••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


سِحر كَوني || الصحوة؛ المتنفسُ بداخِلي

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-27-2020, 10:49 PM   #1
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,692 [ + ]
 التقييم :  38750
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 25
تم شكره 7 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

star سِحر كَوني || الصحوة؛ المتنفسُ بداخِلي




#




 
التعديل الأخير تم بواسطة آرمين ; 05-06-2020 الساعة 11:10 PM

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2020, 10:55 PM   #2
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,692 [ + ]
 التقييم :  38750
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 25
تم شكره 7 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Talking






قِطعة فَنية إمتزجت فيها المشاعر وفخامة الأحداث
كريس

-غلاف الرواية-



-نبذة-

العنوان؛ الصحوة، المتنفس بداخلي
التصنيف الرأيسي؛ قصاصة من الحياة
عدد الفصول؛ اثناعشر


القصة؛
عن شاب تقوقع على نفسه ومرت سنونه الذهبية وهو يردد في نفسه "علي أن ااكبر بسرعة!"
في خريفه السابع العشر، زلزلت عالمه....

ملاحظةة؛ الروايةة رمضانيةة cute8



 
التعديل الأخير تم بواسطة آرمين ; 05-06-2020 الساعة 11:09 PM

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2020, 11:00 PM   #3
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,692 [ + ]
 التقييم :  38750
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 25
تم شكره 7 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




-فهرسةة-

الفصلُ الأول؛ السيد بيرت!

الفصلُ الثاني؛ عليكِ أن تصبحِ أقوى!

الفصلُ الثالث؛ أريدُ أن اعرف...!

الفصلُ الرابع؛ السيدة...!

الفصلُ الخامس؛ الذكرى التي طمست...!

الفصلُ السادس؛ عالمهُ باهت حقًا...!

الفصلُ السابع؛ الفتاة التي لا تشبه أحد...!

الفصلُ الثامن؛ الولوج لعالمه أكثر...!

الفصلُ التاسع؛ العائلة المشتّةَ...!

الفصلُ العاشر؛ مشاعرهُم الهشة!

الفصلُ الحادي عشر؛ عرض وحفلة!

الفصلُ الثاني عشر؛ السيد بيرت.(الأخير)






 
التعديل الأخير تم بواسطة فِريـال ; 10-23-2021 الساعة 09:44 AM

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2020, 11:03 PM   #4
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,692 [ + ]
 التقييم :  38750
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 25
تم شكره 7 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الماسي






- تُحفة تكتنز بداخلها أفكار جديدة غير المُعتاد -
كريس- Y a g i m a

-





الفصل الأول: السيد بيرت!



رفعت الرياح أوراق الأشجار الهشة والمصفرة بألوان الخريف .. وتمردت على الرصيف الأبيض الذي يعصف به البحر
ناثرًا قطراته اللامعة..عج الممر الواسع بصدى خطواتهُ التي تسابقت تكسر سكون سامعيه...
فتح بابً بعد طرقه ثلاثة مرات... هو لم ينتظر الإجابة انما دخل جارًا قدميه بهدوء... تقدم مقتربًا من الراقدة وهو يحمل
زهرة سوسن بنفسجية ووضعها في المزهرية الكريستالة على الطاولة بجانبها وأخرج الزهرة الأقدم...
كانت تغفو! الأصح كانت تحت تأثير المخدر! نظر بجمود نحو الجبيرة في ساقها ويمينها ثم حملهما بين ملامحها الهادئة
والتي حملت شيء من الألم والضمادات حول رأسها ورقبتها ويُسراها...
لم يخفِ حنقه وهو يسحق الزهرة بين يديه ونظرة حادة تكسو زرقاوتاه مستعيدًا ذكرى ود لو لم يكن جزءً منها...

((هرع واقفًا بجانبها، رفعت يسراها بصعوبة نحوه فأخذها بعفوية... كانت مضدجعة بدمائها، تأن بألم وتهلوس شبه واعية،
نظر بعيدًا حيث رُفع الغبار خلف السيارة المسرعة! كانت عيناه تشع بحدة وألم وشيء كبير من الشفقة!
لتتراقص الزرقة بين مقلتيه حاملة عدة تعابير في الآن ذاته... رفع السمراء ذات الشعر البندقي بمساعدة سائقه
وتركها ممدده على المقعد الخلفي... هو يعرف أن الإسعاف سيتأخر عن الوصول لهذه الضاحية الهادئة والبعيدة...
والنحيلة التي فاجئته بطولها تلفظ انفاسها الأخيرة...))

دخلت المُمرضة بهدوء خاص وهي تحمل بيدها ما بدى كمصل مغذي وهي تقترب للفتاة الراقدة ولم تغب نظرة الدهشة عنها
حين لمحته يقف بمحاذاة سريرها... ابتسمت برزانة وهي تزم شفتيها مُلقية:" هذا أنت مجددًا! أتيت اليوم أيضًا؟"
رفع نظراته نحواه قائلا ببرود:" لما هيّ نائمة ؟!"
علقت المصل بسرعة مصاحبة مع خبرة بارزه:" أوامر الطبيب المسؤول!"
أخذت لوح بيانات المريضة تدون شيئا وهي تكمل برزانة:" آلام قوية بسبب الجروح الخطرة في ساقها ويدها اليُسرى خاصةً
والكثير من الرضوض على رأسها وعنقها! سبب لها عجزا بالنوم والأنين طوال الليلة الماضية!"
اصبق شفتيه وهو يضغط يده متظاهرًا بالبرود:" هل ستكون بخير ؟!"
ابتسمت الممرضة الشابة بشيء من التفهم والشفقة:" سيد بيرت... الأمر متعلق بقوتها!"
رفعت نظرها بينه وبين الفتاة المُضمدة:" ستستعيد وعيها عند الظهيرة! يمكنك العودة حينها اذا وددّت!"
استدار وهو يرمي الزهرة التي هشمها بقبضته في سلة القمامة بجوار السرير بعدوانية:" لا داعي لذلك! سأعود في الغد... ."


لم يستوعب ما حدث مع أنه كان سارحًا حيث تسير بحذر قاطعة الطريق... جذبه طولها الفارع وهو يراقبها بهدوء منتظرًا
عودة سائقه، في جزء من الثانية كان جسدها يحلق في الهواء وانقطعت ربطة شعرها الطويل ليتطاير خلفها بعصيان...
توسعت عيناه وفتح فاهه مستغربًا بشدة مما حدث في ثوانٍ معدودة! وجد نفسه يترجل ويعدو نحوها غريزيًا!
هو لم يبالي بالسيارات المارة ولم ينتظر السائق ليفتح الباب كالعادة، تحرك جسده وحسب...
في خريفه السادس عشر ولأول مرة في حياته وجد نفسه جزءً من الكون! وكأن القدر أرسلها اليه ليتعلم عن الإهتمام!
هو لم يهتم لأي شيء أو شخص حتى الآن...! وجدها مسؤولية حقيقية، وأي مسؤولية أعظم من حياة انسان؟!



كان وقع خطواته يزيد من ثقته! قد تكون الشيء الوحيد الذي يتلذذ به وتربطه بالواقع!
رفع من قيمة مقبض باب الغرفة حين أدارها وتسابقت خطواته مع وقعها... دخلت أشعة الشمس وهيّ تتعالى على
زرقاوتيه ليُغمضهما فجأة ويفتحهما ببطء... لفتت الستائر المتطايرة انتباهه نحو النافذة التي أدخلت الرياح عرضًا...
مرر عينيه حيث تتمدد كلما جاء لزيارتها... وجدها تبادله نظرات متوسعة بعينيها السوداوتين للحظات قبل أن
تبتسم بشيء من التردد.. وشعرها البندقي والطويل يفرش نفسه على الوسادة...
اختفت الخدوش والرضوض الصغيرة وبانت ملامحها اكثر! عيونٌ ثعلبية واسعة وشفاه فاتحة اللون ...
رفعت جفونها لتفتح عينيها تمامًا وتبرز اهدابها الطويلة اكثر...
زمت شفتيها بتوتر لتنطق بصعوبة:" ص... صباح الخير.... أ... أنتَ هُنا م.. من جديد؟"
تقدم واضعًا زهرة سوسن جديدة وانتشل خاصة الأمس... قال بملامح فارغة:" أرى بأنك أزلت اللصاقات عن خدكِ وأنفك!
كيف أصبحتِ اليوم؟"
ابتسمت بتوتر وهيّ تتناقل بعيناها بين حذائه وزرقاوتيه مردفة:" أفضلَ حالً!"
كتف يديه ممسكًا بالزهرة:" الطبيب قال بأنك لاتزالين تعجزين عن النوم ليلًا بسبب الألم!"
توسعت عيناها للحظة قبل أن تخفض نظراتها بسرعة وهيّ تتلمس الضمادات على عنقها بتوتر... تحاول عدم ازعاجه!
هي تجد نفسها مصدر ازعاج لمن حولها وتعجز عن السيطرة على توترها والأهم عجزها عن تصديق اهتمامه،
تجد نفسها حملاً أو هذا ما تظنه عن نفسها...
ابتسمت بتوتر مطرقة برأسها:" أنا بخير لاداعي لتبالغ باهتمامك مجرد رضوض وستشفى قريبًا!..."
زمت شفتيها وهي تكمل:" لا داعي لتزعج نفسك بالقدوم كل صباح... من الواضح أنك مشغول بالمدرسة!"
نظر لذاته... مرتديًا سترة الزي الموحد للمدرسة المرموقة التي يدرس فيها... هو بارزٌ بها....
لم يطل التفكير بل بادر بسرعة:" يمكنكِ القول بأنكِ أصبحت عادة لا أستغني عنها!"
همست بجفل:" روتين!"
حرك الزهرة بين اصابعه بحركة دائرية:" سميه ما شئت!"
استنكرت الأمر... مرور اسبوعين أو ثلاث! ليست بالفترة التي تمسي عادة بالنسبة لمتجمد الملامح الواقف قبالها!
في حين وجد فيها عادة تنتشله من اللامبالاة التي يعيشها وتربطه بنبض الحياة!....
مر الوقت والصمت سيده... انسحب وهو يلقي نظرة أخيرة:" أراك غدًا!"
ضمت نفسها بهدوء وقد تمكن الخجل منها! فلم يسبق أن أولاها أحد اهتمامًا خاصًا! والدها يعاملها بأنها موجودة
واذا اضطر للتعامل معها فلن يخلو من السب والإهانات... وزملاء الصف بالكاد يرونها فلا يصطدموا بها!
خلال الأسابيع الماضية لم يزرها أحد سوى والدها مرة واحدة فقط في الأسبوع الثاني للحادث! وبقي يصرخ عليها
لكونها أضافت نفقات لن يدفعها لخدمات المشفى! حتى أنه بادر بسحب شعرها يعاقبها بخشونة واضحة!
خشيت ان يعرف بأنَ اهتمامه الزائد سيعلقها به!
حين شاهد والدها يعاملها بتلك الخشونة عجز عن التدخل! ماذا يفعل شاب في السابعة عشر لم يدرك الموقف حتى!
يومها عرف اسمها (ايرس) ووالدها يعمل كميكانيكي أين ما سنحت له الفرصة! في حين تعمل في متجر على الطريق
حيث صدمتها السيارة وهرب السائق بغير التوقف! شعر بالضيق حين مر اسبوع آخر ولم يعد والدها حقًا! طبعا عرف ذلك
من ممرضات القسم اللواتي قد كسبن معرفة به! (الشاب الذي انقذ ثعلبية العينين! السيد بيرت.)


****


توجه لمقر عمله الذي غدى مؤخرًا محطة رئيسية بعد دوام المدرسة... وصلت له رسالة مفادها (المختبر الثالث)
فصعد للطابق المخصص وقطع الممر الطويل وصولًا للمكان المعني.... حيث وقف مجموعة مبرمجين يحللون
البيانات الناتجة عن عينات الاختبار الثلاثة... كانوا شابين من نفس العمر تقريبًا وفتاة بدت في الحادية عشر!
اخذ بيرت الملفات لعينات الإختبار فصدمه بيان الفتاة، آني! العمر ستّة عشر عامًا! تلك القصيرة! بشعرها القصير
والمصبوغ بالوردي وبداياته الشقراء بارزة لقدم الصبغة! ذات عيونِ زرقاء لطيفة الهيئة! لكن خلف صورتها اللطيفة....
انهت اختبار اللعبة اولًا لتتقدم نحو غرفة المراقبة وهي تنظر بملل قائلة بلكنة آمرة:" هِي... أيها العجزة! اذا كنتم
ستستخدمون عقولكم الفارغة في صناعة لعبة، فاجعلوها مُقنعة على الأقل!"
كورت قبضتها ترفع ابهامها للأعلى ثم عكست يدها عابسة لتردف بحنق:" اذا كنت سألعبها مرة واحدة فلن اعيد الكرة ما حييت!"
رفع مشرف الإختبار نظارته يبتسم بتوتر ملحوظ وهو يدون ما قالته لكن بصيغة الطف!
أنهى الشاب الضخم اختباره ثانيًا ليردف بشرود:" بحاجة لتعديل في بعض برنامجها الرئيسي وستصبح افضل!"
غير بيرت صفحة البيانات واستقر على صورة الفتى، اليكس... ستّة عشر سنة... ملم بالثيق والرياضيات! ذو بنية ضخمة،
وشعرهُ بني داكن، بعسليتيه الحادتين واللتان تشعان بالصفرة...
كان المشرف يتابع تدوين رأيه في الخانة المخصصة ثم علق نظره على عينة الإختبار الأخيرة بأمل...
حرك بيرت الاستبيان للشاب الأخير وهو يمرر عينيه على بياناته... نيو، سبعة عشر عامًا، أشقر بني الأحداق...
تابع اللعب حتى النهاية قبل أن ينهض يتمدد مبتسمًا وبدى أنه استمتع قليلًا:" التصميم جميل، المؤثرات البصرية والصوتية
لاعيب عليها، لكن السرعة بحاجة لتعديل طفيف فاللعبة تعلق ولا تترك مجال للإندماج كما ينبغي!"
كان المشرف يدون مديحه وانتقاداته مبتسمًا وهو يُتمتم:" على الأقل مدح الايجابيات!"
انفعلت الفتاة القصيرة آني وهي تردف لِـ نيو بحنق:" ألم يكن هذا ماقلته أنا؟"
أردف المدعو نيو بابتسامة لطيفة استفزتها:" أيًا يكن... لكن لم توضحي بلغة واضحة!"
استنفرت غاضبة:" اذهب للجحيم مع أصحاب العقول الفارغة أولائك!"
تدخل صخم البنية وهو يحمل الأخرى من ابطيها كأنه يحمل وسادة لا فتاة:" اهدئي يا آني!"
بقيت تحاول رفس نيو وهي معلقة في الهواء بواسطة اليكس الذي اتسمت ملامحه بشيء من اللطف رغم عينيه الحادتين...

كان بيرت يراقب ليفهم الوضع وحسب... ارسله والده ليقابل سر نجاحه في سوق الألعاب الإلكترونية! وهم الأولاد
الذين يتمتعون بالفطنة والخبرة ليفهموا أي لعبة تُقدم لهم! وطبعًا هو الآن مُجبر على الإحتكاك بهم مما ازعجه الأمر...
ومزاجهم المختلف عنه وعن بعض، سيعيقه ذلك ولسوء حظه... .
تمتم بيرت بملل:" يا للسخرية!"

سبقهم للغرفة المخصصة للإستراحة يستعملونها وقت فراغهم، جلس يحفظ البيانات المكتوبة في الاستبيان قبل أن يلحقوا به!
لم يغفل عن الاصوات صاخبة التي تقترب من مدخل الإستراحة رفع زرقاوتيه متناسقًا مع انفتاح الباب اتوماتيكيًا...
توقفت افواههم عن الحديث والجدال وهم يلمحونه جالسًا على الأريكة الدائرية السوداء في منتصف الغرفة يتكئ على طرف يديه
واضعًا قدم فوق الأخرى... رمقوه باستغراب في حين قذفهم بنظراته اللامبالية وهو على حاله!
جلست نيو واليكس بهدوء في حين اني وقفت مُكشرة الوجه وهي تحرك اصبعا بتوتر... لم يفصل بينها وبين الإنفجار
اعتراضًا لوجوده شيء!
قال نيو ممازحًا بلكنة مستفزة:" أنظري هنا يا آني... اعرفك ببديلك بعدما ذاقوا ذرعًا بمزاجيتك المتقلبة!"
انقطع الحبل الذي بالكاد الزمها الصمت وهي تنفجر بنيو ساحبة ياقة قميصه:" ولما لا يكون بديلك أيها الطفيلي!"
وجد اليكس نفسه يرفعها بعيدًا عن الآخر بحكم العادة... يُوقفها قبل أن تفتعل عراكًا لا نهاية له! ولكن هذا لم يُقلّل من شأن
ساقيها القصيرين بل ورفست نيو بقدمها قائلة بحنق:" سأقلع لك أسنانك بحيث لا تلقي بكلامك في الهواء بلا تفكير مجددًا!"
وقف نيو يضحك بهيسترية وهو يستمتع بغضبها السريع لتهكم سخيف أطلقه وليستفزها عمدًا!
اقترب وهو يمسك خدودها ممازحًا:" أنتي ظريفة للغاية يا آني!"
ابتسم اليكس لما قاله نيو وهو مستمر برفعا في حين تقول بنبرة مرتفعة وخدودها في شد مستمر:" أخرس أيها المنحرف!
انزلني يا اليكس! توقفا عن التنمر عليّ بحق الإله، ستفقدان اسنانكما اذا تابعتما ازعاجي!"
كانت تصرخ وهي معلقة في الهواء وترفس نيو واليكس لعل أحدهم يتركها فتنتقم لنفسها على السخرية التي
تتلقاها من الآخران! وحين طال الأمر وهدأت تركاها وشأنها في الوقت نفسه في حين اردف نيو بملل
وهو يعطيها ظهره:" هذا لم يعد ممتعًا! لما توقفتِ عن الصياح!"
بالكاد استدار عنها حتى تلقى رفسة قوية منها على اسفل ظهره قذفت به طريحًا في لحظة غفلة لم يدركها!
رفع بيرت نظره من نيو الذي يرقد عند قدمه وآني التي تتنفس بصعوبة! ليقول باستهزاء:" هل انتهيتم عن اللعب أيها الأطفال!"
اعتدل وهو يترك لوحة الاستبيان من يديه ملحقا ببرود:" بيرت..أنا بيرت."
أدار وجهه ينظر يساراً نحو آني واليكس فقالت آني بحذر وهدوء غير عادي:" من أنت وما الذي تفعله هنا بحق السماء ؟!"
بقي ينظر في زرقاوتيها بشرود قبل أن يزفر بلاحيلة مردفًا:" عرفت نفسي! أنا بيرت.... لاتقلقي لست بديلك ياصغيرة!"
تربع نيو حيث وقع سابقًا وهو يرمقها مستفزًا: " مع الأسف!"
قطبت حاجبيها بسرعة وقبل أن تبدي أية رد فعل كانت ممسوكة من قُبعة التيشرت، من قبل عسلي العينين...
لينهض بيرت متنهدًا وهو يهمس لنفسه:" سيكون ذلك أصعب مما ظننت!"
حصل على انتباه الثلاثة اذ غدى صوته مسموعًا في لحظة صمت عام، جال بعينيه بينهم ليجدهم متسمرين وقد
حظى بانتباههم بالفعل... رفع لوحه الإلكتروني وهو يقول ببرود:" الإدارة تريد أن تُشكلوا فريقًا لتصميم لعبة للأجهزة اللوحية!"
توسعت أحداقهم عدى اليكس الذي أغمض عينيه وهو يبتسم معلقًا:" وأخيرًا!"
رمت آني بنفسها على الأريكة السوداء وهي تحتضن الوسادة البيضاء وتُغمض عينيها للحظة قبل أن تفتحهم محدقة
لحذائها الرياضي بشرود:" هكذا اذا!"
مدد نيو ذراعيه للخلف قبل أن يقول مبعثرًا شعره بملل:" وداعًا لأيام اللهو واللعب اذًا!"
مد يديه لبيرت وهو يبتسم مرخيًا ملامحه:" أنا نيو... تشرفت بمعرفتك.. لنصبح أصدقاء...!"
بقي بيرت يحملق بيده المعلقة في الهواء طويلًا قبل أن يحمل سترته المدرسية من على الأريكة ويتجاهله متجهًا
نحو باب الإستراحة:" سنجتمع في يوم العطلة... فكروا بأمور مفيدة ريثما تحين! لدينا شهرين فقط لذا علينا الإسراع!"

بقيت يد نيو معلقة وهو ينظر نحوها بشرود يختلجه عدم التصديق... والآخران ينظران للباب وهو يغلق اتوماتيكيًا بعد خروجه...
قطبت آني حواجبها لتقول بعبوس:" ياللغرور... من يظن نفسه على أي حال؟!"
ادارت بوجهها نحو نيو المُتَسَمِر على حاله لتُردف بغيض:" حتى لو كان نيو... فمازال تصرفًا غير لبق منه!"
أومئ اليكس موافقًا لها.. في حين ابتسم نيو خارجاً من صدمته وهو يقبض أصابعه بعزم... كتفت يديها ترمق اليكس
ليغمض عينيه بعد أن حدقا نحو بعضهما ومازال يقف خلفها كالعادة! انه نيو! واذا كان نيو مهووس العاب... فهو
مدمن على تكوين الصداقات مع الجميع! هما يدركان طبيعة صديقهما فقد مر كلُ منهما باصرار لا يتمنيانِ لغيرهما
أن يجربه مع نيو المحب لتكوين العلاقات!
ارتمت آني على الأريكة لتتمدد بعد نهارٍ شاق من العمل المستمر... جلس اليكس بعد أن أحضر عصيرًا من الثلاجة الصغيرة
في زاوية الغرفة... فتح العبوة وارتشف منها وقدم الآخرى لآني... بقي نيو جالسًا وهو يبتسم للتحدي الذي وجده عند بيرت
وهو يحرك المكعب بيد واحدة! بعد فترة لاتتجاوز الدقيقتين أنهى حله بشرود ووضعه على الطاولة وسط الأريكة المدورة
وعيناه تبتسم بعزم وقد اكتملت كل خططه الأساسية والجانبية لتضمن له نتيجة لن ترضيه غيرها!
هو لن يقبل أقل من أن يرضخ له بيرت ويقبل صداقته!

توجه بيرت نحو بيت عائلته التي تتكون من والده وحسب... كان السائق لايكف عن اختلاس النظر نحو سيدهُ الصغير بقلق...
كان ينظر نحو يده متسمرًا واعتلى وجهه شيء من الحمرة!
لطالما رغب الجميع في المدرسة توطيد علاقتهم به... وريث والده الوحيد! مركزه ومكانته في المجتمع ذات صيت
تتحدث به الصحف وبرامج اخبار المشاهير حتى! كل تلك الصفات جعلت منه محط انظار زملائه الذين استسلموا
عن محاولة بناء صداقات معه... وهو لم يكن طفلًا يومًا، فقد نضج باكرًا بالفعل! لا يريد منح الفرصة لأحد يستغل
او يكسر ثقته لابسًا ثوب الصداقة!
لكن نيو كان صفعة بالنسبة له! مر وقت طويل منذ آخر مرة مدت له يد الصداقة اذ استسلم زملائه منه... يتهمونه بالغرور
لمجرد رفضه صنع صداقة يُحتمل أن تكون هشة فتخترق شظاياها عالمه... وما أكثر اعبائه في الحياة! كونه وريث أبيه الوحيد
وشهرته لاتعني بأنه مرتاح ويبسط قدميه في الماء، فهيّ تأتي مع مسؤوليات اكبر... فكل ما كانت الشهرة والمكانه اكبر،
حملت مسؤوليات اكبر.
بمجرد الوصول ارتمى في حضن سريره بملابسه متعبًا... اردف بصوت متقطع:" احتاج لحمام..."
لكن سرعان ما غط في نوم عميق متناسيًا العشاء ووالده الذي كان ينتظرعودته طوال النهار.

نهض متعرقًا وهو يسحب ربطة عنقه الزمردية ويفتح ازرار قميصه الأبيض بتعب... لقد أدرك أنه استسلم للنوم من التعب...
سرعان ما خلع ملابسه ودخل الحمام مرخيًا جسده في المغطس لبعض الوقت... فتح خزانته وأخذ ملابسه المدرسية البديلة
وارتداهم بكسل، جال ببصره نحو الساعة الكريستالية التي تزين الطاولة الصغيرة بجانب سريره وهي تشير للخامسة صباحاً...
تمتم بملل وهو يفرك مؤخرة رأسه بيسراه:" هذا مزعج..."
أخرج كتبه وبدأ يدرس قليلًا قبل أن يغادر للمشفى والمدرسة وتليهما الشركة... نهض عند السادسة ودخل غرفة الطعام
ليجد الخادمة تقف وهي تسكب له عصيرًا قرمزي اللون... جلس يأكل الشطائر المعدة سابقًا خصيصًا له ورشف العصير
دفعة واحدة على مرأى الخادمة المستغربة... ترك الكأس على الطاولة وقد عج صدى ملامسة الطاولة في الغرفة الشبه خالية...
نهض يتمتم بكلمات شكر وهو يغادر نحو مدخل البيت الذي وصف القصر ليس بقليل عليه واستقبله السائق الشاب
وهو يفتح باب السيارة السوداء له...
وقف ينظر للخلف من حيث خرج وللحظة استعاد كيف نيو وهو يمد يديه... ركب السيارة وهو يتمتم عاقدًا حاجبيه:" سحقًا!"


بقي صامتًا وهو مازال كسلًا لنومه الطويل في اليوم السابق... بعد فتره وجيزة كسر سائقه مارتن الصمت
متسائلًا بنبرة متوسطة:" للمشفى يا سيدي؟!"
أومئ وهو شاردًا وخلال عشرون دقيقة كان يخطو ببط في الممر العريض وهو يمسك سوسنة أخرى
لمريضته التي باتت تحتل نصف تفكيره...
طرق الباب ثلاث مرات وفتح الباب مباشرةً... كانت تجلس والممرضة تساعدها على ارتداء قميص زهري مخصص للمشفى
وبقيت تشع خجلًا رغم أن الضمادات تغطي جسدها جيدًا! اغلق الباب بغير أن ينتبه للوضع وهو شارد تحركت قدماه بلا وعي...
وضع الزهرة الجديدة وبقي يتلمس اوراقها البنفسجية بأطراف اصابعه الخلفية... ثم رفع يده وهو ينظر لأطراف اصابعه بذهول...
كانت الممرضة قد استغلت شروده وأنهت الباسها القميص واغلقت ازرارها مبتسمة محاولة اخفاء ضحكتها على الموقف
والأخرى تتوهج متوردة حتى اذنيها! جلس على الأريكة في الزاوية وهو يتكئ بوجهه على أصابع يسراه واضعا
القدم فوق الأخرى بشرود مستمر... غيرت الممرضة المصل وخرجت مستأذنة فاستعاد انتباهه للجالسة مقابله على طرف السرير!
حركت جسدها بصعوبة وهي تجر علاقة المصل وتتكئ عليها... نهض مفزوعًا:" لاداعي للحراك! ستؤذين نفسك وحسب."
نفت تحرك رأسها تبتسم بصعوبة:" لابأس.. أنا بخير... مللت النوم على السرير، أريد أن أتحرك..."
لم تختفي نبرتها المتوترة رغم أنها بدت عازمة على قطع الخطوات الخمس نحو الأريكة الجلدية.. استغرقت وقتًا وكان
يضع يده على ظهرها تحسبًا أن تقع فيمسكها قبل أن تؤذي نفسها أكثر مما هي عليه... جلست على الأريكة بعد بذل مجهود
كفيل بجعل انفاسها تتسارع والعرق يتصبب على بشرتها السمراء... ولم يختفي توردها الناتج عن خجلها للموقف السابق.

ناداها بلا مقدمات وهو يتلمس الضمادات حول عنقها فاستنفرت متوترة بشدث تنتظر كلماته، ليردف بشرود:" برأيك
لما قد يطلب شخص صداقتك من اول لقاء؟!"
توسعت حدقتاها لتقول متناسية توترها:" هذا غريب!"
رفع حاجبه الأيسر باستنكار لتردف وهي تحدق بعيدًا عنه:" أنا لا اعلم! قد لا يبدو ذلك عليّ لكنني حقًا لا أفهم بأمور الصداقة وماشابه!"
قال بصراحة مفاجئة:" ليس كأنك تملكين قائمة تتضمن اسما واحدا حتى! اعرف أنك لا تملكين الخبرة وأنا لا اختلف عنك بشيء!"
شدت حاجبيها بانتباه اكبر... فأكمل وهو يتابع لمس الضمادة حول عنقها بأطراف أصابعه...:" انه معقد! اقصد بناء الصداقات...
سابقًا كُنت أحاول لكن في مرحلةٍ ما اعتزلت المحاولة! انهم لا يحاولون فهمك ولكن يريدون البقاء معك لأسباب انانية!"

صمت للحظات قبل أن يستأنف وهو يعيد شعره متمردة لخلف اذنها اليمنى، بيسراه:" ذلك الفتى... قالها مبتسما
وعيناه تلمع بصدق عجزت عن استنكاره!... هو حتى لا يعرف من اكون حقًا! لكنه مد يده طالبًا صداقتي بسهولة...."
تراجع عاقدًا أصابعه وهو تائه عن الواقع بنبرة منخفضة:" لقد كنت خجلًا للغاية حين اختليت بنفسي.. لأنني لم اصافحه!
لكنه لمس الوتر الحساس في شخصيتي حين قال ببساطة (أنا نيو... تشرفت بمعرفتك.. لنصبح أصدقاء...!) لقد قالها بسهولة محضة."
نظر نحو عيونها الثعلبية المستنكرة وهو يتوق لسبب قد يلتمسه في كلماتها، لكنها أخفضت جفنها لتصبح عيناها نصف مغلقة فتظهر أهدابها الطويلة وهي تنظر ليديه المشبكة والتي صدف أنها ترتجف قليلًا...
استرسلت بخجل تلمسه في نبرتها:" ربما يجب أن تمنح نفسك الفرصة! أنت تملك كل ما يجعلك قادر على صنع الصداقات بسهولة!"
رفع حاجبه باستنكار لتردف بتوتر وهي تنظر بعيدًا عنه:" أقصد .. أقصد أنك لست انطوائي وما شابه!"

بقي يفكر بكلماتها القليلة بعمق ليخرجه رنين هاتفه الأبيض من شروده... أجاب بملل ليأتيه صوت السائق مارتن:
" أكل شي بخير ؟ لقد تأخرت بالعودة وبالتالي ستتأخر عن المدرسة!"
أغلق الهاتف ونهض يلمس عنقه بعد أن قال بانزعاج:" سأتي حالًا!"
رمقها بصمت قبل أن يخاطبها:" من الأفضل أن تعودي للإستلقاء! قرأت مرة أن الإستلقاء يُسَرِعُ الشفاء!"
انحنى نحوها وحملها على غفلة ووضعها على سريرها بهدوء وخرج مودعًا اياها...

بقيت تستعيد ملامحه الشاردة، بدى لها أن الموضوع حقَا يؤرقه فهمست بشرود...:" الصداقة؟!"
تلمست ذراعها المجبرة باليسرى غير مستوعبة لتصرفه الغريب ولم تكن لتصدق لولا دفئ يديه الذي أبى أن يتلاشى....
لقد كان ذلك أول احتكاك لهما! لقد كان يقف بعيدًا كلما أتى لزيارتها متمتمًا ببضع اسألة...
" نبرته كانت دافئة!"


حضر بضعة حصص وهو يدون ملاحظات بين الفنية والأخرى في مفكرته البُنية الصغيرة، أفكار عشوائية لمشروع اللعبة...
ترك القلم وقد وصل لنتيجة واحدة مردفًا لنفسه بشرود:" علينا أن نختار تصنيفًا أو ماشابه !"

حمل كتبه ووضعهم في حقيبته وغادر قاعة الدرس بمجرد أن رن الجرس، كانت اصوات وقع الأقدام تطربه
وهمسات الطلاب تتعالى شيئا فشيئا.... وقف مارتن يفتح الباب مرحبًا بسيده بابتسامة.... جلس يلتقط قنينة الماء
الموجودة حيث جلس وارتشف منها الكثير بعدة جرعات مُتباعدة... وضع قدمه اليسرى فوق الأخرى وهو يقتل الوقت
بالعبث بجهازه اللوحي ببرود...

دخل مبنى الشركة ثم وقف في المصعد وهو شارد في جهازه اللوحي، انما سرق لحظة انتباه وجيزة لضغط زر
وجهته المرجوة ثم عاد يتابع ماكان يفعله، لكنه لم يغفل عن دخول احدهم للمصعد في آخر لحظة!
قال وهو يحمل علبة كعك شفافة معاتبًا:" شكرًا لإيقاف المصعد..! الم تسمعني اناديك؟ بيرت... بيرت."
ناداه وهو يمسك كتفه ليستعيد وعيه للواقف أمامه متوسع العينين ليزم شفتيه متمتما لنفسه:
" لما هو من بين كل الموظفين بحق السماء؟!"
رمقه باستياء مردفًا بقسوة تعمدها:" اتُهرج دائمًا مع الجميع؟! لورأيتك لضغطت زر المصعد اسرع من ذلك!"
قهقه غير مبالٍ لكلامه:" تبدو الطف من ذلك!"
تجاهله لبعض الوقت... هو لايريد أن يجعل الموضوع شخصي بينهما... لكنه لم يستطع اخفاء استيائه وبقي يتمنى
الوصول للقبو اسرع لكن هيهات! فقد توقف المصعد فجأة ليجد بيرت نفسه عالقًا مع نيو الذي اظهر شيئاً من الصبر منتظرًا...
قال بيرت متوترًا وهو يعض شفته السفلى:" عطل... أم انقطاع بالكهرباء؟"
وأتاه الجواب حين تحدث مراقب المصعد عبر مكبر الصوت في الزاوية:" نعتذر على العطل الفني...
سيستغرق اصلاحه وقتًا لذا نطلب منكما أن تلزما هدوئكما وتتحليا بالصبر رجاءً!"
جلس نيو متكئاً على أحد الزوايا بهدوء بعد أن ترك حقيبة ظهره الجلدية بجانبه وأرسل لآني التي تنتظر علبة الدونات
التي معه عن ماحدث بسرعة... وبعد دقائق بدأ التوتر يظهر على بيرت وهو يفتح ربطة عنقه ويرميها على الأرض بجانب
سترته التي وقعت بلا شعور منه والعرق يتصبب على جبينه بوضوح.... وكلما استمر الوقت بالمضي جلى انزعاجه اكثر...
جلس بجانب نيو وهو يهدأ نفسه ويحاول التنفس ببطء... سرق نيو نظرة متفحصة نحو الآخر الذي اخفض رأسه مخفياً ملامحه...
-:" اوي... بيرت... هل أنت بخير.."
-:" أنا بخير.. بخير..."
-:" توقف عن استغفالي أنت تتعرق بكثرة مع أن الجو بارد نسبيًا... وبالكاد تلتقط انفاسك! أي بخيرٍ هذا؟!"
قال الأخيرة بسخرية ليردف بقلق وهو يحركه من كتفه:" هل ثمة خطب! أيعقل أنك تخ....."
قطع بيرت كلامه وهو يبعد يده عن كتفه منزعجًا:" هذا لا يعنيك بشيء!"
سحب حقيبته وأخرج قنينة الماء ورشف ماتبقى منها ليُهدأ نفسه مردفًا:" لا بأس ... سيخرجونا قريبًا!"
نظر نحوه بشك ليحول نظره نحو كاميرا المراقبة في الزاوية ويقول بانزعاج:" ألا يمكنكم الإسراع...
أكاد أختنق لضيق المكان!... فأنا أرهب الأماكن المغلقة!"
اعتلت ملامح بيرت اندهاش شديد وهو يرفع رأسه نحو الآخر مستنكرًا! ليقول بحذر:" ما الذي تهذي به؟!"
استدار نحوه مبتسمًا:" كما سمعت ... "
ادار ازرق العينين وجهه منزعجًا وهو يتمتم:" حشري!"
لكنها لم تخفي ابتسامة الأشقر ابدًا، وبعد مضي دقائق تحرك المصعد عائدًا نحو الأسفل! وبمجرد أن فتح الباب تجاوز بيرت،
نيو وهو يحمل حقيبة ظهر سوداء وخرج طالبًا بعض الهواء الطازج... وذلك تحت مرأى آني واليكس الذين جائا
حين عرفا بتعطل المصعد من نيو مباشرةً!

توجه الثلاثة خلف بيرت بقلق ووقفوا خلفه وهو يلتقط انفاسه بصعوبة! اقتربت منه وهي تفحصه بزرقاوتيها
واضعة يمناها على ظهره:" هل أنت بخيرٍ سيد بيرت!"
استنكر نيو اسلوب آني في الكلام مرددًا في نفسه:" سيد بيرت؟!"
التفت نحوها وهو يتقط انفاسه واليكس يقف خلفها منتظرًا الإجابة بقلق:" لا بأس... أنا بخير! لكنني سأعود للبيت فقد
استنزفت ما تبقى لي من طاقة!"
قال ذلك وركب السيارة بعد أن فتح مارتن باب سيارته السوداء تحت نظراتهم المستغربة... اخذ قنينة ماء أخرى ليشرب منها
بوفور ريثما يتخذ مارتن مكانه خلف المقود... لكنه نزل ووقف أمام نيو متجاوزًا الآخرين ومد يده ليصافحه:
" بيرت جوليان كينت... أعتذر عن فضاضتي في الأمس!"
ابتسم نيو ببلاهة ولم يدرك الموقف... مد يده قائلًا:" سعدت بمعر......"
استنكر ماسمعه ليردف متابعًا:" أوي أنت تقربُ مالك الشركة العجوز!؟"
ابتسم بيرت باستهزاء مجيبًا:" ابن ذلك العجوز الوحيد تحديدًا!"
توسعت حدقتاه على أوجها كمن تلقى خبرًا مفجعًا ليهمس مستنكرًا:" ابنه؟!"
طقطق بيرت رأسه بأسى وهو يحدق بيديهما المعلقة ببعض في الهواء وشرد مردفًا:" أنا.... لا أعرف ما الأصدقاء..
لكن لا ضير في أن أخوض واكتشف بنفسي قبل أن أحكم! سعدت بمعرفتك، نيو جونز...."

كان الجو يعبق برائحة فواحة حملتها الرياح من الغرب، وقرص السماء الذهبي ينذر بخبوته في الأفق....
لأول مرة في حياته، سيمنح نفسه فرصة... كان ذلك أحد تأثيرات حادث آيرس على شخصية بيرت المنطوية.... .




*يتبع*






 
التعديل الأخير تم بواسطة فِريـال ; 04-30-2020 الساعة 07:27 PM

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2020, 11:03 PM   #5
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,692 [ + ]
 التقييم :  38750
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 25
تم شكره 7 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





كلمةة؛
اتمنى تغوصوا في عالم الرواية الي اعتبره اجمل اعمالي
بشخصيات منوعة وقصص مختلفة واحداث قد تجد نفسك في ما تحمله السطور من مواقف ومشاعر
الرواية رمضانية، وان شاء الله رح يكون فيه فصل كل يومين الى ثلاثة وتختم قبل العيد
البوستر عبارة عن رسمي للشخصيات لهيك امدحوني بليز xD
عانيت من التوقعات الزائدة من نفسي بالتصميم لدرجة كل شيء اصممه مايعجبني
لهيك دبست وسام في التصميمxD

شكر خاص؛ لمصممي وسام على تصميم الافتتاحية والطقم الجميل cute8





 
 توقيع : فِريـال


التعديل الأخير تم بواسطة فِريـال ; 04-27-2020 الساعة 11:13 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سِحر كَوني || ● أعِدها لَنـا ! لارِي. روايات الانمي_ روايات طويلة 14 05-20-2020 01:12 AM


الساعة الآن 11:35 PM