••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


أقلام مجتهدة|| رِوٱية رُوجِيناٌ | Ŕŏŏgïnă. بِقلم الآعضٱء

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-2020, 08:47 AM   #6
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 5

بقلم الكاتبة : الوردة البرونزية

تبعته بصمت و أنا أتبعه بين تلك الممرات كنت أتسائل عن مدى غضب ذلك الوحش وأتمنى ألّا يكون كبيرًا لأنني لن أتحمّل مزيدًا من إهاناته

وصلنا لمكتبه ليفتح ذلك الضخم الباب قائلاً : تفضلى

دخلت بخطوات متباطئه حتى وقفت أمام مكتبه مباشرة كانت تلك النظرات تدل على ما بداخل صاحبها وكأنه وحش غاضب ويريد الإنقضاض على من يراه

إبتلعت ريقي ليقول بغضب: ماذا كنت تفعلين في مرحاضي

أعرضت بنظري للناحية الأُخرى بينما قلت بتذمر: وماذا بنظرك يفعل الناس بالمراحيض

حينها صرخ بغضب: فى مرحاضى أيتها القذره

أجبته بسرعة: لقد قلت لك كنتُ أُنظفه

حينها ضحك بسخرية وقال: مرةً تقولين كنتُ أفعل ما يفعله الناس ومرةً تقولين كنتُ أُنظفه أتظنينني ساذجًا أنا لم أوظفك لتنظفى لى المرحاض أظنك تعرفين وظيفتك جيدًا يا غبيه

رددت عليه بثقه: ماذا أفعل إن كان مالك المكان بخيلاً ولم يبنِ مرحاضاً بالقبو وكأنه يريد تعذيبى بالصعود والنزول كل ساعه

حينها ضرب بيده على الطاولة بقوة وقال: لقد تخطيت حدودك أيتها اللعينه من تظنين نفسك أنتِ لست سوى خادمة أم تريدين منى أن أذكرك بهذا كل يوم عليك إلتزام القوانين هنا وإلا فأنك ستندمين أفهمتِ ؟
ومن الأن فصاعدًا لا خروج من القبو إلا بأذنى مفهوم

حينها قلت بسرعه: أنت تريد قتلى من الجوع كما أنني قلت أنه لا يوجد مرحاض هناك فكيف لا أخرج

رد بسرعة: كل شيء سيحل والأن إنصرفى من أمامى بسرعه

ثم نادا على ذلك الحارس وأمره بتوضيح كل شيء لي

ثم خرجنا من هناك كنت أسير والغضب يعتريني كيف سأبقى هناك بدون مرحاض وماذا إذا نسوا أمرى ولم يحضروا لى الطعام أو لن أستسلم وأعدك هكتور سأنتقم منك أيها الغبى

وصلنا للقبو فقال الحارس أُنظري تلك الغرفة الصغيرة ستكون غرفة نومك بها سرير صغير وهذا كل ما ستحاجينه بها أما تلك فهي المرحاض

أجبته بسرعة بأنه مغلق

حينها رد بغلظه: سوف أفتحه وتوجه إليه ثم أخرج كومة مفاتيح من جيبه وبدأ فى البحث بها وما هي إلا لحظات حتى وجد المفتاح وفتحه

نظرت إليه وقلت: إنه قذر
فردّ بسخرية: يمكنك تنظيفه ألا تجيدين تنظيف المراحيض ثم توجه للأعلى وقال أثناء صعوده: أُحذرك من مخالفة القوانين ... سيصلك الطعام مرتين يوميًا أظنكِ لن تحتاجي شيئًا أخر

قلت فى نفسى: إنه أسوء من سيده

جلست فى مكانى وبدأت بالعمل وبعد بعض الوقت رأيت خادمة تدخل وتضع الطعام على الطاوله صدمت وقلت: خادمه خادمه لا أُصدق ظننت أنه لا يوجد أحد هنا

لكنها لم تنطق ولو بكلمه وخرجت بسرعه حينها عرفت أنها ممنوعه من الحديث معى

تناولت طعامى وعدت لمباشرة عملي وبعدها دخلت تلك الغرفة ونمت

وفى الصباح إستيقظت وبدأت بالعمل حتى تعبت لقد أحضرت لى الخادمة الطعام ورحلت تناولته وظللت أجوب بنظري فى ذلك القبو الكبير حتى وقع نظري على تلك النافذة الصغيرة فى أعلى الحائط حينها أصابني الفضول لمعرفة علامَ تطل
دفعت أحد الصناديق الكبيرة ووضعته تحتها مباشرة ثم وقفت عليه وفتحت النافذة بهدوء لقد توقعت أن تكون صعبة الفتح بسبب قلة إستخدامها ولكني وجدت العكس فقد فُتِحت بسهوله
نظرت للخارج محاولةً رؤية شيء ولكن لم تكن سوى أرض منبسطة تمتد على الحديقة التي لايتناهى وسعها

ولكن للأسف لم أستطع أن أرى ولو بقعة من تلك الحديقة التي أسرتني عندما دخلت للبيت الهائل هذا
مازال عندي ذلك الفضول للتمشي فيها ورؤية تلك المناظر الخلابة التي تتزين فيها
فقد كان القبو غاية الإنحدار ولم يسمح لي برؤية ماهو فوق
المكان أبشع من جحور السجون وضيقها

ولكن يا روجينا لاتنسي أنتِ هنا لتبدأي حياة جديدة فأنتِ لم تكونِ في إحدى بقاع الجنة لكي تتذمري الأن من هذا المكان

جمعت مجموعة من السيوف وصرت أشحذها بحذر بتلك الالة الخطرة ولكن من خلال خبرتي في المطاعم واستخدام السكاكين والآلات تقطيع اللحم وجدت نفسي أُجيد هذا العمل شيئًا ما
مرت أيام قليلة والروتين نفسه رغم أنني وعدت نفسي ألا أتذمر
ولكن للصبر حدود فأنا أشعر أني سأصاب بالجنون لو لم أخرج قليلاً
ولو قليلاً فقط

ولكن هل سأعود لإذلال نفسي لذلك الحقير هيكتور وهو يرفض ما أريد وينعتني بالشتائم كالعادة
نعم هذا هو ماكان يمنعني عن طلب الخروج فأنا أجد نفسي البقاء في هذا الجحر ولا مواجهة كلمات ذلك المتبجح

مرت أيام قليلة أخرى ولكن لا أعلم وجدت نفسي أُخاطر بتهور
أنا اخرج خلسة من ذلك القبو ، لما يا روجينا هل تعرضين عملك للخطر لأجل فقط إستنشاق الهواء ورؤية تلك الحديقة

أيستحق الأمر ؟

مع تلك الترددات في داخلي إلا أن قدماي مازالتا تحاولان إبعادي عن ذلك القبو بأي طريقة
فتحت الباب وبت أمشي بتلك الممرات الخالية وأنا اتسائل مرة أخرى عن سبب خلوها من الخدم وكأنه بيت مسكون بالأشباح
ولكن من يهتم

حتى وبدون إرادتي عادت وقادتني قدماي إلى مكتب ذلك السيد الغليظ
ولكن هذه المرة أصبح في واجهتي ذلك الحارس الجامد يقف عند الباب
وكأن المكان الذي يمكله ويعيش فيه هيكتور هو ذلك المكتب فقط فأنا لا أراه بمكان أخر غيره وأيضاً لايوجد حراسه على غير ذلك المكتب

الغرابة تزداد ولكن أعود وأقول : من يهتم

إقتربت منه وقلت : أنا أريد مقابلت السيد هيكتور

أجابني بغلظة بأنه لن يقابل أحدًا

فقلت أنني أريده لأمرٍ مهم

فقال لى بأن أخبره بالأمر وهو سيبلغه

فقلت له : بأن يأخذ لى أذنا بالخروج قليلاً فقط لإستنشاق الهواء ، لا بأس بالحديقة وأؤكد أنني لن أعيد طلبي هذا

حينها دخل وبعد دقائق خرج وقال جملته التى أدهشتني : لقد قال بأنه يمكنك للحديقة ، ولكن الحديقة لا غير
بدايةً لم أصدق ما سمعت وقلت له : أتمزح معي

ولكن جوابه أقنعني فقد قال لي : ومن أنتِ لامزح معكِ

تركته وذهبت بفرح نحو البوابة الرئيسية التي تقودني للحديقة
أركض والإبتسامة مرتسمة على وجهي وكأنني طير قد تم إطلاق سراحة من قفص ضيق وهو يهرع للخرج إلى الحرية
لا أنكر أن فرحتي ليس فقط لأنني سأخرج وانتهى
بل لأنني سأزور تلك الحديقة البهية
لحضات حتى وصلت للباب من سرعة هرولتي ووقفت أمام الباب وأخذت شهيق لإلتقط أنفاسي بسبب الركض ثم مسكت كلتا قبضتا الباب وفتحته على مصرعيه
وخرجت للجنة الارضية
هيكتور أكرهك وأكره قبوك وسيوفك وخادمك ولكن هذه الحديقة أحسدك على إمتلاكها
كيف لك أن تجلس بمكتبك وتترك هذه البقعة

لم أنتبه لنفسي حتى وجدتني أمشي في أرجاء هذه الحديقة هائمة في جمالها لحضة أستنشق الورد ولحضة ألمس الماء البارد في تلك الينابيع النافورية التي تتوسطها تماثيل كأنها ملائكة
ولكن لِمَ أشعر أنني مراقبة ؟

في تلك اللحضات كان هيكتور قد أعطاها إذن الخروج ليس كرمًا منه بل ليراها من كاميراته المخفية في كل مكان ليتأكد إن كانت لصة أو تحاول سرقة شيء فمنزله مليء بالأشياء النفيسة
وهو ينظر لشاشات المراقبة بتلك الجدية وعدم الثقة بها وجد نفسه أحب هذا
لا يعلم كيف ولكن للحضة بات ينظر لها وهي تتنطط هنا وهناك بفرح وتشم الازهار وتلمس الماء وتبتسم كانت قد جذبته حركاتها شيء ما....وبدون ارادته سيطر على عقله حب مشاهدتها وهي مستمتعة هكذا ونسى الامر الرئيسي وهو مراقبتها ان كانت ستسرق شيء...لقد نسي إنه يراقبها بهذا الخصوص تمامًا
وعندما كانت روجينا تتمشى في أرجاء الحديقة لفتت نظرها مجموعة أزهار جمالها لا يمكن وصفه
باتت تنظر لهم والتردد يكاد يقتلها

تمد يدها نحوهم ثم ترجعها وهي تقول:
لو فقط أخذ هذه الزهور معي على الأقل تضيف جمال على المكان البشع الذي أعمل فيه ... على الأقل تحسن هذه الازهار من نفسيتي كلما نظرت لها وأنا أعمل هناك
ولكن ماذا لو قطعتها وأصبحت السبب في طردي
ذلك البغيض يريد أبسط حجة ليطردني
وهي مازالت تمد يدها وتعيدها كان هيكتور متأهب وهو ينظر لها من شاشات المراقبة وكأنه ينتظرها لتقطعهم حتى يطلق جهاز الانذار
هي محقة فهو يريد زلة عليها ليس فقط ليطردها بل ليذلها بالشتم والصراخ
هنا أطفئ هيكتور الشاشة عندما رأى شيء قد خرب عليه تلك اللحضة كلها
وهو بلاخص لا يريد ان يرى شيئا عنه فترك حتى امر روجينا واطفئ الشاشة من فوره حين ظهر
أتعلمون من هو ؟

في تلك الاثناء وعندما كانت روجينا تحاول قطف الورود وتردد لولهة شعرت أن أحدًا أصبح بجانبها ثم مد يده نحو وردة وقطفها وقدمها لها
تفتجئت روجينا وجمدت تماما
خافت كثيرًا وهي تفكر إن كان هيكتور أو حارسه فهم بالنذالة سواء
ولكن لحضة الشخص هذا لم يوجه سلاح او سيف نحو روجينا
لقد قدم لها وردة !!!

التفتت عليه بتوتر وخوف فهي لا تتوقع وجود أحد في هذا القصر إلا وكان أشباه هيكتور وحارسه
ولكن لم يصب توقعها فقد كان شاب في نهاية الثلاثينيات من عمره يشابه هيكتور بعض الشيء ولكن يبدو أنه أكبر منه
مهلا لحضة قلت يشابه هيكتور
انا أسحب كلامي بأبتسامته اللطيفة هذه ونظرته الحنينة ونبالته في تقديم الوردة لي مستحيل أن يمد لهيكتور بصله

قاطع توغُّل أفكاري قوله:
تفضلي أيتها الجميلة إن كنت تودين واحدة

هنا علامات النفي ملأت أفكاري على أنه مستحيل أن يمد لهيكتور بصله
حسنا الحرس أو الحارس الوحيد إن صح القول هو مثله بالنذالة فمن يكون هذا الشخص لا بد من أن هناك تفسير منطقي لوجوده هنا

عاد وقاطع صراع أفكاري التي إمتزجت مع السابقة قائلاً :
ولكن هناك خطب في تقديمي الوردة لكِ أيتها الجميلة حتى تبدي كل هذا الإعجاب والإنصدام

" نعم أنا مندهشة تماما "
وجدت نفسي أُجيبه هكذا بتلكوء

إبتسم وقال:
"وها هو أخي هيكتور يترك إنبطاع سيء في قلوب أشخاص أخرين
أنا متأكد من أنكِ تعملين هنا .. منذ متى تعملين أنا لم أركِ في الأرجاء ..."

قاطعته مذعورة ومصدومة من ما كنت خائفة من سماعه فنعم من حيث الشبه بالشكل هو يشبه هيكتور ولكن ...

" قلت اخي؟!!!!....أنت قلت أخي...هيكتور ذاك الحقير أخاك ؟!!!!! "

ثم وضعت يدي على فمي وأمسكت نفسي كي لا أتمادى أكثر وأكملت
" اعذرني على فظاظتي ولكن فقط لم أصدق إنه أخاك من حيث تناقض الاسلوب بينكما "

أكمل بأبتسامته الساحرة تلك وهو يعود بتقديم الوردة لي
" قبل أن نتحدث عن أخي وعن عملك تقبلي مني هذه الوردة مع التعريف عن نفسي
أنا أدعى ماتيوس بلاديمون أخ هيكتور الكبير "

أخذت الوردة ووجناتي قد إحمرت خجلًا حتى وجدت نفسي أُجيبه بلطف
" وأنا أدعى روجينا تشرفت بمعرفتك "

قال :
" حسنا والأن دعينا نجلس على إحدى المقاعد لنتحدث قليلاً "

هنا هيكتور إشتعلت فيه نار الغضب وهو يعصر بيديه ويقول في نفسه:
"ولكن من طلب منه أن يعود ..كم أكره وجوده حولي .. والان إلتقى بتلك الحمقاء لقد نسيت إنه هنا ماكان علي أن أسمح لها بالخروج .. تبا لهما معا

وفي هذه الاثناء جلس ماتيوس وروجينا على إحدى تلك المقاعد المظللة تحت الخضار والورود
تحدثوا وسألها كيف إنتهى بها المطاف هنا فحكت له عن كل شيء حدث وبعد ان انتهت
ضحك بصوت عالي وقال :
" حقا؟ شحذ السيوف؟! أهذا ماخرج من أخي البائس ؟ "

أجابته روجينا بتساؤل :
" فقط أريد أن أفهم لم يريدني أن أشحذها هل يخطط للهجوم على دولة ما بجيوش من العصور الوسطى؟!! والغريب أيضا كيف أخوك مليونير وليس لديه سوا خادم واحد وطباخة واحدة أو يمكن يكونوا رجال آلين حسب ما أراه في تعاملهم "

عاد ماتيوس وضحك وقال:
"اولا سبب عدم وجود الخدم لانه لا يحب الناس ذوي الطبقات الوسطى ولا يحب وجودهم حوله ولكن لا يعني ان البيت غير مراقب فهو يضع كاميرات في كل مكان من البيت ويراقبهم بشاشات من مكتبه
يعني ماتمر حشرة الا ويراها وعندما يخرج ينغلق البيت بأحكام لانه متطور للغاية بأجهزة الحماية "

اجابته روجينا بأقتناع
" هااا لهذا السبب أشعر أنني مراقبه دائما "

ثم أكمل ماتيوس وقال
"و أخي عنده هوس حب تجميع أسلحة العصور الوسطى ليس إلا ، ولكن جعلكِ تشحذين أنا أعرف السبب "
أجبته بفضول عارم :
" لِمَ لِمَ أخبرني "

أجابني بنبره هادئة تملكها الحزن وقد ظهرت على عينيه:
" عندما كان أخي في السابعة أنا كنت خارج البلاد أدرس ، كنت أعمل وأدرس هناك بكامل جهدي كنت أود أن أعود لهم وأنا ناجح لكِ أعيل عائلتنا فأبي مريض وأمي تعمل لأجل لقمة العيش
كنت على إتصال معهم ولكن في يوم إنقطعت أخبارهم أُراسلهم ولم يجيبوا
كانت قد بقيت أشهر قليلة على انتهاء دراستي ووقتها وجدت أنا وظيفة مرموقة ، تجاهلت أمر مراسلتهم وقلت فلينتظروا بعض أشهر فقط وسأعود لهم وأحسن حياتهم كلها أشتري لأخي هيكتور مايحب وأعفي أمي من العمل تنظيف المراحيض وأدفع تكاليف علاج أبي
ولكن حين عدت

أنزل ماتيوس رأسه وأكمل بحزن أكبر:
" وجدت أن أبي قد مات ووالدتي قد قتلت ...لقد قتلها أحد المتسولون لأ ان يأخذ حقيبتها التي كانت فيها مرتبها الشهري والذي لا يزيد عن 30 دولار
كانت قد تمسكت بها بكل قوتها فطعنها بسكين..
عدت ووجدت هيكتور لا يبكي ...لم يبكي ولا دمعة كان فقط جالس في البيت بكيت عند اقدامه ولاجل ابوينا وقلت له انني لم اعلم ان هذا ماجرى وكنت اود ان اعود لاعينكم اردت ان اعود ناجح بحياتي ولكنه لم يقل شي ولم يذرف دمعة
تركني ورحل...اخذ حقيبته ورحل
توسلت وحاولت منعه وابقاءه معي ولكنه كان يرفضني ويبعدني عنه ....صرت اراقبه ظننت سيصبح مجرما ولكن تبين العكس..،لقد عمل وعمل وعمل ولم يخالف القانون وعمل بأصعب الاعمال حتى تجرح جسده من كل مكان ولكنه لم يتوقف لحضة
كان يقوم بأربع اعمال باليوم ولايترك مجال للراحة ويمرض ويعمل حتى رؤساء عمله يطلبون منه الراحة عندما يصاب ولكنه يرفض وكأنه يعذب نفسه عن قصد
وعندما ينتهي من كل اعماله يذهب ليتدرب على القتال ، تعلم كل اساليب القتال الملاكمة الكانغ فو والمبارزة بالسيف وحمل السلاح
تعلمهم ليحمي نفسه فقط ولا يحتاج ليحميه أحد
ثم كبر واصبح مدير اعمال ومازال للان يعمل بكد ولكنه....ولكنه لم يعد بشر انه آلة للعمل فقط ...يمقت الناس الفقراء يقول انهم مفسدين الارض ليتني استطيع محيهم لا اعلم ربما يكرههم لاننا كنا منهم ولم نستطع الاحتفاظ بوالدينا بسبب وضعنا ذاك او ربما لان احدهم قتل امنا وهو متسول فقير
او ربما بسبب الاثنين معا كره الفقراء
هو جعلكي تشحذين السيوف لكي تصابي بالجروح يريد الفقراء يعانون كما عانى هو "

نظر لها وقال بأبتسامة مصطنعة:
" لو تريه كيف يتكلم مع الناس ذوي الطبقات الراقية لوجدتيه الطف مني اكثر نبل واحترام "
ما هذا ...ما هذا الشعور الذي بداخلي ؟
لم انمحق الكره نحو هيكتور ، لما بت اشعر بالشفقة عليه....هل هذا كل ما مر به؟
هل هذا كل ما مر به هذا الشخص ؟
وانا اقول انني اكثر شخص تعذب بحياته

قاطع تفكيرها كلام ماتيوس حين اكمل وهو يقول :
" رغم انه يسمح لي بالدخول لمنزله كلما آتي لزيارته الا انه لايكلمني ابدا...ولا ينظر في وجهي حتى ...اعلم انه يلومني على ماحصل لانني تركتهم....ولكن لو فقط يسامحني ويعطيني فرصة لأكلمه .. "
هنا فطر قلبي ماتيوس أكثر ايضا، مالذي سأفعله الان ....بت اريد ان انزل البهجة على هذان الاخوان...لقد نسيت امر عملي ومستقبلي ونضالي وبت اريد ان اصالحهم واجعل هيكتور يسعد ويخرج من دهاليز الماضي تلك.....بت افكر هكذا الان.
...




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:06 PM

رد مع اقتباس
قديم 08-02-2020, 08:51 AM   #7
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 6

بقلم الكاتبة : آميوليت

وفي وسط خوض نقاشنا اتى ذلك الحارس البليد من حيث لا نحتسب وقال بنبرته الباردة

" ايتها الخادمة روجينا الرئيس يريدك فورا "

ايتها الخادمة!!وكأنني حقا كمثل الخدم العاديين ، انا اشحذ السيوف القديمة ، هل سمعتم بخادم يمارس هكذا عمل؟!

ولكن وجدت نفسي اترك ماتيوس بعد ان استأذنت ذهابي منه واذهب بكل رضاء مع ذلك الحارس لمقابلة هيكتور ، يمكننا ان نقول تغير شعوري اتجاهه بت اشفق عليه واشعر بالاسى ، بت اريد التحدث معه شخصيا......لما بدأت تنتابني هكذا مشاعر؟

هاقد وصلنا الى مكتبه ، فتح الباب ودخلت وبقى ذلك الحارس بدوره خارج المكتب واغلق الباب
كان هيكتور بكرسيه الفخم ملتفت فيه الى الجهة الخلفية فلم اكن ارى سوى ظهر الكرسي الذي يجلس عليه هيكتور والذي يغطيه بالكامل بسبب حجمه الكبير الملوكي الطراز

انبعث صوت بنبرة هادئة وجادة من امام ذلك الكرسي قائلا

" مع من كنتي تتحدثين ، الم تقولي انكي ستخرجي فقط لاستنشاق الهواء ، ارى انكي عقدتي جلسات حوارية وتعارف هناك
اجبته بثقة وعدم خوف او تردد وبكل هدوء ايضا

" اظن انك تعرفه فقد رأيتنا من الكاميرات ، انا اسفة ياسيدي هو تحدث معي بالبداية وباشر النقاش وانا اجبته بالمقابل ليس الا ، ارجوك سامحني ان كنت اخطأت "

التفت بكرسيه ليصبح امامي وفي اصبعه سيجارة كبيرة بعض الشيء نعم تلك التي يدخنوها الاثرياء ، ابتسم مستهزئا بكلامي وقال

" اسفة ، سامحني؟..اين ذهب انطباعك الحاد في الرد علي ، اين ذهبت جرئتكي وحقدكي علي ؟...هل حكى كل شيء بهذه السرعة من اول ان يتعرف عليكِ ، ياله من احمق كبير يظن انه يستطيع ان يجعلكِ تؤثرين علي ، وأنتي بكل حماقة جاريتيه بخطته البشعة.. إذهبوا إلى الجحيم كلاكما أنا لن .... "
هنا قاطعته بغضب ، نعم لقد غضبت ، لما هو حاد الطباع الى هذه الدرجة ، حسنا لديه ماضي اليم عانى كثيرا ولكن الحياة مستمرة ولا بد من النسيان ...لا يوجد احد منا في هذه الدنيا لم يعاني
قاطعته هنا انا قائلة

"انه اخوك....كيف لك ان تكون حاقدا هكذا....لا بأس ان تكره الفقراء ولكن ماذنب اخيك انت كل ماتبقى له وهو كل ماتبقى لك....عليك ان تتعلق به لا ان تبعده عنك...
هنا هو يسمع كلامها ويتحمل ويتحمل ويعصر بيده الى ان وقف وضرب الطاولة بقوة وصرخ قائلا
" يكفييييييي.......ايتها الفقيرة المزعجة اياكِ وان تدخلي بحياتي الخاص.....لا شيء من هذا من شأنك افهمتي....ان عدتي وكررتي اقوالك البلهاء هذه والتي عبئها ذلك المدعو ماتيوس بعقلك المتحجر سوف اجعلكِ تندمين طوال حياتك "

لقد ابعدني عن حياتهم تماما ....هو محق انا ليس لي دخل بحياته الخاصة....ولكن كلام ماتيوس غير كياني جعلني افكر في تصليح هذه الامور....وهذا هيكتور هو لايعطي للشخص فرصة كي يدخل الى قلبه......الحقد اعماه بالكامل
لم استطع قول جواب بت اسمع صراخه وكلامه الحاد علي وانا أخفض رأسي للاسفل ولا اقول حرف ، لقد تعقدت الامور كليا الان واختلطت المشاعر

هيكتور هل اساعدك ، ام اتركك بهذه الحال؟

بعد ان انهى خطبة الشتم والصراخ علي وانا للصراحة لم اسمع نصفها فقد كانت افكاري تتوارى حول ماذا سأفعل حيال امر هذان الاخوان؟

طلب مني العودة للقبو ولن يسمح لي بالخروج مجددا ، انا لم اتذمر ولم اطالب بشيء لنفسي وقتها ، سكت وتقبلت الامر وذهبت بصمت لان مايشغلني بات هو كيف سأتعامل مع هذا الامر.....ولكن هناك سؤال حيرني اطرحه لذاتي ولا احصل على جواب ، لما بات امرهم يهمني لهذه الدرجة وحازوا على كل فكري ، كما قلت لا يوجد احد في هذه الدنيا لم يعاني...ولكن لما عندما سمعت قصتهم اثرت بي لهذه الدرجة وبت اريد بجم حل الامور بينهم وإرجاع السعادة لهيكتور ...

لِمَ ؟

عدت للقبو وجلست وأنا مازلت شاردة الذهن والبال
في تلك الاثناء دخل ماتيوس على مكتب اخيه وكان جالس وفي قمة غضبه فقد صب منه شيئا بسيطا على روجينا قبل قليل

نظر نظرة حاده غاضبة على اخيه ثم وقف بغضب اكبر وقال
" انت لا تنفك من ان تتركني اعيش لوحدي ، ماذا تريد مني ياهذا ؟ أتظن بتحريضك للناس علي شاعرياٌ ستقوم بالسيطرة علي؟ هه لقد خسأت "

أجابه ماتيوس بهدوء ولكن الحزن يحرقه من الداخل
" اولا انا لست هذا ياهيكتور انا اخوك الكبير شئت ام ابيت ، وثانيا انا لا اقوم بالتحريض ....انت تنظر للامور دائما من منظور خاطئ مما جعلك تصل الى ما انت عليه الان "

اجابه هيكتور
" وما الذي عليه انا الان ها؟...انا اغنى رجل بالبلاد املك ماتحلم ان تمتلكه انت.. "

قال له ماتيوس وهو يشفق عليه

" ايها الاحمق هيكتور...انا لا اعني النقود بل اعنيك بالذات....انظر الى حالك ...تعيش وكأنك عدو المجتمع وتكره الجميع واكيد هم يبادلوك ذلك الكره وينظرون لك كمجرم رغم انك لست بمجرم "
اجابه هيكتور بنبره الغضب المستمرة تلك
" اتقصد رعاع الناس اؤلئك الفقراء اشباه تلك البائسة روجينا...انا لاتهمني نظراتهم عني فأنا احترم فقط من هم مثل طبقتي ...اما اؤلئك الفاشلون فأنا لا اعتبرهم بشر بالأصل "

ثم ابتعد عن مكتبه وصار يتمشى مقتربا نحو ماتيوس وهو يكمل قائلا

"اسمع ماتيوس اعلم ماهي خططك التي تعيد وتكررها حين تاتي لهنا بين الحين والاخر
تريد الاستيلاء على مشاعري لتسيطر علي ، انا كنت اسمح لك ان تدخل فقط لارى اين تريد ان تصل بأفعالك هذه ، ولكن اليوم تبين لي كل شيء بعد ان تكلمت مع تلك المدعوة روجينا لتجعلها تحرك مشاعري
انت تريد ان تستولي على املاكي ، ربما تريد ان تستغلني لتكون شريك معي او ربما تطمع بكل ثروتي ، هذا جائز لانك سابقا تركت اهلك في اصعب وقت لاجل المال ... "

رفع رأسه هيكتور ونظر بعيون ماتيوس وقال بخبث

" الست محقا يا....اخي "

كان ماتيوس مصدوما وهو يستمع له فلم يكن يعلم بأنه سيصل به الحقد لكل تلك الافكار البشعة عنه ، هو كل مايريده ان يتقرب من اخيه الصغير....ولكن فجأة دب الغضب بعروقه وانزل رأسه وعصر يده بقوة فقد غضب من هيكتور بهذه اللحضة بحق

ثم بلحضة خاطفة امسكه من قميصه ولكمه بقوة حتى رجع للخلف هاويا واصطدم بالمكتب ووقعت الاغراض التي عيه وتبعثرت الاوراق

دخل فجأة ذلك الحارس قائلا

" سيدي هل انت بخير ؟ "

رغم خوره على الارض رفع يده للحارس لينبئه انه لايحتاج مساعدة وان لا يتدخل ، فهم الحارس عليه وخرج واغلق الباب

كان ماتيوس واقف ينظر له وهو ويحاول الوقوف من اثر الضربة التي جعلته ينزف من فمه ، قال له وقد حقد عليه هذه المرة

" لا اريد ان اكرهك هيكتور ....انت اخي رغم كل شيء ، ولكن بعد كلامك هذا من الافضل ان اختفي عن حياتك تماما ولا تراني مجددا لكي لاتسمعني كلام اخر كهذا..لانني لو سمعتكلام مجددا كهذا قد....اكرهك "

ثم التفت ماتيوس ذاهبا وخرج دون اي تردد ليرحل وان لايعود مجددا

بتباطئ وتثاقل جلس هيكتور على كرسي مكتبه وصار يمسح الدم من على شفته ، ثم توقف لحضة وانزل رأسه وقال بصوت شجين حزنه يقطع القلب
" نعم...ارحل...ولا تعود "




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:07 PM

رد مع اقتباس
قديم 08-02-2020, 09:00 AM   #8
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 7

بقلم الكاتبة : وردة المودة

لا أعرف لم ذلك الهيكتور المتعجرف قد سيطر على جل أفكاري، تحول من شخص بغيض أمقته و أكرهه لشاب جل طموحي أن أخرجه من الظلمة التي سيطرت عليه...

خاصة بعد لقائنا الأخير الذي لم ينتهي على خير بتاتا...

رفعت الغطاء لأغطي وجهي بكفي منزعجة لأقصى حد من هذه الهواجس التي لا أجد لها نهاية...

أطلقت صوتي صارخة بمقت: تبا لك هيكتور و لماضيك، أريد النوم.

أمضيت دقائق في صمت حتى وقعت عيني على تلك السيوف المتراكمة جانب الغرفة، و طبعا أنا،من جمعتها بعدما كانت منتشرة في أرجاء الغرفة ...فكما رأيت، لم يكن الإستقبال مثاليا البتة....!

نهضت أحوم بعيني في الأرجاء حتى توقفت لدى وسيلة عملي الحادة تلك و عدت أشحذ سيفا لم أتممه بعد...

لم يكن هذا وقت شخذ، فنحن بمنتصف الليل...إنما ...

أنا أفكر...
أفكر في سؤال و هدف قد أراد هيكتور المغرور أن أفهمه...

لم...لم يا هيكتور تطلب معاناتي؟... و لم تأنس بها و كأنها المطلوب؟!

و ماتيوس ، هل من الطبيعي أن يفصح بحياة أخيه ذو الصيت و السمعة لأي شخص؟...لست بلهاء، هو يطلب مني العون لأخيه الصغير...

شعرت بدوار كاد يفقدني السيطرة على يدي لوهلة، إلا أني تفاديت خطر غفلتي و استسلمت عائدة لفراشي، تاركة ذاك السؤال يتصفح وريقات أفكاري.


******************


أسبوع ..
أسبوع مضى و،أنا حتى لم ألمح صورة هيكتور!

حتى أنه لم يأتي لإستفزازي أو تحطيم،ما بقي من،كبريائي...

لا أواجه إلا وجه ذاك المطيع لسيده..

تنهدت مطولا عدة مرات و بدأت أضرب خدي بخفة علني أستيقظ من،الخمول الذي داهمني طيلة أسبوع...

ذلك خيالي...!

بل حتى لم يطرق أبواب خيالي الواسع، أن أكون هادئة...

فتحت عيني على،وسعهما ثم قلت بصوت جهوري كما اعتدت: ذلك الوقح، يتجاهلني لأنه رأى عبر كمرات المراقبة لقائي بأخيه...ياله من جبان، يهرب من،مواجهتي لأني أعرف ضعفه و،ماضيه التعس...فاليذهب للجحيم.

نفضت ثيابي لأخرج من،سجني القذر مخالفة أوامره، فشخص جبان مثله يستحق أن أريه وجهي الحقيقي و مدى استطاعتي على كسر أنفه مع قواعده الغبية تلك...

لم أحاول الإختباء و لا تخفيف صوت خطواتي، بل على العكس..

أسدلت شعري ليتساقط على كتفي بعشوائية و صعدت بخطوات واثقة، فأنا أريد مجابهته...
لكن...
لم أكن أظن لقائنا سيكون اللحظة..!

تفاجأت حتى بان ذلك على قسمات ملامحي ، لكني قلت بعد ثوان
"مرحبا، لقد كنت أريد الخروج لإستنشاق الهواء ، هل تأتي معي ؟ "

ملامحه الجامدة التي سافرت بي للقطب الجنوبي لم تتركه و هو يجيبني
"ومن أذن لك؟... لا أذكر أني فعلت."

ابتسمت بنصر لما سمعت و أبديت تحدي الأعين واثقة "ومن طلب إذنك أيها السيد؟... أنا أخبرك فقط."
طرأ بعض التغير الذي أشعرني بنشوة النصر بهزيمته ، آه كم استمتعت بملاحظة تقطيبته تلك و لحنه الذي أبدى الحدة دلالة على غضبه" تجرئين على معارضتي ؟"

تكتفت و قلت بلا اكتراث لمكانتي غير آبهة بردة فعله أو بما سيفعل، فطردي هو جنتي التي أتوق لها لأخرج من سلطته، رغم أني متيقنة أنه لن يتخلى عن فرصة إذلال فقيرة فاقدة للوظيفة: "ماذا؟...ستتخلى عن متعة تعذيبي يا..سيد هيكتور؟"

أظهرت عينيه بريق غضب ...لا، بالأصح حقد، إنه في قمة الغضب لأني تجاسرت عليه..

اضمحلت إبتسامي و اهتز شيئ مجهول بداخلي ينبئني بسوء طالعي للقائه في هذه اللحظات...
أولست أنا من أردت إغضابه؟!

إذا لم هذا الشعور و التردد...

كنت مشوشة و قدمي تراجعت بينما هو يتقدم ببطئ يزيدني رهبة منه ، و من سر إبهام بؤبؤتيه...
سقطت لينحني مبتسما بإستخفاف " أكلت لسانك القطة روجينا؟"

ثم نطق بزئير أسد مبطن في حروفه و هو يرفعني من شعري " تشتاقين للمذلة..سأريك إياها."
بقيت أسمع همهمات حروفه و أنا أومئ نفيا عن تطبيق الجنون الذي يتفوه به...
فحقا هيكتور؟...ما الذي أفقدك انسانيتك، و مالسر..؟!
هل لي أن أعرف؟

بقيت متيبسة الأطراف ثوان أستمد بها قواي، و سرعانما وقفت مشيرة له بسبابتي معترضة بصرخة هزت أطراف المكان " مستحيل...أنا لست عبدة لك و لادميتك أيها المتعجرف المغرور ...لن أشحذ مئة سيف أيها السيد هيكتور الوقح."

سكت بعد أن أفرغت جعبتي المتمادية لأتلقى ردا باردا خلفه بركان ثائر" تعارضين أوامري و تتمردين؟"

أخذت نفسا عميقا و قلت بثقة تغلغلت دواخلي" و ماذا ستفعل بي إذا قلت لك؟.. بالتأكيد لن أفعل"
بانت ابتسامة استخفاف قسماته " يبدوا أنك نسيت أمرا مهما، أنت هنا لتسديد دينك، فإن كانت لك قدرة المعارضة فلا بد أن لك القدرة على سداد دينك أيضا."

أفحمني كلامه الذي تحاشيته بل تناسيته فنطقت بغيظ "حقير."
أدار جسده مبتعدا و هو يقول" الفقراء مثلك ليسوا سوى حثالة لا تستطيع الإعتراض علي ، أتمنى أن عقلك الفارغ استوعب هذا أيتها النكرة."

كدت أجهش بالبكاء لكرامتي التي دهسها بسهولة لكني سيطرت على نفسي حتى يختفي، فما زال الوقت مبكرا على الهزيمة..فأنا لن أدعه يحتفل بنصره علي...أقسم أني سأجعله يعترف بهزيمته بنفسه...


*****************************


ماهذا الإزعاج برب السماء؟!

صوت هذا الباب لا ينفك عن الطرق لحظة...

نهضت و فتحت الباب لأحظ ذاك الحارس البليد الذي يطيع هيكتور فقلت بإمتعاض: ماذا تريد ؟..ألا ترى أننا لازلنا بالفجر .
أجابني بصوته الأجش " لقد قال السيد هيكتور أن تبدئي بشحذ السيوف."

تنهدت و قلت" ما هذا الإستبداد بالرأي لديه؟!...قل له أني سأبدأ بعد قليل."

أوصل رسالة هيكتور بقوله" قال السيد هيكتور لاحق لك في المعارضة."

هم بالذهاب من فوره فأسرعت بمناداته "هيييه..."

اكتفى بتوجيه وجهه مجيبا ندائي الوحيد له مذ رأيته "ماذا؟..كفي عن مناداتي هكذا، لي إسم وهو رالف."
إبتسمت بتوتر لكونه محقا بعد التفكير" أه، كنت أريد أن أطلب إفطاري...فأنا جائعة."

أومأ ايجابا ثم رحل ليتركني أفكر في مبادرته الغريبة، فهل كان لطيفا أم أنا أتوهم؟! ...وهل يمكن أن نكون في وئام يوما؟
لكني سرعان ما رفعت شعري و توجهت للحمام لأغسل وجهي علني أشعر ببعض النشاط لتلبية طلب هيكتور المجنون...

أجل، منذ قراره هذا ...هو ليس إلا مجنون معقد في نظري...


**************************


أشعر أن قواي خارت و مرحي اضمحل فعلا...

يومان لا أهنأ بنوم علني أنهي شحذ مئة سيف و لا أوفق ، و ما أحصل عليه هو تشققات يدي و اسوداد حول عيني...

ألا يشعر هذا الهيكتور و لو بشفقة نحوي ...؟!
ماذا بتسجيل ذلك البليد رالف عن عدد السيوف التي أشحذها ، بالتأكيد هو يفكر بطريقة عقاب لتهاوني ..!

خرجت لأصارح هيكتور عن موقفي، دعه يفعل ما يشاء... سأخبره عن رأيي في قسوته..

وصلت لمكتبه المضاء مصباحه لأطرق الباب، فالمدعوا رالف الضخم ليس هنا و هذا يجر للعجب!
لم أتلقى ردا فعلمت فورا أنه يتجاهلني لأنه يعرف عبر الكامرات من أكون..لذا فتحت الباب لنفسي لأتفاجأ به...


نائما!


اقتربت لأرى خصلات شعره قد تساقطت على وجهه و ملامحه قد تخلت عن تجهمها و أسدلت ستار الهدوء برخاء و رأسه متكئ على طاولة مكتبه، بدى غريبا بسكونه الذي لم أئلفه منه، خاصة بملاحظتي شيئا مريعا...!

إنه وسيم...

تبا لأفكارك هذه روجينا...!

بغض النظر عن كل ذلك، لقد لاحظت قلما أسودا بين أصابعه مع أوراق عمل من الظاهر كونه يعمل لديها..
منظره هذا قادني لأخذ معطفه النيلي من على المقعد لأضعه عليه، أظن...أستطيع فعل هذا له على الأقل...
ابتعدت بخطى صامته حتى وصلت للباب إلا أني تفاجأت به قد استيقظ يعرك عينيه موجها سؤاله لي "ماذا هناك روجينا؟"

أدرت رأسي و أنا أبلع ريقي لما أرى..قد سقط المعطف نصفه بينما بقى الآخر على كتفه و قميصه يحمل تجاعيدات واضحة...منظره كان تمثيلا لطفل بريء لطيف..!

نطقت بدهشة حروفي الغير مفهومه "واااه!.."

الأغرب من كل هذا أنه سألني شيئ بكل براءة..؟

قلت له بعد تفكير " حسنا، كنت أريد الحديث معك عن طلبك، أنا حقا لا أستطيع تنفيذه...بالكاد أكملت الثمانين سيفا..رغم أني بذلت جهدي."

لا أعلم إن كنت محقة، لكني لاحظت بريق حزن ببؤبؤيه "تعبتي إذا..أنت حقا ضعيفة، رغم أني كنت طفلا لم أسرع في الإعتراض .."

خلخل كفه بشعره الفحمي متما حروفه "ما تفعالينه لا يقارن ..."

قاطعته لأنفي فكرة خاطئة قد استحوذت عليه "لست أنت وحدك من عانى، أنا أيضا حظيت بأوقات صعبة..توفي والدي و تركاني وحدي دون أحد يعيلني أو عائلة ترعاني.. بت أعمل شهرا و الآخر هناك و ما أزال، لكني لن أفكر يوما بتقليل شأن من يعانون يومي و لو أصبحت في مستواك...يجب عليك تغيير سلوكك هذا ... أنت تطرد محبة أخيك قبل الآخرين بما تفعل."

بت أنتظر رده بفضول بينما هو ينظر لي بتمعن شعرت به أنه يستهدف إختراق عقلي ليقرأ أفكاري، ثم أشار لي بكفه للجلوس على أريكة رمادية بجانب طاولته وهو يقول بلهجة غامضة " دعينا نقارن."
إمتثلت لأمره بصمت حتى بدأ هو بطرح أسئلته الغريبة " متى توفي والديك ؟"

قلت له "منذ ثلاثة أعوام."

سأل ثانية " أين كنت تسكنين؟"

أجبته " استأجرت شقة لدى عجوز مسنة."

سألني سؤالا جعل الغصة تقف في حلقي " هل تشتتك و معاناتك يوازي معاناة طفل لم يتعدى السابعة؟"
كان سؤالا كفيلا بجعلي أرغب بالبكاء لأجله، فقد جعلني أتخيل...مهما عانيت فلن أفهم عمق معاناته...
قلت بصوت غلبه الحزن " أنا...آسفة حقا."

أتم بحروف غريبة لم أتخيل سماعها منه قد أخرجها بصعوبة ظاهرة تبدي لي شيئا واحدا، أنه لم ينطقها من قبل "عندما كنت أعمل، لم أهنأ بسقف كسقف قبوك بل كنت أنام في الشارع كالكلاب و القطط المتشردة، و عندما لم أكن أستطيع إنهاء عملي كان عقابي منعي من كسرة الخبز التي كنت أبعد ضعفي بها لا غير..."

سكت ليفتح زر كم قميصه لأفجأ بآثار تعذيب واضحة... كانت آثارا تبدوا و كأنها بالأمس لكنه قال مانفى ذلك " هذا غيض من فيض ماعانيته لأصل إلى ما أنا عليه الان ... عملت بأعمال خطرة وتعذبت لدرجة انني لا اصدق للان كيف بقيت على قيد الحياة.. "

انزل رأسه متما بحزن واضح..
"ومن يعلم ربما كنت اعمل بهذا الجهد فوق الطاقة لكي اقتل نفسي ولكني لم أمت، نجوت إنما ....بالجسد نجوت ولكن روحي قد لاقت حتفها و ماتت "

تنهد و هو يفتح زر قميصه العلوي أيضا و أنا أنظر له بعين تأسف لم أنظرها لغيره " هيكتور.."

ضحك ضحكة خفيفة مبديا عجبه من،نفسه "يبدوا أني جننت لأصرح لك عن ماضي التعس هذا."

قمت من مكاني مقتربة منه دون ملاحظة شيئ من تناسي لمستواه كسيد و مستواي كخادمة و أخرجت ما لدي " أنا ..أريد أن أصبح مثلك...لا بأس بكل العقبات، فأنا سئمت وضعيتي المادية هذه، هل لك أن تعطيني فرصة...سأفعل كل ما تأمر و لن أتذمر من أي صعوبة تفرضها علي أو عقبة.."

قرأت في عينيه السخرية و هو يجيب "ماذا..؟ تظنين أنك تستطيعين تحمل المشاق التي تحملتها، ستموتين يافتاة..لا طاقة لك بتحمل شيئ واحد مما عانيت."

شمرت عن ذراعي مبدية تصميمي الجدي له " لا بأس أنا قوية..لا تستهن بي."

كنت أنتظر منه أن يعين قراري لكن عينيه عادت لمنظر حقدها بشزر و هو يقول مستخفا "هه!..حقا بدأت تجيدين التمثيل أيتها النكرة ... رغم تصوراتي الكثيرة عن خطط أخي ماتيوس للإستحواذ على أملاكي..لم يخطر ببالي أنه سيستغل فتاة تخدمني للوصول لذلك...ذلك السافل لم يكفه مقاطعتي...يظنني سأخدع بتظاهره بالذهاب دون عودة..."

كان يتم كلماته بسب و شتم لي و لماتيوس الذي تربطهما علاقة الأخوة بينما كنت مهبطة رأسي مشتتة الذهن ، سمعت شيئا و غفلت عن الآخر مما تفوه به من حماقات... لكن لصبري حدود...

لم أتمالك نفسي...فاليكن من يكون... فاليكن من يكون...كيف له أن يتهم أخيه الأكبر الذي كل همه قلق على وضعه بإتهام كهذا...

لم أع لنفسي و إلا و قد ارتطمت يدي بخده صافعة..أجل، لقد صفعته..صفعت هيكتور بيدي..!
لم أصدق فعلا أن أثر الحمرة تلك أوجدتها كفي أنا...!
هيكتور ليس أقل صدمة مني، فقد توسعت حدقتيه و مازال ينظر للجهة الأخرى يستوعب ببطء ماحدث...

عاد ينظر لي و أنا أوجه،نظراتي له بمقت و حقد حتى دخل رالف فزعا لينبهني من غفلتي بصرخته: أنت...كيف تجرأين...؟!

قاطعه هيكتور برفع كفه ة أمامه " لا بأس كل شيئ على ما يرام... أخرج."

حدق بي ثوان ثم خرج بصمت ، لكني لم أقل ما أريد بعد لذا ابتعدت عن مصدر غضبي صارخة في وجهه: " أيها الأحمق المتعجرف، كيف تجرأ على التفكير بأخيك هكذا؟!..بينما همه هو أنت تفكر أنه يخطط لسلبك مالك الوسخ هذا؟!..قد صدقت فعلا فأنت عشت بينما ماتت إنسانيتك... قل لي كيف ستواجه والديك بهذا الشكل الذي أنت عليه ، بم ستيجبهما..هل تظن أنك مفخرة لهما؟. بل هما يشعران بالخيبة و هما ينظران لإبنهما تحول لشخص فاقد الإحساس و الضمير."

تركته مبتعدة و عيني تلاحظ كيف بات خائر القوى ..!

ابتعدت لتترك مشدوها بقلب قد اخترقه سهام حروفها الحادة...

و بعين لاحظت آثار عطفها.

بمعطف قد أسدلته عليه




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:09 PM

رد مع اقتباس
قديم 08-04-2020, 04:51 PM   #9
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 8

بقلم الكاتبة : LAZARY

مشاعر مضطربة...

مواقف متناقضة...

حروب نفسية...

بعد أن خرج بصمت وقلتُ تلك الكلمات له، عدت للقبو بسرعة لأني لا أريد رؤيته مجددا بعد الذي حدث بيننا، وقد تملكني غضب شديد منه ومن نفسي.

رفعت السيف ذي القبضة الذهبية الذي كان فوق آلة الشحذ، وبدأت ألوح به مقلدةً تلك الحركات التي في الأفلام وذهني مشتت لا يقوى على التفكير في شيء، حتى شعرت بألم في يدي أمسكت السيف بيدي اليسرى ووجهت بصري لليمنى كانت حمراء بشدة فنطقت بصوت شبه هامس
" إذا كان كفُّ يدي بهذه الحالة، فكيف حال وجهه؟ "

بقية روجينا تنظر ليدها بحزن ظاهر على وجهها.
وأما هيكتور ذهب لغرفته وأخذ حمام وجلس على الشرفة يشرب القهوة واضعا قدما فوق الأخرى، يقلب أوراق أحد الملفات محاولا تشتيت ذهنه عن الصفعة التي آلمت وجنته.

رمى الأوراق على الطاولة أمامه وتكلم بصوت غاضب
" تلك الفتاة كيف تجرأ "

تذكر كلماتها التي دخلت صميم قلبه
" يبدو أنني أخطئت حين جلبتها إلى هنا، انها خطيرة لقد بُحت لها بقليل من مكنونات صدري. "
واستقام واقفا وبنظرات خبث ومكر
" رويدك عزيزتي...سأريك الجحيم بيدي وستندمين على رفع يدكِ على أسيادك "

فتحَ باب القبو بقوة أجفلتها. وجدها جالسة وراء آلة الشحذ، نهضت وابتلعتْ ريقها بصعوبة لكن كذبتْ كل ذلك بنظرات باردة وصوت هادئ
" ماذا هناك هذه المرة سيد هيكتور؟ أمازال لديك بعض الاهانات التي تريد رميها عليّ، وعلى أخوك الغائب. "

كانت نظراته في البداية حزينة ولكن تغير مزاجه وصر على أسنانه عند ذكرها لأخيه، فنطق بصوت ناريْ
" أصمتي يا حثالة البشر "

آلمها كلامه لكنها لم تستطع الرد عليه، انعقد لسانها وهي تحاول اختراق عقله من خلال عينيه، تتخيل معاناته...نومه في العراء بدون مأوى أو معين...وبقائه بدون طعام لليالٍ طويلة، وتلك النُّدبْ التي احتلت جسمه، والأهم هي تلك الندبة التي تأبى ترك قلبه.

وجدها صامتة بدون أي ردت فعل، ضحك باستهزاء
" وأخيرا عرفتِ مكانتك...سيكون عقابك شديد "

لمّا سمعتُ تلك الكلمات من فم هيكتور لم أصدق، بماذا سيعاقبني الآن
ضحكتُ في سرِّي وهل هذا يهم الآن لطالما تعامل معي المجتمع على أني نكرة..لا شيء..سوى...سوى...لا، لن أسمح بهذا بعد الآن، سأعمل وأعمل حتى أجني ثروة، وسأجعل الجميع يرى تلك الفتاة التي احتقروها وأهانوا كرامتها في الماضي ماذا أصبحتْ.

سأستغل كل الفرص أمامي وسأبدأُ بك أيها المتعجرف هيكتور، سأستغل معرفتك للتجارة، سأعرف كيف تدير الأعمال سأجعل الأموال تنهال علي وستأتي إليَّ طالبا عقد الصفقات وسأجعلك تفلس، سأسرق المعلومات منك ولو إطررني ذلك لتناول دماغك......مهلا جرفني الحماس لابد أن مذاقه سيء بما انه ملك لهيكتور البغيض
" ما الذي يجعلك تبتسمين بثقة كأنك ملكتِ العالم أيتها المتشردة "

كانت هذه كلمات هيكتور لم أشعر بنفسي أبتسم وأنا أحدق فيه وأتخيل نفسي أتناول مخه مع القليل من السلطة...آه مقرف.

نظرتُ له بتصميم بعينين تبرقان بالتحدي
" سأتحداك هيكتور..أرني ماذا ستفعل؟ لن أستسلم سأفعل كل ما تأمر به وسأريك أنني لست سهلة. "
رأيتُ الغضب يلمع من عينيه يبدو انه توقع أن اخضع له وأركع طالبة المغفرة، لست نادمة على شيء.
نطق بكلماته بسرعة ولهيب الغضب يطل من عينيه

" ستعملين في تنظيف القصر بدآ من الآن، ستعملين على التنظيف التلميع، الطهي وحتى الاعتناء بالحديقة، أريد رؤية كل شيء يلمع عند عودتي من عملي. وبدآ من الساعة التاسعة ليلا ستكملين عملك في شحذ السيوف حتى الواحدة ووقت الاستيقاظ من النوم سيكون في السادسة لتعدي لي الفطور يجب أن يكون فطورا فخم و.."

قاطعته
" ألا تخاف أن أضع لك السم في طعامك، وفوق هذا اتعلم من تشبه؟ تشبه زوجة أب سندريلا في إعطاء الأوامر"

ابتسم بسخرية ولم يأبه لتعليقها الأخير
" هذه ليست معضلة، سأجعلكِ تتذوقينه قبلي. وأيضا لا تقاطعي كلامي، كما قلت..ولديكِ نصف ساعة في اليوم لتناول الغداء وعشاءك سيكون قبل أن تبدئي عملك على السيوف. وسنرى إلى متى ستستمرين في هذا التحدي."

فرفعتُ يدي إلى خصلة طويلة من شعري لأبعدها عن عيني وتكلمتُ معه بلطف متصنع
" ألا ترى سيد هيكتور أنك رءوف...جعلتْني أوامرك أتحمس لمزاولة العمل الآن فما رأيك أن تتنحى جانبا لأخرج وأبدأ عملي."

ومررت بجانبه وثم عدتُ والتفت إليه وبسبب ذلك ارتد شعري نحو وجهه وتكلمتُ بأدب مصطنع
" ماذا تريد على الغداء سيد هيكتور؟؟ "
لاحظتُ تصلب فكيه وانقباض عروق رقبته ونظراته المشوشة، فعبر بجانبي بسرعة جاء على مسامعي صوته الهامس يشتم

احترتُ في أمر هذا الهيكتور
" هاي..هيكتور قلتُ لك ماذا تريد على الغداء فأنا طباخ ماهرة."

وبعد ثوانٍ سمعتُ صراخه على رالف آمرا إياه بِحَثِّي على العمل على أكمل وجه حتى وقت متأخر، وخلال وقت قياسي ظهر رالف وتعبير غريب على وجهه، تحدثَ معي بصوت خافت
" من فضلك آنسة روجينا تعالي معي "

تبعته بصمت لأعمل على أوامر البغيض، وأنا لازلتُ مصممة على رأيي.

هيكتور

بعد أن أعطيتُ الأوامر لرالف بأن يريها أين جميع الأدوات والأشياء اللازمة ويجعلها تباشر عملها. ذهبتُ لمكتبي وأنا محتار في هذه الفتاة أو الأصح المصيبة التي جلبتها لنفسي شعرت بالغضب يملأ كل خلية من جسدي رفعت كوب العصير ورميته على الحائط بكل قوة علّ ذلك يقلل من غضبي
" تبا لها كيف تتصرف هكذا بكل برود؟ بعد كل ما قلته تقبلتْ كل ذلك برحابة صدر كما لو انها كانت تنتظره."

نهضتُ من على الكرسي واتجهتُ للنافذة وفتحتها لأشعر بالهواء يلفح وجهي أغلقتُ عينيْ حتى شعرتُ بشيء ناعم كالحرير على وجهي انتابني نفس الشعور في تلك اللحظة عندما مست بعض خصلات شعرها وجهي.

شعرتُ في تلك اللحظة بقلبي دق بعنف كأنه يطالب بالحرية على أن يبقى في قفصِ صدري
فتحت عينيْ بانزعاج وأبعدتُ الستائر عن وجهي لألاحظ تلك الجنية تقطف الورود الحمراء، والصفراء وورود أخرى جميلة لم ألاحظ جمالها إلا الآن وهي تُرتبها حتى صارت باقة خلابة..جميلة تسرُّ كل عينٍ تراها.

هذه الجنية أصبحت في كل مكان.....تداركتُ نفسي
" ماذا قلتْ ؟؟ هل قلتُ جنية ؟ هل أصبحتُ الآن شاعرا ؟ يال السخف."

عدت لأنهي عملي بدلا من التفكير في تلك المصيبة وكم كنت مرتاحا ولا أدري لم ؟.
كانت مشاعر هيكتور متضاربة، قد تخللت مشاعر جميلة قلبه.

روجينا

بعد أن أراني رالف المطبخ دخلت إليه وأعددتُ طعاما شهيا أخذ ذلك مني ثلاث ساعات، حضّرتُ طاولة الطعام وخرجتُ لأقطف بعض الورود لأضعها على الطاولة فذلك يعدل المزاج، طبعا ليس هذا لأجل البغيض ولكن حتى يعلم كم أنا مُتقنة لعملي، ثم أخبرتُ رالف بأن الطعام جاهز إن أراد أن يخبر سيده.
ثم اتجهتُ للدور الأعلى وبدأتُ بإزاحة جميع الستائر وتركتها في الماء حتى يسهل عليّ غسلها في ما بعد، ونظفت الأتربة ومسحتُ الزجاج والأثاث الفاخر الذي كم خشيت إن أحطم واحدة ماذا سيفعل بي ذلك الهيكتور وعدت للستائر وأغطية الأسرة غسلتها و علقتها في الحديقة أم أقول في الجنة الدنيوية.
ثم عدت للمطبخ تناولتُ طعامي وغسلتُ أطباق هيكتور ورالف الذي أصبح لطيف معي ولا أدري ماذا ضربه على رأسه حتى صار هكذا. وأكملتُ العمل في الدور الأول من المنزل كما فعلتُ الثاني، ثم خرجتُ للحديقة وأزلت الأعشاب الضارة عن الأحواض وجمعتُ أوراق الأشجار المتساقطة التي بحق بعثت بجو راقٍ على المكان بأكمله كانت نقيضه لخضرة الأرض.
وهكذا انقضى اليوم وأنا من عمل إلى عمل حتى أصبحت التاسعة تناولت عشائي وقصدتُ القبو لأبدأ العمل الذي دون أن أدري أصبحتُ أحبه
أعجبني ذلك السيف ذو القبضة الذهبية أتمنى لو أتخذه لي، لكن حتما المتعجرف هيكتور سيشطرني به إلى نصفين.
لكنه مجرد سيف لا أظن أنه سيغضب لأجله.


****************************


وفي اليوم التالي كنت قد أنهيتُ كل الأعمال وإن كنت أريد جني المال فيجب ألا أستسلم وقد وعدتُ نفسي أن أجعل الجميع يعرفني و يعترفوا بأخطائهم اتجاهي لذا ذهبتُ للقبو بعد إستراحة الغداء وباشرتُ عملي وغِصت فيه حتى أنني لم اشعر بهيكتور عندما دخل وسمعت شهقة غاضبة منه
التفت إليه وجدته يحمل السيف ذي القبضة الذهبية
وتكلم بغضب أكبر
" ماذا فعلتِ به؟ لما نحتي اسمكِ على السيف؟ "

تمالكتُ أعصابي و أجبته بلطف علّ ذلك يقلص المسافة بيننا فإن كنت أريد تعلم الأعمال منه يجب أن أتقرب إليه
" لأنه أعجبني ففكرتُ بامتلاكه "

صدم من هدوءها وكلامها فعادتً لديها أجوبة لاذعة بقي يدقق في ملامحها لعلها ليست روجينا.
ثم تكلم بعد برهة
" ومن سمح لكِ بأن تفكري فأنت هنا للعمل وليس للتفكير فالخدم يطيعون الأوامر فقط، ولا يفكرون..فقط العمل والإخلاص لأسيادهم، وإلا سيكون مصيرهم الشارع."

صررت على أسناني ولم أستطع حتى بلع ريقي فكلامه مهين جدا، رددتُ في داخلي اهدئي روجينا عليك أن تكسبيه. رددت عليه بهدوء وأنا أدقق النظر في وجهه
" لا هيكتور أنت مخطئ، حتى الخدم والفقراء بشر، يفكرون ويحلمون ويطمحون، فأنت مثلا أحلامك وطموحاتك هي من جعلتك تصل إلى ما أنت عليه الآن...أنجح رجل أعمالٍ في البلاد."

انفعل ورد علي بغضب
" اصمتي..لست مثلكم فأنتم مجرد..."

ثم اختفى صوته، لا أدري ماذا حدث له ولكن وجدتُ الفرصة لأتكلم معه نقلتُ نظري للسيوف حتى توقفتْ عيني على ذلك السيف الذي رسخ في ذهني قبل قليل وأنا أشحذه كان سيف قوي ذي قبضة فضيّة،
اقتربتُ من الطاولة ورفعته أمسكته من قبضته ومن نهاية نصله، وحدثته برزانة
" هيكتور..أترى هذا السيف؟ إنه يشبهك، "

ورفعتُ بصري إليه وجدتُ الدهشة قد علة وجهه ثم عدت لأنظر للسيف
قلّبته بين يدي وعينيّ تجول عليه بخبرة قد اكتسبتها هنا

" إنه لمّاع......ذو نصل فتاك...وفولاذي صامد، حتى بعد شحذهِ لا يزال يحتفظ بخدوش دلّت على عدد الحروب التي خاضها، لكنه لم ينكسر..وفوق كل هذا...حتى الآن يبدو جذاب بهذه الزمردة الزرقاء التي تعلو قبضته القويَّة. "

صدمتُ من كلامي هل مدحتُ الآن هيكتور؟ هل وصفته بالجذاب؟ لكن الكلمات خرجت وانتهى الأمر
وضعت السيف بسرعة وإحراج أحاول إخفائه وعدتُ لأجلس وراء الآلة وأنا أدعو الله أن يخرج من هنا بسرعة

هيكتور

لم أشعر يوما بما شعرتُ به الآن بعد كلامها، لقد مدحتني بكلمات لا مثيل لها، سرور دخل قلبي رغم سماعي للمديح طول الوقت من معارفي في المجتمع إلا أن لكلامها وقعٌ آخر حدقّتُ بها وهي جالسة وراء الآلة بثبات،
لم استطع الرد عليها وضعتُ السيف و هممتُ بالمغادرة لأن الحروف قد ضاعت مني.
ابتلع هيكتور ريقه مِنْ هذه الفتاة وأكمل سيره مبتعدا.




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:12 PM

رد مع اقتباس
قديم 08-17-2020, 01:17 PM   #10
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 9
بقلم الكاتبة : Freeal

تابعت عملها بشحذ بضعة سيوف بينما الصدمة باقية في عقلها فها هي فترة تُحاولُ بها إعادة ما قالتهُ بالضبط ،
وفي أثناء شحذ سيفٌ إيطالي الطراز اقتربت كفها لا شعوريًا من أداة الشحذ وجُرحت بجرحٍ بليغ !
بقيت تنظرُ إليه فترة...

" أهذا جُرح أم أتوهم ؟ إنهُ لا يؤلمُني ! لا يؤلمني البته ! "
لكنهُ جرح ، وهذه هي دمائها تسيلُ بالفعل ...

دخل الحارس الموكل بها رالف، ليُعلمُها بمهماتها ليوم الغد ، بقي هو الآخر ينظرُ مُستغربًا ، إلى أن أدرك الموقف و أسرع نحوها ، لمساعدتها ..!

ضمد رالف جرحها موقفا النزيف بينما الصمت حديثهما ، ثُم غادر القبو بهدوء بعد ما نطقه قبل خروجه من تلبية لأمر سيده:
" السيدُ سيُغادرُ مُبكرًا صباح الغد ، عليكِ تجهيز الفطور قبل الفجر ! هذه أوامرُ سيد هيكتور ! "

مهلًا لحظة ! هل يُنفذ الأوامر وحسب !

نظرت لجرحها و هيّ تجمعُ قواها قائلة لنفسها :
" هيكتور تحمل وصبر على جراحهُ والمتاعب التى صادفت طريقهُ بقوة ، إذا كُنتُ أريد أن أثبت نفسي و أتقدمُ للأمام ، علىّ أن أتحدى جراحي و أتناسى الآلم! "

رفعت رأسها بتحدي و الإبتسامة تُزينُ ثقرها بغرور ثم أومأت موافقة لرالف الذي غادر مبتسمًا هو الآخر، باستهزاءٍ قائلًا لنفسه التي لاحظت عزيمتها :
" ما هذه الفتاة ؟ إنها مُعجزه ! "

وحين استوى أمام السلم الذى يؤدي للطابق العلوي حيثُ غرفةُ هيكتور ، علق نظراتهُ نحو نهاية السلم كما لو كان هيكتور واقفًا على رأسه ، قال كما لو أنهُ يُحادث هيكتور بصوتٍ شبهُ مسموع و قريب من الهمس :
" سيدي ... لقد رأيتُ اليوم شيء لم أتخيل رؤيتهُ في حياتي ، حين دخلت و رأيتُها واقفه هُناك تنظر لجرحها بهدوء وغيرُ فزعة ، رأيتُ فيها صلابة الماس التي تشعُ عزيمه كالشمس في صحراء جردت من كل حياة!..سيدي ... اعذرني .. هذه الفتاة، هي التي ستُحطمُ غطرستك !
ستفعلُ ما عجزتُ أنا عن فعله حين أتيتُ إلى هُنا قبل أربع سنوات !! "

أما روجينا فقد بقيت تعمل لفترة مُتأخرة .. عازمة على إثبات نفسها و بقوة..
تُكررُ في قرارة نفسها مرارًا ..

لن تهُزني جبالُ العالم ، وإن كانت أكبرُها و أكثرها بساله !!!
استيقظت فزعه إثر حُلُمٍ مُربك .. لقد تأخَرت على فطور ذاك السيد المتكبر المبكر ..

وحين استوعبت موقفها كان القبو يعجُ بالظلام ، النافذة الصغيرة لا تحملُ أشعة ضوء الصباح ..
على الأقل ليس بعد !
رفعت نظرها للساعة المُعلقة على الجدار بعد أن أنارت الأضواء .. كانت الساعة الرابعة فجرًا..
أخذت نفسًا عميقا ثم نهضت تاركة المياهُ الباردة تُلامسُ وجهها وشعرها بتعب ..
خرجت من القبو وخطت بهدوء نحو المطبخ ..

وقفت مقابل المطبخ للحظة حين لمحت باب الغرفة في الزاوية المقابلة للمطبخ المفتوح ...
دفعها الفضول و اتجهت نحو الغرفة مستكشفة محتواها ..

لم تسنح لها الفرصة سابقًا لرؤية شيء يتعدى حدود ذلك القبو الذي يضيق أنفاسها !
دخلت بحذر لتقول كلمةً واحدة عبرت عن جل ما تفكر به
" مذهل ! "

لم تتخيل وجود هذه الغرفة هنا ففيها كُل شيء تقريبًا ..

احتوت أنواعا مُختلفه من ثياب العمل ، منها كالذي ترتديه الخادمات و منها كالذي يرتديه رالف ..
لفت نظرها أحد الثياب المعلقة ، تُشبه التي كانت ترتديها عند عملها كنادلة ، لكن أجمل ..

نظرت لنفسها حيث كانت ترتدي قميصا رماديا مع جينز أسود ... بدت لها غير جميلة ، و بسيطة ...
حتى أبسط من ثياب الخادمات المتواجدة هنا...يا للخزي !
أخذت الثياب المُعلقة و ارتدتها بسرعة ..

قميصٌ أسود بلا اكمام ،مع بنطال طويل بنفس اللون ، مع حذاء بسيط بلا كعب ..
أضاف المئزر الأبيض المناقض للون ثيابها جمالًا خاص ...

تمنت أن ترى كيف تبدو لكن لم تجد سوى المرآة الصغيرة على الجدار .. لم يكن لها تحقيق هذه الأمنية...

رفعت شعرها للخلف كما تفعل عادةً قبل الطبخ، وبقيت تلك الخُصلة الطويلة تتدلى على وجهها بتعالٍ عكس جمالها ...

عادت لوجهتها الأولى و دخلت المطبخ ثم همت بتجهيز الفطور بسرعة ..
كان فطورا كالذى يتوقعهُ شخص كهيكتور أن يكون معدل له...
بالمسمى الأتم...


.. فاخر ..


رتبت كُل شيء على الطاولة الكبيرة التي تتربعُ عرش غرفة الطعام ..

ثُم سكبت الشاي و القهوه ! هيّ لا تعرف ما يُفضل بالفعل ...

و أخيرًا ...سُنِحَت لها فرصة التمدد ، بالكاد نامت ساعتين !

في تلك اللحظه بالذات دخل هيكتور متأنقًا بثيابهُ الرسمية ...

يرتدي الأسود الرسمي عدا ربطة عنق ناقضته بكونها رمادية ...

يبدو أن هيكتور كان على موعدٍ مع اجتماع كبير و مهم فهو لا يخرجُ إلا إذا كان السبب مهما له ..

لمح من بعيد فتاة مرتدية السواد واقفة أمام طاولة الطعام ،و ظهرها هو ما استقبله بداية فشعر بالغضب و سؤالان يحومان في أذنه... من هذه ،و أين روجينا ؟
...هذا ما أغضبه !

أراد أن يصرخ مطلقا العنان لغضبه لكنهُ ابتلع ذلك الغضب بصمت حين استدارت قائلة :
" صباح الخير سيدي ! "

هذا مرعب !

ماذا حدث للكنتها المتمردة ؟ سيدي !

هذا ما راوده من خاطر نتيجة صدمة ثلاثية الأبعاد، ليس من المعقول أن تُرى بهدوء الطبع الغريب هذا...
هناك شيئ مبهم ..جداً
و مع ذلك ، لم يخفى عليه كم كانت تبدو متعبة .. حمل بنظرهُ نحو الطاولة ...

هذا ما توقعهُ تماما ، فطورٌ أنيق ! لا أعتقد أن هيكتور بجبروته سوف يعترف بإعجابه بالعشاء الذي طهته بالأمس ..

من يعلم، ربما كان ذلك سبب ذهابِه للقبو ، طبعًا.. قبل أن يغضب من حفر إسمها على ذلك السيف الذهبي ...
جلس بصمت و بدأ ينظر لما صنعته وهي تقف مشتعلة بالغضب الدفين في سرها... لتجاهلها وعدم الرد على أقوالها..!

كررت في ذهنها ما تقوله دوما و هي تدير قرص عينيها بين زوايا المكان تجنبا من أي مشكلة ستفتعلها بصراحة أو هجوم تنقض به على محطم أعضائها..." متعجرف...مغرور..."

تنهدت لتقدم له الشاي ، فاعترض مُحاولًا خلق مشكله :
" أنا أكره الشاي في الصباح ، أريدُ قهوتي الصباحيه "

قالت ببسمة خفيفة و هيّ تُقدم القهوة :
" تفضل سيدي ، أية إضافات ؟ "

لقد نالت منه بكل ما للكلمة من معنى بتصرفها الذكي ، فهي لن تدع له فرصة لإذلالها أو استحقارها بعد الآن!

لم تخفى نظرات الاندهاش من عدم مبالاة روجينا لكنه بدأ بشرب القهوة بهدوء والكلمات تبخرت مع بزوغ أول خيوط أشعة الصباح ..

رفع نظره لها، كانت تلك الخُصلة المزعجة تتأرجح معها، مع كل حركة تقوم بها وخيوط الشمس تشعُ بازدياد خلفها ..

بعد فترة ...لاحظ أنهُ يختلس النظر لها كثيرًا ، و كلماتها المادحة له ترنُ كالجرس في طوفان ..
لحظة خرج عن حدود إدراكه قائلا في نفسه " أنتِ جميلة "

نظرت نحوهُ وملامح بريئة تُزين وجهها المتعب ، لماذا تنظر له بإستغراب ... هل قرأت أفكارهُ لتنظر له هكذا ،و فجأة ؟ سألت روجينا ببراءة:
" هل هنالك خطب ما ؟ هل أخطئتُ فى شيء سيدي ؟
إذا ارتكبت خطأ بأي شيءمهما كان ، فأنا مستعدة للعقاب ! "

ما هذا ، أهذا ما تُفكر به ؟ أهكذا فسرت نظراتَهُ لها ؟

لو تعلم فقط العاصفة التي سببتها له منذ تلك الكلمات التي صرحت بمديح لا تعلم مدى أثره به ...

روجينا تتسائل سر سؤالها المتواضع توا دون تفسير واضح ..

بينما كان الآخر مصدومًا لما قالهُ هو .. هل وصفها بالجميلة؟ هذا مستحيل !

أخذت الفوضى تُثير نفسها في كُلٍ منهما إلى أن نهض هيكتور غاضبًا من نفسه تجاه ما فكر به ، و من ضعفه أمامها..!

بينما روجينا فقد اعتبرت نهوضه بسببها، كانت تقف في فوضى.. تنظر له وهوَ يغادر المكان بصمت مزعج ..
لكنه استدار قبل خروجه بلحظات قائلًا




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:13 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رِوٱية رُوجِيناٌ | Ŕŏŏgïnă. بِقلم الآعضٱء/ نقاش كُتّاب الرّواية lazary روايات الانمي_ روايات طويلة 89 12-02-2020 06:47 AM
ذهبي [ تسلية ] - طقطقة أقلام حرة | محادثة روائية . سَرْمَد؛ نقاشات وأنشطة الروايات 41 08-07-2020 10:48 PM
وَ حِـينَ يَجْتَمِـعُ الإِبــدَٱعْـ | أَنْـتَ لِـي | ¦ ϟ MISAKI - أرشيف المواضيع المكررة والمخالفة 0 06-01-2020 12:35 AM
وتمرّ الٱيّام Night birde مواضيع عامة 2 05-12-2020 11:00 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 12:22 AM