••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


سِحر كَوني || الصحوة؛ المتنفسُ بداخِلي

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-2020, 06:57 AM   #1
سيـرَان.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً.


الصورة الرمزية سيـرَان.
سيـرَان. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 197,955 [ + ]
 التقييم :  484656
 الدولهـ
Iran
 SMS ~
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى•
لوني المفضل : Black
شكراً: 391
تم شكره 503 مرة في 402 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الماسي




كريس
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ.
شلونج؟ xDD ادري بخير بس الرد مارضي ينكتب بدون المقدمة المعتادة.
ماني عارفة حالي وانا بهالقسم. شسويتي فيني. حيف صايمة چا تدريت شقول لج.
وااااو جد واااو. من البداية المقدمة روعة، تحمست بسبب عبارة من الضرو، ي ان اكبر بسرعة.
حسيته شخص منتقم بالبداية بسبب القصة المختصرة بس طلع مز. حبيت البيرت ذا.
على فكرة استحي اعترف بس تتذكرين قلتيلي لو تابعتيها راح تحبينها وراح تتحمسي لها وقلتيلي ماراح تندمي؟ xDD
فعلاً تحقق هالشيء، احسني لأول مرة رح بتابع رواية للنهاية في المنتدى.
بالعادة يا الكاتب يسحب يا بيصير شيء ومااكمل الرواية، عشان كذا مااتابع روايات. xDD
بس صدقاً يلي حمسني انها تخص رمضان وانها مكتملة يعني ماكو سحبات.
رسمك للشخصيات تحفة، البوستر ساهم كثير بتخيلي لتعابير الشخصيات حسب الوصف اللي كاتبته.
على سيرة الوصف، صدقاً الوصف تحفة، كثير قريب للمخيلة وبيساعد على فهم الحدث بشكل دقيق.
اسلوب السرد حكاية ثانية، هالنوع من الاسلوب يتماشى مع دماغي واقدر افهمه واتحمله.xDD
شسسسسمة الحوار بالمستشفى خلاني احس انه كان بارد المشاعر للغاية..
وفجأة صاير يهتم ومصدر الاهتمام هي البنت نسيت اسمها ام الشعر البندقي.
هالحوار هناك خلى الفضول يمشي بدمي، شصاير قبل هالبداية؟!:قمر2:
حبيت آني ام الرفسات. شكلاً وشخصيةً! شكلها تحفة، رسمها متناسب مع شخصيتها صراحةً.
واسلوبها الهمجي بالتعامل يخليني احسها اكبر من عمرها. اهم شيء اهم شيء الرفسات.
بس اكو شخصية تفوقت على جميعهم بهالفصل، وهو هالدب الكيوت.:قمر2:
صدق صدق شلون خاطر لج تخلقين هالسمين الكيوت؟ عليه شخصية هيبة، شكله محترم.
الفصل مع انه اول فصل بالرواية لكن بسب اسلوبج بالوصف والسرد الغير ممل فهو معرف كل شخصية بشكل واضح جداً.
اذا البداية كذا معناه الفصل الثاني حريقة. بترقب الفصل الجاي، يارب الحق عليه.
صحيييييح تذكرت، بضل متابعة للنهاية ولو الكل راحوا بضل فنزلي كل الفصول عشاني.xDDD
تقبلي مروري البسيط والمتأخر، ياجيما كانت هنا. في حفظ ورعاية الله.


 
 توقيع : سيـرَان.




أنا المتسائلة التي تبحث عن أجوبتها بين أروقة هذا العالم
مدونة أنيماوية | مدونتـي | طريق جانبي | معرضـي | أخبرنـي | طلباتكم هنا



التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 05-17-2020 الساعة 09:06 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-02-2020, 08:02 PM   #2
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 28
 المشاركات : 26,691 [ + ]
 التقييم :  38050
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الماسي





Y a g i m aكريس

الفصل 2: عليكِ أن تُصبحِ أقوى!




بسط الليل فراشه المُعتم والمُزين بالنجيمات البراقة حاملًا السكينة
لسكان هذا الجزء من الكوكب... استقبلت النافذة دخول رياح الخريف
الموسمية حاملة عبق ندى ليلي...
بقيت جفونها تُصارع اليقضة عرضاً ولم تخفِ ملامحها الألم الذي يسري
في عظامها يستفزها متحديا:" أخلدي للنوم اذا استطعت!" رفعت جسدها العلوي
بهدوء وحاولت النزول من السرير بصعوبة وبالكاد تحرك بضع خطوت
نحو النافذة لتتهاوى على طرفها وتتكئ عليها مرخية ساقيها على الأرض
تسرق نظرات نحو المارة المعدودين... بذلت جهدها لتنظر نحو السماء
التي تنذر بغيومها السوداء مطراً خريفيا عاصفا...
لكن سرعان ما عاد الألم لجرح عنقها لتخفض رأسها....
دخلت أحد الممرضات لتطمئن عليها قائلة:" كيف تشعرين يا آي....."
شهقت لتبتر جملتها وهي تراها تخرج جسدها العلوي من النافذة تراقب الخارج
بنظرات عميقة.... اقتربت منها بسرعة وهي تقول باهتمام كبير:" ما الذي تفعلينه
بالتحرك من مكانك وحدك ، ماتزال كسورك وجروحك لم تشف تمامًا!"
أمسكت بها وساعدتها لتعود لمكانها على سريرها الخاص وأردفت بتردد:
"أتحاولين اذّية نفسك!؟"
جلست متأوهة على طرف السرير... وحملت سيقانها الطويلة لتساعدها في
تعديل جسدها ثم سحبت الغطاء ببطء... توجست الممرضة لعدم تعليقها بشيء.


رفع جفونه بتعب لرنين هاتفه... لم تكن أول مرة، لكنه استسلم من تجاهله...
حمل جسده ينظر للشاشة يزفر بقوة ليجده المنبه وحسب، حمل جسده منزعجًا
وقد ادرك أنه سيتأخر.... بل هو متأخر بالفعل! ارتدى ملابسه متجاوزًا اخذ
حمام انما اكتفى بغسل وجهه وأسنانه.... نزل من جناحه في الطابق الثاني
متجاوزًا وجبة الإفطار مُكتفي بكوب عصير منكه بالليمون والعسل...
وصل للمشفى متأخرًا عن العادة بربع ساعة وهذا يعني أنها ستكون
زيارة قصيرة، أو هذا ما خطط له!
استوقفه الطبيب المسؤول عن حالة آيرس وهو يتحدث معه عن مريضته
ببعض الأمور، قطب حاجبيه منزعجًا لما سمعه فتجاوز الطبيب نحو الغرفة
التي حفظها عن ظهر قلب وهو يفتح الباب بغير طرقه غاضبًا ليجد الممرضة
تفتح الشاش عن جبينها ببطء... منحتا انتباههما نحو الوافد الغاضب مستغربتين،
لترتخي ملامحه وهو يشهد عن سقوط الضمادة عن جبينها ليظهر الجرح تحته وقد
أصبح شبه منغلق... اسرعت المُمرضة ووضعت لصاقة صغيرة على الجرح
وخرجت معتذرة!
كان بيرت قد دخل ولم يلقِ بكلمة ووضع الزهرة في المزهرية وهو يحاول
أن يُهدئ نفسه...
جلس على طرف السرير ملقيًا أول كلمة له:" قال الطبيب أنه سيفتح الجبيرة
عن ساقك اليسرى غدًا... لقد أسعدني ذلك!"
حصد شيئاً من سعادتها التي عكسها وجهها مبتسمة وهي تومئ برأسها
ببطء متجاهلة الم عنقها...
فأردف بشيء من الإنزعاج:" وقال بأنك كدت تقعي من النافذة البارحة!"
نهت برأسها مستنكرة:" ليس صحيح... كُنتُ أنظر للخارج وحسب!"
زفر بشيء من الإرتياح:" واثقة؟"
ابتسمت ببلاهة وهي تخفي سخريتها للموقف السخيف ليردف وهو يعيد
شعرها لخلف اذنها بيسراه:" ربما من الأفضل أن تربطي شعرك!
انه يبدو مزعجاً لك!"
مد يده في جيب سترته وأخرج علبة متوسطة تضم مجموعة ربطات شعر ملونة وفتحها أمامها قائلًا:" أي لون؟"
نظرت نحو العلبة مستغربة وهي تقول باعجاب:" لطالما أحببت الأصفر!"
أخرج الربطة الصفراء واغلق العلبة ووضعا بجانبها ثم جلس خلفها وهو يخرج
المشط من الدرج ليرتب شعرها ويربط شعرها البندقي الطويل والكثيف
في الأعلى ثم أعاد تمشيط أطرافه.... حمل المرآة من على الطاولة بجانب
المزهرية ليريها كيف تبدو! أخذت المرآة بيسراها وبدأت تنظر لنفسها باعجاب!
كما لوكانت أول مرة تربط شعرها الحريري... مرر يده بين خصلات شعرها
المربوط وهو يردف بشيء من الحدة وهي تنظر لوجهه عبر المرآة متوسعة
العينين تفغر فاهها بدهشة لنبرته الجادة:" حري بك أن تكوني صادقة!
ولم تكوني تحاولين ايذاء نفسك حقًا!"
ازدردت ريقها بحذر فلانت ملامحه ليزيد بأسى:" يبدو أنك لم تفهمي أنكِ
الآن أصبحتِ مسؤوليتي! ستنزعين الجبيرة عن ساقك غدًا و ستتمكنين من
التحرك بحرية وفي نهاية الأسبوع يدك اليسرى.... وفي الأسبوع التالي
ستتمكنين من الخروج ومزاولة حياتك بحرية أكبر!...."
فتحت فمها وهي تخفض رأسها محرجة للموقف الذي نتج عن سوء فهم،
ولكنها عجزت عن الحاق أي شيء لتوترها الشديد... وضع يده على كتفيها
وهو يردف بقلة حيلة لصمتها:" لا تُفكري بأي شيء... أنتِ لم تعودي
وحدكِ بعد الآن!"
ولم يدرك أنه بكلماته البسيطة قد ضرب على طبول خافقها الصغير...!
ابتسمت خجلة وهي تخفي وجهها بالمرآة عنه لتقول أخيرًا:" أنا...
حقًا لن أوفيك جميلك ما حييت! سيد بيرت..."
رفعت نظرها بجرأة لأول مرة في حياتها مكملة:" شكرًا لك بحجم السماء!"
حرك يده خلف رأسه يفرك شعره بعدم استيعاب تام ليقول بملامح فارغة
من أي تعبير:" العفو!"
خرج بعد ذلك بقليل ولم يفهم أي عاصفة سببها لها بكلامه عن المسؤولية
وكونها لم تعد وحيدة... حين تمنح الأمل لإنسان يأس عن المتابعة فأنكَ
تمسي أهم شخص في حياته! تسائلت هل يُوافقها الرأي أم لا! لكنها بقت
محتارة تمرر يسراها المتحررة على الزهرة البيضاء وهي تتسائل
بصوت منخفض:" لكن لما السوسن دائمًا!؟"

وصل للمدرسة وقد فوت أول حصة اذ تأخر في المشفى والزحام...
وتابع اليوم المدرسي كروتين معهود بلا أحداث خارجة عن المألوف
حتى خرج منها للشركة متجاوزًا الحصة الأخيرة... صعد لمكتب والده
وجلس يراجع الأعمال المكتبية وهو يجهز نفسه لتولي هذه المسؤولية
بشكل تام مستقبلًا... وكما أنه قد حضى بدرس طويل عن المسؤولية
من والده بالأمس ولم يدعه وشأنه!
بقي يعمل لوقت متأخر فنزل للاستراحة عند الحادية عشر مساءً ووجد
نيو واليكس يلعبون أحد الألعاب الخاصة بالشركة وآني تطلي أظافر قدمها
مستمعة لأغاني صاخبة... حاز على انتباههم بمجرد أن فتح الباب وارتمى
مرهقاً على طرف الأريكة!
خسر نيو لينهض متجهًاً نحو بيرت بابتسامة واسعة:" أنظروا من شرفنا!؟
كيف حالك صديقي؟!"
قال بازدراء ونظرة حادة اطلق زنادها من زرقاوتاه:" اللعنة... لست صديقك!"
سرعان ما استعاد آخر ما قاله لنيو بعد حادثة المصعد ليلحق متنهدًا:" بعد!"
ابتسم اليكس بلطف وهو يبادل نظرات ذات مغزى بينه وبين آني قبل
أن ينهض متوجهاً لسريره:" الأمر منتهي اذًا!"
بادرت آني تنفخ طلاء اظافرها وهي تبتسم تؤيد ماقاله اليكس:" صحيح!"
اقترب نيو مستفزًا الأخرى:" منذ متى تتصرفين بلطف مع الآخرين؟!
أم هذا فقط أمام رئيس عملك المستقبلي!"
انتفضت لترفسه غاضبة لكلامه الذي استفزها قبل وصول اليكس ليحملها
كالعادة وهو يهدئها... فانقذ نيو من المزيد من الركل والرفس المؤكد!
قهقه بيرت حاضيًا بانتباههم ليردف ساخرًا:" آنسة آني... أنا متعب والا
كنت حييتك وقوفًا على العرض الجميل! أنا معجب باعمالك من الآن!"
كان يتخذ جانب آني فقط ليزعج نيو الذي نظر نحوه وهو ممد على
الأرض يبتسم بسخرية:" عنصري!"
لكن الرد لم يأتيه فقد غفى مكانه رغمًا عنه! حمل اليكس الغطاء من
خزانة الغرفة ورماه نحو نيو في الهواء فقام الأخير بتغطيته ووقف
بجانب صديقيه يتبادلون ابتسامات صغيرة!

وقع عن الأريكة مستيقضًا في نفس اللحظة وهو غير مدرك... رن هاتفه
فأجابه بعيونٍ شبه مفتوحة:" من؟!"
جائه صوت فتاة غير مألوف:" سيد بيرت جوليان كينت؟"
نظرللشاشة ليستفسر عن رقم المتصلة فاذا به يقف منتفضًا:" مرحبا...
معك بيرت، هل حدث شيء لها آنستي؟"
قالت بحيرة ورزانة:" سيقوم الطبيب بخلع جبيرة آيرس كوربي....
لكنك لم تأتي كالعادة فرفضت الآنسة خلع الجبيرة عن ساقها!"
استنكر الأمر قائلًا بغيض:" ما هذا الهراء، سأتي للمشفى حالًا!"
اغلق الهاتف بسخط وهو يجوب بنظره في الأرجاء ليلتقط ثلاثة ازواج
من العيون المحدقة به بشيء من الاستغراب ليتذكر أنه لم يعد للبيت
في الليلة الماضية... كانوا يجلسون على الأرض حول الطاولة التي
تتوسط الأريكة ويتناولون فطورهم... أشار اليكس نحوه وهو يقول:
" ذلك الشاب... مارتن، أحضر لك حقيبة وبذلة... وضعتها بجانبك..."
وافصح نيو متسائلًا:" ستذهب للمشفى؟! لماذا ما الذي حدث؟!"
حمل بيرت الملابس وفتح سحاب الكيس المخصص للملابس وليتفحص
ما أُحضِرَ له وهو يتجاوز الجميع نحو الحمام الخاص بالغرفة المرفهة
لأفضل مختبري الشركة!
غسل جسده من اتعاب الأمس بغير تبليل شعره وغير ملابسه بسرعة...
تذكر أنه من طلب هذه البذلة الأنيقة من مارتن لمناسبة مهمة كخلع
الجبيرة عن ساقها متحججًا بالعمل...
خرج وهو مسرور ومرتبك للخبر وتأخره... فتح حقيبة ظهره وأخرج زجاجة
العطر وبخ القليل منه وابتسامة بلهاء ترتسم على ثغره!
قال نيو ممازحًا...:" ألديك موعد مع حبيبتك مثلًا؟!"
ابتسم بيرت بسخرية وأخذ خبز التست التي كان يضع الجبن عليها للتو متعمدًا
وتجاهله وشرب عصيرًا سكبه اليكس لحظة جلوسه ...
قال نيو بفضول عجز عن اخفائه:" انه موعد اذًا!"
رمقته آني بنظرة (أنت سخيف) وهي تشرب كوب الشاي الخاص بها...
نهض بيرت وهو يمسح طرف بذلته من فتات الخبز ليغادر... وبطريقة
ما لحق نيو ببيرت لحيث السيارة وكذلك فعل الآخرين ليريا نتيجة الحاح
نيو أين تودي به!
ولم يندموا اذ شاهدوا بيرت يتجاهل نيو ليفعل ما يشاء والآخر ركب
السيارة معه! توجهوا نحوهما لتردف آني:" أيها الخونة ستذهبون وحدكم!"
وجلست بجانب بيرت بلا دعوة ففتح اليكس الباب الأمامي وجلس بجانب السائق...
استنكر مارتن الأمر ليشير باستسلام أن يتحرك فسأل بنبرة مُنخفضة:
" سيد بيرت.... المعتاد؟!"
حشر نفسه في المقعد وهو محشور بين آني ونيو مردفًا:" المعتاد!"

وخلال نصف ساعة كان يقف بجانب المشفى ففتح السائق الباب الأيسر
وهوينظر للفتاة القصيرة تترجل من السيارة مستغربًا وقد خدع بمظهرها!
لتليه بيرت ثم نيو... قدم مارتن باقة زهور السوسن لسيده فنظر اليكس
نحو بيرت بحيرة وهو يتابع بعينيه فتبعه مع الآخرين.... كانوا يترقبون
معرفة أي شيء يخص صديقهم الجديد الذي يلف نفسه بسياج شائك
وحول عنقه لوحة كتب عليها يمنع الاقتراب!
وصل لمبتغاه فطرق الباب ثلاثة مرات وفتح الباب قائلًا:" صباح الخير!...
هل تأخرت عن الحفلة؟!"
كانت تجلس على طرف السرير وهي تنتظر وصوله لتردف بسعادة تحمل
شيئاً من الخجل:" يا الهي أتيت أخيرًا؟
اسرع اريد التخلص من هذا العائق بأسرع وقت!"
لفتت الباقة نظرها وهي تبتسم وتأخذها من يديه متمتمة بكلمات الشكر
والإمتنان متوترة لمبادرته!
جلس بجانبها قائلًا:" اليوم ساقك وقريبًا ذراعك! تهانينا الحار أنا سعيد لك حقًا!"
رفعت نظرها نحو الوافدين الجدد ولسبب ما ادركت أن أحدهم هو
الشاب الذي ادهش بيرت بطلب صداقته من أول لقاء!
-:" أصدقائك؟!"
تمتم بغيض:" نوعًا ما!"
دفعت آني الشابين وتقدمت غير مصدقة:" يا الهي! انها فتاة حقًا!"
مدت يدها قائلة بسعادة غامرة:" أنا آني لينكس... سعيدة بمقابلتك!"
رفعت يدها المرتجفة لترد التعارف بابتسامة متوترة:" آيرس كوربي... أنا أكثر.."
اقترب اليكس ووقف خلف آني واضعًا يده على رأسها معرفًا نفسه للأخيرة:
" اليكس ريني.. تشرفت بمعرفتك يا آنسة."
تسمرت للحظة لتردف متسائلة:" أأنتما مقربين؟!"
ضحكت آني وهي تحرك يدها أمام وجهها نافية في حين اجاب اليكس:
" يمكنك قولُ ذلك!"
لتكمل آني عنه:" نحن اصدقاء طفولة.. لقد نشأنا معًا في نفس الحي!"
اقترب نيو مبتسماً:" نيو جونز... في خدمتك دائمًا!"
رمقها بتقييم ليكمل:" وكم عمر آيرس الجميلة!؟"
توردت وجنتاها بخجل لوصفها بالجميلة في حين رفسته آني مباغته وهي
تسلف بحنق:" اذهب للجحيم! ألاتعرف أنه لايجب أن تسأل أنثى عن عمرها؟!"
قهقهت الأخيرة مجيبة:" أنا في السادسة عشر!"
استغربوا جميعا ليردف نيو بعدم تصديق:" طننتك في الثامن عشر!
أنا آسف... فقط تبدين كذلك!"
أمسكت أني بيديها بسعادة:" نفس العمر! يالحظي!"
نظر الشباب الثلاث بين بعضهم البعض وهم يقايسون الفتاتين بصمت...
وشتان ما بينهما! الأولى فارعة الطول وتبدو كآنسة والأخرى قصيرة
وتبدو كطفلة! وكانت خيبة الأمل ترتسم على ملامحهم !
اقترب اليكس مستفسرًا بفضول زميليه:" اعذري فضولي لكن...
هل تعرضت لحادث؟!"
أومأت مجيبة بينما آني تتلمس ظهرها مواسية... ليلحق نيو
مخاطبًا بيرت:" قريبتك صحيح؟!"
رمقه بملل متجاهلًا سؤاله:" هل سيأتي الطبيب قريبًا أم ماذا؟!"
أشار نحو بيرت محدثًا ثعلبية العينين:" لاتقولي أنك قريبته!"
نفت برأسها وهي تنظر نحو بيرت الذي بدأ ينزعج من نيو بلا سبب!
فتنهد نيو بلا حيلة:" كيف تعرفت على متجمد الملامح اذًا!"
مررت أنامل يسراها على الجبيرة في يسراها مجيبة باختصار شديد:
" لقد أسعفني يوم الحادث!"
بادلوها نظرة (تابعي!) لتسرد لهم ماتتذكره من يوم الحادث!...
كيف أنها كانت تقطع الطريق وكانت متنبهة ولكن السائق ظهر من العدم
مسرعًا ولا تذكر شيء غير اقتراب بيرت واستيقاظها على السرير في هذه الغرفة.
نظرت نحو جبيرة ساقها اليسرى بشرود وهي تكمل:" لقد مر شهرين!"
أجل شهرين من النوم على السرير بلا حرية منتظرة شفاء جروحها وعظامها المكسورة! جعل ذلك اليكس يتأثر وهو يكبت دموعه ضاغطًا بين عينيه بألم...
في حين مسحت آني كتفها بدعم وهي تبتسم للأخيرة...
تمتم نيو بعدم تصديق:" شهرين!"
ليردف متأثرًا بحماس:" أنتِ حقًا قوية! أنا مذهولٌ بك!"
تمتمت متوسعة العينين:" قوية!" اكملت بملامح جامدة والدموع تهدد
بشق طريقها:" أنا لست قوية على الإطلاق!"
تجمد الأخرين لوقع كلماتها وأكثرهم بيرت الذي وضع يده على رأسها
بعدم استيعاب يزم شفتيه مستنكرًا لما سمع...
في حين جلس نيو القرفصاء وهو ينظر لها بابتسامة:" بل قوية!
لو كنت مكانك كنت سأجن بكل تأكيد!"
تدفقت دموعها وهي عاجزة عن منع نفسها... لطالما كانت سريعة التأثر
وتعجز عن السيطرة على دموعها ولكنها في تلك اللحظة لم تكن حزينة...
بل كانت خليج مشاعر عجزت عن فرزها!
أخرج اليكس منديلًا ورقيًا من جيبه وهو يمده نحوها لتلتقطه آني الجالسة
بجانبها لتمسح به دموعها وهي تنظر بحدة نحو نيو بتوعد...
صادف ذلك دخول الطبيب وممرضتين وبعد التحية بين الطبيب وبيرت الذي
اعتذر عن تأخره وتصرفها الغير المبرر ، وذلك قبل أن يشرع الطبيب بعمله
بمساعدة الممرضتين... كانت آني الأكثر حماسة وحتى من آيرس!
ولكنه لم يكن عملًا سهلًا كما يبدو فقد استغرق وقتًا ملحوظا وصبرًا مُقدرا
من الطبيب الذي مارس عمله باحترافية.

بعد ما يزيد عن عشرين دقيقة أزيلت الجبيرة التي تمتد من رُكبتها،
عن ساقها تمامًا وأخذ الطبيب يتفحص الساق وهو يطلب منها تحريكها
واذا ما كانت تتألم... ثم طلب منها ان تقطع مسافة بين النافذة والسرير
ليرى النتيجة... انتهى الفحص الروتيني لما بعد خلع الجبيرة لآيرس
وبيرت ينظر لها بملامح خلطت بين السعادة والفخر...
غادر الطبيب وممرضتيه سعداء بدورهم فمريض آخر سيتابع حياته بطبيعية
متجاوزًا عائق الجبيرة... ولكن بيرت كان قد سبق وطلب من الطبيب تمديد
اقامتها في المشفى ريثما تتعالج تمامًا ... هو يدرك بعد رؤية طريقة
المعاملة التي اظهرها والدها أنها لن تتمكن من الاسترخاء! فمن يعامل
ابنته بتلك الطريقة المزرية ويصفعها فوق كدمات وجهها التي اختفت الآن
ويسحبها من شعرها شاتمًا اياها بالتأكيد لن يتردد في فعل الأسوء الذي
يمنع شفاءها التام!

-:" آيرس..."
التفت الجميع نحو آني التي بدت جادة الملامح لتردف مقطبة حواجبها
شاردة الذهن تنظر في الفراغ:" فتاة غبية مثلك... لا يجب أن تكون هشة!
أنت فتاة... وعليكِ أن تصبحي أقوى في هذا العالم اللعين!"
توسعت عينا آيرس وبيرت على وقع كلامها في حين أغمض الآخرين
عيناهما وقد شهدا لونها الحقيقي كثيرًا قبل الآن! فقد تداركت
الفتاة ظريفة المظهر قسوة الحياة في سن مبكرة! جعلها غالبًا ما تعبر
عن نفسها بعدائية!
ازدردت بندقية الشعر ريقها وهي تشهد نظراتها الحادة واستمر تبادل
النظرات بينهما الى أناضافت آني تكسر الجو بمرح وهي تضم نفسها:
" اقول هذا لأنني لا أحب الفتيات البكائات وأنا أرغب بأن اصبح صديقتكِ لذا....."
رفعها اليكس و وضعها على كتفه وهو يقول بملل:" يبدو أنكِ تحمست كثيرًا!"
ابتسم نيو مستمتعًا بتصرف اليكس العفوي في حين شرد بيرت يفكر بينه
وبين نفسه (فتاةٍ قوية!؟) متذكرًا الحادث الذي غير عالمه! الحادث الذي
حدث لم يكن لآيرس وحدها! ففي تلك اللحظة التي ارتفع جسدها في الهواء
قبل أن ترتطم بالأرض على جانبها الأيمن، كانت اللحظة التي افاق بيرت
من صندوقه وكان ذلك الحدث الرئيسي يومها!.
تمتم بيرت متسائلًا بخفوت:" وهل القوة هو الشيء الوحيد الذي تحتاجه؟!"
انتبه له الجميع في حين ابتسم نيو مقتربًا منه ووضع يده على كتفه مردفًا:
" لا تفكر كثيرًا ياصديقي... فأنت لن تفهم كيف يفكر عقل الفتيات عادةً!"
نظر للسقف بلا حيلة:" وأنت الخبير الذي يعرف اذًا؟!" أبعد ذراعه عن كتفه
وهو يبتعد مردفًا بانزعاج:" ثم ماعلاقة هذا بذلك؟!"
أبعد شعره الأشقر عن جبينه للخلف ليعود الشعر كما كان مباشرةً:
" لا علاقة! ولكني كان يجب أن أقولها!"
-:" هااااء؟"
-:" كما فهمت!"
-:" أجننت؟ أم تستهزأ وحسب؟"
ابتسم بسخرية متهكنًا:" لا أصدق ذلك! اذًا فأنت لم تفهم قصدي حقًا... جاهل!"
قال الأخيرة وهو يشد بوضوح فقط ليستفز بيرت وقد نجح بذلك فقد
كان مُنزعجًا ومُرتابًا لتصرف الأخير!
تدخلت آني التي ماتزال مرفوعة على كتف اليكس من قبل:" سيد بيرت...
ذكرني أن اعلمك الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا المزعج لاحقًا!"
ليسايرها هازئًا:" أشعر أنني أملك فكرة عن ما ستعلمينني اياه!"
قال ذلك وهو يبعد نيو برفسة فاشلة لتلحق آني بمكر مصاحب
لنشوة الإنتصار:" أهلًا بك في عالمي!"

وآيرس تضحك بخفوت على المشهد اذ أن عاود نيو ضم بيرت مرددًا صديقي...
صديقي! والأخير عاجز عن التخلص منه!
على غير العادة بقيّ بيرت في المشفى لفتره طويلة، هذا ما لاحظته
آيرس وهي تستمع لأحاديثهم الممتعة... فبالنسبة لها الوقت يمضي
ببطء حين تبقى وحيدة طوال النهار بلاحيلة!

خرجوا مودعين آيرس وقت الغداء وكانت آني ماتزال ترفض الذهاب
وتتوعد بالعودة لاحقًا! فقد جائت الممرضة التي تركتهم يبقون طويلًا
وهي تعرف أن هذه المريضة لا تستقبل الزوار عادةً، كان عليها تغيير
الضمادات حول عنقها و يدها اليمنى التي تكاد تُشفى كما جبينها ...
في النهاية خرجت الممرضة وقد ازالت الضمادات واكتفت بلصاقات
صغيرة بدل التضميد... .
بعد تناول الطعام توجهوا نحو عملهم وهم يملكون دافع جديد ليبذلوا
جهدًا أكبر كسبوه من آيرس التي تصبر لبطالتها متمددة على الفراش!


جلس يتناول العشاء مع والده بعد العودة من العمل وهو عاجز عن عدم
الشرود سعيدًا بما حققه لأجل نفسه وليس لطلب والده العجوز!
فوالده رجلُ ستيني كرس حياته لعمله وبنى الشركة في شبابه بمساعدة
ودعم والده... فقد زوجته الأولى في الثلاثين من عمره وتزوج ثانيةً بعد
ستة عشر سنة ليحظى ببيرت من هذا الزواج الذي لم يدخل السنتين!
فقد انفصل عن زوجته الثانية بسبب عدم التوافق...
استلقى بيرت على سريره محدقًا بالسقف وهو يستعيد احداث اليوم
وعينيه عاجزة عن اخفاء بريق السعادة... ليردف وهو يتذكر كلام آني:
" أقوى؟!"
استعاد آثر هذه الكلمة ذكرى قديمة لم يكن المفترض أنها علقت في
ذاكرته! عن امرأة شابة، تحتضنه متمتة بحب مزج بالتحذير:" بيرت...
عليك أن تكون قويًا!"
جلس ينظر حول نفسه ويمسح العرق عن جبينه:" ماهذا بحق خالق السموات؟!"
استنكر الذكرى واتهم نفسه بالهذيان... نهض ليندس تحت الدُش
في حمامه الخاص يغسل ارقه بعد أن اتهمه بتزييفه للذكرى عبثًا!
لكنه استعادها بتفاصيل أكثر وهو تحت الماء...
عن فتاة شابة ترتدي فستاناً أبيضاً قصيرا وحذاء طويل ذات شعرٍ
أشقر مصبوغ بالبصلي الفاتح تبتسم له وهي تدنو لمستواه
وتحمله لتضمه بحنان...:" لا بأس يا صغيري..."
ثم تمسح على شعرها بيسراها وتحرك جسده الصغير مسنده اياه على
خصرها مردفة بنفس الابتسامة:" عزيزي بيرت... عليك أن تكون قويًا!"

انتفض بعدم تصديق جاحض العينين من نومه:" ماكان ذلك؟!"
متى خلد للنوم؟ هل كان يحلم؟ لا ليس حلمًا فقد كان لها طعم حلو ومر...
لكنه عجز عن تذكر هويتها!

نهض ليرتدي زيه الموحد مستنكرًا وجلس في غرفة الطعام ليحضى
بفطوره المبكر كالعادة قبل التوجه للمدرسة... آخر سنة له يريد بالطبع
ومن كل قلبه أن ينهي هذه المرحلة بسرعة كما تمنى سابقًا انهاء الإعدادية
والابتدائية طوال فترة الخوض بها! وجد نفسه يكبر بسرعة متناسيًا العاب
الطفولة وفترة المراهقة ليجد نفسه على مشارف البلوغ!
لقد كان دائمًا يردد لنفسه:" يجب أن أكبر بسرعة!"

كان يدون في مفكرته المزيد من الأفكار للعبة التي هي مشروعه الخاص ...
اذا نجحت ولو بنسبة ضئيلة فسيعترف والده به ! ولأجل عدم استثمار الكثير
من الموارد والاستثمار بأقل منابع مالية قرر عدم المخاطرة وجعلها لعبة
للأجهزة اللوحية والأندرويد ...
تمتم شاردًا:" بقي شهرين فقط! علي أن أسرع بالعمل عليها!"
استعاد شيء من انتباهه حين فتح مارتن الباب له، ليجد أنه وصل للمشفى!
ترجل متوجهاً نحو الردهة الواسعة متخطيًا المارة... صعد بالمصعد بعد أن
طلبه منتظرًا لبعض الوقت، لكنه كان مكتضًا بعد أن ركبه فخرج منه قبل أن
يعود له شعور الاختناق! فتحرك يصعد الطوابق الأربعة عبر السلالم التي
كانت هادئة وبالكاد تستعمل! هو حتى لايذكر سبب رهابه للأماكن الضيقة
والمغلقة... فقد اكتفى والده بقول أن بسبب انه حبس سهوًا بسبب قلة
مسؤولية أحد الخدم في أثناء التخييم بالكوخ الجبلي... لم يشرح له الكثير
فقط يكرر نفس الشيء دائمًا! وصل للغرفة وهو يحمل السوسنة بيده
ودخل بعد الطرق ثلاثة مرات مباشرةً...
وصله صوتها المتزامن مع فتحه للباب تردف بضحكة خافتة:" انه بيرت!"
رمق المتواجدون حولها باستنكار! ثم حملق يزم شفتيه ممتعضًا لهذا اللقاء...
ضحك نيو الذي كان يقف ليمين سريرها بسخرية في حين اليكس على اليسار
وآني تجلس على السرير وهي تأكل الدونات وترمقه بنظرة بلهاء،
ابتلعت ما بفمها ولعقت ابهامها تبتسم لبيرت بمكر لم يفهمه الآخير...
اغلق بيرت الباب بملل وتقدم وهو يلقي التحية:" صباح الخير! "
اردف وقد وضع الزهرة في مكانها وأخذ القديمة بملل:" أليس لديكم مدرسة؟!
ما الذي تفعلونه هنا بحق السماء؟"
أجابته آني ببلاهة ووقاحة وهي تحرك قدمها بطفولية:" المدرسة للأغبياء!"
توسعت بؤبؤيه ليوضح اليكس مستنكرًا:" تقصد أنها تخرجت من الثانوية قبل سنتين! "
اردف نيو شاردًا بقهوائيتيه للسقف مبتسمًا:" ثلاثتنا كذلك!"
جالت آيرس بعينيها مستفسرة:"هل أنتم بذلك الذكاء؟!"
أومأت آني بابتسامة بلهاء وهي تقضم قطعة دونات أخرى.... اقترب نيو
ينتشل القطعة أوماتبقى منها منزعجًا:" يكفي! لم تتذوق آيرس الدونات مع
أننا أحضرناها لها!"
نزلت من السرير تحاول استعادتها وقد كانت الأخيرة، حملها للأعلى ينظر
لها بانزعاج سرعان ما تحول للسخرية وهي تحاول القفز عاجزة عن تجاوز
وجهه... ابتسم مستفزًا اياها:" قصيرة!"
ولم تكن الإجابة سوى ضربة مباشرة على الوجه! تنهد اليكس الذي مل
من الأسطوانة وهو يقترب من نيو يساعده على النهوض بدل امساك
الفتاة العصبية:" توقف عن ازعاجها!"
قهقه وهو ينفض ملابسه مبتسمًا رغم نظافة الأرضية:" وافوت رؤية هذه
الملامح الظريفة؟!"
تجمدت آني وسرت القشعريرة في جسدها وهي تضم نفسها مشمئزة:
" اغرب عن وجهي!"
ثم أمسكت ذراع اليكس تتخذه درعًا وهي تردف بانزعاج:" منحرف!"
كان آيرس وبيرت قد اتخذوا موقف المشاهدين المستغربين، الى أن قهقت
ايرس بخفوت فلفتت انتباه بيرت الذي اقترب منها مردفًا:" كيف حالك اليوم؟"
حركت ساقيها وضمتهم تحرك أصابع قدمها:" مارأيك أنت؟"
ابتسم وهو يضع يده على رأسها:" هنيئًا لكِ... صبرت كثيرًا."

بقيَ بيرت يتابع الأحداث والآخرين يمزحون ويشاركون آيرس في حديثهم
وهي تبتسم كثيرًا في حين آني و بحضورها القوي تسيطر على الجو العام
وهي تتحدث عن حبها الشديد للسكاكر والحلويات بانواعها... ونيو يسخرمنها
وينعتها بالطفلة والقصيرة متعمدًا.. واليكس استسلم تاركًا نيو ينال مايستحقه!
نظر نحو ايرس المستمتعة بالحديث وهي تبتسم بلطف شديد وتغمض عينيها
وسرح لبعض الوقت، تشوشت رؤيته ففرك عينيه بطرف معصمه ليعاود النظر وقد شرد بملامحها متوسع العينين وهو يستعيد الذكرى بشكلٍ أوضح...
مسحت على شعره بيسراها وهيّ تحرك جسده الصغير تحتضنه بنفس الابتسامة:
" عزيزي بيرت... عليك أن تكون قوياً!... سأتركك لبعض الوقت لكن،
اعتني بنفسكَ من أجلي.. ابتسم كثيرًا! "
وسالت الدموع من زرقاوتيها وسط ابتسامتها الحانية!
تشوشت رؤيته وصدى كلماتها يتردد في رأسه... بقي مجفلًا
وهو يستنكر ماتذكره... فقد شعر ببحة قوية وعجز عن التنفس بسبب
ضيق لم يدرك سببه...
خرج مستدركًا نفسه ووقف بجانب نافذة مطلة على الخارج في نهاية
الرواق يجدد الهواء في رئتيه وهو يضغط بين عينيه باصابع عسراه
وهو يتكئ على النافذة مشوشًا...
-:" هل أنت بخير يا صديقي؟"
التفت لمصدر الصوت خلفه متفاجئ، تنهد بملل وهو يردف مُجيبًا:" بخير!"
استنكر اجابته فقد رأه مجفلًا وعاجز عن التنفس قبل أن ينسحب بهدوء...
اقترب بحذر وهو يضع يده على كتفه:" أنت تعرف أنك تستطيع الإعتماد علي؟!"
تنهدوهو يعيد نظره لخارج النافذة متكئاً بكوعيه يحني جسده لمستواها
المتدني مبتعدًا عن نيو...:" ولما عليّ ذلك؟"
أمسكه من كتفه من جديد وهو يديره نحوه بسرعة ليقول بشيء من الشك
والانزعاج:" ولما وجد الأصدقاء بحق السماء؟!"
تسمر الأخير عاجزًا عن الرد سوى بدمعة صغيرة تمردت وعصت سجانها....
ولم يجد نيو غير الحملقة مستنكرًا للموقف.
أهو بذلك الحزن؟!



* يُتبع *




 
 توقيع : فِريـال


التعديل الأخير تم بواسطة سيـرَان. ; 05-08-2020 الساعة 01:18 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-03-2020, 01:16 PM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الذهبي







Y a g i m a


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




اهلا اهلا
صباح الخير لجميلتنا فري :&
كيف حالك اليرم ؟ ، و كيف الصيام …تقبل الله منا و منكم

ابداع اخر …سحر اخر
تبهويتي في كل مره !
حروفك تجذبني دائمت كاللعنة
عشقت و مازلت استمر بعشقي لجميع كتاباتك
و دايما افكر هل راح تكون كتاباتي لها صدى كالسحر مثل فري ؟

اولا العنوان : جماااااللللهههه يا بنت
حقيقي جميل جداً خطف قلبي :&
يعبر عن قوة و الم
يمثل بيرت بالضبططططط !

التصميم
جميل جدا الوانه متناسقه
لأكون صريحة معك انا مو من محبين الالوان الغامقة و الخلفيات السوداء
احاول اتماشى و احبها
بس شكل النظرة راح تختلف مع روايتك


القصة
ااامممممم جميلة !
بس عندي احساس ان هذا مو كل شي
فتاة و حادث و اصدقاء و بطل غامض !
انا متأكدة ان في شيئ خلف الستار :&
وينتظر الوقت المناسب لظهور


الشخصيات
ما احتاج اقول !
بيرت و ايرس سرقوا قلبي
بيرت بشخصته الغامضة و المتبعثرة و المشتتة !
ايرس بهدوئها و لطافتها و قصتها المبهمه الى الان !
الثلاثي المرح
و اظن ان هناك عشق بدأ بنموا بينهم


ليس لدي الكثير لأقوله
سوى اتمنى لك التقدم دائما و الافضل
متابعة لأبداعك دائما


جانسو .


 
التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 05-17-2020 الساعة 09:07 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-03-2020, 03:40 PM   #4
Relena
عضو لا مثيل له


الصورة الرمزية Relena
Relena غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 324
 تاريخ التسجيل :  Apr 2020
 المشاركات : 2,850 [ + ]
 التقييم :  677
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Blue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الذهبي




كريس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِ عزيزتي
لا أعلم هل علي معاتبتكِ لانكِ لم تخبريني عن الرواية من البداية
أم أشكركِ لأنكِ على أقل أرسلتي لي دعوة
لأكون صادقة مر وقت طويل جداََ منذُ أن قرأت رواية بهذه الروعة
أعجز عن وصف روايتكِ عزيزتي فلا أظن أن هناك كلمات قد تعبر عما فعلته روايتكِ بي
أنا كلماتكِ أخذتني لعالم أخر
العنوان: حقاً رائع و جذب جعلني أتعجب من المقصود فيه
التصميم:لا أعلم لما لا يظهر معي ولكن متأكدة بأنه جميل
القصة: أحببتها وأدمتنها أيضاً
الشخصيات: بيرت فيالبداية ظننت أنه سيكون مغروراً و متفاخر بنفسه لكني بدأت أعجب بشخصيته الآن هو يشبهني نوع ما
ايرس مسكينة لماذا يعاملها والدها بهذه القسوة وأعتقد بأن لها دوراً هاماً في صحوة بيرت
أما عن نيو و آني و أليكس أحببتهم فهم مرحيين و أذكياء أيضاً أتمنى لو لدي أصدقاء مثلهم
الأسلوب: عزيزتي لديكِِ سحر رائع في انتقاء الكلمات المؤثر
أتمنى أن لا تحرميننا من إبداعكِ هذا
ولا تنسي أن ترسلي لي في كل مرة كما تعلمين الزهايمر وما يفعل
أتمنى لك دوام التوفيق و الإبداع
دمتِ بود
في حفظ الرحمن ورعايته
وفقكِ الله


 
التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 05-17-2020 الساعة 09:08 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-07-2020, 07:55 PM   #5
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 28
 المشاركات : 26,691 [ + ]
 التقييم :  38050
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي








الفصل 3: أريد أن اعرف...!


-:" هل أنت بخير يا صديقي؟"
التفت لمصدر الصوت خلفه متفاجئاً، تنهد بملل وهو يردف مُجيبًا:" بخير!"
استنكر اجابته فقد رآه مجفلًا وعاجزا عن التنفس قبل أن ينسحب بهدوء...
اقترب بحذر وهو يضع يده على كتفه:" أنت تعرف أنك تستطيع الإعتماد علي؟!"
تنهدوهو يعيد نظره لخارج النافذة متكئاً بكوعيه ويحني جسده
لمستواها المتدني مبتعدًا عن نيو...
-:" ولما عليّ ذلك؟"
أمسكه من كتفه من جديد وهو يديره نحوه بسرعة ليقول بشيء من الشك والإنزعاج
:" ولما وجد الأصدقاء بحق السماء؟!"
تسمر الأخير عاجزًا عن الرد سوى بدمعة صغيرة تمردت وعصت سجانها....
ولم يجد نيو غير الحملقة مستنكرًا للموقف.
أهو بذلك الحزن؟!
أبعد يده بانزعاج وانسحب هاربًا من سيل الأسئلة المحتملة والتي لايملك الإجابة لها!
تقدم خلفه ببضع خطوات ليوقفه، توقف فجأة وقد قرر منحه حريته!
ففي اعتقاد بيرت نيو ليس صديقه بعد! هذا مافكر نيو به.

توجه نحو المدرسة حيث حضر صفوفه غائب الذهن طوال الوقت، يحاول تذكر تلك
السيدة الشابة شديدة الجمال ببشرتها الناصعة وشفتيها المطلية بأحمر شفاء داكن،
تبتسم بعفوية وزرقاوتاها تبرق بتحدٍ مثيرٌ للإهتمام! في عقدها الثاني
وتسدل شعرها الأشقر والمصبوغ بالبصلي خلفها بحرية.
تنهد بيرت بملل بعد أن شرد بملامحها طويلًا، تناول مفكرته ليدون المزيد من
الملاحظات قبل أن تتحرر ذكرى أخرى استنكرها بشدة! نظر نحو المفكرة
لتتلاشى الكلمات والحروف من أمامه ولم يعد يرى سوى ابتسامتها!
كان يجلس وحده في غرفة واسعة ذات تصميم طفولي وهو يلعب
بالسيارة الزرقاء ... لم يغب عن بيرت تذكر ذلك الشعور الموحش بالألم
كونه وحيدًا وحزينًا للغاية يستفقد وجود أحدهم!
مسح عينيه بطرف يسراه الخارجي ليستعيد شتاته مبصرًا فإذا بالذكرى تكتمل،
دخلت تلك السيدة الشابة وهي ترتدي فستانًا أسود أنيق يصل لمنتصف فخذيها
وتحمل معطف فرو أبيض وحقيبة يد سوداء...
أبعدت نظاراتها الشمسية وتركتها من يدها وهي تجثو على ركبتيها تاركة
المعطف وحقيبتها من يسراها وفتحت يدها له، تقدم بسعادة بالغة
بخطوات قدميه الصغيرتين ليحتضنها، فتبدد شعور الألم والإستفقاد
وحل مكانه السعادة الغامرة في الحضن الدافئ الذي احتواه بحب...
مررت يدها على رأسه وحملته على جنبها وهيّ تخلع حذائها الأسود العالي
لتسير بحرية في الأرجاء وتوجهت نحو الأريكة ذات التصميم الطفولي لأحد
الشخصيات الكرتونية بدى كَـمكوين... أبقته جالسًا على ساقيها وتحتضنه لفترة...
قالت وهي تملئ أنفها بعبق رائحته بشوق:" اشتقت اليك كثيرًا!"
ثم قبلت وجنتاه المتوردتان بعشوائية تروي شوقها
أردف بنبرة طفولية وقد اجتهد ليخفي دموعه:" لقد انتظرتك طويلًا!"
احتوت وجهه بكفيها لتقول بدلال:" لم تنزعج مني لإنشغالي بالعمل أليس كذلك؟"
تمتم معاتبًا بعبوس:" أنتي وأبي تعملان طوال الوقت ولاتمتلكان وقتاً لي!"
ابتسمت بألم لتردف بحنان:" ولكن ذلك لا يقلل من حبنا لك! لابد أنك
كُنت تشعر بالوحدة في غيابنا، أنا آسفة ياصغيري!"
عدل جسده ليبتعد قليلًا ليحرك قدميه بطفولية يعبس مُضيقًا عيناه:" لاأحد يلعب معي!
أجلس في غرفة اللعب طوال الوقت لكنني لاأستمتع حقًا!"
ابتسمت لبساطة تفكيره وهي تمرر أصابعها بين خصلاته وتعبث بشعره الأسود:
"حين تكبر يابيرت ستعذر انشغالاتي، في الوقت الراهن عليك أن تدرك أمر واحد فقط..."
قربته لصدرها وهيّ تردف بحبور:" أنا أحبكَ كثيرًا!"
ابتسم يقول بحماسة جلية:" حقًا؟!"
رفعت وجهه بكفيها وقبلت جبينه مجيبة:" حقًا.... حقًا...... حقًا!"
استفسر بسعادة محافظًا على حماسه:" وكم تحبينني!"
حملته على خصرها تتجه نحو النافذة وتشير بيسراها:" اكثر من وسعة السماء!"

ولم يشعر بنفسه فاغرا فاهه مصدومًا وقد أوقع قلم الحبر الأزرق من يده ثم تبعه
المفكرة... وقد لفت انتباه الفتاة التي تجلس أمامه والشابين الذين يجلسان في كلا جانبيه...
استولى الحزن عليه مرافقًا الفراق وحنين مع شيء من السعادة في الوقت ذاته...
استعاد شتاته مُبصرًا لينحني ملتقطًا المفكرة والقلم مستنكرًا لخليج المشاعر الذي احتواه...
ازداد فضوله نحوى هوية السيدة التي بدت شخصًا عزيز لم يعد له وجود
في حاضره... من تكون صاحبة الإبتسامة الحانية؟ كيف لايتذكرها جيدًا؟
كيف لشخص كان يدعي يومًا أنه يُحبه بحجم السماء بل وأكثر،
أن يختفي من حاضره؟



استعاد شيء من وعيه ومارتن يسأله عن وجهته، ليُجيب بشرود:"الشركة كالعادة!"
استقر في الردهة الواسعة مُتقابلًا مع المصعد وهو غير قادر على فهم التناقض
بين الذكرى ومشاعره في الماضي وحاضره الذي لا يضم هذه السيدة في
أي رُكنٍ من زوايا حياته... تمتم بشرود:" أيعقل بأنه لم يعد لها وجود؟!"
كسر قصر أفكاره الزجاجي صوت متسائل بجانبه:" من التي لم يعد لها وجود؟"
جفل للصوت الذي هز جسده فزعًا ونظر نحوه بفتور:" ألا يفترض أن تكون في
المختبر تعمل على أداء وظيفتك ما الذي تفعله هُنا يانيو؟"
رفع علبة مُتوسطة الحجم مُتململًا:" انهُ وقت الإستراحة، سنعود للعمل بعد ساعة
ونعمل حتى المساء... طلبت آني أن أحضر الدونات لها!"
نظر نحو نيو ثم للعلبة بملامح فارغة.... ليردف بملل:" في المرة السابقة كُنت
تحمل علبة مماثلة، أكانت لآني أيضًا؟!"
تنهد بقلة حيلة مجيبًا:" قصة حياتي! فآني تكره البائع في محل الدونات هذا،
ولكنها تفضل طعمهم على أي محل آخر!... لذا تطلب مني شرائها لها!"
ابتسم بيرت بسخرية مردفًا:" يالها من مأساة!"
أيد نيو الذي لم يدرك قصد بيرت بالإستخفاف بمشاكله بإيماء، فبالنسبة لبيرت
وجدها قطرة في عالمه كما لوكانت حشرة في الجو وآخرهمه!
اردف نيو بتمسكن:" وتغضب على كل مزحة تلطف الجو كما لو كُنت
سبب مشاكل الكون!"
نظر بيرت نحو المصعد الذي يُفتح بابه:" ربما يزعجها شكل وجهك وحسب!"
بقي محملقًا بالمصعد بتردد ليدفعه نيو قائلًا:" لا تقلق... لن يحدث شيء سأكون معك!"
وقف جانبًا وهو يكتف يديه بانزعاج متمتمًا:" لا استبعد أن تكون جالب لسوء الحظ، فيتكرر الأمر!"
قال نيو وقد وضع يمناه على صدره بتمثيل:" أوتش! لقد كُسر شيءٍ ما!"
ابتسم بيرت وهو يطلب القبو بدل الطابق السادس بلا شعور:" قلبك في الجهة الأخرى!"
ليس كأن النزول للقبو يتطلب مصعد! انما حضور نيو جعله ينسى سبب انتظاره
الحقيقي! وجد نفسه يتجه مع نيو بلا وعي نحو تلك الغرفة التي وجدها دافئة
ومريحة، مكان يتمنى التواجد به بلا شعور!.
وصلا للقبو وتجاوزا بضعة أبواب التي تضم دعمًا لأقسام الشركة ووقفوا بجانب
الإستراحة الخاصة، كان يحمل معه حقيبة سوداء مختلفة عن التي تخص كتبه
المدرسية، يحمل فيها لوحه الإلكتروني وحاسوب محمول للطوارئ ومفكرته السوداء
التي يدون فيها افكاره المستقبلية وخططه للشركة... وبعض الأقراص المدمجة
والتصاميم المنوعة ...
دخلا حيث كان اليكس الهادئ بطبعه يدلك اصابع يديها ولم يخف عن بيرت الإرهاق
البادي على ملامحها، لم يكن تعب وحسب بل الأعصاب تالفة وبشدة!
فقد كانت تتذمر كثيرًا وعيونها تبرق بيأس وانهاك شديد...
نظر له نيو ليقول بنبرة غير مسموعة للآخرين:" لقد تشاجرت مع مصمم لعبة حرب الزونو!"
تمتم بيرت بنفس النبرة :" مع من كان الحق؟!"
تنهد نيو وهو يأخذ نفساً عميقاً ويزفره ببطء:" حين يحدث موقف مشابه يكون
الحق مع آني مع أن أسلوبها بإبداء موقفها متغطرس! مع أنه لايبدو عليها ذلك،
لكنها أذكى واحدة بيننا! وحين يتعلق بتقييم الألعاب فهي دائمًا على حق!"
شرد بيرت يحدث نفسه:" اذا كان نيو يقول ذلك... فلابد أن يكون كذلك!؟
لدي فضول لرؤية ملف انجازاتها بكل تفاصيلها."
تقدم نيو يبتسم ببلاهة:" وصلت الدونات!" لحق بيرت به بخطى بطيئة في
حين كانت آني تنظر للأعلى بسعادة وهي تتمدد على ظهرها تعطي قدميها
لأليكس الذي يدلكهما لها بملامح هادئة...
اردفت متناسية انزعاجها:" وصل دواء آني!"
مدت يديها تأخذ العلبة في الهواء وفتحتها مباشرة وتناولت أحدها مبتسمة...
توجه بيرت نحو الثلاجة الصغيرة وأخذ عبوة ماء وارتشف منها عدة جرعات قبل أن
ينتبه لنفسه أخيرًا... اختنق ببعض الماء الذي دخل في أنفه وبدأ يسعل متداركًا
نفسه! حدث نفسه بشك:" ما الذي أتى بي لهذا المكان بحق السماء؟!"
أخرج منديل مطرز الحواف ومسح الماء من على وجهه بنظرة مستائة...
اغلق العبوة واتجه نحو الأريكة المدورة بلا حيلة وجلس في الزاوية الأبعد
عن الباب بعد أن استقر نيو بجانب اليكس...
جلس بصمت كما الجميع يعبث بالعبوة بعشوائية في حين لم يدرك النظرات
الموجهه لة باستفهام مستنكرين سبب حضوره! الإجتماع غدًا! تركه للعطلة
لتتناسب مع اوقات فراغهم جميعًا وعلى رأسهم هو!

كسر نيو الصمت حين قال هازئا:"اذا استمريت بأكل الحلوى بشراهة
فسيأتي يومٌ تصبحين هكذا...."
قال الأخيرة وهو يشدُ وجهه... وعلى عكس توقعه فهيّ لم تغضب أو تنزعج
من مزاحه كالعادة بل عدلت وضع جلوسها تأخذ قطعة أخرى من العلبة تجيبه بتبرم:
"الذين يستعملون عقولهم كما ينبغي... لا يقلقون من نسبة النشويات وشكل
أجسامهم مستقبلاً! هذا شيء كان عليك أن تدركه من بين الجميع أيها المتحاذق!"
ابتسم اليكس الذي توقع رد مماثل وهو يومأ مؤيدًا وهو يغلق عينيه في حين
تنهد نيو بملل:" ممل! هذا أسوء رد فعل على الإطلاق."
أجابه اليكس بسخرية ممازحًا:" أتفضل الركل والرفس؟!"
أدخل بيرت نفسه بالحديث بلاشعور وهو شارد بجهازه اللوحي:" يبدو كذلك!"
نظروا نحوه لتبتسم آني وهي تقترب منه متجاوزة اليكس ونيو ولاحقًا بيرت
لتجلس يساره تراقب مايفعله على جهازه اللوحي وعكس التوقعات كان يلعب!
في حين يظن من حوله أنه يعمل على شيء بجهازه، يستغل الفرصة ليلعب
بأحد العاب الشركة المفضلة لديه!... شيئاً فشيئاً اندمجت آني تردد وهي تراقب
لعِبَه...:" اعلى... اقفز... استدر... سيهاجمك من اليسار!... اركله بقوة.....
تابع الضغط.... لا..... لقد نال منك!"
كان بيرت ينفذ تعليماتها مندمجًا بلاوعي، وما ان خسر حتى بان شيء من
الإستياء على وجهه!:" انهُ يُخسِرُني في نفس النقطة في كل مرة!"
حركت آني أصابعها على اللوح وهي تعيد ترتيب بعض الإعدادات لتقول بعد انتهاءها:" جرب الآن.."
وبالفعل... ولأول مرة نجح بيرت وتجاوز العقبة بل وأكمل بضعة مراحل
بسرعة غير متوقعة بدعم آني له...
ترك الجهاز من يده مستعيدًا انتباهه ليردف بذهول:" كيف يعقل لشخص بمثل
مهارتك أن يبقى مجرد مختبر ألعاب؟!... لا اقصد الإهانة ولكن،
انا مُنذهل من قدراتكِ!"
ابتسمت آني متوردة لمديح بيرت وأغمضت عينيها مردفة:" لاداعي للمبالغة!"
استنكر بيرت تواضعها ليشرد بلوحه الإلكتروني مفكرًا بعمق قبل أن يردف:
" بل الأمر طبيعي!"
لفت انتباه الجميع ليكمل وهو على حاله:" فأنتِ بارعة في هذه الوظيفة لدرجة
أن تركك لها سيسيء لجودة الألعاب التي تتخطى الاختبار ليتم نشرها!"
توردت آني حتى اذنيها لما قاله... فقد كانت دائمًا تتسائل لماذا لا يُغيرونها في
الفريق! جائت مع اليكس قبل سنتين ومع ذلك تلقى اليكس عروض للإنضمام لفريق
التصميم، لكنه رفضها دائمًا وفي آخر مرة أفصح عن سبب رفضه بعد الحاح آني
المستمر لقبول العرض، قائلًا بانزعاج:" لن أترك عملي كمختبر ألعاب قبل أن
تصبحي مصممة! وأناعاجز عن تقبل الوضع... لا أفهم لما يُعاملونك
بهذه الطريقة المزرية! كأنهم ينكرون جهودك ومهاراتك المتميزة!"
هو لن يحقق حلمه اذا تابع التنازل أكثر، وآني تعرف ذلك....
تغير الشاب الذي كان قبل نيو السنة الماضية ودخل قسم برمجة الألعاب،
وهذا أزعج آني التي وجدت نفسها تستحق الترقية!

كان اليكس مستغربًا لتحليل بيرت الذي وصل لهذه النتيجة المذهلة،
همس بعدم تصديق:" لا يريدون التخلي عن أفضل مختبريهم!"
في حين اتكئ نيو على الأريكة وهو يشبك أصابعه خلف رأسه:" يبدوا ذلك منطقيًا!"
بقيت آني المتوردة تعبث بأصابعها منذهلة، لقد ظنت ولفتره طويلة
أن سرعة غضبها، اسلوب كلامها ومعاملتها للآخرين هي سبب عدم ترقيتها كمصممة...
فقد كان هدفها حين انضمت للشركة!
حمل الصمت كُلٌ في أفكاره الخاصة... قطعها قدوم مُشرف الإختبار يحمل لوحة
بيانات ليستفسر:" هل يمكنكم العودة للمختبر؟!"
استغرب وجود رابعهم الذي نهض يحمل حقيبته بعد أن وضع اللوح الإلكتروني فيها...
وتزامن ذلك مع نهوض آني مردفة:" فريق الاختبار يرفض متابعة العمل وتضييع
وقت الشركة على لعبة حرب الزونو! سأجهز تقرير يضم الأخطاء والخلل التقني
للتصميم وانتاج اللعبة، بنفسي وأرسله لقسم التصميم، وقسم الانتاج أيضًا!"
توتر المشرف وهو يدون كلامها على ورقة التقرير الخاصة لمشرف الإختبار،
يوضح اصرار فريق الاختبار على النتيجة نفسها... سأل مستنكرًا:
" أهذا رأيكِ النهائي؟!"
تنهدت آني ليجيب بيرت المشرف بوضوح وهو يقترب ويضع يده على كتفه:
" نفذ ماتقوله ولاتجادلها..... هذا أمر!"
تجاوزه وغادر تاركًا اياه بصدمة ودوامة افكار متزاحمة عن من يكون ليأمره!...
نهض نيو يلتقط هاتفه والذي تتدلى السماعات منه ولحق ببيرت، في حين توجهت
آني نحو خزانتها لتخرج ملابس ومنشفة وتتوجه نحو الحمام تحت مرأى المشرف
ليسأل اليكس بعدم فهم:" من كان ذلك الشاب؟"
نهض اليكس يمدد جسده مجيبًا بتعب:" السيد بيرت جوليان كينت!"
توسعت حدقتاه غير مصدق ليردف مستنكرًا:" مدير الشركة التنفيذي... هو ذلك الفتى؟!"
ابتسم اليكس ليجيب وهو يرفع كتفيه:" وان يكُن؟!"



توجه بيرت نحو المصعد وطلبه ليأتي اسرع من العادة لخلو الشركة من الموظفين...
في حين استدركه نيو يقول مُلحًا:" بيرت اريد التحدث معكَ!"
رمقه بانزعاج ليردف باصرار:" ارجوك!"
دخل المصعد وطلب الطابق السادس:" لاوقت لدي لأضيعه!"
دخل نيو معه وهو يلح اكثر:" لابأس يمكننا الحديث وأنت تعمل!"
تنهد الأخير بملل وهو يردف منزعجًا:" يالك من لصاقة!"
لم ينزعج لوصف بيرت بل اكتفى يبتسم منتصرًا:" لن أخذ الكثير من وقتك الثمين!"
بعد بضعة دقائق وصل المصعد للطابق المرجو فتبعه نيو نحو الممر يسارًا
وتوجه نحو الباب الذي استقر بقربه مكتب متوسط وقفت بجانبه سيدة في الثلاثينيات
وهيّ تحمل مجموعة ملفات ملونة بين يديها، تتبع بيرت الذي دخل وهويُمسيها...
توجه بيرت نحو مكتبه لتتبعه السيدة وتقف بجانبه تقدم الملفات وتوضح له بعض الأمور
وبيرت ينصت باهتمام مستفيدًا من خبرتها... في حين أخذ نيو يحدق بجمال تصميم المكتب
الراقي الذي يخص صديقه... طغى البني بتدرجاته على تصميمه وقد توسط طاولة المكتب
رفوف ملفات على جانبي الغرفة.... انهت السيدة شرح العمل المُخصص لليوم وهي تنظر
نحو نيو الذي جلس على أحد الأرائك الفردية ولاتزال
علامات الإعجاب بادية على ملامحه.... ثم نظرت لبيرت متسائلة بعينيها وهيّ ترفع أحد
حاجبيها، ليردف الأخير بقلة حيله:" تجاهليه! شكرًا لجهودك سيدة سلون... يمكنك العودة، سأتدبر أمر ماتبقى!"....
تنهدت السيدة وقالت مبتسمة:" لابأس... اعتذر عن المغادرة سيد بيرت ولكن ابنتي......"
ابتسم ينفي بيده:" لاتشغلي بالك، أنا شاكر لبقاءك رغم انتهاء الدوام الرسمي...
لم يبق الكثير، حين اتخرج من المدرسة سأجد وقتًا اكثر فالجامعة لن تكون يومية
حينها! اقدر لك صبرك ووقوفك بجانبي فالخبرة التي اكتسبها منك لاتُعوض سيدتي..."
أشعرتها كلماته بطاقة ايجابية فخرجت مودعة بيرت بابتسامة...
فالجهود التي يتم تقديرها تُنسي المرء كل اتعابه.
بادله نيو الابتسامات طوال الوقت، بدأ بالعمل وهويُدون ملاحظات في دفتره
الأسود ويقوم بالعمل في مراجعة للتقارير والمشاريع الواحد تلو الآخر،
ظأمسك الملف الأصفر وهو يُحملق بشرود متذكرًا بلا مناسبة:
" لطالما أحببت الأصفر!"
مرر انامل يسراه على الملف وهو يضغط بأصابع يمناه على جبينه، تنهد بتعب
ورفع نظره على الجالس الذي لم يتوقف عن اللعب بهاتفه وهو يضع السماعات
في اذنيه.. تمتم بيرت بتململ:" مع انه من قال، اريد التحدث معك!"
فتح الملف ليقرأه بتمعن ثم تركه جانبًا وأخذ ورقة ملاحظات برتقالية ودوّن عليها
(بحاجة لمزيد من المعلومات عن المصدر والمساهمين!)... لصق الورقة بالملف
وترك القلم من يسراه وهو يدلك أصابعه بعدمت حمل القلم واستعمله لفتره طويلة...
اتكئ على كرسيه ثم أداره للخلف يحدق بالسماء عبر النافذة خلفه شاردًا بأفكاره
توقف نيو عن اللعب حين لاحظ انتهاء بيرت من عمله على الملفات التي أحضرتها
السيدة سوان... سمعه يتمتم وهو يعطيه ظهرِه:" أكثر من وسعة السماء!؟"
تنهد قبل أن يضيف بسخرية:" ولكن من أنتِ؟ وأين رست بك الأيام يا من ادعت أ
نها تحبني أكثر من وسعة السماء؟
صمت مجددًا قبل أن يكمل بشيء من الألم:" لما أنا متضايق؟ لما أشعر بالفراغ؟....
أنا حتى لا اذكر من كانت، لما أشعر بأني أعرفها؟... شعور الألم والشوق،
السعادة والحب للقائها مازال يراودني!"
بقيّ نيو يجلس مكانه يستمع لكلامه الذي بدا كالأحاجي، طامعًا بسماع المزيد من
صديقه... وأي تحدي يجذب نيو أكثر من حل الأحاجي؟ لكن خاب ظنه...
فبيرت لم يبح بالمزيد، بل وبعد صمت طويل اردف بانزعاج وهو يدير الكرسي:
" سحقًا!"
صدم بملامح نيو الشاردة والفارغة ... كانت تلك أول مرة يراه بملامح جادة وقد
مسح تعبير المبتسم والمرح، نظر نحو بيرت وقد انزعج يسأل:
" لقد سمعت ما كنت أهذي به؟!"
مرر يده على شعره وهو يجيب بهدوء:" كان التوقيت سيئاً لأنزع سماعاتي اليس كذلك؟!"
تحرك بيرت نحو نيو وهو يقول:" مارأيك أنت؟"
رفع حاجبيه باستنكار قبل أن يكمل بيرت وقد جلس على الأريكة البنية متقابلًا
لنيو مردفًا:" أتتخلى عن شخص، تحبه بحجم السماء وأكثر؟!"
توسعت حدقتاه وهو يستوعب ما يقوله الآخر مستنكرًا:" مستحيل!"
زم شفتيه قبل أن يتجرأ على السؤال بحذر:" من كانت؟!"
قهقه بيرت بسخرية قبل أن يجيب بألم:" واذا قلت لك أني لا أعرف!؟"
زفر نيو بيأس:" كن معقولًا يارجل! كيف يعقل ذلك؟!"
اتكئ بجسده وهو يضع يديه على مسند الأريكة ينظُر للسقف مردفًا:
" لا ادري منذ متى ولكنني واثقُ أنني استعيد ذكريات من وقت كُنت طفلًا!"
-:" واثقٌ بكونها ذكرى! كيف ذلك؟!"
-:" لأنني... استعيد معها مشاعر مختلطة تخص الذكرى!"
استغرب يهمس بعدم تصديق :" تستعيد المشاعر أيضًا؟!"
ابتسم بقلة حيلة يحرك كتفيه ليردف ساخرًا من وضعه:" وبوضوح غير طبيعي!"
-:" وماذا تذكرت حتى الآن؟" سأله باهتمام...
رفع قدمه اليسرى ووضعها على الأخرى يفكر وهو يمسك ذقنه بتفكير:
" عن وقت كنت فيه طفلًا في الخامسة! واخرى في السابعة تقريبًا..."
نظر نحو نيو الذي انحنى بجسده نحو الأمام وهو يشبك يديه متسمرًا به فأكمل
مردفًا:" تلك المرأة هي نقطة الاشتراك الوحيدة في الذكرى! سيدة شقراء
ذات عيونٍ زرقاء قاتمة تستخدم أحمر شفاء قاتم... كما لو كانت نجمة افلام مشهورة!
اتذكر لطفها وصوتها الذي ينطق باسمي بحب شديد..."
نظر نيو نحو الأرض يفكر بشرود، ليقول وهو غارق بالتفكير بعد صمت بيرت الطويل:
" ماذا لو كانت والدتك؟!"
توسعت حدقتاه وهو ينكر بشدة:" قيل لي أنني اشبه أبي... من يدري
خاصةً أنني لا املك صورة لها!"
عبس مضيفًا بضعة خيارات عشوائية:" او ربما خالتك؟ عمتك؟
أوربما حبيبة والدك في ذلك الوقت!"
قطب بيرت حاجبيه بغضب وهو يهتف به:" تجاوزت حدودك في الأخيرة فهذا مستحيل!"
ضغط بين حاجبيه وهو ينهي الحديث:" الصداع! لننزل ونشرب شيئاً ساخنًا
فقد وصلت حدي لليوم..."
نهض ليرتب الملفات وترك ملاحظة مزق ورقتها من العلاقة وأخذها معه
ليترُكها على مكتب السيدة سلون...
نزلا الطوابق بالسلالم بعد توقف المصعد كما يحدث كل ليلة بعد السابعة،
وهو وقت لايبقى سوى من يرغب باستثمار وقته بالعمل الأضافي أو الحرس
وفريق آني! فهُم يعيشون في تلك الإستراحة المرفهة! كانت الأضواء خافتة
وصادفوا حارسين وهم ينزلون...
توجها للقبو واتصل بيرت بمارتن وهو يقول:" سأذهب للبيت بعد ربع ساعة...
جهز السيارة لحينها!"
التقطت مسامعهما اصوات جدال استنكره نيو بشدة... ليس كأن آني ستتشاجر
مع اليكس ولو بعد ألف عام! ركضا نحو الباب ووجدوا شاب في بداية عقده الثالث
يصرخ بآني وهي لم تقصر مع أنها كانت تقف خلف اليكس الذي اتخذ
وضعية الحماية لصديقته حادة الطباع...
كسر جدالهم صوت بيرت الذي سأل بحدة:" ما الذي يحدث هُنا بحق السماء؟!"
التفت الشاب للخلف وبراكينه بدأت تثور مردفًا بحنق:" ومن تكون لتسأل؟...
هذا ليس من شأنك!"
انزعج بيرت الذي نظر نحو نيو متسائلًا:" أتعرفه؟!"
أجاب نيو بحذر...:" انه كيرت نايت... مصمم لعبة حرب الزونو! لقد حدث موقف
مشابه ظهر اليوم قبل وقت الإستراحة... انه مصر أن...."
قاطعه صراخ المدعو كيرت نايت يصرخ متهمًا آني:" اعرف بأنك تعمدت رفض لعبتي
الرائعة فقط لتجعليني افشل في عملي مجددًا أيتها الطفلة المزعجة...
فلتذهبي أنت وتقييمك لجهودي للجحيم!"
احتدت ملامح آني تجيب بانزعاج:" مشكلتُكَ مع نفسك فحلها بنفسك....
ليس كأنني أملك الوقت للتفكير بحشرة مثلك لأتعمد تقييم اللعبة سلبًا...
أنا والفريق اتفقنا في رأينا، ثم نحن نجرب لعبة في كل يوم ولاوقت
لنتحقق من خلفية العاملين!"
استمر تبادل الكلمات بحدة بينهما مطولًا، كان نيو يمسك كيرت الثائر من الخلف
ليُهدئه واقترب بيرت لآني يحاول تهدئتها قائلًا:" لابأس... لاتهتمي لما يقول!
تجاهليه وحسب!"
تخلص كيرت من نيو بعد أن دفعه بقوة، وحاول الإمساك بآني ليمسكه بيرت
من يده منزعجًا ولوى ذراعه للخلف مجبرًا الآخر على التوقف واليكس يخفي آني
متوسعة الأحداق خلفه بغية حمايتها.. في اللحظة نفسها دخل مارتن الذي سمع
معظم الحديث عبر الهاتف النقال لبيرت، وقد جاء ليتأكد سلامة سيده مع حارسين...
أمسك الحارسان كيرت نايت بقوة وهما يحاولان تهدئته...

لتقول آني بنبرة غاضبة ومعاتبة:" بدل الغضب من نتيجة التقييم، كان عليك
أن تعمل على الملاحظات وتطور اللعبة قبل نهاية السنة!"
هدأ كيرت يولي اهتمامه للأخرى، فأردفت بهدوء غريب:" لم يبق سوى شهرين...
كان عليك أن تبذل القليل من الجهد وحسب! لقد كانت أفكارك للعبة مذهلة بحق...
أقليلٌ من العمل الإضافي جعلك تحكم على نفسك بالفشل؟"

وقف كيرت يرخي جسده مذهولًا لكلامها الأخير وقد ادرك ما فعله...
لقد مدحت لعبته!
كانت ملاحظاتها لتساعده على النجاح وحسب.. لكنه اسرع بالحكم عليها منفعلًا!
خرج بهدوء وقد رافقه الحارسان فقال بيرت بشيء من الانزعاج:" سنعمل غدًا
على طرح افكارنا لمشروعنا المشترك!.. خذوا استراحة وانفضوا تعبكم ...
تصبحون على خير."
خرج وتبعه مارتن ينحني باحترام للثلاثة ...
وقبل أن يتجاوز كيرت الذي استعاد هدوئه ناداه ليلتفت نحوه مستغربًا...
احتدت عينا بيرت ليقول مهددًا:" العمل في هذه الشركة لايشمل المستهترين!
لقد منحتك آني فرصة لتنجح في طرح لعبتك وفي المستقبل القريب، بدل الفشل
ورمي اتعابك في القمامة! كن شاكرًا لكلماتها الأخيرة والا
لم أكن لأتردد بطردك نهائيًا عن هذا المجال!"
استنكر كيرت مستفسرًا:" ومن تكون أنت... وما الذي تهذي به؟!"
اغمض مارتن عيناه ليهدأ نفسه كي لايهشم وجه هذا المخبول الذي لايعرف
ما يقوله ليردف بيرت بتهديد:" أتعرف ماذا يعني أن يتم طردك من قبل مديرك
بشكل مباشر ومن شركة ذات اسم وفخر كشركة كينت للألعاب؟! "
اكمل مارتن بحدة:" لن تستطيع العمل في أية شركة العاب أخرى بسبب
وصمة العار في ملفك المُشرف!"
توسعت حدقتاه وهو يتمتم بعد أن فهمَ من يكون هذا الذي يُحدثه :
" أنتَ هو المدير بيرت!"
تجاوزه فتبعه مارتن الذي اردف بحدة:" لاتكرر خطأ كهذا مجددًا!"



الصداع! كان الشيء الوحيد الذي منع بيرت من النهوض من سريره!
نظر للساعة التي تشير نحو الثامنة مستنكرًا نومه الطويل فقد خلد للنوم
في التاسعة وبعد وصوله مباشرةً... حمل نفسه بصعوبة ونزل السلالم
لتكسر خطواته الهدوء القاتل الذي يعج في البيت الواسع... كان مايزال
ببيجامة النوم... طلب من الخادمة التي ظهرت من خلف احد الأبواب فجأة
مناداة مارتن وتوجه لغرفة الطعام يتناول فطوره والصدفة الجمته!
كان والده يجلس يشربُ الشاي وتبدو ملامحه مسترخية جدًا...
اخذ نفسًا عميقا زفره ببطء كمن يُجهز نفسه لحرب الكلمات!:" صباح الخير أبي.."
نظر جوليان العجوز مجيبًا:" بيرت! لم أرك منذ يومين!
مع أننا نعيش في البيت نفسه لكن بالكاد اراك كل فترة وفترة!"
زفر بملل:" العمل، الدراسة، والمزيد من الواجبات... الأمر ليس بيدي!"
ابتسم والده بمرح وهو يجيب:" هذا يشبه ذلك الوقت الذي بدأت مسيرتي المهنية
لبناء الشركة! عدى أني كنت اكبر منك بأربع سنوات حينها! لم أكن اجد الوقت
بين الجامعة والشركة فانهالت علي الحياة لتشغلني عن عائلتي وزوجتي و...
حتى عمتك كانت تشكو مني لغيابي الدائم عن البيت بعد وفاة امي! رحمهما الله!"
ابتسم بيرت الذي وجد نفسه قد تذكر جملة تذكرها مؤخرًا بسخرية...
(تمتم معاتبًا بعبوس:" أنت وأبي تعملان طوال الوقت ولاتمتلكان وقتًا لي!"
ابتسمت بألم لتردف بحنان:" ولكن ذلك لا يقلل من حبنا لك! لابد أنك كُنت تشعر
بالوحدة في غيابنا، أنا آسفة ياصغيري!")
سأل بتردد وهو يطمع بإجابة تشبع فضوله:" أبي؟.... هل... كان لديك اختٌ صغرى!؟"
حملق به مستغربًا لينفي مُحركًا رأسه فاردف بيرت بعد أن رطب شفتيه مترددًا:
" اذًا حين كُنت صغيرًا.... هل كان لدي مربية شابة؟!"
فكر بشرود وهو يجيب محاولًا تذكر:" كان لك مربية بالفعل لكنها كانت
سيدة في الخمسينيات حينها... أنت لاتتذكرها، لأنها تركت العمل حين بلغت
الثامنة بسبب ظروفها الصحية وكانت السيدة فيكي تعمل في بيت أختي الكبيرة..
ارسلتها اختي رحمها الله لتعتني بك... لما تسأل يا بُني؟!"
ابتسم بيرت ليردف مخفضًا زرقاوتاه:" كُنت افكر بمن اعتنى بي وانا صغير...
اردت تكريمها بهدية بمناسبة عيد الأم القادم!"
لم يدرك متى تعلم المراوغة وكيف لفكرة كهذه أن تتفعل بعقله بلا شعور...
ابتسم لنفسه على قدرته العالية في تدارك المواقف! وجه والده حديثه
للخادمة التي سكبت له كوب شاي آخر بعد أن أشار لها بذلك :" ارتمي...
هلا أحضرتِ لي ورقة وقلم ياعزيزتي؟!"
ابتسمت الخادمة المسماة بآرتميس للعجوز وقد اعتادت هي والخادمات ان
يلقبهن بعزيزتي وهو يتحدث معهن... وتوجهت تنفذ طلب سيدها...
وقعت ملعقة المربى قبل وصولها لخبز التوست من يدي بيرت الذي تردد صدى
جملة نيو في رأسه (خالتك؟ عمتك؟ أوربما حبيبة والدك في ذلك الوقت!)...
سرت القشعريرة في جسده وهو يرمق والده بشك، حدث نفسه وهويحملق
بوجه والده بحذر:" أيعقل أن يكون هذا العجوز كان يواعد تلك المرأة حقًا؟!"
نفض افكاره وهو يقنع نفسه باستحالة الموضوع... قد يكون والده معتادا على
معاملة النساء بلطف لاحترامه لهن ولكنه لن يواعد احداهن بعد فترة قصيرة
من طلاقه ولديه ابن في المهد!
عادت الخادمة وقد حملت مفكرة صغيرة وقلم أسود أنيق ووضعتهما على الطاولة...
شكرها وبادر بالكتابة على الورقة ثم مزقها وقدمها للخادمة.... أخذت الورقة
والتفت حول الطاولة للجهة اليمنى حيث كان بيرت يجلس متقابلًا مع النافذة التي
تستاد على الجهة اليسرى لقاعة الطعام ووضعت الورقة بجانبه، حملق الأخير
بعدم استيعاب فرفع زرقاوتاه بتسائل فاردف والده مُهمهمًا:
" عنوان بيت السيدة فيكي....!"
اتسعت زرقاوتاه واخذ يحملق بالعنوان، ليس كأنه كان يقصد ماقاله
ولكنه تورط نوعًا ما! دخل مارتن الغرفة متزامنًا مع نهوض والده...
استنكر بيرت هذا الحديث العادي والعاري من المشاحنات والكلمات
اللاذعة عن اتهامات التقصير وقلة المسؤولية! غادرت الخادمة ارتيمس
وهي تساند جوليان العجوز على المُضي وتجاوزا مارتن الذي القى
التحية لسيد القصر باحترام...
تقدم مارتن ووقف بجانب بيرت الذي يحملق بالعنوان بملل، مرر الورقة
لمارتن مردفًا:" ابقه معك... اريد أن تحتفظ به لحين احتاجه..."
حملق الأخير بالعنوان ليقول باستنكار:" لكن هذا عنوان السيدة فيكي!"
نظر بيرت له مقطبًا حاجبيه بتركيز ليكمل مردفًا:
" لقد حصلت على هذه الوظيفة بتوصية منها!"
همهم متفهمًا ليردف:" سأذهب لرؤية ايرس... ثم سنذهب لمقهى الوران قرب المكتبة العامة...
هلا تتصل بغرفة الاستراحة وتطلبت من آني والأخرين أن يوافونا هُناك؟!"
تذكر الآن بأنه لا يملك رقم جوال أي واحد منهم! هو لم يهتم ليطلبهُ أيضًا!
نهض مُتجهًا نحو غُرفته وخلال دقائق خرج ليتوجه للمشفى...
بعد وصوله توجه لغرفتها وهو يحمل زهرة السوسن ويحركها بفرك اصبعي
السبابة والإبهام حركة دائرية.... صدم بخلو الغرفة من المعنية بل
وثلاثة ازواج من العيون المستغربة تحملق بمن دخل... مط شفتيه باستياء
وزفر بنفاذ صبر...:" هل أصبح هذا المكان كالمغناطيس لفضولكم؟!"
ابتسم نيو ببلاهة متجاهلًا كلامه في حين اردفت آني بقلق:" اين ايرس؟!
هل يعقل بأنها خرجت من المشفى؟!"
وجه نظره نحوة السرير الفارغ والمرتب بعناية ثم فتح الخزانة في زاوية الغرفة
قرب السرير مجيبًا:" هذا مستحيل! فهيّ لن تخرج من المشفى قبل الأسبوع المقبل!"
كان واثقًا فقد كان من طلب من الطبيب عدم اخراجها بغير اعلامه ريثما تُشفى تمامًا...
تحركت زرقاوتاه تؤكدان ذلك وقد وجد ملابسها واشياءها الخاصة ماتزال في مكانها...
خرج ولحقوا به وقد كانت آني الوحيدة القلقة بينهم وقد ارتخت ملامحها حين سمعت
اجابة الممرضة في استقبال القسم تجيب:" لقد خرجت للحديقة الخلفية لتستنشق
الهواء... لقد سمح الطبيب لها بالحركة بما أنها خلعت جبيرة ساقها اليسرى...."
وجهت حديثها تكلم بيرت بعد أن مررت ورقة نحوه تردف مكملة:" سيد بيرت...
هذه الورقة التي طلبت تجهيزها!"
نظرت آني بفضول وهي ترفع نفسها على رؤوس أصابعها تجتهد لرؤية ماتحويه
الورقة، ليُجيبها بيرت بعد أن عجزت عن الوصول لمُستوى طوله:
" هذه الورقة لأجل مدرسة آيرس! كي يسمح لها بحضور الاختبارات النصفية
الشهر القادم! فقد غابت عن الحصص مايزيد عن شهرين حتى الآن!"
أخذ الورقة وتوجه للطابق السفلي مع الجميع وجد مارتن يجلس في الردهة
الواسعة على احد مقاعد الانتظار.. اشار له من بعيد فتقدم الأخير مستفسرًا:" ستغادر بهذه السرعة سيد بيرت؟!"
نفى برأسه وناوله الورقة قائلًا:" جد عنوان المدرسة وقم بكل مايجب لتعود
ايرس لدروسها قبل فصل الاختبارات النصفية!"
مد يده في جيبه ليكمل بعد اخراج ورقة متوسطة الحجم مطوية بعناية مضيفًا:
" ودبر لها معلمة خاصة جيدة لتدرسها مافاتها بعد المدرسة حين تخرج من المشفى!"
أومأ مارتن بانصياع وقد فهم ما يجب فعله، قرر أن يعود لاحقًا حين يذهب
سيده للمقهي مع الثلاثة الذين يتابعون بصمت.. ليسأل المعنية عن عناوينها
ويدبر أمورها تمهيدًا لحين تخرج...
توجهت آني مُسرعة تتجاوز بيرت للبحث عن ايرس وعلى شفتيها ابتسامة عريضة،
فلحق اليكس بها ثم بيرت ونيو الذي فتح حديثًا حمل الأخيرعلى السير ببطء...
-:" هل من جديد؟!"
اردف متمتمًا:" بشأن ماذا؟!"
مرر يده يبعثر شعره الأشقر عابثًا به ليبعده عن وجهه فيعود كما كان...:
" السيدة الشقراء الجميلة!؟"
انزعج بيرت يبعد وجهه عن نيو ينظر أمامه حيث يتقدم اليكس وآني:
" لقد سألت أبي بشكلٍ غير مُباشرولم أحصل على نتيجة!"
رفع نيو حاجبه الأيسر مستنكرًا:" يارجل، لما لم تسأله مباشرةً؟! اي منطق هذا
الذي لديك (سألت أبي بشكلٍ غير مباشر!؟) لما تصعب الأمور السهلة؟!"
ابتسم الأخير باستفزاز:" لقد فكرت... لن يكون حل اللغز ممتعًا اذا غششت! "
نظر له نيو وهو يقطب حاجبيه مستغربًا ليردف بيرت ببرود:" اذا كان الأمر سهلًا،
اخترع الحواجز! الست تعتقد ذلك أيضًا؟!"
أومأ نيو موافقًا لينكر بعدها باضطداد:" لكن هذه ليست لعبة!"
ظهر شبح ابتسامة قبل أن تتلاشى مع الموقف الذي لمحه من بعيد وتوسعت
حدقتاه بجحود يحرك رأسه للطرفين ينكر ما يراه... التفت نيو لحيث ينظر...
أبعد من المكان الذي يقف فيه آني واليكس متجمدين!
شهق بغير تصديق ينكر ما يشاهده... هناك حيث تقف سمراء البشرة
بعينيها الثعلبيتين اللتين تتأوهان لألم جرها من شعرها البندقي الطويل
والمربوط على جانبها الأيسر..... اردف نيو بعدم تصديق:" ماهذا بحق الجح...."
لم يكمل قفد تحرك بيرت مُندفعًا تحركه ساقيه قبل عقله يعدو نحوها متجاوزًا
رفيقيه الآخرين...
" ثانيةً؟! كيف تجرأ على ذلك...؟"



* يُتبع *



 
 توقيع : فِريـال


التعديل الأخير تم بواسطة فِريـال ; 06-16-2020 الساعة 01:47 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سِحر كَوني || ● أعِدها لَنـا ! لارِي. روايات الانمي_ روايات طويلة 14 05-20-2020 01:12 AM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 11:24 PM