••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


حين يتحكم القدر بالحياة

روايات الانمي_ روايات طويلة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2020, 06:14 AM   #3
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 28
 المشاركات : 26,691 [ + ]
 التقييم :  38050
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



-



"حين يعتز بك أحدهم، تمسك به.. قد تكون عالمه ولاتدري!"



✧✦✧


-4-



*ناتاليا*


دخلتُ متجةً نحو دورة المياه وخرجت بعد أن غسلتُ وجهي، جلست قبالها وأخذت نفسًا عميقًا، كانت تبدو بريئةً أكثر مما احتمل!

"يا إلهي! لقد كاد قلبي يتوقف حقًا!" أندفعت نحوها:
"ياجيما! كيف تفعلين ذلك بي؟"

حاولت تفادي المواجهة بأبعاد وجهها عني لكنني أمسكت بها:

"ماذا؟ لم أفهم قصدكِ نونو! " قالت بعينين مراوغتين...

"ليس كأنكِ لا تعرفين بمشاعري نحو تاكامورا!"

ابتسمت لي ابتسامة واسعة، وكانت عيناها تبرقُ:

"لا! لا أعلم!" نظرتُ لها بشك لتُتابع:

"لأنكِ لم تخبريني بذلك سابقًا! صحيح اخبريني عنها! أقصدُ مشاعرُكِ."


شعرتُ كأن هُنالك من نقر على الطبق الصيني قُرب أذني! من جهةِ ما قالتهُ ياجيما ومن الجهة الأخرى ما قُلتهُ أنا!

أيعقلُ بأن فضولي قد وصل لتلك المرحلة؟ أن أعترف بأن ثمة مشاعرُ حقًا! لم أتوقع ذلك فأنا لم يسبق أن اعترفتُ لنفسي!

لكنني حين أكون مع ياجي، أتحدث بلا شعور، أنا حقًا أريد لذلك أن يستمر، أنا الآن أريدُ أن أعرف أجابة هذا السؤال بالأستمرارِ

قُدمًا حتى ولو لم أحصل على نتيجة...



"ياجيما! لقد لقد كان دقات قلبي مضطربةً وبشدة... لم استطع أيقافها! حتى أني لن استغربَ إذا كان تاكامورا قد سمعها!

أن هذا مؤلم، وأنا لا أفهمُ شيءٍ أبدًا! لماذا؟ لماذا أنا لا أفهم شيءٍ؟ لما اقحمتِ تاكامورا بمشكلتي؟ لماذا تاكامورا؟

ألستِ من نهاني عن الاقترابِ منه؟ فلمَ؟ لمَ هو؟ اجيبيني..."

لم استطع منع نفسي من إطلاق شهقاتي، كأن يدًا تقبضُ على قلبي! أنهُ شعورٍ مؤلم! لم أكن أعلم أن الحيرة يُمكن أن تكون مؤلمة!

أن لا تجد أجابة لتساؤلاتك... مؤلم...


جلست ياجي بجانبي واحتضنتني، وقد تَمسكتُ بها بقوة لأنني أردتُ أن أدفن وجعي عن مواجهتها! مع أني لا أظهرهُ عادةً لغيرها!

فياجيما هي الوحيدة التي أثق بها للبوح بكل ما يتخلج في صدري....

طوقتني قائلة وهي تمسحُ شعري بأناملها:

"لأنني لا أريدك أن تتخلي عن مشاعرُكِ بعد الآن! تلك المشاعر كنزكِ الحقيقي ويجب أن تعتزي بها... في المستقبل،

لا يجب عليكِ أن تندمي لتخليكِ عنها! وأنا لا أريدُ أن أندم أيضًا بالرغم من كُلِ شيء، تاكامورا رجلٌ خلوق..

ولا يجبُ أن نحكُم عليه ِلمجرد أنهُ أحد أفراد أسرة ناكازاكي..."

ماذا تقصدُ بِ-بالرُغمَ من كُلِ شَيء؟- أسرة ناكازاكي! لمَ كُلِ شيء يزدادُ غموضًا حول هذه الأسرة بالنسبة لي؟

مالذي يجعلُ من اسم عائلة ناكازاكي مصدرَ حذر؟ أردتُ أن أسأل، لكن دخول جوان وآكاني الغير متوقع منعَني عن ذلك...

رمَت اكاني نفسها على الأريكة المجاورة لي وهي بالكاد تتنفس، والآخر رمى بنفسه بجانبي وهو يفتح ازرار قميصهُ الأولى...

لمَ يبدون مُتعبين؟ بقينا ننظرُ لهما باستغراب، لايزال ثمة وقتٍ قبل الانصراف!

"جوان! كيف تترك الصف وتتأتي للبيت ألم نتفق من قبل؟"

بقيَ جوان لا مُبالٍ بما قالته أخته والاخرى تُناظرهُ بشرر! نظرتُ لأختي كانت تنظرُ لي بريبة إلى أن أنفجرت سائلة

و ملامحها على أوج الاستغراب:

"ناتاليا! مالذي حدث؟ من كان الذي ركبتِ معه عند بوابة المدرسة؟ أنا لا أفهم!"

إنها أسئلة طبيعية أليس كذلك؟ من الطبيعي أن اٌسأل شيء كهذا، في نهاية الأمر يجب أن لا نُبقي إخوتنا في حيرة!

وخاصة أننا في المدرسة نفسها الآن...

سردت ياجيما كل شيء، من يكون تاكمورا ولما ذهبتُ معه وأسباب تصرف ياجيما أيضًا، لكنها لم تخبرهما عن مشاعري

وقالت أن تاكامورا كان خيارها العشوائي!

كانت آكاني تستمع بانتباه وهي تعقدُ حاجبيها في حين كان جوان يتكيء علي الأريكة بلا مبالاة وينظرُ للسقف مستمعًا...

وحين أنتهت ياجيما قال جوان وهو على حاله:

"وهذا يعني بأن ناتاليا خرجت من الموقف بفضل خطتكِ! هل تظُنين بأن هذا سيوقف إلتفاف الطلاب حول ناتاليا؟"


أجابته شقيقتهُ بتفاؤل مرفق مع الحماس:
"بالتأكيد سترى النتيجة يوم الاثنين!"


عدل جوان جلستهُ واستوى ينظرُ نحوي بابتسامةٍ شَقية لم أفهم مغزاها إلى أن أسلف:

"هذا يعني أن علىّ أن أبذل جهدي كي لا يصدق أحد من الطلاب هذه التمثيلية!"


بقينا جميعًا مذهولين من كلامه، في البداية رفض عقلي الاستيعاب ولكن نهوض ياجي الصارخة بوجه جوان أيقظني من صدمتي!

"ما هذه الترهات التي تفوهت بها يا جوان!؟ أتظن أن هذه مزحة!؟"

نظر نحوها بنظرة تحدي:

"ناتاليا هي من بدأت هذه اللعبة، وذلك منذ اليوم الذي خدعتني به وأفسدت صورتي أمام أصدقائي!
ناتاليا العبيها جيداً لأنني لن أفلت فرصة من يدي!"

"مالذي تقصده بكلامك ياجوان؟ متى خدعتك ناتاليا لتقول هذا الكلام الآن؟" قالت آكاني مستفسرة..

"لأنني حين أتصلتُ بها تلك المرة لتُساعدني على الأعتذار عن فظاظتي، قالت لي، -أن غدًا عيد ميلاد اكاني وعلىّ أن أغتنم الفرصة!-"

"وإذًا؟" قالتا آكاني وياجيما معًا باستفسار ليهيج جوان واقفًا أمامي:

"لكنه لم يكن كذلك! و قد بدوتُ كالمغفل أمام اصدقائي! وهذا بسبب مزاحك الثقيل، إذًا تحملي النتيجة!"

كان الموقف غريبًا جدًا! لم أعرف أن كان علىّ أن أضحك أو أنزعج! كان الأمر محيرًا لي من جهة لدى جوان

الذي أظهر ردةَ فِعلٍ قوية لفعلتي البريئة ومن جهة ياجيما التي ورطتني في هذه اللعبة ومن جهة الفرصة التي

لا أعلم إن كان علىّ التماشي معها للتعرف على تاكامورا! أشعر أني بدأتُ اللعبة بين صديقتي وشقيقها وأختي!

قضبت ياجيما حاجبيها ولكن قبل أن تفعل أو تقول شيء خرج جوان مع ابتسامة تملأها الشقاوة والتحدي...

أصبح الجو أكثر إثارة، وأنا واثقة بأنني ساستمتع كثيرًا قبل تخرجي...




* آكاني *


عدنا للبيت متأخرتين قليلًا وقد غرُبَت الشمس، بالكاد دخلنا البيت حتى أدركتنا أمي متجهمة عند مدخل الصالة:

"آكاني! كيف تتجاوزين الحصص وتغادري المدرسة قبل نهاية الدوام؟ أتصل المدير بي وأنا في الجامعة
ولم أعرف ما اقول فهذا ليس من شيَمُكِ! ما تبريرُك؟"

لم أدري ماذا أجيب! لا يمكنني أن أقول السبب الحقيقي، ماذا اقول لها أن ناتاليا ذهبت مع أحدهم ولحقنا بها!

لا لا لا وألف لا قد تفهم الأمر بشكلٍ خاطيء! لا أريد أن أحرج أختي الكبيرة أمام أمي...

"لقد ذهبنا معًا لنشتري ثيابًا لياجيما واصطحبت اكاني معي، أنه ذنبي وقِلَة مسؤليةٍ مني أنا أعتذر منكِ يا أمي،

كان يجب أن أخذ أذنكِ قبل ذلك!" قالت ناتاليا....

كان تفهُم أمي سريع! لم تسأل ولم تُضف شيء غير:
"لا تُكررا ذلك مجددًا!"


وفي صباح اليوم التالي...

ذهبتُ للمدرسة وحدي، فليس لدى أختي حصص اليوم، قابلت جوان بوجهٍ متجهم!

لا أعلم ماذا يُغيظني منهُ أكثر! أهو تصرفهُ مع اختي؟ أم أحراجي أمام أمي والمدير...

والطلاب أيضًا! وربما تلك الابتسامة المسفزة التي يرسمها منذ الأمس!

بقي يحافظ على حاله طوال الوقت، وفي أثناء الغداء جلسنا معًا كالعادة! بقيتُ متجهمة بوجه طوال الوقت، وهو لم يوفر ابتسامته البلهاء!

"هلّا مسحت هذه الابتسامة السخيفة!"

كسرتُ الصمت... فبقى يأكلُ مبتسمًا وهو يتجاهلني،

"بربك لمَ تجلسُ هُنا إذا كنت لا تريد أن تكلمني؟"

لو أن للبرود قرين فها هو يجلس مُقابلي! لم تهتز شعرة منه!

"أنتَ حقًا أنسانٌ حقود!"

أنفجرت بوجهه وأنا أضرب المنضدة وغادرتُ متجاهلةً ردة فعله أو ما قد شعر به تحت أنظار الجميع.

لم يكن ذلك إلا بسبب أني أعرف أن مشاهدة ردةِ فعله ستُشعرُني بالذنب...

بقيتُ واقفة على السطح أتأمل السماء وأنا أعرف بأنهُ قد جُرح، لكنني لم أكن مستعدة لمواجهته...

وما أن رن الجرس حتى قررتُ العودة للصف...

ألتفتُ لأجدَه واقِفًا وهو يسد باب السلالم بجسده، ابتلعتُ ريقي وأنا أنظر لنظراته الباردة المجردة من أي تعابير، سوى الضيق!

حاولتُ تجاهله وتقدمتُ نحو الباب وكلما اقتربُ منه شعرتُ بالطاقة السلبية تزداد! حاولتُ تجاوزهُ مُدعيةً القوة..

وعلى غفلةٍ كان قد قيدني بالجدار وهو يقول غاضبًا:

"اسألي نفسك من الأكثر حقدًا بيننا؟ أنا أم أنتِ؟ أتذكرين ذلك؟ هل أنعشُ لكِ ذكرتك؟"

أغمضتُ عيني وحاولتُ تجاهل كلامه، لم أكن أريد أن استمع لكلمةٍ منه! لم أرد أن أتذكر كي لا أكره نفسي أكثر...

رويدًا رويداً انسابت دموعي على غفلةٍ مني، ولكنه لم يكتف ليضيف:

"أنتِ أسوء مني! فأوقفي هذه المسرحية الملائكية...."




-الراوي-


هَبَت رياحُ مُنتصف الربيع حاملة أوراق الشجر مع نسائم باردة، مررت أناملها على تلك المفاتيح المصففة برزانة

لتَصدَح موسيقى هادئة في الأرجاء... مُريحة كيان سامِعيها! عكست هذه الفيلا ثقافة ساكنيها المختلفة عن سكان هذه المدينة!

كأنها أحد القصور الرومانية القديمة، في حيٍ تميزت البيوت عن الأخرى! لكنه بدا الأكثر تميزًا!

انهت الشابة العشرينية عزف مقطوعتها وفتحت عينيها بهدوء وهي تسحبُ يديها مُتذكرة مؤلفة المقطوعة الموسيقية الراحلة..

وكيف كانت تستمع لها في براعم العمر!

توسدت ملامحها ابتسامةٌ واسعة و دمعة الذكرى تمردت على وجنتيها.....


"آنسة أوريليا! السيد جوناثن ينتظرُ رؤيتكِ!" قالت الخادمة للشابة باحترام....

نهضت الفتاة الشابة والجميلة وهي تُغلقُ لوحة البيان بهدوء وترمقُ الشاب الواقف بالزاوية مكتف اليدين بأبتسامة شقية!

"أنا قادمة!"

قالت ذلك وهي تمشي نحو الخادمة بهدوء شديد! كأنهُ الهدوء الذي يسبق العاصفة!

"أميرتي!.. سأعود خلال اسبوع، انتبهي لنفسك..." قال ذلك وهو يحتضنها

"لكن لا تذهب وتنسى العودة على الموعد كَعادتِكَ!"

دوى صوت قهقةٍ عاليةٍ أرجاء الصالة ونفى كلامها:

"هذا مستحيل! أتريدين أن أحضر لكِ معي شيء من (بكين)!"

أنزلت رأسها متمتمة "سلامَتُكَ يا أبي..."

مسح على شعرها بابتسامة وولّاها ظهرهُ مُغادرًا......



- هذا مُستحيل !! -

تساءَلت ماذا كان يقصد تحديدًا بقوله! أيقصد مُستحيل لن أكررها! أو رُبما مُستحيل أن أغير عادتي! ربما نفسه لم يكن يُدرك!

بقيت واقفة مكانها حائرة إلى أن أختفى عند الأفق، نظرت للذي وقف خلفها وهي تبتسم نفس الابتسامة! مالذي تنوي له هذه الشابة الطائشة!

"تاتيانا!" نادت الخادمة...

"نعم آنستي!"

" أشعر بالضيق، سأذهب للتسوق قليلًا!"

"سأخبر السائق أن يجهز السيارة!"

نظرت له "بل هيروشي سيقود، أحضري محفظتي الوردية!"


بقيت تستمتع بتعذيبه، ولم تدع فرصة إلا واغتنمتها! سيارةٌ وردية مكشوفة، حقيبة وردية، وحارس شخصيٌ مسكين!

بقيت تتسوق بالأسلوب المجنون وتُحمله كل المشتريات!

وقفت عند محلٍ للألعاب واشترت دُباً عملاقاً، يعرف جيدًا أنها لا تحتاجه أبدًا! وكان عليه أن يحمله أيضًا!

هل هذا ما يُسمى بالضيف الثقيل!



-:"هيروشي؟ نادتهُ متسائلة و هي نتظرُ للخارج من المرآءة الجانبية..."

-:"ماذا؟!"

-:"أخبرني... هل هُنالك طريقةٌ أخرى؟"

ابتسم وقد فهم قصدها جيدًا جداً!:" لا أعتقد ذلك أوريليا!"

-:"ولما لا؟"

بقيت تنتظرُ وهي تُحملقُ بفمه منتظرةً الإجابة، لكنها لم تنلها!

يبدو أنها قد مَلت من ما تفعله معه! وربما بدأت تفهم أن لا شيء سيُثنيه! هو مستعد أن يتحمل أي شيء، من أجلها ...

وحتى تصرفاتها المزيفة لم تجدي نفعاً معه!

وقفت وهي تنظرُ له وهو يُنزِلُ مشترياتها، ولأول مرة لاحظت كم يتحمل من السخافات بلا تذمر... استدارت وهي تستجمع نفسها...

-:"هيروشي.... أنت مطرود!"

ظن أنهُ توهم ما سمعه من همس وتابع ما يقوم به، ليصدم بملامحها الجادة وهي تُعيد ما قالته بصوتٍ أوضح!

هي جادة، لم تعد تتحمل ماتفعلهُ كيف لها أن تكون مرتاحة وهو لا يتأثر كما يحدث معها!


بقيت وحدها تستعيد سخافاتها، وكيف لم تتوقف أبداً عن طلباتها بُغية أن يستسلم ويُغادر بنفسه! لم يسبق أن انتبهت لذلك مُسبقًا!

لطالما كان ينفذُ أي شيء تطلبه مهما كان تعجيزياً، بقي يخطو حذوه غير آبهٍ لأفعالها، كلماتها ومواعظ الآخرين...

كانت أصوات الوحده تعج جدران جناحها! فجأة اتسعت تلك الفجوة بينها وبين العالم الذي تعيشه يوميًا وحدها... لم يتقبلها أحد!

لطالما كانت منبوذة رغم مكانتها بهذا المجتمع!

الجميعُ يتجنب مُخالطتها! تعيش يوميًا وهي تظن أن اليوم قد يكون مختلفًا عن أمس...



كان هيروشي عكس الجميع! لطالما انتشلها من الفراق، تحملها وملأ وحدتها بالناس! لم تتصرف أي واحدة من شقيقتيه بلؤمٍ معها

وعاملنها كواحدة مِنهُن! لكنها لم تُقدر ذلك يومًا! وبقيت تفكر،

"الجميع ينبُذني في هذا البلد...، ليس لي أصدقاء هُنا..."

لكن ألم يكُن هيروشي يفعل؟ ألم يُقدرها ويعتز بها؟ ألم يكن صديقًا لها؟


" ولكن لما طلبتُ منه أن يرحل؟ مما كُنتُ حذرة؟ لما تصرفت بهذه الطريقة معه منذ ما يُقارب السنة وهو يتبعُني لكل مكان،

مع أنه يستطيع فعل الكثير ولديه خيارات كثيرة!... اختارني... اليوم وأنا أنظرُ إليه من الخلف، رأيته!

وهو يستحقُ أفضل من ما أفعلهُ معه!"

نهضت الشابة تُراقب الرياح وهي تهُب حاملة أوراق الخضراء وتعصِفُ بالأشجار...

فجأةً أصبح الجو باردً...!

دخلت تاتيانا بهدوء وهي تقو :

"عفوًا..... أنسة أوريليا!"

قالت وهي تستمرُ بالنظرِ عبر النافذة... "ماذا تُريدين؟"

"أممم... أنهُ هيروشي!"

"ماذا به؟" قالت ذلك وهي تنظِرُ للخادمة بإندهاش..

"في الواقع، طلب مني أن أناديكِ للعشاء!"

أتسعت حدقاها وهمست "مستحيل... ألايزالُ هُنا؟"

"نعم.... لم يغادر أبدًا!"

لم يذهب! كان ذلك شبهُ متوقع! أبتسمت وقد ارتاحت لما سمعته...

لكنها لم تعد تعرفُ كيف تتصرف بعد الآن...

"لأترُك كُل شيء لما قد يحدث من تلقاء نفسه بعد الآن..." هذا ما كانت تُفكر به اوريليا منذ تلك الليلة!





"صباحُ الخير هيروشي... تبدو مرهقًا بالتفكير على غير العادة!"

مدد جسدهُ وهو يُجيب:

"صباح النور... لاشيء خاص، لقد سهرتُ أساعِدُ ناتاليا بالتحضير لاختبار الفيزياء البارحة!

لم أفعل ذلك هذه السنة سوى أمس! ويبدو أنني مدعو للمهرجان الرياضي بدل أبي!"

جلست على طاولة الفطور وهي تقول:

" الجو لم يهدأ منذ أيام! صحيح ما هو المهرجان الرياضي؟"

جلس الآخر بجوارها:" أتريدين أن نُدخل الفطور؟ الجو لم يعد مناسبًا لتناول الفطور بالخارج..."

شعرت بالانتعاش ونسمات الربيعية تُداعب خصلات شعرها وتتسللُ عبر ثيابها....

" لاداعي لذلك... فالجو جميل جدًا! أتعلم أنا أحب الجو البارد كثيرًا! ... يشعرني بالراحة!"

بقي متسمرًا بها يستوعب ماقالته، أول مرة تُشاركهُ بشيء تُحبُه! ابتسم وهو يرتشف قهوتهُ وهي تُكمل...

"لم تخبرني... ماهو..؟"

أكمل عنها "المهرجان الرياضي هو تقليد مدرسي قديم... يجتمع فيه الطلاب للتنافس برياضات مُختارة، وهو حدث سنوي

ومواعيده مُختلفه في المدارس وليس لهُ يوم محدد... في مدرسة أختاي موعدهُ بعد أسبوعين تقريبًا..."

انبهرت اوريليا من كلامه ووجدتهُ مدهشًا!

"هذا مُدهش! لم أكن أعرف عن شيء كهذا... لقد بدأتُ أحسدُ ناتاليا لأنها تحضر حدث كهذا كل عام!

هل شاركت في المهرجان الرياضي من قبل؟"

ابتسم وهو يهزُ رأسه "كُل عام منذ كُنتُ في الإبتدائية إلى أن تخرجت من الثانوية!"

"مدهش! هيروشي... هل... يُمكن أن تصطحبَني للمهرجان معك؟! طبعًا إذا يُسمحُ لنا بالذهاب... أقصد..."

" الدخول مفتوح للعائلات... لنذهب معًا... أوريليا!" قال لها.





نهضت وهي تشعرُ بالخدر في أطرافها وخرجت من غرفتها، كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل...

لاحظت الضوء المنبعث من غرفة الجلوس الخاصة بها فدَنَت منه لتسمع صوت حوار من جانب واحد ومن المنتصف:


"ولما لا............ ماذا؟!.......... لا أعلم لاتُعجبُني عبارتك الأخيرة! .........

أجل لكن كُل مرة أسمع منك (ثق بي) أندم!............... هههههههههه لا داعي للمبالغة! كُنتُ أمزح!

لقد وعدتُ بالذهاب حقاً، وأنا لا أحب أن أخلف وعودي أبدًا! .............. عدا تلك المرة!............ "





بدا لها الحوار غريبًا! لم تفهم من الذي يُخاطب، تساءلت عن من يكون... ربما كانت ناتاليا!

أو أحد رفاقه من الجامعة وربما صديقاً قديماً! فقد كانت طريقة كلامه حميمة جداً وبدا أنهُ يعرفهُ مُنذ فترة طويلة...



دخلت بهدوء وهي تقول بصوتٍ مُنخفض:

"هيروشي!؟ ألم تذهب للبيت؟ إنهُ حقًا ليس بالأمر المهم... فأنا سأكون بخير!"

أنزل الهاتف بهدوء وبقي ينظرُ نحوها مستغربًا! وضغط زر إغلاق المكالمة لاشعوريًا.... كانت تقف وهي تُمسكُ الباب وعكست ملامحها

الحزن والخجل دفعةً واحده... كانت تلك أول مرة ترسم هكذا ملامح أمامه.... بدت لهُ جميلةً!

"أنا... لم أستطع الذهاب للبيت وتركك وحدك هُنا!"

اندهشت من كلامه للحظات لتقول بحماس:

"أذاً ما رأيُك أن نذهب لمنزلكَ في الصباح؟ ونبقى هُناك بما أن الغد هو السبت؟ هكذا ستكون مع أختيك ولن تقلق علي
بسبب سفرِ والدي إلى بكين! ماذا تقول؟!"


وماذا سيقول؟ الأجابة واضحة! استيقضت أوريليا متحمسة وبدأت تختار الثياب التي ستأخذها معها لمنزل عائلة ناكاموري!

ستبقى يومين رغم هذا اختارت الكثير من الثياب ولاتزال مُحتارة ماذا تأخذ معها... في نهاية الأمر انتهت بحقيبة كبيرة من الثياب!

أول زيارة لـ أوريليا إلى منزل عائلة ناكاموري، كيف ستكون؟! لم ترى أي أحد منهم منذ عطلة الشتاء...

لم يكن صعبًا لها أن تندمج مع شيقتيه لكن الأمر كان مختلفًا مع والدتهِ وجدتهِ.... خاصة السيدة يوي...

كانت مرتبكة طوال الوقت ربما بسبب أنها أحد أبرز أساتذة الجامعة! وتراها يومياً في الجامعة....



فتح هيروشي باب منزلهِ بمفتاحهِ الخاص، نظر نحوها وهو يقول:

"اليوم يوم عطلة وهو يومٌ خاص مسموح به النوم حتى العاشرة في بيتنا... قد يكونون نائمين... ما عدا جدتي... فهي ......"

قطع حديثه ظهور الجدة ميدوري المفاجئ...

"لقد عدت... صباح الخير جدتي..."

جلس هيروشي يخلع حذاءَه عند الباب ووضعه في خزانة الأحذية على اليسار. لم تفهم أوريليا السبب لكنها بادرت بالمثل...

"أهلا بك يا بُني... مضى وقت لم تعد فيه للبيت أيها المشاكس!"

نهض هيروشي وهو يضع يده خلف رأسه وهو يقول منكراً:

" لا تقولي ذلك اوبا سان لقد كُنتُ هُنا قبل يومين! معي ضيفة!"

قال وهو يُشير نحو أوريليا... فإبتسمت الأخرى قائلة:

"سعيدة بلقائك سيدتي.... أرجو أن لا أكون قد أزعجتكم بدعوة نفسي!"

"أهلًا بالضيوف في أي وقت... أرجو أن نحسن استضافتك!"



تبعت أوريليا هيروشي وهو يصعد السلالم الى أن وقف أمام أحد الابواب وضعت عليها لافتة على شكل زهرة... قرأت الحروف المكتوبة:

"نا...تا...لي...ا! اوه أهذه غرفة ناتاليا؟"

فاجأها هيروشي بفتح الباب بدون طرق! دخلت خلفه لتجد ناتاليا نائمة بعمق! وقف هيروشي يحاول ايقاظها بمناداتها،

لكنها لم تتحرك حتى... هزها بضعة مرات ولم ينفع أيضا... فانتهى بسحب الغطاء بقوة!

فجلست ناتاليا وهي تمسح عينيها غير مستوعبة!

رفعت رأسها وعيناها شبه مغلقتين وحين رأت غطاءها بيد هيروشي استوعبت الموقف!

"صباح.... الخير!" قالت ناتاليا وهي غير سعيدة!

لم تألف أوريليا سبب تصرف هيروشي! لم يطرق الباب وأصر على إيقاظ المسكينة!

"هل استيقظتي؟"

"لا!"

"إذاً استيقظي!"

"لا أريد!"

بدا الموقف غريباً لأوريليا! هذين الاثنين يبدوان كما لو أنهم يتشاجرون!

كان هيروشي يمسك شعر ناتاليا والآخرى تسحبه من قميصه! ويبعدان وجهي البعض باليد الأخرى!

"مالذي تفعلانه؟!"

نظرا لها بنظرات بلهاء وقالا في آنٍ واحد:

"لاشيء!"

"لا يبدو لي كـ (لا شيء!)... يبدو لي شجارًا!"

انفجر هيروشي ضاحكاً بصوت عالي وقامت ناتاليا بإخفاء ضحكتها بكلتا بديها! ليقول هيروشي:

"لا تكوني ساذجة أوري! نحن دائمًا نعبث مع بعض هكذا!"

لتُكمل ناتالي وهي تنهض من على سريرها مبتسمة:

"لأننا إخوة! وهذا مايفعلهُ الإخوه مع بعض!"

اندهشت أوريليا من كلاميهما، لم تكن تعلم أن الأخوة يتصرفون هكذا مع بعضهم! ربما لأنها لم تجرب ذلك!

"صحيح أوريليا، أخبريني.... أليس لديكِ إخوة؟!"

قالت ناتاليا بابتسامة بريئة، لكن لم تحصل سوى على وجهٍ مظلم مع هالة حزن طغت عليها... لترد بنبرة خانقة:

"عندما كُنتُ في السابعة، مات أخي قبل أن يولد وماتت أمي بعده!

لذلك كرهت أن يكون لي أخ! لأنه أخذ مني أمي!"

كان الجو ثقيلًا لم يقل أحد منهم كلمة! إلى أن ختمت ناتاليا الجو بالكلمة اعتيادية:

"آسفة!"


دخلت آكاني و كان وجهها أكثر ظلمة من الثلاثة!

"صبااااح الخير! أنوه... ماهذا الأزعاج من الصباح!"

"صباح... الخير!" ردو معاً... تقدم هيروشي...

"هل أنتي بخير؟ تبدين شاحبة!"

مددت آكاني ذراعيها وهي تجيب:

"لقد كُنتُ أدرس طوال الليل! أجهز للاختبارات النصفية، بقي شهر لها!"

"تدرسين؟! لا داعي للضغط على نفسك بقي أكثر من شهر!"

"أعلم... همم ماذا تفعل اوريليا هنا.... أخي؟"

وهكذا بدأت عطلة نهاية الأسبوع في بيت عائلة ناكاموري....




*يُتبع*





 
 توقيع : فِريـال


التعديل الأخير تم بواسطة فِريـال ; 12-12-2020 الساعة 06:38 AM

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ليلة القدر خير من الف شهر ألكساندرا دين الرحمة 5 04-05-2022 02:22 PM
⋆ ألماسي : الأحمر هو لون القدر| Akagami no sherayuki-hime ASAWER صور الأنمي 9 05-11-2020 08:03 AM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 08:46 PM