوا لأم عبد الرحمن اللي كملت بفرحة : إن شاء الله يسعدني عبد الإله ويفرح قلبي اللي احترق من وفاة البندري ...
ترحموا عليها وهم يطالعون في جدتهم اللي نفضت يدها بقرف وهي تقول : بناتنا ملي البيوت ويروح يخطب غريبة , أفففففففففف ...
استنت سفانة إلين جلسوا والتهوا بأشياء كثيرة وسحبت نفسها وخرجت متوجهة لغرفتها , دخلتها وقفلت الباب وراها وهي تسحب نفس عميق , سمحت لنفسها بدقائق معدودة من الحيرة والألم هتفت بعدها بداخلها ~ لازم أدق على العنود وأخبرها , لازم ... , سفانة لا تزعجينها , اش بتسوي يعني ؟؟ ايش بتكون ردة فعلها , لو ربي كاتب لك شي أهل الأرض كلهم لو اجتمعوا مابيمنعونه عنك ولو مو كاتب لك شي مابيجيبونه لك , خليك مؤمنة , عسى أن تكرهوا شئا وهو خير لكم ~ حست براحة نفسية كبيرة فرسمت على وجهها أرق ابتسامة ورجعت لهم وهي شايلة صينية الشاهي اللي كانت مع الخدامة ..



****************************



يوم الجمعة 5 / 10 / 1427 هـ :
بعد صلاة الجمعة في جدة :
شقة جاسم وأزهار :



زفر وهو ماسك غراء المسدس , طالعت فيه بابتسامة وقالت بتريقة : لو سمعت خف يدك , لسه ورانا كثير ..
لف عليها جاسم وقال وهو يلصق الفوفل بشريط كاسيت مغلف : كم وحدة مسوين من هالخرابيط ..
ضحكت وهي تغلف واحد من الأشرطة اللي جابها عمر وطلب منها توزعها في الزواج وقالت : 300 ..
شهق وقال : ثلااااااااااثمية , الله أكبر , بتحاربون إنتم ..
ابتسمت وقالت وهي تناوله الشريط اللي أنهت تغليفه : على قد الكراسي اللي في القاعة ..
ضغط الغرا وهو يسأل : ولو زاد ..
قالت وهي تهز أكتافها : عادي نوزعه على العاملات اللي في القاعة , زين يستفيدون منه و ..
شهقت وقالت : جااااااااااااسم لا تخلي الغراء كثير عشان مايخرب الفوفل ..
قال وهو يرميه من يده بطفش : طفشت , واسمه كمان يجيب الغثيان , اش فوفل ؟؟ ..
ضحكت وقالت وهي تسيب اللي في يدها : خلاص سيبه ..
وبدأت تلم الأشياء وهي تقول : أروح أجهز الغدا ..
زفر وقال وهو يمسح وجهه : بكره دواااااااااااااااااااااااام , يالطفـــــــش ..
قالت تذكره : بس الحمد لله صار عندك أصحاب وبدأ رئيسك يشوف إنك موظف كفوء ونشيط ..
زفر وقال :الحمد لله , بس تصدقين , لساعه حاطني تحت الإختبار ..
قالت بمزح : إنت دق التحية وإنت تسلم عليه كل صباح له وابتسم ذيك الابتسامة الحلوة ..
وقطبت حواجبها وقالت : مو ابتسامة الإغراء اللي ترسمها لا رحنا السوووووق , تراه عميد مو بنت ..
ضحك وقال وهو يضربها : والله ما أحاول أغري , كم مرة قلت لـ ..
قالت تقاطعه وهي ترد الضربة : أولا لاتحلف , كني ما أشوفها يعني , بعدين لا تضرب ..
ولمن شالت الأكياس ضربها مرة ثانية , لفت عليه وقالت بتهديد : مردوده , مردوده خلني بس أودي الكيس ..
ابتسم وهو يطالع فيها بتسلية , راحت ودت الكيس وركبت الكافتيرا ورجعت وهي تقول : المهم , ارسم ذيك الابتسامة الودودة كل مامر من عندك , حتى لمن يهاوش وغيره ابتسم وإنت تقوله ابشر , و حاول تسأله عن حاله وغيره , صدقني بيتغير معاك ..
قال بأنفه : نقص أذل نفسي عند واحد زيه , بعدين ما أحب دهن السير أنا ..
قالت : هي مو حكاية تذل نفسك , لا تحط في بالك إنه رئيسك وإنت بترشيه بكم ابتسامة , فكر إنه واحد مسلم وبينك وبينه عداوة , الله يقول ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} , آيه عظيمة ..
قال بعدم اهتمام : انسي الموضوع , مايهمني هالرجال ..
هزت أزهار أكتافها وتحركت للمطبخ , رن جرس الباب نص رنة , ابتسم جاسم وقال بصوت عالي : أزهااااااااااااااااااار , أكيد هذا أخووووووووووك ..
فتحت أزهار الباب بسرعة وابتسمت لعمر وقالت : هلا حبيبي ..
ابتسم بحرج وهو يسلم , ضحكت وقالت بصوت عالي : طلع هووووووو ..
وصلهم صوت جاسم وهو يقول : مافي غيره المؤدب اللي مايحب الإزعاج ..
همس عمر بإحراج : والله إني مستحي منك ومن ...
سحبته لداخل الشقة وهي تقول : أقوووووووول بلا حيا ماله داعي , تحرك , جاسم في غرفة التلفزيون , دقايق وألحقكم جالسه أجهز الغدا ..
ووقفته وهي تسأله : بالنسبة للـ ..
قال يقاطعها : أعطيتها مهند من يومين وهو بنفسه بيقسم الفلوس بين المسجد اللي يبنونه وبين الأرملة اللي قلت لك على حالتها ...
قالت بحسرة : وياليته كثير ...
ابتسم وقال : زهره الريال اللي هو الريال لازم ماتستصغيرنه لأنه الصدقة ماتقاس بالكم عند الله , الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل .
هزت راسها وهي تصلي على الرسول وتقول : ما حأنسى هالكلام إن شاء الله ..
ابتسم لها ودخل الغرفة , ضحكت لمن سمعت جاسم يقول بتريقة لمن دخل عمر : إيوه شارد وقت الشغل ومخليه على راسي ووقت الفضاوية والأكل والطفححححح راز وجهك سيد عمور ..
همست بداخلها ~ يارب تحفظهم وتخليهم لي يارب ~ رن جوالها فراحت له واستغربت لمن شافت رقم غريب , هالرقم دق عليها أكثر من مرة , ردت عليه وهي تقول بهدوء : نعم ..
كان صمت الطرف الثاني هو الجواب , شكت إن الطرف الثاني ما سمعها فقالت بصوت أعلى : نعم ..
: أزهار ..
الصوت الناعم الرخيم خلاها تقطب حواجبها وهي تقول محاولة تذكر صاحبة الصوت : إيوه , مين معايا ؟؟
: كيف حالك ؟؟
ضحكت وقالت : بخير الحمد لله بس سامحيني ترى ما ميزت صوتك ..
صمت ساد قبل ما يوصلها الصوت الناعم وصاحبته تقول : ما حتميزينه لأنك ما تعرفيني بس أنا وحده أبغى لك الخير ..
اندفعت صورة ليلى الضبابية لعقلها لكنها أزاحتها بسرعة وهي تقطب حواجبها وتقول بتوتر : سامحيني أختي إذا ماعرفت مين معايا حأضطر أقفل الخط ..
حافظت المجهولة على صوتها ثابت وهي تقول : آسفة ما أقدر أقولك أنا مين لكن ......
اتسعت عيون أزهار على آخرها وهي ترص الجوال بقوة , استندت بيدها الثانية على الطاولة وهي تحاول تحس أنفاسها تختنق , غمضت عيونها وهمست : شكرا , شكرا ..
وصكت الجوال وطالعت فيه بخوف , تحركت للمطبخ وقفلت الباب وهي تصرخ بداخلها ~ أزهار فكري بهدوء , أزهار فكري بهدوء , لازم تتروين و .... ~ ماقدرت تتحمل أكثر , دقت على رقم بسرعة وانتظرت قرابة النصف دقيقة قبل ما يوصلها الصوت المرح وهو يقول : أهلييييييييين ...
همست بخوف : عنود , عهود معاها أثر من جاسم ..
اخترقت صرخة العنود المدوية إذنها وهي تقول بعدم تصديق : إيييييييييييييييييييش ؟؟
حطت أزهار يدها على قلبها وقالت بسرعة تنافس سرعة ضربات قلبها : عنود قلبي يعورني , والله قلبي يعورنييييييييي , أنا محافظة على الأذكار والحمد لله وأقرأ على جاسم كل صباح وواثقة إنه مابيصيبنا إلا اللي كتبه ربي , لكن الرسول وهو الرسول انسحر , خاااااااايفة , أنا خايفة , هالحقيرة اش تبغى من زوجي ؟؟ يعني عشان جاسم ما حيتزوجها لو انطبقت السما على الأرض تجي وتسحره و ..
قاطعتها العنود تهديها : زهره قلبي شويه شويه أنا ماني فاهمه ايش قاعدة تقولين , حكيني من الأول عشان أستوعب و ...
حست دموعها تتسلل لعيونها وهي تتذكر مشاعل وناصر , فهمست تقاطعها : عنود ما أبغى يصير لي زي مشاعل , عنود ...
وهزت راسها وهي تتخيل رجعتها مطلقة لأخوها و .. . صرخت : ما أبغى يصير لي زي مشاااااااعل ..
: أزهااااار قلبي إهدي , إن شاء الله مايصير شي ..
قالت أزهار وهي تحس أفكارها مهي مستقرة : أحسن شي أكلم جاسم دحين و ...
قالت العنود بحزم : أزهااااااار إهدي ..
وكملت بلطف : حكيني اش صار وكيف عرفتي وأنا أتصرف , أوعدك إني أسوي كل اللي أقدر عليه ..
سحبت أزهار نفس عميق وهي تحاول تهدي نفسها , اندق باب المطبخ ودخل منه عمر وهو يقول : وينك ؟؟ هذا كله غرف ..
لفت عليه وقالت بتلعثم وهي تمسح دموعها : ها , كنت أكلم عنود , روح دحين جايه ..
طالع فيها بصدمة وهو يقول : كنت تصيحين ؟؟
هزت راسها بلا وهي تقول بتهرب : هااا , لا لاتشغل بالك ..
ولمن شافت نظرات الشك قالت برجاء : لاتشغل بالك ..
خرج وقال بهمس : لا تتأخرين ترى جاسم يسأل عنك ..
هزت راسها وقالت بعد ما خرج : عنود أكلمك شويه , بأحط الغدا لهم ..
صكت الجوال وغمضت عيونها وهي تدعي بداخلها إن الله يحفظهم ويحميهم , وكلت أمرها لله وراحت تغرف الغدا ...



***************************


بعدها بساعة في فيلا حمده :
في غرفة سفانة :



: شوفي والـــــــلــــه أنا حلفت يا أنا ياهالحقيرة اللي اسمها عهود ..
غمضت سفانة عيونها وهتفت في الجوال : عنود بلا خبااااااااااااال أنا اش خلاني أقولك على السالفة ..
وصلتها صوت العنود وهي تصرخ بطول صوتها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآ يالقهـــــــر , بأذبحهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , والله لا أوريها نجوم الظهر في عز الليل ..
ضحكت سفانة وقالت : قصدك نجوم الليل ..
لمن وصلها هتاف العنود يقاطعها بغيض : سفاااااااااااانة , أحر ما عندي أبرد ما عندك ..
زفرت وقالت : حبيبتي الموضوع قسمة ونصيب , بعدين اش دخل عهود حرام تظلمينها بعدين هي أخته وهي حرة في اللي تختارها لأخوها ..
سمعت صوت ضربة غريبة تلاها صوت العنود تقول : أشق هدومي , أشق هدومي من طيبتك الزايدة , بلاااااااااك ماتدرييييييييييييين اللعيـــــنة اش مسويه , والله إنها أنجس خلق الله بنت الـ ..
قاطعتها سفانة بحدة : عنوووووووووووووود اش هالسب وهالكلام ؟؟ ترى ما أحبك لمن تتكلمين بهالطريقة , ويا ما قلت لك اللعن مايجوووووووز ..
لحظة صمت سادت قبل ماتقول العنوج ببرود : طيب مع السلامة ..
انذهلت سفانة من برودها فقالت : عنود اش فيك ؟؟ ...
قاطعتها بحدة : مع السلامة قبل ما أقفل الخط في وجهك ..
قامت وسألتها برعب وهي تعرف هالصوت من العنود معناته وراها مصيبة : عنود اش بتسويييييييييين ؟؟
وتفاجأت لمن سكت العنود الخط بدون ما تجاوبها , طالعت سفانة بذهول في الجوال وهتفت : ياربي اش بتسوي هالمجنونة ؟؟ هذا كله عشان عبد الإله تقدم لجيهان ..
: نـــــــــعـــــــم , ومين تطلع هالبنت ؟؟
لفت على حسان اللي كان واقف عند باب غرفتها وهو شايل أكياس البيك , قالت بفرح : أخيرا , كنك حاس إني بأموووووووووت من الجوع ..
ناولها الأكياس وسأل : من هي هالبنت ؟؟
قالت بهدوء وهي تتحرك للغرفة جدتها بعد ما قالت للخنساء تنادي أمها وأبوها : هذي تطلع صحبة عهود من أيام الثانوي والجامعة لقبها الـ .....
قال بتفكير : بنت محمد الـ ... اللي كان جار عمي يوم كان ساكن في النزلة ..
هزت راسها وقالت : علييييييييييك نوووووووووور , هذي هي ..
قطب حواجبه وقال من بين أسنانه : النذل اللي ماله صاحب , ليش ماخبرنيييييي ؟؟
وطلع جواله وهو يكمل : والله لا ألعن جدفه ..
ضحكت وقالت : إلعن جدفه بعد الغدا ..
رجع جواله لجيبه وهو يقول : إي صادقة , البيك أصرف من قليل الصحبة عبود , إن ماذبحته ما أكون حسان ..



**************************



في نفس الوقت في بيت صالح :


: عهوووووووووووووود , تلفووووووووووووون ...
زفرت عهود وسحبت سماعة التلفون اللي حطتها ريم عشان تجيب الشاهي لأمها وأبوها الجالسن في الصالة , قالت بنعومة : ألوووو ...
سمعت أنفاس متسارعة قبل ما يقول صاحب هالأنفاس بحدة : اتــــق اللـــــه , خااااااااااااااااافي الله في اللي تسوينه ...
كلمة اتق الله قشعرت ببدنها وخلتها تبهت للحظات وهي تحاول تستوعب صاحب الصوت , ~ عنود , هذا صوت عنود ~ ..
وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : الطير الأخضر قااااااالي إنك ناوية على شي .......... سحر مثلا ..
قالتها ببطء صدم عهود قبل ما تكمل بنفس السخرية والبطء : عشان كذاااااااا اتصلت أقولك ...
واكتسى صوتها ببرود وهي تقول بتهديد : يكووووووووووووووون في علمك لو صار لأخويه شي ولا لأزهار شي والله ثم والله ثم والله لا أذبحك بيديني وتراني مجنونة أسويهاااا , تراني عارفه بكل بلاويك , إعرفي إنه عندي أوراق فيها كلللللللللللللل فضايحك , حتى اللي كنت تهددين البندري الله يرحمها به عندي , ماخلت البندري على قلبها شي قبل ما تموت و الحمد لله , وشوفيني أحلف بالله يمين لو صار أقلللللللللللل شي لواحد فيهم كل فضايحك عند عمي هذا إن مانشرتها على الملأ وأخلي اللي مايشتري يتفرج ..
وضحكت وقالت بجرأة : تعرفيني ست عهود فوق جنوني مرجوجة , وأسوي زوبعة في فنجان , إلا إعصااااااااااار أسوي مو بس زوبعة , أحسسسسسسسسن لك تبعدين عن كل شخص يهمني وكللللللللل شي يخصني , وطبعا هذا يشمل عدنان ..
قالت عهود ببرود بعد ماتمالكت نفسها : إنت حقت كلام وبسسسس , ياحبك للشوشرة في كل مكان تروحين له , لكن إعرفي أنا ماتهزني ولا كلمة من كلماتك السخيفة اللي مالها معنى ..
زفرت العنود وقالت بتريقة : جبتيهاااااااااا , أحب الشوشرة , والمثل يقول يافهيمة إن كان في راسك مخخخخخ إبعد عن الشررررررر وغني له ..
وضحكت وقالت : أنا الشرررررررر فإبعدي عني أفضل لك ..
حست عهود بدمها يفور من الغيض فقالت : شوفي يا ...
قاطعتها العنود بحدة : حسسسسك عييييييييينك تتلفظين علي , إنت اللي بدأتي الحرب .. وكملت بسخرية : ويكون في علمك أنا عارفه إنه حكاية جيهانوووووو من ورى راسك لكن بأقولك شي , لو أخذ عبد الإله جيهانوووو أحلق شعر راسي بزنوبة ..
وانصك الخط , طالعت عهود في السماعة بقهر وضربتها بكل قوتها على الطاولة وهي تقول : حيواااااااااااااااانة , حقيييييييييييييييييرة , ##### ..
ودارت في مكانها وهي تصرخ بداخلها ~ إش دراها بحكاية السحر ؟؟ يكون جيهان تلعب على الحبلين ؟؟ والله يجي عليها الـ #### الـ ###### ~ وخرجت من أفكارها لمن شافت ريم جاية لها وهي تسأل بخوف : اش فيييييييه ؟؟ اش هالصوت ؟؟؟
سحبت نفس خفي عشان تهدأ أعصابها وابتسمت وهي تقول : لا ولا شي , انفلتت السماعة من يدي ..
ودنقت ورجعت السماعة مكانها و تحركت للصالة وهي تقول بمرح : تعالي نشوف أبويه اش عنده ؟؟
كانت تمشي وهي تقول بداخلها ~ خطتك محبوكة ولا يمكن تهزها وحدة زي العنود , فارغة زي الطبل اللي صوته عالي , مجرد كلام وبسسس ~ جلست وتناولت فنجانها وهي تبتسم للكل , ابتسم صالح لعبد الإله المستغرب من إصرار أبوه عليه إنه يجي يتغدى في البيت ويجلس معاهم في الصالة بعد الغدا , قال صالح : سمعت من أمك إنك ناوي تخطب ..
رفع عبدالإله راسه بحدة ولمن شاف ابتساماتهم والفرحة اللي في عيون ريم ابتسم وهو يقول بمزح : دايم أسمع بشعور الأمهات والتخاطر وأول مرة أصدق فيه , زين اللي افتكرتوني وجبتوا سيرتي ..
ضحكت أمه وقالت : هذي الساعة المباركة يا عبود اللي قررت فيها تتزوج أخيرا ..
قال أبوه : والله إني فرحان أكثر من أمك ولو مو الـ....
ورص فكه عشان مايسب عبد الرحمن وكمل بعد زفرة مريرة : ولو مو أخوك اللي أشغلنا كان خطبنالك من زمان , اللي في سنك جايبين ولدين دحين ..
قالت عهود بضحكة : تأخر الزواج صار موضة عند الشباب يا أبويه ..
قال أبوه بحيرة : بس اش معنى جيهان اللي اختارتها أمك ما أدري !!
طالع فيهم بصدمة وهتفت ريم وهي تفز من مكانها : نـــــــــعـــــــم , جيهاااااااااااااااااااااااان ..
وبلا شعور قالت بعصبية : قلوا بنات العالم ومابقي إلا هالبنت ...
قالت أمها بحدة : بـــنـــت احفظي لسانك ..
طالع عبدالإله في عهود بنظرات غضبى فتصنعت البراءة وهي تهتف : جيهااااان , اش معنى ؟؟ صراحة فاجأتيني يا أمي ...
قالت أمها بابتسامة متسعة : البنت تقول للقمر قوم وأقعد مكانك , بعدين دلع وعلم , إنت داري إنها مقدمة على الماجستير ماشاء الله عليها , بعدين خدومة و .....
كان يستمع لأمه بذهول وهو يقول بداخله ~ مستحيل أمه تختار لي جيهان , أكيد عهود في السالفة , والله أكيد إنها في السالفة ~ ..
: وصراحة لمن قلت الخبر لجدتك اليوم وقلتلها على اللي ناوية أخطبها ...
فز من مكانه وقال يقاطعها : خبرتي جــــــــده ..
وهز يده بعصبية وهو يقول : ليييييييه يا أمي , لييييييييييه ما سألتيني أول ؟؟
قالت بتلعثم : أنا عارفه إنك مابتعارض , وجدتك صح ماعجبها الموضوع في البداية لكنها وافقت لمن فهمتها عمتك نورة إنه مو شرط تاخذ وحده من العايلة وإن الشباب دحين يفضلون وحده من برى العايلة ...
~ عمتي نورة تدخلت في السالفة أجل دريت , سفانة دريت , وصلها الخبر , أكيد وصلها الخبر ~ طالع في أبوه وشاف في عيونه تأييد لكلام عمته وهو يقول : كان ودي تاخذ من العايلة لكن ما أشوف فيها شي إنك تتقدم لبنت من برا العايلة مادام قبيلتها معروفه و أهلها طيبين , بعدين البنت منا وفينا من دخلت أختك الجامعة وهي خادمتها بعيونها ..
قال بنفاذ صبر وهو يتذكر موقفه مع حامد وبنته ودحين مع أمه وصحبة أخته : أنا بكيفي أختار اللي أبغاها , وعهود هذي ما أبغاها , الله يسهل لها وين ماراحت ...
وكمل بضيق : لا تقولين لي يا أمي إنك اتصلتي على أهلها كمان عشان ما أموت بغيظي ..
هزت راسها بلا وهي تقول : لا ماخبرتهم لسه مو قبل ما أكلمك , بس لييييييه , إنت قلت إنك ناوي زواج و البنت طيبة وحبوبة ...
قال بلا تردد : أنا أبغى أتقدم لسفانة ..
شهقت ريم وغطت فمها بسرعة قبل ما تخرج صرخة الحماس اللي حستها بتقتلها من شدة الفرح وطالعوا كلهم فيه بذهول , كان أشدهم ذهولا عهود , قال بثبات : أبغى أتقدم لسفانة بنت عمي علي ..
طالعت أمه في عهود بحيرة ورجعت طالعت فيها وهي تقول : بس عهود ...
انقطع كلامها بهتاف صالح اللي قام وهو فارد يدينه على اتساعها وهو يقول : هذا ولدي , يعلني أفرح فيك يارب ..
وضمه وهو يقول : ونعم , ونعم والله مااخترت , أنا من بكرة أخطبها لك لو تبغى , الليلة الليلة ...
ابتسم براحة وربت على ظهر أبوه وهو يشكره , نطت ريم من الفرح وهي تصرخ بحماس : ياااااااااااااااااااااااااااي عبود بيخطب ..
وجريت له لمن بعد أبوه وضمته بفرح وهي تقول بلهجة عميقة : ألللللللف أللللللللللللللللف مبروك ..
وهمست وهي تضمه أكثر : مبروك عليك سفسف مقدما ..
طالع في عهود اللي طالعت فيه بذهول وقال ببرود : مابتباركين لي ..
~ مستحيل خطتي تنهار بهالشكل , أكيد العنود ورا اللي يصير , ليش كانت متأكدة إنه ما بـ يوافق على جيهان ~ قالت ببرود وجمود : مبروك ..
لف على أمه اللي قالت : بس البنت صلعاء إنت عارف هالشي ولا لا ..
هتف صالح باستنكار وهو مو هاين عليه هالصفة المنسوبة لبنت أخته رغم حقيقتها : أم عبد الرحمــــن ..
قالت : أنا اش قلت قلت الحقيقة ..
قال بحدة : قولي ماعندها شعر ولا شعرها طاح , اش صلعاء هذي ؟؟
ابتسم عبدالإله وقال يقاطع نقاشهم : عارف إنها بلا شعر وراضي ..
قالت ريم وهي تصفق : يااااااااي والله ودي أطير من الفرحة , ودي , ودي ....
وضحكت وقالت : ما أدري اش ودي فيه , بس أحس فيني طاقة بتتفجر ...
ضحكوا على حماسها فتحركت عهود خارجة من الصالة متوجهة لغرفتها بضيق ~ لييييييييه ؟؟ لييييه ما نجحت هالخطة ؟؟ هذي كان آآآآآآآآآخر شي أستخدمه , ياربي اش أسوي , دحين لايمكن الزفت ذيك تسويلي الحجاب ولا يمكن ترجع لي الأثر , اش أسوي ؟؟ أتخلى عن جاسم يعني و ..... ~ شهقت وهي تمسك بطنها لمن تذكرت عملية الإسقاط اللي سوتها مؤخرا ~ لايمكن تفرطين فييييييييييييه , إنت مين بياخذك ويستر عليك غيره , بعدين هو حبي الأول , قبل ما تسرقه الحيوانة أزهار اللي ما أدري من فين طلعت , لاااااااا لايمكن أتخلى عنه , من سنين وجاسم لعهود وعهود لجاسم , من أيام الطفولة , لايمكن أتخلى عنه دحين , مستعدة أسوي المستحيييييييييييييييييل عشان أرجعه لي , هو حقي اللي سلبته أزهار ~ , طالعت في انعكاس صورتها في المراية , كانت جميلة ورشيقة القوام , هتفت بداخلها بغيض ~ أنا أحلى من ذيك الصلعاء , أحلى منها ميييييييييية مرة , ليه هي تقدم لها أحد وأنا لا , أزهار العفنة بشكلها ذاك ولا تجي نص جمالي ليش فضلها جاسم ووافق إنه يتمم زواجه بها , اش شاااااااف فيها ؟؟ اش اللي خلاه يتغير عشانها , آآآآآآآآخ يالقهر هالجمال كله اللي مطير عقل نص شباب الرياض والوحيد اللي حاولت أبهره مو داري عني ~ ضربت المراية بقهر وتحركت لسريرها وجلست عليه وهي تعض شفتها بقهر , لمن اندق الباب وانفتح قالت بحدة : إطلعي برا أبغى أجلس في الغرفة لوحـ ....
وسكتت لمن طل عبد الإله من ورى الباب , طالعت فيه بحيرة للحظة قبل ما تقول بطفش : حسبتك ريم ..
قال ببرود : حتى لو كنت ريم مفروض ما تطردينها بهالطريقة لأنه الغرفة مشتركة بينكم الثنتين ..
لفت وجهها وهي تتأفف , طالع فيها بنظرات ثاقبة وهو يقول بلهجة غريبة : ممكن أعرف عرضتي جيهان على أمي ليه ياست عهود وإنت عارفه رأي في الموضوع ..
حست بالخوف من لهجته وزاد خوفها لمن التفتت وشافت نظراته , قالت وهي تدعي الهدوء : اش قصدك مافهمــ....
قاطعها وهو يقفل الباب بالمفتاح : تراني سألت أمي من فين لها حكاية جيهان وقالت لي بالحرف الواحد , أختك قالت لي إنه ودك فيها لكنك مستحي تقول لأنك ماتبغى تقول إنك شفتها وانعجبت فيها ..
هزت راسها بلا وهي تفز من مكانها وهي تقول بتلعثم : هاااا , لا , صدقني أكيد أمي اختلط عليها و ...
قاطعها وهو يتقدم منها : لا اختلط عليها ولا شي , قالت كللللللللل السالفة , حضرتك كنت ناوية تحرجيني وتحطيني قدام الأمر الواقع وإنت وااااااااااثقة إني بأوافق احترام لرأي أمي , و ماحطيتي في بالك إني ممكن أرفض لأنك ماتدرين إني حاط سفانة في بالي , المقصد هنا ......
ورماها بنظرات حادة وهو يقول بتحذير : أبغى أعرف إش عندك إنت وجيهان هذي ..
حست الرعب يجتاحها فهزت راسها وقالت بعصبية : ولااااااااشـــــــي , اش فيــــــك ؟؟ لي تطالع فيني كذا ..
وقف قدامها للحظة وهو يضيق عيونه ورجع جلس على سرير ريم وقال بهدوء مثير : أنا ماني متحرك من هنا قبل ما أعرف اللي في راسك ..
ودخل مفتاح الغرفة في جيب بنطلونه الجنز الأسود وقال : وهذي قعدة يا ست .... عوعو ..
~ لااااااااااااااااا أكيد أنا في كابوس وحأصحى منه بعد شويه , مستحيل هذا يصير لي دحين , مستحيييييييييييييل , مو بعد ماقطعت هالمشوار كله , لاااااا , لااااااااااااااااا , استر يارب , استر يارب , عبد الإله لا عصب يصير مجنون , آنا اش خلاني أفكر بهالفكرة !! يارب استر , يارب استر , عهود خليك قوية , إنت دايما تخرجين منها زي الشعرة من العجين , شغلي مخك بس , شغليييييييييييييه ~ ....



************************
.................... يتبع




 

رد مع اقتباس
قديم 08-21-2020, 06:10 PM   #67
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





في نفس الوقت في فيلا أحمد :


قلبت الجوال بين يدينها وهي تمشي في غرفتها رايحة راجعة وهي تسحب أنفاسها سحب , طالعت فيها الهنوف وقالت : عنود حولتي عيوني , إجلسي لك ساعة تدورين ..
رصت العنود الجوال وقالت : قاهرتنييييييييييييييييييييييييييييي ..
وعضت الجوال وبعدته وهي تقول : والله لو إنك مامنعتيني كان طقيت عبايتي ورحت قلتلها هالكلام في وجهها بعد ما أصفعها وأطلع كل حرة قلبي منها ...
قالت الهنوف بخوف : إنت ماتخافين , وحدة وصلت بها الحقارة إنها تاخذ من أثر واحد ماتخافين تسوي فيك بلى ..
وقفت العنود عن الدوران وقالت بحدة : لاااا ست هنوف , أجلس متخددة وأستناها تهدم حياتي بالرعب والخوف والشك , توكلي على الله و إقرئي على نفسك وإن شاء الله ما يصير لك شي , بعدين هالأشكال على كثر القوة والحقارة اللي فيهم أجبن خلق الله , صدقني إنها بتخاف من هالكلام وربي إن شاااااااااااااااااء الله يفضحها ربي قبل ما تسوي شي ..
وضربت صدرها بقهر وهي تقول : ياااااااااااارب أشوف فيك يوم يا عهود ..
زفرت الهنوف وقالت : لاتدعين عليها , قولي الله يهديها ولا ..
قاطعتها بحدة : أنا ماني زي أزهاااااااار ولا زيك , سوري , ماعندي هالصبر و الإحتساب و الطيبة الزايدة اللي في قلوبكم , قولي قلبي أسود عادي لكن وحدة نجسة زي عهود تاخذ من أثر أخويه وتبغى تهد بيته وتقولين أقول الله يهديها , الله لا يهديها ..
قالت الهنوف وهي تحط يدها قدام فمها : أسكت أحسن لي لأنك كل مالك تزيدين ..
وسكتت شويه بعدين همست : ترا مايجوز تقولين على مسلم إنه نجس و ...
صرخت العنود تقاطعها : هنووووووووووووووووووووووووووووووووووف ...
ولمن شافت الهنوف مغمضة عيونها ومدنقة راسها مستعدة لضربة منها زفرت وقالت : خليني لوحدي لأني بموت من الغيض وودي أفش غلي في أحد ومافي غيرك قدامي ..
ضحكت الهنوف وقالت : عادي خذي راحتك , كم عنود عندي ..
ماقدرت العنود تبتسم من كثر الغليان اللي تحسه في كل جسمها , سألتها الهنوف لمن شافت جمودها : طيب لو عرفت إن هالأوراق اللي قلتي عنها مجرد حيلة عشان ماتسوي السحر ..
زفرت وقالت وهي تجلس جنبها : شوفي حبيبتي نوع عهود اللي ما همه غير نفسه واللي يسوي المستحيل عشان رغباته وسعادته الشخصية بس يتخيل كللللل الناس زيه , يعني مستحيل تكذبني , ممكن تشك لكن يتظل حاطه في بالها إني ممكن أكون صادقة وأفضحها لو صار شي ..
فكرت الهنوف وقالت : صدقيني لو قلتيلها إنك تعرفين اش ناويه حتخاف وماتسوي شي , ولو علمتي أمي ولا أبوي كان حل الموضوع ..
ضحكت العنود ومدت يدها ومسدت كتف أختها وهي تقول : ياحلاتك ياشيخة , الله يعطيك على قد نياتك ..
وهزت راسها وقالت بطريقة مسرحية : إنت طيبة عشان كذا ربي موفقك ..
وتحولت للجدية وهي تقول : يا ماااااااماااااااا هالبنت عقرب ثرى , عارفه اش هو عقرب الثرى ..
استغفرت الهنوف وهي تطالع في العنود اللي كملت : تقرص قرصتها وتختفي في التراب , حتى لو قلت لها إني أدري ما بتخااااااااف وبتسوي اللي في راسها لأنها ذكية , بتعرف إنه حتى لو صار شي لجاسم ولا أزهار وخبرتهم إنه هي اللي سحرت وين الدلييييييييييل ؟؟ الحرمة المجهولة اللي ماترد واللي طلع رقمها باسم واحد باكستاني ..
قطبت حواجبها وقالت وهي تحط يدها تحت دقنها : إي صحححححح , إنت كيف عرفتي إنه صاحب الرقم باكستاني ..
قامت العنود وقالت بحماس : حبيبتي أنا ماعندي واحد اثنين , من خبرتني أزهار رجعت اتصلت عليها وأخذت الرقم وأعطيته لريوف صحبتي أخوها يشتغل في الاتصالات , ما أخذت خمس دقايق الله يسعدها إلا وهي جايبة الاسم , بسسسسسسسسس ..
ضربت يدها وقالت : آآآآآآآآه يالقهر , ماردت علي , دقيت فوق العشر مرات ولا ردت ..
وزفرت وقالت : يعنيييييييييييي مافي دليل , يعنيييييييييييي لازم أكذب وأقول للـ ### إنه عندي شي ضدها ...
: عنووووووووووووووود , ترا فمك يبغاله غسل , اش هالألفااااااااظ ؟؟
لمن رن جوال العنود قالت : استغفر الله , استغفر الله , الله يغفر لي , هالبنت ركبتني ذنوووووووووووووب ..
وردت على الجوال وقالت بحدة : نـــعــــم ..
وسكتت لثواني قبل ما تشهق و تصرخ : كذاااااااااااااااااااااااااااااااااابــــــــة ..
واستمعت لثواني هتفت بعدها بفرح : يااااااااااااااااااااااااااااااي , إحلفيييييييييييي , قولي والله ...
وقامت تنطط وترقص وهي تقول بفرح : مابأحلق شعري بزنوبة , أهااااااا , ما بأحلق شعري بزنوبة , أهااااااااا ..
ضحكت الهنوف على خبالها وقالت : اش فيييييه ؟؟
وقفت العنود وقالت و السعادة تلمع في عيونها : عبود رفض يتقدم لجي جي ..
شهقت الهنوف فكملت بحماس : وقال إنه بيتقدم لسفسف ..
صرخت الهنوف : واااااااااااااااااا , من جــــــــــد ..
نطت العنود لسريرها وربعت فوقه وعدلت جلستها وهي ترجع الجوال على إذنها وهي تقول : قوليلي السالفة من طقق للسلام عليكم وركزي أبغاها بالألواااااااااان ...
وبعدت الجوال وغطته بيدها وهي تقول بتشفي : ياشماتتي فيييييييييك يا عوعو ..
وضحكت بساعدة , ضربتها الهنوف وأشرت لها على الجوال وهي تهمس : لا تسمعك أختها ..
وطالعت فيها باستنكار وهي تكلم ريم بحماس وهمست تكلم نفسها : صدق مجنونة , يا باغي الشر توطا عباتي , ذبحت البنت وهي ما توطت العباية أجل كيف لو ..
رجعت العنود وغطت الجوال وقالت تقاطعها : إلا من استخدمت اسمي في صياعتها تعتبر توطت عباتي ..
ورجعت تكلم ريم والابتسامة شاقة الحلق , قالت وهي تتحرك خارجة من الغرفة : أهم شي لا تنسين تتصلين بأزهار وتخبرينها بالهباااااااااب اللي سويتيه ...
رفعت العنود يدها إشارة النصر وهي تهز خصرها , ضحكت الهنوف وقالت : الله يكملك بعقلك ...
ولمن خرجت سمعت صوت غريب تحت الدرج , نزلت وطالعت للمحزن , شافته حايس عند عتبة المخزن ودافن راسه في كرتون كبير , تقدمت منه وحطت يدها على ظهره وهي تقول : عبد الرزااا ..
وانفجعت لمن انتفض وهو يشهق , طالعت فيه برعب وقالت : اش فييييييك ؟؟
ابتسم بهدوء وقال وهو يرجع للكرتون : فجعتيني ..
لفت براسها تحاول تشوف اش يسوي وهي تسأل : اش عندك ؟؟
قال بهدوء : أدور دفتر فاضي ..
رفت بعيونها بحيرة وهي تقول : دفتر !!
قال وهو ينفض الغبار عن دفتر من الدفاتر ويتصفحه : رحلتي قربت ومايمديني أشتري دفتر قلت أدور في المخزن , أعرفكم تموتون على التجميع ..
ابتسمت وقالت لمن شافته يبتسم للدفتر الخالي من الكتابات : ممكن أعرف اش تبغى فيه , إذا مافيها فضول يعني ..
ابتسم وقال : لو كنت عنود ماكان قلت لك لو تفحطين لأنه ما حأوصل غرفتي إلا وخبري منتشر عند كل العايلة ..
وهز الدفتر وقال : قررت أكتب يومياتي في البحرين ..
قالت بحماس : وااااااو حاجة حلوة ..
ابتسم مرة ثانية وقال : الله يسعدك , كذا التحميس لو كانت العنود كان قالت أول كم يوم بعدين بتطفش ..
فكرت في العنود الشمتانه في عهود وقالت : مهي فاضية لك دحين , يادوبها تشكر ربها إنها مابتحلق شعرها بزنوبة ..
ضحك من قلبه وهو يقول : برضاها في تحدياتها لازم تحلق شعرها بزنوبة , خبله هالبنت , ما أدري متى بتعقل ..
فرحت لمن سمعت ضحكته فقالت بصدق : والله ما تصدق قد إيش اشتقت لضحكتك يا عبد الرزاق , جد جد وحشتني ..
زفر وقال : الحمد لله على كل حال ..
مدت يدها ولمست لحيته الخفيفه ورجعت سحبتها بخجل وهي تقول بتلعثم : هو , قصدي , أول مرة أشوفك , قصدي ...
قال ينقذها : اش رايك فيها ؟؟
قالت بسعادة : حلوة , تجنن ..
رفع حاجبه وقال بتريقة : ما أشوفك مجنونة ؟؟
طالعت فيه بذهول قبل ما تصرخ بحماس : رزوووووووق ..
وضمته وهي تقول : وحشتنيييييييييييييي ..
ضحك وقال وهو يدفها عنه : أقوووول إبعدي عني وعن عنود كمان , تراك صايرة زيها هالأيام ..
انتبهت لنفسها فنزلت راسها وفركت يدينها بخجل وهي تقول : نسيت نفسي من زود الفرحة ..
لمن سمع رنة جواله قال : هذا عمر جاي يوديني المطار , سلمي على عنود ..
: رزووووووووووووووووووووووووووووووووق ..
لمن سمع مناداتها وهي تجري على الدرج رفع ثوبه وجري لغرفته وهو يقول : مع السلامـــــه ..
ضحكت من قلبها لمن صرخت العنود وهي تلحقه : استنـــــــــى بأسلم علييييييييييييييك , ياحمااااااااااااااااااااااااااااااااار ...
ونطت عليه وضمته بقوة وهو يدفها وهو يقول : فكينيييييييييي , يالنشبة , غثــــــــى ...
ولمن شافها مهي راضيه تفكه قال : الله يعين عدنان على حضنك ..
انفكت يدينها بسرعة وبعدت عنه وهي تقول بصوت بطئ : يا قليــل الأدبــ ...
ضحك من قلبه وقال : شكرا ياجاسم , السلاح السري نفع ..
وسحب شنطته وقال وهو يلوح بيده : مع السلامة ..
قالت الهنوف : لا تنسى تقرأ سورة الكهف قبل المغرب ..
قال وهو يخرج : قريتها بعد الفجر ..
حطت يدها على قلبها وهي تقول : الحمد والشكر لك يارب , يامقلب القلوب ثبت قلبي وقلبه على دينك , وهم كذا تحسين براحة لمن يروحون ويرجعون مو زي أول طول الوقت أفكر لو قبض ربي روحه وهو يتسمع أغاني ولا ...
وسكتت لمن شافت العنود مدنقة وهي ماسكه بطنها , زفرت وقالت : مغص عدنان ..
وانصدمت لمن رفعت العنود راسها وهي تضحك وتقول : بالقوة مسكت ضحكي عنده ..
سلمت الهنوف على وجه وقفا يدها وهي تقول : الحمد والشكر لك يارب , أهل العقول في راحة ..
وزفرت وقالت : أتاريها من جدها يوم تقول حالة المغص تحولت لرغبة في الضحك ..
ورجعت لفت عليها وقالت : لا خلصتي ضحك دقي على أزهاااااااار لا تنسين ..



****************************


الساعة 12 في الرياض :
فيلا عبد الكريم :


صك الجوال وزفر وهو يسند راسه على يدينه المقبوضة وهو مستند بأكواعه على سطح مكتبه , طالع فيه خالد اللي دخل المكتب لمن ماسمع جواب أبوه على دقه وقال بحيرة : أبويه عسى ماشر ..
زفر عبد الكريم وقال : ولاشي , سويت اللي قلت لك عليه ..
قال وهو يأشر له على الملف اللي على الطاولة بين يدينه : أهي الأوراق بين يدينك , جيت أشوف قرأتها ولا لا ..
وجلس على الكرسي المقابل للمكتب وهو يكمل : سويت كل المطلوب بعد ما تكلمت مع أصحابي اللي في وزارة العدل , الأسبوع الجاي لازم تروح عمتي نجلاء للمحكمة مع جدي عشان ينهون الأوراق ..
وطالع بحيرة في أبوه وهو يقول : ليش تدور على فهد دحين و طلبت طلاق عمتي منه في المحكمة بعد هالسنين ؟؟ ..
زفر و قال : لأن الحيوان كمل خمس سنوات من شرد من البيت , و لأني ما عاد أبغى أختي في عصمته , عرفت ليش ؟؟
وسكت وكمل بغيض : أما ليش دورت عليه فهذا لسبب ثاني ..
وطالع فيه بحسرة وهو يتساءل بداخله ~ ليش ماوافقت ؟؟ ليش ؟؟ كان ارتحت , كان ... ~
: أبويه ..
خرج من سرحانه و طالع في خالد اللي طالع فيه بحيرة وهو يسأل : تبغى تقول شي ..
قال وهو يهز راسه : لا , بس ناديلي ماهر ..
قال : توني وأنا داخل لك كان خارج مع سامر ..
طالع في ساعته وقال : دحيييييييييييين , خارجين دحييييييييين ..
رفع جواله ودق على ماهر , استغرب خالد من عصبية أبوه المفاجئة وهو يخاطب ماهر و استغرب أكثر لمن سمعه يقول بعصبية : وحضرتك ناسي إنه أخوك عنده بكرة دوام يوم إنك خارج معاه الساعة 12 الليل , و ... لا تقعد تبرر , ما عندكم أب تستأذنون منه وقت الخروج , اش بتفيديني رجعتكم دحين , روحوا وين ما تبغون تروحون , مع السلاااااامة ..
وصك الجوال وهو يزفر بعصبية , التزم خالد الصمت وهو منزل راسه للأرض , قام عبد الكريم من مكتبه وبدأ يدور في الغرفة وهو يسحب أنفاسه بضيق , قال بعد فترة وهو يزفر : أنا كيف خاطبتهم بهالطريقة , أعوذ بالله منك يا شيطان ..
ابتسم خالد وقال : الواحد لمن يكون معصب وزعلان يـ ...
قاطعه أبوه بحزم : القوي الذي يمسك نفسه عند الغضب يا خالد ..
وزفر وهو يقول بداخله ~ الحمد لله دايم أمسك نفسي عند الغضب لكن ... ~ غمض عيونه لمن تذكر وسام , اللي صار لها واللي عرف به ما يخليه ينام الليل , وزاد لمن عرف بحكاية فيصل جارهم , قال خالد وهو يسمع زفرة أبوه وهو يفرك عيونه بتعب : أبويه قول اللي في خاطرك , ترا زفراتك تحرق القلب ..
همس وهو يرجع يجلس على مكتبه : الله كبير يا خالد , خلني لوحدي ..
قام خالد ولمن خرج لقيهم قدامه , متشابهين تماما ببنطلونهم الجيشي وبلايزهم الزيتي ابتسم وقال : اش رجعكم ؟؟
سأل سامر بتوتر : أبويه جوه ..
قال : إيوه بس يبغى يجلس لوحـ ...
ما خلص كلمته إلا وهم مقتحمين الغرفة وهم يدقون الباب , رفع عبد الكريم راسه وكبح ابتسامته لمن شافهم , كان عارف إنه زعلهم بعصبيته اللي مالها داعي وعارف إنهم بيقدرون هالعصبية منه لأنه من كبروا وهو تارك لهم الحرية في أمورهم و مخاويهم و معتبرهم أصحاب أكثر منهم أبناء وتوقع إنهم يتأسفون منه على أي شي يعتبره خطأ حتى لو ماكان خطأ في نظرهم , لكن ما توقع إنهم يرجعون بهالسرعة عشان يراضونه , قال ماهر هو يبتسم : كيف حال الناس المعصبة ؟؟
تحركوا له و جلس ماهر على الكرسي المقابل للمكتب و وقف سامر عن يساره وهو يكبس أكتافه وهو يقول : والله سمعنا إنه مغضوب علينا اليوم ..
قال وهو يقطب حواجبه : أجل تبغوني أضحك , هذا مو وقت تخرجون فيه , لو خرجتم دحين متى بترجعون ومتى بتنامون ومتى بتصحون لصلاة الفجر ..
قال ماهر وهو يخاطبه بطريقة رسمية جادة : طويل العمر إحنا كنا رايحين نجيب عشى ونرجع محنا رايحين ديوانية شباب , كلها نص ساعة بالكثير وراجعين ..
قال بعصبية : وليه ماقلت هالكلام في الجوال ؟؟
قال سامر وهو يضحك : إنت خليت له مجال , ماسمعت إلا نص سلام ماهر وبعدها ما أسمع إلا ..
ومثل كإنه ماسك جوال وهو يقول : .. طيـ .. أبو .. اسـ .. أنا ... أ .. أ .. مع السـ ..
قهقه عبد الكريم على تمثيله وقال : الله يقطع شرك , اش قصدك بهالكلام ؟؟
قال ماهر بابتسامة : إنت ما أعطيتني فرصة أقول شي ..
ابتسم وقال بصدق : كنت زعلان بس مو منكم ..
وزفر بداخله لمن تذكر وسام , طالع فيهم و شافهم ساكتين ابتسم وقال : مادامكم هنا , أبغى سامر في كلمة راس ..
رفع ماهر حواجبه وقال : أكشخ , طردة محترمة لشخصي الكريم ..
قال عبد الكريم بحزم : بعده إنت في كلمة راس , ترا يكون في علمك إنت الأساس , واصلني كلام ما يسر يا سيد ماهر ..
قام ماهر وقال : سنفروااااااا بجلودكم ..
ضحك سامر من قلبه وقال بخبث : اش قصدك ؟؟ أبويه شرحبيل ياللي ما تستحي ..
لف عليه عبد الكريم وسأل بحيرة : شرحبيل منه ؟؟..
شهق ماهر وسامر يقول بخبث : ذاك المخيف اللي يحاول يقتل السنافر ..
قطب حواجبه يفكر وسامر يذكره : فاكره فيلم الكرتو ..
صك ماهر فمه وهو يقول : أبويه إنسى , أنا ما قصدت شي , يا كلمة ردي مكانك ..
ودعس قدم سامر وهو يهمس : أسكت يالنذل , لله بيشرشحني بعد شويه حشمت الزفت أريجو ..
بعده سامر وقال بأذيه : تستاهل اللي يجيك , مابقي شي على جوازكم و ...
سكته ماهر فقال عبد الكريم : هي إنت وإياه , استحوا على وجيهكم , واحد مدرس والثاني مضيف وقاعدين تضاربون كنكم عيال متوسط ..
قال ماهر بضحكة وهو يلف على سامر : زين رقانا أبويه ..
شاركه سامر الضحكة وقال له وهو يتكي بكوعه على كتفه : العاده أمي تقول عيال إبتدائي و ...
قاطعهم بعصبية لمن شافهم يهرجون مع بعض ومهم معبرينه : بسسسسس , تحركوا ...
انتفضوا في مكانهم وتحرك ماهر خارج وهو يقول : ماعاد أحد يعرف له هالأيام , غير معصب و ..
: ماااااهر ..
ابتسم لأبوه وهو يخرج ويقفل الباب , زفر عبد الكريم وطالع في سامر اللي ابتسم وهو يقول : ترانا مخبل بس نعجبك وقت الجد ..
ابتسم وقال : عارف , إجلس اللي يصلحك ويصلحه ..
أول ما جلس سأله بشكل مباغت : اش رأيك في وسام ؟؟..
طالع سامر في أبوه بحيرة و قال وهو يقطب حواجبه : وسام !!
ولمن تذكرها قال : آآآه وسام بنت عمي خالد الله يرحمه ..
طالع فيه عبد الكريم وقال بهدوء : هي ما غيرها , تعرف عنها شي ؟؟
قطب حواجبه وهو يتذكر شكل سطام بعد المضاربة اللي الكل تكلم عنها وعن خروج أمه من البيت بعد ما تضاربت معاهم بسببها , قال : أعرف عنها اللي يعرفه الكل , قصدي إنها معلمة وعايشة عند عمتي نجلاء من صغرها ..
قال عبد الكريم كإنه يقول تقرير و عيونه مركزه على وجه سامر : مولوده سنة 1394 , عايشة عند عمتك من كان عمرها 3 سنين وعمتك تقول عنها إنها وحده حبوبة وطيبة وجميلة , وهي دحين ما شاء الله موظفة تشتغل مشرفة اجتماعية في مدرسة عبارة عن مجمع متوسط وثانوي ..
كان سامر يستمع لأبوه وهو في حيرة مهو فاهم سبب هالكلام كله لكنه ما حب يقاطع أبوه خاصة وهو يشوفه يقبض يدينه بقوة لدرجة حس إنه أظافيره بتخترق جلده من قوة الضغط , ولمن سأله أبوه بعد ما أنهى كلامه : سامر ما تبغى تتزوج ؟؟
بدأ عقله يدور على رابط بين الحدثين ~ وسام , الزواج , لا يكون .... ~ طالع في أبوه بصدمة , أول ما شاف عبد الكريم نظرته تغيرت ملامح وجهه وهو يسأله بتردد : ما تناسبك ؟؟
تأكد سامر من رأي أبوه فقال بدون ثانية تفكير : أنا من مواليد 1400 , يعني 6 سنين فرق ..
قال عبد الكريم وهو يدعي ربه إنه يسهل ويقدم اللي فيه الخير : بالضبط 5 سنين وشهرين , أنا حسبتها بالتاريخ ..
طالع فيه بحيرة وهو يقول : حسبتها , كيف يعني ؟؟
تردد عبد الكريم وأخيرا قال بحزم وهو يكسو وجهه بجمود : شوف الكلام اللي أقوله لك دحين ما يطلع من فمك ولا تكلم فيه حتى خيالك , أنا ما أجبرك على شي بالكلام اللي قلته , هذي حياتك وإنت حر فيها , لكن أنا ودي إنك تتقدم لوسام لأسباب أحتفظ بها لنفسي حاليا , أعرف إنها أكبر منك لكن أنا أشوف إن السن مو عيب , يمكن إنت لك وجهة نظر غير وجهتي ..... هنا أقولك هذي حياتك و إنت حر فيها , فكر وقولي رأيك ..
وسكت وهو يشوف نظرات سامر التايهة , زفر وقال : شكله كلامي مو مترابط ومو مفهوم ..
ابتسم سامر وقال بلطف وهو خايف على أبوه اللي أول مرة يكون بهالشكل : المهم إني فهمته , صراحة ما أدري اش أقولك يا أبويه ؟؟ أنا حاط في عقلي الزواج ورغبان فيه حتى كلمت سحر عشان تجس نبض أثير ..
قطب عبد الكريم حواجبه وقال بتساؤل : أثير بنت عمتك ؟؟ إنت تبغاها ؟؟ ليش ما خبرتني ..
قال بصدق : لا مو حكاية أبغاها ولا شي معين , هي أكبر الموجودات من بنات عماني وعماتي و لمن سألت عنها سحر مدحت لي فيها فقلت أتوكل على الله وأجس نبضها ..
تذكر عبد الكريم إنها ولدت قبل سحر بكم شهر , طالع فيه عبد الكريم وقال يستحثه : و ..
ابتسم وقال : ولاشي , رفضت ..
اتسعت عيون عبد الكريم وهو يقول بصدمة : كييييييييييييييف ؟؟
قال سامر يهديه وهو عارف إنه ما حيهون عليه إنه بنت أخته رفضت ولده : مو هذا الموضوع يا أبويه , الموضوع إني ناوي أتزوج في أقرب فرصة إذا سهل ربي لكن وسام ...
وسكت وكمل : ما قيد فكرت فيها , أقصد ..
هز عبد الكريم راسه وقال بصوت كسير : فاهمك ..
ابتسم وقال : بس أوعدك أفكر ..
ابتسم له أبوه وقال : الله يقدم اللي فيه الخير ياولدي ..
وزفر وقال : نادي أخوك خليني أشوف مشكلته مع مرته هالمرة ..
قام سامر وقال : طيب عن إذنك أروح أشتري العشا على بال ماتتفاهمون لأنه لو دريت سلافة إننا ماجبنا العشا بتذبحنا ...
قال بضحكه : تحرك بسرعة مادام في السالفة أختك الزنانه هذي , مافينا على صوتها ..
ابتسم سامر وقال : أبويه ترا شكلك مشتاق لشركاتك وشغلك , قاعد ورى مكتبك و ....
ضحك عبد الكريم وقال : تحرك وإنت ساكت ...
خرج سامر وابتسم لماهر الجالس في الصالة مع سحر وخالد وأمه وقال بمزح : التالي ..
قام ماهر وقال بصوت أنثوي وهو يحط يده ورى ظهره ويقدم بطنه كإنه حامل : يوووه يالإنتظار في المستشفيات يطلع روح الوحده , ومع الحمل , أفففففففف ..
وتحرك ببطء وهو يتمايل ولف عليهم وهم غرقانين في ضحكهم وقال وهو يزفر : إدعولي , دكتورتي في إجازة و محوليني على هالدكتور ..
رفع خالد قدمه لمن مر من عنده ماهر ورفسه بقوة وهو يقول : تحررررررك ..
كان بيطيح على وجهه من قوة الرفسة لكن سامر سنده وهو يضحك من قلبه على خبالهم , وأمه تقول باستنكار : خاااااااااالد , بتذبح أخوك ...
لف ماهر على خالد وقال بعصبية : هييييييييييييييييي ..
وحط يده على بطنه وهو يكمل : بسسسسس , بغيت تولدني ..
قال خالد بتريقة : أووو سامحيني ياوخيتي بس إنت مأخره المريضات اللي وراك قلت أعجلك شوي ...
ضحكت سحر من قلبها وقالت : الله يخلف علييييييييييك يا أمي ..
زفرت حنان وقالت : يا حسرتي العاقل الوحيد فيهم ربي قدر وبعده عني , كان خفف من خبال اللي عندي ..
ولفت على خالد وقالت بتريقه : إنت متى بتسافر ؟؟
قال بأذيه : لمن تخطبين لي ..
سكت الكل و قال ماهر : إنت من جدك تتكلم , تبغى تتزوج وحده ثانية , أنا وحده ما دخلت عليها وودي أفتك منها ..
شهقت سحر وقالت أمه باستنكار : مااااااااااااااهر ..
زفر وقال : لاحق على هالكلام مع أبويه ..
وتحرك ودخل الغرفة وصك الباب , قالت حنان وهي تزفر : يا حسرتي على عيالي , فرحت بعدنان وقلت العقدة انفكت يجي ينكد علينا ماهر , مابقي على زواجه شي , شهرين بس , الله يهدي سره ..
قال خالد بهدوء : أصلا من بداية خطوبتهم وهم في مشاكل , يعني لا تنكدين على نفسك يا أمي كل ما صارت مشكلة بينهم ..
جلس سامر وقال : خالد من جد تبغى تاخذ على أم غيداء ..
طالع فيهم باستنكار وقال : اش فيكم كل يسأل هالسؤال ؟؟ من جدي أتكلم , ولو مادورتم لي عروسة ترى بأخطب من نفسي ..
التزمت سحر الصمت وأمها تقول : طيب فكرت في الموضوع زين ؟؟
قال بحزم : فكرت وقررت كمان ..
طالع فيه سامر بحيرة وهو يتساءل بداخله ما دام هو مصر على الزواج ليش ما عرض عليه أبوه وسام بدل عنه , يكون أبوه فكر في هالشي واستبعده ولا ..
: أمي أنا ما قلت إنه هند مقصرة معاي في شي ..
قالها خالد بنبرة حادة خرجته من أفكاره وخلته يطالع في وجه أمه اللي تغير , اعتذر خالد وقام بسرعة , لحقته سحر قبل ما يطلع للملحق اللي مجهزه أبوه له ولحرمته وهي تقول : خالد , خالد ..
التفت لها وزفر بضيق وهو يقول : خير ..
ابتسمت وقالت وهي تكبس أكتافه : اش فيك معصب ؟؟ تعال أسويلك كاسة عصير على بال ما يجيب سامر العشاء ..
قال بضيق : متى بيروح ومتى بيجي أنا تعبان بأروح أنام و ...
قالت تقاطعه : أخليه يطير دحين ..
ولفت على الصالة وقالت : سموووووووووووووور , تحرك جيب العشاااااااا , سلافه بتنزل دحين ...
قام سامر بسرعة وقال : ياويلييييييي ..
ضحكت وقالت : شفت , للمريخية هذي محاسن كثيرة , الكلللللللللللل مايبغى يسمع زنها ...
ولمن شافت ملامحه المقطبة سحبته للمطبخ , جلسته وفتحت الثلاجة تخرج له العصير اللي كانت حافظته في جك كبير , صبت له في كاسة , ولمن لفت عليه شافته دافن وجهه بين كفوفه وهو مستند بأكواعه على الطاولة , حطت الكاسة قدامه على الطاولة و قالت وهي تمسد أكتافه بحنان : خالد ..
قال من دون ما يتحرك : مفتقد زي هالحركة اللي تسوينها يا سحر ..
وبعد وجهه ولف طالع فيها وقال : مفتقد اهتمام و حنان ..
نزلت راسها بصمت , قال وهو يلتفت لها بكامل جسده : هند على بالها لأننا متزوجين من عشرة سنين وعندنا ثلاث بنات إني ماعاد أحتاج هالإهتمام , ما أنكر إنها تغير في شكلها كل فترة ومتابعة لأحدث صرعات الموضة لكن ياما قلت لها إنه هذا مايهمني بقدر مايهمني اهتمامها فيني ..
قالت تدافع عن هند : طيب مو التغير في شكلها وحفاظها على أناقتها عشانك و ..
قال يقاطعها : مو على حسابي , ياليتها تصرف نص الوقت اللي تصرفه في الصالونات وقدام التلفزيون والكمبيوتر على الجلسة معايا , اش أستفيد أنا من وحده طول وقتها مشغولة عني بنفسها وبأناقتها ..
قالت باعتراض : حاولت تكلمها وتفهمها , مافي زي الصراحة ..
زفر وقال : مليون مرة تناقشنا على هالموضوع وكل ما فتحته تقعد تقول هذا جزاتي اللي أتعب وأحاول أكون في أحسن شكل عشانك , وياما قلتلها ماأبغاك تتزينين إذا هذا بيشغلك عني لكنها ما تفهم , لاهية في نفسها وفي بناتها وأنا مخصصة لي الوقت اللي تخلص فيه أشغالها وزياراتها ومكالماتها و غيره ..
قالت تحاول تفهمه رغم إنها بدأت تفهم سبب رغبته في الزواج : طيب لا تلومها , مسؤولية بيت وثلاث بنات وطبخ وغسيل و ...
قال يقاطعها : جبت لها شغالة تسوي الغسيل والكوي والتنظيف و مابقيت لها إلا الطبخ كله عشان تتفضى وبرضووووووووو ما نفع , تعبت , تعـــبت , حتى لمن نجلس جلسة هادية والبنات نايمات والبيت هادي ما تحاول ..
وأشر بيده وهو يحاول يشرح لها وزفر وقال : مختصر الكلام إني محتاج وحده تحسسني لمن أجي إني أنا اهتمامها الوحيد ..
ابتسمت سحر وقالت : ولمن تجيب عيال و تنشغل و تسوي زي هند , اش بتسوي ؟؟
قال بحزم : سحر أنا كنت عارف إنك بتدافعين عن هند , ياما حريم بيتهم متروس عيال وماعندهم شغالات وقدروا يوفقون بين هذا كله وبين أزواجهم , هند تهمها خرجاتها وصحباتها أكثر مني وإذا كلمتها تقول ..
سكتت وما علقت على كلامه , قال وهو يطالع فيها بتقطيبة : إنت بداخلك موافقتني لكن ما تبغين تقولين ..
سكتت لفترة قالت بعدها بهدوء وهي تطالع فيه بثبات : مو عن كذا , أنا ما أقدر أحكم إلا لمن أسمع من الطرفين , يعني إنت أخوي وممكن أتعاطف معاك و غيره لكن لو حكمت على كلامك أكون ظلمت هند ..
ابتسم وقال بتريقة : ما يجي أتزوجك ..
طالعت فيه بعيون متسعة بصدمة وضحكت وهي تضربه على كتفه , قال : ودي أتزوج وحده توزن الأمور في راسها وتفكر في الصح والخطأ بحكمة و ..
زفر وقام , قالت بلطف وهي تسحب الكاسة وتناولها له : اشرب شويه على الأقل ..
شرب العصير وهي تطالع فيه بصمت , قالت بعد ماناولها الكاسة الفاضية : تبغاني أتكلم مع هند بدون ما تحس و ..
سكتت لمن هز راسه بلا وهو يقول : سحوره خلاص حطيت في راسي الزواج ولا يمكن أخرجه , ما دامها ما عقلت بالكلام اللي أقوله الثانية تكسر راسها , سعيد يقول لي من تزوجت وحرمته متغيرة و صايرة تهتم به وبنفسها , تمشي على العجين ما تلخبطه عشان تنافس الثانية ..
لفت بوزها وقالت : يا كرهي لهالنوع من الرجال , ما قالك على المسؤولية اللي زادت عليه والمشاكل اللي يواجهها كل يوم , فالح يقول هالكلام , إذا زوجها قال هالكلام أجل ما ألوم الحريم يوم يتكلمون على الأولى و يقولون الزواج نحفها ولا غيره ..
ضحك وقال : بيني وبينك , الحرمة اللي تهمل نفسها وتهتم بعد ما يتزوج زوجها تستاهل الكلام اللي يجيها , لو كانت مهتمة في نفسها من البداية ما كان جاها هالكلام ..
وسكت وقال : أنا وضعي غير بيتكلمون علي وبيقولون ماقدر النعمة اللي هو فيها لأنهم شايفين الظاهر بس و ما يعرفون أسرار البيوت ..
وتحرك خارج وقبل مايختفي لف على سحر وقال : تعرفين وحده على المواصفات اللي أبغاها ..
رفعت يدينها باستسلام وهي تقول : أمشي في جنازة ولا أمشي في جوازه ..
ضحك وقال : ما شاء الله عليك حكيمة ..
غمزت له وقالت : أعجبك ..
وطالعت في الباب اللي اختفى من عنده وزفرت وهي تقول : الله يهديك يا هند ..
كانت تلاحظ بعض الإهمال من مرة أخوها لكنها ما توقعته حتى في البيت , توقعته هنا بس لأنها تكون في بيت أهلها أكثر الفترة اللي يجون فيها من السفر بحكم إنها مشتاقة لهم بسبب غيابها الطويل ..
: Hiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii..
لفت عليها سحر وقالت بتريقة : وعليكم الهايات ..
وكملت بضيق : ماعندنا تحية تحين فيها ست سلافه ..
قالت سلافه : السلام عليكم ..
ردت عليها سحر السلام وهي تغسل الكاسة وتحطها على المجلى , قالت سلافه وهي تفك دولاب التخزين الطويل : يووو ما في مارشيملو ..
قطبت سحر حواجبها وسألت : إيييييييش ؟؟ واش هذا ؟؟
قالت وهي تحرك أصابيعها تحاول تشرح : المارشيملو , هذا الحلاوة اللي تجيك ملونه بألوان فاتحه على شكل دوائر زي زي , اش اسمه هذا اللي يغسلون به الصحون ..
زفرت سحر وقالت : اسفنج ..
صفقت بيدها بحماس وقالت وهي تأشر عليها : هو هذا المارشيملو , الحلاوة اللي شبه الإسفنج ..
طالعت فيها سحر بطفش وقالت : هذا الشرح كلللللللللللله والاسم المعقد على حلاوة اسفنج , صدق أهل العقول في راحة ..
طالعت فيها سلافة للحظة قالت بعدها وهي تلف على الدولاب : الحق علي اللي أحاول أشرح لك ..
دخل ماهر بوجه مقطب وهو يقول : سحر أبغاك في ...
وسكت لمن شاف سلافة , لفت سلافة وطالعت فيه من فوق لتحت وزفرت وهي تقول بصوتها النحيف : سوري , لا تستناني أطلع , إذا تبغاها خذها , أفففففف ..
ولفت على الدولاب , ابتسمت سحر وتقدمت له وهي تقول : خير ..
قطب حواجبه وسحبها برا المطبخ وهو يهمس : أبويه مصر يتدخل هالمرة وأخاف تصير مشاكل مع عمي ..
قالت بهمس : طيب خلاص انهي الموضوع بنفسك قبل ما يتطور و ..
قاطعها بحدة : أنا مابيني وبين ذيك الزفت أي تفاهم ..
رفعت حواجبها باستنكار لكنها التزمت الصمت , زفر وهمس : شوفي هو بداية الموضوع كان ...
~ ياربيييييييييييي أنا ليه الكل يشكي لي ؟؟ توني خارجة من هم خالد ~ استمعت له وعيونها تتسع أكثر وأكثر من شدة الصدمة وأخيرا وبعد نصف الساعة من الوقوف قالت بهدوء : أتكلم مع أريج قبل ما أحكم ..
قال باستنكار : يعني منتي مصدقة كلامي ..
قالت بهدوء وهي تتذكر خالد : ما أقدر أحكم من سماع طرف واحد , مادام كلمتني في الموضوع استنى إلين أتكلم مع أريج وأحل الموضوع ..
وابتسمت بتشجيع وهي تقول : إن شاء الله خير ..
زفر وتحرك لغرفته , طالعت فيه بحسرة وهي تقول : ياربيييييييي استر ..
: سحر ..
لفت بصدمة وقالت بحدة : خييييييييييييييييييييييير , لا تقول عندك شي انت الثاني ...
ضحك سامر على رد فعلها وقال وهو يرفع أكياس العشا : العشا ..
ضحكت وقالت : سامحني , كنت مشحونة شوي ..
وسحبت منه الأكياس , حك حاجبه وقال : طيب ممكن أكلمك على بال ما ..
لفت وطالعت فيه بصدمة وهي تقول : لااااا عاااااد , ترا الموضوع تجاوز المعقول , خالد و ماهر ودحين إنت , اش عندكم ؟؟ متفقين علي !!
ضحك وقال بمزح : محد قالك تكونين حكيمة وكتومة , تستاهلين ..
قالت باعتراض وهي تحط الأكياس على الطاولة : عندكم خلود , ماشاء الله عليها , العقل كله ..
قال وهو يسحب كرسي ويجلس : خلود بعيدة , وصعب نتكلم في التلفون , مو زيك إنتي متوفرة قدامنا والزين كله فيك ..
هزت راسها وهي تخرج الأشياء وتقول : إيوه , إيوه , اشتروني بكم كلمة لكن ما أقول غير ..
وتنهدت وهي ترفع يدينها وهي تقول : حسبي الله على اللي ما يتسمى , حسبي الله عليك ..
قطب حواجبه وسأل : مين ؟؟
قالت : في غيره , سيد سين اللي ماشرف إلى الآآآآآآن , أمووووت وأعرف اش اللي مأخره ..
: سيد سين ..
قالها ماهر بحيرة وهو واقف عند باب المطبخ اللي رجع له لمن سمع صوت توأمه , قالت وهي تكتب حرف السين في الهوا : س في الرياضيات ..
ولمن شافتهم متنحين قالت : دلالة على المجهول ..
ولمن استمروا في عدم فهمهم زفرت وقالت : قصدي عريس الغفلة ..
ضحك سامر وقال : حللللللللللوة س , تسمية جديدة COOOOOL ..
وشاركه ماهر الضحك وهو يقول بتريقة : في اللفة , في اللفة , شفته بعيوني راكب حصان أبيض ..
قالت بتريقة وهي تعقد يدينها قدام صدرها : أي لفة هذي ؟؟ هذا قاعد يدور في دوار مو لفة , والله لو إنه في ألاسكا كان وصل من زمان , صدقني هذا راكب سلحفاة و حولاء كمان عشان كذا مضيع دربه ..
قهقه سامر ورجع راسه على ورى وهو يتخيل السلحفاة الحولاء , وقال ماهر من وسط ضحكه : الله يقطع شرك يا بنت , قطعتي ولد الناس وهو ما جا ..
ابتسمت لضحكهم ورجعت ضحكت معاهم وهي تقول : هذا الرجال يطلع أسوأ ما فيني , والله إني حزنانة عليه ..
مسك سامر ضحكه وهو يقول بتريقة : قصدك مين ؟؟
قال ماهر بزفرة : السيد س ..
وانفجروا بالضحك مرة ثانية , مسكت الكيس الفاضي وكورته ورمته على وجه سامر وهي تقول بضحكة : خلااااااص ..
وضربت ماهر على كتفه وهي تقول : بسكم , ما حسبتم بالكلمة ..
دخلت سلافة وقالت : وااااااو جا الأكل At laaaaaast , شميت ريحته من بعيد ..
وسحبت كرسي وجلست عليه وهي تقول : ماهر نادي بابي ومامي ..
قال وهو يحمحم ويجلس : خليه هو يناديهم أنا أكبر منه ..
لف عليه سامر باستنكار و سأل بعفوية وهو رافع حواجبه : قصدك مين ؟؟
لف عليه ماهر وقال بتريقة : السيد س ..
وحرك حواجبه ورجعوا يضحكون , زفرت سحر وقالت : ياربي على البزران اللي عايشة معاهم ..
وخرجت تنادي أمها وأبوها وخالد للعشا وسلافة متحمسة تسألهم عن هذا السين ..



*****************************



صباح السبت 6 / 10 / 1427 هـ :
في المدرسة :


: يا مدمــــــــــــــن ..
توقف سامر عن المشي والتفت لا شعوريا لمن سمع الصرخة المدوية , اصطدم بصره بنظرات الطلبة المتوزعين في الشارع واللي ما دخلوا أسوار المدرسة , كان البعض ملتفت نحو الصوت والبعض الآخر يطالع فيه بابتسامة غريبة , عرف إنه أحد المبتسمين هو صاحب الصوت , رماهم بنظرة باردة وتحرك لداخل المدرسة , وقفه أحد الطلبة وهو يقول : كل سنة وإنت طيب يا أستاذ ..
ابتسم سامر وقال : وإنت طيب , كيف كانت إجازتكم ؟؟
وطالع لبقية الشباب اللي بدأوا يتأففون وهم يقولون إنهم مالهم نفس للدراسة بعد هالإنقطاع , ذابت ابتسامته لمن سمع واحد يقول من وراه : أنا نفسي أعرف الوزارة كيف سامحه لمدمن إنه يدرس ..
التفتوا طلبته وطالعوا للي خلفه , تجاهل الصوت تماما وقال لواحد من طلبته المتميزين : قرأت القصص اللي أعطيتك إياها ..
هز راسه بحماس وهو يقول : أخذت مني وقت طويل لكني استفدت منها كثير يا أستاذ ..
قال : مافي زي القراءة و متابعة البر امج الإنجليزية بترجمة إنجليزية , تقوي اللغة كثير ..
: مسوي فيها فهيييييييييم ..
: لو فهيم ماكان يضرب نفسه هروين ..
ذكر نفسه إنه أستاذ ولازم يكون أعقل فتجاهله للمرة الثانية وهو يسأل البقية بهدوء : والبقية قريتم ولا لا ..
محد جوابه فحس بتوتر يزيد , قبض على ملفه بقوة ..
: ماتبغى تحكينا عن إدمانك يا ... أستااااااذ ..
وقبل ما يلتفت إندفع أضخم طلابه من يمينه وهو يصرخ : إلزم حدودك يا لحيواااااااااان ..
التفت بسرعة وصرخ : بدر لاااااااااااا ..
لكن بدر تجاهل صرخته وهو يضرب أنحف الموجودين بقبضة يمناه واللي ميزه سامر لأنه واحد من طلبته في الصف الثالث , اندفع النحيف من قوة الضربة وطاح على الأرض , تفل الدم اللي في فمه وقال وهو يقوم : يا #### إنت وأستاذك أبو المخدرا ...
وقبل ما يخلص كلمته كان بدر فوقه ينهال عليه بالضرب , رمى سامر ملفه واندفع يسحب بدر وهو يقول بحزم : بدر سيبه ..
تفلت منه بدر وهو يرفس الولد , وقبل ما يتحرك سامر اندفع أصحابه يدافعون عنه وينهالون على بدر بالضرب , صرخ : خلااااااااااااااااص ..
وبدأ يفرق بينهم هو و أستاذ التربية البدنية اللي اندفع لمن شاف المضاربة لكنهم كانوا أكثر , شهق سامر لمن شاف طلبته من الصف الأول يندفعون ويساعدون بدر , ثواني وخرج المدير من المدرسة وهو ماسك خيزرانته ووراه الحارس اللي راح يناديه , لكن الطلبة كانوا في حالة فوضى ..
: بــــــــــــس ..
صرخة المرشد يوسف اللي وصل توه خلت الكل يجمد في مكانه , قال المدير بعصبية : كلكم للساحة بسرعة ..
ولف على سامر وقال : سامر , خليل , إلحقوني ..
انتبه سامر إنه شماغه وعقاله مهي على راسه وإنه أزراره العلوية مختفية , مسد شعره وهو يسحب أنفاسه , انمد الملف له فطالع في الطالب وقال وهو يتناوله منه : شكرا ..
وتقدم له طالب ثاني وهو ماسك شماغه وعقاله , شكره وهو يتناولها و طالع في الأرض عل وعسى يلقى طاقيته الجديده من بين الطواقي المرماه على الأرض واللي بدأ الحارس يجمعها ..
: سامر ..
تحرك لمن سمع مناداة المدير ودخل للمدرسة وهو يدعي من قلبه إن الله يستر وتعدي المشكلة من دون شوشرة , كان واثق إنه مجمع الأمل اللي كان فيه يضمن له السرية التامة أثناء العلاج , وفوق هالسرية هم يصدرون لكل المتعالجين تقارير طبية تبرر إنقطاعهم عن العمل وتوافق عليها الوزارات والدوائر الحكومية بلا تردد لدعم هالفئة عشان ماترجع للي كانت فيه , وكل المتعالجين كانوا يرجعون لأعمالهم تحت مراقبة صارمة من المجمع , يعني مستحيل إن الخبر يكون انتشر من المجمع أو المسؤول في الوزارة أو .. غمض عيونه بقوة وهو يقول بداخله ~ آآآآآآخ , أنا كيف نسيت إنه معاذ ولد جارنا , أففففففففففف أكيد ماخذ الخبر من أبوه أو أمه , ياربييي كيف أواجه المدير والأساتذة , توني بدأت أتأقلم وأرتاح , توني اللي ثبت رجولي وكسبت احترام اللي حولي و .... سامر تذكر إن الحمد لله على كل حال , الحمد لله ~..
: صحيح الكلام اللي أسمعه من الطلاب يا أستاذ سامر ..
خرج من أفكاره وطالع في المدير اللي جلس خلف مكتبه وهو يقول ببرود : حضرتك كنت مدمن ..
الكلمة والنظرات المحتقرة أصابته في مقتل وهي تخرج ببرود من بين شفاه مديره اللي كان يطالع فيه باحترام ويشد على كتفه كل ماشاف اجتهاده في العمل في الفترة السابقة , قال بهدوء ومن دون تردد : إنت قلتها بنفسك , كنت , لكن دحين الحمد لله ..
تنهد المدير وهو يمسح وجهه والتفت سامر على أستاذ البدنية خليل اللي طالع فيه بذهول , ولف وجهه وتصنم لمن شاف نظرات المرشد المبتسم بلطف , حس بعزيمته تقوى فقال باعتراض : يا أستاذ هالموضوع قديم وصارله فوق السنتين و ...
ضرب المدير المكتب بكل قوته وقام وهو يقول بحدة : لو كان قبل عشر سنين , إحنا هنا تهمنا سمعة المدرسة , يعني لو الموضوع كان محصور بين المعلمين ماعندي مانع لكن إنه يعرف الطلبة إنه أستاذهم المبجل كان مدمن مخدراااااااااااات هذا شي ثاني ..
طالع فيه سامر بعتاب وهو يقول بهدوء : تقولها كإني كفرت ..
طالع فيه المدير بحدة فتابع بحزم : الحمد لله ربي تاب علي وانتهيت من هالمرحلة في حياتي وإنت بنفسك شاهد إني منضبط في دوامي وأأدي واجباتي على أكمل وجه و طلبتي ..
قال المدير يقاطعه : طلبتك اللي يشوفونك قدوتهم اش بيكون نظرتهم هاااا , أهلهم اش بيسوون لمن يدرون إنه أستاذ أولادهم مدمن مخدرات ..
قال سامر بحزم : كاااااان ..
زفر المدير وقال ببرود : لو سمحت وقع حضور وخروج , أنا معفيك اليوم إلين أشوف هالمسألة وأحلها مع الطلبة ..
وقبل ما يفتح فمه باعتراض قال يوسف وهو يأشر للباب بيد ويسحب سامر من ذراعه بيده الثانية : تفضل يا سامر ..
خرج سامر من مكتب المدير ولمن شاف نظرات خليل اللي هز راسه وراح زفر وقبض يدينه بقوة وهو يقول من بين أسنانه : لاحول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ..
مسد يوسف على كتفه وقال : وقع زي ماقال المدير وأخرج خذ لك نفس , أوعدك أتصل عليك وأخبرك بالتفاصيل ..
هز سامر راسه وقال بحزم : ماني خارج لو على جثتي , مو بكيفه , لمن تقول الوزارة إطلع أطلع , بأجلس في مكتبي وما بأحضر الحصص إن كان هذا قصده , عن إذنك ..
وتحرك لمكتبه بعد ما وقع في سجل الحضور , أول ما دخل الغرفة حس بتكهرب الجو , طالع فيهم وقال بابتسامة هادئة : السلام عليكم ..
ردوا عليه السلام , حط ملفه على المكتب وتحرك بثبات وبدأ يسلم عليهم وهو يعايدهم , كان يشوف نظرات التساؤل في عيونهم لكنه تجاهلها وهو يرجع لمكتبه ويخرج دفتر التحضير وأوراقه ويبدأ يصنفها ~ لا يمكن أتراجع الآآآآآآن , مو بعد ماقطعت هالمشوار كله , إن شاء الله أبقى ثابت دايم يارب ~ , طالع في جواله اللي حطه على المكتب ورفعه بعد تردد عشان يتصل ...



****************************


في مدرسة أخرى :

: مايجوز تلقي الرشاوي ياست وسام ..
ضحكت وسام وقامت من مكتبها وهي تقول بترحاب : هلااااااا والله , كيفك أنغام ؟؟ بشريني عنك ..
وتبادلوا السلام وهم يهنون بالعيد , أشرت أنغام على باقات الورد وكيسين صغار محطوطة على المكتب وقالت : أنا مدرستهم بنات الإيه ولاعمرهم أهدوني ..
ضحكت وسام وقالت : إنت لو تلقيتي ورد وهدايا تعتبر رشوة لأنه بيدك درجات لكن أنا ماعندي ولا درجة ممكن أمنحها لهم ..
جلست أنغام وقالت : وريني هدايا بنات المتوسط ..
سحبتها وسام ودخلتها درجها وقالت : روحي لحصصك مالك دخل في هداياي ..
ضحكت وقالت : فكـــه ماعندي لا حصة أولى ولا ثانية ..
وزفرت وكملت وهي تتمطى بكسل : يازين اليوم اللي مافيه أولى أو سابعة , ولا إحتياط يااااااااااااي , يكمل اليوم ..
ضحكت وسام وقالت وهي تجلس : هموم المعلمات ..
لفت أنغام وقالت : مابتسأليني عن زوجي ..
هزت وسام أكتافها وقالت بهدوء: إذا تبغين تتكلمين قولي وأنا بأسمع ..
ابتسمت وقالت : قال بصريح العبارة إنه يبغاني أخلع لكني صدمته لمن حلفت إني ما أطلب الخلع لو ذبحني , يبغى الفكة يطلق ويطلع حافي منتف زي ماجاني حافي منتف ..
وزفرت وقالت : أصلا هو مو وجه نعمة , زين اللي سيارته اللي اشتريتها له مسجلة باسمي ...
قالت وسام بابتسامة : صراحة حركة ذكية منك ..
زفرت وهمست بتعب : عايشة معاه صورة , ماني قادرة أكلم أخواني أو أشتكي لهم , أنا اللي أصريت عليه لمن تقدم ووافقت رغم اعتراضاتهم , وتهاوشت معاهم وقلتلهم إني بأتزوجه بسببهم وبسبب اللي يسونه فيني , دحين لو كلمتهم ولا قلت آآآه بيتشمتون فيني هم وحريمهم ..
لمن تذكرت وسام نجلاء اللي تعذبت مع فهد طويييييييييل وخبت هذا كله عشان مايلوم أبوها نفسه اللي أجبرها على الزواج من ولد أخوه مدت يدها وقبضت على يد أنغام وقالت : حبيبتي أنا ما ألومك لمن وافقتي , إنت كنت بتفتكين من إستغلال أبوك وأخوانك لراتبك ومن مراقبتهم لك على الطالعة والنازلة ومن حبسهم لك في البيت , لكن اللي ألومك فيه إنك بتخبين عنهم مد يده عليك , حبيبتي ترا مهما كان استغلالهم لك صدقيني ما بيرضون عليك المهانة ومن واحد غريب , والله مايرضون بها ..
دنقت وقالت وهي تهز راسها : إستحالة أكلمهم , أنا سويت اللي علي والباقي على الله ..
ولمن شافت نظرات وسام ضحكت وقالت : قصدي كلللللللللله على الله ..
ابتسمت لها وسام مشجعة ولمن تذكرت أمها اللي بلغتها إنها خبرت عبد الكريم وأنهت الموضوع زفرت وسألت بحيرة : أنغام لو خيروك بين واحد متزوج ولا واحد أصغر منك بست سنين مين تاخذين ؟؟
ولمن شافت نظرات أنغام وتذكرت إنه زوجها أصغر منها قالت بضحكة : أووووو نسيت ..
هزت أنغام راسها وقالت بزفرة : لا تقارنين الـ ### اللي عندي بباقي الرجال ..
شهقت وسام من سبتها لكنه ما علقت لأنها عارفه إنها ماقالتها إلا وهي واصلة حدها من زوجها , تابعت أنغام وهي تطالع فيها بجدية وهي تعقد يدينها فوق المكتب : شوفي هو بالمختصر المفيد ومن واقع معاشرة لأصناف الرجال خلال أربعين سنة أختصر لك الموضوع في جملة مفيدة , حاليا الرجال كلاب لابسين ثياب ..
شهقت وسام مرة ثانية وانفجرت بالضحك وهي تقول باستنكار : الله يقطع سواليفك اش هالكلااااام , اغتبتي كل الرجال بهالكلمة ..
قالت أنغام بجدية : من جدي أتكلم , ماعاد هم زي أول , ماعاد في رجال بالمعنى الحقيقي للرجل , صار همهم شكل الحرمة واتباعها للموضة , دلعها وغنجها , سهرات وشيشة وشباب ودشوش وأغاني و غيره كثيييييييير , هذا صار همهم , ولمن أقول هالكلام ما أبرئ الحريم , حتى الحريم ماعاد هم زي أول , ماعاد يهمهم إلا الجري ورا الموضة وتسوي قصة فلانة و تقلد المغنية العلانه و تفصل فستان المصمم الفلاني و تحب الممثل العلاني و معظم اللي تتبعهم نصارى ولا هندوس ولا مالهم ديانة ..
وزفرت لمن شافت نظرات وسام وقالت : بالمختصر الدنيا ماعاد هي زي أول , الوحده تختار الرجال الطيب وتحاول تصبر على غثاه إلين تجيب لها كم ولد تربيهم على الدين عشان يرفعون شأن هالأمة النايمة وتموت وبسسسسسس ..
ابتسمت وسام وقالت : برضك ماجاوبتيني , لو الاثنين طيبييييييييين , تختارين مين ؟؟
سكتت للحظات قالت بعدها : تستخير وتختار , لأنه صراحة صعب الإختيار بينهم , أمرين كلاهما مر ..
طالعت فيها وسام وسألت بهمس : إذا مافيها فضول , ممكن أعرف هل مشاكل مع زوجك بسبب السن !!
ابتسمت أنغام وقالت وهي تطالع في مناكيرها الوردي : شوفي هو مو السبب الرئيس بالضبط , قصدي إنه كمان كان في فارق إجتماعي بيننا , بالإضافة لإختلاف القبيلة و الأهم من هذا كله إنه كان داخل على طمع من بداية الموضوع وأنا كنت عارفه هالشي لكني حبيت أجرب حظي يمكن أقدر أخليه يحبني لذاتي , بداية حياتنا في الثلاث سنين الأولى قدرت أجاريه لأني كنت أحبه ومتحمسه إني أخليه يبادلني هالحب لكن السنتين الأخيرة ببروده ومعاملته خلتني أحس بالعجز والكبر , وهنا انتبهت إنه فرق العمر بيننا كان هائل , عقد بيني وبينه وصدقيني لو كان أكبر بخمس سنين وداخل على الزواج بقصد ثاني غير الطمع كان فرق في حياتنا كثير وماكنا حنوصل لهالطريق المسدود , قصدي أنا دحين أربعين وهو في الثلاثين أوج شبابه , ماعاد أنا قادرة أجاريه ..
ولفت عليها وطالعت فيها بألم وهي تقول : لكن والله لو حبني بصدق كان رفع نفسه كم سنه لفوق وكان ممكن لحظتها إني أقلص بعض من هالسنين زي ما كنت أسوي أول أيام زواجنا ولحظتها كنا حنتلاقى في نقطة معينة , فرق السن مو المشكلة , المشكلة في الشخصين المتزوجين , شوفي الرسول تزوج خديجة وفرق 25 سنة بينهم وهي غنية وهو راعي لكنهم كانوا أسعد زوجين ..
وزفرت زفرة حرقة , صلت وسام على النبي ومدت يدها مرة ثانية وقبضتها على كف أنغام وهي تهمس : صدقيني يا أنغام الله إذا أحب عبدا ابتلاه , المؤمن يؤجر على الشوكة اللي يشاكها فكيف بأمر عظيم زي مصيبتك , بعدين تذكري إنه عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
رفعت أنغام راسها وطالعت فيها بامتنان قبل ما تقول بحزم : بس برضو الصغير أحسن من المتزوج , على الأقل الصغير تشوفين معاه كم يوم حلو لكن المتزوج بيظل طووووووول عمره مقسوم بالنص بينك وبين حرمته , يعني بتتزوجين نص رجال ..
ضحكت وسام و قالت : مشكورة على النصيحة ..
قامت أنغام وقالت بتريقة : وتذكري الجملة اللي قلتها لك ..
قهقهت وسام وقالت : روحي ياشيخة , ما أقول غير الله يهدينا ويهديك ...




******************************

في جامعة الملك عبد العزيز في جدة :

: عنيدو دحين إنت متصلة علي مع هالصباح وأنا في الجامعة عشان تستجوبيني عن عهود ..
: ريمان تكفيييييييييييييين أبغى أعرف اش صار من بعد ما دخل عليها عبد الـ ...
وشهقت وهي تسأل : إلا تعاااااااااااااااااااالي إنت في الجامعة اليوم ليييييييييه ؟؟ خبري بكم ماتداومون مع البزران ..
ضحكت وقالت : لا عندي أشياء ضرورية لازم أسويها , بعدين عندنا إمتحان بسيط أصرت الأستاذه إننا نختبره اليوم ..
وكملت : وبالنسبة لعهود , ما أدري اش صار بينهم لكنه خرج وهو ساكت ما كان في شي مقروء على معالم وجهه , توقعته يخرج وهو مبهذلها بعد المقلب اللي سوته فيه عشان تخطب له صحبتها , أما عهود كانت معصبة لآخر درجة , تخيلي طردتني من الغرفة مع كم سبة وجلست في الصالة إلين هديت وخرجت دخلت بعدها للغرفة ..
بدأت العنود تهزئها وهي تعطيها دروس في عدم الاستماع لأوامر عهود الغير معقولة خاصة وإن الغرفة حق مشترك بينهم , فكرت ريم في مصايب أختها اللي مهي قادرة تمنعها منها ولا هي قادرة تعلم أحد عليها و زفرت وهي تقول : خليها على الله يا بنت , إلا إنت ليش كنت معصبة من عهود , معقول هذا كله عشان حاولت تخطب له صحبتها , ترى عهود ما تدري إنه سفانة تحب عبـ ...
وسكتت , كانت هذي أول مرة تتكلم فيها عن سفانة وعبدالإله من ذاك اليوم اللي قرأت فيه الرسالة وتلقت فيه أول صفعة من العنود في حياتها , وصلها صوت العنود المرح يقول : اش فيك سكتي ؟؟ لايكون تذكرتي هبالتنا ذاك اليوم , تراه في قلبي إلى الآن , والله آآآآآآآآآآآسفة يا ريمو ..
ضحكت ريم وقالت بهدوء : عادي يابنت , مابيننا هالأشياء ..
وسكتت وكملت : ماقلتيلي اش السبب ؟؟
وصلتها زفرة العنود قبل ما تقول : هو هالسبب ماغيره , يعني عاجبتك هالجي جي اللي تبغى تخطبها لعبوووووود , لا يا عيوني , يكون في علمك كنت مستعدة أكلم عبود بنفسي وأقوله عن حقيقة هالبنت ...
~ عنود مهمها كان عهود أخت ريم الكبيرة ومو حلو إن الصغيرة تشوف قدوتها وتسمع عنها كلام مو زين , خليك ساكتة ولا تنبهينها ~ وتداركت كلامها عشان ماتدري ريم عن سوالف أختها وتشك فيها وقالت : قصدي من شكلها ذاك اليوم في الزواج ولبسها تعرفين طينتها ..
~ آآآآآآآآآآآآآه يا عنود ماتدرين عن عهود وسواليفها , ياربي اش أسويييييييييي ~ قالت تسألها عشان تضيع الموضوع : اش مصحيك في هالوقت ؟؟ لا تقولين مانمت إلى الآن يا العاطلة ...
وصلتها ضحكت العنود وهي تقول : إي والله ما نمت إلى الآن عشان كنت أفكر في أمور الرعية , بعدين رزوق طلب مني أصحيه للفجر وخفت أنام عنه ..
وضحكت وهي تكمل : وياليتني فدته , الغبية موقته على أذان جدة ونسيت إنه في المنامة يختلف التوقيت , يسبقوننا بأقل من ساعة تقريبا ..
ابتسمت ريم لمن سمعت اسمه وقالت : كيف حاله دحين ؟؟ ومتى سافر ؟؟
: إمبااااااااارح سافر , والحمد لله إن شاء الله إنه أحسن , يعني صار يضحك ويفرفش شويه لكنه مازااااااااال صامت وسارح معظم الوقت ...
قالت ريم : الله يوفقه ..
وكملت لمن شافت صحباتها يلوحون لها : عنودي , صحباتي ينادون , عن إذنك ..
: مع السلامة ..
: مع السلامة ..
قفلت ريم جوالها وتبعت صحباتها وهي تفكر بآخر مرة شافته فيها , كان مرعب وإلى الآن ينتفض قلبها كل ما تذكرت منظره ذاك لكنها في نفس الوقت تحمد ربها إنه فاق من غفلته وتدعي له بالثبات , وهي ماشية من عند أحد المباني شافت بنت حاضنة صديقتها حضن مو طبيعي , نسيت نفسها وهي تطالع فيهم بحيرة ولمن شافت وحده منهم ترفع راسها لصحبتها وهي ... شهقت ولفت وجهها وهي تقول : أعوووووذ بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله , يارب ترحمنا , يارب لا تسخطنا ...
ضحكوا صحباتها عليها وقالت وحده منهم بصوت عالي وهي تطالع فيهم بلا تردد : من وجدتموه يعمل عمل قوم لووووووط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , اتقواااا الله ..
ولمن تحركوا البنتين ووحده فيهم تسحب الثانية اللي طالعت فيهم بحدة قالت : وين مارحتم ربي شايفكم ..
سحبوها صحباتها وريم تقول : فطوووووووم يالخبلــــه ناسية حكاية بنت الأحياء اللي ..
وحركت بيدها حركة مبهة وهي تقول : فاكرتها اللي استفردوا بها في الحمام ..
قالت فاطمة بحدة وهي ماهمها في أحد : الخوف من الله يا حبيبتي , والله ما أخاف من بشر , كنتم خير أمــــة للناس , ليييييييش ياهوانم ؟؟ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , بعدين شوفيهم كيف اختفوا من قدامنا , والله صاحب المعصية ذلييييييييييل , حتى لو جاتك تصارخ وتنافخ و تشوح بعيونها بتخويف بتظل ذليلة , ارفعي عليها الصوت شويه واثبتي تشرد من قدامك ..
وزفرت وقالت بقهر : اش خلاهم يتمادون ويسوون فعلتهم الشنيييييعة قدام الله وخلقه إلا السكووووت , دحين تلقينهم راحوا يدورون مدس ولا حمام وهذا مقامهم أصلا ..
وتحركت بعصبية وهي تقول : وتبغون مطر ورحمة من رب العالمين , الله يغفر لنا ..
لفوا البقية على بعض وهم يحطون أياديهم على موضع قلوبهم , قالت وحدة فيهم : والله بنروح فيها مرة من المرات من فطوم هذي , لو راحت وكلمتهم بهدوء كان ممكن يتعظون ..
هزت والثانية راسها وهي تقول : يا الناااايمة راحت لهم وكلمتهم كذا مرة لكنهم ما يتعظون ..
ضحكت ريم وقالت بحماس : بس تصدقون , عجبتني فطوم , شكلهم وهم مرتبكين كذا بعد ماكانوا زي الملوك نافخين ريشهم ورااااايحين فيها وهم يعلنون للكل عن حبهم بلا خوف يجنن , حمستني ودي أدور عليهم وأقولهم زي ماقالت ..
وقطبت حواجبها وقالت : هي اش قالت بالضبط ..
قالت أهدأهم : هذا حديث يالجاهلات , حديث عن الرسول يقول من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , يعنيييييييي سواء كان رجال ورجال ولا حرمة وحرمة , وترى حتى البهيمة لو فعل بها يقتل اللي فعل وتقتل البهيمة ..
شهقوا وسألت ريم : لييييييييه , البهيمة اش سوت ؟؟
قالت وهي تلحق بفاطمة : لأنه كره أكلها بعد ما انفعل بها العمل من شدة قباحته ..
مشوا معاها وهم يستغفرون , لفت عليهم وقالت : وتصدقون إنه اللي تعمل هالعمل ملعونه , يلعنها الله من فوق سبع سموات ..
قالت ريم وهي تحط يدها على قلبها وهي تتذكر عهود وجيهان اللي دخلت عليهم مرة وهم في وضع مريب : يارب رحمتك , يارب عفوك وسترك ..
وحست بقلبها يتفطر بداخلها وبكل خليه من خلاياها تئن بألم من وقع اللي سمعته , من كثر ماصارت تشوف هالمناظر تساهلت الأمر بالرغم عنها , سنتين في الجامعة كانت كفيلة إنها تعودها على المناظر وتصير كإنها شي عادي , جلست تستغفر وتستغفر وهي تتمنى لو عندها قوة فاطمة عشان توقف عهود عند حدها أو يكون عندها حلم أزهار وتفكيرها الصائب عشان تقدر تواجه أختها بالعقل أو جرأة العنود وتهورها , على الأقل كان ممكن تسوي شي يبعد عنها ألم الصمت اللي يذبحها ويحسسها بالذنب ...



****************************


بعد نهاية الدوام في الرياض :

خرج من غرفة المدرسين اللي ظل حبيسها طوال النهار وراح لغرفة المراقب اللي رماه بنظرة غريبة قبل ما يرجع يطالع في الأوراق اللي قدامه , مسك القلم ووقع الخروج وتحرك , كان زيه زي الجدر اللي وراه طوال اليوم , ماكان أحد يكلمه ولا حاول هو يكلم أحد , لمن سمع أصوات الشباب المختلطة في الساحة , سحب نفس وخرج من المبنى , ثلاث خطوات خطاها في الساحة ساد بدأت بعده الأصوات تتخافت شيء فشيء , حس بإختناقه يزيد مع تراخي الأصوات اللي همدت تماما لعدة ثواني قبل ما ترجع الهمسات المتخافته , استمر في مشيه بثبات وهو يبتسم إذا جا بصره على أحد الطلبة مباشرة , ظهر جسم قدامه فتوقف عن المشي قبل مايتراجع خطوه عشان يميز الشخص , ابتسم وقال : كيف كان يومك يا بدر ؟؟
ابتسم بدر وقال بحماس وهو يأشر على عينه المضروبه والمحمر أسفلها : وناااااااااسة , فصلوني يومين ..
ضحك من قلبه وحس برغبة إنه يحضنه بامتنان لأنه أول شخص يخاطبه من بداية هالنهار , مين كان يتخيل إن أشقى ولد في الصف الأول و أكثرهم احتقارا و كرها للأساتذة واللي الكل يشتكي منه يصير من أحسن طلبته , حط كفه على كتف بدر وشد عليها بقوة وهو يقول بعتاب : تراني ضحكت على وناسة , و المفروض ما تفرح بالفصل يا بدر , تراني فرحان بمستواك الحالي وما أبغى أي شي يأثر عليه ..
قال بدر بحماس وهو يضربه تحيه عسكريه : as you wish, I do my best ...
طالع فيه سامر بفخر وقال : I will لأنك تتحدث عن مستقبل ..
هز راسه وقال بابتسامة : I will remember ..
شد على كتفه أكثر وهو يقول : إن شاء الله ..
وربت عليه وتحرك وهو يودعه , وتفاجأ ببعض طلبته يودعونه بحماس , ودعهم ودخل سيارته وهو متجاهل تماما قزازها الخلفي المكسور , أول ما تحرك طالع في الطريق بصمت , وقف عند أول إشارة وتلفت يمينه ويساره وصرخ بحماس : yeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeees..
وحمحم وقال يكلم نفسه : قول الحمد لله , اش يس هذي , الحمد لله , الحمد لله ..
وقاوم مشاعر حسها تغرقه للحظة وهو يسترجع كلام بدر اللي حاول يثبت له إنه يعتبره أستاذه رغم كل شي , حس بالمشاعر تترجم لدموع غريبه , دموع بداخله في حين ظلت عيونه جافه , قبض على الدركسون وضغطه بقوة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن أضاءت الإشارة الخضراء حرك السيارة وتوجه لحي بعيد عن حيهم , وقف سيارته عند العمارة وطلع وهو يقفز الدرجات درجتين درجتين , وقف عند بابها ودق الجرس , له فترة طويـــلة مازارها , لحظات مرت قبل ما ينفتح الباب وتستقبله ابتسامتها الرقيقة الهادئة , ابتسم وقال : السلاااااام عليكم ..
وسلم عليها وهو يقول : هلااااااااا خلودي , شخبارك يالقاطعة ؟؟
ضحكت وقالت وهي تأشر له يدخل : أنا القاطعه ولا إنتم اللي خونتم فينا وقلتم بتخيمون فجأة ..
سألها وهو يجلس على الكنبه : جيتي عندنا ذاك اليوم ؟؟
قالت : إيوه جيتكم , بالقوة أقنعت ولد عمتك وخليته يجيبني طلعتم في البر البريرة مع الشباب ..
وابتسمت وسألت : المهم , بشرني عن يومك ..
زفر وقال : الحمد لله ..
قالت وهي تقرب منه صينية القهوة اللي مجهزتها وحاطة فيها صحن بسبوسة وكنافة : واش سويت مع ولد محمد الـ ..
قال بطفش وهو يتناول منها الفنجان اللي صبته : لا تجيبين سيرته , الله يقطعها من ساعة اللي تعرفت فيها على هالجار , مايقدر يصك حلقه ويحفظ أسرار ..
ابتسمت وقالت بعتاب : مايجوز هالكلام , إنت تسب الوقت والوقت هو الله ..
استغفر وابتسم وقال وهو يحرك سبابته : ما نقول الوقت هو الله , الوقت والزمن كله بتقدير من الله هو اللي يجريهم , الله هو الدهر زي ماجاء في الحديث ..
ضحكت و قالت : كنت أحاول أشرح وأقرب المعنى , فعلا الأفضل ما نقول هالكلام ..
هز راسه وقال : كثير يقعون فيه , الله يغفر لنا ..
قالت وهي تطالع فيه بحنان : سمور حبيبي عادي اللي صار كان متوقع أقصد منتظر , يعني مو كل شي ممكن إنه يتخبأ خاصة إنه أبوي سوى نقلك لمدرسة قريبة داخل الرياض , بعدين قول الحمد جلست فترة طويلة رسخت فيها رجولك قبل ما ينكشف المخبأ صح ولا لا ..
ابتسم وقال بصدق : والله أنا مو متأثر من هالسالفة , صح في البداية خفت واكتأبت وحسيت إنه كل شي بينهار لكن لمن جلست أفكر وأتذكر كل اللي مريت به أقول الحمد لله على كل حال , يعني أنا فعلا إنسان سعيد ...
وزاد اتساع ابتسامته وهو يقول : سعييييييييد لدرجة ما تتخيلينها , لقيت فرصة لأقدم فيها اشيااااااء كثيرة , أول دلائلها وأنا خارج قابلني واحد من طلابي اللي قلت لك إنه متضارب مع ولد محمد عشاني , كلمني كم كلمة بالإنجليزي وودعني وهو مبتسم , حسيت لحظتها إني ملكت الكون , حسيت وقتها إني أستاذه اللي استفاد منه فـ شي ..
قالت بتأثر : الله يسعده يارب ويوفقه ..
زفر وقال : لا يمكن أنساه , صدقيني بيظل بصمة في تاريخي كمدرس , ولو يدري كيف كان أثر كلماته وابتسامته بداخلي ....
وهز راسه وهمس : حسيت بثقتي تكبر أكثر وأكثر بفضل الله أولا وأخيرا ..
لجظة صمت سادت قبل ما يرفع راسه ويطالع حولينه , الشقة الواسعة الخالية من الأصوات دعاها بداخله إن الله يرزقها الولد الصالح اللي يملأ لها البيت وهو يسأل : ومتى يرجع النسيب ؟؟
ضحكت وقالت : يووووووووو عد الساعات وإغلط , مايجي إلا حول خمسة ..
وقامت وهي تقول : تعال أغرف لك الغدا ..
حاول يتملص منها وهو يقول لها إنه أمه وسحر بيزعلون ليش ما خبرهم لكنها جلسته عند السفرة اللي فرشتها ودقت على بيتهم وهي تجهز الصحون , أنهت مكالمتها وقالت وهي تحط صحن الرز : يااااااا ويلك وسواااااااااد ليلك من سحر , تقول ذابحتك لا رجعت ذابحتك لأنها من زمان ودها تجيني ..
فكر في سحر للحظات وقال : الله يسعدها هالبنت , تصدقين أمس كنت بأكلمها في موضوع مهم ولمن قاطعنا ماهر قلت خيرة لأني بعد مافكرت في الموضوع أكثر وجدت إنه من الأفضل إني أسألك إنت هالسؤال ..
طالعت فيه وهي تجلس عند السفرة جنبه وهي تقرب له الملعقة , تابع وقال : بحكم إنك مجربة يعني ..
طالعت فيه بحيرة وطالع فيها بصمت قطعه وهو يسألها : برأيك أتقدم لوسام رغم فارق العمر ؟؟
اتسعت عيونها وهي تطالع فيه بصدمة وهي تهتف : وساااااااام !!!!!...


****************************

........................... يتبع ..





 

رد مع اقتباس
قديم 08-21-2020, 06:11 PM   #68
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





عتذر عن الأخطاء التي تعبت كثيرا من تعديلها والتي أشعر أنها كلما أصلحت إحداها توالد بدل منها العشرات ...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

يوم الثلاثاء 9 / 10 / 1427هـ :
صباحا في الرياض :

زفرت وهي تطالع في الطالبة الجالسة أمامها والتزمت الصمت وهي تحدق فيها , رفعت الطالبة عيونها لها ورجعت رختها وبعد فترة رفعتها ورجعت رختها , وبعد هالصمت الطويل همست : أبله وسام والله الـ ..
قالت وسام بحزم : لا تحلفين باسم الله كذب ..
سكتت البنت بعدين قالت وهي تفرك يدينها : قصدي أنا كتبت هالرسالة بس , قصدي , بريئة ما كنت أقصد فيها شي ..
حطت وسام يدها على الورقة المفرودة قدامها وزحفتها إلى عندها وهي تقول بهدوء : طيب ممكن تقرئينها لي بصوت عالي يا جنى ..
طالعت جنى في الورقة قبل ما تتساكب الدموع من عيونها وهي تمسكها بيد مرتجفه , طالعت في وسام باستعطاف لكنها واجهتها بنظرات ثابته بلا مشاعر واضحة , طالعت في الورقة وهمست : حبـ .. حبيبتي ملاك .. أنا أحب شعرك الـ ...
وسكتت ودموعها تزيد , قالت وسام بهدوء : كملي ..
هزت راسها بلا وهي تغطي وجهها بيدينها , تجعدت الرسالة المحشورة في قبضتها , قامت وسام وتحركت لخلف مكتبها وجلست على الكرسي المقابل لجنى وقالت وهي تحط يدها على ركبتها : جنى لو الرسالة بريئة كان ما خجلت من قراءتها بصوت عالي صح ..
زاد بكاها فقالت وهي تبعد يدينها عن وجهها : طالعي فيني ..
طالعت فيها جنى فابتسمت لها بحنان وقالت : جنى أنا اش كنت أقولك ..
همست من بين دموعها : إبعدي عن ملاك وشلتها ..
هزت راسها وقالت بحنان : حبيبتي أناعارفه إنه ماما حاولت تنقلك ودايم تفتشك لمن ترجعين من المدرسة لكن لا تلومينها , أنا لو شفت مع بنتي كتاب زي اللي لقيته أمك مدسوس بين كتبك كنت بأراقبها ..
وحطت يدها على خدودها تمسح دموعها وهي تقول : شوفي كيف صار وجهك من البكى ؟؟
وضحكت وقالت وهي تناولها منديل : عيونك صارت زي عيون الباندا , لو شافتك أبله أماني بتسوي لك تعهد عشان الكحل اللي حاطته ..
مسحت عيونها وهي تشهق وتقول : كل شي منعتونا منه , إحنا بنات , لا سلاسل لا كحل لا مرطب لا عطر , حتى المرايات في الحمام مكسرة ..
قالت بتفهم : عانينا نفس المعاناة وصدقيني بأحاول أرفع للوزارة شكوى خصيص عشان المرايات , لكن المكياج مايحتاج في المدرسة لكل مقام مقال صح ولا لا , بعدين لاتلومينهم على منع العطر لأن البنات بهذلوهم يرشون العطر وقت الصرفة وتخرج الطالبة معطرة وهي ماهمها إنه البنت اللي يشم أحد الرجال ريحتها تعتبر زاينة ..
قالت ببرود : أمي تتعطر وهي خارجة ..
ابتسمت وقالت بهدوء : ومين قالك إن الأم ماتغلط , الأم بشر زيها زي باقي الناس , كلنا نغلط , لكن الحلو إن الإنسان لمن يعرف غلطه يحاول يتفاداه صح ..
سكتت للحظة قبل ما تقول : طيب يعجبني دلع ملاك ..
وسكتت على طول وهي تطالع في وسام بخوف وتردد , حافظت وسام على هدوءها وهي تهز راسها بمعنى كملي , كملت بتردد : تمشي وهي رافعة راسها , الكل يحبها ويستنى نظرة منها , والبنات حولينها يجرون لها ..
طالعت فيها بهدوء وسألتها : هذا اللي يعجبك فيها بس ؟؟
ترددت طويل قبل ماتقول : شعرها حلو يعجبني وحركاتها الناعمه وضحكتها وكلامها ..
وسكتت , كانت وسام تطالع فيها بهدوء وعقلها يدور بلا هواده , وأخيرا سألت بلطف : اش أكككككككثر شي يعجبك فيها ؟؟
قالت بلا تردد : حنانها , دايم تسأل عني لمن أغيب وتتصل علي في البيت وتسألني كيف حالي وتضحكني بهروجها وتعلمني على أشياء تشوفها أمي تفاهة وقلة أدب عشان كذا شالت عني التلفون لكن ملاك جابت لي تلفون ثاني دسيته في مكان ماتعرفه أمي ..
~ أهااااااااااااااااا , دحين فهمت ~ قامت و قالت : ماشاء الله عليها , الله يجزيها بالخير اللي تحب تطمن عليك , بس عارفه بما إنه أمك مهي راضية على مشيك مع ملاك و صديقاتها فإيش رأيك نبعد عنها شوية لو بمكالمات البيت على الأقل , إلين أتفاهم مع ماما وأفهمها إنكم صديقاااات ..
وضغطت على الكلمة عشان ترسخها في بالها وهي تكمل : إنت عارفه إنه رضى الله من رضى الوالدين ..
وابتسمت وكملت تنهي الموضوع : عارفه لمن قرأت رسالتك لاحظت إنك ماشاء الله عندك ألفاظ حلوة ومعبرة ..
طالعت فيها جنى بحيرة , قالت باقتراح : اش رأيك تشاركين في مسابقة أحسن تعبير اللي بتسويها المدرسة ؟؟ بعد أسبوعين نستلم التعابير ..
وقالت وهي توقفها و تمسح على شعرها : فكري ورديلي عشان أسجل اسمك في المسابقة , يلا عشان ماتفوتك الحصة ..
خرجت جنى وهي مبتسمة , زفرت وسام وجلست وهي تطالع في الورقة الساقطة على الأرض , رفعتها وطالعت فيها , وقع بصرها على (( ......... أحس بالدفء عندما أنظر لعينيك التي تسحرني برقتها , وأجمل لحظة عندما تلامس يدي يدك الناعمة الـ ...... )) زفرت ونزلت الرسالة وهي تستغفر وتقول : الله يسامحك يا أم جنى , هذا كله من إهمالك لو شبعتيها ماكان دورت في مكان ثاني , الله يسامحك ..
راحت وسحبت ملف جنى البنت المرحة المندفعة وهي تتذكر بكى الحرمة عندها وهي تترجاها تساعدها على السيطرة على بنتها اللي بدأت تتفلت من بين يدينها خاصة بعد طلاق أبوها وغيابه عن البيت , حطت الملف على المكتب ورفعت السماعة بتدق الرقم , تصنمت لمن شافت الاسم , انسلت السماعة من بين يدينها وضربت في سطح المكتب , رفعت الملف وهي تقبض عليه بقوة , صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااا ~ وخرجت بسرعة وهي مهي مهتمة بطول الكعب اللي لابسته , كانت تهرول في خطواتها وهي تطلع الدرج تروح للمبنى الأول حيث صفوف ثالث متوسط , قالت سامية : وسام اش ...
وسكتت لمن تعدت من عندها وسام اللي ما سمعتها وهي تطلع الدور الثاني قبل ما تجري في الممر , تعلقت عيونها بالصف الثالث / ب , وقفت عند الباب المغلق وهي تلهث بسرعة وتمسد شعرها اللي تناثر على أكتافها بفوضوية , تمالكت أنفاسها ودقت الباب ولمن فتحته قالت لأبلة الرياضيات : ممكن جنى شوية يا أبله هنادي ..
ابتسمت هنادي وقالت : جنى ..
لمن خرجت جنى تأملتها وسام ودارت ببصرها على تقاطيع وجهها , همست جنى : أبله وسام ..
بلعت غصة مريرة وهي تسأل : أمك هي اللي جاتني ذاك اليوم في المكتب ؟؟
هزت جنى راسها وقالت : إيوه , ليه ..
لأول مرة تفقد وسام ثباتها وهي تقول بتلعثم : هااا , لا ولا شي , كنت , كنت ..
~ وساااااااام ~ بلعت ريقها وقالت : كنت أبغى أتذكر شكلها عشان لمن أكلمها يكون بيننا تواصل أكثر ..
ومدت يدها بتربت على كتفها لكنها تراجعت في آخر لحظة وهي تقول : روحي لحصتك وانتبهي لدروسك ..
وأعطتها ظهرها قبل ما تدخل وتحركت وهي تعدل وضع بلوزتها الوردية اللي لبستها على تنورة جنز مرسوم عليها بخيوط وردية ناعمه , كانت تسمع صوت طرقات كعبها على أرض الممر الخالي مختلطة بصوت البنات وهم يقولون : أنا يا أبله , أنا يا أبله ..
وصوت المعلمه وهي تختار وحده منهم عشان تجاوب , صوت الفراشة اللي مرت من عندها وهي تمتم بغضب ليش ماوقعوا المعلمات على سجل الإحتياط قبل ما يطلعون وخلوها تضطر تقطع هالمسافات , كانت تحس الممر بلا نهاية وتحس الطريق لمكتبها بيكون بعد الشمس , شافت الباب الصغير في نهايته بقرب الدرج , دخلت منه للحمامات , استندت على أول مغسلة واجهتها وهي تهمس : ماعرفتني , جات عندي وماعرفتني ..
وحست بهواء يلفح خدها فرفعت يدها الثانية واكتشفت إنه خدها مندي , التفتت للجدر وابتسمت بمرارة لمن اصطدم بصرها بالجدر و شافت أثار المراية المنزوعة , غمضت عيونها بقوة وهي تهمس : ماعرفتني , أمي ماعرفتني , جات إلى عندي وكلمتني وماعرفتني ..
دوى بداخلها ذكرى صوته الغليظ وهو ينزع قميصها القطني الأصفر الموشى برسومات لورود ملونه : إنت مالك لا أم ولا أب يعني يتيمة , شفتي سالي اللي تحبين تتفرجين عليها والله لا أطشك في دار أيتام يخلونك فيها زي الخدامة , زي سالي ..
كانت تحس بتحرك القميص ومرور طرفه من أسفل قدميها لركبها لخصرها ثم عبور فتحته من خلال رأسها وذراعينها المنكمشة بخوف , البرودة اللي اجتاحتها وخجلها من وقوفها قدامه بسروالها الأبيض اللي يوصل لنصف فخذها واللي فرحت بالرسمة الصعير على طرفه واللي تماثل الرسمة في فنيلتها القطنية , همست بخوف : لاااا ..
مد يده ونزع رباط شعرها اللي تناثر حولين وجهها الدامع و تقدم لها , أنفاسه , رائحته , لمساته , دخان سجائره المتصاعد و اللي تخبو حرارتها وتعلن إحتضارها على صفحة فخذيها الغضة لمن تطبقها بخوف واشمئزاز , أياااام وأياااام وأياااام .....
(( عارف إنك تبغين أحد ### , أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) , يد ترتفع وتهوي على خدها وصوت الصفعة يدوي في أذنها , دموعها اللي تغرق عيونها الكسيرة اللي نحتت السنون أخاديدها حولينها وهي تصرخ : أنا قصرت معاك في شــــي ..
: أنا ما أضمن لك أحد غير أولادي لأني أعرفهم ومربيهم بنفسي , صدقيني لو ما وافقوا على الموضوع ما بينشرونه , ماعندي إلا خالد وسامر , واحد منهم بأفاتحه بالموضوع بسرية تامة , المثل يقول أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك وأنا أعدك بنتي , وأوعدك يا وسام إنه ما أخبره بالموضوع إلا بعد مايبدي موافقته التااامة عليك عشان ما تقولين شفقة أو يحز في نفسك أو ....
صوته الحنون اختلط بصرخة سطام وهو يندفع لفيصل , صقر وهو يصارخ ويضرب الجدر ...
صرخت : لااااااااااااااا ..
وفتحت عيونها على اتساعها وهي تنتبه إنها مازالت في حمامات المدرسة , تلفتت حولينها برعب وهي تهمس : ليه يا أمي ؟؟ ليه سبتيني ؟؟ ليه ما عرفتيني ؟؟ جنى أختييييييييي , جنى أختيييييييي , الحرمة ذيك أمييييييييييييييي ..
سحبت نفس طويل بشبه شهقة وهي تعصر المغسلة بيدينها قبل ما تصرخ بلا شعور : لييييييييييييييييييييه ؟؟ ...
طالعت حولينها لكن المنظر كان يتماوج مع دموعها , صرخت بحرقة : ماعرفتيني ليييييييييييييييييييييييه ؟؟
كانت تصرخ بداخلها ~ وسام إنت في المدرسة , وسام تمالكي نفسك , وسام مو معقولة اللي تسوينه , أذكري الله , أذكري الله , وساااااااااام ~ لكنها كانت تحس جسمها يتصرف بغير ما يمليه عليه عقلها , كانت الصرخات تندفع من بين شفايفها بدون ما تقدر توقفها , صرخت وهي تنتحب : ياااااااااااااااربــــــــــ ...
وعصرت رخام المغسلة المندي البارد وهي تصرخ بكل قوة في حنجرتها : رحمــــتك يااااااااااااااااااااربـــــــــ ..
اندفع جسم عبر باب الحمام وصاحبته تهتف : وساااااااااااااام , وسااااااااااام اش فيك ؟؟
ضمتها سامية وهي تقول : بسم الله عليييييييييييك اش فيييييييييييييييك ؟؟
صرخت بحرقة وهي تتشبث فيها : ماعرفتنييييييييييييييييييييييييييي , ليييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟
ضمتها بقوة وهي تصرخ : وسااااااااام قولي لا إله إلا الله ..
صرخت وسام من أعماقها : ماعرفتنيييييييييييييييييييييييييييييي ..
وضربت صدرها وهي تصرخ : أنا بنتهااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
صرخت في معلمة الدين اللي اندفعت مع مجموعة بنات مذهولات : مريم صكي الباااااب , خرجيهم ..
دفعتهم المعلمة للخارج ولفت على وسام اللي صرخت وهي تقاوم سامية : ياااااااااااااربــــــــــ , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حرقة قلبك يا وسااااااااام , ثلاثة وثلاثين سنة يااااااااااااااااربـــــــــ ..
ضمتها مريم وهي تقرأ عليها وسامية تقول من بين دموعها : وسام حبيبتي لا تسوين في نفسك كذا ..
كانت تصرخ بداخلها ~ أنا مافيني شي سيبوني لوحدي , سامية لا تخافين أنا بخير بس خلوني أطلع اللي جوتي , سامحوني , سامحوني ~ انفتح الباب واندفعت أنغام مع المديرة وهي تسأل برعب : اش فييييييه ؟؟ وسام اش فيهاااااااا ؟؟
وصدح صوت أماني وهي تصرخ في الطالبات عشان يرجعون للفصول , وسام كانت تسمع وتشوف كل شي لكن كإنها تشاهد فيلم , كإنه روحها اللي تحسها بتطلع من جسدها خرجت وتطالع على المشهد من البعيد , الطاقة اللي كانت فيها تلاشت فخارت أقدامها وطاحت على الأرض ومريم تحاول تمسكها , كانت دموعها تذرف من عيونها الشاخصة لهم , ناولتها أماني كاسة الموية اللي جابتها الفراشة وسقتها إياها مريم ومسحت وجهها بها وهي تسمي وتقرأ , همست سامية وهي تجلس على الأرض جنبها وهي تثبتها في حضن مريم : خلاص يا وسام , عشان خاطري خلاص , حرام اللي تسوينه في نفسك , والله حراااااااااام ..
وصاحت وهي تحط راسها على صدر وسام , كان ودها ترفع يدها وتمسد على راس سامية تطمنها لكنها كانت تحس جسدها زي صبة الإسمنت , همست بضعف : خلاص مافيني شي , مافيني شي , أنا بخير , أنا بخير , مافيني شي , أنا بخير ..
وجلست تكرر هالكلمتين بصوت غير واعي وعيونها مثبته على اللامكان , قالت سامية بخوف وهي ترفع راسها : مريم , حاسه ..
هزت مريم راسها ولفت على أنغام والمديرة وقالت : لازم ننقلها مستشفى , جسمها كل يرتجف ..
انتبهوا لحظتها ليدين وسام المصفرة واللي تنتفض بخفة ووجهها الشاحب وشفايفها اللي استحالت للون أبيض مزرق , همست بتعب وهي تهز راسها : مستشفى لا , مافيني شي , أنا بخير , مستشفى لا ..
تساعدوا وسندوها ونزلوها لمكتبها , قالت سامية وهي تلبس عبايتها : أقول لو بتستنون الإسعاف بتموت وهم ماجووا , زوجي برا , وحدة من المعلمات تمشي معايا ..
قالت أماني المراقبة وهي تتحرك بسرعة : أنا أروح معاك ..
قالت أنغام بمرح تحاول تخفف الجو وهي تجيب عباية وسام من العلاقة : إن شاء الله إنك بخير , بس قاعدة تتدلعين علينا عشان تختبرين غلاتك ..
وتوجهت لوسام الممدة على الكنبة ورفعتها ولبستها العباية بمساعدة مريم , زفرت المديرة وسألت بحنان : ها وسومه كيفك دحين ؟؟
وسام اللي كانت تحس نفسها تسبح في اللاشعور هزت راسها اللي تحسه بثقل الأرض وهي تهمس : أنا بخير , مافيني شي ..
قالت أنغام بتوتر : هو لو تغيرين هالكلمتين أرتاح وأعرف إنك طيبة ..
همست : أنا بخير , مافيني شي ..
وسكتت للحظة قبل ما تهمس : سامحوني ..
وغطت وجهها وهي تهمس : سامحوني , سامحوني , سامحوني ..
ورجعت تنشج نشيج صامت , ضمتها مريم وهي تقول بحنان : ولو , إحنا أخوات مابيننا شي ..
وساعدتها على الوقوف لمن جات أماني بعد مالبست عبايتها , وصلوها لحد الباب وهناك مسكوها أماني وسامية ودخلوها السيارة , زفرت المديرة وهي تحوقل ولمن لفت وشافت الطالبات المتجمعات عند باب المبنى ويطالعون بفضول صرخت : على فصووووووووولكم ...



*******************************



تجاهل رن الجوال وهو يعدل بشته الأسود ويطالع في الباب المغلق , رفع الجوال بـ يشوف مين اللي يدق عليه بهالكثرة لكنه رجعه لمن انفتح الباب وخرج منه رجال من ضمنهم سامر , وقف وهو يطالع فيه بتوتر , طالع فيه سامر بصدمة قبل ما يقول : أبويـــه , إنت هنا ؟؟
ابتسم عبد الكريم وقال : ها بشر , كيف الجلسة ؟؟
هز راسه وقال وهو يمشي معاه في أروقة الوزارة : بيستمرون على إيقافي إلين يتفاهمون مع الآباء , تعرف جا كم أب واعترض على تدرسي لمن عرف من ولده إني كنت مدمن ..
قبض عبد الكريم يده بغيض وهو يقول : غجر , طول عمرهم غجر , يعني المدرس كااااااااان مدمن ومن وقت طويل أجي وأشتكيه وأقطع رزقه كله عشان خايف على ولدي ..
ابتسم سامر وقال بهدوء : هذاك تدافع عن ولدك , أبويه كل يهتم بولده بشكل , خلينا واقعيين , لا تلومه , أنا لو بأدري إنه ولدي عند مدرس مدمن بأخاف ..
زفر وقال : الحمد لله , الحمد لله ..
ضحك سامر وقال وهو يطالع فيه بحنان : واش مخليك سايب الشركة وجاي هنا ؟؟
قال عبد الكريم بتردد : قلت أكون جنبك يمكن ...
ضحك وقال وهو يربت كتفه : أبويه أنا ماعاد إني صغييييير ..
لف عليه عبد الكريم وقال : بتظل ولدي الصغير في عيني إلين أموت ..
سلم سامر على راسه بصمت وتحرك معاه وعبد الكريم اللي رفع الجوال ورد عليه قبل ما يقول : خلااص يا بنتي , شويه وإحنا عندك , مسافة الطريق ..
وزفر وقال وهو يغلق جهازه : هذا كلللله الدق عشان الجامعة ..
قال سامر : أكيد المريخيه ..
ضحك وقال : يعني سحر أطلقته والكل صار يستخدمه ..
ومشوا بصمت قطعه عبد الكريم و هو يقول بهدوء : عارف , دحين لا رحت المدرسة أكيد بيغيرون قرار التوقيف , إحساسي يقول كذا ..
وقف سامر وطالع فيه بشك فقال : كلمت واحد من معارفي وقال إنه بينهي الموضوع ...
لف على أبوه وقال : أهااااااااااا , دحين عرفت ليش جاي , كنت تتوسط لي ...
قال عبد الكريم بسرعة وهو خايف من اعتراض سامر اللي كان متوقعه : أنا ما أتوسط لواحد ما يستحق ..
هتف سامر : أنا ولـــدك , يعني أكييييييييد ما بيشوفوني أستحق الواااااسطة ..
قال بحزم : خليهم يقولون اللي يقولونه مهي مهمة نظرة الناس , المهم إنت إيش عند الله والله عالم إنك تعبت وجاهدت إلين وصلت للي إنت فيه دحين ..
وكمل وهو يطالع فيه بنظرات قوية : إذا ربي كتب وقدرني بأسوي اللي أقدر عليه و ما حأخلي أحد يضيع مستقبلك بكم كلمة وكم توقيع ..
وتحرك بخطوات قوية , زفر سامر وتبعه وهو يقول : جوالك يدق ..
رفع عبد الكريم جواله وسامر يكمل : أبويه لازم أتكلم معاك على هالحكاية لا وصلنا البيت إن شاء الله ..
هز عبد الكريم راسه وهو يرد على أخته , استغرب سامر لمن شاف أبوه يقطب حواجبه قبل ما يهتف : كييييييييييييف ؟؟ مستشفــــــــى !!
لف طالع في سامر ورجع تحرك بسرعة وهو يقول : متى هالكلام ؟؟ لااااااا حول ولاقوة إلا بالله ..
وزفر وهو يكمل : خلااااااص لاتصيحين جايك في الطريق , أقولك جاي لك خلااااص ..
وصك الجوال وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
لف على سامر وهو يتوجه للمواقف وقال يطمنه : روح مدرستك و أنا أروح لعمتك نجلاء , تبغاني أوديها المستشفى ..
~ وسام ~ ليه اندفع اسمها على باله فجأة أول ما سمع اسم عمته , سأل أبوه باهتمام : عمه نجلاء تعبانه ؟؟ فيها شي ؟؟
قال أبوه وهو ماوده يجاوبه : لا بنتها شويه تعبانه ..
وتحرك لسيارته اللي يستناه السائق فيها , قال سامر يستوقفه : بس سمعتك تقولها لا تصيحين لا يكون مخبي عني شي ..
ابتسم عبد الكريم وقال يطمنه : إن شاء الله خير , روح مدرستك ..
طالع فيها بتردد وقال بعدها بلهجة حاول يسبغها بالهدوء : هيام أمس كانت عند سلافة في البيت وماكان فيها شي ..
طالع فيه عبد الكريم وهو يتساءل بداخله عن سر هالسؤال ~ يكون فكر بوسام زي ما وعدني ؟؟ ~ قال وهو يرصد انفعالاته : مو هيام , قصدي وسام , تعبت في المدرسة ونقلوها المعلمات للمستشفى ودحين بأروح آخذ عمتك عشان تتطمن عليها ..
تغيرت ملامحه لثواني قبل ما يقول : الله يعينهم ..
وتحرك لسيارته , ركب عبد الكريم سيارته وهو يقول لسائقه على المستشفى , وفتح القزاز لمن شاف سامر جاي له , حط سامر جبينه وقال : أوديك المستشفى , عشان السواق بيروح لسلافة ..... عشان الجامعة ..
ابتسم أبوه وهز راسه وهو يفتح الباب , ثبت بشثه على المقعد وهو يوصي السايق عليه ويقوله يروح البيت وياخذ زوجته عشان يوصلون سلافة للجامعة , ركب سيارة سامر اللي التزم الصمت وهو يدعي بداخله إنه أبوه مايسأله عن سبب هالمبادرة ولا يعلق على الموضوع لأنه هو نفسه مو عارف السبب , أول ما وصلوا عند العمارة لقيوا نجلاء عند بابها واقفه بعبايتها , أول ماشافتهم دخلت بسرعة وهي تشهق من كثر البكى , لف عليها عبد الكريم وهو يحوقل ويقول : قولي لا إله إلا الله , الحمد لله , البنت ماماتت ..
قالت وهي تمسح دموعها : ماعمره صار لها هالشي , المديرة تقول إنها طاحت وما فهمت منها اش قاعدة تقول ..
جلس يهديها إلين وصلوا المستشفى وهناك دقت نجلاء على سامية اللي قالت لها إنهم في طوارئ النساء , راحت لها بعد ما وصاها عبد الكريم إنها ما تصيح عنها , دخلت عليهم لقيتها منسدحة على السرير ومثبت فيها مغذي , أول مرة تشوفها بهالضعف , طول عمرها كانت تظهر بمظهر القوية المبتسمة , دمعت عيونها غصب عنها وهي تتقدم لها قبل ما تدنق عليها وتضمها وهي تهمس : وسام ..
فتحت وسام عيونها وأول ماشافت وجهها الحبيب لقلبها اندفعت الدموع لعيونها وهي تقول بصوت باكي : أميييييي , أميييييييييييييي ..
وضمتها بيدين ضعيفة , صاحت نجلاء في حضنها وهي تهمس : يا حبيبة أمك إنت , اش فيييك ؟؟ اش بك ؟؟
مسحت سامية دموعها وهي تطبطب على ظهر نجلاء وهي تقول : مافيها إلا كل خير إن شاء الله يا عمه , هي تعبت علينا شويه , تدلع ..
بعدت عنها نجلاء ومسحت على شعرها وهي تتأملها بخوف , همست وسام بتعب وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف من جات من المدرسة : مافيني شي , أنا بخير صدقوني ..
قالت أماني بحزم : لا تتكلمين , ارتاحي دحين إلين يخلص المحلول ..
وبدأت تعدل حجابها وهي تأشر لسامية إنه لازم يتحركون دحين مادام جوا أهلها , سلمت على نجلاء وطمنتها وقالت لها على اسم الطبيب اللي شاف حالتها وخرجوا وهم يتمنون لها الشفاء العاجل ..
طالع عبد الكريم في الحرمتين اللي خرجوا وطالع في الممرضات اللي يدخلون ويخرجون وقال : مافي أحد يقولنا على اللي صار ..
خرجت نجلاء وقالت : عبد الكريم ..
جاها عبد الكريم ووقف سامر في مكانه يطالع لهم من البعيد , كان يشوف حركات يدينهم ويسمع همهماتهم من دون مايعرف اش فيه , وشاف أبوه يدخل شويه ويرجع يخرج وهو يزفر قبل ما يكلم وحدة من الممرضات , ~ أنا اش جابني ؟؟ من جد مال أمي داعي , راز بوجهي هنا ~ طالع في ساعته وهمس : أروح مدرستي أبرك ..
وتحرك عشان يسأل أبوه إذا بيطول ولا لا فـ شاف الطبيب واقف عنده ..
: انهيار عصبي مفاجئ مع ارتفاع في ضغط الدم ..
تصنم في مكانه وطالع بصدمة في أبوه وعمته اللي ضربت صدرها وهي تقول ك يا حسرتي على بنتي , انهيااااااااار , من إيه ؟؟
قال الطبيب السعودي الكبير في السن : الحقيقة هي ما رضيت تتكلم واكتفت بكلمة ضغوطات وأنا الصراحة تفاجأت إنه وحده صغيرة زيها ممكن يرتفع عندها الضغط بهالشكل ..
وابتسم وقال : وأنا قلت لها لسه بدري عليها تزعل وهي ماشافت من الدنيا شي ..
دخلت نجلاء بسرعة عندها وقال عبد الكريم : وكيفها دحين يا دكتور ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : الحمد لله بخير , المهم ماتتعرض لأي ضغوطات ثانية , أنا ماتكلمت عند أمها عشان ماتخاف , الضغط كان مرتفع بشكل مخيف , مايهمني ارتفاع الضغط العالي , اللي فجعني إنه ضغطها المنخفض كان عالي وهو عادة ما يرتفع بهالشكل , أنا حاليا أعطيتها حبة تحت اللسان تنظم ضربات قلبها ومحلول وإبرة مهدئة وإن شاء الله خير ..
قطب حواجبه وسأل : ومافي لها علاج ؟؟
ابتسم وقال : لا ما وصفت لها أي علاج لأنها حالة عابرة , لكن لو تكررت هنا يكون لنا كلام ثاني , مالها إلا الراحة ..
وتناول ظرف من الممرضة اللي جات وخرج ورقه منه ووقعها وهو يقول : وهذي ورقة إجازة لبكرة طلبتها لها زميلتها , مع الخميس والجمعة كمان إن شاء الله تكون إرتاحت وتقدر تباشر عملها ..
ورجع الورقة للظرف وناولها لعبد الكريم اللي طالع فيها بصمت قبل ما يزفر وهو يحطها في جيبه وهو يستغفر , التزم سامر الصمت وعقله يدور بملايين الأسئلة , خرج من عمق أفكاره لمن انتبه لنظرات أبوه اللي همس : شوفها يمكن ربي يوفقك بينكم ..
انصعق سامر من اللي قاله وهتف غصب عنها : دحيييييييييين ..
زفر عبد الكريم وهمس : إنسى اللي قلته , إنسى ..
وتحرك للغرفة , زفر سامر وهو يحاول يهدي ضربات قلبه اللي تسارعت بشكل مفاجئ ..
وقف ورا الستارة وناداها , خرجت له نجلاء وهي تقول : هلا ..
همس يسألها : ماقالت اش زعلها ؟؟
هزت راسها وهمست وهي تخرجه برا الغرفة عشان ماتسمعهم وسام : مارضيت تتكلم ولا تفتح فمها بحرف ..
وكملت بقلق : ماعندها غير أنا بخير ومافيني شي و ..
اختنق صوتها فـ ربت عبد الكريم على كتفها وهو يهمس : خلاص يا نجلاء ..
قالت بصوت باكي : خايفه إني أنا السبب ..
طالع فيها بحيرة وهو يقول : إنت ؟؟ ليش ؟؟
مسحت دموعها من تحت غطاها وهي تهمس : شكلها كانت مترددة من ناحية سامر لكن أنا قعدت أزن عليها عشان توافق على خالد فرفضت الاثنين ..
حس بطعنة في قلبه من كلمتها فطالع فيها بعتاب وهو يهمس : خالد مو أحسن من سامر عشان تفضلينه , ما توقعت إنه حتى انت تفكرين بهالتفكير ..
شهقت لمن تذكرت موضوع سامر اللي انتشر وتوقيفه عن التدريس وقالت بصدق : والله ما قصدت , أنا قلت يكون أكبر منها أحسن عشان يكون في تقارب أكثر , خفت إنها توافق عليه وتتعب بعدين من تعليقات الناس لأنه أصغر منها ..
طالع فيها بحيرة وقال : الاثنين أصغر منها ..
سكتت وهي تطالع فيه فقال : خالد أصغر منها وسامر كمان أصغر منها ..
قالت وهي تهز راسها : لا خالد جا قبلها بسبع شهور , جا شهر خمسة ..
ابتسم وقال : هذي خلود , خلود اللي جات قبل وسام وخالد بعدها بسنتين ..
شهقت وقالت : إي والله صــــح , أنا كيف نسييييييييييت ؟؟
هز عبد الكريم راسه وقال بعتاب : نسيتي و شوشتي وسام كمان , شكلها يوم شافت إنك إنت أمها واللي تعرفينها وتعرفين وضعها فضلت خالد على سامر لأنه أكبر خافت توافق على سامر و ..
سكت لمن غطت وجهها بيدينها وهي تصيح وتقول : والله ما قصدت , خفت عليها , ماكنت أبغاها تندم على شي سوته , ماكنت أبغاها تقول إحنا جبرناها عشان وضعها ..
ضمها بحنان وطبطب على ظهرها وهو يقول : فاهم , والله فاهم , شكلنا الاثنين ضغطنا عليها ..
ولف على سامر لقيه مستند على الجدر وهو غارق في التفكير , زفر وقال : الأفضل إننا نسيبهم في حالهم , اللي يقدمه ربي فيه الخير ..
وبعد نجلاء وقال : إذا تقدم لها عريس وشفت إنه رغبان فيها وكفو بأكلمه في الموضوع و إن وافق الحمد لله وإن راح خيرة من رب العالمين ..
هزت نجلاء راسها وهي تقول : كذا أحسن , لأنها مهي على بعضها الأيام الأخيرة ..
وتحركت للغرفة , شافتها جالسة والممرضة تنزع الإبرة من ذراعها وتحط لها لصقة , ابتسمت وقالت : ها حبيبتي كيفك دحين ؟؟
أجبرت نفسها جبر و ابتسمت وهي تقول بصوت حاولت تخليه طبيعي : الحمد لله , إن شاء الله أحسن ..
ساعدتها في لبس العباية وشالت شنطتها اللي أعطتها لها سامية , قالت وسام وهي تتناول الشنطة منها : أمي ما يحتاج ..
قالت نجلاء وهي تقبض على يد الشنطة : إلا يحتاج ..
ومسكت يدها باليد الثانية , لمن حست بأصابيعها الباردة طالعت فيها بألم , ابتسمت وسام وضغطت على يدها وهي تقول : الله يا أمي , يدك دافيه ..
تغطت نجلاء وخرجت وهي تقاوم دموعها , تحرك سامر بسرعة أول ما شاف سوادين قدامه , رصت وسام بلا شعور يد أمها وهي تغمض عيونها , قالت نجلاء : وسام فيك شي ؟؟؟
هزت وسام راسها بلا وتحركت وهي تثبت عيونها على الأرض , كانت ترد على عبد الكريم اللي مشي جنب نجلاء وتشكره على مبادرته الطيبة , ركبوا السيارة ورجعوا للعمارة , أول ما طلعت درجات العمارة عصفت بها الذكرى , تماسكت وطلعت وسابت أمها اللي كانت تحاول في عبد الكريم إنه يطلع معاها , رفض عبد الكريم بلطف ورجع للسيارة بعد ما وصاها إنها تخبر وسام على اللي قالوه وإنها تعتذر منها على لسانه لأنه ضغط عليها بشكل غير مباشر بمبادرته اللي حاول بها يلقى حل لمشكلتها , بعد لحظة صمت في السيارة لف سامر بعزم لأبوه وقال : أبويه ..
لمن لف عليه أبوه حس بعزمه يتلاشى فهمس : لا ولا شي , نأجل الموضوع أحسن ..
: تكلم , قول ..
طالع في الطريق وقال : رحت لخلود وتكلمت معاها على الموضوع ..
لف عليه أبوه باستنكار وهو يقول : طلبت منك يكون سررررررر ..
قال : أنا كنت أحتاج نصيحة , رأي وبما إنه خلود أختي وكتومة وهي أكبر من زوجها بثلاث سنين قلت أسألها , يقولون اسأل مجربا ولا تسأل حكيما ..
زفر عبد الكريم ولف يطالع من القزاز وهو يقول : و ..
صمت طويل ساد ماحاول يعكره عبد الكريم قبل ما يسمعه يقول بثبات : أشوفها نظرة شرعية وإن شاء الله ربي يقدم اللي فيه الخير ..
لف عليه عبد الكريم وهو يحس بالسعادة تملأ قلبه لكنه كتمها وهو يسأل بثبات : كلامك هذا مو بسبب اللي سمعته اليوم ؟؟
ابتسم وهو يوقف عند المحطة ويأشر للعامل إنه يعبيه بالكامل ولف على أبوه وقال بثقة : لا مو عشان اليوم , أنا مكلم خلود من يوم السبت لكني كنت متردد أكلمك قبل ما انتهي من مشكلة المدرسة ..
قال عبد الكريم بفرح : خلاص أخليك تشوفها ..
ولمن تذكر قال : بس تشوفها بدون ماتدري هي لأنه في موضوع ثاني لازم نتكلم فيه بعد ماتشوفها وتتأكد إنك تبغاها ..
قطب حواجبه وقال : موضوع ..
زفر عبد الكريم وقال : الموضوع اللي قلت لك إني أحتفظ به لنفسي ..
طالع فيه سامر بتوتر وهو يتساءل بداخله اش ممكن يكون هالموضوع ..



**************************


بعد العصر في جدة :

: إخص عليك يا حسين , كدا تضرب أختك الصغيرة , يلا أولها آسف ..
خرج عمر من عمق ذكرياته و شاف طفل السادسة يعقد يدينه ورى ظهره وهو يقول بصوت مخنوق لطفلة الرابعة : أنا آسف ..
ابتسمت الطفلة ذات الشعر الأجعد وقالت ببراءة وهي تمد لعبتها له : نلعب بيها سوا يا حسين , إي رأيك ؟؟ ..
رفع الأب عيونه عنهم وابتسم لعمر اللي كان يراقب المشهد وقال بتحبب : البنات طول عمرهم حنينين ..
بادله عمر الابتسام وقال : الله يحفظهم لك ويصلحهم ..
ولف عن المنظر وطالع في أزهار الواقفة عند طاولة محل الهدايا تراقب تغليف الهدية اللي ساعدته على اختيارها عشان تكون هدية زواجه لمنى , وقف جنبها وعدل عبايتها اللي كانت منزلقة شويه عن راسها , التفتت له وهمست : وين كنت ؟؟
قال : هنا وهناك , ألف في المحل ..
ابتسمت بحب وهي تتأمل وجهه , كانت كل قسماته تدل على توتره وخوفه , مدت يدها المغطاة بقفازها ورصت يده بقوة , رص يدها وهو يبتسم , قطع تأملها لوجه أخوها يد قوية مسكت يدها وسحبتها من يده وصاحب اليد يقول : لا والله ..
مسكت ضحكتها وهي تشوف حرج عمر اللي بعد عنهم , لفت على جاسم وهمست : هلا , وين رحت إنت الثاني ..
قال بتريقة : لا تضيعين السالفة , حضرتك ماسكه يده ليش ؟؟
و رص على يدها وقال لعمر بمزح : لو سمحت روح إمسك يد حرمتك , حرمتي لا ..
دقته باعتراض وهي تشوف وجه عمر المتلون من الخجل , ضحك وقال : اثنين أحب أفشلهم في هالحياة , العنود وأخوك ..
همست : جسوم حرام عليك ..
لف عليها وقال وهو يحرك حواجبه : لا تحرمين من عندك ..
دفع عمر سعر التغليف وشال الكيس وتقدمهم , قالت أزهار وهي تأشر على الكافتريا : أبغى ورق عنب ..
بلا مقدمات ضحك عمر من قلبه وشاركه جاسم الضحك , غطى عمر فمه بسرعة وهو يحمحم لمن التفتوا الناس على ضحكتهم المفاجئة , همست أزهار : الله يفشلكم تضحكون ليه ؟؟
قال عمر وهو ماسك ضحكه : جاسم أول مادخلنا السوق قال أتحداك نخرج من السوق من دون ماتطلب أزهار أي أكل ..
نقلت بصرها بينهم وقالت باستنكار : ماخذينه تريقة ..
ولفت بوزها وتحركت قبلهم , قال عمر وهو يعدل غترته ويتحرك وراها : ياويلي زعلت ..

قال جاسم بلا اهتمام وهو يأشر على محل كواليتي : صدقني , بس أجيب لها آيس كريم فروالة بالبسكوت تنسى أبو الزعل , أصبر و شوف ...
ولمن شاف عمر يطالع فيه باستغراب ابتسم وقال وهو خايف إنه عمر فهمه غلط : ترا ما أقولها تريقة , لا والله , هذا شي يعجبني فيها , مافي أطيب من قلبها ما تزعل من أحد وسهل إرضاءها الحمد لله ..
ابتسم عمر وقال : أنا كنت مستغرب إنك صرت تعرفها أكثر مني وفي هالمدة , قصدي , أنا ماكنت أعرف إنها ... كيف أشرحها ..
ابتسم وقال : فهمت قصدك , لمن تتزوج حتفهم ..
ودخل المحل واشترى الآيس كريم وخرج ولمن شاف توتر عمر قال : بكرة الزواج هااا ..
هز راسه وزفر وهو يقول : الله يسهل ..
قال جاسم بصدق وهو يطالع في أزهار اللي وقفت قدام وحده من الواجهات الزجاجية : ترا الزواج صعب في البداية , صعب جدا , محد فاهم الثاني , تحس برعب من كل تصرف يصدر منها ومنك , ولمن تفكر اش بيصير بعدين تحس الرعب يزيد , وبتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , لكن ..
ابتسم وكمل وهو يلف على عمر اللي كان يسمع بحواجب مقطبة : لو كنت حكيم وصبور و متفائل صدقني بتعدي هذا كله إن شاء الله ..
وزفر وقال : هذا اللي تعلمته من أختك ..
ولمن وصلوا لها لفت عليهم وقالت بغيض : ساعة إلين تجو ...
وقطعت عتابها وهي تطالع في الآيس كريم , ناوله لها جاسم وقال : تفضلي ..
قالت بفرح : ليـــه , شكرا ..
وأخذت الآيس كريم وتحركت لبوابة الخروج , لف عليه جاسم وضحك وهو يقول : شفت ..
قال عمر بحنان : طول عمرها قنوعة , تزعل وترضى بسرعة ..
وخرجوا من السوق وتوجهوا لشقتهم , كان عمر منحرج منهم لأنهم من أول يوم العيد وهم حالفين عليه ينام عندهم عشان ما ينام في البيت قبل العروسة , لمن وصلوا الشقة قال جاسم : بعد إذنكم أستأذن ..
ابتسم عمر وقال : مباراة الإتحاد والهلال ..
رفع جاسم حواجبه وقال : عجيييييييييييييب والله , الإمام عارف المباريات ..
ضحك عمر وقال : مابقي أحد ما تكلم عن هالمبارة المنتظرة , حتى العيال الصغار في السوق سمعتهم يحللون قبل المباراة ..
قال برجاء : إدعي يفوز الإتحاد عشان نكسر خشم الهلالية وعلى أرضهم كمان ..
ابتسم عمر وقال : لو بأدعي للإتحاد عشان ما تجوون منكدين من الهزيمة بكرة ..
قال جاسم : لا تقوووول ترى الملافظ سعد ..
ضحك عمر وقال : الله يوفقك الجميع وخاصة الإتحاد , رضيت ؟؟
ابتسم جاسم وأشر على راسه بتحية وهو يرجع لسيارته عشان يلحق على المباراة اللي بيتفرجها عند عبد الإله ..
قالت وهي تطلع للشقة معاه : تصدق , أحمد ربي إنه جاسم مو من النوع المتعصب مرة للمباريات , قصدي صح يزعل على الخسارة ويفرح للفوز لكن مو من النوع المجنون زي بندر ومعاذ أخوان مشاعل , يووووووو إذا خسر الإتحاد يحطون حرتهم في مشاعل وأخواتها ..
ولمن دخلوا الشقة سألها : كيفها مشاعل دحين ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تنزع قفازاتها : الحمد لله , رحت عايدتها وكانت أحسن بكثير من أي وقت مضى , لاهية مابين مدرستها اللي جابت لها الجنان وبين البيت وأخوانها ..
طالع في الكيس اللي معاه وهو يفكر كيف حيقدم الهدية لمنى , لمن لفت وشافته مسرح ضحكت وقالت : عمووووور ..
رفع راسه لها و قالت : تعال أبغى أقولك اش تسوي بكرة في الفرح ..
ابتسم بحرج وقال وهو يترحك لغرفة التلفزيون : مايحتاج ..
لحقته وهي تضحك وتقول : تعااااااااااال , وين رايح ؟؟ هذا كله خجل ...



************************



يوم الأربعاء 10 / 10 / 1427هـ :
قبل صلاة الظهر :

شهق بقوة وفتح عيونه على اتساعها , طالع برعب في الغرفة و أخذ يتنفس بحدة , اسم حسين خلاه يحلم بأحلام فرح إنه تخلص منها فترة من الزمن , انتفض لمن انفتح الباب ودخلت منه أزهار وهي تقول : يا عريييييييييييييييييييس , أوو صاحي ..
زفر وهو ينتبه لكنبة غرفة التلفزيون اللي نايم عليها وتذكر إنه نايم في بيت جاسم وأزهار , تقدمت له وضمته من وراه وسلمت على راسه وهي تقول : اليوم زواجك يا عريس ..
ابتسم وقال وهو يمسح عرقه : الله يسهل ..
قدمت أزهار راسها وطالعت فيه بحيرة وهي تقول : عمور ..
مد يده وشد شعرها بخفة يبعدها عنه وهو يقول : خنقتيني ..
حكت شعرها وهي تقول باستنكار : آآآآآآآآآآآآآآآي , عورتني ..
ولفت للباب وقالت بصوت عالي : جسوووووووووووووووووم , تعال شوف عمور شد شعري وأزم النونووووووووووو ..
حط يدينه على جانبي راسه وهو يقول : الله يعيييييييييينك يا جاسم ..
ضربته بخشونة على ذراعه وهي تقول : ولد , اش قصدك ؟؟
لف عليها وقال باستنكار : بنت تراك صايرة دفشة , أحد يضرب أخوه يوم عرسه كذا ..
ضربته مرة ومرتين وهي تقول بغيض : حرة , حرة , حرة ...
ضحك وقال : عقلك صار في شي ولا ..
وسكت لمن شاف نظراتها , قال بخوف وهو يلتفت لها : أزهار ..
رصت شفايفها اللي بدأت ترتجف وهي تقول : بتتزوج وتنساني عشان كذا خليني آخذ راحتي اليوم ..
ابتسم وسأل بلطف : زهرة ليش تقولين هالكلام ؟؟
بلعت ريقها عشان تخفي غصتها وقالت : الرجال إذا تزوج ينسى أهله موعشانه ما يحبهم لكنه يلتهي بأشغاله وزوجته , هذا شي معروف ..
قال بحنان : ما أشوف جاسم نسي أهله ..
فركت يدينها ونزلت راسها وهي تهمس : هذا لأني وراه , والله لو ما أقوله أمك وأبوك , لك يومين مارحت لهم و غيره كان يمر عليه أيام ما يسأل فيهم , مو من تقصير لكن من انشغال ..
ورجعت طالعت فيه وقالت : ترا ما أقصد إنه منى مابتوصيك فيني لكن ..
ابتسم أكثر وقال : أزهار إنت في قلبي , والله لو مليون حرمة ماتنسيني إياك ..
غطت وجهها وهي تصيح من قلبها , كانت تعرف تأثير الحرمة على الرجال , خاصة الزوجة , تعرف إنها ممكن تغيره 180 درجة , كانت خايفة , غصب عنها كانت تحس بخوف فقده وهو حي , قال بهمس : أزهار إنتي أهلي كلهم , مالي غيرك وين أنساك , يلا عاد تصيحين يوم زواجي ..
زاد صياحها رغم كل محاولاتها إنها تمسك نفسها , زفر وضمها وهو يقول : خلاص لا تصيحين ترا إلا دموعك ما أحبها ..
لفت يدينها حولينه وضمته بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عمر لا تنساني , الله يخلييييييك , لا تنساني , عمر مالي غيرك , عمر الله يخلييييييييييك ~ كانت تحس إنها أنانية برجاءها هذا لأنها هي تزوجت وسابته لكنها ما نسيته , مامر عليها يوم من دون ماتدق عليه وتسأله عن حاله , تزوره وتطبخ له , لكن خوفها كان من معرفتها للرجال هم بطبيعتهم مو زي المرأة اللي عواطفها أكبر بكثير ..
رفع عمر راسه وطالع بحيرة في جاسم اللي كان يتأملهم وهو مستند على الباب ..


**************************


.....................يتبع ..





 

رد مع اقتباس
قديم 08-21-2020, 06:13 PM   #69
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بعد العصر في الرياض :
في شقة نجلاء :

ابتسمت وسام لسحر وقالت وهي تشم الورود : يالله كيف ريحتها تجنن ..
وهمست بامتنان : مشكورة ياقلبي ماكان لازم تتعبين نفسك ..
هزت سحر أكتافها وقالت : لا تعب ولا حاجة , تعبك راحة ياختي ..
زفرت وسام بداخلها وهي تتأمل سحر اللي ضحكت على شي قالته نجلاء لهيام وهي تضربها بخفة , أمس جوا لها بعض المعلمات في البيت بعد المغرب وهم محملين بهالدايا , وجوا أخواتها بعد العشا بأطفالهم , واليوم سحر وسمر و ...... أريام , طالعت في أريام بشكر عميق على لطفها , الكل كان خايف ومهتم فيها , ولأول مرة تحس بإنها مهمة , خاصة بعد البرود اللي صار من حركة عاليه أم سطام اللي رجعت البيت بعد ما راح سلطان لأبوها وكلمه بالنيابة عن ولده , لكنها بالرغم من هذا كله كانت تحس بتعب وفتور غريب , كإنها عافت كل شي حولينها , خاصة بعد ما كلمتها أمها على اللي قرره عبد الكريم , بكت بداخلها مليون مرة لكنها ما أظهرت شي , كانت متألمة من كل شي حولها , حتى نجلاء اللي خبت عنها إنها انطعنت منها لمن فضلت خالد وبينت لها إنه صعب تاخذ واحد أصغر منها , طالعت في سحر وسمر وهي تحس بضحكه سخريه بداخلها للحظة البسيطة اللي فكرت فيها إنه توافق على سامر ..
كانت سحر تتكلم بحماس إنه اليوم زواج واحد يقرب لمرة أخوهم اللي سمعت عنها وإنها كانت من ضحايا العبارة , وبلا تفكير انسدحت على السرير و أعطتهم ظهرها , قالت أمها بصدمة : وسااام ..
قالت سحر بضحكه : خليها يا عمه يمكن تعبانه وماقدرت تقاوم ..
غمضت وسام عيونها وهي تحضن الورود الي أهدتها لها وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآسفة , سامحونيييييييييييييييييي ~ ..
وسمعتهم وهم يقومون ويخرجون من الغرفة قبل ما ينطفأ النور , هنا سمحت لدموعها بالانهمار ...





***************************


بعد صلاة العشاء :
في قسم الرجال :

: بيتزوج , بيتزوج , بيتزوج ..
لف عبد الإله على حسان وقال : قول ماشاء الله عن تطق الرجال عين ..
قال حسان : ماشاء الله , الله يبارك له ويسعده , أنا ماني عيان سيد عبد الإله ..
تنهد وقال وهو يطالع في عمر المبتسم : أنا أغبطك مو أحسدك ..
زفر عبد الرزاق اللي نزل من المنامة اليوم صباحا عشان يحضر الزواج وقال : لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , ياخي تزوج وفكنا , صدعت روسنا بالزواج , أنا من عندي أقولك خذ أختي وفكنا من الصدعة ..
لف عليه حسان وقال بحماس : والله ؟؟
وحط يده تحت دقنه بتفكير وقال : إمممممممم , والله فكرة ..
ولف عليهم وقال : مادمنا مملكين خلاص , آخذها ونروح شهر العسل وإنتم براحتكم جهزوا للجواز وغيره , لا رجعنا نزفها في اليوم اللي حددتوه وخلصنا ..
طالعوا فيه وتبادلوا النظرات فيما بينهم وزفر جاسم وقال : لاااااا , الصراحة , حالتك مستعصية ..
قال حسان بعصبية وهو يأشر على مكان الرصاصة : يا خليقة شفت الموت بعيوني وحييت ولسه ما تزوجت ..
انفجروا بالضحك و عمر يقول من وسط ضحكه : كل تأخيرة فيها خيرة , الله يقدم لك اللي فيه الخير يا حسان , وإن شاء الله ماتسمع إلا اللي يسرك ..
ضحك عبد الرزاق وقال بتريقة : أقول لا تدعي رجاء , أمس دعيت للاتحاد وخسرنا خسارة مهي متوقعة والكأس صارت للناعمين حقين نيفيا ..
ضحكوا كلهم وعمر يقول بحدة : عبد الرزااااااق , لا تطير و لاتستهزئ ..
زفر حسان وقال بعصبية وهو مو سامع شي منهم : متى يعني بأتزوج , يوم أصارخ وسط الناس زوجونييييييييييييييي ...
قال أحمد ولد جلال : هذاك قاعد تصارخ ...
وسكته جاسم وهو يقول : هي لا تفضحنا اللي يفضح العدو ..
: خلاص , حددناه 12/4 إن شاء الله ..
التفتوا لصالح اللي تابع بابتسامة : زواجك إن شاء الله يوم الأربعاء 12 / 4 السنة الجديدة ..
فرد حسان يدينه يحسب رفع راسه وقال بصدمة : 6 أشهر , ليييييييه ؟؟ حليب طويل الأجل هو ..
ضحكوا على تشبيهه وزاد ضحكهم لمن قال علي بمزح : إحمد ربك لا تخلينا نخليه
مدة صلاحيته سنتين ..
قال حسان بسرعة : لاااااا , حليب طويل الأجل أرحم ..
وزفر وقال : ما يجي قبل ..
طالع فيه أبوه وقال بصدمة : حسان الله يهديك اثقل ..
تحرك وجلس على أطراف رجوله قدام أبوه وخاله وهو يقول برجاء : خلوها بداية السنة في محرم , واللي يرحم أهلكم تراني مليت , والله مليت ..
قال صالح : القاعة محجوزة إلين شهر أربعة ..
قال باستنكار : بسسسسسسسسسس , هذا السبب , القاعات في جدة كثر الهم على القلب , ولا وحده فيهم فاضية في محرم , ياناس مستعد أرمي العمامة عند رجول واحد من اللي حاجزين ويبادلني يومه , بس إنتم أعطوني الضوء الأخضر ...
ضحك أبوه وقال صالح وهو يطبطب على كتفه : إنت خلقه إشارتك خضراء على طول لو أعطيناك إياها بتسوي حوادث , إركد مكانك وارضى بشهر أربعة أحسن لك ...
قطب ورجع قال : 6 شهووووووور , تعذيب ..
أحمد اللي كان يراقب المشهد كان عارف إنهم مأخرينه احترام لمشاعرهم قال وهو حاس بحسان : صالح , علي , اتقوا الله ذليتوا الولد , حسان , لو تبغاها الليلة جاتك ..
لف على خاله وقال بعدم تصديق : والله ..
ضربه أبوه وهو يقول : هيييييي إركد , إنت ما حسبت , وقوم الناس تطالع ..
قام وهو يعدل وضع ثوبه و غترته وهو يتمتم بغيض , قال أحمد بحزم : دام هو يبغى زواجه في محرم يكون في محرم , وإذا مافي في القاعة اللي تبغونها , ما عندنا إشكال دوروا قاعة ثانية لو أرخص ..
قال علي بسرعة وهو يتذكر الملايين اللي ما لمسها في حسابه في البنك : هي مهي حكاية فلوس ..
ابتسم أحمد وقال : عارف , بس أبغى أضغط عليكم ..
قال صالح باستسلام : مادام أبو العروسة قال محرم , محرم ..
ولف على علي وهو يقول بهدوء : اش رايك في ثاني خميس في محرم ؟؟
قال علي وهو يفكر : يوافق 13 أو 14 , لا لا بيكون في عز الإمتحانات النهائية ..
زفر صالح وقال : خلاص نخليه ثالث خميس ..
قال أحمد وهو يشوف حسان يلتفت كل شوي للمتحدث يراقب نهاية الموضوع : ليه ما نخليه الخميس الأول ؟؟..
قال صالح : في زواج ولد راجح ..
هز علي راسه وقال : زواج ولد راجح في ثالث خميس ..
ابتسم أحمد وقال : يعني خلاص نشوف أول خميس ..
قال علي : توكلنا على الله بيكون التاريخ وقتها ..
قاطع حسان اللي كان يتابع محادثتهم بأعصاب مشدودة : مو مهم التاريخ , يعني إن شاء الله محرم ..
ابتسم علي وقال : إن شاء الله ..
صرخوا الشباب بحماس و تلثم عبد الإله بشماغه وغطرف له , قال عبد الرزاق وهو يدق عمر : ياخي كان دعيت من زمان عشان يتزوج ويفكنا ..
طالع فيه عمر وقال بسخرية : لا والله ...
ضحك عبد الرزاق و طالع عمر بحيرة في حسان الساكت , دقه جاسم وهو يقول : حسان , اش فيك ؟؟
لف عليه حسان وانتبه إن الكل يطالع فيه , هز أكتافه وهو يقول بصراحة : ماني مصدق , ودي أسوي شي بس ماني عارف اش هو , أحس حيلي فتران ..
انفجروا بالضحك وقام علي وضمه وهو يضحك من قلبه ..
طالع فيهم عمر وهو ممتن لهم من الأعماق حضورهم , هذي حلاة القبيلة , رغم يتمه إلا إن الكل حولينه , حتى أمير القبيلة جا جوازه اللي حلف عليه أحمد إنه يدفع حقه وحق ذبايح العشا ...


***************************

في قسم النساء :

: ماشششششاااااااء الله , هذولي كللللللللللللهم جايين لك يا أزهار ..
دقتها أزهار وهي تقول : قولي ماشاء الله تنقصين حبايبي ..
ضحكت ريم وقالت : صراحة شكلك رزة وإنتي قاعدة عند الباب في وجه الإستقبال , من جد أم عريس ..
ابتسمت أزهار بزهو وهي تمسد شعرها اللي رفعت نصه بشكل ناعم وثبتت فيه طوق كريستال و تركت الباقي طليق بنعومه وأطرافه ملفوفه وقالت بمزح : مسكوره ..
جات الهنوف وسألت : فين العنود وسفانة ؟؟ ...
هزت ريم أكتافها وقالت : ما أدري ..
تحركت تدور عليهم , قالت أزهار بحب : الله لا يحرمني منكم , ما أتخيل اش كنت حأسوي من دونكم ..
ابتسمت ريم وقالت : هذا أقل شي يا قلبي , الناس لبعضها , بعدين إحنا قلنالك , كلللللللللنا أخوات عمر ..
طلعت الهنوف لغرفة أهل العريس وهي تقول : هذي وينها ..
ولمن قربت من الباب المردود تصنمت وهي تسمع سفانة تقول : عنود قلبي خلاص , يا حبيبتي خلاص ..
: مو .. مو ... بيـ .. بيدي ...
طالعت من الباب ومسكت شهقتها لمن شافت العنود جالسة على الكرسي , رجولها تنتفض بشكل واضح رغم الفستان الواسع , وفمها يصطك من قوة النفضة , قبضت سفانة على يدينها وهي تقول : اش فيك ؟؟ إنتي أقوى من كذا ..
ومدت يدها وحطتها تحت دقن العنود ورصته بقوة وهي تقول : يا قلبي خلاص ..
ورغم إنها راصه فكها بقوة إلا إنه كان ينتفض , قالت بمزح : تبغيني أجلس فوقك عشان أخفف نفضة رجولك ..
ابتسمت العنود وفكها يرتجف بقوة وهي تقول : ما .. ماني .. بر .. بردانه .. بس .. جسمي .. كلـ ... كله ..
قالت سفانة وهي ترص على ركبها بقوة : عارفه , كله ينتفض , تراك عدتي هالجملة ثلاث مرات إلى الآن ..
غمضت العنود عيونها وسحبت أنفاس عميقة وهي تحاول تهدي نفسها , دخلت الهنوف وهمست بخوف : اش فيه ؟؟
لفت عليها سفانة وقالت بتوتر : من دخلت القاعة وهي مهي على بعضها ولمن جيتها لقيتها على هالحالة ..
جلست الهنوف جنبها وضمتها وهي تقول : عنود حبيبي حتى أنا من دخلت وأنا أحس نفسي واقفة على طرف هاوية , أقل حركة من هنا ولا من هنا بترميني من فوق , بس قلبي يهدأ لمن أقعد أقول لنفسي مو شرط اللي صار في فرح البندري يتكرر هنا , لازم نمشي , لازم نسوي . لازم ولازم , أشغل عقلي عشان ما أتذكر وما أفكر ولا أسترجع أي ذكرى , سوي زيي ..
غمضت العنود عيونها بقوة وهي تسحب أنفاس عميقة , دلكت سفانة يدينها البارده وقالت : يلا يا عمري , يلا عشان أزهار , شوفيها ماشاء الله عليها كيف صابرة , يلا يا قلبي قومي ...
بدأت رجفتها تخف شويه شويه فهمست وهي تحس براحة من توقف صوت أسنانها المزعج : شويه وألحقكم , تحركوا لا تلاحظ أزهار غيابنا ..
خرجوا بعد ما تأكدوا من إن الرجفة وقفت تماما , أول ما صكت الهنوف الباب انسابت دموعها , شهقت سفانة وسحبتها بسرعة وهي تقول : هنووووووووف , دوبك اش تقوليييييييييين ؟؟
مسحت دموعها وقالت بثبات : يلا ننزل لأزهار ..
ابتسمت سفانة وقالت : سبحان الله المصايب إذا ما قتلتك تقويك , مين كان يتخيل إنه هذي هنوف ..
أول ماتمالكت العنود أعصابها ونزلت شافت الكل هادي رغم أصوات الطيران اللي شايله القاعة شيل إلا إنه ما كإنهم في فرح , صح القاعة كانت مليانة , أهل أصحاب عامر وعمر , الجارات وبناتهم , حريم رجال الحي وغيره من الحريم باضافة لأهل العروسة إلا إن الجو كان خانق و ما في تفاعل , قالت الدقاقه بعد ما خلصت أغنيتها : صفقة يا جماعة , نايمين ..
وبدأت تغني : وادان واا دااااااانــه ..
ابتسمت العنود وقالت : من جد نايمين ..
وسحبت أزهار اللي ناولت شنطتها لريم وهي تقول : على وين , عنيد ...
تحركت العنود لدرج الكوشة وفكت حبال صندلها , شهقت أزهار وقالت : بنت ما أعرف أرقص قدام الناس ...
سحبتها وتقدمت في الكوشة وبدأت ترقص وهي ماسكة يد أزهار وهي تبتسم لها , تعالت وقتها صفقة الحريم والغطاريف , ضحكت أزهار بحرج وهي تقول : الله يقطع شرك , أظن الكل يضحك على رقصي ..
قالت العنود بابتسامة : لا , حلو لا تخافين , إنت بس هزي وتمايلي ويصير أفنن رقص ..
ضحكت أزهار وقالت : حلو أفنن ..
وطالعت فيها بامتنان وكملت بهمس : شكرا ..
ابتسمت العنود وقالت : على إيه , مو قلنا عمر أخونا كلنا ..
حست أزهار بالتعب فقالت : خلاص تراني تعبت , رجولي يبست ..
تحركوا نازلين , وتفاجأوا لمن بدأوا الحريم يرقصون , ضحكت سفانة وقالت وهي تعدل لأزهار صندلها عشان ما تدنق : شكلهم كانوا يستنون أحد يستفتح الكوشة ..
قالت أزهار بضحكه : سفانة لا صرت في التاسع أخليك تعدلين لي الصندل عشان ما أقدر أدنق مو دحين ..
قالت خولة : أنا قلت لها , مو زين الحركة الكثيرة والتدنيق , لا تنسين إنك حامل ..
كانت فعلا ممتنة حضورهم وعاذرة هدى ونورة اللي رفضوا الحضور بألطف طريق ممكنة , كان يكفيها البنات وخولة وبناتها , وهي نازلة ابتسمت لمن شافتها واقفة قرب الباب , متألقه بثوبها الأسود الحرير الطويل الملفوف بنعومة على جسمها و اللي يحيط به حزام فضي مطعم بالكريستال من تحت الصدر , قالت بفرح : مشااااااااااااااااعل ..
وانطلقت لها وضمتها بقوة وهي تهتف : هلا والله , يا حيا الله من جا ..
قالت مشاعل وهي تسحب شالها اللي بدأ ينزاح عن كتفها : زهره , فضحتيني , شالي بيطيح , زهره ..
وسكتت لمن حست بأنفاس أزهار تتهدج , ابتسمت وقالت بحزم : أم العريس ما تصيح , أم العروسة بس اللي تصيح ...
ضحكت من قلبها وراحت الصيحة اللي حستها تحاربها وهي تقول : الله يقطع سواليفك ..
وتبادلوا السلام , قالت العنود وهي تلف بوزها : على إيه هالترحيب كله ..
دقتها الهنوف وهي تهمس : بنت بلا غيرة مال أمها داعي ..
سلمت أزهار على أم مشاعل وهاله ومرة أخوهم وهي تهلي وترحب , وسلموا عليهم البنات وهم يرحبون فيهم , شوية جات أم صلاح وهي تقول : أزهار , في حرمة تسأل عنك ..
تحركت أزهار معاها وأول ماشافتها تصنمت , كانت تشبهه لحد كبير , ابتسمت الحرمة وقالت بصوت رخيم : إنت أزهار ؟؟
سلمت عليها أزهار وهي تقول : هلا فيك , سامحيني ما عرفتك بس شبهت عليك ..
ضحكت وقالت : ترا تحطميني لمن تقولين إنك شبهتي علي لأنك ما تعرفين إلا أخويه ..
شهقت أزهار وقالت : لا تقولين أخت الدكتور مطلق ..
ضحكت وهي تهز راسها بإيوه وهي تقول : هو ماغيره , اسمي منار , تراني أموت قهر لمن يشبهوني برجال ..
ضحكت أزهار و رحبت فيها أكثر و قالت بحرج : سامحيني بس مررررة تتشابهون ..
قالت بمرح : ما عليك دايم يقولون علي إني النسخة المؤنثة منه ..
وكملت بضحكة : والمصغرة لأني أصغر منه , تعرفينا إحنا الحريم يهمنا حكاية العمر ..

ضحكت أزهار و أشرت لها على الطاولة القريبة من المدخل واللي جلسوا عندها البنات عشان يكونون قريبين من أزهار وقالت : تفضلي , تفضلي , يا حلوات , هذي منار أخت الدكتور مطلق ..
هتفوا بحماس دفع علامات الدهشة على وجه منار , ضحكت أزهار وقالت وهي تفرصع عيونها فيهم : أعذريهم له شعبية كبيرة ..
سلمت عليهم منار وجلست جنب خولة اللي قالت : يا هلا فيك والله , جزاك الله خير , راعين واجب وأخوك ماشاء الله الكل يمدح فيه ..
ومن بين تبادل الأحاديث ابتسمت منار لمن سمعت سمية والخنساء يتكلمون عن الجامعة وسألتهم : ماشاء الله في أي قسم ..
قالوا مع بعض : تغذية ..
وابتسموا , قالت بحنان : بنتي مرام قسم رياضيات , ثاني سنة ..
طالعوا فيها بذهول وقالت الهنوف : ما شاء الله عندك بنت في الجامعة ..
ضحكت بإحراج وقالت : هي بنتي بس مهي بنتي , قصدي ..
وابتسمت وقالت هدوء : بنت زوجي بس عايشة معاي عشان كذا أقول بنتي , أنا عندي اثنين , ولد في الإبتدائي وبنت سنة أولى متوسط ..
قالت خولة بتخرجها من حرجها وهي تأشر للبنات ينزلون بصرهم المحدق فيها : ما شاء الله , الله يحفظهم لك يا رب ..
همست العنود لسفانة : شبه أخوها مررررة ..
لفت عليها سفانة وسألتها باستنكار : وإنت حضرتك متى شفتي أخوها يا أم عيون طويلة ..
قالت بدفاع : يوو لمن كنت أروح المستشفى مع أزهار كنت أشوفه أحيانا ومرة شفته من طاقة بيتـ ...
وسكتت لمن تذكرت ذاك الموقف السخيف اللي تعرضت له , يكون عدنان شافها ذيك المرة ~ لا , لا , قفلت الستارة بسرعة , وييييييي لا يكون وقتها كان يحسبني الصايعة اللي تلاحقه ولا ...~ شهقت بداخلها وعزمت إنها تسأله متى ما سنحت لها الفرصة بطريقة غير مباشرة عن ذيك المرة ..
: وين رحتي يالخبلة ؟؟
لفت عليها وابتسمت وهي تقول : هنا , يعني وين بأروح ..
وكملت لمن تذكرت هي اش كانت تقول : مرة صابتني طفاقة وفتحت الستارة عشان أشوف من هالغريب اللي جاي لأبويه وطلع عمر ..
قالت سفانة بتعجب : يوم تقولين هالكلام أحسك تتكلمين عن شي صار من سنين ما كإنه من كم شهر ..
زفرت العنود وقالت : فعلا هالسنة أحسها طويــــلة ..
ضحكت سفانة وهي تسمع أطراف من حديث الخنساء وسمية مع هاله أخت مشاعل اللي انشغلت بالحديث عن مدرستها مع خولة : خاصة وهي أول سنة جالسين في البيت بعد التخرج , يعني من جد طويلة وملل ..
ولمن سمعت منار تتكلم عن مطلق مع أم مشاعل دقت العنود بكوعها بخفة وهي تهمس : تتوقعين جايه تسلم على أزهار وتبارك لها بس ولا جايه تدور لأخوها على عروسة , أشوفها تتكلم عنه كثير ..
رجعت لها عنود الدقه وهي تقول بتريقة : هــي , حدك عاد , عيونك لا تطول أكثر , عبود وبس ..
ضربتها سفانة وقالت : تراك ذبحتيني هالأيام , اش عندك ؟؟ الولد متكلم على وحده فكيني منه خلاص ..
رصت العنود فمها وهي تقول بداخلها ~ وييييييييييي لازم أمسك لساني لا أنفضح , عاد ريم محرصة علي ما أطلع الموضوع قبل ما يتكلم عمي في الموضوع , واااااااااااااي والله تعذييييييييييييييييب ودي أقولهاااااااااااااا , حرام يا ناس , هذا سلخ وذبح بالبطييييييييييييء ~ مسدت سفانة على شعر الباروكة تتأكد من وضعيتها وهي تهمس : بعدين مافيها شي لو دورنا على رزق , من سبق لبق ..
طالعت فيها بنظرات حادة وهي تقول : إخصصصصص باعت ولد خالها راعي التاكسي على أول رصيف عشان دكتور ..
وقطبت حواجبها وهي تعيد كلامها : دكتور !! ..
ومسدت دقنها بتفكير وهي تهمس : وحليوة كمان !!
ثواني وضربت الطاولة بيدها وقالت بحماس : بيعي أبووووه مو بس بيعيه ..
قهقهت سفانة من قلبها وغطت فمها لمن التفت لها كل من الطاولة وهي تحمحم بحرج , لفت على العنود ولكزتها في خصرها وهي تقولها : متخلفة , مجنونة , إنقلعي عني فضحتيني ..
قالت العنود بتريقة وهي تقوم : ماتبغين شوري , إنتي حرة , أروح أشوف زهرة أبرك من قعدتي عندك ..
زفرت سفانة وقامت لحقتها عشان تدور على الهنوف المختفية ..


***********************


فركت أزهار يدينها بتوتر وهي تطالع في باب غرفة العروسة اللي نادتها أم صلاح لها , دق جوالها , ردت عليه بسرعة لمن شافت اسم الجوهرة , قالت بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ولمن ردت الجوهرة السلام وكملت بتريقة : ما تشوفين إنه المفروض إني أنا اللي أسلم ..
ضحكت أزهار وقالت بتحبب : كيف حالك يا عسل وحال رنوده ؟؟
ردت عليها الجوهرة و قالت بلهجة جافة بعد ما سألتها عن حالها وعن الزواج : اتصلت عشان أبارك لك , مبروك اللي سويته , اللي يبارك لهم يارب ..
أزهار اللي صارت تعرف إنه رمي الكلام بلا حساب واللهجة الباردة المتعالية جزء لا يتجزأ من الجوهرة قالت بحرارة : جزااااك الله خير , والله ما تقصرين يا أم ريناد ..
قالت الجوهرة وهي ترقق لهجتها : المهم , لا تنسين تحطين عوده كل ما خف البخور و مو تنسين الفوفل , باشري به بعد العشاء على طول ..
ابتسمت وقالت : إن شاء الله ..
واستمعت لنصائح الجوهرة اللي ما لها نهاية وهي تقول : إن شاء الله , الله يسعدك , جزاك الله خير , من عيوني ..
ولمن قالت : يلا مع السلامة ..
قالت بلطف وتحبب : جواهر , مشكورة على اتصالك , وأنا عارفه إنك لو كنت هنا ما بتقصرين معايا , جزاك الله خير ..
وصك الجوال بعد ماودعتها وطالعت فيه للحظات وهي تقول بداخلها ~ صدقت الآية , إذا قابلت الإساءة بالإحسان يصير عدوك كأنه ولي حميم , سبحانك يارب تغير ولا تتغير ~ خرجت من أفكارها لمن خرجت بنت خالة منى وقالت بابتسامة : تفضلي , جابت لنا الصداع , نادوا أزهار ..
ابتسمت أزهار ودخلت وهي تسلم , أول ما شافت منى اتسعت ابتسامتها أكثر وهي تقول : بسم الله ما شاء ..
فستانها الأبيض مفتوح فتحة سبرينه مثلثه والصدر مشغول بكريستالات ناعمة يتغير لونها مع أي حركة تصدر منها , شعرها مرفوع بشكل خفيف ومثبت عليه تاج عريض له سلاسل من الجنبين تتحرك بنعومه وطرحتها مثبته من تحت التسريحة , طالعت فيها منى بخوف وقالت وهي تأشر على مكياجها اللي بألوان الغروب تشبه الألوان المنعكسة من كريستالاتها : ثقيييييييييييييل ..
ضحكت أزهار وضمتها بخفه وهي تقول : والله يجنن , بسم الله ماشاء الله ..
وبعدت عنها وقالت : قريتي على نفسك ..
هزت راسها بإيوه وهمست : من جدك حلو !! ولا تجاملين عشاني حرمة أخووووك ..
ضحكت أزهار وقالت : أكلمك كصديقة مو كأخت زوج يالخبله ..
ابتسمت منى براحة وقالت : ريحتيني ..
قالت أم صلاح : لنا ساعة نقولها حلو , حلو , مارضيت تسمع لأحد وأصرت تناديك ..
قالت منى باعتراض وهي تأشر على بنت خالتها : طاحت فيني , مفروض ما تشوفك إلا في الزفة ...
انحرجت بنت خالتها فقالت أزهار بلطف وهي مقدرة إنه محد حيفهم العلاقة اللي بينها وبين منى واللي قويت وزادت في الأيام الأخيرة : لا تلومينها , تبغى تطلع لك طلعة ..
دنقت منى وهمست : تتوقعين عمر ما ينفجع من المكياج الثقيل ..
ضحكت أزهار وقالت بهمس : قلت لك حلو إش فيييييييييك ؟؟
زفرت منى وهمست من بين أسنانها : مو أخوك دايم يقول إنه يحب البساطة ..
قالت أزهار وهي تدقها : إنت عرووووس , إش بساطة ..
ودقتها وهي تقول بتريقة : مو كل شي يقوله تمسكينه بالحرف , ترا أخوي بدوي ما قيد شاف شي عشان كذا يقول هالكلام , إنت علميه ...
ضحكت وقالت : حراااام عليك ..
قالت أزهار بلهجة صادقة : يارب يوفقكم ويخليكم لبعض ..
وتحركت وخرجت تلحق بأم صلاح اللي نازلة عشان تقول للناس يتفضلون للعشا , كانت تحس نفسها تايهة وهي عارفة فين تروح وفيت تجي فكانت أكثر الوقت يا جالسة أو تلحق بأم صلاح اللي تبتسم لها كل شوي وهي تضغط على يدها مشجعة , جات للطاولة وسألت أم مشاعل ومنار وخولة : أكلتم ؟؟
جاوبوها بالإيجاب وأم مشاعل تقول : كثر الله خيركم , جعلها سفرة دايمة يارب ..
شكرتها أزهار وهي تقول بامتنان وهو تطالع للهنوف والعنود : كثر الله خير أبويه أحمد ..
و لفت للكوشة و ابتسمت لمن شافت مشاعل ترقص مع سمية , وصفقت لهم وهي تطالع فيهم بامتنان , رفعت مشاعل راسها وابتسمت لها وهي تأشر بسبابتها بمعنى مرة وحدة بس , ضحكت وقالت وهي تلف على الهنوف : ما تحب ترقص لكن عشاني , الله يسعدها يارب ..
قالت العنود بغيرة وهي ترفع سبابة يمناها وهي تدق صدرها بسبابتها الثانية : أنا كمان , أنا رقصت كمان ولا نسيتي ..
ضربتها ريم وسط ضحكهم و هي تقول : بلا بزرنة , كل ماقلنا شي رفعت إصباعها كإنها في مدرسة وهي تقول أنا و أنا ..
قالت أزهار بضحكة : الله لا يحرمني منك ..
ابتسمت العنود براحة و رجعت جلست بهدوء , قالت خولة : خلاص ارتحتي ..
هزت راسها بإيوه و ضحكت منار وهمست لخولة متسائلة : هي دايم ربشة كذا ..
زفرت خولة وقالت : مطلعة مزرعة نخل في راس خالي المسكين ..
وقالت وهي تأشر على ريم و سفانة اللي عن جنبيها : وترى الثنتين اللي جنبها ما يفرقون عنها في شي إلا إنه خبالهم ما يطلع عند الناس يعني قدام بعض بس ..
انتفضت أزهار لمن رن جوالها ورفعته على طول وهي تقول بلهفة : هلا ..
وصلها صوت أخوها المتلعثم وهو يسلم , ردت السلام وقالت : آآآآمر يا قلبي ..
: يا سلاااااااااااام , تقولين يا قلبي لييييييييييييييه ؟؟
قالت بصدمة : جسوم ..
: سحبت الجوال منه يوم شفته مو قادر يتكلم , أتاريك قاعدة تغازلينه ..
ضحكت وقالت بأذيه : أخويه وأنا حره ..
: لا والله , إحلفي , ماكنت داري إنه أخوك ..
جاوبته بضحكة ثانية فقال : شغلك في البيت , المهم سوي طريق , العريس بيطلع ..
حست خفقات قلبها تزيد فسألت : مين بيطلع معاه ؟؟
قال : أبو العروسة وأخوانها يعني مين بيطلع ..
قالت بسرعة : بأدخل معاهم بالعباية ..
وهمست بعدها بإستئذان : إذا ممكن ؟؟
وصلها صوته يحمل نبرات حانية وهو يقول : ممكن ونص , يلا إلبسي ..
قالت بفرح : شكرا ..
وصكت الجوال وقالت وهي تحاول تضبط انفاسها المتوترة : بيدخل ..
فزوا البنات وقالوا في لحظة وحدة : بنشوفه ..
قالت خولة بحزم : إجلسوا وانثبروا , حلللوة ذي ..
قالت العنود باستنكار : لييييييه ؟؟ هذا عموووووور ..
وقالت سفانة وهي تهز راسها : أخونا عمور لو ماشفناه وهو داخل على عروسه نشوف مين ؟؟
رفعت خولة حواجبها وقالت بسخرية : لااااااااااا , من متى ؟؟ ليه ماقلتولي إنكم راضعين معاه ؟؟
وكملت بحزم : إجلسوا , أصلا لازم ثلاث منكم يوقفون بسلال الفوفل , الناس دحين يطلعون من العشا ..
قالت ريم وهي تأشر على سمية وأسماء والخنساء : هذولي هم , واحد , اثنين , ثلاثة , إحنا بنطلع ..
وتحركوا والعنود تدف أزهار وهي تقول : يلا بسرعة , تحركي ...
زفرت الهنوف وقالت : لا تحاولين ..
وأشرت للبنات الثلاثة وقالت وهي تتحرك طالعة لغرفة أهل العريس : تعالوا عشان تاخذون السلال ..
ابتسمت منار وقالت : خليهم , اش فيها ؟؟
قالت خولة باستنكار : مايجوز , بيقعدون يتأملون الرجال وهو مهو محرم لهم , مو عشان عريس تصير شوفته حلال ..
ضحكت وقالت : إنت ليه متعصبة كذا , أجل لو بينزف ويسلم عليها ويشربها قدام الله وخلقه زي اللي عندنا إش تقولين ..
قالت خولة : أستغفر الله العظيم , الحمد لله على نعمة العقل , الله لا يبلانا , أنا لو أشوف زي كذا ما بأشره على العروسة , أشره على الرجال اللي رضى يسوي هذا كله وهو لوحده وسط حريم لا همه في إختلاط ولا ذنوب ولا غيره , وين رجولته ؟؟ ..
فتحت منار عيونها على اتساعها وقالت : ما توقعتك جافة كذا , الموضع عادي ما يحوج هذا كله ..
ابتسمت خولة وقالت بلطف : مو حكاية عادي وبسيط هي اللي خلتنا نتهاون في كثير من الأمور , بعدين شي يجر شي ..
وحبت تنهي الموضوع فتابعت وهي تأشر على الدقاقة : اش رايك فيها ؟؟ ماشاء الله عليها صوتها ودق اللي معاها مرررة حلو ..
وافقتها منار وقالت : أول مرة أحضر زواج إسلامي , صراحة ما توقعته كذا ..


*********************

طالع عمر بتوتر في أبو صلاح وعياله ورجع طالع في أحمد , ابتسم له أحمد بتشجيع , قال صلاح بضحكه : عمر اش تستنى ؟؟
قال عمر وهو يأشر على جاسم : جاسم ..
وسكت لمن ابتسم جاسم وقال : أهم جووا ..
لف وانصدم لمن شاف عبد الرزاق و حسان و عبد الإله معاهم محمد و أحمد عيال جلال وهم ماسكين طيران , قال حسان وهو يبتسم و يمسح الطار : بـ نزفك ..
وأشر براسه على عبد الرزاق وقال : هو أصر ..
ابتسم عمر لعبد الرزاق اللي بادله الابتسام ورفع الطار وبدأ الدق وهو يقول : عريسنا دخل دخل ..
وتبعوه البقية وهم يكملون : بين الشريعة والنخل ..
ابتسم عمر بامتنان وهو يحس بإحراج من النظرات اللي تصوبت عليه , مسكه أحمد ومشي معاه , كانت ضربات قلبه تنافس الطار في قوتها وهو يشوف أخوان منى يصفقون ومعاهم بقية الشباب اللي وصلوه لحد الباب المخصص للعروسة , قرب من جاسم وهمس وهو يحس ابتسامته مراقبة : أحس ابتسامتي منشيه وأحس شكلي يضحك ..
ضحك جاسم من قلبه وقال بتريقة : ومن قال لك مهي منشية , كإنك منشي أبوها لكن من ناحية شكلك يضحك , لا والله , ماشاء الله عليك ..
وكمل بتشجيع وهو يدقه : ترا أزهار بتدخل معاك , تلقاها تستناك ..
شكره بتوتر و طلع الدرج وهو يحس خفقات قلبه تزيد مع كل خطوة , قال أبو صلاح وهو يأشر له : تفضل يا عريس ..
أول ما دخل الصالة طالع يمين ويسار ورجع دنق وهو يشوف كم وحده واقفة بعبايتها , حمحم بتوتر وهو ينادي : أزها ..
ما خلص كلمته إلا وشاف طرف عباية جنبه فعرف إنها هي , دخل أبو صلاح وعياله , فرفعت غطها , رفع عمر بصره لأزهار وهمس وهو يعدل بشته : خليك جنبي ..
ماقدرت ترد عليه من الغصة اللي حستها زي الحجرة الكبيرة أعلى حلقها , هزت راسها وهي تتأمله بمحبة عميقة , أول مرة تشوفه ببشت سكري , قال بمزح يبغى يخفف توتره وهو يعدل غترته البيضا اللي لبسها بدون عقال: عريس مو ؟؟
هزت راسها وهي تسحب حروفها سحب وهي تقول بصوت حاولت تخليه معتدل : ماشاء الله عليك ..
ومدت يدها ومسحت بخفه على راسه وكتفه وهي تهمس : أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ..
ونفثت وهي تكمل : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ..
ضحك وقال وهو يحس توتره زال بحركتها : كم مرة أقولك مو لازم تمسحين ولا تمسكين , يكفي القراية ..
قالت وهي تدقه : تعودت , اش أسوي , تحرك يلا ..
حمحم ودخل للغرفة اللي أشرت له عليها وهي تغطت ودخلت وراه , كانوا مشغلين شريط زفة في المسجل , أول ما دخل وجا بصره عليها وهي جالسة على الكرسي خفض بصره بسرعة وهو يلف يمينه , قال أبو صلاح بمزح : أزهار بنتي خليك جنبه ..
ضحكوا عياله و مسكت أزهار ضحكتها لمن حمر وجهه وهو يمسك أطراف بشته , تحرك لمنى اللي وقفت بمساعدة أمها اللي أول مرة يشوفها , مد يده بإحراج لها فسلمت عليه عربة وهي تقول : كيف حالك ؟؟ مبروك عليكم , الله يسعدكم ويتمم لكم على خير ..
شكرها بهمس وهو مو قادر يرفع بصره لها , ولمن اشرت له على منى , رفع بصره و تصنم وهو يحس اضطرابه يزيد , كانت قمة في الجمال , قال صلاح بضحكة : منى , خرعتي الولد ...
ضربه أبوه بخفة و همست أزهار وهي تدق عمر : عمور ارفع طرحتها ..
مد يدينه ورفع طرحتها , دنقت منى راسها وهي تحس بإحراج أكثر من إحراجه , ركزت بصرها على مسكتها المعلقة بشريط ساتان أبيض في معصمها اليمين , رفع يده لجبينها وهو يدعي اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه , ولمن انتهى نزل يده وهو مو عارف اش يسوي , أشرت له أزهار يوقف جنبها , وقف وهو يبتسم بتوتر , تقدم أبو صلاح وبدأ يسلم على بنته ويوصيها على عمر ويوصي عمر عليها , ولمن جاب كمال صينية مزينة بنفس بورود وشرايط نفس ألوان الورود اللي في مسكة منى , طالع بتوتر في صلاح اللي تناول من أمه كاميرا الفيديو وشغلها , ابتسم صلاح وقال : بعد إذنك يا عمر , جدتي ما قدرت تجي الفرح ونبغى نصوركم ..
ابتسم عمر وقال بهدوء : كاميرا الفيديو عادي , بس ينمسح الشريط على طول ومحد يحتفظ فيه ..
أشر صلاح على عيونه وقال وهو يرفع الكاميرا : طيب أعطينا نظرة حلوة ..
ابتسم بإحراج ولف على الصينية , وشاف أزهار تأشر له إنه يشربها , ضحك بداخله عليها , أمس جلست تشرح له الخطوات اللي يسويها وكيف يدخل ويرفع طرحتها ويقرأ الدعاء ويوقف جنبها , هذا كله شرحته له لكن مع التوتر طارت كلها من عقله , الكاسة هذي ما جابت سيرتها , ما كان يحبذ هالأمور لكنه مد يده وسحب الكاسة ولف على منى المدنقة , حمحم وقال بهمس وهو يشوف الكاسة تهتز من رجفة يده : يستحسن إننا نشرب بسرعة قبل ما أخرب فستانك ..
غطت فمها تمنع ضحكتها ورفعت راسها , شافت الكاسة تهتز بشكل واضح , مدت يدها بسرعة وسندت الكاسة من طرفها وشربت شويه وهي منحرجة من نظراتهم المنصبة عليهم , بعد الكاسة وهو يزفر بداخله براحة لانتهاء التعذيب , قال كمال وهو يناولها الكاسة : دورك يا منى , بس مو تفشلينا وتكبينه على ثوب المرس , ترى يطلقك ..
ابتسم عمر ورفع بصره لها شافها مقطبة وهي تطالع في كمال بغيض كمل ما تلف عليه بإحراج , لمن شاف أثر شفايفها الخفيف على الكاسة مد يده و لف الكاسه وهي في يدها وشرب من نفس مكانها , خفضت منى بصرها عنه وحست أزهار بالإحراج من حركته رغم إنها كانت متوقعتها , صرخوا أخوانها بحماس خلى عمر يلف وجهه وهو يعدل غترته وهو يحمحم , قال أبوهم : بس إنت وإياه , ذبحتوا الولد ..
قال كمال أصغر أخوانها : أمووووووووت أنا يارومنسي , ماتوقعت هالحركة منك يالمطوع ..
دقه أبوه وهو يقوله : ولد اش هالكلام , ما تعرف إن هذي حركة إقتداء بالرسول ..
فتح عيونه على اتساعها وقال بعدم تصديق : بالله !! صراحة أول مرة أدري ..
سحبه أبوه وخرج البقية وهو يقول : خلوا أزهار تاخذ راحتها , مبروك يا أزهار ..
همست : الله يبارك فيك , مبروك ماسويتم ..
ولمن خرجوا فتحت غطاها وغطرفت لهم وهي تقول بفرح : ألف ألف ألللللللللللف مبروك يا حبايبي , عقبال ما أحضر فرح عيالكم ..
حس عمر بحرجه ينزاح بعد خروج أبوها وأخوانها واللي تبعتهم أمها , ابتسم وقال : الله يبارك في عمرك ..
ولف على منى وقال وهو موجه بصره للأرض : مبروك يامنى ..
دنقت وهمست وهي تقبض على فستانها بخجل : الله يبارك في عمرك ..
طالعت فيهم أزهار وضحكت وهي تقول : اللي يشوفكم يقول أول مرة يتقابلون , هذا وإحنا مسوين ملكة أجل لو ماسوينالكم ملكة اش بتسوون ..
ولمن شافتهم ملتزمين الصمت ومحد حاول يطالع في الثاني زاد ضحكها وهي تخرج وتقول بتريقة : أروح أشوف كم شغلة وأرجع , مابأسيبكم شوية عشان تاخذون راحتكم و تتذكرون إنكم مملكين وتهرجون بالساعات في التلفون , لا بس بأروح اشوف كم شغلة وأرجع ..
خرجت وصكت الباب وهي تقول : الله يخلف عليهم هذولي اش بيسوون الليلة ..
: يا قلبييييييييييييييي ..
انفجعت لمن انتبهت للبنات اللي واقفات عندها , لفت على العنود وقالت : خير اش فيه قلبك ؟؟
همست بطريقة مسرحية : حركته وقفت لي قلبي ..
ضربتها سفانة باستنكار وهي تأشر لها على بنت خالة منى اللي ضحكت عليها , قالت أزهار وهي رافعة حاجب من حواجبها : خلاص أوصي سحر تقول لعدنا.. آآآآآآآآآي ..
تأوهت وهي تحك ذراعها اللي ضربتها العنود وهي تقول بعصبية : تراااااااب , إنت وحاجبك هذا , ماعلمك جاسم خير ..
وتغيرت ملامحها وهي تمسك بطنها وهي تقول : مغصتي بطني ..
ضحكوا عليها وقالت ريم : يا ذا المغص اللي ذبحتينا فيه ..
وزاد ضحكهم لمن قالت العنود بتريقة : أبشرك قام يتحول لضحك , مغص ممزوج برغبة مجنونة في القهقهة من قلبي ..
تلاشت ابتسامة أزهار وهي تتساءل بداخلها ~ افتقدهم زي ما افتقدتهم اليوم , يكون .. ~
: أزهار ..
رفعت بصرها لسفانة وابتسمت بسرعة وهي تهز راسها وهي تقول : كنت أفكر , تكفين سفسف إنزلي وشوفي الحريم فضوا صالة العشا خلاص عشان نبدأ الزفة , ترى عمر حرص علي أمس إنه مايبغى يتأخر ..
أشرت على عيونها وقالت : تامرين أمر ياقلبي ..
ونزلت للصالة بسرعة , تبعتها ريم عشان تساعدها لكن العنود أشرت على رجول أزهار وقالت : رجلي على رجلك , ما أتحرك من دونك سامعة ..
ابتسمت لها أزهار وهي تهز راسها , قالت لمياء : عندنا زفة أطفال , تعالوا شوفوها ..
تحركوا ونزلوا عشان يشوفون الزفة اللي كان فيها بنتين صغار معاهم سبتات ورد ولابسين فساتين بيضاء واسعة وقدامهم ولد صغير لابس دقلة سوداء مطرزة بخيوط فضية ..
بعد صمت وجمود طويـــــل , رفع راسه وابتسم وهو يقول : كيف حالك منى ؟؟
هزت راسها وهي تقول : الحمد لله ..
مسح جبينه بتوتر ورجع نفخ هوا من فمه وقال : تراني ماني عارف اش أقول ..
مسكت ضحكتها ورفعت بصرها له وابتسمت له , ضحك من توتره وقال : ترا الشباب حفظوني فوق العشر جمل لكنها طارت ..
ضحكت هالمرة لأنها ماعاد هي قادرة تمسك نفسها , قال بصدق : من جدي أتكلم , هالسكوت كله أحاول أسترجع حرف واحد ماني قادر , أتذكر أشكالهم بس ..
ولمن سمع ضحكتها وشاف السعادة تلمع في عيونها أشاح ببصره وهو يصرخ بداخله ~ سامحيني يا منى , ودي أقول هذي أسعد ليلة في حياتي لكني ماني قادر , والله ماني قادر ~ رجع طالع فيها وقال : الله يقدرني وأسعدك ..
ابتسمت بخجل وهي تهمس : و يقدرني و أسعدك ..
اندق الباب ودخلت منه أزهار وهي تقول : سلااااااااام على عصافير الحب , ها سطيتم على بعض ..
ودخلت وهي تقول بمرح : يلا عمور , مادام تذكرتم إنكم مو أول مرة تشوفون بعض جا وقت الإنصراف , يلا بـ نزف العروسة ..
قام عمر و همس لأزهار : إقري عليها ..
ضحكت وقالت بصوت عالي عشان تسمعها منى وهي تطالع فيها : ويييييي لا تخاف قرينا وإن شاء الله مو صاير لها شي ..
طالع فيها عمر باستنكار ودقها بخفه وهو خارج معاها , ودعته عند الباب وراحت تساعد منى عشان ترتب نفسها قبل ما تنزف ..
قالت العنود للهنوف اللي طلعت تشوف يحتاجون شي ولا لا وهي واقفة تستنى أزهار : قلبي هو عمووووور , بغيت أنط عليه وأحضنه ..
طالعت فيها الهنوف وقالت باستنكار : صدق ما عندك مذهب ..
لفت العنود بوزها وقالت : يمه منك , ما قصدت شي , مجرد مشاركة وجدانية لا أكثر ..
ولمن شافت خالة العروسة داخله للغرفة همست : هنوف شفتي تسريحتها ..
قالت الهنوف بحزم : بلا غيبة زايدة , من كثر حسناتنا عشان ناخذ ذنوب ..
دقتها وقالت : يا دبببببببب , ما كنت بأغتاب , كنت بأسألك هذا شعرها الحقيقي ؟؟ لأنه ما أظنها تركب باروكة و لا تحط حشوة شعر و معروف إنه الواصلة ربي يلعنها ..
ضحكت الهنوف ضحكة ألم وقالت : ومين قالك إنه الحريم يهمهم هالشي , يقولون لك رجعت دحين موضة البواريك والعياذ بالله , خاصة عند العرايس , تقول عشان ماتضطر تفكك تسريحتها لمن ترجع مع عريسها تقوم تسشور شعرها وتلمه كله وتركب باروكة تسوي عليها التسريحة ويوم ترجع تفك الباروكة ويكون شعرها ناعم لا فيه مثبت ولا شي ..
قالت العنود بصدمة : أعوذ بالله , أنلعن من ربي عشان شعري يكون ناعم , أعوذ بالله , نسمع ونسلم ..
: حلوة نسمع ونسلم , كإنه جدتي حمده قدامي , بعدين اش وصلنا لهالموضوع ..
عدلت العنود وضع شعرها اللي سشورته ولفته في البيت وقالت : صراحة شعرها ما شاء الله عليه كثيييييييييير , ودي في حاجة تكثر شعري , بعدين رافعته كله فجاي شكله غريب و ..
وقطعت كلامها وهب تقطب بتفكير قبل ما تقول بحيرة وتساؤل : تعتقدين هذي التسريحات اللي قال عنها الشيخ ماتجوز في تفسيره لحديث صنفان من أهل النار وذكر رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ..
هزت الهنوف أكتافها بأسف وقالت : إلا هي , الله يغفر لها ..
شهقت العنود وقالت : كمااااااااان ..
و مسكت لسانها بسبابتها و إبهامها ومسحته ورجعت تحركها كإنها تنفض شي وهي تقول : الواحد لا يزرى إلا على صاحب صلاة ودين , الزراية تلحق ..
ضحكت الهنوف وقالت : ما أشوفك مسحتيها في باطن رجلك زي دايم ..
دقتها وقالت باستنكار : مكياج وصندل شياكة وين أمسحها في رجلي ..
: أم التخاريف أسميك ..
سكتتها العنود لمن خرجت خالة منى وهي تنادي لمياء وتبعتها ببصرها تحاول تشوف هذا شعرها الحقيقي ولا باروكة أو حشوة , دقتها الهنوف وهي تقول بهمس : عيونك يالخبلة , بتفضحينا عند الناااااااس ..
قالت العنود وهي تتحرك : أروح أسألها أحسـ ...
شهقت الهنوف وسحبتها وهي تقول : يا مجنونة ..
ضحكت العنود وقالت : صدقتي , أمزح معاك أنا ..
خرجت أزهار وقالت : إنتم هنا , خلاص بنزفها دحين ..
نزلوا معاها ووقفوا عند الكوشة في الوقت اللي ظلمت فيه القاعة وتصوب الضوء على المدخل اللي بتدخل منه العروسة , ولمن خرجت منى وبدأت الغطاريف والزفة حست أزهار بالدموع تتجمع في عيونها وهي تفكر بعمر وبأمها وأخوينها الميتين , ودار طيف البندري في بالها يوم البروفة اللي لبست فيها الفستان تعرضه لهم , كبحت دموعها بقوة وهي تشوف نظرات مشاعل المشجعة لها , ابتسمت لمشاعل وأشرت لها بإبهامها بمعنى أنا كويسة ورجعت تطالع في منى وهي تسمي عليها , وثواني ولفت على بقية البنات , حست قلبها يتفتت لمن شافتهم يبكون بحرقة , سفانة ساندة جبينها على الطاولة وتمسح بالمنديل دموعها , ريم مغطية وجهها بيدينها وأكتافها تهتز من شدة بكاها , الخنساء ضامة الهنوف اللي صدر منها صوت مخنوق , حتى خولة وبناتها كانوا يبكون بصمت , قالت العنود بهمس ثابت : شكلهم يفكرون في البندري ..
هزت أزهار راسها بإيوه وهي تتأمل وجه العنود , كان غير مقروء وهي مثبته بصرها على منى , تمنت أزهار لو تكلمها لكن عقلها كان خالي , اش ممكن تقول لها في مثل هالوقت ؟؟ لمن وصلت منى الكوشة , طلعت لها أزهار وتبعتها العنود , وقفوا جنبها وهم يصفقون ويغطرفون لها وطلعوا قريباتها و صحباتها في الكلية وسلموا عليها وبدأوا يرقصون قدامها , كانت كل لحظة تمر على العنود تتخيل فيها لو إنه البندري حية كان فرحوا بها نفس هالفرح , نفضت هالتفكير عن بالها و ركزت نظرها على أزهار وهي تقول بداخلها بحزم ~ الليلة لازم تخلين بالك من أزهار , ياحبيبتي يا أزهار أنا وحده وماني قادرة أنساها كيف انتي , ماشاء الله عليك كل مالفيت و طالعت فيك كنت مبتسمة ولا تضحكين , ياليت ربي يرزقني ربع صبرك وقوتك , ماشاء الله عليك ~ كانت أزهار مبتسمة وتسلم على صحبات منى اللي عرفتها منى عليهم و بدأوا يلقون النكات قدامها وهم يطلعون فضايح منى في الكلية , رفعت العنود جوالها اللي دق كذا مرة وهي مهي منتبهة و قالت : هلا جسوم ..
: أزهار ويييييييييييين ؟؟ لي ساعة وأنا أدق على جوالها ..
قالت : مشغولة , أكيد ماانتبهت ..
قال بحزم : المهم خرجوا العروسة بسرعة , قد إيش هو الانتظار ..
قالت وهي تحط يدها على خصرها : ياسلااااااااااام , لايكون إنت أبوها وأنا ماني دارية , حبيبي مالنا دخل في العروسة , متى ما خرجـ ...
: أعطيني أزهااااااااار ..
راحت و ناولت أزهار الجوال وهي تقول : جاسم ..
قطبت أزهار حواجبها مهي سامعتها من الدق , قالت وهي تأشر على الجوال : جااااااااااااسم ..
ردت أزهار وقالت على طول : ما حأسمع اش تقول بسبب الدق , خلاص هالدقة ونخرجها , مع السلامة ..
ومن خلصت الدقة جات أم صلاح ووقفت منى وهي تقولها إنها بتروح , زفتها الدقاقة بأغنية وداعية وقريباتها يبكون على فراقها , ساعدتها أمها في فك الجيبون اللي تحت الفستان وفي لبس العباية , ولمن وصلت عند الباب حضنتها بقوة وهي توصيها على نفسها وعلى عمر , حست أزهار بغصة لمن شافت منى تبكي في حضن أمها وابتسمت وقالت بمزح تخفف عنها : منااااي اللي يشوفك يقول بتطير لكوكب ثاني , الباب على الباب يادلوعة ..
مسحت منى دموعها والتفتت لها , ضمتها أزهار وهمست بصوت مخنوق : منى لا أوصيك على عمر ..
همست منى وهي تضمها : عمر في عيوني إن شاء الله ..
غمضت أزهار عيونها بقوووووة وقالت بصوت حاولت تخليه ثابت : تسلم عيونك إن شاء الله , الله يوفقكم ويسعدكم ..
ولمن خرجت وقريباتها يودعونها وهم يبكون طالعت للشارع وشافت صلاح يساعدها على ركوب السيارة مع عمر , تأملت جانب وجهه , لحيته الخفيفه , ابتسامته المتوتره , عيونه , حركات يده وهو يرفع عباية منى بيد واليد الثانية ماسك بشته عشان ماينزلق , حست بدموعها تتجمع مرة ثانية في عيونها , لمن التفت بعدوا البنات عن الباب , وانسحبت أزهار ..
: أزهار ..
رجعت للباب أول ماسمعت صوته وقالت بلهفة : هلا ..
تقدم لها طالع فيها بحنان وهو يهمس : إدعيلي ..
استجمعت كل قوة في خلاياها عشان تنحت أجمل ابتسامة على شفايفها وهي تقول : الله يوفقكك دنيا وآخرة , انتبه لنفسك وللعروسة , لا أوصيك على منى ..
ارتجفت شفايفه لثانية لكنه رجع رص فكه بقوة وهو يقول بثبات : في آمان الله ..
ودنق وسلم على جبينها وتحرك للسيارة , صكت الباب ووقفت عنده بصمت تجاهد عشان تتمالك نفسها , كان جسمها كله يرتجف , لمن سمعت صوت تحرك السيارة مختلط ببواري الشباب اللي بيزفونه جلست على الأرض الرخامية ..
: أزهاااااااااااار ..
التفتت للعنود اللي هتفت باسمها بخوف وقالت وهي تشهق : أقدر أصيح دحين , أقدر أصـ يـ ـ , أ صـ ..
ومدت يدينها للعنود وهي تشهق بقوة وهي تهتف : عنوووووووووووود ..
وانفجرت ببكاء مرير وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييييي , وينك يا أمييييييييييييييييي ماشفتيه وهو عريييييييييييس , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حبيبي ياعمر ..
ضمتها العنود وهي تقول بخوف : أزهار حبيبتي خلاص ..
هزت أزهار راسها بلا وهي تصيح وتصرخ : لوحده يا عنووووووود , لوحده , لا أب ولا أم ولا أخواااااااان , لوحده , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياعمر , آآآآآآآآآآآآآآآه ياحبيبي ...
دمعت عيون العنود وهي تقول بتلعثم : أزهار خلاص الله يخليك ..
دفنت أزهار وجهها في صدر العنود وهي تصيح وتقول : قطع قلبيييييي , مو عارف يفرح ولا يصيييييييييييح , قطع قلبي يا عنووووود ...
غمضت العنود عيونها وبلا مقدمات بدأت تصيح بصوت عالي معاها , كانت تحس بجزء من وجعها ووجعه , كانوا الناس يبكون ويصيحون من صياح أزهار , جاتهم خولة بوجه محمر من أثر البكا وحطت يد على ظهر أزهار واليد الثانية على كتف العنود وقالت بصوت مخنوق : خلاص يا حبايبي , اش فيكم ؟؟ أذكروا الله , قولوا لا إله إلا الله و الحمد لله , ما يصير اللي قاعدين تسوونه ..
رفعت العنود وجهها عن شعر أزهار وطالعت فيها من بين دموعها برجاء إنها تسيب أزهار تفرغ اللي في قلبها لأنها أكثر وحدة تحس بوجع الكبت , قامت خولة عنهم وقالت للبنات اللي كانوا يصيحون : خلاص إنتم كمان بدل ما تهدونها تزيدونها ..
كان كل اللي حولهم يصيحون بلا استثناء وأكثرهم أم صلاح اللي جات ورفعت أزهار عن حضن العنود وهي تقول : خلاص يازهرة , خلاص ياحبيبتي , اللي تسوينه مو زين لا لك ولا للبيبي ..
طالعت أزهار في أم صلاح أحب جارات أمها وزادت دموعها وهي تقول : ماني قادرة يا خاله , ماني قادرة ..
ورجعت تجلس على الأرض وهي تصيح بحرقة وهي تتذكر الأيام اللي قبل استرجاعها لذاكرتها و اللي بعد زواجها , كيف كان وحيد وكيف كانت تتعذب كل يوم وهي تفكر فيه , أخيرا ارتاحت , أخيرا بتجي وحده تؤنس وحدته , كان المفروض من هالتفكير إنه يهديها لكنه كان يزيد دموعها ويزيد وجع قلبها لأنه فكرة إنه كان لوحده في يوم زي كذا كانت المسيطرة على عقلها ..
حست بحضن دافي ماعرفت صاحبته لكنها استسلمت له وهي تصيح ..
: يلا أزهار , إنت أقوى من كذا , من عرفتك وإنت ماشاء الله مؤمنة صابرة , خليك زي ما عرفتك دايم ..
غمضت عيونها وهي تستمح لهمسات مشاعل الرقيقة وهي تضمها أكثر وتمسد على ظهرها بحنان وهي تذكرها بعبارات كثيرة كانت دايم تقولها لها بعد وفاة أبوها وبعد طلاقها من ناصر , بعد ما هدأ صياحها غمضت عيونها وهمست بتعب من بين شهقاتها : تعبانة , مشاعل أنا تعبانة ..
همست مشاعل : الحمد لله , هذا من فضل ربي , الله إذا أحب عبدا ابتلاه , هذا كلللله كنت تقولينه دايم , تتذكرين لمن قلت حتى الهم لمن الإنسان يحس بهم وحيرة ربي يعطيه حسنات عليه , صح ولا لا , تذكري هالكلام زين ..
من بين شهقاتها اللي تهز جسمها حست بظلام خفيف مريح يسود عقلها قبل ماتستسلم له تماما ..


************************


طلع للشقة وهو يساعد منى بعد ما شكر جاسم وبقية الشباب اللي زفوه إلى العمارة , قال صلاح بعد ما دخلهم : خلاص نروح ..
قال مراد لمن شافهم ساكتين : لا نجلس كمان شويه عشان يضيفونا بعصير ..
سحبه صلاح وقال بتريقة : تحرك بكرامتك قبل ما يطردونك بالجزمة ..
ضحك عمر وقال بحرج : لا أبدا , تفضلوا ..
قال صلاح وهو يأشر على راسه مودع : دام فضلك , يلا مع السلامة ..
لمن خرجوا و انصك الباب قال عمر على طول وهو يأشر على غرفة النوم : أسيبك تغيرين فستانك ..
و لمن دخلت الغرفة تحرك على طول وعلق بشته و دخل الحمام اللي عند مجلس الرجال , صك الباب وقفله بالمفتاح وتحرك وغطى الحوض وجلس عليه وهو يزفر , طالع في جزمته السوداء الرسمية وشرابه الجديد وساعته الفضية وكبكاته , ارتجفت شفايفه فزمها بقوة وهو يدفن وجهه بين كفيه وهو يستند بأكواعه على ركبه , صرخ بداخله ~ أميييييييييييييي ليتك معايا الليلة , ليتك .... عمر استغفر ربك , تعترض على اللي كتبه ربك , الليلة ليلة فرحك , تمالك نفسك عشان منى ~ قام بسرعه ووقف عند المغسلة وفتح المويه وغسل بها وجهه , ولمن رفع وجهه تصنم , لوهلة تخيل عمار , لف من الجنب و هو يطالع في المراية , من زاويه معينه كان يشبهه كثيــر , بلا شعور مد يده للمرايه وماانتبه لنفسه إلا لمن لامست أصابعه سطحها البارد , نزلت دمعتين عصية على خدوده وهو يقول بداخله ~ عمار تزوجت قبلك في الدنيا لكن إن شاء الله إنك تكون شهيد وزفوك الحور العين ~ مسح دموعه بخشونه وهو يذكر نفسه إنه صار زوج ومسؤول عن حرمة ولازم يكون أقوى من كذا بكثير , غسل وجهه بسرعة وبداخله كان يهتف منادي لأمه وعمار و ...... عمير المفقود اللي مجرد التفكير فيه يهشم قلبه تهشيم ..
رفع وجهه وتأكد إنه مو واضح عليه أي أثر , مسح بالمنشفة وعدل طاقيته وغترته وخرج , استغرب لمن ماشافها في الصالة , راح لباب الغرفة ورفع يده بيدق ورجع نزلها ورجع جلس على كنب الصالة , ثواني تحولت لدقائق عشر قبل ما ينفتح الباب , قام على طول وفتح عيونه على اتساعها لمن شافها بفستانها , كان وجهها محمر وهي تهمس بصوت باكي : السوسته عالقه ..
قال بتلعثم : ها هاااااااا ..
نزلت راسها وقالت : السوسته حقت الفستان مهي راضية تتحرك ..
حمحم بحرج وفرك رقبته وسكت فترة طويلة قال بعدها كإنه لقي الحل : مو لازم تفكين السوسته تعالي نصلي و أوريك البيت ..
كانت بتقوله الفستان ثقيل و ماتقدر تصلي وتمشي به في الشقة لكنها من حرجها ماحبت تناقشه ..


*********************


يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
في وقت ما من النهار :

صرخ بلا كلل : أزهاااااااااااار , عماااااااااااار ..
وسحب نفس وهو يبلع ريقه الجاف وكمل صراخه : عــمـيـــر ..
كان يحس أطرافه تؤلمه من مجرد تحريكها , لكن كان عليه إنه يستمر في تحريكها عشان ما يغرق , شهق لمن غمرته موجه عاليه وغطس داخل البحر لثواني قبل ما يجدف بيدينه بكل قوة فيه , خرج راسه للسطح وسحب نفس سريع وهو يهتف : رحمتك يااااااااااارب ..
ولمن حس بالألم يزيد في أكتافه ورقبته بشكل موجع إثر تجديفه , قاوم دموعه وهو يهمس : رحمتك وسعت كل شيء ..
من فارقها من فوق الـ 15 ساعة تقريبا وهو يسبح بين الجثث وهو يصرخ باسمها وباسم أخوانه وفي نفس الوقت كان يبحث عن سترة نجاة أو أي شي يتعلق فيه لفترة عشان يرحم جسده اللي بدأت عضلاته تتراخى بعد ما كانت تستسرخ من التعب , كانت هناك قطع خشبية و براميل غريبة وبعض الأشياء الطافية حولينه لكن في كل وحدة منهم اثنين أو ثلاثة متعلقين فيها , غمض عيونه بإرهاق وهو يتوقف عن التجديف بيدينه اللي وصلت لمرحلة ما بعد الاسترخاء , وبدأ يحرك أقدامه بدل عنها , كان على هالطريقة يبدل بينهم كل فترة ولمن تذكر إنه يوم جمعة بدأ يقرأ سورة الكهف بهمس و ثواني و حس إنه بدأ يغرق في ظلام غريب ..
: ارفع صوتك يا شيخ ..
فتح عيونه المجهدة بسرعة لمن وصله الصوت الهادئ بلكنته المصرية وكأنه قرع ناقوس , انتبه لحظتها إنه إما كان على وشك النوم أو الإغماءة , التفت للرجل الكبير في السن واللي كمل بذات الهدوء وعيونه تلمع بلمعة غريبة : أنا ما أعرفش الإرايه لكن ابني كان يأراها لي كل جمعة ..
اللمعة تحولت إلى رقرة دموع انسابت على خدوده وهو يهمس : أعطاني السترة دي واختفى ..
ابتسم عمر بتشجيع وقال وهو يسبح للشيخ الكبير : إن شاء الله يرجع لك بالسلامة يا عم ..
ولمن قرب منه بدأ يقرأ السورة من بدايتها , كان الشيخ يستمع ودموعه مالها توقف , وبعد ما انتهى من قراءتها بدأ يدعي , يعلم إنه هالوقت الدعاء مستجاب فبدأ يدعي ربه إنه ينجيهم من هالمحنة ويرفع عنهم العذاب , دعا لأزهار وأخوانه ورغم عنه بدأت دموعه تنساب وهو يدعي لأمه بالرحمة , دعا لولد الشيخ الكبير , حس بانتعاش بعد ما دعا ربه , حس نفسه قريب من ربه وأيقن إنه بيستجيب له دعاؤه , ولمن فرغ من دعاؤه قال بصوت جهوري : إدعووووو الدعوة مستجابة في هذا الوقت , إدعو الله ..
صوت الموج وعصف الهوا البارد اختلط بهمهات الموجودين و صرخات رجاء , لمن جا وقت المغرب توضأ و رفع صوته بالتكبير لكن خانته قواه وغطس مع وحده من الموجات العالية اللي دفعت الكثير للصراخ , وبدأ معاها نواح , كح وهو يحس ملوحة البحر اللي دخلت أنفه وفمه تزيده جفاف وقال : صلوااااا يا جماعة , دخل وقت المغرب ..
من بدأ الشفق الأحمر بالظهور بدأ الهوا يزداد جنون , كان بارد بشكل لا يطاق , قبل كم ساعة كان بيموت من شدة الحر بسبب الشمس اللي يحسها تضرب رأس العاري من أي شيء ودحين يتمنى لو شويه من هالدفء اللي كان يحسه , ثواني وغرق المكان بظلااااام تام , كان يحس وجهه اللي يتبلل كل فترة من ماء البحر اللي بدأ يتفاعل مع جنون الهواء يتحول لقالب من الثلج , حاول يفتح فمه عشان يكلم الشيخ لكنه حس لسانه لاصق في سقف فمه من شدة البرد , ولمن شاف الشيخ يرتجف وهو يخرج يدينه من تحت الموية ويفرك بها أكتافه , تحرك عمر وهمس بالقوة : عم حسين , بردان ..
هز الشيخ راسه وبدأ فمه يرتجف وتصطك أسنانه , تمنى لو يقدر يسوي شي عشانه , تحرك بصعوبة وهو يحس بالبرودة تجتاحه من الحركة , وبدأ يجدف بأقدامه و يفرك كفوفه بصعوبة قبل ما يمدها ويمسد بها ذراعين الشيخ ويحطها على أذنيه اللي كانت جامده من البروده , كان حسين يدعي له بدعوات صادقة جميلة وهو يحكيه عن ولده المفقود وزوجته وبنته اللي ينتظرون رجعته , هو بشبابه كان يحس البرودة تنخر أكتافه ووجهه وتخترقه للعظام حتى جسده المغمور بالموية بدأ يحس بقرصات وتنمل في كل شبر منه فكيف هذا الرجل العجوز , طالع في الناس اللي همدت أصواتهم المنطلقة طوال النهار , كانوا يسبون ويحللون ويدعون و ينادون طوال الوقت , أما الآن أخرستهم البرودة , ما كان يقدر يشوف أي شي أبعد من امتداد يده , بدأت النجوم بالظهور وأعطت إضاءة خفيفه لكنها ما تكفي لتبديد الظلام الدامس , حتى القمر كان مجرد قوس صغير بحكم إنهم في بداية الشهر ..
: عـ ... ـمـ ..ـر ..
التفت عمر للشيخ الكبير وقال وهو يحس نفسه يسحب حروفه سحب من فمه اللي بالكاد قدر يفتحه : هلا يا عم ..
: خد .. ستر.. تي .. شكـ ..ـلي .. حمـ ..ـوت ..
انعصر قلب عمر وصرخ بداخله ~ لااااااااااا أرجوك , ما أقدر أستحمل موت شخص ثاني قدامي , يارب رحمتك ~ همس وهو ينفض عن نفسه التعب ويبدأ يفرك يدينه : لا تفاول على نفسك , إن شاء الله تجي سفينة عن قريب , تراها مهي بعيدة عن ربنا ياعم حسين ..
بعد ما دفأت أصابيعه مسد وجه الشيخ اللي همس بضعف : ونعـ .. ـم بالـ .. ـله ..
استغرب من المويه اللي يحسها , يدينه جفت من كثر الفرك , مد كفوفه وانصدم من الحرارة و العرق اللي يتصبب من جبين الشيخ , ما فتح حسين عيونه وهو يهمس بتعب : يا ابني .. أنا .. عندي .. سـ .. ـكر ..
~ لاااااااا , لااااااااااااا ~ لف وقال بصوت عالي : أحد معاه شي ينأكل , أي شي ؟؟
ولمن ما سمع رد قال وهو يحاول يخترق حجب الظلام ببصره وهو يسبح بصعوبة من أطرافه اللي حسها كتلة وحدة من التعب والثقل : يا جماعة الرجال معاه سكر , لازم ياكل شي ..
كان كإنه يكلم أشباح صامته , عرف إنه محد عنده شي , لف على حسين وقال وهو يسبح له : عم حسين , استحمل شويه , إن شاء الله بيجي الفرج ..
كان الشيخ يرتجف وجبينه يعرق بكثرة , وبعد فترة تراخى راس حسين وتدلى على صدره بطريقة غريبة , مد عمر يده بخوف ورفع راسه بيده اليمين , شافه مغمض العينين وفكه شبه متدلي ..
: عمي حسين , عمي حسين ..
حس بالرعب وهو يشوف ملامح وجهه المستكينة , مد يده اليسار و حطها تحت أنفه وحس بالدماء الهاربة ترجع لجسمه وهو يحس أنفاسه الدافية , أطلق أنفاسه الحبيسة وهو يقول : حي , حي , الحمد لله ...
وضم جسد العجوز وهو يقاوم دموعه وهو يردد : حي , حي , حي ..
وابتعد عنه لمن ساد سكون غريب , في شي مفقود , بدأ يسمع صوت غريب , انتبه لحظتها إنه أسنانه تصطك في بعضها من شدة البرودة , نفخ في يدينه أنفاس مقطعة من شدة البرد وفركها وهو يدعي بداخله إنه ربي ينجيهم من هالعذاب , شق المكان صوت صرخة محروقة : بنتيييييييييييييي , بنتي سكتت , بنتي ما تتحرك , محمد بنتي ما تتحرك , بنتي ما تتحرك , بنتيييييييييييييييييييي , بنتي مااااااااااااتت , بنتيييييييييييييييي ..
اختلطت صرخاتها بصوت رجولي يحاول يهديها , وبدأت الهمهمات تتصاعد , شفقة على ألم على حسرة وكثير من الهمهمات كانت دعاء على الكابتن وطاقمه ..
الآن عرف الصوت المفقود , بكاء الرضيعة , حس باعتصار قلبه , كانت الدقيقة تمر عليهم زي الساعة والساعة زي اليوم , كان يحس إنه يدخل في ظلام غريب ويرجع يصحى منه إما على مناداة واحد على شخص من المجموعة عشان يتطمن عليه أو على صراخ المرأة اللي يخترق المكان كل ما وجدت في جسدها قوة على البكاء أو في لحظة خوف إنه حسين صحي أو صار له شي , كان كل شويه يحط يده تحت أنفه ويتنفس براحة لمن يحس بأنفاسه ويرجع يقاوم الموج ويحاول يسترخي على ظهره عشان يريح عضلاته , لكن الموج الهادر كان يضرب وجهه كل شويه ويخليه يشهق بقوة فيختل توازنه ..
: عمر , عمر , عمر ..
فتح عيونه بصعوبة لمن سمع صوت غريب يناديه وانتبه إنه مازال في عرض البحر , شهق وهو يطالع حولينه برعب , كانت أشعة الشمس تخترق الظلام على استحياء , قال وهو يرفع يده بصعوبة عشان يشوف الوقت : لا يكون أشرقت الشمس ..
حس بتعبه يزيد لمن شاف إنه فاته الفجر , والتفت بسرعة لحسين اللي ربط سترته بحبل موصل بين المجموعة عشان ما ينجرفون بعيد عن بعض , كان على نفس الوضعية , مد عمر يده وحاول يرفع راسه لكنه كان جامد زي الحجر , مد يده المرتجفة تحت أنفه ولمن ما حس بالدفء تسللت الدموع لعيونه وصورهم تتدافع له , أمه وهي تنسل من بين يدينه , صرخات أزهار المتوسلة , عمار , عمير , كتم صرخاته بداخله وهو يذكر نفسه إنه أي إنهيار ممكن يأثر على الكل , التفت وتقطع قلبه وهو يشوف الحرمة الوحيدة معاهم ضامة بنتها الرضيعه الميته ومتشبثه فيها كإنها خايفة إنها تهرب منها أو إنه أحد يخطفها , سأله واحد من الموجودين : مات العجوز ..
هز راسه بإيوه وانصدم لمن شاف ثلاثة يسبحون بسرعة وهم يتصارعون مين ياخذ السترة , كانت سحناتهم متغيرة وهم يتصارعون بكل قوة في أجسادهم , لدرجة ما كان يهم الواحد فيهم لو غرق الثاني , الكل كان يطالع بصمت وذهول في اللي قاعد يصير , قال عمر بحزم : بسسسسس , هذا بدال ما تترحمون عليه تتصارعون من ياخذ السترة ..
ولمن وصل أعظمهم جثة لحسين وبدأ يفك السترة بلا اهتمام وهو يحاول يخلصها من جسد حسيت المتصلب حس بدمه يفور , صرخ وهو يدفعه بعيد عنه : سيبه ..
وبلا مقدمات رفع الرجال يده المكوره وهوى بها على وجهه ..


***************************

تم بحمد الله الفصل العشرون ..

يليه الفصل الأخير من عندما عبروا حدود الظلام : لنقف عند تلك الحدود ....
.
.
.
قراءة ممتعة بإذن الله ..

محبتكم

& عاشقة أمها &




 

رد مع اقتباس
قديم 08-21-2020, 06:15 PM   #70
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






الفصل الحادي والعشرون : لنقف عند تلك الحدود .

((انتهينا ..
و الخطى تاهت في أشلاء العبور ..
و الفقد غاص في لجّة الصمت ............الصمت الذي رتلته كثيراً في محراب الخوف..
الخوف من ترهلات ماضيي الموحش الذي تمنيت أن أغرس سبابتي في عينه ليتوقف عن رمقه إياي بذات النظرة التي تخترق آمالي العتيدة لتحيلها إلى أمل وحيد ...
وحيد وهش يحتاج الكثير من الثقة ليقف على رجليه ..
.
.
.
دائماً ما كنت ألوّح بالظلام فوق رأسي كسلاسل أريد أن أرميها لأطوق بها عنق تلك الغيمة البيضاء التي حجبت النور عنّي ...
وطالما كان عنقي يؤلمني حينها ..
ولما بدأ أثر وشمها يظهر عليه ...............
علمتُ أنني لم أطوق سواي و لم أكسي غيمة بيضاء بسواد فحسب !!
بل ألبستني ظلمة ً متمردةً لم يزل أثرها إلى الآن !
.
.
.
.
يا وجه ظلمتي التي غفت على صدري ..
يا وجه ٌ أوقد بفتيل غفلتي ...
يا وجه ٌ أحتضنه و أمقته ...
أما آن أن تخلي بيني و بيني ؟؟؟
أما آن أن تنكفئي في عين ذاك المدى البعيييد .... البعييد عنّي ؟؟
.
.
.
.

أشتاق للنور يا أمي ..
الرماد يغشى عيّني و قلبي يئن من العتمة ..
هاتي يديك ضعيها على صدري..
انفثي وانفثي ثم انفثي ....
علّي أستكين إلى رحمة من الله تجلو صفحات ذنوبي ..
ادعيه ..
تبتليه..
ارفعي كفيكِ الطاهرتين..
قولي له أني أشتاق إلى نقطة نور تقتات قلبي ..
ادعيه بالرحيم و دعي دموعكِ تحكي له همي ..
ادعيه يا أمي لأنه أرحم بي منكِ ..
أرحم بي منكِ يا أمي ..))*

*ك/شموخ




في زمن ما سابق :

فتح عيونه وهو يحس بالصداع يفتك براسه , شهق لمن ضربت الموية في وجهه وفتح عيونه على اتساعها وهو يقوم من نومه , لمن حس نفسه يتقلب في فضاء غريب هلامي حرك يدينه وهو يشهق , يدين قبضت على أكتافه وصاحبها يهتف : عمر , عمر ...
فتح عيونه أكثر وانتبه إنه الون الأزرق بدرجاته يحيط به من كل مكان , التفت يمين شاف الحرمة مازالت متشبثه بطفلتها الميتة وزوجها يحاول يسحبها منه وهي تصرخ بهسترية من يحط يده على الطفلة , التفت ليساره وهو يسحب أنفاسه متسارعة اصطدم بصره بالأشخاص اللي رافقوه لزمن ما يعرف مدته ~ عم حسين ~ دوى الاسم في ذاكرته فتلفت حوله , قال اللي جنبه : مات أمس ..
~ أمس ؟؟ أنا كنت نايم من أمـ ..... لااااااا أنا ما نمت ~ تذكر الضربة واستعاد عقله كل اللي صار دفعة وحده ~ كيف نجيت من الغر ...~ وانقطعت أفكاره لمن حس بش يحيط بجسده يمنحه بعد الدفء ويرفعه عن مستوى سطح الموية , لمن شاف سترة النجاة طالع في اللي جنبه بحيرة , ابتسم وقال : أجبرناه يرجع السترة لك لأن العجوز كان يبغاك تاخذها ..
تلمس السترة وهمس : حسين , اسمه حسين ..
هز الرجال أكتافه ببرود وبلا مبالاة وهو يتمسك في الطوف الخشبي المربط نفسه فيه وهو يقول : واش يفيد اسمه ؟؟ الله يرحمه وبس ..
غمض عمر عيونه وهو يصرخ بداخله ~ يهم أهله , أمه وأبوه العجايز , زوجته وبنته الوحيدة اللي يستنونه , يااااااااااااااااااااارب رحمتك وسعت كل شيء , ياااااااارب إنت أرحم بعبادك من عبادك , يارب تنجي ولده يارب عشان يرجعلهم ~ لف يدينه حول السترة وضمها وهو يحس برودة الأموات تزحف لظهره وبقية جسده لمن تذكرها ~ يارب مالها غيري , يارب نجيني عشان ذيك اليتيمة , ياااااااااارب نجيني عشان أزهار . أزهااااااااااااار سامحينييييييييييييييييي ~ ...



*****************************


يوم السبت 13 / 10 / 1427 هـ :
بعد الفجر بوقت في الرياض :


فتحت عيونها دفعة وحدة وجلست ترف جفونها لثواني , طالعت في السقف اللي حفظت تفاصيله ورجعت استغفرت وغمضت عيونها وهي تنقلب على جنبها اليمين , رجعت فتحت عيونها لمن انتبهت إنها شافت السقف بكل تفاصيله , قامت بسرعة وهي مستغربة النور المنتشر في الغرفة ..
: خفت أطفي النور تصحين على صوت الزر ..
التفتت ليسارها وابتسمت للشخص الجالس على الكنبه بجانب السرير وهمست : أمي ..
ابتسمت نجلاء ابتسامة حنونه وقالت وهو تقوم من الكنبه : أول مرة تنامين من تعبت ..
حمدت وسام ربها وقامت عشان تتجهز للمدرسة وهي تخفي عن أمها إنه نومها كان كله فوضى , كانت نايمة ومهي نايمه في نفس الوقت , كانت في أصوات تهدر في أذانيها طوال الوقت وتقلق منامها , غسلت وجهها بتعب وتوضت وخرجت وهي تطالع في ساعتها , زين اللي صحيت قبل الإشراق لأنه نجلاء أكيد ما كانت حتصحيها للصلاة من شدة خوفها , زفرت وهي تلبس شرشفها , كثير من الأمهات تغلبهم عاطفتهم وهذا شي خاطئ خاصة في أمور الدين لازم الحزم , صلت السنة والفرض وجلست تسبح وتقرأ الأذكار , كانت معودة نفسها حتى لو تأخرت على شي أو كانت مستعجلة إنها ما تسيب أذكار بعد الصلاة , يكفيها من الدنيا إنها لمن تقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة ما يمنعها من دخول الجنة إلا إنها تموت , من عرفت فضلها صارت تحتقر نفسها لمن ما تلقى دقيقتين بعد الصلاة تقرأ فيها هالآية , وقفت هيام جنبها وبدأت تصلي بسرعة عشان الإشراق مابقي عليه إلا خمس دقائق , قالت وسام : تأني في صلاتك يا بنت ..
تباطأت سرعة هيام , وكملت وسام الآذكار وتفكيرها يقودها بالرغم عنها لعبد الكريم وعائلته بكل أفرادها , قامت هيام وفكت شرشفها وهي تستغفر بسرعة قبل ما تتحرك خارجة من الغرفة , زفرت وسام وقالت : هيووووووم كم مرة قلت لك على أهمية الطمأنينة في الصلاة , تراها ركن يعني إذا ما اطمأننت تبطل صلاتك ..
لفت هيام وقالت : أنا أطمأن , إنت بطيئة مو أنا سريعة ..
ابتسمت وسام وقالت : إنت عارفه لمن تركعين تتساقط ذنوبك وكل ما طولتي في الركوع كل ما زاد تساقط الذنوب ..
سكتت بتفكير وقالت : إن شاء الله أتذكر المرة الجاية ..
وراحت بسرعة , قامت وسام بعد ماشافت إن الإشراق له أكثر من خمس دقايق , صلت ركعتين الضحى وخرجت من الغرفة ورفعت حواجبها بتفهم لمن شافت هيام تطقطق على الكمبيوتر قبل ما تضحك وترجع تطقطق قالت بحزم : أجهز نفسي وأفطر ألقاك خلصتي محادثتك ..
قالت باستنكار : لااااااااا ما خلصنا ..
قالت وسام بحدة : من الساعة 2 و انتي على المحادثة , خافي الله هذا ضياع وقت , كل حرف إنت محاسبة عليه وكل دقيقة وثانية بتنكتب في صحيفتك وتنعرض قدام الخلايق , إذا ربي نازل السما الأولى في آخر الليل يقول هل من مستغفر وهل من داع وإنت قاعدة تكركرين في هرج ماله داعي ..
وتحركت للمطبخ بدون ما تنتظر تبريرها , صح هيام جالسة في البيت وماعندها دراسة وغيره لكن هذا ما يشفع لها , مفروض تقضي وقتها في شي يفيدها ..
خرجت بيضتين بتقليها ورجعت رجعتها لمن حست نفسها مسدودة , شهقت لمن حست بإصبع يمر على طول ظهرها و لفت بحدة , ابتسمت لها هيام باستعطاف لكنها ما قدرت تمسك أعصابها فصرخت : كم مرة قلتلك ما أحب أحد يمسكني من وراااااياااااااا !!
ولمن شافت وجهها اللي تغير قبل ما تخرج من المطبخ بسرعة فتحت فمها بتناديها لكنها كانت قيد غابت عن نظرها , زفرت وهي تغطي وجهها بيدينها المرتجفة , من انهارت ذاك اليوم وهي تحس نفسها أشلاء , مهي قادرة تتماسك وترجع وسام الهادئة المتحملة , صارت تصارخ وتنافخ على أقل شي ..
: وسام ..
بعدت يدينها وقالت بحدة : نــعـــم ..
وحست بالوجع وهي تتأمل وجه نجلاء الصامت , غمضت عيونها بقوة وهمست : آسفة , أنا ..
وفتحت عيونها وتحركت خارجة من المطبخ , راحت للغرفة اللي وجدتها خالية , صكت الباب واستندت عليه وهي تزفر ....


**********************


في نفس الوقت في جدة :
في شقة عمر :

صك عمر الباب بعد ما دق الجرس ينبهها لحضوره , طلت من نهاية الممر وهي تهمس بابتسامة وهي تأشر بإصبعها : دقيقة بس ..
ابتسم لمن اختفت عن نظره ~ ماعاد تجلس للإشراق يا شيخ ولا عاد نشوفك بعد الصلوات ~ حرك راسه يبعد كلام الرجال اللي قابله وهو خارج من المسجد وتحرك لداخل الشقة وهو يقول بداخله ~ هالكلام عشان ما صرت أجلس إلى الإشراق , طيب أنا توني مالي يومين متزوج , أجل اش بيقولون لو عرفوا إني بأعتذر عن المركز الصيفي هالإجازة !! ~ كان عارف إنه بيتعرض لمثل هالأمر , الإنسان الملتزم وخاصة أئمة المساجد محاسبون أكثر من غيرهم وحياتهم تكون تحت المجهر , وأي خطأ بسيط يصدر منهم لو بدون قصد الكل يصرخ بعده : شوفوا المطوع اش يسوي ؟؟..
كإنهم يعتبرون هالإنسان الملتزم ملاك لازم ما يخطئ زي بقية البشر , وكل شي حرام عليه حتى الأمور المباحة اللي مافيها ذنب , وقف عند باب المطبخ وتأملها وهي تقفل شنطة الرحلات بسرعة وتتلفت حولينها , دخل وسحب الكيس اللي مهي شايفته وهمس : منى ..
أول ما سمعت صوته التفتت بسرعة وهي ترجع قصتها بتوتر ورى إذنها , كانت لابسة تنورة مشجرة بألوان زاهية خليط من الأصفر والتفاحي والأزرق البحري توصل لنص ساقها وبلوزة بأكمام قصيرة بلون تفاحي , طالع فيها بخجل و رجع بعد بصره وهو يبتسم ويناولها الكيس , قالت بإحراج وهي تتناوله منه : شـ شكرا , كنت أدور عليه ..
عدل شماغه وهو يسأل : خلاص جاهزة ؟؟
حطت الكيس في الجيب الجانبي للشنطة وقالت وهي تتحرك : ألبس عبايتي بس ..
بعد ليساره عشان يفسح لها مجال وتفاجأ لمن لفت هي على اليمين وصاروا متواجهين , لمن حس بضربات قلبه تزيد ابتسم بحرج ولف ليمينه في نفس الوقت اللي لفت هي , طالعوا في بعض بصدمة , ضحك وقال وهو يتمنى إنه حرجه مو واضح على وجهه : يا أنا أتحرك يا إنت تتحركين ..
دنقت بخجل فبعد هو وأشر لها تعدي , تحركت بسرعة وخرجت , ابتسم وهو يراقبها بحب , لفت لمن تذكرت شي وتصنمت لمن شافته يتأملها , دنق بسرعة و حك جبينه بإحراج قبل ما يسحب الشنطة ويتحرك وهو يقول : أسبقك للسيارة ..
تجاوزها بسرعة وخرج من الشقة , لمن سمعت صوت باب الشقة ينقفل ضحكت وتحركت عشان تلبس عبايتها وهي ناسية اش كانت تبغى , نظرته طيرت كل شي كان في بالها , طالعت في ساعتها , نص ساعة وتشرق الشمس , تحركت بسرعة و طفت النور وتحركت خارجة من الشقة , أول ما فتحت الباب شافته واقف ومثبت الشنطة على كتفه اليسار , استغربت إنه ما نزل للسيارة , ابتسم بإحراج وقال وهو يمد يمناه : يلا ..
خرجت وصكت الباب ومدت يسراها بخجل , مسكها ونزلوا وهو يقول : إن شاء الله نلحق الشروق على البحر ..
ابتسمت وهي تتأمله من ورى غطاها , كانت تضحك بداخلها على نظريته اللي مصر عليها وإنه صباح السبت البحر يكون فاضي لأنه الناس كلهم في أشغالهم ..


*************************


بعدها بوقت في الرياض :
في شقة نجلاء :

بعد فترة تفكير عميقة لبست أول لبس شافته ومشطت شعرها مشطتين ورفعته بشباصه وهي تخرج من الغرفة , تحركت للشماعة سحبت عبايتها و علقت شنطتها على كتفها و خرجت وهي تقول : سامية تحت , مع السلامة ..
ونزلت بسرعة وهي تتحاشى إنها تشوف البهو اللي يذكرها باللي صار , ثبتت بصرها على الأرض وهي خارجة , كانت تتمنى لو تروح صحرا ولا فضاء خالي تصرخ فيه بكل قوتها , تحس بداخلها صرخااااات حبيسة , نزلت الدرجات وتحركت في الشارع تمشي بين العماير لنهاية الشارع , كانت أوجاعها تزيد وهي تصرخ بداخلها ~ ليش كذبتي ؟؟ ليش قلتي سامية تحت ؟؟ ليش كذبتي ؟؟ يا ويلك من ربي ومن عقابه , المؤمن لا يكذب يا وسام , المؤمن لا يكذب , أصلا من قال لك إنك مؤمنة , من قااااااااال ؟؟ ~ توقفت عن المشي وهي تحس بالسؤال تختلط على وجهها بإزعاج , دموعها وسؤال أنفها , دورت جوة شنطتها عن منديل لكنها مالقيت فدخلت يدها المغطية بالقفاز تحت غطاها اللي التصق بوجهها ومسحت أنفها ودموعها وهي تكتم شهقاتها , سمعت صوت بوري فرفعت وجهها وهزت راسها بلا لمن شافت سيارة التاكسي وتحركت بعزم , لو جدت السير بتوصل للمدرسة قبل الخط الأحمر , مشيت ومشيت وقطعت سكة وهي مستغربة من بعد مدرستها اللي كانت تظنها قريبة , وقفت بين السكتين تطالع في السيارات المنطلقة بسرعة جنونية , لمن شافت سيارة تشبه سيارة عبد الكريم انقبض قلبها وهي تدعي بداخلها إنه مايكون هو عشان ما تصير فضيحتها بجلاجل , ممكن تنذبح على هالمشي اللي مشيته , لمن تباطأت السيارة حست بنبض قلبها يتباطأ معاها وهي تتخيل الكلام اللي ممكن ينقال لها , ولمن سمعت البوري رفعت راسها بخوف , ولمن شافت السائق السعودي الغريب يأشر لها إنها تعدي حست براحة فضيعة وتسارعت نبضات قلبها فجأة , قطعت السكة وهي تشكره بداخلها و عاهدت نفسها إنها أول مرة وآخر مرة تمشي فيها لوحدها ولمن شافت مبنى المدرسة يلوح من البعيد حست بانشراح غريب وحست إنه هالمشي فادها كثير وغير الكآبة اللي كانت تملأها , ضحكت بداخلها على خوفها وخبالها اللي خلاها تمشي هالمسافة كلها , أول ما شافت الحارس العجوز الواقف بثوبه العتيد وصندله البداوي اللي عفا عليه الدهر وشماغه المعقود فوق عقاله وهو ضاغط خيزرانه في الأرض بيمناه ويسراه خلف ظهره تبادر لذهنها صورة الحرس الملكي البريطاني ببزاتهم الحمراء وقبعاتهم الفرو الطويلة , سلمت بهمس وقالت : كيف حالك يا عم عبد الله ؟؟..
قال بحماس بدون ما يتحرك من وقفته : هلا هلا أبله وسام , الحمد لله على السلامة , اش فيك جايه اليوم بدون سيارة ؟؟
ابتسمت وقالت بهدوء : ظروف ..
وشكرته ودخلت وهي تحس بحنان عجيب لهالرجل اللي جاوز الستين , 35 سنه وهو في هذه المهنة اللي كانت من بعد الله مصدر رزقه ورزق أبناؤه الثمانية , ابتسمت لبنته اللي في الصف الثاني واللي شالت المكنسة عن أمها اللي ماشية وراها وهي تسب بلهجتها المحببة لنفس وسام في بنات المتوسط اللي ما اهتموا في نظافة الساحة اللي تعبت بالأمس وهي تنظفها , سلمت عليها وسام وتلقت منها أحضان حنونة بعودتها سالمة , قالت البنت بخجل : حمد لله على السلامة يا أبلة ..
ابتسمت وقالت بحب عميق : جزاك الله خير يا نهلة , تصدقين , كل يوم يزداد إعجابي بك وبخدمتك لأمك ..
ابتسمت البنت بخجل فقالت وسام بلهجة صادقة : هذا البر كله بتلقينه في دنياك قبل آخرتك , صدقيني ..
شكرتها ولحقت بأمها اللي تمشي بنشاط عجيب رغم سنونها اللي جاوزت الخامسة والخمسين , تحركت وهي تفكر بالفرق اللي بينها وبين أختها نهاد اللي في الثانوي واللي تستعر من أمها و تحب تتباهى بالأشياء اللي تضغط على أهلها عشان يوفرونها لها من معاشهم القليل ..
تحركت وتوقفت لمن شافت الدفتر مو في مدخل الإدارة , عرفت إنها تجاوزت الخط بدون ما تطالع في ساعتها , دخلت للإدراة وسلمت على المديرة والمراقبة اللي انهالوا عليها بأسئلة جاوبتها بهدوء وهي تكبت بداخلها ضيقها ونفاد صبرها اللي بدأ يعاودها , وقعت تحت الخط وبسرعة تجاوزت الغرف ودخلت مكتبها , سحبت نفس طويـــل وعلقت عبايتها وجلست ورى مكتبها ودفنت وجهها بين ذراعينها المعقودة على المكتب ..


*************************


بعد نصف ساعة في فيلا أحمد :
في غرفة العنود :

: أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل ...
ولمن خلصت أدراج تسريحتها على ما أرسل قالت باعتراض : لااااااااااا ..
وثواني ورجعت تأشر على أدراج التسريحة وهي تكرر الكلمتين وتأشر بعدها على أبواب الدولاب الستة : أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرســـ يوووووووووو ..
وفردت يدينها وهي تقول بحزم : آخر مرة , على عدد اللي في البيت , أمي , أبويه , والـ ....
وعدت الهنوف والشغلات الثلاثة ولمن وصلت لما أرسل صرخت وهي تحك شعرها : ليـــــــــــــــــــــــــــه ؟؟؟
ورمت نفسها على ورى منسدحة على سريرها , زفرت الهنوف اللي كانت تراقبها بصمت وقالت بطفش وهي تقفل الكتاب اللي في يدها : يختي إرسلي وفكينا , لازم تعدين ..
قامت العنود من سدحتها وربعت بحماس وهي تقول : والله ..
ومسكت جوالها وفتحت القفل وهي تقول : كان قلتي هالكلام من زمان ..
ولمن فتحت الرسايل والابتسامة على وجهها قطبت والتفتت للهنوف وهي تهمس : طيب اش أرسل له ؟؟
ضحكت الهنوف وقالت : لك ساااااااااعة أرسل ما أرسل وآخر شي منتي حاطة في بالك اش بترسلين ؟؟
زحفت العنود لطرف السرير وانزلقت من فوقه ببطء وجلست على الأرض جنب الهنوف وقالت : غششيني , اش أرسل ؟؟ انتي مجربة ولك بااااع طويل في هالسوالف ...
ضحكت الهنوف وقالت وهي تفتح الكتاب : انقلعي عني , كل وحده وتجربتها , روحي دوخي زي ما دخت أول مرة ..
لصقت فيها العنود وهمست برجاء وهي تطالع فيها بعيون متسعة بريئة : تكفييييييييين , قوليلي اش أرسل , رسالة غزل ولا رسالة خفيفه فيها دعوة ناعمه ولا إن شاء الله سب إنتي بس قولي ..
دفتها الهنوف وقالت : لا تحاولين تطالعين فيني بهالعيون الكذابة , روحي ارسلي اللي يناسبك وفكيني ..
لفت العنود بوزها وطالعت في جوالها وهي تقول : الدب من رجع جواله ما أرسل إلا رسالتين ومكالمة وحده , لا و ثلااااااااااااااااث أرباعها صمـــــــت ..
مسكت الهنوف ضحكتها وهي تقول بهدوء : عادي , يمكن هو من النوع الهادي اللي ما يحب يتكلم على الفاضي والمليان ..
مصمصت بشفايفها بعدم استساغه لهالتبرير وهي تقلب في الرسايل , ثواني وقالت بطفش : اش رأيك أكتب شي بنفسي ؟؟ مو أحلى ؟؟
هزت الهنوف راسها بتأييد وهي تحاول تركز على الديوان الشعري اللي اشترته مؤخرا ..
وهي تحاول تستذوق الكلمات اللي تقرأها وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : صباح الخير يا بارد يا لوح يا جدار ..
قهقهت الهنوف لمن سمعت كلمات العنود ولفت عليها وقالت : حرااااااام عليييييييييييييك ..
قالت العنود باستنكار : لا تحرمين على كيفك , مو عشان حسونه مريحك ما تحسين فيني ..
سكتت الهنوف للحظة ورجعت قالت بهدوء : لا تقارنين , مو كل الرجال زي بعض لو بدأت تقارنين بتهدمين حياتك قبل ما تبدئينها يا عنيد ..
ولمن شافت صمت العنود ابتسمت , كانت حاسة بدواخل أختها الرومانسية بجنون , كانت عارفه إنها تتساءل بداخلها عن سبب فتور عدنان تقارنه بالرغم عنها بحسان المندفع , همست بلطف : عنود قلبي أنا فاهمة اش بتقولين , ترا ممكن الرجال الصامت يكون حبه وتقديره واحترامه أعمق من الشخص اللي يعبر بالكلمات زي حسان , وطبعا هذا مو معناته إنه حسان مو صادق في حبه , لا بس في فروقات , يعني إنت لمن تكونين مع البنات تجرين وتبوسين وتضمين وتشترين ورود وتهدين وغيره لكن أنا عكسك , هاديه وما أعرف أعبر لكن هذا مو معناته إني ما أحب البنات أو ما أحبك بمقدار حبك لااا , لكن كل له طريقته في التعبير , فهمتي ..
قالت بصوت مخنوق وهي تزم شفايفها بضيق : الأفندي من قبل فرح عمور ما اتصل ولا أرسل , أففففففففففففففففففف , وما أبغى أرسل يقوم يقول هالبنت راميه نفسها ولا ما حسبت ...
ابتسمت الهنوف وقالت بلطف : انزعي هالفكرة من راسك مافي هالشي بين الزوج وزوجته , مو لازم يكون هو المبادر , ودك ترسلين ارسلي , ليش تمنعين نفسك عشان هو ما أرسل , ارسلي وشوفي رده ..
طالعت فيها وقالت بتريقة : طالعوا من يتكلم عن المبادرة ..
رجعت الهنوف تفتح الديوان بخجل وهي تهمس : مو معناته إني ما أتكلم عندكم إني ما أبادر بشي ..
رفعت العنود حواجبها ورمتها بنظرات فاحصة , لفت الهنوف وسألت بحدة لمن شافت نظراتها : خير ؟؟
ابتسمت العنود بخبث وهمست : يمــــــه منك وأنا أقول ولد خالتي مو مصروع من فراغ , بنت اش سويتي في الولد ؟؟
زاد احمرار خدودها وهي تهمس : ولا شي , يعني اش بأسوي ؟؟
ورجعت ودفنت وجهها في الكتاب وهي تقول بهمس أخفت : شوية رسايل ومكالمات وبس , الزهرة لو ما لقيت مين يسقيها بطبيعة الحال بتذبل ..
شهقت وقالت بعدم تصديق : لااااااا ما أصدق ..
ضحكت الهنوف وقالت بهدوء بدون ما تطالع في أختها : تراني أستحي أقول هالكلام لأختي الصغيرة لكن إعرفي إن الرجال ما يعطي إلا بمقدار ما ياخذ , لا تنتظرين إنه يكون المبادر المعطي , الرجال زي الطفل الصغير لازم تراعينه وتبينين له إنه هو دنيتك وكل شي في حياتك لكن الذكية تخلي هالعطاء بحدود معقولة عشان ما يطالبك بالمستحيل بعد فترة , افهميها عاد ..
تأملتها العنود بعدم تصديق , لأول مرة تسمع هالكلمات من الهنوف اللي كانت دائما تظهر لهم بمظهر الخجولة الصامته المستسلمة لكل شي حولها , لفت الهنوف وكملت : وشي مهم , لا تتكلمين عن أيييييي شي يصير بينك وبينه ..
ابتسمت العنود وقالت : لا توصين حريص , أمي أعطتني محاضرة طويلة عريضة بعد الملكة عن الحفاظ على أسرار الزوج على قولتها ..
ضحكت الهنوف وقالت : نفس المحاضرة اللي تلقيتها واللي تلقتها البندري الله يرحمها ..
زفرت العنود لمن جا ذكر أختها وقالت وهي تقلب الجوال بين يدينها : الله يرحمها ..
قالت الهنوف تخرجها من صمتها اللي بدأت تغرق فيه : قالت لك في محاضرتها على الشكوى ..
ضحكت العنود وقالت : حسيتها كإنها بتخنقني , تقول لو ظلمك ولا تمشكل معاك على أي شي لا تجين تشتكين لأنه لو انحل الموضوع بينكم بعد كذا وتصافيتم وصرتم سمن على عسل بيقعد في قلبي وبأكرهه ليش سوى فيك كذا حتى لو تظاهرت قدامك بالعكس ..
هزت الهنوف راسها وقالت بتأييد : إعرفي إنه مشاكلك لو طلعت من بين جدران بيتك وتجاوزتك إنت واياه حتنقلب حياتك وقتها لجحيم , كلوا في بعض وتضاربوا وتصافوا بدون شوشرة ..
سألت العنود بتردد : عمرك تمشكلتي مع حسان ؟؟
وانصدمت لمن قالت الهنوف بطريقة التضخيم : أوهوووووووو , لازم تصير شوية ..
ودخلت يدينها في بعض تبغى تعبر عن المعنى قبل ما تكمل : لكنها تنحل الحمد لله ..
ولمن شافت إنها كشفت كثير من الأشياء اللي ما يعرفها من حولها قالت بهدوء : ارجعي لرسالتك و تذكري إن المشاكل لا بد منها في بداية أي شي ..
تذكرت العنود أمها وهي تهول لها أول سنة الزواج وهي تقولها إنها بتكون كلها مشاحنات لأنه كل واحد فيهم غريب عن الثاني وإنه الحرمة الذكية هي اللي تصبر أول سنة وتتجاوزها عشان تنجح بقية السنين لأنها هي اللي مفروض تقدم بعض التنازلات بدون ما يكون فيها تقليل من كرامتها , حتى إنها حكتها عن مواقف صارت لها واستغربت فيها إنه أبوها كان بهالشكل العصبي لكنها فهمتها إنه هذا الشي من طبيعة الرجل , حزمت أمرها وبدأت تكتب رسالتها , تأملتها الهنوف بابتسامة وهي تتذكر أول أيام ملكتها اللي كانت باختصار فوضى مشاعر واضطرابات تضحكها كل ما تذكرتها ..
ربع ساعة مرت قبل ما تقهقه وهي تطالع في العنود اللي تدور في الغرفة زي الأسد الحبيس وهي تصفق يدينها وهي تقول بقهر : أنا اش خلاني أسمع كلامك , أنا حمااااااااره لو سمعت كلامك مرة ثانية ..
ورفعت الجوال وطالعت في الرسالة اللي أرسلتها وصرخت : لااااااااااااااااا , أنا كيف كتبت هالكلام ؟؟
وكشرت وهي تتريق على رسالتها ورمت الجوال بعدها على سريرها وهي تزفر وتغطي وجهها وهي تقول بصوت مخنوق من يدينها : ما يجي أنتحر ؟؟
خففت الهنوف من ضحكها وحمحمت عشان تقاوم ضحكة جديدة وهي تقول : عنيد لا تتندمين على شي سويتيه , خلاص صار الشي وانتهى ..
بعدت العنود يدينها وقالت بقهر : ما يجي أرجع الوقت وما أضغط زي الإرسال ..
قالت الهنوف : قولي الحمد لله ..
كورت يدينها ورفعتها لعيونها وقالت وهي تمثل البكاء : أهااااااا , أنا غبية , أكره نفسيييييييييييييييييي , حتى هو الدبــــــــــ ما رد , أهاااااااااااااا ..
قامت الهنوف وحضنتها وهي تضحك وتقول : يا بنت عااااااااااااادي اش فيييييييييك ؟؟ الوحده لازم تمر بهالإضطربات والخوف و ..
: هنوووووووووووووووووووووووووووووووووووف بلا فلسفه ...
: طيب بأسكت ..


*****************************



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدة الظلام سيدة الظلام العجيبة مدونات الأعضاء 27 08-21-2023 04:21 PM
عندما كان يُوسف ~ Night birde مواضيع عامة 3 04-14-2022 04:30 PM
إفيلا، الظلام والنُّور lazary قصص قصيرة 7 07-15-2020 05:09 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | فعالية WELKIN لوحات فنية وخط عربي 24 06-13-2020 04:46 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | المُشاركات. WELKIN لوحات فنية وخط عربي 11 06-05-2020 11:13 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 05:22 PM