أنا الأَبيَضُ وأنا الأسوَد

إلى الأعلىٰ مئة وثمانونَ درجة؛ إنهُ طريقٌ خطيرٌ، توقُفكَ فيهِ يعني السُقوط.

أبيضٌ وأسود، حياةٌ وموت؛ ليلٌ ونهار، نورٌ وظلام؛ أنا وأنتَ!
الأبيضُ و الأسود، ليسا جانبين كما نعتقد؛ إنهما واحدٌ، ولن يكون أحدهما شيئًا دونَ الأول!
مَن منا أبيضٌ ومن الأسود! من يمينهُ أبيضٌ ومن يسارهُ أسود! أمنَ الداخلٍ نحنُ قاتمَينِ أم من الخارج!
من أنا ومن أنتَ، وفي أي كونٍ خُلقنا، وأينَ سنموتُ؛ وإلى أينَ سيأخذنا القدر!
لأي مهمةٍ وُجِدنا، وماذا سننجزُ منها! هل سنخرجُ أحياءً أم مصابينَ بإصاباتٍ بليغةٍ وسنكونُ على شفا حفرةٍ من الموت!
هل سننجزُ ما يجعلنا نخرج منها بابتسامةٍ أم سنخرجُ كالطلقةٍ بينما نُحاربُ ونخسر!
أنا وأنتَ... نحن؛ أنا وأنا!

-

هذا الحماسُ لا يُناسبكَ، تلكَ السعادة المفرطة ستزعج قلبكَ؛ الحب والفرح والحزن والغضب... جميعها مشاعر لا تُناسب قلبكَ؛ إبقى ساكنًا ولا تتحرك من مكانكَ ريثما أصل، جرف المشاعر هذا مرتفع وسقوطكَ عنهُ سيحطمكَ لتصبحَ ما يمكنُ للرياحِ نسفه!
قلبُكَ لا يناسبهُ سوى البقاء في غرفتكَ المظلمة، تحتَ بطانيتكَ، سادًا أذنيكَ، غارقًا في كونكَ الذي تنشئهُ كما يشاء قلبكَ.
اِبقى مكانكَ ولا تتحركَ، سآتي لأعيدكَ إليها، سأغطيكَ ببطانيتكَ جيدًا وسأغلق النوافذ والستائر لا تقلق من أي شيء، حافظ على انتظام نبضكَ فحسب!

-

أحاول الوقوف بثباتٍ وأتجاهل كُل الغيوم السوداء فأجعلُ دماغي يلونها بالأبيض!
ولكن ما إن يَحل الليل حتى تبدو الغيوم البيضاءُ شاذة تؤذي حُلكة سمائي وتُعكر صفوَ مسائي!

-

لا يزالُ كلُ شيءٍ في عالمي متعب، حتى التنفس؛ إنهُ شاقٌ أودُ لو أعفى منه.