••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


مازلت مريضاً بكي

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-2020, 11:18 AM   #16
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






الفصل الثالث عشر
" قسوة المشاعر!"

كانت جالسة وأماندا في الحديقة.....في احدى الامسيات الريفية الرائعة.....
تثاءبت اماندا...ثم ما لبثت أن أغمضت عينيها.....نظرت اليها لوسي بحب وهي تبتسم...
انها لا تصدق بأن صديقتها العزيزة ستصبح عما قريب أماً!! ياه....كم تمر السنون بسرعة!!! لقد كانتا بالامس فقط...فتاتين لهما احلامهما وطموحاتهما.....كانتا تعبثان وتلهوان....ولاتحملان اية مسؤوليات...!!لكن الآن؟؟؟
" مرحباً!"
استيقظت من شرودها....لتجد كلاً من ستيف واندرو يقفان أمامها.....
" أهلاً!"
" كيف حال جميلتي؟؟" قال ستيف ذلك وهو يقترب من أماندا ويقبلها على رأسها...
قالت لوسي وهي تبتسم:" انها نائمة!!"
قالت بجفون مثقلة:"لا...أنا مستيقظ....ة!!" وتثاءبت من جديد وعادت لتغط في النوم.....
ضحكوا جميعاً من أماندا التي لا تريد اضاعة لحظة برفقة لوسي....
لكن ستيف هزها بلطف قائلاً:" هيا حبيبتي الى غرفتك....وفي الصباح ستجدين لوسي بانتظارك!! أليس كذلك لوسي؟"
" هذا مؤكد!!" قالت بابتسامة....
" حسناً! تصبحون على خير!!" وهي تنهض بتثاقل....فأسرع ستيف الى جانبها وهو يهمس للوسي....
" أظن بأنني بدأت أغار منكي لوسي!!"
" ماذا تقول ستيف؟؟" قالت اماندا بتباطؤ....
" لا..لاشيء حبيبتي! هيا بنا!!"
ضحكت لوسي من كلام ستيف...لكنها توقفت عن ذلك..حينما لاحظت بأن أندرو يحدق فيها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة رائعة!!....وما ان توارت اماندا وستيف عن الانظار.....
حتى نهضت لوسي بسرعة وهي تقول متحججه.....
" سوف أذهب للنوم! عن اذنك!" وهي تلتفت لتغادر...
" انتظري لوس!" وهو يمسك ذراعها ليمنعها من الذهاب.......
نظرت اليه وهي تحدق متعمدة في ذراعه التي تقبض عليها بهذا الشكل....فتنهد وهو يترك ذراعها ويتمتم معتذراً
" أنا آسف!..لكنني أرغب في التكلم معك!"
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تنظر اليه ببرود مصطنع:" أنا أستمع!"
لم تعجبه نبرة البرود والتجاهل في صوتها ومع هذا ....
" هل من الممكن أن تجلسي؟"
"لا!" قالت بتحدي....
فما كان منه الا أن جلس وجذبها بقوة من ذراعها لتجلس الى جانبه......اتسعت عينيها غير مصدقة....
" كيف تسمح لنفسك بالتصرف معي بهذه الصورة الهمجية؟؟؟"
" بنفس الطريقة التي سمحتي فيها لرأسكي الجميل هذا...بالتفكير بهمجية!!!!" قال غاضباً....
مما أربكها..:" أنا....لا أفهم ماتقصده!"
" بل تفهمين جيداً! ومع أنني لست بحاجة الى التبرير..."
قاطعته بسخرية:" يالهذا الغرور!!!"
" ألن تصمتي حتى استطيع انهاء ما أريد قوله؟" قال بنفاد صبر...لكنها أيضاً..كانت قد تمردت على مشاعرها نحوه....وعادت شخصيتها الفولاذية للاكتساح.....
" وربما أنا لا أريد أن أسمع كلمة من الهراء الذي ستقوله؟؟!!" وهي تعود للنهوض....
مما يجبره على الوقوف ومواجهتها....
" لقد حذرتكي مرة لوس من اهانتي!! صحيح بأنك تسرين في شراييني مسرى الدم....لكنني لن أسمح لامرأتي أبداً باهانتي!!!"

اقتربت منه متعمدة وقد أعماها مايقول....وقربت وجهها من وجهه...وهي تقول بتحدي وحنق:" لست امرأتك أيها الكاوبوي! أترغب في تهجئتها لك؟حسناً!"
أمسكت بكفه وبدأت تعد على اصابعه وهي تنظر اليه باستهزاء....
" ل..س..ت...ام..ر..أ..ت..ك!" ثم أسقطت يده من بين أصابعها ..قائلة ببرود..." عمت مساءاً!"
هل ظنت بأنها انتهت منه هكذا؟؟؟ حسناً..ان كانت تظن هذا ..فهي حتماً مخطئة! بل هي لم تكد تشعر بطعم النصر في هذه الجولة...حتى أكد لها أندرو..بأنها تشاركه الخسارة...أكثر مما ظنت.......
أمسكها من ذراعيها بخشونة....وقربها منه " اتركني!" وهي ترتعد..حينما رأت عينيه القاتمتين.....
وبنفس طريقتها....قرب وجهه من وجهها.....حتى شعرت بأنفاسه الدافئة التي تناقض برودة ملامحه.....
" حالما نتزوج....سأقوم بتهذيب لسانكي السليط هذا! ومنذ الان حتى ذلك الوقت...سأعاقبكي بطريقتي!!"
وهو يشدها اليه معانقاً.....بقسوة وغضب....أجل! انه يصب كل غضبه منها...عليها وفي عناقه البارد..الخالي من المشاعر....
حاولت التخلص منه..." اتركني أيها المجنون!! اتركني!!"
لكنه بدا وكأنه لا يسمعها......قالت بأسى:" أندرو!!!"
رفع رأسه وعينيه ما زالتا تقدحان شرراً...وهو يطالع عينيها البائستين..قالت بمرار..
"دعني!"
" لا!" قال بتصميم...
" ماذا تريد مني؟؟؟"
" ما كنت أريده منذ أول يوم رأيتك فيه!!" قال بعينين قاسيتين..لم تلمح فيهما اي أثر للعاطفة......
" ولكنني لا أريد ...!!"
قاطعها قائلاً:" بل أنتي تريدينه!!"
ارتبكت..فحاولت التململ من جديد:" اتركني اندرو! ما تفعله لن يحل المشكلة!!"

فكر قليلاً...ثم قال:" هذا صحيح!!" وهو يقترب منها...مما أجفلها:" ماذا ستفعل؟؟أوه يالهي..أندرو تعقل!!"
لكنه أمسك بها وحملها على ظهره وكأنها كيس بطاطا.....
صرخت بحدة:" أندرو أيها المعتوه...ماذا تفعل!!؟؟أنزلني في الحال!!"
لكنه اكتفى بالصمت...وهو يسير بها نحو سيارته....وهناك ألقاها في الداخل...وفي دقيقة كان قد انطلق بها الى حيث لا يعلم أحد!!!!

كانت تصرخ في السيارة...." هل أنت مجنون؟؟؟أين تأخذني؟؟ أنزلني في الحال!! أقول لك أنزلني فوراً والا ستندم حقاً أندرو ماير!!!"

لم يكلف نفسه حتى عناء النظر اليها......

مما أفقدها أعصابها:" سأقاضيك!! سأجعلك تدفع كل ما تملكه في المحاكم!!! سترى أيها المجرم!!"

أيضاً لم يرد......حسناً, لقد بدأت حقاً تشعر بالخوف!! هي تعرف بأنها تثق بأندرو حتى النخاع!!
لكنها خائفة من أشياء أخرى....بدت جلية في ملامح وجهه!!
وأخيراً توقفا......
خرج من السيارة وسحبها من ذراعها ....وهو يسير بها سريعاً مما جعلها تتعثر أكثر من مرة....وبعثر خصلات شعرها حول وجهها......
ولما رأت بأنهما يقتربان من كوخ....ارتاعت صارخة:" أوه..لا!!"
وأخذت تحاول مقاومة السير مع اندرو....التفت اليها فسارعت بلكمه بقبضتيها الصغيرتين محاولة ابعاده عنها....
ولما أحست بعدم جدوى ذلك...عادت تضربه براحتي يديها دون فائدة وهي تنهار باكية
:" لا..اندرو..اتركني....لا تفعل بي هذا!!!"
وهي تسترخي بين ذراعيه..مما جعله يدرك ما كانت تفكر فيه...أمسك وجهها بين راحتي يديه...وقال وهو غير مصدق ماتظنه...
" أكنتي تظنين بأنني أنوي...؟؟" رفعت عينيها اليه..ورأت مقدار الالم الذي لاح فيهما....
" أوه لوس!!! أي وحش عديم الاخلاق تظنيني؟؟؟ ظننت بأنكي تعرفينني!! ولكنني واهم حقاً...أليس كذلك؟؟ أم أن أبناء الريف هم مجرد ذئاب بشرية تشتهي تمزيق براءة فتيات المدينة الفاتنات؟؟؟"
" أنا؟؟"
" أجيبيني!!" وهو يهز كتفيها بغضب.....ولما لم تجب..تركها من بين ذراعيه....وابتعد عنها قليلاً...ثم عاد ليقول وهو ينظر اليها بألم....
" اطمئني أيتها الاميرة!! لست أبداً كما تظنين! كنت أرغب بمفاجأتكي بهذا الكوخ..الذي اشتريته لكي ..بجانب البحيرة الصغيرة....
كنت أرغب أن نتحدث بحرية....كما فعلنا ذات يوم...في نفس هذا المكان...
ولكن؟؟؟... لا أظن بأن لذلك أي فائدة الآن...!!"

نظرت اليه وهي تشعر بقلبها يتمزق بين ضلوعها...هل حطمت كل شيء؟؟هل مات حبها في قلبه؟؟؟هل يحتقرها الآن...أو يكرهها؟؟؟؟ يا الله..ما الذي فعلته!!!!
ولم تشعر به..الا وهو يهبط ويساعدها على النهوض...نظر الى وجهها طويلاً حينما استقرت واقفة أمامه....رفع خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها... فحاولت الكلام حينما التقت عينيها بعينيه المعذبتين...لكن اصبعه الذي استقر على شفتيها أمات الكلام في مهده.....
" لا تقولي شيئاً!" ومع أن عينيه تعلقت باصبعه الذي كان يلامس شفتيها الناعمتين....بل هو نسي نفسه للحظة..وظن أنه؟؟؟..لا.....قال بصوت مكتوم..لم يسمعه الا هو..... وسحب نفسه بعيداً عنها طالباً منها الركوب.......
أعادها الى المنزل....وانتظر حتى تنزل من السيارة....لكنها لم تفعل!! نظرت اليه..كان وجهه جامداً..بارداً..لم تعهد فيه كل هذه القسوة قبلاً....!
كان ينظر أمامه وكأنه لا يراها.....
قالت برقة:" أندرو...؟ لم أكن أقصد...لقد ظننت؟؟؟" ولكنه ايضاً لم يتحرك...
تابعت بعد ان ابتلعت ريقها بصعوبة....
" حسناً...كنت غاضباً...وحملتني قسراً الى مكان معتم مهجور...أليس من الطبيعي أن أظن ذلك؟؟؟"
أيضاً....لا جواب!!!
حينها نظرت اليه بغضب وقالت..:" لا بأس....لك ما تريد!" وهي تخرج غاضبة وحانقة حتى دون أن تنظر خلفها..ثم سارت مسرعة باتجاه المنزل...لكنها سمعت صوت سيارته بمجرد خروجها منها...استرقت نظرة للخلف...كان قد انطلق من جديد وهو ينهب الارض نهباً....متوارياً بسرعة البرق...عن أنظارها!!!



 

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 11:19 AM   #17
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






أحقاً؟؟ حسناً لنرى ان كان ظنك في محله!!

وللحق...كنت على وشك وضع فصل جديد الآن...فاستمتعي!

الفصل الرابع عشر...
"حبيبتي..... حتى الموت!"

يمر يومين دون أن تراه........ومع هذا تعرف بأنه يقضي وقته في المزرعة الجنوبية...وبدا بأن لاأحد على علم بماحدث بينهما!!!

" لوسي؟؟ تعالي حالاً...لدينا ضيوف!!" صرخت أماندا من أسفل السلم...
كانت مستلقية على سريرها تقلب صفحات مجله دون ان تركز فيها....فكل تركيزها كان مع ذلك الاسمر الذي خطف قلبها منذ زمن!!! لكنها ما ان سمعت صوت أماندا....حتى ألقت بها بعنف...وهي لا تعرف ماسبب مزاجها السيء لهذا اليوم!! ونهضت عن سريرها...ألقت نظرة الى نفسها في المرآة....ثم هبطت في الحال.....وما ان وصلت الى غرفة الضيوف...حتى فوجئت بذلك الشاب الوسيم...والذي تشعر بأن ملامحه مألوفة لها بعض الشيء!!
تقدمت لتحييه.....
" مرحباً!"
"أهلاً..كيف حالكي؟" قال مبتسماً بعينين مضيئتين..وهو يصافحها...
" بخير...وأنت؟" قالت وهي تنظر الى أماندا مستنجدة..فذاكرتها لا تسعفها...وبدا بأن هذا الشخص يعرفها.....
اقتربت أماندا وهي تضحك:" انه تيد!! ألا تذكرينه؟؟"
" آه تيد! كيف حالك؟؟" وهي ترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها....هل يفترض بأن يذكرها اسمه بهويته؟
ضحك تيد وقال:" أنتي لا تذكرينني؟؟؟"
ابتسمت بحرج:" حسناً...تبدو مألوفاً لدي...ولكن ذاكرتي لا تسعفني هذه الايام!!"
صرخت اماندا وهي تضحك:" ألا تذكرين رفيقكي ...من الحفل الريفي؟؟"
وهنا صرخت لوسي:" آه الآن تذكرت!!! كيف نسيت هذا؟؟ انه لمن المفرح ان اراك حقاً بعد كل هذه السنين...كيف حالك؟"
" أنا في احسن حال...وأرى أنكي كذلك!!"
" لكن؟؟كيف حدث وتعارفتما؟؟" تساءلت لوسي..
" انه صديق ستيف! " هتفت أماندا....
" أوه! لم أعرف هذا!"
" لا عليكي!! فصداقتنا حديثة العهد!!"..
" حسناً..ألن نجلس؟ سيحضر ستيف قريباً..!"
تساءلت لوسي وهي تجلس..:" والى أين ذهب مبكراً هكذا؟؟"
" ذهب لمعاونة أندرو في المزرعة الجنوبية!! فالعمل شاق ومنهك هذه الايام! وأظنهما سيعودان معاً!!"
ارتبكت لوسي....لكنها عادت لتنظر الى تيد الذي كان ينظر اليها محدقاً...
فوجدت نفسها تقول:" هل تشرب شيئاً تيد؟ شاي أم قهوة؟؟"
" فنجان من الشاي سيكون رائعاً..أشكرك!" قال برقة...
بينما انسحبت هي بهدوء...الى المطبخ..لتلتقي السيدة ماير..وتنخرطان معاً في الحديث عن هذا التيد......

ويأتي الليل...لينشر أجنحته ويلف المكان......هذا السكون والعتمة......يخرقه صوت عزف غيتار ...وأصوات غناء وضحك هستيري...تنبعث من...بيته!!!
نظر باستغراب الى ستيف....بادله الاخر نفس النظرات.....
تقدم أندرو..وفتح الباب ومن خلفه ستيف...خلع معطفه وحذائه الملطخ بالطين....وارتدى الحذاء المنزلي....تقدم الى مصدر الصوت....حتى وصل الى غرفة المعيشة....
ليجد لوسي تتوسط أماندا وتيد على الاريكة المقابلة للمدفأة...وهي تدق على غيتارها..وتغني بصوتها الشجي...ومما يبدو بأن السهرة كانت أكثر من ممتعة...فهاهي اماندا..وكذلك تيد...يغنيان باعلى صوتهيما في محاولة لمرافقة غناء لوسي....
والجميع في ضحك واهتياج.....ولمعت عيني اندرو..وهو يرى ذراع تيد المرتاحة على كتفي لوسي....
لكن ما ان لمح ستيف تيد حتى هرع الى الداخل مرحباً..........
" أكل هذه الجلبة منك أيها المحتال؟؟؟" قال ستيف وهو يعانق تيد......
" وماذا سنفعل؟ ان كانت هذه الحسناء تفقدنا صوابنا؟؟" وهو ينظر الى لوسي
بهيام....
مما أجفل المسكينة..خاصة وهي تلمح نظرات اندرو النارية......
تقدم اندرو وقبل شقيقته على رأسها...واكتفى بالقاء تحية جافة على لوسي...
بينما وقف أمام تيد وهو ينظر اليه بتحدي....
شعر ستيف بحرب اثبات الافضل بينهما..فسارع الى تقديم كل منهما للآخر...
" ومن لا يعرف أندرو ماير....الاعزب الوسيم!! انك حلم كل فتيات البلدة يا رجل!!"
ارتفعت زاوية فمه بشكل بسيط وقال بسخرية:" لم أكن أعرف هذا! تفضل بالجلوس!!"
ولم يعرف تيد لم لم يعجبه ترحيب اندرو...بل هو للحق يبادله الشعور...فوجد نفسه يمسك بمعطفه...وهو يقول معتذراً
" أرجو ان تسمحوا لي الان بالانصراف...لقد تأخر الوقت..ولم ألحظ ذلك!"
" وكيف ستفعل ذلك...وقد أفقدتك هذه الحسناء...صوابك- على حد تعبيرك-؟؟؟" قال باستهزاء وهو ينظر الى لوسي بشزر....
ابتسم تيد بدون مرح...وقال:" هذا صحيح! أراك لاحقاً ستيف! عن اذنكم!" وهو يغادر....
نظر اندرو الى لوسي وعينيه تقدحان شرراً.... لو أن النظرات تقتل...لأرداها قتيلة على الفور!!مما جعلها تحول ناظريها بعيداً عنه...وماذا فعلت حتى ينظر اليها بهذه الصورة؟؟؟!
قال بغضب غير مبرر:" أرجو المعذرة!!" وهو يغادر كالثور الهائج.....
تساءلت أماندا بحيرة:" ماذا يجري ستيف؟؟ماباله أندرو؟؟"
وبدا بأن ستيف ايضاً يشعر بالحيرة...:" لست أعرف حقاً! كان بخير منذ لحظات!!ولكن؟؟" وهو يحول نظره ليستقر على لوسي....
" هل هناك شيء ستيف؟" تساءلت لوسي بقلق....
" لا..أبداً! يبدو أنني شردت...اعذراني حقاً..فانني منهك وليس لدي اية فكرة عما يحدث!!"
اقتربت اماندا معانقة اياه:" أوه حبيبي...لابد أنك تعبت كثيراً اليوم...هيا اصعد لتأخذ حماماً منعشاً ريثما احضر لك شيئاً تأكله!!"
قبل رأسها وهو يقول:" لا حبيبتي...لقد تناولت العشاء برفقة اندرو...لايمكنك توقع بقائي حتى الآن بلا طعام..خاصة بعد المجهود الذي بذلناه...يا الهي !! كان يوماً متعباً بحق!! "
ابتسمت أماندا ثم قالت:" حسناً اذاً أنت بحاجة الى الراحة!!"
" وأنتي كذلك حبيبتي ...هيا بنا!" وهو يضمها اليه...ويساعدها لتمشي...
" ألن تنامي لوس؟" تساءلت أماندا.....
بينما استيقظت لوسي من شرودها على صوت صديقتها...:" أوه..أجل بالطبع!! تصبحان على خير...." وهي تنهض وتصعد الى غرفتها بسرعة.......
لكنها لم تستطع التحرك من مكانها.....بعد دخولها الى غرفتها..كان هناك مايشغل تفكيرها......أندرو!!!
مضت ساعة.....وهي تخرج الى الشرفة تارة...وتارة تذرع أرضية الغرفة جيئة وذهاباً....
جلست على سريرها...وهي تحضن رأسها بين يديها....ولم تشعر الا والباب يفتح على مصرعيه...ويظهر اندرو بملامح غاضبة جداً......
تراجعت للخلف مذعورة....وهي تتمتم:" أن...درو!"
كان كالعاصفة الهوجاء....كالزوبعة.....وهو يجذبها من ذراعيها بقوة...ويسحبها حتى غرفته.....
وهي حتى لم تعترض....بل ان الصدمة ألجمت لسانها......
وحينما أصبحا هناك......دفعها الى الداخل..وأغلق الباب......
التفتت بسرعة...وهي تنظر اليه مرتاعة....نظر اليها مطولاً......ثم قال آمراً....
" لن تقابلي هذا التيد مرة أخرى!"
نظرت اليه غير مصدقة:" م..ماذا؟"
"سمعتني!" قال بجفاء.....
حينها لم تستطع تمالك غضبها...:" ومنذ متى أتلقى الاوامر منك؟؟"
" منذ اليوم!!"
نهضت وهي تهم بالخروج:" اذاً أنت واهم كبير!!"
أمسكها من ذراعها....وكان يهم بقول شيء..لكنه عاد فقال....وهو يبتسم بسخرية
" نسيت أنكي مولعة بالتحدي!!"
نظرت اليه وهي تبتسم ببرود......دون ان تضيف شيئاً...
"حسن اذاً! لكي هذا!! أمسكي الغيتار!!"...
قالت مصعوقة:" ماذا؟؟؟"
" أنا أتحداكي ايتها الاميرة....ماذا؟ هل أنتي خائفة من الخسارة!!"
" كان هذا في الماضي!!" قالت بتحدي....
" حسناً..أرني ما لديكي!!" وهو يقول بتصميم لايقل عن تصميمها....

أمسكت بالغيتار الذي أعطاها اياه.....وجلست على كرسي خشبي وسط غرفته..بينما جلس هو على الارض كعادته....وتناول غيتاراً اخرا من مجموعته...
نظر اليها.....
ياللسماء....كم تفقده عقله!!!
كانت ترتدي قميصاً أزرقاً ضيق من الكاروهات..وبنطالاً من الجينز الضيق...بينما ينساب شعرها بتموجات رائعة ويحيط بجانبي وجهها....
حسناً..لقد كانت حافية القدمين..حينما جذبها من غرفتها....فظهرت أصابع قدميها الصغيرة المطلية باللون الاحمر.... مما زاد من شكلها المغري...برأي اندرو بالطبع..فهي لم تقصد اي من هذا.....
ربما لهذا فقد عقله حينما رآها بصحبة تيد....كاد الفتى يأكلها بنظرات عينيه!!وكان أهون على أندرو أن يقتلع عينيه من محجريهما على ان يحدق بحبيبته بهذا الشكل!!

نظرت اليه بحقد...وقررت بأنه يجب ان يخسر بأي ثمن...
بدأت بعزف مقطوعة فرنسية...وهي متأكدة من أنه لن يعرفها لأنها مغمورة جداً..وحديثة العهد....ورافقتها بغنائها الرائع....

" أنا المطر ..وأنت قطراتي...
أنت المؤكد....وأنا الشك...
أنت الباقة....وأنا الزهور....
أنت اللحظة وأنا السعادة...
أنت شروق الشمس...وأنا غروبها....
أنا جحيم كل خطاياك.....
أنت حبي...أنت حبي..
أنا الحكيم....وأنت المجنون...
أنت لاشيء وأنا كل شيء..."

كانت تغني هذه الكلمات بتمهل...وبصوت فيه بحة رائعة...وهامسة...أثارت عواصف مشاعره وزوابع العاطفة في جسده وقلبه....
وبما أنه لم يكمل معزوفتها..توقفت وهي تبتسم لأنها هزمته....لكنها تفاجأت به...يقول بحزم..لا يحتمل الرفض...
"أكملي!!!"
نظرت اليه مستغربة...لكن نظرات عينيه أفهمتها أنه لا نقاش...فعادت تدق أوتار غيتارها..وتكمل أغنيتها..وقد أصبحت على النمط السريع....وهي تهز رأسها تأثراً باللحن...وتبتسم حيناً...ثم تعود لتنظر اليه حيناً بتحدي....
لكنه كان أبعد ما يكون عن التحدي....لقد كان سارحاً معها ومع عذوبتها التي تدفعه للجنون....
وأخيراً...وصلت لمقطع الذي تقوم فيه فقط بتلفظ الكلمات بدون لحن...مرافقة عزفها....بنفس بحتها الشقية..
" أنا كتابتك.....وأنت صورتي...
أنت روايتي....وأنا مرآتك....
أنت الرغبة....وأنا الايماءة...
أنت الليمون.....وأنا قشرته....امممممم (وهذه الاممممم أفقدته صوابه...!!)
أنا الشاي....وأنت الكوب
أنت الغيتار...وأنا الناي....
أنت حبي....أنت حبي...

رفعت رأسها..ونظرت اليه بتحدي.....وقالت بسخرية وهي تبعد الغيتار جانباً:" هل اعجبتك مقطوعتي؟"
فهي تعرف بأن كلمات أغنيتها سخيفة جداً....لكنها اختارتها لأنها متأكدة من عدم معرفته بها....مما يعني فوزها في التحدي أخيراً!!!! امم....لقد كانت محتاطة اذاً هذه المرة!!!
نهض من مكانه وهو لا يكاد يسيطر على نفسه..واقترب منها وهو يشد ذراعها لتقف هي الاخرى وتواجهه...وهي تنظر اليه بتوجس....
" بل أنتي من أعجبتني...!!"
" أندرو..!!!لا...!!" قالت محذرة....
ولكنه لم يعطها اي فرصة..اذ ضمها اليه في عناق محموم...مجنون....لم تستطع الهرب منه!! وظلا هكذا لبرهة من الوقت...حتى بدأت تستيقظ على مايحدث....فحاولت التململ....
" أندرو...اتركني!!"
ابتعد قليلاً وهي ماتزال بين ذراعيه.....نظر اليها...ثم عاد فأسند جبهته على جبهتها...قائلاً مغمض العينين ......
" أنا...أعتذر! أعرف بأنه لم يتوجب علي ذلك....لكنكي المذنبة الوحيدة هنا!اللعنة..فلم أر من هي بمثل اثارتك وجمالك وهي تغني....وأنا لست حجراً! بل في الحقيقة..أنا أبعد مايكون عن الحجارة...كما تعلمين!!"
انتفضت مبتعدة من كلماته ولمساته التي هزتها...." أنت لا تحتمل!!وقد كانت غلطتي من البداية.مجيئي معك الى هنا!!كان علي أن أعلم أنك لست أهلاً للثقة؟"
جذبها اليه من جديد:" وهل أنتي كذلك؟؟؟"
" ماذا تقصد؟؟"
قال بسخرية:" أعني أنكي لا تثقين حتى بنفسك....حينما أطلقتي لها العنان...وكنتي دافئة ورائعة بين ذراعي قبل قليل....!!فكيف تريدين مني أنا منع نفسي؟؟؟؟"

نظرت اليه بحقد وهي تحاول تخليص نفسها من قبضته..:" أنت وغد كبير!!!"

ضحك بسخرية...:" حسناً...أيتها الحمل الصغير!!!" وهو يتركها......فسارت باتجاه الباب حانقة وهي تود لو أن بامكانها صفعه....لكن صوته استوقفها وهي تفتح الباب لتخرج...

" لم تقولي؟ماهي هديتك؟فأنتي في النهاية قد ربحتي التحدي ..!!"

نظرت اليه بغضب...قائلة:" أريدك أن تتركني وشأني.....!!"

" هذا أمر غير قابل للنقاش..!! فأنا لن أتركك حتى الموت حبيبتي!!!"

" آهههه!" قالت بحنق....وخرجت وهي تصفق الباب خلفها.....
لكنها لم تدر لم شعرت بالراحة لكلمته تلك......حسناً هذا واضح!! فهذا يعني بأن حبه لها لم يمت...ولكنها لا تعرف....لم تفقد السيطرة على اعصابها ...حينما يقترب منها؟؟؟ لم لا تستطيع اخباره بكل بساطة.....كم تحبه!



 

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 11:20 AM   #18
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




الفصل الخامس عشر
" حدث سعيد؟....أم حزين؟!"

تقرر لوسي الخروج في نزهة بمفردها....في الصباح الباكر...عل هواء الريف العليل يشفي قلبها ويذهب ضيق صدرها....فهي لم تذق طعم النوم أبداً ليلة الامس....ولم يكد يطلع النهار...حتى قفزت من سريرها....وبدلت ثيابها وخرجت تتمشى في الطرقات والمزارع الواسعة....
لفح النسيم وجهها وأطار بعض خصلات شعرها...فدمعت عينيها من السعاده....!!! كل هذا السكون...والجمال...يثير مشاعرها الى ابعد حد!! ويجعلها هشة...ضعيفة...سريعة العطب!!
مسحت عينيها..وهي تجبر نفسها على الابتسام...
" لابأس لوسي....سيكون كل شيء على مايرام! فقط..تمتعي باللحظة..وانسي أمر الغد!!فما من احد يعرف.ماهو مخبأ؟؟صحيح؟؟"
ابتسمت بسعاده وهي تقول بصوت مسموع هادئ:" صحيح!"
وبينما هي كذلك..
" مرحباً أيتها الجميلة!"
التفتت لوسي الى مصدر الصوت...لترى تيد يقف وهو يحمل بيده مجرفة.....بدا وكأنه يعمل منذ الصباح الباكر.....ومع أنه كان وسيماً جداً...وفراشات الاعجاب...تتطاير من عينيه....الا أنه لا يقارن بأندرو.....فذاك شخص آخر...بل عالم آخر!!!
" أهلاً تيد....كيف حالك؟؟"
" بخير!! ولكن ماذا تفعلين في هذا الوقت المبكر؟؟لم أكن أظن بأنكي من الفتيات اللاتي يصحون قبل الشمس!!"
ضحكت من ملاحظته:" ولماذا؟؟ ألأنني ابنة المدينة المستهترة؟؟"
بدا الارتباك على وجهه:" لم ..أقصد هذا لوسي!اعذريني ان بدت كلماتي .."
قاطعته وهي تبتسم ابتسامتها الرائعة:" لا عليك!! انني أمازحك فقط!!"
ابتسم هو الاخر براحة أكبر....واقترب منها..بينما اردفت هي:" أتعمل دائماً مبكراً هكذا؟"
" أجل! فالمزرعة كبيرة...وليس لدي الكثير من العمال!!"
" ولم لا؟" تساءلت بحيرة....
قال بسخرية:" لسنا جميعاً بمستوى السيد أندرو ماير.. لوسي!!"
ومع أن لوسي تضايقت من لهجة تيد وأسلوب حديثه عن اندرو..لكنها عادت لتبدل الموضوع وهي تقول باسمة
:" اذاً..ألن تأتي لزيارتنا تيد؟لقد استمتعنا حقاً بالامس!!"
عاد ليقول بحب:" أود ذلك كثيراً ....لكنني..لا أظن بأنه مرحب بي!!"
قالت وهي تلمس ذراعه:" لا تقل هذا! بل أنت أكثر من مرحب بك!!"
لمس وجنتها باصبعه :" أنتي لطيفة ورقيقة جداً لوسي...لهذا لا تشعرين بما يجري حولك!"
أجفلت من لمسة اصبعه..فأبعدت رأسها..لتصطدم عينيها بعينين حادتين كالرصاص....
لم تدر لم أحست بالذعر الى هذا الحد...؟ ليس لأنه طلب منها..بل أمرها أن تبتعد عن تيد....تكون بهذا مخطئة ان اقتربت منه!
بل هي لم تفعل شيئاً سوا أنها ردت عليه التحية....وهل عليها أن تكون قليلة التهذيب..لترضيه؟!
فليذهب الى الجحيم اذاً!!
" تيد! " قال اندرو بنبرة قاسية..وهو يلمس طرف قبعته...
ولم يكن تيد أفضل حالاً:" أندرو!" وهو يومئ برأسه مجبراً......
ثم التفت الى لوسي..ليصب نظراته النارية كلها عليها....وكانت قد صهرتها وصهرت دفاعاتها..والجليد الذي غلفت به ملامحها منذ قليل!!
" صباح الخير لوس!" قال بحنق...
" صباح الخير !" قالت بتوجس.....
لكنه عاد ليتابع:" أكره أن أقاطعكما حقاً...ولكنني مضطر لاصطحابكي للمستشفى!" ومع ان جملته لم تخل من سخرية...
الا أن ملامح وجهه تبدلت في الحال..حينما تعلقت لوسي بذراعه وهي تقول بعينين تلمعان فرحاً...
" أماندا؟؟هل؟؟؟"
لم يستطع منع نفسه من الابتسام وهو ينظر الى عينيها ملياً:" أجل...لقد جاءت الصغيرة أخيراً!!"
صرخت لوسي بتأثر وهي تقفز معانقة أندرو.....مما لم يعجب تيد.....ولاحظ اندرو ذلك....
لكن لوسي تقطع حربهما الباردة.....وهي لاتملك ادنى فكرة عن كل هذ!ا.....تشبثت بذراع اندرو..وهي تجذبه نحو السيارة قائلة:" وماذا تنتظر اذاً؟؟؟هيا بنا بسرعة.....!! "
" حسناً..حسناً!" وهو يضحك....ويسير معها....
" أراك لا حقاً تيد!!" قالت على عجلة.....
لكن تيد كان متضايقاً الى ابعد حد..ومع هذا قال بابتسامة عذبة..موجهه بالطبع الى لوسي..ولكنه رمى كلماته.. بدون شك...في وجه اندرو:" هذا مؤكد لوسي!"
نظر اليه اندرو بتحدي...وبدا واضحاً بأن رسالة تيد لم تعجبه....لكنه لم يعلق...بل اكتفى بايماءة بسيطة....
وهو يجذب لوسي بعيداً عن تيد باتجاه سيارته.....
وما ان ابتعدا.....
حتى القى تيد مجرفته على الارض بعصبية......وغادر على الفور..!

وفي السيارة......
كانت لوسي لا تستطيع الانتظار..وهي تفكر بالطفلة..وملامحها....وكيف تبدو؟؟؟ كانت تضم يديها الى صدرها..وهي سارحة بافكارها....وتخيلاتها.....
نظر اليها اندرو...الذي كان يغلي منذ قليل بسبب تيد!! لكن نظرة واحدة الى حبيبته...تنسيه كل الدنيا....
ابتسم وهو يلمح سعادة الاطفال تشع من عينيها الخلابتين...........
عاد لينظر امامه...وهو يقول:" لقد اقتربنا كثيراً.....!! ومع هذا أرى بأن الفضول سيقتلكي!!"
نظرت اليه ...وقالت بحماس لم يره فيها منذ وقت طويل....." لا أستطيع الانتظار حتى أرى الطفلة!! يا الهي اندرو....انه لشيء رائع.....!! (وهي تعود لتنظر الى السماء).. تخيل بأنها ستناديني بعد عدة أشهر بالعمة لوسي؟؟؟ آه يالهي....لا استطيع الانتظار.....!!"

ضحك اندرو من شدة حماسها........:" ربما ستكونين حينها العمة لوسي التي فقدت عقلها!! اهدأي قليلاً!!"
وضحك مجدداً..حينما قالت بحنق:" أندرو ماير ...أنت عديم الاحساس!!!"

كانا قد وصلا المستشفى......وما ان وصلا غرفة اماندا......حتى كانت العائلة كلها تقف في الاستراحة.....
دخلت لوسي الى الغرفة برفقة اندرو بهدوء......رفعت اماندا رأسها..وما ان رأت شقيقها وصديقتها العزيزة.....حتى تهلل وجهها بالفرح.....قائلة:" لقد أتيتما أخيراً!"
اقتربا منها.........." تهانينا!!"
" أشكركما!"
نظرت لوسي الى الطفلة بعدم تصديق.....ولم تستطع منع دمعة من الانسياب.......
" لوسي؟ أرجوك لاتبكي....ستدفعين بي للبكاء كذلك....أتريدين هذا؟؟"
شعرت لوسي بيد اندرو تستريح على كتفها.....وصوته القوي الدافئ يهمس في اذنها:" اهدأي لوس!!"
مسحت عينيها بسرعة..وهي تبتسم.....وتحدق في الصغيرة....
" ألا تريدين حملها ؟؟" تساءلت اماندا بحنان.....
ارتبكت لوسي وهي تنقل نظراتها بين اماندا واندرو:" أنا؟؟ لا أعلم..ان كان بامكاني.....انها صغيرة..وأخاف أن أوقعها..."
" بل تستطيعين!! تعالي..لاتخافي!!"
" أوه..أماندا...لست واثقة حقاً!!"
وهنا تدخل اندرو:" ستكونين بخير لوس....هيا أيتها الجبانة!!"
نظرت اليه بتحدي....لكنها ما لبثت ان ابتسمت.....فقد فهمت ما يرمي اليه....انه ببساطة يتحداها ليدفعها لفعل ما يريده.....
حسناً...انها تريد ذلك ايضاً! بل انها تتوق للامساك بالصغيرة وحملها........
اقتربت أكثر....وأمسكت بالصغيرة من ذراعي اماندا.....وحملتها برفق....وهي تنظر الى ملامحها الصغيرة....غير مصدقة....وتبتسم بعذوبة.......
" آه أماندا....!! انها جميلة جداً.....وتشبهكي كثيراً!!!" قالت وهي لا تستطيع ازالة عينيها عنها.....
وبدأت تلاعبها......
كان اندرو ينظر اليها..وهو يكاد يلتهمها بعينيه......لقد كان منظرها مع الطفلة مؤثراً جداً...وأثر في نفسه كثيراً!! كم مرة حلم بهذا المنظر في يقظته..وفي منامه....ولكن الفرق الوحيد...بأن الطفل الذي كانت تلاعبه...كان طفله هو........منه هو!!!
شعرت أماندا بما يعتمل في صدر شقيقها....وهي تنقل بصرها بينه وبين لوسي........
وقطعت لوسي هذا السكون بضحكتها الرائعة المندهشة:" انها تضحك!! تضحك لي أماندا!! أرأيت ذلك أندرو؟؟؟؟؟ هذه الجميلة....قد تعرفت الي!!"
ضحكت اماندا..وهي تقول محاولة مساعدة شقيقها الذي بدا التجهم يغزو وجهه:" أرأيتي لوسي؟ انكي أم بالفطرة!! وواجبكي يحتم عليكي ضرورة الاسراع في تحقيق ذلك!! كما أنني لا اريد ان يكون هناك فرق في العمر بين طفلتي وطفلتك..أو طفلك!!! أريدهما ان يكونا اصدقاء....مثلنا تماماً!!"

ارتبكت لوسي من كلام اماندا..وبخاصة في وجود اندرو....الذي بدا وكأن شياطين العالم تحوم فوق رأسه....فاعتذر وغادر غاضباً........
أطرقت لوسي.....بينما تساءلت اماندا بحيرة:" وما الذي قلته؟؟؟"
ابتسمت لوسي وهي تهدأ أماندا:" لا عليكي حبيبتي.....سيهدأ بعد قليل....لقد اصبح عصبي المزاج مؤخراً...ربما لكثرة اشغاله في المزرعة الجنوبية!!"
وهي تعيد الطفلة الى جانب والدتها.....
لكن اماندا لم تترك الموضوع:" أو ربما بسبب حبيبته التي لا ترغب ان يجتمع شملهما اخيراً!!"
توترت لوسي.....ولكنها قالت" ربما هو لا يحبها بشكل كافي اذاً!!"
"صحيح بأنهما انقطعا لفترة من الزمن......لكنني اؤكد لكي بأنهما يعشقان بعضيهما الآن!!وأكثر من ذي قبل!!!!"
ارتبكت لوسي ولا أظنها فهمت ما قصدته اماندا... بالطريقة الصحيحة!!
تمالكت دموع اليأس...وأطرقت قائلة:" فهمت!"
وما الذي فهمته.....؟؟؟؟؟ أه أيتها الحمقاء لوسي.....كل هذه المدة وأنتي مغرمة بشخص لا يبادلكي الحب؟؟؟بشخص متعلق بغيرك؟؟؟ وماذا تريدين دليلاً أكثر من كلام أماندا؟؟؟ كان يحبها قديماً..ثم انقطعا....وعادا الآن لبعضيهما وبشغف أكبر؟؟؟؟؟

ولم تدر لم تذكرت الآن...قول جوزي....حينما سألتها عن اي اخبار سعيدة بخصوصها واندرو....فأجابت بأن لوسي تستبق الاحداث!!!
يالحمقها!! تستبق الاحداث؟؟؟لا أظنها تفعل ذلك الآن....بل انها لن تتعجب ان خرجت من الغرفة...ووجدت بأنهما أعلنا خطبتهما!!!! فعلى مايبدو بأن الاخبار السعيدة معدية!!!

استأذنت لوسي...لتترك اماندا ترتاح قليلاً.....وما ان خرجت من الغرفة....حتى رأت ما كانت تحاول جاهدة تجاهله!!!
كان أندرو في الممر....معطياً ظهره لها...بينما كانت جوزي تقترب منه لتهمس شيئاً في أذنه....وما ان رأت لوسي....حتى تعمدت عناقه... بل وأخذت تداعب خصلات شعره بيدها.......
التفتت لوسي مسرعة.. قبل أن تدرك رد فعل اندرو...الذي جذب جوزي بحدة عنه......وتمتم بكلمات.....ليتها سمعتها....لتمحو الشك من خيالها وعقلها......
لكنها كانت بكل بساطة قد غادرت!!!






 

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 11:21 AM   #19
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل السادس عشر
" وداعاً يا عذابي!"

وصلت الى البيت بسرعة..وبدأت تجهز حقائبها...ومضت برهة بسيطة..ثم مالبثت أن سمعت صوت بابا غرفتها يفتح ويطل منه وجه اندرو المحتار.........
نظرت اليه....وبدون اي كلمة أكملت ما كانت تفعله......
ولما لاحظ أنها تحزم حقائبها....قال مستنكراً:" ما الذي تفعلينه؟؟"
" أنني مغادرة! " قالت بهدوء ممزوج بالغضب....
" وأماندا؟؟"
" لقد اطمئننت عليها.....وسأعود لأراها لاحقاً!!"
" وما سبب قرارك المفاجئ؟"
" تعرف بأن العمل يتطلب وجود أحدنا!!"
وهنا أثارت جنونه....فتقدم وهو ينزع يديها من حقيبتها:" أعرف بأنكي كاذبه!"
" لست كاذبة!" قالت بحنق....
" اذاً أخبريني الحقيقة!!"
قالت بعصبية:" أخبرتك اياها!!"
" لم أصدق كلمة من هذا الهراء الذي تفوهت به!!" قال بغضب....
" هذا لا يخصك!! أتفهم؟؟؟ان رغبت في العودة..فهذا شأني وحدي!!"
" لا! بل شأني كذلك....! اننا شخص واحد لوس....حتى وان أنكرتي ذلك مئة مرة...!"
قالت بمزيج من القرف والغضب:" كيف تجرؤ على قول هذا؟؟؟يالك من منافق كبير!"
كان يجبر نفسه على الهدوء:" هاتي ما عندك!..ماسبب كل هذا؟؟"
" ألا تعلم؟؟؟تباً أندرو....لم لم تحاول احتراف التمثيل؟؟؟؟فأنت أبرع ممثل رأيته في حياتي...بل أن تمثيلك مؤثر...ويبدو صادقاً في بعض الاحيان!!!"
أمسكها من ذراعيها وهو يهزها بغضب:" اللعنة عليك يا امرأة...! توقفي عن هذا الجنون...وأخبريني في الحال...عن سبب هذه الهستيريا!! واياكي....والعودة للشتائم..فلن أحتمل أكثر!!"

لم تدر ماذا تقول!! أتخبره كم كانت مغفلة وحمقاء وهي تصدق بأنه يهتم بها وحدها....ويهيم بها حباً؟؟انه يعرف ذلك...يعرفه جيداً..ولاحاجة بها لاخراج تلك المسرحية الهزلية الى العلن....
لمست جبهتها براحة يدها.......وهي تشعر بأنها على حافة الانهيار............
ثم رفعت رأسها لتنظر اليه ملياً......تتأمل ملامح وجهه المشدودة.......وتلك التقطيبة التي ظهرت بين عينيه......
ولم تجد الا كلمة واحدة لتقولها...:" تهانينا أندرو!"
" أهذا كل ما ستقولينه؟؟؟؟" وهو يصر بأسنانه......
" أجل...! آه...ولا تنسى أن تنقل ذلك أيضاً لجوزي!!" قالتها بلا مبالاة.....على النقيض من الغضب الذي يعصف داخلها......
" م..ماذا تقولين؟ وما شأن جوزي ب؟؟؟" وحينما بدأت الخيوط تتجمع في رأسه....حاول ان يكذب ذلك.....
فرأته ينظر اليها بعنين داميتين....وهو يهزها قائلاً:" ماذا تعنين بكلامك؟؟؟أجيبي!!!" صرخ بقوة...
لكنها حافظت على هدوئها....هذا صحيح....لقد عادت الحسناء الفولاذية الى المسرح........

" ألم تفهم بعد؟؟؟حسناً.....لقد عرفت كل شيء....عرفت اي لعبة كنت تمثلها باهتمامك الزائد بي......! بينما كنت في الواقع....تخطط لزواج سعيد مع حبيبة الطفولة!!"

كان يبدو كالمجنون....وقد اتسعت عينيه بعدم تصديق:" ماذا تقولين...؟؟ هل جننتي؟؟؟"
وهنا ثارت ثائرتها:" أجل جننت!!! فبينما كنت أتخيل وأحلم....وأتعذب!!(وهي تغص بكلماتها)..آه يالهي!!! كنت أنت مستمتعاً بكل مايجري.....! كنت تبني حياتك الخاصة........(قالت بألم)..وبعيداً عني!!!"
عاد يهزها بغضب:" من ملأ رأسك بهذه التفاهات أيتها الحمقاء؟؟؟؟ يا الهي....لا يمكنني أن اصدق ما تقولينه!!"
صرخت قائلة:" بل صدق...!! لقد تحدثت مع اماندا هذا الصباح.....وأخبرتني ما لم تستطع انت اخباري به ايها الجبان!!!"
" ستندمين ان لم تتوقفي عن كيل الاهانات لي!!"
قالت وقد بدت دموعها تترقرق في عينيها:" لقد ندمت....ندمت منذ زمن طويل أيها المغفل اللعين!!! تباً لك.....أكرهك ولا أريد رؤيتك مرة أخرى!!!"
حاول الامساك بها....لكنها صرخت قائلة:" ابتعد عني!! اياك ان تلمسني ايها الوغد....!"
عاد للوراء...وأعاد ذراعيه الى جانبه.....وقال بهدوء:" حسناً....ولكنك مخطئة!! لابد أنك أسأتي فهم أماندا!!"
فضحكت بدون مرح...ودموعها مازالت في عينيها:" أحقاً؟؟؟ وهل أساءت عيني الفهم أيضاً؟؟"
" لا أفهم!"
" لقد رأيتك وأنت تعانقها اندرو.....في رواق المستشفى....لقد كنت هناك!!"
" لا لوس....لم يكن الامر كما بدا لكي...بل انني"
قاطعته قائلة:" ألم تتعب من الكذب؟"
" أنا لا أكذب.......ولو أنكي تسمعين قليلاً بدلاً من القفز لاستنتاجات خاطئة..لوفرتي علينا كل هذا!!"
" لن أستمع اليك مجدداً..أندرو ماير....لقد اكتفيت منك هذه المرة حقاً!!"
تنهد ثم قال.." حتى وان أخبرتكي بأنك مخطئة.....وبأنني لم أعشق في حياتي..سواكي؟؟؟"
" لقد جعلتني حمقاء مرة......ولن أسمح لك بهذا ثانية!"
بدت ملامحه كأنها منحوته في الصخر....لكنه قال أخيراً بصوت بارد:" اذاً لن أعطلكي أكثر!"
وغادر على الفور................................
****************
"هاي لوسي...ألم تسمعي آخر الاخبار؟؟؟؟" هتفت سوزان بحماس....لكن لوسي كانت أبعد ما يكون عن الحماس هذه الفترة.....فوجدت نفسها تجيب بلا اكتراث....ودون أن ترفع عينيها عن الاوراق التي تقوم بمراجعتها.....
" ماذا هناك؟"
لكن هذا لم يعجب سوزان بالطبع.....فجلست على الكرسي المقابل لمكتب لوسي....وهي تقول بغموض...
" كم تدفعين؟؟؟"
رفعت لوسي رأسها..ونظرت الى سوزان بوجه لا أثر للانفعال أو حتى الحياة فيه.........
وقالت بصوت رتيب:" أليس لديكي عمل تنهينه؟؟"
نظرت اليها سوزان بدهشة وقالت:" واووو.....استرخي يا فتاة...ما هذه الكآبة التي انتي فيها؟؟"
أعادت لوسي نظرها الى الاوراق..وهي تردف بذات النبرة:" هذا ليس من شأنك سوزان! "
" أتعلمين؟؟ربما ان ذهبت الى أحد تلك المنتجعات التي توفر التدليك و...."
قاطعتها لوسي :" عودي الى مكتبك سوزان!"
ولكن سوزان كانت قد بدأت...فكيف السبيل الى اسكاتها الآن؟؟؟
" صدقيني لوسي.....تلك اليابانيات ماهرات حقاً في مايفعلن...فما ان يبدأن بالتدليك..حتى.."
رفعت لوسي رأسها ونظرت الى سوزان بحدة....مما أخرس الاخيرة......
" أحاول التركيز هنا!!!"
" حسناً..حسناً....يا الهي...كم أنتي عصبية!!!" وهي تنهض..وتمسك الباب لتخرج...لكنها عادت لتحشر رأسها من فتحة الباب وتقول بسرعة.....
" على كل أردت اخبارك بأن السيد اندرو ماير قد استقال اليوم....مما يعني بأن المنصب قد عاد اليكي على طبق من الذهب!!" وهي تبتسم وتخرج.....

وفجأة...تداخلت الحروف في بعضها.....رفعت رأسها لتدرك ما قالت سوزان........
أندرو استقال؟؟؟ لن أراه بعد الان؟؟ ولكن؟؟ ولكن هذا لا يمكن!!!
وبسرعة التقطت سماعة الهاتف واتصلت بوالدها تسأله عن الامر....ولما أكد لها ذلك.....حاولت معرفة الاسباب.....ولم يجبها والدها الا بكلمة واحد.....
" أسباب شخصية"

حاولت تناسي الامر..والعودة الى ما كانت تفعله.....لكنها لم تستطع....بل انها أمسكت بتلك الاوراق المهمة وألقت بها في الهواء بعصبية........
" تباً!! تباً!"
نهضت لتقابل النافذة وتراقب المارة......
" وماذا كنت أتوقع؟؟؟؟ فأنا التي طلبت منه عدم رؤيته....! أجل..لا أريد أن أراه....فأنا أكرهه..أكرهه جداً!! أكرهه لأنني أحبه بشدة! أكرهه لأنني أراه ماثلاً أمام ناظري...في كل شيء!!
أكرهه لأنه يعيش في ذكرياتي كلها.......
أكرهه..لأنني أحببت كلماته....وحركاته......وخطوط وجهه!!!!!
أكرهك أندرو ماير...أكرهك ايها البائس اللئيم.......!!"
وهي تذرف الدموع بشكل هستيري.................................






 

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 11:21 AM   #20
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





مساء الخير للجميع...
حسناً أعترف بأن هذا الفصل قصير....لهذا قمت بتنزيله اليوم....على ان نلتقي ثانية يوم الاربعاء....
فاعذروني......^^


الفصل السابع عشر
" العتمة......في كل مكان!"

واستمرت أحوال لوسي بالتدهور.....واختفت تلك الشعلة الرائعة التي كانت تنبعث من عينيها...وتشعر الناظر اليها بأنها تملك الدنيا......
لا حظ والداها ذلك........لكنهما لم يعرفا لذلك سبباً.............
" لوسي ما الامر؟؟"
رفعت رأسها عن طبقها الذي كانت تقلب محتوياته دون ان تتناول منه شيئاً......
" هل قلتي شيئاً أمي؟"
" ألا يعجبكي الطعام حبيبتي؟؟" تساءلت والدتها برقة...
" لا..لا..بل هو ممتاز....لكنني فقدت شهيتي!" قالت وهي تدفع بالطبق بعيداً..وتحاول النهوض...
" أرى بأنكي تفقدين شهيتك كثيراً هذه الايام!! ألم تلاحظي بأنكي فقدتي الكثير من الوزن مؤخراً؟؟"
قال والدها بلهجة حازمة.....
لم تكن بحاجة لسماع اي محاضرات او مواعظ الآن....فوجدت نفسها تقول بابتسامة
" انها حمية جديدة احاول اتباعها..ويبدو انها نجحت!!"
علقت والدتها:" حمية؟؟حبيبتي لقد كان جسمكي رشيقاً ورائعاً...لطالما كان كذلك....!"
" حسناً أمي.....هذا بالنسبة اليكي...لكنني كنت سمينة!"
" والآن....أنتي هزيلة كالمومياء....أهذا ما تريدينه؟" تساءل والدها.....
" آه...ما بالكما أنتما الاثنان؟؟ لم لا تتركاني وشأني؟؟؟" قالت بحنق....
" حبيبتي نحن قلقان عليكي.....تبدين متعبة دائماً وتعيسة....لا نستطيع ان نراكي هكذا..ونقف مكتوفي الايدي!!"
" يا الهي كم تضخمان المسألة!! أنا بخير وبصحة جيدة.....نهاية النقاش!" وهي تحاول وضع حد لهذا الحصار.....نهضت عن المائدة لكن صوت والدها استوقفها للحظة....حينما قال....
" أنتي ممنوعة من الذهاب الى الشركة....ابتداءاً من الغد!"
التفتت اليه غير مصدقة.....ثم ابتسمت باستنكار:" ماذا تقول؟"
قال وهو يرتشف الحساء ويعيد الملعقة الى الطبق...." سمعتني!"
" لابد أنك تمزح!"
نظر اليها..وقد بدا جاداً كل الجد...." أمزح؟" تساءل باستنكار.....
حينها فقدت اعصابها:" لايمكنك ذلك!!"
" آه يمكنني ويمكنني ايتها الشابة.....سألغي التوكيل الصادر باسمك...وينتهي كل شيء!!"
انسابت دمعة من عينها:" لم تفعلان هذا؟؟ لم لا يتركني الجميع وشأني!!"
" حبيبتي نحن نريد مصلحتك..كما أن قرار والدك هذا مؤقت....فقط كي تأخذي قسطاً من الراحة...أنتي تحتاجينها ولاشك!" علقت والدتها بحنان...وهي تتبادل مع زوجها النظرات....
" لا أحتاج راحة....لماذا تقررون عني؟؟أنا لم أعد صغيرة..متى تفهمان ذلك؟؟؟آه...أتعلمان؟؟لم أعد أهتم...افعلا ما تريدانه..وسأبحث عن عمل منذ الغد!!!"
قالت ذلك وخرجت كالاعصار.........
" ألا تظن بأننا قسونا عليها قليلاً عزيزي؟؟تبدو على حافة الانهيار...اه يا الهي ...لا استطيع رؤيتها بهذا الشكل!"
امتدت يده لتشد على يد زوجته...وهو يقول بعطف:" ستتحسن....أعدك بذلك!"
ابتسمت....وهي تربت على يده بتفهم......
*******************************
عادت حانقة......وهي تلقي بحقيبتها على الكرسي بانزعاج.......بينما رفعت والدتها رأسها عن القطعة التي تقوم بتطريزها....وقالت بصوت رقيق
:" مابكي حبيبتي؟؟لم تبدين منزعجة؟"
كانت تذرع أرض الغرفة كنمر غاضب...ثم مالبثت ان قالت بحنق:" آه..ألا تعرفين أمي؟؟ألستما شريكين في كل هذا؟؟"
" لا أفهم شيئاً مما تقولينه حبيبتي...!"
" آه يالهي!!كيف بامكانه فعل ذلك بي......؟؟ كيف بامكانه الطلب من جميع الشركات بعدم توظيفي؟؟؟"
" من فعل هذا؟" تساءلت الام بحيرة.....
" أبي أمي....ومن غيره؟؟؟ لقد أخبروني ذلك صراحة...وبأنهم لايستطيعون تحمل اي توتر بين شركاتهم وشركات والدي.....بل ان البعض تطاول وطلب مني استرضاء والدي...وطلب الصفح منه!!! لم يعرفوا بأنه هو من تخلى عني!!!"
وضعت والدها التطريز جانباً:" حبيبتي تعلمين أن والدكي لم يتخل عنك.....وبأن هدفنا في هذه الحياة هو اسعادك.....لكنك تقتلين نفسك....ولن تتوقعي ان نصمت على هذا!! حبيبتي...أياً كان سبب حزنك.....فاعلمي أنه لا يستحقك..ان كان كدركي بهذا الشكل!!"
شعرت بأنها ستنهار قريباً:" لم يهجرني أي أحد أمي..ان كان هذا ما تلمحين اليه.....بل في الحقيقة...أنا التي فعلت!!!"
وخرجت ...تاركة والدتها تعاني أثار صدمتها......

وفي المساء....................
تسمع طرقاً على باب غرفتها....فتصرخ قائلة...." لا أريد أن أرى أحداً!"

لكن الطارق تجاهلها على مايبدو لأن الباب فتح فجأة......رفعت رأسها بعصبية وهي تستعد لخوض مشاجرة حقيقية مع هذا الذي لا يحترم حتى خصوصيتها.....لكنها ما ان فعلت ذلك...حتى لم تصدق عينيها......وتبدلت ملامح السخط الى الفرح والسعادة.....والقليل من الحزن............






 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 08:52 AM