••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


زهرة أخر العمر

روايات مكتملة.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-2020, 04:08 PM   #6
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



من جديد



الفصل الرابع
" من جديد!!"
فتحت رينيه عينيها وهي تحس بألم شديد في رأسها, لكن ما ان نظرت الى سقف الغرفة..حتى عرفت بأنها ليست في غرفتها......., فنهضت على عجل...آه...ماهذه الستارة..أين أنا؟؟
انتعلت حذائها سريعاً ونهضت من مكانها..., فتحت الستارة بهدوء...لتجد أمامها يوهان وقد أسند رأسه الى الخلف وهو مستغرق في نوم عميق..., ابتسمت واقتربت منه قليلاً...أحنت رأسها الى الجنب وهي تتأمل ملامح وجهه القاسية....المتعبة!! كم تود لو أنها تتحسسها..., ومع أن الفكرة قد أجفلتها..الا أنها لم تمنعها عن ذلك....فامتدت أصابعها الرقيقة لتلمس خطوط التعب التي حفرت عميقاً على جانبي وجهه....وما ان فعلت ذلك..حتى رمش يوهان بعينيه قليلاً...فأبعدت أصابعها وقلبها يخفق بشدة....لكنها هدأت قليلاً...حينما أشاح وجهه الى الناحية الاخرى...وبدا وكأنه قد استغرق في النوم مجدداً...
فتنفست الصعداء....
التفتت لتخرج..ولكنها أحست بيد قوية تمسك معصمها....فذعرت وهي تعاود الالتفات...لتفاجئ بأن طبيبها المغرور يحدق بهابسخرية...وهو مايزال ممسكاً معصمها...
"أنا؟؟أنا؟؟....هل أيقظتك؟؟؟" تساءلت بتوتر وارتباك شديدين......
اعتدل في جلسته وهو يترك يدها....مما أزعجها...., وقال وهو يبعثر خصلات شعره الكثيفة...
" لا...لم أكن نائماً تماماً!! " ثم أردف وهو يعاود النظر اليها..:" هل نمتي جيداً؟؟"
" آه..أجل! أشكرك....لا أدري ما كان ليحصل لي لولا هذه الساعات القليلة التي نمتها!! أنت بطلي!!"
دفعته مرة أخرى للابتسام ......" أمازلتي تعيشين في عالم الابطال أيتها الصغيرة!!"
ومع أنها أحست بنبرة التكهم في صوته الا أنها رفضت أن تجعله ينجح في ذلك...فعادت للقول باسمة....
" ولم لا؟؟؟ فالابطال موجودون في كل مكان....وأنا حقاً أظنك أحدهم!!"
قال وهو ينهض...وقد بدا الحنق في صوته:" لست بطلاً أبداً....ما أنا الا مجرد طبيب...!! هيا الآن لنرى والدك!!"
قال ذلك وهو يشير لها بيده..., لم تدر لماذا هو متجهم ومكتئب هكذا؟؟ولماذا أغضبه أن يكون بطلها؟؟!! لقد كان مجرد تعبير منها...ولكنه أثر فيه بصورة سلبية بدرجة كبيرة كما هو واضح....ولكن لماذا؟؟؟
حملت حقيبتها وهي تدخل رأسها في حزامها بدون اكتراث....ثم فتحت الباب وخرجت...ولم تلحظ بان الطبيب يوهان قد أصبح بجانبها.....! وما ان وصلا غرفة والدها...حتى وجداه ما يزال نائماً....., فبدأ الدكتور يوهان بفحصه, وألقى نظرة على سجل المتابعة الخاص به....ثم توجه الى رينيه قائلاً
:" حالته ما تزال مستقرة..وهذا شيء حسن.., وان استمرت حالته على هذا المنوال...ربما يستطيع الخروج غداً أو بعد غد....على كل حال هذا سابق لأوانه...لننتظر ونرى..."
بدت الراحة على وجه رينيه...فابتسمت بسعادة..., مما أذاب كل الجليد في قلب يوهان, هي لا تعرف ماذا تفعل به ابتسامتها الرائعة! وهي لن تعرف أبداً..لأنه لا ينوي الافصاح عن اي شيء لها....! تباً....فهي تكاد تكون في عمر ابنته!!!
نفض عن رأسه هذه الافكار...., واعتذر منها لينصرف الى بيته...وهو يحث الخطى...حتى لا يضطر لملاقاتها أو لسماع صوتها!! وكلما أسرع مشيه ومغادرته للمستشفى كلما أسرع في اخراجها من حياته!!
لكن الطبيب الشاب المقيم استوقفه ليسأله عن بعض الملاحظات...ومع أنه استاء كثيراً لهذا , الا أنه لم يستطع رفض طلب هذا الطبيب المستجد...وماهي الا دقائق حتى انساق في الحديث الطبي عن حالات المرضى...واضعاً رينيه خلف ظهره!!
" أوه...أشكرك دكتور يوهان جزيل الشكر...وأنا آسف حقاً على تأخيرك!! لكنني كنت قد بدأت أجن مع هذا المريض....ولكنك حقاً أسعفتني....أنت حقاً بطلي!!"
بطلي؟؟ لماذا تتكرر هذه الكلمة على مسامعه كثيراً هذا اليوم؟ آه..رينيه!! عليه أن يسرع الآن...فاعتذر بسرعة من الطبيب الشاب...
" لا عليك...أراك لاحقاً!" وهو يدخل مسرعاً المصعد الكهربائي حتى ينزل الى المرآب...., لكن؟؟ ما ان انطلق بسيارته خارج المرآب...الا ولمحها هناك!! كان صوت في عقله يصرخ به " أكمل سيرك..ولاتلتفت للوراء...!!" عاود النظر اليها..كانت تركل عجل سيارتها بنفاذ صبر..
"آه..... تباً!...." قال ذلك متأففاً وهو يعود أدراجه اليها...., كانت قد فقدت الامل من سيارتها ذات الاطار المثقوب...
" تباً لكي أيتها الخردة!!!"
ثم اتجهت الى الرصيف لتوقف تاكسي..., لكنها فوجئت بسيارة سوداء رائعة تقف أمامها هي بالذات...
ومع أنها استغربت ذلك..الا أنها لم تكلف نفسها عناء النظر الى سائقها...فأشاحت بوجهها الى يمينها منتظرة ظهور تاكسي....
" آنسة ثومسون؟"
حسناً, لا يوجد الا شخص واحد يناديها بهذا الاسم وبهذه النبرة...نظرت بسرعة اليه...استغربت, ومع ذلك اقتربت من النافذة...
" أهلاً !!"
قال بجمود..:" اركبي...سأوصلكي!!"
لم تستطع اخفاء انزعاجها من الضيق الواضح في وجهه, فاعتذرت بأدب ..لكنه أصر على ذلك...بل انه قد هدد بحملها ووضعها عنوة في السيارة....
ضحكت من الفكرة..., " لا أظنك تفعل هذا!"
قال وقد بدأ يتحسن مزاجه:" أنتي لا تعرفينني بعد ياصغيرتي!!"
ضحكت رينيه..." حسناً..حسناً!! لاداع لذلك!!" قالت ذلك وهي تركب السيارة الى جانبه..., ومن ثم انطلق يوهان......
" أشكرك على تكبدك كل هذا العناء من أجلي...! فلم أكن سوا مصدر للازعاج لك منذ الامس!!!"
ظلت ملامح وجهه بنفس القساوة, ولكنه قال بتهذيب:" هذا واجبي آنسة ثومسون, وتأكدي بأن أي شخص آخر في مكاني, كان لفعل الشيء ذاته!!"
أصابها الحنق من كلماته القاسية, فآثرت السكوت....حتى تصل.....
" أليس هناك عنوان محدد؟؟ ...حيث تذهبين؟"
" أوه...آسفة!! لقد نسيت..." وقد أخذ منها الحرج كل مأخذ....فنظرت اليه...كان ينظر اليها ويبتسم بهدوء....ابتسمت هي الاخرى.....وأعطته العنوان.....
" أنتي تعيشين وحدك؟"
ابتسمت فهاهو أخيراً مهتم بالحديث معها..أو هكذا يبدو....:" أعيش مع أبي!! ليس لدي اخوة أو اخوات...."
" و...أمك؟"
" لقد توفيت وهي تقوم بانجابي!!"

" آه..أنا آسف حقاً!"
" لا تأسف!! فقد حدث ذلك منذ زمن بعيد!!"
" وماذا تفعلين في حياتك ....طبعاً الى جانب انتحالكي لشخصية الاسفنجة الصفراء!!" وهو يبتسم....
فابتسمت هي بدورها ثم قالت:" واذا قلت لك بأن انتحالي لشخصية الاسفنجة الصفراء كما تقول....هو كل ما افعله في حياتي فماذا سيكون رأيك؟"
قال باندهاش:" اذاً لابد أن ذلك....يعيد عليكي دخلاً جيداً!"
قالت بدون اكتراث:" ليس دائماً...ولكن هذا ما أحب عمله!!"
" أليست لديكي أحلام؟؟؟"
عادت للابتسام ثم قالت:" ومن منا ليس لديه أحلام!! ربما...أنت!"
قال بمكر:" ولم تظنين ذلك؟"
" أراهن بأنك قد حققت كل ما تريده...تبدو لي.....؟؟؟" ثم سكتت فجأة وكأنها استدركت نفسها....لكنه لم يتركها....
" كنتي تقولين؟؟؟ بأنني أبدو لكي؟؟؟؟؟"
قالت بارتباك والحمرة تعلو خدها:" حسناً....لا أظن بأن رجلاً مثلك.....قد يحتاج للأحلام...فأنت تبدو لي....كاملاً ...لا ينقصك شيء!!"
نظر اليها بدهشة...وكانت عيناه تومضان بشيء غريب...مما جعل رينيه تلعن نفسها على غبائها...واندفاعها لكنها عالجت الامر بحكمة
:" يبدو أن ذلك أرضى غرورك!!! أظن بأنه ينقصك القليل من التواضع!! "
" أترينني متكبراً؟؟؟؟؟صحيح...لقد سبق وقلتي لي ذلك....في حفلة التوأمين...ماذا كانت كلماتك بالضبط؟؟؟( هنا أصابها الاحراج والارتباك....)..آه أجل...أكبر متعجرف ومغرور رأيته في حياتي!! أليس كذلك؟!!!"
قالت في محاولة منها لتغيير الموضوع:" من أين تعرف السيد والسيدة بالتيمور؟؟؟"
" السيدة بالتيمور...تكون شقيقتي!!"
فتحت رينيه عينيها على اتساعهما وقالت بدهشة:" هذا لا يمكن!!!"
" وماهو الذي لا يمكن؟؟؟"
هاقد تورطت من جديد.....ألا يمكنها ابتلاع لسانها قليلاً...قليلاً فقط..حتى تحمي ماتبقى من ماء وجهها!!!
قالت بحرج:" كنت أعني بأنك لا تشبه السيدة جيني!!.."
ابتسم وقال بسخرية:" آه..الآن فهمت!! أنتي لاتقصدين بكلامك التشابه الخارجي وحسب!!....بل انتي تلمحين الى مدى تنافر شخصياتنا.....فجيني لطيفة..ورقيقة...ومحبوبة!! وأما أنا..؟؟ فلنسمع رأيكي ثانية؟؟"
ارتبكت أشد الارتباك..:" أنا آسفة..لم أقصد ذلك أبداً!"
قال بمكروفي عينيه وميض التسلية....خاصة حينما رأى الحمرة تعلو خديها..:" بل قصدتي ذلك بالضبط...لا تكوني جبانة الآن!! فشجاعتك اللامتناهية هي أول من أثار اهتمامي!!"
قالت وهي تنظر الى يديها المتكورتين في حضنها...وهي تحاول تجنب النظر الى عينيه:" أنا لست جبانة!!أنا فقط أحب مراعاة شعور الاخرين!!!"
" يالكي من ملاك صغير رقيق!!" قال بتهكم.....الا أنه كان يعني ذلك فعلاً.....
فقالت بتوتر:" هل يمكننا أن نغير الموضوع..من فضلك!!"
قال بابتسامة وهو يحاول منع نفسه من الانفجار ضحكاً:" كما تريدين...."
لكنه عاد ليقول بعد برهة...."هل ستعودين لاحقاً لرؤية والدكي؟"
" هذا مؤكد...كنت أريد فقط أن أعود الى البيت لأرتاح قليلاً وأبدل ثيابي ولأحمل بعض الحاجيات لأبي!!"
" بامكاني المرور لأخذك...ان..؟"
كانت تنظر اليه بدهشة....لم تتوقع منه هذا!!
" طالما سيارتك معطلة!!!"
" أوه!! هي ليست معطلة...بل عجلها مثقوب...سأعمل على استبداله...أرجوك لا تزعج نفسك!!"
وكانت قد وصلت بيتها...." ولكن شكراً جزيلاً لك على هذه البادرة اللطيفة!! وشكراً لك على ايصالي...لقد كنت عوناً كبيراً لي...!!"
قال بفتور:" على الرحب والسعة!"
كانت تهم بالنزول من السيارة, ولكنها توقفت فجأة والتفتت اليه...:" أتحب أن تتناول فنجاناً من القهوة..وربما بعض الفطائرالمحلاة!!"
قال بجمود:" كنت أرغب في ذلك....ولكنني متعب جداً!" وهو يتحاشى النظر في وجهها.....
كانت خيبة الامل جلية في صوتها....:" آه! آسفة...نسيت..بأنك كنت تعمل طوال الليل وتحتاج الى الراحة...اعذرني الآن!!"

نظر اليها..آلمته نبرة الحزن في صوتها....ولكنه يريد ان يبتعد وحسب!! وما ان أغلقت باب السيارة...حتى انطلق مسرعاً....ومبتعداً! وخلال ثوان كان قد اختفى عن الانظار!!!
هزت كتفيها بلا مبالاة...ودخلت المنزل....وهي تعد نفسها بنوم رائع على سريرها المريح لساعتين كاملتين قبل عودتها الى المستشفى.....
كان يطير كالمجنون في سيارته....., ماذا فعلت له هذه الفتاة ذات الاسفنجة!! آه..لو أنه لم يذهب الى عيد ميلاد التوأمين...لو أنه لم يرها وهي ترقص وتغني...وتضحك!!! والآن...ما السبيل الى ابعادها عن رأسه؟؟؟ انه بحاجة الى النوم.....نعم!! بعض النوم....كفيل بازاحتها عن أفكاره....ربما بعض القهوة أيضاً.....أو فطيرة محلاة!!
" اللعنة!!!" قالها بعصبية شديدة......,هاهي تعود لتغزو أفكاره من جديد....لماذا أصبحت حياته تتمحور حول كل ما تقوله وتفعله...لماذا لم يعد يفكر الا فيها وفي كلماتها وحركاتها!!
وقبل أن يطلق شتيمة أخرى....كان يقف على باب منزلها!!



 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:33 PM

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دكار مجدولين | رحلة العمر mariastar القصائد المنقولة 0 06-29-2020 09:36 PM
حيّاك يا عيد | سهرة عيد الفطر URANUS سهرات أرض العجائب 1043 05-30-2020 07:52 PM
بين أغصان الشوك كانت زهرة هواوه روايات الانمي_ روايات طويلة 5 04-12-2020 10:54 PM
زهرة في غابة الأرواح JAN أرشيف المواضيع المكررة والمخالفة 3 03-12-2020 10:39 AM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 11:36 PM