••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > قصص قصيرة


غَيْهَب | أقاصيص.

قصص قصيرة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-15-2020, 03:24 PM   #1
AM.
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية AM.
AM. غير متواجد حالياً

الذهبي غَيْهَب | أقاصيص.




لست وحدك من اسر
اغرمت بالمقاطع واسلوبها
ألكساندرا







( غيهَب )


-1-
انقلبَت رأسًا على عقِب لينغمِس جسدُها داخِل تِلكَ المياه المالِحة، دفعتها المياهُ إلى الأعلى لتشهَق مُعيدة الحياة
إلى رئتيهَا، قلَّة معرِفَتِها بالسِّباحَة وخوفِها أعادها إلى الدَّاخِل مُجدَّدًا !
بصعُوبة حاولت تحريكَ أطرافِها لعلَّها تطفُو للأعلى، هيئة القارِب الذي كانت عليهِ مُنذُ دقائق واضِح أسفَل المياه.
هواءٌ كانت قد حبستهُ داخِل رئتيها خرَج مٌسبِّبًا فقاقِيع صغيرة، دقيقتين.. حتّى ارتخَت أعضاء جسدِها ليجرُفها
الموج بهدوءٍ بعيدًا.
( غ ) غرَق .

-2-
انزلقَت قدمهُ الرَّطبة ليقَع بداخِل ذاك الصَّدعِ الضَّيقِ العميق، ضَاقَ ما بين حاجِبيهِ لشعُورِه بذلِكَ الألم يتخلَّل
أطرافهُ العاجِزة في هذهِ اللَّحظة، تخدَّر جسدهُ العالِق مرورًا بقدميهِ وصولًا لقمَّةِ رأسِه.
بمحاوَلة فاشِلة رفَع يديهِ ليُخرِجها من أسفَلِ تِلكَ الصَّخرةِ العملاقَة، لم تعُد عليهِ هذه المُحاولة إلا سَلبًا، برُودة
سائلهُ القرمزيُّ اللَّزِج الخارِج من مِعصَم يدِه نفضَ جسدهُ مُسبِّبًا قُشعريرَةً حادَّة !
بيدهُ اليُسرى جرَّب أن يرفع عن الأخرى الصَّخرة لكِن خلعها - والذي لم يكتَشِفهُ إلّا الآن - لم يُساعِدهُ البتَّة.
حاول أن يخلع نِعليهِ لعلَّهُ يتحكَّمُ بأصابِعهِ ليُمسِك قطعة قماشٍ يُغطَّي بها معصَمهُ، بصعُوبة استطاع خلعَها..
ولسُوء حظِّه أن تِلكَ القُماشة سقَطت إلى بُعدٍ أكبَر في ذاكَ الصَّدع.
ازدرَد ريقهُ الجافَّ مُحاوِلاً أن يُروي عطشَهُ، سكَن جسدُه الذي كان يُقاوِم قبل دقائق، فِقدانُه لتِلكَ الكميَّة من
السائل جعلتهُ يفقِدُ وعيهُ لسَاعةٍ من الزَّمنِ.
( ي ) يأس .

-3-
تجري بقوّة، لهاثُها كان يُسمع بصورة متقطّعة، وقوة الرياح المُعاكِسة لها تهُبُّ على ثيابها المبلّلة من المطر،
حاولت التقاط انفاسها بصعوبة، ثوانٍ ثُمَّ توقَّفت عن الجري.
أخذت نفسً عميقًا مُستجمِعةً الأكسجين الذي افتقدتهُ، رنّ في مسامعها صراخَ رجُلٍ حادَّ ، عادت خُطوتين للوراءِ
مُتدارِكةً الوحل الكبير أمامها.. لا حلَّ لها سِوى أن تعبُره !
قبضت شفتيها بأسنانِها الأماميّة لينزلق جُزءٌ من سائلها اللّزج ، وبقوَّةٍ دفعت نفسها فوق ذاكَ الوحل الذي لم
يُساعِد البتَّة في سُرعة هروبِها !
وللأسف كان الخيَار الوحِيد لها إن لم ترغَب بأن تفقِد حياتها.
- " أنا مُتأكِّد بأنَّني رأيتُها هُنا ! "
- " يستحيلُ لها أن تعبُر هذا.. إنَّهُ وحلٌ عميق والجَوُّ عامِلٌ أساسي يمنعُها من العبُور "
تراجعوا بعد أن سكَنَت الحركة ، أما الأخيرة فَقد اسنَدَت جسدَها النَّحِيل على الحائط المُنهَدّ القابع خلفَ الوحل،
كانَت بِضعُ مِتراتٌ هي الَّتِي تفصِلُها عنهُم !
( هـ ) هرُوب .

-4-
- " بقيَّةُ العُمر لكَ "
ضجيجٌ عمَّ فراغ عقلهِ منافياً للسُّكونِ الذي تخلّلتهُ بعضُ الهمساتِ من حَولِه، وبتشَتُّتٍ غرس أظفارهُ في جلدِه
لتُلامِسهُ طبقة لزِجة من اللَّحمِ الطَّري.
الجميعُ – تدريجيًّا – بدأوا بالمُغادرة، بقِي هُو وذاكَ الرَّفيقُ، ربَّت الأخير على كَتِفِه مواسِيًا إيَّاه، وغادَر لعلَّهُ
يُعطيه مساحة يتنفَّسُ بِها هُو وأفكارُه المُبعثرة، زفرة عميقة أصدرَها علَّهُ يريحُ ألمَ قلبِه.
- " آه "
تنهيدَة أطلقها مُفرِّغاً الشُّحنات التي احتوَت باطِن قلبِه، انحدرَ سائل عينيهِ الملحيّ سرمدًا دونما توقُّف.. وكأنَّهُ
كان بحاجةٍ لأن يُخرج كلّ ما كبتهُ في الأيامِ الثلاثِ الماضِية.
( ب ) بُكاء .

- تمَّت -

-بِقلم الكاتبة: Shock - شوْك.
-المصدر: مُنتديات مكسات.



 
 توقيع : AM.


اللهم صلّ وسلم وبارك على مُحمد.
دافئ جدًا: مَعرضي~


التعديل الأخير تم بواسطة ألكساندرا ; 08-19-2020 الساعة 02:11 PM

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 05:12 PM