آنا والإثنا عشر صوتاً !

بيني وبينك شارع ضيق رفيع ! وكأنه فوهة الجحيم ، أما انت .. ما تكون ! الشيطان الذي التقيه في كل مرة لآخر مرة ، لقد كنت ملاك في عيني حقاً رغم كل آثامك ، أتسائل مالذي جعلني أراك بهذا الشكل ؟ بساطتي ؟ أم انك حقاً رغبت أن تكون ملاكاً يوماً وفشلت ....

أود بشدة كتابة خاطرة ، لكني خائفة ! حينها قد يتسرب مني أخطر الكلام الذي لا أقوى على تحمله ولا حتى مواجهته ، ربما أكون على وشك النبش عن مشاعري كالذي ينبش التراب باحثاً عن جثة قتيل رغم اشمئزازه من الرائحة الأمر مربك ! إدراك ما حدث وما يحدث، إدراك الأسباب .... لا أريد من أي ذكرى ان تعود لرأسي ، أُفضل الهرب كجبان مشرد في الطرقات يضحك بإستمرار كما المجانين أحاول ألا تصادف طريقي أي اغنية وأحاول صرف النظر والعقل عن معاني الكلمات كذلك الأمر مع ورقتي وقلمي المدفونان بالغبار على طاولتي يسحبانني بسحر عجيب كلما سقطت عيني عليهم لا أريد أن أكون النسخة الثانية من كاتب رواية مدينة الحب لا يسكنها العقلاء وأنشر موسمين وربما ثلاث فقط عن إدراك مشاعري هذا لا نهاية له ! - عذراً أحد أصواتي قد استيقظ للتو يعبث بمدونتي ، يبدو انه نام طويلاً راعوا حضوره

أدرت ظهري، ابتعدت واتكأت على الحافة ! - ماذا يحصل ؟ - هل انتهت الحرب معكِ ؟ - هل غادرت الساحة أخيراً ؟ - أوصلناها للإستسلام وتنحت عن طريقنا ! حمقى ! التقط أنفاسي حتى أطيح بكم بقوة ليس إلا سأتخلص منكم ، باتت مجاراتكم مملة !

لقد قال في ذلك اليوم " لماذا أتلمس في كتابتكِ حزن؟ ما ماضيكِ؟" - هل ستصدق إن أجبتك بأني لا أتذكر البتة! انتبه الى نظري الذي غادر الى زاوية القاعة حيث الطفلة تنظر لي بحزن كان متعجب حيث انه لا يرى ما أراه ؛ ازحت نظري عنها انوي تجاهلها لكنها اقتربت مني بظلامها تهمس: - ألا تريدين تذكري ؟ " سئمت من ظهوركِ في كل مرة إن تركتكِ تتحدثين هل ستختفين ؟" - أجل سأفعل, لكن ألن تشعري بالحرج مني ؟ سكتُ لفترة أراجع نفسي، ثم اجبتها بيقين " لا، اعتقد بأني سأفتخر بكِ " اتسعت عيناها بصدمة :- تفتخرين بي ! - أجل، أنتِ من صنعتي حاضري. قد يبدو كلامي غريباً لكِ , لكن انظري لقد كبرتِ؛ اصبحتي قوية ترد الصاع بعشرة أضعاف تكره الضعف, تساعد من تعرضوا للتنمر كمان انكِ أصبحت ِِمحبوبة ذات شعبية لقد خضتِ الكثير ، حتى انه اصبح من المستحيل ان يخيفكِ شيء؛ انتِ كبرتي لتخبركِ صديقتكِ بأنها تشعر بالأمان عندما تكون معكِ - لستِ سيئة؛ لكن ماضيكِ قذر ! لقد حسنتي المستقبل بقوتكِ كانت تلك اخر مرة اراها فيها ابتسمت وهي على مشارف البكاء سعيدة ! مسرورة الخاطر ! كان علي علاجكِ منذ زمن بدلاً من الهروب منكِ ؛ فلترحلي بسلام

كوني كنت شخصية مسالمة , لطيفة واكره الأذى لم يناسب قواعد هذا العالم , تعرضت للكثير من التنمر بصغري لم أعرف السبب أبداً ، كان الجميع عدوانياً للحد الذي حطم ثقتي وجعل مني شخصية ضعيفة يرتجف قلبها بقوة إن نادى احد بإسمها او القيت الاضواء عليها لطالما كنت صامتة في المقعد الأخير بكل صفوفي الابتدائية ومع هذا لم أسلم ! ذاكرتي كانت مشوشةة لا أذكر لما كانت صديقتي تجلب أخيها الاكبر لضربي دوماً فقط لأنها منزعجة مني ! ولا أتذكر لما كانوا اولاد الشارع يسرقون اغراضي ويتم دفعي على الارض لا أذكر لما كانت فتاة الثانوية بذلك الشارع تحديداً ترفعني من ياقة قميصي المدرسي تصرخ في وجهي على أنها تكرهني؛ أكثر ما اذكره حديثها الرطب واللعاب المزعج الذي يتطاير من فمها ههههههه وطبعاً كان القانون السائد لتربية الاجيال بذلك الوقت هو إياك أن تعود للمنزل مهزوماً دون ان تدافع عن نفسك لذا كنت صامتة ولا أتحدث عما كنت أعانيه ولأني فشلت في إنهاء حياتي بنفسي قررت في النهاية بأنه هذا يكفي! ومن بعدها حقاً ,,, بدأت حياتي كانت النتيجة بأني جعلت وجه الفتى غارقاً بالدم لأنه حاول سرقة محفظة طفلة اعرفها ظننت في ذلك بأن ما حدث صدفة رميت الحجرة بدلاً من الركض خلفه وأصابت منتصف رأسه ! لقد كانت البداية في المرة الثانية التي حاولت زميلتي دفعي انتهى امرها بكسور في أصابع يدها اليمنى والمرة الأخيرة التي خضت فيها شجاراً بالإعدادية مع شلة من الفتيات موهوبين بالتنمر وصنع المشاكل مع الآخرين كنت هدفاً ممتعاً لأني متوحدة منعزلة من الدرس الى الدرس الذي يليه طلبت إحداهن مني دبوساً لحجابها اعطيتها طلبها بلطف لأني كنت سعيدة باقترابها مني تلقيت منها صفعة وركضت الى صديقاتها وهن يضحكن " يا لها من حمقاء " هززت رأسي موافقة ؛ محقة لقد كنت حمقاء وضعت اغراضي جانباً وافتعلت كارثة لم تنساها المدرسة ابداً , بالعودة بذاكرتي لذاك اليوم أحمد الله بأني لم أسبب إصابات بليغة كنت مؤذية بلا وعي , ولم تصدق الإدارة بأني تلقيت شكوى من الطالبات وحضرت اهاليهم حتى عندما سألتني المديرة عما إذا كنت حقاً ألحقت الضرر بهم أو ان الأمر افتراء بقيت صامتة ؛ تعجبت في ذلك الوقت بأنها دافعت عني وبختهم ، كانت المرة الأولى الذي يقف فيها احد بصفي تعهدت بيني وبين نفسي ألا يتكرر الأمر لأجل المديرة! وبالفعل لم يكن هناك اي حاجة للشجارات بعد ذلك اليوم وجدت الكثير ممن طلبوا مصداقتي وان اشاركهم مقعدهم والبعض الآخر قاموا بتجنبي على اني لستُ كائناً هيناً رأيت المحبة والاجتماعية ما تبقى من سنواتي الدراسية كانوا يجتمعون حولي بكل حصة فراغ لأقص لهم بعض الحكايات من خيالي ومما قد قرأته سابقاً , نعم إنها الحكواتية لكني لم أفهم ! هل القوي فقط من يتلقى الاهتمام ؟ لم أرد يوماً أن أكون هكذا , لكن لا بأس انا فخورة لما وصلت إليه اليوم بالتحديد " بدلاً من محاولة قتل نفسك وتحطيم ذاتك أُفضل أن تقوم بتحطيم عظام من تسببوا لك بهذا" لكن هذا لا يمنع ألا تكون لطيفاً مع من يستحق ما زلت امتلك الشجاعة حتى اكون لطيفة ومسالمة من جديد لكني لن اتهوان برفع قبضتي ، وهي أرحم بكثير من كلامي