••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


مازلت مريضاً بكي

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-2020, 11:16 AM   #1
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل الحادي عشر


الفصل الحادي عشر
" هل يمسح عن قلبها الرماد؟؟؟"

تستمر المواقف بينهما...وتستمر مقاومتها لحبه وجاذبيته....وتشعر بأنها تضعف يوماً بعد يوم!!!
كان يستغل اللحظات...أي لحظة..حتى يكون الى جانبها!!!
حتى كان هذا اليوم..الذي لم يزعجها فيه بكثرة اتصالاته...ولم تره فيه ولا حتى مرة واحدة.....
احتارت....

" حسناً هذا أفضل!! على الاقل سأرتاح منه ليوم واحد!!!"

ولكن الراحة لم تعرف لها طريقاً......كانت ترغب دائماً بابتعاده عنها...وقد أخبرته ذلك في أكثر من مناسبة......فلماذا اذن..لا تستطيع التركيز على كلمة واحدة مما في يديها؟؟؟؟
بدون تفكير....أمسكت بالهاتف وتكلمت مع سكرتيرته.....فعرفت انه لم يحضر اليوم...وأخبرتها أنه بدا متعباً بالامس.......
أقفلت السماعة....حملت حقيبتها واتجهت لفورها الى الفندق الذي يقطن فيه.....
صعدت الى جناحه وطرقت الباب....لكن....؟لا جواب! أعادت الكرة مرة واثنتين وثلاثاً.....ولما لم يأتها الرد في أي منها...بدأ الهلع يغزو قلبها....فلربما أصابه مكروه ما....ومن الذي سيعرف عنه..أو يهتم به؟؟؟
وحينما كانت على وشك النزول لطلب النجدة من ادارة الفندق....سمعت صوت مزلاج الباب,....وفتح الباب قليلاً....

نادت بحذر :" أندرو؟؟؟"

فتح الباب على مصراعيه ...ونظر بعدم تصديق..:" لوس؟؟ ماذا تفعلين هنا؟؟؟"

" أنا....؟؟جئت ..من أجل العمل؟؟؟"

" آه...صحيح...حسناً..لن آتي كما هو واضح لليومين القادمين...وأعرف بأنكي ستبلين خيراً في غيابي...والآن ان لم يكن لديكي مانع....اذهبي حتى لا تصابي بالعدوى!!"

وهو يتركها على الباب ويمضي ليلقي بنفسه على سريره باعياء.....
لم تقاوم الامر.....ولم تستطع الذهاب بكل بساطة....فدخلت وأغلقت الباب خلفها....
لحقت به الى غرفته....وما ان رآها حتى بدا الانزعاج على وجهه....

" حسبتك غادرتي؟؟؟ماذا هناك أيضاً؟"

ألقت حقيبتها ومعطفها جانباً....وجلست الى جانبه قائلة:" أنت مريض!!"

" مفاجأة ...أليس كذلك؟؟؟؟"

اقتربت منه ولمست جبهته..:" يا الهي!! حرارتك مرتفعة!!!"

لم يعلق.......

" هل تناولت غداءك؟؟؟"

" لست جائعاً!!"

" حسن ..حسن....هذا رائع!!!"

نظر اليها بعدم فهم:" ماهو الرائع؟؟؟"

نهضت من مكانها.....قائلة:" أعطني مفتاح الجناح!!"

" ولماذا؟"

" سأذهب لأحضر بعض الاشياء...وأعود....ولا أريد ازعاجك ثانية لتفتح لي الباب!!!"

" ها هو هناك.....على المنضدة!"

تناولته ولكن قبل مغادرتها.......:" هل تريد ان أحضر لك شيئاً معيناً؟"

" كنت سأكتفي بكي.....لكن في حالتي هذه..أتمنى ان لا تقتربي مني!!!لن أتحمل رؤيتكي طريحة الفراش... وبسببي!!"

قالت بابتسامة ساخرة:" سأجرب فرصي!! والآن نم ولا تتحرك من مكانك! فلن أتأخر!!"

" أحبكي وأنتي متسلطة!!!" وأغمض عينيه وقد راح في سبات عميق.....

مع انها ارتبكت من كلماته..الا انها كانت سعيدة بها.....خرجت...وبعد الساعة تقريباً....رجعت وهي تحمل بعض الاكياس التي تحتوي الادوية وميزان حرارة...
وكانت قد طلبت في طريقها وجبة طعام له من الفندق......

رتبت المكان من حولها حيث كان كل شيء متناثراً....وما ان وصل الطعام....حتى أيقظته وعملت على جعله يتناول طبق الحساء بالخضار والدجاج بأكمله....

وبعد ان تناول الدواء عاد للنوم مرة أخرى.......
نظرت الى ساعتها...لقد تجاوزت التاسعة..ويوم غد هو اجازة....ماذا تفعل؟؟لن يكون بامكانها تركه وحده....قد ترتفع حرارته او قد يحتاج شيئاً ما....فماذا تفعل؟؟؟

أخيراً....حدثت والدتها في الهاتف مخبرة اياها انه ستمكث عند صديقة لهذه الليلة....وما الذي سيجعلها تخبرها الحقيقة؟؟؟
هي لا تريد اي تلميحات بينها وبين اندرو خاصة لدى ذوويها.......

وما ان أنهت ذلك.....حتى دخلت لتغتسل....وخلعت حذائها ذو الساق العالية....وحيث أنه لا يوجد ما يناسبها لدى اندرو....وحيث انها لا ترغب في ارتداء اي شيء يعنيه حتى لا يضفي ذلك حميمية على الاجواء بينهما....
رأت ان تظل بفستانها الاخضر الزيتوني القصير..وبنطالها الشفاف الاسود...جلست براحة على اريكة مقابلة لسريره...وبدأت ترتخي بالتدريج...تثاءبت....ودون ان تشعر كانت في سبات عميق........

استيقظت على صوت هذيانه....كان يتقلب في الفراش..يمنة ويسرة...ويهذي بكلمات كثيرة...غير مفهومة...سمعت من بينها "لا".....

"بماذا تراه يحلم؟؟؟" فكرت في نفسها....اقتربت منه ولمست جبينه...

" يا الهي!! انها الحمى من جديد!!"


حاولت ايقاظه حتى يتناول دوائه....فتح عينيه باعياء....وهو يشعر بأنه بين الحقيقة والخيال...فقد تداخلت الصور....وهاهي حبيبته تدخل الى حلمه الكئيب..المعتم....

" لا...لا لوس...اهربي حبيبتي!!" بدأ يهذي.....

عادت لتهزه:" أندرو!! استيقظ....عليك ان تتناول دوائك حتى لا تسوء حالتك!!هيا!"

وهي تحاول رفع رأسه وساعدها هو قليلاً...مما أشعرها بأنه بدأ يستيقظ...
وما ان ابتلع دوائه والقليل من الماء..حتى عادت لتسند رأسه الى الوسادة...
مسحت رأسه بالماء البارد...وهو ينظر اليها من بين اجفانه شبه المغمضة...

" أشعر بالبرد!!!"

"حسناً...ها أنا سأدثرك! لا تقلق!!" وهي تغطيه جيداً بلحافه...وتشده عليه...

" هل هذا أفضل؟؟" تساءلت بقلق....

لكنه لم يرد....نظرت اليه ..وجدته قد استغرق في النوم من جديد....وقد بدت علامات الاعياء واضحة على وجهه الوسيم......
ترددت....لكنها سمحت ليدها بالمسح على شعره...ورفع خصلة شعر متدلية على جبينه.......

قالت هامسة:" أه أندرو!! أيها الحبيب المجنون!!!" وهي تمسح دمعة صغيرة انسابت على خدها.....ونهضت لتعود الى اريكتها وتسترخي فيها من جديد..وهي تنظر الى حبيبها الراقد أمامها......وأغمضت عينيها على صورته!!!

ومع أول خيوط النهار.....وزقزقة العصافير.....فتح أندرو عينيه...وهو يشعر بأنه نام لدهر....لقد كان يشعر بالحيوية والنشاط.....
رفع رأسه من سريره....لكنه ذعرحينما عرف أنه ليس وحيداً..ولكن؟؟أهي لوس؟؟ ابتسم رغماً عنه..وهو ينهض من مكانه بهدوء ويتجه الى حيث تنام كالطفلة....
ركع بجانبها....وأخذ يحدق في وجهها عن قرب وهو مستمتع.. وأي استمتاع!!!
لمس بشرتها باصبعه...فتململت وهي ماتزال مغلقة عينيها....وتقول بكسل:" ماذا؟"
لكنه لم يجب..اكتفى بتحسس شعرها.....فابتسمت بدلال...وهي تقول:" كفي ماري..!"

فقال متعجباً:" ماري؟؟؟"

لكنها ما ان سمعت هذا الصوت..حتى نهضت مذعورة...وهي تجلس في مكانها...لكنها ما ان فعلت ذلك حتى أحست بالالم في خصرها ورقبتها...ومع هذا نظرت الى اندرو...الذي كان عاري الصدر...ومكتفياً فقط ببنطال بيجامته الحريرية السوداء....

" أوه..تباً!!" لم تعرف ان كان ذلك بسبب المها...أم بسبب هذا الجذاب اللعين..

" هل أنتي بخير؟؟؟" تساءل برقة....

" علي أنا أن أسألك هذا!! كيف تشعر اليوم؟" قالت ذلك...وهي تمد يدها الى جبينه بحركة تلقائية.....

لكن هذا آخر ماتوقعه فراح يقول:"كنت جيداً..ولكن الآن؟؟؟أظن بأن الحمى قد عادت إلي!!!"
سحبت يدها بسرعة....
ونهض هو من مكانه وهو يبتسم......" لقد قضيتي ليلة سيئة على هذه الاريكة...وأنا آسف حقاً!!!ليتني.."

قاطعته وهي تنهض ..:" لا تعتذر..فأنا؟؟"

نظر اليها وهو يقترب منها:" أنتي ماذا لوس؟"

" أنا...قلقت عليك....وحينما وصلت كنت تهذي من الحمى...فلم أجد بداً من قضاء الليلة هنا....!!لقد كنت متعباً جداً!!!".... وهي تحاول دفع التهمة عنها!

ابتسم ضاحكاً:" هذا صحيح..وأشكرك جداً لذلك!!! وخصوصاً حينما انتابتني الحمى الليلية! "

ارتبكت لوسي هنا وهي تقول:" ما..ماذا بشأنها؟؟"

ابتسم...:" لنقل...بأنني أتمنى لو تصيبني الحمى كل يوم....حتى تعتني بي كما فعلتي بالامس!!!"

ارتبكت أكثر وهي تقول:" لست أفهم عما تتحدث!! والآن..أتريد استخدام الحمام..أم أبدأ أنا؟؟"

" من بعدك طبعاً!!" ذهبت وهي حانقة....ولكنها لم تدر بأن هناك أكثر من حمام في الجناح.....
وما ان رتبت نفسها واغتسلت حتى وجدته هو الآخر قد أصبح أندرو الذي تعرفه..نشيطاً..وسيماً..أنيقاً...يفيض بالجاذبية والرجولة!!!!

جلست ترتدي حذائها الطويل....وهي تقول:" حسناً..يجب ان أغادر الآن..!"

ناولها معطفها وهي تنهض....وهو يقول:" لا!! بل سنذهب لتناول الفطور..ومعاً!!"

" اسمع أندرو!"

" بل أنتي من ستسمعين!! لقد اعتنيت بك مرة وأنتي مريضة...وحضرت لكي الفطور بنفسي!!!لهذا..عليك ان تعوضيني عن ذلك...بقبول الفطور معي!!"


وهل بامكانها ان ترفض...حينما يصوغ الامر بهذه الصورة المحببة...هي ببساطة ستوافق من كل قلبها....
وجدها تبتسم وهي تقول:" حسناً...لا بأس!!"

اتسعت ابتسامته أكثر وهو يضع ذراعه على خصرها مقرباً اياها اليه بينما هما يمشيان....
كانت لوسي تفهم حركاته تلك....هو يريد ان يعرف الجميع انها تخصه هو..وبأنها ملكه وحده....ولم تعرف ..لماذا أعجبها ذلك!! ولم تمانع أبداً كما في السابق!!

فهل تغير فيها شيء؟؟؟؟ وهل نفض الرماد عن قلبها أخيراً!!!!







 

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 11:17 AM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي








الفصل الثاني عشر
" ما أجمل العودة!"


يقترب موعد ولادة أماندا......وتستعد للذهاب لتكون الى جانبها....لكنها ترفض مرافقة أندرو...وتقرر الذهاب برفقة صديقاتها.....اليانور وكيتي.....!

وفي آخر لحظة....تعتذر اليانور..حيث أنه لن يمكنها أخذ اجازة من عملها الجديد...لكنها وعدت بأن تأتي حالما تستطيع!

أما كيتي...فقد كانت خارج البلاد....في زيارة لعمتها في انجلترا...وعلى مايبدو...فهناك مشروع حب يلوح في الافق..حيث تعرفت على شاب يقطن بالقرب من منزل عمتها..وتظن كيتي بأنه معجب بها وهي كذلك....

اذاً....عليها الذهاب وحدها!!!! فما المانع من الذهاب برفقة أندرو؟؟؟

" كلا...لن أذهب معه!!! لا يمكن أن أحتمل كل هذا المسافة...وهو الى جانبي!!"

انها تخاف من انهيار عزيمتها أخيراً.............

" سأذهب وحدي!!" قررت ذلك.....

وما ان حضرت حقيبتها....وأخبرت والديها....وعمدت الى عدم نشر الخبر في الشركة..حتى لا يعرف أندرو بموعد ذهابها مسبقاً!!!
انطلقت بسيارتها......
حسناً! انها تحس بالراحة.....لقد عادت الى طبيعتها من جديد...بدون أي ضوابط أو قيود.....
عادت لوسي الفتاة المرحة المحبة للحياة والطبيعة.....
تركت جميع بذلها الانيقة...وثيابها الثمينة.....وكل ما يتعلق بالفاتنة الفولاذية خلفها...
هي تريد أن تكون هنا...فقط لوسي...!!

وما ان وصلت وتوقفت سيارتها أمام منزل العائلة....حتى تنهدت براحة

:" ما أحلى العودة!!!"

ومر في خاطرها شريط ذكريات سريع...لآخر اجازة قضتها في هذا البيت....
تذكرت حينما كانت تهرب من الدجاج....والتقت بأندرو...الذي بدا وسيماً وواثقاً من نفسه الى ابعد درجة.....
تذكرت كيف كان ينظر اليها...ويبتسم لها ابتسامته الهازئة تلك...!!
ابتسمت بهدوء وهي تغمض عينيها....لكنها عادت فعبست:" لماذا أنتي حمقاء هكذا لوسي؟؟؟؟"

نفضت من رأسها تلك الافكار...وأسرعت الى المنزل.....لقد كانت مشتاقة جداً لأماندا.....وللسيد والسيدة ماير....!!حسناً...وربما لأندرو!

كان التوتر واللهفة يأكلان قلبها.....لقد علمت أن أندرو قد سبقها الى هنا حينما ظن بأنها سترافق صديقاتها......
ولابد أنها ستفاجأه الآن....!!بل انها ...لن تقف في سعادتهما مرة أخرى!! هي تحبه....وهو يحبها!! أجل هي واثقة أنه يحبها...صحيح أنه لم يقلها صراحة...لكن تصرفاته...نظراته كلها تبوح لها بالشيء الكثير...فلم الانتظار؟؟ولم العذاب؟؟؟
انها تشعر بالسعادة الغامرة...وهي تقفز درجات المنزل...أهي سعيدة اليوم؟؟أم أن جو الريف...و وجودها في هذا المنزل..هو من يفرض عليها ذلك؟؟؟
قرعت الجرس وانتظرت.....وملامح السعادة تزيد من جمال وجهها الفاتن...وتلون وجنتيها بلون الغروب.....
فتح الباب مع صوت ضحكة...وأطل وجه ستيف......

" أوه...من؟؟لوسي...؟؟أهلاً بكي!"

" كيف حالك ستيف؟؟؟" وهي تمد يدها مصافحة اياه.....

" تفضلي بالدخول...ستجن أماندا حين تراكي....فهي لا تفتأ تسأل عنكي...ولن تعرفي ماذا فعلت بأندرو....حين علمت بأنه لم يصطحبكي واياه!!"

" أندرو..هنا؟؟"

" أجل..لقد وصل بالامس!! لكنه أخبرنا بأن لديكي عملاً..ولن تستطيعي الحضور قبل الاسبوع القادم!!"

قالت لوسي بحرج وهي تدخل:" تبدلت الامور في اخر لحظة...!"

" حسن هذا جيد!! سيفرح الجميع بقدومكي!!"

وقد وصلا الى غرفة الجلوس....فتقدم ستيف وهو يعلن بفرح:" لن تحزروا من هنا!!!"

نظر الجميع الى باب الغرفة....وحينها تقدمت لوسي...بخجل!!أهي المرة الاولى أم ماذا؟؟؟لماذا تشعر بكل هذا الخجل والحرج!!أوه تباً! لم لا تستطيع ارتداء قناع المرأة الفولاذية حينما تحتاجه؟؟؟!!

" مرحباً!" قالت..وهي ترفع عينيها.....ولكن؟؟؟هي سرحت قليلاً...وهو كذلك أحس بالارتباك......
كان أندرو يجلس على كرسي بينما كان من الواضح بأن جوزي لم تجد مكاناً تجلس فيه..سوا ذراع الكرسي الخاص بأندرو.....علماً بأن هناك أريكة كاملة فارغة!!
وما ان لمحتها جوزي....حتى رفعت حاجبيها بمكر...وابتسمت ابتسامتها الشيطانية تلك....وأراحت ذراعها على كتف أندرو.......
كان يبدو على أندرو الضيق....كان يرغب بالتوضيح للوسي..بأن الامر لم يتعدى الصدفة وبأنه لا يعني له شيئاً...لكنه تأكد بأن جهوده ستكون سدى وبدون أي فائدة....فاكتفى بالسكوت..وهو يزيح ذراع جوزي......

رحب بها الجميع أحلى ترحيب...وكأنها فرد من العائلة....أما أماندا....فراحت تبكي وهي تعانق لوسي قائلة:" ظننتكي لن تأتي!!قال أندرو!!"

قاطعتها لوسي وهي تقول بحنان:" أجل...لكن الامور تغيرت بسرعة..وأصبح بامكاني القدوم!! وما كنت لأفوت هذا الحدث السعيد أبداً أيتها العزيزة أماندا!!"

" أه لوسي!!!"

قال ستيف وهو يجذب أماندا اليه ويمسح دموعها:" اهدأي حبيبتي...لم كل هذه الدموع! ستحزنين لوسي وتجعلينها تندم على القدوم!!"

مسحت لوسي دموعها وهي تبتسم لستيف....بينما قالت أماندا من بين الدموع:"اعذريني حقاً حبيبتي..لست أدري لم أصبحت أفرط في مشاعري كثيراً!!ربما السبب هو اختلال الهرمونات!!"

" بالطبع حبيبتي..فالكل يعلم مدى تأثر الحامل!!"

" كيف هما والداكي يا عزيزتي!! ان أندرو..مسرور جداً بالعمل مع والدكي...لابد أن يأتيا لزيارة الريف يوماً...واثق بأنهما سيعجبان به!"

" واثقة بأنهما سيفرحان بذلك كثيراً!" أجابت بلباقة.......

" كيف حالك جوزي؟؟؟" تساءلت مكرهة.....

" أوه بأحسن حال عزيزتي..كما ترين!!" وهي تنظر الى اندرو بابتسام.....

" حقاً؟؟متى سنسمع اذاً الاخبار السعيدة؟؟؟" تساءلت وهي تكاد تنفجر...

ضحكت جوزي بعصبية..:" أوه عزيزتي...أنتي تستبقين الاحداث!!أليس كذلك أندرو؟؟؟"

فما كان من أندرو الا أن نظر الى لوسي بعينين تلمعان كالرصاص....ثم مالبث ان نهض من مكانه معتذراً...وغادر على الفور...ووجهه يضج بالغضب.....

وللخروج من هذا الجو المشحون..سارعت السيدة ماير لاحضار الشاي...بينما راحت أماندا تمطر لوسي بوابل من الاسئلة...عن حياتها وعملها وصداقاتها...وحتى عن اندرو!!!

انقضى اليوم ثقيلاً....بائساً...مشحوناً بالغضب والتوتر!!
كما أن لوسي لم تلمح خلاله أندرو الا مرة أثناء العشاء...وبعدها ذهب ليوصل جوزي الى بيتها....
باتت تعرف الآن أي نوع من العلاقات يربطهما!! خاصة ..حينما سمعت صوت أقدامه على الدرج...بعد منتصف الليل!!!
وهي التي أرادت أن تبدأ من جديد....وتصارحه بكل ما لديها!! بينما كان هو يلهو بها هناك...ويعود في اخر المطاف الى حبه الاول..."جوزي"!

كيف ظنت أنه يمكنه نسيانها؟؟وهي التي تعيش قربه...ويراها كل يوم؟؟؟؟
أه كم كانت مغفلة وغبية!! ولكن لم يفت الوقت بعد!! فهي قررت مصارحته...لكنها لم تفعل!!

" تباً لك أندرو...لن أفعل ذلك أبداً!" قالت بحقد.......







 

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 11:21 AM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





مساء الخير للجميع...
حسناً أعترف بأن هذا الفصل قصير....لهذا قمت بتنزيله اليوم....على ان نلتقي ثانية يوم الاربعاء....
فاعذروني......^^


الفصل السابع عشر
" العتمة......في كل مكان!"

واستمرت أحوال لوسي بالتدهور.....واختفت تلك الشعلة الرائعة التي كانت تنبعث من عينيها...وتشعر الناظر اليها بأنها تملك الدنيا......
لا حظ والداها ذلك........لكنهما لم يعرفا لذلك سبباً.............
" لوسي ما الامر؟؟"
رفعت رأسها عن طبقها الذي كانت تقلب محتوياته دون ان تتناول منه شيئاً......
" هل قلتي شيئاً أمي؟"
" ألا يعجبكي الطعام حبيبتي؟؟" تساءلت والدتها برقة...
" لا..لا..بل هو ممتاز....لكنني فقدت شهيتي!" قالت وهي تدفع بالطبق بعيداً..وتحاول النهوض...
" أرى بأنكي تفقدين شهيتك كثيراً هذه الايام!! ألم تلاحظي بأنكي فقدتي الكثير من الوزن مؤخراً؟؟"
قال والدها بلهجة حازمة.....
لم تكن بحاجة لسماع اي محاضرات او مواعظ الآن....فوجدت نفسها تقول بابتسامة
" انها حمية جديدة احاول اتباعها..ويبدو انها نجحت!!"
علقت والدتها:" حمية؟؟حبيبتي لقد كان جسمكي رشيقاً ورائعاً...لطالما كان كذلك....!"
" حسناً أمي.....هذا بالنسبة اليكي...لكنني كنت سمينة!"
" والآن....أنتي هزيلة كالمومياء....أهذا ما تريدينه؟" تساءل والدها.....
" آه...ما بالكما أنتما الاثنان؟؟ لم لا تتركاني وشأني؟؟؟" قالت بحنق....
" حبيبتي نحن قلقان عليكي.....تبدين متعبة دائماً وتعيسة....لا نستطيع ان نراكي هكذا..ونقف مكتوفي الايدي!!"
" يا الهي كم تضخمان المسألة!! أنا بخير وبصحة جيدة.....نهاية النقاش!" وهي تحاول وضع حد لهذا الحصار.....نهضت عن المائدة لكن صوت والدها استوقفها للحظة....حينما قال....
" أنتي ممنوعة من الذهاب الى الشركة....ابتداءاً من الغد!"
التفتت اليه غير مصدقة.....ثم ابتسمت باستنكار:" ماذا تقول؟"
قال وهو يرتشف الحساء ويعيد الملعقة الى الطبق...." سمعتني!"
" لابد أنك تمزح!"
نظر اليها..وقد بدا جاداً كل الجد...." أمزح؟" تساءل باستنكار.....
حينها فقدت اعصابها:" لايمكنك ذلك!!"
" آه يمكنني ويمكنني ايتها الشابة.....سألغي التوكيل الصادر باسمك...وينتهي كل شيء!!"
انسابت دمعة من عينها:" لم تفعلان هذا؟؟ لم لا يتركني الجميع وشأني!!"
" حبيبتي نحن نريد مصلحتك..كما أن قرار والدك هذا مؤقت....فقط كي تأخذي قسطاً من الراحة...أنتي تحتاجينها ولاشك!" علقت والدتها بحنان...وهي تتبادل مع زوجها النظرات....
" لا أحتاج راحة....لماذا تقررون عني؟؟أنا لم أعد صغيرة..متى تفهمان ذلك؟؟؟آه...أتعلمان؟؟لم أعد أهتم...افعلا ما تريدانه..وسأبحث عن عمل منذ الغد!!!"
قالت ذلك وخرجت كالاعصار.........
" ألا تظن بأننا قسونا عليها قليلاً عزيزي؟؟تبدو على حافة الانهيار...اه يا الهي ...لا استطيع رؤيتها بهذا الشكل!"
امتدت يده لتشد على يد زوجته...وهو يقول بعطف:" ستتحسن....أعدك بذلك!"
ابتسمت....وهي تربت على يده بتفهم......
*******************************
عادت حانقة......وهي تلقي بحقيبتها على الكرسي بانزعاج.......بينما رفعت والدتها رأسها عن القطعة التي تقوم بتطريزها....وقالت بصوت رقيق
:" مابكي حبيبتي؟؟لم تبدين منزعجة؟"
كانت تذرع أرض الغرفة كنمر غاضب...ثم مالبثت ان قالت بحنق:" آه..ألا تعرفين أمي؟؟ألستما شريكين في كل هذا؟؟"
" لا أفهم شيئاً مما تقولينه حبيبتي...!"
" آه يالهي!!كيف بامكانه فعل ذلك بي......؟؟ كيف بامكانه الطلب من جميع الشركات بعدم توظيفي؟؟؟"
" من فعل هذا؟" تساءلت الام بحيرة.....
" أبي أمي....ومن غيره؟؟؟ لقد أخبروني ذلك صراحة...وبأنهم لايستطيعون تحمل اي توتر بين شركاتهم وشركات والدي.....بل ان البعض تطاول وطلب مني استرضاء والدي...وطلب الصفح منه!!! لم يعرفوا بأنه هو من تخلى عني!!!"
وضعت والدها التطريز جانباً:" حبيبتي تعلمين أن والدكي لم يتخل عنك.....وبأن هدفنا في هذه الحياة هو اسعادك.....لكنك تقتلين نفسك....ولن تتوقعي ان نصمت على هذا!! حبيبتي...أياً كان سبب حزنك.....فاعلمي أنه لا يستحقك..ان كان كدركي بهذا الشكل!!"
شعرت بأنها ستنهار قريباً:" لم يهجرني أي أحد أمي..ان كان هذا ما تلمحين اليه.....بل في الحقيقة...أنا التي فعلت!!!"
وخرجت ...تاركة والدتها تعاني أثار صدمتها......

وفي المساء....................
تسمع طرقاً على باب غرفتها....فتصرخ قائلة...." لا أريد أن أرى أحداً!"

لكن الطارق تجاهلها على مايبدو لأن الباب فتح فجأة......رفعت رأسها بعصبية وهي تستعد لخوض مشاجرة حقيقية مع هذا الذي لا يحترم حتى خصوصيتها.....لكنها ما ان فعلت ذلك...حتى لم تصدق عينيها......وتبدلت ملامح السخط الى الفرح والسعادة.....والقليل من الحزن............






 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 07:28 AM