نسمات رقيقة

وتظلُّ الايام معلماً جيداً لمن أراد ، ولكن هل نملك عمراً كافياً لكي نتعلم كل شيء بأنفسنا..

‏بعض الصدمات التي تمر عليك ..
وظيفتها تعديل نظرتك للأشخاص في حياتك ..
وترتيبهم حسب الأولوية بالطريقة التي يستحقها كل منهم.

إن وضعتك الحياة...
بين خيارين...
( أن تكون صادقاً في أعينهم )....أو ...( أن تكون جميلاً في أعينهم)
فبدون أن تفكير...
اختر الصدق فوراً
لماذا ؟!
لأن الجمال...ليس مُتكأً
من تُصفق له
مَن تُجاريه و تُجامله
لأجل أن يراك بعين الجمال...
إن لازمته...و لازمت مديحه...وانت تفعل هذا فقط لارضائه
ستجد نفسك مع الوقت...
تتحول لمنافق...
ثم لكاذب
ثُمّ لا يعود لرأيك أي قيمة .
و الأسوأ....أين أنت ؟!
أين رأيك الحقيقي و الموضوعي فيه ؟!
سينتهي الأمر بك
جميلاً في اعينهم...غريباً عن نفسك
طامساً لحقيقة هويتك...مُبتلعاً لرأيك...مُلغياً لوجودك
وهذا ظُلم تجره بنفسك إلى نفسك
أما ان اخترت الصدق...
فأنت حاضر
شخصيتك واضحة
كيانك محفوظ
وهذا بحد ذاته....جمال من نوع خاص و مميز جداً
تتكئ عليه عمراً بأكمله
كما أنه يعينك على فرز من يُحبك حقاً
ممن يُحب نفسه فقط !

لا يحق لك أنت نفسك
مهما بلغ تقصيرك
و مهما كانت ذنوبك
أن تيأس من رحمة الله
ليست ذنوبك هي ما قد يحجب رحمة الله و مغفرته عنك
إنما ...
فقدانك الأمل من صلاح نفسك
و زُهدك في التوبة
واعتقادك بأن ما اقترفته سيئاً
لدرجة أنك لا تستحق معه مغفرة الله و رحمته
فمهما كنت سيئاً
و مهما بلغت ذنوبك
تأكد...
بأن رحمة الله و لطفه و كرمه بالمغفرة و العفو
هو أكبر بمراحل من حجم و فظاعة ذنوبك .

اللهم
يسر لنا أمورنا
و اشرح لنا صدورنا
و أكرمنا بمدد من عنك
يُلهمنا صواب خياراتنا
و يضمن لنا سلامة عواقبنا
فلا نظلِم و لا نُظلَم
و لا نُهين و لا نَهون
و لا نُذِل و لا نُذَل
قد فوضناك جميع أمورنا
و استودعناك طيب أحوالنا
فتولانا برحمتك
إنك أنت أرحم الراحمين